معاوية بن أبي سفيان

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما كان سنة إحدى وأربعين أراد معاوية الحج, فأرسل نجارا وأرسل بالآلة وكتب إلى صاحب المدينة: أن يقلع منبر رسول الله (ص), ويجعلوه على قدر منبره بالشام, فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الأرض فكفوا, وكتبوا بذلك إلى معاوية, فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه, (1) ففعلوا ذلك, فمنبر رسول الله (ص) المدخل الذي رأيت. (2)

------------

(1) إلى هنا في إثبات الهداة

الكافي ج 4 ص 554, الوافي ج 14 ص 1361, بحار الأنوار ج 22 ص 553, إثبات الهداة ج 1 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الصادق, عن أبيه, عن علي (ع): أن رسول الله (ص) نهى أهل مكة أن يؤاجروا دورهم وأن يغلقوا عليها أبوابا, وقال (ص): {سواء العاكف فيه والباد} قال (ع): وفعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (ع) حتى كان في زمن معاوية.

------------

قرب الإسناد ص 108, وسائل الشيعة ج 13 ص 269, البرهان ج 3 ص 868, بحار الأنوار ج 33 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

في حديث أن أمير المؤمنين (ع) قال لعمرو بن حمق الحزاعي: لك دار؟ قال: نعم, قال (ع): بعها واجعلها في الأزد, فإني غدا (1) لو غبت لطلبت فمنعك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجها إلى حصن الموصل, فتمر برجل مقعد فتقعد عنده, ثم تستسقيه فيسقيك ويسألك عن شأنك فأخبره وادعه إلى الإسلام فإنه يسلم, وامسح بيدك على وركيه, فإن الله يمسح ما به وينهض قائما فيتبعك, وتمر برجل أعمى على ظهر الطريق, فتستسقيه فيسقيك, ويسألك عن شأنك, فأخبره وادعه إلى الإسلام فإنه يسلم, وامسح بيدك على عينيه فإن الله عز وجل يعيده بصيرا فيتبعك, وهما يواريان بدنك في التراب, ثم تتبعك الخيل, فإذا صرت قريبا من الحصن في موضع كذا وكذا رهقتك الخيل فانزل عن فرسك ومر إلى الغار, فإنه يشترك في دمك فسقة من الجن والإنس, (2) ففعل ما قال أمير المؤمنين (ع), قال: فلما انتهى إلى الحصن قال للرجلين: اصعدا فانظرا هل تريان شيئا؟ قالا: نرى خيلا مقبلة, فنزل عن فرسه ودخل الغار وعار فرسه, فلما دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه وجاءت الخيل فلما رأوا فرسه عائرا, قالوا: هذا فرسه وهو قريب وطلبه الرجال فأصابوه في الغار, فكلما ضربوا أيديهم إلى شيء من جسمه تبعهم اللحم, فأخذوا رأسه فأتوا به معاوية, فنصبه على رمح وهو أول رأس نصب في الإسلام. (3)

------------

(1) من هنا في إثبات الهداة

(2) إلى هنا في إثبات الهداة

(3) رجال الكشي ص 46, بحار الأنوار ج 44 ص 130, إثبات الهداة ج 3 ص 518

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (ع): يا أبا حمزة, إنما يعبد الله من عرف الله, وأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره, هكذا ضالا, قلت: أصلحك الله, وما معرفة الله؟ قال (ع): يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله (ص) في موالاة علي (ع) والايتمام به وبأئمة الهدى (ع) من بعده, والبراءة إلى الله من عدوهم, وكذلك عرفان الله, قال: قلت: أصلحك الله, أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟ قال (ع): توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله, وتكون مع الصادقين كما أمرك الله, قال: قلت: ومن أولياء الله؟ فقال (ع): أولياء الله: محمد رسول الله (ص) وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (ع) ثم انتهى الأمر إلينا, ثم ابني جعفر (ع) وأومأ إلى جعفر (ع) وهو جالس, فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما أمره الله, قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال (ع): الأوثان الأربعة, قال: قلت: من هم؟ قال (ع): أبو الفصيل, ورمع, ونعثل, ومعاوية, ومن دان دينهم, فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله.

------------

تفسير العياشي ج 2 ص 116, البرهان ج 2 ص 864, بحار الأنوار ج 27 ص 57

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبد الله (ع) وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعاً من النساء: التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية ويسميهم, وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية.

-------

الكافي ج 3 ص 342, التهذيب ج 2 ص 321, الوافي ج 8 ص 803, وسائل الشيعة ج 6 ص 462, بحار الأنوار ج 22 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ذريح المحاربي قال: قال الحارث بن المغيرة النضري لأبي عبد الله (ع): إن أبا معقل المزني حدثني عن أمير المؤمنين (ع): أنه صلى بالناس المغرب فقنت في الركعة الثانية ولعن معاوية, وعمرو بن العاص, وأبا موسى الأشعري, وأبا الأعور السلمي, قال (ع): الشيخ صدق فالعنهم.

-----------

الأصول الستة عشر ص 262, بحار الأنوار ج 33 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

من زيارة عاشوراء: ...اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ... اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وأبدأ به أولا ثم الثاني والثالث والرابع...

-----------

کامل الزيارات ص 178, مصباح المتهجد ج 2 ص 775, المزار الكبير ص 483, المزار للشهيد الأول ص 182, البلد الأمين ص 271, مصباح الكفعمي ص 484, بحار الأنوار ج 98 ص 293, زاد المعاد ص 236

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير, عن جعفر بن محمد (ع) قال: يؤتى بجهنم {لها سبعة أبواب}، بابها الأول للظالم وهوزريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم.

-------------

تفسير العياشي ج 2 ص 243, البرهان ج 3 ص 370, بحار الأنوار ج 8 ص 301, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 17, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* مع رسول الله (ص)

عن عبد الله بن جعفر الطيار أنه قال لمعاوية: ثم قال (رسول الله (ص)): ولأمتي اثنا عشر إمام ضلالة كلهم ضال مضل, عشرة من بني أمية ورجلان من قريش, وزر جميع الاثني عشر وما أضلوا في أعناقهما, ثم سماهما رسول الله (ص) وسمى العشرة معهما, قال: فسمهم لنا, قال: فلان وفلان وفلان, وصاحب السلسلة, وابنه من آل أبي سفيان, وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص, أولهم مروان, قال معاوية: لئن كان ما قلت حقا لقد هلكت وهلكت الثلاثة قبلي, وجميع من تولاهم من هذه الأمة, ولقد هلك أصحاب رسول الله (ص) من المهاجرين والأنصار, والتابعين غيركم أهل البيت وشيعتكم, قال ابن جعفر: فإن الذي قلت والله حق سمعته من رسول الله (ص).

------------

الإحتجاج ج 2 ص 285, الدر النظيم ص 497, العدد القوية ص 47, بحار الأنوار ج 44 ص 97

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال سمعت النبي (ص) يقول: من شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه, وفرعون ذو الأوتاد, ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم, ورجل من هذه الأمة يبايع على كفر عند باب لد, قال: ثم قال: إني لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول رسول الله (ص) فلحقت بعلي (ع) فكنت معه.

------------

وقعة صفين ص 217, الخصال ج 1 ص 319, بحار الأنوار ج 11 ص 233, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 572

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث: شر الأولين والآخرين اثنا عشر, ستة من الأولين وستة من الآخرين, ثم سمى الستة من الأولين: ابن آدم الذي قتل أخاه, وفرعون, وهامان, وقارون, والسامري, والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين, وأما الستة من الآخرين فالعجل وهو نعثل, وفرعون وهو معاوية, وهامان هذه الأمة وهو زياد, وقارونها وهو سعد, والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس, لأنه قال كما قال سامري: قوم موسى {لا مساس}, أي لا قتال, والأبتر وهو عمرو بن العاص.

------------

الخصال ج 2 ص 458, اليقين ص 444, بحار الأنوار ج 37 ص 342, رساض الأبرار ج 2 ص 245, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 391, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 346

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس: سألت هند عائشة: أن تسأل النبي (ص) تعبير رؤيا, فقال (ص): قولي لها فلتقصص رؤياها, فقالت: رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي, والقمر قد خرج من مخرجي, وكأن كوكبا خرج من القمر أسود, فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس, فابتلعها فاسود الأفق لابتلاعها, ثم رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودة في الأرض, إلا أن المسودة أحاطت بأفق الأرض من كل مكان, فاكتحلت عين رسول الله (ص) بدموعه, ثم قال: هي هند, اخرجي يا عدوة الله, مرتين, فقد جددت علي أحزاني ونعيت إلي أحبابي, فلما خرجت قال (ص): اللهم العنها والعن نسلها, فسئل عن تفسيرها, فقال (ص): أما الشمس التي طلعت عليها, فعلي بن أبي طالب (ع), والكوكب الذي خرج كالقمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله وتلك الظلمة التي زعمت, ورأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسودت, فذلك ابني الحسين (ع) يقتله ابن معاوية فتسود الشمس ويظلم الأفق, وأما الكواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كل مكان فتلك بنو أمية.

------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 72, بحار الأنوار ج 44 ص 263, رياض الأبرار ج 1 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

في حديث طويل أن حذيفة سئل من كان في ليلة العقبة؟ فقال: هم والله أبو بكر, وعمر, وعثمان, وطلحة, وعبد الرحمن بن عوف, وسعد بن أبي وقاص, وأبو عبيدة بن الجراح, ومعاوية بن أبي سفيان, وعمرو بن العاص, وهؤلاء من قريش, وأما الخمسة الأخر, فأبو موسى الأشعري, والمغيرة بن شعبة الثقفي, وأوس بن الحدثان البصري, وأبو هريرة, وأبو طلحة الأنصاري.

-----------

بحار الأنوار ج 28 ص 100

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

* مع أمير المؤمنين (ع)

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس, حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد.

------------

نهج البلاغة ص 418, بحار الأنوار ج 33 ص 475

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال للإمام الحسن (ع): كيف بك إذا ولي هذا الأمر بنو أمية, وأميرها الرحب البلعوم الواسع الأعفاج, يأكل ولا يشبع يموت وليس له في السماء ناصر ولا في الأرض عاذر.

------------

الإحتجاج ج 2 ص 290, إثبات الهداة ج 3 ص 482, بحار الأنوار ج 44 ص 20

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

الأصل في سبه (ع) ما صح عند أهل العلم, أن معاوية أمر بلعنه على المنابر, فتكلم فيه ابن عباس فقال: هيهات هذا أمر دين ليس إلى تركه سبيل, أليس الغاش لرسول الله (ص) الشتام لأبي بكر المعير عمر الخاذل عثمان, قال: أتسبه على المنابر؟ وهو بناها بسيفه, قال: لا أدع ذلك حتى يموت عليه الكبير ويشب عليه الصغير, فبقي ذلك إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز, فجعل بدل اللعنة في الخطبة قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} فقال عمرو بن شعيب: ويل للأمة رفعت الجمعة وتركت اللعنة وذهبت السنة.

-----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 222, بحار الأنوار ج 39 ص 323

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في وصف معاوية: إنه غير مأمون على دينه, وإنه لأشقى القاسطين وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين.

------------

التوحيد ص 368, بحار الأنوار ج 5 ص 113, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 28, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 79

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر, ولولا كراهية الغدر لكنت أدهى الناس, ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة, ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة, والله ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة.

------------

نهج البلاغة ص 318, بحار الأنوار ج 33 ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: فتحكيمهم‏ ومحاربة ابن‏ آكلة الأكباد, وهو طليق بن طليق معاند لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين منذ بعث الله محمدا (ص), إلى أن فتح الله عليه مكة عنوة, فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم, وفي ثلاثة مواطن بعده, وأبوه بالأمس أول من سلم علي بإمرة المؤمنين, وجعل يحثني على النهوض في أخذ حقي من الماضين قبلي, يجدد لي بيعته كلما أتاني, وأعجب العجب أنه لما رأى ربي تبارك وتعالى قد رد إلي حقي, وأقره في معدنه وانقطع طمعه, أن يصير في دين الله رابعا, وفي أمانة حملناها حاكما كر على‏ العاصي بن العاص فاستماله فمال إليه, ثم أقبل به بعد إذ أطمعه مصر وحرام عليه أن يأخذ من الفي‏ء دون قسمه درهما, وحرام على الراعي إيصال درهم إليه فوق حقه, فأقبل يخبط البلاد بالظلم ويطؤها بالغشم, فمن بايعه أرضاه ومن خالفه ناواه, ثم توجه إلي ناكثا علينا مغيرا في البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا, والأنباء تأتيني والأخبار ترد علي بذلك, فأتاني أعور ثقيف فأشار علي أن أوليه البلاد التي هو بها لأداريه بما أوليه عنها, وفي الذي أشار به الرأي في أمر الدنيا, لو وجدت عند الله عز وجل في توليته لي مخرجا وأصبت لنفسي في ذلك عذرا, فأعملت الرأي في ذلك وشاورت من أثق بنصيحته لله عز وجل ولرسوله (ص) ولي وللمؤمنين, فكان رأيه في ابن آكلة الأكباد كرأيي ينهاني عن توليته ويحذرني أن أدخل في أمر المسلمين يده, ولم يكن الله ليراني أتخذ {المضلين عضدا} فوجهت إليه أخا بجيلة مرة, وأخا الأشعريين مرة, كلاهما ركن إلى الدنيا وتابع هواه فيما أرضاه, فلما لم أره يزداد فيما انتهك من محارم الله إلا تماديا شاورت من معي من أصحاب محمد (ص) البدريين, والذين ارتضى الله عز وجل أمرهم ورضي عنهم بعد بيعتهم, وغيرهم من صلحاء المسلمين والتابعين, فكل يوافق رأيه رأيي في غزوه ومحاربته ومنعه مما نالت معه يده, وإني نهضت إليه بأصحابي أنفذ إليه من كل موضع كتبي, وأوجه إليه رسلي, وأدعوه إلى الرجوع عما هو فيه والدخول فيما فيه الناس معي, فكتب إلي يتحكم علي, ويتمنى علي الأماني ويشترط علي شروطا لا يرضاها الله عز وجل ورسوله ولا المسلمون, ويشترط في بعضها أن أدفع إليه أقواما من أصحاب محمد (ص) أبرارا فيهم, عمار بن ياسر وأين مثل عمار, والله لقد رأيتنا مع النبي (ص) ما يعد منا خمسة إلا كان سادسهم, ولا أربعة إلا كان خامسهم, اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم, وانتحل دم عثمان ولعمر الله ما ألب على عثمان ولا جمع الناس على قتله إلا هو وأشباهه من‏ أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن, فلما لم أجب إلى ما اشترط من ذلك كر مستعليا في نفسه بطغيانه وبغيه بحمير لا عقول لهم ولا بصائر, فموه لهم أمرا فاتبعوه وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه, فناجزناهم وحاكمناهم إلى الله عز وجل بعد الإعذار والإنذار, فلما لم يزده ذلك إلا تماديا وبغيا لقيناه بعادة الله التي عودنا من النصر على أعدائه وعدونا وراية رسول الله (ص) بأيدينا, لم يزل الله تبارك وتعالى يفل حزب الشيطان بها, حتى يقضي الموت عليه, وهو معلم رايات أبيه التي لم أزل أقاتلها مع رسول الله (ص) في كل المواطن, فلم يجد من الموت منجى إلا الهرب, فركب فرسه وقلب رايته ولا يدري كيف يحتال, فاستعان برأي ابن العاص, فأشار عليه بإظهار المصاحف ورفعها على الأعلام والدعاء إلى ما فيها, وقال: إن ابن أبي طالب (ع) وحزبه أهل بصائر ورحمة وبقيا, وقد دعوك إلى كتاب الله أولا وهم مجيبوك إليه آخرا, فأطاعه فيما أشار به عليه, إذ رأى أنه لا منجا له من القتل أو الهرب غيره, فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه, فمالت إلى المصاحف قلوب من بقي من أصحابي بعد فناء خيارهم وجهدهم في جهاد أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم, فظنوا أن ابن آكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه, فأصغوا إلى دعوته وأقبلوا بأجمعهم في إجابته, فأعلمتهم أن ذلك منه مكر ومن ابن العاص معه, وأنهما إلى النكث أقرب منهما إلى الوفاء, فلم يقبلوا قولي ولم يطيعوا أمري, وأبوا إلا إجابته, كرهت أم هويت شئت أو أبيت, حتى أخذ بعضهم يقول لبعض: إن لم يفعل فألحقوه بابن عفان أو ادفعوه إلى ابن هند برمته, فجهدت علم الله جهدي ولم أدع علة في نفسي إلا بلغتها في أن يخلوني ورأيي فلم يفعلوا, وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم يجيبوا, ما خلا هذا الشيخ وأومأ بيده إلى الأشتر وعصبة من أهل بيتي, فو الله ما منعني أن أمضي على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان,‏ وأومأ بيده إلى الحسن والحسين (ع), فينقطع نسل رسول الله (ص) وذريته من أمته, ومخافة أن يقتل هذا وهذا, وأومأ بيده إلى عبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية (رض), فإني أعلم لو لا مكاني لم يقفا ذلك الموقف, فلذلك صبرت على ما أراد القوم مع ما سبق فيه من علم الله عز وجل, فلما رفعنا عن القوم سيوفنا تحكموا في الأمور, وتخيروا الأحكام والآراء وتركوا المصاحف, وما دعوا إليه من حكم القرآن وما كنت أحكم في دين الله أحدا, إذ كان التحكيم في ذلك الخطأ الذي لا شك فيه ولا امتراء, فلما أبوا إلا ذلك أردت أن أحكم رجلا من أهل بيتي أو رجلا ممن أرضى رأيه وعقله, وأثق بنصيحته ومودته ودينه, وأقبلت لا أسمي أحدا إلا امتنع منه ابن هند, ولا أدعوه إلى شي‏ء من الحق إلا أدبر عنه, وأقبل ابن هند يسومنا عسفا, وما ذاك إلا باتباع أصحابي له على ذلك, فلما أبوا إلا غلبتي على التحكيم تبرأت إلى الله عز وجل منهم وفوضت ذلك إليهم, فقلدوه امرأ فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الأرض وغربها, وأظهر المخدوع عليها ندما.

------------

الخصال ج 2 ص 378, الإختصاص ص 176, إرشاد القلوب ج 2 ص 354, حلية الأبرار ج 2 ص 375, بحار الأنوار ج 33 ص 317

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله عن آبائه (ع) قال: لما بلغ ملك الروم أمر أمير المؤمنين (ع) ومعاوية, وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك, فسأل: من أين خرجا؟ فقيل له: رجل بالكوفة ورجل بالشام, فأمر الملك وزراءه فقال: تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي, فأتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة, فسألهم من صفتهما فوصفوهما له, ثم قال لخزان بيوت خزائنه: أخرجوا إلي الأصنام, فأخرجوها فنظر إليها فقال: الشامي ضال والكوفي هاد.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 269, البرهان ج 4 ص 806, حلية الأبرار ج 4 ص 28, مدينة المعاجز ج 3 ص 348, بحار الأنوار ج 10 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حبة العرني قال سمعت عليا (ع) يقول: نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء, حزبنا حزب الله, والفئة الباغية حزب الشيطان, من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا.

------------

الغارات ج 2 ص 912, دعائم الإسلام ج 1 ص 63, شرح الأخبار ج 3 ص 499, الأمالي للطوسي ص 270, عمدة العيون ص 272, تأويل الآيات ص 440, البرهان ج 4 ص 410, بحار الأنوار ج 24 ص 318

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث, قال: قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأعماه ومن معه, والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوج بها, حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وأضاعوا أيامي, ودفعوا حقي وصغروا عظيم منزلتي, وأجمعوا على منازعتي.

------------

الخصال ج 2 ص 440, بحار الأنوار ج 10 ص 130. بإختصار: الإحتجاج ج 1 ص 268, حلية الابرار ج 4 ص 24, مدينة المعاجز ج 3 ص 356

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان, وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه, فقام (ع) خطيبا إلى أن قال: ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني, اللهم اشدد وطأتك عليه وأنزل اللعنة على المستحق, آمين رب العالمين رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد.

-----------

معاني الأخبار ص 60, بشارة المصطفى (ص) ص 13, بحار الأنوار ج 33 ص 284, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 600, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: كنت مع معاوية وقد نزل بذي طوى, فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه, فقال معاوية: يا أهل الشام, هذا سعد وهو صديق لعلي (ع) قال: فطأطأ القوم رءوسهم وسبوا عليا (ع), فبكى سعد, فقال له معاوية: ما الذي أبكاك؟ قال: ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله (ص) يسب عندك ولا أستطيع أن أغير.

------------

الأمالي للطوسي ص 598, البرهان ج 4 ص 459, بحار الأنوار ج 33 ص 217

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): أكثروا قراءة الحاقة, فإن قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان  بالله ورسوله (ص), لأنها إنما نزلت في أمير المؤمنين (ع) ومعاوية, ولم يسلب قارئها دينه حتى يلقى الله عز وجل.

-----------

ثواب الأعمال ص 119, أعلام الدين ص 380, تفسير الصافي ج 5 ص 223, وسائل الشيعة ج 6 ص 142, البرهان ج 5 ص 467, بحار الأنوار ج 82 ص 37, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 401, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 401

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): لا يموت ابن هند حتى يعلق الصليب في عنقه.

------------

شرح الأخبار ج 2 ص 531, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 259, طرف من الأنباء ص 277, بحار الأنوار ج 33 ص 161. الصراط المستقيم ج 3 ص 50 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عدي بن أرطاة قال: قال معاوية يوما لعمرو بن العاص: يا أبا عبد الله, أينا أدهى؟ قال عمرو: أنا للبديهة وأنت للروية, قال معاوية: قضيت لي على نفسك, وأنا أدهى منك في البديهة, قال عمرو: فأين كان دهاؤك يوم رفعت المصاحف؟ قال: بها غلبتني يا أبا عبد الله, أفلا أسألك عن شي‏ء تصدقني فيه؟ قال: والله إن الكذب لقبيح, فاسأل عما بدا لك أصدقك, فقال: هل‏ غششتني‏ منذ نصحتني؟‏ قال: لا, قال: بلى والله, لقد غششتني, أما إني لا أقول في كل المواطن ولكن في موطن واحد, قال: وأي موطن هذا؟ قال: يوم دعاني علي بن أبي طالب (ع) للمبارزة فاستشرتك, فقلت: ما ترى يا أبا عبد الله؟ فقلت: كفؤ كريم, فأشرت علي بمبارزته وأنت تعلم من هو, فعلمت أنك غششتني, قال: يا أمير المؤمنين, دعاك رجل إلى مبارزته عظيم الشرف جليل الخطر, فكنت من مبارزته على إحدى الحسنيين, إما أن تقتله فتكون قد قتلت قتال الأقران وتزداد به شرفا إلى شرفك وتخلو بملكك, وإما أن تعجل إلى مرافقة {الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} قال معاوية: هذه شر من الأولى, والله إني لأعلم أني لو قتلته دخلت النار, فلو قتلني دخلت النار, قال عمرو: فما حملك على قتاله؟ قال: الملك عقيم, ولن يسمعها مني أحد بعدك.

-----------

الأمالي للصدوق ص 73, بحار الأنوار ج 33 ص 49

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن الفضيل الرزقي, عن أبي عبد الله, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: للنار سبعة أبواب: باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون, وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين, وباب يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة, لا يزاحمهم فيه أحد, وهو باب لظى، وهو باب سقر, وهو باب الهاوية تهوى بهم سبعين خريفاً وكلما هوى بهم سبعين خريفاً فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفاً ثم تهوي بهم كذلك سبعين خريقاً, فلا يزالون هكذا أبداً خالدين مخلدين, وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وأنه لأعظم الأبواب وأشدها حراً.

قال محمد بن الفضيل الرزقي: فقلت لأبي عبد الله (ع): الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدك (ع) أنه يدخل منه بنو أمية, يدخله من مات منهم على الشرك أو من أدرك منهم الاسلام؟ فقال: لا أم لك! ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار فهذا الباب يدخل فيه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب, وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أمية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة, يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار حطماً لا تسمع لهم فيها واعية, ولا يحيون فيها ولا يموتون.

---------

الخصال ج 2 ص 361، نوادر الأخبار ص 372, تفسير الصافي ج 3 ص 114, البرهان ج 3 ص 369, بحار الأنوار ج 31 ص 518، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 504, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* مع الإمام الحسن (ع)

عن الإمام الحسن (ع) أنه قال لمعاوية بعد أن شتمه الحاضرون في مجلسه: اسمعوا مني مقالتي وأعيروني فهمكم, وبك أبدأ يا معاوية, إنه لعمر الله يا أزرق ما شتمني غيرك, وما هؤلاء شتموني, ولا سبني غيرك, وما هؤلاء سبوني, ولكن شتمتني وسببتني فحشا منك وسوء رأي وبغيا وعدوانا وحسدا علينا, وعداوة لمحمد (ص) قديما وحديثا, وإنه والله لو كنت أنا وهؤلاء يا أزرق مشاورين في مسجد رسول الله (ص) وحولنا المهاجرون والأنصار ما قدروا أن يتكلموا به, ولا استقبلوني بما استقبلوني به, فاسمعوا مني أيها الملأ المجتمعون المتعاونون علي, ولا تكتموا حقا علمتموه ولا تصدقوا بباطل, إن نطقت به وسأبدأ بك يا معاوية, ولا أقول فيك إلا دون ما فيك, أنشدكم بالله هل تعلمون أن الرجل الذي شتمتموه صلى القبلتين كلتيهما, وأنت تراهما جميعا وأنت في ضلالة تعبد اللات والعزى, وبايع البيعتين كلتيهما بيعة الرضوان وبيعة الفتح, وأنت يا معاوية بالأولى كافر وبالأخرى ناكث, ثم قال (ع): أنشدكم بالله, هل تعلمون أنما أقول حقا إنه لقيكم مع رسول الله (ص) يوم بدر ومعه راية النبي (ص) والمؤمنين, ومعك يا معاوية راية المشركين وأنت تعبد اللات والعزى, وترى حرب رسول الله (ص) فرضا واجبا؟ ولقيكم يوم أحد ومعه راية النبي (ص) ومعك يا معاوية راية المشركين؟ ولقيكم يوم الأحزاب ومعه راية رسول الله (ص) ومعك يا معاوية راية المشركين؟ كل ذلك يفلج الله حجته, ويحق دعوته, ويصدق أحدوثته, وينصر رايته, وكل ذلك رسول الله (ص) [يرى‏] عنه راضيا في المواطن كلها ساخطا عليك, ثم أنشدكم بالله, هل تعلمون أن رسول الله (ص) حاصر بني قريظة وبني النظير [النضير], ثم بعث عمر بن الخطاب ومعه راية المهاجرين, وسعد بن معاذ ومعه راية الأنصار, فأما سعد بن معاذ فخرج وحمل جريحا وأما عمر فرجع هاربا وهو يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه, فقال رسول الله (ص): لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار, ثم لا يرجع حتى يفتح الله على يديه, فتعرض لها أبو بكر وعمر وغيرهما من المهاجرين والأنصار, وعلي (ع) يومئذ أرمد شديد الرمد, فدعاه رسول الله (ص) فتفل في عينه فبرأ من رمده, وأعطاه الراية فمضى ولم يثن حتى فتح الله عليه بمنه‏ وطوله, وأنت يومئذ بمكة عدو لله ولرسوله (ص), فهل يستوي بين رجل نصح لله ولرسوله ورجل عادى الله ورسوله, ثم أقسم بالله, ما أسلم‏ قلبك‏ بعد ولكن اللسان خالف, فهو يتكلم بما ليس في القلب, أنشدكم بالله, أتعلمون أن رسول الله (ص) استخلفه على المدينة في غزاة تبوك, ولا سخط ذلك ولا كراهة وتكلم فيه المنافقون, فقال (ع): لا تخلفني يا رسول الله, فإني لم أتخلف عنك في غزوة قط, فقال رسول الله (ص): أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى, ثم أخذ بيد علي (ع) فقال (ص): أيها الناس, من تولاني فقد تولى الله ومن تولى عليا فقد تولاني, ومن أطاعني‏ {فقد أطاع الله}‏ ومن أطاع عليا فقد أطاعني, ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحب عليا فقد أحبني, ثم قال (ع): أنشدكم بالله, أتعلمون أن رسول الله (ص) قال في حجة الوداع: أيها الناس, إني قد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده, كتاب الله وعترتي أهل بيتي, فأحلوا حلاله, وحرموا حرامه, واعملوا بمحكمه, وآمنوا بمتشابهه, وقولوا آمنا بما أنزل الله من الكتاب, وأحبوا أهل بيتي وعترتي, ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم, وإنهما لن يزالا فيكم حتى يردا علي الحوض يوم القيامة, ثم دعا وهو على المنبر عليا (ع) فاجتذبه بيده, فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, اللهم من عادى عليا فلا تجعل له في الأرض مقعدا, ولا في السماء مصعدا, واجعله في أسفل درك من النار؟ وأنشدكم بالله, أتعلمون أن رسول الله (ص) قال له: أنت الذائذ عن حوضي يوم القيامة تذود عنه كما يذود أحدكم الغريبة من وسط إبله؟ أنشدكم بالله, أتعلمون أنه دخل على رسول الله (ص) في مرضه الذي توفي فيه, فبكى رسول الله (ص) فقال علي (ع): ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال (ص): يبكيني أني أعلم أن لك في قلوب رجال من أمتي ضغائن لا يبدونها لك, حتى أتولى عنك؟ أنشدكم بالله, أتعلمون أن رسول الله (ص) حين حضرته الوفاة واجتمع عليه أهل بيته (ع) قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي, اللهم وال من والاهم وعاد من عاداهم, وقال (ص): إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من دخل فيها نجا ومن تخلف عنها غرق؟ وأنشدكم بالله, أتعلمون أن أصحاب رسول الله (ص) قد سلموا عليه بالولاية في عهد رسول الله (ص) وحياته؟ وأنشدكم بالله, أتعلمون أن عليا (ع) أول من حرم الشهوات كلها على نفسه من أصحاب رسول الله (ص), فأنزل الله عز وجل‏: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون}‏ وكان عنده علم المنايا, وعلم القضايا, وفصل الكتاب, ورسوخ العلم, ومنزل القرآن, وكان [في‏] رهط لا نعلمهم يتممون عشرة نبأهم الله أنهم مؤمنون, وأنتم في رهط قريب من عدة أولئك لعنوا على لسان رسول الله (ص), فأشهد لكم وأشهد عليكم, أنكم لعناء الله على لسان نبيه (ص) كلكم؟ وأنشدكم بالله, هل تعلمون أن رسول الله (ص) بعث إليك لتكتب له لبني خزيمة حين أصابهم خالد بن الوليد, فانصرف إليه الرسول فقال: هو يأكل, فأعاد الرسول إليك ثلاث مرات, كل ذلك ينصرف الرسول إليه ويقول: هو يأكل, فقال رسول الله (ص): اللهم لا تشبع بطنه فهي والله في نهمتك وأكلك إلى يوم القيامة؟ ثم قال (ع): أنشدكم بالله, هل تعلمون أنما أقول حقا إنك يا معاوية كنت تسوق بأبيك على جمل أحمر يقوده أخوك هذا القاعد وهذا يوم الأحزاب, فلعن رسول الله (ص) القائد والراكب والسائق, فكان أبوك الراكب وأنت يا أزرق السائق وأخوك هذا القاعد القائد؟ أنشدكم بالله, هل تعلمون أن رسول الله (ص) لعن أبا سفيان في سبعة مواطن: أولهن حين خرج من مكة إلى المدينة, وأبو سفيان جاء من الشام فوقع فيه أبو سفيان فسبه وأوعده وهم أن يبطش به, ثم صرفه الله عز وجل عنه, والثانية يوم العير حيث طردها أبو سفيان ليحرزها من رسول الله (ص), والثالثة يوم أحد قال رسول الله (ص): الله مولانا ولا مولى لكم, وقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم, فلعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون أجمعون, والرابعة يوم حنين, يوم جاء أبو سفيان يجمع [بجمع‏] قريش وهوازن وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله‏ {بغيظهم لم ينالوا خيرا} هذا قول الله عز وجل, أنزل في سورتين في كلتيهما يسمي أبا سفيان وأصحابه كفارا, وأنت يا معاوية يومئذ مشرك على رأي أبيك بمكة, وعلي (ع) يومئذ مع رسول الله (ص) وعلى رأيه ودينه, والخامسة قول الله عز وجل:‏{ والهدي معكوفا أن يبلغ محله}‏ وصددت أنت وأبوك ومشركو قريش رسول الله (ص), فلعنه الله لعنة شملته وذريته إلى يوم القيامة, والسادسة يوم الأحزاب, يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش, وجاء عيينة بن حصين بن بدر بغطفان, فلعن رسول الله (ص) القادة والأتباع, والساقة إلى يوم القيامة, فقيل: يا رسول الله, أما في الأتباع مؤمن؟ قال (ص): لا تصيب اللعنة مؤمنا من الأتباع, أما القادة فليس فيهم مؤمن, ولا مجيب, ولا ناج, والسابعة يوم الثنية, يوم شد على رسول الله (ص) اثنا عشر رجلا, سبعة منهم من بني أمية, وخمسة من سائر قريش, فلعن الله تبارك وتعالى ورسول الله (ص) من حل الثنية غير النبي (ص) وسائقه وقائده؟ ثم أنشدكم بالله, هل تعلمون أن أبا سفيان دخل على عثمان حين بويع في مسجد رسول الله (ص) فقال: يا ابن أخي, هل علينا من عين؟ فقال: لا, فقال أبو سفيان: تداولوا الخلافة يا فتيان بني أمية, فو الذي نفس أبي سفيان بيده ما من جنة ولا نار؟ وأنشدكم بالله, أتعلمون أن أبا سفيان أخذ بيد الحسين (ع) حين بويع عثمان وقال: يا ابن أخي, اخرج معي إلى بقيع الغرقد, فخرج حتى إذا توسط القبور اجتره, فصاح بأعلى صوته: يا أهل القبور, الذي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم, فقال الحسين بن علي (ع): قبح الله شيبتك وقبح وجهك, ثم نتر يده وتركه فلو لا النعمان بن بشير أخذ بيده ورده إلى المدينة لهلك, فهذا لك يا معاوية, فهل تستطيع أن ترد علينا شيئا ومن لعنتك يا معاوية, أن أباك أبا سفيان كان يهم أن يسلم فبعثت إليه بشعر معروف مروي في قريش وغيرهم تنهاه عن الإسلام وتصده ومنها, أن عمر بن الخطاب ولاك الشام فخنت به, وولاك عثمان فتربصت به ريب المنون, ثم أعظم من ذلك جرأتك على الله ورسوله (ص), أنك قاتلت عليا (ع) وقد عرفته وعرفت سوابقه وفضله وعلمه على أمر هو أولى به منك ومن غيرك عند الله وعند الناس, ولآذيته بل أوطأت الناس عشوة وأرقت دماء خلق من خلق الله بخدعك وكيدك وتمويهك, فعل من لا يؤمن بالمعاد ولا يخشى العقاب, فلما بلغ الكتاب أجله صرت إلى شر مثوى وعلي (ع) إلى خير منقلب, والله لك بالمرصاد فهذا لك يا معاوية خاصة, وما أمسكت عنه من مساويك وعيوبك فقد كرهت به التطويل.

-------------

الإحتجاج ج 1 ص 272, بحار الأنوار ج 44 ص 73

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليم بن قيس، قال‏: قام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) على المنبر حين اجتمع مع معاوية, فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن معاوية زعم‏ أني‏ رأيته‏ للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا، وكذب معاوية، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله (ص), فأقسم بالله، لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها، ولما طمعت‏ فيها يا معاوية, وقد قال رسول الله (ص): ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا, حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل, وقد ترك بنو إسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون أن هارون خليفة موسى، وقد تركت الأمة عليا (ع) وقد سمعوا رسول الله (ص) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي, وقد هرب رسول الله (ص) من قومه وهو يدعوهم إلى الله حتى فر إلى الغار، ولو وجد عليهم أعوانا ما هرب منهم, ولو وجدت أعوانا ما بايعتك يا معاوية, وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه، وكادوا يقتلونه ولم يجد عليهم‏ أعوانا، وقد جعل الله النبي (ص) في سعة حين فر من قومه, لما لم يجد أعوانا عليهم, وكذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الأمة وبايعت غيرنا ولم نجد أعوانا, وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضا, أيها الناس، إنكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب لم تجدوا رجلا من ولد النبي‏ غيري وغير أخي (ع).

-----------

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 938, الإحتجاج ج 2 ص 288, الدر النظيم ص 500, العدد القوية ص 51, بحار الانوار ج 44 ص 22

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

 

عن الإمام الحسن (ع) في خطبة طويلة: وإن معاوية بن صخر زعم‏ أني‏ رأيته‏ للخلافة أهلا، ولم أر نفسي لها أهلا، فكذب معاوية، وايم الله لأنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله (ص)، غير أنا لم نزل أهل البيت مخيفين [مخوفين‏] مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله (ص)، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، ونزل على رقابنا، وحمل الناس على أكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله [من الفي‏ء] والغنائم، ومنع أمنا فاطمة (ع) إرثها من أبيها.

-----------

الأمالي للطوسي ص 565, البرهان ج 2 ص 831, حلية الأبرار ج 2 ص 76, بحار الانوار ج 10 ص 142

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية جلسا بالنخيلة, فقال معاوية: يا أبا محمد, بلغني أن رسول الله (ص) كان يخرص النخل, فهل عندك من ذلك علم؟ فإن شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شيء {في الأرض ولا في السماء} فقال الحسن (ع): إن رسول الله (ص) كان يخرص كيلا وأنا أخرص عددا, فقال معاوية: كم في هذه النخلة؟ فقال الحسن (ع): أربعة آلاف بسرة وأربع بسرات, - أقول: ووجدت قد انقطع من المختصر المذكور كلمات فوجدتها في رواية ابن عياش الجوهري - فأمر معاوية بها فصرمت وعدت, فجاءت أربعة آلاف وثلاث بسرات, ثم صح الحديث بلفظها, فقال (ع): والله ما كذبت ولا كذبت, فنظر فإذا في يد عبد الله بن عامر بن كريز بسرة, (1) ثم قال (ع): يا معاوية, أما والله لو لا أنك تكفر لأخبرتك بما تعمله, وذلك أن رسول الله (ص) كان في زمان لا يكذب وأنت تكذب, وتقول متى سمع من جده على صغر سنه, والله لتدعن [لتدعين ]زيادا ولتقتلن حجرا ولتحملن إليك الرءوس من بلد إلى بلد, فادعى زيادا وقتل حجرا وحمل إليه رأس عمرو بن الحمق الخزاعي. (2)

-----------

(1) إلى هنا في رياض الأبرار

(2) فرج المهموم ص 225, بحار الأنوار ج 43 ص 329, رياض الأبرار ج 1 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه (ع) :أن الحسن والحسين صلوات الله عليهما, كانا يغمزان معاوية ويقولان فيه ويقبلان جوائزه.

-----------

قرب الإسناد ص 92, وسائل الشيعة ج 17 ص 216, بحار الأنوار ج 44 ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

وكان الحسن والحسين عليهما السلام يأخذان من معاوية الأموال فلا ينفقان من ذلك على أنفسهما ولا على عيالهما ما تحمله الذبابة بفيها.

-----------

علل الشرائع ج 1 ص 218, بحار الأنوار ج 44 ص 13, مستدرك الوسائل ج 13 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال معاوية للإمام الحسن (ع): أظن نفسك يا حسن تنازعك إلى الخلافة, فقال (ع): ويلك يا معاوية,  إنما الخليفة من سار بسيرة رسول الله (ص) وعمل بطاعة الله, ولعمري إنا لأعلام الهدى ومنار التقى, ولكنك يا معاوية ممن أباد السنن وأحيا البدع, واتخذ عباد الله خولا ودين الله لعبا, فكأن قد أخمل ما أنت فيه, فعشت يسيرا وبقيت عليك تبعاته.

-----------

تحف العقول ص 233, بحار الأنوار ج 44 ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال معاوية للحسن بن علي (ع): أنا أخير منك يا حسن, قال (ع): وكيف ذاك يا ابن هند؟ قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك, قال (ع): هيهات هيهات, لشر ما علوت يا ابن آكلة الأكباد, المجتمعون عليك رجلان بين مطيع ومكره, فالطائع لك عاص لله والمكره معذور بكتاب الله, وحاشى لله أن أقول‏ أنا خير منك‏ فلا خير فيك, ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل.

-----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 22, تسلية المجالس ج 2 ص 24, بحار الأنوار ج 44 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

روى الشعبي: أن معاوية قدم المدينة فقام خطيبا, فنال من علي بن أبي طالب (ع), فقام الحسن بن علي (ع), فخطب: فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال (ع) له: إنه لم يبعث نبي إلا جعل له وصي من أهل بيته, ولم يكن نبي إلا وله {عدو من المجرمين}, وإن عليا (ع) كان وصي رسول الله (ص) من بعده, وأنا ابن علي (ع) وأنت ابن صخر, وجدك حرب وجدي رسول الله (ص), وأمك هند وأمي فاطمة (ع), وجدتي خديجة وجدتك نثيلة, فلعن الله ألأمنا حسبا وأقدمنا كفرا وأخملنا ذكرا وأشدنا نفاقا, فقال عامة أهل المسجد: آمين, فنزل معاوية.

------------

الإحتجاج ج 1 ص 282, كشف الغمة ج 1 ص 573, العدد القوية ص 39, بحار الأنوار ج 44 ص 90

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) أنه قال لمعاوية: أيها الذاكر عليا (ع), أنا الحسن وأبي علي (ع) وأنت معاوية وأبوك صخر وأمي فاطمة (ع) وأمك هند, وجدي رسول الله (ص) وجدك حرب, وجدتي خديجة (ع) وجدتك قتيلة, فلعن الله أخملنا ذكرا, وألأمنا حسبا وشرنا قدما, وأقدمنا كفرا ونفاقا.

-----------

الإرشاد ج 2 ص 15, الأربعون للرازي ص 80, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 36, كشف الغمة ج 1 ص 542, تسلية المجالس ج 2 ص 52, بحار الأنوار ج 44 ص 49, رياض الأبرار ج 1 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه قال: إن الحسن (ع) لما قتل أبوه (ع) خرج في شوال من الكوفة إلى قتال معاوية, فالتقوا بكسكر وحاربه ستة أشهر, وكان الحسن (ع) جعل ابن عمه عبيد الله بن العباس على مقدمته, فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم فمر بالراية ولحق بمعاوية, وبقي العسكر بلا قائد ولا رئيس, فقام قيس بن سعد بن عبادة.

-----------

رجال الكشي ص 112, بحار الأنوار ج 44 ص 60

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أنه لما قدم معاوية الكوفة قيل له: إن الحسن بن علي (ع) مرتفع في أنفس الناس, فلو أمرته أن يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة والعي فيسقط من أنفس الناس, فأبى عليهم وأبوا عليه إلا أن يأمره بذلك, فأمره فقام دون مقامه في المنبر, فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (ع): أما بعد, فإنكم لو طلبتم ما بين كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبي لم تجدوه غيري وغير أخي (ع), وإنا أعطينا صفقتنا هذا الطاغية وأشار بيده إلى أعلى المنبر إلى معاوية, وهو في مقام رسول الله (ص) من المنبر, ورأينا حقن دماء المسلمين أفضل من إهراقها, {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} وأشار بيده إلى معاوية, فقال له معاوية: ما أردت بقولك هذا؟ فقال (ع): أردت به ما أراد الله عز وجل, (1) فقام معاوية فخطب خطبة عيية فاحشة, فثلب فيها أمير المؤمنين (ع), فقام الحسن بن علي (ع) فقال: وهو على المنبر يا ابن آكلة الأكباد, أوأنت تسب أمير المؤمنين (ع) وقد قال رسول الله (ص): من سب عليا (ع) فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أدخله الله نار جهنم خالدا فيها مخلدا, وله عذاب مقيم, ثم انحدر الحسن (ع) عن المنبر فدخل داره ولم يصل هناك بعد ذلك.

------------

(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

(2) الإحتجاج ج 1 ص 282, بحار الأنوار ج 44 ص 91, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 467, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 487

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) أنه قال بعد ما خطب معاوية: العجب منك يا معاوية, ومن قلة حيائك ومن جرأتك على الله, حين قلت قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه, فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا, ويل لك يا معاوية وللثلاثة قبلك الذين أجلسوك هذا المجلس, وسنوا لك هذه السنة.

------------

الإحتجاج ج 2 ص 287, الدر النظيم ص 499, العدد القوية ص 49, بحار الأنوار ج 44 ص 100

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن علي (ع): أنه كتب إلى معاوية كتابا يقرعه فيه ويبكته بأمور صنع كان فيه, ثم وليت ابنك وهو غلام يشرب الشراب ويلهو بالكلاب, فخنت أمانتك وأخزيت رعيتك, ولم تؤد نصيحة ربك, فكيف تولي على أمة محمد (ص) من يشرب المسكر وشارب المسكر من الفاسقين, وشارب المسكر من الأشرار, وليس شارب المسكر بأمين على درهم, فكيف على الأمة, فعن قليل ترد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار وذكر باقي الكلام.

------------

دعائم الإسلام ج 2 ص 133, بحار الأنوار ج 63 ص 495

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

ذكر الشيخ الصدوق: أن معاوية دس إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن ابجر وشبث بن ربعي دسيساً أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه: أنك إذا قتلت الحسن فلك مائة ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي، فبلغ الحسن (ع) ذلك فاستلأم ولبس درعاً وسترها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة إلا كذلك, فرماه أحدهم في الصلاة بسهم, فلم يلبث فيه لما عليه من اللامة.

-----

علل الشرائع ج 1 ص 220، بحار الأنوار ج 44 ص 33

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جنادة بن أبي أميد قال: دخلت على الحسن بن علي (ع) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله, فقلت: يا مولاي مالك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم التفتَ إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله (ص), أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي (ع) وفاطمة (ع), ما منا إلا مسموم أو مقتول.

--------

كفاية الأثر ص 226، الإنصافي في النص ص 184, بهجة النظر ص 63, بحار الأنوار ج 44 ص 138، رياض الأبرار ج 1 ص 143

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الصادق, عن آبائه (ع): أن الحسن (ع) قال لأهل بيته: إني أموت بالسم كما مات رسول الله (ص), فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس, فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك, قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك, قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا, ولو أخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس, فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد, وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن, فانصرف إلى منزله وهو صائم, فأخرجت له وقت الإفطار وكان يوما حارا شربة لبن, وقد ألقت فيها ذلك السم فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله, والله لا تصيبين مني خلفا ولقد غرك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه, فمكث (ع) يومين ثم مضى, فغدر معاوية بها ولم يف لها بما عاهد عليه

----------

الخرائج ج 1 ص 241, مرآة العقول ج 5 شرح ص 355, بحار الأنوار ج 44 ص 153, رياض الأبرار ج 1 ص 147 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن معاوية دفع السم إلى امرأة الحسن بن علي (ع) جعدة بنت الأشعث, وقال لها: اسقيه فإذا مات هو زوجتك ابني يزيد, فلما سقته السم ومات صلوات الله عليه, جاءت الملعونة إلى معاوية الملعون فقالت: زوجني يزيد, فقال: اذهبي فإن امرأة لا تصلح للحسن بن علي (ع) لا تصلح لابني يزيد.

------------

الإحتجاج ج 2 ص 292, بحار الأنوار ج 44 ص 147

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) أنه قال في وصف معاوية: الكافر الظالم, الذي لم يؤمن بالله ولا برسوله (ص) قط, ولا أظهر الإسلام هو وبني [بنو] أمية إلا فرقا من السيف, ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا, وهكذا قال رسول الله (ص).

------------

الخرائج ج 2 ص 574, بحار الأنوار ج 44 ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

مما اشترط الإمام الحسن (ع) على معاوية عند الصلح:

واشترط عليه: ترك سب أمير المؤمنين (ع), والعدول عن القنوت عليه في الصلوات, وأن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم بسوء, ويوصل إلى كل ذي حق حقه, وأجابه معاوية إلى ذلك كله وعاهد عليه, وحلف له بالوفاء له, فلما استتمت الهدنة على ذلك, سار معاوية حتى نزل بالنخيلة, وكان ذلك اليوم يوم الجمعة, فصلى بالناس ضحى النهار فخطبهم, وقال في خطبته: إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا, إنكم لتفعلون ذلك, ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم, وقد أعطاني الله ذلك, وأنتم له كارهون, ألا وإني كنت منيت الحسن (ع) وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له, ثم سار حتى دخل الكوفة, فأقام بها أياما, فلما استتمت البيعة له من أهلها, صعد المنبر فخطب الناس وذكر أمير المؤمنين (ع) ونال منه ونال من الحسن (ع) ما نال.

-----------

الإرشاد ج 2 ص 14, بحار الأنوار ج 44 ص 48, رياض الأبرار ج 1 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

 

 

* مع الإمام الحسين (ع)

لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه، لقي في ذلك العام الحسين (ع)، فقال: أبا عبد الله، هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟ فقال: لا, قال: إنا قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم. فضحك الحسين (ع)، ثم قال: خصمك القوم يوم القيامة يا معاوية. أما والله لو ولينا مثلها من شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم. وقد بلغني وقوعك بأبي حسن، وقيامك واعتراضك بني هاشم بالعيوب، وايم الله لقد أوترت غير قوسك، ورميت غير غرضك، وتناولتها بالعداوة من مكان قريب، ولقد أطعت امرأ ما قدم إيمانه، ولا حدث نفاقه، وما نظر لك، فانظر لنفسك أو دع - يريد: عمرو بن العاص ـ.

--------

نزهة الناظر ص 82, كشف الغمة ج 2 ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز، يختلفون إلى الحسين بن علي (ع)، وذكر أنه لايأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيكك في هذا، والسلام. فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين (ع)، فإياك أن تعرض للحسين في شيء، واترك حسينا ما تركك؛ فإنا لا نريد أن تعرض له في شيء ما وفى ببيعتنا ولم ينز على سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته، والسلام. وكتب معاوية إلى الحسين بن علي (ع): أما بعد، فقد انتهت إلي امور عنك، إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله، إن من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء. وإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعذل الناس لذلك، وعظ نفسك فاذكره ولعهد الله أوف، فإنك متى ما انكرك تنكرني ومتى أكدك تكدني، فاتق شقك عصا هذه الامة وأن يردهم الله على يديك في فتنة، وقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد (ص)، ولا يستخفنك السفهاء والذين لايعلمون. فلما وصل الكتاب إلى الحسين (ع) كتب إليه: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني امور أنت لي عنها راغب وأنا لغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها ولا يرد إليها إلا الله. وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميم، وما اريد لك حربا ولا عليك خلافا، وايم الله، إني لخائف لله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك، وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين. ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك. أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه، بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد؟ أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (ص): الولد للفراش وللعاهر الحجر, فتركت سنه رسول الله (ص) تعمدا، وتبعت هواك بغير هدى من الله. ثم سلطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الامة وليسوا منك؟ أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي (ع)؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي (ع) فقتلهم ومثلهم؟ ودين علي (ع) سر الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين. وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد، واتق شق عصا هذه الامة وأن تردهم إلى فتنة, وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الامة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد (ص) وعلينا أفضل من أن اجاهدك؛ فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني أستغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لاءرشاد أمري. وقلت فيما قلت: إني إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني! فكدني ما بدا لك، فإني أرجو ألا يضرني كيدك في، وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، على أنك قد ركبت بجهلك، وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط. ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أوماتوا قبل أن يدركوا. فأبشر يا معاوية بالقصاص واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنة وقتلك أولياءه على التهم، ونقل أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب. لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك، وتبرت دينك، وغششت رعيتك، وأخربت أمانتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي لأجلهم، والسلام. فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين, أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشيء فعله. قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: وما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه؟ وإنما قال ذلك في هوى معاوية. فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي؟ فضحك معاوية، فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد. فقال معاوية: أخطأتما، أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه؟! ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس، لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا؟ والله ما أرى للعيب فيه موضعا، وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده وأتهدده، ثم رأيت ألا أفعل ولا أفحله.

--------

رجال الكشي ص 48, بحار الأنوار ج 44 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* مع الأئمة عليهم السلام

بلغه (الإمام السجاد (ع)) قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال: كان يسكته الحلم وينطقه العلم, فقال (ع): كذب, بل كان يسكته الحصر وينطقه البطر.

-----------

نزهة الناظر ص 91, كشف الغمة ج 2 ص 107, أعلام الدين ص 299, بحار الأنوار ج 75 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كنت أسير مع أبي (ع) في طريق مكة ونحن على ناقتين, فلما صرنا بوادي ضجنان, خرج علينا رجل في عنقه سلسلة يسحبها, فقال: يا ابن رسول الله, اسقني سقاك الله, فتبعه رجل آخر فاجتذب السلسلة, وقال: يا ابن رسول الله, لا تسقه لا سقاه الله, فالتفت إلي أبي (ع) فقال: يا جعفر, عرفت هذا؟ هذا معاوية.

------------

الإختصاص 276, مدينة المعاجز ج 5 ص 23, بحار الأنوار ج 46 ص 280, رياض الأبرار ج 2 ص 101

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن يحيى ابن أم الطويل قال: صحبت علي بن الحسين (ع) من المدينة إلى مكة, وهو على بغلته وأنا على راحلة, فجزنا وادي ضجنان, فإذا نحن برجل أسود في رقبته سلسلة وهو يقول: يا علي بن الحسين, اسقني, فوضع رأسه على صدره ثم حرك دابته, قال: فالتفت فإذا برجل يجذبه وهو يقول: لا تسقه لا سقاه الله, قال: فحركت راحلتي ولحقت بعلي بن الحسين (ع) فقال (ع) لي: أي شيء رأيت؟ فأخبرته, فقال (ع): ذلك معاوية لعنه الله.

-----------

بصائر الدرجات ج 1 ص 286, نوادر الأخبار ص 324, بحار الأنوار ج 6 ص 248

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: ما العقل؟ قال (ع): ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان, قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال (ع): تلك النكراء وتلك الشيطنة, وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل.

-----------

الكافي ج 1 ص 11, المحاسن ج 1 ص 195, معاني الأخبار ص 239, الوافي ج 1 ص 79, وسائل الشيعة ج 15 ص 205, الفصول المهمة ج 1 ص 123, هداية الأمة ج 1 ص 4, بحار الأنوار ج 1 ص 116, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 76

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل عن عذاب القوم في البرزخ: فأما معاوية وعمرو, فما يطمعان في الخلاص ومعهم كل من نصب لنا العداوة وأعان علينا بلسانه ويده وماله.

-----------‏

كامل الزيارات ص 327, البرهان ج 4 ص 873, مدينة المعاجز ج 6 ص 145, بحار الأنوار ج 25 ص 373

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله, قلنا صدق الله وقالوا كذب الله, قاتل أبو سفيان رسول الله (ص), وقاتل معاوية علي بن أبي طالب (ع), وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (ع), والسفياني يقاتل القائم (ع).

-----------

معاني الأخبار ص 346, بحار الأنوار ج 33 ص 165, رياض الأبرار ج 3 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني عن أبيه قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق أن معاوية ليس من أصحاب رسول الله (ص) أيام كان الرضا (ع) بها, فأفتى الفقهاء بطلاقها, فسئل الرضا (ع) فأفتى أنها لا تطلق, فكتب الفقهاء رقعة فأنفذوها إليه, وقالوا له: من أين قلت يا ابن رسول الله أنها لم تطلق, فوقع (ع) في رقعتهم قلت هذا من روايتكم عن أبي سعيد الخدري, أن رسول الله (ص) قال لمسلمة يوم الفتح وقد كثروا عليه: أنتم خير وأصحابي خير ولا هجرة بعد الفتح, فأبطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحابا له, فرجعوا إلى قوله.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 87, بحار الأنوار ج 19 ص 89

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

 

* مع بعض الصحابة

عن عقيل بن أبي طالب أنه قال لمعاوية: مررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر برسول الله (ص) ليلة العقبة, ثم قال: من هذا الذي عن يمينك يا معاوية؟ قال: هذا عمرو بن العاص, قال: هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزارها فمن الآخر؟ قال الضحاك بن قيس الفهري: قال: أما والله لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيس, فمن هذا الآخر؟ قال: أبو موسى الأشعري, قال: هذا ابن السراقة, فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه قال: يا أبا يزيد ما تقول في؟ قال: دع عنك, قال: لتقولن قال: أتعرف حمامة؟ قال: ومن حمامة؟ قال: أخبرتك, ومضى عقيل, فأرسل معاوية إلى النسابة قال: فدعاه فقال: أخبرني من حمامة؟ قال أعطني الأمان على نفسي وأهلي, فأعطاه قال: حمامة جدتك وكانت بغية في الجاهلية لها راية تؤتى.

-----------

الغارات ج 1 ص 42, بحار الأنوار ج 33 ص 200

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن هشام بن السائب عن أبيه قال: خطب الناس يوما معاوية بمسجد دمشق, وفي الجامع يومئذ من الوفود علماء قريش وخطباء ربيعة ومدارهها وصناديد اليمن وملوكها, فقال معاوية: إن الله تعالى أكرم خلفاءه فأوجب لهم الجنة وأنقذهم من النار, ثم جعلني منهم وجعل أنصاري أهل الشام الذابين عن حرم الله المؤيدين بظفر الله المنصورين على أعداء الله, قال: وكان في الجامع من أهل العراق, الأحنف بن قيس, وصعصعة بن صوحان, فقال الأحنف لصعصعة: أتكفيني أم أقوم إليه أنا؟ فقال صعصعة للأحنف: بل أكفيكه أنا, ثم قام صعصعة فقال: يا ابن أبي سفيان, تكلمت فأبلغت ولم تقصر دون ما أردت, وكيف يكون ما تقول وقد غلبتنا قسرا وملكتنا تجبرا, ودنتنا بغير الحق واستوليت بأسباب الفضل علينا, فأما إطراؤك لأهل الشام فما رأيت أطوع لمخلوق وأعصى لخالق منهم قوم, ابتعت منهم دينهم وأبدانهم بالمال, فإن أعطيتهم حاموا عليك ونصروك, وإن منعتهم قعدوا عنك ورفضوك, قال معاوية: اسكت ابن صوحان, فو الله لو لا أني لم أتجرع غصة غيظ قط أفضل من حلم, وأحمد من كرم سيما في كف عن مثلك.

------------

الأمالي للطوسي ص 6, بحار الأنوار ج 44 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن معاوية بن ثعلبة قال: لما استوثق الأمر لمعاوية بن أبي سفيان, أنفذ بسر بن أرطاة إلى الحجاز في طلب شيعة أمير المؤمنين (ع), وكان على مكة عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب, فطلبه فلم يقدر عليه, فأخبر أن له ولدين صبيين, فبحث عنهما فوجدهما, فأخذهما وأخرجهما من الموضع الذي كانا فيه, ولهما ذؤابتان فأمر بذبحهما فذبحا.

------------

الأمالي للطوسي ص 76, بحار الأنوار ج 44 ص 128, رياض الأبرار ج 1 ص 141

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

 

عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: كنت غازيا زمن معاوية بخراسان, وكان علينا رجل من التابعين فصلى بنا يوما الظهر, ثم صعد المنبر, فحمد الله وأثنى عليه, وقال: أيها الناس, إنه قد حدث في الإسلام حدث عظيم لم يكن منذ قبض الله نبيه (ص) مثله, بلغني أن معاوية قتل حجرا وأصحابه, فإن يك عند المسلمين غير فسبيل ذلك وإن لم يكن عندهم غير فأسأل الله أن يقبضني إليه, وأن يعجل إليه وأن يعجل ذلك, قال الحسن بن أبي الحسن: فلا والله, صلى بنا صلاة غيرها حتى سمعنا عليه الصياح.

------------

شرح الأخبار ج 2 ص 538, الأمالي للصدوق ص 170, بحار الأنوار ج 44 ص 129

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي (ص) قال: تقتل عمارا الفئة الباغية.

------------

شرح الأخبار ج 1 ص 413, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 63, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 308, عمدة العيون ص 323, كشف الغمة ج 1 ص 127, إثبات الهداة ج 1 ص 284, بحار الأنوار ج 22 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن النبي (ص) قال: عمار على الحق حتى يقتل بين فئتين, إحدى الفئتين على سبيلي وسنتي, والآخرون مارقة من الدين خارجة عنه.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 66, إثبات الهداة ج 1 ص 284, بحار الأنوار ج 22 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عثمان بس سهيل أن بيان الحروري سأل هشام بن الحكم فقال: أخبرني أصحاب علي (ع) وقت حكم الحكمين أي شيء كانوا مؤمنين أم كافرين؟ قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف مؤمنون, وصنف مشركون, وصنف ضلال, فأما المؤمنون, فالذين عرفوا إمامة علي (ع) من كتاب الله جل وعز ونص رسول الله (ص) وقليلا ما كانوا, وأما المشركون, فقوم مالوا إلى إمامة معاوية بصلح, فأشركوا إذ جعلوا معاوية مع علي (ع), وأما الضلال, فمن خرج على سبيل العصبية والحمية للقبائل والعشائر لا للدين, قال: فما كان أصحاب معاوية؟ قال: ثلاثة أصناف: صنف كافرون, وصنف مشركون, وصنف ضلال, فأما الكافرون, فقوم قالوا: معاوية إمام وعلي (ع) لا يصلح فكفروا وجحدوا إماما من الله عز وجل ذكره, ونصبوا إماما من غير الله, وأما المشركون, فقوم قالوا: معاوية إمام وعلي (ع) يصلح لو لا قتل عثمان, وأما الضلال فقوم خرجوا على سبيل العصبية والحمية للقبائل والعشائر لا للدين.

------------

كمال الدين ج 2 ص 363, بحار الأنوار ج 48 ص 198, رياض الأبرار ج 2 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليم بن قيس قال: قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته, فاستقبله أهل المدينة, فنظر فإذا الذين استقبلوه ما منهم إلا قرشي, فلما نزل قال‏: ما فعلت الأنصار وما بالهم لم يستقبلوني؟ فقيل له: إنهم محتاجون ليس لهم دواب, فقال معاوية: وأين نواضحهم؟ فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الأنصار وابن سيدها: أفنوها يوم بدر وأحد, وما بعدهما من مشاهد رسول الله (ص) حين ضربوك وأباك على الإسلام, حتى‏ {ظهر أمر الله}‏ وأنتم كارهون, فسكت معاوية, فقال قيس: أما إن رسول الله (ص) عهد إلينا أنا سنلقى بعده أثرة, قال معاوية: فما أمركم به؟ فقال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه, قال: فاصبروا حتى تلقوه,‏ ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش, فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس, فقال له: يا ابن عباس, ما منعك من القيام كما قام أصحابك؟ إلا لموجدة أني قاتلتكم بصفين, فلا تجد من ذلك يا ابن عباس, فإن عثمان قتل مظلوما, قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما, قال: عمر قتله كافر, قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟ قال: قتله المسلمون, قال: فذاك أدحض لحجتك, قال: فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته (ع) فكف لسانك, فقال: يا معاوية, أتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا, قال: أفتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم, قال: فنقرؤه ولا نسأل عما عنى الله به؟ ثم قال: فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال: العمل به, قال: كيف‏ نعمل‏ به‏ ولا نعلم‏ ما عنى الله؟ قال: سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك, قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي, أنسأل عنه آل أبي سفيان؟ يا معاوية, أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام؟ فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف, قال: اقرءوا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم, وارووا ما سوى ذلك, قال: فإن الله يقول في القرآن: {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}‏ قال: يا ابن عباس, اربع على نفسك وكف لسانك, وإن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية, ثم رجع إلى بيته, فبعث إليه بمائة ألف درهم ونادى منادي معاوية: أن برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي (ع) وفضل أهل بيته (ع), وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة, فاستعمل زياد بن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة, فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر ومدر, وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وصلبهم في جذوع النخل, وسمل أعينهم وطردهم وشردهم, حتى نفوا عن العراق, فلم يبق بها أحد معروف مشهور, فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد, وكتب معاوية إلى جميع عماله في الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته (ع) شهادة, وانظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته, والذين يروون فضله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم, واكتبوا بمن يروي من مناقبه باسمه واسم أبيه وقبيلته, ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان, وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطائع من العرب والموالي, فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في الأموال والدنيا, فليس أحد يجي‏ء من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه وقرب وأجيز, فلبثوا بذلك ما شاء الله, ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر, فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه, فإن ذلك أحب إلينا وأقر لأعيننا, وأدحض لحجة أهل هذا البيت وأشد عليهم,‏ فقرأ كل أمير وقاض كتابه على الناس, فأخذ الناس في الروايات في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة وكل مسجد زورا, وألقوا ذلك إلى معلمي الكتاتيب, فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن, حتى علموه بناتهم ونساءهم وحشمهم, فلبثوا بذلك ما شاء الله, وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين أنهم على دين علي (ع) وعلى رأيه, فكتب إليه معاوية: اقتل كل من كان على دين علي (ع) ورأيه فقتلهم ومثل بهم, وكتب معاوية إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته (ع) فامحوه عن الديوان, وكتب كتابا آخر: انظروا من قبلكم من شيعة علي (ع) واتهمتموه بحبه فاقتلوه, وإن لم تقم عليه البينة فقتلوهم على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر, حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه, وحتى كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه, والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان لا سيما الكوفة والبصرة, حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه فلا يحدثه, إلا بعد أن يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليكتمن عليه, ثم لا يزداد الأمر إلا شدة, حتى كثر وظهر أحاديثهم الكاذبة, ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك, وكان أشد الناس في ذلك القراء المراءون المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والورع, فكذبوا وانتحلوا الأحاديث وولدوها فيحظون بذلك عند الولاة والقضاة ويدنون مجالسهم ويصيبون بذلك الأموال والقطائع والمنازل, حتى صارت أحاديثهم ورواياتهم عندهم حقا وصدقا, فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا من ردها أو شك فيها, فاجتمعت على ذلك جماعتهم وصارت في يد المتنسكين والمتدينين منهم, الذين لا يستحلون الافتعال لمثلها فقبلوها وهم يرون أنها حق, ولو علموا بطلانها وتيقنوا أنها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها, ولم يدينوا بها ولم يبغضوا من خالفها, فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا والباطل حقا, والكذب صدقا والصدق كذبا, فلما مات الحسن بن علي (ع) ازداد البلاء والفتنة, فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه, أو مقتول, أو طريد, أو شريد, فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي (ع) وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس معه, وقد جمع الحسين بن علي (ع) بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج, ومن بالأمصار ممن يعرفونه وأهل بيته (ع), ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله (ص) ومن أبنائهم والتابعين, ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم, فاجتمع إليهم بمنى أكثر من ألف رجل, والحسين بن علي (ع) في سرادقه عامتهم التابعون وأبناء الصحابة, فقام الحسين (ع) فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أما بعد, فإن هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم, ورأيتم وشهدتم وبلغكم, وإني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني, اسمعوا مقالتي واكتموا قولي, ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتم ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون, فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب {والله متم نوره ولو كره الكافرون}‏ فما ترك الحسين (ع) شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره, ولا شيئا قاله الرسول (ص) في أبيه وأمه وأهل بيته (ع) إلا رواه, وكل ذلك يقول الصحابة: اللهم نعم قد سمعناه وشهدناه, ويقول التابعون: اللهم قد حدثناه من نصدقه ونأتمنه, حتى لم يترك شيئا إلا قاله, ثم قال: أنشدكم بالله, إلا رجعتم وحدثتم به من تثقون به, ثم نزل وتفرق الناس عن ذلك‏.

-------------

الإحتجاج ج 2 ص 293, نوادر الأخبار ص 185, بحار الأنوار ج 44 ص 123, رياض الأبرار ج 1 ص 138

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قام معاوية خطيبا بالشام فقال: أيها الناس, إنما أنا خازن، فمن أعطيته فالله يعطيه، ومن حرمته فالله يحرمه، فقام إليه أبو ذر فقال: كذبت والله يا معاوية، إنك لتعطي من حرم الله وتمنع من أعطى الله.

-----------

تقريب المعارف ص 266, بحار الأنوار ج 31 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي ذر قال: قلت لمعاوية: أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول: إن أحدنا فرعون هذه الأمة، فقال معاوية: أما أنا فلا.

------------

تقريب المعارف ص 266, بحار الأنوار ج 31 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جارود العبدي قال: أما عجل هذه الأمة فعثمان، وفرعونها معاوية، وسامريها أبو موسى الأشعرى وذو الثدية، وأصحاب النهر ملعونون، وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع).

------------

تقريب المعارف ص 296, بحار الأنوار ج 31 ص 310

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية