* توحيد
عن أبي هاشم: سأل محمد بن صالح أبا محمد (ع) عن قوله تعالى: {لله الأمر من قبل ومن بعد} فقال (ع) له: الأمر من قبل أن يأمر به وله الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء, (1) فقلت في نفسي: هذا قول الله {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} فأقبل علي (ع) فقال: هو كما أسررت في نفسك, {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}, قلت: أشهد أنك حجة الله, وابن حجته في خلقه. (2)
--------------
(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
(2) الخرائج والجرائح ج 2 ص 687, مدينة المعاجز ج 7 ص 632, بحار الأنوار ج 4 ص 115, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 170, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 174
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري(ع): لم يزل الله موجودا ثم كون ما أراد, لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه, تاهت أوهام المتوهمين, وتقصر طرف الطارفين, وتلاشت أوصاف الواصفين, واضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنه, أو الوقوع بالبلوغ على علو مكانه, فهو بالموضع الذي لا يتناهى وبالمكان الذي لم يقع عليه عيون بإشارة, ولا عبارة هيهات هيهات.
------------
الاحتجاج ج 2 ص 449, بحار الأنوار ج 4 ص 160
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أحمد بن إسحاق قال: كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد العسكري (ع) أسأله عن الرؤية, وما فيه الخلق, فكتب: لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر, فمتى انقطع الهواء وعدم الضياء لم تصح الرؤية, وفي جواب اتصال الضياءين الرائي والمرئي, وجوب الاشتباه والله تعالى منزه عن الاشتباه, فثبت أنه لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار, لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات.
---------------
الكافي ج 1 ص 97, التوحيد للصدوق ص 109, الاحتجاج ج 2 ص 449, الدر النظيم ص 732, الوافي ج 1 ص 381, بحار الأنوار ج 4 ص 34
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الحسن بن علي بن محمد (ع) في قول الله عز وجل: {بسم الله الرحمن الرحيم}؟ فقال (ع): الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق, عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه، وتقطع الأسباب من جميع ما سواه, يقول: {بسم الله} أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي.
--------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 21, التوحيد للصدوق ص 230, معاني الأخبار ص 4, نوادر الأخبار ص 65, تفسير الصافي ج 1 ص80, البرهان ج 1 ص 103, بحار الأنوار ج 3 ص 41, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 33
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* رسالته (ع) في الجبر والتفويض
مما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري (ع) في رسالته إلى أهل الأهواز, حين سألوه عن الجبر والتفويض, أن قال: اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك, أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها, فهم في حالة الإجماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون, ولقول النبي (ص): لا تجتمع أمتي على ضلالة, فأخبر (ع): أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق, فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون, ومن إبطال حكم الكتاب واتباع حكم الأحاديث المزورة والروايات المزخرفة, اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب, وتحقيق الآيات الواضحات النيرات, ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ويهدينا إلى الرشاد, ثم قال (ع): فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة, فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضلالا, وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله (ص) حيث قال: إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي, ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض, واللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله (ع): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي, وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض, ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا, فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين (ع) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع, فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه, ثم وجدنا رسول الله (ص) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, وقوله (ص): علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي, وقوله (ص): حيث استخلفه على المدينة, فقال (ع): يا رسول الله, أتخلفني على النساء والصبيان؟ فقال (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد, فلزم الأمة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ووافق القرآن هذه الأخبار, فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله لهذه الأخبار موافقا وعليها دليلا, كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد, ثم قال (ع): ومرادنا وقصدنا الكلام في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهما, وإنما قدمنا ما قدمنا ليكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا دليلا لما أردناه, وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء الله, فقال (ع): الجبر والتفويض, يقول الصادق جعفر بن محمد (ع) عند ما سئل عن ذلك فقال: لا جبر ولا تفويض, بل أمر بين الأمرين, قيل: فماذا يا ابن رسول الله؟ فقال (ع): صحة العقل وتخلية السرب, والمهلة في الوقت والزاد قبل الراحلة, والسبب المهيج للفاعل على فعله, فهذه خمسة أشياء فإذا نقص العبد منها خلة كان العمل عنه مطرحا بحسبه, وأنا أضرب لكل باب من هذه الأبواب الثلاثة, وهي الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين, مثلا يقرب المعنى للطالب, ويسهل له البحث من شرحه, ويشهد به القرآن بمحكم آياته, ويحقق تصديقه عند ذوي الألباب وبالله العصمة والتوفيق, ثم قال (ع): فأما الجبر, فهو قول من زعم أن الله عز وجل جبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها, ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله وكذبه ورد عليه قوله: {ولا يظلم ربك أحدا} وقوله جل ذكره: {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد} مع آي كثيرة في مثل هذا, فمن زعم أنه مجبور على المعاصي فقد أحال بذنبه على الله, وظلمه في عظمته له, ومن ظلم ربه فقد كذب كتابه, ومن كذب كتابه لزمه الكفر بإجماع الأمة, فالمثل المضروب في ذلك مثل رجل ملك عبدا مملوكا لا يملك إلا نفسه, ولا يملك عرضا من عروض الدنيا ويعلم مولاه ذلك منه, فأمره على علم منه بالمصير إلى السوق لحاجة يأتيه بها, ولم يملكه ثمن ما يأتيه به, وعلم المالك أن على الحاجة رقيبا لا يطمع أحد في أخذها منه إلا بما يرضى به من الثمن, وقد وصف به مالك هذا العبد نفسه بالعدل والنصفة, وإظهار الحكمة ونفي الجور, فأوعد عبده إن لم يأته بالحاجة يعاقبه, فلما صار العبد إلى السوق وحاول أخذ الحاجة التي بعثه بها وجد عليها مانعا يمنعه منها إلا بالثمن, ولا يملك العبد ثمنها, فانصرف إلى مولاه خائبا بغير قضاء حاجة, فاغتاظ مولاه لذلك وعاقبه على ذلك, فإنه كان ظالما متعديا مبطلا لما وصف من عدله وحكمته ونصفته, وإن لم يعاقبه كذب نفسه, أليس يجب أن لا يعاقبه والكذب والظلم ينفيان العدل والحكمة! تعالى الله عما يقول المجبرة علوا كبيرا, ثم قال العالم (ع) بعد كلام طويل فأما التفويض الذي أبطله الصادق (ع) وخطأ من دان به فهو قول القائل: إن الله عز وجل فوض إلى العباد اختيار أمره ونهيه وأهملهم, وهذا الكلام دقيق لم يذهب إلى غوره ودقته إلا الأئمة المهدية (ع) من عترة آل الرسول (ص), فإنهم قالوا: لو فوض الله أمره إليهم على جهة الإهمال لكان لازما له رضا ما اختاروه, واستوجبوا به الثواب, ولم يكن عليهم فيما اجترموا العقاب إذ كان الإهمال واقعا, وتنصرف هذه المقالة على معنيين, إما أن تكون العباد تظاهروا عليه فألزموه اختيارهم بآرائهم ضرورة كره ذلك, أم أحب فقد لزمه الوهن أو يكون جل وتقدس عجز عن تعبدهم بالأمر والنهي عن إرادته, ففوض أمره ونهيه إليهم, وأجراهما على محبتهم إذ عجز عن تعبدهم بالأمر والنهي على إرادته, فجعل الاختيار إليهم في الكفر والإيمان ومثل ذلك, مثل رجل ملك عبدا ابتاعه ليخدمه ويعرف له فضل ولايته, ويقف عند أمره ونهيه, وادعى مالك العبد أنه قاهر قادر عزيز حكيم, فأمر عبده ونهاه ووعده على اتباع أمره عظيم الثواب, وأوعده على معصيته أليم العقاب, فخالف العبد إرادة مالكه ولم يقف عند أمره ونهيه, فأي أمر أمره به أو نهاه عنه لم يأتمر على إرادة المولى, بل كان العبد يتبع إرادة نفسه وبعثه في بعض حوائجه وفيما الحاجة له, فصار العبد بغير تلك الحاجة خلافا على مولاه, وقصد إرادة نفسه واتبع هواه, فلما رجع إلى مولاه نظر إلى ما أتاه فإذا هو خلاف أمره, فقال العبد: اتكلت على تفويضك الأمر إلي, فاتبعت هواي وإرادتي لأن المفوض إليه غير محظور عليه لاستحالة اجتماع التفويض والتحظير, ثم قال (ع): إن الله خلق الخلق بقدرته وملكهم استطاعة, ما تعبدهم به من الأمر والنهي وقبل منهم اتباع أمره ونهيه, ورضي بذلك لهم ونهاهم عن معصيته, وذم من عصاه وعاقبه عليها, ولله الخيرة في الأمر والنهي, يختار ما يريده ويأمر به وينهى عما يكره, ويثيب ويعاقب بالاستطاعة التي يملكها عباده لاتباع أمره واجتناب معاصيه, لأنه العدل ومنه النصفة والحكومة بالغ الحجة بالإعذار والإنذار, وإليه الصفوة يصطفي من يشاء من عباده, اصطفى محمدا (ص) وبعثه بالرسالة إلى خلقه, ولو فوض اختيار أموره إلى عباده لأجاز لقريش اختيار أمية بن أبي الصلت, وأبي مسعود الثقفي, إذ كانا عندهم أفضل من محمد (ص) لما قالوا: {لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} يعنونهما بذلك, فهذا هو القول بين القولين, ليس بجبر ولا تفويض, بذلك أخبر أمير المؤمنين (ع) حين سأله عتابة بن ربعي الأسدي عن الاستطاعة, فقال أمير المؤمنين (ع): تملكها من دون الله أو مع الله؟ فسكت عتابة [عباية] بن ربعي, فقال (ع) له: قل يا عتابة [عباية] قال: وما أقول؟ قال (ع): إن قلت تملكها مع الله قتلتك, وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك, قال: وما أقول يا أمير المؤمنين؟ قال (ع): تقول: تملكها بالله الذي يملكها من دونك, فإن ملككها كان ذلك من عطائه, وإن سلبكها كان ذلك من بلائه, وهو المالك لما ملكك, والمالك لما عليه أقدرك, أما سمعت الناس يسألون الحول والقوة حيث يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله, فقال الرجل: وما تأويلها يا أمير المؤمنين؟ قال (ع): لا حول لنا من معاصي الله إلا بعصمة الله, ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بعون الله, قال: فوثب الرجل وقبل يديه ورجليه, ثم قال (ع) في قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} وفي قوله: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} وفي قوله: {أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} وقوله: {ولقد فتنا سليمان} وقوله: {فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري} وقول موسى (ع): {إن هي إلا فتنتك} وقوله: {ليبلوكم في ما آتاكم} وقوله: {ثم صرفكم عنهم ليبتليكم} وقوله: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} وقوله: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} وقوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} وقوله: {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض} إن جميعها جاءت في القرآن بمعنى الاختبار ثم قال (ع): فإن قالوا ما الحجة في قول الله تعالى, {يضل من يشاء ويهدي من يشاء} وما أشبه ذلك قلنا فعلى مجاز هذه الآية, يقتضي معنيين أحدهما عن كونه تعالى قادرا على هداية من يشاء وضلالة من يشاء, ولو أجبرهم على أحدهما لم يجب لهم ثواب ولا عليهم عقاب على ما شرحناه, والمعنى الآخر أن الهداية منه التعريف كقوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} وليس كل آية مشتبهة في القرآن كانت الآية حجة على حكم الآيات, اللاتي أمر بالأخذ بها وتقليدها وهي قوله: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} الآية, وقال: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى, ويقرب لنا ولكم الكرامة والزلفى, وهدانا لما هو لنا ولكم خير وأبقى, إنه الفعال لما يريد الحكيم المجيد.
---------------
الاحتجاج ج 2 ص 450, البرهان ج 5 ص 435, حلية الأبرار ج 6 ص 21, بحار الأنوار ج 5 ص 20
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* إمامة والولاية والبراءة
عن الامام العسكري (ع): قد صعدنا ذرى الحقائق باقدام النبوة والولاية، ونورنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، وأسباطنا خلفاء الدين، وحلفاء اليقين، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم، فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة، ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران.
-----------
بحار الأنوار ج 75 ص 378, الدرة الباهرة ص 48
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) فقال: يا أحمد, ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب؟ فقلت له: يا سيدي, لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق، فقال (ع): احمد الله على ذلك يا أحمد, أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة, وأنا ذلك الحجة أو قال: أنا الحجة.
---------------
الإمامة والتبصرة ص 100, كمال الدين ج 1 ص 222, بحار الأنوار ج 23 ص 38
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي: أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري (ع): أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الارباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف الحساب, ولظى والطامة الكبرى ونعيم دار الثواب فنحن السنام الأعظم, وفينا النبوة والولاية والكرم, ونحن منار الهدى والعروة الوثقى, والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا, ويقتفون من آثارنا, وسيظهر حجة الله على الخلق بالسيف المسلول لإظهار الحق, وهذا خط الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين (ع).
-------------
مشارق أنوار اليقين ص 73, بحار الأنوار ج 26 ص 264
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
سئل الامام العسكري (ع) عن قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} قال (ع): كلهم من آل محمد (ص)، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام، المقتصد العارف بالإمام، والسابق بالخيرات الإمام، (1) فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد (ص) وبكيت، فنظر إلي وقال (ع): الأمر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمد (ص)، فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم, تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم، إنك على خير. (2)
---------------
(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
(2) الثاقب في المناقب ص 566, الخرائج والجرائح ج 2 ص 687, الدر النظيم ص 745, البرهان ج 3 ص 556, مدينة المعاجز ج 7 ص 634, بحار الأنوار ج 50 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 364, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 568
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): جرى لآخرنا ما جرى لأولنا, وأولنا وآخرنا في العلم والأمر سواء, ولرسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) فضلهما.
-------------
الكافي ج 7 ص 85, إعلام الورى ص 374, الخرائج والجرائح ج 2 ص 685, كشف الغمة ج 2 ص 421, الوافي ج 25 ص 722, إثبات الهداة ج 5 ص 19, مدينة المعاحز ج 7 ص 570, بحار الأنوار ج 50 ص 256, رياض الأبرار ج 2 ص 494
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): إن الله بين حجته من بين سائر خلقه, وأعطاه معرفة كل شيء فهو يعرف اللغات والأنساب والحوادث, ولو لا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق.
----------------
الكافي ج 1 ص 509, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 331, روضة الواعظين ج 1 ص 248, إعلام الورى ج 2 ص 145, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 428, كشف الغمة ج 2 ص 412, مجموعة النفيسة ص 209, الوافي ج 3 ص 853, إثبات الهداة ج 5 ص 13, مدينة المعاجز ج 7 ص 549, بحار الأنوار ج 50 ص 268
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله: {واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} قال أبو محمد (ع): ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه, ولا من رازقه, (1) قال أبو هاشم فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليه وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد علي فقال الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم! ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله فلا مؤمن إلا وهو بهم مصدق وبمعرفتهم موقن. (2)
----------
(1) إلى هنا في مختصر البصائر
(2) كشف الغمة ج 2 ص 419، الثاقب في المناقب ص 567, مدينة المعاجز ج 7 ص 638, بحار الأنوار ج 5 ص 260، مختصر البصائر ص 400
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الامام العسکري (ع): يا سهل! ان لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة، وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والإنس, لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عزوجل وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين.
----------------
الأمالي للطوسي ص 277, مكارم الأخلاق ص 278, بحار الأنوار ج 56 ص 25
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هاشم العسكري قال: سألت: صاحب العسكر (ع): لم سميت فاطمة (ع): الزهراء؟ فقال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين (ع) من أول النهار كالشمس الضاحية, وعند الزوال كالقمر المنير, وعند غروب الشمس كالكوكب الدري.
---------------
مناقب آشوب ج 3 ص 330, تسلية المجالس ج 1 ص 522, بحار الأنوار ج 43 ص 16, العوالم ج 11 ص 10
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن بعض أهل المدائن قال: كتبت إلى أبي محمد (ع): روي لنا عن آبائكم (ع): أن حديثكم صعب مستصعب, لا يحتمله ملك مقرب, ولا نبي مرسل, ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان, قال: فجاءه الجواب: إنما معناه: أن الملك لا يحتمله في جوفه, حتى يخرجه إلى ملك مثله، ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى نبي مثله, ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن مثله, إنما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره, حتى يخرجه إلى غيره.
--------------
معاني الأخبار ص 188, نوادر الأخبار ص 52, وسائل الشيعة ج 27 ص 93, بحار الأنوار ج 2 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن الحسن بن شمون أنه قال: كتبت إلى أبي محمد (ع) أشكو إليه الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد الله (ع): الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا؟ فرجع الجواب: ان الله عز وجل يمحص أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر, وقد يعفو عن كثير, وهو كما حدثت نفسك الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا, ونحن كهف من التجأ إلينا، ونور لمن استضاء بنا، وعصمة لمن اعتصم بنا، ومن أحبنا كان معنا في السنام الأعلى، ومن انحرف عنا فإلى النار, قال: قال أبو عبد الله: تشهدون على عدوكم بالنار, ولا تشهدون لوليكم بالجنة! ما يمنعكم من ذلك الا الضعف.
--------------
رجال الكشي ص 533, الخرائج والجرائح ج 2 ص 739, الدر النظيم ص 634, بحار الأنوار ج 69 ص 44
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن بعض اصحاب الإمام العسكري × قال: كتبت إليه ×: هل يحتلم الامام؟ وقلت في نفسي بعد نفود الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد اعاذ الله اولياءه من ذلك. فوقع ×: حال الائمة في النوم مثل حالهم في اليقظة لا يغير النوم شيئا منهم، وقد اعاذ الله اولياءه من زلة الشيطان كما حدثتك نفسك، قال الله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}.
عن أحمد بن محمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد (ع) من أهل الجبل, يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى أتولاهم أم أتبرأ منهم؟ فكتب: أتترحم على عمك! لا رحم الله عمك, وتبرأ منه أنا إلى الله منهم بريء, فلا تتولاهم ولا تعد مرضاهم, ولا تشهد جنائزهم, ولا تصل على أحد منهم مات أبدا سواء من جحد إماما من الله أو زاد إماما ليست إمامته من الله وجحد, أو قال ثالث ثلاثة, إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا, والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا وكان هذا السائل لم يعلم أن عمه كان منهم, فأعلمه ذلك.
--------------
الخرائج والجرائح ج 1 ص 452, بحار الأنوار ج 50 ص 274, مستدرك الوسائل ج 12 ص 321
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* عن صاحب الزمان ‘
عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سامراء ولزمت باب أبي محمد (ع) فدعاني فدخلت عليه وسلمت فقال: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: الزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال. قال: فدخلت يوما عليه وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت علي جارية ومعها شيء مغطى، ثم ناداني: أدخل، فدخلت ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشف عن بطنه فإذا شعر من لبته الى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (ع).
عن محمد بن عثمان العمري قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه: أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. فقال (ع): إن هذا حق كما أن النهار حق. فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والحجة بعدك؟ فقال: ابني م ح م د وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
عن يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وهو جالس على دكان في الدار عن يمينه بيت، وعليه ستر مسبل، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد (ع). ثم قال لي: هذا هو صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل الى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا انظر إليه، ثم قال: يا يعقوب انظر من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحدا.
عن أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد (ع) ولد فسماه محمدا (ع), فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم, وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار, فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا.
عن علان الرازي قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد (ع) قال: ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي.
عن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه (ع) ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (ع).
عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده, فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم (ع) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه, به يدفع البلاء عن أهل الارض, وبه ينزل الغيث, وبه يخرج بركات الارض. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعا فدخل البيت, ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين, فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا, إنه سمي رسول الله (ص) وكنيه, الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر (ع), ومثله مثل ذي القرنين, والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (ع) بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه, والمنتقم من أعدائه, فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق، فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا, فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد, قلت: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟! قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده لولايتنا, وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه. يا أحمد بن إسحاق: هذا أمر من أمر الله, وسر من سر الله, وغيب من غيب الله, فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في عليين.
عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي (ع) يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالائمة بعد رسول الله (ص) والمنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم انكر نبوة محمد (ص)، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله.
عن الحسن بن ظريف أنه قال: اختلج في صدري مسألتان, وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد (ع), فكتبت أسأله عن القائم (ع) بم يقضي وأين مجلسه؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع, فأغفلت ذكر الحمى فجاء الجواب: سألت عن القائم (ع) إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود (ع), ولا يسأل البينة, وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع فأنسيت, فاكتب ورقة وعلقها على المحموم: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فكتبت وعلقت على المحموم فبرأ.
---------------
الإرشاد ج 2 ص 331, إعلام الورى ص 376, الدعوات للراوندي ص 209, كشف الغمة ج 2 ص 413, بحار الأنوار ج 50 ص 264
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي: أنه خرج من أبي محمد (ع) توقيع: زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل, وقد كذب الله عز وجل قولهم والحمد لله.
-------------
كفاية الأثر ص 293, كمال الدين ج 2 ص 407, الصراط المستقيم ج 2 ص 232, إثبات الهداة ج 5 ص 97, حلية الأبرار ج 6 ص 199, بهجة الناظر ص 140, بحار الأنوار ج 51 ص 160
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (ع) يقول: الحمدلله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله (ص) خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهره فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
--------------
كفاية الأثر ص 294, كمال الدين ج 2 ص 408, الصراط المستقيم ج 2 ص 231, إثبات الهداة ج 5 ص 97, بحار الأنوار ج 51 ص 161
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الحسن بن علي العسكري × يقول: إن ابني هو القائم من بعدي, وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد, فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان, وأيده {بروح منه}.
* القرآن وتفسيره
عن أبي القاسم الكوفي في كتاب التبديل: أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه, أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله, وأن بعض تلامذته دخل يوما على الإمام الحسن العسكري فقال له أبو محمد (ع): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره؟ فقال له أبو محمد (ع): أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم, قال: فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله, فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها, فإنه يستدعي ذلك منك فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها؟ فإنه سيقول لك: إنه من الجائز, لأنه رجل يفهم إذا سمع, فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعا لغير معانيه؟ فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة, فقال له: أعد علي فأعاد عليه, فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملا في اللغة وسائغا في النظر, (1) فقال: أقسمت إليك إلا أخبرتني من أين لك؟ فقال: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك, فقال: كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة, فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبو محمد, فقال: الآن جئت به, وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت, ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه. (2)
--------------
(1) الى هنا في بحار الأنوار
(2) مناقب أل أبي طالب (ع) ج 4 ص 424, بحار الانوار ج 50 ص 311
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هاشم قال: خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق, فقال أبو محمد (ع): يا أبا هاشم, {الله خالق كل شيء} وما سواه مخلوق.
-------------
مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 436, بحار الأنوار ج 50 ص 258
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* تفسير
عن الإمام العسكري ×: {اهدنا الصراط المستقيم} قال: أدم لنا توفيقك، الذي به أطعناك فيما مضى من أيامنا، حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا. والصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة, فأما الطريق المستقيم في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلو، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل وأما الطريق الآخر، فهو طريق المؤمنين إلى الجنة، الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة إلى النار، ولا إلى غير النار سوى الجنة.
عن الإمام العسكري ×: {صراط الذين أنعمت عليهم} أي قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك وهم الذين قال الله تعالى {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}. وليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال والولد وصحة البدن، وإن كان كل ذلك نعمة من الله ظاهرة، ألا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا؟ فما ندبتم إلى أن تدعوا أن ترشدوا إلى صراطهم، وإنما أمرتم بالدعاء أن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالايمان بالله، وتصديق رسوله، والولاية لمحمد وآله الطيبين وأصحابه الخيرين المنتجبين، وبالتقية الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله، ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم بأن تداريهم ولا تغريهم بأذاك ولا أذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الاخوان من المؤمنين، فإنه ما من عبد ولا أمة والى محمدا وآله محمد وأصحاب محمد وعادى أعداءهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا وجنة حصينة.
عن الإمام العسكري ×: ثم وصف بعد هؤلاء الذين يقيمون الصلاة فقال: {والذين يؤمنون بما انزل إليك} يا محمد {وما انزل من قبلك} على الأنبياء الماضين، كالتوراة والإنجيل والزبور، وصحف إبراهيم، وسائر كتب الله تعالى المنزلة على أنبيائه، بأنها حق وصدق من عند رب العالمين، العزيز، الصادق، الحكيم. {وبالآخرة هم يوقنون}: وبالدار الآخرة ، ولا يشكون فيها أنها الدار التي فيها جزاء الأعمال الصالحة بأفضل مما عملوه، وعقاب الأعمال السيئة بمثل ما كسبوه. قال الإمام ×: وقال الحسن بن علي ×: من دفع فضل أمير المؤمنين × على جميع من بعد النبي | فقد كذب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله المنزلة، فإنه ما نزل شئ منها إلا وأهم ما فيه بعد الامر بتوحيد الله تعالى والاقرار بالنبوة: الاعتراف بولاية علي والطيبين من آله.
عن الإمام العسكري × في قوله تعالى {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} قال: لما ذكر الله هؤلاء المؤمنين ومدحهم ذكر المنافقين المخالفين لهم في كفرهم فقال: {إن الذين كفروا} بالله وبما آمن به هؤلاء المؤمنون من توحيد الله، ونبوة محمد رسول الله |، وبوصيه علي × ولي الله ووصي رسوله وبالأئمة الطيبين الطاهرين خيار عباده الميامين القوامين بمصالح خلق الله {سواء عليهم أأنذرتهم} خوفتهم {أم لم تنذرهم} لم تخوفهم {لا يؤمنون} أخبر عن علمه فيهم، وهم الذين قد علم الله عز وجل أنهم لا يؤمنون.
عن الإمام العسكري ×: ثم ضرب الله عز وجل مثلا آخر للمنافقين فقال: مثل ما خوطبوا به من هذا القرآن الذي أنزلنا عليك يا محمد، مشتملا على بيان توحيدي، وإيضاح حجة نبوتك، والدليل الباهر القاهر على استحقاق أخيك علي ابن أبي طالب × للموقف الذي وقفته، والمحل الذي أحللته، والرتبة التي رفعته إليها، والسياسة التي قلدته إياها فهي {كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق} قال: يا محمد كما أن في هذا المطر هذه الأشياء، ومن ابتلى به خاف، فكذلك هؤلاء في ردهم لبيعة علي ×، وخوفهم أن تعثر أنت يا محمد على نفاقهم كمن هو في مثل هذا المطر والرعد والبرق، يخاف أن يخلع الرعد فؤاده، أو ينزل البرق بالصاعقة عليه، فكذلك هؤلاء يخافون أن تعثر على كفرهم، فتوجب قتلهم، واستيصالهم {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت} كما يجعل هؤلاء المبتلون بهذا الرعد والبرق أصابعهم في آذانهم لئلا يخلع صوت الرعد أفئدتهم، فكذلك يجعلون أصابعهم في آذانهم إذا سمعوا لعنك لمن نكث البيعة ووعيدك لهم إذا علمت أحوالهم {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت} لئلا يسمعوا لعنك ولا وعيدك فتغير ألوانهم فيستدل أصحابك أنهم هم المعنيون باللعن والوعيد، لما قد ظهر من التغير والاضطراب عليهم، فتقوى التهمة عليهم، فلا يأمنون هلاكهم بذلك على يدك وفي حكمك. ثم قال: {والله محيط بالكافرين} مقتدر عليهم، لو شاء أظهر لك نفاق منافقيهم وأبدى لك أسرارهم، وأمرك بقتلهم. ثم قال: {يكاد البرق يخطف أبصارهم} وهذا مثل قوم ابتلوا ببرق فلم يغضوا عنه أبصارهم، ولم يستروا منه وجوههم لتسلم عيونهم من تلالئه، ولم ينظروا إلى الطريق الذي يريدون أن يتخلصوا فيه بضوء البرق، ولكنهم نظروا إلى نفس البرق فكاد يخطف أبصارهم. فكذلك هؤلاء المنافقون يكاد ما في القرآن من الآيات المحكمة الدالة على نبوتك الموضحة عن صدقك في نصب أخيك علي × إماما. ويكاد ما يشاهدونه منك يا محمد، ومن أخيك علي من المعجزات الدالات على أن أمرك وأمره هو الحق الذي لا ريب فيه، ثم هم مع ذلك لا ينظرون في دلائل ما يشاهدون من آيات القرآن، وآياتك، وآيات أخيك علي بن أبي طالب ×، يكاد ذهابهم عن الحق في حججك يبطل عليهم سائر ما قد علموه من الأشياء التي يعرفونها لان من جحد حقا واحدا، أداه ذلك الجحود إلى أن يجحد كل حق، فصار جاحده في بطلان سائر الحقوق عليه، كالناظر إلى جرم الشمس في ذهاب نور بصره. ثم قال: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} إذا ظهر ما قد اعتقدوا أنه هو الحجة مشوا فيه: ثبتوا عليه. وهؤلاء كانوا إذا أنتجت خيولهم الإناث، ونساؤهم الذكور، وحملت نخيلهم وزكت زروعهم، وربحت تجارتهم، وكثرت الألبان في ضروع جذوعهم قالوا: يوشك أن يكون هذا ببركة بيعتنا لعلي × إنه مبخوت مدال فبذلك ينبغي أن نعطيه ظاهر الطاعة لنعيش في دولته. {وإذا أظلم عليهم قاموا} أي وإذا أنتجت خيولهم الذكور، ونساؤهم الإناث، ولم يربحوا في تجارتهم ولا حملت نخيلهم، ولا زكت زروعهم، وقفوا وقالوا: هذا بشؤم هذه البيعة التي بايعناها عليا، والتصديق الذي صدقنا محمدا. وهو نظير ما قال الله عز وجل: يا محمد {إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك}. قال الله تعالى: {قل كل من عند الله} بحكمه النافذ وقضائه، ليس ذلك لشؤمي ولا ليمني. ثم قال الله عز وجل {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم} حتى لا يتهيأ لهم الاحتراز من أن تقف على كفرهم أنت وأصحابك المؤمنون وتوجب قتلهم {إن الله على كل شيء قدير} لا يعجزه شيء.
عن الإمام العسكري (ع) في قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا} قال: جعلها ملائمة لطبائعكم، موافقة لأجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم وأبنيتكم، ودفن موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم وقبوركم وكثير من منافعكم, فلذلك جعل الأرض فراشا لكم,
ثم قال عز وجل: {والسماء بناء} سقفا من فوقكم محفوظا, يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم, ثم قال عز وجل: {وأنزل من السماء ماء} يعني: المطر ينزله من علا ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم, ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا وطلا لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة, فتفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم, ثم قال عز وجل: {فأخرج به من الثمرات رزقا لكم} يعني: مما يخرجه من الأرض رزقا لكم {فلا تجعلوا لله أندادا} أي أشباها وأمثالا من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر، ولا تقدر على شيء وأنتم تعلمون أنها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم.
--------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 142, التوحيد ص 403, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 137, الاحتجاج ج 2 ص 456, نوادر الأخبار ص 69, تفسير الصافي ج 1 ص 101, البرهان ج 1 ص 152, حلية الأبرار ج 5 ص 81, بحار الأنوار ج 3 ص 35تفسير نور الثقلين ج 1 ص 41, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 252
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري ×: ثم وصف هؤلاء الفاسقين الخارجين عن دين الله وطاعته منهم، فقال عز وجل: {الذين ينقضون عهد الله} المأخوذ عليهم الله بالربوبية، ولمحمد | بالنبوة، ولعلي × بالإمامة، ولشيعتهما بالمحبة والكرامة {من بعد ميثاقه} إحكامه وتغليظه. { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} من الأرحام والقرابات أن يتعاهدوهم ويقضوا حقوقهم. وأفضل رحم، وأوجبه حقا رحم محمد | فان حقهم بمحمد | كما أن حق قرابات الانسان بأبيه وأمه، ومحمد | أعظم حقا من أبويه، وكذلك حق رحمه أعظم، وقطيعته أقطع وأفضع وأفضح. {ويفسدون في الأرض} بالبراءة ممن فرض الله إمامته، واعتقاد إمامة من قد فرض الله مخالفته {أولئك} أهل هذه الصفة {هم الخاسرون} خسروا أنفسهم لما صاروا إلى النيران، وحرموا الجنان، فيالها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد، وحرمتهم نعيم الأبد.
عن الإمام العسكري ×: {وعلم آدم الأسماء كلها} أسماء أنبياء الله، وأسماء محمد | وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والطيبين من آلهما وأسماء خيار شيعتهم وعتاة أعدائهم {ثم عرضهم} عرض محمدا وعليا والأئمة {على الملائكة} أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلة. {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} أن جميعكم تسبحون وتقدسون وأن ترككم ههنا أصلح من إيراد من بعدكم أي فكما لم تعرفوا غيب من في خلالكم فالحري أن لا تعرفوا الغيب الذي لم يكن، كما لا تعرفون أسماء أشخاص ترونها. قالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} العليم بكل شئ، الحكيم المصيب في كل فعل. قال الله عز وجل: {يا آدم} أنبئ هؤلاء الملائكة بأسمائهم: أسماء الأنبياء والأئمة فلما أنبأهم فعرفوها أخذ عليهم العهد، والميثاق بالايمان بهم، والتفضيل لهم. قال الله تعالى عند ذلك: {ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض} سرهما {وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} وما كان يعتقده إبليس من الاباء على آدم إن أمر بطاعته، وإهلاكه إن سلط عليه. ومن اعتقادكم أنه لا أحد يأتي بعدكم إلا وأنتم أفضل منه. بل محمد وآله الطيبون أفضل منكم، الذين أنبأكم آدم بأسمائهم.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى {ولا تقربا هذه الشجرة} تلتمسان بذلك درجة محمد وآل محمد في فضلهم، فان الله تعالى خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم، وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله عز وجل ألهم علم الأولين والآخرين من غير تعلم، ومن تناول منها بغير إذن الله خاب من مراده وعصى ربه {فتكونا من الظالمين} بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها غير كما إذا أردتماها بغير حكم الله.
عن الإمام العسكري ×: إن الله عز وجل لما لعن إبليس بآبائه وأكرم الملائكة بسجودها لآدم وطاعتهم لله عز وجل أمر بآدم وحواء إلى الجنة، وقال {يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا} واسعا {حيث شئتما} بلا تعب {ولا تقربا هذه الشجرة} شجرة العلم، علم محمد وآل محمد (عليهم السلام)، الذي آثرهم الله به دون سائر خلقه، فإنها لمحمد وآل محمد خاصة دون غيرهم لا يتناول منها بأمر الله إلا هم، ومنها كان يتناول النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب.
عن الإمام العسكري ×: فلما زلت من آدم × الخطيئة، واعتذر إلى ربه عز وجل، قال: يا رب تب علي، واقبل معذرتي، وأعدني إلى مرتبتي، وارفع لديك درجتي فلقد تبين نقص الخطيئة وذلها في أعضائي وسائر بدني. قال الله تعالى: يا آدم أما تذكر أمري إياك بأن تدعوني بمحمد وآله الطيبين عند شدائدك ودواهيك، وفي النوازل التي تبهظك؟ قال آدم: يا رب بلى. قال الله عز وجل له: فتوسل بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خصوصا، فادعني أجبك إلى ملتمسك، وأزدك فوق مرادك. فقال آدم: يا رب، يا إلهي وقد بلغ عندك من محلهم أنك بالتوسل إليك بهم تقبل توبتي وتغفر خطيئتي، وأنا الذي أسجدت له ملائكتك، وأبحته جنتك وزوجته حواء أمتك، وأخدمته كرام ملائكتك! قال الله تعالى: يا آدم إنما أمرت الملائكة بتعظيمك وبالسجود لك إذ كنت وعائا لهذه الأنوار، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها، وأن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحترز منه لكنت قد جعلت ذلك. ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقا لعلمي، فالآن فبهم فادعني لأجبك. فعند ذلك قال آدم: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين, بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم, لما تفضلت علي بقبول توبتي وغفران زلتي وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي. فقال الله عز وجل: قد قبلت توبتك، وأقبلت برضواني عليك، وصرفت آلائي ونعمائي إليك وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي، ووفرت نصيبك من رحماتي. فذلك قوله عز وجل: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال الله عز وجل: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} الدالات على صدق محمد | على ما جاء به من أخبار القرون السالفة، وعلى ما أداه إلى عباد الله من ذكر تفضيله لعلي وآله الطيبين خير الفاضلين والفاضلات بعد محمد | سيد البريات {أولئك} الدافعون لصدق محمد | في إنبائه والمكذبون له في نصبه لأوليائه علي × سيد الأوصياء، والمنتجبين من ذريته الطيبين الطاهرين {أصحاب النار هم فيها خالدون}.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: {يا بني إسرائيل} ولد يعقوب إسرائيل الله {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} لما بعثت محمدا |، وأقررته في مدينتكم، ولم أجشمكم الحط والترحال إليه، وأوضحت علاماته ودلائل صدقه لئلا يشتبه عليكم حاله. {وأوفوا بعهدي} الذي أخذته على أسلافكم، أنبياؤهم وأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنوا بمحمد | العربي القرشي الهاشمي، المبان بالآيات، والمؤيد بالمعجزات التي منها: أن كلمته ذراع مسمومة، وناطقه ذئب، وحن إليه عود المنبر وكثر الله له القليل من الطعام، وألان له الصلب من الأحجار، وصلب له المياه السيالة ولم يؤيد نبيا من أنبيائه بدلالة إلا جعل له مثلها أو أفضل منها. والذي جعل من أكبر آياته علي بن أبي طالب × شقيقه ورفيقه، عقله من عقله، وعلمه من علمه، وحكمه من حكمه, وحلمه من حلمه، مؤيد دينه بسيفه الباتر بعد أن قطع معاذير المعاندين بدليله القاهر، وعلمه الفاضل، وفضله الكامل. {أوف بعهدكم} الذي أوجبت به لكم نعيم الأبد في دار الكرامة ومستقر الرحمة. {وإياي فارهبون} في مخالفة محمد |، فاني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي، وهم لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال الله عز وجل لليهود: {وآمنوا} أيها اليهود {بما أنزلت} على محمد نبيي من ذكر نبوته، وإنباء إمامة أخيه علي × وعترته الطيبين الطاهرين {مصدقا لما معكم} فان مثل هذا الذكر في كتابكم أن محمدا النبي سيد الأولين والآخرين، المؤيد بسيد الوصيين وخليفة رسول رب العالمين فاروق هذه الأمة، وباب مدينة الحكمة، ووصي رسول رب الرحمة. {ولا تشتروا بآياتي} المنزلة لنبوة محمد |، وإمامة علي ×، والطيبين من عترته {ثمنا قليلا} بأن تجحدوا نبوة النبي محمد | وإمامة الامام علي × وآلهما وتعتاضوا عنها عرض الدنيا، فان ذلك وإن كثر فإلى نفاد وخسار وبوار. ثم قال الله عز وجل: {وإياي فاتقون} في كتمان أمر محمد | وأمر وصيه ×. فإنكم إن تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي ولا في وصية الوصي، بل حجج الله عليكم قائمة، وبراهينه بذلك واضحة، قد قطعت معاذيركم، وأبطلت تمويهكم. وهؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد | وخانوه، وقالوا: نحن نعلم أن محمدا نبي، وأن عليا وصيه، ولكن لست أنت ذاك ولا هذا - يشيرون إلى علي × - فأنطق الله تعالى ثيابهم التي عليهم، وخفافهم التي في أرجلهم، يقول كل واحد منها للابسه: كذبت يا عدو الله، بل النبي محمد | هذا، والوصي علي هذا، ولو أذن الله لنا لضغطناكم وعقرناكم وقتلناكم. فقال رسول الله |: إن الله عز وجل يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات. ولو تزيلوا لعذب الله هؤلاء عذابا أليما، إنما يعجل من يخاف الفوت.
عن الإمام العسكري ×: خاطب الله عز وجل بها قوما من اليهود لبسوا الحق قال: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} بأن زعموا أن محمدا نبي، وأن عليا وصي، ولكنهما يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة. فقال لهم رسول الله |: أترضون التوراة بيني وبينكم حكما؟ قالوا: بلى. فجاءوا بها وجعلوا يقرأون منها خلاف ما فيها، فقلب الله عز وجل الطومار الذي كانوا منه يقرأون وهو في يد قارئين منهم، مع أحدهما أوله ومع الآخر آخره، ثعبانا له رأسان وتناول كل رأس منهما يمين الذي هو في يده، وجعل يرضضه ويهشمه، ويصيح الرجلان ويصرخان، وكانت هناك طوامير اخر فنطقت وقالت: لا تزالان في هذا العذاب حتى تقرا بما فيها من صفة محمد ونبوته، وصفة علي وإمامته على ما أنزله الله تعالى. فقرآه صحيحا وآمنا برسول الله | واعتقدا إمامة علي ولي الله ووصي رسول الله. فقال الله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} بأن تقروا بمحمد وعلي من وجه وتجحدوهما من وجه {وتكتموا الحق} من نبوة هذا وإمامة هذا {وأنتم تعلمون}.
عن الإمام العسكري ×: {أقيموا الصلاة} المكتوبات التي جاء بها محمد |، وأقيموا أيضا الصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين الذين علي × سيدهم وفاضلهم {وآتوا الزكاة} من أموالكم إذا وجبت، ومن أبدانكم إذ الزمت، ومن معونتكم إذا التمست {و اركعوا مع الراكعين} تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله عز وجل في الانقياد لأولياء الله محمد | نبي الله وعلي × ولي الله والأئمة بعدهما سادات أصفياء الله.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال الله عز وجل لسائر اليهود والكافرين المظهرين {واستعينوا بالصبر والصلاة} أي بالصبر عن الحرام وعلى تأدية الأمانات، وبالصبر على الرئاسات الباطلة، وعلى الاعتراف لمحمد | بنبوته ولعلي × بوصيته. {واستعينوا بالصبر} على خدمتهما، وخدمة من يأمرانكم بخدمته على استحقاق الرضوان والغفران ودائم نعيم الجنان في جوار الرحمن، ومرافقة خيار المؤمنين، والتمتع بالنظر إلى عزة محمد | سيد الأولين والآخرين، وعلي × سيد الوصيين والسادة الأخيار المنتجبين، فان ذلك أقر لعيونكم، وأتم لسروركم، وأكمل لهدايتكم من سائر نعيم الجنان. واستعينوا أيضا بالصلوات الخمس، وبالصلاة على محمد وآله الطيبين على قرب الوصول إلى جنات النعيم. {وإنها} أي هذه الفعلة من الصلوات الخمس، ومن الصلاة على محمد وآله الطيبين مع الانقياد لأوامرهم والايمان بسرهم وعلانيتهم وترك معارضتهم بلم؟ وكيف؟ {لكبيرة} لعظيمة. {إلا على الخاشعين} الخائفين من ما الله في مخالفته في أعظم فرائضه.
عن الإمام العسكري ×: قال: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} أن بعثت موسى وهارون إلى أسلافكم بالنبوة، فهديناهم إلى نبوة محمد | ووصية علي × وإمامة عترته الطيبين. وأخذنا عليكم بذلك العهود والمواثيق التي إن وفيتم بها كنتم ملوكا في جنانه مستحقين لكراماته ورضوانه. {وأني فضلتكم على العالمين} هناك، أي فعلته بأسلافكم، فضلتهم دينا ودنيا: أما تفضيلهم في الدين فلقبولهم نبوة محمد | وولاية علي × وآلهما الطيبين. وأما تفضيلهم في الدنيا فبأن ظللت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المن والسلوى وسقيتهم من حجر ماءا عذبا، وفلقت لهم البحر، فأنجيتهم وأغرقت أعداءهم فرعون وقومه، وفضلتهم بذلك على عالمي زمانهم الذين خالفوا طرائقهم، وحادوا عن سبيلهم ثم قال الله عز وجل لهم: فإذا كنت قد فعلت هذا بأسلافكم في ذلك الزمان لقبولهم ولاية محمد وآله، فبالحري أن أزيدكم فضلا في هذا الزمان إذا أنتم وفيتم بما آخذ من العهد والميثاق عليكم.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا} أي لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع {ولا يقبل منها شفاعة} من يشفع لها بتأخير الموت عنها {ولا يؤخذ منها عدل} أي ولا يقبل منها فداء مكانه، يموت الفداء، ويترك هو. قال الصادق ×: وهذا اليوم يوم الموت فان الشفاعة والفداء لا يغني منه، فأما يوم القيامة فانا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء، ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبون من آلهم, فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات فمن كان منهم مقصرا في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم ثم في كل عصر إلى يوم القيامة، فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم، كما تتناول الصقور صيودها، ثم يزفون إلى الجنة زفا، وإنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات، كما يلتقط الطير الحب، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا. وسيؤتى بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله بعد أن صان الولاية والتقية وحقوق إخوانه، ويوقف بأزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة ألف من النصاب. فيقال له: هؤلاء فداؤك من النار، فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار وذلك ما قال الله عزو جل {ربما يود الذين كفروا} يعني بالولاية {لو كانوا مسلمين} في الدين منقادين للإمامة ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار.
عن الإمام العسكري ×: قال تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل {إذ نجيناكم} أنجينا أسلافكم {من آل فرعون} وهم الذين كانوا يدنون إليه بقرابته وبدينه ومذهبه {يسومونكم} كانوا يعذبونكم {سوء العذاب} شدة العذاب كانوا يحملونه عليكم. قال ×: وكان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون يكلفهم عمل البناء والطين ويخاف أن يهربوا عن العمل، فأمر بتقييدهم فكانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح: فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن ولا يحلفون بهم إلى أن أوحى الله عز وجل إلى موسى ×: قل لهم: لا يبتدؤن عملا إلا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخف عليهم. فكانوا يفعلون ذلك، فيخف عليهم. وأمر كل من سقط وزمن ممن نسي الصلاة على محمد وآله الطيبين أن يقولها على نفسه إن أمكنه, أي الصلاة على محمد وآله, أو يقال عليه إن لم يمكنه، فإنه يقوم ولا يضره ذلك ففعلوها، فسلموا. {يذبحون أبناءكم} وذلك لما قيل لفرعون: إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك، وزوال ملكك. فأمر بذبح أبنائهم، فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها, لئلا ينم عليها, ويتم حملها، ثم تلقي ولدها في صحراء، أو غار جبل، أو مكان غامض وتقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد وآله، فيقيض الله له ملكا يربيه، ويدر من إصبع له لبنا يمصه، ومن إصبع طعاما لينا يتغذاه إلى أن نشأ بنو إسرائيل وكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل. {ويستحيون نساءكم} يبقونهن ويتخذونهن إماء، فضجوا إلى موسى وقالوا: يفترعون بناتنا وأخواتنا. فأمر الله تلك البنات كلما رابهن ريب من ذلك صلين على محمد وآله الطيبين فكان الله يرد عنهن أولئك الرجال، إما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه فلم يفترش منهن امرأة، بل دفع الله عز وجل ذلك عنهن بصلاتهن على محمد وآله الطيبين. ثم قال الله عز وجل: {وفي ذلكم} أي في ذلك الانجاء الذي أنجاكم منهم ربكم {بلاء} نعمة {من ربكم عظيم} كبير. قال الله عز وجل: يا بني إسرائيل اذكروا إذ كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخف بالصلاة على محمد وآله الطيبين، أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه، وآمنتم به كانت النعمة عليكم أعظم وأفضل وفضل الله عليكم أكثر وأجزل.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى: واذكروا إذ جعلنا ماء البحر فرقا ينقطع بعضه من بعض {فأنجيناكم} هناك وأغرقنا فرعون وقومه {وأنتم تنظرون} إليهم وهم يغرقون، وذلك أن موسى لما انتهى إلى البحر أوحى الله عز وجل إليه قل لبني إسرائيل: جددوا توحيدي، وأمروا بقلوبكم ذكر محمد سيد عبيدي وإمائي، وأعيدوا على أنفسكم الولاية لعلي أخي محمد وآله الطيبين، وقولوا: اللهم بجاههم جوزنا على متن هذا الماء، فإن الماء يتحول لكم أرضا، فقال لهم موسى ذلك فقالوا: تورد علينا ما نكره، وهل فررنا من فرعون إلا من خوف الموت؟ وأنت تقتحم بنا هذا الماء الغمر بهذه الكلمات، وما يرينا ما يحدث من هذه علينا؟ فقال لموسى كالب بن يوحنا وهو على دابة له وكان ذلك الخليج أربعة فراسخ: يا نبي الله أمرك الله بهذا أن نقوله وندخل الماء؟ فقال: نعم، فقال: وأنت تأمرني به؟ قال: نعم، قال: فوقف وجدد على نفسه من توحيد الله ونبوة محمد وولاية علي ‘ والطيبين من آلهما كما امر به ثم قال: اللهم بجاههم جوزني على متن هذا الماء، ثم أقحم فرسه فركس على متن الماء وإذا الماء تحته كأرض لينة حتى بلغ آخر الخليج، ثم عاد راكضا، ثم قال لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل أطيعوا موسى فما هذا الدعاء إلا مفتاح أبواب الجنان، ومغاليق أبواب النيران، ومستنزل الأرزاق، وجالب على عبيد الله وإمائه رضى المهيمن الخلاق، فأبوا وقالوا: نحن لا نسير إلا على الأرض فأوحى الله إلى موسى ×: {أن اضرب بعصاك البحر} وقل: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما فلقته، ففعل فانفلق وظهرت الأرض إلى آخر الخليج، فقال موسى ×: ادخلوها، قالوا: الأرض وحلة نخاف أن نرسب فيها، فقال الله: يا موسى قل: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين جففها، فقالها فأرسل الله عليها ريح الصبا فجفت، وقال موسى ×: ادخلوها، قالوا: يا نبي الله نحن اثنا عشر قبيلة بنو اثني عشر آباء، وإن دخلنا رام كل فريق منا منا تقدم صاحبه، فلا نأمن وقوع الشر بيننا، فلو كان لكل فريق منا طريق على حدة لأمنا ما نخافه، فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعددهم اثني عشر ضربة في اثني عشر موضعا إلى جانب ذلك الموضع، ويقول: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين بين الأرض لنا وأمط الماء عنا، فصار فيه تمام اثني عشر طريقا، وجف قرار الأرض بريح الصبا، فقال: ادخلوها، قالوا: كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري ما يحدث على الآخرين، فقال الله عز وجل: فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك، فضرب وقال: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما جعلت هذا الماء طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا منها، فحدثت طبقات واسعة يرى بعضهم بعضا منها، ثم دخلوها، فلما بلغوا آخرها جاء فرعون وقومه فدخل بعضهم فلما دخل آخرهم وهموا بالخروج أولهم أمر الله تعالى البحر فانطبق عليهم فغرقوا وأصحاب موسى ينظرون إليهم فذلك قوله عز وجل: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} إليهم، قال الله عز وجل لبني إسرائيل في عهد محمد |: فإذا كان الله تعالى فعل هذا كله بأسلافكم لكرامة محمد | ودعاء موسى دعاء تقرب بهم إلى الله أفلا تعقلون أن عليكم الايمان بمحمد وآله إذ قد شاهدتموه الآن؟
عن الإمام العسكري (ع): ثم قال الله عز وجل: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} واذكروا إذ آتينا موسى الكتاب وهو التوراة الذي أخذ على بني إسرائيل الايمان به، والانقياد لما يوجبه، والفرقان آتيناه أيضا فرق به ما بين الحق والباطل، وفرق ما بين المحقين والمبطلين. وذلك أنه لما أكرمهم الله تعالى بالكتاب والايمان به، والانقياد له، أوحى الله بعد ذلك إلى موسى ×: يا موسى هذا الكتاب قد أقروا به، وقد بقي الفرقان، فرق ما بين المؤمنين والكافرين، والمحقين والمبطلين، فجدد عليهم العهد به، فاني قد آليت على نفسي قسما حقا لا أتقبل من أحد إيمانا ولا عملا إلا مع الايمان به. قال موسى ×: ما هو يا رب؟ قال الله عز وجل: يا موسى تأخذ على بني إسرائيل: أن محمدا خير البشر وسيد المرسلين. وأن أخاه ووصيه عليا خير الوصيين. وأن أولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق. وأن شيعته المنقادين له، المسلمين له ولأوامره ونواهيه ولخلفائه، نجوم الفردوس الاعلى، وملوك جنات عدن. قال: فأخذ عليهم موسى × ذلك، فمنهم من اعتقده حقا، ومنهم من أعطاه بلسانه دون قلبه، فكان المعتقد منهم حقا يلوح على جبينه نور مبين ومن أعطى بلسانه دون قلبه ليس له ذلك النور. فذلك الفرقان الذي أعطاه الله عز وجل موسى × وهو فرق ما بين المحقين والمبطلين. ثم قال الله عز وجل: {لعلكم تهتدون} أي لعلكم تعلمون أن الذي به يشرف العبد عند الله عز وجل هو اعتقاد الولاية، كما شرف به أسلافكم.
عن الإمام العسكري ×: إن موسى × لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان فرق ما بين المحقين والمبطلين لمحمد | بنبوته ولعلي × بإمامته وللأئمة الطاهرين بإمامتهم، قالوا: {لن نؤمن لك} أن هذا أمر ربك {حتى نرى الله جهرة} عيانا يخبرنا بذلك، فأخذتهم الصاعقة معاينة وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم، وقال الله عز وجل: يا موسى إني أنا المكرم أوليائي والمصدقين بأصفيائي ولا أبالي أنا المعذب لأعدائي الدافعين حقوق أصفيائي ولا أبالي. فقال موسى × للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون؟ أتقبلون وتعترفون؟ وإلا فأنتم بهؤلاء لاحقون، قالوا: يا موسى لا ندري ما حل بهم لماذا أصابهم، كانت الصاعقة ما أصابتهم لأجلك, إلا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر والفاجر, فان كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد وعلي وآلهما فسأل الله ربك بمحمد وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابهم ما أصابهم. فدعا الله عز وجل لهم موسى فأحياهم الله عز وجل، فقال لهم موسى ×: سلوهم لماذا أصابهم، فسألوهم فقالوا: يا بني إسرائيل أصابنا ما أصابنا لإبائنا اعتقاد نبوة محمد مع اعتقاد إمامة علي، لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته وحجبه وكرسيه وعرشه وجنانه ونيرانه، فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك وأعظم سلطانا من محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وإنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران فناداهم محمد وعلي ‘: كفوا عن هؤلاء عذابكم، فهؤلاء يحيون بمسألة سائل ربنا عز وجل بنا وبآلنا الطيبين وذلك حين لم يقذفوا في الهاوية فأخرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد وآله الطيبين. فقال الله عز وجل لأهل عصر محمد |: فإذا كان بالدعاء بمحمد وآله الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم، أفما يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عز وجل؟
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: واذكروا يا بني إسرائيل إذ {ظللنا عليكم الغمام} لما كنتم في النية يقيكم حر الشمس وبرد الفجر. {وأنزلنا عليكم المن والسلوى} المن: الترنجبين كان يسقط على شجرهم فيتناولونه والسلوى: السماني طير، أطيب طير لحما، يسترسل لهم فيصطادونه. قال الله عز وجل لهم: {كلوا من طيبات ما رزقناكم} واشكروا نعمتي وعظموا من عظمته، ووقروا من وقرته ممن أخذت عليكم العهود والمواثيق لهم محمد وآله الطيبين. قال الله عز وجل: {وما ظلمونا} لما بدلوا، وقالوا غير ما أمروا به ولم يفوا بما عليه عوهدوا، لان كفر الكافر لا يقدح في سلطاننا وممالكنا، كما أن إيمان المؤمن لا يزيد في سلطاننا {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} يضرون بها بكفرهم وتبديلهم. ثم قال ×: قال رسول الله |: عباد الله عليكم باعتقاد ولا يتنا أهل البيت وأن لا تفرقوا بيننا، وانظروا كيف وسع الله عليكم حيث أوضح لكم الحجة ليسهل عليكم معرفة الحق، ثم وسع لكم في التقية لتسلموا من شرور الخلق، ثم إن بدلتم وغيرتم عرض عليكم التوبة وقبلها منكم، فكونوا لنعماء الله شاكرين.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل {إذ قلنا} لأسلافكم {ادخلوا هذه القرية} وهي أريحا من بلاد الشام، وذلك حين خرجوا من التيه {فكلوا منها} من القرية {حيث شئتم رغدا} واسعا، بلا تعب ولا نصب {وادخلوا الباب} باب القرية {سجدا} مثل الله تعالى على الباب مثال محمد | وعلي × وأمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال، ويجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما، وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما. {وقولوا حطة} أي قولوا: إن سجودنا لله تعالى تعظيما لمثال محمد | وعلي × واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا. قال الله عز وجل: {نغفر لكم} أي بهذا الفعل {خطاياكم} السالفة، ونزيل عنكم آثامكم الماضية. {وسنزيد المحسنين} من كان منكم لم يقارف الذنوب التي قارفها من خالف الولاية، وثبت على ما أعطى الله من نفسه من عهد الولاية فانا نزيدهم بهذا الفعل زيادة درجات ومثوبات وذلك قوله عز وجل {وسنزيد المحسنين}.
عن الإمام العسكري ×: قوله عز وجل: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم} إنهم لم يسجدوا كما أمروا، ولا قالوا ما أمروا، ولكن دخلوها مستقبليها بأستاههم وقالوا: هطا سمقانا, أي حنطة حمراء نتقوتها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول. قال الله تعالى: {فأنزلنا على الذين ظلموا} غيروا وبدلوا ما قيل لهم، ولم ينقادوا لولاية محمد وعلي وآلهما الطيبين الطاهرين {رجزا من السماء بما كانوا يفسقون} يخرجون عن أمر الله وطاعته. قال: والرجز الذي أصابهم أنه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون ألفا، وهم من علم الله تعالى منهم أنهم لا يؤمنون ولا يتوبون، ولم ينزل هذا الرجز على من علم أنه يتوب، أو يخرج من صلبه ذرية طيبة توحد الله، وتؤمن بمحمد وتعرف موالاة علي وصيه وأخيه.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال الله عز وجل: {وإذ استسقى موسى لقومه} قال: واذكروا يا بني إسرائيل إذ استسقى موسى لقومه، طلب لهم السقيا، لما لحقهم العطش في التيه، وضجوا بالبكاء إلى موسى، وقالوا: أهلكنا العطش. فقال موسى: اللهم بحق محمد سيد الأنبياء، وبحق علي سيد الأوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء، وبحق الحسن سيد الأولياء، وبحق الحسين سيد الشهداء, وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء, لما سقيت عبادك هؤلاء. فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى {اضرب بعصاك الحجر} فضربه بها {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس} كل قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب {مشربهم} فلا يزاحم الآخرين في مشربهم. قال الله عز وجل: {كلوا واشربوا من رزق الله} الذي آتاكموه {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} ولا تسعوا فيها وأنتم مفسدون عاصون. قال رسول الله |: من أقام على موالاتنا أهل البيت سقاه الله تعالى من محبته كأسا لا يبغون به بدلا، ولا يريدون سواه كافيا ولا كاليا ولا ناصرا.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا} بالله وبما فرض عليهم الايمان به من الولاية لعلي بن أبي طالب والطيبين من آله. {والذين هادوا} يعني اليهود {والنصارى} الذين زعموا أنهم في دين الله متناصرون {والصابئين} الذين زعموا أنهم صبوا إلى دين الله، وهم بقولهم كاذبون. {من آمن بالله} من هؤلاء الكفار، ونزع عن كفره، ومن آمن من هؤلاء المؤمنين في مستقبل أعمارهم، وأخلص ووفي بالعهد والميثاق المأخوذين عليه لمحمد وعلي وخلفائهما الطاهرين {وعمل صالحا} ومن عمل صالحا من هؤلاء المؤمنين. {فلهم أجرهم} ثوابهم {عند ربهم} في الآخرة {ولا خوف عليهم} هناك حين يخاف الفاسقون {ولا هم يحزنون} إذا حزن المخالفون، لأنهم لا يعملوا من مخالفة الله ما يخاف من فعله، ولا يحزن له.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل لهم: واذكروا إذ أخذنا {ميثاقكم} وعهودكم أن تعملوا بما في التوراة وما في الفرقان الذي أعطيته موسى مع الكتاب المخصوص بذكر محمد وعلي والطيبين من آلهما أنهم أفضل الخلق والقوامون بالحق وأخذنا ميثاقكم لهم أن تقروا به وأن تؤدوه إلى أخلافكم وتأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنن بمحمد نبي الله ويسلمون له ما يأمرهم به في علي ولي الله عن الله وما يخبرهم به من أحوال خلفائه بعده القوامون بحق الله فأبيتم قبول ذلك واستكبرتموه فرفعنا {فوقكم الطور} الجبل، أمرنا جبرئيل أن يقطع منه قطعة على قدر معسكر أسلافكم، فجاء بها فرفعها فوق رؤوسهم. فقال موسى × لهم: إما أن تأخذوا بما أمرتم به فيه وإلا القي عليكم هذا الجبل. فألجئوا إلى قبوله كارهين إلا من عصمه الله من العناد، فإنه قبله طائعا مختارا. ثم لما قبلوه سجدوا وعفروا وكثير منهم عفر خديه لا لإرادة الخضوع لله ولكن نظروا إلى الجبل، هل يقع أم لا؟ وآخرين سجدوا طائعين مختارين. ثم قال الإمام ×: فقال رسول الله |: احمدوا الله معاشر شيعتنا على توفيقه إياكم فإنكم تعفرون في سجودكم لا كما عفره كفرة بني إسرائيل، ولكن كما عفره خيارهم. وقال عز وجل {خذوا ما آتيناكم} أي ما آتيناكم من هذه الأوامر والنواهي من هذا الامر الجليل من ذكر محمد وعلي وآلهما الطيبين {بقوة واذكروا ما فيه} مما آتيناكم، واذكروا جزيل ثوابنا على قيامكم به، وشديد عقابنا على إبائكم {لعلكم تتقون} المخالفة الموجبة للعقاب، فتستحقوا بذلك جزيل الثواب.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى: {ثم قست قلوبكم} عست وجفت ويبست من الخير والرحمة قلوبكم، معاشر اليهود {من بعد ذلك} من بعد ما بينت من الآيات الباهرات في زمان موسى ×، ومن الآيات المعجزات التي شاهدتموها من محمد |. {فهي كالحجارة} اليابسة لا ترشح برطوبة، ولا ينتفض منها ما ينتفع به، أي أنكم لا حق لله تردون ، ولا من أموالكم، ولا من حواشيها تتصدقون، ولا بالمعروف تتكرمون وتجودون، ولا الضيف تقرون ولا مكروبا تغيثون، ولا بشيء من الإنسانية تعاشرون، وتعاملون. {أو أشد قسوة} إنما هي في قساوة الأحجار، أو أشد قسوة، أبهم على السامعين، ولم يبين لهم، كما قال القائل: أكلت خبزا أو لحما، وهو لا يريد به: أني لا أدري ما أكلت، بل يريد أن يبهم على السامع حتى لا يعلم ما أكل، وإن كان يعلم أنه قد أكل. وليس معناه بل أشد قسوة، لأن هذا استدراك غلط، وهو عز وجل يرتفع عن أن يغلط في خبر، ثم يستدرك على نفسه الغلط، لأنه العالم بما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وإنما يستدرك الغلط على نفسه المخلوق المنقوص. ولا يريد به أيضا فهي كالحجارة أو أشد، أي وأشد قسوة، لأن هذا تكذيب الأول بالثاني، لأنه قال: {فهي كالحجارة} في الشدة لا أشد منها ولا ألين، فإذا قال بعد ذلك: {أو أشد}فقد رجع عن قوله الأول: إنها ليست بأشد. وهو مثل أن يقول: لا يجيء من قلوبكم خير، لا قليل ولا كثير، فأبهم عز وجل في الأول حيث قال: {أو أشد} وبين في الثاني أن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة، لا بقوله: {أو أشد قسوة} ولكن بقوله: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} أي فهي في القساوة بحيث لا يجيء منها الخير، يا يهود، وفي الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، فيجيء بالخير والغياث لبني آدم.{وإن منها} من الحجارة {لما يشقق فيخرج منه الماء} وهو ما يقطر منه الماء، فهو خير منها، دون الأنهار التي تتفجر من بعضها، وقلوبهم لا يتفجر منها الخيرات، ولا تشقق فيخرج منها قليل من الخيرات، وإن لم يكن كثيرا. ثم قال الله عز وجل: {وإن منها} يعني من الحجارة {لما يهبط من خشية الله} إذا أقسم عليها باسم الله وبأسماء أوليائه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم {صلى الله عليهم}، وليس في قلوبكم شيء من هذه الخيرات {وما الله بغافل عما تعملون} بل عالم به، يجازيكم عنه بما هو به عادل عليكم، وليس بظالم لكم، يشدد حسابكم، ويؤلم عقابكم. وهذا الذي وصف الله تعالى به قلوبهم هاهنا نحو ما قال في سورة النساء: {أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} وما وصف به الأحجار هاهنا نحو ما وصف في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} وهذا التقريع من الله تعالى لليهود والنواصب، واليهود جمعوا الأمرين واقترفوا الخطيئتين، فعظم على اليهود ما وبخهم به رسول الله |.
عن الامام العسكري ×: قال الله عز وجل: لقوم من هؤلاء اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة النبي | وهو خلاف صفته، وقالوا للمستضعفين: هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان، إنه طويل، عظيم البدن والبطن، أصهب الشعر، ومحمد بخلافه وهو يجئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة، وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم منهم إصاباتهم ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة رسول الله | وخدمة علي × وأهل خاصته فقال الله عز وجل: {فويل لهم مما كتبت أيديهم} من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلي ‘ الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم {وويل لهم} الشدة لهم من العذاب ثابتة مضافة إلى الأولى {مما يكسبون} من الأموال التي يأخذونها إذا أثبتوا عوامهم على الكفر بمحمد رسول الله | والجحد لوصية أخيه علي × ولي الله.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: {وقالوا} يعني اليهود المصرون المظهرون للايمان، المسرون للنفاق، المدبرون على رسول الله | وذويه بما يظنون أن فيه عطبهم {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} وذلك أنه كان لهم أصهار وإخوة رضاع من المسلمين يسرون كفرهم عن محمد | وصحبه، وإن كانوا به عارفين، صيانة لهم لأرحامهم وأصهارهم. قال لهم هؤلاء: لم تفعلون هذا النفاق الذي تعلمون أنكم به عند الله مسخوط عليكم معذبون؟ أجابهم هؤلاء اليهود: بأن مدة ذلك العذاب الذي نعذب به لهذه الذنوب {أياما معدودة} تنقضي، ثم نصير بعد في النعمة في الجنان، فلا نتعجل المكروه في الدنيا للعذاب الذي هو بقدر أيام ذنوبنا، فإنها تفنى وتنقضي، ونكون قد حصلنا لذات الحرية من الخدمة ولذات نعمة الدنيا، ثم لا نبالي بما يصيبنا بعد فإنه إذا لم يكن دائما فكأنه قد فنى. فقال الله عز وجل: {قل} يا محمد {أتخذتم عند الله عهدا} أن عذابكم على كفركم بمحمد ودفعكم لآياته في نفسه، وفي علي وسائر خلفائه وأوليائه منقطع غير دائم؟ بل ما هو إلا عذاب دائم لا نفاد له، فلا تجتروا على الآثام والقبائح من الكفر بالله وبرسوله وبوليه المنصوب بعده على أمته، ليسوسهم ويرعاهم سياسة الوالد الشفيق الرحيم {الكريم} لولده، ورعاية الحدب المشفق على خاصته {فلن يخلف الله عهده} فكذلك أنتم بما تدعون من فناء عذاب ذنوبكم هذه في حرز {أم تقولون على الله مالا تعلمون} اتخذتم عهدا؟ أم تقولون؟ بل أنتم في أيهما ادعيتم كاذبون.
عن الإمام العسكري ×: السيئة المحيطة به هي التي تخرجه عن جملة دين الله وتنزعه عن ولاية الله وترميه في سخط الله وهي الشرك بالله، والكفر به، والكفر بنبوة محمد رسول الله |، والكفر بولاية علي بن أبي طالب × كل واحد من هذه سيئة تحيط به، أي تحيط بأعماله فتبطلها وتمحقها {فأولئك} عاملوا هذه السيئة المحيطة {أصحاب النار هم فيها خالدون}.
عن الإمام العسكري ×: وأما قوله عز وجل: {والمساكين} فهو من سكن الضر والفقر حركته. ألا فمن واساهم بحواشي ماله، وسع الله عليه جنانه، وأناله غفرانه ورضوانه. قال الإمام ×: وإن من محبي محمد وعلي مساكين، مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء، وهم الذين سكنت جوارحهم، وضعفت قواهم عن مقاتلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم، ويسفهون أحلامهم، ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم، ثم سلطهم على الاعداء الظاهرين: النواصب وعلى الاعداء الباطنين: إبليس ومردته، حتى يهزموهم عن دين الله ويذودوهم عن أولياء آل رسول الله |. حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم، فأعجزهم عن إضلالهم. قضى الله تعالى بذلك قضاء حقا على لسان رسول الله |.
عن الإمام العسكري ×: وأما قوله عز وجل: {أقيموا الصلاة} فهو أقيموا الصلاة بتمام ركوعها وسجودها, وحفظ مواقيتها، وأداء حقوقها التي إذا لم تؤد لم يتقبلها رب الخلائق, أتدرون ما تلك الحقوق؟ فهي اتباعها بالصلاة على محمد وعلي وآلهما ‘ منطويا على الاعتقاد بأنهم أفضل خيرة الله، والقوام بحقوق الله، والنصار لدين الله.
عن الإمام العسكري ×: {وأقيموا الصلاة} المكتوبة التي جاء بها محمد | وأقيموا أيضا الصلاة على محمد وآله الطاهرين.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل وهو يخاطب هؤلاء اليهود الذين أظهر محمد | المعجزات لهم عند تلك الجبال ويوبخهم: {ولقد آتينا موسى الكتاب} التوراة المشتمل على أحكامنا، وعلى ذكر فضل محمد وعلي وآلهما الطيبين، وإمامة علي بن أبي طالب × وخلفائه بعده، وشرف أحوال المسلمين له، وسوء أحوال المخالفين عليه. {وقفينا من بعده بالرسل} جعلنا رسولا في أثر رسول. {وآتينا} أعطينا {عيسى ابن مريم البينات} الآيات الواضحات مثل: إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم {وأيدناه بروح القدس} وهو جبرئيل ×.
عن الإمام العسكري ×: ثم وجه الله العذل نحو اليهود في قوله: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم} فأخذ عهودكم ومواثيقكم بما لا تحبون من بذل الطاعة لأولياء الله الأفضلين وعباده المنتجبين محمد وآله الطيبين الطاهرين لما قالوا لكم كما أداه إليكم أسلافكم الذين قيل لهم: إن ولاية محمد | هي الغرض الأقصى والمراد الأفضل, ما خلق الله أحدا من خلقه ولا بعث أحدا من رسله إلا ليدعوهم إلى ولاية محمد وعلي وخلفائه ويأخذ به عليهم العهد ليقيموا عليه وليعمل به سائر عوام الأمم. فبهذا {استكبرتم} كما استكبر أوائلكم حتى قتلوا زكريا ويحيى, واستكبرتم أنتم حتى رمتم قتل محمد وعلي ‘ فخيب الله سعيكم ورد في نحوركم كيدكم. وأما قوله تعالى: {تقتلون} فمعناه قتلتم، كما تقول لمن توبخه: ويلك كم تكذب وكم تمخرق؟ ولا تريد ما لم يفعله بعد، وإنما تريد: كم فعلت، وأنت عليه موطن.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: {وقالوا} يعنى هؤلاء اليهود الذين أراهم رسول الله | المعجزات المذكورات عند قوله: {فهي كالحجارة} الآية. {قلوبنا غلف} أوعية للخير، والعلوم قد أحاطت بها واشتملت عليها، ثم هي مع ذلك لا تعرف لك يا محمد فضلا مذكورا في شئ من كتب الله، ولا على لسان أحد من أنبياء الله. فقال الله تعالى ردا عليهم: {بل} ليس كما يقولون أوعية العلوم ولكن قد {لعنهم الله} أبعدهم من الخير {فقليلا ما يؤمنون} قليل إيمانهم، يؤمنون ببعض ما أنزل الله تعالى ويكفرون ببعض، فإذا كذبوا محمدا | في سائر ما يقول، فقد صار ما كذبوا به أكثر، وما صدقوا به أقل. وإذا قرئ {غلف} فإنهم قالوا: قلوبنا غلف في غطاء، فلا نفهم كلامك وحديثك. نحو ما قال الله تعالى: {وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}. وكلا القراءتين حق، وقد قالوا بهذا وبهذا جميعا.
عن الإمام العسكري ×: ذم الله تعالى اليهود فقال: {ولما جاءهم} يعنى هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود، جاءهم {كتاب من عند الله} القرآن {مصدق} ذلك الكتاب {لما معهم} من التوراة التي بين فيها أن محمدا الأمي من ولد إسماعيل، المؤيد بخير خلق الله بعده: علي ولي الله. {وكانوا} يعني هؤلاء اليهود {من قبل} ظهور محمد | بالرسالة {يستفتحون} يسألون الله الفتح والظفر {على الذين كفروا} من أعدائهم والمناوين لهم، فكان الله يفتح لهم وينصرهم. قال الله تعالى: {فلما جاءهم} جاء هؤلاء اليهود {ما عرفوا} من نعت محمد | {كفروا به} وجحدوا نبوته حسدا له وبغيا عليه. قال الله عز وجل: {فلعنة الله على الكافرين}.
عن الإمام العسكري ×: ذم الله تعالى اليهود، وعاب فعلهم في كفرهم بمحمد | فقال: {بئسما اشتروا به أنفسهم} أي اشتروها بالهدايا والفضول التي كانت تصل إليهم، وكان الله أمرهم بشرائها من الله بطاعتهم له ليجعل لهم أنفسهم والانتفاع بها دائما في نعيم الآخرة فلم يشتروها، بل اشتروها بما أنفقوه في عداوة رسول الله | ليبقى لهم عزهم في الدنيا، ورياستهم على الجهال، وينالوا المحرمات، وأصابوا الفضولات من السفلة وصرفوهم عن سبيل الرشاد، ووقفوهم على طريق الضلالات. ثم قال عز وجل: {أن يكفروا بما أنزل الله بغيا} أي بما أنزل على موسى × من تصديق محمد | بغيا {أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده}. قال: وإنما كان كفرهم لبغيهم وحسدهم له لما أنزل الله من فضله عليه وهو القرآن الذي أبان فيه نبوته وأظهر به آيته ومعجزته. ثم قال: {فباؤ بغضب على غضب} يعني رجعوا وعليهم الغضب من الله على غضب في أثر غضب، والغضب الأول حين كذبوا بعيسى بن مريم، والغضب الثاني حين كذبوا بمحمد |. قال: والغضب الأول أن جعلهم قردة خاسئين، ولعنهم على لسان عيسى × والغضب الثاني حين سلط الله عليهم سيوف محمد وآله وأصحابه وأمته حتى ذللهم بها فاما دخلوا في الاسلام طائعين، وإما أدوا الجزية صاغرين داخرين.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل لليهود الذين تقدم ذكرهم: {ولقد جاءكم موسى بالبينات} الدلالات على نبوته، وعلى ما وصفه من فضل محمد وشرفه على الخلائق، وأبان عنه من خلافة علي ووصيته، وأمر خلفائه بعده. {ثم اتخذتم العجل} إلها {من بعده} بعد انطلاقه إلى الجبل، وخالفتم خليفته الذي نص عليه وتركه عليكم، وهو هارون × {وأنتم ظالمون} كافرون بما فعلتم من ذلك.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: اذكروا إذ فعلنا ذلك بأسلافكم لما أبوا قبول ما جاءهم به موسى × من دين الله وأحكامه، ومن الامر بتفضيل محمد | وعلي × وخلفائهما على سائر الخلق {خذوا ما آتيناكم} قلنا لهم: خذوا ما آتيناكم من هذه الفرائض {بقوة} قد جعلناها لكم، ومكناكم بها، وأزحنا عللكم في تركيبها فيكم {واسمعوا} ما يقال لكم وتؤمرون به {قالوا سمعنا} قولك {وعصينا} أمرك، أي أنهم عصوا بعده، وأضمروا في الحال أيضا العصيان {واشربوا في قلوبهم العجل} أمروا بشرب العجل الذي كان قد ذرئت سحالته في الماء الذي أمروا بشربه ليبين لهم من عبده ممن لم يعبده {بكفرهم} لأجل كفرهم أمروا بذلك {قل} يا محمد {بئسما يأمركم به إيمانكم} بموسى كفركم بمحمد | وعلي × وأولياء الله من أهلهما {إن كنتم مؤمنين} بتوراة موسى ×، ولكن معاذ الله لا يأمركم إيمانكم بالتوراة الكفر بمحمد | وعلي ×.
عن الإمام العسكري ×: ثم قال: {من كان عدوا لله} لانعامه على محمد وعلي وعلى آلهما الطيبين، وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا: نحن نبغض الله الذي أكرم محمدا وعليا بما يدعيان. {وجبريل} ومن كان عدوا لجبريل، لان الله جعله ظهيرا لمحمد وعلي ‘ على أعداء الله، وظهيرا لسائر الأنبياء والمرسلين كذلك. {وملائكته} يعني ومن كان عدوا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله، وتأييد أولياء الله، وذلك قول بعض النصاب المعاندين: برئت من جبرئيل الناصر لعلي. وقوله تعالى {ورسله} ومن كان عدوا لرسل الله موسى وعيسى وسائر الأنبياء الذين دعوا إلى نبوة محمد وإمامة علي، وذلك قول النواصب: برئنا من هؤلاء الرسل الذين دعوا إلى إمامة علي. ثم قال: {وجبريل وميكال} أي من كان عدوا لجبرئيل وميكائيل، وذلك كقول من قال من النواصب لما قال النبي | في علي ×: "جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره وإسرافيل من خلفه، وملك الموت أمامه، والله تعالى من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره." قال بعض النواصب: فأنا أبرأ من الله ومن جبرئيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع علي ما قاله محمد. فقال: من كان عدوا لهؤلاء تعصبا على علي بن أبي طالب × {فان الله عدو للكافرين} فاعل بهم ما يفعل العدو بالعدو من إحلال النقمات وتشديد العقوبات.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى {ولقد أنزلنا إليك} يا محمد {آيات بينات} دالات على صدقك في نبوتك، مبينات عن إمامة علي × أخيك ووصيك وصفيك، موضحات عن كفر من شك فيك أو في أخيك أو قابل أمر واحد منكما بخلاف القبول والتسليم. ثم قال: {وما يكفر بها} بهذه الآيات الدالات على تفضيلك وتفضيل علي × بعدك على جميع الورى {إلا الفاسقون} الخارجون عن دين الله وطاعته من اليهود الكاذبين، والنواصب المتسمين بالمسلمين.
عن الإمام العسكري ×: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} بما يوردونه عليكم من الشبه {حسدا من عند أنفسكم} لكم بأن أكرمكم بمحمد وعلي وآلهما الطيبين {من بعد ما تبين لهم الحق} المعجزات الدالات على صدق محمد | وفضل علي وآلهما {فاعفوا واصفحوا} عن جهلهم وقابلوهم بحجج الله وادفعوا بها أباطيلهم {حتى يأتي الله بأمره} فيهم بالقتل يوم مكة، فحينئذ تجلونهم من بلد مكة ومن جزيرة العرب ولا تقرون بها كافرا {إن الله على كل شيء قدير} ولقدرته على الأشياء قدر على ما هو أصلح لكم في تعبده إياكم من مداراتهم ومقابلتهم بالجدال بالتي هي أحسن.
عن الإمام العسكري ×: قوله عز وجل: {ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات} من صفة محمد | وصفة علي × وحليته {والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب} قال: والذي أنزلناه من بعد الهدى، هو ما أظهرناه من الآيات على فضلهم ومحلهم. كالغمامة التي كانت تظلل رسول الله | في أسفاره، والمياه الاجاجة التي كانت تعذب في الابار والموارد ببصاقه والأشجار التي كانت تتهدل ثمارها بنزوله تحتها، والعاهات التي كانت تزول عمن يمسح يده عليه، أو ينفث بصاقه فيها. وكالآيات التي ظهرت على علي × من تسليم الجبال والصخور والأشجار قائلة: يا ولي الله، ويا خليفة رسول الله |, والسموم القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها ولم يصبه بلاؤها، والافعال العظيمة: من التلال والجبال التي قلعها ورمى بها كالحصاة الصغيرة، وكالعاهات التي زالت بدعائه، والآفات والبلايا التي حلت بالأصحاء بدعائه، وسائرها مما خصه الله تعالى به من فضائله. فهذا من الهدى الذي بينه الله للناس في كتابه، ثم قال: {أولئك} أي أولئك الكاتمون لهذه الصفات من محمد | ومن علي × المخفون لها عن طالبيها الذين يلزمهم ابداؤها لهم عند زوال التقية {يلعنهم الله} يلعن الكاتمين {ويلعنهم اللاعنون}. فيه وجوه: منها {يلعنهم اللاعنون} أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا الا وهو يقول: لعن الله الظالمين الكاتمين للحق، ان الظالم الكاتم للحق ذلك يقول أيضا لعن الله الظالمين الكاتمين، فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين، وفي لعن أنفسهم. ومنها: أن الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان، فاستأذنتا ربهما في الوقوع لمن بعثتا عليه. فقال الله عز وجل للملائكة: انظروا، فإن كان اللاعن أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن. وإن كان المشار إليه أهلا، وليس اللاعن أهلا فوجهوهما إليه. وان كانا جميعا لها أهلا، فوجهوا لعن هذا إلى ذلك، ووجهوا لعن ذلك إلى هذا. وان لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما، وان الضجر أحوجهما إلى ذلك، فوجهوا اللعنتين إلى اليهود الكاتمين نعت محمد وصفته | وذكر علي × وحليته، والى النواصب الكاتمين لفضل علي ×، والدافعين لفضله. ثم قال الله عز وجل: {الا الذين تابوا} من كتمانه {وأصلحوا} أعمالهم، وأصلحوا ما كانوا أفسدوه بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحق {وبينوا} ما ذكره الله تعالى من نعت محمد | وصفته ومن ذكر علي × وحليته، وما ذكره رسول الله | {فأولئك أتوب عليهم} أقبل توبتهم {وأنا التواب الرحيم}.
عن الإمام العسكري ×: قال الله تعالى {ان الذين كفروا} بالله في ردهم نبوة محمد |، وولاية علي بن أبي طالب × {وماتوا وهم كفار} على كفرهم {أولئك عليهم لعنة الله} يوجب الله تعالى لهم البعد من الرحمة، والسحق من الثواب {والملائكة} وعليهم لعنة الملائكة يلعنونهم {والناس أجمعين} ولعنة الناس أجمعين كل يلعنهم، لان كل المأمورين المنهيين يلعنون الكافرين، والكافرون أيضا يقولون: لعن الله الكافرين، فهم في لعن أنفسهم أيضا {خالدين فيها} في اللعنة، في نار جهنم {لا يخفف عنهم العذاب} يوما ولا ساعة {ولاهم ينظرون} لا يؤخرون ساعة، ولا يخل بهم العذاب.
عن الإمام العسكري ×: {وإلهكم} الذي أكرم محمدا | وعليا × بالفضيلة وأكرم آلهما الطيبين بالخلافة، وأكرم شيعتهم بالروح والريحان والكرامة والرضوان {اله واحد} لا شريك له ولا نظير ولا عديل. {لا إله إلا هو} الخالق، البارئ، المصور، الرازق، الباسط، المغني، المفقر، المعز، المذل. {الرحمن} يرزق مؤمنهم وكافرهم، وصالحهم وطالحهم، لا يقطع عنهم مواد فضله ورزقه، وان انقطعوا هم عن طاعته. {الرحيم} بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد |، وسع لهم في التقية يجاهرون، باظهار موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه إذا قدروا، ويسترونها إذا عجزوا.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض} من أنواع ثمارها وأطعمتها {حلالا طيبا} لكم إذا أطعتم ربكم في تعظيم من عظمه، والاستخفاف بمن أهانه وصغره {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} ما يخطو بكم إليه، ويغركم به من مخالفة من جعله الله رسولا أفضل المرسلين، وأمره بنصب من جعله الله أفضل الوصيين، وسائر من جعل خلفاءه وأولياءه. {انه لكم عدو مبين} يبين لكم العداوة، ويأمركم إلى مخالفة أفضل النبيين ومعاندة أشرف الوصيين. {إنما يأمركم} الشيطان {بالسوء} بسوء المذهب والاعتقاد في خير خلق الله محمد رسول الله | وجحود ولاية أفضل أولياء الله بعد محمد رسول الله | {وأن تقولوا على الله مالا تعلمون} بامامة من لم يجعل الله له في الإمامة حظا، ومن جعله من أراذل أعدائه وأعظمهم كفرا به.
عن الإمام العسكري ×: وصف الله هؤلاء المتبعين لخطوات الشيطان فقال {وإذا قيل لهم} تعالوا إلى ما أنزل الله في كتابه من وصف محمد |، وحلية علي ×، ووصف فضائله، وذكر مناقبه والى الرسول، وتعالوا إلى الرسول لتقبلوا منه ما يأمركم به قالوا: {حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من الدين والمذهب} فاقتدوا بآبائهم في مخالفة رسول الله | ومنابذة علي ولي الله، قال الله عز وجل: {أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} إلى شيء من الصواب.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل {ومثل الذين كفروا} في عبادتهم للأصنام، واتخاذهم للأنداد من دون محمد وعلي ‘ {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} يصوت بما لا يسمع {الا دعاء ونداء} لا يفهم ما يراد منه فيغيث المستغيث، ويعين من استعانه {صم بكم عمي} عن الهدى في اتباعهم الأنداد من دون الله، والأضداد لأولياء الله الذين سموهم بأسماء خيار خلائف الله، ولقبوهم بألقاب أفاضل الأئمة الذين نصبهم الله لإقامة دين الله {فهم لا يعقلون} أمر الله عز وجل.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا} بتوحيد الله ونبوة محمد رسول الله وبامامة علي ولي الله {كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله} على ما رزقكم منها بالمقام على ولاية محمد | وعلي × ليقيكم الله بذلك شرور الشياطين المردة على ربهما عز وجل, فإنكم كلما جددتم على أنفسكم ولاية محمد وعلي تجدد على مردة الشياطين لعائن الله، وأعاذكم الله من نفخاتهم ونفثاتهم.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} المشتمل على ذكر فضل محمد | على جميع النبيين، وفضل علي × على جميع الوصيين {ويشترون به} بالكتمان {ثمنا قليلا} يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا، وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة. قال الله تعالى: {أولئك ما يأكلون في بطونهم} يوم القيامة {الا النار} بدلا من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق. {ولا يكلمهم الله يوم القيامة} بكلام خير بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول: بئس العباد أنتم، غيرتم ترتيبي، وأخرتم من قدمته، وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته، وعاديتم من واليته. {ولا يزكيهم} من ذنوبهم، لان الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذا قرن بها موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين عليهم السلام فأما ما يقرن بها الزوال عن موالاة محمد وآله، فتلك ذنوب تتضاعف، وأجرام تتزايد، وعقوباتها تتعاظم. {ولهم عذاب أليم} موجع في النار. {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} أخذوا الضلالة عوضا عن الهدى والردى في دار البوار بدلا من السعادة في دار القرار ومحل الأبرار. {والعذاب بالمغفرة} اشتروا العذاب الذي استحقوه بموالاتهم لأعداء الله بدلا من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء الله {فما أصبرهم على النار} ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار. {ذلك} يعني ذلك العذاب الذي وجب على هؤلاء بآثامهم وإجرامهم لمخالفتهم لامامهم، وزوالهم عن موالاة سيد خلق الله بعد محمد نبيه، أخيه وصفيه. {بأن الله نزل الكتاب بالحق} نزل الكتاب الذي توعد فيه من مخالف المحقين وجانب الصادقين، وشرع في طاعة الفاسقين، نزل الكتاب بالحق أن ما يوعدون به يصيبهم ولا يخطئهم. {وإن الذين اختلفوا في الكتاب} فلم يؤمنوا به، قال بعضهم: إنه سحر. وبعضهم: إنه شعر، وبعضهم: إنه كهانة {لفي شقاق بعيد} مخالفة بعيدة عن الحق، كأن الحق في شق وهم في شق غيره يخالفه.
عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل للحاج: {فإذا أفضتم من عرفات} ومضيتم إلى المزدلفة {فاذكروا الله عند المشعر الحرام} بآلائه ونعمائه، والصلاة على محمد سيد أنبيائه، وعلى علي سيد أصفيائه، واذكروا الله {كما هداكم} لدينه والايمان برسوله {وإن كنتم من قبله لمن الضالين} عن دينه من قبل أن يهديكم إلى دينه. {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ارجعوا من المشعر الحرام من حيث رجع الناس من جمع والناس ههنا في هذا الموضع الحاج غير الحمس فان الحمس كانوا لا يفيضون من جمع. {واستغفروا الله} لذنوبكم {إن الله غفور رحيم} للتائبين. {فإذا قضيتم مناسككم} التي سنت لكم في حجكم {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} اذكروا الله بآلائه لديكم وإحسانه إليكم فيما وفقكم له من الايمان بنبوة محمد | سيد الأنام واعتقاد وصيه أخيه علي × زين أهل الاسلام كذكركم آباءكم بأفعالهم ومآثرهم التي تذكرونها {أو أشد ذكرا} خيرهم بين ذلك ولم يلزمهم أن يكونوا له أشد ذكرا منهم لآبائهم وإن كانت نعم الله عليهم أكثر وأعظم من نعم آبائهم.
عن الإمام العسكري ×: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}. يعني في السلم والمسالمة إلى دين الاسلام كافة جماعة ادخلوا فيه، وادخلوا في جميع الاسلام، فتقبلوه واعملوا فيه، ولا تكونوا كمن يقبل بعضه ويعمل به، ويأبى بعضه ويهجره. قال: ومنه الدخول في قبول ولاية علي × كالدخول في قبول نبوة محمد رسول الله |، فإنه لا يكون مسلما من قال: إن محمدا رسول الله، فاعترف به ولم يعترف بأن عليا وصيه وخليفته وخير أمته. {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} من يتخطى بكم إليه الشيطان من طرق الغي والضلال، ويأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات {إنه لكم عد ومبين} إن الشيطان لكم عدو مبين، بعداوته يريد اقتطاعكم عن عظيم الثواب، وإهلاككم بشديد العقاب. {فان زللتم} عن السلم والاسلام الذي تمامه باعتقاد ولاية علي ×، ولا ينفع الاقرار بالنبوة مع جحد إمامة علي ×، كما لا ينفع الاقرار بالتوحيد مع جحد النبوة، إن زللتم. {من بعد ما جاءتكم البينات} من قول رسول الله | وفضيلته، وأتتكم الدلالات الواضحات الباهريات على أن محمدا | الدال على إمامة علي × نبي صدق، ودينه دين حق. {فاعلموا أن الله عزيز حكيم} عزيز قادر على معاقبة المخالفين لدينه والمكذبين لنبيه لا يقدر أحد على صرف انتقامه من مخالفيه، وقادر على إثابة الموافقين لدينه والمصدقين لنبيه | لا يقدر أحد على صرف ثوابه عن مطيعيه. حكيم فيما يفعل من ذلك، غير مسرف على من أطاعه وإن أكثر له الخيرات، ولا واضع لها في غير موضعها وإن أتم له الكرامات، ولا ظالم لمن عصاه وإن شدد عليه العقوبات.
عن الإمام العسكري ×: وهؤلاء كانوا إذا نتجت خيلهم الإناث، ونساؤهم الذكور، وحملت نخيلهم، وزكت زروعهم، ونمت تجارتهم، وكثرت الألبان في ضروعهم، قالوا: يوشك أن يكون هذا ببركة بيعتنا لعلي × أنه منجوت مدال ينبغي أن نعطيه ظاهرا الطاعة لنعيش في دولته. {وإذا أظلم عليهم قاموا} أي وإذا أنتجت خيولهم، الذكور ونساؤهم الإناث ولم يربحوا في تجاراتهم، ولا حملت نخيلهم, ولا زكت زروعهم، وقفوا وقالوا: هذا بشؤم هذه البيعة التي بايعناها عليا ×، والتصديق الذي صدقنا محمدا |، وهونظير ما قال الله عز وجل: يا محمد {إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك}، قال الله {قل كل من عند الله}.
عن الإمام العسكري × في قوله تعالى {وجعلنا لهم لسان صدق عليا} يعني أمير المؤمنين ×.
عن الإمام العسكري ×: {ولا تطع الكافرين} المجاهدين لك يا محمد فيما دعوتهم إليه من الإيمان بالله، والموالاة لك ولأوليائك والمعاداة لأعدائك, {والمنافقين} الذين يطيعونك في الظاهر، ويخالفونك في الباطن {ودع أذاهم} بما يكون منهم من القول السيئ فيك وفي ذويك {وتوكل على الله} في إتمام أمرك وإقامة حجتك, فإن المؤمن هو الظاهر بالحجة وإن غلب في الدنيا، لأن العاقبة له لأن غرض المؤمنين في كدحهم في الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم الأبد في الجنة، وذلك حاصل لك ولآلك ولأصحابك وشيعتهم.
واتصل بأبي الحسن علي بن محمد العسكري × أن رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته، فدخل على علي بن محمد × وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب، وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق كثير من العلويين وبني هاشم، فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست، وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الأشراف: فأما العلوية فأجلوه عن العتاب، وأما الهاشميون فقال له شيخهم: يا ابن رسول الله, هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين؟ فقال ×: إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون} أترضون بكتاب الله عز وجل حكما؟ قالوا: بلى, قال: أليس الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فلم يرض للعالم المؤمن إلا أن يرفع على المؤمن غير العالم، كما لم يرض للمؤمن إلا أن يرفع على من ليس بمؤمن، أخبروني عنه أقال: يرفع الله الذين أوتوا العلم درجات, أو قال: يرفع الله الذين أوتوا شرف النسب درجات, أوليس قال الله: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب.
عن الإمام العسكري × في رسالة طويلة: ولو لا محمد | والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض, وهل تدخل قرية إلا من بابها؟ فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم | قال الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وفرض عليكم لأوليائه حقوقا فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم, ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة, وليعلم من يطيعه منكم بالغيب وقال الله تبارك وتعالى {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
* مواعظه
عن الامام العسكري (ع): ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فإن لكل يوم خبرا جديدا، والإلحاح في المطالب يسلب البهاء إلا أن يفتح لك باب تحسن والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنها تنال في أوانها والمدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في أمورك، ولا تعجل حوائجك في أول وقتك فيضيق قلبك ويغشاك القنوط. واعلم أن للحياء مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو سرف, وللحزم مقدارا فإن زاد على ذلك فهو جبن, وللاقتصاد مقدارا فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليها فهو التهور.
--------
نزهة الناظر ص 143, عدة الداعي ص 136, أعلام الدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 378
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
رسالة الإمام العسكري (ع) الى عبد الله بن حمدويه البيهقي, الى ان قال: فاتقوا الله عباد الله ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة, واعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم واقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل إن شاء الله.
-----------
رجال الكشي ص 541, بحار الأنوار ج 25 ص 163
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الامام العسكري (ع): ان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علمائهم بالكذب الصراح وبأكل الحرام والرشاء بتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات... إلى ان قال (ع): فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا انه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه... إلى ان قال: وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة, والتكالب على حطام الدنيا وحرامها و... فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء هم من اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد بفسقة فقهائهم، فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم... فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك لأن الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجوهها لقلة معرفتهم، وآخرين يتعمدون الكذب علينا، ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم, ومنهم قوم نصاب لا يقدرون على القدح فينا، فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصابنا، ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا، فضلوا وأضلوا، وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد (عليه اللعنة) على الحسين بن علي (ع) وأصحابه، فإنهم يسلبونهم الأرواح والأموال, وهؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون ولأعدائنا معادون، يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب، لا جرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام، أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه، لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفقه الله للقبول منه، فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة, ثم قال (ع): قال رسول الله (ص): شرار علماء أمتنا المضلون عنا، القاطعون للطرق إلينا، المسمون أضدادنا بأسمائنا، الملقبون أندادنا بألقالبنا، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون... ثم قال (ع): قيل لأمير المؤمنين (ع): من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟.. قال (ع): العلماء إذا صلحوا، قيل: ومن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم، وبعد المتلقبين بألقابكم، والآخذين لأمكنتكم، والمتأمرين في ممالككم؟.. قال (ع): العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق، وفيهم قال الله عز وجل : {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا}.
--------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 299, الاحتجاج ج 2 ص 457, نوادر الأخبار ص 28, تفسير الصافي ج 1 ص 147, البرهان ج 1 ص 257, بحار الأنوار ج 2 ص 87
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الامام العسكري (ع): بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن أعطي حسده، وإن ابتلي خذله.
-----------
تحف العقول ص 488, بحار الأنوار ج 75 ص 373
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: "ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا" فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق, ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شيء. فأقبل علي أبو محمد (ع) فقال: يا أبا هاشم صدقت, فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء, ومن دبيب الذر على المسح الأسود.
--------------
الغيبة للطوسي ص 207, إعلام الورى ص 374, الثاقب في المناقب ص 567, الخرائج ج 2 ص 688, مناقب آشوب ج 4 ص 439, مجموعة ورام ج 2 ص 7, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 24, مدينة المعاجز ج 7 ص 571, بحار الأنوار ج 50 ص 250, رياض الأبرار ج 2 ص 490, مستدرك الوسائل ج 11 ص 351
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): لو عقل أهل الدنيا خربت.
---------
نزهة الناظر ص 145, الدر النظيم ص 746, الدرة الباهرة ص 45, عدة الداعي ص 137, أعلام الدين ص 313, بحار الانوار ج 1 ص 95
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): لا يعرف النعمة إلا الشاكر، ولا يشكر النعمة إلا العارف.
-------
نزهة الناظر ص 143, أعلام لدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 378
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): الجهل خصم، والحلم حكم، ولم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ.
-------
نزهة الناظر ص 146, أعلام لدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 377, الدر النظيم ص 747, الدرة الباهرة ص 46
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم.
-------
تحف العقول ص 486, بحار الأنوار ج 72 ص 466
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار.
-------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من التواضع السلام على كل من تمر به, والجلوس دون شرف المجلس.
-------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من الجهل الضحك من غير عجب.
-------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة, وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.
-------
تحف العقول ص 488, بحار الأنوار ج 75 ص 373, مستدرك الوسائل ج 11 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من وعظ أخاه سرا فقد زانه, ومن وعظه علانية فقد شانه.
-------
تحف العقول ص 489, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
-------
تحف العقول ص 489, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): إن للسخاء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف, وللحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو جبن, وللاقتصاد مقدارا فإن زاد عليه فهو بخل, وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور.
-------
الدرة الباهرة ص 45, أعلام الدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 377
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): حسن الصورة جمال ظاهر, وحسن العقل جمال باطن.
-------
نزهة الناظر ص 145, الدر النظيم ص 747, الدرة الباهرة ص 46, أعلام الدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 379
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من انس بالله استوحش من الناس, (1) وعلامة الانس بالله الوحشة من الناس.
---------------
(1) إلى هنا في الدرة الباهرة وبحار الأنوار
(2) عدة الداعي ص 208, أعلام الدين ص 313, الدرة الباهرة ص 46, بحار الأنوار ج 67 ص 110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من كان في طاعة الله كان الله في حاجته.
--------------
الثاقب في المناقب ص 569, الخرائج والجرائح ج 1 ص 443, إثبات الهداة ج 5 ص 32, مدينة المعاجز ج 7 ص 623, بحار الأنوار ج 50 ص 272
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هاشم, عن الإمام العسكري (ع) قال: إن في الجنة بابا يقال له: المعروف, لا يدخله إلا أهل المعروف, فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر (ع) إلي وقال: نعم, فدم على ما أنت عليه, فإن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة, جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك.
---------------
إعلام الورى ص 375, الثاقب في المناقب ص 564, الخرائج والجرائح ج 2 ص 689, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 432, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 29, مدينة المعاجز ج 7 ص 572, بحار الأنوار ج 50 ص 258, رياض الأبرار ج 2 ص 494
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): لا تمار فيذهب بهاؤك, ولا تمازح فيجترأ عليك.
---------------
تحف العقول ص 486, بحار الأنوار ج 73 ص 59
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
كتب الإمام العسكري (ع) إلى رجل سأله دليلا من سأل آية أو برهانا, فأعطي ما سأل, ثم رجع عمن طلب منه الآية عذب ضعف العذاب, ومن صبر أعطي التأييد من الله, والناس مجبولون على حيلة إيثار الكتب المنشرة, نسأل الله السداد فإنما هو التسليم أو العطب, ولله عاقبة الأمور.
--------------
إثبات الوصية ص 247, تحف العقول ص 486, بحار الأنوار ج 75 ص 371
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
كتب للإمام العسكري (ع) بعض شيعته يعرفه اختلاف الشيعة, فكتب (ع): إنما خاطب الله العاقل والناس في على طبقات المستبصر على سبيل نجاة, متمسك بالحق متعلق بفرع الأصل, غير شاك ولا مرتاب لا يجد عني ملجأ, وطبقة لم تأخذ الحق من أهله, فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه, وطبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق, ودفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم, فدع من ذهب يمينا وشمالا فإن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي... وإياك والإذاعة وطلب الرئاسة, فإنهما يدعوان إلى الهلكة.
---------------
تحف العقول ص 486, كشف الغمة ج 2 ص 417, مدينة المعاجز ج 7 ص 627, بحار الأنوار ج 75 ص 371
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من الذنوب التي لا تغفر: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا, ثم قال (ع): الإشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة.
---------------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 50 ص 250. نحوه: الغيبة للطوسي ص 207, إعلام الورى ج 2 ص 143, الثاقب في المناقب ص 567, الخرائج والجرائح ج 2 ص 688, مجموعة ورام ج 2 ص 7, مدينة المعاجز ج 7 ص 571, مستدرك الوسائل ج 11 ص 351
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
من رسالة الإمام العسكري (ع) عند اختلاف قوم من شيعته في أمره: ما مني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من شك هذه العصابة في, فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت, ثم ينقطع فللشك موضع, وإن كان متصلا ما اتصلت أمور الله فما معنى هذا الشك!؟
---------------
تحف العقول ص 487, كمال الدين ج 1 ص 222, إثبات الهداة ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 75 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من الفواقر التي تقصم الظهر: جار إن رأى حسنة أطفأها, وإن رأى سيئة أفشاها.
--------------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): الغضب مفتاح كل شر.
-------------
تحف الغقول ص 488, بحار الأنوار ج 75 ص 373, عن أبي عبد الله (ع): الكافي ج 2 ص 303, الزهد ص 28, الخصال ج 1 ص 7, روضة الواعظين ج 2 ص 379, جامع الأخبار ص 160, الدعوات للراوندي ص 258, مجموعة ورام ج 1 ص 122, إرشاد القلوب ج 1 ص 177, الوافي ج 5 ص 863, وسائل الشيعة ج 15 ص 358, هداية الأمة ج 5 ص 551, عن الإمام الرضا (ع): مشكاة الأنوار ص 219, مستدرك الوسائل ج 12 ص 9
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): أقل الناس راحة الحقود.
--------------
تحف العقول ص 488, بحار الأنوار ج 75 ص 373
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): أورع الناس من وقف عند الشبهة, أعبد الناس من أقام على الفرائض, أزهد الناس من ترك الحرام, أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.
----------------
تحف العقول ص 489, بحار الأنوار ج 75 ص 373
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): إنكم في آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة, من يزرع خيرا يحصد غبطة, ومن يزرع شرا يحصد ندامة, لكل زارع ما زرع, لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له, من أعطي خيرا فالله أعطاه, ومن وقي شرا فالله وقاه.
---------------
تحف العقول ص 489, بحار الأنوار ج 75 ص 373
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): المؤمن بركة على المؤمن, وحجة على الكافر.
---------------
تحف العقول ص 489, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): قلب الأحمق في فمه, وفم الحكيم في قلبه.
----------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 284, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
--------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): من تعدى في طهوره كان كناقضه.
---------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): ما ترك الحق عزيز إلا ذل, ولا أخذ به ذليل إلا عز.
--------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): صديق الجاهل تعب.
--------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): خصلتان ليس فوقهما شيء, الإيمان بالله ونفع الإخوان.
----------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374, مستدرك الوسائل ج 12 ص 391
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره.
---------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون.
---------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): خير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت الحياة, وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت.
---------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز.
---------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): التواضع نعمة لا يحسد عليها.
-----------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): لا تكرم الرجل بما يشق عليه.
----------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 285, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها.
----------------
تحف العقول ص 489, الوافي ج 26 ص 286, بحار الأنوار ج 75 ص 374
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي هاشم (ع), سأله الفهفكي: ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا, ويأخذ الرجل سهمين؟ قال: لأن المرأة ليس لها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة, إنما ذلك على الرجال, فقلت في نفسي: قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله (ع) عن هذه المسألة, فأجابه بمثل هذا الجواب, فأقبل (ع) علي فقال: نعم, هذه مسألة ابن أبي العوجاء, والجواب منا واحد, إذا كان معنى المسألة واحدا, (1) جرى لآخرنا ما جرى لأولنا وأولنا وآخرنا في العلم, والأمر سواء ولرسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) فضلهما. (2)
---------------
(1) إلى هنا في وسائل الشيعة
(2) الكافي ج 7 ص 85, تهذيب الأحكام ج 9 ص 274, إعلام الورى ج 2 ص 142, الخرائج والجرائح ج 2 ص 685, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 437, الوافي ج 25 ص 722, إثبات الهداة ج 5 ص 18, مدينة المعاحز ج 7 ص 570, بحار الأنوار ج 101 ص 328, رياض الأبرار ج 2 ص 494, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 451, وسائل الشيعة ج 26 ص 94
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* وصيته (ع) لشيعته
عن الإمام العسكري (ع) لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم, والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر, وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (ص), صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم, فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي, فيسرني ذلك, اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا, جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح, فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك, لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب, أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص) فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات, احفظوا ما وصيتكم به وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام.
-------
تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* كتابه (ع) لإسحاق بن إسماعيل
كتاب الإمام العسكري (ع) إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري: سترنا الله وإياك بستره, وتولاك في جميع أمورك بصنعه, فهمت كتابك يرحمك الله, ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على أوليائنا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم, ونعتد بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم, فأتم الله عليك يا إسحاق وعلى من كان مثلك ممن قد رحمه الله وبصره بصيرتك نعمته وقدر تمام نعمته دخول الجنة, وليس من نعمة وإن جل أمرها وعظم خطرها إلا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤد شكرها, وأنا أقول: الحمد لله أفضل ما حمده حامده إلى أبد الأبد بما من الله عليك من رحمته ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة, وايم الله إنها لعقبة كئود شديد أمرها صعب مسلكها عظيم بلاؤها قديم في الزبر الأولى ذكرها, ولقد كانت منكم في أيام الماضي (ع) إلى أن مضى لسبيله, وفي أيامي هذه أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولا مسددي التوفيق, فاعلم يقينا يا إسحاق أنه من خرج من هذه الدنيا أعمى {فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}, يا إسحاق ليس تعمى الأبصار {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} وذلك قول الله في محكم كتابه حكاية عن الظالم إذ يقول {رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} وأي آية أعظم من حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده وشهيده على عباده من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين وآبائه الآخرين الوصيين عليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته, فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون, أو تكونون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض, {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} ومن غيركم {إلا خزي في الحياة الدنيا} وطول عذاب في الآخرة الباقية وذلك والله الخزي العظيم, إن الله بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم بل رحمة منه لا إله إلا هو عليكم ليميز الخبيث من الطيب, وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم, لتسابقوا إلى رحمة الله ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية وجعل لكم بابا تستفتحون به أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله, لو لا محمد (ص) والأوصياء من ولده لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض, وهل تدخل مدينة لا من بابها, فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم قال الله في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ففرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم, قال الله: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} واعلموا أن {من بخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء} لا إله إلا هو, ولقد طالت المخاطبة فيما هو لكم وعليكم ولو لا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم لما رأيتم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا من بعد مضي الماضي (ع) وأنتم في غفلة مما إليه معادكم ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري (1) والله المستعان على كل حال, وإياكم أن تفرطوا في جنب الله فتكونوا من الخاسرين, فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه, فقد أمركم الله بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر, رحم الله ضعفكم وغفلتكم وصبركم على أمركم, فما أغر الإنسان بربه الكريم, ولو فهمت الصم الصلاب بعض ما هو في هذا الكتاب لتصدعت قلقا وخوفا من خشية الله ورجوعا إلى طاعة الله, اعملوا ما شئتم {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم ستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين. (2)
-------------
(1) إبراهيم بن عبدة ومحمد بن موسى النيسابوري كانا من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام
(2) تحف العقول ص 484, بحار الأنوار ج 75 ص 374, رجل الكشي ص 575 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية