معجزاته

عن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: قال أبو طالب للنبي (ص) : يا بن أخي، الله أرسلك؟ قال: نعم، قال: فأرني آية، قال: أدع لي تلك الشجرة، فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه، ثم انصرفت، فقال أبو طالب: أشهد أنك صادق، يا علي صل جناح ابن عمك.

---------------

الأمالي للصدوق ص 614, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 1 ص 129, الدر النظيم ص 134, إثبات الهداة ج 1 ص 307, البرهان ج 4 ص 275, بحار الأنوار ج 17 ص 370

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله (ص) فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة! قالوا: وما رأيت البارحة؟! قال: رأيت رسول الله (ص) ببابه, فخرج ليلا فأخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) وخرجا إلى البقيع, فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكة, فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين, فإذا بالقبر قد انشق وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله, فقال له: من وليك يا أبة؟ فقال: وما الولي يابني؟ فقال: هو هذا علي, فقال: وأن عليا وليي, قال: فارجع إلى روضتك, ثم عدل إلى قبر أمه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه فإذا بالقبر قد انشق وإذا هي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله ورسوله, فقال لها: من وليك يا أماه؟ فقالت: وما الولاية يا بني؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب, فقالت: وأن عليا وليي, فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك, فكذبوه ولببوه وقالوا: يا رسول الله كذب عليك اليوم! فقال: وما كان من ذلك؟ قالوا إن جندب حكى عنك كيت وكيت! فقال النبي (ص): ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, قال عبد السلام بن محمد: فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الاعلى فقال: أما علمت أن النبي (ص) قال: أتاني جبرئيل(ع) فقال: إن الله عز وجل حرم النار على ظهر أنزلك، وبطن حملك، وثدي أرضعك، وحجر كفلك.

---------------

معاني الأخبار ص 178, علل الشرائع ج 1 ص 176, إثبات الهداة ج 1 ص 287, بحار الأنوار ج 15 ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع): أما حنين العود إلى رسول الله (ص)، فإن رسول الله (ص) كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله, إن الناس قد كثروا، وأنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت، فلو أذنت في أن نعمل لك منبرا له مراق ترقاها فيراك الناس إذا خطبت, فأذن في ذلك، فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حن إليه ذلك الجذع حنين الثكلى، وأن أنين الحبلى، فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وارتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعا بينا، فلما رأى رسول الله (ص) ذلك نزل عن المنبر، وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده، وقال (ص): اسكن فما تجاوزك رسول الله (ص) تهاونا بك، ولا استخفافا بحرمتك ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله، فهدأ حنينه وأنينه، وعاد رسول الله (ص) إلى منبره، ثم قال: معاشر المسلمين هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه وفي عباد الله الظالمين أنفسهم من لا يبالي قرب من رسول الله (ص) أو بعد, ولولا أني ما احتضنت هذا الجذع، ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه وأنينه إلى يوم القيامة! وإن من عباد الله وإمائه لمن يحن إلى محمد رسول الله وإلى علي ولي الله كحنين هذا الجذع، وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين الطاهرين منطويا.

---------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 188, بحار الأنوار ج 17 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن سالم بن أبي حفصة العجلي، عن أبي جعفر × قال: كان في رسول الله | ثلاثة لم تكن في أحد غيره: لم يكن له فيئ, وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه, وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له.
------------
الكافي ج 1 ص 442, مكارم الأخلاق ص 34, الوافي ج 3 ص 705, إثبات الهداة ج 1 ص 244, حلية الأبرار ج 1 ص 355, بحار الأنوار ج 16 ص 368, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 316, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 467

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الهادي (ع): وأما دعاؤه (ص) الشجرة: فإن رجلا من ثقيف كان أطب الناس يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي, جاء إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد, جئت لأداويك من جنونك, فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي, فقال رسول الله (ص): يا حارث, أنت تفعل أفعال المجانين, وتنسبني إلى الجنون؟! قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟ قال (ص): نسبتك إياي إلى الجنون من غير محنة منك ولا تجربة, ولا نظر في صدقي أو كذبي! فقال الحارث: أوليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها؟ فقال رسول الله (ص): وقولك لا تقدر لها, فعل المجانين! لأنك لم تقل: لم قلت كذا؟ ولا طالبتني بحجة, فعجزت عنها, فقال الحارث: صدقت, أنا أمتحن أمرك بآية أطالبك بها, إن كنت نبيا فادع تلك الشجرة, وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها, فإن أتتك علمت أنك رسول الله وشهدت لك بذلك, وإلا فأنت ذلك المجنون الذي قيل لي, فرفع رسول الله (ص) يده إلى تلك الشجرة وأشار إليها أن: تعالي, فانقلعت الشجرة بأصولها وعروقها, وجعلت تخد في الارض أخدودا عظيما كالنهر حتى دنت من رسول الله (ص) فوقفت بين يديه, ونادت بصوت فصيح: ها أنا ذا يا رسول الله صلى الله عليك ما تأمرني؟ فقال لها رسول الله (ص): دعوتك لتشهدي لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد, ثم تشهدي بعد شهادتك لي لعلي(ع) هذا بالإمامة, وأنه سندي وظهري وعضدي وفخري وعزي, ولولاه ما خلق الله عز وجل شيئا مما خلق, فنادت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله, أرسلك بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا, وأشهد أن عليا ابن عمك هو أخوك في دينك وأوفر خلق الله من الدين حظا, وأجزلهم من الاسلام نصيبا, وأنه سندك وظهرك وقامع أعدائك, وناصر أوليائك وباب علومك في أمتك, وأشهد أن أولياءك الذين يوالونه ويعادون أعداءه حشو الجنة, وأن أعداءك الذين يوالون أعداءه ويعادون أولياءه حشو النار, فنظر رسول الله (ص) إلى الحارث بن كلدة فقال: يا حارث أومجنونا يعد من هذه آياته؟ فقال الحارث بن كلدة: لا والله يا رسول الله! ولكني أشهد أنك رسول رب العالمين, وسيد الخلق أجمعين, وحسن إسلامه.

---------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 168, حلية الأبرار ج 2 ص 162, مدينة المعاجز ج 1 ص 350, بحار الأنوار ج 17 ص 316

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: أتى رسول الله (ص) يهودي يقال له: سبخت فقال له: يا محمد, جئت أسألك عن ربك فان أجبتني عما أسألك عنه اتبعتك وإلا رجعت، فقال له: سل عما شئت، فقال: أين ربك؟ فقال (ص): هو في كل مكان وليس هو في شيء من المكان بمحدود، قال: فكيف هو؟ فقال (ص): وكيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق الله، والله لا يوصف بخلقه، قال: فمن يعلم أنك نبي؟ قال: فما بقي حوله حجر ولا مدر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين: يا شيخ, إنه رسول الله، فقال سبخت: تالله ما رأيت كاليوم أبين!! ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله (ص).

----------------

التوحيد للصدوق ص 309, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 283, بحار الأنوار ج 3 ص 332

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن النبي (ص) كان في أصحابه إذ جاء أعرابي ومعه ضب قد صاده، وجعله في كمه، قال: من هذا؟ قالوا: هذا النبي، فقال: واللات والعزى ما أحد أبغض إلي منك، ولولا أن يسميني قومي عجولا، لعجلت عليك، فقتلتك, فقال (ص): ما حملك على ما قلت؟ آمن بي، قال: لا أؤمن أو يؤمن بك هذا الضب، فطرحه، فقال النبي (ص): يا ضب، فأجابه الضب بلسان عربي يسمعه القوم: لبيك وسعديك، يا زين من وافى القيامة، قال (ص): من تعبد؟ قال: الذي في السماء عرشه، وفي الارض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عقابه، قال (ص): فمن أنا يا ضب؟ قال: رسول رب العالمين، وخاتم النبيين، قد أفلح من صدقك، وخاب من كذبك، قال الاعرابي: لا أتبع أثرا بعد عين، لقد جئتك وما على وجه الارض أحد أبغض إلي منك، فإنك الآن أحب إلي من نفسي، ووالدي أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فرجع إلى قومه وكان من بني سليم فأخبرهم بالقضية فآمن ألف إنسان منهم.

--------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 38, بحا الأنوار ج 17 ص 406

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن الإمام السجاد (ع): إن رسول الله (ص) لما بعث إلى الناس كافة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، جعلت الوفود ترد عليه، والمنازعون يكثرون لديه، فمن مريد قاصد للحق منصف متبين ما يورده عليه رسول الله (ص) من آياته ويظهر له من معجزاته، فلا يلبث أن يصير أحب خلق الله تعالى إليه وأكرمهم عليه، ومن معاند يجحد ما يعلم ويكابره فيما يفهم، فيبوء باللعنة على اللعنة قد صوره عناده وهو من العالمين في صورة الجاهلين, فكان ممن قصد رسول الله (ص) لمحاجته ومنازعته طوائف فيهم معاندون مكابرون وفيهم منصفون متبينون متفهمون، فكان منهم سبعة نفر يهود, وخمسة نصارى, وأربعة صابئون, وعشرة مجوس, وعشرة ثنوية, وعشرة براهمة, وعشرة دهرية معطلة, وعشرون من مشركي العرب, جمعهم منزل قبل ورودهم على رسول الله (ص) وفي المنزل من خيار المسلمين نفر منهم: عمار بن ياسر، وخباب بن الارت، والمقداد بن الاسود، وبلال, فاجتمع أصناف الكافرين يتحدثون عن رسول الله (ص) وما يدعيه من الآيات، ويذكر في نفسه من المعجزات، فقال بعضهم: إن معنا في هذا المنزل نفرا من أصحابه، وهلموا بنا إليهم نسألهم عنه قبل مشاهدته، فلعلنا أن نقف من جهتهم على بعض أحواله في صدقه وكذبه، فجاءوا إليهم، فرحبوا بهم وقالوا: أنتم من أصحاب محمد؟ قالوا: بلى، نحن من أصحاب محمد سيد الأولين والآخرين، والمخصوص بأفضل الشفاعات في يوم الدين، ومن لو نشر الله تعالى جميع أنبيائه، فحضروه لم يلقوه إلا مستفيدين من علومه، آخذين من حكمته، ختم الله تعالى به النبيين، وتمم به المكارم، وكمل به المحاسن، فقالوا: فبماذا أمركم محمد؟ فقالوا: أمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأن نقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصل الارحام، وننصف للانام، ولا نأتي إلى عباد الله بما لا نحب أن يأتوا به إلينا، وأن نعتقد ونعترف أن محمدا سيد الاولين والآخرين، وأن عليا (ع) أخاه سيد الوصيين، وأن الطيبين من ذريته المخصوصين بالامامة هم الائمة على جميع المكلفين الذين أوجب الله تعالى طاعتهم وألزم متابعتهم وموالاتهم, فقالوا: يا هؤلاء, هذه أمور لا تعرف إلا بحجج ظاهرة، ودلائل باهرة، وأمور بينة ليس لأحد أن يلزمها أحدا بلا أمارة تدل عليها، ولا علامة صحيحة تهدي إليها، أفرأيتم له آيات بهرتكم، وعلامات ألزمتكم؟ قالوا: بلى والله! لقد رأينا ما لا محيص عنه، ولا معدل ولا ملجأ، ولا منجا لجاحده من عذاب الله، ولا موئل فعلمنا أنه المخصوص برسالات الله المؤيد بآيات الله، المشرف بما اختصه الله به من علم الله، قالوا: فما الذي رأيتموه؟ قال عمار بن ياسر: أما الذي رأيته أنا، فإني قصدته وأنا فيه شاك، فقلت: يا محمد لا سبيل إلى التصديق بك مع استيلاء الشك فيك على قلبي، فهل من دلالة؟ قال: بلى, قلت: ما هي؟ قال: إذا رجعت إلى منزلك فاسأل عني ما لقيت من الأحجار والأشجار تصدقني برسالتي، وتشهد عندك بنبوتي, فرجعت فما من حجر لقيته، ولا شجر رأيته إلا ناديته: يا أيها الحجر، يا أيها الشجر، إن محمدا يدعي شهادتك بنبوته، وتصديقك له برسالته، فبماذا تشهد له؟ فنطق الحجر والشجر: أشهد أن محمدا (ص) رسول ربنا.

---------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 598

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن ناقة لبعض أصحاب رسول الله (ص) ضلت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبياً يعلم أمر الناقة، فبلغ ذلك النبي (ص) فقال: الغيب لا يعلمه إلا الله، إنطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.

-------------------

قرب الإسناد ص 323, الخرائج والجرائح ج 1 ص 108, إثبات الهداة ج 1 ص 270, بحار الأنوار ج 17 ص 230

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله ×: اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربع عشرة من ذي الحجة، فقالوا للنبي |: ما من نبي إلا وله آية, فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبي |: ما الذي تريدون؟ فقالوا: إن يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل × وقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: إني قد أمرت كل شي‏ء بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين, فسجد النبي | شكرا لله وسجد شيعتنا، ثم رفع النبي | رأسه ورفعوا رءوسهم، ثم قالوا: يعود كما كان, فعاد كما كان، ثم قالوا: ينشق رأسه, فأمره فانشق, فسجد النبي | شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا: يا محمد, حين تقدم سفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة, فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك, وإن لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنه سحر سحرتنا به، فأنزل الله {اقتربت الساعة} إلى آخر السورة.

--------

تفسير القمي ج 2 ص 340, إثبات الهداة ج 1 ص 411, البرهان ج 5 ص 214, بحار الأنوار ج 17 ص 351, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 175, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 529

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الهادي (ع) في حديث طويل قال: وأما دفاع الله القاصدين لمحمد (ص) إلى قتله، وإهلاكه إياهم كرامة لنبيه، وتصديقه إياه فيه، فإن رسول الله (ص) كان وهو ابن سبع سنين بمكة، قد نشأ في الخير نشوءا لا نظير له في ساير صبيان قريش، حتى ورد مكة قوم من يهود الشام فنظروا إلى محمد (ص) وشاهدوا نعته وصفته. فأسر بعضهم إلى بعض: هذا والله محمد (ص) الخارج في آخر الزمان المدال على اليهود وساير أهل الأديان، يزيل الله به دولة اليهود، ويذلهم، ويقمعهم، وقد كانوا وجدوه في كتبهم النبي الأمي الفاضل الصادق، فحملهم الحسد على أن كتموا ذلك، وتفاوضوا في أنه ملك يزال. ثم قال بعضهم لبعض: تعالوا نحتال‏ فنقتله، فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت لعلنا نصادفه ممن يمحو، فهموا بذلك، ثم قال بعضهم لبعض: لا تعجلوا حتى نمتحنه ونجربه بأفعاله، فإن الحلية قد توافق الحلية، والصورة قد تشاكل الصورة، وإنما وجدناه في كتبنا أن محمدا (ص) يجنبه ربه من الحرام، والشبهات، فصادفوه وألقوه وادعوه إلى دعوة وقدموا إليه الحرام والشبهة، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنه غير من تظنون، وإنما الحلية وافقت الحلية، والصورة قد ساوت الصورة، وإن لم يكن الأمر كذلك ولم يأكل منهما، فاعلموا أنه هو، فاحتالوا له في تطهير الأرض منه لتسلم لليهود دولتهم. فجاؤوا إلى أبي طالب (ع) فصادفوه ودعوه إلى دعوة لهم فلما حضر رسول الله (ص) قدموا إليه وإلى أبي طالب والملأ من قريش دجاجة مسمنة كانوا قد وقذوها وشووها، فجعل أبو طالب (ع) وساير قريش يأكلون منها، ورسول الله (ص) يمد يده نحوها فيعدل بها يمنة ويسرة، ثم أماما، ثم خلفا، ثم فوقا، ثم تحتا، لا تصيبها يده فقالوا مالك لا تأكل منها؟ فقال: يا معاشر اليهود قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها وما أراها إلا حراما يصونني ربي عنها، فقالوا: ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك منها. فقال رسول الله (ص) : فافعلوا إن قدرتم فذهبوا ليأخذوا منها، ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها عنها إلى الجهات، كما كانت يد رسول الله (ص) تعدل عنها. فقال رسول الله (ص) فهذه قد منعت منها، فأتوني بغيرها إن كانت لكم، فجاؤوه بدجاجة أخرى، مسمة، مشوية قد أخذوها لجار لهم‏ غائب، لم يكونوا اشتروها وعملوها على أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر. فتناول منها رسول الله (ص) لقمة، فلما ذهب أن يرفعها ثقلت عليه وفصلت‏ حتى سقطت من يده، وكلما ذهب يرفع ما تناوله بعدها ثقلت وسقطت. فقالوا: يا محمد فما بال هذه لا تأكل منها؟ قال رسول الله (ص) : وهذه أيضا قد منعت منها، وما أراها إلا من شبهة يصونني ربي عز وجل عنها. فقالوا: ما هي شبهة، دعنا نلقمك منها، قال: إفعلوا إن قدرتم عليه، فكلما تناولوا لقمة ليلقموه، ثقلت كذلك في أيديهم وسقطت، ولم يقدروا أن يعلوها. فقال رسول الله (ص): هو ما قلت لكم: شبهة يصونني ربي عز وجل عنها، فتعجب قريش من ذلك، وكان ذلك مما يقيمهم على اعتقاد عداوتهم إلى أن أظهروها لما أن أظهره الله عز وجل بالنبوة وأغرتهم اليهود أيضا وقالت لهم اليهود: أي شي‏ء يرد عليكم من هذا الطفل؟ ما نراه إلا سالبكم نعمكم وأرواحكم، وسوف يكون لهذا شأن عظيم. وقال أمير المؤمنين (ع): فتواطأت اليهود على قتله في جبل حراء وهم سبعون، فعمدوا إلى سيوفهم فسموها، ثم قعدوا له ذات غلس في طريقه على جبل حرا، فلما صعد صعدوا وسلوا سيوفهم، وهم سبعون رجلا من أشد اليهود وأجلدهم وذوي النجدة منهم، فلما أهووا بها إليه ليضربوه بها التقى طرفا الجبل بينهم وبينه فانضما، وصار ذلك حائلا بينهم وبين محمد (ص) ، وانقطع طمعهم عن الوصول إليه بسيوفهم، فغمدوها، فانفرج الطرفان بعد ما كانا انضما. فسلوا بعد سيوفهم وقصدوه، فلما هموا بإرسالها عليه انضم طرفا الجبل، وحيل بينهم وبينه فغمدوها، ثم ينفرجان فيسلونها إلى أن بلغ ذروة الجبل، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة. فصعدوا الجبل وداروا خلفه ليقصدوه بالقتل، فطال عليهم الطريق ومد الله عز وجل في الجبل، فأبطأوا عنه حتى فرغ رسول الله (ص) من ذكره وثنائه على ربه واعتباره بعبرة. ثم انحدر عن الجبل وانحدروا خلفه ولحقوه وسلوا سيوفهم ليضربوه بها فانضم طرفا الجبل وحال بينهم وبينه فغمدوها ثم انفرج فسلوها، ثم انضم فغمدوها، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة، كلما انفرج سلوها، فإذا انضم غمدوها. فلما كان في آخر مرة وقد قارب رسول الله (ص) القرار سلوا سيوفهم فانضم طرفا الجبل، وضغطهم الجبل، ورضضهم، وما زال يضغطهم حتى ماتوا جميعا. ثم نودي يا محمد: انظر إلى خلفك إلى من بغى‏ عليك بالسوء ماذا صنع بهم ربك، فنظر فإذا طرفا الجبل مما يليه منضمان، فلما نظر انفرج الجبل، وسقط أولئك القوم وسيوفهم بأيديهم، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم، وسوقهم، وأرجلهم، وخروا موتى، تشخب أوداجهم دما. وخرج رسول الله (ص) عن ذلك الموضع سالما مكفيا مصونا محفوظا تناديه الجبال وما عليها من الأحجار والأشجار: هنيئا لك يا محمد (ص) نصرة الله عز وجل لك على أعدائك بنا، وسينصرك‏ إذا ظهر أمرك على جبابرة أمتك وعتاتهم‏ بعلي بن أبي طالب، وتسديده لاظهار دينك وإعزازه، وإكرام أوليائك، وقمع أعدائك، وسيجعله تاليك وثانيك، ونفسك التي بين جنبيك، وسمعك الذي به تسمع، وبصرك الذي به تبصر، ويدك التي بها تبطش، ورجلك التي عليها تعتمد، وسيقضي عنك ديونك، ويفي عنك بعداتك، وسيكون جمال أمتك، وزين أهل ملتك، وسيسعد ربك عز وجل به محبيه، ويهلك به شانئيه‏.

-----------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 159, حلية الأبرار ج 1 ص 59, بحار الانوار ج 17 ص 311

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع): ما أظهر الله عز وجل لنبي تقدم آية إلا وقد جعل لمحمد (ص) وعلي (ع) مثلها وأعظم منها، قيل: يابن رسول الله (ص) فأي شيء جعل لمحمد وعلي (ع) ما يعدل آيات عيسى من إحياء الموتى، وإبراء الاكمه والابرص، والإنباء بما يأكلون وما يدخرون؟ قال (ع): إن رسول الله (ص) كان يمشي بمكة وأخوه علي (ع) يمشي معه وعمه أبو لهب خلفه يرمي عقبه بالاحجار وقد أدماه, ينادي معاشر قريش: هذا ساحر كذاب فافقدوه واهجروه واجتنبوه, وحرش عليه أوباش قريش، فتبعوهما ويرمونهما بالاحجار فما منها حجر أصابه إلا وأصاب علياً (ع), فقال بعضهم: يا علي, ألست المتعصب لمحمد (ص) والمقاتل عنه والشجاع الذي لا نظير لك مع حداثة سنك، وأنك لم تشاهد الحروب, ما بالك لا تنصر محمداً ولا تدفع عنه؟ فناداهم علي (ع): معاشر أوباش قريش لا أطيع محمداً بمعصيتي له، لو أمرني لرأيتم العجب! وما زالوا يتبعونه حتى خرج من مكة, فأقبلت الاحجار على حالها تتدحرج، فقالوا: الآن تشدخ هذه الاحجار محمداً وعلياً ونتخلص منهما, وتنحت قريش عنه خوفاً على أنفسهم من تلك الاحجار، فرأوا تلك الاحجار قد أقبلت على محمد (ص) وعلي (ع) كل حجر منها ينادي: السلام عليك يا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، السلام عليك يا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف, السلام عليك يا رسول رب العالمين, وخير الخلق أجمعين, السلام عليك يا سيد الوصيين ويا خليفة رسول رب العالمين, وسمعها جماعات قريش فوجموا!! فقال عشرة من مردتهم وعناتهم: ما هذه الاحجار تكلمهما، ولكنهم رجال في حفرة بحضرة الاحجار، قد خبأهم محمد تحت الارض فهي تكلمهما لغيرنا ويختدعنا، فأقبلت عند ذلك أحجار عشرة من تلك الصخور، وتحلقت وارتفعت فوق العشرة المتكلمين بهذا الكلام، فما زالت تقع بهاماتهم وترتفع وترضضها حتى ما بقي من العشرة أحد إلا سال دماغه ودماؤه من منخريه، وتخلخل رأسه وهامته ويافوخه فجاء أهلوهم وعشائرهم يبكون ويضجون، يقولون: أشد من مصابنا بهؤلاء تبجح محمد وتبذخه بأنهم قتلوا بهذه الاحجار فصار ذلك آية له ودلالة ومعجزة, فأنطق الله عز وجل جنائزهم فقالت: صدق محمد وما كذب، وكذبتم وما صدقتم، واضطربت الجنائز، ورمت من عليها، وسقطوا على الارض ونادت: ما كنا لننقاد ليحمل علينا أعداء الله إلى عذاب الله، فقال أبو جهل لعنه الله: إنما سحر محمد هذه الجنائز كما سحر تلك الاحجار والجلاميد والصخور، حتى وجد منها من النطق ما وجد، فإن كانت قتل هذه الاحجار هؤلاء لمحمد آية له وتصديقاً لقوله، وتثبيتاً لأمره، فقالوا له: يسأل من خلقهم أن يحييهم، فقال رسول الله (ص): يا أبا الحسن, قد سمعت اقتراح الجاهلين، وهؤلاء عشرة قتلى، كم جرحت بهذه الاحجار التي رمانا بها القوم يا علي؟ قال علي (ع): جرحت أربع جراحات وقال رسول الله (ص): قد جرحت أنا ست جراحات، فليسأل كل واحد منا ربه أن يحيي من العشرة بقدر جراحاته، فدعا رسول الله (ص) لستة منهم فنشروا، ودعا علي (ع) لاربعة منهم فنشروا، ثم نادى المحيون: معاشر المسلمين إن لمحمد (ص) وعلي (ع) شأنا عظيماً في الممالك التي كنا فيها، لقد رأينا لمحمد (ص) مثالاً على سرير عند البيت المعمور، وعند العرش، ولعلي (ع) مثالاً عند البيت المعمور, وعند الكرسي وأملاك السماوات, والحجب وأملاك العرش يحفون بهما ويعظمونهما ويصلون عليهما، ويصدرون عن أوامرهما، ويقسمون بهما على الله عز وجل لحوائجهم إذا سألوه بهما, فآمن منهم سبعة نفر، وغلب الشقاء على الآخرين, وأما تأييد الله عز وجل لعيسى (ع) بروح القدس، فإن جبرئيل هو الذي لما حضر رسول الله (ص) وهو قد اشتمل بعباءته القطوانية على نفسه وعلى علي وفاطمة والحسين والحسن (ع) وقال: اللهم هؤلاء أهلي، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، محب لمن أحبهم، ومبغض لمن أبغضهم، فكن لمن حاربهم حرباً، ولمن سالمهم سلماً، ولمن أحبهم محباً، ولمن أبغضهم مبغضاً، فقال الله عز وجل: قد أجبتك إلى ذلك يا محمد، فرفعت أم سلمة جانب العباءة لتدخل، فجذبه رسول الله (ص) وقال: لست هناك وإن كنت في خير وإلى خير، وجاء جبرئيل (ع) متدبراً وقال: يا رسول الله, إجعلني منكم! قال (ص): أنت منا، قال: أفأرفع العباءة وأدخل معكم؟ قال (ص): بلى، فدخل في العباءة، ثم خرج وصعد إلى السماء إلى الملكوت الاعلى، وقد تضاعف حسنه وبهاؤه، وقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا! قال: وكيف لا أكون كذلك وقد شرفت بأن جعلت من آل محمد (ص) وأهل بيته؟! قالت الأملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش: حق لك هذا الشرف أن تكون كما قلت، وكان علي (ع) معه جبرئيل عن يمينه في الحروب، وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه، وملك الموت أمامه, وأما إبراء الاكمه والابرص، والإنباء بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فإن رسول الله (ص) لما كان بمكة قالوا: يا محمد, إن ربنا هبل، الذي يشفي مرضانا، وينقذ هلكانا، ويعالج جرحانا، قال (ص): كذبتم، ما يفعل هبل من ذلك شيئاً، بل الله تعالى يفعل بكم ما يشاء من ذلك، قال (ع): فكبر هذا على مردتهم، فقالوا: يا محمد, ما أخوفنا عليك من هبل أن يضربك باللقوة والفالج والجذام والعمى، وضروب العاهات لدعائك إلى خلافه، قال (ص): لن يقدر على شيء مما ذكرتموه إلا الله عز وجل، قالوا: يا محمد, فإن كان لك رب تعبده لا رب سواه، فاسأله أن يضربنا بهذه الآفات التي ذكرناها لك حتى نسأل نحن هبل أن يبرأنا منها، لتعلم أن هبل هو شريك ربك الذي إليه تومي وتشير، فجاءه جبرئيل (ع) فقال: ادع أنت على بعضهم، وليدع علي على بعض، فدعا رسول الله (ص) على عشرين منهم، ودعا علي (ص) على عشرة، فلم يريموا مواضعهم حتى برصوا وجذموا وفلجوا ولقوا وعموا، وانفصلت عنهم الايدي والارجل، ولم يبق في شيء من أبدانهم عضو صحيح إلا ألسنتهم وآذانهم، فلما أصابهم ذلك صير بهم إلى هبل ودعوه ليشفيهم، وقالوا: دعا على هؤلاء محمد وعلي، ففعل بهم ما ترى فاشفهم، فناداهم هبل: يا أعداء الله وأي قدرة لي على شيء من الاشياء؟ والذي بعثه إلى الخلق أجمعين، وجعله أفضل النبيين والمرسلين، لو دعا علي لتهافتت أعضائي وتفاصلت أجزائي، واحتملتني الرياح وتذروا إياي حتى لا يرى لشيء مني عين ولا أثر، يفعل الله ذلك بي حتى يكون أكبر جزء مني دون عشر عشير خردلة, فلما سمعوا ذلك من هبل ضجوا إلى رسول الله (ص) وقالوا: قد انقطع الرجاء عمن سواك، فأغثنا وادع الله لاصحابنا، فانهم لا يعودون إلى أذاك، فقال رسول الله (ص): شفاؤهم يأتيهم من حيث أتاهم داؤهم، عشرون علي وعشرة على علي، فجاءوا بعشرين، فأقاموهم بين يديه، وبعشرة أقاموهم بين يدي علي (ع), فقال رسول الله (ص) للعشرين: غضوا أعينكم، وقولوا: اللهم بجاه من بجاهه ابتليتنا، فعافنا بمحمد وعلي والطيبين من آلهما, وكذلك قال علي (ع) للعشرة الذين بين يديه, فقالوها، فقاموا فكأنما انشطوا من عقال، ما بأحد منهم نكبة وهو أصح مما كان قبل أن أصيب بما أصيب, فآمن الثلاثون وبضع أهليهم، وغلب الشقاء على أكثر الباقين, وأما الإنباء بما كانوا يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فان رسول الله (ص) لما برؤا قال لهم: آمنوا، فقالوا: آمنا، فقال (ص): ألا أزيدكم بصيرة؟ قالوا: بلى، قال (ص): أخبركم بما تغذى به هؤلاء وتداووا؟ فقالوا: قل يا رسول الله، فقال (ص): تغذى فلان بكذا، وتداوى فلان بكذا، وبقي عنده كذا حتى ذكرهم أجمعين، ثم قال (ص): يا ملائكة ربي احضروني بقايا غذائهم ودوائهم على أطباقهم وسفرهم، فأحضرت الملائكة ذلك، وأنزلت من السماء بقايا طعام أولئك ودوائهم، فقالوا: هذه البقايا من المأكول كذا، والمداوي به كذا، ثم قال (ص): يا أيها الطعام أخبرنا، كم أكل منك؟ فقال الطعام: أكل مني كذا، وترك مني كذا، وهو ما ترون، وقال بعض ذلك الطعام: أكل صاحبي هذا مني كذا وبقي مني كذا، وجاء به الخادم فأكل مني كذا، وأنا الباقي، فقال رسول الله (ص) : فمن أنا؟ فقال الطعام والدواء: أنت رسول الله صلى الله عليك وآلك، قال (ص): فمن هذا؟ يشير إلى علي (ع), فقال الطعام والدواء: هذا أخوك سيد الاولين والآخرين، ووزيرك أفضل الوزراء، وخليفتك سيد الخلفاء.

--------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 373, مدينة المعاجز ج 1 ص 291, بحار الأنوار ج 17 ص 259

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: كنا جلوساً مع النبي (ص) إذ هبط عليه الأمين جبرئيل (ع) ومعه جام من البلور الاحمر مملوءة مسكاً وعنبراً، وكان إلى جنب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) وولداه الحسن والحسين (ع)، فقال له: السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي بها علياً وولديه, قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله (ص) هلل ثلاثاً، وكبر ثلاثاً، ثم قالت بلسان ذرب طلق: {بسم الله الرحمن الرحيم} {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} فاشتمها النبي (ص) وحيى بها علياً (ع)، فلما صارت في كف علي (ع) قالت: {بسم الله الرحمن الرحيم} {إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فاشتمها علي (ع) وحيى بها الحسن (ع)، فلما صارت في كف الحسن (ع) قالت: {بسم الله الرحمن الرحيم} {عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون} فاشتمها الحسن (ع) وحيى بها الحسين (ع)، فلما صارت في كف الحسين (ع) قالت: {بسم الله الرحمن الرحيم} {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور}، ثم ردت إلى النبي (ص) فقالت: {بسم الله الرحمن الرحيم} {الله نور السماوات والأرض}.

--------------

الأمالي للطوسي ص 355, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 392, البرهان ج 3 ص 749, مدينة المعاجز ج 1 ص 152, بحار الأنوار ج 37 ص 100, رياض الأبرار ج 1 ص 87

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أنه كان لجابر بئر، ماؤها زعاق، فعطش فشكا إلى النبي (ص) فدعا بطشت وغسل رجليه فيه وأمر باهراق ذلك الماء فيها، فصار ماؤها عذباً.

--------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 507, بحار الأنوار ج 17 ص 299

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (ع) في خبر أنه قال: كان رسول الله (ص) يمص النوى بفيه ويغرسه, فيطلع من ساعته.

---------------

الكافي ج 5 ص 74, الوافي ج 17 ص 30, وسائل الشيعة ج 17 ص 37, هداية الأمة ج 6 ص 16, حلية الأبرار ج 1 ص 329, بحار الأنوار ج 17 ص 388

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أنه كان ليهودي حق على مسلم، وقد عقد أن يغرس له عدة من النخيل, ويربيها إلى أن ترطب ألواناً كثيرة، فإنه (ص) أمر علياً (ع) أن يأخذ نوى على عدد النخل الذي ضمنه المسلم لليهودي، فكان النبي (ص) يضع النوى في فيه ثم يعطيه علياً (ع) فيدفنه في الارض، فإذا اشتغل بالثاني نبت الاول, حتى تمت عدة النخل على الالوان المختلفة من الصفرة والحمرة والبياض والسواد وغيرها، وكان النبي (ص) يمشي بين نخلات ومعه علي (ع) فنادت نخلة إلى نخلة: هذا رسول الله (ص) وهذا وصيه، فسميت الصيحانية.

---------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 927, بحار الأنوار ج 17 ص 365

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حماد بن عثمان, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن من الناس من يؤمن بالكلام ومنهم من لا يؤمن إلا بالنظر, إن رجلاً أتى النبي (ص) فقال له: أرني آية, فقال رسول الله (ص) لشجرتين: اجتمعا, فاجتمعتا, ثم قال: تفرقا, فافترقا, ورجع كل واحدة منهما إلى مكانهما فآمن الرجل.

---------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 253, إثبات الهداة ج 1 ص 334, بحار الأنوار ج 17 ص 366

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي (ص) وقال: بم أعرف أنك رسول الله؟ قال (ص): أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة فأتاني أتشهد إني رسول الله؟ قال: نعم، قال: فدعا العذق ينزل من النخلة حتى سقط على الارض، فجعل يبقر حتى أتى النبي (ص)، ثم قال (ص): أرجع فرجع حتى عاد إلى مكانه، فقال: أشهد أنك لرسول الله (ص) وآمن فخرج العامري, يقول: يا آل عامر بن صعصعة, والله لا أكذبه بشيء أبداً.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 297, الخرائج والجرائح ج 2 ص 503, بحار الأنوار ج 17 ص 368

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المفضل بن عمر، عن الصادق، عن آبائه (ع)، عن علي (ع) قال: خرجنا مع النبي (ص) في غزاة، فعطش الناس ولم يكن في المنزل ماء، وكان في إناء قليل ماء، فوضع إصابعه فيه، فتحلب منها الماء حتى روى الناس والابل والخيل وتزود الناس، وكان في العسكر إثنا عشر ألف بعير ومن الخيل إثنا عشر ألف فرس، ومن الناس ثلاثون ألفاً.

---------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 313, الخرائج والجرائح ج 2 ص 509, إثبات الهداة ج 1 ص 404

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن رسول الله (ص) دعا غزالاً، فأتاه، فأمر بذبحه، ففعلوا، وشووه وأكلوا لحمه ولم يكسروا له عظماً، ثم أمر أن يوضع بجلده وتطرح عظامه وسط الجلد، فقام الغزال حياً يرعى.

---------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 84, مدينة المعاجز ج 4 ص 416, بحار الأنوار ج 18 ص 7

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أنه استند النبي (ص) على شجرة يابسة فأورقت وأثمرت.

----------------

مناقب آشوب ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 17 ص 366

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الهادي (ع): وأما دعاؤه (ص) الشجرة: فإن رجلاً من ثقيف كان أطب الناس يقال له الحارث بن كلدة الثقفي, جاء إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد جئت لأداويك من جنونك, فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي, فقال رسول الله (ص) يا حارث أنت تفعل أفعال المجانين, وتنسبني إلى الجنون؟! قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟ قال (ص) : نسبتك إياي إلى الجنون من غير محنة منك ولا تجربة, ولا نظر في صدقي أو كذبي! فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها؟ فقال رسول الله (ص) : وقولك لا تقدر لها, فعل المجانين, لأنك لم تقل: لم قلت كذا؟ ولا طالبتني بحجة, فعجزت عنها, فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أطالبك بها, إن كنت نبياً فادع تلك الشجرة, وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها, فإن أتتك علمت أنك رسول الله وشهدت لك بذلك وإلا فأنت ذلك المجنون الذي قيل لي.

فرفع رسول الله (ص) يده إلى تلك الشجرة وأشار إليها أن: تعالي, فانقلعت الشجرة بأصولها وعروقها, وجعلت تخد في الارض أخدوداً عظيماً كالنهر حتى دنت من رسول الله (ص) فوقفت بين يديه, ونادت بصوت فصيح: ها أنا ذا يا رسول الله صلى الله عليك ما تأمرني؟ فقال لها رسول الله (ص) : دعوتك لتشهدي لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد ثم تشهدي بعد شهادتك لي لعلي (ع) هذا بالإمامة, وأنه سندي وظهري وعضدي وفخري وعزي, ولولاه ما خلق الله عز وجل شيئاً مما خلق, فنادت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله, أرسلك بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً, وأشهد أن علياً ابن عمك هو أخوك في دينك وأوفر خلق الله من الدين حظاً, وأجزلهم من الاسلام نصيباً, وأنه سندك وظهرك وقامع أعدائك, وناصر أوليائك وباب علومك في أمتك, وأشهد أن أولياءك الذين يوالونه ويعادون أعداءه حشو الجنة, وأن أعداءك الذين يوالون أعداءه ويعادون أولياءه حشو النار, فنظر رسول الله (ص) إلى الحارث بن كلدة فقال: يا حارث أو مجنوناً يعد من هذه آياته؟ فقال الحارث بن كلدة: لا والله يا رسول الله! ولكني أشهد أنك رسول رب العالمين, وسيد الخلق أجمعين, وحسن إسلامه.

---------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 169, مدينة المعاجز ج 1 ص 350, حلية الأبرار ج 2 ص 162, بحار الأنوار ج 17 ص 316

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى حمزة بن عمرو الاسلمي قال: إنا نفرنا مع رسول الله (ص) في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه لنا، فانكشفت الظلمة.

----------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 913, مناقب آشوب ج 1 ص 107, بحار الأنوار ج 17 ص 255

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روت عائشة أن رسول الله (ص) بعث علياً (ع) يوماً في حاجة له، فانصرف إلى النبي (ص) وهو في حجرتي، فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله (ص) إلى وسط واسع من الحجرة فعانقه، وأظلتهما غمامة سترتهما عني، ثم زالت عنهما الغمامة، فرأيت في يد رسول الله (ص) عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم علياً، فقلت: يا رسول الله تأكل وتطعم علياً ولا تطعمني؟ قال: إن هذا من ثمار الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا.

---------------

الخرائج والجرائح ج1 ص165, مدينة المعاجز ج 1 ص 362, بحار الأنوار ج 17 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي في حديث أبي ليلى قال: شكونا إلى النبي (ص) من العطش فأمر بحفرة فحفرت فوضع عليها نطعاً ووضع يده على النطع وقال هل من ماء، فقال لصاحب الإداوة صب الماء على كفي واذكر اسم الله، ففعل فلقد رأيت الماء ينبع من بين اصابع رسول الله حتى روى القوم وسقوا ركابهم، وشكا إليه الجيش في بعض غزواته (ص) فقدان الماء فوضع يده في القدح فضاق القدح عن يده فقال للناس اشربوا فشرب الجيش وأسقوا وتوضئوا وملئوا المزاود.

---------------

مناقب آشوب ج 1 ص 92, بحار الأنوار ج 18 ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن ناقة لبعض أصحاب رسول الله (ص) ضلت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبيا يعلم أمر الناقة، فبلغ ذلك النبي (ص) فقال: الغيب لا يعلمه إلا الله، إنطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.

---------------

قرب الإسناد ص 323, بحار الأنوار ج 17 ص 230

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر وابن عباس: قال رجل من قريش لاقتلن محمداً، فوثب به فرسه فاندقت رقبته، واستغاث الناس إلى معمر بن يزيد وكان أشجع الناس ومطاعاً في بني كنانة، فقال لقريش: أنا أريحكم منه، فعندي عشرون ألف مدجج، فلا أرى هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حربي، فإن سألوني الدية أعطيتهم عشر ديات ففي مالي سعة، وكان يتقلد بسيف طوله عشرة أشبار في عرض شبر، فأهوى إلى النبي (ص) بسيفه وهو ساجد في الحجر، فلما قرب منه عثر بدرعه فوقع ثم قام وقد أدمي وجهه بالحجارة، وهو يعدو أشد العدو حتى بلغ البطحاء فاجتمعوا إليه وغسلوا الدم عن وجهه وقالوا: ماذا أصابك فقال: المغرور والله من غررتموه، قالوا: ما شأنك؟ قال: دعوني تعد إلي نفسي، ما رأيت كاليوم، قالوا: ماذا أصابك؟ قال: لما دنوت منه وثب إلي من عند رأسه شجاعان أقرعان ينفخان بالنيران.

----------------

مناقب آشوب ج 1 ص 67, بحار الأنوار ج 18 ص 65

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي في حكاية عمرو بن المنتشر أنه سأل النبي (ص) أن يدفع الحية عن الوادي ويرد النخلة عن عادتها، فخرج النبي فإذا الحية تجرجر وتكشكش كالبعير الهائج وتخور كما يخور الثور فلما نظرت إلى النبي قامت وسلمت عليه، ثم وقف على النخلة وأمر يده عليها وقال بسم الله الذي قدر فهدى وأمات وأحيى فصارت بطول النبي وأثمرت ونبع الماء من أصلها.

---------------

مناقب آشوب ج 1 ص 88, بحار الأنوار ج 17 ص 391

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: نزل رسول الله (ص) في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمداً فجاء وشد على رسول الله (ص) بالسيف، ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي وربك فنسفه جبرئيل (ع) عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله (ص) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث فقال جودك وكرمك يا محمد، فتركه, فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم.

---------------

الكافي ج 8 ص 127, إعلام الورى ج 1 ص 189, حلية الأبرار ج 1 ص 303, عنه البحار ج 20 ص 179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن معاذ بن عفراء جاء إلى رسول الله (ص) يحمل يده، وكان قطعها أبو جهل، فبصق عليها النبي (ص) فألصقها فلصقت.

----------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 50, الصراط المستقيم ج 1 ص 54, بحار الأنوار ج 18 ص 10

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن رسول الله (ص) أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال (ص): ائتوني بتمر أهلكم مما معكم، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه، فقال النبي (ص): هذا يسمى كذا، وهذا يسمى كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟ قال (ص): لا، ولكن فسح لي فنظرت إليها، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثم قال: أخرج عدو الله! ثلاثاً, ثم أرسله، فبرأ، وأتوه بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسماً، ثم قال (ص): خذوها فإن هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذانها معروفة غير مجهولة.

---------------

قرب الإسناد ص 322, الخرائج والجرائح ج 1 ص 107, إثبات الهداة ج 1 ص 269, بحار الأنوار ج 17 ص 229

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن كريم قال: سمعت من يرويه قال: إن رسول الله (ص) كان قاعداً فذكر اللحم وقرمه إليه فقام رجل من الانصار وله عناق فانتهى إلى امرأته فقال: هل لك في غنيمة, قالت: وما ذاك؟ قال: إني سمعت رسول الله (ص) يشتهي اللحم, قالت: خذها ولم يكن لهم غيرها وكان رسول الله (ص) يعرفها, فلما جاء بها ذبحت وشويت ثم وضعها للنبي (ص) فقال لهم: كلوا ولا تكسروا عظماً, قال فرجع الانصاري وإذا هي تلعب على بابه.

-----------------

بصائر الدرجات ص 293, الخرائج والجرائح ج 2 ص 583, الثاقب في المناقب ص 94, مدينة المعاجز ج 4 ص 416, بحار الأنوار ج 18 ص 5

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن أبا جهل اشترى من رجل طارئ بمكة إبلاً فبخسه أثمانها ولواه بحقه، فأتى الرجل نادي قريش مستجيراً بهم وذكرهم حرمة البيت فأحالوه على النبي (ص) استهزاء به، فأتاه مستجيراً به، فمضى معه ودق الباب على أبي جهل فعرفه فخرج منخوب العقل فقال: أهلاً بأبي القاسم، فقال له: أعط هذا حقه، قال: نعم، وأعطاه من فوره، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت ما لم تروا، رأيت والله على رأسه تنيناً فاتحاً فاه، والله لو أبيت لالتقمني.

---------------

إعلام الورى ج 1 ص 86, بحار الأنوار ج 18 ص 74

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن ناضحاً كان لرجل من الأنصار فلما استسن قال بعض أهله: لو نحرتموه، فجاء البعير إلى رسول الله (ص) فجعل يرغو، فبعث رسول الله (ص) إلى صاحبه فلما جاء قال له النبي (ص): إن هذا يزعم أنه كان لكم شاباً حتى إذا هرم وأنه قد نفعكم ثم إنكم أردتم نحره، فقال: صدق فقال: لا تنحروه ودعوه, فدعوه.

---------------

الإختصاص ص 294, بصائر الدرجات ص 367, بحار الأنوار ج 17 ص 400

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية


عن أمير المؤمنين (ع) قال: كنا مع رسول الله (ص) بمكة فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال له: السلام عليك يا رسول الله.

----------------

إعلام الورى ص 37, كشف الغمة ج 1 ص 87, بحار الأنوار ج 17 ص 387

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع) أنه قال: قيل لأمير المؤمنين (ع): هل لمحمد (ص) آية مثل آية موسى (ع) في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به؟ فقال أمير المؤمنين (ع): إي والذي بعثه بالحق نبياً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم (ع) إلى أن انتهى إلى محمد (ص) إلا وقد كان لمحمد (ص) مثلها أو أفضل منها، ولقد كان لمحمد (ص) نظير هذه الآية إلى آيات أخر ظهرت له، وذلك أن رسول الله (ص) لما أظهر بمكة دعوته، وأبان عن الله مراده رمته العرب عن قسي عداوتها بضروب إمكانهم، ولقد قصدته يوماً لاني كنت أول الناس إسلاماً، بُعث يوم الاثنين وصليت معه يوم الثلاثاء، وبقيت معه أصلي سبع سنين حتى دخل نفر في الاسلام، وأيد الله تعالى دينه من بعد، فجاءه قوم من المشركين فقالوا له: يا محمد تزعم أنك رسول رب العالمين، ثم إنك لا ترضى بذلك حتى تزعم أنك سيدهم وأفضلهم، فإن كنت نبياً فأتنا بآية كما تذكره عن الانبياء قبلك مثال نوح الذي جاء بالغرق، ونجا في سفينته مع المؤمنين، وإبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه برداً وسلاماً، وموسى الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين، وعيسى الذي كان ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، وصار هؤلاء المشركون فرقاً أربع، هذه تقول: أظهر لنا آية نوح، وهذه تقول: أظهر لنا آية موسى، وهذه تقول: أظهر لنا آية إبراهيم، وهذه تقول: أظهر لنا آية عيسى فقال رسول الله (ص) : إنما أنا نذير مبين، آتيتكم بآية مبينة: هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والامم وسائر العرب عن معارضته، وهو بلغتكم فهو حجة الله وحجة نبيه عليكم، وما بعد ذلك فليس لي الاقتراح على ربي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين إلى المقرين بحجة صدقه، وآية حقه، وليس عليه أن يقترح بعد قيام الحجة على ربه ما يقترحه عليه المقترحون الذين لا يعلمون هل الصلاح أو الفساد فيما يقترحون, فجاء جبرئيل (ع) فقال: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إني سأظهر لهم هذه الآيات، وإنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم، ولكني أريهم زيادة في الاعذار، والايضاح لحججك، فقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح (ع): امضوا إلى جبل أبي قبيس فإذا بلغتم سفحه فسترون آية نوح (ع)، فإذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا وبطفلين يكونان بين يديه، وقل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم (ع): امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة فسترون آية إبراهيم (ع) في النار، فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة وترد عنكم النار، وقل للفريق الثالث المقترحين لآية موسى (ع): امضوا إلى ظل الكعبة فأنتم سترون آية موسى (ع)، وسينجيكم هناك عمي حمزة، وقل للفريق الرابع ورئيسهم أبو جهل: وأنت يا أبا جهل فاثبت عندي ليتصل بك أخبار هؤلاء الفرق الثلاثة، فإن الآية التي اقترحتها أنت تكون بحضرتي، فقال أبو جهل للفرق الثلاثة: قوموا فتفرقوا ليتبين لكم باطل قول محمد، فذهبت الفرقة الاولى إلى جبل أبي قبيس فلما صاروا إلى جانب الجبل نبع الماء من تحتهم، ونزل من السماء الماء من فوقهم من غير غمامة ولا سحاب وكثر حتى بلغ أفواههم فألجمها وألجأهم إلى صعود الجبل إذ لم يجدوا منجى سواه، فجعلوا يصعدون الجبل والماء يعلو من تحتهم إلى أن بلغوا ذروته، وارتفع الماء حتى ألجمهم وهم على قلة الجبل، وأيقنوا بالغرق إذ لم يكن لهم مفر، فرأوا علياً (ع) واقفاً على متن الماء فوق قلة الجبل، وعن يمينه طفل، وعن يساره طفل، فناداهم علي: خذوا بيدي أنجيكم أو بيد من شئتم من هذين الطفلين، فلم يجدوا بداً من ذلك، فبعضهم أخذ بيد علي، وبعضهم أخذ بيد أحد الطفلين، وبعضهم أخذ بيد الطفل الآخر، وجعلوا ينزلون بهم من الجبل والماء ينزل وينحط من بين أيديهم حتى أوصلوهم إلى القرار، والماء يدخل بعضه في الارض، ويرتفع بعضه إلى السماء حتى عادوا كهيئتهم إلى قرار الارض، فجاء علي (ع) بهم إلى رسول الله (ص) وهم يبكون ويقولون: نشهد أنك سيد المرسلين، وخير الخلق أجمعين، رأينا مثل طوفان نوح (ع)، وخلصنا هذا وطفلان كانا معه لسنا نراهما الآن، فقال رسول الله (ص) : أما إنهما سيكونان، هما الحسن والحسين سيولدان لاخي هذا، هما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، اعلموا أن الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها خلق كثير، وأن سفينة نجاتها آل محمد: علي هذا وولداه اللذان رأيتموهما سيكونان، وسائر أفاضل أهلي، فمن ركب هذه السفينة نجا ومن تخلف عنها فرق، ثم قال رسول الله (ص) : فكذلك الآخرة حميمها ونارها كالبحر، وهؤلاء سفن أمتي يعبرون بمحبيهم وأوليائهم إلى الجنة، ثم قال رسول الله (ص) : أما سمعت هذا يا با جهل؟ قال: بلى حتى أنظر إلى الفرقة الثانية والثالثة، فجاءت الفرقة الثانية يبكون ويقولون: نشهد أنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، مضينا إلى صحراء ملساء ونحن نتذاكر بيننا قولك، فنظرنا السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها، ورأينا الارض قد تصدعت ولهب النيران يخرج منها، فما زالت كذلك حتى طبقت الارض وملأتها، ومسَّنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشاً من شدة حرها، وأيقنا بالاشتواء والاحتراق بتلك النيران، فبينما نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا، وإذا مناد من السماء ينادينا: إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار فرفعنا في الهواء ونحن نشق جمر النيران ولهبها لا يمسنا شررها، ولا يؤذينا حرها، ولا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها، ولا تنقطع الاهداب في أيدينا على دقتها، فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران، ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالماً معافاً، ثم خرجنا فالتقينا فجئناك عالمين بأنه لا محيص عن دينك، ولا معدل عنك وأنت أفضل من لجئ إليه، واعتمد بعد الله إليه، صادق في أقوالك، حكيم في أفعالك، فقال رسول الله (ص) لابي جهل: هذه الفرقة الثانية قد أراهم الله آية إبراهيم (ع)، قال أبو جهل: حتى أنظر الفرقة الثالثة وأسمع مقالتها، قال رسول الله (ص) لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا: يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي؟ قالوا: لا، قال: تلك تكون ابنتي فاطمة، وهي سيدة النساء، إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الاولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة عليه الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها، فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدوداً على الصراط، طرف منه بيدها وهي في الجنة وطرف في عرصات القيامة، فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام، قالوا: وكم فئام واحد يا رسول الله؟ قال: ألف ألف وينجون بها من النار.

قال: ثم جاءت الفرقة الثالثة باكين يقولون: نشهد يا محمد أنك رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، وأن علياً أفضل الوصيين، وأن آلك أفضل آل النبيين، وصحابتك خير صحابة المرسلين، وأن أمتك خير الامم أجمعين، رأينا من آياتك ما لا محيص لنا عنها، ومن معجزاتك ما لا مذهب لنا سواها، قال رسول الله (ص) : وما الذي رأيتم؟ قالوا: كنا قعوداً في ظل الكعبة نتذاكر أمرك ونهزأ بخبرك وأنك ذكرت أن لك مثل آية موسى (ع)، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت الكعبة عن موضعها وصارت فوق رؤوسنا فركزنا في مواضعنا، ولم نقدر أن نريمها، فجاء عمك حمزة وقال بزج رمحه هكذا تحتها فتناولها واحتبسها على عظمها فوقنا في الهواء، ثم قال لنا: اخرجوا، فخرجنا من تحتها، فقال: ابعدوا، فبعدنا عنها، ثم أخرج سنان الرمح من تحتها فنزلت إلى موضعها واستقرت، فجئناك بذلك مسلمين، فقال رسول الله (ص) لابي جهل: هذه الفرقة الثالثة قد جاءتك وأخبرتك بما شاهدت، فقال أبو جهل: لا أدري أصدق هؤلاء أم كذبوا، أم حقق لهم، أم خيل إليهم، فإن رأيت ما أنا أقترحه عليك من نحو آيات عيسى بن مريم (ع) فقد لزمني الايمان بك، وإلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء، فقال رسول الله (ص) : يا أبا جهل فإن كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدة تحصيلهم فكيف تصدق بمآثر آبائك وأجدادك، ومساوي أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدق عن الصين والعراق والشام إذا حدثت عنها؟ هل المخبرون عن ذلك إلا دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع الكثيف الذين لا يجتمعون على باطل يتخرصونه إلا كان بإزائهم من يكذبهم ويخبر بضد إخبارهم؟ ألا وكل فرقة من هؤلاء محجوجون بما شاهدوا، وأنت يا أبا جهل محجوج بما سمعت ممن شاهد، ثم أقبل رسول الله (ص) على الفرقة الثالثة فقال لهم: هذا حمزة عم رسول الله (ص) ، بلغه الله تعالى المنازل الرفيعة، والدرجات العالية، وأكرمه بالفضائل لشدة حبه لمحمد ولعلي بن أبي طالب، أما إن حمزة عم محمد لينحي جهنم يوم القيامة عن محبيه كما نحى عنكم اليوم الكعبة أن تقع عليكم، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله (ص) : إنه ليرى يوم القيامة إلى جانب الصراط عالم كثير من الناس، لا يعرف عددهم إلا الله تعالى، هم كانوا محبي حمزة وكثير منهم أصحاب الذنوب والآثام، فتحول حيطان بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة، فيقولون: يا حمزة قد ترى ما نحن فيه، فيقول حمزة لرسول الله ولعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما: قد تريان أوليائي كيف يستغيثون بي؟ فيقول محمد رسول الله (ص) لعلي ولي الله: يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه، واستنقاذهم من النار، فيأتي علي بن أبي طالب (ع) بالرمح الذي كان يقاتل به حمزة أعداء الله تعالى في الدنيا، فيناوله إياه، ويقول: يا عم رسول الله (ص) ، وعم أخي رسول الله، ذد الجحيم عن أوليائك برمحك هذا كما كنت تذود به عن أولياء الله في الدنيا أعداء الله، فيتناول حمزة الرمح بيده فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور إلى الجنة على الصراط، ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمأة عام، ثم يقول لأوليائه والمحبين الذين كانوا له في الدنيا: اعبروا، فيعبرون على الصراط آمنين سالمين، قد انزاحت عنهم النيران، وبعدت عنهم الاهوال، ويردون الجنة غانمين ظافرين.

---------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 429, الإحتجاج ج 1 ص 37, بحار الأنوار ج 17 ص 239

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما كان سنة إحدى وأربعين أراد معاوية الحج, فأرسل نجاراً وأرسل بالآلة وكتب إلى صاحب المدينة: أن يقلع منبر رسول الله (ص) ويجعلوه على قدر منبره بالشام, فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الارض, فكفوا وكتبوا بذلك إلى معاوية فكتب عليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك, فمنبر رسول الله (ص) المدخل الذي رأيت.

----------------

الكافي ج 4 ص 554, الوافي ج 14 ص 1361, بحار الأنوار ج 22 ص 553

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (ع), في حديث طويل ذكر فيه وصية النبي (ص) وما أعطاه لأمير المؤمنين إلى أن قال: والحمار عفير, فقال: أقبضها في حياتي، فذكر أمير المؤمنين (ع) أن أول شيء من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول الله (ص), قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء, فرمى بنفسه فيها فكانت قبره، وروي أن أمير المؤمنين (ع) قال: إن ذلك الحمار كلم رسول الله (ص) فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار.

--------------

الكافي ج 1 ص 237, علل الشرائع ج 1 ص 167, الوافي ج 3 ص 575, إثبات الهداة ج 1 ص 242, بحار الأنوار ج 17 ص 404

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية