فضائله ومعجزاته

عن رسول الله (ص) عن الله عز وجل: وختمت بالسعادة لابنه علي (الهادي) وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي, والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين.

------------

الكافي ج 1 ص 528, الإمامة والتبصرة ص 99, الغيبة لنعماني ص 66, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 44, كمال الدين ج 1 ص 310, الإختصاص ص 212, الغيبة للطوسي ص 146, إعلام الورى ص 393, جامع الأخبار ص 19, مناقب آشوب ص ج 1 ص 297, الإحتجاج ج 1 ص 68, الصراط المستقيم ج 2 ص 138, الوافي ج 2 ص 298, الجواهر السنية ص 404, إثبات الهداة ج 2 ص 26, الإنصاف في النص ص 53, غاية المرام ج 1 ص 219, بحار الأنوار ج 36 ص 197, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 84, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 208

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): ومن أحب أن يلقى الله وهو من الفائزين, فليوال الحسن العسكري (ع)‏.

--------------

الفضائل لإبن شاذان ص 166, بحار الأنوار ج 36 ص 296

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله: {واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} قال أبو محمد (ع): ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه, ولا من رازقه, (1) قال أبو هاشم فجعلتُ أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليَّه وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليَّ فقال الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم! ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله فلا مؤمن إلا وهو بهم مصدق وبمعرفتهم موقن. (2)

----------

(1) إلى هنا في محتصر الباصئر

(2) كشف الغمة ج 2 ص 419، الثاقب في المناقب ص 567, مدينة المعاجز ج 7 ص 638, بحار الأنوار ج 5 ص 260، مختصر البصائر ص 400

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام العسكري (ع): قد صعدنا ذرى الحقائق باقدام النبوة والولاية، ونورنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، وأسباطنا خلفاء الدين، وحلفاء اليقين، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم، فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة، ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران.

-----------

بحار الأنوار ج 75 ص 378, الدرة الباهرة ص 48

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد (ع) يوما قط إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا.

---------------

إعلام الورى ص 375, الخرائج ج 2 ص 684, إثبات الهداة ج 5 ص 29, مدينة المعاجز ج 7 ص 634, بحار الأنوار ج 50 ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم: إن أبا محمد (ع) ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه, فبينا نسير, وهو قدامي وأنا خلفه, إذ عرض لي فكر في دين كان علي (ع) قد حان أجله, فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه، فالتفت إلي فقال: يا أبا هاشم! الله يقضيه، ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الارض, وقال: أنزل, فخذ, واكتم، فنزلت فإذا سبيكة ذهب قال: فوضعتها في خفي وسرنا, فعرض لي الفكر، فقلت: إن كان فيها تمام الدين, وإلا فإني أرضي صاحبه بها, ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء, وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها، فالتفت إلي, ثم انحنى ثانية, وخط بسوطه خطة في الارض مثل الأولى, ثم قال (ع): انزل, فخذ, واكتم، قال: فنزلت, وإذا سبيكة فضة, فجعلتها في خفي الآخر, وسرنا يسيراً, ثم انصرف إلى منزله, وانصرفت إلى منزلي, فجلست, فحسبت ذلك الدين, وعرفت مبلغه, ثم وزنت سبيكة الذهب, فخرجت بقسط ذلك الدين, ما زادت ولا نقصت! ثم نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه, فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الاقتصاد, بلا تقتير ولا إسراف, ثم وزنت سبيكة الفضة, فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت!.

---------------

الثاقب في المناقب ص 217, الخرائج والجرائح ج 1 ص 421, مدينة المعاجز ج 7 ص 237, بحار الأنوار ج 50 ص 259, رياض الأبرار ج 2 ص 495

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن أبي هاشم قال دخلت على أبي محمد (ع) وكان يكتب كتاباً فحان وقت الصلاة الأولى فوضع الكتاب من يده وقام (ع) الى الصلاة, فرأيت القلم يمر على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى الى آخره, فخررت له ساجداً, فلما انصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذن للناس.

------------

عيون المعجزات ص 134، إثبات الهداة ج 5 ص 43, مدينة المعاجز ج 7 ص 597, بحار الأنوار ج 50 ص 304، رياض الأبرار ج 2 ص 504

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال: صحبت أبا محمد (ع) من دار العامة إلى منزله فلما أتى الدار وأردت الانصراف قال: أمهل، فدخل ثم أذن لي فدخلت, فأعطاني مائة دينار وقال: اصرفها في ثمن جارية فإن جاريتك فلانة ماتت، وكنت خرجت من المنزل وعهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت فإذا الغلام يقول: ماتت فلانة جاريتك الساعة. قلت: ما حالها؟ قيل شربت ماء فشرقت‏ فماتت.

--------------

الثاقب في المناقب ص 216, الخرائج ج 1 ص 426, حلية الأبرار ج 5 ص 104, مدينة المعاجز ج 7 ص 620, بحار لأنوار ج 50 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي‏ بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال: كان لي فرس وكنت به معجبا أكثر ذكره في المحال فدخلت على أبي محمد (ع) يوما فقال لي: ما فعل فرسك؟ فقلت: هو عندي وهو ذا على بابك وعنه نزلت، فقال لي استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا تؤخر ذلك، ودخل علينا داخل وانقطع الكلام فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر، فقال ما أدري ما أقول في هذا، فشححت به ونفست على الناس ببيعه وأمسينا فأتانا السائس وقد صليت العتمة، فقال: يا مولاي نفق‏ فرسك واغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول. قال: ثم دخلت على أبي محمد (ع) بعد أيام وأنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله، فلما جلست قال: نعم نخلف عليك دابة، يا غلام أعطه الكميت هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا.

---------------

الكافي ج 1 ص 510, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 371, الثاقب في المناقب ص 572, الخرائج ج 1 ص 434, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 15, حلية الأبرار ج 5 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 552, بحار الأنوار ج 50 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الحسين‏ محمد ابن هارون بن موسى، قال: حدثني ابي, عن شاكري‏ لمولانا أبي محمد الحسن بن علي (ع)‏: كان أستاذي (يقصد الإمام العسكري ع) صالحا من بين العلويين لم أر قط مثله وكان يركب بسرج صفته‏ بزيون‏ مسكي وأزرق، وكان يركب إلى دار الخلافة بسرمن‏رأى في كل اثنين وخميس، قال أبو عبد الله محمد الشاكري وكان يوم النوبة يحضر من الناس شي‏ء عظيم وتنقض المشارع بالدواب‏ والبغال والحمير والضجة فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء استاذي سكنت الضجة وهدأ صهيل الخيل ونشيج البغال ونهاق الحمير قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج الى أن يتوقى من الدواب نحفه ليزحمها، ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبي محمد (ع) فسكن صياح الناس وصهيل الخيل وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.

------------

دلائل الإمامة ص 429, الغيبة للطوسي ص 215, الدر النظيم ص 738, حلية الأبرار ج 5 ص 116, مدينة المعاجز ج 7 ص 579, بحار الأنوار ج 50 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي نعيم, قال: وجهت المفوضة كامل بن إبراهيم المزني إلى أبي محمد الحسن بن علي (ع) يباحثون أمره، قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي: أسأله عن قوله: لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلما دخلت على سيدي أبي محمد (ع) نظرت إلى ثياب بيضاء ناعمة عليه, فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب, ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان, وينهانا عن لبس مثله! فقال (ع) مبتسماً: يا كامل بن إبراهيم! وحسر عن ذراعيه, فإذا مسح أسود خشن, فقال (ع): يا كامل, هذا لله عز وجل, وهذا لكم، فخجلت وجلست إلى باب مرخى عليه ستر, فجاءت الريح فكشفت طرفه, فإذا أنا بفتى كأنه قمر, من أبناء أربع, أو مثلها, فقال (ع): يا كامل بن إبراهيم, فاقشعررت من ذلك, وألهمت أن قلت: لبيك يا سيدي, فقال: جئت إلى ولي الله وحجة زمانه, تسأله: هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك, وقال بمقالتك؟ فقلت: إي والله! قال (ع): إذن والله يقل داخلها, والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم: الحقية قلت: يا سيدي: ومن هم؟ قال: هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه, ولا يدرون ما حقه وفضله، ثم سكت ساعة عني, ثم قال (ع): وجئت تسأله عن مقالة المفوضة, كذبوا عليهم لعنة الله, بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله, فإذا شاء الله شئنا, والله عز وجل يقول: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله} (1) ثم رجع والله الستر إلى حالته, فلم أستطع كشفه، ثم نظر إلي أبو محمد (ع) مبتسماً وهو يقول: يا كامل بن إبراهيم, ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك حجتي من بعدي؟! فانقبضت وخرجت, ولم أعاينه بعد ذلك، قال أبو نعيم: فلقيت كامل بن إبراهيم, وسألته عن هذا الخبر, فحدثني به. (2)

--------------

(1) إلى هنا في الخرائج والجرائح وكشف الغمة

(2) إثبات الوصية ص 261, دلائل الإمامة ص 505, الغيبة للطوسي ص 246, منتخب الأنوار ص 139, نوادر الأخبار ص 248, مدينة المعاجز ج 8 ص 43, بحار الأنوار ج 25 ص 336, الخرائج والجرائح ج 1 ص 458, كشف الغمة ج 2 ص ص 499,

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, قال: رأيت الحسن بن علي السراج (1) (ع) يمشي في أسواق سر من رأى ولا ظل له، ورأيته يأخذ الآس فيجعلها ورقاً، ويرفع طرفه نحو السماء ويده فيردها ملأى لؤلؤاً.

--------------

(1) من ألقاب الإمام العسكري (ع).

(2) دلائل الإمامة ص426, مدينة المعاجز ج 7 ص 574

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن محمد بن الحسن قال: وافت جماعة من الاهواز من أصحابنا وأنا معهم وخرج السلطان إلى صاحب البصرة يريد النظر إلى أبي محمد (ع) فنظرنا إليه ماضياً معه، وقعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه, قال: فرجع، فلما حاذانا، وقف فمد يده إلى قلنسوته فأخذها من رأسه، وأمسكها بيده، ثم أخذ بيده الاخرى، ووضعها على رأسه، وضحك في وجه رجل منا, فقال الرجل: أشهد أنك حجة الله وخيرته! فقلنا: يا هذا ما شأنك؟ قال: كنت شاكاً فيه, فقلت في نفسي: إن رجع وأخذ القلنسوة من رأسه، قلت بإمامته.

------------

الخرائج ج 1 ص 444, عيون المعجزات ص 136, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 32, مدينة المعاجز ج 7 ص 600, بحار الأنوار ج 50 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد بن علي قال: دخلت يوما على أبي محمد (ع) وإني لجالس عنده إذ ذكرت منديلا كان معي كان فيه خمسون دينارا, فقلقت لها وما تكلمت بشي‏ء ولا أظهرت ما خطر ببالي, فقال لي أبو محمد (ع): لا بأس, هي مع أخيك الكبير, سقطت منك حين نهضت فأخذها وهي محفوظة معه إن شاء الله تعالى، فأتيت المنزل، فردها إلي أخي‏.

------------

الخرائج ج 1 ص 444, كشف الغمة ج 2 ص 425, إثبات الهداة ج 5 ص 32, مدينة المعاجز ج 7 ص 623, بحار الأنوار ج 50 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حدث فطرس‏ رجل متطبب وقد أتى إليه مائة سنة أو نيف‏ فقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني، فبعث إليه الحسن العسكري (ع) أن يبعث إليه بأخص اصحابه عنده ليفصده فاختارني، وقال: قد طلب مني الحسن (ع) من يفصده فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا ممن تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به. فمضيت إليه فأمرني إلى حجرة وقال: كن هاهنا إلى أن أطلبك قال: وكان الوقت الذي أتيت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد، فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طستا كبيرا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطست، ثم قال: قال لي: اقطع الدم فقطعته وغسل يده وشدها، وردني إلى الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شي‏ء كثير وبقيت الى العصر. ثم دعاني فقال: سرح ودعا بذلك الطست فسرحت وخرج الدم الى أن امتلأ الطست فقال: اقطع، فقطعته وشده وردني إلى الحجرة فبت فيها. فلما اصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطست وقال: سرح فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطست، ثم قال لي: اقطع فقطعت وشد يده وقدم لي بتخت ثياب وخمسين دينارا، وقال: خذ هذا وأعذر وانصرف فأخذت ذلك وقلت يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم بحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول. فصرت إلى بختيشوع فقلت له: القصة فقال: اجتمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمناء من الدم وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجيبا، وأعجب ما فيه اللبن ففكر ساعة ثم مكث‏ ثلاثة أيام بلياليها يقرأ الكتب على أن يجد في هذه القصة ذكرا في العالم فلم يجد ثم قال لي: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى. فخرجت فناديته فأشرف علي قال فمن أنت؟ قلت: صاحب بختيشوع قال: معك كتابه؟ قلت: نعم فأرخى إلي زنبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته فقال: أنت الرجل الذي فصدت؟ قلت: نعم قال: طوبى لأمك وركب بغلا ومر. فوافينا سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه، قلت: أين تحب؟ دار استاذنا أو دار الرجل؟ قال: دار الرجل، فصرنا إلى بابه قبل الأذان، ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود وقال: أيكما صاحب دير العاقول؟ فقال الراهب: أنا جعلت‏ فداك، فقال: أنزل، وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين وأخذ بيده ودخلا. فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ثم خرج الراهب وقد رمى ثياب الرهبانيين ولبس ثياب بياض وقد اسلم، قال: خذ بي الآن إلى دار أستاذك، فصرنا إلى باب بختيشوع، فلما رآه بادر يعدو إليه، ثم قال: ما الذي أزالك عن دينك؟ قال: وجدت المسيح فأسلمت على يده قال: وجدت المسيح؟! قال: نعم أو نظيره فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح، وهذا نظيره في آياته وبراهينه، ثم عاد إلى الامام (ع) ولزم خدمته إلى أن مات.

--------------

 حلية الأبرار ج 5 ص 107, الخرائج ج 1 ص 422, فرج المهموم ص 237, مدينة المعاجز ج 7 ص 614, مرآة العقول ج 6 شرح ص 166, بحار الأنوار ج 50 ص 260, رياض الأبرار ج 2 ص 495

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: دخل على الحسن بن علي (ع) قوم من سواد العراق يشكون قلة الامطار فكتب لهم كتاباً فأمطروا، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الارض فأمسك المطر.

----------

دلائل الإمامة ص 426, نوادر المعجزات ص 191, مدينة المعاجز ج 7 ص 573

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي عن محمد بن عبد الله قال: وقع أبو محمد (ع) وهو صغير في بئر الماء, وأبو الحسن (ع) في الصلاة والنسوان يصرخن, فلما سلم (ع) قال: لا بأس، فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر, وأبو محمد (ع) على رأس الماء يلعب بالماء.

--------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 451, بحار الأنوار ج 50 ص 274, رياض الأبرار ج 2 ص 499

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن علي بن إبراهيم قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل - يعني أبا محمد (ع) - فإنه قد وصف عنه سماحة, فقلت: تعرفه؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قط، فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم: مائتا درهم للكسوة، ومائتا درهم للدين، - وفي نسخة للدقيق، - ومائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم: مائة أشتري بها حمارا, ومائة للنفقة, ومائة للكسوة وأخرج الى الجبل‏. قال: فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي, ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ فقال: يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذا الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال: هذه خمسمائة درهم: مائتان للكسوة ومائتان للدين‏ ومائة للنفقة، وأعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل‏ مائة في ثمن حمار، مائة للكسوة، ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء.

---------------

الكافي ج 1 ص 506, الإرشاد ج 2 ص 326, كشف الغمة ج 2 ص 410, الدر النظيم ص 741, الوافي ج 3 ص 848, إثبات الهداة ج 5 ص 11, حلية الأبرار ج 5 ص 99, مدينة المعاجز ج 7 ص 540, بحار الأنوار ج 50 ص 278, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابي هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) الحاجة، فحك بسوطه الأرض قال: وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمسمائة دينار فقال: يا أبا هاشم خذ وأعذرنا.

---------------

الكافي ج 1 ص 507, الوافي ج 3 ص 85, إثبات الهداة ج 5 ص 12, حلية الأبرار ج 5 ص 100, مدينة المعاجز ج 7 ص 543, بحار الأنوار ج 50 ص279         

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جعفر بن الشريف الجرجاني‏: حججت سنة فدخلت على أبي محمد (ع) بسر من‏ رأى وقد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال, فأردت أن أسأله إلى من أدفعه؟‏ فقال قبل أن قلت له ذلك: ادفع ما معك‏ إلى‏ المبارك‏ خادمي. قال: ففعلت وخرجت وقلت: إن شيعتك بجرجان يقرءون عليك السلام, قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلى, قال: فإنك تصير إلى جرجان من يومك هذا إلى مائة وسبعين‏ يوما, وتدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار, فأعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار, فامض راشدا فإن الله سيسلمك ويسلم ما معك, فتقدم على أهلك وولدك ويولد لولدك الشريف ابن فسمه: الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف, وسيبلغه الله ويكون من أوليائنا, فقلت: يا ابن رسول الله إن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني‏ وهو من شيعتك كثير المعروف إلى أوليائك, يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم وهو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان, فقال: شكر الله لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صنيعته إلى شيعتنا, وغفر له ذنوبه ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق, فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد, فانصرفت من عنده وحججت وسلمني الله حتى وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر على ما ذكر (ع), وجاءني أصحابنا يهنئوني فأعلمتهم‏ أن الإمام وعدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم, فتأهبوا لما تحتاجون إليه وأعدوا مسائلكم وحوائجكم كلها, فلما صلوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في داري فو الله ما شعرنا إلا وقد وافانا أبو محمد (ع), فدخل إلينا ونحن مجتمعون فسلم هو أولا علينا فاستقبلناه وقبلنا يده, ثم قال: إني كنت وعدت جعفر بن الشريف‏ أن أوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر والعصر بسر من‏ رأى وصرت إليكم لأجدد بكم عهدا, وها أنا جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها, فأول من انتدب لمسائلته‏ النضر بن جابر قال: يا ابن رسول الله إن ابني جابرا أصيب ببصره منذ أشهر فادع الله له أن يرد عليه عينيه, قال: فهاته, فمسح بيده على عينيه فعاد بصيرا, ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم وأجابهم إلى كل ما سألوه حتى قضى حوائج الجميع ودعا لهم بخير وانصرف من يومه ذلك‏.

--------------

الخرائج ج 1 ص 424, الثاقب في المناقب ص 214, كشف الغمة ج 2 ص 427, مدينة المعاجز ج 7 ص 617, بحار الأنوار ج 50 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازاً في الكرخ فجهزني بقماش إلى سر من رأى, فلما دخلت إليها جاءني خادم وناداني باسمي واسم أبي، وقال: أجب مولاك، فقلت: ومن مولاي حتى أجيبه؟ فقال: ما على الرسول إلا البلاغ المبين, قال: فتبعته, فجاء بي إلى دار عظيمة البناء لا أشك أنها الجنة، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جلاله يغشي الأبصار فقال لي: إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا، والأخرى في مكان كذا في السفط الفلاني، وفي كل واحدة منهما رقعة مكتوب فيها ثمنها وربحها، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون ديناراً والربح ديناران، وثمن الأخرى ثلاثة عشر ديناراً، والربح كالأولى، فاذهب فأت بهما، قال الرجل: فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه فقال لي: إجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالاً لهيبته، قال: فمد يده إلى طرف البساط وليس هناك شيء فقبض قبضة وقال: هذا ثمن حبرتيك وربحهما، قال: فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشتري والربح كما كتب أبي لا يزيد ولا ينقص.

-----------

مشارق الأنوار ص 156, إثبات الهداة ج 5 ص 36, بحار الأنوار ج 50 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) ضيق الحبس وثقل القيد فكتب إلي: تصلي الظهر اليوم في منزلك، فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال (ع), قال: وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم، واطلبها فإنك ترى ما تحب، قال: وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد (ع), كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

------------

الكافي ج 1 ص 508, إعلام الورى ج 2 ص 140, الثاقي في المناقب ص 576, الوافي ج 3 ص 852, إثبات الهداة ج 5 ص 13, حلية الأبرار ج 5 ص 102, مدينة المعاجز ج 7 ص 546

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسماعيل‏ بن محمد قال: قعدت لأبي محمد (ع) على ظهر الطريق، فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقها ولا عشاء ولا غداء، قال: فقال تحلف بالله كاذبا وقد دفنت مائتي دينار، وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية, أعطه يا غلام ما معك, فأعطاني غلامه مائة دينار. ثم أقبل علي فقال لي: إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها, يعني الدنانير التي دفنت, وصدق (ع) وكان كما قال، دفنت مائتي دينار، وقلت: تكون ظهرا وكهفا لنا, فاضطررت ضرورة شديدة الى شي‏ء أنفقه وانغلقت علي أبواب الرزق، فنبشت عنها فاذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب فما قدرت‏ منها على شي‏ء.

---------------

الكافي ج 1 ص 509, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 578, الخرائج ج 1 ص 427, كشف الغمة ج 2 ص 413, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 14, حلية الأبرار ج 5 ص 101, مدينة المعاجز ج 7 ص 551, بحار الأنوار ج 50 ص 280, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمد (ع) يوما وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست وأنسيت‏ ما جئت له فلما ودعته ونهضت رمى إلي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما ربحت الفص والكرا، هنأك الله يا أبا هاشم، فقلت: يا سيدي أشهد أنك ولي الله وإمامي‏ أدين الله بطاعته فقال: غفر الله لك يا أبا هاشم.

---------------

الكافي ج 1 ص 512, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 565, كشف الغمة ج 2 ص 421, الوافي ج 3 ص 858, إثبات الهداة ج 5 ص 17, حلية الأبرار ج 5 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 558, بحار الأنوار ج 50 ص 254

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس ب‍سر من رأى في زمن الحسن الأخير (ع), فأمر المعتمد بن المتوكل الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء, فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون، ويدعون فما سقوا, فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر! وخرج في اليوم الثاني، فهطلت السماء بالمطر, فشك أكثر الناس، وتعجبوا وصبوا إلى النصرانية، فبعث الخليفة إلى الحسن (ع) وكان محبوساً, فاستخرجه من حبسه, وقال: إلحق أمة جدك (ص) فقد هلكت! فقال (ع) له: إني خارج في الغد ومزيل الشك إن شاء الله, فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج الحسن (ع) في نفر من أصحابه, فلما بصر بالراهب وقد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل, وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود، فأخذ الحسن (ع) بيده ثم قال له: استسق الآن! فاستسقى، وكانت السماء متغيمة فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال (ع): هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر.

----------------

الثاقب في المناقب ص 575, الخرائج والجرائح ج 1 ص 441, كشف الغمة ج 2 ص 429, إثبات الهداة ج 5 ص 31, حلية الأبرار ج 5 ص 119, مدينة المعاجز ج 7 ص 621, بحار الأنوار ج 50 ص 270, رياض الأبرار ج 2 ص 498

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: لما مضى أبو الحسن (ع) صاحب العسكر, اشتغل أبو محمد ابنه بغسله وشأنه, وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرهما, فلما فرغ أبو محمد من شأنه صار إلى مجلسه, فجلس, ثم دعا أولئك الخدم فقال (ع): إن صدقتموني فيما أسألكم عنه فأنتم آمنون من عقوبتي, وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم وعاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه مني, ثم قال (ع): يا فلان, أخذت كذا وكذا, وأنت يا فلان, أخذت كذا وكذا, قالوا: نعم يا ابن رسول الله, قال: فردوه فذكر لكل واحد منهم ما أخذه, وصار إليه حتى ردوا جميع ما أخذوه.

-------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 420, بحار الأنوار ج 50 ص 259

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي يوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال: ولد لي غلام وكنت مضيقا، فكتبت رقاعا الى جماعة أسترفدهم فرجعت بالخيبة، فرجعت بالخيبة، قال: قلت: أجي‏ء فاطوف حول الدار طوفة وصرت الى الباب فخرج أبو حمزة ومعه‏ صرة سوداء فيها أربعمائة درهم وقال: يقول لك سيدي الحسن بن علي (ع) أنفق هذه على المولود، بارك الله لك فيه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, بحار الأنوار ج 50 ص 294, حلية الأبرار ج 5 ص 104 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي القاسم‏ كاتب راشد قال: خرج رجل من العلويين من سر من رأى في أيام أبي محمد (ع) إلى الجبل يطلب الفضل، فلقيه رجل بحلوان‏ فقال له من أين أتيت‏؟ قال: من سر من رأى‏ فقال: هل صرت كذا وموضع كذا؟ فقال: نعم، فقال: هل عندك من أخبار الحسن بن علي شي‏ء؟ قال: لا, قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: أطلب الفضل. قال: لك عندي خمسون دينارا فاقبضها وانصرف معي إلى سر من رأى حتى توصلني إلى الحسن بن علي (ع), فقال: نعم، فأعطاه خمسين دينارا وعاد العلوي معه, فوصلا إلى سر من رأى واستأذنا على الحسن بن علي (ع), فأذن لهما, فدخلا والحسن‏ (ع) قاعد في صحن الدار, فلما نظر (ع) إلى الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم، قال (ع): أوصى إليك أبوك وأوصى إلينا بوصية, فجئت تؤديها وهي معك أربعة آلاف دينار، فأتها فقال الرجل: نعم، فدفعها إليه، ثم نظر (ع) إلى العلوي فقال له: خرجت إلى الجبل تطلب الفضل، فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فخرجت معه ونحن نعطيك خمسين دينارا فأعطاه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, حلية الأبرار ج 5 ص 105, بحار الأنوار ج 50 ص 295

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد (ع), فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه فدخل رجل, عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول, وأمره بالجلوس, فجلس ملاصقا لي, فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟ فقال أبو محمد (ع): هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي (ع) فيها بخواتيمهم فانطبعت, وقد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها, ثم قال: هاتها, فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس, فأخذها أبو محمد (ع) ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع, فكأني أرى نقش خاتمه الساعة: الحسن بن علي. فقلت لليماني: رأيته قبل هذا قط؟ قال: لا والله, وإني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال لي: قم فادخل, فدخلت, ثم نهض اليماني وهو يقول: {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت} {ذرية بعضها من بعض} أشهد بالله إن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين, ثم مضى فلم أره بعد ذلك‏.

------------

الكافي ج 1 ص 347, الثاقي في المناقب ص 561, الوافي ج 2 ص 144, مدينة المعاجز ج 7 ص 564. نحوه: إعلام الورى ص 371, كشف الغمة ج 2 ص 431, بحار الأنوار ج 25 ص 179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: سُلم أبو محمد (ع) الى نحرير الخادم‏، فكان يضيق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك؟ وعرفته صلاحه وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي (ع) قائما يصلي وهي حوله.

----------

الكافي ج 1 ص 513, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 249, إعلام الورى ج 2 ص 151, الوافي ج 3 ص 860, إثبات الهداة ج 5 ص 18, حلية الأبرار ج 5 ص 90, مدينة المعاجز ج 7 ص 562, بحار الأنوار ج 50 ص 268, الثاقب في المناقب ص 580, الخرائج ج 1 ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عيسى بن صبيح‏ قال:‏ دخل الحسن العسكري (ع) علينا الحبس‏ وكنت به عارفا فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان, وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فكان كما قال, وقال: هل رزقت ولدا؟ قلت: لا, فقال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد, ثم تمثل (ع):‏

من كان ذا عضد يدرك ظلامته‏ ... إن الذليل الذي ليست له عضد (1)

قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا, فأما الآن فلا, ثم تمثل‏:

لعلك يوما أن تراني كأنما ... بني حوالي الأسود اللوابد

فإن تميما قبل أن يلد الحصى ... أقام زمانا وهو في الناس واحد (2)

----------

(1) الى هنا في وسائل الشيعة

(2) الخرائج ج 1 ص 478, كشف الغمة ج 2 ص 503, بحار الأنوار ج 51 ص 162, وسائل الشيعة ج 21 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول‏: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: "ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا" فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق‏, ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شي‏ء. فأقبل علي أبو محمد (ع) فقال: يا أبا هاشم صدقت, فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء, ومن دبيب الذر على المسح‏ الأسود.

--------------

الغيبة للطوسي ص 207, إعلام الورى ص 374, الثاقب في المناقب ص 567, الخرائج ج 2 ص 688, مناقب آشوب ج 4 ص 439, مجموعة ورام ج 2 ص 7, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 24, مدينة المعاجز ج 7 ص 571, بحار الأنوار ج 50 ص 250, رياض الأبرار ج 2 ص 490, مستدرك الوسائل ج 11 ص 351

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر محمد بن عيسى بن أحمد الزرجي قال: رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد في شارع السوق, وذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى, لم يذكر أبو جعفر اسمه, وكنت أصلي فلما سلمت قال لي: أنت قمي أو زائر؟ قلت: أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين (ع) فقال لي: تعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة؟ فقلت: نعم, فقال: أنا من ولده, قال: كان لي أب وله أخوان, وكان أكبر الأخوين ذا مال, ولم يكن للصغير مال, فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستمائة دينار, فقال الأخ الكبير: ادخل على الحسن بن علي بن محمد بن الرضا (ع) واسأله أن يلطف للصغير, لعله أن يرد مالي فإنه حلو الكلام, فلما كان وقت السحر بدا لي عن الدخول على الحسن بن علي (ع), وقلت أدخل على أسباس التركي صاحب السلطان وأشكو إليه, قال: فدخلت على أسباس التركي وبين يديه نرد يلعب به, فجلست أنتظر فراغه, فجاءني رسول الحسن بن علي (ع) فقال: أجب فقام معه, فلما دخل على‏ الحسن (ع) قال له: كان لك إلينا أول الليل حاجة, ثم بدا لك عنها وقت السحر, اذهب فإن الكيس الذي أخذ من مالك رد ولا تشك أخاك, وأحسن إليه, وأعطه, فإن لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه, فلما خرج تلقاه غلامه يخبره بوجود الكيس, قال أبو جعفر الزرجي: فلما كان من الغد حملني الهاشمي إلى منزله وأضافني ثم صاح بجارية, وقال: يا غزال أو يا زلال, فإذا أنا بجارية مسنة, فقال لها: يا جارية, حدثي مولاك بحديث الميل, والمولود, فقالت: كان لنا طفل وجع, فقالت لي مولاتي: ادخلي إلى دار الحسن بن علي (ع) فقولي لحكيمة تعطينا شيئا يستشفي به مولودنا, فدخلت عليها فسألتها ذلك, فقالت حكيمة: ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي (ع), فأتيت بالميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي, وكحلت به المولود فعوفي, وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه (1), قال أبو جعفر الزرجي: فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن يرهون البرسي, فحدثته بهذا الحديث عن الهاشمي فقال: قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية, حذو النعل بالنعل, سواء من غير زيادة ولا نقصان. (2)

--------------

(1) إلى هنا في رياض الأبرار

(2) كمال الدين ج 2 ص 517, بحار الأنوار ج 50 ص 247, رياض الأبرار ج 3 ص 80, إثبات الهداة ج 5 ص 23 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة نصير الخادم قال: سمعت أبا محمد (ع) غير مرة يكلم غلمانه وغيرهم بلغاتهم, وفيهم روم وترك وصقالبة, فتعجبت من ذلك, وقلت هذا ولد بالمدينة, ولم يظهر لأحد حتى قضى أبو الحسن, ولا رآه أحد فكيف هذا! أحدث بهذا نفسي, فأقبل علي وقال: إن الله بين حجته من بين سائر خلقه, وأعطاه معرفة كل شي‏ء فهو يعرف اللغات والأنساب والحوادث, ولو لا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق.

--------------

الكافي ج 1 ص 508, إثبات الهداة ص 251, الإرشاد للمفيد ج 2 ص 330, روضة الواعظين ج 1 ص 248, إعلام الورى ج 2 ص 145, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 428, كشف الغمة ج 2 ص 412, الوافي ج 3 ص 852, إثبات الهداة ج 5 ص 13, مدينة المعاجز ج 7 ص 548, بحار الأنوار ج 50 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن ابن الفرات قال: كنت بالعسكر قاعدا في الشارع, وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة, فأقبل أبو محمد (ع) فارسا, فقلت: تراني أرزق ولدا؟ فقال (ع) برأسه: نعم, فقلت: ذكرا؟ فقال (ع) برأسه: لا, فولدت لي ابنة.

---------------

إثبات الوصية ص 255, الثاقب في المناقب ص 573, الخرائج والجرائح ج 1 ص 438, كشف الغمة ج 2 ص 426, إثبات الهداة ج 5 ص 31, مدينة المعاجز ج 7 ص 620, بحار الأنوار ج 50 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي عن علي بن جعفر عن حلبي قال: اجتمعنا بالعسكر وترصدنا لأبي محمد (ع) يوم ركوبه, فخرج توقيعه ألا لا يسلمن علي أحد, ولا يشير إلي بيده, ولا يومئ, فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم, قال وإلى جانبي شاب فقلت: من أين أنت؟ قال: من المدينة, قلت: ما تصنع هاهنا؟ قال: اختلفوا عندنا في أبي محمد (ع) فجئت لأراه وأسمع منه, أو أرى منه دلالة ليسكن قلبي, وإني لولد أبي ذر الغفاري, فبينما نحن كذلك, إذ خرج أبو محمد (ع) مع خادم له, فلما حاذانا نظر إلى‏ الشاب الذي بجنبي, فقال: أغفاري أنت؟ قال: نعم, قال (ع): ما فعلت أمك حمدوية؟ فقال: صالحة ومر, فقلت للشاب: أكنت رأيته قط, وعرفته بوجهه قبل اليوم؟ قال: لا, قلت: فينفعك هذا؟ قال: ودون هذا.

-------------

الخرائج والجرائح ج1 ص 439, بحار الأنوار ج 50 ص 269

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن الفرات قال: كان لي على ابن عمي عشرة آلاف درهم, فكتبت إلى أبي محمد (ع) أسأله الدعاء لذلك, فكتب إلي أنه: راد عليك مالك وهو ميت بعد جمعة, قال: فرد علي ابن عمي مالي, فقلت: ما بدا لك في رده وقد منعتنيه, قال: رأيت أبا محمد (ع) في النوم, فقال: إن أجلك قد دنا, فرد على ابن عمك ماله.

--------------

الثاقب في المناقب ص 568, الخرائج والجرائح ج 1 ص 441, كشف الغمة ج 2 ص 429, إثبات الهداة ج 5 ص 41, مدينة المعاجز ج 7 ص 640, بحار الأنوار ج 50 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن بذل مولى أبي محمد (ع) قال: رأيت من رأس أبي محمد (ع) نورا ساطعا إلى السماء, وهو نائم.

---------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 443, كشف الغمة ج 2 ص 426, إثبات الهداة ج 5 ص 40, بحار الأنوار ج 50 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي العيناء محمد بن القاسم الهاشمي قال: كنت أدخل على أبي محمد (ع) فأعطش وأجله أن أدعو بالماء, فيقول (ع): يا غلام اسقه, وربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول (ع): يا غلام دابته.

---------------

الكافي ج 1 ص 512, الخرائج والجرائح ج 1 ص 445, الوافي ج 3 ص 858, إثبات الهداة ج 5 ص 17, مدينة المعاجز ج 7 ص 558, بحار الأنوار ج 50 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمر بن أبي مسلم قال: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا, ويبلغني عنه ما أكره, وكان ملاصقا لداري, فكتبت إلى أبي محمد (ع) أسأله‏ الدعاء بالفرج منه, فرجع الجواب: أبشر بالفرج سريعا ويقدم عليك مال من ناحية فارس, وكان لي بفارس ابن عم تاجر, لم يكن له وارث غيري, فجاءني ماله بعد ما مات بأيام يسيرة, ووقع في الكتاب: استغفر الله وتب إليه مما تكلمت به, وذلك أني كنت يوما مع جماعة من النصاب, فذكروا أبا طالب حتى ذكروا مولاي, فخضت معهم لتضعيفهم أمره, فتركت الجلوس مع القوم وعلمت أنه أراد ذلك.

----------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 447, إثبات الهداة ج 5 ص 33, مدينة المعاجز ج 7 ص 625, بحار الأنوار ج 50 ص 273

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن رجلا من موالي أبي محمد العسكري (ع) دخل عليه يوما, وكان حكاك الفصوص, فقال: يا ابن رسول الله, إن الخليفة دفع إلي فيروزجا أكبر ما يكون وأحسن ما يكون, وقال انقش عليه كذا وكذا, فلما وضعت عليه الحديد صار نصفين, وفيه هلاكي فادع الله لي, فقال (ع): لا خوف عليك إن شاء الله, قال: فخرجت إلى بيتي فلما كان من الغد دعاني الخليفة, وقال لي: إن حظيتين اختصمتا في ذلك الفص ولم ترضيا إلا أن تجعل ذلك نصفين بينهما, فاجعله, وانصرفت وأخذت وقد صار قطعتين, فأخذتهما ورجعت بهما إلى دار الخلافة, فرضيتا بذلك وأحسن الخليفة إلي بسبب ذلك, فحمدت الله.

---------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 740, إثبات الهداة ج 5 ص 36, بحار الأنوار ج 50 ص 276

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* في النورانية

عن رسول الله | قال: أخبرني جبرئيل × لما أثبت الله تبارك وتعالى إسم محمد في ساق العرش قلت: يا رب هذا الاسم المكتوب في سرداق العرش أرى أعز خلقك عليك؟ قال: فأراه الله اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والارض, فقال: يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم؟ فقال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن وهذا نور الحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد, وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر، قال: فكان رسول الله | يقول: ما أحد يتقرب إلى الله عز وجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته من النار.

--------------

كفاية الأثر ص 169, الإنصاف في النص ص 324, بحار الأنوار ج 36 ص 341, إثبات الهداة ج 2 ص 171 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سلمان قال: قال لي رسول الله |: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا, فقلت: يا رسول الله, لقد عرفت هذا من أهل الكتابين, فقال: يا سلمان هل علمت مَن نقبائي ومَن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. فقال: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره, ودعاني فأطعته, وخلق من نوري عليا, ودعاه فأطاعه, وخلق من نور علي فاطمة, ودعاها فأطاعته, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن, ودعاه فأطاعه, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين, فدعاه فأطاعه, ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه, فالله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الاحسان وهذا الحسن, والله المحسن وهذا الحسين, ثم خلق منا ومن نور الحسين, تسعة أئمة, فدعاهم فأطاعوه, قبل أن يخلق سماء مبنية, وأرضا مدحية, ولا ملكا ولا بشرا, وكنا نورا نسبح الله, ونسمع له ونطيع. قال سلمان: فقلت يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان, من عرفهم حق معرفتهم, واقتدى بهم, ووالى وليهم, وتبرأ من عدوهم, فهو والله منا, يرد حيث نرد, ويسكن حيث نسكن, فقلت: يا رسول الله, وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان, فقلت: يا رسول الله, فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين, ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين, ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق, ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله عز وجل, ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله, ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق الله, ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله, ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله, ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله, ثم قال: يا سلمان, إنك مدركه, ومن كان مثلك, ومن تولاه بحقيقة المعرفة, قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت: يا رسول الله وإني مُؤجَّل إلى عهده؟ قال: يا سلمان إقرأ {فإذا جاء وعد ألاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}. قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي, ثم قلت: يا رسول الله, أبعهد منك؟ فقال: إي والله, الذي أرسل محمدا بالحق, مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة, وكل من هو منا ومعنا, ومضام فينا, إي والله يا سلمان, وليحضرن إبليس وجنوده, وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا, حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار، ولا يَظلم ربك أحدا, ويحقق تأويل هذه الآية: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}, قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله | وما يبالي سلمان متى لقي الموت, أو الموت لقيه.

---------------

دلائل الإمامة ص 447, مقتضب الأثر ص 6, البرهان ج 3 ص 503, حلية الأبرار ج 5 ص 358, الإنصاف في النص ص 474, بحار الأنوار ج 53 ص 142       

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: ان الأئمة × بعد رسول الله | بعدد نقباء بني إسرائيل وكانوا اثنى عشر، الفائز من والاهم والهالك من عاداهم، ولقد حدثني أبي عن أبيه × قال: قال رسول الله |: لما أسرى بي إلى السماء, نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب: لا إله الا الله محمد رسول الله, أيدته بعلي ونصرته بعلي, ورأيت مكتوبا في مواضع: عليا وعليا وعليا ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحسين والحجة، فعددتهم فإذا هم اثنا عشر, فقلت: يا رب من هؤلاء الذين أراهم ؟ قال: يا محمد هذا نور وصيك وسبطيك، وهذه أنوار الأئمة من ذريتهم، بهم أثيب وبهم أعاقب.

---------------

كفاية الأثر ص 244, إثبات الهداة ج 2 ص 180, الإنصاف في نص ص 270, بحار الأنوار ج 36 ص 390

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: سألت رسول الله | عن مولد علي ×، قال: يا جابر، سألت عجيبا عن خير مولود! إعلم أن الله تعالى لما أراد أن يخلقني ويخلق عليا × قبل كل شيء خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إن الله تعالى استودعنا في تلك الدرة، فمكثنا فيها مائة ألف عام نسبح الله تعالى ونقدسه، فلما أراد إيجاد الموجودات نظر إلى الدرة بعين التكوين، فذابت وانفجرت نصفين، فجعلني ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل عليا × في النصف الذي احتوى على الإمامة, ثم خلق الله تعالى من تلك الدرة مائة بحر، فمن بعضه بحر العلم، وبحر الكرم، وبحر السخاء، وبحر الرضا، وبحر الرأفة، وبحر الرحمة، وبحر العفة، وبحر الفضل، وبحر الجود، وبحر الشجاعة، وبحر الهيبة، وبحر القدرة، وبحر العظمة، وبحر الجبروت، وبحر الكبرياء، وبحر الملكوت، وبحر الجلال، وبحر النور، وبحر العلو، وبحر العزة، وبحر الكرامة، وبحر اللطف، وبحر الحكم، وبحر المغفرة، وبحر النبوة، وبحر الولاية، فمكثنا في كل بحر من البحور سبعة آلاف عام, ثم إن الله تعالى خلق القلم وقال له: اكتب, قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب توحيدي، فمكث القلم سكران من قول الله عز وجل عشرة آلاف عام, ثم أفاق بعد ذلك، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله, فلما فرغ القلم من كتابة هذه الاسماء قال: رب ومن هؤلاء الذين قرنت اسمهما باسمك؟ قال الله تعالى: يا قلم، محمد نبيي وخاتم أوليائي وأنبيائي، وعلي وليي وخليفتي على عبادي وحجتي عليهم، وعزتي وجلالي لولاهما ما خلقتك ولا خلقت اللوح المحفوظ, ثم قال له: اكتب, قال: وما أكتب؟ قال: اكتب صفاتي وأسمائي، فكتب القلم، فلم يزل يكتب ألف عام حتى كلَّ وملَّ عن ذلك إلى يوم القيامة, ثم إن الله تعالى خلق من نوري السماوات والارض والجنة والنار والكوثر والصراط والعرش والكرسي والحجب والسحاب، وخلق من نور علي ابن أبي طالب الشمس والقمر والنجوم قبل أن يخلق آدم × بألفي عام, ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القلم أن يكتب في كل ورقة من أشجار الجنة، وعلى كل باب من أبوابها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله.

ثم إن الله تعالى أمر نور رسول الله | ونور علي بن أبي طالب × أن يدخلا في حجاب العظمة، ثم حجاب العزة، ثم حجاب الهيبة، ثم حجاب الكبرياء، ثم حجاب الرحمة، ثم حجاب المنزلة، ثم حجاب الرفعة، ثم حجاب السعادة، ثم حجاب النبوة، ثم حجاب الولاية، ثم حجاب الشفاعة، فلم يزالا كذلك من حجاب إلى حجاب، فكل حجاب يمكثان فيه ألف عام, ثم قال: يا جابر، اعلم أن الله تعالى خلقني من نوره، وخلق عليا من نوري، وكلنا من نور واحد، وخلقنا الله تعالى ولم يخلق سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا ولا ظلمة ولا ضياء ولا برا ولا بحرا ولا هواء، وقبل أن يخلق آدم × بألفي عام, ثم إن الله تعالى سبح نفسه فسبحنا، وقدس نفسه فقدسنا، فشكر الله لنا ذلك وقد خلق الله السماوات والارضين من تسبيحي، والسماء رفعها، والارض سطحها، وخلق من تسبيح علي بن أبي طالب الملائكة، فجميع ما سبحت الملائكة لعلي بن أبي طالب وشيعته إلى يوم القيامة، ولما نفخ الله الروح في آدم × قال الله: وعزتي وجلالي، لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدينا ما خلقتك, قال آدم ×: إلهي وسيدي ومولاي، هل يكونان مني أم لا؟ قال: بلى يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا على ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرفهما زكى وطاب، ومن جهلهما لعن وخاب، ولما خلق الله آدم × ونفخ فيه من روحه نقل روح حبيبه ونبيه ونور وليه في صلب آدم ×, قال رسول الله |: أما أنا فاستقريت في الجانب الايمن، وأما علي بن أبي طالب × في الايسر، وكانت الملائكة يقفون وراءه صفوفا, فقال آدم ×: يا رب لأي شيء تقف الملائكة ورائي؟ فقال الله تعالى: لأجل نور ولديك اللذين هما في صلبك محمد بن عبد الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ولولاهما ما خلقت الافلاك، وكان يسمع في ظهره التقديس والتسبيح, قال: يا رب اجعلهما أمامي حتى تستقبلني الملائكة، فحولهما تعالى من ظهره إلى جبينه، فصارت الملائكة تقف أمامه صفوفا، فسأل ربه أن يجعلهما في مكان يراه، فنقلنا الله من جبينه إلى يده اليمنى, قال رسول الله |: أما أنا كنت في اصبعه السبابة، وعلي في اصبعه الوسطى، وابنتي فاطمة في التي تليها، والحسن في الخنصر، والحسين في الابهام. ثم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم × فسجدوا تعظيما وإجلالا لتلك الاشباح، فتعجب آدم من ذلك فرفع رأسه إلى العرش، فكشف الله عن بصره فرأى نورا فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور محمد صفوتي من خلقي، فرأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور علي بن أبي طالب × وليي وناصر ديني، فرأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الانوار؟! فقال: هذا نور فاطمة، فطم محبيها من النار، وهذان نورا ولديهما الحسن والحسين، فقال: أرى تسعة أنور قد أحدقت بهم، فقيل: هؤلاء الائمة من ولد علي بن أبي طالب وفاطمة × فقال: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا ما عرفتني التسعة من ولد علي ×, فقال: علي بن الحسين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين, فقال: إلهي وسيدي، إنك قد عرفتني بهم فاجعلهم مني، ويدل على ذلك {وعلم آدم الاسماء كلها}.

-------------

مدينة المعاجز ج 2 ص 367

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية