حضرة الإمام جعفر بن محمّد الصَّادق عليه السَّلام
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, داود الرقي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: ما لي أرى لونك متغيراً؟ قلت: غيَّره دين فادح عظيم, وقد هممت بركوب البحر إلى السند لإتيان أخي فلان، قال: إذا شئت فافعل، قلت: تروعني عنه أهوال البحر وزلازله، فقال: يا داود إن الذي يحفظك في البر هو حافظك في البحر, يا داود لولا إسمي وروحي لما أطردت الانهار, ولا أينعت الثمار, ولا اخضرت الأشجار، قال داود: فركبت البحر حتى إذا كنت بحيث ما شاء الله من ساحل البحر, بعد مسيرة مائة وعشرين يوماً, خرجت قبل الزوال يوم الجمعة, فإذا السماء متغيمة, وإذا نور ساطع من قرن السماء إلى جدد الارض وإذا صوت خفي: يا داود هذا أوان قضاء دينك, فارفع رأسك قد سلمت، قال: فرفعت رأسي أنظر النور, ونوديت: عليك بما وراء الاكمة[1] الحمراء فأتيتها, فإذا بصفائح ذهب أحمر, ممسوح أحد جانبيه وفي الجانب الآخر مكتوب: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}[2] قال: فقبضتها, ولها قيمة لا تحصى، فقلت: لا أُحدِّث فيها حتى آتي المدينة, فقدِمتها، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا داود إنما عطاؤنا لك النور الذي سطع لك, لا ما ذهبت إليه من الذهب والفضة, ولكن هو لك هنيئاً مريئاً عطاء من رب كريم, فأحمد الله.
قال داود: فسألت معتباً خادمه, فقال: كان في ذلك الوقت الذي تصفه يحدِّث أصحابه, منهم: خيثمة, وحمران, وعبد الأعلى, مقبلاً عليهم بوجهه, يحدثهم بمثل ما ذكرت, فلما حضرت الصلاة قام فصلى بهم، قال داود: فسألت هؤلاء جميعاً, فحكوا لي حكاية معتب.[3]
* العلامة المجلسي في البحار, - عن البرسي - روي أن المنصور يوماً دعاه - أي الإمام الصادق عليه السلام - فركب معه إلى بعض النواحي فجلس المنصور على تل هناك وإلى جانبه أبو عبد الله عليه السلام, فجاء رجل وهمَّ أن يسأل المنصور ثم أعرض عنه وسأل الصادق عليه السلام, فحثى له من رمل هناك ملء يده ثلاث مرات وقال له: اذهب واغل, فقال له بعض حاشية المنصور: أعرضت عن المَلك وسألت فقيراً لا يملك شيئاً!! فقال الرجل وقد عرق وجهه خجلاً مما أعطاه: إني سألت من أنا واثق بعطائه, ثم جاء بالتراب إلى بيته فقالت له زوجته: من أعطاك هذا؟ فقال: جعفر عليه السلام, فقالت: وما قال لك؟ قال: قال لي: اغل, فقالت: إنه صادق فاذهب بقليل منه إلى أهل المعرفة وإني أشم فيه رائحة الغنى, فأخذ الرجل منه جزءاً و مر به إلى بعض اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم وقال له ائتني بباقيه على هذه القيمة.[4]
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله تعالى لابراهيم {خذ أربعة من الطير فصرهن}[5] أوَ كانت أربعة من أجناس مختلفة؟ أو من جنس واحد؟ فقال عليه السلام: أتحبون أن أريكم مثله؟ قلنا: بلى! قال: يا طاووس، فإذا طاووس طار إلى حضرته, ثم قال: يا غراب، فإذا غراب بين يديه, ثم قال: يا بازي, فإذا بازي بين يديه, ثم قال: يا حمامة، فإذا حمامة بين يديه, ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها, وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض.
ثم أخذ برأس الطاووس, فقال: يا طاووس، فرأينا لحمه وعظامه وريشه, يتميز من غيره حتى التزق ذلك كله برأسه, وقام الطاووس بين يديه حياً, ثم صاح بالغراب كذلك, وبالبازي والحمامة مثل ذلك, فقامت كلها أحياء بين يديه.[6]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,حدثنا عبد الله قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد, قال: قلت للصادق عليه السلام: أتقدر أن تمسك الشمس بيدك؟ فقال عليه السلام: لو شئت لحجبتها عنك، فقلت: افعل، قال: فرأيته وقد جرها كما تُجر الدابة بعنانها, فاسودت وانكسفت, وذلك بعين أهل المدينة كلهم حتى ردها.[7]
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, قال بعض أصحابه قال: حملت مالاً إلى أبي عبد الله عليه السلام فاستكثرته في نفسي، فلما دخلت عليه دعا بغلام، وإذا طشت في آخر الدار، فأمره أن يأتي به، ثم تكلم بكلام لما أتي بالطشت، فانحدرت الدنانير من الطشت حتى حالت بيني وبين الغلام، ثم التفت إليّ وقال: أترى نحتاج إلى ما في أيديكم؟ إنما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم به.[8]
* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روي أن المنصور لما أراد قتل أبي عبد الله عليه السلام استدعى قوماً من الأعاجم يقال لهم البعرعر لا يفهمون ولا يعقلون, فخلع عليهم الديباج المثقل, والوشي المنسوخ, وحملت إليهم الأموال, ثم استدعاهم وكانوا مائة رجل, وقال للترجمان: قل لهم: إن لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه إذا دخل, فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره, فاستدعى جعفراً عليه السلام وأمره أن يدخل وحده, ثم قال للترجمان: قل لهم هذا عدوي فقطعوه, فلما دخل الإمام تعاووا عوي الكلاب! ورموا أسلحتهم, وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم, وخروا له سجداً, ومرغوا وجوههم على التراب! فلما رأى المنصور ذاك خاف!! وقال: ما جاء بك؟ قال: أنت, وما جئتك إلا مغتسلاً محنطاً, فقال المنصور: معاذ الله أن يكون ما تزعم, ارجع راشداً, فخرج جعفر عليه السلام والقوم على وجوههم سجداً, فقال للترجمان: قل لهم: لم لا قتلتم عدو الملك؟ فقالوا: نقتل ولينا الذي يلقانا كل يوم, ويدبر أمرنا كما يدبر الرجل أمر ولده ولا نعرف ولياً سواه, فخاف المنصور من قولهم فسرحهم تحت الليل, ثم قتله بعد ذلك بالسم.[9]
* ابن شهر آشوب في المناقب, عن سعد القمي قال أبو الفضل بن دكين: حدثني محمد بن راشد, عن أبيه, عن جده قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام علامة, فقال: سلني ما شئت أخبرك إن شاء الله, فقلت: أخ لي بات في هذه المقابر فتأمره أن يجيئني, قال: فما كان اسمه؟ قلت: أحمد, قال: يا أحمد قم باذن الله وبإذن جعفر بن محمد, فقام والله وهو يقول: أتيته.[10]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا أبو محمد سفيان, عن أبيه, عن الأعمش, عن قبيصة بن وائل, قال: كنت مع الصادق عليه السلام حتى غاب, ثم رجع ومعه عذق من الرطب, وقال: كانت رجلي اليمنى على كتف جبرئيل, واليسرى على كتف ميكائيل, حتى لحقت بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي وأبي عليهم السلام فحبوني بهذا لي ولشيعتي.[11]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, بإسناده عن محمد بن أبي عمير, عن علي بن حسان, عن جعفر ابن هارون الزيات, قال: كنت أطوف بالكعبة وأبو عبد الله عليه السلام في الطواف, فنظرت إليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة الله؟ وهذا الذي لا يقبل الله شيئاً إلا بمعرفته؟ قال: فإني في هذا متفكر إذ جاءني أبو عبد الله عليه السلام من خلفي, فضرب بيده على منكبي, ثم قال: {أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسعر}[12] ثم جازني.[13]
* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى, عن عمر بن عبد العزيز, عن رجل, عن الحسين بن أحمد الخيبري عن يونس بن ظبيان, والمفضل بن عمر, وأبي سلمة السراج, والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ولو أشاء أن أقول بإحدى رجليّ أخرجي ما فيك من الذهب, ثم قال: بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطاً فانفرجت الأرض, ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها, ثم قال: انظروا فيها حسناً حسناً حتى لا تشكون, ثم قال: انظروا في الأرض فإذا سبائك في الأرض كثيرة بعضها على بعض تتلألأ[14] فقال له بعضنا: أُعطيتم ما أُعطيتم وشيعتكم محتاجون؟ فقال: إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ويدخلهم جنات النعيم ويدخل عدونا نار الجحيم.[15]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة,أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن هذيل، عن محمد بن سنان قال: وجه المنصور إلى سبعين رجلاً من أهل كابل، فدعاهم فقال لهم: ويحكم أنكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسى، وأنكم تفرقون بين المرء وزوجه، وأن أبا عبد الله جعفر بن محمد ساحر مثلكم، فاعملوا شيئاً من السحر، فإنكم إن أبهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة، والمال الجزيل, فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور، وصوروا له سبعين صورة من صور السباع، لا يأكلون ولا يشربون، وإنما كانت صوراً، وجلس كل واحد منهم تحت صورته، وجلس المنصور على سريره، ووضع إكليله على رأسه، ثم قال لحاجبه: ابعث إلى أبي عبد الله, فقام فدخل عليه، فلما أن نظر إليه وإليهم وما قد استعدوا له، رفع يده إلى السماء، ثم تكلم بكلام، بعضه جهراً وبعضه خفياً ثم قال: ويحكم أنا الذي أبطل سحركم! ثم نادى برفيع صوته: قسورة خذهم! فوثب كل سبع منها على صاحبه وافترسه في مكانه، ووقع المنصور من سريره وهو يقول: يا أبا عبد الله أقلني!! فوالله لا عدت إلى مثلها أبداً!! فقال له: قد أقلتك, قال: يا سيدي، فرد السباع إلى ما أكلوا, قال: هيهات! إن عادت عصا موسى فستعود السباع.[16]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم, عن أبيه, عن بعض رجاله, عن الحسن بن شعيب عن محمد بن سنان, عن يونس بن ظبيان, قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فخرج إليَّ معتب فأَذن لي, فدخلت ولم يدخل معي كما كان يدخل، فلما أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صورة أبي عبد الله عليه السلام فسلَّمت عليه كما كنت أفعل, قال: من أنت يا هذا؟ لقد وردت على كفر أو إيمان؟ وكان بين يديه رجلان كأن على رؤوسهما الطير, فقال لي: أدخل، فدخلت الدار الثانية, فإذا رجل على صورته صلى الله عليه, وإذا بين يديه جمع كثير كلهم صورهم واحدة, فقال: من تريد؟ قلت: أريد أبا عبد الله عليه السلام فقال: قد وردت على أمر عظيم, إما كفر أو إيمان.
ثم خرج من البيت رجل قد بدا به الشيب, فأخذ بيدي, وأوقفني على الباب وغشي بصري من النور, فقلت: السلام عليك يا بيت الله ونوره وححابه، فقال: وعليك السلام يا يونس، فدخلت البيت فإذا بين يديه طائران يحكيان, فكنت أفهم كلام أبي عبد الله عليه السلام ولا أفهم كلامهما، فلما خرجا قال: يا يونس, سل, نحن نجلي النور في الظلمات, ونحن البيت المعمور الذي من دخله كان آمناً, نحن عزة الله وكبرياؤه، قال: قلت: جعلت فداك, رأيت شيئاً عجيباً, رأيت رجلاً على صورتك! قال: يا يونس, إنا لا نوصف, ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الله له أن يصيره مع أخ له في السماء الرابعة، قال: قلت: فهؤلاء الذين في الدار؟ قال: هؤلاء أصحاب القائم من الملائكة، قال: قلت: فهذان؟ قال: جبرئيل وميكائيل, نزلا إلى الأرض, فلن يصعدا حتى يكون هذا الامر إن شاء الله تعالى, وهم خمسة آلاف.
يا يونس, بنا أضاءت الأبصار, وسمعت الآذان, ووعت القلوب الايمان.[17]
* الميرزا النوري في مستدرك الوسائل, كتاب عبد الملك بن حكيم, عن بشير النبال قال: كنت على الصفا وأبو عبد الله عليه السلام قائم عليها، إذا انحدر وانحدرتُ في أثره، قال: وأقبل أبو الدوانيق على جمازته، ومعه جنده على خيل وعلى إبل فزحموا أبا عبد الله عليه السلام حتى خفت عليه عليه السلام من خيلهم، فأقبلت أقيه بنفسي، وأكون بينهم وبينه بيدي، قال: فقلت في نفسي: يا رب عبدك، وخير خلقك في أرضك، وهؤلاء شر من الكلاب قد كانوا يتعبونه! قال: فالتفت إلي وقال: يا بشير, قلت: لبيك! قال: إرفع طرفك لتنظر قال: فإذا والله وافية[18] أعظم مما عسيت أن أصفه! قال فقال: يا بشير إنا أُعطينا ما ترى، ولكنا أمرنا أن نصبر فصبرنا.[19]
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, صفوان بن يحيى قال: قال لي العبدي: قالت أهلي لي: قد طال عهدنا بالصادق عليه السلام فلو حججنا وجددنا به العهد, فقلت لها: والله ما عندي شيء أحج به, فقالت: عندنا كسوة وحلي, فبع ذلك وتجهز به, ففعلت, فلما صرنا بقرب المدينة مرضت مرضاً شديداً حتى أشرفت على الموت, فلما دخلنا المدينة خرجتُ من عندها وأنا آيس منها, فأتيت الصادق عليه السلام وعليه ثوبان ممصران, فسلمت عليه, فأجابني وسألني عنها, فعرّفته خبرها وقلت: إني خرجت وقد أيست منها, فأطرق ملياً, ثم قال: يا عبدي أنت حزين بسببها؟ قلت: نعم, قال: لا بأس عليها, فقد دعوت الله لها بالعافية, فارجع إليها فإنك تجدها قد فاقت وهي قاعدة, والخادمة تلقمها الطبرزد, قال: فرجعت إليها مبادراً, فوجدتها قد أفاقت وهي قاعدة, والخادمة تلقمها الطبرزد! فقلت: ما حالك؟ قالت: قد صب الله علي العافية صباً وقد اشتهيت هذا السكر, فقلت: خرجتُ من عندك آيساً, فسألني الصادق عنك فأخبرته بحالك, فقال: لا بأس عليها إرجع إليها فهي تأكل السكر.
قالت: خرجت من عندي وأنا أجود بنفسي, فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال: مالك؟ قلت: أنا ميتة, وهذا ملك الموت قد جاء لقبض روحي, فقال: يا ملك الموت, قال: لبيك أيها الإمام! قال: ألست أمرت بالسمع والطاعة لنا؟ قال: بلى! قال: فإني آمرك أن تؤخر أمرها عشرين سنة, قال: السمع والطاعة, قالت: فخرج هو وملك الموت من عندي, فأفقت من ساعتي.[20]
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مُثَّنى الحناط عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارث الانبياء، عَلِم كما عَلموا؟ قال لي: نعم، قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص؟ قال: نعم بإذن الله، ثم قال لي: أدن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شيء في البلد, ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصاً؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت كما كنت، قال: فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.[21]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا سفيان, عن وكيع, عن الاعمش, عن قيس ابن خالد, قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد رفع منارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده اليسرى, وحيطان القبر بيده اليمنى, ثم بلغ بهما عنان السماء ثم قال عليه السلام: أنا جعفر, أنا النهر الأغور[22], أنا صاحب الآيات الأقمر[23], أنا ابن شبير وشبر.[24]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,حدثنا أبو محمد سفيان, عن وكيع, عن عبد الله بن قيس, عن أبي مناقب الصدوحي, قال: رأيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وقد سُئل عن مسألة, فغضب حتى امتلأ منه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبلغ أفق السماء, وهاجت لغضبه ريح سوداء حتى كادت تقلع المدينة, فلما هدأ, هدأت لهدوئه, فقال عليه السلام: لو شئت لقلبتها على من عليها, ولكن رحمة الله وسعت كل شيء.[25]
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني الحسين بن عبد الصمد, عن الحسن بن علي بن أبي عثمان قال: حدثنا العباد بن عبد الخالق, عمن حدثه, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل اثني عشر ألف عالم, كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين, ما ترى عالم منهم أن لله عز وجل عالماً غيرهم, وأنا الحجة عليهم.[26]
* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب,عن داود بن ظبيان قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا والمفضل بن أبي المفضل ويونس بن ظبيان، فقال أحدهما لأبي عبد الله عليه السلام: أرني آية من الارض, وقال الآخر: أرني آية من السماء, فقال: يا أرض انفرجي! فانفرجت مد البصر, فنظرت إلى خلق كثير في أسفل الارض, ثم قال: يا سماء انشقي! فانشقت, قال: فلو شئت أن أجتذب السماء بيدي هاتين لفعلت, فقال: استشف[27] وانظر ثم تلا هذه الاية: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}[28].[29]
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي, عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي، عن عبد الجبار بن محمد، عن داود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور قال: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يستقدمه لشيء بلغه عنه، فلما وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال: أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار، فإني رأيت حرده[30] عليك شديداً، فقال الصادق عليه السلام: عليَّ من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله، استأذن لي عليه، فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فرد عليه السلام ثم قال له: يا جعفر، قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبيك علي بن أبي طالب: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به, وقال علي عليه السلام: يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي: محب غال، ومفرط قال, قال ذلك اعتذاراً منه أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرط، ولعمري إن عيسى بن مريم عليه السلام لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله، ولقد تعلم ما يقال فيك من الزور والبهتان، وإمساكك عن ذلك ورضاك به سخط الديان، زعم أوغاد الحجاز ورعاع الناس أنك حبر الدهر وناموسه، وحجة المعبود وترجمانه، وعيبة علمه وميزان قسطه، مصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدك في الدنيا عملاً، ولا يرفع له يوم القيامة وزناً، فنسبوك إلى غير حدك، وقالوا فيك ما ليس فيك، فقل فإن أول من قال الحق جدك، وأول من صدقه عليه أبوك، وأنت حري أن تقتص آثارهما وتسلك سبيلهما!
فقال الصادق عليه السلام: أنا فرع من فروع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة، وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر.
فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال: هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه، ولا يبلغ عمقه، يحار فيه العلماء، ويغرق فيه السبحاء، ويضيق بالسابح عرض الفضاء, [...] الخبر.[31]
* العلامة المجلسي في البحار, إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبي بصير وداود الرقي عن معاوية بن عمار ومعاوية بن وهب، عن ابن سنان قال: كنا بالمدينة، حين بعث داود بن علي[32] إلى المعلى بن خنيس فقتله فجلس أبو عبد الله عليه السلام فلم يأته شهراً قال: فبعث إليه أن ائتني, فأبى أن يأتيه، فبعث إليه خمس نفر من الحرس فقال: ائتوني به، فإن أبى فائتوني به أو برأسه، فدخلوا عليه وهو يصلي ونحن نصلي معه الزوال فقالوا أجب داود بن علي! قال: فإن لم أجب؟ قال: أمرنا أن نأتيه برأسك, فقال: وما أظنكم تقتلون ابن رسول الله! قالوا: ما ندري ما تقول! وما نعرف إلا الطاعة, قال: انصرفوا فإنه خير لكم في دنياكم وآخرتكم، قالوا: والله لا ننصرف حتى نذهب بك معنا أو نذهب برأسك, قال: فلما علم أن القوم لا يذهبون إلا بذهاب رأسه وخاف على نفسه، قالوا: رأيناه قد رفع يديه، فوضعهما على منكبيه، ثم بسطهما، ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول: الساعة الساعة! فسمعنا صراخاً عالياً فقالوا له: قم! فقال لهم: أما إن صاحبكم قد مات وهذا الصراخ عليه، فابعثوا رجلاً منكم فإن لم يكن هذا الصراخ عليه قمت معكم، قال: فبعثوا رجلاً منهم فما لبث أن أقبل فقال: يا هؤلاء قد مات صاحبكم، وهذا الصراخ عليه فانصرفوا, فقلت له: جعلنا الله فداك ما كان حاله؟ قال: قتل مولاي المعلى بن خنيس فلم آته منذ شهر فبعث إلي أن آتيه فلما أن كان الساعة لم آته، فبعث إلي ليضرب عنقي فدعوت الله باسمه الأعظم، فبعث الله إليه ملكاً بحربة فطعنه في مذاكيره[33] فقتله, فقلت له: فرفع اليدين ما هو؟ قال: الابتهال, فقلت: فوضع يديك وجمعها؟ فقال: التضرع، قلت: ورفع الأصبع قال: البصبصة.[34]
* ابن شهر آشوب في المناقب, حدثّ إبراهيم, عن أبي حمزة, عن مأمون الرقي, قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن حسن الخراساني فسلَّم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف فقال له عليه السلام: إجلس يا خراساني رعى الله حقك, ثم قال: يا حنفية اسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه, ثم قال: يا خراساني قم فاجلس في التنور, فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار أقلني أقالك الله!! قال: قد أقلتك, فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله, فقال له الصادق: ألق النعل من يدك واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور, وأقبل الإمام يُحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور، قال: فقمت إليه فرأيته متربعاً فخرج إلينا وسلَّم علينا, فقال له الإمام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقلت: والله ولا واحداً!! فقال عليه السلام: لا والله ولا واحداً! أما إنَّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا, نحن أعلم بالوقت.[35]
* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, روى أبو هارون العبدي, قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل وقال: بما تفتخرون علينا ولد عبد المطلب؟! وكان بين يديه طبق فيه رطب, فأخذ عليه السلام رطبة ففلقها واستخرج نواها, ثم غرسها في الارض وتفل عليها, فخرجت من ساعتها, وربت حتى أدركت وحملت, واجتنى منها رطباً, فقدم إليه في طبق, وأخذ واحدة ففلقها فأكل, وإذا على نواها مكتوب: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خزان الله في أرضه.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أتقدرون على مثل هذا؟! قال الرجل: والله لقد دخلت عليك وما على بسيط الأرض أحد أبغض عليَّ منك وقد خرجت وما على بسيط الأرض أحد أحب إلي منك.[36]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن علي، عن إدريس، عن عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقي، قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى الحج، فلما كان أوان الظهر قال لي في أرض قفر: يا داود، قد كانت الظهر، فاعدل بنا عن الطريق حتى تأخذ أهبة الظهر, فعدلنا عن الطريق، ونزل في أرض قفر لا ماء فيها، فركضها برجله، فنبعت لنا عين ماء كأنها قطع الثلج، فتوضأ وتوضأت، وصلينا، فلما هممنا بالمسير التفت فإذا بجذع نخلة فقال: يا داود، أتحب أن أطعمك منه رطباً؟ فقلت: نعم، فضرب بيده إليه، ثم هزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه، ثم جذبه الثانية، فأطعمني منه اثنين وثلاثين نوعاً منأنواع الرطب، ثم مسح بيده عليه فقال: عد جذعاً بإذن الله، فعاد كسيرته الاولى.[37]
* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثنا موسى بن الحسن, عن أحمد بن الحسين, عن أحمد بن ابراهيم, عن عبد الله بن بكير, عن عمر بن بويه[38], عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو عبد الله البلخي معه فانتهى إلى نخلة خاوية فقال: أيتها النخلة السامعة المطيعة لربها أطعمينا فيما جعل الله فيك, قال: فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا, فقال البلخي: جُعلت فداك سنة فيكم كسنة مريم سلام الله عليها.[39]
* الشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى,من كتاب نوادر الحكمة عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: دخل شعيب العقرقوفي على أبي عبد الله عليه السلام ومعه صرة فيها دنانير فوضعها بين يديه، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أزكاة أم صلة؟ فسكت ثم قال: زكاة وصلة، قال: فلا حاجة لنا في الزكاة, قال: فقبض أبو عبد الله عليه السلام قبضة فدفعها إليه، فلما خرج قال أبو بصير: قلت له: كم كانت الزكاة من هذه؟ قال: بقدر ما أعطاني، والله لم يزد حبة ولم ينقص حبة.[40]
* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب,روى علي بن أبي حمزة قال: حججت مع الصادق عليه السلام فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة، فحرك شفتيه بدعاء لم أفهمه، ثم قال: يا نخلة أطعمينا مما جعل الله تعالى فيك من رزق عباده، قال: فنظرت إلى النخلة وقد تمايلت نحو الصادق عليه السلام بأوراقها، وعليها الرطب، قال: أدن فقل بسم الله وكل, فأكلنا منها رطباً أطيب رطب وأعذبه، فإذا نحن بأعرابي يقول: ما رأيت كاليوم سحراً أعظم من هذا! فقال الصادق عليه السلام: نحن ورثة الأنبياء، ليس فينا ساحر ولا كاهن، بل ندعو الله فيستجيب دعاءنا، وإن أحببت أن أدعو الله فتمسخ كلباً تهتدي إلى منزلك، وتدخل عليهم فتبصبص لأهلك, قال الأعرابي بجهله: بلى, فدعا الله تعالى، فصار كلباً في وقته، ومضى على وجهه، فقال لي الصادق صلوات الله عليه: إتبعه, فاتبعته حتى صار في حيه، فدخل منزله، فجعل يبصبص لاهله وولده، فأخذوا له عصا فأخرجوه، فانصرفت إلى الصادق عليه السلام فأخبرته بما كان، فبينما نحن في حديثه إذ أقبل حتى وقف بين يدي الصادق عليه السلام، وجعلت دموعه تسيل، وأقبل يتمرغ في التراب، ويعوي، فرحمه، ودعا الله تعالى فعاد أعرابياً, فقال له الصادق عليه السلام: هل آمنت يا أعرابي؟ قال: نعم ألفاً وألفاً.[41]
* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثنا موسى بن الحسن, عن أحمد بن الحسن, عن أحمد بن ابراهيم, عن عبد الله بن بكير, عن عمير بن يزيد, عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان معه أبو عبد الله البلخي في سفر فقال له: انظر هل ترى ها هنا جباً؟ فنظر البلخي يمنة ويسرة ثم انصرف فقال: ما رأيت شيئاً! قال: بلى أنظر, فعاد أيضاً ثم رجع إليه, ثم قال عليه السلام بأعلى صوته: ألا يا أيها الجب الزاخر السامع المطيع لربه أسقنا مما جعل الله فيك قال: فنبع منه أعذب ماء وأطيبه وأرقه وأحلاء! فقال له البلخي جُعلت فداك سنة فيكم كسنة موسى عليه السلام.[42]
* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى, عن أحمد بن يوسف, عن علي بن داود الحداد عن الفضيل بن يسار, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدل الذكر على الأنثى فقال: أتدري ما يقول؟ يقول: يا سكني وعرسي ما خلق الله خلقاً أحب إليّ منكِ إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد عليه السلام.[43]
* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن الحسن, عن أحمد بن إبراهيم, عن عبد الله بن بكير, عن عمر بن توبة, عن سليمان بن خالد قال: بينا أبو عبد الله البلخي مع أبي عبد الله عليه السلام ونحن معه إذا هو بظبي ينتحب ويحرك ذنبه فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أفعل إن شاء الله ثم أقبل علينا فقال: هل علمتم ما قال الظبي؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لانثاه فأخذها ولها خشفان لم ينهضا ولم يقويا للرعي فسألني أن أسألهم أن يطلقوها وضمن لي إذا أرضعت خشفيها حتى يقويان على النهوض والرعي أن يردها عليهم قال: فاستحلفته على ذلك فقال: برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف وأنا فاعل ذلك إن شاء الله, فقال له البلخي: هذه سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام.[44]
* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى محمد بن سنان أن رجلاً قدم عليه من خراسان ومعه صرر من الصدقات معدودة مختومة, وعليها أسماء أصحابها مكتوبة, فلما دخل الرجل جعل أبو عبد الله يسمي أصحاب الصرر, ويقول: أخرج صرة فلان فإن فيها كذا وكذا, ثم قال: أين صرة المرأة التي بعثتها من غزل يدها أخرجها فقد قبلناها؟ ثم قال للرجل: أين الكيس الأزرق, وكان فيما حمل إليه كيس أزرق فيه ألف درهم, وكان الرجل قد فقده في بعض طريقه, فلما ذكره الإمام استحيى الرجل وقال: يا مولاي إني فقدته في بعض الطريق, فقال له الإمام عليه السلام: تعرفه إذا رأيته؟ فقال: نعم, فقال: يا غلام, أخرج الكيس الأزرق, فأخرجه, فلما رآه الرجل عرفه, فقال الإمام: إنا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا, فقال الرجل: يا مولاي إني ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتك, فقال له: إن الجواب كتبناه وأنت في الطريق.[45]
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة,حدثنا أبو محمد قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: رأيت الصادق عليه السلام وقد جيء إليه بسمك مملوح، فمسح يده على سمكة فمشت بين يديه، ثم ضرب بيده إلى الارض فإذا دجلة والفرات تحت قدميه، ثم أرانا سفن البحر، ثم أرانا مطلع الشمس ومغربها في أسرع من لمح البصر.[46]
* ابن شاذان في الفضائل, روى الإمام الصادق عليه السلام أنه كان جالساً في الحرم في مقام ابراهيم عليه السلام فجاءه رجل شيخ كبير قد فنى عمره في المعصية فنظر إلى الصادق عليه السلام فقال نِعم الشفيع إلى الله للمذنين ثم أخذ بأستار الكعبة وأنشأ يقول:
بحق جلاء وجهك يا وليي * بحق الهاشمي الابطحي
بحق الذكر إذ يوحى إليه * بحق وصيه البطل الكمي
بحق أئمة سلفوا جميعاً * على منهاج جدهم النبي
بحق القائم المهدي إلا * غفرت خطيئة العبد المسيء
قال: فسمع هاتفاً يقول: يا شيخ كان ذنبك عظيماً ولكن غفرنا لك جميع ذنوبك لحرمة شفعائك فلو سألتنا ذنوب أهل الارض لغفرنا لهم غير عاقر الناقة وقتلة الأنبياء والأئمة الطاهرين.[47]
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن فضال, عن عمر بن سعيد, عن مصدق بن صدقة, عن عمار الساباطي قال: أصبت شيئاً على وسائد كانت في منزل أبي عبد الله عليه السلام فقال له بعض أصحابنا ما هذا جُعلت فداك؟! وكان يشبه شيئاً يكون في الحشيش كثيراً كأنه خرزة, فقال أبو عبد الله عليه السلام هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال: يا عمار إن الملائكة لتأتينا وإنها لتمر بأجنحتها على رؤوس صبياننا, يا عمار إن الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا[48].[49]
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن الرضا، عن أبيه عليه السلام قال: جاء رجل إلى جعفر بن محمد عليه السلام فقال: انج بنفسك، فهذا فلان بن فلان قد وشى بك إلى المنصور وذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك على الناس, لتخرج عليهم, فتبسم وقال: يا أبا عبد الله لا ترع[50]! فإن الله إذا أراد إظهار فضيلة كُتمت أو جُحدت أثار عليها حاسداً باغياً يحركها حتى يبينها، اقعد معي حتى يأتي الطلب فتمضي معي إلى هناك حتى تشاهد ما يجري من قدرة الله التي لا معدل لها عن مؤمن.
فجاء الرسول وقال: أجب أمير المؤمنين, فخرج الصادق عليه السلام, ودخل وقد امتلأ المنصور غيظاً وغضباً! فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم، وتسعى في هلكتهم، وتفسد ذات بينهم؟! فقال الصادق عليه السلام: ما فعلت شيئاً من هذا, قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنك فعلت كذا، وأنه أحد من دعوته إليك, فقال: إنه لكاذب, قال المنصور: إني أحلفه فإن حلف كفيت نفسي مؤنتك, فقال الصادق عليه السلام: إنه إذا حلف كاذباً باء بإثم, فقال المنصور لحاجبه: حلِّف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا - يعني الصادق عليه السلام - , فقال له الحاجب: قل: والله الذي لا إله إلا هو، وجعل يغلظ عليه اليمين, فقال الصادق عليه السلام لا تُحلفه هكذا، فإني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن من الناس من يحلف كاذباً فيعظم الله في يمينه، ويصفه بصفاته الحسنى، فيأتي تعظيمه لله على إثم كذبه ويمينه فيؤخر عنه البلاء، ولكن دعني أُحلفه باليمين التي حدثني بها أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه, فقال المنصور: فحلِّفه إذاً يا جعفر, فقال الصادق عليه السلام للرجل: قل إن كنت كاذباً عليك فقد برئت من حول الله وقوته ولجأت إلى حولي وقوتي, فقالها الرجل, فقال الصادق عليه السلام: اللهم إن كان كاذباً فأمته, فما استتم كلامه حتى سقط الرجل ميتاً! واحتمل، ومضي به، وسري عن المنصور، وسأله عن حوائجه فقال عليه السلام: ليس لي حاجة إلا إلى الله والاسراع إلى أهلي فإن قلوبهم بي متعلقة, فقال المنصور: ذلك إليك، فافعل منه ما بدا لك, فخرج من عنده مكرماً، قد تحير فيه المنصور ومن يليه, فقال قوم: ماذا؟ رجل فاجأه الموت، ما أكثر ما يكون هذا! وجعل الناس يصيرون إلى ذلك الميت ينظرون إليه، فلما استوى على سريره، جعل الناس يخوضون في أمره فمن ذام له وحامد إذ قعد على سريره، وكشف عن وجهه وقال: يا أيها الناس إني لقيت ربي بعدكم، فلقاني السخط واللعنة، واشتد غضب زبانيته عليّ للذي كان مني إلى جعفر بن محمد الصادق، فاتقوا الله، ولا تهلكوا فيه كما هلكت, ثم أعاد كفنه على وجهه، وعاد في موته، فرأوه لا حراك به وهو ميت، فدفنوه وبقوا حائرين في ذلك.[51]
* العلامة المجلسي في البحار, روي أن مولانا الصادق عليه السلام كان يتلو القرآن في صلاته، فغُشي عليه، فلما أفاق سُئل ما الذي أَوجب ما انتهت حاله إليه؟ فقال ما معناه: ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها.[52]
* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, الحضيني في هدايته, بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: دخلت عليه وهو جالس على بساط أحمر في وسط داره وأنا أقول: اللهم إني لا أشك في أن حجتك على خلقك وإمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فلقني منه ما يزيدني ثباتاً ويقيناً, فرفع رأسه إلي وقال: {قد أُوتيت سؤلك يا موسى}[53] يا مفضل ناولني تلك النواة, وأشار بيده إلى نواة في جانب الدار فأخذتها وناولته إياها، فقبضها ونصبها على الارض، ووضع سبابته عليها وغمزها فغيبها في الارض، ودعا بدعوات سمعت منها: اللهم فالق الحب والنوى، ولم أسمع الباقي، فإذا تلك النواة قد نبتت نخلة وأخذت تعلو حتى صارت بإزاء علو الدار، ثم حملت حملاً حسناً وتهدلت وبسرت ورطبت رطباً وأنا أنظر إليها، فقال لي: اهززها يا مفضل، فهززتها فنثرت علينا رطباً في الدار جنياً ليس مما رأى الناس وعرفوه، أصفى من الجواهر، وأعطر من روائح المسك والعنبر، توري الرطبة مثل ما توري المرآة، وقال لي: التقط وكل، فالتقطت وأكلت وأطعمت، فقال لي: ضم كل ما يسقط من هذا الرطب واهد إلى مخلصي شيعتنا الذين أوجب الله لهم الجنة فلا يحل هذا الرطب إلا لهم، فأهد إلى كل نفس منهم واحدة.
قال المفضل: فضممت ذلك الرطب وظننت أني لا أطيق حمله إلى منزلي، فخف علي حتى حملته وفرقته فيمن أمرني به منهم في الكوفة، فخرج بأعدادهم لا يزيد رطبة ولا ينقص رطبة فرجعت إليه، فقال لي: إعلم يا مفصل أن هذه النخلة تطاولت وانبسطت في الدنيا، فلم يبق مؤمن ولا مؤمنة من شيعتنا بالكوفة بمقدار مضيك إلى منزلك ورجوعك إلينا، فهذا من فضل الله أعظم مما أعطي داود وإن كنا قد أعطيناه وأُعطينا ما لم يعط كرامة من الله لحبيبه جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وإن كنت من شيعتنا ستَرِد إلينا وإليك من طول الدنيا وعرضها بأن النخلة وصلت إليهم، فطرحت إلى كل واحد منهم رطبة, قال المفضل: فلم تزل الكتب ترد إليه وإلي من سائر الشيعة في سائر الدنيا بذلك، فعرفت والله عددهم من كتبهم.[54]
* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب,عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال موسى بن عطية النيسابوري: اجتمع وفد خراسان من أقطارها، كبارها وعلماؤها، وقصدوا داري، واجتمع علماء الشيعة واختاروا أبا لبابة وطهمان وجماعة شتى وقالوا بأجمعهم: رضينا بكم أن تردوا المدينة فتسألوا عن المستخلف فيها لنقلده أمرنا فقد ذُكر أن باقر العلم قد مضى، ولا ندري من نصبه الله بعده من آل الرسول من ولد علي وفاطمة ‘, ودفعوا إلينا مائة ألف درهم ذهباً وفضة وقالوا: لتأتونا بالخبر وتعرفونا الإمام، فتطالبوه بسيف ذي الفقار والقضيب والخاتم والبردة واللوح الذي فيه تثبت الائمة من ولد علي وفاطمة، فإن ذلك لا يكون إلا عند الامام، فمن وجدتم ذلك عنده فسلموا إليه المال, فحملناه وتجهزنا إلى المدينة وحللنا بمسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فصلينا ركعتين وسألنا: من القائم بأمور الناس والمستخلف فيها؟ فقالوا لنا: زيد بن علي، وابن أخيه جعفر بن محمد، فقصدنا زيداً في مسجده وسلمنا عليه، فرد علينا السلام وقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: أقبلنا من أرض خراسان لنعرف إمامنا ومن نقلده أمورنا, فقال: قوموا, ومشى بين أيدينا حتى دخل داره، فأخرج إلينا طعاماً فأكلنا، ثم قال: ما تريدون؟ فقلنا له: نريد أن ترينا ذا الفقار والقضيب والخاتم والبرد واللوح الذي فيه تثبت الائمة عليهم السلام، فإن ذلك لا يكون إلا عند الامام, قال: فدعا بجارية له فأخرجت إليه سفطاً[55]، فاستخرج منه سيفاً في أديم أحمر عليه سجف أخضر فقال: هذا ذو الفقار, وأخرج إلينا قضيباً, ودعا بدرع من فضة، واستخرج منه خاتماً وبرداً، ولم يخرج اللوح الذي فيه تثبيت الائمة عليهم السلام، فقال أبو لبابة من عنده: قوموا بنا حتى نرجع إلى مولانا غداً فنستوفي ما نحتاج إليه، ونوفيه ما عندنا ومعنا, فمضينا نريد جعفر بن محمد عليه السلام فقيل لنا: إنه مضى إلى حائط له، فما لبثنا إلا ساعة حتى أقبل وقال: يا موسى بن عطية النيسابوري ويا أبا لبابة ويا طهمان ويا أيها الوافدون من أرض خراسان إلي فأقبلوا! ثم قال: يا موسى ما أسوأ ظنك بربك وبإمامك! لم جعلت في الفضة التي معك فضة غيرها، وفي الذهب ذهباً غيره؟ أردت أن تمتحن إمامك، وتعلم ما عنده في ذلك، وجملة المال مائة ألف درهم! ثم قال: يا موسى بن عطية، إن الارض ومن عليها لله ولرسوله وللامام من بعد رسوله، أتيت عمي زيداً فأخرج إليكم من السفط ما رأيتم، وقمتم من عنده قاصدين إلي, ثم قال: يا موسى بن عطية يا أيها الوافدون من خراسان أرسلكم أهل بلدكم لتعرفوا الامام وتطالبوه بسيف الله ذي الفقار الذي فضل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصر به أمير المؤمنين وأيده، فأخرج إليكم زيد ما رأيتموه, قال: ثم أومى بيده إلى فص خاتم له, فقلعه, ثم قال: سبحان الله الذي أودع الذخائر وليه والنائب عنه في خليقته ليريهم قدرته ويكون الحجة عليهم حتى إذا عرضوا على النار بعد المخالفة لأمره فقال: {أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}[56] قال: ثم أخرج لنا من وسط الخاتم البردة والقضيب واللوح الذي فيه تثبيت الائمة عليهم السلام، ثم قال: سبحان الذي سخر للامام كل شيء وجعل له مقاليد السماوات والارض لينوب عن الله في خلقه ويقيم فيهم حدوده كما تقدم إليه ليثبت حجة الله على خلقه، فإن الامام حجة الله تعالى في خلقه, ثم قال: ادخل الدار أنت ومن معك بإخلاص وإيقان وإيمان, قال: فدخلت أنا ومن معي فقال: يا موسى, ترى النور الذي في زاوية البيت؟ فقلت: نعم, قال: ائتني به, فأتيته ووضعته بين يديه وجئت بمروحة ونقر بها على النور، وتكلم بكلام خفي, قال: فلم تزل الدنانير تخرج منه حتى حالت بيني وبينه! ثم قال: يا موسى بن عطيه إقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم لقد كفر {الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء}[57] لم نرد مالكم لأنَّا فقراء, وما أردناه إلا لنفرقه على أوليائنا من الفقراء، وننتزع حق الله من الاغنياء، فإنها عقدة فرضها الله عليكم، قال الله عز وجل: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله}[58] وقال عز وجل: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}[59] قال: ثم رمق الدنانير بعينه فتبادرت إلى كو[60] كان في المجلس, ثم قال: أحسنوا إلى إخوانكم المؤمنين وصلوهم ولا تقطعوهم فإنكم إن وصلتموهم كنتم منا ومعنا ولنا لا علينا، وإن قطعتموهم انقطعت العصمة بيننا وبينكم لا موصلين ولا مفصلين, فرَدُّ المال إلى أصحابه, وأخذ الفضة التي وضعت في الفضة، والذهب الذي وضع في الذهب، وأَمرُهم أن يصلوا بذلك أولياءنا وشيعتنا الفقراء، فإنه الواصل إلينا ونحن المكافئون عليه, قال ثم قال: يا موسى بن عطية، أراك أصلع، أدن مني، فدنوت منه، فأمر يده على رأسي، فرجع الشعر قططاً![61] فقال: يكون معك ذا حجة, فقال: أدن مني يا أبا لبابة, وكان في عينه كوكب[62]، فتفل في عينه، فسقط ذلك الكوكب! وقال: هاتان حجتان إذا سألكما سائل فقولا: إمامنا فعل ذلك بنا, وودعنا وودعناه، وهو إمامنا إلى يوم البعث، ورجعنا إلى بلدنا بالذهب.[63]
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن السندي القمي قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: دخل ابن عكاشة بن محصن الاسدي على أبي جعفر وكان أبو عبد الله عليه السلام قائماً عنده - إلى أن يقول - فقال لأبي جعفر عليه السلام: لأي شيء لا تزوج أبا عبد الله فقد أدرك التزويج؟ قال وبين يديه صرة مختومة فقال: أما إنه سيجيئ نخاس[64] من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرة جارية، قال: فأتى لذلك ما أتى، فدخلنا يوماً على أبي جعفر عليه السلام فقال: ألا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية، قال: فأتينا النخاس فقال: قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الاخرى، قلنا: فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما، فقلنا: بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال: بسبعين ديناراً قلنا أحسن قال: لا أنقص من سبعين دينار، قلنا له نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت ولا ندري ما فيها وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال: فكوا وزنوا، فقال النخاس: لا تفكوا فإنها إن نقصت حبة من سبعين ديناراً لم أبايعكم فقال الشيخ: ادنوا، فدنونا وفككنا الخاتم ووزنا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر عليه السلام وجعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لها: ما اسمك؟ قالت: حميدة، فقال حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة، أخبريني عنك أبكر أنت أم ثيب؟ قالت: بكر, قال: وكيف ولا يقع في أيدي النخاسين شيء إلا أفسدوه، فقالت: قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني، ففعل بي مراراً وفعل الشيخ به مراراً فقال: يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الارض موسى بن جعفر عليه السلام.[65]
[1] الاكمة: التل.
[2] سورة ص, الآية 39.
[3] الخرائج والجرائح ج2 ص622، عنه البحار ج47 ص100، مدينة المعاجز ج6 ص47.
[4] البحار ج47 ص156, عن مشارق الأنوار ص142.
[5] سورة البقرة, الآية 260.
[6] الخرائج والجرائح ج1 ص297، عنه تفسير كنز الدقائق ج1 ص639، مدينة المعاجز ج5 ص394، بحار الأنوار ج47 ص111 عن الخرائج، كشف الغمة ج2 ص417, تفسير نور الثقلين ج1 ص281.
[7] دلائل الإمامة ص249، نوادر المعجزات ص138، مدينة المعاجز ج5 ص215.
[8] الخرائج والجرائح ج2 ص614, عنه البحار ج47 ص101, الثاقب في المناقب ص157, مدينة المعاجز ج6 ص43.
[9] مشارق أنوار اليقين ص142، عنه البحار ج47 ص180، الهداية الكبرى ص273 ضمن حديث طويل.
[10] مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص365، عنه البحار ج47 ص137، مدينة المعاجز ج5 ص418، الخرائج والجرائح ج2 ص743 باختلاف في اللفظ، الثاقب في المناقب ص397.
[11] دلائل الإمامة ص250، نوادر المعجزات ص139، مدينة المعاجز ج5 ص216.
[12] سورة القمر, الآية 24, وهذه الآية هي ما قالته ثمود حينما أتاها النذير.
[13] دلائل الإمامة ص291، بصائر الدرجات ص260، عنه البحار ج47 ص70، الخرائج والجرائح ج2 ص734، مدينة المعاجز ج5 ص347، الثاقب في المناقب ص401، تفسير نور الثقلين ج5 ص184.
[14] إلى هنا رواه ابن شهر آشوب في مناقبه.
[15] الإختصاص ص269، الكافي ج1 ص474، بصائر الدرجات ص394، عنه البحار ج47 ص87، دلائل الإمامة ص288/ ص301، الخرائج والجرائح ج2 ص737، مدينة المعاجز ج5 ص298، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص369.
[16] دلائل الإمامة ص299, نوادر المعجزات ص149, الإختصاص ص246, مدينة المعاجز ج5 ص246, الثاقب في المناقب ص207.
[17] دلائل الإمامة ص270، عنه البحار ج56 ص196، مدينة المعاجز ج5 ص444.
[18] وفي نسخة: واقية.
[19] مستدرك الوسائل ج9 ص452, الأصول الستة عشر ص100.
[20] الخرائج والجرائح ج1 ص291، عنه البحار ج47 ص115، مدينة المعاجز ج5 ص389، الصراط المستقيم ج2 ص185 باختصار.
[21] الكافي ج1 ص470, بصائر الدرجات ص279, عنه البحار ج46 ص237, دلائل الإمامة ص226, عنه البحار ج78 ص201, الخرائج والجرائح ج1 ص274, مناقب آشوب ج3 ص318, عيون المعجزات ص68, إعلام الورى ج1 ص503, الثاقب في المناقب ص373, مدينة المعاجز ج5 ص47, مستدرك الوسائل ج2 ص147, الهداية الكبرى ص243, تفسير الثقلين ج1 ص342.
[22] الأغور: أي العميق.
[23] الأقمر: أي الأبيض.
[24] دلائل الإمامة ص248، نوادر المعجزات ص137، مدينة المعاجز ج5 ص214.
[25] دلائل الإمامة ص249، مدينة المعاجز ج5 ص215، نوادر المعجزات ص138.
[26] الخصال ص639، عنه البحار ج27 ص41/ ج54 ص320، مختصر البصائر ص13، المحتضر ص104، تفسير نور الثقلين ج1 ص16، تفسير كنز الدقائق ج1 ص47 عن الخصال.
[27] استشف: تبين ما وراء الشيء.
[28] سورة آل عمران, الآية 144.
[29] الثاقب في المناقب ص421, عنه مدينة المعاجز ج6 ص124.
[30] الحرد: الغضب.
[31] الأمالي للصدوق ص709, عنه البحار ج47 ص167.
[32] داود بن علي: هو والي المدينة من قبل أبي العباس عبد الله السفاح وكانت ولايته ثلاثة أشهر دعا المعلى وسأله عن شيعة أبي عبد الله × فكتمه وقال: لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم! فأمر به فضرب عنقه وصلبه وأخذ ما عنده من مال أبي عبد الله ×.
[33] المذاكير: سرة الرجل.
[34] البحار ج47 ص66, عن بصائر الدرجات ص237, دلائل الإمامة ص251, مدينة المعاجز ج5 ص218, وسائل الشيعة ج4 ص1103 ذكر ذيل الحديث فقط.
[35] مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص362، عنه البحار ج47 ص123، مدينة المعاجز ج6 ص114.
[36] الثاقب في المناقب ص126، عنه مدينة المعاجز ج6 ص130.
[37] دلائل الإمامة ص298, مناقب آشوب ج3 ص366, عنه البحار ج47 ص139, عيون المعجزات ص77, مدينة المعاجز ج6 ص119.
[38] والظاهر أنه عمر بن توبة.
[39] بصائر الدرجات ص274, عنه البحار ج47 ص76, دلائل الإمامة ص268, الخرائج والجرائح ج2 ص718, مناقب آشوب ج3 ص366, مدينة المعاجز ج5 ص355, الثاقب في المناقب ص424, تفسير الثقلين ج3 ص331.
[40] إعلام الورى ص521, مناقب آشوب ج3 ص354, عنهما البحار ج47 ص150, مدينة المعاجز ج6 ص21.
[41] الثاقب في المناقب ص198, عنه مدينة المعاجز ج5 ص359, الخرائج والجرائح ج1 ص296, عنه البحار ج47 ص110, كشف الغمة ج2 ص417.
[42] بصائر الدرجات ص532, عنه البحار ج47 ص92, الخرائج والجرائح ج1 ص298 نحوه في حديث طويل, الثاقب في المناقب ص423 نحوه في حديث طويل, عنه مدينة المعاجز ج5 ص356.
[43] الإختصاص ص293، عنه البحار ج27 ص269، بصائر الدرجات ص362، عنه البحار ج47 ص85، دلائل الإمامة ص283، عنه البحار ج62 ص24، مدينة المعاجز ج5 ص413، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص346، تفسير نور الثقلين ج4 ص79.
[44] الإختصاص ص298، بصائر الدرجات ص369، عنهما البحار ج27 ص264/ ج47 ص86، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص364، مدينة المعاجز ج6 ص18.
[45] مشارق أنوار اليقين ص141، عنه البحار ج47 ص155.
[46] دلائل الإمامة ص249, نوادر المعجزات ص137, مدينة المعاجز ج5 ص214.
[47] فضائل ابن شاذان ص66، عنه البحار ج91 ص20، مستدرك الوسائل ج5 ص230، مناقب ابن شهر آشوب ج1 ص285.
[48] النمرقة: الوسادة الصغيرة.
[49] بصائر الدرجات ص111، عنه البحار ج26 ص353، مدينة المعاجز ج6 ص71، تفسير نور الثقلين ج4 ص348.
[50] لا ترع: لا تفزع.
[51] الخرائج والجرائح ج2 ص762, عنه البحار ج47 ص172.
[52] بحار الأنوار ج47 ص58/ ج81 ص247، عن فلاح السائل ص107، مستدرك الوسائل ج4 ص107، الأنوار البهية ص160.
[53] سورة طه, الآية 36.
[54] مدينة المعاجز ج6 ص168, عن الهداية الكبرى ص255.
[55] السفط: الذي يُعبَّى فيه الطيب.
[56] سورة الأحقاف, الآية 34.
[57] سورة آل عمران, الآية 181.
[58] سورة التوبة, الآية 111.
[59] سورة البقرة, الآية 156, 157.
[60] الكو: الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه.
[61] القطط: الشعر الحَسن الجعودة.
[62] الكوكب: البياض في سواد العين.
[63] الثاقب في المناقب ص416, عنه مدينة المعاجز ج6 ص97.
[64] نخاس: بائع الرقيق.
[65] الكافي ج1 ص476, الخرائج والجرائح ج1 ص286, عنه البحار ج48 ص5, كشف الغمة ج2 ص358, الثاقب في المناقب ص378, مدينة المعاجز ج5 ص94.