* الهجوم على داره (ع):
ولم يحضر دفن رسول الله (ص) أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة, وفات أكثرهم الصلاة عليه (ص) لذلك, وأصبحت فاطمة (ع) تنادي: واسوء صباحاه! فسمعها أبو بكر فقال لها: إن صباحك لصباح سوء.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 22 ص 519
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: ثم إن عمر احتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلموا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي (ع) فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن، أو لاحرقنه على ما فيه. فقيل له: إن فاطمة بنت رسول الله، وولد رسول الله، وآثار رسول الله (ص) فيه؛ وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك؟! إنما أردت التهويل؛ فراسلهم علي (ع) أن ليس إلى خروجي حيلة، لأني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه، وألهتكم الدنيا عنه؛ وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي، ولا أدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن؛ قال: وخرجت فاطمة بنت رسول الله (ص) إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم، تركتم رسول الله (ص) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم فيما بينكم، ولم تؤمرونا، ولم تروا لنا حقا، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم؛ والله، لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة.
-----------
الإحتجاج ج 1 ص 80, مرآة العقول ج 5 شرح ص 319, بحار الأنوار ج 28 ص 204
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سلمان في حديث طويل: ثم دخل علي (ع) بيته, وقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع, فإنا لسنا في شيء حتى يبايع ولو قد بايع أمناه, فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول الله (ص), فأتاه الرسول فقال له ذلك, فقال له علي (ع): سبحان الله, ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (ص), إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري, وذهب الرسول فأخبره بما قال له, فقال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر, فأتاه فأخبره بما قال, فقال علي (ع): سبحان الله, ما والله طال العهد فينسى, والله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي, ولقد أمره رسول الله (ص) وهو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين, فاستفهم هو وصاحبه من بين السبعة, فقالا: أمر من الله ورسوله, فقال لهم رسول الله (ص): نعم, حقا من الله ورسوله إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين, يقعده الله عز وجل يوم القيامة على الصراط, فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار, فانطلق الرسول فأخبره بما قال, فسكتوا عنه يومهم ذلك, قال: فلما كان الليل حمل علي (ع) فاطمة (ع) على حمار, وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين (ع), فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله (ص) إلا أتاه في منزله, فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته, فما استجاب منهم رجل غيرنا أربعة, فإنا حلقنا رءوسنا وبذلنا له نصرتنا.
---------------
كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 582, الاحتجاج ج 1 ص 82, بحار الأنوار ج 28 ص 266
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سلمان في حديث طويل: فلما أن رأى علي (ع) خذلان الناس إياه, وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته, فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع, فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة... فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب, فأرسله وأرسل معه أعوانا, وانطلق فاستأذن على علي (ع) فأبى أن يأذن لهم, فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما, فقالوا: لم يؤذن لنا, فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن, فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة (ع): أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن, فرجعوا وثبت قنفذ الملعون, فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا, فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن, فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثم أمر أناسا حوله بتحصيل الحطب, وحملوا الحطب وحمل معهم عمر, فجعلوه حول منزل علي (ع), وفيه علي وفاطمة وابناهما (ع) ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة (ع): والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله (ص) وإلا أضرمت عليك النار, فقامت فاطمة (ع) فقالت: يا عمر, ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم, فقالت (ع): يا عمر, أما تتقي الله, تدخل على بيتي! فأبى أن ينصرف, ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب, ثم دفعه فدخل, فاستقبلته فاطمة (ع) وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله, فرفع عمر السيف وهو في غمده, فوجأ به جنبها فصرخت (ع): يا أبتاه, فرفع السوط فضرب به ذراعها, فنادت (ع): يا رسول الله, لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر, فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله, فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به, فقال: والذي كرم محمدا (ص) بالنبوة يا ابن صهاك, لو لا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي, فأرسل عمر يستغيث, فأقبل الناس حتى دخلوا الدار, وثار علي (ع) إلى سيفه, فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه, لما قد عرف من بأسه وشدته, فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع فإن خرج فاقتحم عليه بيته, فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار, فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن, وثار علي (ع) إلى سيفه فسبقوه إليه, وكاثروه فتناول بعض سيوفهم, فكاثروه فألقوا في عنقه حبلا, وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت, فضربها قنفذ الملعون بالسوط, فماتت حين ماتت, وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله.
-------------
كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 584, الاحتجاج ج 1 ص 82, بحار الأنوار ج 28 ص 268
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن مروان بن عثمان قال: لما بايع الناس أبا بكر دخل علي (ع) والزبير والمقداد بيت فاطمة (ع), وأبوا أن يخرجوا فقال عمر بن الخطاب: أضرموا عليهم البيت نارا, فخرج الزبير ومعه سيفه فقال أبو بكر: عليكم بالكلب فقصدوا نحوه, فزلت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيف من يده, فقال أبو بكر: اضربوا به الحجر, فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر, وخرج علي بن أبي طالب (ع) نحو العالية, فلقيه ثابت بن قيس بن شماس, فقال: ما شأنك يا أبا الحسن؟ فقال (ع): أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له, ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره, فقال له: ثابت ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك, فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة وإذا فاطمة (ع) واقفة على بابها, وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم, تركتم رسول الله (ص) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم, لم تستأمرونا وصنعتم بنا ما صنعتم, ولم تروا لنا حقا.
-------------
الأمالي للمفيد ص 49, بحار الأنوار ج 28 ص 231
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين (ع) فوافوا بابه مغلق, فصاحوا به: أخرج يا علي فإن خليفة رسول الله يدعوك فلم يفتح لهم الباب, فأتوه بحطب فوضعوه على الباب وجاؤوا بالنار ليضرموه فصاح عمر وقال: والله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار, فلما عرفت فاطمة (ع) إنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب, فدفعوها القوم قبل أن تتوارى عنهم, فاختبت فاطمة (ع) وراء الباب فدفعها عمر حتى ضغطها بين الباب والحائط, ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين (ع) وهو جالس على فراشه, واجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحباً من داره ملبباً بثوبه يجرونه الى المسجد, فحالت فاطمة (ع) بينهم وبين بعلها, وقالت: والله لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلماً! ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت, وقد أوصاكم رسول الله (ص) باتباعنا ومودتنا والتمسك بنا, فقال الله تعالى: {قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} قال: فتركه أكثر القوم لأجلها, فأمر عمر قنفذاً ابن عمه أن يضربها بسوطه فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف, وكان ذلك الضرب أقوى ضرر في إسقاط جنينها, وقد كان رسول الله (ص) سماه محسناً. وجعلوا يقودون أمير المؤمنين (ع) إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر فلحقته فاطمة (ع) الى المسجد لتخلصه فلم تتمكن من ذلك, فعدلت إلى قبر أبيها, فاشارت إليه بحرقة ونحيب وهي تقول:
نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما أبكي, مخافة أن تطول حياتي
ثم قالت: واأسفاه عليك يا أبتاه! واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن وأبو سبطيك الحسن والحسين, ومن ربيته صغيراً وواخيته كبيراً, وأجل أحبائك لديك, وأحب أصحابك إليك أولهم سبقاً إلى الإسلام, ومهاجرة إليك يا خير الأنام, فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير! ثم أنها أنت أنه, وقالت: وامحمداه! واحبيباه! واأباه! واأبا القاسماه! واأحمداه! واقلة ناصراه! واغوثاه! واطول كربتاه! واحزناه! وامصيبتاه واسوء صباحاه! وخرت مغشية عليها, فضج الناس بالكباء والنحيب, وصار المسجد مأتماً, ثم إنهم أوقفوا أمير المؤمنين (ع) بين يدي أبي بكر وقالوا له: مد يدك فبايع!! فقال: والله لا أبايع, والبيعة لي في رقابكم, فروى عن عدي بن حاتم, إنه قال: والله ما رحمت أحداً قط رحمتي على علي ابن أبي طالب (ع) حين أتي به ملبباً بثوبه, يقودونه إلى أبي بكر, وقالوا: بايع! قال: فإن لم أفعل؟ قالوا: نضرب الذي فيه عيناك, قال: فرفع رأسه الى السماء, وقال: اللهم إني أشهدك إنهم أتوا أن يقتلوني, فإني عبد الله وأخي رسول الله (ص) فقالوا له: مد يدك فبايع! فأبى عليهم فمدوا يده كرهاً فقبض (ع) على أنامله, فراموا بأجمعهم فتحها فلم يقدروا فمسح عليها أبو بكر وهي مضمومة, وهو (ع) يقول وينظر إلى قبر رسول الله (ص): يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني. قال الراوي: إن علياً (ع) خاطب أبا بكر بهذين البيتين:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وكان (ع) كثيراً ما يقول: واعجباً تكون الخلافة بالصحابة, ولا تكون بالقرابة والصحابة.
---------------
بيت الأحزان ص 117, نوادر
الأخبار ص 182, العوالم ج 11 ص 571 عن علم اليقين
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن السيدة الزهراء (ع) أنه قالت: لا تصلي علي أمة نقضت عهد الله، وعهد أبي رسول الله (ص) في أمير المؤمنين علي (ع)، وظلموني حقي، وأخذوا إرثي، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك، وكذبوا شهودي وهم والله جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين (ع) وأم أيمن، وطفت عليهم في بيوتهم، وأمير المؤمنين (ع) يحملني ومعي الحسن والحسين ليلا ونهارا إلى منازلهم، اذكرهم بالله وبرسوله ألا تظلمونا، ولا تغصبونا حقنا الذي جعله الله لنا؛ فيجيبونا ليلا ويقعدون عن نصرتنا نهارا، ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا ومعه عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمي عليا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة؛ فلا يخرج إليهم متشاغلا بما أوصاه به رسول الله (ص)، وبأزواجه، وبتأليف القرآن، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عداة ودينا. فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفوا عنا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج وركل الباب برجله، فرده علي وأنا حامل فسقطت لوجهي، والنار تسعر وتسفع وجهي، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجائني المخاض، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم.
فهذه أمة تصلي علي! وقد تبرأ الله ورسوله منهم، وتبرأت منهم.
---------------
بحار الأنوار ج 30 ص 348 عن إرشاد القلوب, العوالم ج 11 ص 574
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عمار بن ياسر في حديث, قال: وحملت بمحسن (ع)، فلما قبض رسول الله (ص)، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها، وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين (ع)، وما لحقها من الرجل أسقطت به ولدا تماما، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها (ع).
---------------
دلائل الإمامة ص 104, مدينة المعاجز ج 1 ص 369
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): والله ما بايع علي (ع) حتى رأى الدخان قد دخل عليه بيته.
----------
الشافي في الإمامة ج 3 ص 241, تلخيص الشافي ج 3 ص 76, غاية المرام ج 5 ص 330, بحار الأنوار ج 28 ص 390
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا (ص) بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي, فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي (ع) إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (ع) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع فان خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم على بيتهم النار, فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي (ع) إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه، فألقوا في عنقه حبلا، وحالت بينهم وبينه فاطمة (ع) عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وان في عضدها مثل الدملج من ضربته. ثم انطلقوا بعلي (ع) يتل (يعتل عتلا يعني يجذب جذبا) حتى انتهى به أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبو حذيفة ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.
----------
كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 586, بحار الأنوار ج 28 ص 269, بيت الأحزان ص 110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الصادق (ع) أنه قال: لما استخرج أمير المؤمنين (ع) من منزله خرجت فاطمة (ع) خلفه فما بقيت امرأة هاشمية الا خرجت معها حتى انتهت قريباً من القبر, فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمداً أبي (ص) بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى, فما صالح بأكرم على الله من أبي, ولا الناقة بأكرم مني, ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان: كنت قريباً منها, فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله (ص) تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ, فدنوت منها فقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة, فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
---------------
الإحتجاج ج1 ص113،
المسترشد ص 381, مناقب آشوب
ج 3 ص 339, تسلية المجالس ج 1 ص 530, بحار الأنوار ج28 ص206،
مرآة العقول ج 5 شرح ص 343، رياض الأبرار ج 1 ص 25, العوالم ج 11 ص 231, خاتمة المستدرك ج 3 ص 288، غاية المرام ج 5 ص 339
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي هاشم قال: لما أخرج بعلي (ع) خرجت فاطمة (ع) واضعة قميص رسول الله (ص) على رأسها, آخذة بيدي ابنيها فقالت: ما لي وما لك يا أبا بكر, تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي؟ والله لو لا أن تكون سيئة لنشرت شعري ولصرخت إلى ربي, فقال رجل من القوم: ما تريد إلى هذا, ثم أخذت بيده فانطلقت به.
-------------
الكافي ج 8 ص 238, الوافي ج 2 ص 187, بحار الأنوار ج 28 ص 251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع): لما مروا بأمير المؤمنين (ع) وفي رقبته حبل آل زريق, ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ثم قال: ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل, وقال سلمان: مولانا أعلم بما هو فيه.
---------
رجال الكشي ص 7, بحار لأنوار ج 28 ص 237
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (ع): لما بايع الناس أبا بكر أتي بأمير المؤمنين (ع) ملببا ليبايع, قال سلمان: أتصنع ذا بهذا, والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه, قال: وقال أبو ذر الغفاري وقال المقداد: والله هكذا أراد الله أن يكون, فقال أبو عبد الله (ع): كان المقداد أعظم الناس إيمانا تلك الساعة.
---------------
الاختصاص ص 10, بحار الأنوار ج 28 ص 261
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمرو بن أبي المقدام, عن أبيه, عن جده قال: ما أتى على علي (ع) يوم قط أعظم من يومين أتياه, فأما أول يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول الله (ص) وأما اليوم الثاني فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه إذ قال له عمر: يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك, قال: فبعث قنفذاً, فقال له: أجب خليفة رسول الله (ص), قال علي (ع): لأسرع ما كذبتم على رسول الله (ص) ما خلف رسول الله (ص) أحداً غيري, فرجع قنفذ وأخبر أبا بكر بمقالة علي (ع) فقال أبو بكر: انطلق إليه فقل له: يدعوك أبو بكر ويقول: تعال حتى تبايع فإنما أنت رجل من المسلمين, فقال علي (ع): أمرني رسول الله (ص) أن لا أخرج بعده من بيتي حتى أؤلف الكتاب فإنه في جرائد النخل وأكتاف الإبل فأتاه قنفذ وأخبره بمقالة علي (ع), فقال عمر: قم إلى الرجل, فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقمت معهم وظنت فاطمة (ع) أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها, فأجافت الباب وأغلقته, فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف فدخلوا على علي (ع) وأخرجوه ملبباً, فخرجت فاطمة (ع) فقالت: يا أبا بكر وعمر تريدان أن ترملاني من زوجي والله لئن لم تكفا عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي, فخرجت وأخذ بيد الحسن والحسين (ع) متوجهة إلى القبر فقال علي (ع) لسلمان: يا سلمان أدرك ابنة محمد (ص) فإني أرى جنبتي المدينة تكفئان, فوالله لئن فعلت لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها, قال: فلحقها سلمان فقال: يا بنت محمد (ص) إن الله تبارك وتعالى إنما بعث أباك رحمة فانصرفي, فقالت: يا سلمان ما علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي, فأصيح إلى ربي, قال سلمان: فإن علياً بعثني إليك وأمرك بالرجوع فقالت: أسمع له وأطيع فرجعت, وأخرجوا علياً ملبباً قال: وأقبل الزبير مخترطاً سيفه وهو يقول: يا معشر بني عبد المطلب أيفعل هذا بعلي وأنتم أحياء وشد على عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه وسقط السيف من يده فأخذه عمر وضربه على صخرة فانكسر ومر علي (ع) على قبر النبي (ص) فقال: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وأُتي بعلي (ع) إلى السقيفة إلى مجلس أبي بكر, فقال له عمر: بايع! قال: فإن لم أفعل فمه؟ قال: إذاً والله نضرب عنقك, قال علي (ع): إذاً والله أكون عبد الله وأخي رسول الله (ص) المقتول, فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم وأما أخا رسول الله (ص) فلا حتى قالها ثلاثاً, وأقبل العباس فقال: يا أبا بكر ارفقوا بابن أخي, فلك علي أن يبايعك فأخذ العباس بيد علي (ع) فمسحها على يدي أبي بكر وخلوا علياً مغضباً فرفع رأسه إلى السماء, ثم قال: اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي (ص) قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم, وهو قولك في كتابك: {فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} اللهم إنهم لم يتموا, حتى قالها ثلاثاً, ثم انصرف.
---------------
الإختصاص ص 185، غاية
المرام ج 5 ص 337. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 66, البرهان ج 2 ص 710, بحار الأنوار ج 28 ص 227, العوالم ج 11 ص 560
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام الحسن (ع) في إحتجاج طويل على معاوية وأصحابه إنه قال لمغيرة بن شعبة: وأما أنت يا مغيرة بن شعبة فإنك لله عدو ولكتابه نابذ ولنبيه مكذب, - الى أن قال له - وأنت ضربت بنت رسول الله (ص) حتى أدميتها, وألقت ما في بطنها إستذلالا منك لرسول الله (ص) ومخالفة منك لأمره وانتهاكا لحرمته, وقد قال لها رسول الله (ص): يا فاطمة أنت سيدة نساء أهل الجنة, والله مصيرك إلى النار وجاعل وبال ما نطقت به عليك.
---------------
الإحتجاج ج 1 ص 278, بحار الأنوار ج 43 ص 197, بيت الأحزان ص 116, مرآة العقول ج 5 شرح ص 321, العوالم ج 11 ص 566
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* وصية السيدة الزهراء له (ع)
عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (ع): ألا أقرئك وصية فاطمة (ع) قال: قلت: بلى, قال (ع): فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأه: {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد رسول الله (ص), أوصت بحوائطها السبعة العواف والدلال والبرقة والميثب والحسنى والصافية, وما لأم إبراهيم إلى علي بن أبي طالب (ع), فإن مضى علي (ع) فإلى الحسن (ع), فإن مضى الحسن (ع) فإلى الحسين (ع), فإن مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي, شهد الله على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب (ع).
---------------
الكافي ج 7 ص 48, الفقيه ج 4 ص 244, تهذيب الأحكام ج 9 ص 144, الصول الستة عشر ص 23, الوافي ج 10 ص 558, مستدرك الوسائل ج 14 ص 50
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن، وأسماء بنت عميس، ووجهت خلف علي فأحضرته. فقالت: يا ابن عم، إنه قد نعيت إلي نفسي، وإنني لا أرى ما بي إلا أنني لا حقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا اوصيك بأشياء في قلبي. قال لها علي (ع): أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت. ثم قالت: يا ابن عم، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني. فقال (ع): معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن اوبخك بمخالفتي، قد عز علي مفارقتك وفقدك، إلا أنه أمر لا بد منه والله جددت علي مصيبة رسول الله (ص) وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزية لا خلف لها. ثم بكيا جميعا ساعة، وأخذ علي رأسها (ع)وضمها إلى صدره، ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري؛ ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله، اوصيك أولا: أن تتزوج بعدي بأمامة، فإنها تكون لولدي مثلي، فإن الرجال لا بد لهم من النساء - قال: فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين (ع): أربع ليس لي إلى فراقهن سبيل، امامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد (ص) - ثم قالت: اوصيك يا ابن عم، أن تتخذ لي نعشا، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته، فقال لها: صفيه لي، فوصفته، فاتخذه لها، فأول نعش عمل على وجه الأرض ذلك وما رأى قبله ولا عمل أحد. ثم قالت: اوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (ص)؛ ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم، ولا من أتباعهم. وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار.
-------------
روضة الواعظين ج 1 ص 151, بحار الأنوار ج 43 ص 191, العوالم ج 11 ص 1081
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين (ع) قال: لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (ص) وصت إلى علي بن أبي طالب (ع) أن يكتم أمرها، ويخفي خبرها، ولا يؤذن أحدا بمرضها، ففعل ذلك، وكان يمرضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله، على استسرار بذلك كما وصت به, فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين (ع) أن يتولى أمرها ويدفنها ليلا ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (ع) ودفنها وعفى موضع قبرها.
--------------
الأمالي للمفيد ص 281, الأمالي للطوسي ص 109, بشارة المصطفى ص 258, بحار الأنوار ج 43 ص 210
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع): لما حضرت فاطمة (ع) الوفاة دعتني فقالت: أمنفذ أنت وصيتي وعهدي؟ قال: قلت: بلى أنفذها, فأوصت إلي وقالت: إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن رجلين ذكرتهما.
-------------
معاني الأخبار ص 355, بحار الأنوار ج 43 ص 159. نحوه: السقيفة وفدك ص 145, كشف الغمة ج 1 ص 494
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أسماء بنت عميس قالت: أوصت فاطمة (ع) إلي ألا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي، فأعنت عليا (ع) على غسلها.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 364, إعلام الورى ص 152, كشف الغمة ج 1 ص 500, تسلية المجالس ج 1 ص 569, وسائل الشيعة ج 2 ص 534, بحار الأنوار ج 43 ص 184, العوالم ج 11 ص 1085
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: أوصت إلي فاطمة (ع) أن لا يغسلها غيري، وسكبت أسماء بنت عميس.
-----------
دعائم الإسلام ج 1 ص 228, بحار الأنوار ج 78 ص 307, العوالم ج 11 ص 1096, مستدرك الوسائل ج 2 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع) قال: لما حضرت فاطمة (ع) الوفاة بكت, فقال لها أمير المؤمنين (ع): يا سيدتي ما يبكيك؟ قالت (ع): أبكي لما تلقى بعدي, فقال (ع) لها: لا تبكي, فو الله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله, قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين, ففعل.
--------------
بحار الأنوار ج 42 ص 218
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن العباس في حديث طويل: فلما اشتد بها (ع) الأمر دعت عليا (ع), وقالت: يا ابن عم, ما أراني إلا لما بي وأنا أوصيك أن تتزوج بنت أختي زينب, تكون لولدي مثلي وتتخذ لي نعشا, فإني رأيت الملائكة يصفونه لي, وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة علي.
---------------
كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 870, بحار الأنوار ج 43 ص 199, مستدرك الوسائل ج 2 ص 360
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله عن آبائه (ع) قال: إن فاطمة (ع) لما احتضرت أوصت عليا (ع) فقالت: إذا أنا مت, فتول أنت غسلي وجهزني وصل علي, وأنزلني قبري وألحدني وسو التراب علي, واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء, فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء, وأنا أستودعك الله تعالى وأوصيك في ولدي (ع) خيرا.
--------------
بحار الأنوار ج 79 ص 27 عن مصباح الأنوار, مستدرك الوسائل ج 2 ص 477
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* شهادة ودفن السيدة الزهراء (ع):
عن عمار بن ياسر قال: لما مرضت فاطمة (ع) مرضها الذي توفيت فيه وثقلت، جاءها العباس بن عبد المطلب عائدا، فقيل له: إنها ثقيلة، وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره، فأرسل إلى علي (ع) فقال لرسوله: قل له: يا ابن أخ، عمك يقرئك السلام، ويقول لك: قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله (ص) وقرة عينه وعيني فاطمة ما هدني، وإني لأظنها أولنا لحوقا برسول الله (ص)، والله يختار لها ويحبوها ويزلفها لديه، فإن كان من أمرها ما لا بد منه، فاجمع- أنا لك الفداء- المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها، وفي ذلك جمال للدين. فقال علي (ع) لرسوله وأنا حاضر عنده: أبلغ عمي السلام، وقل: لا عدمت إشفاقك وتحننك، وقد عرفت مشورتك ولرأيك فضله، إن فاطمة بنت رسول الله (ص) لم تزل مظلومة من حقها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، لم تحفظ فيها وصية رسول الله (ص)، ولا رعي فيها حقه، ولا حق الله (عز وجل)، وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما، وإني أسألك يا عم أن تسمح لي بترك ما أشرت به، فإنها وصتني بستر أمرها. قال: فلما أتى العباس رسوله بما قاله علي (ع) قال: يغفر الله لابن أخي، فإنه لمغفور له، إن رأي ابن أخي لا يطعن فيه، إنه لم يولد لعبد المطلب مولود أعظم بركة من علي إلا النبي (ص)، إن عليا لم يزل أسبقهم إلى كل مكرمة، وأعلمهم بكل قضية، وأشجعهم في الكريهة، وأشدهم جهادا للأعداء في نصرة الحنيفية، وأول من آمن بالله ورسوله (ص).
-------------
الأمالي للطوسي ص 155, بحار الأنوار ج 43 ص 209, العوالم ج 11 ص 1098
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) وقد كان رسول الله (ص) قال: أول من يلحق بي من أهلي أنت يا فاطمة. فقالت فاطمة (ع) لأسماء بنت عميس: كيف أصنع وقد صرت عظما, قد يبس الجلد على العظم؟ فقالت أسماء: فديتك, أنا أصنع لك شيئا لا يرى الرجل شيئا إذا حملت على نعشك. بأرض الحبشة يجعلون لنعش المرأة, قالت: فأحب أن تجعلين ذلك, فجعلت النعش, فهو أول نعش كان في الإسلام نعش فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص).
---------------
الجعفريات ص 205, دعائم الإسلام ج 1 ص 232, بحار الأنوار ج 78 ص 282, مستدرك الوسائل ج 2 ص 358
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أسماء بنت عميس: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) قالت لأسماء: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، أنا اريك شيئا رأيته بأرض الحبشة. قال: فدعت بجريدة رطبة، فحسنتها، ثم طرحت عليها ثوبا؛ فقالت فاطمة (ع): ما أحسن هذا وما أجمله، لا تعرف به المرأة من الرجل. قال: قالت فاطمة (ع): فإذا مت فغسليني أنت، ولا يدخلن علي أحد. فلما توفيت فاطمة (ع) جاءت عائشة تدخل عليها، فقالت أسماء: لا تدخلي، فكلمت عائشة أبا بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول الله (ص) وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء أبو بكر، فوقف على الباب، فقال: يا أسماء، ما حالك على أن منعت أزواج النبي (ص)، وجعلت لها مثل هودج العروس؟! فقالت أسماء لأبي بكر: أمرتني أن لا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية، فأمرتني أن أصنع لها ذلك. فقال أبو بكر: اصنعي ما أمرتك، فانصرف، وغسلها علي (ع) وأسماء.
----------
كشف الغمة ج 1 ص 503, بحار الأنوار ج 43 ص 189, العوالم ج 11 ص 1089
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عمار بن ياسر قال: لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (ص) - مرضتها التي توفيت فيها - وثقلت، جاءها العباس بن عبد المطلب عائدا فقيل له: إنها ثقيلة، وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي (ع)، فقال لرسوله: قل له: يا ابن أخ، عمك يقرئك السلام، ويقول لك: قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله (ص) وقرة عينيه وعيني فاطمة ما هدني؛ وإني لأظنها أولنا لحوقا برسول الله (ص)، يختار لها ويحبوها ويزلفها لربه؛ فإن كان من أمرها ما لا بد منه، فاجمع- أنا لك الفداء- المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها، وفي ذلك جمال للدين. فقال علي (ع) لرسوله وأنا حاضر عنده: أبلغ عمي السلام، وقل: لا عدمت إشفاقك وتحيتك، وقد عرفت مشورتك، ولرأيك فضله. إن فاطمة بنت رسول الله (ص) لم تزل مظلومة، من حقها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، لم تحفظ فيها وصية رسول الله (ص)، ولا رعي فيها حقه، ولا حق الله عز وجل وكفى بالله حاكما، ومن الظالمين منتقما؛ وأنا أسألك يا عم، أن تسمح لي بترك ما أشرت به فإنها وصتني بستر أمرها. قال: فلما أتى العباس رسوله بما قال علي (ع)، قال: يغفر الله لابن أخي فإنه لمغفور له، إن رأي ابن أخي لا يطعن فيه؛ إنه لم يولد لعبد المطلب مولود أعظم بركة من علي إلا النبي (ص)، إن عليا لم يزل أسبقهم إلى كل مكرمة، وأعلمهم بكل فضيلة، وأشجعهم في الكريهة، وأشدهم جهادا للأعداء في نصرة الحنيفية، وأول من آمن بالله ورسوله (ص).
------------
الأمالي للطوسي ص 155, بحار الأنوار ج 43 ص 209, العوالم ج 11 ص 1098
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: لما قبض رسول الله (ص) ما ترك إلا الثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته, وكان قد أسر إلى فاطمة صلوات الله عليها أنها لاحقة به، وأنها أول أهل بيته لحوقا. قالت: بينا أني بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام، إذ رأيت كأن أبي قد أشرف علي، فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت: يا أبتاه، انقطع عنا خبر السماء، فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفا يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدا بي إلى السماء، فرفعت رأسي، فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطرد، وقصر بعد قصر، وبستان بعد بستان، وإذا قد اطلع علي من تلك القصور جواري، كأنهن اللعب، فهن يتباشرن ويضحكن إلي ويقلن: مرحبا بمن خلقت الجنة وخلقنا من أجل أبيها. فلم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني إلى دار فيها قصور، في كل قصر من البيوت ما لا عين رأت، وفيها من السندس والإستبرق على الأسرة الكثير؛ وعليها ألحاف من ألوان الحرير والديباج، وآنية الذهب والفضة؛ وفيها موائد عليها من ألوان الطعام، وفي تلك الجنان نهر مطرد أشد بياضا من اللبن، وأطيب رائحة من المسك الأذفر. فقلت: لمن هذه الدار؟ وما هذا النهر؟ فقالوا: هذه الدار الفردوس الأعلى الذي ليس بعده جنة، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين، ومن أحب الله. قلت: فما هذا النهر؟ قالوا: هذا الكوثر الذي وعده أن يعطيه إياه. فقلت: فأين أبي؟ قالوا: الساعة يدخل عليك. فبينا أنا كذلك إذ برزت لي قصور هي أشد بياضا وأنور من تلك، وفرش هي أحسن من تلك الفرش، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرة، وإذا أبي (ص) جالس على تلك الفرش، ومعه جماعة، فلما رآني أخذني فضمني، وقبل ما بين عيني، وقال: مرحبا بابنتي، وأخذني وأقعدني في حجره ثم قال لي: يا حبيبتي، أما ترين ما أعد الله لك وما تقدمين عليه؟ فأراني قصورا مشرقات، فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل. وقال: هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك، ومن أحبك وأحبهما، فطيبي نفسا، فإنك قادمة علي إلى أيام. قالت: فطار قلبي، واشتد شوقي، وانتبهت من رقدتي مرعوبة.
قال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين (ع): فلما انتبهت من مرقدها صاحت بي، فأتيتها فقلت لها: ما تشتكين؟ فخبرتني بخبر الرؤيا، ثم أخذت علي عهدا لله ورسوله: أنها إذا توفيت لا اعلم أحدا إلا أم سلمة زوج رسول الله (ص) وأم أيمن وفضة، ومن الرجال: ابنيها وعبد الله بن عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة. وقالت: إني أحللتك من أن تراني بعد موتي، فكن مع النسوة فيمن يغسلني، ولا تدفني إلا ليلا، ولا تعلم أحدا قبري.
-----------
دلائل الإمامة ص 131, بحار الأنوار ج 43 ص 207, العوالم ج 11 ص 1073
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أسماء بنت عميس، قالت: لما حضرت فاطمة (ع) الوفاة قالت لي: إن جبرئيل أتى النبي (ص) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثا، ثلثا لنفسه وثلثا لعلي وثلثا لي, وكان أربعين درهما، فقالت: يا أسماء إيتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضعيه عن رأسي, ثم تسجت بثوبها وقالت: انتظريني هنيهة ثم ادعني فإن أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي, قال الراوي: فانتظرتها أسماء هنيهة، ثم نادتها فلم تجبها، فنادت: يا بنت محمد المصطفى! يا بنت أكرم من حملته النساء! يا بنت خير من وطأ الحصى! يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى! قال: فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرأيه عن أسماء بنت عميس السلام. فبينا هي كذلك دخل الحسن والحسين (ع) فقالا: يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة, قالت: يا بني رسول الله (ص) ليست أمكما نائمة قد فارقت الدنيا, فوقع عليها الحسن (ع) يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني, وأقبل الحسين (ع) يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت, قالت لهما أسماء: يا بني رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما, فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء فابتدرهم جميع الصحابة فقالوا: ما يبكيكما يا بني رسول الله؟ لا أبكى الله أعينكما, لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما (ص) فبكيتما شوقا إليه؟ فقالا: لا أوليس قد ماتت أمنا فاطمة, فوقع علي (ع) على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك؟ ثم قال (ع):
لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد ... دليل على أن لا يدوم خليل
--------------
كشف الغمة ج 1 ص 500, بحار الأنوار ج 43 ص 177, بيت الأحزان ص 179, العوالم ج 11 ص 1085
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن، وأسماء بنت عميس، ووجهت خلف علي فأحضرته. فقالت: يا ابن عم، إنه قد نعيت إلي نفسي، وإنني لا أرى ما بي إلا أنني لا حقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا اوصيك بأشياء في قلبي. قال لها علي (ع): أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت. ثم قالت: يا ابن عم، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني. فقال (ع): معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن اوبخك بمخالفتي، قد عز علي مفارقتك وفقدك، إلا أنه أمر لا بد منه والله جددت علي مصيبة رسول الله (ص) وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزية لا خلف لها. ثم بكيا جميعا ساعة، وأخذ علي رأسها (ع)وضمها إلى صدره، ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري؛ ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله، اوصيك أولا: أن تتزوج بعدي بأمامة، فإنها تكون لولدي مثلي، فإن الرجال لا بد لهم من النساء - قال: فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين (ع): أربع ليس لي إلى فراقهن سبيل، امامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد (ص) - ثم قالت: اوصيك يا ابن عم، أن تتخذ لي نعشا، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته، فقال لها: صفيه لي، فوصفته، فاتخذه لها، فأول نعش عمل على وجه الأرض ذلك وما رأى قبله ولا عمل أحد. ثم قالت: اوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (ص)؛ ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم، ولا من أتباعهم. وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار.
-------------
روضة الواعظين ج 1 ص 151, بحار الأنوار ج 43 ص 191, العوالم ج 11 ص 1081
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله, عن آبائه قال: إن فاطمة (ع) لما احتضرت أوصت عليا (ع) فقالت: إذا أنا مت فتول أنت غسلي وجهزني, وصل علي وأنزلني قبري, وألحدني وسو التراب علي, واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء, فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء, وأنا أستودعك الله تعالى وأوصيك في ولدي خيرا.
------------
بحار الأنوار ج 79 ص 27, العوالم ج 11 ص 1100, مستدرك الوسائل ج 2 ص 339 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جعفر بن محمد، عن آبائه (ع)، قال: لما حضرت فاطمة (ع) الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين (ع): يا سيدتي، ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي. فقال لها: لا تبكي،- فو الله- إن ذلك لصغير عندي في ذات الله تعالى. قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين، ففعل.
----------
بحار الأنوار ج 43 ص 218 عن مصباح الأنوار, العوالم ج 11 ص 1072
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سلمى امرأة أبي رافع قالت: اشتكت فاطمة (ع) شكواها التي قبضت فيها, وكنت امرضها, فأصبحت يوما أسكن ما كانت، فخرج علي (ع) إلى بعض حوائجه وقالت (ع): اسكبي لي غسلا. فسكبت، وقامت واغتسلت أحسن ما يكون من الغسل، ثم لبست أثوابها الجدد، ثم قالت: افرشي فراشي وسط البيت، ثم استقبلت القبلة ونامت، وقالت (ع): أنا مقبوضة، وقد اغتسلت فلا يكشفني أحد، ثم وضعت خدها على يدها، ثم ماتت.
----------------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 364, كشف الغمة ج 1 ص 502, تسلية المجالس ج 1 ص 569, بحار الأنوار ج 43 ص 183, العوالم ج 11 ص 1084, الأمالي للطوسي ص 400 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ثم توفيت (السيدة الزهراء ع) وبنيها فصاح أهل المدينة صيحة واحدة، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها، فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن: يا سيدتاه، يا بنت رسول الله. وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي (ع)، وهو جالس والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهما.
-------------
روضة الواعظين ج 1 ص 151, بحار الأنوار ج 43 ص 192, العوالم ج 11 ص 1082
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
لما توفيت (السيدة الزهراء ع)، شقت أسماء جيبها وخرجت، فتلقاها الحسن والحسين عليهما السلام فقالا: أين أمنا؟ فسكتت، فدخلا البيت، فإذا هي ممتدة، فحركها الحسين (ع) فإذا هي ميتة؛ فقال: يا أخاه، آجرك الله في الوالدة، وخرجا يناديان: يا محمداه، يا أحمداه، اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا. ثم أخبرا عليا (ع) وهو في المسجد، فغشي عليه حتى رش عليه الماء، ثم أفاق، فحملهما, حتى أدخلهما بيت فاطمة (ع) وعند رأسها أسماء تبكي وتقول: وايتامي محمد، كنا نتعزي بعدك، فكشف علي (ع) عن وجهها فإذا برقعة عند رأسها، فنظر فيها، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله (ص)، أوصت وهي تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وان الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، يا علي أنا فاطمة بنت محمد زوجني الله منك لأكون ذلك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنطني وغسلني وكفنني بالليل, وصل علي وادفني بالليل, ولا تعلم أحدا واستودعك الله, واقرء على ولدي السلام إلى يوم القيامة. ...فدفنوها، فجلس علي (ع) على شفير القبر، فقال: يا أرض، استودعتك وديعتي، هذه بنت رسول الله، فنودي منها: يا علي، أنا أرفق بها منك، فارجع ولا تهتم. فرجع، وانسد القبر واستوى بالأرض، فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة.
---------------
بحار الأنوار ج 43 ص 214, العوالم ج 11 ص 1091
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ثم توفيت صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها, فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها, فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تزعزع من صراخهن, وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله, وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي (ع) وهو جالس والحسن والحسين (ع) بين يديه يبكيان, فبكى الناس لبكائهما, وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تسحبها, وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله, الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا, واجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون وينظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها, وخرج أبو ذر فقال: انصرفوا, فإن ابنة رسول الله (ص) قد أخر إخراجها في هذه العشية, فقام الناس وانصرفوا, فلما أن هدأت العيون ومضى من الليل أخرجها علي والحسن والحسين (ع), وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه, صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل, وسوى علي (ع) حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة, حتى لا يعرف قبرها.
--------------
روضة الواعظين ج 1 ص 151, بحار الأنوار ج 43 ص 192
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (ع): من غسل فاطمة (ع)؟ قال: ذاك أميرالمؤمنين, فكأنما إستفظعت ذلك من قوله, فقال لي: كأنك ضقت مما أخبرتك؟ فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك, فقال: لاتضيقن فإنها "صديقة" لم يكن يغسلها إلا صديق, أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى.
----------
الكافي ج 1 ص 459, التهذيب ج 1 ص 440, الإستبصار ج 1 ص 199, علل الشرائع ج 1 ص 184, دعوات الراوندي ص 254, الوافي ج 3 ص 745, وسائل الشيعة ج 2 ص 530, بحار الأنوار ج 14 ص 197, العوالم ج 11 ص 91, رياض الأبرار ج 1 ص 64 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع) يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أعطاه رسول الله (ص) حنوطا الجنة, ثم قال (ص): "اقسمه أثلاثا, ثلثا لي تحنطني به، وثلثا لا بنتي، وثلثا لك," غيري؟ قالوا: لا.
-----------
الإحتجاج ج 1 ص 144, بحار الأنوار ج 22 ص 545, العوالم ج 11 ص 1104, مستدرك الوسائل ج 2 ص 210
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: قال علي بن أبي طالب (ع): كان في الوصية أن يدفع إلي الحنوط، فدعاني رسول الله (ص) قبل وفاته بقليل، فقال: يا علي، ويا فاطمة، هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل (ع) وهو يقرئكما السلام ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما. فقالت فاطمة: يا أبتاه، لك ثلثه، وليكن الناظر في الباقي علي بن أبي طالب (ع)، فبكى رسول الله (ص) وضمها إليه فقال: موفقة، رشيدة، مهدية، ملهمة. يا علي، قل في الباقي، قال: نصف ما بقي لها، والنصف لمن ترى يا رسول الله؟ قال: هو لك فاقبضه.
-------------
طرف من الأنباء والمناقب ص 195, مدينة المعاجز ج 3 ص 58, بحار الأنوار ج 78 ص 324, العوالم ج 11 ص 1105, مستدرك الوسائل ج 2 ص 209 عن مصباح الأنوار, وسائل الشيعة ج 3 ص 15 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الأصبغ بن نباتة قال: سئل علي بن أبي طالب (ع) عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله (ص) ليلا, فقال (ع) إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها, وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها.
----------
الأمالي للصدوق ص 657, روضة الواعظين ج 1 ص 153, مناقب أشوب ج 3 ص 363, تسلية المجالس ج 1 ص 568, بحار الأنوار ج 43 ص 183, العوالم ج 11 ص 1119, مستدرك الوسائل ج 2 ص 289
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن النوفلي، عن ابن البطائني، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (ع): لأي علة دفنت فاطمة (ع) بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال: لأنها أوصت أن لا يصلي عليها رجال.
----------
علل الشرائع ج 1 ص 185, وسائل الشيعة ج 3 ص 159, بحار الأنوار ج 78 ص 250, العوالم ج 11 ص 1120
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: أوصت فاطمة (ع) أن لا يعلم إذا ماتت أبو بكر ولا عمر، ولا يصليا عليها. قال: فدفنها علي (ع) ليلا، ولم يعلمها بذلك.
----------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 363, بحار الأنوار ج 31 ص 619, العوالم ج 11 ص 1083
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جعفر بن محمد (ع) أنه سئل: كم كبر أمير المؤمنين على فاطمة (ع)؟ فقال: كان يكبر أمير المؤمنين (ع) تكبيرة فيكبر جبرئيل تكبيرة والملائكة المقربون إلى أن كبر أمير المؤمنين (ع) خمسا، فقيل له: وأين كان يصلي عليها؟ قال: في دارها ثم أخرجها.
---------------
بحار الأنوار ج 78 ص 390 عن مصباح الأنوار, مستدرك الوسائل ج 2 ص 255, بيت الأحزان ص 183, العوالم ج 11 ص 1110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زرارة, عن أبي جعفر (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): خُلقت الأرض لسبعة, بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم: سلمان الفارسي, والمقداد, وأبو ذر, وعمار, وحذيفة. وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول: وأنا إمامهم, وهم الذين صلوا على فاطمة (ع).
------------
الاختصاص ص 5، رجال الكشي ص 7, بحار الأنوار ج 22 ص 326،. ونحوه: الخصال ص360، تفسير فرات ص 570، الوافي ج 2 ص 199, روضة الواعظين ج 2 ص 280, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 189, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 564, العوالم ج 11 ص 1095, خاتمة المستدرك ج 8 ص 174
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله, عن آبائه (ع) أن أمير المؤمنين (ع) لما وضع فاطمة بنت رسول الله (ص) في القبر قال: بسم الله الرحمن الرحيم, بسم الله وبالله, وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله, سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني, ورضيت لك بما رضي الله تعالى لك, ثم قرأ {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} فلما سوى عليها التراب أمر بقبرها فرش عليه الماء, ثم جلس عند قبرها باكيا حزينا, فأخذ العباس بيده فانصرف به.
-------------
بحار الأنوار ج 79 ص 27, العوالم ج 11 ص 1100, مستدرك الوسائل ج 2 ص 337
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) قال: لما قبضت فاطمة (ع) دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها, ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله (ص) فقال: السلام عليك يا رسول الله عني, والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول {إنا لله وإنا إليه راجعون}، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أما حزني فسرمد؛ وأما ليلي فمسهد، وهم لايبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا، وستقول، ويحكم الله وهو خير الحاكمين. سلام مودع لاقال ولاسئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واه واها، والصبر أيمن وأجمل، ولو لاغلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرا، وتهضم حقها، وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد، ولم يخلق منك الذكر، وإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء، صلى الله عليك، وعليها السلام والرضوان.
---------------
الكافي ج 1 ص 458, بحار
الأنوار ج 43 ص 193, الأمالي للطوسي ص 109, بشارة المصطفى ص 258, دلائل الامامة ص 137, الوافي ج 3 ص 748, رياض الأبرار ج 1 ص 64, العوالم ج 11 ص 1122
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال بعد شهادة السيدة الزهراء (ع):
حبيب ليس يعدله حبيب ... وما لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن عيني وجسمي ... وعن قلبي حبيبي لا يغيب
وعنه (ع) أنه قال مخاطبا لها بعد وفاتها (ع):
ما لي وقفت على القبور مسلما ... قبر الحبيب فلم يرد جوابي
أحبيب ما لك لا ترد جوابنا ... أنسيت بعدي خلة الأحباب
وعنه (ع) أنه قال مجيبا لنفسه من قبلها (ع):
قال الحبيب وكيف لي بجوابكم ... وأنا رهين جنادل وتراب
أكل التراب محاسني فنسيتكم ... وحجبت عن أهلي وعن أترابي
فعليكم مني السلام تقطعت ... عني وعنكم خلة الأحباب
-------------
بحار الأنوار ج 43 ص 217, العوالم ج 11 ص 1127
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وذكر الحاكم: أن فاطمة (ع) لما ماتت أنشأ علي (ع):
نفسي على زفراتها محبوسة ... يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما ... أبكي مخافة أن تطول حياتي
------------
بحار الأنوار ج 43 ص 213, العوالم ج 11 ص 1125
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه أنشد بعد شهادة السيدة الزهراء (ع):
ألا هل إلى طول الحياة سبيل ... وأنى وهذا الموت ليس يحول
وإني وإن أصبحت بالموت موقنا ... فلي أمل من دون ذاك طويل
وللدهر ألوان تروح وتغتدي ... وإن نفوسا بينهن تسيل
ومنزل حق لا معرج دونه ... لكل امرئ منها إليه سبيل
قطعت بأيام التعزز ذكره ... وكل عزيز ما هناك ذليل
أرى علل الدنيا علي كثيرة ... وصاحبها حتى الممات عليل
وإني لمشتاق إلى من أحبه ... فهل لي إلى من قد هويت سبيل
وإني وإن شطت بي الدار نازحا ... وقد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الأمثال في البين قائل ... أضر به يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد ... دليل على أن لا يدوم خليل
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم ... لعمرك شيء ما إليه سبيل
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ... ويظهر بعدي للخيل عديل
وليس خليلي بالملول ولا الذي ... إذا غبت يرضاه سواي بديل
ولكن خليلي من يدوم وصاله ... ويحفظ سري قلبه ودخيل
إذا انقطعت يوما من العيش مدتي ... فإن بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى أن لا يموت حبيبه ... وليس إلى ما يبتغيه سبيل
وليس جليلا رزء مال وفقده ... ولكن رزء الأكرمين جليل
لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع ... وفي القلب من حر الفراق غليل
-----------
بحار الأنوار ج 43 ص 216, العوالم ج 11 ص 1126
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال الراوي: وأصبح البقيع ليلة دفنت (ع) وفيه أربعون قبرا جددا, وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور, فضج الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا: لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا تعرفوا قبرها، ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها. فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع)، فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ودرت أوداجه وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة وهو متكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع فسار إلى الناس النذير وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبر حجر ليضعن السيف على غابر الآخر, فتلقاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: ما لك يا أبا الحسن؟ والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها، فضرب علي (ع) بيده إلى جوامع ثوبه فهزه ثم ضرب به الأرض وقال له: يا بن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة (ع) فوالذي نفس علي بيده لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم فإن شئت فأعرض يا عمر، فتلقاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحق رسول الله وبحق من فوق العرش إلا خليت عنه, فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه, قال: فخلا عنه وتفرق الناس ولم يعودوا إلى ذلك.
---------------
دلائل الإمامة ص 137, بحار
الأنوار ج 43 ص 171, بيت الأحزان ص 185, رياض الأبرار ج 1 ص 60
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية