وصايا الإمام الصادق بالإمام الكاظم (ع)
عن الفيض بن المختار، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟ فدخل عليه أبو إبراهيم (ع)، وهو يومئذ غلام، فقال: هذا صاحبكم فتمسكوا به. [1]
عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها. فقال: قد فعل الله ذلك. قال: قلت: من هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال: هذا الراقد وهو غلام. [2]
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: دخلت على جعفر بن محمد (ع) في منزله فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له، وهو يدعو وعلى يمينه موسى بن جعفر (ع) يؤمن على دعائه، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت إنقطاعي إليك وخدمتي لك فمن ولي الأمر بعدك؟ فقال: إن موسى قد لبس الدرع وساوى عليه. فقلت له: لا أحتاج بعد هذا إلى شيء. [3]
عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فدخل أبو إبراهيم (ع) وهو غلام، فقال (ع): إستوص به وضع أمره عند من تثق به من أصحابك. [4]
عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: حدثني إسحق بن جعفر (ع) قال: كنت عند أبي يوما فسأله علي بن عمر بن علي فقال: جعلت فداك إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟ فقال: إلى صاحب الثوبين الاصفرين والغديرتين، يعني الذؤابتين، وهو الطالع عليك من هذا الباب، يفتح البابين بيديه جميعا، فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما، ثم دخل علينا أبو إبراهيم (ع). [5]
عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (ع), قال: قال له منصور بن حازم: بأبي أنت وامي إن الأنفس يغدى عليها ويراح، فاذا كان ذلك فمن؟ فقال أبو عبد الله: إذا كان ذلك فهو صاحبكم، فضرب بيده على منكب أبي الحسن الأيمن- فيما أعلم- وهو يومئذ خماسي وعبد الله بن جعفر جالس معنا. [6]
عن الفيض بن المختار في حديث طويل في أمر أبي الحسن (ع) حتى قال أبو عبد الله (ع): هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم إليه فأقر له بحقه، فقمت حتى قبلت يده ورأسه، ودعوت الله عز وجل له. فقال أبو عبد الله (ع): أما إنه لم يؤذن لنا في أول منك. قال: قلت: جعلت فداك فأخبر به أحدا؟ فقال: نعم أهلك وولدك، وكان معي أهلي وولدي ورفقائي، وكان يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله عز وجل وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت به عجلة، فخرج فأتبعته فلما إنتهيت الى الباب سمعت أبا عبد الله (ع) يقول له: وقد سبقني إليه يا يونس، الأمر كما قال لك فيض. قال: فقال: سمعت وأطعت. فقال لي أبو عبد الله (ع): خذه اليك يا فيض. [7]
عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (ع), عن أبي عبد الله (ع), قال: قلت له: إن كان كون- ولا أراني الله ذلك- فبمن أئتم؟ قال: فأومأ إلى إبنه موسى (ع). قلت: فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده. قلت: فإن حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا وإبنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده ثم قال: هكذا أبدا. قلت: فإن لم أعرفه ولا أعرف موضعه؟ قال: تقول: أللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي، فإن ذلك يجزيك إن شاء الله. [8]
عن المفضل بن عمر، قال: ذكر أبو عبد الله (ع) أبا الحسن موسى، وهو يومئذ غلام. فقال: هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه، ثم قال: لا تجفوا إسماعيل. [9]
عن يعقوب السراج، قال دخلت على أبي عبد الله (ع) وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى (ع) وهو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه فقال لي: أدن من مولاك فسلم عليه. فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح، ثم قال لي: إذهب فغير إسم إبنتك التي سميتها أمس، فإنه إسم يبغضه الله وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء. فقال أبو عبد الله (ع): إنته إلى أمره ترشد فغيرت إسمها. [10]
روى أبو أيوب الخوزي قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل, فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب, فلما سلمت عليه رمى الكتاب إلي وهو يبكي وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات, ف{إنا لله وإنا إليه راجعون ثلاثا} وأين مثل جعفر؟ ثم قال لي: اكتب, فكتبت صدر الكتاب, ثم قال: اكتب: إن كان قد أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه. قال: فرجع الجواب إليه: أنه قد أوصى إلى خمسة، أحدهم أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان, وعبد الله وموسى ابني جعفر (ع), وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل. [11]
عن سليمان بن خالد، قال: دعا أبو عبد الله (ع) أبا الحسن (ع) يوما ونحن عنده، فقال لنا: عليكم بهذا فهو والله صاحبكم بعدي. [12]
عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن صاحب الأمر. فقال: إن صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب. وأقبل أبو الحسن موسى (ع) وهو صغير ومعه عناق مكية وهو يقول لها: اسجدي لربك، فأخذه أبو عبد الله (ع) وضمه إليه وقال: بأبي وامي من لا يلهو ولا يلعب. [13]
عن معاذ بن كثير, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الوصية نزلت من السماء على محمد (ص) كتابا, لم ينزل على محمد (ص) كتاب مختوم إلا الوصية, فقال جبرئيل (ع): يا محمد, هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك, فقال رسول الله (ص): أي أهل بيتي يا جبرئيل؟ قال: نجيب الله منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم (ع) وميراثه لعلي (ع) وذريتك من صلبه, قال: وكان عليها خواتيم, قال: ففتح علي (ع) الخاتم الأول ومضى لما فيها, ثم فتح الحسن (ع) الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها, فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين (ع) الخاتم الثالث, فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل, واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك, قال ففعل (ع), فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين (ع) قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع, فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم, فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي (ع) ففتح الخاتم الخامس, فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله, ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه, قال: قلت له: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: فقال: ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي, قال: فقلت: أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات, قال: قد فعل الله ذلك يا معاذ, قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟ قال: هذا الراقد, وأشار بيده إلى العبد الصالح[14] (ع) وهو راقد. [15]
[1] الكافي ج 1 ص 307, الإرشاد ج 2 ص 217, روضة الواعظين ج 1 ص 213, إعلام الورى ص 297, كشف الغمة ج 2 ص 220, الصراط المستقيم ج 2 ص 163, الوافي ج 2 ص 350, إثبات الهداة ج 4 ص 216, حلية الأبرار ج 4 ص 321, بهجة النظر ص 81, بحار الأنوار ج 48 ص 18, العوالم ج 21 ص 36
[2] الكافي ج 1 ص 308, الإرشاد ج 2 ص 217, إعلام الورى ص 296, كشف الغمة ج 2 ص 219, الوافي ج 2 ص 350, إثبات الهداة ج 4 ص 216, حلية الأبرار ج 4 ص 321, بهجة النظر ص 81, بحار الأنوار ج 48 ص 17, العوالم ج 21 ص 35
[3] الكافي ج 1 ص 308, الإرشاد ج 2 ص 217, كشف الغمة ج 2 ص 220, الوافي ج 2 ص 357, حلية الأبرار ج 4 ص 322, بهجة النظر ص 82, بحار الأنوار ج 48 ص 17, العوالم ج 21 ص 56, خاتمة المستدرك ج 9 ص 271
[4] الكافي ج 1 ص 308, إعلام الورى ص 296, كشف الغمة ج 2 ص 219, الوافي ج 2 ص 350, حلية الأبرار ج 4 ص 322, بهجة النظر ص 82, بحار الأنوار ج 48 ص 17, العوالم ج 21 ص 34
[5] الكافي ج 1 ص 308, الإرشاد ج 2 ص 219, إعلام الورى ص 299, الوافي ج 2 ص 351, إثبات الهداة ج 4 ص 217, حلية الأبرار ح 4 ص 323, مدينة المعاجز ج 6 ص 148, بهجة النظر ص 82, بحار الانوار ج 48 ص 20, العوالم ج 21 ص 33, خاتمة المستدرك ج 8 ص 226
[6] الكافي ج 1 ص 309, الغيبة للنعماني ص 329, الإرشاد ج 2 ص 218, إعلام الورى ص 297, كشف الغمة ج 2 ص 220, الوافي ج 2 ص 351, إثبات الهداة ج 4 ص 217, حلية الأبرار ح 4 ص 324, بحار الانوار ج 48 ص 18, العوالم ج 21 ص 36
[7] بصائر الدرجات ج ص 336, الكافي ج 1 ص 309, الغيبة للعنماني ص 326, الوافي ج 2 ص 352, حلية الأبرار ح 4 ص 325, بهجة النظر ص 83, بحار الأنورا ج 47 ص 83, العوالم ج 21 ص 54, رجال الكشي ص 355
[8] الكافي ج 1 ص 309, الوافي ج 2 ص 352, حلية الأبرار ح 4 ص 324, بهجة النظر ص 83, بحار الانوار ج 48 ص 18
[9] الكافي ج 1 ص 309, الوافي ج 2 ص 355, إثبات الهداة ج 4 ص 217, حلية الأبرار ح 4 ص 325, بهجة النظر ص 83
[10] الكافي ج 1 ص 310, الإرشاد ج 2 ص 219, دلائل الإمامة ص 326, إعلام الورى ص 299, الثاقب في المناقب ص 433,مناقب آشوب ج 4 ص 287, كشف الغمة ج 2 ص 221, الوافي ج 2 ص 354, حلية الأبرار ح 4 ص 327, مدينة المعاجز ج 6 ص 224, بهجة النظر ص 84, بحار الانوار ج 48 ص 19, رياض الأبرار ج 2 ص 272, العوالم ج 21 ص 31
[11] الغيبة للطوسي ص 197, إعلام الورى ص 298, مناقب آشوب ج 4 ص 320, بحار الأنوار ج 47 ص 3, رياض الأبرار ج 2 ص 127, العوالم ج 20 ص 1170
[12] الكافي ج 1 ص 310, الوافي ج 2 ص 351, حلية الأبرار ح 4 ص 327, بهجة النظر ص 84
[13] الكافي ج 1 ص 311, الإرشاد ج 2 ص 219, إعلام الورى ص 298, مناقب آشوب ج 4 ص 317, كشف الغمة ج 2 ص 221, الدر النظيم ص 653, إثبات الهداة ج 4 ص 218, حلية الأبرار ح 4 ص 329, بهجة النظر ص 85, بحار الانوار ج 48 ص 19, رياض الأبرار ج 2 ص 272, العوالم ج 21 ص 37, الخرائج ج 2 ص 896 نحوه
[14] العبد الصالح هو الإمام الكاظم (ع)
[15] الكافي ج 1 ص 279, الوافي ج 2 ص 261, حلية الأبرار ج 3 ص 367, مدينة المعاجز ج 5 ص 90, بحار الأنوار ج 48 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص 273, العوالم ج 21 ص 35