* صفاته العامة:
قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لنا عليا فقال: كان والله صواما بالنهار، قواما بالليل، يحب من اللباس أخشنه، ومن الطعام أجشبه، وكان يجلس فينا، ويبتدىء إذا سكتنا، ويجيب إذا سألنا، يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، لا يخاف الضعيف من جوره، ولا يطمع القوي في ميله، والله لقد رأيته ليلة من الليالي وقد أسبل الظلام سدوله، وغارت نجومه، وهو يتململ في المحراب تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين, ولقد رأيته مسبلا للدموع، قابضا على لحيته، يخاطب دنياه فيقول: يا دنيا أبي تشوقت ولي تعرضت؟ لا حان حينك، فقد بتلتك بتالا لا رجعة لي فيك، فعيشك قصير، وخطرك يسير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.
-------------
مناقب آشوب ج 2 ص 103, حلية الأبرار ج 2 ص 198, مدينة المعاجز ج 2 ص 78, بحار الأنوار ج 40 ص 329
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة بن ضرار النهشلي على معاوية بن أبي سفيان، فقال له: صف لي عليا قال: أو تعفيني؟ قال: لا بل صفه لي، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقربنا إذا زرناه، فلا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤة المنظوم. فقال معاوية: زدني من صفته، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، يجود لله بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الإتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا ألي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك، ثم يقول: واه واه لبعد السفر، وقلة الزاد، وخشونة الطريق، قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار، كذلك كان والله علي رحم الله أبا الحسن.
-----------
الأمالي للصدوق ص 624, حلية الأبرار ج 2 ص 211, بحار الأنوار ج 41 ص 15
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي: سُئل قنبر: مولى من أنت؟ فقال: مولاي من ضرب بسيفين, وطعن برمحين, وصلى القبلتين, وبايع البيعتين, وهاجر الهجرتين, ولم يكفر بالله طرفة عين. أنا مولى صالح المؤمنين, ووارث النبيين, وخير الوصيين, وأكبر المسلمين, ويعسوب المؤمنين, ونور المجاهدين, ورئيس البكائين, وزين العابدين, وسراج الماضين, وضوء القائمين وأفضل القانتين, ولسان رسول رب العالمين وأول المؤمنين من آل يس, المؤيد بجبرئيل الأمين, والمنصور بميكائيل المتين, والمحمود عند أهل السماء أجمعين, سيد المسلمين والسابقين, وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين, والمحامي عن حرم المسلمين ومجاهد أعدائه الناصبين, ومطفئ نار الموقدين, وأفخر من مشى من قريش أجمعين, وأول من أجاب واستجاب لله, أمير المؤمنين, ووصي نبيه في العالمين وأمينه على المخلوقين, وخليفة من بعث إليهم أجمعين, سيد المسلمين والسابقين ومبيد المشركين, وسهم من مرامي الله على المنافقين, ولسان كلمة العابدين, ناصر دين الله, وولي الله, ولسان كلمة الله, وناصره في أرضه, وعيبة علمه, وكهف دينه, إمام أهل الابرار, من رضي عنه العلي الجبار, سمح, سخي, حيي, بهلول, سنحنحي, زكي, مطهر, أبطحي, جري, همام, صابر, صوام, مهدي, مقدام, قاطع الاصلاب, مفرق الاحزاب, عالي الرقاب, أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأشدهم شكيمة, بازل, باسل, صنديد, هزبر, ضرغام, حازم, عزام, حصيف, خطيب, محجاج, كريم الأصل, شريف الفصل, فاضل القبيلة, نقي العشيرة, زكي الركانة, مؤدي الأمانة من بني هاشم, وابن عم النبي صلى الله عليهما, الامام المهدي الرشاد, مجانب الفساد, الأشعث الحاتم, البطل الجماجم, (1) والليث المزاحم, بدري, مكي, حنفي, روحاني, شعشعاني, من الجبال شواهقها, ومن ذي الهضاب رؤوسها, ومن العرب سيدها, ومن الوغى ليثها, البطل الهمام, والليث المقدام, والبدر التمام, محك المؤمنين, ووارث المشعرين, وأبو السبطين الحسن والحسين والله أمير المؤمنين حقا حقا علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية. (2)
---------------
(1) إلى هنا في الإختصاص
(2) رجال الكشي ص 73, بحار الأنوار ج 42 ص 133، الإختصاص ص 73
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* يقينه:
عن أمير المؤمنين (ع) قال: ما شككت في الحق منذ أريته.
--------------
نهج البلاغة ص 502, خصائص الأئمة (ع) ص 107, غرر الحكم ص 684, حلية الأبرار ج 2 ص 63, بحار الأنوار ج 34 ص 342
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص): لو أن السماوات والأرض وضعت في كفة, ووضع إيمان علي (ع) في كفة, لرجح إيمان علي (ع).
--------------
الأمالي للطوسي ص 575, كشف الغمة ج 1 ص 288, مستدرك الوسائل ج 15 ص 338, بحار الأنوار ج 31 ص 132, مناقب آشوب ج 2 ص 370, حلية الأبرار ج 2 ص 53, شرح الأخبار ج 2 ص 322, كشف اليقين للحلي ص 110, إثبات الهداة ج 3 ص 266
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (ع): إن أمير المؤمنين (ع)، جلس إلى حائط مايل يقضي بين الناس، فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط، فإنه معور، فقال أمير المؤمنين (ع): حرس امرءا أجله، فلما قام سقط الحائط، قال: وكان أمير المؤمنين (ع) مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين.
--------------
الكافي ج 2 ص 58, الوافي ج 4 ص 270, وسائل الشيعة ج 15 ص 201, حلية الأبرار ج 2 ص 61, مرآة العقول ج 7 ص 361, بحار الأنوار ج 5 ص 104
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل، عليه ثوبان فحركت فرسي، فإذا هو أمير المؤمنين (ع) فقلت: يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم، يا سعيد بن قيس، إنه ليس من عبد إلا وله من الله عز وجل حافظ وواقية، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شيء.
----------------
الكافي ج 2 ص 58, الوافي ج 4 ص 271, وسائل الشيعة ج 15 ص 203, حلية الأبرار ج 2 ص 61, مرآة العقول ج 7 ص 366, بحار الأنوار ج 5 ص 105
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
كان أمير المؤمنين (ع) يطرق بين الصفين بصفين في غلالة فقال الحسن (ع): ما هذا زي الحرب فقال: يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه.
-----------
مناقب آشوب ج 2 ص 119, حلية الأبرار ج 2 ص 63, بحار الأنوار ج 41 ص 2, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 103, تفسير مجمع البيان ج 1 ص 309, غاية المرام ج 5 ص 195
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* عداله:
ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين، ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش، ثم يصلي فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم: لا تتعرضيني ولا تتشوقيني ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك.
-------------
الأمالي للصدوق ص 283, روضة الواعظين ج 1 ص 117, حلية الأبرار ج 2 ص 200, بحار الأنوار ج 41 ص 103
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ربيعة، وعمارة، وغيرهما أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مشوا إليه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية طلبا لما في يده من الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب، وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف خلافه عليك من الناس وفراره إلى معاوية، فقال لهم أمير المؤمنين (ع): أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟ لا والله لا أفعل ما طلعت شمس، ولاح في السماء نجم، والله لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم؟! قال: ثم ازم أمير المؤمنين (ع) طويلا ساكتا، ثم قال: من كان له مال فإياه والفساد، فإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو وإن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا فهو يضيعه عند الله عز وجل، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله تعالى شكرهم، وكان لغيره ودهم فإن بقى معه من يوده، ويظهر له الشكر فإنما هو ملق وكذب، يريد التقرب به إليه لينال منه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلت بصاحبه النعل واحتاج إلى معونته ومكافاته فشر خليل، وألأم خدين، ومن صنع المعروف فيما أتاه فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، وليفك به العاني، وليعن به الغارم، وابن السبيل، والفقراء، والمجاهدين في سبيل الله، وليصبر على النوائب والخطوب، فإن الفوز بهذه الخصال أشرف مكارم الدنيا، ودرك فضائل الآخرة.
-----------------
الأمالي للطوسي ص 194, الأمالي للمفيد ص 175, حلية الأبرار ج 2 ص 355, بحار الأنوار ج 41 ص 108, الغارات ج 1 ص 48 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن جعفر العقبي، رفعه، قال: خطب أمير المؤمنين (ع) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة، وإن الناس كلهم أحرار، ولكن الله خول بعضكم بعضا، فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمن به على الله عز وجل، ألا وقد حضر شيء ونحن مسوون فيه بين الأسود والأحمر. فقال مروان لطلحة والزبير: ما أراد بهذا غيركما، قال: فأعطى كل واحد ثلاثة دنانير، وأعطى رجلا من الأنصار ثلاثة دنانير، وجاء بعد غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير، فقال الأنصاري: يا أمير المؤمنين هذا غلام أعتقته بالأمس تجعلني وإياه سواء؟ فقال (ع): إني نظرت في كتاب الله عز وجل فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلا.
----------------
الكافي ج 8 ص 69, الوافي ج 26 ص 77, مرآة العقول ج 25 ص 161, بحار الأنوار ج 32 ص 133
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي مخنف الأزدي، قال: أتى أمير المؤمنين (ع) رهط من الشيعة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف، وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أمير المؤمنين (ع): أتأمروني ويحكم أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من أهل الإسلام؟ لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير، وما رأيت في السماء نجما، والله لو كانت أموالهم لي لساويت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم؟ قال: ثم أزم ساكتا طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: من كان فيكم له مال فإياه والفساد، فإن إعطاءه من غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم، وكان لغيره ودهم، فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح فإنما ذلك ملق منه وكذب، فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافأتهم فالأم خليل وشر خدين، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار مادام عليه منعما مفضلا، ومقالة الجاهل ما أجوده، وهو عند الله بخيل، فأي حظ أبور وأخس من هذا الحظ؟ وأي فائدة معروف أقل من هذا المعروف؟ فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به العاني والأسيروا من السبيل، فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة.
--------------
الكافي ج 4 ص 31, الوافي ج 10 ص459, حلية الأبرار ج 2 ص 357, مرآة العقول ج 16 ص 159, بحار الأنوار ج 41 ص 122
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* عبادته:
عن جميع بن صالح، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن استطعت أن تصلي في شهر رمضان وغيره، في اليوم والليلة ألف ركعة فافعل، فإن عليا (ع) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة
---------------
التهذيب ج 3 ص 61, الإستبصار ج 1 ص 461, الوافي ج 11 ص 428, وسال الشيعة ج 4 ص 98, الفصول المهمة ج 2 ص 110, هداية الأمة ج 1 ص 43, حلية الأبرار ج 2 ص 173, ملاذ الأخيار ج 5 ص 15,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لنا عليا فقال: كان والله صواما بالنهار، قواما بالليل، يحب من اللباس أخشنه، ومن الطعام أجشبه، وكان يجلس فينا، ويبتدىء إذا سكتنا، ويجيب إذا سألنا، يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، لا يخاف الضعيف من جوره، ولا يطمع القوي في ميله، والله لقد رأيته ليلة من الليالي وقد أسبل الظلام سدوله، وغارت نجومه، وهو يتململ في المحراب تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين, ولقد رأيته مسبلا للدموع، قابضا على لحيته، يخاطب دنياه فيقول: يا دنيا أبي تشوقت ولي تعرضت؟ لا حان حينك، فقد بتلتك بتالا لا رجعة لي فيك، فعيشك قصير، وخطرك يسير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.
-------------
مناقب آشوب ج 2 ص 103, حلية الأبرار ج 2 ص 198, مدينة المعاجز ج 2 ص 78, بحار الأنوار ج 40 ص 329
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن علي بن أبي حمزة، قال: دخلنا على أبي عبد الله (ع) فقال له أبو بصير: ما تقول في الصلاة في شهر رمضان؟ فقال له: لشهر رمضان حرمة وحقا لا يشبهه شيء من الشهور، صل ما استطعت في شهر رمضان تطوعا بالليل والنهار، فإن استطعت أن تصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة فصل، فإن عليا (ع) كان في آخر عمره يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة فصل يا أبا محمد زيادة في رمضان. فقال: كم جعلت فداك؟ قال في عشرين ليلة تمضي في كل ليلة عشرين ركعة، ثماني ركعات قبل العتمة، واثنتي عشرة بعدها، سوى ما كنت تصلي قبل ذلك، وإذا دخل العشر الأواخر فصل ثلاثين ركعة، في كل ليلة، ثماني ركعات قبل العتمة، واثنين وعشرين ركعة بعد العتمة، سوى ما كنت تفعل قبل ذلك.
----------------
الكافي ج 4 ص 154, التهذب ج 3 ص 63, الإستبصار ج 1 ص 463, الوافي ج 11 ص 423, حلية الأبرار ج 2 ص 173, ملاذ الأخيار ج 5 ص 20, مرآة العقول ج 16 ص 377
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه} قال: نزلت في أبي الفصيل أنه كان رسول الله (ص) عنده ساحرا وكان إذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيبا إليه من قوله في رسول الله (ص) ما يقول. {ثم إذا خوله نعمة} يعني العافية {نسي ما كان يدعوا إليه من قبل} يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله (ص): إنه ساحر، ولذلك قال الله عز وجل: {قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار} يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله (ص). قال: ثم قال أبو عبد الله (ع): ثم عطف القول من الله عز وجل في علي (ع) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون} أن محمدا رسول الله {والذين لا يعلمون} أن محمدا رسول الله، بل يقولون: إنه ساحر كذاب {إنما يتذكر أولوا الألباب} قال: ثم قال أبو عبد الله (ع): في هذا تأويله يا عمار.
------------
الكافي ج 8 ص 204, الوافي ج 2 ص 218, تفسير الصافي ج 4 ص 315, البرهن ج 4 ص 696, حلية الأبرار ج 2 ص 174, مرآة العقول ج 26 ص 116, بحار الأنوار ج 24 ص 121, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 478, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 285
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال الحسن بن أبي الحسن الديلمي: اعلم أنه إذا نظرت إلى العبادة وجدته – أمير المؤمنين (ع) - أعبد الناس بعد رسول الله (ص)، منه تعلم الناس صلاة الليل والتهجد والأدعية المأثورة، ولقد كان يفرش له في الصفين بين الصفين، والسهام تتساقط حوله، ولا يلتفت عن ربه، ولا يغير عادته ولا يفتر عن عبادته. وكان إذا توجه إلى الله تعالى توجه بكليته وانقطع نظره عن الدنيا وما فيها، حتى أنه لا يبقى يدرك الألم أنهم كانوا إذا أرادوا إخراج الحديد والنشاب من جسده الشريف تركوه حتى يصلي فإذا اشتغل بالصلاة وأقبل على الله أخرجوا الحديد من جسده ولم يحس به، فإذا فرغ من صلاته يرى ذلك، فيقول لولده الحسن (ع): إن هي إلا فعلتك يا حسن، ولم يترك صلاة الليل قط في ليلة الهرير، وكان (ع) يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال، وهو مع ذلك بين الصفين يراقب الشمس، فقال له ابن عباس: وهل هذا وقت صلاة؟ وإن عندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة، فقال (ع): على ما نقاتلهم، إنما نقاتلهم على الصلاة. وبالجملة إن العبادات فقد أتى بها جميعا، وبلغ الغاية القصوى في كل واحدة منها، ومقاماته الحميدة في التهجد، والخشوع والخوف من الله تعالى لم يسبقه إليها سوى رسول الله (ص)، حتى أنه (ع) قال: الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة فإن الجنة فيها رضى نفسي، والجامع فيها رضى ربي: انتهى كلامه رفع مقامه.
---------------
إرشاد القلوب ج 2 ص 217, حلية الأبرار ج 2 ص 179
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
سليمان بن المغيرة، عن أمه قالت: سألت أم سعيد سرية علي (ع) عن صلاة علي (ع) في شهر رمضان فقالت: رمضان وشوال سواء، يحيي الليل كله.
-------------
مناقب آشوب ج 2 ص 123, حلية الأبرار ج 2 ص 178, بحار الأنوار ج 41 ص 17, مستدرك الوسائل ج 6 ص 213
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي عنه – أمير المؤمنين (ع) - كان إذا حضر وقت الصلاة تزلزل وتلون، فقيل له مالك يا أمير المؤمنين (ع)؟ فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله سبحانه وتعالى على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان، فلا أدري أحسن أداء ما حملت أم لا؟!
--------------
مناقب آشوب ج 2 ص 124, عوالي اللئالي ج 1 ص 324, تفسير الصافي ج 4 ص 208, حلية الأبرار ج 2 ص 178, مرآة العقول ج 5 شرح ص 6, بحار الأنوار ج 41 ص 17, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 313, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 455, مستدرك الوسائل ج 4 ص 99
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أنس بن مالك: نزلت في علي (ع) {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة}. قال الرجل: فأتيت عليا (ع) وقت المغرب فوجدته يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد، وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس، فجعل يقضي بينهم إلى أن قام إلى صلاة الظهر فجدد الوضوء، ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر، ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم إلى أن غابت الشمس.
---------------
روضة الواعظين ج 1 ص 117, مناقب آشوب ج 2 ص 124, البرهان ج 4 ص 699, حلية الأبرار ج 2 ص 179
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الباقر (ع) في حديث عن أمير المؤمنين (ع): وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (ع) وما أطاق عمله أحد من الناس بعده.
---------------
الأمالي للصدوق ص 281, روضة الواعظين ج 1 ص 116, وسائل الشيعة ج 1 ص 89, حلية الأبرار ج 2 ص 173, بحار الأنوار ج 41 ص 102, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 192
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي أنه لم يقدر أحد يحكي صلاة رسول الله إلا علي (ع) ولا صلاة علي (ع) إلا علي بن الحسين (ع).
-------------
مناقب آشوب ج 2 ص 20, دعائم الإسلام ج 1 ص 159, شرج الأخبار ج 2 ص 221, حلية الأبرار ج 2 ص 178, بحار الأنوار ج 81 ص 265, مستدرك الوسائل ج 4 ص 104
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الرحمن بن الحجاج وحفص بن البختري وسلمة بياع السابري، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا أخذ كتاب علي (ع) فنظر فيه قال: من يطيق هذا من يطيق ذا؟ قال: ثم يعمل به، وكان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، وما أطاق أحد عمل علي (ع) من بعده إلا علي بن الحسين (ع).
----------------
الكافي ج 8 ص 163, الوافي ج 3 ص 763, وسائل الشيعة ج 1 ص 85, حلية الأبرار ج 2 ص 175, مرآة العقول ح 26 ص 28
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي: أخذ زين العابدين (ع) بعض صحف عباداته – أمير المؤمنين (ع) - فقرأ فيه يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال (ع): من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (ع)؟!
--------------
مناقب آشوب ج 2 ص 125, حلية الأبرار ج 2 ص 178, بحار الأنوار ج 41 ص 17
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي: كان علي بن الحسين (ع) حسن الصلاة يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة سوى الفريضة، فيقال له: أين هذا العمل من عمل علي جدك؟ فقال: مه إنني نظرت في عمل علي (ع) يوما واحدا عدلت من الحول إلى الحول.
------------
دلائل الإمامة ص 198, حلة الأبرار ج 2 ص 179, مدينة المعاجز ج 4 ص 255
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عروة بن الزبير، قال: تذاكرنا صالح الأعمال، فقال أبو الدرداء: أعبد الناس علي بن أبي طالب (ع)، سمعته قائلا بصوت حزين، ونغمة شجية، في موضع خال: إلهي كم من موبقة حملتها عني فقابلتها بنعمك، وكم من جريرة تكرمت علي عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك، ثم ركع ركعات، فأخذ في الدعاء والبكاء. فمن مناجاته: إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي. ثم قال: آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، وأنت محصيها فتقول: خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء. آه من نار تنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرة من متلهبات لظى، ثم انغمر في البكاء فلم أسمع له حسا فقلت غلب عليه النوم، أوقظه لصلاة الفجر، فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب (ع). قال: فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم، فقالت فاطمة (ع): ما كان من شأنه؟ فأخبرتها، فقالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله. ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق، ونظر إلي وأنا أبكي، فقال: مم بكاؤك يا أبا الدرداء؟ فكيف ولو رأيتني دعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد أسلمني الأحباء، ورحمني أهل الدنيا أشد رقة لي، بين يدي من لا تخفى عليه خافية.
-------------
حلية الأبرار ج 2 ص 184, مناقب آشوب ج 2 ص 124, مدينة المعاجز ج 2 ص 79. مع زيادة في المتن: روضة الواعظين ج 1 ص 111, بحار الأنوار ج 41 ص 11, الأمالي للصدوق ص 77, مجموعة ورام ج 2 ص 156, الدر النظيم ص 241
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* زهده:
عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال: والله إن كان علي (ع) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه. ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإنه ليطعم الناس من خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل. وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، تربت فيه يداه وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (ع) وما أطاق عمله أحد من الناس بعده.
---------------
الأمالي للصدوق ص 281, روضة الواعظين ج 1 ص 116, وسائل الشيعة ج 1 ص 89, حلية الأبرار ج 2 ص 173, بحار الأنوار ج 41 ص 102, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 192
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن حميد، وجابر العبدي، قالا: قال أمير المؤمنين (ع): إن الله جعلني إماما لخلقه، ففرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس، كي يقتدي الفقير بفقري، ولا يطغي الغني غناه.
--------------
الكافي ج 1 ص 410, الوافي ج 3 ص 656, حلية الأبرار ج 2 ص 215, مرآة العقول ج 4 ص 361, بحار الأنوار ج 40 ص 336
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أحمد بن محمد، وغيرهما، بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين (ع) على عاصم بن زياد، حين لبس العباء، وترك الملاء، وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين (ع) أنه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين (ع): علي بعاصم بن زياد، فجيىء به، فلما رآه عبس في وجهه، فقال له: أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول: {والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام} أو ليس يقول: {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان} إلى قوله: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقام، وقد قال عز وجل: وأما بنعمة ربك فحدث فقال عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة، وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك إن الله عز وجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيغ بالفقير فقره، فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
------------
الكافي ج 1 ص 410, الوافي ج 3 ص 657, وسائل الشيعة ج 5 ص 112, حلية الأبرار ج 2 ص 215, مرآة العقول ج 4 ص 363, بحار الأنوار ج 41 ص 123, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 24, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 565
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي إن حارثا الأعور أتى أمير المؤمنين (ع) وقال: يا أمير المؤمنين أحب أن تكرمني بأن تأكل عندي، فقال له أمير المؤمنين (ع): على أن لا تتكلف لي شيئا ودخل، فأتاه الحارث بكسرة، فجعل أمير المؤمنين (ع) يأكل، فقال له الحارث: إن معي دراهم، وأظهرها فإذا هي في كمه، فإن أذنت لي اشتريت لك شيئا غيرها، فقال لي أمير المؤمنين (ع): هذه مما في بيتك.
-----------
المحاسن ج 2 ص 415, الكافي ج 6 ص 276, الوافي ج 20 ص 518, هداية الأمة ج 8 ص 109, حلية الأبرار ج 2 ص 418, مرآة العقول ج 22 ص 81, بحار الأنوار ج 42 ص 160
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حماد بن عثمان، قال: حضرت أبا عبد الله (ع) وقال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب (ع) كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك، ونرى عليك اللباس الجديد! فقال (ع) له: إن علي بن أبي طالب (ع) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به، فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب علي (ع) وسار بسيرة علي (ع).
--------------
الكافي ج 1 ص 411, الوافي ج 20 ص 705, تفسير الصافي ج 2 ص 192, وسائل الشيعة ج 5 ص 17, الفصول المهمة ج 3 ص 308, حلية الأبرار ج 2 ص 216, مرآة العقول ج 4 ص 368, بحار الأنوار ج 40 ص 336, رياض الأبرار ج 2 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 73, العوالم ج 20 ص 155
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن عليا (ع) كان عندكم، فأتى بني ديوان، فاشترى ثلاثة أثواب بدينار، القميص إلى فوق الكعب، والإزار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه، ومن خلفه إلى الييه، ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله. ثم قال: هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه، قال أبو عبد الله (ع): ولكن لا تقدرون أن تلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا: مجنون، ولقالوا: مراء، والله تعالى يقول: {وثيابك فطهر} قال: وثيابك ارفعها ولا تجرها، وإذا قام قائمنا كان هذا اللباس.
-------------
الكافي ج 6 ص 455, وسائل الشيعة ج 5 ص 40, البرهان ج 5 ص 523, حلية الأبرار ج 2 ص 216, مرآة العقول ج 22 ص 337, بحار الأنوار ج 41 ص 159, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 453, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 13
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن القداح عن أبي عبد الله (ع) قال: كان أمير المؤمنين (ع) إذا لبس القميص مد يده، فإذا طلع على أطراف الأصابع قطعه.
----------------
الكافي ج 6 ص 457, الوافي ج 20 ص 734, وسائل الشيعة ج 5 ص 46, هداية لأمة ج 2 ص 124, حلية الأبرار ج 2 ص 217مرآة العقول ج 22 ص 338, بحار الأنوار ج 41 ص 159
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال الإمام العسكري (ع): أعرف الناس بحقوق إخوانه، وأشدهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأنا، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين، ومن شيعة علي بن أبي طالب (ع) حقا. ولقد ورد على أمير المؤمنين (ع) أخوان له مؤمنان: أب وابن، فقام إليهما وأكرمهما، وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام، فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست، وإبريق من خشب، ومنديل لليبس، وجاء ليصب على يد الرجل ماء. فوثب أمير المؤمنين (ع) فأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب الماء على يدي قال: اقعد، واغسل يديك فإن الله عز وجل يراك وأخاك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك ويزيد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها. فقعد الرجل. فقال له علي (ع): أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته وبجلته، وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا. ففعل الرجل ذلك. فلما فرغ، ناول الإبريق محمد ابن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت الماء على يده، ولكن الله عز وجل يأبى أن يسوى بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن. فصب محمد ابن الحنفية على الابن. قال الحسن بن علي (ع): فمن اتبع عليا (ع) على ذلك فهو الشيعي حقا.
--------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 325, الإحتجاج ج 2 ص 560, مجموعة ورام ج 2 ص 107, بحار الأنوار ج 41 ص 55, مستدرك الوسائل ج 16 ص 327, مناقب آشوب ج 2 ص 105 بأختصار, حلية الأبرار ج 2 ص 261 بأختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
الباقر (ع) في خبر إنه رجع (ع) إلى داره في وقت القيظ، وإذا امرأة قائمة تقول: إن زوجي ظلمني وأخافني، وتعدى علي، وحلف ليضربني فقال (ع): يا أمة الله اصبري حتى يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله، فقالت: يشتد غضبه وحرده علي فطأطأ رأسه ثم رفعه، وهو يقول: لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع أين منزلك؟ فمضى إلى بابه، فوقف فقال: السلام عليك، فخرج شاب، فقال علي (ع): يا عبد الله اتق الله فإنك قد أخفتها وأخرجتها، فقال الفتى: وما أنت وذاك؟ لأحرقتها لكلامك، فقال أمير المؤمنين (ع): آمرك بالمعروف، وأنهاك عن المنكر وتستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف؟ قال: فأقبل الناس من الطرق، ويقولون: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فسقط الرجل في يديه فقال: أقلني عثرتي، فو الله لأكونن لها أرضا تطأني، فأغمد علي سيفه وقال: يا أمة الله ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه.
--------------
مناقب آشوب ج 2 ص 106, حلية الأبرار ج 2 ص 261, بحار الأنوار ج 41 ص 57, مستدرك الوسائل ج 12 ص 337
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
الباقر (ع): جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) وهو في المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين امرأة بيني وبينها خصومة، وبها العلة، وهي على باب المسجد لا تستطيع الدخول، فقام معه، وقضى بينهما ثم دخل (ع).
------------
حلية الأبرار ج 2 ص 262
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي بن أبي طالب (ع) العصر فوجدته جالسا بين يديه صحيفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته، وفي يده رغيف، أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده أحيانا، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه، فقال: أدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إني صائم، فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه كان حقا على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها، قال: فقلت لجاريته، وهي قائمة بقريب منه: ويحك يا فضة، أما تتقون الله في هذا الشيخ فتنخلون له طعاما لما أرى فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاما، قال: ما قلت لها فأخبرته فقال أمير المؤمنين (ع): بأبي وأمي من لم ينخل له طعام – يقصد رسول الله ص -، ولم يشبع من خبز الشعير حتى قبضه الله تعالى.
------------
بحار الأنوار ج 40 ص 331, حلية الأبرار ج 2 ص 231, الغارات ج 2 ص 706, كشف الغمة ج 1 ص 162, كشف اليقين ص 86, مستدرك الوسائل ج 16 ص 299 جميعا نحو البحار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علقمة، قال: دخلنا على أمير المؤمنين (ع) وبين يديه طبق من خوص، عليه قرص أو قرصان من خبز شعير نخالته بين في الخبز، وهو يكسره على ركبته ويأكله على جريش، فقلنا لجارية له سوداء يقال لها: فضة: ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين؟ فقالت: يأكل هو المهنىء ويكون الوزر في عنقي، فتبسم (ع) فقال: أنا آمرها أن لا تنخله، فقلنا: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: ذلك أحرى أن يذل النفس، ويقتدي بي المؤمنون، وألحق بأصحابي.
----------
حلية الأبرار ج 2 ص 230
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد بن الحسن، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كان أمير المؤمنين (ع) أشبه الناس طعمة برسول الله (ص)، كان يأكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم.
----------
المحاسن ج 2 ص 483, الكافي ج 6 ص 328, الوافي ج 3 ص 328, وسائل الشيعة ج 25 ص 87, حلية الأبرار ج 2 ص 225, مرآة العقول ج 22 ص 157, بحار الأنوار ج 40 ص 330, العوالم ج 11 ص 260
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي عن مولى لبني الأشتر النخعي (رض): رأيت أمير المؤمنين (ع) وأنا غلام، وقد أتى السوق بالكوفة، فقال لبعض بايعة الثياب: أتعرفني؟ قال: نعم أنت أمير المؤمنين، فتجاوزه وسأل آخر، فأجاب بمثل ذلك إلى أن سأل واحدا فقال: ما أعرفك، فاشترى منه قميصا فلبسه، ثم قال: الحمد لله الذي كسى علي بن أبي طالب وإنما ابتاع ممن لا يعرفه خوفا من المحاباة في إرخاص ما ابتاعه.
------------
خصائص الأئمة (ع) ص 80, حلية الأبرار ج 2 ص 236
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الأصبغ، وأبي مسعدة، والباقر (ع) أنه – أمير المؤمنين ع - أتى البزازين فقال لرجل: بعني ثوبين، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين عندي حاجتك، فلما عرفه مضى عنه، فوقف على غلام وأخذ ثوبين، أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين، فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة، قال: فأنت أولى به، تصعد المنبر وتخطب الناس، قال: وأنت شاب فلك شره الشباب، وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك، سمعت رسول الله (ص) يقول: البسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون. فلما لبس القميص مد كم القميص فأمر بقطعه واتخاذه قلانس (1) للفقراء، فقال الغلام: هلم أكفه (2) قال: دعه كما هو، فإن الأمر أسرع من ذلك، فجاء أبو الغلام فقال: إن ابني لم يعرفك، وهذان درهمان ربحهما، فقال (ع): ما كنت لأفعل، قد ماكست وماكسني واتفقنا على رضى (3)
--------------
(1) جمع القلنسوة: من ملابس الرأس
(2) خاط حاشيته خياطة ثانية بعد الشل.
(3) مناقب آشوب ج 2 ص 97, حلية الأبرار ج 2 ص 230, بحار الأنوار ج 40 ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسين بن علي (ع) قال: أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أصحاب القمص، فساوم شيخا منهم، فقال: يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم، فقال الشيخ: حبا وكرامة، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين وأتى المسجد فصلى فيه ركعتين. ثم قال: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأؤدي فيه فريضتي، وأستر به عورتي، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أعنك نروي هذا، أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك عند الكسوة.
-------------
الأمالي للطوسي ص 365, حلية الأبرار ج 2 ص 218, بحار الأنوار ج 41 ص 108, كشف الغمة ج 1 ص 399 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع): وإن كان صاحبكم – يعني أمير المؤمنين (ع) - ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكلة العبد، ويطعم الناس خبز البر واللحم، ويرجع إلى أهله فيأكل الخل والزيت، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين، ثم يخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز كعبه حذفه. وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم، فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما، وما أطاق عمله منا أحد
------------
الكافي ج 8 ص 129, الأمالي للطوسي ص 692, الوافي ج 3 ص 708, حلية الأبرار ج 1 ص 218, مرآة العقول ج 25 ص 310, بحار الأنوار ج 16 ص 277
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسن الصيقل، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن ولي علي (ع) لا يأكل إلا الحلال، لأن صاحبه كان كذلك، وإن ولي عثمان لا يبالي أحلالا أكل أو حراما لأن صاحبه كذلك. ثم عاد إلى ذكر علي (ع) فقال: أما والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قليلا ولا كثيرا حتى فارقها، ولا عرض له أمران كلاهما لله طاعة إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولا نزلت برسول الله (ص) شديدة قط إلا وجهه فيها ثقة به، ولا أطاق أحد من هذه الأمة عمل رسول الله (ص) بعده غيره، ولقد كان يعمل عمل رجل كأنه ينظر إلى الجنة والنار, ولقد أعتق ألف مملوك من صلب ماله كل ذلك تحفى فيه يداه, وتعرق جبينه التماس وجه الله عز وجل والخلاص من النار, وما كان قوته إلا الخل والزيت, وحلواه التمر إذا وجده, وملبوسه الكرابيس فإذا فضل عن ثيابه شيء دعا بالجلم فجزه.
----------------
الكافي ج 8 ص 163, الوافي ج 3 ص 733, حلية الأبرار ج 2 ص 220, مرآة العقول ج 26 ص 28, بحار الأنوار ج 41 ص 129
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال ضرار بن ضمرة في وصف أمير المؤمنين (ع): ولقد رأيته مسبلا للدموع، قابضا على لحيته، يخاطب دنياه فيقول: يا دنيا أبي تشوقت ولي تعرضت؟ لا حان حينك، فقد بتلتك بتالا لا رجعة لي فيك، فعيشك قصير، وخطرك يسير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.
-------------
مناقب آشوب ج 2 ص 103, حلية الأبرار ج 2 ص 198, مدينة المعاجز ج 2 ص 78, بحار الأنوار ج 40 ص 329
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال ضرار بن ضمرة في وصف أمير المؤمنين (ع): رحم الله عليا كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، يجود لله بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الإتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا ألي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك، ثم يقول: واه واه لبعد السفر، وقلة الزاد، وخشونة الطريق، قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار، كذلك كان والله علي رحم الله أبا الحسن.
-----------
الأمالي للصدوق ص 624, حلية الأبرار ج 2 ص 211, بحار الأنوار ج 41 ص 15
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الضحاك بن مزاحم، قال: ذكر علي (ع) عند ابن عباس بعد وفاته (ع) فقال: وأسفاه على أبي الحسن، مضى والله ما غير، وما بدل وما قصر، ولا جمع، ولا منع، ولا آثر إلا الله، والله لقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله. ليث في الوغى، بحر في المجالس، حكيم في الحكماء، هيهات قد مضى إلى الدرجات العلى.
---------------
حلية الأبرار ج 2 ص 199, الأمالي للصدوق ص 408, روضة الواعظين ج 1 ص 120, الدر النظيم ص 240, بحار الأنوار ج 41 ص 103
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الأصبغ بن نباتة، أنه كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثم جمع المستحقين، ثم ضرب يده في المال، فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء لا تغريني؛ غري غيري.
هذا جناي وخياره فيه .. إذ كل جان يده إلى فيه
ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين، ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش، ثم يصلي فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم: لا تتعرضيني ولا تتشوقيني ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك.
-------------
الأمالي للصدوق ص 283, روضة الواعظين ج 1 ص 117, حلية الأبرار ج 2 ص 200, بحار الأنوار ج 41 ص 103
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن آبائه (ع)، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): والله ما دنياكم عندي إلا كسفر على منهل حلوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا، ولا لذاذتها في عيني إلا كحميم أشربه غساقا، وعلقم أتجرعه زعاقا، وسم أفعى أسقاه دهاقا، وقلادة من نار أوهقها خناقا، ولقد رقعت مدرعتي هذه، حتى استحييت من راقعها، وقال لي: أقذف الأتن لا يرتضيها ليراقعها، فقلت له: اعزب عني، فعند الصباح يحمد القوم السري، وتنجلي عنهم علالات الكرى، ولو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لباب هذا البر بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم. ولكني أصدق الله جلت عظمته، حيث يقول: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار}، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نبتها، ولو اعتصمت نفس بقلة لأنضجها وهج النار في قلتها، وإنما خير لعلي أن يكون عند ذي العرش مقربا، أو يكون في لظى خسيئا مبعدا، مسخوطا عليه بجرمه مكذبا. والله لأن أبيت على حسك السعدان مرقدا، وتحتي أطمار على سفاها ممددا أو أجر في أغلال مصفدا، أحب إلي من أن ألقى في القيامة محمدا خائنا في ذي يتمة أظلمه بفلسة متعمدا، ولم أظلم اليتيم وغير اليتيم لنفس تسرع إلى البلى قفولها، ويمتد في أطباق الثرى حلولها، وإن عاشت رويدا فبذي العرش نزولها. معاشر شيعتي احذروا فقد عضتكم الدنيا بأنيابها تختطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل، قد أنيخت لركابها، إلا أن الحديث ذو شجون فلا يقولن قائلكم: إن كلام علي متناقض، لأن الكلام عارض، ولقد بلغني أن رجلا من قطان المداين تبع بعد الحنيفية علوجه، ولبس من نالة دهقانه منسوجه، وتضمخ بمسك هذه النوافج صباحه وتبخر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشم تفاحه، وقد مد له مفروشات الروم على سرره، تعسا له بعد ما ناهز السبعين من عمره، وحوله شيخ يدب على أرضه من هرمه، وذا يتمة تضور من ضره وقرمه فما واساهم بفاضلات من علقمه. لأن أمكنني الله منه لأخضمنه خضم البر، ولأقيمن عليه حد المرتد، ولأضربنه الثمانين بعد حد، ولأسدن من جهله كل مسد، تعسا له أفلا شعر، أفلا صوف، أفلا وبر، أفلا رغيف قفار الليل، إفطار مقدم أفلا عبرة على خد في ظلمة ليال تنحدر؟ ولو كان مؤمنا لاتسقت له الحجة إذا ضيع ما لا يملك. والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعه، وعاودني في عشر وسق من شعيركم يطعمه جياعه، وكاد يلوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه، ورأيت أطفاله شعث الألوان من ضرهم، كأنما اشمأزت وجوههم من ضرهم فلما عاودني في قوله، وكرره أصغيت إليه سمعي فغره، فظنني أوتغ ديني فأتبع ما سره، أحميت له حديدة لينزجر إذ لا يستطيع مسها ولا يصطبر. ثم أدنيتها من جسده، فضج من ألمه ضجيج ذي دنف يأن من سقمه، فكاد يسبني سفها من كظمه، وحرقة في لظى أطفاله من عدمه، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتإن من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها من غضبه أتإن من الأذى ولا أئن من لظى؟! والله لو سقطت المكافاة عن الأمم، وتركت في مضاجعها باليات في الرمم، لاستحييت من مقت رقيب يكشف فاضحات من الأوزار تنسخ فصبرا على دنيا تمر بلأوائها، كليلة بأحلامها تنسلخ كم بين نفس في خيامها ناعمة، وبين أثيم في جحيم يصطرخ، ولا تعجب من هذا. وأعجب بلا صنع منا من طارق طرقنا بملفوفات زملها في وعائها، ومعجونة بسطها على إنائها فقلت له: أصدقة أم نذر أم زكاة؟ وكل ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوة. وعوضنا الله منه خمس ذي القربى في الكتاب والسنة، فقال لي: لا ذاك ولا ذاك ولكنه هدية، فقلت له: ثكلتك الثواكل أفعن دين الله تخدعني بمعجونة عرقتموها بقندكم وخبيصة صفراء أتيتموني بها بعصير تمركم، أمختبط أم ذو جنة أم تهجر؟ أليس النفوس عن مثقال حبة من خردل مسؤلة؟ فماذا أقول في معجونة أتزقمها معمولة؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، واسترق لي قطانها مذعنة بإملاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها شعيرة فألوكها ما قبلت، ولا أردت، ولدنياكم أهون عندي من ورقة في فم جرادة تقضمها وأقذر عندي من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها، فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيها، ومعجونة كأنها عجنت بريق حية أو قيئها. اللهم إني نفرت عنها نفار المهرة من كيها، «أريه السها ويريني القمر» أأمتنع من وبرة قلوصها ساقطة، وأبتلع إبلا في مبركها رابطة؟ أدبيب العقارب من وكرها التقط؟ أم قواتل الرقش في بيتي أرتبط؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي، فبتقوى الله أرجو خلاصي، ما لعلي ونعيم يفنى، ولذة تنتجها المعاصي سألقى وشيعتي ربنا بعيون سامرة وبطون خماص، {ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} ونعوذ بالله من سيئات الأعمال.
------------
الأمالي للصدوق ص 620, حلية الأبرار ج 2 ص 202, بحار الأنوار ج 74 ص 392,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمار بن ياسر أنه قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها. زينك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ منها شيئا، ولا ترزأ منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق فيك فأولئك جيرانك في دارك، وشركاءك في جنتك، وأما من أبغضك وكذب عليك فحق على الله أن يوقفه موقف الكذابين يوم القيامة.
------------
الأمالي للطوسي ص 181, حلية الأبرار ج 2 ص 209, بحار الأنوار ج 39 ص 297, بشارة المصطفى ص 98, كشف الغمة ج 1 ص 162, كشف اليقين للحلي ص 85, نهج الحق ص 245, غرر الأخبار ص 134
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل بعد ما يصف رسول الله (ص) قال: وكان أخوه من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها، والله إنه كان ليعرض له أمران كان كلاهما لله طاعة، فيأخذ بأشدهما على بدنه، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله دبرت فيهم يداه، والله ما أطاق عمل رسول الله (ص) من بعده أحد غيره، والله ما نزلت برسول الله (ص) نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به، وإنه كان رسول الله ليبعثه برايته، فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له.
-------------
الكافي ج 15 ص 392, الوافي ج 3 ص 734, البرهان ج 4 ص 34, حلية الأبرار ج 2 ص 177, مرآة العقول ج 26 ص 30, بحار الأنوار ج 41 ص 130
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* كرمه:
عن الأصبغ بن نباتة، أنه كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثم جمع المستحقين، ثم ضرب يده في المال، فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء لا تغريني؛ غري غيري.
هذا جناي وخياره فيه .. إذ كل جان يده إلى فيه
ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين، ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش، ثم يصلي فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم: لا تتعرضيني ولا تتشوقيني ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك.
-------------
الأمالي للصدوق ص 283, روضة الواعظين ج 1 ص 117, حلية الأبرار ج 2 ص 200, بحار الأنوار ج 41 ص 103
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هريرة، قال: إن رجلا جاء إلى النبي (ص) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله (ص) إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا شيء إلا الماء، قال (ص): من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي (ع): أنا يا رسول الله، فأتى فاطمة (ع) فأعلمها، فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية، ولكنا نؤثر به ضيفنا، فقال (ع): يا ابنة محمد (ص) نومي الصبية وأطفئي السراج. فلما أصبح علي (ع) غدا على رسول الله (ص) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى نزلت هذه الآية: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
------------
تأويل الآيات ص 654, الأمالي للطوسي ص 184, تفسير الصافي ج 5 ص 157, وسائل الشيعة ج 9 ص 462, البرهان ج 5 ص 341, حلية الأبرار ج 2 ص 263,بحار الأنوار ج 36 ص 59, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 285, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 175 مناقب آشوب ج 2 ص 73 نحوه, العوالم ج 11 ص 211 نحوه, مستدرك الوسائل ج 7 ص 214 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الحارث الهمداني، قال: سامرت (حادثت ليلا) أمير المؤمنين (ع) فقلت: يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة، قال: فرأيتني لها أهلا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: جزاك الله عني خيرا، ثم قام إلى السراج فأغشاها وجلس، ثم قال: إنما أغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك في وجهك، فتكلم، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: الحوائج أمانة من الله في صدور العباد، فمن كتمها كتبت له عبادة، ومن أفشاها كان حقا على من سمعها أن يعينه.
-------------
الكافي ج 4 ص 24, الوافي ج 10 ص 423, وسائل الشيعة ج 9 ص 457, حلية الأبرار ج 2 ص 414, مرة العقول ج 16 ص 151, بحار الأنوار ج 41 ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (ع) قال: إن رسول الله (ص) كان جالسا ذات يوم، وأصحابه جلوس حوله، فجاء علي (ع)، وعليه سمل ثوب مخرق عن بعض جسده، فجلس قريبا من رسول الله (ص) فنظر إليه ساعة، ثم قرأ: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}. ثم قال رسول الله (ص) لعلي (ع): أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم، ثم قال رسول الله (ص) لعلي (ع): أين حلتك التي كسوتها يا علي؟ فقال: يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشتكي عراه وعرى أهل بيته، فرحمته وآثرته بها على نفسي، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها، فقال رسول الله (ص): صدقت، أما إن جبرئيل فقد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من استبرق، وصبغتها من ياقوت وزبرجد، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك، وصبرك على سملتك هذه المنخرقة، فأبشر يا علي، فانصرف علي (ع) فرحا مسرورا بما أخبره به رسول الله (ص).
--------------
حلية الأبرار ج 2 ص 266, تأويل الآيات ص 655, البرهان ج 5 ص 342, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (ع) أن أمير المؤمنين (ع)، بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة وكان الرجل ممن يرجو نوافله ويؤمل نائله ورفده، وكان لا يسأل عليا (ع) ولا غيره شيئا، فقال رجل لأمير المؤمنين: والله ما سألك فلان، ولقد كان يجزيه من الخمسة الأوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين (ع): لا كثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت لله أنت إذا أنا لم أعط الذي يرجوني إلا بعد المسألة ثم أعطيه بعد المسألة فلم أعطه ثمن ما أخذت منه، وذلك لأني عرضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عند تعبده له وطلب حوائجه إليه فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله في دعائه له، حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله، وذلك أن العبد قد يقول في دعائه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل.
-------------
الكافي ج 4 ص 22, الفقيه ج 2 ص71, الوافي ج 10 ص 420, وسائل الشيعة ج 9 ص 454, حلية الأبرار ج 2 ص 417, مرآة العقول ج 16 ص 150, بحار الأنوار ج 41 ص 35
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله في قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} قال: بينما علي (ع) عند فاطمة (ع) إذ قالت له: يا علي اذهب إلى أبي فأبغنا منه شيئا، فقال: نعم، فأتى رسول الله (ص) فأعطاه دينارا، وقال يا علي: اذهب فابتع لأهلك طعاما، فخرج من عنده، فلقيه المقداد بن الأسود رحمه الله، وقاما ما شاء الله أن يقوما، وذكر له حاجته، فأعطاه الدينار، وانطلق إلى المسجد، فوضع رأسه فنام، فانتظره رسول الله (ص) فلم يأت، ثم انتظره فلم يأت. فخرج يدور في المسجد، فإذا هو بعلي (ع) نائم في المسجد، فحركه رسول الله (ص) فقعد، فقال له: يا علي ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله خرجت من عندك فلقيني المقداد بن الأسود فذكر لي ما شاء الله أن يذكر، فأعطيته الدينار، فقال رسول الله (ص): أما إن جبرئيل (ع) فقد أنبأني بذلك، وقد أنزل الله فيك كتابا: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
-----------
حلية الأبرار ج 2 ص 264, تأويل الآيات ص 654, البرهان ج 5 ص 341, بحار الأنوار ج 36 ص 59, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 183, العوالم ج 11 ص 226
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
حدثني حذيفة بن اليمان، قال: لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي (ص): قدم جعفر رحمه الله، والنبي (ص) بأرض خيبر، فأتاه بالفرع من الغالية والقطيفة، فقال النبي (ص): لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فمد أصحاب النبي (ص) أعناقهم إليها، فقال النبي (ص) أين علي؟ فوثب عمار بن ياسر فدعا عليا (ع). فلما جاءه قال له النبي (ص): يا علي هذه القطيفة إليك، فأخذها علي (ع) وأمهل حتى قدم المدينة، فانطلق إلى البقيع، وهو سوق المدينة، فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا، فباع الذهب وكان ألف مثقال، ففرقه علي (ع) في فقراء المهاجرين والأنصار، ثم رجع إلى منزله ولم يترك له من الذهب قليلا ولا كثيرا فلقيه النبي (ص) من غد، في نفر من أصحابه فيهم حذيفة، وعمار، فقال: يا علي إنك أخذت بالأمس ألف مثقال، فاجعل غدائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك، ولم يكن علي (ع) يرجع يومئذ إلى شيء من العروض ذهب أو فضة، فقال حياء منه وتكرما: نعم يا رسول الله وفي الرحب والسعة، ادخل أنت يا نبي الله ومن معك. قال: فدخل النبي (ص)، ثم قال لنا: ادخلوا، قال حذيفة: وكنا خمسة نفر: أنا، وعمار، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، رضي الله عنهم، فدخلنا ودخل علي (ع) على فاطمة (ع)، يبتغي عندها شيئا من زاد، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور، وعليها عراق كثير، وكأن رائحتها المسك، فحملها علي (ع) حتى وضعها بين يدي رسول الله (ص) ومن حضر معه، فأكلنا منها حتى تملأنا، ولا ينقص منها قليل ولا كثير. وقام النبي (ص) حتى دخل على فاطمة (ع) وقال: أنى لك هذا الطعام يا فاطمة؟ فردت عليه ونحن نسمع قولهما، فقالت: هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب، فخرج النبي (ص) إلينا مستعبرا، وهو يقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول: يا مريم أنى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
----------------------
دلائل الإمامة ص 143, الأمالي للطوسي ص 614, الدر النظيم ص 464, البرهان ج 1 ص 618, حلية الأبرار ج 2 ص 267, مدينة المعاجز ج 1 ص 326, بحار الأنوار ج 21 ص 19, العوالم ج 11 ص 207
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (ع) قال: أوتي رسول الله (ص) بمال وحلل، وأصحابه حوله جلوس، فقسمه عليهم حتى لم يبق منه حلة ولا دينار، فلما فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين، وكان غائبا رآه رسول الله (ص) قال: أيكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه؟ فسمعه علي (ع) فقال: نصيبي فأعطاه إياه، فأخذه رسول الله (ص) فأعطاه الرجل. ثم قال: يا علي إن الله جعلك سباقا للخير، سخاء بنفسك من المال، أنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، والظلمة هم يحسدونك، ويبغون عليك، ويمنعونك حقك بعدي.
--------------
تأويل الآيات ص 654, البرهان ج 5 ص 342, حلية الأبرار ج 2 ص 265, بحار الأنوار ج 36 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
سأل أعرابي أمير المؤمنين (ع) شيئا فأمر بألف، فقال الوكيل: من ذهب أو فضة؟ فقال: كلاهما عندي حجران، فأعط الأعرابي أنفعهما إليه.
---------------
مناقب آشوب ج 2 ص 118, حلية الأبرار ج 2 ص 271, بحار الأنوار ج 41 ص 32, مستدرك الوسائل ج 7 ص 268
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* شجاعته وقوته:
عن شقيق بن سلمة قال: كان عمر يمشي فالتفت إلى ورائه وعدى، فسألته عن ذلك، فقال: ويحك أما ترى الهزبر بن الهزبر القثم بن القثم، الفلاق للبهم، الضارب على هامة من طغى وظلم، ذا السيفين ورائي؟ فقلت: هذا علي بن أبي طالب (ع)، فقال: تكلتك أمك إنك تحقره، بايعنا رسول الله (ص) يوم أحد أن من فر منا فهو ضال، ومن قتل فهو شهيد ورسول الله (ص) يضمن له الجنة، فلما التقى الجمعان هزمونا. وهذا كان يحاربهم وحيدا حتى انسل نفس رسول الله (ص) وجبرئيل، ثم قال: عاهدتموه وخالفتموه، ورمى بقبضة رمل، وقال: شاهت الوجوه فو الله ما كان منا إلا من أصابت عينه رملة ورجعنا نمسح وجوهنا قائلين: الله الله أقلنا يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله، فالكر والفر عادة العرب فاصفح، وقل ما أراه وحيدا إلا خفت منه.
------------
مناقب آشوب ج 2 ص 116, حلية الأبرار ج 2 ص 427, مدينة المعاجز ج 2 ص 81, بحار الأنوار ج 41 ص 72
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عكرمة، قال: سمعت عليا (ع) يقول: لما انهزم الناس عن النبي (ص) يوم أحد لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه، فرجعت أطلبه فلم أره، فقلت: ما كان النبي (ص) ليفر، وما رأيته في القتلى، وأظنه رفع من بيننا إلى السماء فكسرت جفن سيفي، وقلت: لأقاتلن به حتى أقتل، وحملت على القوم فأفرجوا عني فإذا بالنبي (ص) قد وقع على الأرض مغشيا عليه، فقمت على رأسه فنظر إلي. وقال: ما فعل الناس يا علي؟ فقلت: كفروا يا رسول الله وولوا الدبر من العدو وأسلموك، فنظر النبي (ص) إلى كتيبة قد أقبلت إليه، فقال لي: ردهم عني، فحملت عليهم أضربهم يمينا وشمالا حتى فروا، فقال (ص): أما تسمع مديحا في السماء. إن ملكا اسمه رضوان يقول: لا سيف إلا ذو الفقار- ولا فتى إلا علي فبكيت سرورا، وحمدت الله تعالى على نعمته.
--------------
كشف الغمة ج 1 ص 194, الإرشاد ج 1 ص 86, حلية الأبرار ج 2 ص 430, بحار الأنوار ج 20 ص 86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (ع) قال: لما كان يوم أحد انهزم أصحاب رسول الله (ص) حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (ع) وأبو دجانة سماك بن خرشة، فقال له النبي (ص): يا أبا دجانة أما ترى قومك؟ قال: بلى قال: الحق بقومك، قال: ما على هذا بايعت الله ورسوله، قال: أنت في حل قال: والله لا تتحدث قريش بأني خذلتك وفررت، أذوق ما تذوق، فجزاه النبي (ص) جزاء. وكان علي (ع) كلما حملت طائفة على رسول الله (ص) استقبلهم وردهم حتى أكثر فيهم القتل والجراحات حتى انكسر سيفه، فجاء إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إن الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي فأعطاه (ص) سيفه ذو الفقار فما زال يدفع به عن رسول الله (ص) حتى أثر وأنكر، فنزل عليه جبرئيل (ع) وقال: يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي لك، فقال النبي (ص): إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما، وسمعوا دويا من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
--------------
علل الشرائع ج 1 ص 7, حلية الأبرار ج 2 ص 433, بحار الأنوار ج 20 ص 70
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال علي بن الحسين (ع): كان – أمير المؤمنين (ع) - قاعدا ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونانيين المدعين للفلسفة والطب، فقال له: يا أبا الحسن بلغني خبر صاحبك وأن به جنونا فجئت لأعاجله؟ فلحقته قد مضى لسبيله، وفاتني ما أردت من ذلك. وقد قيل لي إنك ابن عمه وصهره، وأرى اصفرارا قد علاك، وساقين دقيقين ما أراهما يقلانك، فأما الصفار فعندي دواؤه، وأما الساقان الدقيقان فلا حيلة لي لتغليظهما، والوجه أن ترفق بهما وبنفسك في المشي تقلله ولا تكثره، وفيما تحمله على ظهرك وتحضنه بصدرك أن تقللهما ولا تكثرهما، فإن ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل الثقيل انقصافهما. وأما الصفار فدواؤك عندي، وهو هذا، وأخرج دواء، وقال: هذا لا يؤذيك ولا يخيسك ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا، ثم يزيل صفارك. فقال علي بن أبي طالب (ع): قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري فهل تعرف شيئا يزيد منه صفاري فقال الرجل: بلى حبة من هذا، وأشار إلى دواء معه، وقال: إن تناوله الإنسان وبه صفار أماته من ساعته، وإن كان لا صفار فيه صار به صفرة حتى يموت في يومه. فقال علي بن أبي طالب (ع): فأرني هذا الضار، فأعطاه إياه، فقال له: كم قدر هذا؟ فقال: قدر مثقالين سم ناقع، قدر حبة منه يقتل رجلا، فتناوله علي (ع) فقمحه وعرق عرقا خفيفا، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه: الآن أوخذ بابن أبي طالب (ع) ويقال: قتله ولا يقبل مني قولي: إنه هو الجاني على نفسه. فتبسم علي بن أبي طالب (ع) وقال: يا عبد الله اصح ما كنت بدنا الآن، لم يضرني ما زعمت أنه سم، فغمض عينيك فغمض، ثم قال: افتح عينيك، ففتح ونظر إلى وجه علي (ع) فإذا هو أبيض أحمر مشرب بحمرة فارتعد الرجل مما رآه، وتبسم علي (ع) وقال: أين الصفار الذي زعمت أنه بي؟ فقال: والله كأنك لست من رأيت، قبل كنت مصفارا فأنت الآن مورد، قال علي (ع): فزال عني الصفار بسمك الذي تزعمه أنه قاتلي. وأما ساقاي هاتان، ومد رجليه وكشف عن ساقيه، فإنك زعمت أني أحتاج أن أرفق ببدني في حمل ما أحمل عليه لئلا ينقصف الساقان، وأنا أدلك على أن طب الله عز وجل خلاف طبك، وضرب بيده إلى أستوانة خشب عظيمة على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه، وفوقه حجرتان أحدهما فوق الأخرى، وحركها واحتملها فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان، فغشي على اليوناني، فقال علي (ع): صبوا عليه الماء فأفاق، وهو يقول: والله ما رأيت كاليوم عجبا، فقال له علي (ع): هذه قوة الساقين الدقيقين واحتمالها في ظنك هذا يا يوناني. فقال اليوناني: أمثلك كان محمد (ص)؟ فقال علي (ع): وهل علمي إلا من علمه؟ وعقلي إلا من عقله؟ وقوتي إلا من قوته؟
----------------
تفسير الغمام العسكري (ع) ص 170, الإحتجاج ج 1 ص 235, حلية الأبرار ج 2 ص 164, مدينة المعاجز ج 1 ص 352, بحار الأنوار ج 10 ص 70
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ابن عباس، قال: رأيت عليا (ع) يوما في سكك المدينة يسلك طريقا لم يكن له منفذ، فجئت فأعلمت رسول الله (ص)، فقال: إن عليا (ع) علم الهدى، والهدى طريقه، قال: فمضى على ذلك ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع أمرنا أن ننطلق في طلبه. قال ابن عباس: فذهبت في الدرب الذي رأيته فيه، وإذا بياض درعه في ضوء الشمس، قال: فأتيت فأعلمت رسول الله (ص) بقدومه، فقام إليه، فلاقاه واعتنقه وحل عنه الدرع بيده، وجعل يتفقد جسده. فقال عمر: كأنك يا رسول الله تتوهم أنه كان في الحرب، فقال له النبي (ص): يا عمر بن الخطاب والله لقد ولي أربعين ألف ملك، وقتل أربعين ألف عفريت وأسلم على يده أربعون ألف عفريت وأسلم على يده أربعون ألف قبيلة من الجن، وان الشجاعة عشرة أجزاء، تسعة منها في علي (ع)، وواحد منها في سائر الناس. والفضل والشرف عشرة أجزاء، تسعة منها في علي (ع)، وواحد في سائر الناس، وإن عليا مني بمنزلة الذراع من اليد، وزري في قميصي، ويدي التي أصول بها، وسيفي الذي أجالد به الأعداء، وان المحب له مؤمن، والمخالف له كافر، والمقتفي لأثره لا حق.
------------
مشارق أنوار اليقين ص 349, حلية الأبرار ج 2 ص 167, مدينة المعاجز ج 2 ص 446
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي في يوم خيبر لما جاءت صفية إلى الرسول (ص) وكانت أحسن الناس وجهاً فرأى في وجهها شجة, فقال: ما هذه وأنت ابنة الملوك؟ فقالت: إن علياً لما قدم الحصن هز الباب فاهتز الحصن, وسقط من كان عليه من النظارة وارتجف بي السرير, فسقطت لوجهي فشجني جانب السرير, فقال لها رسول الله (ص): يا صفية إن علياً عظيم عند الله, وإنه لما هز الباب اهتز الحصن واهتزت السماوات السبع, والأرضون السبع, واهتز عرش الرحمن غضباً لعلي, وفي ذلك اليوم لما سأله عمر فقال: يا أبا الحسن لقد اقتلعت منيعاً ولك ثلاثة أيام خميصاً! فهل قلعتها بقوة بشرية؟! فقال: ما قلعتها بقوة بشرية, ولكن قلعتها بقوة إلهية, ونفس بلقاء ربها مطمئنة رضية.
----------------
مشارق أنوار اليقين ص170، بحار الأنوار ج21 ص40، حلية الأبرار ج2 ص161، مدينة المعاجز ج1 ص425
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن أمير المؤمنين (ع) لما شطر مرحب شطرين, وألقاه مجندلاً جاءه جبرائيل باسماً متعجباً! فقال له النبي (ص): مم تعجبك؟ فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع وجوامع السماوات: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار, وأما إعجابي فإني لما أمرت أن أدمر قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع مدائن من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا, على ريشة من جناحي, ورفعتها حتى سمع حملة العرش صياح ديكهم, وبكاء أطفالهم, ووقفت بها إلى الصبح أنتظر الأمر ولم أنتقل بها, واليوم لما ضرب علي ضربته الهاشمية وكنت أمرت أن أقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الأرض فيصل الثور الحامل لها يشطره شطرين, فتنقلب الأرض بأهلها فكان فاضل سيفه عليّ أثقل من مدائن لوط, هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء.
---------------
مشارق أنوار اليقين ص170، بحار الأنوار ج21 ص40, حلية الأبرار ج2 ص161، مدينة المعاجز ج1 ص426
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن أمير المؤمنين (ع) حمل باب خيبر بشماله, وهو أربعة أذرع في خمسة أشبار عمقا حجرا صلدا, دون يمينه، فأثر فيه أصابعه وحمله بغير مقبض، يتترس به فضارب الأقران بسيفه حتى هجم عليهم، ثم زجه من ورائه أربعين ذراعا.
----------------
المسترشد ص 327, حلية الأبرار ج 2 ص 169
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله أن عليا (ع) حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها, وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا.
---------
مناقب آشوب ج 2 ص 294, روضة الواعظين ج 1 ص 127, إثبات الهداة ج 3 ص 549, بحار الأنوار ج 21 ص 4
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
في رواية أنه كان طول الباب خمسة عشر ذراعا، وعرض الخندق عشرون ذراعا، فوضع – أمير المؤمنين (ع) - جانبا على طرف الخندق، وضبط بيده جانبا حتى عبر عليه العسكر، وكانوا ثمانية ألف وسبعمائة رجل، وفيهم من كان يتردد ويجف عليه.
أبو عبد الله الجدي قال له عمر: لقد حملت منه ثقلا، فقال: ما كان إلا مثل جنتي التي في يدي.
------------
مناقب آشوب ج 2 ص 294, حية الأبرار ج 2 ص 170, بحار الأنوار ج 41 ص 280
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روى أن أمير المؤمنين (ع) قال في رسالته إلى سهل بن حنيف: والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية ولا حركة غذائية، ولكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضيئة، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت، ولو أمكنني الفرصة من رقابها لما بقيت، ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط، فجنانه في الملمات رابط.
-------------
روضة الواعظين ج 1 ص 127, حلية الأبرار ج 2 ص 169, الأمالي للصدوق ص 514 نحوه, بشارة المصطفى ص 191 نحوه, بحار الأنوار ج 21 ص 26
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية