هجرتها عليها السلام إلى المدينة

عن ابن عباس قال: لم تزل فاطمة تشب في اليوم كالجمعة، وفي الجمعة كالشهر، وفي الشهر كالسنة؛ فلما هاجر رسول الله (ص) من مكة إلى المدينة، وابتنى بها مسجدا، وأنس أهل المدينة به، وعلت كلمته، وعرف الناس بركته، وسار إليه الركبان، وأظهر الإيمان، ودرس القرآن، وتحدث الملوك والأشراف، وخاف سيف نقمته الأكابر والأشراف؛ هاجرت فاطمة مع أمير المؤمنين (ع)، ونساء المهاجرين، وكانت عائشة فيمن هاجر معها، فقدمت المدينة، فأنزلت مع‏ النبي (ص) على أم أبي أيوب الأنصاري؛ وخطب رسول الله (ص) النساء، وتزوج سودة أول دخوله المدينة، ونقل فاطمة إليها؛ ثم تزوج أم سلمة بنت أبي امية؛ فقالت أم سلمة: تزوجني رسول الله (ص) وفوض أمر ابنته إلي، فكنت أؤدبها؛ وكانت والله آدب مني، وأعرف بالأشياء كلها.

----------

دلائل الإمامة ص 81, بحار الأنوار ج 43 ص 9, العوالم ج 11 ص 61

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبيدة أنه قال: وكان هؤلاء الثلاثة: هند بن أبي هالة، وأبو رافع، وعمار بن ياسر جميعا يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلى رسول الله (ص) بالمدينة، ومبيته قبل ذلك على فراشه. قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، واقتصاصه عن الثلاثة: هند، وعمار، وأبي رافع، وقد دخل حديث بعضهم في بعض. قالوا: كان الله عز وجل مما يمنع نبيه (ص) بعمه أبي طالب (ع) فما كان يخلص‏ إليه أمر يسوءه من قومه مدة حياته، فلما مات أبو طالب (ع) نالت قريش من رسول الله (ص) بغيتها، وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى‏، فقال (ص): لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم، وصلتك رحما، وجزيت خيرا يا عم. ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب (ع) بشهر، واجتمع بذلك على رسول الله (ص) حزنان، حتى عرف ذلك فيه. قال هند: ثم انطلق ذوو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة، ليرتأوا ويأتمروا في رسول الله (ص) وأسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم: نبني له علما ويترك برحا نستودعه فيه فلا يخلص من الصباة فيه إليه أحد ولا يزال في رنق‏ من العيش حتى يتضيفه ريب المنون‏، وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل، وأمية وأبي ابنا خلف. فقال قائل: كلا ما هذا لكم برأي‏، ولئن صنعتم ذلك ليتنمرن الحدب الحميم‏ والمولى الحليف، ثم ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن، فلينتزعن من أنشوطتكم‏ قولوا: قولكم. فقال عتبة، وشيبة وشركهما أبو سفيان. قالوا: فإنا نرى نرحل بعيرا صعبا، ونوثق محمدا عليه كتافا وشدا ثم‏ نقصع‏ البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك‏ إربا إربا. فقال صاحب رأيهم: إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق‏، فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاقة لسانه فصبا القوم إليه، واستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة فليسيرن‏ حينئذ إليكم بالكتائب‏ والمقانب‏ فلتهلكن كما هلكت إياد ومن كان قبلكم. قولوا: قولكم. فقال له أبو جهل: لكني أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة فتنتدبوا من كل قبيلة منها رجلا نجدا، ثم تسلحوه حساما عضبا، وتمهد الفتية حتى إذا غسق الليل وغور بيتوا بابن أبي كبشة بياتا فيذهب دمه في قبايل قريش جميعا، فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبايل قريش في صاحبهم فيرضون حينئذ بالعقل‏ منهم. فقال صاحب رأيهم: أصبت يا أبا الحكم، ثم أقبل عليهم، فقال: هذا الرأي، فلا تعدلن به رأيا، وأوكئوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب‏ أمركم،: فخرج القوم عزين‏، وسبقهم بالوحي بما كان‏ من‏ كيدهم‏ جبرئيل (ع)، فتلا هذه الآية على رسول الله (ص): {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}. فلما أخبره جبرئيل (ع) بأمر الله في ذلك ووحيه، وما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله (ص) عليا (ع)، وقال له: يا علي، إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشا اجتمعوا على المكر بي وقتلي، وأنه أوحى إلي ربي (عز وجل) أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي أو قال: مضجعي ليخفى بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل، وما صانع فقال علي (ع): أوتسلم بمبيتي هناك يا نبي الله قال: نعم، فتبسم علي (ع) ضاحكا، وأهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا بما أنبأه رسول الله (ص) من سلامته، وكان علي (ع) أول من سجد لله شكرا، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله (ص)، فلما رفع رأسه قال له: امض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك، وأقع منه بحيث مرادك، وإن توفيقي إلا بالله. قال: وإن ألقي عليك شبه مني، أو قال: شبهي، قال: إن بمعنى نعم‏ قال: فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن الله (تعالى) يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل، فصبرا صبرا، ف{إن رحمت الله قريب من المحسنين}‏. ثم ضمه النبي (ص) إلى صدره وبكى إليه وجدا به، وبكى علي (ع) جشعا لفراق رسول الله (ص). واستتبع رسول الله (ص) أبا بكر بن أبي قحافة وهند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، ولبث رسول الله (ص) بمكانه مع علي (ع) يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين. ثم خرج رسول الله (ص) في فحمة العشاء الآخرة، والرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} وأخذ بيده قبضة من تراب، فرمى بها على رءوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر فنهضا معه، حتى وصلوا إلى الغار. ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله (ص)، ودخل رسول الله (ص) وأبو بكر إلى الغار، فلما غلق الليل أبوابه وأسدل أستاره وانقطع‏ الأثر، أقبل القوم على علي (ع) يقذفونه بالحجارة والحلم‏، ولا يشكون أنه رسول الله (ص)، حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي (ع)، وكانت دور مكة يومئذ سوائب لا أبواب لها، فلما بصر بهم علي (ع) قد انتضوا السيوف وأقبلوا عليه بها، وكان يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له علي (ع) فختله وهمز يده‏، فجعل خالد يقمص قماص البكر، ويرغو رغاء الجمل، ويذعر ويصيح، وهم في عرج الدار من خلفه، وشد عليهم علي (ع) بسيفه يعني سيف خالد فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصروه فإذا هو علي (ع)، فقالوا: إنك لعلي قال: أنا علي. قالوا: فإنا لم نردك، فما فعل صاحبك قال: لا علم لي به، وقد كان علم يعني عليا (ع) أن الله تعالى قد أنجى نبيه (ص) بما كان أخبره من مضيه إلى الغار واختبائه فيه، فأذكت قريش عليه العيون‏، وركبت في طلبه الصعب والذلول، وأمهل علي (ع) حتى إذا أعتم‏ من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله (ص) في الغار، فأمر رسول الله (ص) هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين نرتحلهما إلى يثرب. فقال: إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن. قال: فهي لك بذلك، فأمر (ص) عليا (ع) فأقبضه الثمن، ثم أوصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته. وكانت قريش تدعو محمدا (ص) في الجاهلية الأمين، وكانت‏ تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، وجاءته النبوة والرسالة والأمر كذلك، فأمر عليا (ع) أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا: ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته. قال: وقال النبي (ص): إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم، ومن أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة: فقلت لعبيد الله يعني ابن أبي رافع أوكان رسول الله (ص) يجد ما ينفقه هكذا فقال: إني سألت أبي عما سألتني، وكان يحدث بهذا الحديث، فقال: فأين يذهب بك عن مال خديجة (ع) وقال: إن رسول الله (ص) قال: ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة (ع)، وكان رسول الله (ص) يفك من مالها الغارم والعاني‏ ويحمل الكل‏، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة - إلى أن قال - قال: وقال رسول الله (ص) لعلي وهو يوصيه: وإذا أبرمت ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله، وسر إلي لقدوم كتابي إليك، ولا تلبث بعده. وانطلق رسول الله (ص) لوجهه يؤم المدينة، وكان مقامه في الغار ثلاثا، ومبيت علي (ع) على الفراش أول ليلة. قال عبيد الله بن أبي رافع: وقد قال علي بن أبي طالب (ع) شعرا يذكر فيه‏ مبيته على الفراش ومقام رسول الله (ص) في الغار ثلاثا:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمد لما خاف أن يمكروا به ... فوقاه ربي ذو الجلال من المكر

وبت أراعيهم متى ينشرونني‏ ... وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول الله في الغار آمنا ... هناك وفي حفظ الإله وفي ستر

أقام ثلاثا ثم زمت قلائص‏ ... قلائص يفرين الحصا أينما تفري‏

ولما ورد رسول الله (ص) المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة، وألاصه‏ في ذلك، فقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي‏ يعني عليا وفاطمة.

-------------

الأمالي للطوسي ص 465, كشف الغمة ج 1 ص 404, البرهان ج 2 ص 673, حلية الأبرار ج 1 ص 143, بحار الأنوار ج 19 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبيدة: قال أبي: وابن أبي رافع: ثم كتب رسول الله (ص) إلى علي بن أبي طالب (ع) كتابا يأمره بالمسير إليه، وقلة التلوم‏ وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي‏ فلما أتاه كتاب رسول الله (ص) تهيئا للخروج والهجرة، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسللوا ويتخففوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى، وخرج علي بفاطمة بنت رسول الله (ص)، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وقد قيل: هي ضباعة، وتبعهم أيمن‏ بن أم أيمن مولى رسول الله (ص)، وأبو واقد رسول الله (ص) فجعل يسوق بالرواحل فاعنف بهم. فقال علي (ع): إرفق بالنسوة أبا واقد، إنهن من الضعائف، قال: إني أخاف أن يدركنا الطالب، أو قال: الطلب، فقال علي (ع) أربع عليك‏ فإن رسول الله (ص) قال لي: يا علي إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه. ثم جعل- يعني عليا (ع)- يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول:

ليس إلا الله فارفع ظنكا ... يكفيك رب الناس ما أهمكا

وسار فلما شارف ضجنان‏ أدركه الطلب سبع فوارس من قريش مستلئمين‏ وثامنهم مولى الحرب بن أمية يدعى جناحا، فأقبل علي‏ (ع) على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم فقال لهم: أنيخا الإبل وأعقلاها، وتقدم حتى أنزل النسوة ودنا القوم، فاستقبلهم علي (ع) منتضيا سيفه، فأقبلوا عليه فقالوا: ظننت أنك يا غدار ناج بالنسوة، إرجع لا أبا لك، قال: فإن لم أفعل؟ قالوا: لترجعن راغما، أو لنرجعن بأكبرك سعرا وأهون بك من هالك. ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها، فحال علي (ع) بينهم وبينها، فأهوى إليه جناح بسيفه، فراغ‏ علي (ع) عن ضربته، وتختله‏ علي (ع) فضربه على عاتقه، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه. وكان علي (ع) يشتد على قدميه شد الفرس أو الفارس على فرسه، فشد عليهم بسيفه وهو يقول:

خلوا سبيل الجاهد المجاهد ... آليت لا أعبد غير الواحد

فتصدع القوم عنه فقالوا له: أغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب، قال: فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله (ص) بيثرب فمن سره أن أفري‏ لحمه، أو أهريق دمه فليتبعني أو فليدن مني. ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد، فقال لهما: أطلقا مطاياكما، ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فتلوم بها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المؤمنين المستضعفين‏ وفيهم أم أيمن‏ مولاة رسول الله (ص) فصلى ليلته تلك هو والفواطم: أمه فاطمة بنت أسد (ع)، وفاطمة بنت رسول الله (ص)، وفاطمة بنت الزبير يصلون ليلتهم، ويذكرون قياما وقعودا وعلى جنوبهم‏ فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى (ع) بهم صلاة الفجر. ثم سار لوجهه، فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة. وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم. {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا} إلى قوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى}‏ الذكر علي (ع)، والأنثى فاطمة (ع)‏ بعضكم من بعض‏ يقول: علي من فاطمة أو قال: الفواطم، وهن من علي {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب}‏. وتلا (ص): {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات‏ الله والله رؤف بالعباد} قال: وقال له: يا علي أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهدا برسوله، لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر.

--------------

الأمالي للطوسي ص 470, البرهان ج 2 ص 676, حلية الأبرار ج 1 ص 149, بحار الأنوار ج 19 ص 64

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية