ولد الإمام الحسن بن علي العسكري × يوم الجمعة في الثامن من شهر ربيع الثاني في عام 232.
عاش مع أبيه × ثلاث وعشرون سنة.
كنيته: أبو محمد.
ألقابه: العسكري, الصامت, الهادي, الرفيق, الزكي, السراج, المضيء, الشافي, المرضي.
وكان هو وأبوه وجده عليهم السلام يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.
أمه: أم ولد يقال لها سليل, وقيل حديث.
ولده: صاحب الزمان الإمام المهدي عليه السلام.
كان في سني إمامته بقية أيام المعتز أشهرا, ثم ملك المهتدي, واستشهد × بعد مضي خمسة أشهر من ملك المعتمد.
وفي صفاته قال محمد الشاكري: كان استاذي (يقصد الإمام العسكري ع) اصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ما كان يشرب هذا النبيذ وكان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وأنتبه وهو ساجد، وكان قليل الأكل كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله فيأكل منه الواحد والثنتين ويقول: شل هذا إلى صبيانكم فأقول هذا كله؟ فيقول: خذه ما رأيت قط اشهى منه.
(دلائل الإمامة ص 431)
وفي الكافي ج 1 ص 506, عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي, عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد (ع) فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت: تعرفه؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قط، فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم: مائتا درهم للكسوة، ومائتا درهم للدين، وفي نسخة للدقيق، ومائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم: مائة أشتري بها حمارا ومائة للنفقة ومائة للكسوة وأخرج الى الجبل. قال: فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ فقال: يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذا الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال: هذه خمسمائة درهم: مائتان للكسوة ومائتان للدين ومائة للنفقة، وأعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار، مائة للكسوة، ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء، فصار إلى سوراء وتزوج بامرأة فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف، فقال محمد بن إبراهيم: فقلت له: ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال: فقال: هذا أمر قد جرينا عليه.
وقد كثر فعل المعجزات حتى روي عن أبي هاشم قال: ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد (ع) يوما قط إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
(إعلام الورى ص 375)
وقد كثر الشك فيه ×, حتى ورد في كتاب كمال الدين ج 1 ص 222, عن أحمد بن إسحاق قال: خرج عن أبي محمد (ع) إلى بعض رجاله في عرض كلام له: ما مني أحد من آبائي (عليهم السلام) بما منيت به من شك هذه العصابة في، فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع، وإن كان متصلا ما اتصلت أمور الله عز وجل فما معنى هذا الشك؟
قد سجن × أكثر من مرة في زمان الحكام العباسية عليهم لعنة الله تعالى.
الإرشاد ج 2 ص 330, عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حبس أبو محمد × عند علي بن أوتاش وكان شديد العداوة لآل محمد (عليهم السلام), غليظا على آل أبي طالب, وقيل له: افعل به وافعل, قال: فما أقام إلا يوما حتى وضع خديه له, وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا له وإعظاما, وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولا فيه.
وقد روي في الكافي ج 1 ص 513, سُلم أبو محمد (ع) الى نحرير الخادم، فكان يضيق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك؟ وعرفته صلاحه وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي (ع) قائما يصلي وهي حوله.
استشهد × في عمر ثمان وعشرين سنة في سر من رأى المعروفة بسامراء في الثامن من شهر ربيع الأول مسموما في زمن المعتمد العباسي عليه لعنة الله, وبدأ مرضه من أثر السم في الأول من شهر ربيع الأول.
دفن مع أبيه ‘ في بيته.