في النورانية

عن جابر, عن أبي جعفر (ع) قال قال: إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له: يا بن رسول الله عدهم بأسمائهم فمن هؤلاء الاربعة عشر نورا؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين وتاسعهم قائمهم, ثم عدهم بأسمائهم ثم قال: نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله (ص), ونحن المثاني التي أعطاها الله نبينا, ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله, ووديعة الله جل اسمه في عباده, وحرم الله الاكبر وعهده المسؤل عنه, فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفره فقد خفر ذمة الله وعهده, عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا, نحن الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا, ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه, إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا, وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه على عباده ولسانه الناطق في خلقه, ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه, وخزان علمه وتراجمة وحيه وأعلام دينه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى, وبنا إثمرت الاشجار وأينعت الثمار وجرت الانهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الارض, وبعبادتنا عبد الله, ولولانا ما عُرف الله, وأيم الله لولا وصية سبقت وعهد أُخذ علينا لقلت قولا يعجب منه, أو يذهل منه الاولون والآخرون.

----------

المحتضر ص 228, بحار الأنوار ج 25 ص 4

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) قال: أخبرني جبرئيل (ع) لما أثبت الله تبارك وتعالى إسم محمد في ساق العرش قلت: يا رب هذا الاسم المكتوب في سرداق العرش أرى أعز خلقك عليك؟ قال: فأراه الله اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والارض, فقال: يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم؟ فقال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن وهذا نور الحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد, وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر، قال: فكان رسول الله (ص) يقول: ما أحد يتقرب إلى الله عز وجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته من النار.

--------

كفاية الأثر ص 169, الإنصاف في النص ص 324, بحار الأنوار ج 36 ص 341, إثبات الهداة ج 2 ص 171 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن مسعود قال: دخلت يوما على رسول الله (ص) فقلت: يا رسول الله ارني الحق لأتصل به فقال: يا عبد الله لجّ المخدع قال فولجت المخدع وعلي بن أبي طالب يصلي وهو يقول في ركوعه وسجوده: اللهم بحق محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي, فخرجت حتى أخبرتُ به رسول الله (ص) فرأيته وهو يصلي ويقول: اللهم بحق علي ابن أبي طالب (ع) عبدك اغفر للخاطئين من أمتي, قال: فأخذني هلع حتى غشي عليّ فرفع النبي (ص) رأسه وقال يا ابن مسعود أكفر بعد إيمان؟ فقلت حاشا وكلا يا رسول الله (ص) ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك ورأيتك تسأل الله به فلم أعلم أيكم أفضل عند الله! فقال (ص): اجلس فقال ابن مسعود فجلست بين يديه فقال لي اعلم ان الله تعالى خلقني وخلق عليا من نور عظمته قبل ان يخلق الخلق بألفي عام إذ لا تقديس ولا تسبيح ففتق نوري فخلق منه السموات والارض وإنّا والله أجلّ من السموات والارض, وفتق نور علي بن أبي طالب (ع) فخلق منه العرش والكرسي وعلي بن أبي طالب أفضل من العرش والكرسي, وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم والحسن أفضل من اللوح والقلم, وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين والحسين والله أجل من الجنان والحور العين, ثم أظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى ان يكشف عنهم تلك الظلمة فتكلم الله جل جلاله بكلمة فخلق منها روحا ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الروح نورا فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش فزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء ولذلك سميت الزهراء لأن نورها زهرت به السموات. يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لعلي بن أبي طالب ولي أَدخلا الجنة من شئتما, وأَدخلا النار من شئتما وذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} فالكافر من جحد نبوتي والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب فالنار أمده والجنة لشيعته ومحبيه.

-----------

الفضائل لابن شاذان ص 128، الروضة في الفضائل ص 112, مدينة المعاجز ج 3 ص 219, بحار الأنوار ج 40 ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث طويل أنه قال لعمه العباس (ع): يا عم لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا, ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحا, فمزج النور بالروح فخلقني, وأخي عليا, وفاطمة, والحسن, والحسين, فكنا نسبحه حين لا تسبيح, ونقدسه حين لا تقديس, فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري, فخلق منه العرش, فنور العرش من نوري, ونوري خير من نور العرش, ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب (ع) فخلق منه نور الملائكة, فنور الملائكة من نور علي, فنور علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فاطمة (ع) فخلق منه نور السماوات والارض ونور ابنتي فاطمة من نور الله فنور ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض. ثم فتق نور ولدي الحسن (ع), فخلق منه نور الشمس والقمر, فنور الشمس والقمر من نور ولدي الحسن, ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور ولدي الحسين (ع), فخلق منه الجنة, والحور العين, فنور الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين, ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر الله الظلمات أن تمر على السموات فأظلمت السماوات على الملائكة, فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس, وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا, وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤسا, فبحق هذه الاشباح إلا كشفت عنا هذه الظلمة, فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة (ع) قناديل معلقة في بطنان العرش, فازهرت السماوات والارض, ثم أشرقت بنورها, فلأجل ذلك سميت الزهراء, فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أزهرت منه السماوات والارض؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي, وزوجة وليي, وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم, وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها, ثم لمحبيها إلى يوم القيامة.

-------------

تأويل الآيات ص 144, البرهان ج 2 ص 126, حلية الأبرار ج 3 ص 99, غاية المرام ج 1 ص 42, مدينة المعاجز ج 3 ص 222, بحار الأنوار ج 37 ص 83, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 465, العوالم ج 11 ص 21

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله (ع) في قول الله تعالى: {الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكوة} فاطمة (ع) {فيها مصباح} الحسن {المصباح في زجاجة} الحسين {الزجاجة كأنها كوكب درّي} فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا {يُوقد من شجرة مباركة} إبراهيم (ع) {زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا يهودية ولا نصرانية {يكاد زيتها يضيء} يكاد العلم ينفجر بها {ولو لم تمسسه نار نور على نور} إمام منها بعد إمام {يهدي الله لنوره من يشاء} يهدي الله للأئمة من يشاء {ويضرب الله الامثال للناس}.

---------

(2) الكافي ج 1 ص 195, مسائل علي بن جعفر × ص 316, تفسير القمي ج 2 ص 102, الوافي ج 3 ص 511, تأويل الآيات ص 357, البرهان ج 4 ص 67, اللوامع النورانية ص 429, غاية المرام ج 3 ص 259, بحار الأنوار ج 4 ص 18, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 602, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن زياد قال: سأل ابن مهران عبد الله بن العباس عن تفسير قوله تعالى {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} فقال ابن عباس: إنا كنا عند رسول الله (ص) فأقبل علي بن أبي طالب (ع) فلما رآه النبي (ص) تبسم في وجهه وقال: مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام, فقلت: يا رسول الله أكان الابن قبل الاب؟ قال: نعم, إن الله تعالى خلقني وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني من نصفه وخلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء كلها, ثم خلق الاشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري ونور علي, ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة, فسبحنا فسبحت الملائكة وهللنا فهللت الملائكة, وكبرنا فكبرت الملائكة وكان ذلك من تعليمي وتعليم علي, وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي ولا يدخل الجنة مبغض لي ولعلي. ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الحياة من الفردوس فما أحد من شيعة علي إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها فيشرب به فبذلك الماء ينبت الايمان في قلبه كما ينبت الزرع, فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي ومن ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الائمة من ولد الحسين, فقلت: يا رسول الله ومن هم الائمة؟ قال: أحد عشر مني وأبوهم علي بن أبي طالب ثم قال النبي (ص): الحمد لله الذي جعل محبة علي والايمان سببين يعني سببا لدخول الجنة وسببا للنجاة من النار.

------------

تأويل الآيات ص 488، إرشاد القلوب ج 2 ص 404، البرهان ج 4 ص 634, غاية المرام ج 1 ص 47, حلية الأبرار ج 2 ص 11, بحار الأنوار ج 24 ص 88, تفسير نور الثقلين ج 11 ص 193

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) قال قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه, إذْ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره, رأى النور, ولم يتبين الاشباح, فقال: يا رب ما هذه الانوار؟! قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك, إذ كنت وعاء لتلك الاشباح. فقال آدم: يا رب لو بينتها لي؟ فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش, فنظر آدم, ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش, فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا, فقال: يا رب ما هذه الاشباح؟ قال الله تعالى: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي, شققت له اسما من اسمي, وهذا علي, وأنا العلي العظيم, شققت له اسما من اسمي, وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والارض, فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي, وفاطم أوليائي عما يعتريهم ويسيئهم فشققت لها اسما من اسمي, وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن والمجمل شققت اسميهما من اسمي, هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي, بهم آخذ, وبهم أعطي, وبهم أعاقب, وبهم أثيب, فتوسل إلي بهم يا آدم, وإذا دهتك داهية, فاجعلهم إلي شفعاءك, فاني آليت على نفسي قسما حقا أن لا أخيب بهم آملا, ولا أرد بهم سائلا.

فذلك حين زلت منه الخطيئة, دعا الله عز وجل بهم, فتاب عليه وغفر له.

------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 219، تأويل الآيات ص 51، تفسير الصافي ج 1 ص 115، المحتضر ص 275, غاية المرام ج 4 ص 178, البرهان ج 1 ص 196, بحار الأنوار ج 11 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 376

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا, وقدسنا فقدسوا, وهللنا فهللوا, ومجدنا فمجدوا, ووحدنا فوحدوا, ثم خلق الله السماوات والأرضين وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا ولا تمجيدا, فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا, وقدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا, ومجدنا ومجدت شيعتنا فمجدت الملائكة لتمجيدنا, ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملائكة لتوحيدنا, وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا فنحن الموحدون حين لا موحد غيرنا وحقيق على الله تعالى كما اختصنا واختص شيعتنا أن ينزلنا في أعلى عليين إن الله سبحانه وتعالى اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن تكون أجساما فدعانا وأجبنا فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نسبق أن نستغفر الله.

----------

جامع الأخبار ص 9، كشف الغمة ج 1 ص 458, المحتضر ص127, بحار الأنوار ج 26 ص 343

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سلمان قال: قال لي رسول الله (ص): إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا, فقلت: يا رسول الله, لقد عرفت هذا من أهل الكتابين, فقال: يا سلمان هل علمت مَن نقبائي ومَن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. فقال: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره, ودعاني فأطعته, وخلق من نوري عليا, ودعاه فأطاعه, وخلق من نور علي فاطمة, ودعاها فأطاعته, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن, ودعاه فأطاعه, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين, فدعاه فأطاعه, ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه, فالله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الاحسان وهذا الحسن, والله المحسن وهذا الحسين, ثم خلق منا ومن نور الحسين, تسعة أئمة, فدعاهم فأطاعوه, قبل أن يخلق سماء مبنية, وأرضا مدحية, ولا ملكا ولا بشرا, وكنا نورا نسبح الله, ونسمع له ونطيع. قال سلمان: فقلت يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان, من عرفهم حق معرفتهم, واقتدى بهم, ووالى وليهم, وتبرأ من عدوهم, فهو والله منا, يرد حيث نرد, ويسكن حيث نسكن, فقلت: يا رسول الله, وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان, فقلت: يا رسول الله, فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين, ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين, ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق, ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله عز وجل, ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله, ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق الله, ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله, ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله, ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله, ثم قال: يا سلمان, إنك مدركه, ومن كان مثلك, ومن تولاه بحقيقة المعرفة, قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت: يا رسول الله وإني مُؤجَّل إلى عهده؟ قال: يا سلمان إقرأ {فإذا جاء وعد ألاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}. قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي, ثم قلت: يا رسول الله, أبعهد منك؟ فقال: إي والله, الذي أرسل محمدا بالحق, مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة, وكل من هو منا ومعنا, ومضام فينا, إي والله يا سلمان, وليحضرن إبليس وجنوده, وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا, حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار، ولا يَظلم ربك أحدا, ويحقق تأويل هذه الآية: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}, قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (ص) وما يبالي سلمان متى لقي الموت, أو الموت لقيه.

----------------

دلائل الإمامة ص 447, مقتضب الأثر ص 6, البرهان ج 3 ص 503, حلية الأبرار ج 5 ص 358, الإنصاف في النص ص 474, بحار الأنوار ج 53 ص 142       

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن حجارة, قال: رأيت الحسن بن علي (ع) وقد مرت به صريمة من الظباء, فصاح بهن, فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه, فقلنا: يابن رسول الله, هذا وحش, فأرنا آية من أمر السماء, فأومأ نحو السماء, ففُتحت الابواب, ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة, وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب, فقلنا: يا بن رسول الله ردها, فقال لي: نحن الأولون والآخرون, ونحن الآمرون, ونحن النور, ننور الروحانيين, ننور بنور الله, ونروح بروحه, فينا مسكنه, وإلينا معدنه, الآخر منا كالأول, والأول منا كالآخر.

----------

دلائل الإمامة ص 168، نوادر المعجزات ص 231، ينابيع المعاجز ص 81, إثبات الهداة ج 4 ص 25,مدينة المعاجز ج 3 ص 237

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام موسى الكاظم (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (ص) من نور إخترعه من نور عظمته وجلاله, وهو نور لاهوتيته الذي تبدى وتجلى لموسى بن عمران (ع) في طور سيناء, فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته, ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه, وكان ذلك النور نور محمد (ص), فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين, فخلق من الشطر الاول محمدا, ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب (ع), ولم يخلق من ذلك النور غيرهما, خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه, وصورهما على صورتهما, وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه, وخلفاء على خليقته, وعينا له عليهم, ولسانا له إليهم, قد استودع فيهما علمه, وعلمهما البيان, واستطلعهما على غيبه وعلى نفسه, وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه, لا يقوم واحد بغير صاحبه, ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية, ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما, وهو قوله تعالى {وللبسنا عليهم ما يلبسون} فهما مقاما رب العالمين, وحجابا خالق الخلائق أجمعين, بهما فتح الله بدء الخلق, وبهما يختم الملك والمقادير, ثم اقتبس من نور محمد فاطمة (ع) ابنته كما اقتبس نور علي من نوره, واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين (ع) كاقتباس المصابيح, هم خلقوا من الانوار, وانتقلوا من ظهر إلى ظهر, وصلب إلى صلب, ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة, بل نقلا بعد نقل, لا من ماء مهين, ولا نطفة خشرة كسائر خلقه, بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات, لأنهم صفوة الصفوة, اصطفاهم لنفسه وجعلهم خزان علمه, وبلغاء عنه إلى خلقه, أقامهم مقام نفسه, لأنه لا يرى ولا يُدرك ولا تُعرف كيفيته ولا إنيته, فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه, المتصرفون في أمره ونهيه, فبهم يظهر قدرته, ومنهم ترى آياته ومعجزاته, وبهم ومنهم عرف عباده نفسه, وبهم يطاع أمره, ولولاهم ما عُرف الله ولا يُدرى كيف يُعبد الرحمان, فالله يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}.

------------

تأويل الآيات ص 393، البرهان ج 4 ص 192, , بحار الأنوار ج 35 ص 28, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 517

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد, إني خلقتك وعليا نورا, يعني روحا بلا بدن, قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري, فلم تزل تهللني وتمجدني, ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة, فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني, ثم قسمتها ثنتين, وقسمت الثنتين ثنتين, فصارت أربعة: محمد واحد, وعلي واحد, والحسن والحسين ثنتان, ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن, ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا.

------------

الكافي ج 1 ص 440, الوافي ج 3 ص 680, الجواهر السنية ص 422, بحار الأنوار ج 15 ص 18

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا مع رسول الله (ص) إذ أقبل إليه رجل فقال: يا رسول الله, أخبرني عن قوله عز وجل لإبليس {أستكبرت أم كنت من العالين} فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله (ص) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين, كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام, فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود, فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى ولم يسجد, فقال الله تبارك وتعالى {أستكبرت أم كنت من العالين} عنى من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق‏ العرش, فنحن باب الله الذي يؤتى منه, بنا يهتدي المهتدي, فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته, ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره, ولا يحبنا إلا من طاب مولده.

------------

فضائل الشيعة ص 8, تأويل الآيات ص 497, البرهان ج 4 ص 683, اللوامع النورانية ص 559, بحار الأنوار ج 11 ص 142, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 34, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمان بن يزيد: عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ فخلق خمسة من نور جلاله، وجعل لكل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة، فهو الحميد وسمى النبي محمدا (ص)، وهو الأعلى وسمي أمير المؤمنين عليا (ع)، وله الأسماء الحسني فاشتق منها حسنا وحسينا (ع)، وهو فاطر فاشتق لفاطمة (ع) من أسمائه اسما، فلما خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن يمين العرش. وخلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح فذلك قوله: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} فلما خلق الله تعالى آدم (ع) نظر إليهم عن يمين العرش فقال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسما من أسمائي، قال: يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم، قال: يا آدم فهم عندك أمانة، سر من سري، لا يطلع عليه غيرك إلا باذني، قال: نعم يا رب، قال: يا آدم أعطني على ذلك العهد، فأخذ عليه العهد ثم علمه أسماءهم ثم عرضهم على الملائكة ولم يكن علمهم بأسمائهم {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم} (1) علمت الملائكة أنه مستودع وأنه مفضل بالعلم، وأمروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلا له وعبادة لله إذ كان ذلك بحق له، وأبى إبليس الفاسق عن أمر ربه فقال: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه} قال: فقد فضلته عليك حيث أمرت بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطانا ولا من شيعتهم فذلك استثناء اللعين {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} وهم الشيعة. (2)

-----------

(1) الى هنا في بحار الأنوار

(2) تفسير فرات ص 56, بحار الأنوار ج 37 ص 63, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 358, غرر الأخبار ص 205 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر, عن رسول الله (ص) في حديث طويل: ثم لما خلق الله آدم أشار إلينا ونحن عن يمين عرشه مخاطبة لملائكته: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا}، فقال لآدم (ع): {أنبئهم بأسمائهم} فكان الإشارة إلينا، فقال آدم: هذا محمد، وهذا علي، وهذه فاطمة، وهذا الحسن، وهذا الحسين؛ فقال الله: {اسجدوا لآدم فسجدوا} لآدم لفضل علمه، فمن هناك فضله على سائر الأمم‏ {فسجد الملائ‏كة كلهم أجمعون} إلا إبليس استكبر، وكانت الإشارة الثالثة، قال لإبليس: {أستكبرت أم كنت من العالين}، وكان ينظر إلينا ونحن عن يمين العرش، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري في أفق السماء.

-------

غرر الأخبار ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المفضل قال: قال الصادق (ع): إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا, فقيل له: يا ابن رسول الله, ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين (ع), آخرهم القائم الذي يقوم‏ بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم.

-------

كمال الدين ج 2 ص 335, إعلام الورى ص 408, منتخب الأنوار المضيئة ص 196, إثبات الهداة ج 2 ص 91, الإنصاف في النص ص 424, بحار الأنوار ج 25 ص 15

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: سألت رسول الله (ص) عن مولد علي (ع)، قال: يا جابر، سألت عجيبا عن خير مولود! إعلم أن الله تعالى لما أراد أن يخلقني ويخلق عليا (ع) قبل كل شيء خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إن الله تعالى استودعنا في تلك الدرة، فمكثنا فيها مائة ألف عام نسبح الله تعالى ونقدسه، فلما أراد إيجاد الموجودات نظر إلى الدرة بعين التكوين، فذابت وانفجرت نصفين، فجعلني ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل عليا (ع) في النصف الذي احتوى على الإمامة, ثم خلق الله تعالى من تلك الدرة مائة بحر، فمن بعضه بحر العلم، وبحر الكرم، وبحر السخاء، وبحر الرضا، وبحر الرأفة، وبحر الرحمة، وبحر العفة، وبحر الفضل، وبحر الجود، وبحر الشجاعة، وبحر الهيبة، وبحر القدرة، وبحر العظمة، وبحر الجبروت، وبحر الكبرياء، وبحر الملكوت، وبحر الجلال، وبحر النور، وبحر العلو، وبحر العزة، وبحر الكرامة، وبحر اللطف، وبحر الحكم، وبحر المغفرة، وبحر النبوة، وبحر الولاية، فمكثنا في كل بحر من البحور سبعة آلاف عام, ثم إن الله تعالى خلق القلم وقال له: اكتب, قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب توحيدي، فمكث القلم سكران من قول الله عز وجل عشرة آلاف عام, ثم أفاق بعد ذلك، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله, فلما فرغ القلم من كتابة هذه الاسماء قال: رب ومن هؤلاء الذين قرنت اسمهما باسمك؟ قال الله تعالى: يا قلم، محمد نبيي وخاتم أوليائي وأنبيائي، وعلي وليي وخليفتي على عبادي وحجتي عليهم، وعزتي وجلالي لولاهما ما خلقتك ولا خلقت اللوح المحفوظ, ثم قال له: اكتب, قال: وما أكتب؟ قال: اكتب صفاتي وأسمائي، فكتب القلم، فلم يزل يكتب ألف عام حتى كلَّ وملَّ عن ذلك إلى يوم القيامة, ثم إن الله تعالى خلق من نوري السماوات والارض والجنة والنار والكوثر والصراط والعرش والكرسي والحجب والسحاب، وخلق من نور علي ابن أبي طالب الشمس والقمر والنجوم قبل أن يخلق آدم (ع) بألفي عام, ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القلم أن يكتب في كل ورقة من أشجار الجنة، وعلى كل باب من أبوابها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله.

ثم إن الله تعالى أمر نور رسول الله (ص) ونور علي بن أبي طالب (ع) أن يدخلا في حجاب العظمة، ثم حجاب العزة، ثم حجاب الهيبة، ثم حجاب الكبرياء، ثم حجاب الرحمة، ثم حجاب المنزلة، ثم حجاب الرفعة، ثم حجاب السعادة، ثم حجاب النبوة، ثم حجاب الولاية، ثم حجاب الشفاعة، فلم يزالا كذلك من حجاب إلى حجاب، فكل حجاب يمكثان فيه ألف عام, ثم قال: يا جابر، اعلم أن الله تعالى خلقني من نوره، وخلق عليا من نوري، وكلنا من نور واحد، وخلقنا الله تعالى ولم يخلق سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا ولا ظلمة ولا ضياء ولا برا ولا بحرا ولا هواء، وقبل أن يخلق آدم (ع) بألفي عام, ثم إن الله تعالى سبح نفسه فسبحنا، وقدس نفسه فقدسنا، فشكر الله لنا ذلك وقد خلق الله السماوات والارضين من تسبيحي، والسماء رفعها، والارض سطحها، وخلق من تسبيح علي بن أبي طالب الملائكة، فجميع ما سبحت الملائكة لعلي بن أبي طالب وشيعته إلى يوم القيامة، ولما نفخ الله الروح في آدم (ع) قال الله: وعزتي وجلالي، لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدينا ما خلقتك, قال آدم (ع): إلهي وسيدي ومولاي، هل يكونان مني أم لا؟ قال: بلى يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا على ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرفهما زكى وطاب، ومن جهلهما لعن وخاب، ولما خلق الله آدم (ع) ونفخ فيه من روحه نقل روح حبيبه ونبيه ونور وليه في صلب آدم (ع), قال رسول الله (ص): أما أنا فاستقريت في الجانب الايمن، وأما علي بن أبي طالب (ع) في الايسر، وكانت الملائكة يقفون وراءه صفوفا, فقال آدم (ع): يا رب لأي شيء تقف الملائكة ورائي؟ فقال الله تعالى: لأجل نور ولديك اللذين هما في صلبك محمد بن عبد الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ولولاهما ما خلقت الافلاك، وكان يسمع في ظهره التقديس والتسبيح, قال: يا رب اجعلهما أمامي حتى تستقبلني الملائكة، فحولهما تعالى من ظهره إلى جبينه، فصارت الملائكة تقف أمامه صفوفا، فسأل ربه أن يجعلهما في مكان يراه، فنقلنا الله من جبينه إلى يده اليمنى, قال رسول الله (ص): أما أنا كنت في اصبعه السبابة، وعلي في اصبعه الوسطى، وابنتي فاطمة في التي تليها، والحسن في الخنصر، والحسين في الابهام. ثم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم (ع) فسجدوا تعظيما وإجلالا لتلك الاشباح، فتعجب آدم من ذلك فرفع رأسه إلى العرش، فكشف الله عن بصره فرأى نورا فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور محمد صفوتي من خلقي، فرأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور علي بن أبي طالب (ع) وليي وناصر ديني، فرأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الانوار؟! فقال: هذا نور فاطمة، فطم محبيها من النار، وهذان نورا ولديهما الحسن والحسين، فقال: أرى تسعة أنور قد أحدقت بهم، فقيل: هؤلاء الائمة من ولد علي بن أبي طالب وفاطمة (ع) فقال: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا ما عرفتني التسعة من ولد علي (ع), فقال: علي بن الحسين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين, فقال: إلهي وسيدي، إنك قد عرفتني بهم فاجعلهم مني، ويدل على ذلك {وعلم آدم الاسماء كلها}.

----------

مدينة المعاجز ج 2 ص 367

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية