الإمام محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
أبو جعفر، ويقال له(عليه السلام) أيضاً: أبو جعفر الثاني؛ تمييزاً له عن الإمام الباقر(عليه السلام)، أبو علي.
الجواد، التقي، الزكي، القانِع، المُرتضى، المُنتَجَب... وأشهرها الجواد.
10 رجب 195ﻫ، المدينة المنوّرة.
أُمّه السيّدة سُكينة المرسية، وقيل: الخَيزران، وهي جارية، وزوجته السيّدة سُمانة المغربية، وهي أيضاً جارية.
عمره 25 سنة، وإمامته 17 سنة.
المأمون، المعتصم.
بُويع الخليفة العبّاسي المعتصم سنة 218ﻫ، وما أن استَتَبّ له أمر الملك وانقادت له البلاد شرقاً وغرباً، حتّى أخذ يتناهى إلى سمعه بروز نجم الإمام الجواد(عليه السلام)، واستقطابه لجماهير الأُمّة، وأخذه بزمام المبادرة شيئاً فشيئاً.
وتتسارع التقارير إلى الحاكم الجديد بتحرّك الإمام(عليه السلام) وسط الأُمّة الإسلامية.
وعلى أساس ذلك قَرّر المعتصم العبّاسي ـ وبمشورة مستشاريه ووزرائه ، ومنهم قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي، المعروف ببغضه لأهل البيت(عليهم السلام) والذي كان يسيطر على المعتصم وقراراته وسياسته ـ أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنوّرة، محمّد بن عبد الملك الزيّات في عام 219ﻫ بحمل الإمام الجواد(عليه السلام) وزوجته أُمّ الفضل بكلِّ إكرام وإجلال، وعلى أحسن مركب إلى بغداد.
فلم يكن بُدّ للإمام(عليه السلام) من الاستجابة لهذا الاستدعاء الذي يُشمّ منه الإجبار والإكراه، وقد أحسّ(عليه السلام) بأنّ رحلته هذه هي الأخيرة، ولا عودة بعدها.
لذلك فقد خلّف ابنه الإمام الهادي(عليه السلام) في المدينة، بعد أن اصطحبه معه إلى مكّة لأداء مراسم الحجّ.
وأوصى له بوصاياه، وسلّمه مواريث الإمامة، وأشهد أصحابه بأنّه(عليه السلام) إمامهم من بعده.
وتستمرّ الاستعدادات لترحيل الإمام(عليه السلام) إلى بغداد، ويستمهلهم الإمام(عليه السلام) لحين انتهاء الموسم .
وفعلاً، يؤدّي الإمام الجواد(عليه السلام) مراسم الحجّ، ويترك مكّة فور أداء المناسك معرجاً على مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله)؛ ليُخلِّف(عليه السلام) فيها ابنه الوصي الوريث.
يبدو أنّ الإمام الجواد(عليه السلام) خرج من المدينة مُتّجهاً إلى بغداد غير زائرٍ جدّه المصطفى(صلى الله عليه وآله)، وكأنّه(عليه السلام) أراد بهذه العملية التعبير عن احتجاجه على هذا الاستدعاء، وأنّ خروجه من مدينة جدِّه(صلى الله عليه وآله) إنّما هو مكره عليه.
وأخيراً ينتهي به(عليه السلام) المسير إلى بغداد ـ عاصمة الدولة العبّاسية ـ مقرُّه(عليه السلام) ومثواه الأخير الأبدي، ودخلها لليلتين بقيتا من المحرّم سنة 220ﻫ.
وما أن وصل(عليه السلام) إليها وحطّ فيها رحاله، حتّى أخذ المعتصم يدبِّر ويعمل الحيلة في قتله(عليه السلام) بشكلٍ سرِّي، ولذلك فقد شكّل مُثلّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلِّ هدوء.
على الرغم من تعدّد الروايات في كيفية شهادة الإمام الجواد(عليه السلام)، إلّا أنّ أغلبها تُجمع على أنّ الإمام(عليه السلام) اُغتيل مسموماً.
وأنّ مثلّث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أُمّ الفضل وهي بنت المأمون، وهي المباشر الأوّل، قدّمت للإمام عنباً مسموماً، وتمثّل أيضاً في أخيها جعفر، والمدبّر والمساعد لهم على هذا الأمر هو المعتصم ابن هارون.
فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرّخين، ومنهم المؤرّخ الشهير المسعودي حيث قال: «لمّا انصرف أبو جعفر(عليه السلام) إلى العراق، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يُدبِّران ويعملان على قتله(عليه السلام).
فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه وغِيرتها عليه؛ لتفضيله أُمّ أبي الحسن ابنه عليها، مع شدّة محبّتها له؛ ولأنّها لم تُرزق منه ولداً، فأجابت أخاها جعفراً، وجعلوا سمّاً في شيءٍ من عنب رازقيٍ... »(2).
آخر ذي القعدة 220ﻫ، بغداد.
بغداد ـ الكاظمية ـ بجوار قبر جدّه الإمام موسى الكاظم(عليه السلام).
1ـ قال(عليه السلام): «العَامِل بالظلمِ والمُعينُ عليهِ والراضِي به شُرَكَاءٌ».
2ـ قال(عليه السلام): «أربعُ خِصالٍ تُعيِّنِ المَرءَ على العمل: الصحّة، والغِنَى، والعِلم، والتوفِيق» .
3ـ قال(عليه السلام): «إنّ لله عباداً يخصّهم بالنعم ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم».
4ـ قال(عليه السلام): «من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتّقى الله أحبّه الناس وأن كرهوا».
5ـ قال(عليه السلام): «لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه».
6ـ قال(عليه السلام): «الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة، وقوامها في الفكرة، والثاني العفة، وقوامها في الشهوة، والثالث القوّة، وقوامها في الغضب، والرابع العدل، وقوامه في اعتدال قوى النفس»(3).
ــــــــــــــــــــــــ
1. اُنظر: الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية: 248.
2. المصدر السابق: 269.
3. جميع الوصايا في كشف الغمّة 3/138ـ140.