مظلوميته

عن أحمد بن إسحاق قال: خرج عن أبي محمد (ع) إلى بعض رجاله في عرض كلام له: ما مني أحد من آبائي (ع) بما منيت به من شك هذه العصابة في، فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت, ثم ينقطع فللشك موضع، وإن كان متصلا ما اتصلت أمور الله عز وجل فما معنى هذا الشك.

---------------

تحف العقول ص 487, كمال الدين ج 1 ص 222, إثبات الهداة ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 23 ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حبس أبو محمد (ع) عند علي بن أوتاش‏, وكان شديد العداوة لآل محمد (ع)‏, غليظا على آل أبي طالب (ع), وقيل له: افعل به وافعل, قال: فما أقام إلا يوما حتى وضع خديه له, وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا له وإعظاما, وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولا فيه.

--------------

الكافي ج 1 ص 508, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 329, إعلام الورى ص 379, كشف الغمة ج 2 ص 412, الوافي ج 3 ص 851, إثبات الهداة ج 5 ص 13, مدينة المعاجز ج 7 ص 545

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: دخل العباسيون على صالح بن وصيف عند ما حبس أبو محمد (ع) فقالوا له: ضيق عليه ولا توسع, فقال لهم صالح: ما أصنع به قد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه, فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم, ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما, ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله, لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة, فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا, وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا, فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين.

-------------

الإرشاد للمفيد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 248, إعلام الورى ص 379, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 429, كشف الغمة ج 2 ص 414

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن محمد الصيمري: دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله وبين يديه رقعة، قال: هذه رقعة أبي محمد (ع) فيها: إني نازلت الله (عز وجل) في هذا الطاغي, يعني: الزبير بن جعفر وهو آخذه بعد ثلاث, فلما كان اليوم الثالث قتل.

----------------

دلائل الإمامة ص 428, نوادر المعجزات ص 376, مدينة المعاجز ج 7 ص 577

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت محبوسا مع أبي محمد (ع) في حبس المهتدي بن الواثق, فقال (ع) لي: يا با هاشم, إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة, وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده, ولم يكن لي ولد وسأرزق ولدا, قال أبو هاشم: فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه, وولي المعتمد مكانه, وسلمنا الله تعالى.

--------------

الغيبة للطوسي ص 205, الخرائج والجرائح ج 1 ص 431, مجموعة نفيسة ص 209, بحار الأنوار ج 50 ص 303

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن أبي هاشم داود بن القاسم قال: كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر, أنا والحسن بن محمد العقيقي, ومحمد بن إبراهيم العمري, وفلان وفلان إذ ورد علينا أبو محمد الحسن (ع) وأخوه جعفر, فحففنا له إلى خدمته, وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف, وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنه علوي, قال: فالتفت أبو محمد (ع) فقال: لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم, وأومأ إلى الجمحي أن يخرج, فخرج فقال أبو محمد (ع): هذا الرجل ليس منكم فاحذروه, فإن في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه, فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة, يذكرنا فيها بكل عظيمة, وكان أبو محمد الحسن (ع) يصوم, فإذا أفطر أكلنا معه من طعام, كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة, وكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي والله أحد, ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه: أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر, فتبسمت فقال: ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوة فكل اللحم, فإن الكعك لا قوة فيه, فقلت: صدق الله ورسوله وأنتم, فأكلت, فقال (ع) لي: أفطر ثلاثا, فإن المنة لا ترجع إذا نهكه الصوم في أقل من ثلاث, فلما كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرج عنه, جاءه الغلام فقال: يا سيدي, أحمل فطورك؟ فقال: احمل وما أحسبنا نأكل منه, فحمل الطعام الظهر وأطلق عند العصر, وهو صائم, فقال: كلوا هنأكم الله.

----------------

إعلام الورى 2 ص 373, كشف الغمة ج 2 ص 432, الجر النظيم ص 742, إثبات الهداة ج 5 ص 28, مدينة المعاجز ج 7 ص 567, بحار الأنوار ج 50 ص 254, الخرائج والجرائح ج 2 ص 683 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن عبد الغفار قال: دخل العباسيون على صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبا محمد (ع) فقال لهم صالح: وما أصنع؟ قد وكلت به رجلين أشر من‏ قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا وتداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين‏.

----------

الكافي ج 1 ص 512, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 248, إعلام الورى ج 2 ص 150, مناقب آشوب ج 4 ص 429, كشف الغمة ج 2 ص 414, الوافي ج 3 ص 859, إثبات الهداة ج 5 ص 17, حلية الأبرار ج 5 ص 89, مدينة المعاجز ج 7 ص 559, مرآة العقول ج 6 ص 165, بحار الأنوار ج 50 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: سُلم أبو محمد (ع) الى نحرير الخادم‏، فكان يضيق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك؟ وعرفته صلاحه وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي (ع) قائما يصلي وهي حوله.

----------

الكافي ج 1 ص 513, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 249, إعلام الورى ج 2 ص 151, الوافي ج 3 ص 860, إثبات الهداة ج 5 ص 18, حلية الأبرار ج 5 ص 90, مدينة المعاجز ج 7 ص 562, بحار الأنوار ج 50 ص 268, الثاقب في المناقب ص 580, الخرائج ج 1 ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عيسى بن صبيح‏ قال:‏ دخل الحسن العسكري (ع) علينا الحبس‏ وكنت به عارفا فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان, وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فكان كما قال, وقال: هل رزقت ولدا؟ قلت: لا, فقال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد, ثم تمثل (ع):‏

من كان ذا عضد يدرك ظلامته‏ ... إن الذليل الذي ليست له عضد (1)

قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا, فأما الآن فلا, ثم تمثل‏:

لعلك يوما أن تراني كأنما ... بني حوالي الأسود اللوابد

فإن تميما قبل أن يلد الحصى ... أقام زمانا وهو في الناس واحد (2)

----------

(1) الى هنا في وسائل الشيعة

(2) الخرائج ج 1 ص 478, كشف الغمة ج 2 ص 503, بحار الأنوار ج 51 ص 162, وسائل الشيعة ج 21 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* شهادته ×

قبض (ع) يوم الجمعة, لثمان ليال خلون من شهر ربيع الاوّل، سنة ستين ومائتين, وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسرّ من ‌رأى.

-------------

الكافي ج 1 ص 503, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 313, كشف الغمة ج 2 ص 404, مجموعة النفيسة ص 331, الوافي ج 3 ص 862, بحار الأنوار ج 50 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

وكانت في سني إمامته بقية ملك المعتز أشهرا, ثم ملك المهتدي، أحد عشر شهرا وثمانية وعشرين يوما, ثم ملك أحمد المعتمد على الله بن جعفر المتوكّل عشرين سنة وأحد عشر شهرا، وبعد مضي خمس سنين من ملكه, قبض الله وليه أبا محمد (ع) ودفن في داره بسرّ من ‌رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه (ع).

--------------

إعلام الورى ج 2 ص 131

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أحمد بن مصقلة قال: دخلت على أبي محمد (ع) فقال لي: يا أحمد, ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب؟ فقلت: لما ورد الكتاب بخبر مولد سيدنا (ع) لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الا قال بالحق، قال (ع): أما علمتم ان الأرض لا تخلو من حجة الله؟

ثم أمر أبو محمد (ع) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين، وعرفها ما يناله في سنة ستين, ثم سلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح الى القائم الصاحب (ع) وخرجت أم ابي محمد (ع) الى مكة.

---------------

عيون المعجزات ص 138, بحار الأنوار ج 50 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمّ أبي محمد (ع) قالت: قال لي أبو محمد (ع) يوما من الايّام: تصيبني في سنة ستين حرارة أخاف ان انكب فيها نكبة، فان سلمت منها فإلى سنة سبعين، قالت: فأظهرت الجزع وبكيت، فقال لي: لا بد لي من وقوع امر الله فلا تجزعي, فلما ان كان ايام صفر, اخذها المقيم المقعد, وجعلت تقوم وتقعد, وتخرج في الأحايين إلى الجبل تجسس الأحباب, حتى ورد عليها الخبر.

-------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 482, بحار الأنوار ج 50 ص 330

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال: مات أبو محمد الحسن بن علي (ع) يوم جمعة مع صلاة الغداة, وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتبا كثيرة إلى المدينة, وذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة, ولم يحضره في ذلك الوقت إلا صقيل الجارية وعقيد الخادم‏ ومن علم الله عز وجل غيرهما, قال عقيد: فدعا بماء قد أغلي بالمصطكى فجئنا به إليه, فقال: أبدأ بالصلاة هيئوني, فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل, فأخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح على رأسه وقدميه مسحا وصلى صلاة الصبح على فراشه, وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد, فأخذت صقيل القدح من يده ومضى من ساعته (ع), ودفن في داره بسر من رأى إلى جانب أبيه (ع) فصار إلى كرامة الله جل جلاله, وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة

---------
كمال الدين ج 2 ص 473, بحار الانوار ج 50 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الهروي قال: سمعت الرضا × يقول: والله ما منا إلا مقتول أو شهيد.

----------

الأمالي للصدوق ص 63, روضة الواعظين ج 1 ص 233, جامع الأخبار ص 31, الوافي ج 14 ص 1550, وسائل الشيعة ج 14 ص 568, مدينة المعاجز ج 7 ص 181, بحار الأنوار ج 49 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا من حضر موت الحسن بن علي ابن محمد العسكري (ع), ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب, وبعد فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين, وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) بثمانية عشرة سنة أو أكثر, مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قمّ, وكان من أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لهم, فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب (ع) بسرّ من‌ رأى, ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان، فقال أحمد بن عبيد الله: ما رأيت ولا عرفت بسرّ من‌ رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا (ع)، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم, وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام النّاس, فاني كنت قائما ذات يوم على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس, إذ دخل عليه حجابه فقالوا له: إن ابن الرضا (ع) على الباب، فقال بصوت عال: ائذنوا له، فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن حدث السن, له جلالة وهيبة، فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطى ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم, ولا بالقواد, ولا بأولياء العهد, فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه ومنكبيه, وأخذ بيده فأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس إلى جنبه، مقبلا عليه بوجهه، وجعل يكلمه ويكنيه, ويفديه بنفسه وبأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه إذ دخل عليه الحجاب فقالوا: الموفق قد جاء، وكان الموفق إذا جاء ودخل على أبي تقدم حجابه وخاصة قوّاده, فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج, فلم يزل أبي مقبلا عليه يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ: إذا شئت فقم, جعلني الله فداك يا أبا محمد، ثم قال لغلمانه: خذوا به خلف السماطين كيلا يراه الأمير, يعني: الموفق, فقام وقام أبي فعانقه, وقبل وجهه ومضى، فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويلكم, من هذا الذي فعل به أبي هذا الذي فعل؟ فقالوا: هذا رجل من العلوية, يقال له: الحسن بن علي يعرف بابن الرضا (ع)، فازددت تعجبا، فلم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي, وما رأيت منه حتى كان الليل وكان عادته أن يصلي العتمة، ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات وما يرفعه إلى السلطان، فلما صلى وجلس جئت فجلست بين يديه فقال: يا أحمد, ألك حاجة؟ فقلت: نعم يا أبة, إن أذنت سألتك عنها؟

فقال: قد أذنت لك يا بني, فقل ما أحببت، فقلت له: يا وبأبويك؟ فقال: يا بني ذاك إمام الرافضة، ذاك ابن الرضا (ع)، فسكت ساعة, فقال: يا بني, لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا، فان هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا، فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي مما سمعت منه فيه, ولم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره, والبحث عن أمره, فما سألت عنه أحدا من بني هاشم ومن القواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس, إلّا وجدته عندهم في غاية الإجلال والاعظام والمحل الرفيع, والقول الجميل والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه وغيرهم, وكل يقول: هو إمام الرافضة، فعظم قدره عندي, إذ لم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه... لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا (ع) قد اعتل، فركب من ساعته مبادرا إلى دار الخلافة، ثمظ رجع مستعجلا ومعه خمسة نفر من خدام أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته, فمنهم نحرير وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي (ع) وتعرف خبره وحاله, وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحا ومساء, فلما كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره, أنه قد ضعف فركب حتى بكر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه, وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه, وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن (ع), وأمرهم بلزوم داره ليلا ونهارا, فلم يزالوا هناك حتى توفي (ع) لأيام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستين ومائتين, فصارت سرّ من رأى ضجة واحدة, مات ابن الرضا (ع), وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش حجرها، وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاءوا بنساء يعرفن بالحبل، فدخلن على جواريه فنظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فأمر بها, فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم, وأصحابه ونسوة معهم, ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته، وعطلت الأسواق وركب أبي وبنو هاشم والقواد والكتاب وسائر النّاس إلى جنازته (ع), فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيها بالقيامة، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منها, فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسيّة والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدلين، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد ابن الرضا (ع) مات, حتف أنفه على فراشه, حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن المتطببين فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان ، ثم غطى وجهه.... فلما دفن وتفرق الناس اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده, وكثر التفتيش في المنازل والدور على أبيه (ع).

--------------

الكافي ج 1 ص 503, كمال الدين ج 1 ص 40, الوافي ج 3 ص 843, بحار الأنوار ج 50 ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية


عن أبي الأديان قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتباً وقال: امضي بها إلى المدائن فانك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري، وتجدني على المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي، فهو القائم من بعدي. فقلت: زدني. فقال: من يصلى علي فهو القائم بعدي. فقلت: زدني. فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي. ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (ع) فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، والشيعة من حوله يعزونه ويهنئونه. فقلت في نفسي: ان يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة. فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذبه برداء جعفر بن علي وقال: تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر، وقد اربد وجهه واصفر، فتقدم الصبي وصلى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه (ع). ثم قال: يابصري هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه وقلت في نفسي: هذه بينتان بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي؟ لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه. فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم، فسألوا عن الحسن بن علي (ع) فعرفوا موته. فقالوا: فمن نعزي؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه. وقالوا: ان معنا كتباً ومالاً، فتقول: ممن الكتب؟ وكم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب. قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا إليه الكتب والمال. وقالوا: الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام.
-----------------
كمال الدين ص 475, الثاقب في المناقب ص 607, الخرائج ج 3 ص 1101, منتخب الأنوار ص 157, نوادر الأخبار ص 228, حلية الأبرار ج 5 ص 191, مدينة المعاجز ج 7 ص 611, بهجة النظر ص 147, رياض الأبرار ج 2 ص 509

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* زيارته (ع)

عن الإمام العسكري (ع): قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين.

-----------

التهذيب ج 6 ص 93، بحار الانوار ج 99 ص 59، وسائل الشيعة ج 14 ص 571، روضة الواعظين ج 1 ص 246، المزار للمفيد ص 202, المزار الكبير ص 41, الوافي ج 14 ص 1561, هداية الأمة ج 5 ص 508

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله ×: ما لمن زار قبر الحسين ×؟ قال: كان كمن زار الله في عرشه. قلت: ما لمن زار أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله |.

------------

كامل الزيارات ص 147, بحار الأنوار ج 98 ص 76, مستدرك الوسائل ج 10 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت الرضا × يقول: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاداء زيارة قبور هم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاء هم.

-------------

الكافي ج 4 ص 567, تهذيب الأحكام ج 6 ص 78, كامل الزيارات ص 236, الفقيه ج 2 ص 577, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 291, علل الشرائع ج 2 ص 260, المزار للمفيد ص 201, وسائل الشيعة ج 14 ص 322, روضة الواعظين ج 1 ص 202, تسلية المجالس ج 2 ص 68, الوافي ج 14 ص 1332, بحار الأنوار ج 97 ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

زيارة الإمامين الإمام الهادي والإمام العسكري ‘:

إذا أردت زيارة قبريهما, فاغتسل وتنظَّف والبس ثوبيك الطَّاهرين, فإن وصلت إلى قبريهما, وإلّا أومأت من عند الباب الَّذي على الشَّارع إن شاء اللَّه, وتقول: السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا حُجَّتَيِ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا نُورَيِ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ, أَتَيْتُكُمَا عَارِفاً بِحَقِّكُمَا مُعَادِياً لِأَعْدَائِكُمَا مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكُمَا, مُؤْمِناً بِمَا آمَنْتُمَا بِهِ كَافِراً بِمَا كَفَرْتُمَا بِهِ, مُحَقِّقاً لِمَا حَقَّقْتُمَا مُبْطِلًا لِمَا أَبْطَلْتُمَا, أَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمَا أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاكُمَا الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ, وَأَنْ يَرْزُقَنِي مُرَافَقَتَكُمَا فِي الْجِنَانِ مَعَ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ, وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ, وَأَنْ يَرْزُقَنِي شَفَاعَتَكُمَا وَمُصَاحَبَتَكُمَا, وَلَا يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمَا, وَلَا يَسْلُبَنِي حُبَّكُمَا وَحُبَّ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ, وَأَنْ لَا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَا, وَأَنْ يَجْعَلَ مَحْشَرِي مَعَكُمَا فِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ, اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمَا وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمَا, اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ, اللَّهُمَّ الْعَنِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ وَالْآخِرِينَ وَضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ, وَبَلِّغْ بِهِمْ وَبِأَشْيَاعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَشِيعَتِهِمْ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ, اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ, وَاجْعَلْ فَرَجَنَا مَعَ فَرَجِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك, وصل عندهما لكلّ زيارة ركعتين ركعتين, وإن لم تصل إليهما دخلت بعض المساجد وصلَّيت لكل إمام لزيارته ركعتين, وادع اللَّه بما أحببت, إن اللَّه قريب مجيب.

---------------

الفقيه ج 2 ص 607, التهذيب ج 6 ص 94, كامل الزيارات ص 314, الوافي ج 14 ص 1561, بحار الأنوار ج 99 ص 61

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية