عثمان بن عفان

عن أبي جعفر (ع): كان أمير المؤمنين (ع)‏ يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان، والباكي على أهل النهروان، إن من لقي الله عز وجل مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله ساخطا عليه ويدرك الدجال، فقال رجل: يا أمير المؤمنين, فإن مات قبل ذلك؟ قال (ع): فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه.

------------

مختصر البصائر ص 95, الإيقاظ من الهجعة ص 283, بحار الأنوار ج 52 ص 219

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع): معشر الشيعة, علموا أولادكم بغض عثمان، فإنه من كان في قلبه حب لعثمان فأدرك الدجال آمن به، فإن لم يدركه آمن به في‏ قبره.

-----------

تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) في حديث: فعقدوها لأبي بكر, ثم ردها أبو بكر إلى عمر يكافيه بها, ثم جعلها عمر شورى بين ستة, ثم جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردها عليه فغدر به عثمان وأظهر ابن عوف كفره وجهله وطعن في حياته, وزعم ولده أن عثمان سمه فمات.

-----------

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 631, بحار الأنوار ج 27 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: خروج القائم (ع) من المحتوم, قلت: وكيف يكون النداء؟ (1) قال (ع): ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي (ع) وشيعته, ثم ينادي إبليس في آخر النهار ألا إن الحق في عثمان وشيعته, فعند ذلك يرتاب المبطلون. (2)

------------

(1) من هنا في الخرائج

(2) الغيبة للطوسي ص 435, إعلام الورى ص 455, كشف الغمة ج 2 ص 459, إثبات الهداة ج 5 ص 358, بحار الأنوار ج 52 ص 289, الخرائج ج 3 ص 1161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الثمالي قال :قلت لأبي عبد الله (ع) إن أبا جعفر (ع) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم, والنداء من المحتوم, وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم, وأشياء كان يقولها من المحتوم, فقال أبو عبد الله (ع): واختلاف بني فلان من المحتوم, وقتل النفس الزكية من المحتوم, وخروج القائم (ع) من المحتوم, قلت: وكيف يكون النداء؟ قال (ع): ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي (ع) وشيعته, ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق في عثمان وشيعته, فعند ذلك يرتاب المبطلون.

-----------

الغيبة للطوسي ص 435, إثبات الهداة ج 5 ص 360, بحار الأنوار ج 52 ص 288

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) في حديث: ينادي مناد من السماء باسم القائم (ع) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت, فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت, فأجاب, فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين, وقال (ع): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين, فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا, وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم, فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار, وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرئيل, وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم (ع) واسم أبيه (ع) حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج, (1) وقال (ع): لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم (ع), صوت من السماء وهو صوت جبرئيل, وصوت من الأرض فهو صوت إبليس اللعين, ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة, فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتتنوا به. (2)

-----------

(1) إلى هنا في إثبات الهداة

(2) الغيبة للنعماني ص 254, بحار الأنوار ج 52 ص 230, إثبات الهداة ج 5 ص 365

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع): إن المنادي ينادي أن المهدي فلان بن فلان (ع) باسمه واسم أبيه, فينادي الشيطان إن فلانا وشيعته على الحق يعني رجلا من بني أمية.

-----------

الغيبة للنعماني ص 264, بحار الأنوار ج 52 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ينادي مناد من السماء أن فلانا هو الأمير, وينادي مناد أن عليا (ع) وشيعته هم الفائزون, قلت: فمن يقاتل المهدي (ع) بعد هذا؟ فقال (ع): إن الشيطان ينادي أن فلانا وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية, قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال (ع): يعرفه الذين كانوا يروون ويقولون إنه يكون قبل أن يكون, ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون.

-----------

الفضائل لإبن عقدة ص 201, الغيبة للنعماني ص 264, إثبات الهداة ج 5 ص 366, بحار الأنوار ج 52 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: أبا سفيان دخل على عثمان حين بويع في مسجد رسول الله (ص) فقال: يا ابن أخي, هل علينا من عين؟ فقال: لا, فقال أبو سفيان: تداولوا الخلافة فتيان بني أمية, فو الذي نفس أبي سفيان بيده ما من جنة ولا نار.

------------

الإحتجاج ج 1 ص 275, بحار الأنوار ج 44 ص 78, رياض الأبرار ج 1 ص 130

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: أزالها عني إلى ابن عفان طمعا في الشحيح معه فيها, وابن عفان‏ رجل لم يستو به, وبواحد ممن حضره حال قط فضلا عمن دونهم, لا يبدر التي هي سنام فخرهم ولا غيرها من المآثر التي أكرم الله بها رسوله (ص), ومن اختصه معه من أهل بيته (ع), ثم لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم, ونكصوا على أعقابهم, وأحال بعضهم على بعض, كل يلوم نفسه ويلوم أصحابه, ثم لم تطل الأيام بالمستبد بالأمر ابن عفان حتى أكفروه وتبرءوا منه, ومشى إلى أصحابه خاصة وسائر أصحاب رسول الله (ص) على هذه يستقيلهم من بيعته, ويتوب إلى الله من فلتته, فكانت هذه يا أخا اليهود أكبر من أختها وأفظع وأحرى, أن لا يصبر عليها فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه ولا يحد وقته, ولم يكن عندي فيها إلا الصبر على ما أمض وأبلغ منها, ولقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كل راجع عما كان ركب مني, يسألني خلع ابن عفان والوثوب عليه وأخذ حقي, ويؤتيني صفقته وبيعته على الموت تحت رايتي, أو يرد الله عز وجل علي حقي, فو الله يا أخا اليهود, ما منعني إلا الذي منعني من أختيها قبلها, ورأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي وآنس لقلبي من فنائها, وعلمت أني إن حملتها على دعوة الموت ركبته, فأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى ومن غاب من أصحاب محمد (ص), أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدى, ولقد كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله (ص), أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة, على أمر وفينا به لله عز وجل ولرسوله (ص), فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم, لما أراد الله عز وجل فأنزل الله فينا {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} حمزة وجعفر وعبيدة وأنا, والله المنتظر يا أخا اليهود, وما بدلت تبديلا, وما سكتني عن أبي عفان وحثني على الإمساك إلا أني عرفت من أخلاقه فيما اختبرت منه, بما لن يدعه حتى يستدعي الأباعد إلى قتله وخلعه فضلا عن الأقارب, وأنا في عزلة فصبرت حتى كان ذلك لم أنطق فيه بحرف من لا ولا نعم.

------------

الخصال ج 2 ص 375, إرشاد القلوب ج 2 ص 352, حلية الأبرار ج 2 ص 372, بحار الأنوار ج 38 ص 177

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

في حديث بين أمير المؤمنين (ع) والزبير, قال الزبير: سمعت سعيد بن يزيد يحدث عثمان بن عفان في خلافته, أنه سمع رسول الله (ص) يقول: عشرة في الجنة, قال (ع): ومن العشرة؟ قال: أبو بكر وعمر وعثمان وأنا وطلحة حتى عد تسعة, قال (ع): فمن العاشر؟ قال: أنت, قال (ع): أما أنت شهدت لي بالجنة, وأما أنا فلك ولأصحابك من الجاحدين, ولقد حدثني حبيبي رسول الله (ص) قال: إن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك من الجحيم, على ذلك التابوت صخرة, إذا أراد الله عز وجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة.

------------

الفضائل لإبن عقدة ص 167, كفاية الأثر ص 115, مدينة المعاجز ج 2 ص 389, بحار الأنوار ج 36 ص 324. كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 799 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لعثمان: سمعت رسول الله (ص) يلعنك, ثم لم يستغفر الله لك بعد ما لعنك, (1) فغضب. (2)

------------

(1) إلى هنا في طرف من الأنباء

(2) كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 598, الإحتجاج ج 1 ص 86, بحار الأنوار ج 28 ص 280, طرف من الأنباء ص 279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الملك بن أبي ذر الغفاري قال: بعثني أمير المؤمنين (ع) يوم مزق عثمان المصاحف, فقال (ع) لي: ادع أباك, فجاء أبي إليه مسرعا, فقال (ع): يا با ذر, أتى اليوم في الإسلام أمر عظيم, مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد, وحق على الله أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد, فقال أبو ذر: سمعت رسول الله (ص) يقول: إن أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا طويلا, ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلى غير آبائهم فقاتلتهم فقتلوهم, وأنت بمنزلتهم يا علي, فقال علي (ع): قتلتني يا با ذر, فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك.

-----------

الأصول الستة عشر ص 175, رجال الكشي ص 25, بحار الأنوار ج 22 ص 407

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): إن ولي علي (ع) لا يأكل إلا الحلال لأن صاحبه كان كذلك, وإن ولي عثمان لا يبالي أحلالا أكل أو حراما لأن صاحبه كذلك.

-----------

الكافي ج 8 ص 163, الوافي ج 3 ص 733, حلية الأبرار ج 2 ص 176, بحار الأنوار ج 41 ص 129

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: ولم تطق الأمة الصبر على ما أظهره الثالث من سوء الفعل, فعاجلته بالقتل واتسع بما جنوه من ذلك لمن وافقهم على ظلمهم وكفرهم ونفاقهم, محاولة مثل ما أتوه من الاستيلاء على أمر الأمة.

