معجزاته

عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا, قال: دخلت عليه وهو جالس في وسط إيوان له يكون عشرة أذرع, قال: فوقفت بباب الإيوان, وقلت في نفسي: يا سبحان الله, ما أشد سمرة مولاي, وأضوى جسده! قال: فوالله, ما استتممت هذا القول في نفسي حتى عرض في جسده, وتطاول, فامتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوامع حيطانه, ثم رأيت لونه قد أظلم حتى صار كالليل المظلم, ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج الأبيض, ثم احمر فصار كالعلق المحمر, ثم اخضر حتى صار كأعظم شيء يكون في الأعواد المورقة الخضر, ثم تناقص جسده حتى صار في صورته الأولى, وعاد لونه إلى اللون الاول فسقطت لوجهي لهول ما رأيت, فصاح بي: يا عسكر, كم تشكون فينا, وتضعفون قلوبكم, والله لا يصل إلى حقيقة معرفتنا إلا مَن مَنَّ الله بنا عليه, وارتضاه لنا ولياً، قال عسكر: فآليت أن لا أفكر في نفسي إلا بما ينطق به لساني.

---------------

دلائل الإمامة ص 404، مدينة المعاجز ج 7 ص 344، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 493، بحار الأنوار ج 50 ص 55, رياض الأبرار ج 2 ص 443

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن سعيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) وله شعر أو قال وفرة مثل حلك (شدة السواد) الغراب مسح يده عليها فاصفرت، ثم مسح بظاهر كفه فاحمرت (وفي دلائل الإمامة: فابيضت)، ثم مسح بباطن كفه عليها فصارت سوداء كما كانت، فقال لي: يا بن سعيد، هكذا تكون آيات الامامة, فقلت: هكذا رأيت أباك عليه السلام وما أشك أنكم {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فضرب بيده إلى التراب فجعله دنانيراً, فقال: في مصرك يزعمون أن الامام يحتاج إلى مال, فبلغهم أن كنوز الارض بيد الامام.

-------------

نوادر المعجزات ص 179, دلائل الإمامة ص 397, مدينة المعاجز ج 7 ص 317

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حكيم بن حماد قال: رأيت سيدي محمد بن علي (ع) وقد ألقى في دجلة خاتماً فوقفت كل سفينة صاعدة وهابطة، وأهل العراق يومئذ متزايدون، ثم قال لغلامه: أخرج الخاتم, فسارت الزوارق.

---------

دلائل الإمامة ص399, الدر النظيم ص 714, مدينة المعاجز ج 7 ص 320

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إسماعيل بن عباس الهاشمي قال: جئت إلى أبي جعفر (ع) يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلى، فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من الذهب.

-----------

الثاقب في المناقب ص 526, الخرائج ج 1 ص 383, كشف الغمة ج 3 ص 160, إثبات الهداة ج 4 ص 400, مدينة المعاجز ج 7 ص 373, بحار الأنوار ج 50 ص 49

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن أبي جعفر محمد بن علي (ع) توضأ في مسجد ببغداد يعرف موضعه بدار المسيب في أصل نبقة يابسة، فلم يخرج من المسجد حتى اخضرت وأينعت.

-----------

تقريب المعارف ص 176, إثبات الهداة ج 4 ص 411

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن ابن أورمة قال: إن المعتصم دعا جماعة من وزرائه وقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى الرضا زوراً واكتبوا بأنه أراد أن يخرج, ثم دعاه فقال: إنك أردت أن تخرج عليّ, فقال (ع): والله ما فعلت شيئاً من ذلك, قال: إن فلاناً وفلاناً شهدوا عليك, وأُحضروا فقالوا: نعم، هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك, قال: وكان جالساً في بهو فرفع أبو جعفر (ع) يده وقال: اللهم إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم, قال: فنظرنا إلى ذلك البهو يرجف ويذهب ويجيء وكلما قام واحد وقع، فقال المعتصم: يا ابن رسول الله، تبت مما قلت، فادع ربك أن يسكنه, فقال: اللهم سكّنه وإنك تعلم بأنهم أعداؤك وأعدائي.

---------------

الثاقب في المناقب ص 524, الخرائج والجرائح ج 2 ص 670, الدر النظيم ص 711, إثبات الهداة ج 4 ص 401, مدينة المعاجز ج 7 ص 382, بحار الأنوار ج 50 ص 45, رياض الأبرار ج 2 ص 443

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا (ع) بمكة قبل خروجه إلى خراسان قال قلت له: إني أريد أن أتقدم إلى المدينة, فاكتب معي كتاباً إلى أبي جعفر (ع), فتبسم وكتب, فصرت إلى المدينة, وقد كان ذهب بصري، فأخرج الخادم أبا جعفر (ع) إلينا يحمله من المهد, فناولته الكتاب, فقال لموفق الخادم: فضه وانشره، ففضه ونشره بين يديه, فنظر فيه, ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك؟ قلت: يا ابن رسول الله (ص) اعتلّت عيناي, فذهب بصري كما ترى, فقال: أدن مني، فدنوت منه: فمد يده, فمسح بها على عيني فعاد إليّ بصري كأصح ما كان, فقبلت يده ورجله, وانصرفت من عنده, وأنا بصير.

-------------

الخرائج ج 1 ص 372، الثاقب في المناقب ص 200، كشف الغمة ج 3 ص 157، مدينة المعاجز ج 7 ص 372, حلية لأبرار ج 4 ص 540, إثبات الهداة ج 1 ص 399, بحار الأنوار ج50 ص46

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سنان قال: شكوت إلى الرضا (ع) وجع العين, فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر (ع) وهو أقل من يدي, ودفع الكتاب إلى الخادم, وأمرني أن أذهب معه, وقال (ع): اكتم, فأتيناه وخادم قد حمله, قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر (ع) قال: فجعل أبو جعفر (ع) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء, ويقول: ناج, ففعل ذلك مرارا, فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد, فقال: قلت لأبي جعفر (ع): جعلك الله شيخا على هذه الأمة كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني إسرائيل, قال: ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس, قال: فانصرفت وقد أمرني الرضا (ع) أن أكتم فما زلت صحيح النظر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر (ع) في أمر عيني, فعاودني الوجع, قال: فقلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس, قال: فقال: إن الله غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس, فدق جناحه ورمى به في جزيرة من جزائر البحر, فلما ولد الحسين (ع) بعث الله إلى محمد (ص) ليهنئه بولادة الحسين (ع) وكان جبرئيل صديقا لفطرس, فمر وهو في الجزيرة مطروح فخبره بولادة الحسين (ع) وما أمر الله به, وقال: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد (ص) يشفع لك؟ قال: فقال له فطرس: نعم, فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا (ص), فبلغه تهنئة ربه تعالى, ثم حدثه بقصة فطرس, فقال محمد (ص) لفطرس: امسح جناحك‏ على مهد الحسين (ع) وتمسح به, ففعل ذلك فطرس, فجبر الله جناحه ورده إلى منزله مع الملائكة.

---------------

رجال الكشي ص 582, بحار الأنوار ج 50 ص 66

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال محمد بن يحيى: لقيت محمد بن علي الرضا (ع) على وسط دجلة فالتقى له طرفاه حتى عبر, ورأيته بالأنبار على الفرات فعل مثل ذلك.

--------------

دلائل الإمامة ص398، مدينة المعاجز ج 7 ص 320

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين المكاري قال: دخلت على أبي جعفر (ع) ببغداد وهو على ما كان من أمره, فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبداً، وأنا أعرف مطعمه (1)، قال: فأطرق رأسه، ثم رفعه وقد اصفر لونه, فقال (ع): يا حسين, خبز شعير وملح جريش في حرم جدي رسول الله (ص) أحب إلي مما تراني فيه. (2)

-----------

(1) والمعنى: أن حال مطعمه بالطيب والدعة والسعة التي أعرفها وأراها.

(2) الخرائج والجرائح ج 1 ص 383, مدينة المعاجز ج 7 ص 376, بحار الأنوار ج 50 ص 48

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روى أبو جعفر الهاشمي قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (ع) ببغداد, فدخل عليه ياسر الخادم يوما", وقال: يا سيدنا, إن سيدتنا أم جعفر تستأذنك أن تصير إليها، فقال (ع) للخادم: إرجع فإني في الأثر, ثم قام وركب البغلة وأقبل حتى قدم الباب, فخرجت أم جعفر أخت المأمون فسلمت عليه, وسألته الدخول على أم الفضل بنت المأمون, وقالت: يا سيدي, أحب أن أراك مع ابنتي في موضع واحد فتقر عيني, قال: فدخل والستور تشال بين يديه, فما لبث أن خرج راجعا, وهو يقول: {فلما رأينه أكبرنه}! قال: ثم جلس, فخرجت أم جعفر تعثر ذيولها, فقالت: يا سيدي, أنعمت علي بنعمة فلم تتمها, فقال (ع) لها: {أتى أمر الله فلا تستعجلوا}, إنه قد حدث ما لم يحسن إعادته, فارجعي إلى أم الفضل فاستخبريها عنه, فرجعت أم جعفر فعادت عليها ما قال, فقالت: يا عمة, وما أعلمه بذاك عني؟! ثم قالت: كيف لا أدعو على أبي وقد زوجني ساحرا! ثم قالت: والله! يا عمة إنه لما طلع عليّ جماله حدث لي ما يحدث للنساء, فضربت يدي إلى أثوابي فضممتها! فبهتت أم جعفر من قولها ثم خرجت مذعورة! وقالت: يا سيدي, وما حدث لها؟! قال (ع): هو من أسرار النساء، فقالت: يا سيدي أتعلم الغيب؟ قال (ع): لا، قالت: فنزل إليك الوحي؟ قال (ع): لا، قالت: فمن أين لك علم ما لا يعلمه إلا الله وهي؟ فقال (ع): وأنا أيضا أعلمه من علم الله, قال: فلما رجعت أم جعفر قلت له: يا سيدي, وما كان إكبار النسوة؟ قال (ع): هو ما حصل لأم الفضل، فعلمت أنه الحيض.

---------------

مشارق الأنوار ص 152, إثبات الهداة ج 4 ص 402, مدينة المعاجز ج 7 ص 401, بجار الأنوار ج 50 ص 83, رياض الأبرار ج 2 ص 452

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن يحيى بن أكثم القاضي في حديث أنه قال لمحمد بن علي الرضا (ع): والله إني أريد أن أسألك مسألة وإني والله لأستحيي من ذلك، فقال لي: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام, فقلت: هو والله هذا, فقال: أنا هو, فقلت: علامة؟ فكان في يده عصا فنطقت وقالت: إن مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة.

------------

الكافي ج 1 ص 353، إثبات الهداة ج 4 ص 390, دلائل الإمامة ص 402، نوادر المعجزات ص 183، الثاقب في المناقب ص 508, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 393, الوافي ج 2 ص 178, مدينة المعاجز ج 7 ص 290، بحار الأنوار ج 50 ص 68

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن علي (ع) يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفه ورقاً (ورق: أي فضة أو دراهم فضة), فأخذت منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغير.

--------

دلائل الإمامة ص 398، نوادر المعجزات ص 180، الدر النظيم ص 713, إثبات الهداة ج 4 ص 407, مدينة المعاجز ج 7 ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر (ع) بالمدينة لنودعه, فقال لنا: لا تخرجا اليوم وأقيما إلى غد, فلما خرجنا من عنده قال لي حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي, فقلت: أما أنا فأقيم, فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة.

--------

كشف الغمة ج 2 ص 365, الخرائج ج 2 ص 667, إثبات الهداة ج 4 ص 403, بحار الأنوار ج 48 ص 48

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمران بن محمد الأشعري قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (ع) وقضيت حوائجي, وقلت له: إن أم الحسن تقرئك السلام, وتسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها, قال (ع): قد استغنت عن ذلك, فخرجت‏ ولست أدري ما معنى ذلك, فأتاني الخبر بأنها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما أو أربعة عشر يوما.

--------------

الثقاقب في المناقب ص 524, الخرائج والجرائح ج 2 ص 667, الدر النظيم ص 712, إثبات الهداة ج 4 ص 400, مدينة المعاجز ج 7 ص 378, بحار الأنوار ج 50 ص 43, باختصار: إثبات الوصية ص 226, عيون المعجزات ص 124

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمران بن محمد قال: دفع إلي أخي درعه أحملها إلى أبي جعفر (ع) مع أشياء, فقدمت بها ونسيت الدرع, فلما أردت أن أودعه قال لي: احمل الدرع وسألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه, فسألته, فقال (ع) لي: ليس بمحتاج إليه, فجاءني الخبر أنها توفيت قبل بعشرين يوما.

-------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 670, بحار الأنوار ج 50 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: صليت مع أبي جعفر (ع) في مسجد المسيب وصلى بنا في موضع القبلة سواء، وذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق، فدعا بماء وتهيأ تحت السدرة، فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها.

-----------

الكافي ج 1 ص 497, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 396, الوافي ج 3 ص 831, إثبات الهداة ج 4 ص 395, مدينة المعاجز ج 7 ص 310, بحار الأنوار ج 50 ص 62

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أم الفضل في حديث عن الإمام الجواد (ع): إنه كان ربما أغارني مرة بجارية ومرة بتزويج، فكنت أشكوه إلى أبي، فيقول: يا بنية إحتملي فإنه إبن رسول الله (ص), فبينا أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت إمرأة فقلت: من أنت؟ وكأنها قضيب بان‏ او غصن خيزران‏ قالت: أنا زوجة لأبي جعفر (ع)، قلت: من أبو جعفر؟ قالت: محمد بن الرضا (ع) وأنا إمرأة من ولد عمار بن ياسر، قالت: فدخل علي من الغيرة ما لم أملك نفسي، فنهضت من ساعتي وصرت إلى المأمون وهو ثمل‏ من الشراب، وقد مضى من الليل ساعات فأخبرته بحالي، وقلت له: إنه يشتمني ويشتمك، ويشتم العباس وولده، قالت: وقلت: ما لم يكن فغاظه ذلك مني جدا ولم يملك نفسه من السكر، وقام مسرعا فضرب بيده إلى سيفه وحلف أنه يقطعه بهذا السيف. قالت: فندمت عند ذلك وقلت في نفسي: ما صنعت هلكت وأهلكت؟! قالت: فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع، فدخل عليه وهو نائم فوضع فيه السيف فقطعه إربا إربا ثم وضع السيف على حلقه فذبحه، وأنا أنظر إليه وياسر الخادم، وإنصرف وهو يزبد مثل الجمل, قالت: فلما رأيت ذلك هويت‏ على وجهي ثم رجعت إلى منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها حتى أصبحت, قالت: فلما أصبحت دخلت إليه وهو قائم يصلي وقد أفاق من السكر، فقلت له: يا أمير المؤمنين, هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا والله, فما الذي صنعت ويلك؟ قلت: فإنك صرت إلى إبن الرضا (ع) وهو نائم فقطعته إربا إربا وذبحته بسيفك وخرجت من عنده، قال: ويلك ما تقولين؟ قلت: أقول: ما فعلت, فصاح: يا ياسر ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال: صدقت في كل ما قالت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون, هلكنا وإفتضحنا ويلك يا ياسر بادر اليه وأتني بخبره، فمضى إليه‏ ثم عاد مسرعا فقال: يا أمير المؤمنين البشرى قال: وما ورائك؟ قال: دخلت عليه وإذا هو قاعد يستاك وعليه قميص ودواج‏ فبقيت متحيرا في أمره، ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شي‏ء من الأثر، فقلت له: أحب أن تهب لي هذه القميص الذي عليك لأتبرك به، فنظر إلي وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك، فقال: أكسوك كسوة فاخرة فقلت: لست أريد غير هذا القميص الذي عليك، فخلعه وكشف لي عن بدنه كله، فو الله ما رأيت أثرا, فخر المأمون ساجدا ووهب لياسر ألف دينار، وقال: ألحمد لله الذي لم يبتلني بدمه, ثم قال: يا ياسر, أما مجي‏ء هذه الملعونة إلي وبكائها بين يدي فأذكره، وأما مصيري إليه فلست أذكره، فقال: ياسر: والله يا مولاي ما زلت تضربه بالسيف وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتى قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته، وأنت تزبد كما تزبد البعير، فقال: ألحمد لله، ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها بشكواك فيما يجري بينكما لأقتلنك, ثم قال: يا ياسر, إحمل إليه عشرة آلاف دينار وقد إليه‏ الشهري الفلاني وسله الركوب إلي، وإبعث إلى الهاشميين والأشراف والقواد ليركبوا في خدمته‏ إلى عنده ويبدوا بالدخول إليه والتسليم عليه، ففعل ياسر ذلك وصار الجميع بين يديه، وأذن الجميع بالدخول فقال (ع): يا ياسر, هذا كان العهد بيني وبينه؟ قلت: يا إبن رسول الله, ليس هذا وقت العتاب، فو حق محمد وعلي (ع) ما كان يعقل من أمره شيئا، ثم أذن للأشراف كلهم بالدخول إلا عبد الله وحمزة إبني الحسن‏ لأنهما كانا وقعا فيه عند المأمون يوما وسعيا به مرة بعد أخرى, ثم قام فركب مع الجماعة وصار إلى المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه، وأقعده على المقعد في الصدر، وأمر أن يجلس الناس ناحية، وخلا به فجعل يعتذر إليه، فقال له أبو جعفر (ع): لك عندي نصيحة فاسمعها مني, قال: هاتها، فقال (ع): اشير عليك بترك الشراب المسكر، فقال: فداك إبن عمك قد قبلت نصيحتك.

----------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 372, حلية الأبرار ج 4 ص 571, مدينة المعاحز ج 7 ص 367, بحار الأنوار ج 50 ص 69, كشف الغمة ج 2 ص 365 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر (ع) بالمدينة لنودعه, فقال لنا: لا تخرجا اليوم وأقيما إلى غد, فلما خرجنا من عنده قال لي حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي, فقلت: أما أنا فأقيم, فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة.

--------

كشف الغمة ج 2 ص 365, الخرائج ج 2 ص 667, إثبات الهداة ج 4 ص 403, بحار الأنوار ج 48 ص 48

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن العلاء قال: رأيت محمد بن علي (ع) يحج بلا راحلة ولا زاد من ليلته ويرجع، وكان لي أخ بمكة لي معه خاتم. فقلت له: تأخذ لي منه علامة، فرجع من ليلته ومعه الخاتم‏.

-------------

الدر النظيم ص 712, إثبات الهداة ج 4 ص 407, بحار الأنوار ج 7 ص 321

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن سعيد قال: كنت جالسا عند محمد بن علي الجواد (ع) إذ مر بنا فرس أنثى, فقال (ع): هذه تلد الليلة فلوا أبيض الناصية في وجهه غرة, فاستأذنته ثم انصرفت مع صاحبها فلم أزل أحدثه إلى الليل, حتى أتت فلوا كما وصف فأتيته قال (ع): يا ابن سعيد, شككت فيما قلت لك أمس؟ إن التي في منزلك حبلى بابن أعور, فولدت والله محمدا وكان أعور.

---------------

دلائل الإمامة ص 398, نوادر المعجزات ص 356, فرج المهموم ص 232, الدر النظيم ص 714, مدينة المعاجز ج 7 ص 318, بحار الأنوار ج 50 ص 58, إثبات الهداة ج 4 ص 406 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن داود بن القاسم الجعفري قال: أعطاني – الإمام الجواد ع - ثلاثمائة دينار وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه, وقال: أما إنه سيقول لك: دلني على حريف يشتري لي بها متاعا, فدله عليه, قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أبا هاشم, دلني على حريف يشتري لي بها متاعا, فقلت: نعم.

----------

الكافي ج 1 ص 495, الإرشاد ج 2 ص 294, إعلام الورى ص 349, كشف الغمة ج 2 ص 361, الوافي ج 3 ص 829, حلية الأبرار ج 4 ص 562, مدينة المعاجز ج 7 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داود بن القاسم الجعفري قال: كلمني جمال أن أكلمه – الإمام الجواد ع - له يدخله في بعض أموره, فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكل ومعه جماعة ولم يمكني كلامه, فقال: يا أبا هاشم, كل, ووضع بين يدي ثم قال ابتداء منه من غير مسألة: يا غلام انظر إلى الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك‏.

----------

الكافي ج 1 ص 495, الإرشاد ج 2 ص 294, إعلام الورى ص 349, كشف الغمة ج 2 ص 361, الوافي ج 3 ص 829, حلية الأبرار ج 4 ص 562, مدينة المعاجز ج 7 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت معه – الإمام الجواد ع - ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع الله لي, فسكت ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداء منه: يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين, قال أبو هاشم: فما شي‏ء أبغض إلي منه اليوم.

----------

الكافي ج 1 ص 495, الإرشاد ج 2 ص 294, إعلام الورى ص 349, كشف الغمة ج 2 ص 361, الوافي ج 3 ص 829, حلية الأبرار ج 4 ص 562, مدينة المعاجز ج 7 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سلمة قال: دخلت على أبي جعفر (ع) وكان بي صمم شديد, فخبر بذلك لما أن دخلت عليه فدعاني إليه, فمسح يده على أذني ورأسي ثم قال: اسمع وعه, فو الله إني لأسمع الشي‏ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته.

---------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 390, مدينة المعاجز ج 7 ص 346, بحار الأنوار ج 50 ص 57

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صالح بن عطية الأصحب [الأضخم‏] قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر (ع) الوحدة, فقال (ع): أما إنك لا تخرج من الحرم حتى تشتري جارية ترزق منها ابنا, فقلت: تسير إلي؟ قال (ع): نعم, وركب إلى النخاس وكتب إلى جارية, فقال (ع): اشترها فاشتريتها, فولدت محمدا ابني.

-------------

الثاقب في المناقب ص 523, الحرائج والجرائح ج 2 ص 666, مدينة المعاجز ج 7 ص 398, بحار الأنوار ج 50 ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم قال: إن أبا جعفر (ع) أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة, وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه, وقال: أما إنه سيقول لك دلني على من أشتري بها منه متاعا فدله, قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أبا هاشم, دلني على حريف يشتري بها متاعا, ففعلت.

--------------

الثاقب في المناقب ص 519, الخرائج والجرائح ج 2 ص 665, بحار الأنوار ج 50 ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم قال: كلفني جمالي أن أكلم أبا جعفر (ع) له ليدخله في بعض أموره, قال: فدخلت عليه لأكلمه فوجدته مع جماعة, فلم يمكني‏ كلامه, فقال (ع): يا أبا هاشم, كل, وقد وضع الطعام بين يديه, ثم قال (ع): ابتداء منه من غير مسألة مني: يا غلام, انظر الجمال الذي أتانا أبو هاشم فضمه إليك.

---------------

إعلام الورى ص 349, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 390, بحار الأنوار ج 50 ص 41, الخرائج والجرائح ج 2 ص 665. نحوه: الهداية الكبرى ص 299, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 293, كشف الغمة ج 2 ص 361, إثبات الهداة ج 4 ص 394

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن حديد قال: خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق, فلما دخلت المدينة لقيت أبا جعفر (ع) في بعض الطريق, فأتيته إلى المنزل فأخبرته بالذي أصابنا, فأمر لي بكسوة وأعطاني دنانير, وقال: فرقها على أصحابك على قدر ما ذهب, فقسمتها بينهم فإذا هي على قدر ما ذهب منهم, لا أقل ولا أكثر.

--------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 668, بحار الأنوار ج 50 ص 44, مستدرك الوسائل ج 5 ص 336

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسماعيل بن إبراهيم أنه قال للرضا (ع): إن ابني في لسانه ثقل, فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه, وتدعو له فإنه مولاك, فقال (ع): هو مولى أبي جعفر فابعث به غدا إليه.

--------------

الكافي ج 1 ص 321, الوافي ج 2 ص 379, إثبات الهداة ج 4 ص 384, حلية الأبرار ج 4 ص 608, مدينة المعاجز ج 7 ص 295, بهجة الناظر ص 117, بحار الأنوار ج 50 ص 36

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن خالد وكان زيديا قال: كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا, وقالوا: إنه تنبأ قال علي, فداريت القوادين والحجبة حتى وصلت إليه, فإذا رجل له فهم فقلت له: يا هذا, ما قصتك وما أمرك؟ فقال لي: كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له: موضع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (ع), فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال: قم بنا, قال: فقمت معه, قال: فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة, فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم, هذا مسجد الكوفة, قال: فصلى, وصليت معه, فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة, قال: فصلى, وصليت معه, وصلى على رسول الله (ص) ودعا له, فبينا أنا معه إذا أنا بمكة, فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه, قال: فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام, قال: ومضى الرجل, قال: فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل فعلته الأولى, فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام, وهم بمفارقتي, قلت له: سألتك بحق الذي‏ أقدرك على ما رأيت, إلا أخبرتني من أنت؟ قال: فأطرق طويلا, ثم نظر إلي فقال: أنا محمد بن علي بن موسى (ع) فتراقى الخبر, حتى انتهى الخبر إلى محمد بن عبد الملك الزيات, قال: فبعث إلي فأخذني وكبلني في الحديد, وحملني إلى العراق, وحبسني كما ترى, قال: قلت له: ارفع قصتك إلى محمد بن عبد الملك, فقال: ومن لي يأتيه بالقصة؟ قال: فأتيته بقرطاس ودواة, فكتب قصته إلى محمد بن عبد الملك, فذكر في قصته ما كان, قال: فوقع في القصة قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة, ومن الكوفة إلى المدينة, ومن المدينة إلى المكان أن يخرجك من حبسك, قال: علي فغمني أمره, ورققت له وأمرته بالعزاء, قال: ثم بكرت عليه يوما فإذا الجند, وصاحب الحرس, وصاحب السجن, وخلق عظيم يتفحصون حاله, قال: فقلت: ما هذا؟ قالوا: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الأرض أو اختطفه الطير في الهواء, وكان علي بن خالد: هذا زيديا فقال: بالإمامة بعد ذلك وحسن اعتقاده.

----------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 402, البرهان ج 3 ص 683, بحار الأنوار ج 50 ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن سهل بن اليسع قال: كنت مجاورا بمكة فصرت إلى المدينة, فدخلت على أبي جعفر الثاني (ع), وأردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها فلم يتفق أن أسأله, حتى ودعته وأردت الخروج فقلت: أكتب إليه وأسأله, قال: فكتبت إليه الكتاب فصرت إلى المسجد على أن أصلي ركعتين وأستخير الله مائة مرة, فإن وقع في قلبي أن أبعث والله بالكتاب بعثت وإلا خرقته ففعلت, فوقع في قلبي أن لا أبعث, فخرقت الكتاب وخرجت من المدينة, فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولا ومعه ثياب في منديل, يتخلل القطار ويسأل عن محمد بن سهل القمي, حتى انتهى إلي فقال: مولاك (ع) بعث إليك بهذا, وإذا ملاءتان قال أحمد بن محمد: فقضى الله أني غسلته حين مات فكفنته فيهما.

---------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 668, مدينة المعاجز ج 7 ص 379, بحار الأنوار ج 50 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صالح بن داود اليعقوبي قال: لما توجه في استقبال المأمون إلى ناحية الشام أمر أبو جعفر (ع) أن يعقد ذنب دابته, وذلك في يوم صائف شديد الحر لا يوجد الماء, فقال بعض من كان معه: لا عهد له بركوب الدواب, فإن موضع عقد ذنب البرذون غير هذا, قال: فما مررنا إلا يسيرا حتى ضللنا الطريق بمكان كذا, ووقعنا في وحل كثير, ففسد ثيابنا وما معنا ولم يصبه شي‏ء من ذلك.

---------------

الهداية الكبرى ص 300, الخرائج والجرائح ج 2 ص 669, بحار الأنوار ج 50 ص 45, رياض الأبرار ج 2 ص 442

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن أبا جعفر (ع) قال: لنا يوما ونحن في ذلك الوجه, أما إنكم ستضلون الطريق بمكان كذا, وتجدونها في مكان كذا, بعد ما يذهب من الليل كذا, فقلنا: ما علم هذا ولا بصر له بطريق الشام, فكان كما قال.

--------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 670, بحار الأنوار ج 50 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن عمير بن واقد الرازي قال: دخلت على أبي جعفر بن الرضا (ع) ومعي أخي به بهر شديد, فشكا إليه ذلك البهر, فقال (ع): عافاك الله مما تشكو, فخرجنا من عنده وقد عوفي, فما عاد إليه ذلك البهر إلى أن مات.

---------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 377, كشف الغمة ج 2 ص 368, إثبات الهداة ج 4 ص 404, بحار الأنوار ج 50 ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن القاسم بن المحسن قال: كنت فيما بين مكة والمدينة, فمر بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا, فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إياه, فلما مضى عني هبت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي, فلم أرها كيف ذهبت, ولا أين مرت, فلما دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر بن الرضا (ع) فقال (ع) لي: يا أبا القاسم ذهبت عمامتك في الطريق, قلت: نعم, فقال: يا غلام أخرج إليه عمامته, فأخرج إلي عمامتي بعينها, قلت: يا ابن رسول الله, كيف صارت إليك؟ قال (ع):‏ تصدقت على أعرابي, فشكره الله لك فرد إليك عمامتك, {وإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.

----------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 377, كشف الغمة ج 2 ص 367, إثبات الهداة ج 4 ص 404, بحار الأنوار ج 50 ص 47, رياض الأبرار ج 2 ص 443

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنت بالمدينة بالصريا في المشربة مع أبي جعفر (ع), فقام وقال: لا تبرح, فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا (ع) قميصا من ثيابه, فلم أفعل فإذا عاد إلي أبو جعفر (ع) فأسأله فأرسل إلي من قبل أن أسأله, ومن قبل أن يعود إلي, وأنا في المشربة بقميص, وقال الرسول: يقول (ع) لك: هذا من ثياب أبي الحسن (ع) التي كان يصلي فيها.

--------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 383, بحار الأنوار ج 50 ص 52

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن أورمة قال: حملت امرأة معي شيئا من حلي, وشيئا من دراهم, وشيئا من ثياب, فتوهمت أن ذلك كله لها, ولم أحتط عليها أن ذلك‏ لغيرها فيه شي‏ء, فحملت إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا فوجهت ذلك كله إليه, وكتبت في الكتاب: أني قد بعثت إليك من قبل فلانة بكذا, ومن قبل فلان وفلان بكذا, فخرج في التوقيع قد وصل ما بعثت من قبل فلان وفلان ومن قبل المرأتين, تقبل الله منك ورضي الله عنك, وجعلك معنا في الدنيا والآخرة, فلما سمعت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنه غير كتابه, وأنه قد عمل علي دونه, لأني كنت في نفسي على يقين أن الذي دفعت إلي المرأة كان كله لها, وهي مرأة واحدة, فلما رأيت امرأتين اتهمت موصل كتابي, فلما انصرفت إلى البلاد جاءتني المرأة فقالت: هل أوصلت بضاعتي؟ فقلت: نعم, قالت: وبضاعة فلانة؟ قلت: هل كان فيها لغيرك شي‏ء؟ قالت: نعم, كان لي فيها كذا, ولأختي فلانة كذا, قلت: بلى أوصلت.

---------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 386, مدينة المعاجز ج 7 ص 374, بحار الأنوار ج 50 ص 52

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت إلى أبي جعفر (ع) كتابا, وفي آخره: هل عندك سلاح رسول الله (ص), ونسيت أن أبعث بالكتاب, فكتب إلي بحوائج وفي آخر كتابه: عندي سلاح رسول الله (ص), وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل, يدور معنا حيث درنا, وهو مع كل إمام وكنت بمكة فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله, فلما صرت إلى المدينة ودخلت عليه نظر (ع) إلي فقال: استغفر الله لما أضمرت, ولا تعد, قال بكر: فقلت لمحمد: أي شي‏ء هذا؟ قال: لا أخبر به أحدا, قال: وخرج بإحدى رجلي العرق المدني, وقد قال لي قبل أن خرج العرق في رجلي وقد عاهدته فكان آخر, ما قال, إنه ستصيب وجعا فاصبر فأيما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر واحتسب, كتب الله له أجر ألف شهيد, فلما صرت في بطن مر ضرب على رجلي, و خرج بي العرق, فما زلت شاكيا أشهرا, وحججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت: جعلني الله فداك, عوذ رجلي وأخبرته أن هذه التي توجعني, فقال (ع): لا بأس على هذه أرني رجلك الأخرى الصحيحة, فبسطتها بين يديه وعوذها, فلما قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة فرجعت إلى نفسي فعلمت أنه عوذها, قبل من الوجع فعافاني الله من بعد.

---------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 50 ص 53

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روى أبو جعفر الهاشمي قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (ع) ببغداد, فدخل عليه ياسر الخادم يوما", وقال: يا سيدنا, إن سيدتنا أم جعفر تستأذنك أن تصير إليها، فقال (ع) للخادم: إرجع فإني في الأثر, ثم قام وركب البغلة وأقبل حتى قدم الباب, فخرجت أم جعفر أخت المأمون فسلمت عليه, وسألته الدخول على أم الفضل بنت المأمون, وقالت: يا سيدي, أحب أن أراك مع ابنتي في موضع واحد فتقر عيني, قال: فدخل والستور تشال بين يديه, فما لبث أن خرج راجعا, وهو يقول: {فلما رأينه أكبرنه}! قال: ثم جلس, فخرجت أم جعفر تعثر ذيولها, فقالت: يا سيدي, أنعمت علي بنعمة فلم تتمها, فقال (ع) لها: {أتى أمر الله فلا تستعجلوا}, إنه قد حدث ما لم يحسن إعادته, فارجعي إلى أم الفضل فاستخبريها عنه, فرجعت أم جعفر فعادت عليها ما قال, فقالت: يا عمة, وما أعلمه بذاك عني؟! ثم قالت: كيف لا أدعو على أبي وقد زوجني ساحرا! ثم قالت: والله! يا عمة إنه لما طلع عليّ جماله حدث لي ما يحدث للنساء, فضربت يدي إلى أثوابي فضممتها! فبهتت أم جعفر من قولها ثم خرجت مذعورة! وقالت: يا سيدي, وما حدث لها؟! قال (ع): هو من أسرار النساء، فقالت: يا سيدي أتعلم الغيب؟ قال (ع): لا، قالت: فنزل إليك الوحي؟ قال (ع): لا، قالت: فمن أين لك علم ما لا يعلمه إلا الله وهي؟ فقال (ع): وأنا أيضا أعلمه من علم الله.

--------------

مشارق الأنوار ص 152, إثبات الهداة ج 4 ص 402, مدينة المعاجز ج 7 ص 401, بجار الأنوار ج 50 ص 83, رياض الأبرار ج 2 ص 452

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن علي الهاشمي قال: دخلت على أبي جعفر (ع) صبيحة عرسه ببنت المأمون, وكنت تناولت من أول الليل دواء, فأول من دخل في صبيحته أنا, وقد أصابني العطش وكرهت أن أدعو بالماء, فنظر أبو جعفر (ع) في وجهي وقال: أراك عطشانا, قلت: أجل, قال (ع): يا غلام, اسقنا ماء, فقلت في نفسي الساعة: يأتونه بماء مسموم, واغتممت لذلك, فأقبل الغلام ومعه الماء, فتبسم (ع) في وجهي ثم قال: يا غلام, ناولني الماء, فتناول وشرب ثم ناولني وشربت, وأطلت عنده وعطشت فدعا بالماء, ففعل كما فعل بالمرة الأولى, فشرب ثم ناولني وتبسم.

----------------

الإرشاد للمفيد ج 2 ص 291, روضة الواعظين ج 1 ص 243, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 390, بحار الأنوار ج 50 ص 54

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

ظن المطرفي قال: مضى أبو الحسن علي بن موسى الرضا (ع) ولي عليه أربعة آلاف درهم, لم يكن يعرفها غيري وغيره, فأرسل إلي أبو جعفر (ع): إذا كان غدا فأتني, فأتيته من الغد, فقال (ع) لي: مضى أبو الحسن (ع) ولك عليه أربعة آلاف درهم, فقلت: نعم, فرفع المصلى الذي كان تحته, فإذا تحته دنانير فدفعها إلي, وكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم.

---------------

الكافي ج 1 ص 497, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 292, روضة الواعظين ج 1 ص 243, إعلام الورى ص 350, الخرائج والجرائح ج 1 ص 378, الوافي ج 3 ص 832, إثبات الهداة ج 4 ص 395, مدينة المعاجز ج 7 ص 310, بحار الأنوار ج 50 ص 54

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن علي الشلمغاني قال: حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (ع) قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشرة مسائل لأسأله عنها, وكان لي حمل, فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكرا, فلما سألته الناس قمت والرقعة معي لأسأله عن مسائلي, فلما نظر إلي قال (ع) لي: يا أبا يعقوب,‏ سمه أحمد, فولد لي ذكر فسميته أحمد, (1) فعاش مدة ومات, وكان ممن خرج مع الجماعة علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش, قال: حملت معي إليه من الآلة التي للصبيان بعضا من فضة, وقلت أتحف مولاي أبا جعفر (ع) بها, فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم قام فمضى إلى صريا, واتبعته فلقيت موفقا, فقلت: استأذن لي على أبي جعفر (ع), فدخلت وسلمت فرد علي السلام, وفي وجهه الكراهة ولم يأمرني بالجلوس, فدنوت منه وفرغت ما كان في كمي بين يديه, فنظر إلي نظر مغضب ثم رمى يمينا وشمالا, ثم قال: ما لهذا خلقني الله, ما أنا واللعب, فاستعفيته فعفا عني فخرجت. (2)

--------------

(1) إلى هنا في إثبات الهداة

(2) دلائل الإمامة ص 401, مدينة المعاجز ج 7 ص 340, بحار الأنوار ج 50 ص 58, إثبات الهداة ج 4 ص 405

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن عمارة بن زيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) وبين يديه قصعة صيني, فقال (ع): يا عمارة, أترى من هذا عجبا؟ فقلت: نعم, فوضع يده عليه فذاب حتى صار ماء, ثم جمعه فجعله في قدح, ثم ردها ومسحها بيده, فإذا هي قصعة كما كانت, فقال: مثل هذا فليكن القدرة.

--------------

إثبات الهداة ج 4 ص 408, بحار الأنوار ج 50 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن قاسم بن عبد الرحمن وكان زيديا قال: خرجت إلى بغداد, فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون ويتشرفون ويقفون, فقلت: ما هذا؟ فقالوا: ابن الرضا ابن الرضا (ع) فقلت: والله لأنظرن إليه, فطلع على بغل أو بغلة فقلت: لعن الله أصحاب الإمامة حيث يقولون: إن الله افترض طاعة هذا, فعدل إلي وقال (ع): يا قاسم بن عبد الرحمن, {أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر} فقلت في نفسي: ساحر والله, فعدل (ع) إلي فقال: {أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر} قال: فانصرفت وقلت: بالإمامة وشهدت أنه حجة الله على خلقه واعتقدت.

---------------

كشف الغمة 363, إثبات الهداة ج 4 ص 403, بحار الأنوار ج 50 ص 64

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن الريان قال: احتال المأمون على أبي جعفر (ع) بكل حيلة, فلم يمكنه فيه شي‏ء, فلما اعتل وأراد أن يبني عليه ابنته دفع إلي مائة وصيفة من أجمل ما يكن, إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر, يستقبلون أبا جعفر (ع) إذا قعد في موضع الأختان, فلم يلتفت إليهن, وكان رجل يقال له: مخارق صاحب صوت وعود, وضرب طويل اللحية, فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين, إن كان في شي‏ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره, فقعد بين يدي أبي جعفر (ع) فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار, وجعل يضرب بعوده ويغني, فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر (ع) لا يلتفت إليه, ولا يمينا ولا شمالا, ثم رفع رأسه إليه وقال (ع): اتق الله يا ذا العثنون, قال: فسقط المضراب من يده والعود, فلم ينتفع بيده إلى أن مات, قال: فسأله المأمون عن حاله قال: لما صاح بي أبو جعفر (ع) فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا.

---------------

الكافي ج 1 ص 494, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 396, الوافي ج 3 ص 828, إثبات الهداة ج 4 ص 393, حلية الأبرار ج 4 ص 565, مدينة المعاجز ج 7 ص 303, بحار الأنوار ج 50 ص 61

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية