تفسير دق الناقوس:
1 ـ روى الصدوق (رحمه الله) بسنده إلى الحارث الأعور قال:
بينما أنا أسير مع أمير الؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في الحيرة، إذا نحن بديراني يضرب الناقوس. قال:
فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا حارث، أتدري ما يقول الناقوس؟
قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم.
قال: إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها، ويقول: لا إله إلا الله حقاً حقاً. صدقاً صدقاً، إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا، واستهوتنا واستقوتنا. يا ابن الدنيا. مهلاً مهلاً. يا ابن الدنيا. دقاً دقاً. يا ابن الدنيا. جمعاً جمعاً. تفنى الدنيا قرناً قرناً. ما من يوم يمضي عنا. إلا أوهى منا ركنا. قد ضيعنا داراً تبقى. واستوطنا داراً تفنى. لسنا ندري ما فرطنا. فيها إلا لو قد متنا.
قال الحارث: يا أمير المؤمنين، النصارى يعلمون بذلك؟!
قال: لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلهاً من دون الله.
قال: فذهبت إلى الديراني فقلت له: بحق المسيح عليك، لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها.
قال: فأخذ يضرب، وأنا أقول حرفاً حرفاً، حتى بلغ إلى موضع إلا لو قد متنا، فقال: بحق نبيكم، من أخبركم بهذا؟
قلت: هذا الرجل الذي كان معي أمس.
قال: وهل بينه وبين النبي من قرابة؟!
قلت: هو ابن عمه.
قال: بحق نبيكم، أسَمِع هذا من نبيكم؟!
قال: قلت: نعم.
فأسلم، ثم قال: إني وجدت في التوراة: أنه يكون في آخر الأنبياء نبي.
وهو يفسر ما يقول الناقوس(1).
-----------------------------------------------------------------------
(1) الأمالي للصدوق (المجلس الأربعون) ص295 و 296 وبحار الأنوار ج2 ص321 و ج14 ص334 وج40 ص172 وج74 ص279 ومعاني الأخبار ص230 وروضة الواعظين ص443 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص243 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص332 ومدينة المعاجز ج2 ص124.