أحوال النبي عيسى عليه السلام

* مواعظ النبي عيسى عليه السلام

مواعظ المسيح (ع) في الإنجيل وغيره ومن حكمه‏: طوبى للمتراحمين أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم أولئك يزورون الله يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة، طوبى للمساكين بروحي ولهم ملكوت السماء. طوبى للمحزونين هم الذين يسرون. طوبى للذين يجوعون ويظمئون خشوعا هم الذين يشبعون‏. طوبى للذين يعملون الخير أصفياء الله يدعون. طوبى للمسبوبين من أجل الطهارة، فإن لهم ملكوت السماء. طوبى لكم إذا حسدتم وشتمتم وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئذ فافرحوا وابتهجوا، فإن أجركم قد كثر في السماء. وقال يا عبيد السوء تلومون الناس على الظن ولا تلومون أنفسكم على اليقين، يا عبيد الدنيا تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم، وأن يشار إليكم بالأصابع، يا عبيد الدنيا تحلقون رءوسكم وتقصرون قمصكم وتنكسون رءوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم، يا عبيد الدنيا مثلكم كمثل القبور المشيدة يعجب الناظر ظهرها وداخلها عظام الموتى مملوءة خطايا، يا عبيد الدنيا إنما مثلكم كمثل السراج يضي‏ء للناس ويحرق نفسه، يا بني إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب، فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة، كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر. يا بني إسرائيل قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت، فإنه دعة حسنة وقلة وزر وخفة من الذنوب، فحصنوا باب العلم، فإن بابه الصبر، وإن الله يبغض الضحاك من غير عجب، والمشاء إلى غير إرب، ويحب الوالي الذي يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته، فاستحيوا الله في سرائركم كما تستحيون الناس في علانيتكم، واعلموا أن كلمة الحكمة ضالة المؤمن فعليكم قبل أن ترفع، ورفعها أن يذهب رواته. يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم ودع منازعتهم وصغر الجهال لجهلهم ولا تطردهم ولكن قربهم وعلمهم، يا صاحب العلم اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ عليها، يا صاحب العلم اعلم أن ترك كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة تعاقب بها، يا صاحب العلم كرب لا تدري متى تغشاك فاستعد لها قبل أن تفجأك. وقال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدا مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن عورته، أكان كاشفا عنها أم يرد على ما انكشف منها قالوا: بل يرد على ما انكشف منها، قال: كلا بل تكشفون عنها، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقالوا: يا روح الله وكيف ذاك قال: ذاك الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها. بحق أقول لكم: أعلمكم لتعلموا ولا أعلمكم لتعجبوا بأنفسكم، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، ولن تظفروا بما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلوب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة. طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في نظر عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة عبيد الناس، إنما الناس‏ رجلان: مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية. يا بني إسرائيل أما تستحيون من الله، أن أحدكم لا يسوغ له شرابه حتى يصفيه من القذى، ولا يبالي أن يبلغ أمثال الفيلة من الحرام، ألم تسمعوا أنه قيل لكم في التوراة: صلوا أرحامكم وكافئوا أرحامكم، وأنا أقول لكم: صلوا من قطعكم وأعطوا من منعكم وأحسنوا إلى من أساء إليكم وسلموا على من سبكم وأنصفوا من خاصمكم وأعفوا عمن ظلمكم كما أنكم تحبون أن يعفى عن إساءتكم، فاعتبروا بعفو الله عنكم ألا ترون أن شمسه أشرقت على الأبرار والفجار منكم، وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين منكم، فإن كنتم لا تحبون إلا من أحبكم، ولا تحسنون إلا إلى من أحسن إليكم ولا تكافئون إلا من أعطاكم فما فضلكم إذا على غيركم قد يصنع هذا السفهاء الذين ليست عندهم فضول ولا لهم أحلام، ولكن إن أردتم أن تكونوا أحباء الله وأصفياء الله فأحسنوا إلى من أساء إليكم وأعفوا عمن ظلمكم وسلموا على من أعرض عنكم، اسمعوا قولي واحفظوا وصيتي وأرعوا عهدي كيما تكونوا علماء فقهاء. بحق أقول لكم: إن قلوبكم بحيث تكون كنوزكم- ولذلك الناس يحبون أموالهم وتتوق إليها أنفسهم- فضعوا كنوزكم في السماء حيث لا يأكلها السوس ولا ينالها اللصوص. بحق أقول لكم: إن العبد لا يقدر على أن يخدم ربين، ولا محالة أنه يؤثر أحدهما على الآخر وإن جهد، كذلك لا يجتمع لكم حب الله وحب الدنيا. بحق أقول لكم: إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها وجهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل، وما ذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها، كذلك لا يغني عن العالم علمه إذ هو لم يعمل به ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل، وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم وما أوسع الأرض وليس كلها يسكن، وما أكثر المتكلمين وليس كلهم كلامهم يصدق، فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف منكوس (منكسوا- خ ل) رءوسهم إلى الأرض يزورون به الخطايا يطوفون‏ من تحت حواجبهم كما ترمق الذباب وقولهم يخالف فعلهم، وهل يجتنى من العوسج العنب ومن الحنظل التين، وكذلك لا يأثم‏ قول العالم الكاذب إلا زورا، وليس كل من يقول يصدق. بحق أقول لكم: إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، وكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، ألم تعلموا أنه من شمخ برأسه إلى السقف شجه، ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه ومن تواضع لله رفعه، إنه ليس على كل حال يصلح العسل في الزقاق وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر القلوب (الحكمة- خ ل) فيها، إن الزق ما لم ينخرق أو يقحل أو ينكل‏ فسوف يكون للعسل وعاء، وكذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات ويدنسها الطمع ويقسيها النعيم فسوف تكون أوعية للحكمة. فحق أقول لكم: إن الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى يحترق بيوت كثيرة إلا أن يستدرك البيت الأول فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار معملا، وكذلك الظالم الأول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم فيأتمون به كما لو لم تجد النار في البيت الأول خشبا وألواحا لم تحرق شيئا. بحق أقول لكم: من نظر إلى الحية تؤم أخاه لتلدغه ولم يحذره حتى قتلته فلا يأمن أن يكون قد شرك في دمه، وكذلك من نظر إلى أخيه يعمل الخطيئة ولم‏ يحذره عاقبتها حتى أحاطت به فلا يأمن أن يكون قد شرك في إثمه، ومن قدر على أن يغير الظالم ثم لم يغيره فهو كفاعله، وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم لا ينهى ولا يغير عليه ولا يؤخذ على يديه فمن أين يقصر الظالمون أم كيف لا يفترون، فحسب أحدكم أن يقول: لا أظلم ومن شاء فليظلم ويرى الظلم فلا يغيره، فلو كان الأمر على ما تقولون لم تعاقبوا مع الظالمين الذين لم تعملوا بأعمالكم حين تنزل بهم العثرة في الدنيا. ويلكم يا عبيد السوء ترجون أن يؤمنكم الله من فزع يوم القيامة وأنتم تخافون الناس في طاعة الله وتطيعونهم في معصيته وتفون لهم بالعهود الناقضة لعهده. بحق أقول لكم: لا يؤمن الله من فزع ذلك اليوم من اتخذ العباد أربابا من دونه، ويلكم يا عبيد السوء من أجل دنيا دنية وشهوة ردية تفرطون في ملك الجنة، وتنسون هول يوم القيامة. ويلكم يا عبيد الدنيا من أجل نعمة زائلة وحياة منقطعة تفرون من الله وتكرهون لقاءه، فكيف يحب الله لقاءكم وأنتم تكرهون لقاءه، فإنما يحب الله لقاء من يحب لقاءه، ويكره لقاء من يكره لقاءه، وكيف تزعمون أنكم أولياء الله من دون الناس، وأنتم تفرون من الموت وتعتصمون بالدنيا، فما ذا يغني عن الميت طيب ريح حنوطه، وبياض أكفانه، وكل ذلك يكون في التراب، كذلك لا يغني عنكم بهجة دنياكم التي زينت لكم، وكل ذلك إلى سلب وزوال، ما ذا يغني عنكم نقاء أجسادكم وصفاء ألوانكم وإلى الموت تصيرون وفي التراب تنسون وفي ظلمة القبر تغمرون، ويلكم يا عبيد الدنيا تحملون السراج في ضوء الشمس وضوءها كان يكفيكم، وتدعون أن تستضيئوا بها في الظلم، ومن أجل ذلك سخرت لكم كذلك استضاؤكم بنور العلم لأمر الدنيا وقد كفيتموه وتركتم أن تستضيئوا به لأمر الآخرة، ومن أجل ذلك أعطيتموه، تقولون إن الآخرة حق وأنتم تمهدون الدنيا وتقولون: إن الموت حق وأنتم تفرون منه، وتقولون: إن الله يسمع ويرى ولا تخافون إحصاءه عليكم فكيف يصدقكم من سمعكم فإن من كذب من غير علم أعذر ممن كذب على علم وإن كان لا عذر في شي‏ء من الكذب. بحق أقول لكم: إن الدابة إذا لم تركب ولم تمتهن وتستعمل لتصعب ويتغير خلقها وكذلك القلوب إذا لم ترقق‏ بذكر الموت ويتعبها دءوب العبادة تقسو وتغلظ، ما ذا يغني عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحش مظلم، كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة معطلة فأسرعوا إلى بيوتكم المظلمة فأنيروا فيها، كذلك فأسرعوا إلى قلوبكم القاسية بالحكمة قبل أن ترين عليها الخطايا فتكون أقسى من الحجارة، كيف يطيق حمل الأثقال من لا يستعين على حملها، أم كيف تحط أوزار من لا يستغفر الله منها، أم كيف تنقى ثياب من لا يغسلها، وكيف يبرأ من الخطايا من لا يكفرها، أم كيف ينجو من غرق البحر من يعبر بغير سفينة، وكيف ينجو من فتن الدنيا من لم يداوها بالجد والاجتهاد، وكيف يبلغ من يسافر بغير دليل، وكيف يصير إلى الجنة من لا يبصر معالم الدين، وكيف ينال مرضاة الله من لا يطيعه، وكيف يبصر عيب وجهه من لا ينظر في المرآة، وكيف يستكمل حب خليله من لا يبذل له بعض ما عنده، وكيف يستكمل حب ربه من لا يقرضه بعض ما رزقه! بحق أقول لكم: إنه كما لا ينقص البحر أن تغرق فيه السفينة ولا يضره ذلك شيئا كذلك لا تنقصون الله بمعاصيكم شيئا ولا تضرونه بل أنفسكم تضرون وإياها تنقصون، وكما لا ينقص نور الشمس كثرة من يتقلب فيها بل به يعيش ويحيى، كذلك لا ينقص الله كثرة ما يعطيكم ويرزقكم بل برزقه تعيشون وبه تحيون، يزيد من شكره، إنه شاكر عليم. ويلكم يا أجراء السوء، الأجر تستوفون والرزق تأكلون والكسوة تلبسون، والمنازل تبنون، وعمل من استأجركم تفسدون، يوشك رب هذا العمل أن يطالعكم‏ فينظر في عمله الذي أفسدتم فينزل بكم ما يخزيكم، ويأمر برقابكم فتجذ من أصولها ويأمر بأيديكم فتقطع من مفاصلها، ثم يأمر بجيفكم‏ فتجر على بطونها حتى توضع على قوارع الطريق حتى تكونوا عظة للمتقين ونكالا للظالمين. ويلكم يا علماء السوء: لا تحدثوا أنفسكم أن آجالكم تستأخر من أجل أن الموت لم ينزل بكم فكأنه قد حل بكم فأظعنكم، فمن الآن فاجعلوا الدعوة في آذانكم، ومن الآن فنوحوا على أنفسكم، ومن الآن فابكوا على خطاياكم، ومن الآن فتجهزوا وخذوا أهبتكم وبادروا التوبة إلى ربكم. بحق أقول لكم: إنه كما ينظر المريض إلى طيب الطعام فلا يلتذه مع ما يجده من شدة الوجع، كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ العبادة ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب المال، وكما يلتذ المريض نعت الطبيب العالم بما يرجو فيه من الشفاء، فإذا ذكر مرارة الدواء وطعمه كدر عليه الشفاء، كذلك أهل الدنيا يلتذون ببهجتها وأنواع ما فيها، فإذا ذكروا فجأة الموت كدرها عليهم وأفسدها. بحق أقول لكم: إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدون بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها، وكذلك تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي لها منكم إلا من عمل بها. ويلكم يا عبيد الدنيا: نقوا القمح وطيبوه وأرقوا طحنه تجدوا طعمه، ويهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه، تجدوا حلاوته وينفعكم غبه. بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به فلم يمنعكم منه ريح قطرانه، كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها. ويلكم يا عبيد الدنيا: لا كحكماء يعقلون، ولا كحلماء يفقهون، ولا كعلماء يعلمون، ولا كعبيد أتقياء، ولا كأحرار كرام توشك الدنيا أن تقتلعكم من أصولكم على وجوهكم ثم تكبكم على مناخركم، ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ويدفعكم العلم من خلفكم حتى يسلماكم إلى الملك الديان عراة فرادى فيجزيكم بسوء أعمالكم. ويلكم يا عبيد الدنيا: أليس بالعلم أعطيتم السلطان على جميع الخلائق فنبذتموه فلم تعملوا به، وأقبلتم على الدنيا فيها تحكمون ولها تمهدون وإياها تؤثرون وتعمرون، فحتى متى أنتم للدنيا، ليس لله فيكم نصيب. بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلا تنتظروا بالتوبة غدا، فإن دون غد يوما وليلة قضاء الله فيهما يغدو ويروح. بحق أقول لكم: إن صغار الخطايا ومحقراتها لمن مكايد إبليس، يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم وتجتمع فتكثر وتحيط بكم. بحق أقول لكم: إن المدحة بالكذب والتزكية في الدين لمن رأس الشرور المعلومة وإن حب الدنيا لرأس كل خطيئة. بحق أقول لكم: ليس شي‏ء أبلغ في شرف الآخرة وأعون على حوادث الدنيا من الصلاة الدائمة، وليس شي‏ء أقرب إلى الرحمن منها فدوموا عليها واستكثروا منها، وكل عمل صالح يقرب إلى الله تعالى فالصلاة أقرب إليه وآثر عنده. بحق أقول لكم: إن كل عمل المظلوم الذي لم ينتصر بقول ولا فعل ولا حقد هو في ملكوت السماء عظيم، أيكم رأى نورا اسمه ظلمة أو ظلمة اسمها نور كذلك لا يجتمع للعبد أن يكون مؤمنا كافرا ولا مؤثرا للدنيا راغبا في الآخرة، وهل زراع شعير يحصد قمحا أو زراع قمح يحصد شعيرا، كذلك يحصد كل عبد في الآخرة ما زرع ويجزى بما عمل. بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله، ورجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله، وشتان بينهما، وطوبى للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول. بحق أقول لكم: من لا ينقي من زرعه الحشيش يكثر فيه حتى يغمره ويفسده وكذلك من لا يخرج من قلبه حب الدنيا يغمره حتى لا يجد لحب الآخرة طعما. ويلكم يا عبيد الدنيا: اتخذوا مساجد ربكم سجونا لأجسادكم واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات. بحق أقول لكم: إن أجزعكم على البلاء لأشدكم حبا للدنيا، وإن أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا. ويلكم يا علماء السوء: ألم تكونوا أمواتا فأحياكم فلما أحياكم متم، ويلكم ألم تكونوا أميين فعلمكم، فلما علمكم نسيتم، ويلكم ألم تكونوا جفاة ففقهكم الله، فلما فقهكم جهلتم، ويلكم ألم تكونوا ضلالا فهداكم، فلما هداكم ضللتم، ويلكم ألم تكونوا عميا فبصركم، فلما بصركم عميتم، ويلكم ألم تكونوا صما فأسمعكم فلما أسمعكم صممتم، ويلكم ألم تكونوا بكما فأنطقكم، فلما أنطقكم بكمتم، ويلكم ألم تستفتحوا، فلما فتح لكم نكصتم على أعقابكم، ويلكم ألم تكونوا أذلة فأعزكم، فلما عززتم قهرتم واعتديتم وعصيتم، ويلكم ألم تكونوا مستضعفين في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فنصركم وأيدكم، فلما نصركم استكبرتم وتجبرتم، فيا ويلكم من ذل يوم القيامة كيف يهينكم ويصغركم. ويا ويلكم يا علماء السوء: إنكم لتعملون عمل الملحدين وتأملون أمل الوارثين وتطمئنون بطمأنينة الآمنين وليس أمر الله على ما تمنون وتتخيرون بل للموت تتوالدون، وللخراب تبنون وتعمرون وللوارثين تمهدون. بحق أقول لكم: إن موسى كان يأمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ولكن قولوا: لا، ونعم، يا بني إسرائيل عليكم بالبقل البري وخبز الشعير، وإياكم وخبر البر، فإني أخاف عليكم أن لا تقوموا بشكره. بحق أقول لكم: إن الناس معافى ومبتلى فاحمدوا الله على العافية، وارحموا أهل البلاء. بحق أقول لكم: إن كل كلمة سيئة تقولون بها تعطون جوابها يوم القيامة، يا عبيد السوء إذا قرب أحدكم قربانه ليذبحه فذكر أن أخاه واجد عليه فليترك قربانه وليذهب إلى أخيه فليترضه، ثم ليرجع إلى قربانه فليذبحه. يا عبيد السوء: من‏ أخذ قميص أحدكم فليعط رداءه معه، ومن لطم خده منكم فليمكن من خده الآخر، ومن سخر منكم ميلا فليذهب ميلا آخر معه. بحق أقول لكم: ما ذا يغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا وما يغني عنكم أجسادكم إذا أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة. بحق أقول لكم: لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم. بحق أقول لكم: ابدءوا بالشر فاتركوه ثم اطلبوا الخير ينفعكم، فإنكم إذا جمعتم الخير مع الشر لم ينفعكم الخير. بحق أقول لكم: إن الذي يخوض النهر لا بد أن يصيب ثوبه الماء وإن جهد أن‏ لا يصيبه كذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا. بحق أقول لكم: طوبى للذين يتهجدون من الليل أولئك الذين يرثون النور الدائم من أجل أنهم قاموا في ظلمة الليل على أرجلهم في مساجدهم، يتضرعون إلى ربهم رجاء أن ينجيهم في الشدة غدا. بحق أقول لكم: إن الدنيا خلقت مزرعة يزرع فيها العباد الحلو والمر والشر والخير، والخير له مغبة نافعة يوم الحساب والشر له عناء وشقاء يوم الحصاد. بحق أقول لكم: إن الحكيم يعتبر بالجاهل، والجاهل يعتبر بهواه، أوصيكم أن تختموا على أفواهكم بالصمت حتى لا يخرج منها ما لا يحل لكم. بحق أقول لكم: إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، ولا تبلغون‏ ما تريدون إلا بترك ما تشتهون. بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا كيف يدرك الآخرة من لا ينقص شهوته من الدنيا ولا ينقطع منها رغبته. بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا ما الدنيا تحبون ولا الآخرة ترجون، لو كنتم تحبون الدنيا أكرمتم العمل الذي به أدركتموها ولو كنتم تريدون الآخرة عملتم عمل من يرجوها. بحق أقول لكم: يا عبيد الدنيا إن أحدكم يبغض صاحبه على الظن ولا يبغض نفسه على اليقين. وأقول لكم إن أحدكم ليغضب إذا ذكر له بعض عيوبه وهي حق، ويفرح إذا مدح بما ليس فيه. بحق أقول لكم: إن أرواح الشياطين ما عمرت في شي‏ء ما عمرت في قلوبكم وإنما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيها للآخرة ولم يعطكموها لتشغلكم عن الآخرة وإنما بسطها لكم لتعلموا أنه أعانكم بها على العبادة ولم يعنكم بها على الخطايا وإنما أمركم فيها بطاعته ولم يأمركم فيها بمعصيته، وإنما أعانكم بها على الحلال ولم يحل لكم بها الحرام، وإنما وسعها لكم لتواصلوا فيها ولم يوسعها لكم لتقاطعوا فيها. بحق أقول لكم: إن الأجر محروص عليه ولا يدركه إلا من عمل له. بحق أقول لكم: إن الشجرة لا تكمل إلا بثمرة طيبة، كذلك لا يكمل الدين إلا بالتحرج من المحارم. بحق أقول لكم: إن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب، كذلك الإيمان لا يصلح إلا بالعلم والعمل. بحق أقول لكم: إن الماء يطفئ النار كذلك الحلم يطفئ الغضب. بحق أقول لكم: إنه لا يجتمع الماء والنار في إناء واحد، كذا لا يجتمع الفقه والعي في قلب واحد. بحق أقول لكم: إنه لا يكون مطر بغير سحاب، كذلك لا يكون عمل في مرضاة الرب إلا بقلب نقي. بحق أقول لكم: إن النفس‏ نور كل شي‏ء وإن الحكمة نور كل قلب، والتقوى رأس كل حكمة، والحق باب كل خير ورحمة الله باب كل حق، ومفاتيح ذلك الدعاء والتضرع والعمل، وكيف يفتح باب بغير مفتاح. بحق أقول لكم: إن الرجل الحكيم لا يغرس شجرة إلا شجرة يرضاها ولا يحمل على خيله إلا فرسا يرضاه، كذلك المؤمن العالم لا يعمل إلا عملا يرضاه ربه. بحق أقول لكم: إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه، كذلك الحكمة للقلب تصقله وتجلوه، وهي في قلب الحكيم مثل الماء في الأرض الميتة تحيي قلبه كما يحيي الماء الأرض الميتة، وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يمشي بها في الناس. بحق أقول لكم: إن نقل الحجارة من رءوس الجبال أفضل من أن تحدث من لا يعقل عنك حديثك، كمثل الذي ينقع‏ الحجارة لتلين وكمثل الذي يضع الطعام لأهل القبور، طوبى لمن حبس الفضل من قوله الذي‏ يخاف‏ عليه‏ المقت‏ من‏ ربه ولا يحدث حديثا لا يفهمه ولا يغبط أمرا في قوله حتى يستبين له فعله، طوبى لمن تعلم من العلماء ما جهل، وعلم الجاهل مما علم، طوبى لمن عظم العلماء لعلمهم، وترك منازعتهم، وصغر الجهال لجهلهم ولا يطردهم ويقربهم‏ ويعلمهم. بحق أقول لكم: يا معشر الحواريين إنكم اليوم في الناس كالأحياء من الموتى فلا تموتوا بموت الأحياء. وقال المسيح يقول الله تبارك وتعالى يحزن عبدي المؤمن أن أصرف عنه الدنيا وذلك أحب ما يكون إلي وأقرب ما يكون مني، ويفرح أن أوسع عليه في الدنيا وذلك أبغض ما يكون إلي وأبعد ما يكون مني.

----------------

تحف العقول ص 501, الوافي ج 26 ص 288, بحار الأنوار ج 14 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن منصور بن حازم, عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال كان عيسى ابن مريم (ع) يقول لأصحابه: يا بني آدم, اهربوا من الدنيا إلى الله وأخرجوا قلوبكم عنها, فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم, ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم, هي الخداعة الفجاعة, المغرور من اغتر بها, المغبون من اطمأن إليها, الهالك من أحبها وأرادها, فتوبوا إلى بارئكم, {واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا} أين آباؤكم؟ أين أمهاتكم؟ أين إخوتكم؟ أين أخواتكم؟ أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا واستودعوا الثرى, وجاوروا الموتى, وصاروا في الهلكى, خرجوا عن الدنيا وفارقوا الأحبة, واحتاجوا إلى ما قدموا واستغنوا عما خلفوا, فكم توعظون وكم تزجرون, وأنتم لاهون ساهون, مثلكم في الدنيا مثل البهائم, همتكم بطونكم وفروجكم, أما تستحيون ممن خلقكم وقد أوعد من عصاه النار, ولستم ممن يقوى على النار, ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى, فتنافسوا فيه وكونوا من أهله, وأنصفوا من أنفسكم, وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم, وتوبوا إلى الله توبة نصوحا, وكونوا عبيدا أبرارا, ولا تكونوا ملوكا جبابرة, ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت, جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين, وإله الأولين والآخرين, مالك يوم الدين, شديد العقاب, أليم العذاب, لا ينجو منه ظالم, ولا يفوته شي‏ء ولا يعزب عنه شي‏ء, ولا يتوارى منه شي‏ء, أحصى كل شي‏ء علمه, وأنزله منزلته في جنة أو نار. ابن آدم الضعيف, أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك, وفي كل حال من حالاتك. قد أبلغ من وعظ وأفلح من اتعظ.

----------------

الأمالي للصدوق ص 555, روضة الواعظين ج 2 ص 447, بحار الأنوار ج 14 ص 288

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كان المسيح (ع) يقول لأصحابه: إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس, فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني. إنما أعلمكم لتعلموا ولا أعلمكم لتعجبوا. إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون. وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة. يا طوبى لمن يرى بعينيه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي. ما أبعد ما قد فات وأدنى ما هو آت. ويل للمغترين لو قد آزفهم ما يكرهون, وفارقهم ما يحبون, وجاءهم ما يوعدون. في خلق هذا الليل والنهار معتبر. ويل لمن كانت الدنيا همه, والخطايا عمله, كيف يفتضح غدا عند ربه. ولا تكثروا الكلام في غير ذكر الله, فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون. لا تنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم, ولكن انظروا في خلاص أنفسكم, فإنما أنتم عبيد مملوكون. إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين, إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها قلوبكم. عبيد السوء فلا عبيد أتقياء, ولا أحرار كرام. إنما مثلكم كمثل الدفلى, يعجب بزهرها من يراها ويقتل من طعمها, والسلام.

----------------

الأمالي للمفيد ص 208, بحار الأنوار ج 14 ص 324

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الكاظم (ع) في وصيته لهشام: إن المسيح (ع) قال للحواريين: يا عبيد السوء, يهولكم طول النخلة وتذكرون شوكها ومئونة مراقيها وتنسون طيب ثمرها ومرافقها, كذلك تذكرون مئونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده‏ وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها. يا عبيد السوء, نقوا القمح وطيبوه وأدقوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله, كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبه,‏ بحق أقول لكم لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران‏ في ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه, كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها. يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم, لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون, فلا تنظروا بالتوبة غدا فإن دون غد يوما وليلة, وقضاء الله فيهما يغدو ويروح. بحق أقول لكم, إن من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل هما ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء, وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح هما ممن عمل الخطيئة وإن أخلص التوبة وأناب, وإن صغار الذنوب ومحقراتها من مكايد إبليس, يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم فتجتمع وتكثر فتحيط بكم. بحق أقول لكم, إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله, ورجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله, فشتان بينهما, فطوبى للعلماء بالفعل وويل للعلماء بالقول. يا عبيد السوء اتخذوا مساجد ربكم سجونا لأجسادكم وجباهكم, واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات, إن أجزعكم عند البلاء لأشدكم حبا للدنيا, وإن أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا. يا عبيد السوء لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة, ولا بالثعالب الخادعة, ولا بالذئاب الغادرة, ولا بالأسد العاتية, كما تفعل بالفرائس‏ كذلك تفعلون بالناس, فريقا تخطفون وفريقا تخدعون وفريقا تغدرون بهم.‏ بحق أقول لكم, لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا, كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة, لا تكونوا كالمنخل‏ يخرج منه الدقيق الطيب ويمسك النخالة, كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم. يا عبيد الدنيا, إنما مثلكم مثل السراج يضي‏ء للناس ويحرق نفسه. يا بني إسرائيل, زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب,‏ فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.

--------

تحف العقول ص 392, بحار الأنوار ج 75 ص 306

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن سنان رفعه قال: قال عيسى ابن مريم (ع): يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي, قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله, فقام فغسل أقدامهم فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله, فقال: إن أحق الناس بالخدمة العالم, إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى (ع): بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر, وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

-----------

الكافي ج 1 ص 37, منية المريد ص 183, الوافي ج 1 ص 165, وسائل الشيعة ج 15 ص 276, الفصول المهمة ج 1 ص 475, بحار الأنوار ج 14 ص 278, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): قالت الحواريون لعيسى (ع): يا روح الله, من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته, ويزيد في علمكم منطقه, ويرغبكم في الآخرة عمله.

----------

الكافي ج 1 ص 39, تحف العقول ص 44, عدة الداعي ص 121, الوافي ج 1 ص 176, الفصول المهمة ج 1 ص 477, بحار الأنوار ج 14 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جميل بن صالح, عن الصادق (ع) قال: قام عيسى ابن مريم (ع) في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل, لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها, ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم, ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم.

------------

الفقيه ج 4 ص 400, الأمالي للصدوق ص 305, معاني الأخبار ص 196, روضة الواعظين ج 2 ص 466, مستطرفات السرائر ص 623, الأربعون حديثا للشهيد الأول ص 58, الوافي ج 26 ص 161, بحار الأنوار ج 14 ص 286

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان المسيح (ع) يقول: إن التارك شفاء المجروح من جرحه شريك لجارحه لا محالة, وذلك أن الجارح أراد فساد المجروح والتارك لإشفائه لم يشأ صلاحه, فإذا لم يشأ صلاحه فقد شاء فساده اضطرارا, فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا, ولا تمنعوها أهلها فتأثموا, وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك.

----------

الكافي ج 8 ص 345, الوافي ج 1 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله (ع) قال: اجتمع الحواريون إلى عيسى (ع) فقالوا له: يا معلم الخير أرشدنا, فقال لهم: إن موسى كليم الله (ع) أمركم أن لا تحلفوا بالله تبارك وتعالى كاذبين, وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين, قالوا: يا روح الله زدنا, فقال: إن موسى نبي الله (ع) أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا, فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت.

----------------

الكافي ج 5 ص 542, الوافي ج 15 ص 210, بحار الأنوار ج 14 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع) لبعض أصحابه: ما لا تحب أن يفعل بك فلا تفعله بأحد, وإن لطم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر.

-----------

الأمالي للصدوق ص 366. بحار الأنوار ج 14 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الربيع الشامي قال: قال أبو عبد الله (ع): من أعجب بنفسه هلك, ومن أعجب برأيه هلك, وإن عيسى ابن مريم (ع) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله, وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله, وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله, وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه, فقيل: يا روح الله وما الأحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه, الذي يرى الفضل كله له لا عليه, ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا, فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.

----------------

الإختصاص ص 221, بحار الأنوار ج 69 ص 320, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 471, مستدرك الوسائل ج 1 ص 138

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن جندب, عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: يا ابن جندب, إن عيسى ابن مريم (ع) قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته, أكان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف عليه منها؟ قالوا: بل نرد عليها, قال: قال (ع): كلا بل تكشفون, فعرفوا أنه مثل ضربه لهم, فقيل له: يا روح الله, وكيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها.

-----------------

تحف العقول ص 305, بحار الأنوار ج 75 ص 283, مستدرك الوسائل ج 12 ص 425

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث طويل: قال عيسى ابن مريم (ع) ليحيى بن زكريا (ع): إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنه ذنب ذكرته فاستغفر الله منه, وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها.

----------------

الأمالي للصدوق ص 512, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 272, بحار الأنوار ج 14 ص 287, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 416

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع) للحواريين: يا بني إسرائيل, لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم, كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم.

-----------

الكافي ج 2 ص 137, الزهد ص 51, الأمالي للصدوق ص 496, روضة الواعظين ص 445, مشكاة الأنوار ص 269, الوافي ج 4 ص 401, وسائل الشيعة ج 16 ص 192, بحار الأنوار ج 14 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان المسيح (ع) يقول: من كثر همه سقم بدنه, ومن ساء خلقه عذب نفسه, ومن كثر كلامه كثر سقطه, ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه, ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته.

------------

الأمالي للصدوق ص 543, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 274, بحار الأنوار ج 14 ص 318

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الحسين (ع) قال: قال المسيح (ع) للحواريين: إنما الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها.

------------

الخصال ج 1 ص 65, الأمالي للمفيد ص 43, روضة الواعظين ج 2 ص 441, بحار الأنوار ج 14 ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الحسين (ع) أن عيسى بن مريم (ع) قال: من ذا الذي يبني على موج البحر دارا؟ تلكم الدنيا, فلا تتخذوها قرارا.

-----------

الأمالي للمفيد ص 43, مجموعة ورام ج 1 ص 76, بحار الأنوار ج 14 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع): الدينار داء الدين والعالم طبيب الدين, فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره.

-------------

الخصال ج 1 ص 113, روضة الواعظين ج 2 ص 427, بحار الأنوار ج 14 ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جعفر بن محمد, عن آبائه, عن علي (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع): طوبى لمن كان صمته فكرا, ونظره عبرا, ووسعه بيته, وبكى على خطيئته, وسلم الناس من يده ولسانه.

-------------

الخصال ج 1 ص 295, الإختصاص ص 232, مشكاة الأنوار ص 37, أعلام الدين ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 319, مستدرك الوسائل ج 9 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع) لأصحابه: تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل, ولا تعملون للآخرة ولا ترزقون فيها إلا بالعمل, ويلكم علماء السوء, الأجرة تأخذون, والعمل لا تصنعون, يوشك رب العمل أن يطلب عمله, وتوشكوا أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر, كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه.

-------------

الكفي ج 2 ص 319, الأمالي للطوسي ص 207, مجموعة ورام ج 2 ص 169, الوافي ج 5 ص 895, بحار الأنوار ج 70 ص 16

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي فروة الأنصاري وكان من السائحين قال: قال عيسى ابن مريم (ع): يا معشر الحواريين, بحق أقول لكم, إن الناس يقولون: إن البناء بأساسه, وأنا لا أقول لكم كذلك, قالوا: فماذا تقول يا روح الله؟ قال: بحق أقول لكم, إن آخر حجر يضعه العامل هو الأساس.

قال أبو فروة: إنما أراد خاتمة الأمر.

---------------

معاني الأخبار ص 348, بحار الأنوار ج 14 ص 321

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان عيسى ابن مريم (ع) يقول: هول لا تدري متى يلقاك, ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك.

-----------------

الزهد ص 81, دعوات الراوندي ص 236, الجعفريات ص 235, مشكاة الأنوار ص 305, مجموعة ورام ج 1 ص 86, بحار الأنوار ج 14 ص 326, مستدرك الوسائل ج 2 ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم (ع): يا معلم الخير أعلمنا, أي الأشياء أشد؟ فقال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال (ع): بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس.

---------------

الخصال ج 1 ص 6, روضة الواعظين ج 2 ص 379, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 272, مشكاة الأنوار ص 219, وسائل الشيعة ج 15 ص 362, بحار الأنوار ج 14 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال عيسى (ع): اشتدت مئونة الدنيا ومئونة الآخرة, أما مئونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شي‏ء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليها, وأما مئونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها.

------------

الكافي ج 8 ص 144, التهذيب ج 6 ص 377, تحف العقول ص 409, مجموعة ورام ج 2 ص 146, أعلام الدين ص 234, منية المريد ص 141, الوافي ج 5 ص 731, بحار الأنوار ج 14 ص 330

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال عيسى ابن مريم على نبينا وآله وعليه السلام: ويل للعلماء السوء, كيف تلظى عليهم النار.

--------

الكافي ج 1 ص 47, الوافي ج 1 ص 218

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: قال المسيح (ع):‏ يا معشر الحواريين,‏ ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه, خذوا العلم ممن عنده ولا تنظروا إلى عمله.

--------

المحاسن ج 1 ص 230, نوادر الأخبار ص 37, بحار الأنوار ج 2 ص 97

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال: قيل لعيسى ابن مريم (ع): كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي, والنار أمامي, والموت في طلبي, لا أملك ما أرجو, ولا أطيق دفع ما أكره, فأي فقير أفقر مني.

---------------

الأمالي للطوسي ص 640, بحار الأنوار ج 14 ص 322, خاتمة المستدرك ج 1 ص 198

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى ابن مريم (ع) أنه قام خطيبا في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل, لا تأكلوا حتى تجوعوا وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا, فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم, وسمنت جنوبكم, ونسيتم ربكم.

----------

المحاسن ج 2 ص 447, وسائل الشيعة ج 24 ص 245, هداية الأمة ج 8 ص 92, بحار الأنوار ج 63 ص 337

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المسيح (ع): يا معشر الحواريين, كم من سراج أطفأه الريح, وكم من عابد أفسده العجب.

---------------

عدة الداعي ص 237, بحار الأنوار ج 69 ص 322, مستدرك الوسائل ج 1 ص 139

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: قيل للنبي عيسى (ع): من أدبك؟ قال (ع): ما أدبني أحد, رأيت قبح الجهل فجانبته.

---------

مجموعة ورام ج 1 ص 96, بحار الأنوار ج 14 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره.

----------

مجموعة ورام ج 1 ص 96, بحار الأنوار ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): إني بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها, فلا ينازعنكم فيها إلا الملوك والنساء, فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يتعرضوا لكم ما تركتم دنياهم, وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا, اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه, فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): يا معشر الحواريين, إني قد أكببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي, فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها, وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها, فاعبروا الدنيا ولا تعمروها, واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا, ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 131, بحار الأنوار ج 14 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها, ويأمنها وتغره, ويثق بها وتخذله, ويل للمغترين كيف رهقهم ما يكرهون, وفارقهم ما يحبون, وجاءهم ما يوعدون, وويل لمن الدنيا همه, والخطايا أمله, كيف يفتضح غدا عند الله.

-----------------

مجموعة ورام ج 1 ص 132, التحصين في صفات العارفين ص 29, بحار الأنوار ج 14 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع) أنه قال للحواريين: ارضوا بدني الدنيا مع سلامة دينكم كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة دنياهم‏.

---------

مجموعة ورام ج 1 ص 134, عدة الداعي ص 121, بحار الأنوار ج 67 ص 322

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع):‏ يا طالب الدنيا لتبر، تركك الدنيا أبر.

----------

مجموعة ورام ج 1 ص 134

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: قيل للنبي عيسى (ع): علمنا عملا واحدا يحبنا الله عليه, قال: أبغضوا الدنيا يحببكم الله.

-------------

مجموعة ورام ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 14 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): بحق أقول لكم, كما نظر المريض إلى الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة ولا يجد حلاوتها مع ما يجده من حلاوة الدنيا. بحق أقول لكم, كما أن الدابة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغير خلقها كذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ. وبحق أقول لكم, إن الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطمع أو يقسها النعيم فسوف تكون أوعية الحكمة.

------------------

مجموعة ورام ج 1 ص 148, التحصين في صفات العارفين ص 5, عدة الداعي ص 106, بحار الأنوار ج 14 ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): بماذا نفع امرؤ نفسه باعها بجميع ما في الدنيا ثم ترك ما باعها به ميراثا لغيره وأهلك نفسه, ولكن طوبى لامرئ خلص نفسه واختارها على جميع الدنيا.

---------

مجموعة ورام ج 2 ص 115, بحار الأنوار ج 14 ص 329

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي عن المسيح (ع) أنه ذم المال فقال: فيه ثلاث خصال, فقيل: وما هن يا روح الله؟ قال: يكسبه المرء من غير حله, وإن هو كسبه من حله منعه من حقه, وإن هو وضعه في حقه شغله إصلاحه عن عبادة ربه.

----------

مجموعة ورام ج 2 ص 118, معدن الجواهر ص 34, بحار الأنوار ج 14 ص 329

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كان عيسى (ع) إذا مر بدار قد مات أهلها وخلف فيها غيرهم يقول: ويحا لأربابك الذين ورثوك كيف لم يعتبروا بإخوانهم الماضين.

----------------

مجموعة ورام ج 2 ص 219, بحار الأنوار ج 14 ص 329

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كان النبي عيسى (ع) يقول: يا دار, تخربين وتفنى سكانك. ويا نفس, اعملي ترزقي. ويا جسد, انصب تسترح.

--------------

مجموعة ورام ج 2 ص 220, بحار الأنوار ج 14 ص 329

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كان عيسى (ع) يقول: يا ابن آدم الضعيف, اتق ربك وألق طمعك, وكن في الدنيا ضعيفا, وعن شهوتك عفيفا, عود جسمك الصبر وقلبك الفكر, ولا تحبس لغد رزقا فإنها خطيئة عليك, وأكثر حمد الله على الفقر فإن من العصمة أن لا تقدر على ما تريد.

------------

مجموعة ورام ج 2 ص 229, بحار الأنوار ج 14 ص 329

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): النوم على الحصير وأكل خبز الشعير في طلب الفردوس يسير.

----------

مجموعة ورام ج 2 ص 230, بحار الأنوار ج 14 ص 330

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كان النبي عيسى (ع) يقول: يا معشر الحواريين, تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي, وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم, والتمسوا رضاه بسخطهم.

-------------

مجموعة ورام ج 2 ص 235, أعلام الدين ص 272, إرشاد القلوب ج 1 ص 77, بحار الأنوار ج 14 ص 330, مستدرك الوسائل ج 12 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع) أنه قال لأصحابه: استكثروا من الشي‏ء الذي لا تأكله النار, قالوا: وما هو؟ قال: المعروف.

------------

مجموعة ورام ج 2 ص 249, بحار الأنوار ج 14 ص 330, مستدرك الوسائل ج 12 ص 344

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): أقول لكم: لا تهتموا لأنفسكم ما ذا تأكلون ولا ما ذا تشربون ولا لأجسادكم ما تلبس, أليس النفس أفضل من المأكل؟ والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تحزن في الهواء وربكم السماوي يقوتها, أليس أنتم أفضل منهم؟ من منكم يهتم فيقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدا, فلم تهتمون باللباس؟ (1) اعتبروا بزهر الحقل كيف ينمو ولا يتعب ولا يعمل. (2)

----------

(1) الى هنا في بحار الأنوار

(2) سعد السعود ص 56, بحار الأنوار ج 14 ص 318

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): ولا تهتموا لغد فإن غدا يهتم لشأنه فيكفي كل يوم شره, ولا تذنبوا أبدا لأنه كما تدينوا تدانوا, وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم.

--------

سعد السعود ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي عيسى (ع): أي إنسان منكم يسأله ابنه خمرا فيعطيه جمرا؟ ويسأله شملة فيعطيه حية؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون تعطون العطايا الصالحة لأبنائكم فكان الأحرى بربكم أن يعطي الخيرات لمن يسأله‏.

----------

سعد السعود ص 56, بحار الأنوار ج 14 ص 318

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

أن موسى بن عمران (ع) أوصى‏ بني‏ إسرائيل‏ فقال: "احفظوا شرائع التوراة واعملوا بوصاياها, فإن الله يستجيب دعاءكم, ويرخص أسعاركم, ويخصب بلادكم, ويكثر أموالكم وأولادكم, ويكف عنكم أعداءكم, ومتى خفتم حوادث الدهر ومصائب الأيام فتوبوا إلى الله واستغفروا وصلوا وادعوه أن يصرف عنكم ما تخافون, ويدفع عنكم شر ما تحذرون, ويكشف عنكم شر ما يكون من محن الدنيا ومصائبها وحوادث الأيام ونواكبها."

وعلى هذا المقال كانت وصية عيسى (ع) لصحابته, ووصية سيدنا محمد (ص) لأمته.

-----------

فرج المهموم ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* قصص وعبر

عن مهاجر الأسدي, عن أبي عبد الله (ع) قال: مر عيسى ابن مريم (ع) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها, فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا, فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته, ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها, فدعا عيسى (ع) ربه فنودي من الجو: أن نادهم, فقام عيسى (ع) بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية, فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته, فقال: ويحكم, ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب, فقال (ع): كيف كان حبكم للدنيا؟ قال: كحب الصبي لأمه, إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا, وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا, قال (ع): كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي, قال (ع): كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية, فقال: وما الهاوية؟ فقال: سجين, قال (ع): وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة, قال: فما قلتم وما قيل لكم؟ قال: قلنا: ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها, قيل لنا: كذبتم, قال (ع): ويحك, كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله, إنهم ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد, وإني كنت فيهم ولم أكن منهم, فلما نزل العذاب عمني معهم, فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم, لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها, فالتفت عيسى (ع) إلى الحواريين فقال: يا أولياء الله, أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.

------------------------

الكافي ج 2 ص 318، مشكاة الأنوار ص 263, الوافي ج 5 ص 893, وسائل الشيعة ج 16 ص 255, البرهان ج 5 ص 741, بحار الأنوار ج 70 ص 10

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: بينا عيسى ابن مريم (ع) في سياحته, إذ مر بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور, قال فقال: إن هؤلاء ماتوا بسخطة, ولو ماتوا بغيرها تدافنوا, قال: فقال أصحابه: وددنا أنا عرفنا قصتهم, فقيل له: نادهم يا روح الله, قال: فقال (ع): يا أهل القرية, قال: فأجابه مجيب منهم: لبيك يا روح الله, قال: ما حالكم وما قصتكم؟ قال: أصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية, قال: فقال: وما الهاوية؟ فقال: بحار من نار فيها جبال من النار, قال: وما بلغ بكم ما أرى؟ قال: حب الدنيا وعبادة الطاغوت, قال (ع): وما بلغ من حبكم الدنيا؟ قال: كحب الصبي لأمه, إذا أقبلت فرح, وإذا أدبرت حزن, قال: وما بلغ من عبادتكم الطواغيت؟ قال (ع): كانوا إذا أمرونا أطعناهم, قال: فكيف أنت أجبتني من بينهم؟ قال: لأنهم ملجمون بلجم من نار, عليهم ملائكة غلاظ شداد, وإني كنت فيهم ولم أكن منهم, فلما أصابهم العذاب أصابني معهم, فأنا متعلق بشعرة على شفير جهنم أخاف أن أكبكب في النار, قال: فقال عيسى (ع) لأصحابه: إن النوم على المزابل وأكل خبز الشعير خير كثير مع سلامة الدين.

---------------

معاني الأخبار ص 341, بحار الأنوار ج 14 ص 322

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله (ع) في ليلة قد رشت وهو يريد ظلة بني ساعدة, فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شي‏ء فقال: بسم الله, اللهم رد علينا, قال: فأتيته فسلمت عليه قال: فقال معلى: قلت: نعم جعلت فداك, فقال لي: التمس بيدك, فما وجدت من شي‏ء فادفعه إلي, فإذا أنا بخبز منتشر كثير, فجعلت أدفع إليه ما وجدت, فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز, فقلت: جعلت فداك, أحمله على رأسي؟ فقال: لا, أنا أولى به منك, ولكن امض معي, قال: فأتينا ظلة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام, فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم, ثم انصرفنا فقلت: جعلت فداك, يعرف هؤلاء الحق؟ فقال (ع): لو عرفوه لواسيناهم بالدقة, والدقة هي الملح, إن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فإن الرب يليها بنفسه, وكان أبي (ع) إذا تصدق بشي‏ء وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل, إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتمحو الذنب العظيم وتهون الحساب, وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر, إن عيسى ابن مريم (ع) لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء, فقال له بعض الحواريين: يا روح الله وكلمته, لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟ قال: فقال (ع): فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء, وثوابه عند الله عظيم.

---------------

الكافي ج 4 ص 8، التهذيب ج 4 ص 105, ثواب الأعمال ص 144, الوافي ج 10 ص 402, حلية الأبرار ج 4 ص 97, بحار الأنوار ج 93 ص 125

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: اتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا, إن عيسى ابن مريم (ع) كان في شرائعه السيح في البلاد, فخرج في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى ابن مريم (ع), فلما انتهى عيسى (ع) إلى البحر قال: بسم الله, بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء, فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى (ع) جازه: بسم الله, بصحة يقين منه فمشى على الماء فلحق بعيسى ,فدخله العجب بنفسه فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء فما فضله علي؟ قال: فرمس في الماء فاستغاث بعيسى, فتناوله من الماء فأخرجه, ثم قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء فدخلني من ذلك عجب, فقال له عيسى (ع): لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله به فمقتك الله على ما قلت, فتب إلى الله عز وجل, قال: فتاب الرجل ورجع إلى مرتبته التي وضعه الله. فاتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا.

---------

الكافي ج 2 ص 306، الوافي ج 5 ص 860, البرهان ج 5 ص 812, بحار الأنوار ج 14 ص 254, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 411

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما نزلت المائدة على عيسى (ع) قال للحواريين: لا تأكلوا منها حتى آذن لكم, فأكل منها رجل منهم, فقال بعض الحواريين: يا روح الله أكل منها فلان, فقال له عيسى (ع): أكلت منها؟ فقال له: لا, فقال الحواريون: بلى والله يا روح الله لقد أكل منها, فقال عيسى (ع): صدق أخاك وكذب بصرك.

---------------

تفسير العياشي ج 1 ص 350, وسائل الشيعة ج 12 ص 296, البرهان ج 2 ص 381, بحار الأنوار ج 14 ص 235, مستدرك الوسائل ج 12 ص 425

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): مر عيسى ابن مريم (ع) بقبر يعذب صاحبه, ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب, فقال: يا رب, مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب, فأوحى الله إليه أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا, وآوى يتيما, فلهذا غفرت له بما فعل ابنه.

--------------

الكافي ج 6 ص 3, الأمالي للصدوق ص 512, روضة الواعظين ج 2 ص 429, الوافي ج 23 ص 1295, وسائل الشيعة ج 21 ص 359, الجواهر السنية ص 229, البرهان ج 3 ص 711, بحار الأنوار ج 6 ص 220, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 416, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 323, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): قال مر عيسى ابن مريم (ع) على قوم يبكون فقال: على ما يبكي هؤلاء؟ فقيل: يبكون على ذنوبهم, قال: فليدعوها يغفر لهم.

----------------

الأمالي للصدوق ص 495, ثواب الأعمال ص 134, روضة الواعظين ج 2 ص 328, بحار الأنوار ج 6 ص 20

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) قال: مر أخي عيسى (ع) بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان, فقال: ما شأنكما؟ قال: يا نبي الله, هذه امرأتي وليس بها بأس, صالحة, ولكني أحب فراقها, قال (ع): فأخبرني على كل حال ما شأنها, قال: هي خلقة الوجه من غير كبر, قال لها: يا امرأة, أتحبين أن يعود ماء وجهك طريا؟ قالت: نعم, قال لها: إذا أكلت فإياك أن تشبعي, لأن الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه, ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا.

-------------

علل الشرائع ج 2 ص 497, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 273, بحار الأنوار ج 14 ص 320, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 417, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 20, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 70, مستدرك الوسائل ج 16 ص 217

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): مر أخي عيسى (ع) بمدينة وإذا في ثمارها الدود, فشكوا إليه ما بهم فقال: دواء هذا معكم وليس تعلمون, أنتم قوم إذا غرستم الأشجار صببتم التراب ثم صببتم الماء, وليس هكذا يجب, بل ينبغي أن تصبوا الماء في أصول الشجر ثم تصبوا التراب لكيلا يقع فيه الدود, فاستأنفوا كما وصف فذهب ذلك عنهم.

-------------

علل الشرائع ج 2 ص 574, وسائل الشيعة ج 19 ص 32, هداية الأمة ج 6 ص 273, بحار الأنوار ج 100 ص 63, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 417

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): مر أخي عيسى (ع) بمدينة وإذا وجوههم صفر وعيونهم زرق, فصاحوا إليه وشكوا ما بهم من العلل, فقال: دواؤه معكم, أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه غير مغسول, وليس يخرج شي‏ء من الدنيا إلا بجنابة, فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم.

وقال (ص): مر أخي (ع) بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ووجوههم منتفخة فشكوا إليه, فقال: أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلى الريح في الصدور حتى تبلغ إلى الفم, فلا يكون لها مخرج فترد إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه, فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا, ففعلوا فذهب ذلك عنهم.

-------------

علل الشرائع ج 2 ص 575, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 274, بحار الأنوار ج 59 ص 161, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 417

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن سنان, عن الصادق (ع) قال: قال عيسى (ع) لجبرئيل: متى قيام الساعة؟ فانتفض جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها, فلما أفاق قال: يا روح الله, ما المسئول أعلم بها من السائل, {وله من في السماوات والأرض} {لا تأتيكم إلا بغتة}.

--------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 271, بحار الأنوار ج 6 ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): إن رجلا جاء إلى عيسى ابن مريم (ع) فقال له: يا روح الله, إني زنيت فطهرني, فأمر عيسى (ع) أن ينادى في الناس: لا يبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان, فلما اجتمع واجتمعوا وصار الرجل في الحفرة نادى الرجل: لا يحدني من لله في جنبه حد, فانصرف الناس كلهم إلا يحيى وعيسى (ع), فدنا منه يحيى (ع) فقال له: يا مذنب عظني, فقال له: لا تخلين بين نفسك وبين هواها فترديك, قال (ع): زدني, قال: لا تعيرن خاطئا بخطيئة, قال (ع): زدني, قال: لا تغضب, قال (ع) حسبي.

-------------

الفقيه ج 4 ص 33, مجموعة ورام ج 2 ص 10, بحار الأنوار ج 14 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد (ع): أن عيسى روح الله (ع) مر بقوم مجلبين فقال: ما لهؤلاء؟ قيل: يا روح الله, إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه, قال: يجلبون اليوم ويبكون غدا, فقال قائل منهم: ولم يا رسول الله؟ قال: لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه, فقال القائلون بمقالته: صدق الله وصدق رسوله, وقال أهل النفاق؟ ما أقرب غدا, فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شي‏ء, فقالوا: يا روح الله, إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت, فقال عيسى (ع): يفعل الله ما يشاء, فاذهبوا بنا إليها, فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب, فخرج زوجها فقال له عيسى (ع): استأذن لي على صاحبتك, قال: فدخل عليها, فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة, قال: فتخدرت فدخل عليها, فقال (ع) لها: ما صنعت ليلتك هذه؟ قالت: لم أصنع شيئا إلا وقد كنت أصنعه فيما مضى, إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها, وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري, وأهلي في مشاغل, فهتف فلم يجبه أحد, ثم هتف فلم يجب, حتى هتف مرارا, فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى نلته كما كنا ننيله, فقال لها: تنحي عن مجلسك, فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاض على ذنبه, فقال (ع): بما صنعت صرف عنك هذا.

---------------

الأمالي للصدوق ص500، روضة الواعظين ج 2 ص 358,  نوادر الأخبار ص 99, بحار الأنوار ج 4 ص 94, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 409

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): ان عيسى ابن مريم (ع) توجه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه, فمر بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق, فقال عيسى (ع) لأصحابه: ان هذا يقتل الناس, ثم مضى، فقال احدهم: ان لي حاجة, قال: فانصرف، ثم قال الآخر: ان لي حاجة, فانصرف، ثم قال الآخر: لي حاجة, فانصرف، فوافوا عند الذهب ثلاثتهم، فقال اثنان لواحد: اشتر لنا طعاما، فذهب يشتري لهما طعاما, فجعل فيه سما ليقتلهما كيلا يشاركاه في الذهب، وقال الاثنان: اذا جاء قتلناه كي لا يشاركنا، فلما جاء قاما اليه فقتلاه ثم تغذيا فماتا، فرجع اليهم عيسى (ع) وهم موتى حوله، فأحياهم باذن الله تعالى ذكره ثم قال: ألم اقل لكم ان هذا يقتل الناس؟

------------

الأمالي للصدوق ص 181, روضة الواعظين ج 2 ص 428, بحار الأنوار ج 14 ص 284, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 416

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن بريد القصراني قال: قال لي أبو عبد الله (ع): صعد عيسى (ع) على جبل بالشام يقال له: أريحا, فأتاه إبليس (لع) في صورة ملك فلسطين فقال له: يا روح الله, أحييت الموتى, وأبرأت الأكمه والأبرص, فاطرح نفسك عن الجبل, فقال عيسى (ع): إن ذلك أذن لي فيه, وهذا لم يؤذن لي فيه.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 268, بحار الأنوار ج 14 ص 271, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 412

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء إبليس (لع) إلى عيسى (ع) فقال: أليس تزعم أنك تحيي الموتى؟ قال عيسى (ع): بلى, قال إبليس (لع): فاطرح نفسك من فوق الحائط, فقال عيسى (ع): ويلك إن العبد لا يجرب ربه, وقال إبليس (لع): يا عيسى, هل يقدر ربك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال: إن الله تعالى لا يوصف بعجز والذي قلت لا يكون.

------------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 269, بحار الأنوار ج 14 ص 271, قصص الأنبياء (ع) للجزاري ص 412

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم, عن أحدهما عليهما السلام: قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع, فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال (ع): يا محمد إنما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل, وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب, وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يُستجب له فأتى عيسى ابن مريم (ع) يشكو إليه ما هو فيه, ويسأله الدعاء له, فتطهر عيسى وصلى ثم دعا فأوحى الله إليه: يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه, إنه دعاني وفي قلبه شك منك, فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له, فالتفت عيسى (ع) فقال: تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ قال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت, فاسأل الله أن يُذهب به عني, فدعا له عيسى (ع), فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته, كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا.

-----------

الكافي ج 2 ص 400, الأمالي للمفيد ص 2, تأويل الآيات ص 92, الوافي ج 4 ص 233, بحار الأنوار ج 14 ص 278, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 261, مستدرك الوسائل ج 1 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: تمثلت الدنيا لعيسى (ع) في صورة امرأة زرقاء, فقال لها: كم تزوجت؟ قالت: كثيرا, قال: فكل طلقك؟ قالت: بل كلا قتلت, قال: فويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين.

-----------

الزهد ص 48, تحف العقول ص 396, مشكاة الأنوار ص 270, بحار الأنوار ج 14 ص 330. نحوه: مجموعة ورام ج 1 ص 146, التحصين في صفات العارفين ص 28, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 418

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: بعث عيسى ابن مريم رجلين من أصحابه في حاجة, فرجع أحدهما مثل الشن البالي والآخر شحما وسمينا, فقال للذي مثل الشن: ما بلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من الله, وقال للآخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال: حسن الظن بالله.

------------

مشكاة الأنوار ص 36, بحار الأنوار ج 67 ص 400, مستدرك الوسائل ج 11 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قيل: بينما عيسى (ع) مع أصحابه جالسا إذ مر بهم رجل, فقال عيسى (ع): هذا ميت - أو يموت - فلم يلبثوا أن رجع عليهم وهو يحمل حزمة حطب, فقالوا: يا روح الله, أخبرتنا أنه ميت وهو ذا نراه حيا, فقال (ع) له: ضع حزمتك, فوضعها ففتحها فإذا فيها أسود وقد ألقم حجرا, فقال له عيسى (ع): أي شي‏ء صنعت اليوم؟ فقال: كان معي رغيفان فمر بي سائل فأعطيته واحدا.

----------------

عدة الداعي ص 69, وسائل الشيعة ج 9 ص 389, بحار الأنوار ج 93 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: صنع عيسى (ع) للحواريين طعاما, فلما أكلوا وضأهم بنفسه قالوا: يا روح الله, نحن أولى أن نفعله منك, قال (ع): إنما فعلت هذا لتفعلوه بمن تعلمون.

----------------

مجموعة ورام ج 1 ص 83, بحار الأنوار ج 14 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) مر مع الحواريين على جيفة فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب؟ فقال عيسى (ع): ما أشد بياض أسنانه.

----------------

مجموعة ورام ج 1 ص 117, كشف الريبة ص 11, بحار الأنوار ج 14 ص 327, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 417, مستدرك الوسائل ج 9 ص 121

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) اشتد به المطر والرعد يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه, فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها, فإذا فيها امرأة فحاد عنها, فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه, وقال: إلهي, لكل شي‏ء مأوى ولم تجعل لي مأوى, فأوحى الله تعالى إليه: مأواك في مستقر رحمتي وعزتي, لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي, ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام, يوم منها كعمر الدنيا, ولآمرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا؟ احضروا عرس الزاهد عيسى ابن مريم (ع).

---------------

مجموعة ورام ج 1 ص 132, التحصين في صفات العارفين ص 28, بحار الأنوار ج 14 ص 328, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 418, مستدرك الوسائل ج 12 ص 50

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

يروى أن عيسى مر بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم, فقال لهم: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: الخوف من النار, فقال: حق على الله أن يؤمن الخائف, ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد نحولا وتغيرا, فقال (ع): ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الشوق إلى الجنة, فقال: حق على الله أن يعطيكم ما ترجون, ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد نحولا وتغيرا كان على وجوههم المرايا من النور, فقال (ع): ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: نحب الله عز وجل, فقال أنتم المقربون, أنتم المقربون.

-----------

مجموعة ورام ج 1 ص 224

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قيل: بينما عيسى ابن مريم (ع) جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض, فقال عيسى (ع): اللهم انزع منه الأمل, فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة, فقال عيسى (ع): اللهم اردد إليه الأمل, فقام فجعل يعمل, فسأله عيسى (ع) عن ذلك فقال: بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير, فألقيت المسحاة واضطجعت, ثم قالت لي نفسي: والله لا بد لك من عيش ما بقيت, فقمت إلى مسحاتي.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 272, بحار الأنوار ج 14 ص 329, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 418

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) مر برجل أعمى أبرص مقعد مضروب الجنبين بالفالج وقد تناثر لحمه من الجذام وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من خلقه, فقال له عيسى (ع): يا هذا, وأي شي‏ء من البلاء أراه مصروفا عنك؟ فقال: يا روح الله, أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته, فقال له: صدقت هات يدك, فناوله يده فإذا هو أحسن الناس وجها وأفضلهم هيئة, قد أذهب الله عنه ما كان به, فصحب عيسى (ع) وتعبد معه.

-----------------

مسكن الفوائد ص 95, بحار الأنوار ج 79 ص 153

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أنهم - يعني الحواريين - اتبعوا عيسى (ع) وكانوا إذا جاعوا قالوا: يا روح الله جعنا, فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا فيخرج لكل إنسان منهم رغيفين يأكلهما, فإذا عطشوا قالوا: يا روح الله عطشنا, فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا فيخرج ماء فيشربون, قالوا: يا روح الله, من أفضل منا إذا شئنا أطعمتنا وإذا شئنا سقيتنا, وقد آمنا بك واتبعناك؟ قال (ع): أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه, فصاروا يغسلون الثياب بالكراء.

---------------

تفسير مجمع البيان ج 2 ص 304, بحار الأنوار ج 14 ص 276, مستدرك الوسائل ج 13 ص 23

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) جمع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا على بلد, فلما قربوا منه وجدوا كنزا على الطريق, فقال من معه: ائذن لنا يا روح الله أن نقيم هاهنا ونحوز هذا الكنز لئلا يضيع, فقال لهم: أقيموا هاهنا وأنا أدخل البلد ولي كنزا أطلبه, فلما دخل البلد وجال فيه رأى دارا خربة فدخلها فوجد فيها عجوزا, فقال لها: أنا ضيفك في هذه الليلة, وهل في الدار أحد غيرك؟ قالت: نعم, لي ابن صغير مات أبوه وبقي يتيما في حجري, وهو يذهب إلى الصحاري ويجمع الشوك ويبيعه ونتعيش به, فلما جاء ولدها قالت له: بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدى والصلاح, فاغتنم خدمته وصحبته, فدخل الابن على عيسى (ع) وأكرمه. فلما كان في بعض الليل سأل عيسى (ع) الغلام عن حاله ومعيشته وغيرها, وتفرس فيه آثار العقل والاستعداد للترقي على مدارج الكمال, لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم, فقال: يا غلام, أرى قلبك مشغولا بهم عظيم, فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك. فلما بالغ عيسى (ع) قال: نعم, في قلبي هم لا يقدر على دوائه إلا الله تعالى, فقال: أخبرني به لعل الله يلهمني ما يزيله عنك, فقال الغلام: إني كنت يوما أحمل الشوك إلى البلد فمررت بقصر ابنة الملك, فنظرت إلى القصر فوقع نظري عليها, فدخل حبها شغاف قلبي وهو يزداد كل يوم ولا أرى لذلك دواء إلا الموت, فقال عيسى (ع): إن كنت تريدها أنا أحتال حتى تتزوجها. فجاء الغلام إلى أمه وأخبرها بقوله, فقالت أمه: يا ولدي, إني لا أظن أن هذا الرجل يعد بشيء لا يمكنه الوفاء به, فاسمع له وأطعه في كل ما يقول. فلما أصبحوا قال عيسى (ع) للغلام: اذهب إلى باب الملك, فإذا أتى خواص الملك ليدخلوا عليه قل لهم: أبلغوا الملك عني أني جئته خاطبا كريمته, ثم ائتيني وأخبرني بما جرى بينك وبين الملك. فأتى الغلام باب الملك, فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا على الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزءين به فاستحضره الملك, فلما دخل على الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزئا به: لا أعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ واليواقيت والجواهر كذا وكذا, ووصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا, فقال الغلام: أنا أذهب وآتيك بجواب هذا الكلام, فرجع إلى عيسى (ع) فأخبره بما جرى, فذهب به عيسى (ع) إلى خربة فيها أحجار ومدر كبار, فدعا الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك وأحسن منها, فقال: يا غلام, خذ منها ما تريد واذهب به إلى الملك, فلما أتى الملك بها تحير الملك وأهل مجلسه في أمره وقالوا: لا يكفينا هذا, فرجع إلى عيسى (ع) فأخبره فقال: اذهب إلى الخربة وخذ منها ما تريد واذهب بها إليهم, فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم وقال الملك: إن لهذا شأنا غريبا, فخلا بالغلام واستخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه وبين عيسى (ع) وما كان من عشقه لابنته, فعلم الملك أن الضيف هو عيسى (ع) فقال: قل لضيفك يأتيني ويزوجك ابنتي, فحضر عيسى (ع) وزوجها منه, وبعث الملك ثيابا فاخرة إلى الغلام فألبسها إياه وجمع بينه وبين ابنته تلك الليلة, فلما أصبح طلب الغلام وكلمه فوجده عاقلا فهما, فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده ووارث ملكه, وأمر خواصه وأعيان مملكته ببيعته وطاعته, فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام على سرير الملك وأطاعوه وسلموا إليه خزائنه, فأتاه عيسى (ع) في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام: أيها الحكيم, إن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحد منها, ولكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشيء مما حصلتها لي, فقال (ع): وما هو؟ قال الغلام: إنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين, فلم لا تفعل هذا لنفسك؟ وأراك في تلك الحالة, فلما أحفى في السؤال قال له عيسى (ع): إن العالم بالله وبدار ثوابه وكرامته والبصير بفناء الدنيا وخستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل, وإن لنا في قربه تعالى ومعرفته ومحبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا, فلما أخبر بعيوب الدنيا وآفاتها ونعيم الآخرة ودرجاتها قال الغلام: فلي عليك حجة أخرى, لم اخترت لنفسك ما هو أولى وأحرى وأوقعتني في هذه البلية الكبرى؟ فقال عيسى (ع): إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك وذكائك, وليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر وأوفى وتكون حجة على غيرك, فترك الغلام الملك ولبس أثوابه البالية وتبع عيسى (ع), فلما رجع إلى الحواريين قال: فذا كنزي الذي كنت أظنه هذا البلد, فوجدته والحمد لله.

-----------

بحار الأنوار ج 14 ص 280، قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 414

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* أحاديث القدسية

عن علي بن أسباط, عنهم (ع) قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى (ع): يا عيسى، أنا ربك ورب آبائك، اسمي واحد، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شي‏ء، وكل شي‏ء من صنعي، وكل‏ إلي راجعون. يا عيسى، أنت المسيح‏ بأمري، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني، وأنت تحيي الموتى بكلامي، فكن إلي راغبا، ومني راهبا، ولن تجد مني‏ ملجأ إلا إلي. يا عيسى، أوصيك وصية المتحنن‏ عليك بالرحمة حتى‏ حقت لك مني الولاية بتحريك‏ مني المسرة، فبوركت كبيرا، وبوركت صغيرا حيث ما كنت، أشهد أنك عبدي، ابن أمتي‏، أنزلني من نفسك كهمك، واجعل ذكري لمعادك، وتقرب إلي بالنوافل، وتوكل علي أكفك، ولا تول غيري‏، فآخذ لك. يا عيسى، اصبر على البلاء، وارض بالقضاء، وكن كمسرتي فيك؛ فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى‏. يا عيسى، أحي ذكري بلسانك، وليكن ودي في قلبك. يا عيسى، تيقظ في ساعات الغفلة، واحكم لي لطيف‏ الحكمة. يا عيسى، كن راغبا راهبا، وأمت قلبك بالخشية. يا عيسى، راع الليل لتحري‏ مسرتي، وأظمئ‏ نهارك ليوم حاجتك عندي. يا عيسى، نافس‏ في الخير جهدك تعرف‏ بالخير حيثما توجهت. يا عيسى، احكم في عبادي بنصحي، وقم فيهم بعدلي، فقد أنزلت‏ عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان. يا عيسى، لاتكن جليسا لكل مفتون. يا عيسى، حقا أقول: ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي، ولا خشعت‏ لي إلا رجت ثوابي، فأشهد أنها آمنة من عقابي‏ ما لم تبدل‏ ولاتغير سنتي. يا عيسى ابن البكر البتول‏، ابك على نفسك بكاء من ودع‏ الأهل، وقلى الدنيا، وتركها لأهلها، وصارت رغبته فيما عند إلهه‏. يا عيسى، كن مع ذلك تلين الكلام، وتفشي السلام، يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا للمعاد، والزلازل الشداد، وأهوال يوم القيامة حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال. يا عيسى، اكحل عينك‏ بميل‏ الحزن إذا ضحك البطالون. يا عيسى، كن خاشعا صابرا، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون. يا عيسى، رح‏ من الدنيا يوما فيوما، وذق لما قد ذهب طعمه، فحقا أقول: ما أنت إلا بساعتك ويومك، فرح من الدنيا ببلغة، وليكفك الخشن الجشب‏، فقد رأيت إلى ما تصير، ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت. يا عيسى، إنك مسؤول، فارحم الضعيف كرحمتي إياك، ولا تقهر اليتيم. يا عيسى، ابك على نفسك في الخلوات‏، وانقل قدميك إلى مواقيت‏ الصلوات، وأسمعني لذاذة نطقك بذكري؛ فإن صنيعي إليك حسن. يا عيسى، كم من أمة قد أهلكتها بسالف‏ ذنوب‏ قد عصمتك منها. يا عيسى، ارفق بالضعيف، وارفع طرفك الكليل‏ إلى السماء وادعني، فإني منك قريب، ولا تدعني‏ إلا متضرعا إلي وهمك‏ هما واحدا، فإنك متى تدعني كذلك أجبك. يا عيسى، إني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك، ولا عقابا لمن انتقمت منه. يا عيسى، إنك تفنى، وأنا أبقى، ومني رزقك، وعندي ميقات أجلك، وإلي إيابك، وعلي حسابك، فسلني‏ ولا تسأل غيري، فيحسن منك الدعاء، ومني الإجابة. يا عيسى، ما أكثر البشر، وأقل عدد من صبر، الأشجار كثيرة، وطيبها قليل، فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرها. يا عيسى، لايغرنك المتمرد علي بالعصيان يأكل رزقي، ويعبد غيري، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه، ثم يرجع إلى ما كان عليه، فعلي‏ يتمرد، أم بسخطي‏ يتعرض، فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له‏ منها منجى‏، ولا دوني ملجأ، أين يهرب من سمائي وأرضي؟ يا عيسى، قل لظلمة بني إسرائيل: لاتدعوني والسحت‏ تحت أحضانكم‏، والأصنام‏ في بيوتكم؛ فإني آليت‏ أن أجيب من دعاني، وأن‏ أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا. يا عيسى، كم أطيل‏ النظر، وأحسن الطلب والقوم في غفلة لايرجعون، تخرج‏ الكلمة من أفواههم لاتعيها قلوبهم، يتعرضون لمقتي، ويتحببون‏ بقربي‏ إلى المؤمنين. يا عيسى، ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا، وكذلك فليكن قلبك وبصرك، واطو قلبك ولسانك عن المحارم، وكف بصرك‏ عما لاخير فيه، فكم من‏ ناظر نظرة قد زرعت في قلبه شهوة، ووردت به موارد حياض‏ الهلكة. يا عيسى، كن رحيما مترحما، وكن‏ كما تشاء أن يكون‏ العباد لك، وأكثر ذكر الموت‏ ومفارقة الأهلين، ولا تله؛ فإن اللهو يفسد صاحبه، ولا تغفل؛ فإن الغافل مني بعيد، واذكرني بالصالحات‏ حتى أذكرك. يا عيسى، تب إلي بعد الذنب، وذكر بي الأوابين، وآمن بي، وتقرب بي‏ إلى المؤمنين، ومرهم يدعوني معك، وإياك ودعوة المظلوم؛ فإني آليت‏ على نفسي أن‏ أفتح لها بابا من السماء بالقبول‏، وأن أجيبه ولو بعد حين. يا عيسى، اعلم أن صاحب السوء يعدي‏، وقرين‏ السوء يردي‏، واعلم‏ من تقارن، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين. يا عيسى، تب إلي؛ فإني‏ لايتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين‏؛ اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لايعمل‏ لها غيرك‏، واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون، فيه‏ أجزي بالحسنة أضعافها، وإن السيئة توبق‏ صاحبها، فامهد لنفسك في مهلة، ونافس في‏ العمل الصالح، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون‏ من النار. يا عيسى، ازهد في الفاني المنقطع، وطأ رسوم‏ منازل‏ من كان قبلك، وادعهم‏ وناجهم‏ هل تحس منهم من أحد، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين. يا عيسى، قل لمن تمرد علي‏ بالعصيان، وعمل بالإدهان‏: ليتوقع‏ عقوبتي، وينتظر إهلاكي إياه، سيصطلم‏ مع الهالكين. طوبى لك يا ابن مريم، ثم طوبى لك إن أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن‏ عليك ترحما، وبدأك بالنعم منه تكرما، وكان لك في الشدائد. لا تعصه يا عيسى؛ فإنه لايحل لك عصيانه، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك، وأنا على ذلك من الشاهدين. يا عيسى، ما أكرمت خليقة بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي. يا عيسى، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداو بالحسنات منك ما بطن؛ فإنك إلي راجع. يا عيسى، أعطيتك بما أنعمت به‏ عليك فيضا من غير تكدير، وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت به عليها لتكون من الهالكين. يا عيسى، تزين بالدين وحب المساكين، وامش على الأرض هونا، وصل على البقاع‏؛ فكلها طاهر. يا عيسى، شمر؛ فكل ما هو آت قريب، واقرأ كتابي وأنت طاهر، وأسمعني منك صوتا حزينا. يا عيسى، لاخير في لذاذة لاتدوم، وعيش من‏ صاحبه يزول. يا ابن مريم، لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك، وزهقت‏ نفسك شوقا إليه، فليس‏ كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيبين‏، ويدخل‏ عليهم فيها الملائكة المقربون، وهم مما يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون، دار لايتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها. يا ابن مريم، نافس فيها مع المتنافسين؛ فإنها أمنية المتمنين‏ حسنة المنظر، طوبى لك يا ابن مريم، إن كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم، لاتبغي‏ بها بدلا ولا تحويلا، كذلك أفعل بالمتقين. يا عيسى، اهرب إلي مع من يهرب من نار ذات لهب، ونار ذات أغلال وأنكال‏، لا يدخلها روح‏، ولا يخرج منها غم أبدا، قطع كقطع الليل المظلم، من ينج منها يفز، ولن ينجو من كان من الهالكين، هي دار الجبارين والعتاة الظالمين، وكل فظ غليظ، وكل مختال‏ فخور. يا عيسى، بئست الدار لمن ركن‏ إليها، وبئس القرار دار الظالمين، إني أحذرك نفسك‏، فكن بي خبيرا. يا عيسى، كن حيث ما كنت مراقبا لي‏، واشهد على أني خلقتك وأنت‏ عبدي، وأني‏ صورتك، وإلى الأرض أهبطتك. يا عيسى، لايصلح لسانان في فم واحد، ولا قلبان في صدر واحد، وكذلك الأذهان. يا عيسى، لاتستيقظن عاصيا، ولا تستنبهن لاهيا، وافطم‏ نفسك عن الشهوات الموبقات‏، وكل شهوة تباعدك مني فاهجرها، واعلم أنك مني بمكان الرسول الأمين، وكن‏ مني على حذر، واعلم أن دنياك مؤديتك إلي، وأني آخذك بعلمي، فكن ذليل النفس عند ذكري، خاشع القلب حين تذكرني، يقظان‏ عند نوم الغافلين. يا عيسى، هذه نصيحتي إياك، وموعظتي لك، فخذها مني، وإني‏ رب‏ العالمين. يا عيسى، إذا صبر عبدي في جنبي‏، كان ثواب عمله علي، وكنت عنده حين يدعوني، وكفى بي منتقما ممن عصاني، أين يهرب مني الظالمون؟ يا عيسى، أطب الكلام، وكن حيثما كنت عالما متعلما. يا عيسى، أفض‏ بالحسنات إلي حتى يكون‏ لك ذكرها عندي، وتمسك بوصيتي؛ فإن فيها شفاء للقلوب. يا عيسى، لاتأمن إذا مكرت مكري، ولا تنس عند خلوات الدنيا ذكري. يا عيسى، حاسب‏ نفسك بالرجوع إلي حتى تتنجز ثواب ما عمله‏ العاملون، أولئك‏ يؤتون أجرهم‏ وأنا خير المؤتين. يا عيسى، كنت خلقا بكلامي‏، ولدتك مريم بأمري، المرسل إليها روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي حتى قمت على الأرض حيا تمشي، كل ذلك في‏ سابق علمي. يا عيسى، زكريا بمنزلة أبيك، وكفيل أمك إذ يدخل عليها المحراب، فيجد عندها رزقا، ونظيرك يحيى من خلقي، وهبته لأمه بعد الكبر من غير قوة بها، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني، ويظهر فيك قدرتي، أحبكم إلي أطوعكم لي وأشدكم خوفا مني. يا عيسى، تيقظ، ولا تيأس من روحي، وسبحني مع من يسبحني، وبطيب الكلام فقدسني. يا عيسى، كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي‏، وتقلبهم في أرضي؟ يجهلون نعمتي، ويتولون عدوي، وكذلك يهلك الكافرون. يا عيسى، إن الدنيا سجن‏ منتن الريح، وحسن‏ فيها ما قد ترى‏ مما قد تذابح‏ عليه الجبارون، وإياك والدنيا؛ فكل‏ نعيمها يزول، وما نعيمها إلا قليل. يا عيسى، ابغني عند وسادك تجدني‏، وادعني وأنت لي محب، فإني أسمع السامعين أستجيب للداعين إذا دعوني. يا عيسى، خفني وخوف بي عبادي لعل المذنبين أن يمسكوا عما هم عاملون به، فلا يهلكوا إلا وهم يعلمون‏. يا عيسى، ارهبني رهبتك من السبع والموت الذي أنت لاقيه، فكل هذا أنا خلقته‏، فإياي فارهبون. يا عيسى، إن الملك لي وبيدي وأنا الملك، فإن تطعني أدخلتك جنتي في جوار الصالحين. يا عيسى، إني‏ إن‏ غضبت عليك لم ينفعك رضا من رضي عنك، وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين. يا عيسى، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي‏، واذكرني في ملئك‏ أذكرك في ملإ خير من ملإ الآدميين‏. يا عيسى، ادعني دعاء الغريق الحزين‏ الذي ليس له‏ مغيث. يا عيسى، لاتحلف بي‏ كاذبا، فيهتز عرشي‏ غضبا، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل، وعندي دار خير مما تجمعون‏. يا عيسى‏، كيف أنتم صانعون‏ إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق، وأنتم تشهدون بسرائر قد كتمتموها، وأعمال كنتم بها عاملين‏. يا عيسى، قل لظلمة بني إسرائيل: غسلتم وجوهكم، ودنستم قلوبكم، أبي تغترون، أم علي تجترئون؟ تطيبون‏ بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون. يا عيسى، قل لهم: قلموا أظفاركم من كسب الحرام، وأصموا أسماعكم عن‏ ذكر الخنا، وأقبلوا علي بقلوبكم؛ فإني لست أريد ضرركم‏. يا عيسى، افرح بالحسنة؛ فإنها لي رضا، وابك على السيئة؛ فإنها شين‏، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك، وإن لطم‏ خدك الأيمن فأعطه‏ الأيسر، وتقرب إلي بالمودة جهدك، وأعرض عن الجاهلين. يا عيسى، ذل‏ لأهل الحسنة، وشاركهم فيها، وكن عليهم شهيدا، وقل لظلمة بني إسرائيل: يا أخدان‏ السوء والجلساء عليه‏، إن لم تنتهوا أمسخكم‏ قردة وخنازير. يا عيسى، قل لظلمة بني إسرائيل: الحكمة تبكي فرقا مني وأنتم بالضحك تهجرون‏، أتتكم براءتي، أم لديكم أمان من عذابي، أم تعرضون‏ لعقوبتي‏؟ فبي حلفت لأتركنكم مثلا للغابرين‏. ثم‏ أوصيك يا ابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر، المشرق بالنور، الطاهر القلب، الشديد البأس‏، الحيي‏ المتكرم‏، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم‏ يوم يلقاني، أكرم السابقين علي‏، وأقرب المرسلين مني، العربي الأمين‏، الديان‏ بديني، الصابر في ذاتي، المجاهد المشركين‏ بيده‏ عن ديني‏؛ أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا به، وأن‏ يؤمنوا به، وأن‏ يتبعوه، وأن‏ ينصروه. قال عيسى عليه السلام: إلهي، من هو حتى أرضيه‏، فلك‏ الرضا؟ قال: هو محمد رسول الله إلى الناس كافة، أقربهم مني منزلة، وأحضرهم‏ شفاعة، طوبى له‏ من نبي، وطوبى‏ لأمته إن‏ هم‏ لقوني على سبيله، يحمده أهل الأرض، ويستغفر له أهل السماء، أمين ميمون‏، طيب‏ مطيب، خير الباقين عندي، يكون في آخر الزمان، إذا خرج أرخت‏ السماء عزاليها، وأخرجت‏ الأرض زهرتها حتى يروا البركة، وأبارك لهم‏ فيما وضع يده عليه، كثير الأزواج، قليل الأولاد، يسكن بكة موضع أساس إبراهيم. يا عيسى، دينه الحنيفية، وقبلته يمانية وهو من حزبي وأنا معه، فطوبى له، ثم طوبى له‏، له الكوثر والمقام الأكبر في‏ جنات عدن‏، يعيش أكرم من‏ عاش‏، ويقبض شهيدا، له حوض أكبر من بكة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم،، فيه آنية مثل نجوم السماء، وأكواب‏ مثل مدر الأرض، عذب‏ فيه من كل شراب، وطعم كل ثمار في الجنة، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، وذلك من قسمي‏ له وتفضيلي إياه‏ على فترة بينك وبينه، يوافق‏ سره علانيته، وقوله فعله، لايأمر الناس إلا بما يبدؤهم به، دينه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد، ويخضع له صاحب الروم على‏ دين إبراهيم‏، يسمي‏ عند الطعام، ويفشي السلام، ويصلي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار، ويفتتح‏ بالتكبير، ويختتم‏ بالتسليم، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها، ويخشع لي قلبه ورأسه، النور في صدره، والحق على‏ لسانه، وهو على‏ الحق حيثما كان، أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به‏، تنام عيناه ولا ينام قلبه، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم‏، فمن‏ نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه‏ أوفيت‏ له بالجنة، فمر ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا كتبه، ولا يحرفوا سنته، وأن يقرئوه السلام؛ فإن له في المقام شأنا من الشأن. يا عيسى، كل ما يقربك مني فقد دللتك عليه، وكل ما يباعدك مني فقد نهيتك عنه، فارتد لنفسك. يا عيسى، إن الدنيا حلوة، وإنما استعملتك فيها، فجانب منها ما حذرتك، وخذ منها ما أعطيتك عفوا. يا عيسى، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب‏، كن‏ فيها زاهدا، ولا ترغب‏ فيها، فتعطب‏. يا عيسى، اعقل وتفكر وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين. يا عيسى، كل وصفي لك نصيحة، وكل قولي لك‏ حق، وأنا الحق المبين فحقا أقول: لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك، ما لك من دوني ولي ولا نصير. يا عيسى، أذل‏ قلبك بالخشية، وانظر إلى من هو أسفل منك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب‏ هو حب الدنيا، فلا تحبها؛ فإني لاأحبها. يا عيسى، أطب لي‏ قلبك، وأكثر ذكري في الخلوات، واعلم أن سروري أن تبصبص‏ إلي، كن‏ في ذلك حيا، ولا تكن ميتا. يا عيسى، لاتشرك بي شيئا، وكن مني على حذر، ولا تغتر بالنصيحة، ولا تغبط نفسك؛ فإن الدنيا كفي‏ء زائل، وما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك‏، وكن مع الحق حيثما كان وإن قطعت وأحرقت‏ بالنار، فلا تكفر بي بعد المعرفة، ولا تكونن‏ من‏ الجاهلين؛ فإن الشي‏ء يكون مع الشي‏ء. يا عيسى، صب لي الدموع من عينيك‏، واخشع لي بقلبك. يا عيسى، استغث بي‏ في حالات‏ الشدة؛ فإني أغيث المكروبين، وأجيب المضطرين، وأنا أرحم الراحمين.

------------------

لكافي ج 8 ص 131, أعلام الدين ص 227, الوافي ج 26 ص 130, الجواهر السنية ص 197, بحار الأنوار ج 14 ص 289. نحوه: نحوه: تخف العقول ص 496, الأمالي للصدوق ص 514

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال أوحى الله إلى عيسى ابن مريم (ع): يا عيسى, هب لي من عينيك الدموع, ومن قلبك الخشوع, واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون, وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم, وقل: إني لاحق في اللاحقين.

------------------

الأمالي للمفيد ص 236, الأمالي للطوسي ص 12, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 272, إرشاد القلوب ج 1 ص 95, الجواهر السنية ص 225, بحار الأنوار ج 14 ص 320, مستدرك الوسائل ج 11 ص 243. نحوه: عدة الداعي ص 168, وسائل الشيعة ج 7 ص 76

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): أوحى الله تعالى جلت عظمته إلى عيسى (ع): جد في أمري ولا تترك إني خلقتك من غير فحل آية للعالمين, أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النبي الأمي (ص) نسله من مباركة (ع) وهي مع أمك في الجنة, طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه, قال عيسى (ع): يا رب, وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة تحتها عين من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها أبدا, قال عيسى (ع): يا رب, اسقني منها شربة, قال: كلا يا عيسى, إن تلك العين محرمة على الأنبياء حتى يشربها ذلك النبي (ص), وتلك الجنة محرمة على الأمم حتى يدخلها أمة ذلك النبي (ص).

------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 271, إثبات الهداة ج 1 ص 228, بحار الأنوار ج 14 ص 323

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث جعفر بن أبي طالب (ع) مع النجاشي ملك الحبشة, أن النجاشي قال: يا جعفر، إنا نجد فيما أوحى الله تعالى إلى عيسى: أن من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة.

-------------

الأمالي للطوسي ص 14, وسائل الشيعة ج 15 ص 275, الجواهر السنية ص 223, هداية الأمة ج 5 ص 544, بحار الأنوار ج 18 ص 417

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): يا نوف, طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة, أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا, والقرآن دثارا والدعاء شعارا, وقرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى ابن مريم (ع), إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى ابن مريم (ع) قل للملإ من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكف نقية, وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي‏ قبله مظلمة.

------------

الخصال ج 1 ص 337, بحار الأنوار ج 41 ص 16

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

أوحى الله إلى عيسى (ع) أن كن للناس في الحلم كالأرض تحتهم, وفي السخاء كالماء الجاري, وفي الرحمة كالشمس والقمر فإنهما يطلعان على البر والفاجر.

---------------

مجموعة ورام ج 1 ص 80, بحار الأنوار ج 14 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية


أوحى الله تعالى إلى عيسى (ع): إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالاستكانة أتممها عليك.

-------------

مجموعة ورام ج 1 ص 202, بحار الأنوار ج 14 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) اشتد به المطر والرعد يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه, فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها, فإذا فيها امرأة فحاد عنها, فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه, وقال: إلهي, لكل شي‏ء مأوى ولم تجعل لي مأوى, فأوحى الله تعالى إليه: مأواك في مستقر رحمتي وعزتي, لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي, ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام, يوم منها كعمر الدنيا, ولآمرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا؟ احضروا عرس الزاهد عيسى ابن مريم (ع).

---------------

مجموعة ورام ج 1 ص 132, التحصين في صفات العارفين ص 28, بحار الأنوار ج 14 ص 328, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 418, مستدرك الوسائل ج 12 ص 50

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* الإنجيل

عن الإمام الرضا (ع) في إحتجاج طويل على الجاثليق ورأس الجالوت, قال الإمام الرضا (ع): يا نصراني, هل تعرف في الإنجيل قول عيسى (ع): إني ذاهب إلى ربكم وربي, والبارقليطا جائي هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له وهو الذي يفسر لكم كل شي‏ء, وهو الذي يبدي فضائح الأمم, وهو الذي يكسر عمود الكفر؟ فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا في الإنجيل إلا ونحن مقرون به, فقال: أتجد هذا في الإنجيل ثابتا؟ قال: نعم, قال الرضا (ع): يا جاثليق, ألا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه؟ ومن وضع لكم هذا الإنجيل؟ قال له: ما افتقدنا الإنجيل إلا يوما واحدا حتى وجدناه غضا طريا, فأخرجه إلينا يوحنا ومتى, فقال له الرضا (ع): ما أقل معرفتك بسر الإنجيل وعلمائه, فإن كان هذا كما تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل؟ وإنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم اليوم, فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه, ولكني مفيدك علم ذلك, اعلم أنه لما افتقد الإنجيل الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى ابن مريم وافتقدنا الإنجيل, وأنتم العلماء, فما عندكم؟ فقال لهم ألوقا ومرقابوس: إن الإنجيل في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفرا سفرا في كل أحد, فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس, فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفرا سفرا حتى نجمعه كله, فقعد ألوقا ومرقابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأول, وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذا لتلاميذ الأولين, أعلمت ذلك؟ قال الجاثليق: أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن, وقد بان لي من فضل علمك بالإنجيل وسمعت أشياء مما علمته شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيرا من الفهم, فقال له الرضا (ع): فكيف شهادة هؤلاء عندك؟ قال: جائزة, هؤلاء علماء الإنجيل, وكل ما شهدوا به فهو حق, فقال الرضا (ع) للمأمون ومن حضره من أهل بيته: اشهدوا عليه, قالوا: قد شهدنا, ثم قال (ع) للجاثليق: بحق الابن وأمه, هل تعلم أن متى قال: إن المسيح هو داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهوذا بن خضرون؟ وقال مرقابوس في نسبة عيسى ابن مريم: أنه كلمة الله أحلها في الجسد الآدمي فصارت إنسانا, وقال ألوقا: إن عيسى ابن مريم وأمه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس, ثم إنك تقول من شهادة عيسى (ع) على نفسه: حقا أقول لكم إنه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها إلا راكب البعير خاتم الأنبياء (ص), فإنه يصعد إلى السماء وينزل, فما تقول في هذا القول؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره, قال الرضا (ع): فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتى على عيسى (ع) وما نسبوه إليه؟ قال الجاثليق: كذبوا على عيسى, قال الرضا (ع): يا قوم, أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الإنجيل وقولهم حق؟ فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين, أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء - وساق الحديث إلى أن قال (ع) لرأس الجالوت -: في الإنجيل مكتوب: أن ابن البرة ذاهب, والبارقليطا جائي من بعده, وهو يخفف الآصار, ويفسر لكم كل شي‏ء, ويشهد لي كما شهدت لكم, أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل, أتؤمن بهذا في الإنجيل؟ قال: نعم.

--------------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 162, التوحيد ص 424, الاحتجاج ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 1 ص 196, بحار الأنوار ج 14 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع) قال: كان نقش خاتم عيسى (ع) حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله, وويل لعبد نسي الله من أجله.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 56, الأمالي للصدوق ص 458, وسائل الشيعة ج 5 ص 102, الجوهر السنية 230, بحار الأنوار ج 14 ص 247

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام علي بن الحسين (ع) قال: مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما عملتم بما علمتم, فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد من الله إلا بعدا.

--------------

الكافي ج 1 ص 44, تفسير القمي ج 2 ص 259, منية المريد ص 146, الوافي ج 1 ص 205, الجواهر السنية ص 223, البرهان ج 4 ص 768, بحار الأنوار ج 2 ص 28

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الصادق (ع) قال: في الإنجيل أن عيسى (ع) قال: اللهم ارزقني غدوة رغيفا من شعير, وعشية رغيفا من شعير, ولا ترزقني فوق ذلك فأطغى.

----------------

عدة الداعي ص 115, بحار الأنوار ج 14 ص 326

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: أوحى الله إلى المسيح (ع) قل لبني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بأبصار خاشعة وقلوب طاهرة وأيد نقية, وأخبرهم أني لا أستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي لديهم مظلمة.

------------

مجموعة ورام ج 1 ص 55, عدة الداعي ص 141, إرشاد القلوب ج 1 ص 20, وسائل الشيعة ج 7 ص 146, الجواهر السنية ص 233, بحار الأنوار ج 90 ص 373

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال: قرأت في الإنجيل: يا عيسى, جد في أمري ولا تهزل واسمع وأطع. يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول, أنت من غير فحل أنا خلقتك آية للعالمين‏, فإياي فاعبد وعلي فتوكل, خذ الكتاب بقوة فسر لأهل سوريا بالسريانية, بلغ من بين يديك: أني أنا الله الدائم الذي لا أزول, صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الأنجل العينين, الصلت الجبين, الواضح الخدين, الأقنى الأنف, مفلج الثنايا, كأن عنقه إبريق فضة, كأن الذهب يجري في تراقيه, له شعرات من صدره إلى سرته ليس على بطنه ولا على صدره شعر, أسمر اللون, دقيق المسربة, شثن الكف والقدم, إذا التفت التفت جميعا, وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة وينحدر من صبب, وإذا جاء مع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه, لم ير قبله مثله ولا بعده, طيب الريح, نكاح النساء, ذو النسل القليل, إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب, يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك, لها فرخان مستشهدان, كلامه القرآن, ودينه الإسلام وأنا السلام, طوبى لمن أدرك زمانه, وشهد أيامه, وسمع كلامه.

قال عيسى (ع): يا رب وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة, أنا غرستها, تظل الجنان, أصلها من رضوان, ماؤها من تسنيم, برده برد الكافور, وطعمه‏ طعم الزنجبيل, من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا, فقال عيسى (ع): اللهم اسقني منها, قال: حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي, وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب أمة ذلك النبي, أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب, ولتعينهم على اللعين الدجال, أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم, إنهم أمة مرحومة.

-----------

كمال الدين ج 1 ص 159, الأمالي للصدوق ص 271, إثبات الهداة ج 1 ص 201, حلية الأبرار ج 1 ص 167, بحار الأنوار ج 14 ص 284

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليمان الأعمش قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قلت: جعلت فداك, إن الناس يسمونا روافض وما الروافض؟ فقال: والله ما هم سموكموه, ولكن الله سماكم به في التوراة والإنجيل على لسان موسى ولسان عيسى (ع).

------------

تفسير القرات ص 376, بحار الأنوار ج 65 ص 97, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 359

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي, طوبى لمن أحبك, وويل لمن أبغضك وكذب بك, أنت العلم لهذه الأمة, من أحبك فاز ومن أبغضك هلك, يا علي, أنا المدينة وأنت الباب, يا علي, أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين, يا علي, ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير, وكذلك ذكرهم في الإنجيل, وما أعطاك الله من علم الكتاب فإن أهل الإنجيل يعظمون إلياء [إليا] وشيعته وما يعرفونهم, وأنت وشيعتك مذكورون في كتبهم, فأخبر أصحابك أن ذكرهم في السماء أفضل وأعظم من ذكرهم في الأرض, فليفرحوا بذلك ويزدادوا اجتهادا, فإن شيعتك على منهاج الحق والاستقامة.

-------------

تأويل الآيات ص 189, بحار الأنوار ج 37 ص 338, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) في حديث طويل بينه وبين ملك الروم, فقال الملك: إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه, فهل كان ذلك؟ فقال له الحسن (ع): قد كان ذلك, فقال الملك: فبقي لكم ذلك؟ فقال (ع): لا, فقال الملك: لهذه أول فتنة هذه الأمة.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 271, البرهان ج 4 ص 807, حلية الأبرار ج 4 ص 31, مدينة المعاجز ج 3 ص 352, بحار الأنوار ج 33 ص 236

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): من آذى مؤمنا فقد آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله, ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان, (1) وفي خبر آخر فعليه {لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. (2)

------------

(1) إلى هنا في مشكاة الأنوار

(2) روضة الواعظين ج 2 ص 293, جامع الأخبار ص 147, بحار الأنوار ج 72 ص 150, مستدرك الوسائل ج 9 ص 99, مشكاة الأنوار ص 78

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): والذي بعثني بالحق نبيا, إنه ما شرب الخمر إلا ملعون في التوراة والإنجيل والفرقان.

------------

جامع الأخبار ص 152, بحار الأنوار ج 76 ص 151, مستدرك الوسائل ج 17 ص 55

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع): {والذين يؤمنون بما أنزل إليك} يا محمد {وما أنزل من قبلك} على الأنبياء الماضين, كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم, وسائر كتب الله المنزلة على أنبيائه, بأنه حق وصدق من عند رب عزيز صادق حكيم.

-------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 88, تأويل الآيات ص 35, بحار الأنوار ج 65 ص 285, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 131

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث: أنا اسمي في الإنجيل: إليا.

---------

معاني الأخبار ص 59, بشارة المصطفى ص 12, الدر النظيم ص 239, بحار الأنوار ج 33 ص 283, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث: أما في التوراة اسمي هابيل, وفي الإنجيل حيدار.

---------

مقتضب الأثر ص 17, بحار الأنوار ج 36 ص 222 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن الله تعالى قال للنبي عيسى (ع): يا عيسى, إني قد وهبت لك حب المساكين ورحمتهم, تحبهم ويحبونك يرضون بك إماما وقائدا وترضى بهم صحابة وتبعا, وهما خلقان من لقيني بهما لقيني بأزكى الأعمال وأحبها إلي.

------------

عدة الداعي ص 123, الجواهر السنية ص 232, بحار الأنوار ج 69 ص 55

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جماعة من أصحاب علي (ع): أنه نزل أمير المؤمنين (ع) بالعسكر عند وقعة صفين عند قرية صندوديا, فقال مالك الأشتر: ينزل الناس على غير ماء, فقال: يا مالك, إن الله سيسقينا في هذا المكان, احتفر أنت وأصحابك, فاحتفروا فإذا هم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين, فعجزوا عن قلعها وهم مائة رجل, فرفع أمير المؤمنين (ع) يده إلى السماء وهو يقول: طاب طاب يا عالم يا طيبو ثابوثة شميا كويا جانوثا توديثا برجوثا, آمين آمين يا رب العالمين يا رب موسى وهارون, ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا, فظهر ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت, فشربنا وسقينا ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب, فلما سرنا غير بعيد قال: من منكم يعرف موضع العين؟ قلنا: كلنا, فرجعنا فخفي مكانها علينا, فإذا راهب مستقبل من صومعته, فلما بصر به أمير المؤمنين (ع) قال (ع): شمعون, قال: نعم هذا اسم سمتني به أمي, ما اطلع عليه إلا الله ثم أنت, قال (ع): وما تشاء يا شمعون؟ قال: هذا العين واسمه, قال: هذا عين زاحوما - وفي نسخة راجوه - وهو من الجنة, شرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه, قال: هكذا وجدت في جميع كتب الإنجيل, وهذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها, ولم يدركه عالم قبلي غيري, وقد رزقنيه الله وأسلم - وفي رواية أنه جب شعيب - ثم رحل أمير المؤمنين (ع) والراهب يقدمه حتى نزل صفين, فلما التقى الصفان كان أول من أصابته الشهادة فنزل أمير المؤمنين (ع) وعيناه تهملان وهو يقول: المرء مع من أحب, الراهب معنا يوم القيامة.

----------

مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 291, مدينة المعاجز ج 1 ص 493, بحار الأنوار ج 41 ص 278

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): والذي نفسي بيده, إن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة, ولو أن الدنيا بجميع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم, ثم سقط عن عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه, ولا أي شيء سقط منها لهوانها عليهم, فهم الخفي عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض, الخميصة بطونهم من الصيام, الذبلة شفاههم من التسبيح, العمش العيون من البكاء, الصفر الوجوه من السهر, فذلك سيماهم مثلا ضربه الله في الإنجيل لهم, وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى, وصفهم فقال: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل} عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل.

------------

الأصول الستة عشر ص 6, بحار الأنوار ج 64 ص 351

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سلمان الفارسي المحمدي قال: دخلت على رسول الله (ص), فلما نظر إلي قال: يا سلمان, إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا, قال: قلت: يا رسول الله, قد عرفت هذا من الكتابين (الإنجيل والتوراة).

------------

الهداية الكبرى ص 375, نوادر الأخبار ص 128, بحار الأنوار ج 25 ص 6

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية وحسن إسلامه, وكان قارئا للكتب عالما بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر, بصيرا بالفلسفة والطب ذا رأي أصيل ووجه جميل, في حديث طويل أن رسول الله (ص) قال في حديث المعراج: ثم أوحى إلي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي (ع) في ضحضاح من نور يصلون, فقال الرب تعالى: هؤلاء الحجج لأوليائي, وهذا المنتقم من أعدائي, (1) قال الجارود: فقال سلمان: يا جارود, هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور كذلك. (2)

------------

(1) إلى هنا في إثبات الهداة

(2) مقتضب الأثر ص 38, كنز الفوائد ج 2 ص 297, بحار الأنوار ج 15 ص 247, إثبات الهداة ج 2 ص 235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* صفاته وأحواله

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال عيسى ابن مريم (ع) في خطبته قام لها في بني إسرائيل: أصبحت فيكم وإدامي الجوع, وطعامي ما تنبت الأرض للوحوش والأنعام, وسراجي القمر, وفراشي التراب, ووسادتي الحجر. ليس لي بيت يخرب, ولا مال يتلف, ولا ولد يموت, ولا امرأة تحزن. أصبحت وليس لي شي‏ء, وأمسيت وليس لي شي‏ء, وأنا أغنى ولد آدم.

--------------

معاني الأخبار ص 252, مشكاة الأنوار ص 127, بحار الأنوار ج 14 ص 321

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي عن المسيح (ع) أنه قال للحواريين: أكلي ما تنبته الأرض للبهائم, وشربي ماء الفرات بكفي, وسراجي القمر وفراشي التراب, ووسادتي المدر ولبسي الشعر, ليس لي ولد يموت ولا امرأة تحزن, ولا بيت يخرب ولا مال يتلف, فأنا أغنى ولد آدم.

------------

الفقه المنسوب إلى الإمام ارضا (ع) ص 370, بحار الأنوار ج 67 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سلمان الفارسي المحمدي أنه قال: والله ما تبع عيسى (ع) شيءً من المساوئ قط, ولا انتهر يتيما, ولا قهقه ضحكا, ولا ذب ذبابا عن وجهه, ولا أخذ على أنفه من شي‏ء نتن قط, ولا عبث قط.

-----------------

تفسير مجمع البيان ج 3 ص 455, تسلية المجالس ج 1 ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 263, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 264, مستدرك الوسائل ج 16 ص 324

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال أمير المؤمنين (ع) في بعض خطبه: وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم (ع): فلقد كان يتوسد الحجر, ويلبس الخشن, وكان إدامه الجوع, وسراجه بالليل القمر, وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها, وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم, ولم تكن له زوجة تفتنه, ولا ولد يحزنه, ولا مال يلفته, ولا طمع يذله, دابته رجلاه, وخادمه يداه.

------------

نهج البلاغة ص 227, مكارم الأخلاق ص 9, تسلية المجالس ج 1 ص 129, بحار الأنوار ج 14 ص 238, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): وأما عيسى (ع) فرجل أحمر جعد ربعة.

----------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 154, بحار الأنوار ج 14 ص 248, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 219

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الصادق (ع): قيل لعيسى ابن مريم (ع): ما لك لا تتزوج؟ فقال: وما أصنع بالتزويج؟ قالوا: يولد لك, قال: وما أصنع بالأولاد؟ إن عاشوا فتنوا وإن ماتوا حزنوا.

---------

الفقيه ج 3 ص 558, مكارم الأخلاق ص 234, الوافي ج 23 ص 1434, بحار الأنوار ج 14 ص 238

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع) قال: كان نقش خاتم عيسى (ع) حرفين اشتقهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر الله من أجله, وويل لعبد نسي الله من أجله.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 56, الأمالي للصدوق ص 458, وسائل الشيعة ج 5 ص 102, الجوهر السنية 230, بحار الأنوار ج 14 ص 247

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع) قال: كان عيسى (ع) يبكي ويضحك, وكان يحيى (ع) يبكي ولا يضحك, وكان الذي يفعل عيسى (ع) أفضل.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 273, بحار الأنوار ج 14 ص 249, مستدرك الوسائل ج 8 ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: مر عيسى ابن مريم (ع) بصفائح الروحاء وهو يقول: لبيك عبدك وابن أمتك, لبيك.

-----------

الفقيه ج 2 ص 235, علل الشرائع ج 2 ص 419, بحار الأنوار ج 14 ص 247

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن أمير المؤمنين (ع) سأل عن الديراني الذي كان في مسجد براثا وأسلم على يديه, من صلى هاهنا؟ قال: صلى عيسى ابن مريم (ع) وأمه, فقال له علي (ع): أفأخبرك من صلى هاهنا؟ قال: نعم, قال: الخليل (ع).

----------

الفقيه ج 1 ص 232, التهذيب ج 3 ص 264, الوافي ج 3 ص 740, وسائل الشيعة ج 5 ص 287,, هداية الأمة ج 2 ص 181, مدينة المعاجز ج 1 ص 492, بحار الأنوار ج 14 ص 257

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال: لما ولد عيسى ابن مريم (ع) كان ابن يوم كأنه ابن شهرين, فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب, فقال له المؤدب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم, فقال عيسى (ع): بسم الله الرحمن الرحيم, فقال له المؤدب: قل: أبجد, فرفع عيسى (ع) رأسه فقال: وهل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدرة ليضربه, فقال: يا مؤدب, لا تضربني, إن كنت تدري وإلا فاسألني حتى أفسر لك, فقال: فسر لي, فقال عيسى (ع): أما الألف آلاء الله, والباء بهجة الله, والجيم جمال الله, والدال دين الله, هوز: الهاء هول جهنم, والواو ويل لأهل النار, والزاء زفير جهنم, حطي: حطت الخطايا عن المستغفرين, كلمن: كلام الله لا مبدل لكلماته, سعفص: صاع بصاع والجزاء بالجزاء, قرشت:‏ قرشهم فحشرهم, فقال المؤدب: أيتها المرأة, خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب.

-----------

التوحيد ص 236, الأمالي للصدوق ص 316, معاني الأخبار ص 45, البرهان ج 3 ص 711, بحار الأنوار ج 14 ص 286, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 416, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 336, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 222

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) قال: أول نبي من بني إسرائيل‏ موسى (ع), وآخرهم عيسى وستمائة نبي (ع).

------------

الخصال ج 2 ص 524, معاني الأخبار ص 333, مجموعة ورام ج 2 ص 67, البرهان ج 5 ص 639, بحار الأنوار ج 14 ص 250, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 513, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد الحلبي, عن أبي عبد الله (ع) قال كان بين داود وعيسى ابن مريم (ع) أربع مائة سنة, وكان شريعة عيسى (ع) أنه بعث بالتوحيد والإخلاص وبما أوصي به نوح وإبراهيم وموسى (ع), وأنزل عليه الإنجيل, وأخذ عليه الميثاق الذي أخذ على النبيين, وشرع له في الكتاب: إقام الصلاة مع الدين, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتحريم الحرام, وتحليل الحلال, وأنزل عليه في الإنجيل مواعظ وأمثال, وليس فيها قصاص ولا أحكام حدود, ولا فرض مواريث, وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى (ع) في التوراة, وهو قول الله في الذي قال عيسى ابن مريم (ع) لبني إسرائيل {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} وأمر عيسى (ع) من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة والإنجيل.

----------------

تفسير العياشي ج1 ص 175, تفسير الصافي ج 1 ص 339, البرهان ج 1 ص 626, بحار الأنوار ج 14 ص 234, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): عليكم بالعدس, فإنه مبارك مقدس يرقق القلب ويكثر الدمعة, وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم (ع).

--------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 45, صحيفة الإمام الرضا (ع) ص 75, مكارم الأخلاق ص 188, دعوات الراوندي ص 148, وسائل الشيعة ج 25 ص 26, بحار الأنوار ج 14 ص 254, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 411, مستدرك الوسائل ج 16 ص 378

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسماعيل بن جابر, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن عيسى ابن مريم (ع) كان يبكي بكاء شديدا, فلما أعيت مريم (ع) كثرة بكائه قال لها: خذي من لحا هذه الشجرة فاجعلي وجورا ثم اسقينيه, فإذا سقي بكى بكاء شديدا فتقول مريم (ع): ماذا أمرتني؟ فيقول: يا أماه, علم النبوة وضعف الصبا.

--------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 270, بحار الأنوار ج 14 ص 254, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 410

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن سنان قال: سأل أبي أبا عبد الله (ع): هل كان عيسى (ع) يصيبه ما يصيب ولد آدم؟ قال (ع): نعم, ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره, ويصيبه وجع الصغار في كبره, ويصيبه المرض, وكان إذا مسه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمه: ابغي لي عسلا وشونيزا وزيتا فتعجني به ثم ائتني به, فأتته به فكرهه, فتقول: لم تكرهه وقد طلبته؟ فيقول: هاتيه نعتته لك بعلم النبوة, وأكرهته لجزع الصبا, ويشم الدواء ثم يشربه بعد ذلك.

--------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 270, بحار الأنوار ج 14 ص 253, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 410

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قيل للنبي عيسى (ع): لو اتخذت بيتا, قال: يكفينا خلقان من كان قبلنا.

--------------

مجموعة ورام ج 1 ص 131, بحار الأنوار ج 14 ص 327, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 418

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) قال: رأيت في المنام عيسى ابن مريم (ع) قلت: يا روح الله, إني أريد أن أنقش على خاتمي, فماذا أنقش عليه؟ قال (ع): انقش عليه: لا إله إلا الله الملك الحق المبين, فإنه يذهب الهم والغم.

-----------------

جامع الأخبار ص 134, مستدرك الوسائل ج 3 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس في حديث طويل: وإن كنت تريد صوم ابن العذراء البتول عيسى ابن مريم، فإنه كان يصوم الدهر كله لا يفطر منه شيئا، وكان يلبس الشعر، ويأكل الشعير، ولم يكن له بيت يخرب، ولا ولد يموت، وكان راميا لا يخطئ صيدا يريده، وحيثما غابت الشمس‏ صف قدميه، فلم يزل يصلي حتى يراها, وكان يمر بمجالس بني إسرائيل، فمن كانت له حاجة قضاها، وكان لا يقوم مقاما إلا وصلى فيه ركعتين، وكان ذلك من شأنه حتى رفعه الله عز وجل, وإن كنت‏ تريد صوم‏ أمه‏ (ع) فإنها كانت تصوم يومين وتفطر يوما.

------------

الدروع الواقية ص 53, بحار الأنوار ج 94 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): يا نوف, طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة, أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا, والقرآن دثارا والدعاء شعارا, وقرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى ابن مريم (ع), إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى ابن مريم (ع) قل للملإ من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكف نقية, وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي‏ قبله مظلمة.

------------

الخصال ج 1 ص 337, بحار الأنوار ج 41 ص 16

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن محمد النوفلي في خبر طويل يذكر فيه احتجاج الرضا (ع) على أرباب الملل, قال: قال الجاثليق للرضا (ع): أخبرني عن حواري عيسى ابن مريم, كم كان عدتهم, وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟ قال الرضا (ع): على الخبير سقطت, أما الحواريون فكانوا اثني عشر رجلا, وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا, وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا الأكبر باج, ويوحنا بقرقيسياء, ويوحنا الديلمي بزجار, عنده كان ذكر النبي (ص), وذكر أهل بيته وأمته, وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به.

------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 158, التوحيد ص 421, الإحتجاج ج 2 ص 418, بحار الأنوار ج 14 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 690, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن خالد الربعي قال: حدثني من سمع كعباً يقول: أول من لعن قاتل الحسين بن علي (ع) ابراهيم خليل الرحمان, لعنه وأمر ولده بذلك وأخذ عليهم العهد والميثاق, ثم لعنه موسى بن عمران وأمر أمته بذلك, ثم لعنه داود وأمر بني اسرائيل بذلك, ثم لعنه عيسى وأكثر أن قال: يا بني اسرائيل العنوا قاتله وأن أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه, فإن الشهيد معه كالشهيد مع الانبياء مقبل غير مدبر, وكأني أنظر إلى بقعته, وما من نبي إلا وقد زار كربلاء ووقف عليها, وقال: إنك لبقعة كثيرة الخير, فيك يدفن القمر الازهر.

---------------

كامل الزيارات ص 67, بحار الأنوار ج 44 ص 301

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن عيسى (ع) كان سائحاً في البراري ومعه الحواريون فمروا بكربلا, فرأوا أسداً كاسراً قد أخذ الطريق, فتقدم عيسى (ع) إلى الاسد, وقال له: لم جلست في هذا الطريق؟ وقال: لا تدعنا نمر فيه؟ فقال الاسد بلسان فصيح: إني لم أدع لكم الطريق حتى تلعنوا يزيد قاتل الحسين, فقال عيسى (ع): ومن يكون الحسين (ع)؟ قال: هو سبط محمد النبي الأميّ وابن علي الوليّ, قال: ومن قاتله؟ قال: قاتله لعين الوحوش والذئاب والسباع أجمع, خصوصاً أيام عاشورا, فرفع عيسى (ع) يديه ولعن يزيد ودعا عليه وأمّن الحواريون على دعائه فتنحى الاسد عن طريقهم ومضوا لشأنهم.

----------------

العوالم ج 17 ص 103، بحار الأنوار ج 44 ص 244, رياض الأبرار ج 1 ص 173

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: كنت مع أمير المؤمنين (ع) في خرجته إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات قال: بأعلى صوته: يا ابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قال: قلت: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي، قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره وبكينا معه وهو يقول: أوه أوه مالي ولآل أبي سفيان مالي ولآل حرب: حزب الشيطان وأولياء الكفر؟! صبرا يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم، ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلى ما شاء الله أن يصلي. ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس، فقلت: ها أنا ذا، فقال: ألا أخبرك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين، قال: رأيت كأني برجال بيض قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الأرض خطة، ثم رأيت هذه النخيل قد ضربت بأغصانها إلى الأرض، فرأيتها تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين نجلي وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة، ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن أبشر فقد أقر الله عينك به يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ثم انتبهت. هكذا والذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم (ص)، أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا كلهم من ولدي وولد فاطمة (ع)، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس، ثم قال لي: يا ابن - عباس اطلب لي حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت قط وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي، فقال علي (ع): صدق الله ورسوله ثم قام يهرول إليها فحملها وشمها وقال: هي هي بعينها، تعلم يا ابن عباس ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عيسى ابن مريم (ع) وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون فرأى هذه الظباء مجتمعة فأقبلت إليه الظباء وهي تبكي فجلس عيسى (ع) وجلس الحواريون، فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي ويلحد فيها وهي أطيب من المسك وهي طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، فهذه الظباء تكلمني وتقول: إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض، ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران فشمها فقال: هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها، اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاه وسلوة. قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا وقد اصفرت لطول زمنها هذه أرض كرب وبلاء. وقال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم لا تبارك في قتلته والحامل عليه والمعين عليه والخاذل له. ثم بكى بكاء طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا، ثم أفاق فأخذ البعر فصرها في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك، ثم قال: يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل ودفن بها. قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أكثر من حفظي لبعض ما افترض الله علي وأنا لا أحلها من طرف كمي، فبينا أنا في البيت نائم إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا وكان كمي قد امتلأت دما عبيطا، فجلست وأنا أبكي وقلت: قتل والله الحسين والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني ولا أخبرني بشئ قط أنه يكون إلا كان كذلك لان رسول الله (ص) كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره، ففزعت وخرجت وذلك كان عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين فيها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها كاسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك وقلت، قتل والله الحسين (ع)، فسمعت صوتا من ناحية البيت وهو يقول:

اصبروا آل الرسول ... قتل الفرخ النحول

نزل الروح الأمين ... ببكاء وعويل

ثم بكى بأعلى صوته وبكيت وأثبت عندي تلك الساعة وكان شهر المحرم ويوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدثت بهذا. الحديث أولئك الذين كانوا معه فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة لا ندري ما هو، فكنا نرى أنه الخضر صلوات الله عليه وعلى الحسين، ولعن الله قاتله والمشيع عليه.

----------------

كمال الدين ص 532, الأمالي للصدوق ص 694, مدينة المعاجز ج 2 ص 165, بحار الأنوار ج 44 ص 252, رياض الأبرار ج 1 ص 176. نحوه: الدر النظيم ص 538, الخرائج ج 3 ص 1144

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن بعض فصادي العسكر من النصارى, أن أبا محمد (ع) بعث إلي يوما في وقت صلاة الظهر فقال (ع) لي: افصد هذا العرق, قال: وناولني عرقا لم أفهمه من العروق التي تفصد, فقلت في نفسي: ما رأيت أمرا أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد, والثانية عرق لا أفهمه ثم قال (ع) لي: انتظر وكن في الدار, فلما أمسى دعاني وقال (ع) لي: سرح الدم, فسرحت, ثم قال (ع) لي: أمسك, فأمسكت, ثم قال (ع) لي: كن في الدار, فلما كان نصف الليل أرسل‏ إلي وقال (ع) لي: سرح الدم, قال: فتعجبت أكثر من عجبي الأول, وكرهت أن أسأله قال: فسرحت, فخرج دم أبيض كأنه الملح, قال: ثم قال (ع) لي: احبس, قال: فحبست, قال: ثم قال (ع): كن في الدار, فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير, فأخذتها وخرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني, فقصصت عليه القصة قال: فقال لي: والله ما أفهم ما تقول, ولا أعرفه في شي‏ء من الطب, ولا قرأته في كتاب ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي, فاخرج إليه قال: فاكتريت زورقا إلى البصرة وأتيت الأهواز, ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي فأخبرته الخبر, قال: وقال: أنظرني أياما فأنظرته, ثم أتيته متقاضيا, قال: فقال لي: إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة.

------------

الكافي ج 1 ص 512, الوافي ج 3 ص 859, حلية الأبرار ج 6 ص 109, مدينة المعاجز ج 7 ص 560, بحار الأنوار ج 59 ص 131

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

ما حدث به نصراني متطبب بالري يقال له مرعبدا, وقد أتى عليه مائة سنة ونيف وقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني, فبعث إليه الحسن بن علي بن محمد بن الرضا (ع), أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده فاختارني, وقال: قد طلب مني ابن الرضا (ع) من يفصده فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء, فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به, فمضيت إليه, فأمر بي إلى حجرة وقال: كن هاهنا إلى أن أطلبك, قال: وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد, فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طشتا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطشت, ثم قال لي: اقطع, فقطعت وغسل يده وشدها وردني إلى الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شي‏ء كثير, وبقيت إلى العصر, ثم دعاني فقال: سرح, ودعا بذلك الطشت فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلأ الطشت, فقال: اقطع, فقطعت وشد يده وردني إلى الحجرة فبت فيها, فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال: سرح, فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطشت, ثم قال: اقطع فقطعت وشد يده وقدم إلي تخت ثياب وخمسين دينارا, وقال: خذها وأعذر وانصرف, فأخذت وقلت يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم, تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول, فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصة, فقال: أجمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمنان من الدم, وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب ما فيه اللبن, ففكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذه الفصدة ذكرا في العالم فلم نجد, ثم قال: لم تبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول, فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى, فخرجت وناديته فأشرف علي, فقال: من أنت؟ قلت: صاحب بختيشوع قال: أمعك كتابه؟ قلت: نعم, فأرخى لي زبيلا فجعلت الكتاب فيه, فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته, فقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم, قال: طوبى لأمك, وركب بغلا وسرنا فوافينا سرمن‏رأى وقد بقي من الليل ثلثه, قلت: أين تحب دار أستاذنا أم دار الرجل؟ قال: دار الرجل, فصرنا إلى بابه قبل الأذان الأول, ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود, وقال: أيكما راهب دير العاقول؟ فقال: أنا جعلت فداك, فقال: انزل, وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين, وأخذ بيده ودخلا فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار, ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية ولبس ثيابا بيضا وأسلم, فقال: خذني الآن إلى دار أستاذك, فصرنا إلى باب بختيشوع فلما رآه بادر يعدو إليه, ثم قال: ما الذي أزالك عن دينك؟ قال: وجدت المسيح وأسلمت على يده, قال: وجدت المسيح؟ قال: أو نظيره, فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح, وهذا نظيره في آياته وبراهينه, ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلى أن مات.

-------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 422, حلية الأبرار ج 6 ص 108, مدينة المعاجز ج 7 ص 614, بحار الأنوار ج 50 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): لو حضر موسى وعيسى (ع) بحضرتي وسألاني لأجبتهما, وسألتهما ما أجابا.

-------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 262, بحار الأنوار ج 10 ص 215

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال رسول الله (ص):‏ كنت نائما في الحجر, إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا, ثم قال لي: عفا الله عنك يا محمد, قم واركب فأفد إلى ربك, فأتاني بدابة دون البغل وفوق الحمار خطوها مد البصر له جناحان من جوهر يدعى البراق, قال (ص): فركبت حتى طعنت في الثنية, إذا أنا برجل قائم متصل شعره‏ إلى كتفيه فلما نظر إلي قال: السلام عليك يا أول, السلام عليك يا آخر, السلام عليك يا حاشر, قال (ص): فقال لي: جبرئيل رد عليه يا محمد, قال (ص): فقلت, وعليك السلام ورحمة الله وبركاته, قال (ص): فلما أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية, إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر, فلما نظر إلي قال: السلام عليك مثل تسليم الأول,‏ فقال جبرئيل: رد عليه يا محمد, فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته, قال (ص): فقال لي: يا محمد, احتفظ بالوصي ثلاث مرات, علي بن أبي طالب (ع) المقرب من ربه, إلى أن قال رسول الله (ص) لجبرائيل (ع): يا جبرئيل, من الذي لقيت في أول الثنية؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران (ع), قال: السلام عليك يا أول فأنت مبشر أول البشر, والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين, والسلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة, قال (ص): فمن‏ الذي‏ لقيت‏ في‏ وسط الثنية؟ قال: ذاك أخوك عيسى ابن مريم (ع) يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب (ع), فإنه قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيد ولد آدم‏.

-------------

اليقين ص 288, بحار الأنوار ج 18 ص 390

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) أنه قال لأمير المؤمنين (ع): يا علي أبشرك؟ قال (ع): بماذا؟ قال (ص): لقيت أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم (ع) فكلهم يوصي بك‏.

------------

اليقين ص 292, بحار الأنوار ج 37 ص 316

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع) في إحتجاج على الجاثليق: يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء, يعلقها في عنقه إذا كان بالمغرب فأراد المشرق فتحها, فأقسم على الله باسم واحد من خمسة الأسماء أن تنطوي له الأرض فيصير من المغرب إلى المشرق, ومن المشرق إلى المغرب في لحظة؟ فقال الجاثليق: لا علم‏ لي بها, وأما الأسماء الخمسة فقد كانت معه يسأل الله بها, أو بواحد منها يعطيه الله جميع ما يسأله, قال (ع): الله أكبر, إذا لم تنكر الأسماء فأما الصحيفة فلا يضر أقررت بها أم أنكرتها, اشهدوا على قوله‏.

------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 350, إثبات الهداة ج 2 ص 194, مدينة المعاجز ج 7 ص 213, بحار الأنوار ج 49 ص 79

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حدي عن فضل الغري, قال (ع): وهو قطعة من‏ الجبل‏ الذي كلم الله عليه‏ {موسى تكليما} وقدس عليه عيسى تقديسا, واتخذ عليه‏ {إبراهيم خليلا}, واتخذ محمدا (ص) حبيبا وجعله للنبيين مسكنا.

------------

التهذيب ج 6 ص 23, الغارات ج 2 ص 853, كامل الزيارات ص 39, كتاب المزار ص 21, جامع الأخبار ص 21, المزار الكبير ص 37, فرحة الغري ص 74, الوافي ج 14 ص 1407, وسائل الشيعة ج 14 ص 385, بحار الأنوار ج 97 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 543, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 182

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): يا أبا ذر، إن الله (تعالى) بعث عيسى ابن مريم بالرهبانية، وبعثت بالحنيفية السمحة.

------------

الأمالي للطوسي ص 528, أعلام الدين ص 191, وسائل الشيعة ج 8 ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص): وإن شئت نبأتك بأمر عيسى ابن مريم (ع) فهو العجب, كان يقول: إدامي الجوع وشعاري الخوف, ولباسي الصوف ودابتي رجلاي, وسراجي بالليل القمر, واصطلائي في الشتاء مشارق الشمس, وفاكهتي وريحانتي بقول الأرض مما يأكل الوحوش والأنعام, أبيت وليس لي شي‏ء وأصبح وليس لي شي‏ء, وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني.

------------

‏مكارم الأخلاق ص 448, الوافي ج 26 ص 206, بحار الأنوار ج 74 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن النبي عيسى (ع) روح الله وكلمته, فإنه كان يقول: خادمي يداي ودابتي رجلاي, وفراشي الأرض ووسادي الحجر, ودفئي في الشتاء مشارق الأرض, وسراجي بالليل القمر, وإدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف, وفاكهتي وريحاني ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام, أبيت وليس لي شي‏ء وأصبح وليس لي شي‏ء, وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني.

------------

عدة الداعي ص 118, إرشاد القلوب ج 1 ص 156, بحار الأنوار ج 14 ص 239, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل: أن عيسى لم يخالف السنة, وكان موافقا لسنة التوراة حتى {رفعه الله إليه}.

------------

التوحيد ص 428, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 166, الإحتجاج ج 2 ص 422, إثبات الهداة ج 1 ص 197, بحار الأنوار ج 10 ص 308, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 602, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 71

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمر بن أبان عن بعضهم في حديث عن الأنبياء (ع) قال: كان خمسة عبرانيون إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى (ع).

------------

الإختصاص ص 264, بحار الأنوار ج 11 ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية