عن علي بن أبي طالب (ع) قال: بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (ص), إذا التفت إلينا فبكى, فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال (ص): أبكي مما يصنع بكم بعدي, فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال (ص): أبكي من ضربتك على القرن, ولطم فاطمة (ع) خدها, وطعنة الحسن (ع) في الفخذ, والسم الذي يسقى, وقتل الحسين (ع) (1) قال (ع): فبكى أهل البيت جميعا, (2) فقلت: يا رسول الله, ما خلقنا ربنا إلا للبلاء, قال (ص): أبشر يا علي, فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن, ولا يبغضك إلا منافق. (3)
-----------------
(1) إلى هنا في مناقب آل أبي طالب (ع) وطرف من الأنباء
(2) إلى هنا في إثبات الهداة
(3) الأمالي للصدوق ص 134, بحار الأنوار ج 28 ص 51, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 209, طرف من الأنباء ص 415, إثبات الهداة ج 1 ص 301
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) كان جالسا ذات يوم, إذ أقبل الحسن (ع) فلما رآه بكى, ثم قال: إلي إلي يا بني, فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى, وساق الحديث إلى أن قال: قال النبي (ص): وأما الحسن, فإنه ابني وولدي ومني, وقرة عيني, وضياء قلبي, وثمرة فؤادي, وهو سيد شباب أهل الجنة, وحجة الله على الأمة, أمره أمري, وقوله قولي, من تبعه فإنه مني, ومن عصاه فليس مني, وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي, فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا, فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته, ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء, والحيتان في جوف الماء, فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون, ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب, ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
---------------
الأمالي للصدوق ص 112, بشارة المصطفى (ص) ص 197, طرف من الأنباء ص 413, بحار الأنوار ج 28 ص 37, بإختصار: إرشاد القلوب ج 2 ص 295, نوادر الأخبار ص 161
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* طعنه في فخذه:
ذكر الشيخ الصدوق: أن معاوية دس إلى عمر بن حريث والأشعث وإلى حجر بن الحارث وشبث بن ربعي دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه، أنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم, وجند من أجناد الشام, وبنت من بناتي.
فبلغ الحسن (ع) فاستلأم ولبس درعا وكفرها، وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك. فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه؛ لما عليه من اللأمة، فلما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر.
-----
علل الشرائع ج 1 ص 220، بحار الأنوار ج 44 ص 33
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
أراد الإمام الحسن (ع) أن يمتحن أصحابه ويستبرئ أحوالهم في الطاعة له، ليتميز بذلك أولياؤه من أعدائه، ويكون على بصيرة في لقاء معاوية وأهل الشام، فأمر أن ينادي في الناس بالصلاة جامعة، فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقال: الحمد لله بكل ما حمده حامد، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق وائتمنه على الوحي (ص). أما بعد: فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت - بحمد الله عنه - وأنا أنصح خلق الله لخلقه، وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ولا مريدا له بسوء ولا غائلة، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا علي رأيي، غفر الله لي ولكم وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا. قال: فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا: ما ترونه يريد بما قال؟ قالوا: نظنه والله يريد أن يصالح معاوية ويسلم الأمر إليه، فقالوا: كفر والله الرجل، ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه، حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه، فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء. ثم دعا بفرسه فركبه، وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده، فقال: ادعوا إلي ربيعة وهمدان فدعوا له فأطافوا به ودفعوا الناس عنه. وسار ومعه شوب من الناس، فلما مر في مظلم ساباط بدر إليه رجل من بني أسد يقال له: الجراح بن سنان، فأخذ بلجام بغلته وبيده مغول وقال: الله أكبر، أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل، ثم طعنه في فخذه فشقه حتى بلغ العظم، فاعتنقه الحسن (ع) وخرا جميعا إلى الأرض، فوثب إليه رجل من شيعة الحسن (ع) يقال له: عبد الله بن خطل الطائي، فانتزع المغول من يده وخضخض به جوفه، وأكب عليه آخر يقال له: ظبيان بن عمارة، فقطع أنفه، فهلك من ذلك. وأخذ آخر كان معه فقتل. وحمل الحسن (ع) على سرير إلى المدائن.
------------
الارشاد ج 2 ص 11, كشف الغمة ج 1 ص 539, تسلية المجالس ج 2 ص 44, بحار الأنوار ج 44 ص 46, رياض الأبرار ج 1 ص 125
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* شهادته
ولد (ع) في شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة, وقبض بالمدينة مسموما في صفر سنة تسع وأربعين من الهجرة, وكان سنه يومئذ سبعا وأربعين سنة.
----------------
التهذيب ج 6 ص 39, المقنعة ص 464, تسلية المجالس ج 2 ص 67, بحار الأنوار ج 44 ص 134
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: قبض الحسن بن علي (ع) وهو ابن سبع وأربعين سنة في عام خمسين, عاش بعد رسول الله (ص) أربعين سنة.
---------------
الكافي ج 1 ص 461, الوافي ج 3 ص 754, بحار الأنوار ج 44 ص 144
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
لما استقر الصلح بين الحسن (ع) ومعاوية, خرج الحسن (ع) إلى المدينة, فأقام بها كاظما غيظه, لازما منزله, منتظرا لأمر ربه عز وجل, إلى أن تم لمعاوية عشر سنين من إمارته, وعزم على البيعة لابنه يزيد, فدس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس, وكانت زوجة الحسن (ع) من حملها على سمه, وضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد, فأرسل إليها مائة ألف درهم, فسقته جعدة السم, فبقي أربعين يوما مريضا, ومضى لسبيله في شهر صفر خمسين من الهجرة, وله يومئذ ثماني وأربعون سنة, وكانت خلافته عشر سنين, وتولى أخوه ووصيه الحسين (ع) غسله, وتكفينه, ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها بالبقيع.
---------------
الإرشاد ج 2 ص 15, بحار الأنوار ج 44 ص 157
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جنادة بن أبي أميد قال: دخلت على الحسن بن علي (ع) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله, فقلت: يا مولاي مالك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم التفتَ إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله (ص), أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي (ع) وفاطمة (ع), ما منا إلا مسموم أو مقتول. ثم رفعت الطشت واتكى صلوات الله عليه فقلت: عظني يا بن رسول الله، قال: نعم, استعد لسفرك, وحصل زادك قبل حلول أجلك, واعلم أنه تطلب الدنيا والموت يطلبك, ولا كمل يومك الذي له باب على لومك الذي أنت فيه، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك, واعلم أن في حلالها حساباً وحرامها عقاباً وفي الشبهات عتاب, فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة, خذ منها ما يكفيك, فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها وان كان حراماً لم تكن قد أخذت من الميتة, وإن كان العتاب فإن العقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً, وإذا أردت عزاً بلا عشيرة, وهيبة بلا سلطان, فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل, وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك, وإذا خدمته صانك, وإذا أردت منه معونة فاتك, وإن قلت صدق قولك, وإن صلت شد صولك, وان مددت يدك بفضل جدها, وإن بدت منك ثلمة سدها, وإن رأى منك حسنة عدها, وإن سألته أعطاك, وإن سكت عنه ابتداك, وإن نزلت بك أحد الملمات, أسالك من لا يأتيك منه البوائق, ولا يختلف عليك منه الطوالق, ولا يخذلك عند الحقائق, وان تنازعتما منفساً آثرك. قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشت عليه, ودخل الحسين (ع) والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه, ثم قعد عنده وتسارا جميعاً, فقال أبو الأسود: إن لله! إن الحسن قد نعيت إليه نفسه وقد أوصى الى الحسين (ع).
--------
كفاية الأثر ص 226، الإنصاف في النص ص 184, بهجة النظر ص 63, بحار الأنوار ج 44 ص 138، رياض الأبرار ج 1 ص 143
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
حكي ان الحسن (ع) لما أشرف على الموت قال له الحسين (ع): أريد ان اعلم حالك يا أخي، فقال الحسن (ع): سمعت النبي: لا يفارق العقل منا أهل البيت ما دام الروح فينا, فضع يدك في يدي حتى عاينت ملك الموت اغمز يدك, فوضع يده في يده, فلما كان بعد ساعة غمز يده غمزا خفيفا, فقرب الحسن (ع) اذنه إلى فمه فقال: قال لي ملك الموت: ابشر فان الله عنك راض وجدك شافع.
-------------------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 204, بحار الأنوار ج 44 ص 160, تسلية المجالس ج 2 ص 63
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسن بن فضال, عن الرضا, عن آبائه (ع) قال: لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) الوفاة بكى, فقيل له: يا ابن رسول الله, أ تبكي و مكانك من رسول الله (ص) الذي أنت به, و قد قال فيك رسول الله (ص) ما قال, و قد حججت عشرين حجة ماشيا, و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل و النعل, فقال (ع): إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع, و فراق الأحبة
-------------
الأمالي للصدوق ص 290, روضة الواعظين ص 451, وسائل الشيعة ج 11 ص 131, مستدرك الوسائل ج 7 ص 260, كتاب الزهد ص 79, بحار الأنوار ج 43 ص 332
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثني رجل منا, قال: أتيت الحسن بن علي (ع) فقلت: يا ابن رسول الله (ص), أذللت رقابنا, وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا, ما بقي معك رجل, فقال (ع): ومم ذاك؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية, قال (ع): والله ما سلمت الأمر إليه, إلا أني لم أجد أنصارا, ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري, حتى يحكم الله بيني وبينه, ولكني عرفت أهل الكوفة, وبلوتهم ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا, إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل, إنهم لمختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا, وإن سيوفهم لمشهورة علينا, قال: وهو يكلمني, إذا تنخع الدم فدعا بطست فحمل من بين يديه ملئان مما خرج من جوفه من الدم, فقلت له: ما هذا يا ابن رسول الله؟ إني لأراك وجعا, قال (ع): أجل دس إلي هذا الطاغية من سقاني سما, فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعا كما ترى, قلت: أفلا تتداوى؟ قال (ع): قد سقاني مرتين وهذه الثالثة, لا أجد لها دواء ولقد رقي إلي أنه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجه إليه من السم القتال شربة, فكتب إليه ملك الروم أنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا, فكتب إليه: أن هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة, قد خرج يطلب ملك أبيه, وأنا أريد أن أدس إليه من يسقيه ذلك, فأريح العباد والبلاد منه, ووجه إليه بهدايا وألطاف, فوجه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دس بها, فسقيتها واشترط عليه في ذلك شروطا.
---------------
الإحتجاج ج 2 ص 291, بحار الأنوار ج 44 ص 147, رياض الأبرار ج 1 ص 146 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي أن الحسن (ع) لما دنت وفاته ونفدت أيامه، وجرى السم في بدنه، تغير لونه واخضر، فقال له الحسين (ع): ما لي أرى لونك مائلا إلى الخضرة؟ فبكى الحسن (ع) وقال: يا أخي لقد صح حديث جدي في وفيك، ثم اعتنقه طويلا وبكيا كثيرا. فسئل (ع) عن ذلك؟ فقال: أخبرني جدي قال: لما دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، ومررت على منازل أهل الايمان، رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة إلا أن أحدهما من الزبرجد الأخضر، والآخر من الياقوت الأحمر، فقلت: يا جبرئيل لمن هذان القصران؟ فقال: أحدهما للحسن، والآخر للحسين (ع). فقلت: يا جبرئيل فلم لم يكونا على لون واحد؟ فسكت ولم يرد جوابا, فقلت: لم لا تتكلم؟ قال: حياء منك، فقلت له: سألتك بالله إلا ما أخبرتني, فقال: أما خضرة قصر الحسن (ع) فإنه يموت بالسم، ويخضر لونه عند موته، وأما حمرة قصر الحسين (ع)، فإنه يقتل ويحمر وجهه بالدم. فعند ذلك بكيا وضج الحاضرون بالبكاء والنحيب.
-------------------
بحار الأنوار ج 44 ص 145, رياض الأبرار ج 1 ص 145
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله (ص) ذات يوم ودخل في أثره الحسن والحسين (ع) وجلسا إلى جانبيه, فأخذ الحسن على ركبته اليمنى والحسين على ركبته اليسرى وجعل يقبل هذا تارة وهذا أخرى, وإذا بجبرئيل (ع) قد نزل وقال: يا رسول الله إنك لتحب الحسن والحسين؟ فقال: وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقرتا عيني! فقال جبرئيل (ع): يا نبي الله, إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له, فقال: وما هو يا أخي؟ قال: قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموماً وعلى هذا الحسين أن يموت مذبوحاً وإن لكل نبي دعوة مستجابة, فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسين, فادع الله أن يسلمهما من السم والقتل, وإن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة, فقال النبي (ص): يا جبرئيل أنا راض بحكم ربي لا اريد إلا ما يريده, وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتي ويقضي الله في ولدي ما يشاء.
-------
بحار الأنوار ج44 ص241
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الصادق, عن آبائه (ع): أن الحسن (ع) قال لأهل بيته: إني أموت بالسم كما مات رسول الله (ص), فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس, فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك, قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك, قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا, ولو أخرجتها ما قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس, فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد, وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن, فانصرف إلى منزله وهو صائم, فأخرجت له وقت الإفطار وكان يوما حارا شربة لبن, وقد ألقت فيها ذلك السم فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله, والله لا تصيبين مني خلفا ولقد غرك وسخر منك والله يخزيك ويخزيه, فمكث (ع) يومين ثم مضى, فغدر معاوية بها ولم يف لها بما عاهد عليه
----------
الخرائج ج 1 ص 241, مرآة العقول ج 5 شرح ص 355, بحار الأنوار ج 44 ص 153, رياض الأبرار ج 1 ص 147 باختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين (ع), وابنته جعدة سمت الحسن (ع) ومحمد ابنه شرك في دم الحسين (ع).
------------------
الكافي ج 8 ص 167, الوافي ج 2 ص 239, بحار الأنوار ج 42 ص 228
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي بكر الحضرمي قال: إن جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي (ع), وسمت مولاة له, فأما مولاته فقاءت السم, وأما الحسن (ع) فاستمسك في بطنه, ثم انتفط به فمات.
----------------
الكافي ج 1 ص 462, الوافي ج 3 ص 753, بحار الأنوار ج 44 ص 144, رياض الأبرار ج 1 ص 145
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
وروي أن معاوية دفع السم إلى امرأة الحسن بن علي (ع) جعدة بنت الأشعث, وقال لها: اسقيه فإذا مات هو, زوجتك ابني يزيد, فلما سقته السم ومات صلوات الله عليه, جاءت الملعونة إلى معاوية الملعون فقالت: زوجني يزيد, فقال: اذهبي فإن امرأة لا تصلح للحسن بن علي (ع), لا تصلح لابني يزيد.
------------------
الإحتجاج ج 2 ص 292, بحار الأنوار ج 44 ص 147, رياض الأبرار ج 1 ص 146
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن مغيرة قال: أرسل معاوية إلى جعدة بنت الأشعث: أني مزوجك ابني يزيد, على أن تسمي الحسن (ع), وبعث إليها مائة ألف درهم, ففعلت, وسمت الحسن (ع), (1) فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد, فخلف عليها رجل من آل طلحة, فأولدها, وكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم, وقالوا: يا بني مسمة الأزواج.
----------------
(1) من هنا في كشف الغمة
الإرشاد ج 2 ص 16, مجموعة النفيسة ص 284, بحار الأنوار ج 44 ص 155, كشف الغمة ج 1 ص 585
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن علي بن الحسين (ع) قال: دخل الحسين (ع) على عمي الحسن (ع) حدثان ما سقي السم فقام لحاجة الإنسان ثم رجع, فقال (ع): سقيت السم عدة مرات وما سقيت مثل هذه, لقد لفظت طائفة من كبدي, ورأيتني أقلبه بعود في يدي, فقال له الحسين (ع): يا أخي, ومن سقاك؟ قال (ع): وما تريد بذلك؟ فإن كان الذي أظنه فالله حسيبه, وإن كان غيره فما أحب أن يؤخذ بي بريء, فلم يلبث بعد ذلك إلا ثلاثا حتى توفي صلوات الله عليه.
---------------
بحار الأنوار ج 44 ص 148
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمر بن إسحاق قال: كنت مع الحسن والحسين (ع) في الدار, فدخل الحسن (ع) المخرج, ثم خرج فقال (ع): لقد سقيت السم مرارا, ما سقيته مثل هذه المرة, لقد لفظت قطعة من كبدي, فجعلت أقلبها بعود معي, فقال له الحسين (ع), ومن سقاكه؟ قال (ع): وما تريد منه؟ أتريد قتله, إن يكن هو هو, فالله أشد نقمة منك, وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء.
----------------
الإرشاد للمفيد ج 2 ص 16, روضة الواعظين ج 1 ص 167, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 42, كشف الغمة ج 1 ص 585, الدر النظيم ص 511, تسلية المجالس ج 2 ص 62, مدينة المعاجز ج 3 ص 374, بحار الأنوار ج 44 ص 156
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): لما حضرت الإمام الحسن (ع) الوفاة، قال: يا قنبر: أنظر هل ترى وراء بابك مؤمناً من غير آل محمد، فقال: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال امض فادع لي محمد بن علي، قال: فأتيته، فلما دخلت عليه قال: هل حدث إلا خير؟ قلت: أجب أبا محمد، فعجل عن شسع نعله فلم يسوه، فخرج معي يعدو. فلما قام بين يديه سلم، فقال له الحسن (ع): اجلس فليس يغيب مثلك عن سماع كلامٍ يحيا به الأموات، و يموت به الأحياء، كونوا أوعية العلم ومصابيح الدجى، فإن ضوء النهار بعضه اضوأ من بعض، أما علمت أن الله عز وجل جعل ولد إبراهيم أئمةً وفضل بعضهم على بعض، وآتى داود زبوراً، وقد علمت بما استأثر الله محمداً (ص). يا محمد بن علي! إني لا أخاف عليك الحسد، وإنما وصف الله تعالى به الكافرين فقال: {كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}، ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطاناً. يا محمد بن علي، ألا أخبرك بما سمعت من أبيك (ع) فيك؟ قال: بلى. قال سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحب أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبر محمداً. يا محمد بن علي! لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك. يا محمد بن علي! أما علمت: أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي، إمام من بعدي، وعند الله في الكتاب الماضي، وراثة النبي أصابها في وراثة أبيه وأمه، علم الله أنكم خير خلقه، فاصطفى منكم محمداً واختار محمد علياً، واختارني علي للإمامة، واخترت أنا الحسين. فقال له محمد بن علي: أنت إمامي و سيدي، و أنت وسيلتي إلى محمد، و الله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا وإن في رأسي كلاماً لا تنزفه الدلاء، ولا تغيره بعد الرياح كالكتاب المعجم، في الرق المنمنم، أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل، وما جاءت به الرسل، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق، ويد الكاتب ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله. الحسين أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، أقربنا من رسول الله رحماً، كان إماماً قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أن أحداً خير منا ما اصطفى محمداً (ص)، فلما اختار محمداً، واختار محمد علياً إماماً، واختارك علي بعده، واخترت الحسين بعدك، سلمنا ورضينا بمن هو الرضا، وبمن نسلم به من المشكلات.
----------
الكافي ج1 ص300، اعلام الورى ج 1 ص 216، الوافي ج 2 ص 337, حلية الأبرار ج 3 ص 204, بهجة النظر ص 59, بحار الأنوار ج 44 ص 174
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زياد المخارقي قال: لما حضرت الحسن (ع) الوفاة استدعى الحسين بن علي (ع) فقال: يا أخي، إني مفارقك ولاحق بربي عز وجل وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم، ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله تعالى، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشئ، وانتظر ما يحدث الله عز ذكره في، فإذا قضيت فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (ص) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد رحمة الله عليها فادفني هناك. وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله (ص) فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم, ثم وصى (ع) إليه بأهله وولده وتركاته، وما كان وصى به إليه أمير المؤمنين (ع) حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده. فلما مضى (ع) لسبيله غسله الحسين (ع) وكفنه وحمله على سريره، ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند رسول الله (ص) فتجمعوا له ولبسوا السلاح، فلما توجه به الحسين بن علي (ع) إلى قبر جده رسول الله (ص) ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم، ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة أيدفن عثمان في أقصى المدينة، ويدفن الحسن مع النبي؟! لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف. وكادت الفتنة تقع بين بني هاشم وبني أمية، فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت، فإنا ما نريد أن ندفن صاحبنا عند رسول الله (ص) لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته، ثم نرده إلى جدته فاطمة عليها السلام فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان وصى بدفنه مع النبي (ص) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك، لكنه (ع) كان أعلم بالله ورسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره، ودخل بيته بغير إذنه. ثم أقبل على عائشة فقال لها: وا سوأتاه ! يوما على بغل ويوما على جمل، تريدين أن تطفئي نور الله، وتقاتلين أولياء الله، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين، والله تعالى منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين. وقال الحسين (ع): والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء، وأن لا أهريق في أمره محجمة دم، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها، وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا. ومضوا بالحسن (ع) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد.
----------
الإرشاد ج 2 ص 17, روضة الواعظين ج 1 ص 167, كشف الغمة ج 1 ص 585, بحار الأنوار ج 44 ص 156
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس، قال: دخل الحسين بن علي (ع) على أخيه الحسن بن علي (ع) في مرضه الذي توفي فيه، فقال (ع) له: كيف تجدك يا أخي؟ قال (ع): أجدني في أول يوم من أيام الآخرة, وآخر يوم من أيام الدنيا، واعلم أني لا أسبق أجلي، وأني وارد على أبي وجدي (ع)، على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة، واستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه، بل على محبة مني للقاء رسول الله (ص), وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع), ولقاء فاطمة وحمزة وجعفر (ع)، وفي الله خلف من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودرك من كل ما فات, رأيت يا أخي كبدي آنفا في الطست، ولقد عرفت من دهاني، ومن أين أتيت، فما أنت صانع به يا أخي؟ فقال الحسين (ع): أقتله والله, قال (ع): فلا أخبرك به أبدا حتى نلقى رسول الله (ص)، ولكن اكتب: هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي (ع)، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته، لا شريك له في الملك، ولا ولي له من الذل، وأنه خلق كل شئ فقدره تقديرا، وأنه أولى من عبد وأحق من حمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن تاب إليه اهتدى, فإني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك، أن تصفح عن مسيئهم، وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفا ووالدا، وأن تدفنني مع جدي رسول الله (ص) فإني أحق به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله (تعالى) فيما أنزله على نبيه (ص) في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرب الله (عز وجل) منك، والرحم الماسة من رسول الله (ص) أن لا تهريق في محجمة من دم, حتى نلقى رسول الله (ص) فنختصم إليه، ونخبر بما كان من الناس إلينا بعده, ثم قبض (ع). (1) قال ابن عباس: فدعاني الحسين (ع), وعبد الله بن جعفر, وعلي بن عبد الله بن العباس, فقال: اغسلوا ابن عمكم، فغسلناه وحنطناه وألبسناه أكفانه، ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد، وإن الحسين (ع) أمر أن يفتح البيت، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان, ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان، وقالوا: أيدفن أمير المؤمنين عثمان الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان, ويدفن الحسن (ع) مع رسول الله (ص)! والله لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السيوف بيننا, وتنقصف الرماح, وينفد النبل, فقال الحسين (ع): أما والله الذي حرم مكة للحسن بن علي بن فاطمة (ع), أحق برسول الله (ص) وبيته ممن أدخل بيته بغير إذنه، وهو والله أحق به من حمال الخطايا، مسير أبي ذر، الفاعل بعمار ما فعل، وبعبد الله ما صنع، الحامي الحمى، المؤوي لطريد رسول الله (ص)، لكنكم صرتم بعده الامراء، وبايعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء, قال: فحملناه، فأتينا به قبر أمه فاطمة (ع) فدفناه إلى جنبها, قال ابن عباس: وكنت أول من انصرف فسمعت اللغط, وخفت أن يعجل الحسين (ع) على من قد أقبل، ورأيت شخصا علمت الشر فيه، فأقبلت مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت: إلي إلي يا بن عباس، لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب, فقلت: واسوأتاه! يوم على بغل، ويوم على جمل، تريدين أن تطفئي فيه نور الله، وتقاتلي أولياء الله، وتحولي بين رسول الله (ص) وبين حبيبه أن يدفن معه، ارجعي فقد كفى الله (تعالى) المؤنة، ودفن الحسن إلى جنب أمه (ع)، فلم يزدد من الله (تعالى) إلا قربا، وما ازددتم منه والله إلا بعدا، ياسوأتاه! انصرفي فقد رأيت ما سرك, قال: فقطبت في وجهي، ونادت بأعلى صوتها: أما نسيتم الجمل يا بن عباس، إنكم لذوو أحقاد, فقلت: أما والله ما نسيه أهل السماء، فكيف ينساه أهل الأرض؟! فانصرفت وهي تقول: فألقت عصاها فاستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر. (2)
----------------
(1) إلى هنا في تفسير كنز الدقائق
(2) الأمالي للطوسي ص 158, مدينة المعاجز ج 3 ص 376, بحار الأنوار ج 44 ص 151, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 421
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما حضر الحسن بن علي (ع) الوفاة، قال للحسين (ع): يا أخي، إني أوصيك بوصية فاحفظها: إذا أنا مت فهيئني، ثم وجهني إلى رسول الله (ص) لأحدث به عهدا، ثم اصرفني إلى أمي (ع)، ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله، والناس صنيعها عداوتها لله ولرسوله، وعداوتها لنا أهل البيت. فلما قبض الحسن (ع) ووضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله (ص) الذي كان يصلي فيه على الجنائز, فصلى عليه الحسين (ع) وحمل وأدخل إلى المسجد, فلما أوقف على قبر رسول الله (ص) ذهب ذو العيينتين إلى عائشة, فقال لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي (ص), فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا – فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي, فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله (ص) حجابه, فقال لها الحسين (ع): قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (ص), وأدخلت عليه بيته من لا يحب قربه, وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة.
---------
الكافي ج 1 ص 300, الوافي ج 2 ص 339, حلية الأبرار ج 3 ص 203, مدينة المعاجز ج 3 ص 340, بهجة النظر ص 58, بحار الأنوار ج 99 ص 264, إثبات الهداة ج 4 ص 18 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن الصادق (ع) قال: لما حضرت الحسن بن علي (ع) الوفاة بكى بكاء شديدا, وقال (ع): إني أقدم على أمر عظيم, وهول لم أقدم على مثله قط, ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع, فقال (ع): يا أخي, احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (ص) لأجدد به عهدي, ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد, فادفني فستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله (ص) فيجلبون في منعكم, وبالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم, فلما غسله وكفنه الحسين (ع), وحمله على سريره وتوجه إلى قبر جده رسول الله (ص) ليجدد به عهدا, أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية, فقال: أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي (ص), لا يكون ذلك أبدا, ولحقت عائشة على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب, فقال ابن عباس لمروان بن الحكم: لا نريد دفن صاحبنا, فإنه كان أعلم بحرمة قبر رسول الله (ص) من أن يطرق عليه هجما كما طرق ذلك غيره, ودخل بيته بغير إذنه, انصرف, فنحن ندفنه بالبقيع, كما وصى ثم قال لعائشة: واسوأتاه يوما على بغل, ويوما على جمل, وفي رواية: يوما تجملت, ويوما تبغلت, وإن عشت تفيلت, فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال:
يا بنت أبي بكر لا كان ولا كنت ... لك التسع من الثمن وبالكل تملكت
تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت
----------------
الخرائج والجرائح ج 1 ص 242, بحار الأنوار ج 44 ص 154
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): أول امرأة ركبت البغل بعد رسول الله (ص) عائشة, جاءت إلى المسجد فمنعت أن يدفن الحسن بن علي (ع) مع رسول الله (ص).
--------------
علل الشرائع ج 1 ص 225, بحار الأنوار ج 44 ص 150
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الحسين بن علي (ع) أراد أن يدفن الحسن بن علي (ع) مع رسول الله (ص) وجمع جمعا, فقال رجل سمع الحسن بن علي (ع) يقول: قولوا للحسين (ع): أن لا يهرق في دما, لو لا ذلك ما انتهى الحسين (ع) حتى يدفنه مع رسول الله (ص).
--------------
علل الشرائع ج 1 ص 225, بحار الأنوار ج 44 ص 150
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال الحسين (ع) لما وضع الحسن (ع) في لحده:
أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي... ورأسك معفور وأنت سليب
أو استمتع الدنيا لشيء احبه... ألا كل ما أدنى إليك حبيب
فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة... عليك وما هبت صبا وجنوب
وما هملت عيني من الدمع قطرة... وما اخضر في دوح الحجاز قضيب
بكائي طويل والدموع غزيرة... وأنت بعيد والمزار قريب
غريب وأطراف البيوت تحوطه... ألا كل من تحت التراب غريب
ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى... وكل فتى للموت فيه نصيب
فليس حريبا من اصيب بماله.... ولكن من وارى أخاه حريب
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه... وليس لمن تحت التراب نسيب
-------------------
مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 45, تسلية المجالس ج 2 ص 65, بحار الأنوار ج 44 ص 160, شرح الأخبار ج 3 ص 132
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي البختري, عن جعفر, عن أبيه (ع): إن الحسين بن علي (ع) كان يزور قبر الحسن (ع) في كل عشية جمعة.
-------------------
قرب الإسناد ص 139, وسائل الشيعة ج 14 ص 408, بحار الأنوار ج 44 ص 150
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية