علة عدم جهاد اعدائه

عن سليم بن قيس أن الأشعث بن قيس قال لأمير المؤمنين (ع): ما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة  منذ كنت قدمت العراق إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا (ص), فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي(ع): يابن قيس, قلت فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (ص) وعهده إلي، أخبرني رسول الله (ص) بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله (ص) أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا.

---------------

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 663, الإحتجاج ج 1 ص 190, طرف من الأنباء والمناقب ص 504, إرشاد القلوب ج 2 ص 394, البرهان ج 3 ص 774, حلية الأبرار ج 2 ص 63, مرآة العقول ج 26 شرح ص 328, بحار الأنوار ج 29 ص 467, مستدرك الوسائل ج 11 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أنه قال رجل لأبي عبد الله (ع) ألم يكن علي قويا في بدنه قويا في أمر الله؟ قال له أبو عبد الله (ع): بلى, قال له: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ قال: قد سألت فافهم الجواب, منع عليا من ذلك آية من كتاب الله, فقال: وأي آية؟ فقرأ (ع): {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما} إنه كان لله ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين, فلم يكن علي (ع) ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع, فلما خرج ظهر على من ظهر وقتله, وكذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله, فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 316, تفسير الصافي ج 5 ص 43, البرهان ج 5 ص 90, الإنصاف في النص ص 538, بحار الأنوار ج 29 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 70, تفسير كنز الددقائق ج 12 ص 299, بإختصار: كمال الدين ج 2 ص 641, علل الشرائع ج 1 ص 147, إثبات الهداة ج 5 ص 106, حلية الأبرار ج 2 ص 339, رياض الأبرار ج 3 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن أبي عمير, عمن ذكره,‏ عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له: ما بال أمير المؤمنين (ع) لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا؟ قال (ع): لآية في كتاب الله عز وجل: {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما} قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع المؤمنين في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم (ع) لن يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عز وجل، فإذا خرجت، ظهر على من ظهر من أعداء الله، فقتلهم‏.

---------------

كمال الدين ج 2 ص 641, علل الشرائع ج 1 ص 147, البرهان ج 5 ص 90, حلية الأبرار ج 2 ص 339, بحار الأنوار ج 29 ص 435, رياض الأبرار ج 3 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الهيثم بن عبد الله الرماني‏، قال: سألت علي بن موسى الرضا (ع)، فقلت له: يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب (ع)، لم لم يجاهد أعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله (ص)، ثم جاهد في أيام ولايته؟ فقال: لأنه اقتدى برسول الله (ص) في ترك جهاد المشركين بمكة ثلاث عشر سنة بعد النبوة، بالمدينة تسعة عشر شهرا، وذلك لقلة أعوانه عليهم، وكذلك علي (ع) ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله (ص) مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا، كذلك لم تبطل إمامة علي (ع) مع ترك الجهاد خمسا وعشرين سنة إذا كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة.

-------------

علل الشرائع ج 1 ص 148, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 81, وسائل الشيعة ج 15 ص 88, حلية الأبرار ج 2 ص 341, مرآة العقول ج 26 شرح ص 330, بحار الأنوار ج 29 ص 435

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة، فقالوا: ما بال أمير المؤمنين (ع) لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا (ع) فأمر أن ينادى: الصلاة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: معاشر الناس إنه بلغني عنكم كذا وكذا، قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: إن لي بستة من الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟ قال: أولهم إبراهيم (ع) إذ قال لقومه: {وأعتزلكم وما تدعون‏ من دون الله}‏ فإن قلتم: إن إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم، وإن قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي أعذر. ولي بابن خالة لوط أسوة إذ قال لقومه: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} فإن قلتم: إن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم، وإن قلتم: لم يكن له بهم قوة فالوصي أعذر. ولي بيوسف (ع) أسوة إذ قال: {رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه‏} فإن قلتم: إن يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم، وإن قلتم: إنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن، فالوصي أعذر. ولي بموسى (ع) أسوة إذ قال: {ففررت منكم لما خفتكم}‏ فإن قلتم: إن موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: إن موسى خاف منهم، فالوصي أعذر. ولي بأخي هارون (ع) أسوة إذ قال لأخيه: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}‏ فإن قلتم: لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، وإن قلتم: استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم، فالوصي أعذر. ولي بمحمد (ص) أسوة حين فر من قومه، ولحق بالغار من خوفهم، وأنا مني على فراشه، فإن قلتم: فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: خافهم وأنا مني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم، فالوصي أعذر.

---------------

علل الشرائع ج 1 ص 148, فضائل أمير المؤمنين (ع) للكوفي 65, حلية الأبرار ج 2 ص 342, بحار الأنوار ج 29 ص 438

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (ع)، قال: إن عليا لم يمنعه من أن يدعو الناس إلى نفسه إلا أنهم إن يكونوا ضلالا لا يرجعون عن الإسلام، أحب إليه من أن يدعوهم فيأبون عليه فيصيرون كفارا كلهم.

-------------

علل الشرائع ج 1 ص 150, حلية الأبرار ج 2 ص 345, بحار الأنوار ج 29 ص 440, مرآة العقول ج 26 شرح ص 332

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: لو لا أن عليا (ع) سار في أهل حربه بالكف عن السبي والغنيمة، للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما، ثم قال: والله لسيرته كانت خيرا لكم مما طلعت عليه الشمس‏.

---------------

علل الشرائع ج 1 ص 150, وسائل الشيعة ج 15 ص 79, حلية الأبرار ج 2 ص 345, بحار الأنوار ج 33 ص 442

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر (ع) أو لأبي عبد الله (ع) حين قبض رسول الله (ص) لمن كان الأمر من بعده؟ فقال: لنا أهل البيت، قلت: فكيف صار في غيركم؟ قال: إنك قد سألت فافهم الجواب، إن الله عز وجل لما علم أن يفسد في الأرض وتنكح الفروج الحرام، ويحكم بغير ما أنزل الله تبارك وتعالى أراد أن يلي ذلك غيرنا.

-------------

علل الشرائع ج 1 ص 153, الأمالي للطوسي ص 226, حلية الأبرار ج 2 ص 345, بحار الأنوار ج 29 ص 441

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

فوثب علي (ع) – وقت الهجوم على لدار - فأخذ بتلابيبه – عمر - ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله, فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي.

-------

كتاب سليم بن قيس ص 585, بحار الأنوار ج 28 ص 269, بين الأحزان ص 110, رياض الأبرار ج 1 ص 66, العوالم ج 11 ص 590

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس, عن رسول الله (ص) في وصيته لأمير المؤمنين: يا أخي إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك, فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك, فإن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك.

---------------

كتاب سليم ج 2 ص 907, الغيبة للطوسي ص 193, طلرف من الأنباء ص 503, إثبات الهداة ج 1 ص 316, بحار الأنوار ج 29 ص 437, مستدرك الوسائل ج 11 ص 74

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لمن قال له بانزال أبي بكر عن المنبر: لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم, ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد, وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها (ص) والكاذبة على ربها, ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه (ع), وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية, والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال كما فعلوا ذلك, حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني, وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي, وذاك أني ذكرت قول رسول الله (ص): يا علي, إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك, فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر, ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة, فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك, فإن الأمة ستغدر بك بعدي كذلك أخبرني جبرئيل (ع) عن ربي تبارك وتعالى.

---------------

الخصال ج 2 ص 462, بحار الأنوار ج 28 ص 209

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين ×: فنظرت فإذا ليس معين إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، وصبرت‏ على‏ أخذ الكظم وعلى‏ أمر من طعم العلقم.

-----------

نهج البلاغة ص 68, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 271, بحار الأنوار ج 29 ص 610

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية