حميدة زوجة الامام الصادق عليه السلام
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن السندي القمي قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: دخل ابن
عكاشة بن محصن الاسدي على أبي جعفر وكان أبو عبد الله عليه السلام قائماً عنده - إلى أن يقول - فقال لأبي جعفر عليه السلام: لأي شيء لا تزوج أبا عبد الله فقد أدرك التزويج؟ قال وبين يديه صرة مختومة
فقال: أما إنه سيجيئ نخاس[1] من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرة جارية، قال: فأتى لذلك ما أتى، فدخلنا
يوماً على أبي جعفر عليه السلام فقال: ألا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية، قال: فأتينا النخاس فقال: قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل
من الاخرى، قلنا: فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما، فقلنا: بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال: بسبعين ديناراً قلنا أحسن قال: لا أنقص من سبعين دينار، قلنا له نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت ولا ندري ما
فيها وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال: فكوا وزنوا، فقال النخاس: لا تفكوا فإنها إن نقصت حبة من سبعين ديناراً لم أبايعكم فقال الشيخ: ادنوا، فدنونا وفككنا الخاتم ووزنا الدنانير فإذا هي سبعون
ديناراً لا تزيد ولا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر عليه السلام وجعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لها: ما اسمك؟ قالت: حميدة، فقال حميدة في الدنيا،
محمودة في الآخرة، أخبريني عنك أبكر أنت أم ثيب؟ قالت: بكر, قال: وكيف ولا يقع في أيدي النخاسين شيء إلا أفسدوه، فقالت: قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلاً أبيض الرأس
واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني، ففعل بي مراراً وفعل الشيخ به مراراً فقال: يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الارض موسى بن جعفر عليه السلام.[2]
[1] نخاس: بائع الرقيق.
[2] الكافي ج1 ص476, الخرائج والجرائح ج1 ص286, عنه البحار ج48 ص5, كشف الغمة ج2 ص358, الثاقب في المناقب ص378, مدينة المعاجز ج5 ص94.
في أولاده
كشف الغمة : قال محمد بن طلحة : وأما أولاده فكانوا سبعة : ستة ذكور وبنت واحدة ، وقيل أكثر من ذلك ، وأسماء أولاده موسى وهو الكاظم وإسماعيل ، ومحمد ، وعلي ، وعبد الله ، وإسحاق ، وأم فروة .
وقال عبد العزيز بن الأخضر : ولد جعفر بن محمد : إسماعيل الأعرج وعبد الله ، وأم فروة ، وأمهم فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وموسى بن جعفر الامام ، وأمه حميدة أم ولد ، وإسحاق ، ومحمد وفاطمة تزوجها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فماتت عنده ، وأمهم أم ولد ، ويحيى ، والعباس ، وأسماء ، وفاطمة الصغرى ، وهم لأمهات أولاد شتى .
وقال ابن الخشاب : كان له ستة بنين وابنة واحدة : إسماعيل ، وموسى الإمام ، ومحمد وعلي ، وعبد الله ، وإسحاق ، وأم فروة ، وهي التي زوجها من ابن عمه الخارج مع زيد بن علي.
- الإرشاد : كان لأبي عبد الله عشرة أولاد : إسماعيل وعبد الله ، وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وموسى وإسحاق ، ومحمد ، لام ولد ، والعباس ، وعلي وأسماء وفاطمة لأمهات أولاد شتى وكان إسماعيل أكبر إخوته ، وكان أبو عبد الله شديد المحبة له ، والبر به والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، والخليفة له من بعده ، إذ كان أكبر أخوته سنا ، ولميل أبيه إليه ، وإكرامه له ، فمات في حياة أبيه بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن بالبقيع