------------

الإحتجاج ج 1 ص 256, البرهان ج 5 ص 841, بحار الأنوار ج 90 ص 124

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة طويلة بعد قتل عثمان: وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا, وأمات هامان وأهلك فرعون وقد قتل عثمان, ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (ص), والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة, ولتغربلن غربلة, ولتساطن سوطة القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم, وأعلاكم أسفلكم, وليسبقن سابقون كانوا قصروا, وليقصرن سابقون كانوا سبقوا, والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة, ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم, ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار, ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها واعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة, وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها وقيل لهم: {ادخلوها بسلام آمنين}, ألا وقد سبقني إلى هذا الأمر من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له ومن ليست له منه نوبة إلا بنبي يبعث, ألا ولا نبي بعد محمد (ص), أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم, حق وباطل ولكل أهل, فلئن أمر الباطل لقديماً فعل, ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شيء فأقبل, ولئن رد عليكم أمركم أنكم سعداء وما علي إلا الجهد وإني لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي, ولو أشاء لقلت: عفا الله عما سلف, سبق فيه الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه, ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيراً له, شغل عن الجنة والنار أمامه, ثلاثة وإثنان خمسة ليس لهم سادس: ملك يطير بجناحيه ونبي أخذ الله بضبعيه وساع مجتهد وطالب يرجوا ومقصر في النار, اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها يأتي الكتاب وآثار النبوة, هلك من ادعى, وخاب من افترى, إن الله أدب هذه الامة بالسيف والسوط وليس لاحد عند الامام فيهما هوادة فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم والتوبة من ورائكم, من أبدى صفحته للحق هلك.

-----------------

الكافي ج 8 ص 67, الوافي ج 26 ص 41, بحار الأنوار ج 29 ص 584

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من زيارة عاشوراء: ...اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وأبدأ به أولا ثم الثاني والثالث والرابع...

------------

مصباح المجتهد ج 2 ص 776, المزار الكبير ص 484, المزار للشهيد الأول ص 183, البلد الأمين ص 271, المصباح للكفعمي ص 485, بحار الأنوار ج 30 ص 399

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

 

 

@

عن الأصبغ بن نباتة قال: سأل رجل عليا (ع) عن عثمان فقال (ع): وما سؤالك عن عثمان، إن لعثمان ثلاث كفرات، وثلاث غدرات، ومحل ثلاث لعنات، وصاحب بليات، لم يكن بقديم الإيمان، ولا ثابت الهجرة، وما زال النفاق في قلبه، وهو الذي صد الناس يوم أحد.

------------

تقريب المعارف ص 293, بحار الأنوار ج 31 ص 306

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رجل من عبد القيس قال: أتيت عليا (ع) في الرحبة فقلت: يا أمير المؤمنين, حدثنا عن عثمان، قال (ع): ادن، فدنوت، قال (ع): ارفع صوتك، فرفعت صوتي، قال (ع): كان ذا ثلاث كفرات، وثلاث غدرات، وفعل ثلاث لعنات، وصاحب بليات، ما كان بقديم الإيمان، ولا حديث النفاق، يجزي بالحسنة السيئة.

------------

تقريب المعارف ص 293, بحار الأنوار ج 31 ص 306

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي سعيد التيمي قال: سمعت عليا (ع) يقول‏: أنا يعسوب المؤمنين، وعثمان يعسوب الكافرين.

وعن أبي الطفيل: وعثمان يعسوب المنافقين.

------------

تقريب المعارف ص 293, بحار الأنوار ج 31 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن هبيرة بن ميرم‏ قال: كنا جلوسا عند علي (ع)، فدعا ابنه عثمان، فقال له: يا عثمان، ثم قال: إني لم أسمه باسم عثمان الشيخ‏ الكافر، إنما سميته باسم عثمان بن مظعون.

-----------

تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 307 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في استنفار الناس على قتال معاوي: انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة، لا ينقص من أوزارهم شي‏ء.

------------

الغارات ج 1 ص 40, تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن قيس بن أبي حازم، قال: أتيت عليا (ع) أستشفع به إلى عثمان، فقال (ع): إلى حمال الخطايا.

-----------

تقريب المعارف ص 261, بحار الأنوار ج 31 ص 267

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي (ع) أنه قال: لا يجتمع حبي وحب عثمان في قلب رجل إلا اقتلع أحدهما صاحبه.

-----------

تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن جيفة عثمان بقيت ثلاثة أيام لا يدفن، فسأل عليا (ع) رجال من قريش في دفنه، فأذن لهم على أن لا يدفن مع المسلمين في مقابرهم ولا يصلى عليه، فلما علم الناس بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة، فخرجوا به يريدون حش كوكب مقبرة اليهود، فلما انتهوا به إليهم رجموا سريره.

------------

تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي (ع) أنه قال: من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه.

-----------

تقريب المعارف ص 294, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسين بن علي (ع) قال: إنا وبنو أمية تعادينا في الله، فنحن وهم كذلك إلى يوم القيامة، فجاء جبرئيل (ع) براية الحق فركزها بين أظهرنا، وجاء إبليس براية الباطل فركزها بين أظهرهم.

------------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسين (ع)‏: أن عثمان جيفة على الصراط، من أقام عليها أقام على أهل النار، ومن جاوزه جاوز إلى الجنة.

-----------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص)‏: أن عثمان جيفة على الصراط، يعطف عليه من أحبه ويجاوزه عدوه.

-----------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن بشير قال: سمعت محمد بن الحنفية يلعن عثمان ويقول: كانت أبواب الضلالة مغلقة حتى فتحها عثمان.

------------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أنه قال: لا تكون‏ حرب سالمة حتى يبعث قائمنا ثلاثة أراكيب في الأرض: ركب يعتقون مماليك أهل الذمة، وركب يردون المظالم، وركب يلعنون عثمان في جزيرة العرب.

------------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 309

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن يحيى بن جعدة قال: قلت لزيد بن أرقم: بأي شي‏ء كفرتم عثمان؟ قال: بثلاث: جعل المال‏ {دولة بين الأغنياء}، وجعل المهاجرين بمنزلة من حارب الله ورسوله (ص)، وعمل بغير كتاب الله.

------------

تقريب المعارف ص 295, بحار الأنوار ج 31 ص 309

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأعمش‏: والله لوددت أني كنت وجأت‏ عثمان بخنجر في بطنه فقتلته.

-----------

تقريب المعارف ص 296, بحار الأنوار ج 31 ص 310

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سعيد بن جبير قال: يرفع عثمان وأصحابه يوم القيامة حتى يبلغ بهم الثريا, ثم يطرحون على وجوههم.

-----------

تقريب المعارف ص 297, بحار الأنوار ج 31 ص 310

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي (ع) قال: دعاني عثمان، فقال: أغن عني نفسك ولك عير أولها بالمدينة وآخرها بالعراق, فقلت: بخ بخ قد أكثرت لو كان من مالك, قال: فمن مال من هو؟ قلت: من مال قوم ضاربوا بأسيافهم قال لي: أوهناك تذهب؟! ثم قام إلي فضربني حتى حجره عني الربو, وأنا أقول له: أما إني لو شئت لانتصفت.

------------

تقريب المعارف ص 261, بحار الأنوار ج 31 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: دخل سعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن‏ ابن عوف, والزبير وطلحة, وعلي بن أبي طالب (ع) على عثمان فكلموه في بعض ما رأوا منه، فكثر الكلام بينهم، وكان علي (ع) من أعظمهم عليه، فقام علي (ع) مغضبا فأخذ الزبير بثوبه، فقال: اجلس، فأبى، فقال عثمان: دعه فو الله ما علمت أنه لما يكل، والله لقد علم أنها لا تكون فيه ولا في واحد من ولده.

------------

تقريب المعارف ص 261, بحار الأنوار ج 31 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس: أن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا أنه صلى بمنى أول ولايته ركعتين, حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها, فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي (ص), وتكلم في ذلك من يريد أن يكثر عليه, حتى جاءه علي (ع) في من جاءه، فقال (ع): والله ما حدث أمر ولا قدم عهد، ولقد عهدت نبيك (ص) صلى ركعتين ثم أبا بكر وعمر وأنت صدرا من ولايتك، فما هذا؟ قال عثمان: رأي رأيته.

------------

تقريب المعارف ص 262, بحار الأنوار ج 31 ص 269

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الثقفي قال: قال رجل لعمار يوم صفين: على ما تقاتلهم يا أبا اليقظان؟!. قال: على أنهم زعموا أن عثمان مؤمن ونحن نزعم أنه كافر.

------------

تقريب المعارف ص 273, بحار الأنوار ج 31 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي قال: انتهيت إلى عمار في مسجد البصرة وعليه برنس والناس قد أطافوا به وهو يحدثهم من أحداث عثمان وقتله، فقال رجل من القوم وهو يذكر عثمان: رحم الله عثمان! فأخذ عمار كفا من حصى المسجد فضرب به وجهه، ثم قال: استغفر الله يا كافر، استغفر الله يا عدو الله. وأوعد الرجل, فلم يزل القوم يسكنون عمارا عن الرجل حتى قام وانطلق وقعدت القوم حتى فرغ عمار من حديثه وسكن غضبه، ثم إني قمت معه فقلت له: يا أبا اليقظان, رحمك الله, أمؤمنا قتلتم عثمان بن عفان أم‏ كافرا! فقال: لا، بل قتلناه كافرا, بل قتلناه كافرا.

---------

تقريب المعارف ص 273, بحار الأنوار ج 31 ص 280

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حكيم بن جبير قال: قال عمار: والله ما أخذني أسى على شي‏ء تركته خلفي, غير أني وددت أنا كنا أخرجنا عثمان من قبره فأضرمنا عليه نارا.

-----------

تقريب المعارف ص 274, بحار الأنوار ج 31 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سعد بن أبي وقاص قال: أتيت عمار بن ياسر وعثمان محصور، فلما انتهيت إليه قام معي فكلمته، فلما ابتدأت الكلام جلس ثم استلقى ووضع يده على وجهه، فقلت: ويحك يا أبا اليقظان! إنك كنت فينا لمن أهل الخير والسابقة، ومن عذب في الله، فما الذي تبغي من سعيك في فساد المؤمنين؟ وما صنعت في أمير المؤمنين؟ فأهوى إلى عمامته فنزعها عن رأسه، ثم قال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه، يا أبا إسحاق! إني أريد أن تكون خلافة كما كانت على عهد النبي (ص), فأما أن يعطي مروان خمس إفريقية، ومعاوية على الشام، والوليد بن عقبة شارب الخمر على الكوفة، وابن عامر على البصرة, والكافر بما أنزل على محمد (ص) على مصر، فلا والله لا كان هذا أبدا حتى يبعج‏ في خاصرته ‏بالحق.

------------

تقريب المعارف ص 274, بحار الأنوار ج 31 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن شقيق قال: قلنا لعبد الله: فيم طعنتم على عثمان؟ قال: أهلكه الشح وبطانة السوء.

-----------

تقريب المعارف ص 274, بحار الأنوار ج 31 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن مسعود قال: لا يعدل عثمان عند الله جناح بعوضة. وفي أخرى: جناح ذباب.

-----------

تقريب المعارف ص 275, بحار الأنوار ج 31 ص 282

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبيدة السلماني، قال: سمعت عبد الله (بن مسعود) يلعن عثمان، فقلت له في ذلك، فقال: سمعت رسول الله (ص) يشهد له بالنار.

-----------

تقريب المعارف ص 275, طرف من الأنباء ص 279, بحار الأنوار ج 31 ص 282

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن مسعود قال: بينا نحن في بيت ونحن اثنا عشر رجلا نتذاكر أمر الدجال وفتنته, إذ دخل رسول الله (ص)، فقال: ما تتذاكرون من أمر الدجال؟ والذي نفسي بيده, إن في البيت لمن هو أشد على أمتي من الدجال، وقد مضى من كان في البيت يومئذ غيري وغير عثمان، والذي نفسي بيده, لوددت أني وعثمان برمل عالج نتحاثى التراب حتى يموت الأعجز.

-----------

تقريب المعارف ص 275, بحار الأنوار ج 31 ص 282

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي البختري، قال: دخلوا على عبد الله (بن مسعود) حيث كتب عبد الرحمن يسيره وعنده‏ أصحابه، فجاء رسول الوليد، فقال: إن الأمير أرسل إليك, أن أمير المؤمنين يقول: إما أن تدع هؤلاء الكلمات وإما أن تخرج من أرضك, قال: رب كلمات لا أختار مصري عليهن, قيل: ما هن؟ قال: أفضل الكلام كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة ضلالة فقال ابن مسعود: ليخرجن منها ابن أم عبد ولا أتركهن أبدا، وقد سمعت رسول الله (ص) يقولهن.

-----------

تقريب المعارف ص 275, بحار الأنوار ج 31 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن قيس بن أبي حازم قال: جاءت بنو عبس‏ إلى حذيفة يستشفعون به على عثمان، فقال حذيفة: لقد أتيتموني من عند رجل وددت‏ أن كل سهم في كنانتي في بطنه.

------------

تقريب المعارف ص 276, بحار الأنوار ج 31 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حارث بن سويد قال: كنا عند حذيفة فذكرنا عثمان، فقال: عثمان, والله ما يعدو أن يكون فاجرا في دينه أو أحمق في معيشته.

-----------

تقريب المعارف ص 276, بحار الأنوار ج 31 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي شريحة الأنصاري أنه سمع حذيفة يحدث، قال: طلبت رسول الله (ص)‏ في منزله فلم أجده, وطلبته فوجدته في حائط نائما رأسه تحت نخلة، فانتظرته طويلا فلم يستيقظ, فكسرت جريدة فاستيقظ، فقال (ص) ما شاء الله أن يقول، ثم جاء أبو بكر، فقال: ائذن لي، ثم جاء عمر فأمرني أن آذن له، ثم جاء علي (ع) فأمرني أن آذن له وأبشره بالجنة، ثم قال: يجيئكم الخامس لا يستأذن ولا يسلم، وهو من أهل النار، فجاء عثمان حتى وثب من جانب الحائط، ثم قال: يا رسول الله! بنو فلان يقابل بعضهم بعضا.

-----------

تقريب المعارف ص 276, بحار الأنوار ج 31 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي وائل قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول‏: لقد دخل عثمان قبره بفجره.

-----------

تقريب المعارف ص 277, بحار الأنوار ج 31 ص 284

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن السائب قال: لما قتل عثمان أتى حذيفة وهو بالمدائن، فقيل: يا أبا عبد الله! لقيت رجلا آنفا على الجسر فحدثني أن عثمان قتل، قال: هل تعرف الرجل؟ قلت: أظنني أعرفه وما أثبته, قال حذيفة: إن ذلك عيثم الجني، وهو الذي يسير بالأخبار، فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم، فقيل لحذيفة: ما تقول في قتل عثمان؟ فقال: هل هو إلا كافر قتل كافرا أو مسلم‏ قتل كافرا. فقالوا: أما جعلت له مخرجا؟ فقال: الله لم يجعل له مخرجا.

-----------

تقريب المعارف ص 277, بحار الأنوار ج 31 ص 284

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن همام بن الحارث، قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس مجتمعون على عثمان, وإذا رجل يمدحه، فوثب المقداد بن الأسود فأخذ كفا من حصا أو تراب فأخذ يرميه به, فرأيت عثمان يتقيه بيده.

-----------

تقريب المعارف ص 277, بحار الأنوار ج 31 ص 284

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سعيد بن المسيب قال: لم يكن المقداد يصلي مع عثمان, ولا يسميه أمير المؤمنين.

-----------

تقريب المعارف ص 278, بحار الأنوار ج 31 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سعيد بن المسيب قال: لم يكن عمار ولا المقداد بن الأسود يصليان خلف عثمان, ولا يسميانه أمير المؤمنين.

-----------

تقريب المعارف ص 2789, بحار الأنوار ج 31 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* مع أبي ذر

عن أبي ذر أنه قال: كنت وعثمان نمشي ورسول الله (ص) متكئ في المسجد, فجلسنا إليه, ثم قام عثمان وأبو ذر جالس, فقال (ص) له: بأي شيء كنت تناجي عثمان؟ قال: كنت أقرأ سورة من القرآن, قال (ص): أما إنه سيبغضك وتبغضه والظالم منكما في النار, قلت: {إنا لله وإنا إليه راجعون}, الظالم مني ومنه في النار, فأينا الظالم؟ فقال (ص): يا أبا ذر, قل الحق وإن وجدته مرا تلقني على العهد.

------------

الخرائج ج 2 ص 490, بحار الأنوار ج 22 ص 434

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس :في قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم} دخل أبو ذر عليلا متوكيا على عصاه على عثمان, وعنده مائة ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي, فقال: إني أريد أن أضم إليها مثلها, ثم أرى فيها رأيي, فقال أبو ذر: أتذكر إذ رأينا رسول الله (ص) حزينا عشاء, فقال (ص): بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها, فقال (ص): الآن استرحت, فقال عثمان: لكعب الأحبار ما تقول في رجل أدى زكاة ماله, هل يجب بعد ذلك شيء؟ قال: لا, لو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة, فقال أبو ذر رضي الله عنه: يا ابن اليهودية, ما أنت والنظر في أحكام المسلمين؟ فقال عثمان: لو لا صحبتك لقتلتك, (1) ثم سيره إلى الزبدة [الربذة]. (2)

-------------

(1) إلى هنا في مستدرك الوسائل

(2) قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 306, بحار الأنوار ج 22 ص 432, مستدرك الوسائل ج 7 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سهل بن الساعدي، قال: كان أبو ذر جالسا عند عثمان وكنت عنده جالسا إذ قال عثمان: أرأيتم من أدى زكاة ماله هل في ماله حق غيره؟. قال كعب: لا، فدفع أبو ذر بعصاه في صدر كعب، ثم قال: يا ابن اليهوديين! أنت تفسر كتاب الله برأيك: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله‏ ...} إلى قوله: {وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين} ، ثم قال: ألا ترى أن على المصلي بعد إيتاء الزكاة حقا في ماله؟! ثم قال عثمان: أترون بأسا أن نأخذ من بيت مال المسلمين مالا فنفرقه فيما ينوبنا من أمرنا ثم نقضيه؟ ثم قال أناس منهم: ليس بذلك بأس, وأبو ذر ساكت، فقال عثمان: يا كعب! ما تقول؟ فقال كعب: لا بأس بذلك، فرفع أبو ذر عصاه فوجأ بها في صدره، ثم قال: أنت يا ابن‏ اليهوديين تعلمنا ديننا؟! فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي؟! الحق بمكينك وغيب عني وجهك.

------------

تقريب المعارف ص 265, بحار الأنوار ج 31 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه الله إلى الربذة, دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكيا على عصاه, وبين يدي عثمان مائة ألف درهم, قد حملت إليه من بعض النواحي وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم, فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها, ثم أرى فيها رأيي, فقال أبو ذر: يا عثمان, أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم, فقال: أما تذكر أنا وأنت وقد دخلنا على رسول الله (ص) عشيا فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام, فلما أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا, فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا, دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا وعدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا مستبشرا, فقال (ص): نعم, كان قد بقي عندي من فيء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها, وخفت أن يدركني الموت وهي عندي وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها, (1) فنظر عثمان إلى كعب الأحبار فقال له: يا أبا إسحاق, ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك فيها شيء؟ قال: لا, ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شيء, فرفع أبو ذر عصاه فضرب به رأس كعب, ثم قال له: يا ابن اليهودية الكافرة, ما أنت والنظر في أحكام المسلمين؟ قول الله أصدق من قولك, حيث قال: {الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} فقال عثمان: يا با ذر, إنك شيخ خرفت وذهب عقلك, ولو لا صحبتك لرسول الله (ص) لقتلتك, فقال: كذبت يا عثمان, أخبرني حبيبي رسول الله (ص) فقال: لا يفتنونك يا أبا ذر ولا يقتلونك, وأما عقلي فقد بقي منه ما أحفظ حديثا سمعته من رسول الله (ص) فيك وفي قومك, قال: وما سمعت من رسول الله (ص) في وفي قومي؟ قال: سمعته يقول (ص): إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا صيروا مال الله دولا, وكتاب الله دغلا, وعباده خولا, والفاسقين حزبا والصالحين حربا, فقال عثمان: يا معشر أصحاب محمد (ص) هل سمع أحد منكم هذا من رسول الله (ص)؟ فقالوا لا ما سمعنا هذا, فقال عثمان: ادع عليا (ع) فجاء أمير المؤمنين (ع) فقال له عثمان: يا أبا الحسن, انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب, فقال أمير المؤمنين (ع): مه يا عثمان, لا تقل كذاب, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, فقال أصحاب رسول الله (ص): صدق علي (ع), فقد سمعنا هذا من رسول الله (ص), فبكى أبو ذر عند ذلك, فقال, ويلكم, كلكم قد مد عنقه إلى هذا المال, ظننتم أني أكذب على رسول الله (ص), ثم نظر إليهم فقال: من خيركم؟ فقال: أنت تقول أنك خيرنا, قال: نعم, خلفت حبيبي رسول الله (ص) في هذه الجبة وهي علي بعد, وأنتم قد أحدثتم أحداثا كثيرة, والله سائلكم عن ذلك ولا يسألني, فقال عثمان: يا أبا ذر, أسألك بحق رسول الله (ص), إلا ما أخبرتني عن شيء أسألك عنه, فقال أبو ذر: والله لو لم تسألني بحق رسول الله (ص) أيضا لأخبرتك, فقال: أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها؟ فقال: مكة حرم الله وحرم رسوله (ص), أعبد الله فيها حتى يأتيني الموت, فقال: لا, ولا كرامة لك, فقال: المدينة حرم رسول الله (ص), قال: لا, ولا كرامة لك, قال: فسكت أبو ذر, فقال عثمان: أي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ قال: الربذة, التي كنت فيها على غير دين الإسلام, فقال عثمان: سر إليها, فقال أبو ذر: قد سألتني فصدقتك وأنا أسألك فاصدقني, قال: نعم, فقال: أخبرني لو بعثتني في بعث من أصحابك إلى المشركين فأسروني, فقالوا: لا نفديه إلا بثلث ما تملك, قال: كنت أفديك, قال: فإن قالوا: لا نفديه إلا بنصف ما تملك, قال: كنت أفديك, قال: فإن قالوا لا نفديه إلا بكل ما تملك, قال: كنت أفديك, قال أبو ذر: الله أكبر, قال لي حبيبي رسول الله (ص) يوما: يا با ذر, كيف أنت إذا قيل لك أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها فتقول مكة حرم الله وحرم رسوله أعبد الله فيها حتى يأتيني الموت, فيقال لك: لا, ولا كرامة لك, فتقول: المدينة حرم رسول الله فيقال لك: لا, ولا كرامة لك, ثم يقال لك: فأي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ فتقول: الربذة, التي كنت فيها على غير دين الإسلام, فيقال لك سر إليها, فقلت: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال (ص): إي والذي نفسي بيده إنه لكائن, فقلت: يا رسول الله, أفلا أضع سيفي هذا على عاتقي فأضرب به قدما قدما؟ قال (ص): لا, اسمع واسكت ولو لعبد حبشي, وقد أنزل الله فيك وفي عثمان آية, فقلت: وما هي يا رسول الله؟ فقال (ص): قوله تبارك وتعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}.

------------

(1) إلى هنا في حلية الأبرار ومستدرك الوسائل

تفسير القمي ج 1 ص 51, بحار الأنوار ج 22 ص 426, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 95, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 73, حلية الأبرار ج 1 ص 264, مستدرك الوسائل ج 11 ص 94

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جهضم الأزدي عن أبيه, وكان من أهل الشام قال: لما سير عثمان أبا ذر من المدينة إلى الشام كان يقص علينا, فيحمد الله فيشهد شهادة الحق ويصلي على النبي (ص) ويقول: أما بعد, فإنا كنا في جاهليتنا قبل أن ينزل علينا الكتاب, ويبعث فينا الرسول ونحن نوفي بالعهد ونصدق بالحديث, ونحسن الجوار ونقري الضيف, ونواسي الفقير, فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله (ص) وأنزل علينا كتابه, كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله, وكان أحق بها أهل الإسلام وأولى أن يحفظوها, فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا, ثم إن الولاة قد أحدثوا أعمالا قباحا ما نعرفها من سنة تطفى وبدعة تحيا, وقائل بحق مكذب, وأثرة لغير تقي, وأمين مستأثر عليه من الصالحين, اللهم إن كان ما عندك خيرا لي فاقبضني إليك غير مبدل ولا مغير, وكان يعيد هذا الكلام ويبديه, فأتى حبيب بن مسلمة معاوية بن أبي سفيان, فقال: إن أبا ذر يفسد عليك الناس بقوله كيت وكيت, فكتب معاوية إلى عثمان بذلك, فكتب عثمان: أخرجه إلي فلما صار إلى المدينة نفاه إلى الربذة.

------------

الأمالي للمفيد ص 121, بحار الأنوار ج 22 ص 395

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جهضم عن أبيه قال: لما أخرج عثمان أبا ذر الغفاري رحمه الله من المدينة إلى الشام, كان يقوم في كل يوم فيعظ الناس ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله ويحذرهم من ارتكاب معاصيه, ويروي عن رسول الله (ص) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته (ع), ويحضهم على التمسك بعترته, فكتب معاوية إلى عثمان: أما بعد, فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ويمسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده, فيقول كيت وكيت, فإن كان لك حاجة في الناس قبلي فأقدم أبا ذر إليك, فإني أخاف أن يفسد الناس عليك والسلام. فكتب إليه عثمان: أما بعد, فأشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتابي هذا والسلام. فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه وأقرأه كتاب عثمان, وقال له: النجاء الساعة, فخرج أبو ذر إلى راحلته فشدها بكورها وأنساعها فاجتمع إليه الناس, فقالوا له: يا با ذر, رحمك الله أين تريد؟ قال: أخرجوني إليكم غضبا علي وأخرجوني منكم إليهم, الآن عبثا بي ولا يزال هذا الأمر فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم, حتى يستريح برا ويستراح من فاجر, ومضى وسمع الناس بمخرجه فاتبعوه حتى خرج من دمشق, فساروا معه حتى انتهى إلى دير المران, فنزل ونزل معه الناس, فاستقدم فصلى بهم, ثم قال: أيها الناس, إني موصيكم بما ينفعكم وتارك الخطب والتشقيق, احمدوا الله عز وجل قالوا: الحمد لله, قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله, فأجابوه بمثل ما قال, فقال: أشهد أن البعث حق وأن الجنة حق وأن النار حق وأقر بما جاء من عند الله, واشهدوا علي بذلك, قالوا: نحن على ذلك من الشاهدين, قال: ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته, ما لم يكن للمجرمين ظهيرا ولا لأعمال الظلمة مصلحا ولا لهم معينا, أيها الناس, اجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عز وجل, إذا عصي في الأرض ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله, وإن أحدثوا ما لا تعرفون فجانبوهم وازرءوا عليهم, وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم حتى يرضى الله عز وجل, فإن الله أعلى وأجل لا ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين, غفر الله لي ولكم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله, فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا با ذر يا صاحب رسول الله (ص), ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك ألا نمنعك, فقال لهم: ارجعوا رحمكم الله, فإني أصبر منكم على البلوى, وإياكم والفرقة والاختلاف, فمضى حتى قدم على عثمان فلما دخل عليه قال له: لا قرب الله بعمرو عينا, فقال أبو ذر: والله ما سماني أبواي عمرا, ولكن لا قرب الله من عصاه وخالف أمره وارتكب هواه, فقام إليه كعب الأحبار فقال له: ألا تتقي الله يا شيخ تجبه أمير المؤمنين بهذا الكلام, فرفع أبو ذر عصا كانت في يده فضرب بها رأس كعب, ثم قال له: يا ابن اليهوديين, ما كلامك مع المسلمين, فو الله ما خرجت اليهودية من قلبك بعد, فقال عثمان: والله لا جمعتني وإياك دار قد خرفت وذهب عقلك, أخرجوه من بين يدي حتى تركبوه قتب ناقته بغير وطاء, ثم انجوا به الناقة وتعتعوه حتى توصلوه الربذة, فنزلوه بها من غير أنيس, حتى يقضي الله فيه ما هو قاض, فأخرجوه متعتعا ملهوزا بالعصي, وتقدم ألا يشيعه أحد من الناس, فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فبكى حتى بل لحيته بدموعه, ثم قال: أهكذا يصنع بصاحب رسول الله (ص), {إنا لله وإنا إليه راجعون} ثم نهض ومعه الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن العباس والفضل وقثم وعبيد الله حتى لحقوا أبا ذر فشيعوه, فلما بصر بهم أبو ذر رحمه الله حن إليهم وبكى عليهم, وقال: بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله (ص) وشملتني البركة برؤيتها, ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أحبهم ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة, فارجعوا رحمكم الله, والله أسأل أن يخلفني فيكم أحسن الخلافة, فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه.

------------

تفسير القمي ص 162, بحار الأنوار ج 22 ص 395

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن أحمد بن حماد رفعه قال: أبو ذر الذي قال رسول الله (ص) في شأنه: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده, ويدخل الجنة وحده, وهو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين (ع) ووصي رسول الله (ص) واستخلافه إياه, فنفاه القوم عن حرم الله وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بلا وطاء, وهو يصيح فيهم قد خاب القطار بحمل النار, سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا, وعباد الله خولا, ومال الله دولا, فقتلوه فقرا وجوعا (1) وضرا وصبرا.

-------------

(1) في رجال الكشي ذلا وضرا وصبرا

رجال الكشي ص 24, بحار الأنوار بحار الأنوار ج 22 ص 398

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: لما قدم أبو ذر على عثمان قال: أخبرني أي البلاد أحب إليك؟ قال: مهاجري قال: لست بمجاوري, قال: فألحق بحرم الله فأكون فيه, قال (عثمان): لا, قال (أبو ذر): فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله (ص) قال: لا, قال: فلست بمختار غيرهن, فأمره بالمسير إلى الربذة, فقال: إن رسول الله (ص) قال لي: اسمع والمع وانفذ حيث قادوك ولو لعبد حبشي مجدع, فخرج إلى الربذة, (1) وأقام مدة ثم أتى المدينة, فدخل على عثمان والناس عنده سماطين, فقال: يا أمير المؤمنين, إنك أخرجتني من أرضي إلى أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلا شويهات, وليس لي خادم إلا محررة, ولا ظل يظلني إلا ظل شجرة, فأعطني خادما وغنيمات أعيش فيها, فحول وجهه عنه فتحول إلى السماط الآخر, فقال مثل ذلك, فقال له حبيب بن سلمة: لك عندي يا أبا ذر ألف درهم وخادم وخمسمائة شاة, قال أبو ذر: أعط خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج إلى ذلك مني, فإني إنما أسأل حقي في كتاب الله, فجاء علي (ع) فقال له عثمان: ألا تغني عنا سفيهك هذا, قال (ع): أي سفيه؟ قال: أبو ذر, قال علي (ع): ليس بسفيه, سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر, أنزله بمنزلة مؤمن آل فرعون, {إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم}.

------------

(1) من هنا في مجموعة ورام

الأمالي للطوسي ص 710, بحار الأنوار ج 22 ص 404, مجموعة ورام ج 2 ص 93

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سيد الشهداء (ع) في حديث طويل: أما والله الذي حرم مكة للحسن بن علي وابن فاطمة (ع) أحق برسول الله (ص) وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه, وهو والله أحق به من حمال الخطايا مسير أبي ذر رحمه الله, الفاعل بعمار ما فعل, وبعبد الله ما صنع الحامي الحمى المؤوي لطريد رسول الله (ص), لكنكم صرتم بعده الأمراء, وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء.

-------------

الأمالي للطوسي ص 160, بشارة المصطفى (ص) ص 272, مدينة المعاجز ج 3 ص 379, بحار الأنوار ج 44 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: إن عثمان قال للمقداد: أما والله لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول, قال (ع): فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار: أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الأول. (1) (2)

-----------

(1) العلامة المجلسي في البحار: بيان: لعله كان مراد عثمان بالرب الأول مولاه الذي أعتقه أو الذي كان تبناه أو الصنم الذي كان في الجاهلية يعبده ومراد مقداد رضي الله عنه الرب القديم تعالى شأنه.

(2) الكافي ج 8 ص 331, الوافي ج 2 ص 209, بحار الأنوار ج 22 ص 438. الأمالي للمفيد ص 115 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمرو بن أبي المقدام, عن أبيه, عن جده قال: ما أتى على علي (ع) يوم قط أعظم من يومين أتياه, فأما أول يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول الله (ص) وأما اليوم الثاني فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه إذ قال له عمر: يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك, قال: فبعث قنفذاً, فقال له: أجب خليفة رسول الله (ص), قال علي (ع): لأسرع ما كذبتم على رسول الله (ص) ما خلف رسول الله (ص) أحداً غيري, فرجع قنفذ وأخبر أبا بكر بمقالة علي (ع) فقال أبو بكر: انطلق إليه فقل له: يدعوك أبو بكر ويقول: تعال حتى تبايع فإنما أنت رجل من المسلمين, فقال علي (ع): أمرني رسول الله (ص) أن لا أخرج بعده من بيتي حتى أؤلف الكتاب فإنه في جرائد النخل وأكتاف الإبل فأتاه قنفذ وأخبره بمقالة علي (ع), فقال عمر: قم إلى الرجل, فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقمت معهم وظنت فاطمة (ع) أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها, فأجافت الباب وأغلقته, فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف فدخلوا على علي (ع) وأخرجوه ملبباً, فخرجت فاطمة (ع) فقالت: يا أبا بكر وعمر تريدان أن ترملاني من زوجي والله لئن لم تكفا عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي, فخرجت وأخذ بيد الحسن والحسين (ع) متوجهة إلى القبر فقال علي (ع) لسلمان: يا سلمان أدرك ابنة محمد (ص) فإني أرى جنبتي المدينة تكفئان, فوالله لئن فعلت لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها, قال: فلحقها سلمان فقال: يا بنت محمد (ص) إن الله تبارك وتعالى إنما بعث أباك رحمة فانصرفي, فقالت: يا سلمان ما علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي, فأصيح إلى ربي, قال سلمان: فإن علياً بعثني إليك وأمرك بالرجوع فقالت: أسمع له وأطيع فرجعت, وأخرجوا علياً ملبباً قال: وأقبل الزبير مخترطاً سيفه وهو يقول: يا معشر بني عبد المطلب أيفعل هذا بعلي وأنتم أحياء وشد على عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه وسقط السيف من يده فأخذه عمر وضربه على صخرة فانكسر ومر علي (ع) على قبر النبي (ص) فقال: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وأُتي بعلي (ع) إلى السقيفة إلى مجلس أبي بكر, فقال له عمر: بايع! قال: فإن لم أفعل فمه؟ قال: إذاً والله نضرب عنقك, قال علي (ع): إذاً والله أكون عبد الله وأخي رسول الله (ص) المقتول, فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم وأما أخا رسول الله (ص) فلا حتى قالها ثلاثاً, وأقبل العباس فقال: يا أبا بكر ارفقوا بابن أخي, فلك علي أن يبايعك فأخذ العباس بيد علي (ع) فمسحها على يدي أبي بكر وخلوا علياً مغضباً فرفع رأسه إلى السماء, ثم قال: اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي (ص) قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم, وهو قولك في كتابك: {فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} اللهم إنهم لم يتموا, حتى قالها ثلاثاً, ثم انصرف.

---------------
الإختصاص ص 185، غاية المرام ج 5 ص 337. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 66, البرهان ج 2 ص 710, بحار الأنوار ج 28 ص 227, العوالم ج 11 ص 560

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن وهب في حديث عن معركة أحل قال: قلت لابن مسعود انهزم الناس عن رسول الله (ص), حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (ع) وأبو دجانة وسهل بن حنيف, قال: انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب (ع) وحده, (1) وثاب إلى رسول الله (ص) نفر وكان أولهم عاصم بن ثابت, وأبو دجانة, وسهل‏ بن حنيف, ولحقهم طلحة بن عبيد الله, فقلت له: فأين كان أبو بكر وعمر؟ قال: كانا ممن تنحى, قال: قلت: فأين كان عثمان؟ قال: جاء بعد ثلاثة من الوقعة, فقال له رسول الله (ص): لقد ذهبت‏ فيها عريضة.

-----------

(1) إلى هنا في مجموعة النفيسة

الإرشاد ج 1 ص 83, كشف الغمة ج 1 ص 193, الدر النظيم ص 159, بحار الأنوار ج 20 ص 84, مجموعة النفيسة ص 246

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي سعيد المغيري قال: لما انصرف علي (ع) من تشييع أبي ذر استقبله الناس, فقالوا: يا أبا الحسن, غضب عليك عثمان لتشييعك أبا ذر, فقال علي (ع): غضب الخيل على صم اللجم.

------------

بحار الأنوار ج 22 ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار, فقال لهما: انطلقا إلى أبي ذر, فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام ويقول لك هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك, فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا, قال: إنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين, قالا له: إنه يقول هذا من صلب مالي, وبالله الذي لا إله إلا هو ما خالطها حرام ولا بعث بها إليك إلا من حلال, فقال: لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس, فقالا له: عافاك الله وأصلحك, ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به, فقال: بلى, تحت هذا الإكاف الذي ترون رغيفا شعير قد أتى عليهما أيام فما أصنع بهذه الدنانير, لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير, وقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب (ع) وعترته الهادين المهديين الراضين المرضيين, الذين {يهدون بالحق وبه يعدلون}, وكذلك سمعت رسول الله (ص) يقول: فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا, فرداها عليه وأعلماه أني لا حاجة لي فيها ولا فيما عنده, حتى ألقى الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه.

------------

رجال الكشي ص 27, روضة الواعظين ج 2 ص 284, مجموعة ورام ج 2 ص 19, بحار الأنوار ج 22 ص 399

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليم بن قيس: بينما أنا وحميش [حنش] بن معتمر بمكة, إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب, ثم نادى بأعلى صوته في الموسم: أيها الناس, من عرفني فقد عرفني ومن جهلني فأنا جندب أنا أبو ذر, أيها الناس, إني سمعت نبيكم (ص) يقول: إن مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق, ومثل باب حطة في بني إسرائيل, أيها الناس, إني سمعت نبيكم (ص) يقول: إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما, كتاب الله وأهل بيتي إلى آخر الحديث, فلما قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال: ما حملك على ما قمت به في الموسم؟ قال: عهد عهده إلي رسول الله (ص) وأمرني به, فقال: من يشهد بذلك؟ فقام علي (ع) والمقداد فشهدا, ثم انصرفوا يمشون ثلاثتهم فقال عثمان: إن هذا وصاحبيه يحسبون أنهم في شيء.

------------

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 937, الإحتجاج ج 1 ص 156, بحار الأنوار ج 23 ص 119

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي ذر في حديث: إنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام, فآلى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة, فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه الناس بالكوفة, وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا ولا أسمع بها حسيسا, وإني والله ما أريد إلا الله عز وجل صاحبا, وما لي مع الله وحشة, {حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} وصلى الله على محمد سيدنا وآله الطيبين.

------------

الكافي ج 8 ص 208, الوافي ج 26 ص 395, بحار الأنوار ج 22 ص 436

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسول (ص) فقال: اللهم آنس وحشتي وصل وحدتي وارزقني جليسا صالحا, فإذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه وقال له: من

أنت يا عبد الله؟ فقال: أنا أبو ذر, فقال الرجل: الله أكبر الله أكبر, فقال أبو ذر: ولم تكبر يا عبد الله؟ فقال: إني دخلت المسجد فدعوت الله عز وجل أن يؤنس وحشتي وأن يصل وحدتي وأن يرزقني جليسا صالحا, فقال له أبو ذر: أنا أحق بالتكبير منك إذ كنت ذلك الجليس, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: أنا وأنتم على ترعة يوم القيامة حتى يفرغ الناس من الحساب, قم يا عبد الله فقد نهى السلطان عن مجالستي.

------------

الكافي ج 8 ص 307, مجموعة ورام ج 2 ص 177, الوافي ج 26 ص 393, بحار الأنوار ج 22 ص 403

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي أمامة قال: كتب أبو ذر إلى حذيفة بن اليمان يشكو إليه ما صنع به عثمان: {بسم الله الرحمن الرحيم} أما بعد يا أخي, فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك وسهر ليلك, وانصب بدنك في طاعة ربك, فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط الله عليه أن يطول بكاؤه ونصبه وسهر ليله, حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه, وحق لمن علم أن الجنة مثوى من رضي الله عنه أن يستقبل الحق كي يفوز بها, ويستصغر في ذات الله الخروج من أهله وماله وقيام ليله وصيام نهاره, وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه, حتى يعلم أن الله أوجبها له وليس بعالم ذلك دون لقاء ربه, وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ومرافقة أنبيائه أن يكون, يا أخي, أنت ممن أستريح إلى الضريح إليه بثي وحزني, وأشكو إليه تظاهر الظالمين علي, إني رأيت الجور يعمل به بعيني وسمعته يقال, فرددته فحرمت العطاء وسيرت إلى البلاد, وغربت عن العشيرة والإخوان وحرم الرسول (ص), وأعوذ بربي العظيم أن يكون هذا مني له شكوى أن ركب مني ما ركب, بل أنبأتك أني قد رضيت ما أحب لي ربي وقضاه علي, وأفضيت ذلك إليك لتدعو الله لي ولعامة المسلمين بالروح والفرج, وبما هو أعم نفعا وخير مغبة وعقبى والسلام. فكتب إليه حذيفة: {بسم الله الرحمن الرحيم} أما بعد يا أخي, فقد بلغني كتابك تخوفني به وتحذرني فيه منقلبي, وتحثني فيه على حظ نفسي, فقديما يا أخي كنت بي وبالمؤمنين حفيا لطيفا, وعليهم حدبا شفيقا, ولهم بالمعروف آمرا وعن المنكرات ناهيا, وليس يهدي إلى رضوان الله إلا هو لا إله إلا هو, ولا يتناهى من سخطه إلا بفضل رحمته وعظيم منه, فنسأل الله ربنا لأنفسنا وخاصتنا وعامتنا وجماعة أمتنا مغفرة عامة ورحمة واسعة, وقد فهمت ما ذكرت من تسييرك يا أخي وتغريبك وتطريدك, فعز والله علي يا أخي ما وصل إليك من مكروه, ولو كان يفتدى ذلك بمال لأعطيت فيه مالي طيبة بذلك نفسي يصرف الله عنك بذلك المكروه, والله لو سألت لك المواساة ثم أعطيتها لأحببت احتمال شطر ما نزل بك ومواساتك في الفقر والأذى والضرر, لكنه ليس لأنفسنا إلا ما شاء ربنا يا أخي, فافزع بنا إلى ربنا ولنجعل إليه رغبتنا فإنا قد استحصدنا واقترب الصرام, فكأني وإياك قد دعينا فأجبنا وعرضنا على أعمالنا فاحتجنا إلى ما أسلفنا, يا أخي, ولا تأس على ما فاتك ولا تحزن على ما أصابك, واحتسب فيه الخير وارتقب فيه من الله أسنى الثواب, يا أخي, لا أرى الموت لي ولك إلا خيرا من البقاء, فإنه قد أظلتنا فتن يتلو بعضها بعضا, كقطع الليل المظلم قد ابتعثت من مركبها ووطئت في حطامها تشهر فيها السيوف وينزل فيها الحتوف, فيها يقتل من اطلع لها والتبس بها وركض فيها, ولا تبقى قبيلة من قبائل العرب من الوبر والمدر إلا دخلت عليهم, فأعز أهل ذلك الزمان أشدهم عتوا وأذلهم أتقاهم, فأعاذنا الله وإياك من زمان هذه حال أهله فيه لن أدع الدعاء لك في القيام والقعود والليل والنهار, وقد قال الله ولا خلف لموعوده: {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} فنستجير بالله من التكبر عن عبادته والاستنكاف عن طاعته, جعل الله لنا ولك فرجا ومخرجا عاجلا برحمته والسلام عليك.

-------------

بحار الأنوار ج 22 ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: استأذن أبو ذر على عثمان فأبى أن يأذن له، فقال لي: استأذن لي عليه, قال ابن عباس: فرجعت إلى عثمان فاستأذنت له عليه، قال: إنه يؤذيني قلت: عسى أن لا يفعل، فأذن له من أجلي، فلما دخل عليه قال له: اتق الله يا عثمان! فجعل يقول: اتق الله .. وعثمان يتوعده، قال أبو ذر: إنه قد حدثني نبي الله (ص): أنه يجاء بك وبأصحابك يوم القيامة فتبطحون‏ على وجوهكم، فتمر عليكم البهائم فتطؤكم كل ما مرت آخرها ردت أولها، حتى يفصل بين الناس. قال يحيى بن سلمة: فحدثني العرزمي أن في هذا الحديث: ترفعوني حتى إذا كنتم مع الثريا ضرب بكم على وجوهكم فتطأكم البهائم.

------------

تقريب المعارف ص 263, بحار الأنوار ج 31 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن أبا ذر لما رأى أن عثمان قد أمر بتحريق المصاحف، فقال: يا عثمان! لا تكن أول من حرق كتاب الله فيكون دمك أول دم يهراق.

------------

تقريب المعارف ص 263, بحار الأنوار ج 31 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ثعلبة بن حكيم قال: بينا أنا جالس عند عثمان وعنده أناس من أصحاب محمد (ص) من أهل بدر وغيرهم, فجاء أبو ذر يتوكأ على عصاه، فقال: السلام عليكم, فقال: اتق الله يا عثمان! إنك تسمع .. كذا وكذا، وتصنع .. كذا وكذا .. وذكر مساويه، فسكت عثمان حتى إذا انصرف، قال: من يعذرني من هذا الذي لا يدع مساءة إلا ذكرها, فسكت القوم فلم يجيبوه، فأرسل إلى علي (ع)، فجاء، فقام في مقام أبي الذر، فقال: يا أبا الحسن! ما ترى أبا الذر لا يدع لي مساءة إلا ذكرها؟ فقال: يا عثمان! إني أنهاك عن أبي ذر، يا عثمان أنهاك عن أبي ذر .. ثلاث مرات-، اتركه كما قال الله تعالى لمؤمن آل فرعون: {إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) قال له عثمان: بفيك التراب!. قال له علي (ع): بل بفيك التراب، ثم انصرف.

-----------

تقريب المعارف ص 263, بحار الأنوار ج 31 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي:‏ أن أبا ذر دخل على عثمان وعنده جماعة، فقال: أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول: ليجاء بي يوم القيامة أو بك وبأصحابك حتى تكون بمنزلة الجوزاء من السماء، ثم يرمى بنا إلى الأرض فتوطأ علينا البهائم حتى يفرغ من محاسبة العباد, فقال عثمان: يا أبا هريرة! هل سمعت هذا من النبي (ص)؟ فقال: لا, قال أبو ذر: أنشدك الله سمعت النبي (ص) يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟ قال: أما هذا فقد سمعت، فرجع أبي ذر وهو يقول: والله ما كذبت.

-----------

تقريب المعارف ص 264, بحار الأنوار ج 31 ص 271

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن أبا ذر ألقي بين يدي عثمان، فقال: يا كذاب!. فقال علي (ع): ما هو بكذاب؟ قال: بلى، والله إنه لكذاب, قال علي (ع): ما هو بكذاب, قال عثمان: الترباء في فيك يا علي!. قال علي (ع): بل الترباء في فيك يا عثمان, قال علي (ع): سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, قال: أما والله على ذلك لأسيرنه, قال أبو ذر: أما والله لقد حدثني خليلي عليه الصلاة والسلام أنكم تخرجوني من جزيرة العرب.

-----------

تفريب المعارف ص 264, بحار الأنوار ج 31 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه: أن أبا ذر أظهر عيب عثمان وفراقه للدين، وأغلظ له حتى شتمه على رءوس الناس وبرئ منه، فسيره عثمان إلى الشام.

------------

تقريب المعارف ص 265, بحار الأنوار ج 31 ص 273

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمن: أن أبا ذر زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي, فأمر بحماره فأوكف‏، فقال أبو الدرداء: لا أراني الله مشيعك، وأمر بحماره فأسرج, فسارا جميعا على حماريهما، فلقيا رجلا شهد الجمعة عند معاوية بالجابية, فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس، ثم إن الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركم به الآن وأراكم تكرهانه، قال أبو الدرداء: لعل أبا ذر قد نفي؟ قال: نعم والله، فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات، ثم قال أبو الدرداء: {فارتقبهم واصطبر} كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كانوا كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه! وإن اتهموه فإني لا أتهمه! وإن استغشوه فإني لا أستغشه! إن رسول الله (ص) كان يأتمنه حيث لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حيث لا يسر إلى أحد، أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد ما سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.

------------

تقريب المعارف ص 266, بحار الأنوار ج 31 ص 273

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الملك ابن أخي أبي ذر، قال: كتب معاوية إلى عثمان: إن أبا ذر قد حرف قلوب أهل الشام وبغضك إليهم فما يستفتون غيره، ولا يقضي بينهم إلا هو، فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل أبا ذر على ناب صعبة وقتب‏، ثم ابعث معه من ينجش به نجشا عنيفا حتى يقدم به علي، قال: فحمله معاوية على ناقة صعبة عليها قتب ما على القتب إلا مسح‏، ثم بعث معه من يسيره سيرا عنيفا، وخرجت معه فما لبث الشيخ إلا قليلا حتى سقط ما يلي القتب من لحم فخذيه وقرح، فكنا إذا كان الليل أخذت ملائي فألقيتهما تحته، فإذا كان السحر نزعتها مخافة أن يروني فيمنعوني من ذلك، حتى قدمنا المدينة وبلغنا عثمان ما لقي أبو ذر من الوجع والجهد، فحجبه جمعة وجمعة حتى مضت عشرون ليلة أو نحوها وأفاق أبو ذر، ثم أرسل إليه وهو معتمد على يدي فدخلنا عليه وهو متكئ فاستوى قاعدا، فلما دنا أبو ذر منه قال عثمان:

لا أنعم الله بعمرو عينا  ... تحية السخط إذا التقينا                

فقال له أبو ذر: لم‏؟ فو الله ما سماني الله عمرا ولا سماني أبواي عمرا، وإني على العهد الذي فارقت عليه رسول الله (ص) ما غيرت ولا بدلت, فقال له عثمان: كذبت! لقد كذبت على نبينا (ص) وطعنت في ديننا، وفارقت رأينا، وضغنت قلوب المسلمين علينا، ثم قال لبعض غلمانه: ادع لي قريشا، فانطلق رسوله فما لبثنا أن امتلأ البيت من رجال قريش, فقال لهم عثمان: إنا أرسلنا إليكم في هذا الشيخ الكذاب، الذي كذب على نبينا (ص) وطعن في ديننا، وضغن قلوب المسلمين علينا، وإني قد رأيت أن أقتله أو أصلبه أو أنفيه من‏ الأرض, فقال بعضهم: رأينا لرأيك تبع, وقال بعضهم: لا تفعل، فإنه صاحب رسول الله (ص) وله حق، فما منهم أحد أدى الذي عليه، فبينا هم كذلك إذ جاء علي بن أبي طالب (ع) يتوكأ على عصى سترا فسلم عليه ونظر ولم يجد مقعدا فاعتمد على عصاه، فما أدري أتخلف عهد أم يظن به غير ذلك، ثم قال علي (ع): فيما أرسلتم إلينا؟. قال عثمان: أرسلنا إليكم في أمر قد فرق لنا فيه الرأي فاجمع رأينا ورأي المسلمين فيه على أمر, قال علي (ع): ولله الحمد، أما إنكم لو استشرتمونا لم نألكم نصيحة, فقال عثمان: إنا أرسلنا إليكم في هذا الشيخ الذي قد كذب على نبينا (ص)، وطعن في ديننا، وخالف رأينا، وضغن قلوب المسلمين علينا، وقد رأينا أن نقتله أو نصلبه أو ننفيه من الأرض, قال علي (ع): أفلا أدلكم على خير من ذلكم وأقرب رشدا؟ تتركونه بمنزلة مؤمن آل فرعون‏ {إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب‏}, قال له عثمان: بفيك التراب!. فقال له علي (ع): بل بفيك التراب، وسيكون به, فأمر بالناس فأخرجوا.

------------

تقريب المعارف ص 266, بحار الأنوار ج 31 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، قال: لما قدم بأبي ذر من الشام إلى عثمان كان مما أبنه‏ به أن قال: أيها الناس! إنه يقول إنه خير من أبي بكر وعمر, قال أبو ذر: أجل أنا أقول، والله لقد رأيتني‏ رابع أربعة مع رسول الله (ص) ما أسلم غيرنا، وما أسلم أبو بكر ولا عمر، ولقد وليا وما وليت، ولقد ماتا وإني لحي. فقال علي (ع): والله لقد رأيته وإنه‏ لربع الإسلام، فرد عثمان ذلك على علي (ع) وكان بينهما كلام، فقال عثمان: والله لقد هممت بك، قال علي (ع): وأنا والله لأهم بك، فقام عثمان ودخل بيته، وتفرق الناس.

-----------

تقريب المعارف ص 268, بحار الأنوار ج 31 ص 276

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأحنف بن قيس، قال: بينما نحن جلوس مع أبي هريرة إذ جاء أبو ذر، فقال: يا أبا هريرة! هل افتقر الله منذ استغنى؟ فقال أبو هريرة: سبحان الله! بل الله الغني الحميد، لا يفتقر أبدا ونحن الفقراء إليه, قال أبو ذر: فما بال هذا المال يجمع بعضه إلى بعض, فقال: مال الله قد منعوه أهله من اليتامى والمساكين، ثم انطلق, فقلت لأبي هريرة: ما لكم لا تأبون مثل هذا؟ قال: إن هذا رجل قد وطن نفسه على أن يذبح في الله، أما إني أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى ابن مريم برا وزهدا ونسكا فعليكم به.

------------

تقريب المعارف ص 268, بحار الأنوار ج 31 ص 277

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المغرور بن سويد، قال: كان عثمان يخطب فأخذ أبو ذر بحلقة الباب، فقال: أنا أبو ذر! من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب، سمعت رسول الله (ص) يقول: إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح في قومه من تخلف عنها هلك ومن ركبها نجا, قال له عثمان: كذبت, فقال له علي (ع): إنما كان عليك أن تقول كما قال العبد الصالح: {إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم} فما أتم حتى قال عثمان: بفيك التراب, فقال علي (ع): بل بفيك التراب.

------------

تقريب المعارف ص 269, بحار الأنوار ج 31 ص 277

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي مروان الأسلمي، عن أبيه، عن جده، قال: لما صد الناس عن الحج في سنة ثلاثين أظهر أبو ذر بالشام عيب عثمان، فجعل كلما دخل المسجد أو خرج شتم عثمان وذكر منه خصالا كلها قبيحة، فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى عثمان كتابا يذكر له ما يصنع أبو ذر, فكتب إليه عثمان: أما بعد، فقد جاءني كتابك وفهمت ما ذكرت من أبي ذر جنيدب, فابعث إلي به واحمله على أغلظ المراكب وأوعرها، وابعث معه دليلا يسير به الليل والنهار حتى لا ينزل عن مركبه فيغلبه النوم فينسيه ذكري وذكرك, قال: فلما ورد الكتاب على معاوية حمله على شارف‏ ليس عليه إلا قتب، وبعث معه دليلا، وأمر أن يغذ به السير حتى قدم به المدينة وقد سقط لحم فخذيه، قال: فلقد أتانا آت ونحن في المسجد ضحوة مع علي بن أبي طالب (ع)، فقيل‏: أبو ذر قد قدم المدينة، فخرجت أعدوا فكنت أول من سبق إليه، فإذا شيخ نحيف آدم طوال أبيض الرأس واللحية يمشي مشيا متقاربا، فدنوت إليه، فقلت: يا عم! ما لي أراك لا تخطو إلا خطوا قريبا, قال: عمل ابن عفان، حملني على مركب وعر وأمر بي أن أتعب، ثم قدم بي عليه ليرى في رأيه, قال: فدخل به على عثمان، فقال له عثمان: لا أنعم الله لك عينا يا جنيدب.

------------

تقريب المعارف ص 269, بحار الأنوار ج 31 ص 278

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صهبان مولى الأسلميين، قال: رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان عليه عباء مدرعا قد درع بها على شارف حتى أنيخ به على باب عثمان, فقال: أنت الذي فعلت وفعلت؟!. فقال: أنا الذي نصحتك فاستغششتني، ونصحت صاحبك فاستغشني... إلى أن قال عثمان: امض على وجهك هذا ولا تعدون الربذة، فخرج أبو ذر إلى الربذة، فلم يزل بها حتى توفي.

-----------

تقريب المعارف ص 271, بحار الأنوار ج 31 ص 279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* تغيير السنة

عن جابر قال: إن الحكم بن العاص عم عثمان بن عفان, كان يستهزئ من رسول الله (ص) بخطوته في مشيته ويسخر منه, وكان رسول الله (ص) يوما والحكم خلفه يحرك كتفيه ويكسر يديه خلف رسول الله (ص) استهزاء منه بمشيته (ص), فأشار رسول الله (ص) بيده وقال: هكذا فكن فبقي الحكم على تلك الحال من تحريك أكتافه وتكسر يديه, ثم نفاه عن المدينة ولعنه فكان مطرودا إلى أيام عثمان فرده إلى المدينة (1) وأكرمه.

------------

(1) إلى هنا في بحار الأنوار

الخرائج ج 1 ص 168, إثبات الهداة ج 1 ص 397, بحار الأنوار ج 18 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن أول من غير الخطبة في العيدين فجعلها قبل الصلاة عثمان بن عفان, وذلك أنه لما أحدث أحداثه التي قتل بها كان إذا صلى تفرق عنه الناس, وقالوا: ما نصنع بخطبته وقد أحدث ما أحدث, فجعلها قبل الصلاة.

------------

المقنعة ص 202, بحار الأنوار ج 87 ص 372

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع): إن أول من جعل مدين من الزكاة عدل صاع من تمر عثمان.

------------

التهذيب ج 4 ص 3, الوافي ج 10 ص 254, وسائل الشيعة ج 9 ص 334. نحوه: الإستبصار ج 2 ص 48, علل الشرائع ج 2 ص 390, بحار الأنوار ج 93 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: في الفطرة جرت السنة بصاع من تمر أو صاع من زبيب أو صاع من شعير, فلما كان في زمن عثمان كثرت الحنطة وقومه الناس, فقال: نصف صاع من بر بصاع من شعير.

-----------

التهذيب ج 4 ص 83, الإستبصار ج 2 ص 48, علل الشرائع ج 2 ص 390, الوافي ج 10 ص 254, وسائل الشيعة ج 9 ص 335, هداية الأمة ج 4 ص 98, بحار الأنوار ج 93 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي ذر قال: لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية.

-----------

شرح الأخبار ج 2 ص 156, التشريف بالمنن ص 316

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال (ع): نعوذ بالله منها ما أقل من يفلت من ضغطة القبر, إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله (ص) على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه, وقال (ص) للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر, قال: فقال (ص): اللهم هب لي رقية من ضغطة القبر, فوهبها الله له, قال (ع): وإن رسول الله (ص) خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك, فرفع رسول الله (ص) رأسه إلى السماء, ثم قال: مثل سعد يضم, قال: قلت: جعلت فداك, إنما نحدث أنه كان يستخف بالبول؟ فقال (ع): معاذ الله, إنما كان من زعارة في خلقه على أهله, قال: فقالت أم سعد: هنيئا لك يا سعد, قال: فقال لها رسول الله (ص): يا أم سعد, لا تحتمي على الله.

-----------

الكافي ج 3 ص 236, الوافي ج 25 ص 623, بحار الأنوار ج 6 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر, عن أبي جعفر (ع), قال: سألته عن هذه الآية {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} قال: الذين يدعون من دون الله: الأول والثاني والثالث, كذبوا رسول الله (ص) بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا (ع) ولم يوالوه, ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: {والذين يدعون من دون الله} قال: وأما قوله: {لا يخلقون شيئا} فإنه يعني لا يعبدون، شيئا {وهم يخلقون} فإنه يعني وهم يعبدون, وأما قوله {أموات غير أحياء} يعني كفار غير مؤمنين، وأما قوله: {وما يشعرون أيان يبعثون} فإنه يعني أنهم لا يؤمنون‏ أنهم يشركون، {إلهكم إله واحد} فإنه كما قال الله، وأما قوله: {فالذين لا يؤمنون} فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق، وأما قوله {قلوبهم منكرة} فإنه يعني قلوبهم كافرة, وأما قوله: (1) {وهم مستكبرون} فإنه يعني عن ولاية علي (ع) مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين} عن ولاية علي (ع). (2)

-------

(1) من هنا في مناقب آل أبي طالب

(2) تفسير العياشي ج 2 ص 256, البرهان ج 3 ص 411, بحار الأنوار ج 31 ص 607, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 46, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 194, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 205 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير, عن جعفر بن محمد (ع) قال: يؤتى بجهنم {لها سبعة أبواب}، بابها الأول للظالم وهوزريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم.

-------------

تفسير العياشي ج 2 ص 243, البرهان ج 3 ص 370, بحار الأنوار ج 8 ص 301, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 17, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن يزيد بن خليفة الخولاني وهو يزيد بن خليفة الحارثي قال: سأل عيسى بن عبد الله, أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال: تخرج النساء إلى الجنازة؟, وكان (ع) متكئا فاستوى جالسا ثم قال: إن الفاسق عليه لعنة الله, آوى عمه المغيرة بن أبي العاص, وكان ممن هدر رسول الله (ص) دمه, فقال لابنة رسول الله (ص): لا تخبري أباك بمكانه, كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا (ص), فقالت (ع): ما كنت لأكتم رسول‏ الله (ص) عدوه, فجعله بين مشجب له ولحفه بقطيفة, فأتى رسول الله (ص) الوحي فأخبره بمكانه, فبعث إليه عليا (ع), وقال (ص): اشتمل على سيفك وأت بيت ابنة عمك, فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله, فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به, فرجع إلى رسول الله (ص) فأخبره, فقال (ع): يا رسول الله, لم أره فقال (ص): إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب, ودخل عثمان بعد خروج علي (ع), فأخذ بيد عمه فأتى به النبي (ص) فلما رآه أكب‏ ولم يلتفت إليه, وكان نبي الله (ص) حنينا كريما, فقال: يا رسول الله, هذا عمي, هذا المغيرة بن أبي العاص وقد والذي بعثك بالحق آمنته, قال أبو عبد الله (ع): وكذب, والذي بعثه بالحق نبيا ما آمنه فأعادها ثلاثا وأعادها أبو عبد الله (ع) ثلاثا, إني آمنته‏ إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره, فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه, فقال قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثلاثة قتلته, فلما أدبر قال رسول الله (ص): اللهم العن المغيرة بن أبي العاص والعن من يؤويه, والعن من يحمله والعن من يطعمه, والعن من يسقيه والعن من يجهزه, والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء, وهو يعدهن بيمينه, وانطلق به عثمان فآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه, حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي (ص) من يفعله به, ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه, فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته ونقب حذاه ودميت‏ قدماه, فاستعان بيده وركبته‏ وأثقله جهازه, حتى وجر به‏ فأتى سمرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره‏, فأتى رسول الله (ص) الوحي, فأخبره بذلك فدعا عليا (ع) فقال (ص): خذ سيفك فانطلق أنت وعمار وثالث‏ لهم, فإن المغيرة بن أبي العاص‏ تحت شجرة كذا وكذا, فأتاه علي (ع) فقتله, فضرب عثمان بنت رسول الله (ص) وقال: أنت أخبرت أباك بمكانه, فبعثت إلى رسول الله (ص) تشكو ما لقيت, فأرسل إليها رسول الله (ص) اقني حياءك فما أقبح بالمرأة ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها, فأرسلت إليه مرات‏ كل ذلك يقول لها ذلك, فلما كان في الرابعة دعا عليا (ع) وقال (ص): خذ سيفك واشتمل عليه, ثم ائت بنت ابن عمك فخذ بيدها, فإن حال بينك وبينها فاحطمه بالسيف, وأقبل رسول الله (ص) كالواله من منزله إلى دار عثمان, فأخرج علي (ع) ابنة رسول الله (ص), فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء واستعبر رسول الله (ص) وبكى, ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها, فلما أن رأى ما بظهرها, قال (ص) ثلاث مرات: ما له قتلك قتله الله (1) وكان ذلك يوم الأحد, وبات عثمان متلحفا بجاريتها, فمكثت الإثنين والثلاثاء وماتت في اليوم الرابع, فلما حضر أن يخرج بها, أمر رسول الله (ص) فاطمة (ع) فخرجت ونساء المؤمنين معها, وخرج عثمان يشيع جنازتها, فلما نظر إليه النبي (ص) قال: من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها, قال ذلك ثلاثا, فلم ينصرف, فلما كان في الرابعة قال (ص): لينصرفن أو لأسمين باسمه, فأقبل عثمان متوكيا على مولى له ممسكا ببطنه,‏ فقال: يا رسول الله, إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أن أنصرف, قال (ص): انصرف, وخرجت فاطمة (ع) ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة. (2)

------------

(1) إلى هنا في طرف من الأنباء

(2) الكافي ج 3 ص 251, الوافي ج 2 ص 210, بحار الأنوار ج 22 ص 160, طرف من الأنباء ص 279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن يزيد بن خليفة قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) قاعدا, فسأله رجل من القميين: أتصلي النساء على الجنائز؟ فقال (ع): إن المغيرة بن أبي العاص ادعى أنه رمى رسول الله (ص) فكسر رباعيته وشق شفتيه, وكذب, وادعى أنه قتل حمزة وكذب, فلما كان يوم الخندق ضرب على أذنيه فنام, فلم يستيقظ حتى أصبح فخشي أن يؤخذ فتنكر وتقنع بثوبه, وجاء إلى منزل عثمان يطلبه وتسمى باسم رجل من بني سليم, كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن, فجاء عثمان فأدخله منزله وقال: ويحك ما صنعت, ادعيت أنك رميت رسول الله (ص), وادعيت أنك شققت شفتيه وكسرت رباعيته, وادعيت أنك قتلت حمزة, وأخبره بما لقي وأنه ضرب على أذنه, فلما سمعت ابنة النبي (ص) بما صنع بأبيها وعمها صاحت, فأسكتها عثمان, ثم خرج عثمان إلى رسول الله (ص) وهو جالس في المسجد فاستقبله بوجهه, وقال: يا رسول الله, إنك آمنت عمي المغيرة, فكذب‏ فصرف عنه رسول الله (ص) وجهه, ثم استقبله من الجانب الآخر, فقال: يا رسول الله, إنك آمنت عمي المغيرة, فكذب‏ فصرف رسول الله (ص) وجهه عنه,‏ ثم قال (ص): آمناه وأجلناه ثلاثا فلعن الله من أعطاه راحلة أو رحلا أو قتبا أو سقاء أو قربة أو دلوا أو خفا أو نعلا أو زادا أو ماء, قال: عاصم هذه عشرة أشياء, فأعطاها كلها إياه عثمان, فخرج فسار على ناقته فنقبت‏, ثم مشى في خفيه فنقبا, ثم‏ مشى في نعليه فنقبتا, ثم مشى على رجليه فنقبتا, ثم مشى‏ على ركبتيه فنقبتا, فأتى شجرة فجلس تحتها, فجاء الملك فأخبر رسول الله (ص) بمكانه, فبعث إليه رسول الله (ص) زيدا والزبير, فقال (ص) لهما: ائتياه فهو في مكان كذا وكذا فاقتلاه, فلما أتياه‏ قال زيد للزبير: إنه ادعى أنه قتل أخي, وقد كان رسول الله (ص) آخى بين حمزة وزيدا, فاتركني أقتله فتركه الزبير فقتله, فرجع عثمان من عند النبي (ص) فقال لامرأته: إنك أرسلت إلى أبيك فأعلمته بمكان عمي, فحلفت له بالله ما فعلت, فلم يصدقها, فأخذ خشبة القتب فضربها ضربا مبرحا, فأرسلت إلى أبيها تشكو ذلك وتخبره بما صنع, فأرسل إليها إني لأستحي للمرأة أن لا تزال تجر ذيولها تشكو زوجها, فأرسلت إليه أنه قد قتلني, فقال (ص) لعلي (ع): خذ السيف, ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها, فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف, فدخل‏ علي (ع), فأخذ بيدها فجاء بها إلى النبي (ص) فأرته ظهرها, فقال أبوها (ص): قتلها قتله الله, فمكثت يوما وماتت في الثاني, واجتمع الناس للصلاة عليها, فخرج رسول الله (ص) من بيته وعثمان جالس مع القوم, فقال رسول الله (ص): من ألم جاريته‏ الليلة فلا يشهد جنازتها, قالها مرتين وهو ساكت, فقال رسول الله (ص): ليقومن أو لأسمينه باسمه واسم أبيه, فقام يتوكأ على مهين, قال (ع): فخرجت فاطمة (ع) في نسائها فصلت على أختها.

------------

الخرائج ج 1 ص 94, بحار الأنوار ج 22 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية