* أول القوم إسلاما:
عن ابن عباس قال: أول من آمن برسول الله (ص): علي (ع), ومن النساء: خديجة (ع).
-------
الأمالي للطوسي ص 259, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 21, بحار الأنوار ج 38 ص 211
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين (ع)، كم كان علي بن أبي طالب (ع) يوم أسلم؟ فقال: أو كان كافرا قط؟ إنما كان لعلي (ع) حيث بعث رسول الله (ص) عشر سنين، ولم يكن يومئذ كافرا، ولقد آمن بالله تبارك وتعالى ورسوله (ص)، وسبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله ورسوله، وإلى الصلاة بثلاث سنين، وكانت أول صلاة صلاها مع رسول الله (ص) الظهر ركعتين، وكذلك فرضها الله تبارك وتعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين، وكان رسول الله (ص) يصليها بمكة ركعتين، ويصليها علي (ع) بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله (ص) إلى المدينة وخلف عليا (ع) في أمور، لم يكن يقوم بها أحد غيره. وكان خروج رسول الله (ص) من مكة في أول يوم من ربيع الأول، وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث، وقدم المدينة لإثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين.
--------------
الكافي ج 8 ص 338, مختصر البصائر ص 341, الوافي ج 3 ص 726, البرهان ج 3 ص 564, حلية الأبرار ج 2 ص 33, مرآة العقول ج 26 ص 496, بحار الأنوار ج 19 ص 114
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (ص): علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا، وأكملهم حلما، وأسمحهم كفا، وأشجعهم قلبا، وهو الإمام والخليفة بعدي.
------------
الأمالي للصدوق ص 8, كنز الفوائد ج 1 ص 263, مائة منقبة ص 49, التحصين ص 619, إثبات الهداة ج 3 ص 52, حلية الأبرار ج 2 ص 35, بحار الأنوار ج 38 ص 90
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال أمير المؤمنين (ع): ذكر النبي (ص) خديجة يوما وهو عند نسائه فبكى, فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟ فقال: صدقتني إذ كذبتم, وآمنت بي إذ كفرتم, وولدت لي إذ عقمتم, قالت عائشة: فما زلت أتقرب إلى رسول الله (ص) بذكرها.
-------------
كشف الغمة ج 1 ص 508, بحار الأنوار ج 16 ص 8
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عائشة قالت: كان رسول الله (ص) إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن, قالت: فرأيت رسول الله (ص) غضب غضبا شديدا، فسقطت في يدي فقلت: اللهم إنك إن أذهبت بغضب رسولك لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت. قالت: فلما رأى رسول الله (ص) ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني الولد حيث حرمتموه. قالت: فغدا وراح علي بها شهرا.
-------------
كشف الغمة ج 1 ص 512, بحار لأنوار ج 16 ص 12
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن يحيى بن عفيف، عن أبيه، قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب قبل أن يظهر أمر النبي (ص)، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع الشاب فرفعا، ثم سجد الشاب فسجدا. فقلت: يا عباس أمر عظيم! فقال العباس: أمر عظيم، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
--------------
حلية الأبرار ج 2 ص 34, الإرشاد ج 1 ص 29, كنز الفوائد ج 1 ص 262, شرح الأخبار ج 1 ص 452, روضة الواعظين ج 1 ص 85
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* {وأنذر عشيرتك الأقربين}
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن علي بن أبي طالب (ع) قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} أي رهطك المخلصين, دعا رسول الله (ص) بني عبد المطلب، وهم إذ ذاك أربعون رجلا، يزيدون رجلا، أو ينقصون رجلا، فقال: أيكم يكون أخي، ووارثي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض ذلك عليهم رجلا رجلا، كلهم يأبى ذلك، حتى أتي علي، فقلت: أنا، يا رسول الله. فقال: يا بني عبد المطلب، هذا أخي ووارثي، ووزيري، وخليفتي فيكم بعدي. فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام!
------------
بحار الأنوار ج 18 ص 178, علل الشرائع ج 1 ص 170, طرف من الأنباء ص 119, إثبات الهداة ج 3 ص 86, البرهان ج 4 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 66
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب (ع) قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله (ص)، فقال لي: يا علي إن الله تعالى أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين, - الى أن قال - فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا (القدح الكبير) من لبن، ثم اجمع بني عبد المطلب، حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا، أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعته لهم، فجئت به، فلما وضعته، تناول رسول الله (ص) جذمة (قطعة) من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: خذوا، بسم الله. فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده، إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا جميعا، وايم الله، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله (ص) أن يكلمهم، ابتدره أبو لهب بالكلام، فقال: لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله (ص). فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي, قال: ففعلت، ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام، فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى مالهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله (ص)، فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي، ويؤازرني على أمري، فيكون أخي، ووصيي، ووزيري، وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت، وإني لأحدثهم سنا - وساق الحديث - فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به, قال: فأخذ بيدي، ثم قال: إن هذا أخي، ووصيي، ووزيري، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك، وتطيع!
-----------
الأمالي للطوسي ص 581, تفسير فرات ص 299, البرهان ج 4 ص 186, بحار الأنوار ج 18 ص 191
من مصادر السنة بإختلاف بسيط في اللفظ دون المعنى: تاريخ الطبري ج 2 ص 660, الكامل في التاريخ ج 2 ص 62, شرح النهج ج 13 ص 210, كنز العمال ج 13 ص 131, تفسير البغوي ج 3 ص 400. نحوه: جامع البيان ج 19 ص 148, الدر المنثور ج 5 ص 97
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* مبيته (ع) على فراش رسول الله (ص)
فاجتمعوا في الندوة وكان لا يدخل دار الندوة إلا من قد أتى عليه أربعون سنة، فدخلوا أربعون رجلا من مشايخ قريش، وجاء إبليس لعنه الله في صورة شيخ كبير, فقال له البواب: من أنت؟ فقال: أنا شيخ من أهل نجد, لا يعدمكم مني رأي صائب, إني حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت لأشير عليكم، فقال الرجل: ادخل, فدخل إبليس. فلما أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش, إنه لم يكن أحد من العرب أعز منا، نحن أهل الله تغدو إلينا العرب في السنة مرتين ويكرموننا, ونحن في حرم الله لا يطمع فينا طامع, فلم نزل كذلك حتى نشأ فينا محمد بن عبد الله, فكنا نسميه الأمين لصلاحه وسكونه وصدق لهجته, حتى إذا بلغ ما بلغ وأكرمناه ادعى أنه رسول الله وأن أخبار السماء تأتيه, فسفه أحلامنا وسب آلهتنا وأفسد شبابنا وفرق جماعتنا, وزعم أنه من مات من أسلافنا ففي النار, فلم يرد علينا شيء أعظم من هذا، وقد رأيت فيه رأيا, قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن ندس إليه رجلا منا ليقتله، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات، فقال الخبيث: هذا رأي خبيث, قالوا: وكيف ذلك؟ قال: لأن قاتل محمد مقتول لا محالة, فمن ذا الذي يبذل نفسه للقتل منكم؟ فإنه إذا قتل محمد تغضب بنو هاشم وحلفاؤهم من خزاعة, وإن بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمد على الأرض, فيقع بينكم الحروب في حرمكم وتتفانوا. فقال آخر منهم: فعندي رأي آخر، قال: وما هو؟ قال: نثبته في بيت ونلقي إليه قوته حتى يأتي عليه ريب المنون, فيموت كما مات زهير والنابغة وإمرؤ القيس, فقال إبليس: هذا أخبث من الآخر. قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن بني هاشم لا ترضى بذلك، فإذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا بهم واجتمعوا عليكم فأخرجوه، قال آخر منهم: لا ولكنا نخرجه من بلادنا ونتفرغ نحن لعبادة آلهتنا، قال إبليس: هذا أخبث من الرأيين المتقدمين, قالوا: وكيف ذاك؟ قال: لأنكم تعمدون إلى أصبح الناس وجها, وأنطق الناس لسانا, وأفصحهم لهجة, فتحملونه إلى وادي العرب فيخدعهم ويسحرهم بلسانه, فلا يفجأكم إلا وقد ملأها عليكم خيلا ورجلا، فبقوا حائرين ثم قالوا لإبليس لعنه الله: فما الرأي فيه يا شيخ؟ قال: ما فيه إلا رأي واحد، قالوا: وما هو؟ قال: يجتمع من كل بطن من بطون قريش واحد, ويكون معهم من بني هاشم رجل، فيأخذون سكينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة, حتى يتفرق دمه في قريش كلها، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه، فإن سألوكم أن تعطوا الدية فأعطوهم ثلاث ديات, فقالوا: نعم, وعشر ديات، ثم قالوا: الرأي رأي الشيخ النجدي، فاجتمعوا ودخل معهم في ذلك أبو لهب عم النبي، ونزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) وأخبره أن قريشا قد اجتمعت في دار الندوة يدبرون عليك, وأنزل عليه في ذلك {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} واجتمعت قريش أن يدخلوا عليه ليلا فيقتلوه, وخرجوا إلى المسجد يصفرون ويصفقون ويطوفون بالبيت, فأنزل الله {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} فالمكاء التصفير, والتصدية صفق اليدين, وهذه الآية معطوفة على قوله {وإذ يمكر بك الذين كفروا} وقد كتبت بعد آيات كثيرة. فلما أمسى رسول الله (ص) جاءت قريش ليدخلوا عليه, فقال أبو لهب: لا أدعكم أن تدخلوا عليه بالليل, فإن في الدار صبيانا ونساء, ولا نأمن أن تقع بهم يد خاطئة, فنحرسه الليلة، فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله (ص), وأمر رسول الله (ص) أن يفرش له, ففرش له, فقال لعلي بن أبي طالب (ع): افدني بنفسك، قال: نعم يا رسول الله, قال: نم على فراشي والتحف ببردتي, فنام علي (ع) على فراش رسول الله (ص) والتحف ببردته, وجاء جبرئيل (ع) فأخذ بيد رسول الله (ص) فأخرجه على قريش وهم نيام, وهو يقرأ عليهم {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} وقال له جبرئيل (ع): خذ على طريق ثور، وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار وكان من أمره ما كان, فلما أصبحت قريش وأتوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب علي (ع) في وجوههم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا له: أين محمد؟ قال: أجعلتموني عليه رقيبا؟ ألستم قلتم نخرجه من بلادنا، فقد خرج عنكم، فأقبلوا يضربون أبا لهب ويقولون: أنت تخدعنا منذ الليلة، فتفرقوا في الجبال، وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له: أبو كرز يقفو الآثار، فقالوا له: يا أبا كرز, اليوم اليوم، فوقف بهم على باب حجرة رسول الله (ص) فقال: هذه قدم محمد, والله إنها لأخت القدم التي في المقام, وكان أبو بكر استقبل رسول الله (ص) فرده معه، فقال أبو كرز: وهذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه, ثم قال: وهاهنا عبر ابن أبي قحافة, فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار، ثم قال ما جاوزا هذا المكان, إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخلا تحت الأرض، وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة حتى وقف على باب الغار ثم قال: ما في الغار واحد, فتفرقوا في الشعاب وصرفهم الله عن رسوله (ص), ثم أذن لنبيه في الهجرة.
--------------
تفسير القمي ج 1 ص 273, تفسير الصافي ج 2 ص 294, البرهان ج 2 ص 669, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 147, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 327
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور – الى ان قال وتصور يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد، وأشار عليهم في النبي (ص) بما أشار، فأنزل الله (تعالى): {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
---------------
الأمالي للصدوق ص 177, البرهان ج 2 ص 703, بحار الأنوار ج 60 ص 233, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الهادي (ع) في زيارة أمير المؤمنين (ع) يوم الغدير: ... فلما آل الامر إليك أجريتهم على ما أجر يا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة وعدم الأنصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا ، إذ قال له يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى قال: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين ، وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك أن تضجع في مرقده واقيا له بنفسك ، أسرعت إلى إجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا ، فشكر الله تعالى طاعتك، وأبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} ...
-----------------
المزار للمشهدي ص 279, المزار للشهيد الأول ص 85, بحار الأنوار ج 97 ص 367
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمار بن ياسر وأبي رافع مولى النبي (ص). قال أبو اليقظان. فحدثنا رسول الله (ص) ونحن معه بقباء، عما أرادت قريش من المكر به ومبيت علي (ع) على فراشه، قال: أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل (ع) أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما: عبدي ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل - أو قال: رقد - على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله يباهي بك الملائكة! قال: فأنزل الله في علي (ع): {ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد}.
--------------
الأمالي للطوسي ص 469, مناقب آشوب ج 1 ص 339, البرهان ج 1 ص 444, حلية الأبرار ج 1 ص 149, بحار الأنوار ج 19 ص 64, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 181 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
خبر مما روي عن جماعة ثقات، أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية على الحجاج بن يوسف الثقفي وأنها مثلت بين يديه. فقال لها: يا حرة ابنة حليمة السعدية، قالت له: فراسة من غير مؤمن فقال لها: الله جاء بك، وقد قيل لي عنك: إنك تفضلين عليا على أبي بكر وعمر وعثمان؟ قالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة، قال وعلى غير هؤلاء؟ قالت أفضله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى بن مريم. فقال لها: يا ويلك! أقول لك إنك تفضلينه على الصحابة، وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم، من الرسل وإذا لم تأتي ببيان ما قلت وإلا لأضربن عنقك. - الى ان قال -: فبما تفضلينه على موسى كليم الله؟ قالت: يقول الله: {فخرج منها خائفا يترقب} وعلي بن أبي طالب (ع) بات على فراش رسول الله (ص) لم يخف حتى أنزل الله تعالى في حقه {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} قال: أحسنت يا حرة.
---------------
بحار الأنوار ج 46 ص 134, الروضة في فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن جبرائيل ص 234, الفضائل لشاذان بن جبرئيل ص 137, رياض الأبرار ج 2 ص 63, العوالم ج 18 ص 186
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* التأخي مع رسول الله (ص)
قال محمد بن إسحاق: وآخى رسول الله (ص) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال - فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل - تأخوا في الله أخوين أخوين, ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) فقال: هذا أخي, فكان رسول الله (ص) سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وعم رسول الله (ص) وزيد بن حارثة مولى رسول الله (ص) أخوين.
-----------
البداية والنهاية ج 3 ص 277, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 351, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن العباس قال: لما نزلت {إنما المؤمنون إخوة} آخى رسول الله (ص) بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين فلان وفلان حتى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال لعلي بن أبي طالب (ع): أنت أخي، وأنا أخوك.
------------
الأمالي للطوسي ص 586, البرهان ج 5 ص 108, بحار الأنوار ج 38 ص 333
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محدوج بن زيد الذهلي: أن رسول الله (ص) لما آخى بين المسلمين أخذ بيد علي (ع) فوضعها على صدره, ثم قال: يا علي, أنت أخي, وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, أما تعلم أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقام عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة. ثم يدعى بأبيك إبراهيم (ع) فيقام عن يمين العرش فيكسى حلة خضراء من حلل الجنة, ثم يدعى بالنبيين والمرسلين بعضهم على إثر بعض, فيقومون سماطين فيكسون حللا خضرا من حلل الجنة, وأنا أخبرك يا علي, أنه أول من يدعى بي من أمتي يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي, فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد, يستبشر به ادم وجميع من خلق الله عز وجل من الأنبياء والمرسلين, فيستظلون بظل لوائي, فتسير باللواء بين السماطين, الحسن بن علي عن يمينك والحسين عن يسارك, حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش, فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة, فينادي مناد من عند العرش: يا محمد, نعم الأب أبوك إبراهيم, ونعم الأخ أخوك وهو علي. يا علي, إنك تدعى إذا دعيت, وتحيا إذا حييت, وتكسى إذا كسيت.
--------------
بمصادر السنة: تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 53. نحوه:مناقب الخوارزمي ص 140, مناقب علي بن أبي طالب للمغازلي ص 55, شرح النهج ج 9 ص 169, ينابيع المودة ج 1 ص 431, ذخائر العقبى ص 75
نحوه بمصادر الشيعة: الأمالي للصدوق ص 402, طرف من الأنباء والمناقب ص 533, كشف الغمة ج 1 ص 294, بحار الأنوار ج 8 ص 2
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حذيقة أنه قال: آخى رسول الله (ص) بين الأنصار والمهاجرين أخوة الدين، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) فقال: هذا أخي. قال: حذيفة فرسول الله (ص) سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له في الأنام شبه ولا نظير، وعلي بن أبي طالب (ع) أخوه.
----------
بمصادر الشيعة: الأمالي للطوسي ص 587, عمدة العيون ص 171, الطرائف ج 1 ص 106, كشف الغمة ج 1 ص 329, كشف اليقين ص 208, إثبات الهداة ج 3 ص 93, البرهان ج 5 ص 109, بحار الأنوار ج 38 ص 333
بمصادر السنة: مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي ص 54, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن مردوية ص 100, نهج الإيمان ص 427
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زواج أمير المؤمنين (ع) من السيدة الزهراء (ع):
قال الشيخ الطوسي عن أول يوم من ذي الحجة: فيه زوج رسول الله | فاطمة ÷ من أمير المؤمنين ×. وروي أنه كان يوم السادس.
------------
مصباح المتهجد ج 2 ص 671, بحار الأنوار ج 43 ص 92
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص): {إنما أنا بشر مثلكم} أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة (ع) فإن تزويجها نزل من السماء.
-------------
الكافي ج 5 ص 568, الفقيه ج 3 ص 393, مكارم الأخلاق ص 204, الوافي ج 21 ص 315, وسائل الشيعة ج 20 ص 74, بحار الأنوار ج 43 ص 145, العوالم ج 11 ص 371
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي (ع).
-------------
من مصادر العامة: المعجم الكبير ج 10 ص 106, مجمع الزوائد ج 9 ص 204, الرياض النضرة ج 3 ص 145, نظم درر السمطين ص 186, الجامع الصغير ج 1 ص 258, كنز العمال ج 11 ص 600, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن مردوية ص 196, سبل الهدى والرشد ج 11 ص 38, ينابيع المودة ج 2 ص 89, ذخائر العقبى ص 30
من مصادر الشيعة: شرح الأخبار ج 3 ص 61, دلائل الإمامة ص 143, نوادر المعجزات ص 222, روضة الواعظين ج 1 ص 147, مكارم الأخلاق ص 207, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 350, غرر الأخبار ص 210, تسلية المجالس ج 1 ص 537, مدينة المعاجز ج 2 ص 334, بحار الأنوار ج 43 ص 111, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 24, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 414, العوالم ج 11 ص 389
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: لقد هممت بالتزويج فلم أجترئ أن أذكر ذلك لرسول الله (ص), وإن ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري, حتى دخلت على رسول الله (ص) فقال لي: يا علي, قلت: لبيك يا رسول الله, قال (ص): هل لك في التزويج؟ قلت: رسول الله أعلم, وظننت أنه يريد أن يزوجني بعض نساء قريش, وإني لخائف على فوت فاطمة, فما شعرت بشيء إذ دعاني رسول الله (ص) فأتيته في بيت أم سلمة, فلما نظر إلي تهلل وجهه وتبسم, حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق, فقال (ص) لي: يا علي أبشر, فإن الله تبارك وتعالى قد كفاني ما كان همني من أمر تزويجك, قلت: وكيف كان ذاك يا رسول الله؟ قال (ص): أتاني جبرئيل (ع) ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها, فناولنيهما فأخذتهما فشممتهما, وقلت: يا جبرئيل, ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها: أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأنهارها وثمارها وأشجارها وقصورها, وأمر رياحها فهبت بأنواع العطر والطيب, وأمر حور عينها بالقراءة فيها طه, وطس, وحمعسق, ثم أمر الله عز وجل مناديا فنادى: ألا يا ملائكتي وسكان جنتي, اشهدوا أني قد زوجت فاطمة بنت محمد (ص) من علي بن أبي طالب (ع) رضى مني بعضهما لبعض, ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة, يقال له: راحيل, وليس في الملائكة أبلغ منه فخطب بخطبة لم يخطب بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض, ثم أمر مناديا فنادى: ألا يا ملائكتي وسكان جنتي, باركوا على علي بن أبي طالب (ع) حبيب محمد (ص) وفاطمة بنت محمد (ص), فإني قد باركت عليهما فقال راحيل: يا رب, وما بركتك عليهما أكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك؟ فقال الله عز وجل: يا راحيل, إن من بركتي عليهما أني أجمعهما على محبتي وأجعلهما حجتي على خلقي, وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقا ولأنشئن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ومعادن لحكمي بهم, أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين, فأبشر يا علي, فإني قد زوجتك ابنتي فاطمة (ع) على ما زوجك الرحمن, وقد رضيت لها بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني, ولقد أخبرني جبريل (ع): أن الجنة وأهلها مشتاقون إليكما, ولو لا أن الله تبارك وتعالى أراد أن يتخذ منكما ما يتخذ به على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنة وأهلها, فنعم الأخ أنت, ونعم الختن أنت, ونعم الصاحب أنت, وكفاك برضاء الله رضى, فقال علي (ع): {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي}, فقال رسول الله (ص): آمين.
-------------
تفسير الفرات ص 413, الأمالي للصدوق ص 558, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 222, روضة الواعظين ج 1 ص 144, بحار الأنوار ج 43 ص 101
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن رسول الله (ص): أتاني ملك فقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قد زوجت فاطمة من علي (ع) فزوجها منه, وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان, وإن أهل السماء قد فرحوا بذلك, وسيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة (ع) وبهما تتزين أهل الجنة, فأبشر يا محمد, فإنك خير الأولين والآخرين.
---------------
عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 27, كشف الغمة ج 1 ص 353, الجواهر السنية ص 577, البرهان ج 3 ص 259, بحار الأنوار ج 43 ص 124
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: بينا رسول الله (ص) جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها, فقال له رسول الله (ص): حبيبي جبرئيل, لم أرك في مثل هذه الصورة قال الملك: لست بجبرئيل يا محمد, بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور, قال (ص): من ممن؟ قال: فاطمة من علي (ع) قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله (ص) علي وصيه, فقال رسول الله (ص): منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام.
--------------
الكافي ج 1 ص 460, مسائل علي بن جعفر ص 325, الأمالي للصدوق ص 592, الخصال ج 2 ص 640, معاني الأخبار ص 103, دلائل الإمامة ص 93, نوادر المعجزات ص 209, روضة الواعظين ج 1 ص 146, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 349, الوافي ج 3 ص 747, إثبات الهداة ج 3 ص 16, مدينة المعاجز ج 2 ص 411, بحار الأنوار ج 43 ص 111
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
في حديث طويل أن رسول الله (ص) قال لعلي (ع): إن الله تعالى قد أمرني أن أزوجك, فقال: يا رسول الله، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي, فقال له النبي (ص): إذهب فبع الدرع, قال: فخرج علي (ع) فنادى على درعه، فبلغت أربعمائة درهم ودينار, قال: فاشتراها دحية بن خليفة الكلبي، وكان حسن الوجه، لم يكن مع رسول الله (ص) أحسن منه وجهاً, قال: فلما أخذ علي (ع) الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية على علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل مني هذه الدرع هدية، ولا تخالفني في ذلك, قال: فحمل الدرع والدراهم، وجاء بهما إلى النبي، ونحن جلوس بين يديه، فقال له: يا رسول الله، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار، وقد اشتراه دحية الكلبي، وقد أقسم علي أن أقبل الدرع هدية، وأي شيء تأمر، أقبلها منه أم لا؟ فتبسم النبي (ص) وقال: ليس هو دحية، لكنه جبرئيل، وإن الدراهم من عند الله ليكون شرفاً وفخراً لإبنتي فاطمة, وزوجه النبي بها، ودخل بعد ثلاث, قال: وخرج علينا علي (ع) ونحن في المسجد، إذ هبط الأمين جبرئيل وقد أهبط بأترجة من الجنة، فقال له: يا رسول الله، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب قال: فدفعها النبي (ص) إلى علي، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين: على قسم منها مكتوب: لا إله الا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين, وعلى القسم الآخر مكتوب: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب.
-----------
دلائل الإمامة ص 82, نوادر المعجزات ص 199, مدينة المعاجز ج 2 ص 323, العوالم ج 11 ص 386
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن عليا تزوج فاطمة (ع) على جرد برد, ودرع وفراش كان من إهاب كبش.
---------------
الكافي ج 5 ص 377, الوافي ج 26 ص 455, وسائل الشيعة ج 21 ص 250, بحار الأنوار ج 43 ص 143
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: زوج رسول الله (ص) عليا (ع) فاطمة (ع) على درع حطمية تسوى ثلاثين درهما.
-------------
تهذيب الأحكام ج 7 ص 364, قرب الإسناد ص 173, الوافي ج 21 ص 456, وسائل الشيعة ج 26 ص 250
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع): كان فراش علي وفاطمة (ع) حين دخلت عليه إهاب كبش، إذا أرادا أن يناما عليه, قلباه فناما على صوفه, قال (ع): وكانت وسادتهما أدما حشوها ليف, قال (ع): وكان صداقها درعا من حديد.
--------------
قرب الإسناد ص 112, بحار الأنوار ج 43 ص 104, مستدرك الوسائل ج 15 ص 67
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن زيد بن الحسن قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كان علي (ع) أشبه الناس طعمة وسيرة برسول الله (ص), وكان يأكل الخبز والزيت ويطعم الناس الخبز واللحم, (1) قال: وكان علي (ع) يستقي ويحتطب, وكانت فاطمة (ع) تطحن وتعجن وتخبز وترقع, وكانت من أحسن الناس وجها كأن وجنتيها وردتان صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وولدها الطاهرين. (2)
--------------
(1) إلى هنا في قرب الإسناد والمحاسن ووسائل الشيعة وحلية الأبرار وبحار الأنوار
(2) الكافي ج 8 ص 165, مجموعة ورام ج 2 ص 148, الوافي ج 3 ص 735, البرهان ج 4 ص 34, قرب الإسناد ص 113, المحاسن ج 2 ص 483, وسائل الشيعة ج 25 ص 65, حلية الأبرار ج 2 ص 225, بحار الأنوار ج 40 ص 330
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: إن فاطمة (ع) ضمنت لعلي (ع) عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت, وضمن لها علي (ع) ما كان خلف الباب من نقل الحطب, وأن يجيء بالطعام.
----------------
تفسير العياشي ج 1 ص 171, تفسير الصافي ج 1 ص 332, البرهان ج 1 ص 622, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 402, رياض الأبرار ج 1 ص 18, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 83
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال بحق السيدة الزهراء (ع): أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى, حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر, حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضر شديد.
--------------
الفقيه ج 1 ص 320, علل الشرائع ج 2 ص 366, مكارم الأخلاق ص 280, الوافي ج 9 ص 1579, بحار الأنوار ج 43 ص 82, رياض الأبرار ج 1 ص 39
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* بطولته (ع) في معركة بدر
عن أبي رافع مولى رسول الله (ص) قال: لما أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد, فنادى عتبة رسول الله (ص) فقال: يا محمد, أخرج إلينا أكفاءنا من قريش, فبدر إليهم ثلاثة من شبان الأنصار, فقال لهم عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا له, فقال لهم: لا حاجة بنا إلى مبارزتكم, إنما طلبنا بني عمنا. فقال رسول الله (ص) للأنصار: ارجعوا إلى مواقفكم, ثم قال: قم يا علي, قم يا حمزة, قم يا عبيدة, قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله, فقاموا فصفوا للقوم, وكان عليهم البيض, فلم يعرفوا فقال لهم عتبة: تكلموا, فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم, فقال حمزة (ع): أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله, فقال عتبة: كفو كريم, وقال أمير المؤمنين (ع): أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب, وقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال عتبة لابنه الوليد: قم يا وليد, فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) وكانا إذ ذاك أصغري الجماعة سنا, فاختلفا ضربتين, أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين (ع) واتقى بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين (ع) فأبانتها. - فروي أنه كان يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه: كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله/ ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته, فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس - ثم بارز عتبة حمزة (ع) فقتله حمزة, ومشى عبيدة وكان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين, فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعتها واستنقذه أمير المؤمنين (ع) وحمزة منه, وقتلا شيبة وحمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 73, كشف الغمة ج 1 ص 185, بحار الأنوار ج 19 ص 279
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وبارز الوليد أمير المؤمنين (ع) فلم يلبثه حتى قتله, وبارز عتبة حمزة (ع) فقتله حمزة, وبارز شيبة عبيدة فاختلفت بينهما ضربتان قطعت إحداهما, فخذ عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين (ع) بضربة بدر بها شيبة فقتله, وشركه في ذلك حمزة (ع) فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين وذل دخل عليهم ورهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين, وظهر بذلك أمارات نصر المسلمين. ثم بارز أمير المؤمنين (ع) العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه, فلم يلبثه أن قتله, وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله, وبرز بعده طعيمة بن عدي فقتله, وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش, ولم يزل (ع) يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم, وكانوا سبعين قتيلا تولى كافة من حضر بدرا من المؤمنين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين, قتل الشطر منهم وتولى أمير المؤمنين (ع) قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له وتوفيقه وتأييده ونصره, وكان الفتح له بذلك وعلى يديه وختم الأمر بمناولة النبي (ص) كفا من الحصى فرمى بها في وجوههم وقال: شاهت الوجوه, فلم يبق أحد منهم إلا ولى الدبر بذلك منهزما, {وكفى الله المؤمنين القتال} بأمير المؤمنين (ع) وشركائه في نصرة الدين من خاصة آل الرسول (ص), ومن أيدهم به من الملائكة الكرام عليهم التحية والسلام, كما قال الله عز وجل {وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 68, كشف الغمة ج 1 ص 183, بحار الأنوار ج 19 ص 275
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر, عن أبي جعفر (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم, وقد قتلت الوليد بن عتبة, وقتل حمزة عتبة, وشركته في قتل شيبة, إذ أقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان, فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلا.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 75, بحار الأنوار ج 19 ص 280, كشف الغمة ج 1 ص 186 نحوه, إعلام الورى ج 1 ص 170 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عروة بن الزبير: أن عليا (ع) أقبل يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح وقال له: والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 76, كشف الغمة ج 1 ص 187, بحار الأنوار ج 19 ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
----------
من مصادر العامة: مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي ص 166, ينابيع المودة ج 2 ص 166, ذخائر العقبى ص 74, جواهر الطالب ج 1 ص 189
من مصادر الشيعة: الطرائف ج 1 ص 88, بناء المقالة الفاطمية ص 124, مدينة المعاجز ج 1 ص 110, بحار الأنوار ج 42 ص 64. عن أبي عبد الله (ع): روضة الواعظين ج 1 ص 128, غاية المرام ج 6 ص 322
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في إحتجاجه في الشورى الذي عملها عمر: نشدتكم بالله, هل فيكم أحد نودي باسمه من السماء يوم بدر:" لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي" غيري؟ قالوا: لا, - إلى أن قال - نشدتكم بالله, هل فيكم أحد أخذ رسول الله (ص) بيده يوم بدر, فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه وهو يقول: ألا إن هذا ابن عمي ووزيري, فوازروه وناصحوه وصدقوه فإنه وليكم غيري؟ قالوا: لا.
------------
الإحتجاج ج 1 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام علي (ع) قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال, ثم جئت مسرعا لأنظر إلى رسول الله (ص) ما فعل, فجئت فأجده وهو ساجد يقول: يا حي يا قيوم, لا يزيد عليها, فرجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك, ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك, فلم يزل يقول ذلك حتى فتح الله عليه.
-------------
البداية والنهاية ج 3 ص 336, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 418, المستدرك ج 1 ص 222, دلائل النبوة ج 3 ص 49, كفاية الطالب اللبيب ج 1 ص 200, مجمع الزوائد ج 10 ص 147, سبل الهجر والرشاد ج 4 ص 37, السنن الكبرى ج 6 ص 157, تفسير الثعالبي ج 2 ص 6, الطبقات الكبرى ج 2 ص 26, إمتاع الأسماع ج 12 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مكحول, عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل يعدد فيها مناقبه: وأما الخامسة والثلاثون: فإن رسول الله (ص) وجهني يوم بدر فقال: ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد, فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك, فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين, وتلك الحصيات أربع: منها كن من الفردوس, وحصاة من المشرق, وحصاة من المغرب, وحصاة من تحت العرش, مع كل حصاة مائة ألف ملك مددا لنا, لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضيلة أحدا قبل ولا بعد.
------------
الخصال ج 2 ص 576, تفسير الصافي ج 2 ص 287, بحار الأنوار ج 31 ص 439, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 140, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 312
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الصادق والباقر (ع) نزلت في علي (ع) {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}
---------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 119, بحار الأنوار ج 19 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* بطولته (ع) في أحد
قد كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار, فبرز ونادى: يا محمد, تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار, ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة, فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي، فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) يقول:
يا طلح إن كنت كما تقول ... لنا خيول ولكم نصول
فاثبت لننظر أينا المقتول ... وأينا أولى بما تقول
فقد أتاك الأسد الصئول ... بصارم ليس به فلول
بنصرة القاهر والرسول
فقال طلحة: من أنت يا غلام؟ قال: أنا علي بن أبي طالب, قال: قد علمت يا قضيم أنه لا يجسر علي أحد غيرك، فشد عليه طلحة فضربه فاتقاه أمير المؤمنين (ع) بالجحفة (الترس) ثم ضربه أمير المؤمنين (ع) على فخذيه فقطعهما جميعا فسقط على ظهره، وسقطت الراية، فذهب علي (ع) ليجهز عليه, فحلفه بالرحم فانصرف عنه, فقال المسلمون: ألا أجهزت عليه؟ قال: قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا، وأخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي (ع) وسقطت الراية على الأرض، فأخذها شافع (مسافع) بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقط الراية إلى الأرض, فأخذها الحارث بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقطت الراية إلى الأرض، وأخذها أبو عذير بن عثمان فقتله علي (ع) وسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فقتله علي (ع) وسقطت الراية إلى الأرض، فقتل أمير المؤمنين (ع) التاسع من بني عبد الدار، وهو أرطاة بن شرحبيل مبارزة وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها مولاهم صواب فضربه أمير المؤمنين (ع) على يمينه فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين (ع) على شماله فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض، فاحتضنها بيديه المقطوعتين ثم قال: يا بني عبد الدار, هل أعذرت فيما بيني وبينكم؟ فضربه أمير المؤمنين (ع) على رأسه فقتله، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية فقبضتها.
------------
تفسير القمي ج 1 ص 112, البرهان ج 1 ص 680, بحار الأنوار ج 20 ص 50
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن هشام, عن أبي عبد الله (ع) أنه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي (ع): يا قضيم. قال: إن رسول الله (ص) كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب فأغروا به الصبيان، وكانوا إذا خرج رسول الله (ص) يرمونه بالحجارة والتراب، فشكا ذلك إلى علي (ع)، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إذا خرجت فأخرجني معك. فخرج رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين (ع) فتعرض الصبيان لرسول الله (ص) كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين (ع)، وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون: قضمنا علي، قضمنا علي، فسمي لذلك: القضيم.
------------
تفسير القمي ج 1 ص 114, البرهان ج 1 ص 682, بحار الأنوار ج 20 ص 52
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد بن علي. عن آبائه (ع) كسرت زند علي (ع) يوم أحد وفي يده لواء رسول الله (ص), فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه, فقال رسول الله (ص): فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.
وفي رواية غيره: فرفعه المقداد وأعطاه عليا (ع), وقال (ص): أنت صاحب رايتي في الدنيا والآخرة.
---------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 299, بحار الأنوار ج 42 ص 59
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد بن وهب قال: قلت لابن مسعود: انهزم الناس عن رسول الله (ص) حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (ع) وأبو دجانة وسهل بن حنيف؟ قال: انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب (ع) وحده, وثاب إلى رسول الله (ص) نفر, وكان أولهم عاصم بن ثابت, وأبو دجانة, وسهل بن حنيف, ولحقهم طلحة بن عبيد الله.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 83, كشف الغمة ج 1 ص 193, بحار الأنوار ج 20 ص 84
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس في قوله تعالى {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}: يعني بالشاكرين صاحبك علي بن أبي طالب (ع)، والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه.
-------------
مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 120, شرح الأخبار ج 2 ص 263, بحار الأنوار ج 41 ص 3
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن مسعود: ثبت أمير المؤمنين (ع) وأبو دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي (ص), وكثر عليهم المشركون, ففتح رسول الله (ص) عينيه فنظر إلى أمير المؤمنين (ع) وقد كان أغمي عليه مما ناله, فقال: يا علي, ما فعل الناس؟ قال: نقضوا العهد وولوا الدبر, فقال له: فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي, فحمل عليهم أمير المؤمنين (ع) فكشفهم, ثم عاد إليه, وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم, وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيفه ليذب عنه.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 82, كشف الغمة ج 1 ص 192, بحار الأنوار ج 20 ص 83
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عباس يقول: حين انجفل عنه يوم أحد في قوله تعالى: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم} فلم يبق معه من الناس غير علي بن أبي طالب (ع) ورجل من الأنصار, فقال النبي (ص): يا علي قد صنع الناس ما ترى! فقال: لا والله يا رسول الله لا أسأل عنك الخبر من وراء, فقال له النبي (ص) أما لا فاحمل على هذه الكتيبة، فحمل عليها ففضها، فقال جبرئيل (ع) يا رسول الله إن هذه لهي المواساة, فقال النبي (ص): إني منه وهو مني. فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما.
---------------
تفسير فرات ص 96, بحار الأنوار ج 20 ص 113
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي (ص) – إلى أن قال - وبقي معه علي (ع) وسماك بن خرشة أبو دجانة، فدعاه النبي (ص) فقال: يا أبا دجانة, انصرف وأنت في حل من بيعتك، فأما علي فأنا هو وهو أنا، فتحول وجلس بين يدي النبي (ص) وبكى، وقال: لاوالله، ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا والله، لاجعلت نفسي في حل من بيعتي، إني بايعتك، فإلى من أنصرف يا رسول الله: إلى زوجة تموت، أو ولد يموت، أو دار تخرب، ومال يفنى، وأجل قد اقترب، فرق له النبي (ص)، فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه، وعلي (ع) في وجه. فلما أسقط احتمله علي (ع)، فجاء به إلى النبي (ص)، فوضعه عنده، فقال: يا رسول الله، أوفيت ببيعتي؟ قال: نعم، وقال له النبي (ص) خيرا.
---------------
الكافي ج 8 ص 318, الوافي ج 26 ص 376, تفسير الصافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 20 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 234
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد بن وهب عن ابن مسعود في حديث طويل عن عزوة أحد, قال لابن مسعود: إن ثبوت علي (ع) في ذلك المقام لعجب. فقال إن تعجبت من ذلك لقد تعجبت منه الملائكة, أما علمت أن جبرئيل (ع) قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي! فقلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟ فقال: سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك, فسألوا النبي (ص) عنه فقال: ذاك جبرئيل.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 83, كشف الغمة ج 1 ص 193, بحار الأنوار ج 20 ص 84
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن عزوة أحد: وكان الناس يحملون على النبي (ص) الميمنة، فيكشفهم علي (ع)، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي (ص)، فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع، فجاء إلى النبي (ص) فطرحه بين يديه، وقال: هذا سيفي قد تقطع، فيومئذ أعطاه النبي (ص) ذا الفقار. ولما رأى النبي (ص) اختلاج ساقيه من كثرة القتال، رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي، وقال: يا رب، وعدتني أن تظهر دينك، وإن شئت لم يعيك، فأقبل علي (ع) إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله، أسمع دويا شديدا، وأسمع أقدم حيزوم، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه، فقال: هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة. ثم جاء جبرئيل (ع)، فوقف إلى جنب رسول الله (ص)، فقال: يا محمد، إن هذه لهي المواساة، فقال: إن عليا مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما.
---------------
الكافي ج 8 ص 318, الوافي ج 26 ص 376, تفسير الصافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 20 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 234
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عكرمة قال سمعت عليا (ع) يقول: لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (ص) لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي, وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره, فقلت: ما كان رسول الله (ص) ليفر, وما رأيته في القتلى وأظنه رفع من بيننا إلى السماء, فكسرت جفن سيفي وقلت في نفسي: لأقاتلن به عنه حتى أقتل, وحملت على القوم فأفرجوا, فإذا أنا برسول الله (ص) قد وقع على الأرض مغشيا عليه, فقمت على رأسه فنظر إلي وقال: ما صنع الناس يا علي؟ فقلت: كفروا يا رسول الله وولوا الدبر من العدو وأسلموك, فنظر النبي (ص) إلى كتيبة قد أقبلت إليه فقال لي: رد عني يا علي هذه الكتيبة, فحملت عليها بسيفي أضربها يمينا وشمالا حتى ولوا الأدبار, فقال لي النبي (ص): أما تسمع يا علي مديحك في السماء؟ إن ملكا يقال له رضوان ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي! فبكيت سرورا وحمدت الله سبحانه على نعمته.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 86, إعلام الورى ص 193, كشف الغمة ج 1 ص 194, إرشاد القلوب ج 2 ص 242, حلية الأبرار ج 2 ص 430, بحار الأنوار ج 20 ص 86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي رافع قال: ما زلنا نسمع أصحاب رسول الله (ص) يقولون: نادى في يوم أحد مناد من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي!
------------
الإرشاد ج 1 ص 87, بحار الأنوار ج 20 ص 86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (ص)، فغضب غضبا شديد قال: وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلو من العرق. قال: فنظر فإذا علي (ع) إلى جنبه، فقال له: الحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول الله، فقال: يا رسول الله، لي بك أسوة, فقال: فاكفني هؤلاء، فحمل فضرب أول من لقي منهم، فقال جبرئيل (ع): إن هذه لهي المواساة يا محمد، فقال: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما يا محمد. فقال أبو عبد الله (ع): فنظر رسول الله (ص) إلى جبرئيل (ع) على كرسي من ذهب بين السماء والأرض وهو يقول: لاسيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي!
--------------
الكافي ج 8 ص 110, الوافي ج 3 ص 731 , بحار الأنوار ج 20 ص 107
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعيد بن المسيب قال: لو رأيت مقام علي (ع) يوم أحد لوجدته قائما على ميمنة رسول الله (ص) يذب عنه بالسيف وقد ولى غيره الأدبار.
------------
الإرشاد ج 1 ص 88, بحار الأنوار ج 20 ص 87
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعيد بن المسيب قال: أصاب عليا (ع) يوم أحد ست عشرة ضربة وهو بين يدي رسول الله (ص) يذب عنه في كل ضربة يسقط إلى الأرض فإذا سقط رفعه جبرئيل (ع).
-----------
شرح الأخبار ج 2 ص 415, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 240, مدينة المعاجز ج 2 ص 308, بحار الأنوار ج 20 ص 93
نحوه بمصادر العامة: أسد الغابة ج 4 ص 20
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع): أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة, سقطت إلى الأرض في أربع منهن, فأتاني رجل حسن الوجه حسن اللمة طيب الريح فأخذ بضبعي فأقامني, ثم قال: أقبل عليهم فإنك في طاعة الله وطاعة رسول الله وهما عنك راضيان, قال علي (ع): فأتيت النبي (ص) فأخبرته, فقال: يا علي, أقر الله عينك, ذاك جبرئيل.
-----------
مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 240, كشف الغمة ج 1 ص 197, مدينة المعاجز ج 2 ص 308, بحار الأنوار ج 20 ص 93
نحوه بمصادر العامة: الفصول المهمة ج 1 ص 333, السيرة الحلبية ج 2 ص 517
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل عن غزوة أحد: ثم انهزم الناس (قريش)، فقال رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي، امض بسيفك حتى تعارضهم، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة، فأتاهم علي (ع)، فكانوا على القلاص، فقال أبو سفيان لعلي (ع): يا علي، ما تريد؟ هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك، فأتبعهم جبرئيل (ع)، فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في السير وكان يتلوهم، فإذا ارتحلوا قالوا: هو ذا عسكر محمد قد أقبل، فدخل أبو سفيان مكة، فأخبرهم الخبر. وجاء الرعاة والحطابون، فدخلوا مكة، فقالوا: رأينا عسكر محمد، كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه.
---------------
الكافي ج 8 ص 321, الوافي ج 26 ص 377, تفسير الصافي ج 1 ص 388, بحار الأنوار ج 20 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 398, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 235
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* بطولاته (ع) يوم الأحزاب
ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق, فضربوا خيلهم فاقتحمته, وجاءت بهم في السبخة بين الخندق وسلع. وخرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموها.
------------
الإرشاد ج 1 ص 98, إعلام الورى ص 91, كشف الغمة ج 1 ص 203, بحار الأنوار ج 20 ص 253
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة طويلة: وإن كان الرجل منا والرجل من عدونا ليتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس الموت، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله منا صدقا وصبرا أنزل الكتاب بحسن الثناء علينا والرضا عنا، وأنزل علينا النصر، ولست أقول إن كل من كان مع رسول الله (ص) كذلك، ولقد كانت معنا بطانة لا يألونا خبالا، قال الله عز وجل: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر} ولقد كان منهم بعض من تفضله أنت وأصحابك يا ابن قيس، فارين، فلا رمى بسهم، ولا ضرب بسيف، ولا طعن برمح، إذا كان الموت والنزال توارى واعتل ولاذ كما تلوذ النعجة العوراء لا يدفع يد لامس، وإذا ألقى العدو فر ومنح العدو دبره جبنا ولؤما، وإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم كما قال الله: {سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير} فلا يزال قد استأذن رسول الله (ص) في ضرب عنق الرجل الذي ليس يريد رسول الله (ص) قتله، فأبى عليه، ولقد نظر رسول الله (ص) يوما وعليه السلاح تام، فضحك رسول الله (ص)، ثم قال يكنيه: أبا فلان اليوم يومك؟ - إلى أن قال- وإن بعض من قد سميت ما كان له بلاء ولا سابقة ولا مبارزة قرن، ولا فتح ولا نصر غير مرة واحدة ثم فر ومنح عدوه دبره ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه، وقد فر مرارا، فإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم وأمر ونهى، ولقد ناداه ابن عبد ود يوم الخندق باسمه فحاد عنه ولاذ بأصحابه حتى تبسم رسول الله (ص) لما رأى به من الرعب، وقال: أين حبيبي علي؟ تقدم يا حبيبي يا علي، ولقد قال لأصحابه الأربعة - أصحاب الكتاب – (1): الرأي والله أن ندفع محمدا برمته ونسلم من ذلك حين جاء العدو من فوقنا ومن تحتنا كما قال الله تعالى: {وزلزلوا زلزالا شديدا} {وتظنون بالله الظنونا} {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}، فقال صاحبه: لا، ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده، لأنا لا نأمن أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا، ولكن يكون هذا الصنم لنا زخرا، فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أنا لن نفارق ديننا، وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرا، فنزل جبرئيل (ع) فأخبر النبي (ص) وسلم بذلك، ثم خبرني به رسول الله (ص) بعد قتلي ابن عبد ود، فدعاهما، فقال: كم صنما عبدتما في الجاهلية؟. فقالا: يا محمد! لا تعيرنا بما مضى في الجاهلية. فقال: فكم صنم تعبدان وقتكما هذا؟ فقالا: والذي بعثك بالحق نبيا ما نعبد إلا الله منذ أظهرنا لك من دينك ما أظهرنا. فقال: يا علي! خذ هذا السيف، فانطلق إلى موضع كذا وكذا فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فاهشمه، فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه، فانكبا على رسول الله (ص)، فقالا: استرنا سترك الله. فقلت أنا لهما: اضمنا لله ولرسوله ألا تعبدا إلا الله ولا تشركا به شيئا. فعاهدا رسول الله (ص) على ذلك، وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضعه وكسرت وجهه ويديه وجزمت رجليه، ثم انصرفت إلى رسول الله (ص) وسلم، فو الله لقد عرفت ذلك في وجههما حتى ماتا. (2)
-------------
(1) الكتاب الذي كتبوا في الكعبة: إن مات رسول الله أو قتل زوينا الخلافة عن علي, وهم: أبو بكر عمر وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة.
(2) كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 697, بحار الأنوار 30 ص 321
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فقال رسول الله (ص): من لهذا الكلب؟ فلم يجبه أحد، فقام إليه أمير المؤمنين (ع) وقال: أنا له يا رسول الله.
----------
تفسير القمي ج 2 ص 183, تفسير الصافي ج 4 ص 175, البرهان ج 4 ص 424, بحار الأنوار ج 20 ص 226, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 250, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 338
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن خالد بن يزيد, عن أبي جعفر الباقر, عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (ص) يوم الأحزاب: اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر, وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد, وهذا أخي علي بن أبي طالب {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.
------------
كنز الفوائد ج 1 ص 297, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 79, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 221, كشف الغمة ج 1 ص 295, تأويل الآيات ص 323, البرهان ج 3 ص 839, بحار الأنوار ج 20 ص 215, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 467
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن النبي (ص) أنه قال يوم الخندق: اللهم إنك أخذت مني عبيدة ابن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وهذا علي بن أبي طالب فمتعني به، ولا تدعني فردا وأنت خير الوارثين.
--------------
المناقب لابن مردوية ص 152, كنز العمال ج 11 ص 623, المناقب للخوارزمي ص 144
شرح نهج البلاغة ج 19 ص 61
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال حذيفة: فألبسه رسول الله (ص) درعه الفضول وأعطاه ذا الفقار, وعممه عمامته السحاب على رأسه تسعة أدوار, وقال له: تقدم, فلما ولى قال النبي (ص) برز الإيمان كله إلى الشرك كله, اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه, فلما رآه عمرو قال له: من أنت؟ قال: أنا علي, قال: ابن عبد مناف؟ قال: أنا علي بن أبي طالب, فقال: غيرك يا ابن أخي من أعمامك أسن منك, فإني أكره أن أهرق دمك, فقال له علي (ع): لكني والله لا أكره أن أهرق دمك, قال: فغضب عمرو ونزل عن فرسه وعقرها, وسل سيفه كأنه شعلة نار, ثم أقبل نحو علي (ع) فاستقبله علي (ع) بدرقته فقدها, وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه, ثم إن عليا (ع) ضربه على حبل عاتقه فسقط إلى الأرض, وثارت بينهما عجاجة, فسمعنا تكبير علي (ع) فقال رسول الله (ص): قتله والذي نفسي بيده, قال: وحز رأسه وأقبل نحو رسول الله (ص) ووجهه يتهلل, فقال له النبي (ص): أبشر يا علي, فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم, وذلك لأنه لم يبق بيت من المشركين إلا ودخله وهن, ولا بيت من المسلمين إلا دخل عليهم عز.
-------------
تأويل الآيات ص 444, البرهان ج 4 ص 433
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فأخذ – عمرو بن عبد ود - يزمجر في ممره ومجيئه على رسول الله (ص) وينادي بالبراز, ولا يجيبه أحد, فقال رسول الله (ص) لأصحابه وهم مطيفون به: أيكم برز إلى عمرو أضمن له على الله الجنة, فلم يجبه منهم أحد هيبة لعمرو واستعظاما لأمره, فقام علي بن أبي طالب (ع), فقال له: اجلس, ونادى أصحابه دفعة أخرى فلم يقم منهم أحد والقوم ناكسو رءوسهم, فقام علي بن أبي طالب (ع) فأمره بالجلوس, ونادى الثالثة فلما لم يجبه أحد سواه استدناه وعممه بيده وأمره بالبروز إلى عدوه, فتقدم إليه ورسول الله (ص): يقول برز الإيمان كله إلى الشرك كله, وكان عمرو حينئذ يرتجز ويقول:
ولقد بححت من النداء... بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبن الشجاع... موقف الخصم المناجز
إني كذلك لم أزل... متسرعا نحو الهزاهز
إن الشجاعة في الفتى... والجود من كرم الغرائز
فتقدم إليه أمير المؤمنين (ع) وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك... مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة... والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن تقوم... عليك نائحة الجنائز
من طعنة نجلاء يبقى... ذكرها بين الهزاهز
ثم جادله, فما كان بأسرع من أن صرعه أمير المؤمنين (ع) وجلس على صدره, فلما هم أن يذبحه - وهو يكبر الله ويحمده - قال له عمرو: يا علي, قد جلست مني مجلسا عظيما, فإذا قتلتني فلا تسلبني حليتي, فقال له أمير المؤمنين (ع): هي أهون علي من ذلك, وذبحه وأتى برأسه وهو يتبختر في مشيته, فقال عمر: ألا ترى يا رسول الله إلى علي كيف يتيه في مشيته, فقال رسول الله (ص): إنها مشية لا يمقتها الله في هذا المقام, ثم نهض رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) فتلقاه ومسح الغبار عن عينيه, فرمى الرأس بين يديه, فقال رسول الله (ص): ما منعك من سلبه: قال: يا رسول الله, خفت أن يلقاني بعورته, فقال النبي (ص): أبشر يا علي, فلو وزن اليوم عملك بعمل جميع أمة محمد لرجح عملك على عملهم, وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا وقد دخله ذل من قتل عمرو, ولم يبق بيت من المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو, فأنشأ أمير المؤمنين (ع) يقول:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه... ونصرت رب محمد بصواب
فضربته وتركته متجدلا... كالنسر فوق دكادك وروابي
وعففت عن أثوابه ولو أنني... كنت المقطر بزني أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه... ونبيه يا معشر الأحزاب
ولما قتل علي (ع) عمرا سمع مناديا ينادي لا يرى شخصه: قتل علي عمرا! قصم علي ظهرا! أبرم علي أمرا!
---------
كنز الفوائد ج 1 ص 297
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص) لما برز علي (ع) إلى عمرو بن عبد ود: برز الايمان كله إلى الشرك كله.
-------------
كنز الفوائد ج 1 ص 297, الطرائف ج 19 ص 61, نهج الحق ص 217, إرشاد القلوب ج 2 ص 244, عوالي اللئالي ج 4 ص 88, تأويل الآيات ص 444, إثبات الهداة ج 3 ص 456, البرهان ج 4 ص 433, بحار الأنوار ج 20 ص 215
ينابيع المودة ج 1 ص 281, شرح النهج ج 13 ص 261, العثمانية ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فضربه أمير المؤمنين (ع) مسرعا على ساقيه قطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة, فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب (ع)، ثم انكشف العجاجة فنظروا فإذا أمير المؤمنين (ع) على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه, فذبحه, ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله (ص) والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:
أنا علي وابن عبد المطلب... الموت خير للفتى من الهرب
----------
تفسير القمي ج 2 ص 184, تفسير الصافي ج 4 ص 177, البرهان ج 4 ص 425, بحار الأنوار ج 20 ص 227, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 252, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 340
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي بكر بن عياش: لقد ضرب علي (ع) ضربة ما كان في الإسلام ضربة أعز منها, يعني ضربة عمرو بن عبد ود. ولقد ضُرب علي (ع) ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها, يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 105, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 138, تفسير مجمع البيان ج 8 ص 133, كشف الغمة ج 1 ص 205, الدر النظيم ص 165, تسلية المجالس ج 1 ص 338, بحار الأنوار ج 20 ص 206
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): لضربة علي (ع) يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
---------------
كشف اليقين ص 83, الإقبال ج 1 ص 467, مشاق الأنوار ص 313, إثبات الهداة ج 3 ص 456. نحوه: الطرائف ص 519, بحار الأنوار ج 39 ص 2, الدر النظيم ص 271
بمصادر العامة نحوه: المواقف ج 3 ص 628, السيرة الحلبية ج 2 ص 642
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن النبي (ص) أنه قال: لمبارزة علي بن أبي طالب (ع) لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.
-------------
بمصادر الشيعة: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 138, تأويل الآيات ص 664, جامع الاخبار ص 14, الإقبال ج 1 ص 467, الطرائف ج 2 ص 514, كشف الغمة ج 1 ص 150, إرشاد القلوب ج 2 ص 216, إثبات الهداة ج 3 ص 265, بحار الأنوار ج 41 ص 96, سعد السعود ص 139, الصراط المستقيم ج 2 ص 72, حلية الأبرار ج 2 ص 160, البرهان ج 5 ص 368, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 236
بمصادر العامة: شواهد التنزيل ج 2 ص 14, تفسير الرازي ج 32 ص 31, تاريخ بغداد ج 13 ص 19, تاريخ مدينة دمشق ج 50 ص 333, المناقب للخوارزمي ص 107, نهج الإيمان ص 627
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ربيعة السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: يا أبا عبد الله, إننا لنتحدث عن علي (ع) ومناقبه, فيقول لنا أهل البصرة: إنكم تفرطون في علي, فهل أنت محدثي بحديث فيه؟ فقال حذيفة: يا ربيعة, وما تسألني عن علي (ع), والذي نفسي بيده, لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا إلى يوم القيامة ووضع عمل علي في الكفة الأخرى لرجح عمل علي على جميع أعمالهم. فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد. فقال حذيفة: يا لكع, وكيف لا يحمل, وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود, وقد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا عليا (ع), فإنه برز إليه فقتله الله على يديه, والذي نفس حذيفة بيده, لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أصحاب محمد (ص) إلى يوم القيامة.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 103, شرح الأخبار ج 1 ص 300, إعلام الورى ص 193, كشف الغمة ج 1 ص 205, الدر النظيم ص 165, إرشاد القلوب ج 2 ص 245, بحار الأنوار ج 20 ص 256
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر (ع) في قوله: {يقول أهلكت مالا لبدا} قال: هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه علي بن أبي طالب (ع) الإسلام يوم الخندق, وقال: فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا؟ وكان أنفق مالا في الصد عن سبيل الله, فقتله علي (ع).
-----------
تفسير القمي ج 2 ص 422, تفسير الصافي ج 5 ص 330, البرهان ج 5 ص 660, بحار الأنوار ج 9 ص 251, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 580, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 286
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* بطولاته في خيبر
بعث رسول الله (ص) برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها, فبعث بها مع عمر فردها, فغضب رسول الله (ص) وقال: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله, ويحب الله ورسوله, كرارا غير فرار, لا يرجع حتى يفتح الله على يديه, قال: فلما أصبحنا جثونا على الركب فلم نره يدعو أحدا منا, ثم نادى: أين علي بن أبي طالب! فجيء به وهو أرمد, فتفل في عينه وأعطاه الراية, ففتح الله على يديه
----------
الأمالي للمفيد ص 56, بحار الأنوار ج 40 ص 40
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن رسول الله (ص) دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه, فرجع منهزما, فدفعها إلى آخر فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه, قد رد الراية منهزما. فقال رسول الله (ص) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, لا يرجع حتى يفتح الله على يديه, فلما أصبح قال: ادعوا إلي عليا, فقيل له: يا رسول الله, هو رمد, فقال: ادعوه, فلما جاء تفل رسول الله (ص) في عينيه وقال: اللهم ادفع عنه الحر والبرد, ثم دفع الراية إليه ومضى, فما رجع إلى رسول الله (ص) إلا بفتح خيبر.
-----------
الأمالي للصدوق ص 513, روضة الواعظين ج 1 ص 127, إثبات الهداة ج 1 ص 306, بحار الأنوار ج 21 ص 26
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) أنه قال لإمير المؤمنين (ع): خذ الراية وامض بها, فجبرئيل معك, والنصر أمامك, والرعب مبثوث في صدور القوم, واعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه: إليا, فإذا لقيتهم فقل: أنا علي, فإنهم يخذلون إن شاء الله.
----------
الإرشاد ج 1 ص 126, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 128, كشف الغمة ج 1 ص 214, كشف اليقين ص 140, مدينة المعاجز ج 1 ص 174, بحار الأنوار ج 21 ص 15
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما دنا – الإمام علي عليه السلام - من الغموص, أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة, فحمل عليهم علي (ع)
-----------
الأمالي للصدوق ص 513, روضة الواعظين ج 1 ص 127, بحار الأنوار ج 21 ص 26
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مكحول: أن مرحبا اليهودي قدمته اليهود لشجاعته ويساره, وكان طويل القامة عظيم الهامة, وما واقفه قرن لعظم خلقه, وكانت له ظئر (مرضعة) قد قرأت الكتب, وكانت تقول له: قاتل كل من قاتلك إلا من يسمى بحيدرة, فإنك إن وقفت له هلكت, فلما كثر مناوشته وبعل الناس بمكانه, شكوا إلى النبي (ص) وسألوه أن يخرج إليه عليا (ع), وكان أرمد, فتفل النبي (ص) في عينه فصحت. ثم قال له: يا علي, اكفني مرحبا. فخرج إليه, فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به, فتحير ثم قال: أنا الذي سمتني أمي مرحبا! فقال علي (ع): أنا الذي سمتني أمي حيدرة! فلما سمعها هرب ولم يقف خوفا مما حذرته ظئره, فتمثل له إبليس وقال: إلى أين؟ قال: حذرت ممن اسمه حيدرة, قال: أولم يكن حيدرة إلا هذا؟ حيدرة في الدنيا كثير, فارجع فلعلك تقتله, فإن قتلته سدت قومك, وأنا في ظهرك, فما كان إلا كفواق ناقة حتى قتله أمير المؤمنين (ع).
------------
الخرائج ج 1 ص 217. نحوه: الأمالي للطوسي ص 3, مدينة المعاجز ج 1 ص 177, بحار الأنوار ج 21 ص 9
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال علي (ع): فمضيت بها – الراية - حتى أتيت الحصون, فخرج مرحب وعليه مغفر وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه, وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك سلاحي بطل مجرب
فقلت:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... ليث لغابات شديد قسورة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
فاختلفنا ضربتين, فبدرته فضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه, حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا.
وجاء في الحديث: أن أمير المؤمنين (ع) لما قال: أنا علي بن أبي طالب, قال حبر من أحبار القوم: غلبتم وما أنزل على موسى, فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به.
------------
الإرشاد ج 1 ص 126, مدينة المعاجز ج 1 ص 174, بحار الأنوار ج 21 ص 15, كشف الغمة ج 1 ص 215 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فحمل عليهم علي (ع) حتى دنا من الباب, فثنى رجله ثم نزل مغضبا إلى أصل عتبة الباب, فاقتلعه ثم رمى به خلف ظهره أربعين ذراعا, قال ابن عمرو: ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي علي (ع), ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا, ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه, فأخبر النبي (ص) بذلك فقال: والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا.
فروي أن أمير المؤمنين (ع) قال في رسالته إلى سهل بن حنيف: والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية ولا حركة غذائية, لكني أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيئة, وأنا من أحمد كالضوء من الضوء, والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت, ولو مكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت, ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط.
-----------
الأمالي للصدوق ص 513, روضة الواعظين ج 1 ص 127, بحار الأنوار ج 21 ص 26
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ولما قتل أمير المؤمنين (ع) مرحبا, رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه, فصار أمير المؤمنين (ع) إليه, فعالجه حتى فتحه, وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه, فأخذ أمير المؤمنين (ع) باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا, فظفروا بالحصن ونالوا الغنائم. فلما انصرفوا من الحصون أخذه أمير المؤمنين (ع) بيمناه فدحا به أذرعا من الأرض, وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم.
----------
الإرشاد ج 1 ص 127, مدينة المعاجز ج 1 ص 175, بحار الأنوار ج 21 ص 16
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع): فلم يبرز إلي منهم – من جيش خيبر - أحد إلا قتلته, ولا يثبت لي فارس إلا طحنته, ثم شددت عليهم شدة الليث على فريسته حتى أدخلتهم جوف مدينتهم مسددا عليهم, فاقتلعت باب حصنهم بيدي حتى دخلت عليهم مدينتهم وحدي, أقتل من يظهر فيها من رجالها وأسبي من أجد من نسائها, حتى افتتحتها وحدي, ولم يكن لي فيها معاون إلا الله وحده.
-------------
الخصال ج 2 ص 369, إرشاد القلوب ج 2 ص 347, حلية الأبرار ج 2 ص 364, بحار الأنوار ج 21 ص 27
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زرارة قال: قال الباقر (ع): انتهى إلى باب الحصن وقد أغلق في وجهه, فاجتذبه اجتذابا وتترس به, ثم حمله على ظهره واقتحم الحصن اقتحاما, واقتحم المسلمون والباب على ظهره, قال: فو الله ما لقي علي (ع) من الناس تحت الباب أشد مما لقي من الباب, ثم رمى بالباب رميا.
--------------
إعلام الورى ص 100, القصص للراوندي ص 347, مدينة المعاجز ج 1 ص 176, بحار الأنوار ج 21 ص 22
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وخرج البشير إلى رسول الله (ص) أن عليا دخل الحصن, فأقبل رسول الله (ص) فخرج علي (ع) يتلقاه, فقال: قد بلغني نبؤك المشكور وصنيعك المذكور, قد رضي الله عنك ورضيت أنا عنك, فبكى علي (ع), فقال له: ما يبكيك يا علي؟ قال: فرحا بأن الله ورسوله عني راضيان.
--------------
إعلام الورى ص 100, القصص للراوندي ص 347, مدينة المعاجز ج 1 ص 176, بحار الأنوار ج 21 ص 22
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص) يوم فتحت خيبر: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا, لا تمر على ملا من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك، يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وأنت غدا على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض، وأنت أول داخل الجنة من أمتي، وان شيعتك على منابر من نور رواء مرويين، مبيضة وجوههم حولي، اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وان عدوك غدا ظماء مظمئين، مسودة وجوههم مقمحين، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرك سري وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وان ولدك ولدي، ولحمك لحمي ودمك دمي، وان الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة، وان عدوك في النار يا علي لا يرد علي الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك، قال: قال علي (ع): فخررت له سبحانه وتعالى ساجدا وحمدته على ما أنعم به علي من الاسلام والقرآن، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين (ص).
--------------
بمصادر العامة: مناقب الخوارزمي ص 128, ينابيع المودة ج 1 ص 199, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي ص 158 نحوه
بمصادر الشيعة نحوه: الأمالي للصدوق ص 156, روضة الواعظين ص 112, المسترشد ص 633, كنز الفوائد ص 281, المحتضر ص 172, بحار الأنوار ج 37 ص 272, بشارة الصطفى ص 246, إعلام الورى ج 1 ص 365, كشف الغمة ج 1 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* بطولاته (ع) في معركة حنين
فلما صلى رسول الله (ص) الغداة انحدر في وادي حنين, وهو واد له انحدار بعيد, وكانت بنو سليم على مقدمه, فخرجت عليها كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم, ولم يبق أحد إلا انهزم, وبقي أمير المؤمنين (ع) يقاتلهم في نفر قليل, ومر المنهزمون برسول الله (ص) لا يلوون على شيء, وكان العباس أخذ بلجام بغلة رسول الله (ص) عن يمينه, وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره, فأقبل رسول الله (ص) ينادي: يا معشر الأنصار! إلى أين المفر؟ ألا أنا رسول الله! فلم يلو أحد عليه, وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو التراب في وجوه المنهزمين وتقول: أين تفرون عن الله وعن رسوله؟ ومر بها عمر فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟ فقال لها: هذا أمر الله.
------------
تفسير القمي ج 1 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 331, البرهان ج 2 ص 754, بحار الأنوار ج 21 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 427
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وكان العباس عن يمينه – رسول الله (ص) - والفضل عن يساره, وأبو سفيان (بن الحارث) ممسك بسرجه عند نفر بغلته, وسائرهم حوله, وعلي (ع) يضرب بالسيف بين يديه.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 143, كشف الغمة ج 1 ص 221, كشف اليقين ص 144, بحار الأنوار ج 41 ص 94
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحارث بن نوفل: فحدثني الفضل بن العباس، قال: التفت العباس يومئذ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير عليا (ع) في من ثبت، فقال: شوهة بوهة، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله (ص) وهو صاحب ما هو صاحبه!- يعني المواطن المشهورة له- فقلت: نقص قولك لابن أخيك يا أبت. قال: ما ذاك، يا فضل؟ قلت: أما تراه في الرعيل الأول، أما تراه في الرهج، قال: أشعره لي يا بني. قلت: ذو كذا ذو كذا ذو البردة. قال: فما تلك البرقة؟ قلت: سيفه يزيل به بين الأقران. فقال: بر بن بر، فداه عم وخال. قال: فضرب علي (ع) يومئذ أربعين مبارزا، كلهم يقده حتى أنفه وذكره، قال: وكانت ضرباته مبتكرة.
-----------
الأمالي للطوسي ص 575, بحار الأنوار ج 21 ص 179
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
{ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذ, وهم ثمانية: أمير المؤمنين (ع) تاسعهم, العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله (ص), والفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره, وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته, وأمير المؤمنين (ع) بين يديه بالسيف, ونوفل بن الحارث, وربيعة بن الحارث, وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب, وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله.
----------
الإرشاد ج 1 ص 140, بحار الأنوار ج 21 ص 155
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام الهادي (ع) في زيارة أمير المؤمنين (ع) يوم الغدير, قال: ...وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، - الى ان قال - ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: {إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} والمؤمنون أنت ومن يليك، وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفلت دونهم المعونة...
-----------
المزار الكبير ص 274, المزار للشهيد الأول ص 78, بحار الأنوار ج 97 ص 364, زاد المعاد ص 472
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فانهزموا وعد قتلى علي (ع) فكانوا أربعين وقال (ع):
أ لم تر أن الله أبلى رسوله .. بلاء عزيزا ذا اقتدار وذا فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة ... فذاقوا هوانا من إسار ومن قتل
فأمسى رسول الله قد عز نصره ... وكان رسول الله أرسل بالعدل
فجاء بفرقان من الله منزل ... مبينة آياته لذوي العقل
فأنكر أقوام فزاغت قلوبهم ... فزادهم الرحمن خبلا إلى خبل
----------
مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 144, بحار الأنوار ج 41 ص 94
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* يوم الطائف
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص) لأهل الطائف: يا أهل الطائف, لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخير, سيفه سوطه. فيشرف الناس له, فلما أصبح دعا عليا (ع) فقال: اذهب إلى الطائف, ثم أمر الله النبي (ص) أن يرحل إليها بعد دخول علي (ع), فلما صار إليها كان علي (ع) على رأس الجبل فقال رسول الله (ص): اثبت, فثبت, فسمعنا صوتا مثل صرير الزجل, فقال: يا رسول الله, ما هذا؟ فقال: إن الله عز وجل يناجي عليا (ع).
------------
الإختصاص ص 200, بصائر الدرجات ص 412, مدينة المعاجز ج 1 ص 77, بحار الأنوار ج 39 ص 155, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 234
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأنفذ – رسول الله (ص) - أمير المؤمنين (ع) في خيل, وأمره أن يطأ ما وجد ويكسر كل صنم وجده, فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير, فبرز له رجل من القوم يقال له: شهاب في غبش الصبح, فقال: هل من مبارز؟ فقال أمير المؤمنين (ع): من له؟ فلم يقم أحد, فقام إليه أمير المؤمنين (ع), فوثب أبو العاص بن الربيع فقال: تكفاه أيها الأمير, فقال: لا, ولكن إن قتلت فأنت على الناس, فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) وهو يقول:
إن على كل رئيس حقا ... أن يروي الصعدة أو تدقا
ثم ضربه (ع) فقتله, ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام وعاد إلى رسول الله (ص) وهو محاصر لأهل الطائف, فلما رآه النبي (ص) كبر للفتح, وأخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا.
------------
الإرشاد ج 1 ص 152, بحار الأنوار ج 21 ص 163, إعلام الورى ص 117 نحوه, الدر النظيم ص 184 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله (ص) لما خلا بعلي (ع) يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال: أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا؟ فقال: يا عمر, ما أنا انتجيته, بل الله انتجاه, قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} فلم ندخله وصددنا عنه, فناداه النبي (ص): لم أقل لكم إنكم تدخلونه في ذلك العام.
-----------
الإرشاد ج 1 ص 153. بحار الأنوار ج 21 ص 163, إعلام الورى ص 117 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الطائف انتجى رسول الله (ص) عليا (ع), فقال أبو بكر وعمر: انتجيته دوننا, فقال (ص): ما أنا انتجيته, بل الله انتجاه.
---------
بمصادر الشيعة: الإختصاص ص 200, مدينة المعاجز ج 1 ص 77. نحوه: بصائر الدرجات ص 411, تفسير فرات ص 471, الأمالي للطوسي ص 260, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 71, بشارة المصطفى ص 236, كشف الغمة ج 1 ص 292, كشف اليقين ص 254, نوادر الأخبار ص 164, بحار الأنوار ج 39 ص 156.
بمصادر العامة: نحوه: سنن الترمذي ج 5 ص 303, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 316, مسند أبي يعلي ج 4 ص 118, السنة لابن أبي عصام ص 584, المعجم الكبير ج 2 ص 186, كنز العمال ج 13 ص 139, البداية والنهاية ج 7 ص 393, شرح النهج ج 9 ص 173, الرياض النضرة ج 3 ص 170, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابت المغازلي ص 123, شواهد التنزيل ج 2 ص 325, تاريخ بغداد ج 7 ص 414, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن مردوية ص 137, ذكر أخبار إصبهان ج 1 ص 141, المناقب للخوارزمي ص 138, أسد الغابة ج 4 ص 27, مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 91, الفصول المهمة ج 1 ص 231, ينابيع المودة ج 1 ص 183
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (ع) بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا (ع), فقال: أجل قد كانت بينهما مناجات بالطائف, نزل بينهما جبرئيل.
----------
بصائر الدرجات ص 410, الإختصاص ص 278, مدينة المعاجز ج 1 ص 79, بحار الأنوار ج 39 ص 153, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 340, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 33
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن سلمة بن كهيل يروي في علي (ع) شيئا, قال ما هي؟ قلت: حدثني أن رسول الله (ص) كان محاصرا أهل الطائف, وأنه خلا بعلي (ع) يوما فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه, فإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم, فقال رسول الله (ص): ما أنا بمناجي له, إنما يناجي ربه. فقال أبو عبد الله (ع): إنما هذه أشياء نعرف بعضها من بعض. (1) (2)
------------
(1) العلامة المجلسي في البحار: بيان: لعل مراده (ع) أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة, ففيه تصديق مع برهان أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته.
(2) بصائر الدرجات ص 410, الإختصاص ص 327, مدينة المعاجز ج 1 ص 74, بحار الأنوار ج 39 ص 153, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 340, تفسير منز الدقائق ج 8 ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: لما أوقع - وربما قال: فرغ - رسول الله (ص) من هوازن, سار حتى نزل بالطائف، فحصر أهل وج أياما، فسأله القوم أن ينتزح عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (ص) حتى نزل مكة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة، فقال (ص): إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا هو مني كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم، هو هذا، وأخذ بيد علي (ع) فأشالها. فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله (ص) فأقروا له بالصلاة، وأقروا له بما شرط عليهم، فقال النبي (ص): ما استعصى علي أهل مملكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عز وجل. قالوا: يا رسول الله، وما سهم الله؟ قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكا أمامه، وسحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر والظفر.
-----------
الأمالي للطوسي ص 504, بحار الأنوار ج 21 ص 153
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (ص)، وقد قدم عليه وفد أهل الطائف: يا أهل الطائف، والله لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقصعكم بالسيف, فتطاول لها أصحاب رسول الله (ص)، فأخذ بيد علي (ع) فأشالها، ثم قال: هو هذا. فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قط.
----------
الأمالي للطوسي ص 579, بحار الأنوار ج 21 ص 179
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* سفره (ع) إلى اليمن
أن النبي (ص) بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام وأنفذ معه جماعة من المسلمين, فيهم: البراء بن عازب, فأقام خالد على القوم ستة أشهر يدعوهم فلم يجبه أحد منهم, فساء ذلك رسول الله (ص), فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأمره أن يقفل خالدا ومن معه, وقال له: إن أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معك فاتركه.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 62, بحار الأنوار ج 21 ص 363
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن وقال لي: يا علي, لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه. وايم الله, لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت, ولك ولاؤه يا علي.
-------------
الكافي ج 5 ص 28, التهذيب ج 6 ص 141, الجعفريات ص 77, مجموعة ورام ج 2 ص 277, وسائل الشيعة ج 15 ص 42, بحار الأنوار ج 21 ص 361, مستدرك الوسائل ج 11 ص 30
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الفضل بن الفضل الأشعري, عن الرضا, عن آبائه (ع) أن رسول الله (ص) بعث عليا (ع) إلى اليمن, فقال له وهو يوصيه: يا علي, أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة, وبالشكر فإن معه المزيد, وإياك عن أن تخفر عهدا وتعين عليه, وأنهاك عن المكر فإنه{ لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}, وأنهاك عن البغي فإنه من {بغي عليه لينصرنه الله}.
-----------
الأمالي للطوسي ص 597, وسائل الشيعة ج 7 ص 29, بحار الأنوار ج 21 ص 361
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن البراء بن عازب: فلما انتهينا – مع أمير المؤمنين ع - إلى أوائل أهل اليمن, وبلغ القوم الخبر, فتجمعوا له, فصلى بنا علي بن أبي طالب (ع) الفجر, ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه, ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله (ص), فأسلمت همدان كلها في يوم واحد, وكتب بذلك أمير المؤمنين (ع) إلى رسول الله (ص), فلما قرأ كتابه استبشر وابتهج وخر ساجدا شكرا لله تعالى, ثم رفع رأسه وجلس, وقال: السلام على همدان, السلام على همدان. وتتابع بعد إسلام همدان أهل اليمن على الإسلام.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 62, بحار الأنوار ج 21 ص 363
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك, إن الناس يزعمون أن رسول الله (ص) وجه عليا (ع) إلى اليمن ليقضي بينهم, فقال علي (ع): فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله (ص), فقال (ع): صدقوا, قلت: وكيف ذاك, ولم يكن أنزل القرآن كله, وقد كان رسول الله (ص) غائبا عنه؟ فقال: تتلقاه به روح القدس.
----------
بصائر الدرجات ص 452, مختصر البصائر ص 46, بحار الأنوار ج 25 ص 57
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عمرو بن شاس الأسلمي قال: كنت مع علي بن أبي طالب في جملة, وجفاني علي بعض الجفاء, فوجدت عليه في نفسي, فلما قدمت المدينة اشتكيته عند من لقيته, فأقبلت يوما ورسول الله (ص) جالس في المسجد, فنظر إلي حتى جلست إليه, فقال: يا عمرو بن شاس, لقد آذيتني, فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون, أعوذ بالله والإسلام أن أوذي رسول الله, فقال من آذى عليا فقد آذاني.
------------
إعلام الورى ص 130, بحار الأنوار ج 21 ص 360
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* خلفه رسول الله (ص) في غزوة تبوك
عن الإمام الكاظم (ع) أنه قال: ولقد اتخذ المنافقون من أمة محمد (ص) بعد موت سعد بن معاذ، وبعد انطلاق محمد (ص) إلى تبوك أبا عامرالراهب أميرا ورئيسا وبايعوا له، وتواطؤوا على إنهاب المدينة وسبي ذراري رسول الله (ص) وسائر أهله وصحابته... وجد – رسول الله ص - في العزم على الخروج إلى تبوك، وعزم المنافقون على اصطلام مخلفيهم إذا خرجوا. فأوحى الله تعالى إليه: يا محمد, إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: إما أن تخرج أنت ويقيم علي، وإما أن يخرج علي وتقيم أنت. فقال رسول الله (ص): ذاك لعلي, فقال علي (ع): السمع والطاعة لأمر الله تعالى وأمر رسوله، وإن كنت أحب ألا أتخلف عن رسول الله (ص) في حال من الأحوال. فقال رسول الله (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ قال (ع): رضيت يا رسول الله. فقال له رسول الله (ص): يا أبا الحسن إن لك أجر خروجك معي في مقامك بالمدينة وإن الله قد جعلك أمة وحدك كما جعل إبراهيم (ع) أمة، تمنع جماعة المنافقين والكفار هيبتك عن الحركة على المسلمين. فلما خرج رسول الله (ص) وشيعه علي (ع) خاض المنافقون فقالوا: إنما خلفه محمد بالمدينة لبغضه له، ولملالته منه، وما أراد بذلك إلا أن يلقاه المنافقون فيقتلوه ويحاربوه فيهلكوه. فاتصل ذلك برسول الله (ص). فقال علي (ع): تسمع ما يقولون يا رسول الله, فقال رسول الله (ص): أما يكفيك أنك جلدة ما بين عيني ونور بصري، وكالروح في بدني.
------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 481, بحار الأنوار ج 21 ص 257. بعضه: غاية المرام ج 2 ص 140, تفسير الصافي ج 2 ص 77, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 545
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ولما أراد رسول الله (ص) الخروج استخلف أمير المؤمنين (ع) في أهله وولده وأزواجه ومهاجره, وقال له: يا علي, إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك.
وذلك أنه (ص) علم من خبث نيات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دماءهم, فأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها وحصوله ببلاد الروم أو نحوها, فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرتهم وإيقاع الفساد في دار هجرته, والتخطي إلى ما يشين أهله ومخلفيه.
وعلم (ص) أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو وحراسة دار الهجرة وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين (ع), فاستخلفه استخلافا ظاهرا ونص عليه بالإمامة من بعده نصا جليا. وذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله (ص) عليا (ع) على المدينة حسدوه لذلك, وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه, وعلموا أنها تنحرس به ولا يكون للعدو فيها مطمع, فساءهم ذلك وكانوا يؤثرون خروجه معه لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاط عند نأي النبي (ص) عن المدينة, وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها, وغبطوه (ع) على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله, وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر. فأرجفوا به (ع) وقالوا: لم يستخلفه رسول الله (ص) إكراما له وإجلالا ومودة, وإنما خلفه استثقالا له, فبهتوه بهذا الإرجاف كبهت قريش للنبي (ص) بالجنة تارة, وبالشعر أخرى, وبالسحر مرة وبالكهانة أخرى, وهم يعلمون ضد ذلك ونقيضه, كما علم المنافقون ضد ما أرجفوا به على أمير المؤمنين (ع) وخلافه, وأن النبي (ص) كان أخص الناس بأمير المؤمنين (ع) وكان هو أحب الناس إليه وأسعدهم عنده وأفضلهم لديه. فلما بلغ أمير المؤمنين (ع) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم, فلحق بالنبي (ص) فقال: يا رسول الله, إن المنافقين يزعمون أنك إنما خلفتني استثقالا ومقتا, فقال له رسول الله (ص): ارجع يا أخي إلى مكانك, فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك, فأنت خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي, أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 155, بحار الأنوار ج 21 ص 207
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب (ع) في غزوة تبوك: أخلفني في قومي, فقال علي (ع): يا رسول الله, إني أكره أن يقول العرب: خذل ابن عمه وتخلف عنه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى, قال: فاخلفني.
-----------
بمصادر الشيعة: الأمالي للطوسي ص 261, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 57, إثبات الهداة ج 3 ص 104, غاية المرام ج 2 ص 82, بحار الأنوار ج 21 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 61, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 168
بمصادر العامة نحوه: تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 172, مجمع الزوائد ج 9 ص 109,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام علي (ع) قال: خلف رسول الله (ص) عليا (ع) في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله, تخلفني بعدك؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
-----------
الأمالي للطوسي ص 342, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 59, إثبات الهداة ج 3 ص 107, غاية المرام ج 2 ص 84, بحار الأنوار ج 21 ص 232
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* قصة سورة براءة
عن أبي عبد الله (ع) قال نزلت هذه الآية (أول سورة براءة) بعد ما رجع رسول الله (ص) من غزوة تبوك في سنة سبع من الهجرة... وكانت سيرة رسول الله (ص) قبل نزول سورة البراءة أن لا يقاتل إلا من قاتله, ولا يحارب إلا من حاربه وأراده, وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عز وجل {فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا} فكان رسول الله (ص) لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله, حتى نزلت عليه سورة البراءة وأمره الله بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله, إلا الذين قد كان عاهدهم رسول الله (ص) يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، فقال الله عز وجل {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} ثم يقتلون حيث ما وجدوا, فهذه أشهر السياحة: عشرون من ذي الحجة, والمحرم, وصفر, وشهر ربيع الأول, وعشرة من شهر ربيع الآخر, فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله (ص) إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله (ص) فقال: يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فبعث رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) في طلبه فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات, فرجع أبو بكر إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله, أأنزل الله في شيئا؟ قال: لا, إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
----------
تفسير القمي ج 1 ص 281, تفسير الصافي ج 2 ص 319, البرهان ج 2 ص 728, بحار الأنوار ج 35 ص 291, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 181, تفسير كنز الدقئاق ج 5 ص 389
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جميع بن عمير قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه, فقلت: حدثني عن علي (ع), فقال: بعث رسول الله (ص) أبا بكر ببراءة, فلما أتى ذا الحليفة أتبعه عليا (ع) فأخذها منه, قال أبو بكر: يا علي, ما لي؟ أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن رسول الله (ص) قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي, قال: فرجع إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: أتشهد على ابن عمر بهذا؟ قال: نعم, ثلاثا.
---------
علل الشرائع ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 35 ص 284, تفسير نرو الثقلين ج 2 ص 178, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 394
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعد بن أبي وقاص في حديث طويل: بعث رسول الله (ص) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين, فلما سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب (ع) نحوه فقال: اقبض براءة منه واردده إلي, فمضى إليه أمير المؤمنين (ع) فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله (ص), فلما مثل بين يديه بكى وقال: يا رسول الله أحدث في شيء؟ أم نزل في قرآن؟ فقال رسول الله (ص) لم ينزل فيك قرآن ولكن جبرئيل (ع) جاءني عن الله عز وجل فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, وعلي مني وأنا من علي, ولا يؤدي عني إلا علي.
----------
الأمالي للمفيد ص 56, بحار الأنوار ج 40 ص 39, غاية المرام ج 2 ص 79
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* المباهلة
عن ابن سنان, عن أبي عبد الله (ع): ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله (ص) وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد, وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله (ص): هذا في مسجدك, فقال: دعوهم, فلما فرغوا دتوا من رسول الله (ص) فقالوا: إلى ما تدعون؟ فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله, واني رسول الله, وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث, قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله (ص) فقال: قل لهم ما تقولون في آدم (ع)؟ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب وينكح؟ فسألهم النبي (ص) فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين, فأنزل الله {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} الآية الى قوله {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال رسول الله (ص): فباهلوني, فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم, وان كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا: أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي, وان باهلنا باهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين ، فعرفوا وقالوا لرسول الله (ص): نعطيك الرضى فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله (ص) على الجزية وانصرفوا.
----------
تفسير القمي ج 1 ص 104, تفسير الصافي ج 1 ص 344, البرهان ج 1 ص 629, غاية المرام ج 3 ص 222, بحار الأنوار ج 21 ص 340, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 347, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 107 بعضه وبعضه ص 108
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على النبي (ص) كنت معهم وكرز يسير - وكرز صاحب نفقاتهم - فعثرت بغلته فقال: تعس من نأتيه، يريد بذلك النبي (ص) فقال له صاحبه وهو العاقب: بل تعست وانتكست، فقال: ولم ذاك؟ فقال: لأنك أتعست النبي الأمي أحمد، قال: وما علمك بذلك؟ قال: أما تقرأ المصباح الرابع من الوحي إلى المسيح: أن قل لبني إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم وأجوافكم عندي جيف الميتة، يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان صاحب الوجه الأقمر، والجمل الأحمر المشرب بالنور، ذي الجناب الحسن، والثياب الخشن، سيد الماضين عندي، وأكرم الباقين علي، المستن بسنتي والصابر في ذات نفسي، والمجاهد بيده المشركين من أجلي، فبشر به بني إسرائيل، ومر بني إسرائيل أن يعزروه وينصروه، قال عيسى: قدوس، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟ قال: هو منك وأنت منه، وهو صهرك على أمك، قليل الأولاد، كثير الأزواج، يسكن مكة من موضع أساس وطئ إبراهيم (ع) نسله من مباركة وهي ضرة أمك في الجنة، له شأن من الشأن، تنام عيناه ولا ينام قلبه، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، له حوض من شفير زمزم إلى معرب الشمس حيث يعرف، فيه شرابان من الرحيق والتسنيم، فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعده أبدا وذلك بتفضيلي إياه على سائر المرسلين، يوافق قوله فعله وسريرته علانيته، فطوباه وطوبى أمته، الذين على ملته يحيون، وعلى سنته يموتون، ومع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين، يكون في زمن قحط وجدب فيدعوني فيرخي السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها، وأبارك فيما يصنع يده فيه، قال: إلهي سمه، قال: نعم هو أحمد، وهو محمد رسولي إلى الخلق كافة أقربهم مني منزلة، وأخصهم مني شفاعة، لا يأمر إلا بما أحب، ولا ينهى إلا عما أكره. قال له صاحبه: فأني تقدم بنا على من هذه صفته قال: نشهد أقواله وننظر آياته، فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة ونكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا، وإن يكن كذابا كفيناه بكذبه على الله، قال له صاحبه: ولم إذا رأيت العلامة لا تتبعه؟ قال: أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ كرمونا ومولونا ونصبوا لنا كنايسنا، وأعلوا فيها ذكرنا، فكيف تطيب النفس بدين يستوي فيه الشريف والوضيع؟ فلما قدموا المدينة قال من يراهم من أصحاب رسول الله (ص): ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل من هؤلاء، لهم شعور وعليهم ثياب الحبر، وكان رسول الله (ص) متناء عن المسجد فحضرت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجد رسول الله (ص) تلقاء المشرق، فهم رجال من أصحاب رسول الله (ص) بمنعهم، فأقبل رسول الله (ص) فقال: دعوهم، فلما قضوا صلاتهم جلسوا إليه وناظروه فقالوا: يا أبا القاسم حاجنا في عيسى، فقال: عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقال أحدهم بل هو ولده وثاني اثنين، وقال آخر بل ثالث ثلاثة: أب، وابن، وروح قدس، وقد سمعنا في قرآن نزل عليك يقول: فعلنا، وجعلنا، وخلقنا، ولو كان واحدا لقال: خلقت وجعلت، وفعلت، فتغشى النبي (ص) الوحي ونزل على صدره سورة آل عمران إلى قوله رأس الستين منها: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} الآية، فقص عليهم رسول الله (ص) القصة وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد والله أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم. وقال لهم رسول الله (ص): إن الله قد أمرني بمباهلتكم، إذا كان غدا باهلناك، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بمن يباهلنا غدا؟ بكثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بأهله من أهل الصفوة والطهارة؟ فإنهم وشيج الأنبياء وموضع بهلهم فلما كان من غد، غدا رسول الله (ص) بيمينه علي، وبيساره الحسن والحسين، ومن ورائهم فاطمة (ع) عليهم الحلل النجرانية، وعلى كتف رسول الله (ص) كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف ولا لين، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع، ورفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة وأشرف الناس ينظرون، واصفر لون السيد والعاقب وزلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم وبقي كبيرهم، ولكن أره أنك غير مكترث، وأعطه من المال والسلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، وقل له، أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته، فلما رفع النبي (ص) يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه: أي رهبانية ؟ دارك الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل ولا مال، فقالا: يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟ قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله وجهة، وأقربهم إليه وسيلة، قال: فبصبصا يعني ارتعدا وكرا، وقالا له: يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف، وألف درع، وألف حجفة وألف دينار كل عام، على أن الدرع والسيف والحجف عندك إعارة حتى نأتي من وراءنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا وشاهدنا، فيكون الامر على ملاء منهم فإما الاسلام وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام فقال النبي (ص): قد قبلت منكما، أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي نارا تأجج ثم ساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرف العين فحرقتهم تأججا فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماء وأهل الأرض لتساقطت عليهم السماء كسفا متهافتة: ولتقطعت الأرضون زبرا سايحة فلم يستقر عليها بعد ذلك، فرفع النبي (ص) يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال: على من ظلمكم حقكم وبخسني الاجر الذي افترضه الله عليهم فيكم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة.
------------
سعد السعود ص 91, بحار الأنوار ج 21 ص 350
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حريز, عن أبي عبد الله (ع) قال: ان أمير المؤمنين (ع) سئل عن فضائله فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا فقال: ان رسول الله (ص) أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران, فتكلما في أمر عيسى، فأنزل الله هذه الآية {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى آخر الآية, فدخل رسول الله (ص) فأخذ بيد على والحسن والحسين و فاطمة (ع)، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة. قال: وقال أبو جعفر (ع) وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا.
-----------
تفسير العياشي ج 1 ص 175, دعائم الإسلام ج 1 ص 17, البرهان ج 1 ص 636, غاية المرام ج 3 ص 228, بحار الأنوار ج 21 ص 341, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 347, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 117
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال المأمون يوما للرضا (ع) أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (ع) يدل عليها القرآن، قال: فقال له الرضا (ع): فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله (ص) الحسن والحسين (ع) فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (ع) فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين (ع) فكان نفسه بحكم الله عز وجل، فقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله (ص) و أفضل، فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (ص) بحكم الله تعالى. قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنيه خاصة؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله (ص) ابنته وحدها؟ فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين (ع) ما ذكرت من الفضل؟ قال: فقال له الرضا (ع): ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره، كما أن الآمر آمر لغيره، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة، كمالا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله (ص) رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين (ع) فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله، قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.
--------------
الفصول المختارة ص 38, بحار الأنوار ج 10 ص 350, رياض الأبرار ج 2 ص 383, العوالم ج 22 ص 295
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين (ع)؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله (ص). قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله عز وجل في عيسى ابن مريم (ع): {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح (ع). قال: فأي شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله (ص): {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} قال: فأي شئ قالوا؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول: أبناؤنا. قال: فقال أبو جعفر (ع): يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل وتعالى أنهما من صلب رسول الله (ص) لا يردها إلا الكافر. قلت: وأين ذلك جعلت فداك؟ قال: من حيث قال الله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله (ص) نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه.
---------------
الكافي ج 8 ص 317, تفسير القمي ج 1 ص 209, العدد القوية ص 40, الوافي ج 3 ص 944, البرهان ج 2 ص 52, بحار الأنوار ج 93 ص 239, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 742, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 384, العوالم ج 11 ص 1024
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* عيد الغدير
عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × قال: لما خرج رسول الله | إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل × في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} فقال له رسول الله |: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل × إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله | نازلا بغدير، فقال له: يا محمد {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل × ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله | بموضع يقال له غدير خم وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما سمع رسول الله | هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا × وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله ثم قال: قم يا علي، فقام علي × فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين × وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل × بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}.
عن الإمام العسكري ×: قال العالم موسى بن جعفر ×: إن رسول الله| لما أوقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ثم قال: يا عباد الله انسبوني. فقالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ثم قال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال |: مولاكم أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فنظر إلى السماء، وقال: اللهم اشهد. يقول هو ذلك |، وهم يقولون ذلك - ثلاثا -. ثم قال: ألا فمن كنت مولاه وأولى به، فهذا علي مولاه وأولى به، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ثم قال: قم يا أبا بكر، فبايع له بإمرة المؤمنين. فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثم قال: قم يا عمر، فبايع له بإمرة المؤمنين، فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة، ثم لرؤساء المهاجرين والأنصار، فبايعوا كلهم. فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم تفرقوا عن ذلك، وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق. ثم إن قوما من متمرديهم وجبابرتهم تواطأوا بينهم: لئن كانت لمحمد |كائنة، ليدفعن هذا الامر عن علي ولا يتركونه له. فعرف الله تعالى ذلك من قبلهم وكانوا يأتون رسول الله | ويقولون: لقد أقمت علينا أحب خلق الله إلى الله وإليك وإلينا، كفيتنا به مؤنة الظلمة لنا والجائرين في سياستنا، وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك، ومن مواطأة بعضهم لبعض أنهم على العداوة مقيمون، ولدفع الامر عن مستحقه مؤثرون. فأخبر الله عز وجل محمدا عنهم، فقال: يا محمد {ومن الناس من يقول آمنا بالله} الذي أمرك بنصب علي إماما، وسائسا لامتك ومدبرا {وما هم بمؤمنين} بذلك، ولكنهم يتواطؤون على إهلاكك وإهلاكه، يوطنون أنفسهم على التمرد على علي × إن كانت بك كائنة.
* خطبة رسول الله | الكاملة يوم الغدير
عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ×، وأخبره أن الله عز وجل قد عصمه من الناس: فأمر رسول الله | عندما جائته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات فأمر رسول الله | أن يقم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله | فوق تلك الأحجار فقال: الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال، بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل شئ، والقدرة على كل شئ، لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه. وأشهد بأنه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها فكانت وبرأها فباتت، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور. وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته، مالك الأملاك، ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، إله واحد ورب ماجد، يشاء فيمضي ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي ويميت فيحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويؤتي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار. مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين، ومولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره، أقر له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته. لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي الكريم فأوحى لي بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله، وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن} على الذين يعزمون أنه أذن {خير لكم} الآية. ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي ثم تلا |: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فاعلموا معاشر الناس: أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى العجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد، ماض حكمه، جايز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، من صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له. معاشر الناس: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم، ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلى يوم تلقون الله عز وجل ورسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه. معاشر الناس: ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام مبين، وما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين. معاشر الناس: لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، والذي فدى رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد مع رسول الله من الرجال غيره. معاشر الناس: فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس: إنه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس: بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي فقد شك في الكل منه، والشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس: حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي، ولا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الأبدين ودهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس: فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأثنى، بنا أنزل الله الرزق وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا ولم يوافقه، ألا إن جبرائيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون. معاشر الناس: إنه جنب الله تعالى في كتابه: {يا حسرتي على ما فطرت في جنب الله}. معاشر الناس: تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده ومعضده - وشائل بعضده - ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي. معاشر الناس: إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، فكل واحد ينبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه. ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، وكان منذ أول ما صعد رسول الله | شال عليا × حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله | ثم قال: معاشر الناس: هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول: ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنت أنزلت علي في كتابك أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك، ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك أني قد بلغت. معاشر الناس: إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. معاشر الناس: هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي، والله عز وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضا إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد الله بالجنة في {هل أتى على الإنسان} إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره. معاشر الناس: هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي. معاشر الناس: ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي. معاشر الناس: إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم عباد الله, ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى به إلا مؤمن تقي، ولا يؤمن به إلا مخلص، في علي والله نزلت سورة العصر {بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر} إلى آخرها. معاشر الناس: قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. معاشر الناس: {آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها}. معاشر الناس: النور من الله عز وجل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس: أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس: لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس: سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس: إن الله وأنا بريئان منهم. معاشر الناس: إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب الصحيفة, فلينظر أحدكم في صحيفته، قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس: إني أدعها أمانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا ولم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. معاشر الناس: إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس: إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى وهذا علي إمامكم ووليكم، وهو مواعيد الله والله يصدق وعده. معاشر الناس: قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين. معاشر الناس: إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون} ألا إن أعداء علي أهل الشقاق العادون، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عز وجل: {يدخلون الجنة بغير حساب} ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. معاشر الناس: شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه. معاشر الناس: ألا وإني منذر وعلي هاد. معاشر الناس: إني نبي وعلي وصيي، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي × ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه المدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا أنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته. معاشر الناس: قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، ألا وإن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. معاشر الناس: فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا. معاشر الناس: ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استونف عمله. معاشر الناس: الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة {والله لا يضيع أجر المحسنين}. معاشر الناس: حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تتفرقوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع. معاشر الناس: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلفه الله مني ومنه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيها وأعرفها فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس: كل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه، ألا وإني أجدد القول، ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، إن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر بمعروف ولا نهي منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس: القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنهم مني ومنه حيث يقول الله عز وجل: {وجعلها كلمة باقية في عقبه} وقلت: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما. معاشر الناس: التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شئ عظيم} اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس: إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيا ونموت ونبعث، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين، الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم وأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله، فقولوا: أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافحة أيدينا - من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه - لا نبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده، والله أكبر من كل شهيد. معاشر الناس: ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس {فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ومن بايع فإنما يبايع الله {يد الله فوق أيديهم}. معاشر الناس: فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم من وفى {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: قولوا الذي قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}. معاشر الناس: إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. معاشر الناس: من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس: السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس: قولوا ما يرضي الله عنكم من القول، {فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا} اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. فناداه القوم: سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا وتداكوا على رسول الله | وعلى علي × وصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق رسول الله | الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم، إلى أن صليت العشاء والعتمة في وقت واحد، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله | يقول، كلما بايع قوم: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها.
وروي عن الصادق × إنه لما فرغ رسول الله | من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال: بالله ما رأينا كاليوم قط وما أشد ما يؤكد لابن عمه وإنه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله، ويل طويل لمن حل عقده. قال: فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم التفت إلى النبي | وقال: أما سمعت ما قال هذا الرجل كذا وكذا؟ فقال رسول الله |: يا عمر أتدري من ذاك الرجل؟ قال: لا، قال: ذلك الروح الأمين جبرائيل فإياك أن تحله، فإنك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء.
* احتجاجات الأئمة عليهم السلام بيوم الغدير
عن أمير المؤمنين × في احتجاج طويل على أبي بكر, قال ×: أنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي | يوم الغدير أم أنت؟ قال: بل أنت.
عن أمير المؤمنين × في احتجاج طويل على أبي بكر: يا أبا بكر، فهل تعلم أحدا أوثق من رسول الله |؟ وقد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن، وعلى جماعة معك، فيهم عمر، وعثمان في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة، ويوم جلوسه في بيت ام سلمة، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع، فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا لله ولرسوله. فقال | لكم: الله ورسوله عليكم من الشاهدين. فقلتم بأجمعكم: الله ورسوله علينا من الشاهدين. فقال لكم: فليشهد بعضكم على بعض، وليبلغ شاهدكم غائبكم، ومن سمع منكم من لم يسمع. فقلتم: نعم يا رسول الله. وقمتم بأجمعكم تهنئون رسول الله | وتهنئوني بكرامة الله لنا. فدنا عمر، وضرب على كتفي وقال بحضرتكم: بخ بخ يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي، ومولى المؤمنين. فقال له أبو بكر: لقد ذكرتني أمرا يا أبا الحسن لو يكون رسول الله | شاهدا فاسمعه منه. فقال أمير المؤمنين ×: الله ورسوله عليك من الشاهدين يا أبا بكر.
عن أمير المؤمنين × في احتجاجه يوم الشورى, قال: فهل فيكم أحد قال له رسول الله |: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك," غيري؟ قالوا: لا.
عن أمير المؤمنين × في احتجاج طوبل على المهاجرين والأنصار: فأمر الله عز وجل أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم. فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب وقال: أيها الناس، إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني. ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس، أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: قم، يا علي. فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام سلمان فقال: يا رسول الله، ولاء كما ذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فكبر النبي | وقال: الله أكبر، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي. فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله، هذه الآيات خاصة في علي؟ قال: بلى، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله، بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي. فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا. فقال علي ×: صدقتم، ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله | لما قام فأخبر به. فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو ذر والمقداد وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول النبي | وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: يا أيها الناس، إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم فيه بولايته. وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني. أيها الناس، إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، وبالزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا, خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب ×, ثم لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي. أيها الناس، قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم بعدي ووليكم وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم. فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم. ثم جلسوا.
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: فما جاز لقريش من فضلها عليها بالنبي | جاز لبني هاشم على قريش، وجاز لي على بني هاشم، بقول النبي × يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، إلا أن تدعي قريش فضلها على العرب بغير النبي |.
قال أمير المؤمنين × في حديث طويل: أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وحيث نزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، وحيث نزلت {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}، قال الناس: يا رسول الله، خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم. فنصبني للناس بغدير خم.
عن الإمام الحسن × في احتجاج طويل على معاوية, قال ×: أقسم بالله قسما تاليا, لو أن الناس سمعوا قول الله ورسوله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها, ولما اختلف في هذه الأمة سيفان, ولأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة, وإذا ما طمعت يا معاوية فيها ولكنها لما أخرجت سالفا من معدنها, وزحزحت عن قواعدها, تنازعتها قريش بينها وترامتها كترامي الكرة, حتى طمعت فيها أنت يا معاوية وأصحابك من بعدك, وقد قال رسول الله |: ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه, إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا, وقد تركت بنو إسرائيل وكانوا أصحاب موسى × هارون أخاه وخليفته ووزيره, وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم, وهم يعلمون أنه خليفة موسى ×, وقد سمعت هذه الأمة رسول الله | يقول ذلك لأبي ×: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, وقد رأوا رسول الله | حين نصبه لهم بغدير خم, وسمعوه ونادى له بالولاية, ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب.
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون، فنزل جبرئيل × فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم، ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم، ثم نزل الصوم فكان رسول الله | إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل × فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم. ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
عن أحدهما قال: إن الله قضى الاختلاف على خلق وكان أمرا قد قضاه في علمه, كما قضى على الأمم من قبلكم وهي السنن والأمثال يجري على الناس, فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق, قال الله تبارك وتعالى لمحمد |: {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا} وقال: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} وقال: {فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين} وقال ×: لا تبديل لقول الله, وقد قضى الله على موسى × وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر, ثم مروا على قوم يعبدون أصناما {قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون} فاستخلف موسى هارون فنصبوا {عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى} وتركوا هارون فقال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم, وقال: إن نبي الله | لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, وقال |: إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي, وكان صاحب راية رسول الله | في المواطن كلها, وكان معه في المسجد يدخله على كل حال, وكان أول الناس إيمانا به, فلما قبض نبي الله | كان الذي كان, لما قد قضي من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله | بعد, فلما رأى ذلك علي × ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس, ففرغ إلى كتاب الله وأخذ يجمعه في مصحف, فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع, فقال علي ×: لا أخرج حتى أجمع القرآن, فأرسل إليه مرة أخرى, فقال ×: لا أخرج حتى أفرغ, فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا, يقال له قنفذ, فقامت فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها تحول بينه وبين علي × فضربها, فانطلق قنفذ وليس معه علي ×, فخشي أن يجمع علي الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته, ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي بيته, وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم, فلما رأى × ذلك, خرج فبايع كارها غير طائع.
عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله × إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر يجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تبارك وتعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقوله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ومن ذلك قول رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه.
عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} فقال جعفر بن محمد ×: الحجة البالغة: التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم تلا جعفر بن محمد ×: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. ثم أنشأ جعفر بن محمد × محدثا يقول: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله- فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل × بقول الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فبعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل الله لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم الإسلام دينا، فاسمعوا له وأطيعوا له تفوزوا. واعلموا أن مثل علي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف عنه هلك وغوى. فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه.
عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله ×: إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر بجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله عز وجل؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}, وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله}, وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}, وقوله تبارك اسمه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}, وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}, وقوله عز وجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}, ومن ذلك قول رسول الله لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه.
عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام: فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز وجل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله | نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله | هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله | هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله | هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ونزلت في علي والحسن والحسين, فقال رسول الله | في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال | أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك وقال: لا تعلموهم فهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلالة, فلو سكت رسول الله | فلم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان, ولكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه | {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام), فأدخلهم رسول الله | تحت الكساء في بيت أم سلمة, ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا, وهؤلاء أهل بيتي وثقلي, فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير, ولكن هؤلاء أهلي وثقلي.
عن محمد القبطي عن أبي عبد الله × قال: الناس أغفلوا قول رسول الله | في علي × يوم غدير خم, كما أغفلوا قوله يوم مشربة أم إبراهيم, أتى الناس يعودونه فجاء علي × ليدنو من رسول الله | فلم يجد مكانا, فلما رأى رسول الله | أنهم لا يفرجون لعلي × قال: يا معشر الناس, هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم, أما والله لئن غبت فإن الله لا يغيب عنكم, إن الروح والراحة والرضوان والبشرى والحب والمحبة لمن ائتم بعلي وتولاه, وسلم له وللأوصياء من بعده, حق علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي, {فمن تبعني فإنه مني} مثل جرى في إبراهيم, لأني من إبراهيم وإبراهيم مني, وديني دينه وسنتي سنته وفضله فضلي, وأنا أفضل منه, وفضلي له فضل تصديق قول ربي: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.
عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في هذه الآية {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} إلى قوله: {أو جاء معه ملك} قال: إن رسول الله | لما نزل غديرا قال لعلي ×: إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا فيما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه, أو كنزا يستعين به على فاقته، والله ما دعاه إلى باطل إلا إجابة له, فأنزل الله عليه {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} إلى آخر الآية. قال: ودعا رسول الله عليه وآله السلام لأمير المؤمنين × في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين, والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} بني أمية, فقال رمع: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده, أو كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} إلى {أم يقولون افتراه} ولاية علي × {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات} إلى {فإلم يستجيبوا لكم} في ولاية علي × {فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون} لعلي × ولايته {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} يعني فلانا وفلانا {نوف إليهم أعمالهم فيها} {أفمن كان على بينة من ربه} رسول الله | {ويتلوه شاهد منه} أمير المؤمنين × {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} قال كان ولاية علي في كتاب موسى ‘ {أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه} في ولاية علي × {إنه الحق من ربك} إلى قوله: {ويقول الأشهاد} هم الأئمة (عليهم السلام) {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} إلى قوله {هل يستويان مثلا أفلا تذكرون}.
عن زيد بن الجهم, عن أبي عبد الله × في حديث عن بيعة الغدير, قال: {إنما يبلوكم الله به} يعني عليا × {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} بعد ما سلمتم على علي × بإمرة المؤمنين {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني عليا {ولكم عذاب عظيم}. ثم قال لي: لما أخذ رسول الله | بيد علي × فأظهر ولايته, قالا جميعا: والله من تلقاء الله ولا هذا إلا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه, فأنزل الله عليه {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين وإنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} يعني فلانا وفلانا {وإنه لحسرة على الكافرين} يعني عليا × {وإنه لحق اليقين} يعني عليا {فسبح باسم ربك العظيم}.
قال مولانا وإمامنا الصادق ×: إن حقوق الناس تعطى بشهادة شاهدين، وما اعطي أمير المؤمنين × حقه بشهادة عشرة آلاف نفس, يعني يوم غدير خم, إن هذا إلا ضلال عن الحق المبين، {فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}
عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ان العالم كتب إليه يعنى الحسن بن علي ‘: ان الله تعالى بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم, وليمحص ما في قلوبكم, ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففوض عليكم الحج والعمرة وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية, وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرايض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد | والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرايض, وهل تدخل قرية إلا من بابها، فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم | قال الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وفرض عليكم لأوليائه حقوقا, فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم, ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة, وليعلم من يطيعه منكم بالغيب, وقال الله تبارك وتعالى {قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى} فاعلموا ان من يبخل فإنما يبخل على نفسه, ان الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه, لا إله إلا هو, فاعملوا من بعد ما شئتم {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة, فينبئكم بما كنتم تعملون, والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
عن الإمام العسكري × في رسالة طويلة: اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك, أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها, فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون, لقول النبي |: لا تجتمع أمتي على ضلالة, فأخبر |: أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق, فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون, ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتباع حكم الأحاديث المزورة, والروايات المزخرفة, واتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب, وتحقيق الآيات الواضحات النيرات, ونحن نسأل الله أن يوفقنا للثواب ويهدينا إلى الرشاد, ثم قال ×: فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه, فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة صارت بإنكارها, ودفعها الكتاب كفارا ضلالا, وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب, مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله | حيث قال: إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض, واللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله |: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض, ما إن تمسكتم بهما لم تضلوا, فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين × أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له, وأنزل الآية فيه, ثم وجدنا رسول الله | قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, وقوله |: علي يقضي ديني وينجز موعدي, وهو خليفتي عليكم بعدي, وقوله | حيث استخلفه على المدينة فقال ×: يا رسول الله, أتخلفني على النساء والصبيان؟ فقال |: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد, فيلزم الأمة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن, ووافق القرآن هذه الأخبار, فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار, فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد.
* عند شهادة رسول الله (ص)
فجعل – رسول الله ص - يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه, ويؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها والوفاق, ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين, ويزجرهم عن الخلاف والارتداد, فكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة على اتفاق واجتماع من قوله (ص):
أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض, ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما, فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني, وسألت ربي ذلك فأعطانيه, ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب الله وعترتي أهل بيتي, ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا, ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. أيها الناس, لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا, يضرب بعضكم رقاب بعض, فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار, ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيي, يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
فكان (ص) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 179, بحار الأنوار ج 30 ص 433
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (ص) أنه قال: إني اوشك أن ادعى فاجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما!
-------
كمال الدين ج 1 ص 235, معاني الأخبار ص 90, عمدة العيون ص 72, إثبات الهداة ج 2 ص 61, بحار الأنوار ج 1 ص 24, بحار الأنوار ج 23 ص 147
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): أيها الناس إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم, فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم, فإذا استشهد ابني الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم - وساق الحديث - فقام إليه علي بن أبي طالب (ع) وهو يبكي فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله أتقتل؟ قال: نعم أهلك شهيدا بالسم, وتقتل أنت بالسيف وتخضب لحيتك من دم رأسك.
---------
كتاب سليم ج 2 ص 834, بحار الأنوار ج 33 ص 266
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: وأما الثانية يا أخا اليهود, فإن رسول الله (ص) أمرني في حياته على جميع أمته, وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة والسمع والطاعة لأمري, وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك, فكنت المؤدي إليهم عن رسول الله (ص) أمره, إذا حضرته والأمير على من حضرني منهم إذا فارقته, لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شيء من الأمر في حياة النبي (ص) ولا بعد وفاته, ثم أمر رسول الله (ص) بتوجيه الجيش الذي وجهه مع أسامة بن زيد عند الذي أحدث الله به من المرض الذي توفاه فيه, فلم يدع النبي أحدا من أفناء العرب ولا من الأوس والخزرج وغيرهم من سائر الناس ممن يخاف على نقضه ومنازعته, ولا أحدا ممن يراني بعين البغضاء ممن قد وترته بقتل أبيه أو أخيه أو حميمه إلا وجهه في ذلك الجيش, ولا من المهاجرين والأنصار والمسلمين وغيرهم والمؤلفة قلوبهم والمنافقين لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته, ولئلا يقول قائل شيئا مما أكرهه, ولا يدفعني دافع من الولاية والقيام بأمر رعيته من بعده, ثم كان آخر ما تكلم به في شيء من أمر أمته أن يمضي جيش أسامة ولا يتخلف عنه أحد ممن أنهض معه, وتقدم في ذلك أشد التقدم, وأوعز فيه أبلغ الإيعاز, وأكد فيه أكثر التأكيد, فلم أشعر بعد أن قبض النبي (ص) إلا برجال من بعث أسامة بن زيد وأهل عسكره قد تركوا مراكزهم وأخلوا مواضعهم, وخالفوا أمر رسول الله (ص) فيما أنهضهم له وأمرهم به, وتقدم إليهم من ملازمة أميرهم والسير معه تحت لوائه, حتى ينفذ لوجهه الذي أنفذه إليه, فخلفوا أميرهم مقيما في عسكره وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حل عقدة عقدها الله عز وجل لي ولرسوله (ص) في أعناقهم فحلوها, وعهد عاهدوا الله ورسوله فنكثوه, وعقدوا لأنفسهم عقدا ضجت به أصواتهم واختصت به آراؤهم من غير مناظرة لأحد منا بني عبد المطلب, أو مشاركة في رأي أو استقالة لما في أعناقهم من بيعتي, فعلوا ذلك وأنا برسول الله (ص) مشغول وبتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود, فإنه كان أهمها وأحق ما بدئ به منها, فكان هذا يا أخا اليهود أقرح ما ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية وفاجع المصيبة, وفقد من لا خلف منه إلا الله تبارك وتعالى, فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتصالها.
---------
الخصال ج 2 ص 371, الإختصاص ص 170, إرشاد القلوب ج 2 ص 349, حلية الأبرار ج 2 ص 367, بحار الأنوار ج 28 ص 206
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها, فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع, فقال لمن تبعه: إنني قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع, فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم فقال (ص): السلام عليكم يا أهل القبور, ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس, أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها, ثم استغفر لأهل البقيع طويلا, وأقبل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال له إن جبرئيل (ع) كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين, ولا أراه إلا لحضور أجلي, ثم قال: يا علي, إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة, فاخترت لقاء ربي والجنة, فإذا أنا مت فاغسلني واستر عورتي, فإنه لا يراها أحد إلا أكمه. ثم عاد (ص) إلى منزله, فمكث ثلاثة أيام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بيمنى يديه, وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى, حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال: معاشر الناس, قد حان مني خفوف من بين أظهركم, فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها, ومن كان له علي دين فليخبرني به. معاشر الناس, ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به خيرا أو يصرف به عنه شرا إلا العمل. أيها الناس, لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن, والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة, ولو عصيت لهويت, اللهم هل بلغت. ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ودخل بيته.
---------------
الإرشاد ج 1 ص 181, بحار الأنوار ج 22 ص 466
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عباس قال: إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله (ص) في مرضه الذي قبض فيه, فقالوا: يا رسول الله, هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك, فقال: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت, فقال: أعطوني أيديكم, فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أما بعد, أيها الناس, فما تنكرون من موت نبيكم, ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم, لو خلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم, ألا إني لاحق بربي, وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرءونه صباحا ومساء, فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا, وكونوا إخوانا كما أمركم الله, وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي, وأنا أوصيكم بهم ثم أوصيكم بهذا الحي من الأنصار, فقد عرفتم بلاهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين, ألم يوسعوا في الديار, ويشاطروا الثمار ويؤثروا وبهم الخصاصة, فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار, وليتجاوز عن مسيئهم, وكان آخر مجلس جلسه حتى لقي الله عز وجل.
-----------
الأمالي للمفيد ص 45, بحار الأنوار ج 22 ص 474
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما أفاق – رسول الله ص - قال بعضهم: ألا نأتيك بكتف يا رسول الله ودواة؟ فقال: أبعد الذي قلتم لا, ولكنني أوصيكم بأهل بيتي خيرا, ثم أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا, وبقي عنده العباس والفضل وعلي بن أبي طالب (ع) وأهل بيته خاصة.
---------------
الإرشاد ج 1 ص 184, بحار الأنوار ج 22 ص 468
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما خرجوا من عنده قال (ص): ارددوا علي أخي علي بن أبي طالب وعمي, فأنفذوا من دعاهما فحضرا, فلما استقر بهما المجلس قال رسول الله (ص): يا عباس, يا عم رسول الله, تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي عني ديني؟ فقال العباس: يا رسول الله, عمك شيخ كبير ذو عيال كثير, وأنت تباري الريح سخاء وكرما, وعليك وعد لا ينهض به عمك, فأقبل على أمير المؤمنين (ع) فقال له: يا أخي, تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي عني ديني وتقوم بأمر أهلي من بعدي؟ قال: نعم يا رسول الله, فقال له: ادن مني, فدنا منه فضمه إليه, ثم نزع خاتمه من يده فقال له: خذ هذا فضعه في يدك, ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك إليه, والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلاحه وخرج إلى الحرب, فجيء بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين (ع), وقال له: امض على اسم الله إلى منزلك.
-----------
الإرشاد ج 1 ص 185, بحار الأنوار ج 22 ص 469
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عيسى بن المستفاد قال: حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: قال رسول الله (ص): يا علي، أضمنت ديني تقضيه عني؟ قال: نعم, قال: اللهم فاشهد, ثم قال: يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره, قال علي (ع): ولم يا رسول الله؟ قال: كذلك قال جبرئيل (ع) عن ربي, إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره, قال علي (ع): فكيف أقوى عليك وحدي؟ قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا, قلت: فمن يناولني الماء؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شيء مني, فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي وهي حرام عليهم, فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح وأفرغ علي من بئري, بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الأفواه, - قال عيسى: أو قال: أربعين قربة, شككت أنا في ذلك – قال: ثم ضع يدك يا علي على صدري وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي, ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إن شاء الله تعالى, أقبلت يا علي؟ قال: نعم, قال: اللهم فاشهد, قال: يا علي, ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي, وتقدموا عليك, وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة, ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل, مذموما مخذولا محزونا مهموما, وبعد ذلك ينزل بهذه الذل؟ قال: فلما سمعت فاطمة (ع) ما قال رسول الله (ص) صرخت وبكت فبكى رسول الله (ص) لبكائها, وقال: يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة, هذا جبرئيل بكى لبكائك وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل, يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات والأرض لبكائك, فقال علي (ع): يا رسول الله, أنقاد للقوم وأصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ما لم أصب أعوانا لم أناجز القوم, فقال رسول الله (ص) اللهم اشهد, فقال: يا علي, ما أنت صانع بالقرآن والعزائم والفرائض؟ فقال: يا رسول الله, أجمعه ثم آتيهم به, فإن قبلوه وإلا أشهدت الله عز وجل وأشهدتك عليه, قال: أشهد. قال: وكان فيما أوصى به رسول الله (ص) أن يدفن في بيته الذي قبض فيه, ويكفن بثلاثة أثواب أحدها يمان, ولا يدخل قبره غير علي (ع), ثم قال (ص): يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة, وكبر خمسا وانصرف وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة, قال علي (ع): بأبي أنت وأمي من يؤذن غدا؟ قال: جبرئيل (ع) يؤذنك, قال: ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ثم نساؤهم ثم الناس بعد ذلك.
--------
طرف من الأنباء ص 197, بحار الأنوار ج 22 ص 492
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبي طالب (ع) قبل موته بثلاث: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين, أوصيك بريحانتي من الدنيا, فعن قليل ينهد ركناك, والله خليفتي عليك, فلما قبض رسول الله (ص) قال علي (ع): هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (ص), فلما ماتت فاطمة (ع) قال علي (ع): هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله (ص).
----------
الأمالي للصدوق ص 135, معاني الأخبار ص 403, روضة الواعظين ج 1 ص 152, مناقب آشوب ج 3 ص 361, تسلية المجالس ج 1 ص 566, بحار الأنوار ج 43 ص 173, بحار الأنوار ج 43 ص 173, العوالم ج 11 ص 551
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن موسى بن جعفر, عن أبيه (ع) قال: قال علي بن أبي طالب (ع): كان في وصية رسول الله (ص) في أولها: بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما عهد محمد بن عبد الله وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين, وكان في آخر الوصية: شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد (ص) إلى علي بن أبي طالب (ع) وقبضه وصيه وضمانه على ما فيها, على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران, وعلى ما ضمن وأدى وصي عيسى ابن مريم وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم, على أن محمدا أفضل النبيين, وعليا أفضل الوصيين, وأوصى محمد وسلم إلى علي, وأقر علي وقبض الوصية على ما أوصى به الأنبياء, وسلم محمد الأمر إلى علي بن أبي طالب وهذا أمر الله وطاعته وولاه الأمر على أن لا نبوة لعلي ولا لغيره بعد محمد وكفى بالله شهيدا.
----------
طرف من الأنباء ص 151, بحار الأنوار ج 22 ص 481, الصراط المستقيم ج 2 ص 91
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر (ع) قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أليس كان أمير المؤمنين (ع) كاتب الوصية ورسول الله (ص) المملي عليه, وجبرئيل والملائكة المقربون شهود؟ قال: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن قد كان ما قلت, ولكن حين نزل برسول الله (ص) الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة فقال جبرئيل: يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها, يعني عليا (ع), فأمر النبي (ص) بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة (ع) فيما بين الستر والباب, فقال جبرئيل: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا, قال: فارتعدت مفاصل النبي (ص) وقال: يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام, صدق عز وجل وبر, هات الكتاب, فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين (ع), فقال له: اقرأه, فقرأه حرفا حرفا, فقال: يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي وشرطه علي وأمانته, وقد بلغت ونصحت وأديت, فقال علي (ع): وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي, فقال جبرئيل (ع): وأنا لكما على ذلك من الشاهدين, فقال رسول الله (ص): يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها؟ فقال علي (ع): نعم بأبي أنت وأمي, علي ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها, فقال رسول الله (ص): يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة, فقال علي (ع): نعم أشهد, فقال النبي (ص): إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك, فقال: نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي أشهدهم, فأشهدهم رسول الله (ص), وكان فيما اشترط عليه النبي (ص) بأمر جبرئيل فيما أمره الله عز وجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله, والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله, والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ وعلى ذهاب حقك وغصب خمسك وانتهاك حرمتك؟ فقال: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي (ص): يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله, وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط, قال أمير المؤمنين (ع): فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل (ع) حتى سقطت على وجهي وقلت: نعم قبلت ورضيت, وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن ومزق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط, صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك, ثم دعا رسول الله (ص) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين (ع) فقالوا: مثل قوله, فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار, ودفعت إلى أمير المؤمنين (ع), فقلت لأبي الحسن (ع): بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله, فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (ع)؟ فقال: نعم, والله شيء بشيء وحرف بحرف, أما سمعت قول الله عز وجل {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} والله لقد قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين وفاطمة (ع): أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا: بلى, وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.
----------
الكافي ج 1 ص 281, الوافي ج 2 ص 264, البرهان ج 4 ص 566, حلية الأبرار ج 2 ص 385, بحار الأنوار ج 22 ص 479
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي ثابت مولى أبي ذر يقول: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله (ص) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: أيها الناس, يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي, وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم, ألا وإني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي, ثم أخذ بيد علي (ع) فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي, خليفتان نصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض, فأسألهما ما ذا خلفت فيهما.
------------
كشف الغمة ج 1 ص 408, بجار الأنوار ج 22 ص 476
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص) لعائشة وحفصة: في مرضه الذي توفي, ادعيا لي خليلي, فأرسلتا إلى أبويهما, فلما نظر إليهما أعرض عنهما ثم قال: ادعيا لي خليلي, فأرسلتا إلى علي بن أبي طالب (ع), فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه, فلما خرج لقياه فقالا له: ما حدثك خليلك؟ فقال: حدثني خليلي ألف باب, يفتح لي كل باب ألف باب.
-------------
بصائر الدرجات ص 304, الكافي ج 1 ص 296, الخصال ج 2 ص 646, طرف من الأنباء ص 356, الوافي ج 2 ص 323, إثبات الهداة ج 3 ص 17, بحار الأنوار ج 22 ص 463,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عيسى الضرير, عن الكاظم (ع) قال: قلت لأبي (ع): فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص)؟ قال: فقال: ثم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال لمن في بيته: اخرجوا عني, وقال لأم سلمة: كوني على الباب فلا يقربه أحد, ففلعت, ثم قال: يا علي ادن مني, فدنا منه, فأخذ بيد فاطمة (ع) فوضعها على صدره طويلا, وأخذ بيد علي (ع) بيده الأخرى فلما أراد رسول الله (ص) الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام ,فبكت فاطمة (ع) بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين لبكاء رسول الله (ص), فقالت فاطمة (ع): يا رسول الله, قد قطعت قلبي وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين, ويا أمين ربه ورسوله ويا حبيبه ونبيه, من لولدي بعدك؟ ولذل ينزل بي بعدك؟ من لعلي أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟ ثم بكت وأكبت على وجهه فقبلته, وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم, فرفع رأسه (ص) إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي (ع) وقال له: يا أبا الحسن, هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنك لفاعله, يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين, هذه والله مريم الكبرى, أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ما سألته, يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة (ع), فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل (ع).
-----------
طرف من الأنباء ص 167, بحار الأنوار ج 22 ص 484, العوالم ج 11 ص 552
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام الكاظم (ع) عن أبيه (ع) قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي (ص) في صبيحتها دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (ع) وأغلق عليه الباب وعليهم وقال لفاطمة وأدناها منه، فناجى من الليل طويلاً فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين (ع) وأقاموا بالباب والناس خلف ذلك، ونساء النبي (ص) ينظرن إلى علي (ع) ومعه ابناه فقالت عائشة: لأمر ما أخرجك عنه رسول الله (ص) وخلا بابنته دونك في هذه الساعة؟ فقال لها علي (ع): قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه قد أسماه, فوجمت أن ترد عليه كلمة, قال علي (ع): فما لبثت أن نادتني فاطمة فدخلت على النبي (ص) وهو يجود بنفسه، فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه، فقال لي: ما يبكيك يا علي؟ ليس هذا أوان البكاء فقد حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك الله يا أخي، فقد اختار لي ربى ما عنده، وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعتكم الله وقبلكم مني وديعة. يا علي, إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة، ثم ضمها إليه وقبل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة! فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه وقبل رأسها وقال: أما والله لينتقمن الله ربي وليغضبن لغضبك! فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين، ثم بكى (ص), قال علي (ع): فوالله لقد حسست بضعة مني ذهبت لبكائه، حتى هملت عيناه كمثل المطر، حتى بلت دموعه لحيته وملأة كانت عليه، وهو ملتزم فاطمة (ع) ورأسه على صدري وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبلان قدميه، وهما يبكيان بأعلى أصواتهما. قال علي (ع): فلو قلت إن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي (ص) لقد رأيت من بكائها ما أحسست أن السماوات والأرضين قد بكت لها، ثم قال لها: يا بنية خليفتي عليكم الله وهو خير خليفة، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة، والسماوات والأرضون وما فيها، يا فاطمة والذي بعثني بالحق نبياً، لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها، وإنك لأول خلق الله كاسية حالية ناعمة، يا فاطمة فهنيئاً لك. والذي بعثني بالحق إن الحور العين ليفخرن بك وبقربك منهن ويتزين لزينتك، والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من النساء. والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق، فينادي بها إليك أن يا جهنم يقول لك الجبار: أسكتي واستقري بعزتي حتى تجوز فاطمة بنت محمد إلى الجنان، ولا يشغلهم قتر ولا ذلة. والذي بعثني بالحق ليدخل حسن عن يمينك، وحسين عن يسارك، والحور العين يتشرفن من أعلى الجنان فينظرن إليك بين يدي الله في المقام الشريف. ولواء الحمد مع علي بن أبي طالب (ع) أمامي، يكسى إذا كسيت ويُحَلَّى إذا حُلِّيت. والذي بعثني بالحق لأقومن بالخصومة لأعدائك، وليندمن قوم ابتزوا حقك وقطعوا مودتك وكذبوا عليَّ! وليختلجن دوني فأقول: أمتي! فيقال: إنهم بدلوا بعدك، وصاروا إلى السعير.
----------------
طرف من الأنباء ص 189, بحار الأنوار ج 22 ص 490
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ثم ثقل – رسول الله ص - وحضره الموت وأمير المؤمنين (ع) حاضر عنده, فلما قرب خروج نفسه قال له: ضع رأسي يا علي في حجرك, فقد جاء أمر الله عز وجل, فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك, وامسح بها وجهك, ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس, ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي, واستعن بالله تعالى. فأخذ علي (ع) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه (ص).
--------------
الإرشاد ج 1 ص 186, إعلام الورى ص 136, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 237, بحار الأنوار ج 22 ص 470
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أمير المؤمنين (ع): ولقد قبض رسول الله (ص) وإن رأسه لعلى صدري, ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي, ولقد وليت غسله (ص) والملائكة أعواني, ضجت الدار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج, وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه, فمن ذا أحق به مني حيا وميتا.
--------------
نهج البلاغة ص 311, عيون الحكم ص 507, غرر الحكم ص 732, تسلية المجالس ج 1 ص 238, بحار الأنوار ج 22 ص 540
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله (ص) وعنده أصحابه, قام إليه عمار بن ياسر فقال له: فداك أبي وأمي يا رسول الله, من يغسلك منا إذا كان ذلك منك؟ قال: ذاك علي بن أبي طالب (ع), لأنه لا يهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك.
----------
الأمالي للصدوق ص 633, روضة الواعظين ج 1 ص 72, تسلية المجالس ج 1 ص 230, بحار الأنوار ج 22 ص 507
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عيسى بن المستفاد قال: حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: قال رسول الله (ص): يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره, قال علي (ع): ولم يا رسول الله؟ قال: كذلك قال جبرئيل (ع) عن ربي, إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره, قال علي (ع): فكيف أقوى عليك وحدي؟ قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا, قلت: فمن يناولني الماء؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شيء مني, فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي وهي حرام عليهم, فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح وأفرغ علي من بئري, بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الأفواه, - قال عيسى: أو قال: أربعين قربة, شككت أنا في ذلك – قال: ثم ضع يدك يا علي على صدري وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي, ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إن شاء الله تعالى, أقبلت يا علي؟ قال: نعم, قال: اللهم فاشهد...
قال: وكان فيما أوصى به رسول الله (ص) أن يدفن في بيته الذي قبض فيه, ويكفن بثلاثة أثواب أحدها يمان, ولا يدخل قبره غير علي (ع), ثم قال (ص): يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة, وكبر خمسا وانصرف وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة, قال علي (ع): بأبي أنت وأمي من يؤذن غدا؟ قال: جبرئيل (ع) يؤذنك, قال: ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ثم نساؤهم ثم الناس بعد ذلك.
--------
طرف من الأنباء ص 197, بحار الأنوار ج 22 ص 492
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس ان عمار بن ياسر قال لرسول الله (ص) قبل موته: فداك أبي وأمي يا رسول الله, فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك؟ قال: مه رحمك الله, ثم قال لعلي (ع): يا ابن أبي طالب, إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني وأنق غسلي وكفني في طمري هذين - أو في بياض مصر وبرد يمان - ولا تغال كفني, واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري, فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه, ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل, ثم الحافون بالعرش, ثم سكان أهل سماء فسماء, ثم جل أهل بيتي, ونسائي الأقربون فالأقربون, يومون إيماء ويسلمون تسليما.
-----------
الأمالي للصدوق ص 633, روضة الواعظين ج 1 ص 72, تسلية المجالس ج 1 ص 230, بحار الأنوار ج 22 ص 507
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أمير المؤمنين (ع) وهو يلي غسل رسول الله (ص) وتجهيزه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والإنباء وأخبار السماء, خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك, وعممت حتى صار الناس فيك سواء, ولو لا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشئون, ولكان الداء مماطلا والكمد محالفا وقلا لك, ولكنه ما لا يملك رده, ولا يستطاع دفعه, بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك.
-------------
نهج البلاغة ص 355, بحار الأنوار ج 22 ص 542, الأمالي للمفيد ص 103 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع): إذا أنا مت فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني وكفني, وخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سلني ما شئت, فوالله لا تسألني عن شيء إلا أجبتك.
-----------
بصائر الدرجات ص 284, الكافي ج 1 ص 297, التهذيب ج 1 ص 435, الخرائج ج 2 ص 803, طرف من الأنباء ص 548, الوافي ج 2 ص 324, وسائل الشيعة ج 2 ص 537, إثبات الهداة ج 1 ص 247, بحار الأنوار ج 22 ص 514
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما أراد أمير المؤمنين (ع) غسله استدعا الفضل بن العباس، فأمره أن يناوله الماء لغسله بعد ان عصبت، عينه ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ الى سرته، وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه، والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه، فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه. وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن، فخرج اليهم أمير المؤمنين (ع) وقال لهم: ان رسول الله (ص) امامنا حيا وميتا، فليدخل عليه فوجا بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير امام وينصرفون، وان الله لم يقبض نبيا في مكان الا وقد ارتضاه لرمسه فيه، واني لدافنه في حجرته التي قبض فيها، فسلم القوم لذلك ورضوا به. ولما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل الى ابي عبيدة بن الجراح، وكان يحفر لأهل مكة ويضرح، وكان ذلك عادة أهل مكة، وأنفذ الى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد، فاستدعاهما وقال: اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقال له: احفر لرسول الله (ص) فحفر له لحدا، ودخل أمير المؤمنين (ع) والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد، ليتولوا دفن رسول الله (ص) فنادت الانصار من وراء البيت: يا علي, انا نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (ص) أن يذهب، أدخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (ص), فقال: ليدخل أوس بن خولي، وكان بدريا فاضلا من بني عوف من الخزرج. فلما دخل قال له علي (ع): انزل القبر، فنزل ووضع أمير المؤمنين (ع) رسول الله (ص) على يديه وأدلاه في حفرته، فلما حصل في الارض قال له: أخرج فخرج ونزل علي (ع) القبر، فكشف عن وجه رسول الله (ص) ووضع خده على الارض موجها الى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب. (1) وكان ذلك في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة احدى عشرة من هجرته (ص) وهو إبن ثلاث وستين سنة، ولم يحضر دفن رسول الله (ص) أكثر الناس! لما جرى بين المهاجرين والانصار من التشاجر في أمر الخلافة! وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك (2)
-------
(1) الى هنا في بحار الأنوار وإعلام الورى
(2) الإرشاد ج 1 ص 186, بحار الأنوار ج 22 ص 518, إعلام الورى ج 1 ص 269
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* خطبة أمير المؤمنين (ع) بعد شهادة رسول الله بسبعة أيام
عن جابر بن يزيد، قال: دخلت على أبي جعفر (ع)، فقلت: يا ابن رسول الله، قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها. فقال: يا جابر، ألم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا، ومن أي جهة تفرقوا؟. قلت: بلى يا ابن رسول الله, قال: فلا تختلف إذا اختلفوا؛ يا جابر، إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله (ص) في أيامه؛ يا جابر، اسمع، وع. قلت: إذا شئت. قال: اسمع، وع، وبلغ حيث انتهت بك راحلتك: إن أمير المؤمنين (ع) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله (ص)، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه،
فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول أن تتخيل ذاته، لامتناعها من الشبه والتشاكل؛ بل هو الذي لايتفاوت في ذاته، ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن، ويكون فيها لاعلى وجه الممازجة، وعلمها لابأداة، لايكون العلم إلا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه، إن قيل: "كان" فعلى تأويل أزلية الوجود، وإن قيل: "لم يزل" فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه، واتخذ إلها غيره علوا كبيرا. نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه، وأوجب قبوله على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه، وثقل ميزان توضعان فيه، وبهما الفوز بالجنة، والنجاة من النار، والجواز على الصراط، وبالشهادة تدخلون الجنة، وبالصلاة تنالون الرحمة، أكثروا من الصلاة على نبيكم؛ {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} صلى الله عليه وآله وسلم تسليما.
أيها الناس، إنه لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا وقاية أمنع من السلامة، ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقناعة، ولا كنز أغنى من القنوع، ومن اقتصر على بلغة الكفاف، فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة، والرغبة مفتاح التعب، والاحتكار مطية النصب، والحسد آفة الدين، والحرص داع إلى التقحم في الذنوب، وهو داعي الحرمان، والبغي سائق إلى الحين، والشره جامع لمساوي العيوب، رب طمع خائب، وأمل كاذب، ورجاء يؤدي إلى الحرمان، وتجارة تؤول إلى الخسران، ألا ومن تورط في الأمور غير ناظر في العواقب، فقد تعرض لمفضحات النوائب، وبئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن.
أيها الناس، إنه لا كنز أنفع من العلم، ولا عز أرفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نصب أوضع من الغضب، ولا جمال أزين من العقل، ولا سوأة أسوأ من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت.
أيها الناس، من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن نسي زلله استعظم زلل غيره، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن سفه على الناس شتم، ومن خالط الأنذال حقر، ومن حمل ما لا يطيق عجز.
أيها الناس، إنه لا مال أعود من العقل، ولا فقر أشد من الجهل، ولا واعظ أبلغ من النصح، ولا عقل كالتدبير، ولا عبادة كالتفكر، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا وحشة أشد من العجب، ولا ورع كالكف عن المحارم، ولا حلم كالصبر والصمت.
أيها الناس، في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد يخبر عن الضمير، وحاكم يفصل بين الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع يدرك به الحاجة، وواصف يعرف به الأشياء، وأمير يأمر بالحسن، وواعظ ينهى عن القبيح، ومعز تسكن به الأحزان، وحاضر تجلى به الضغائن، ومونق تلتذ به الأسماع.
أيها الناس، إنه لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لاخير في القول بالجهل. واعلموا أيها الناس، أنه من لم يملك لسانه يندم، ومن لا يعلم يجهل، ومن لا يتحلم لا يحلم، ومن لا يرتدع لا يعقل، ومن لا يعقل يهن، ومن يهن لا يوقر، ومن لا يوقر يتوبخ، ومن يكتسب مالا من غير حقه يصرفه في غير أجره، ومن لا يدع وهو محمود يدع وهو مذموم، ومن لم يعط قاعدا منع قائما، ومن يطلب العز بغير حق يذل، ومن يَغلب بالجور يُغلب، ومن عاند الحق لزمه الوهن، ومن تفقه وقر، ومن تكبر حقر، ومن لا يحسن لا يحمد.
أيها الناس، إن المنية قبل الدنية، والتجلد قبل التبلد، والحساب قبل العقاب، والقبر خير من الفقر، وغض البصر خير من كثير من النظر، والدهر يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر، فبكليهما تمتحن - وفي نسخة: وكلاهما سيختبر-
أيها الناس، أعجب ما في الإنسان قلبه، وله مواد من الحكمة، وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن أسعد بالرضى نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله الحذر، وإن اتسع له الأمن استلبته العزة - وفي نسخة: أخذته العزة- وإن جددت له نعمة أخذته العزة، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء - في نسخة: جهده البكاء - وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد.
أيها الناس، إنه من قل ذل، ومن جاد ساد، ومن كثر ماله رأس، ومن كثر حلمه نبل، ومن أفكر في ذات الله تزندق، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر مزاحه استخف به، ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته، فسد حسب من ليس له أدب، إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال، ليس من جالس الجاهل بذي معقول، من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال، لن ينجو من الموت غني بماله، ولا فقير لإقلاله.
أيها الناس، لو أن الموت يشترى، لاشتراه من أهل الدنيا الكريم الأبلج، واللئيم الملهوج.
أيها الناس، إن للقلوب شواهد تجري الأنفس عن مدرجة أهل التفريط، وفطنة الفهم للمواعظ ما يدعو النفس إلى الحذر من الخطر، وللقلوب خواطر للهوى، والعقول تزجر وتنهى، وفي التجارب علم مستأنف، والاعتبار يقود إلى الرشاد، وكفاك أدبا لنفسك ما تكرهه لغيرك، وعليك لأخيك المؤمن مثل الذي لك عليه. لقد خاطر من استغنى برأيه، والتدبر قبل العمل، فإنه يؤمنك من الندم، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ، ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول، ومن حصر شهوته فقد صان قدره، ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته، وفي تقلب الأحوال علم جواهر الرجال، والأيام توضح لك السرائر الكامنة، وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة، ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة، وأشرف الغنى ترك المنى.
والصبر جنة من الفاقة، والحرص علامة الفقر، والبخل جلباب المسكنة، والمودة قرابة مستفادة، ووصول معدم خير من جاف مكثر، والموعظة كهف لمن وعاها، ومن أطلق طرفه كثر أسفه، وقد أوجب الدهر شكره على من نال سؤله، وقل ما ينصفك اللسان في نشر قبيح أو إحسان. ومن ضاق خلقه مله أهله، ومن نال استطال، وقل ما تصدقك الأمنية، والتواضع يكسوك المهابة، وفي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق، كم من عاكف على ذنبه في آخر أيام عمره، ومن كساه الحياء ثوبه خفي على الناس عيبه، وانح القصد من القول؛ فإن من تحرى القصد خفت عليه المؤن، وفي خلاف النفس رشدك، من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد. ألا وإن مع كل جرعة شرقا، وإن في كل أكلة غصصا، لاتنال نعمة إلا بزوال أخرى، ولكل ذي رمق قوت، ولكل حبة آكل، وأنت قوت الموت.
اعلموا أيها الناس، أنه من مشى على وجه الأرض، فإنه يصير إلى بطنها، والليل والنهار يتنازعان - وفي نسخة أخرى: يتسارعان - في هدم الأعمار.
يا أيها الناس، كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم، إن من الكرم لين الكلام، ومن العبادة إظهار اللسان وإفشاء السلام، إياك والخديعة؛ فإنها من خلق اللئيم، ليس كل طالب يصيب، ولا كل غائب يؤوب، لا ترغب فيمن زهد فيك، رب بعيد هو أقرب من قريب، سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار، ألا ومن أسرع في المسير أدركه المقيل، استر عورة أخيك كما تعلمها فيك، اغتفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك، من غضب على من لايقدر على ضره طال حزنه وعذب نفسه، من خاف ربه كف ظلمه - وفي نسخة: من خاف ربه كفي عذابه - ومن لم يزغ في كلامه أظهر فخره، ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة، إن من الفساد إضاعة الزاد، ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا.
هيهات هيهات، وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب، فما أقرب الراحة من التعب، والبؤس من النعيم، وما شر بشر بعده الجنة، وما خير بخير بعده النار، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية، وعند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر. تصفية العمل أشد من العمل، وتخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد، هيهات، لو لا التقى لكنت أدهى العرب.
أيها الناس، إن الله عز وجل وعد نبيه محمدا (ص) الوسيلة، ووعده الحق، ولن يخلف الله وعده، ألا وإن الوسيلة أعلى درج الجنة، وذروة ذوائب الزلفة، ونهاية غاية الأمنية، لها ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام، وهو ما بين مرقاة درة إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة، إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة يلنجوج، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور، قد أنافت على كل الجنان، ورسول الله (ص) يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين: ريطة من رحمة الله، وريطة من نور الله، عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة قد أشرق بنوره الموقف، وأنا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته، وعلي ريطتان: ريطة من أرجوان النور، وريطة من كافور، والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي، وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا، قد تجللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا بهت بأنوارنا، وعجب من ضيائنا وجلالتنا، وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول (ص) غمامة بسطة البصر، يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الأمي العربي، ومن كفر فالنار موعده؛ وعن يسار الوسيلة عن يسار الرسول (ص) ظلة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الأمي، والذي له الملك الأعلى، لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة إلا من لقي خالقه بالإخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه وأعلام الأزمنة، أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون.
وما من رسول سلف ولا نبي مضى إلا وقد كان مخبرا أمته بالمرسل الوارد من بعده، ومبشرا برسول الله (ص)، وموصيا قومه باتباعه، ومحليه عند قومه؛ ليعرفوه بصفته، وليتبعوه على شريعته، ولئلا يضلوا فيه من بعده، فيكون من هلك أو ضل بعد وقوع الإعذار والإنذار عن بينة وتعيين حجة، فكانت الأمم في رجاء من الرسل، وورود من الأنبياء، ولئن أصيبت بفقد نبي بعد نبي على عظم مصائبهم وفجائعها بهم، فقد كانت على سعة من الأمل.
ولا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (ص)؛ لأن الله حسم به الإنذار والإعذار، وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده، ومهيمنه الذي لايقبل إلا به، ولا قربة إليه إلا بطاعته، وقال في محكم كتابه: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا} فقرن طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، فكان ذلك دليلا على ما فوض إليه، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه، والترغيب في تصديقه، والقبول لدعوته: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}». فاتباعه (ص) محبة الله، ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجنة، وفي التولي عنه والإعراض محادة الله، وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار؛ وذلك قوله: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} يعني الجحود به والعصيان له.
فإن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده، وقتل بيدي أضداده، وأفنى بسيفي جحاده، وجعلني زلفة للمؤمنين، وحياض موت على الجبارين، وسيفه على المجرمين، وشد بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصني بوصيته، واصطفاني بخلافته في أمته، فقال وقد حشده المهاجرون والأنصار، وانغصت بهم المحافل: "أيها الناس، إن عليا مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وأمه كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأمه، ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة، ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون (ع) حيث يقول: {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}.
وقوله (ص) حين تكلمت طائفة، فقالت: نحن موالي رسول الله (ص) فخرج رسول الله (ص) إلى حجة الوداع، ثم صار إلى غدير خم، فأمر فأصلح له شبه المنبر، ثم علاه، وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه رافعا صوته، قائلا في محفله: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه" وكانت على ولايتي ولاية الله، وعلى عداوتي عداوة الله، وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره. وأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي، وتكرما نحلنيه، وإعظاما وتفضيلا من رسول الله (ص) منحنيه، وهو قوله تعالى: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}. في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع، وطال لها الاستماع، ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}، فيجيبه الأشقى على رثوثة: يا ليتني لم أتخذك خليلا، لقد أضللتني {عن الذكر بعد إذ جاءني، وكان الشيطان للإنسان خذولا}. فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب، ولئن رتعا في الحطام المنصرم والغرور المنقطع وكانا منه على شفا حفرة من النار لهما على شر ورود في أخيب وفود وألعن مورود يتصارخان باللعنة، ويتناعقان بالحسرة، ما لهما من راحة، ولا عن عذابهما من مندوحة. إن القوم لم يزالوا عباد أصنام، وسدنة أوثان، يقيمون لها المناسك، وينصبون لها العتائر، ويتخذون لها القربان، ويجعلون لها البحيرة والوصيلة والسائبة والحام، ويستقسمون بالأزلام عامهين عن الله عز ذكره حائرين عن الرشاد، مهطعين إلى البعاد، قد استحوذ عليهم الشيطان، وغمرتهم سوداء الجاهلية، ورضعوا جهالة، وانتظموها ضلالة.
فأخرجنا الله إليهم رحمة، وأطلعنا عليهم رأفة، وأسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسه، وفضلا لمن اتبعه، وتأييدا لمن صدقه، فتبوؤوا العز بعد الذلة، والكثرة بعد القلة، وهابتهم القلوب والأبصار، وأذعنت لهم الجبابرة وطوائفها، وصاروا أهل نعمة مذكورة، وكرامة ميسورة، وأمن بعد خوف، وجمع بعد كوف، وأضاءت بنا مفاخر معد بن عدنان، وأولجناهم باب الهدى، وأدخلناهم دار السلام، وأشملناهم ثوب الإيمان، وفلجوا بنا في العالمين، وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين: من حام مجاهد، ومصل قانت، ومعتكف زاهد، يظهرون الأمانة، ويأتون المثابة حتى إذا دعا الله عز وجل نبيه (ص) ورفعه إليه. لم يك ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة، أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الأعقاب، وانتكصوا على الأدبار، وطلبوا بالأوتار، وأظهروا الكتائب، وردموا الباب، وفلوا الدار، وغيروا آثار رسول الله(ص)، ورغبوا عن أحكامه، وبعدوا من أنواره، واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه وكانوا ظالمين، وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله ص(ص) ممن اختاره الرسول عليه وآله السلام لمقامه، وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف. ألا وإن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله (ص)، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان، رجعوا عن ذلك، وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله مضى ولم يستخلف، فكان رسول الله (ص) الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الإسلام، وعن قليل يجدون غب ما يعملون، وسيجد التالون غب ما أسسه الأولون. ولئن كانوا في مندوحة من المهل، وشفاء من الأجل، وسعة من المنقلب، واستدراج من الغرور، وسكون من الحال، وإدراك من الأمل، فقد أمهل الله عز وجل شداد بن عاد وثمود بن عبود وبلعم بن باعور، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وأمدهم بالأموال والأعمار، وأتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء الله، وليعرفوا الإهابة له والإنابة إليه، ولينتهوا عن الاستكبار، فلما بلغوا المدة واستتموا الأكلة، أخذهم الله عز وجل واصطلمهم، فمنهم من حصب، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من أحرقته الظلة، ومنهم من أودته الرجفة، ومنهم من أردته الخسفة، {وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}. ألا وإن لكل أجل كتابا، فإذا بلغ الكتاب أجله لو كشف لك عما هوى إليه الظالمون، وآل إليه الأخسرون، لهربت إلى الله عز وجل مما هم عليه مقيمون، وإليه صائرون. ألا وإني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في بني إسرائيل، وكسفينة نوح في قوم نوح، وإني النبأ العظيم والصديق الأكبر، وعن قليل ستعلمون ما توعدون، وهل هي إلا كلعقة الآكل، ومذقة الشارب، وخفقة الوسنان، ثم تلزمهم المعرات جزاء في الدنيا، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب، وما الله بغافل عما يعملون. فما جزاء من تنكب محجته، وأنكر حجته، وخالف هداته، وحاد عن نوره، واقتحم في ظلمه، واستبدل بالماء السراب، وبالنعيم العذاب، وبالفوز الشقاء، وبالسراء الضراء، وبالسعة الضنك إلا جزاء اقترافه وسوء خلافه، فليوقنوا بالوعد على حقيقته، وليستيقنوا بما يوعدون يوم تأتي {الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} إلى آخر السورة.
---------------
الكافي ج 8 ص 18, الوافي ج 26 ص 17, البرهان ج 4 ص 126 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية