* دعاء الغريق
عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (ع): ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى, لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق, قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال (ع): تقول: يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ, يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. فقلت: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك؟ (1) فقال (ع): إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار, ولكن قل: كما أقول: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. (2)
--------------
(1) إلى هنا في إثبات الهداة ورياض الأبرار
(2) كمال الدين ج 2 ص 351, إعلام الورى ص 432, مهج الدعوات ص 332, متتخب الأنوار ص 80, بحار الأنوار ج 52 ص 148, إثبات الهداة ج 5 ص 90, رياض الأبرار ج 3 ص 132
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن رسول الله (ص): سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم, وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا, لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف, يعمهم الله بعقاب, فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم.
-------------
الكافي ج 2 ص 296, مجموعة ورام ج 2 ص 205, عدة الداعي ص 192, أعلام الدين ص 406, الوافي ج 5 ص 856, وسائل الشيعة ج 1 ص 65, بحار الأنوار ج 69 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* اللهم عرفني نفسك
عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم, قال: قلت: ولم؟ قال (ع): يخاف وأومأ بيده إلى بطنه, ثم قال (ع): يا زرارة وهو المنتظر, وهو الذي يُشَك في ولادته, منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف, ومنهم من يقول: حَمْلٌ, ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين, وهو المنتظر, غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة, فعند ذلك يرتاب المبطلون, يا زرارة, قال: قلت: جُعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل؟ قال: يا زرارة, إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ (1) اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.
ثم قال (ع): يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة, قلت: جُعلت فداك, أليس يقتله جيش السفياني؟ قال (ع): لا, ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيئ حتى يدخل المدينة, فيأخذ الغلام فيقتله, فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يمهلون, فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله. (2)
--------------
(1) إلى هنا في الغيبة للطوسي
(2) الكافي ج 1 ص 337, كمال الدين ج 2 ص 342, إعلام الورى ص 431, الوافي ج 2 ص 406, حلية الأبرار ج 5 ص 265, بحار الأنوار ج 52 ص 146, الغيبة للطوسي ص 333
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده, وذكر فيه غيبة المهدي, قلت: كيف تصنع شيعتك؟ قال: عليكم بالدعاء وانتظار الفرج, فإنه سيبدو لكم علم, فإذا بدا لكم فاحمدوا الله وتمسكوا بما بدا لكم, قلت: فما ندعو به؟ قال (ع): تقول:
اللَّهُمَّ أَنْتَ عَرَّفْتَنِي نَفْسَكَ وَعَرَّفْتَنِي رَسُولَكَ وَعَرَّفْتَنِي مَلَائِكَتَكَ وَعَرَّفْتَنِي نَبِيَّكَ وَعَرَّفْتَنِي وُلَاةَ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ لَا آخُذُ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَ وَلَا وَاقِىَ إِلَّا مَا وَقَيْتَ اللَّهُمَّ لَا تُغَيِّبْنِي عَنْ مَنَازِلِ أَوْلِيَائِكَ وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِوَلَايَةِ مَنِ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ.
--------------
مهج الدعوات ص 332, بحار الأنوار ج 92 ص 336
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء زمن الغيبة
دعاء زمن الغيبة المعروف وهو من مستحبات يوم الجمعة, وهو مرري عن الشيخ أبا عمرو العمري قدس الله روحه عن حضرة صاحب الزمان عجل الله فرجه:
اللهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللهُمَّ لا تُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، اللهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلياً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلياً وَمُحَمَّداً وَعَلياً وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ، الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَأَنْتَ العالِمُ غَيْرُ المُعَلَّمِ بِالوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الاِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا كَشْفَ ما سَتَرْتَ وَلا البَحْثَ عَمّا كَتَمْتَ وَلا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَلا أَقُولَ: لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الأمْرِ لا يَظْهَرُ وَقَدْ امْتَلأتِ الأرْضُ مِنَ الجَوْرِ، وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ.
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الأمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالقُدْرَةَ وَالبُرْهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِيَّةَ وَالحَوْلَ وَالقُوَّةَ فَافْعَلْ ذلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، حَتّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ ظاهِرَ المَقالَةِ وَاضِحَ الدَّلالَةِ هادياً مِنَ الضَّلالَةِ شافياً مِنَ الجَهالَةِ، أَبْرِزْ يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ، اللهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ وَزِدْ فِي أَجَلِهِ وَأَعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الهادِي المَهْدِيُّ وَالقائِمُ المُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَقِيُّ الرَّضِيُّ المَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ المُجْتَهِدُ، اللهُمَّ وَلا تَسْلُبْنَا اليَقِينَ لِطُولِ الأمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ وَالإيمانَ بِهِ وَقُوَّةَ اليَقِينَ فِي ظُهُورِهِ وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ حَتّى لا يُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قيامِهِ وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذلِكَ كَيَقِينِنا فِي قيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ، فَقَوِّ قُلُوبَنا عَلى الإيمانِ بِهِ حَتّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ فِي حياتِنا وَلا عِنْدَ وَفاتِنا حَتّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ، لا شاكِّينَ وَلا ناكِثِينَ وَلا مُرْتابِينَ وَلا مُكَذِّبِينَ.
اللهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ وَأَظْهِرْ بِهِ الحَقَّ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ المُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَأَنْعِشْ بِهِ البِلادَ وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَذَلِّلْ بِهِ الجَبَّارِينَ وَالكافِرِينَ وَأَبِرْ بِهِ المُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ المُخالِفِينَ وَالمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَياراً وَلا تُبْقِي لَهُمْ آثاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لا عِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَأَطْلَعْتَهُ عَلى الغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلى شِيعَتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ ما يأمَلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلاّ وَجْهَكَ، اللهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا وَغَيْبَةَ إِمامِنا وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا وَوُقُوعِ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الأعْداءِ عَلَيْنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا، اللهُمَّ فَافْرُجْ ذلِكَ عَنّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ، اللهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلاّ قَصَمْتَها وَلا بَقِيَّةً إِلاّ أَفْنَيْتَها وَلا قُوَّةً إِلاّ أَوْهَنْتَها وَلا رُكْناً إِلاّ هَدَمْتَهُ وَلا حَدَّاً إِلاّ فَلَلْتَهُ وَلا سِلاحاً إِلاّ أَكْلَلْتَهُ وَلا رايَةً إِلاّ نَكَّسْتَها وَلا شُجاعاً إِلاّ قَتَلْتَهُ وَلا جَيْشاً إِلاّ خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ القاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ وَلِيِّكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ المُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكَيْدَ مَنْ أَرادَهُ وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوءِ عَلى مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ وَالعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ وَأسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ وَأَصْلِهِمْ ناراً وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَخْرَبُوا بِلادَكَ اللهُمَّ وَأَحْيِي بِوَلِيِّكَ القُرْآنَ وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا لَيْلَ فِيهِ وَأَحْيِي بِهِ القُلُوبَ المَيِّتَةَ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الوَغِرَةَ وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْواءَ المُخْتَلِفَةَ عَلى الحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ وَالأحْكامَ المُهْمَلَةَ حَتّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلاّ ظَهَرَ وَلا عَدْلٌ إِلاّ زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ وَالمُؤْتَمِرِينَ لأمْرِهِ وَالرَّاِضينَ بِفِعْلِهِ وَالمُسَلِّمِينَ لأحْكامِهِ وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ إِلى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ يا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ.
اللهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آل مُحَمَّدٍ (ع) وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الحَنَقِ وَالغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ (ع)، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.
-------------
قال السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع ص 521: إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة فإياك أن تهمل الدعاء به, فإننا عرفنا ذلك من فضل الله جل جلاله الذي خصنا به فاعتمد عليه.
كمال الدين ج 2 ص 516, مصباح المجتهد ج 1 ص 411, جمال الإسبوع ص 521, البلد الأمين ص 306, بحار الأنوار ج 92 ص 327
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء العهد المشهور
عن جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال: من دعا إلى الله أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا (ع)، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه الله بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، وهو:
اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ، وَبِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرَضُونَ، يَا حي [حَيّاً] قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيّاً لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ، الْقَائِمَ بِأَمْرِ اللَّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ، فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الصَّلَوَاتِ، زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَعَدَدَ كَلِمَاتِهِ، وَمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ وَأَحْصَاهُ كِتَابُهُ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ هَذَا الْيَوْمِ، وَمَا عِشْتُ بِهِ فِي أَيَّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لَا أَحُولُ عَنْهَا وَلَا أَزُولُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ، الذَّابِّينَ عَنْهُ، الْمُسَارِعِينَ فِي حَوَائِجِهِ، الْمُمْتَثِلِينَ لِأَوَامِرِهِ، الْمُحَامِينَ عَنْهُ، الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
اللَّهُمَّ وَإِنْ كَانَ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً، يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي، مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شَاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَنَاتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الْحَاضِرِ وَالْبَادِي.
اللَّهُمَّ أَرِنِي طَلْعَتَهُ الرَّشِيدَةَ، وَغُرَّتَهُ الْحَمِيدَةَ، وَاكْحَلْ مُرْهِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ.
وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ, اللَّهُمَّ فَأَظْهِرْ لَنَا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، الْمُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكَ، حَتَّى لَا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إلَّا دَحَضَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْهُ مَفْزَعاً لِلْمَظْلُومِ مِنْ عِبَادِكَ، وَنَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ نَاصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ، وَمُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ, اللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا مِنْ بَعْدِهِ.
اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ لَنَا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثم تضرب يديك ثلاثا تقول: الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَلَ، يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ.
--------------
المزار الكبير ص 663, بحار الأنوار ج 83 ص 284
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء العهد غير المشهور
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر (ع): من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره, كتب في رق ورفع في ديوان القائم (ع), فإذا قام قائمنا (ع) ناداه باسمه واسم أبيه, ثم يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له: خذ هذا الكتاب العهد الذي عاهدتنا في الدنيا, وذلك قوله عز وجل: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} وادع به وأنت طاهر تقول:
اللَّهُمَّ يَا إِلَهَ الْآلِهَةِ, يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ, يَا آخِرَ الْآخِرِينَ يَا قَاهِرَ الْقَاهِرِينَ, يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ, أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى عَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ عُلْوٍ, هَذَا يَا سَيِّدِي عَهْدِي وَأَنْتَ مُنْجِزٌ وَعْدِي, فَصِلْ يَا مَوْلَايَ عَهْدِي وَأَنْجِزْ وَعْدِي آمَنْتُ بِكَ, أَسْأَلُكَ بِحِجَابِكَ الْعَرَبِيِّ وَبِحِجَابِكَ الْعَجَمِيِّ, وَبِحِجَابِكَ الْعِبْرَانِيِّ وَبِحِجَابِكَ السُّرْيَانِيِّ, وَبِحِجَابِكَ الرُّومِيِّ وَبِحِجَابِكَ الْهِنْدِيِّ, وَأَثْبِتْ مَعْرِفَتَكَ بِالْعِنَايَةِ الْأُولَى, فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا تُرَى وَأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى, وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ الْمُنْذِرِ (ص), وَبِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْهَادِي, وَبِالْحَسَنِ السَّيِّدِ, وَبِالْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ, سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَبِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ, وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ذِي الثَّفِنَاتِ, وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ عَنْ عِلْمِكَ, وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الَّذِي صَدَّقَ بِمِيثَاقِكَ وَبِمِيعَادِكَ, وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْحَصُورِ الْقَائِمِ بِعَهْدِكَ, وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الرَّاضِي بِحُكْمِكَ, وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحِبْرِ الْفَاضِلِ الْمُرْتَضَى فِي الْمُؤْمِنِينَ, وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الْمُؤْتَمَنِ هَادِي الْمُسْتَرْشِدِينَ, وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ خِزَانَةِ الْوَصِيِّينَ, وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْإِمَامِ الْقَائِمِ الْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِيِّ, إِمَامِنَا وَابْنِ إِمَامِنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ, يَا مَنْ جَلَّ فَعَظُمَ وَهُوَ أَهْلُ ذَلِكَ فَعَفَا وَرَحِمَ, يَا مَنْ قَدَرَ فَلَطُفَ, أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفِي وَمَا قَصُرَ عَنْهُ أَمَلِي مِنْ تَوْحِيدِكَ وَكُنْهِ مَعْرِفَتِكَ, وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالتَّسْمِيَةِ الْبَيْضَاءِ وَبِالْوَحْدَانِيَّةِ الْكُبْرَى, الَّتِي قَصُرَ عَنْهَا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى, وَآمَنْتُ بِحِجَابِكَ الْأَعْظَمِ وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي خَلَقْتَ مِنْهَا دَارَ الْبَلَاءِ وَأَحْلَلْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ جَنَّةَ الْمَأْوَى, وَآمَنْتُ بِالسَّابِقِينَ وَالصِّدِّيقِينَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً, أَلَّا تُوَلِّيَنِي غَيْرَهُمْ, وَلَا تُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ غَداً إِذَا قَدَّمْتَ الرِّضَا بِفَصْلِ الْقَضَاءِ, آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ وَخَوَاتِيمِ أَعْمَالِهِمْ, فَإِنَّكَ تَخْتِمُ عَلَيْهَا إِذَا شِئْتَ يَا مَنْ أَتْحَفَنِي بِالْإِقْرَارِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ, وَحَبَانِي بِمَعْرِفَةِ الرُّبُوبِيَّةِ, وَخَلَّصَنِي مِنَ الشَّكِّ وَالْعَمَى, رَضِيتُ بِكَ رَبّاً وَبِالْأَصْفِيَاءِ حُجَجاً, وَبِالْمَحْجُوبِينَ أَنْبِيَاءَ وَبِالرُّسُلِ أَدِلَّاءَ, وَبِالْمُتَّقِينَ أُمَرَاءَ وَسَامِعاً لَكَ مُطِيعاً, هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ الْمَذْكُورِ.
--------------
مهج الدعوات ص 334, بحار الأنوار ج 92 ص 337
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* الدعاء بتعجيل الفرج
من رسالة لصاحب الزمان (ع): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم, والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
---------------
كمال الدين ج 2 ص 485, الغيبة للنعماني ص 292, إعلام الورى ص 453, الاحتجاج ج 2 ص 471, كشف الغمة ج 2 ص 532, نوادر الأخبار ص 241, الوافي ج 2 ص 425, بحار الأنوار ج 53 ص 181, رياض الأبرار ج 3 ص 117
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام العسكري (ع): والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته, ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه.
-------------
كمال الدين ج 2 ص 384, إثبات الهداة ج 5 ص 95, حلية الأبرار ج 5 ص 203, مدينة المعاجز ج 7 ص 606, بهجة الناظر ص 142
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن فضل بن أبي قرة قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: {أألد وأنا عجوز}؟ فأوحى الله إليه: أنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام علي، قال (ع): فلما طال على بني إسرائيل العذاب, ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا, فأوحى الله إلى موسى وهارون أن يخلصهم من فرعون, فحط عنهم سبعين ومائة سنة، قال: وقال أبو عبد الله (ع): هكذا أنتم, لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا, فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه.
--------------
تفسير العياشي ج 2 ص 154, تفسير الصافي ج 2 ص 460, البرهان ج 3 ص 125, بحار الأنوار ج 4 ص 118, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 200, مستدرك الوسائل ج 5 ص 239
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* الأدعية له (ع)
عن أمير المؤمنين (ع) في القنوت:
اللَّهُمَّ إِلَيْكَ شُخِصَتِ الْأَبْصَارُ وَنُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَرُفِعَتِ الْأَيْدِي وَمُدَّتِ الْأَعْنَاقُ, وَأَنْتَ دُعِيتَ بِالْأَلْسُنِ وَإِلَيْكَ سِرُّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ فِي الْأَعْمَالِ, رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا, وَتَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ عَلَيْنَا وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا فَفَرِّجْ ذَلِكَ, اللَّهُمَّ بِعَدْلٍ تُظْهِرُهُ وَإِمَامِ حَقٍّ تَعْرِفُهُ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
قال: وبلغني أن الصادق (ع) كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات الفرج.
---------------
بحار الأنوار ج 82 ص 207, مستدرك الوسائل ج 4 ص 404
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قنوت الإمام الجواد (ع):
مَنَائِحُكَ مُتَتَابِعَةٌ وَأَيَادِيكَ مُتَوَالِيَةٌ, وَنِعَمُكَ سَابِغَةٌ وَشُكْرُنَا قَصِيرٌ وَحَمْدُنَا يَسِيرٌ, وَأَنْتَ بِالتَّعَطُّفِ عَلَى مَنِ اعْتَرَفَ جَدِيرٌ, اللَّهُمَّ وَقَدْ غُصَّ أَهْلُ الْحَقِّ بِالرِّيقِ, وَارْتَبَكَ أَهْلُ الصِّدْقِ فِي الْمَضِيقِ, وَأَنْتَ اللَّهُمَّ بِعِبَادِكَ وَذَوِي الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ شَفِيقٌ, وَبِإِجَابَةِ دُعَائِهِمْ وَتَعْجِيلِ الْفَرَجِ عَنْهُمْ حَقِيقٌ, اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَادِرْنَا مِنْكَ بِالْعَوْنِ الَّذِي لَا خِذْلَانَ بَعْدَهُ, وَالنَّصْرِ الَّذِي لَا بَاطِلَ يَتَكَأَّدُهُ, وَأَتِحْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ مُتَاحاً فَيَّاحاً يَأْمَنُ فِيهِ وَلِيُّكَ وَيَخِيبُ فِيهِ عَدُوُّكَ, وَيُقَامُ فِيهِ مَعَالِمُكَ وَيَظْهَرُ فِيهِ أَوَامِرُكَ, وَتَنْكَفُّ فِيهِ عَوَادِي عِدَاتِكَ, اللَّهُمَّ بَادِرْنَا مِنْكَ بِدَارِ الرَّحْمَةِ وَبَادِرْ أَعْدَاءَكَ مِنْ بَأْسِكَ بِدَارِ النَّقِمَةِ, اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَأَغِثْنَا وَارْفَعْ نَقِمَتَكَ عَنَّا, وَأَحِلَّهَا بِالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
--------------
مهج الدعوات ص 59, بحار الأنوار ج 82 ص 225
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الرضا (ع) أنه كان يأمر بالدعاء للحجة صاحب الزمان (ع), فكان من دعائه له (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ, وَادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ, وَلِسَانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ النَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ, وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ فِي بَرِيَّتِكَ, وَشاهدا [الشَّاهِدِ] عَلَى عِبَادِكَ الْجَحْجَاحِ الْمُجَاهِدِ الْمُجْتَهِدِ عَبْدِكَ الْعَائِذِ بِكَ, اللَّهُمَّ وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ, وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لَا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ, وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ وَآبَاءَ أَئِمَّتِكَ وَدَعَائِمَ دِينِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ, وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لَا تَضِيعُ, وَفِي جِوَارِكَ الَّذِي لَا يُحْتَقَرُ, وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذِي لَا يُقْهَرُ, اللَّهُمَّ وَآمِنْهُ بِأَمَانِكَ الْوَثِيقِ الَّذِي لَا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ, وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ مَنْ كَانَ فِيهِ, وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزِيزِ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغَالِبِ, وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ وَأَرْدِفْهُ بِمَلَائِكَتِكَ, اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ, وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ وَحُفَّهُ بِمَلَائِكَتِكَ حَفّاً, اللَّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ الْقَائِلِينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْبَاعِ النَّبِيِّينَ, اللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ, وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ, وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقَائِهِ الْأَرْضَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ, وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلْطَاناً نَصِيراً, اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ الْقَائِمَ الْمُنْتَظَرَ وَالْإِمَامَ الَّذِي بِهِ تَنْتَصِرُ, وَأَيِّدْهُ بِنَصْرٍ عَزِيزٍ وَفَتْحٍ قَرِيبٍ وَوَرِّثْهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا اللَّاتِي بَارَكْتَ فِيهَا, وَأَحْيِ بِهِ سُنَّةَ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ, حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ, وَقَوِّ نَاصِرَهُ وَاخْذُلْ خَاذِلَهُ, وَدَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ عَلَى مَنْ غَشَّهُ, اللَّهُمَّ وَاقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعَائِمَهُ وَالْقُوَّامَ بِهِ, وَاقْصِمْ بِهِ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ وَشَارِعَةَ الْبِدْعَةِ, وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الْبَاطِلِ, وَاذْلُلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَأَبِرْ بِهِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَجَمِيعَ الْمُلْحِدِينَ, حَيْثُ كَانُوا وَأَيْنَ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا, حَتَّى لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً, اللَّهُمَّ وَطَهِّرْ مِنْهُمْ بِلَادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبَادَكَ, وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلِينَ, وَدَارِسَ حُكْمِ النَّبِيِّينَ وَجَدِّدْ بِهِ مَا مُحِيَ مِنْ دِينِكَ وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ, حَتَّى تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً, مَحْضاً لَا عِوَجَ فِيهِ وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ, حَتَّى تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ وَتُطْفِئَ بِهِ نِيرَانَ الْكُفْرِ, وَتُظْهِرَ بِهِ مَعَاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ, وَتُوضِحَ بِهِ مُشْكِلَاتِ الْحُكْمِ, اللَّهُمَّ وَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ, وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ, وَائْتَمَنْتَهُ عَلَى غَيْبِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ, وَطَهَّرْتَهُ وَصَرَفْتَهُ عَنِ الدَّنَسِ وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الرَّيْبِ, اللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ وَلَمْ يَأْتِ حُوباً, وَلَمْ يَرْتَكِبْ لَكَ مَعْصِيَةً وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طَاعَةً, وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً, وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً, وَأَنَّهُ الْإِمَامُ التَّقِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ الْوَفِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ, اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ, وَأَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَوُلْدِهِ وَأَهْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِيعِ رَعِيَّتِهِ, مَا تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمَمْلَكَاتِ, كُلِّهَا قَرِيبِهَا وَبَعِيْدِهَا وَعَزِيزِهَا وَذَلِيلِهَا, حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلَى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ عَلَى كُلِّ بَاطِلٍ, اللَّهُمَّ وَاسْلُكْ بِنَا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَى, وَالطَّرِيقَةَ الْوُسْطَى الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغَالِي وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالِي, اللَّهُمَّ وَقَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَثَبِّتْنَا عَلَى مُشَايَعَتِهِ, وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِمُتَابَعَتِهِ وَاجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِينَ مَعَهُ الطَّالِبِينَ رِضَاكَ بِمُنَاصَحَتِهِ, حَتَّى تَحْشُرَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ, وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَّا لَكَ خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ, حَتَّى لَا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ, وَحَتَّى تُحِلَّنَا مَحِلَّهُ, وَتَجْعَلَنَا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ, وَلَا تَبْتَلِنَا فِي أَمْرِهِ بِالسَّأْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ وَالْفَشَلِ, وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ, وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ وَلَا تَسْتَبْدِلْ بِنَا غَيْرَنَا, فَإِنَّ اسْتِبْدَالَكَ بِنَا غَيْرَنَا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنَا كَبِيرٌ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وُلَاةِ عُهُودِهِ, وَبَلِّغْهُمْ آمَالَهُمْ وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ وَانْصُرْهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ مَا أَسْنَدْتَ, إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِ دِينِكَ وَاجْعَلْنَا لَهُمْ أَعْوَاناً وَعَلَى دِينِكَ أَنْصَاراً, وَصَلِّ عَلَى آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ, اللَّهُمَّ فَإِنَّهُمْ مَعَادِنُ كَلِمَاتِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَوُلَاةُ أَمْرِكَ وَخَالِصَتُكَ مِنْ عِبَادِكَ, وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِيَاؤُكَ وَسَلَائِلُ أَوْلِيَائِكَ وَصَفْوَتُكَ, وَأَوْلَادُ أَصْفِيَائِكَ صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ, اللَّهُمَّ وَشُرَكَاؤُهُ فِي أَمْرِهِ وَمُعَاوِنُوهُ عَلَى طَاعَتِكَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ حِصْنَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَفْزَعَهُ, وَأُنْسَهُ الَّذِينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ, وَتَجَافَوُا الْوَطَنَ وَعَطَّلُوا الْوَثِيرَ مِنَ الْمِهَادِ قَدْ رَفَضُوا تِجَارَاتِهِمْ, وَأَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ وَفُقِدُوا فِي أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ, وَحَالَفُوا الْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ, وَخَالَفُوا الْقَرِيبَ مِمَّنْ صُدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ, وَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدَابُرِ وَالتَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِمْ, وَقَطَعُوا الْأَسْبَابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامٍ مِنَ الدُّنْيَا, فَاجْعَلْهُمُ اللَّهُمَّ فِي حِرْزِكَ وَفِي ظِلِّ كَنَفِكَ, وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ خَلْقِكَ, وَأَجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِنْ كِفَايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ لَهُمْ, وَتَأْيِيدِكَ وَنَصْرِكَ إِيَّاهُمْ مَا تُعِينُهُمْ بِهِ عَلَى طَاعَتِكَ, وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُورِكَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ, وَامْلَأْ بِهِمْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطَارِ, قِسْطاً وَعَدْلًا وَرَحْمَةً وَفَضْلًا, وَاشْكُرْ لَهُمْ عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ, وَمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقَائِمِينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ, وَاذْخَرْ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ, إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
---------------
جمال الإسبوع ص 506, بحار الأنوار ج 92 ص 332
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: ادع في الجمعة والعيدين إذا تهيأت للخروج، فقل:
اللّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ فِي هذَا الْيَوْمِ، أَوْ تَعَبَّأَ، أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ، لِوفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ، رَجاءَ رِفْدِهِ وَجائِزَتِهِ وَنَوافِلِهِ، فَالَيْكَ يا سَيِّدِي كانَتْ وِفادَتِي وَتَهْيِأَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي، رَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ, اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَعَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَصَلِّ يا رَبِّ عَلى أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ - وتسميهم إلى آخرهم حتى تنتهي إلى صاحبك (ع) وقل:
اللّهُمَّ افْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً، اللّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ رَسُولِكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفى بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ, اللّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بِها الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ وَالْقادَةِ الى سَبِيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اللّهُمَّ ما أَنْكَرْنا مِنْ حَقٍّ فَعَرِّفْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ,
وتدعو اللَّه له وعلى عدوّه وتسأل حاجتك، ويكون آخر كلامك:
اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَذَكَّرَ فَيُذَكَّرُ.
----------------
إقبال الأعمال ج 1 ص 476, بحار الأنوار ج 88 ص 6
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قنوت صاحب الزمان (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ, وَأَكْرِمْ أَوْلِيَاءَكَ بِإِنْجَازِ وَعْدِكَ, وَبَلِّغْهُمْ دَرْكَ مَا يَأْمُلُونَهُ مِنْ نَصْرِكَ, وَاكْفُفْ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ نَصَبَ الْخِلَافَ عَلَيْكَ وَتَمَرَّدَ بِمَنْعِكَ عَلَى رُكُوبِ مُخَالَفَتِكَ, وَاسْتَعَانَ بِرِفْدِكَ عَلَى فَلِّ حَدِّكَ, وَقَصَدَ لِكَيْدِكَ بِأَيْدِكَ وَوَسِعْتَهُ حِلْماً لِتَأْخُذَهُ عَلَى جَهْرَةٍ, وَتَسْتَأْصِلَهُ عَلَى عِزَّةٍ, فَإِنَّكَ اللَّهُمَّ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ {حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وَقُلْتَ: {فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ} وَإِنَّ الْغَايَةَ عِنْدَنَا قَدْ تَنَاهَتْ, وَإِنَّا لِغَضَبِكِ غَاضِبُونَ, وَإِنَّا عَلَى نَصْرِ الْحَقِّ مُتَعَاصِبُونَ, وَإِلَى وُرُودِ أَمْرِكَ مُشْتَاقُونَ, وَلِإِنْجَازِ وَعْدِكَ مُرْتَقِبُونَ, وَلِحُلُولِ وَعِيدِكَ بِأَعْدَائِكَ مُتَوَقِّعُونَ, اللَّهُمَّ فَأَذِّنْ بِذَلِكَ وَافْتَحْ طُرُقَاتِهِ وَسَهِّلْ خُرُوجَهُ, وَوَطِّئْ مَسَالِكَهُ وَاشْرَعْ شَرَائِعَهُ, وَأَيِّدْ جُنُودَهُ وَأَعْوَانَهُ, وَبَادِرْ بَأْسَكَ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ, وَابْسُطْ سَيْفَ نَقِمَتِكَ عَلَى أَعْدَائِكِ الْمُعَانِدِينَ, وَخُذْ بِالثَّارِ إِنَّكَ جَوَادٌ مَكَّارٌ.
--------------
مهج الدعوات ص 67, بحار الأنوار ج 82 ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء الفرج
روى محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين (ع) قال: تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال, وفي الشهر كله وكيف ما أمكنك, ومتى حضر من دهرك, تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي محمد (ص):
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً وَحَافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَلِيلًا وَعَيْناً, حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلًا.
---------------
مصباح المجتهد ج 2 ص 630, فلاح السائل ص 46, البلد الأمين ص 203, المصباح للكفعمي ص 586. نحوه: الكافي ج 4 ص 162, تهذيب الأحكام ج 3 ص 102, الوافي ج 11 ص 405, مستدرك الوسائل ج 7 ص 483
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن محمد بن عيسى بن عبيد، بإسناده عن الصالحين (ع) قال: وكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائما وقاعدا وعلى كل حال، والشهر كله، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي وآله (ع):
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ، الْقائِمِ بِأَمْرِكَ، الْحُجَّةِ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ، عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقاعِداً، وَناصِراً وَدَلِيلًا وَمُؤَيِّداً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيها طُولًا وَعَرْضاً، وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْوارِثِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلى يَدِهِ، وَالْفَتْحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلا تُوَجِّهِ الْأَمْرَ إِلى غَيْرِهِ، اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفى بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بِها الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبِيلِكَ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.
وَاجْمَعْ لَنا خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَاقْضِ عَنَّا جَمِيعَ ما تُحِبُّ فِيهِما، وَاجْعَلْ لَنا فِي ذلِكَ الْخِيَرَةَ بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ فِي عافِيَةٍ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ وَيَدِكَ الْمَلِيءِ، فَانَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِهِ، وَعَطاؤُكَ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ.
--------------
إقبال الأعمال ج 1 ص 191, بحار الأنوار ج 94 ص 349
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* بعد كل فريضة
عن الصادق (ع) أنه قال: من قرأ بعد كل فريضة هذا الدعاء فإنه يرى الإمام محمد بن الحسن عليه وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا صَاحِبَ الزَّمَانِ أَيْنَمَا كَانَ, وَحَيْثُمَا كَانَ مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا, عَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ وَعَنْ وُلْدِي وَإِخْوَانِي التَّحِيَّةَ وَالسَّلَامَ, عَدَدَ خَلْقِ اللَّهِ وَزِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ, وَمَا أَحْصَاهُ كِتَابُهُ وَأَحَاطَ عِلْمُهُ, اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ هَذَا الْيَوْمِ وَمَا عِشْتُ فِيهِ مِنْ أَيَّامِ حَيَاتِي, عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي, لَا أَحُولُ عَنْهَا وَلَا أَزُولُ, اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَنُصَّارِهِ الذَّابِّينَ عَنْهُ, وَالْمُمْتَثِلِينَ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ فِي أَيَّامِهِ, وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ, اللَّهُمَّ فَإِنْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً, فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شَاهِراً سَيْفِي, مُجَرِّداً قَنَاتِي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الْحَاضِرِ وَالْبَادِي, اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ, وَاكْحُلْ بَصَرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ, وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ, اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُ وَقَوِّ ظَهْرَهُ وَطَوِّلْ عُمُرَهُ, اللَّهُمَّ اعْمُرْ بِهِ بِلَادَكَ وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ, فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُ: {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ, وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ, الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ, حَتَّى لَا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ, وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ, وَيُحَقِّقُهُ, اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِظُهُورِهِ, إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
--------------
بحار الأنوار ج 83 ص 61 عن إختيار إبن الباقي
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء عقيب صلاة الفجر
ابن المشهدي في المزار الكبير, ما يزار به مولانا صاحب الزمان (ع) كل يوم بعد صلاة الفجر:
اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَايَ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي، وَعَنِّي، مِنَ الصَّلَوَاتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَمُنْتَهَى رِضَاهُ، وَعَدَدَ مَا أَحْصَاهُ كِتَابُهُ وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
اللَّهُمَّ أُجَدِّدُ لَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي رَقَبَتِي، اللَّهُمَّ فَكَمَا شَرَّفْتَنِي بِهَذَا التَّشْرِيفِ، وَفَضَّلْتَنِي بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ، وَخَصَصْتَنِي بِهَذِهِ النِّعْمَةِ.
فَصَلِّ عَلَى مَوْلَايَ وَسَيِّدِي صَاحِبِ الزَّمَانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فِي الصَّفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتَابِكَ، فَقُلْتَ: {صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ}، عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، اللَّهُمَّ هَذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
--------------
المزار الكبير ص 662, بحار الأنوار ج 99 ص 110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء عقيب صلاة الظهر
عن عباد بن محمد المدائني قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) بالمدينة, حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه إلى السماء ويقول:
أَيْ سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ, أَيْ جَامِعُ أَيْ بَارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ, أَيْ بَاعِثُ أَيْ وَارِثُ, أَيْ سَيِّدَ السَّادَةِ, أَيْ إِلَهَ الْآلِهَةِ, أَيْ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ, أَيْ مَلِكَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, أَيْ رَبَّ الْأَرْبَابِ, أَيْ مَلِكَ الْمُلُوكِ, أَيْ بَطَّاشُ أَيْ ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ, أَيْ فَعَّالًا لِما يُرِيدُ, أَيْ مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَنْفَاسِ وَنَقْلِ الْأَقْدَامِ, أَيْ مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلَانِيَةٌ, أَيْ مُبْدِي, أَيْ مُعِيدُ, أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَى نَفْسِكَ, أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ, وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ, وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ وَأَمِينِكَ فِي خَلْقِكَ, وَعَيْنِكَ فِي عِبَادِكَ, وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ عَلَيْهِ صَلَوَاتُكَ وَبَرَكَاتُكَ وَعْدَهُ, اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ وَانْصُرْ عَبْدَكَ, وَقَوِّ أَصْحَابَهُ وَصَبِّرْهُمْ وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً, وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ رَسُولِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.
قلت: أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال (ع): دعوت لنور آل محمد (ص) وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم, قلت: متى يكون خروجه جعلني الله فداك؟ قال (ع): إذا شاء من له الخلق والأمر, قلت: فله علامة قبل ذلك؟ قال (ع): نعم, علامات شتى, قلت: مثل ماذا؟ قال (ع): خروج راية من المشرق, وراية من المغرب, وفتنة تظل أهل الزوراء, وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن, وانتهاب ستارة البيت.
-------------
فلاح السائل ص 170, بحار الأنوار ج 83 ص 62
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء عقيب صلاة العصر
عن يحيى بن الفضل النوفلي قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) ببغداد, حين فرغ من صلاة العصر, فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول:
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ, الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ, وَأَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ, إِلَيْكَ زِيَادَةُ الْأَشْيَاءِ وَنُقْصَانُهَا, وَأَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ, خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ وَلَا حَاجَةٍ إِلَيْهِمْ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ الْمَشِيَّةُ وَإِلَيْكَ الْبَدْءُ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قَبْلَ الْقَبْلِ وَخَالِقُ الْقَبْلِ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَعْدَ الْبَعْدِ وَخَالِقُ الْبَعْدِ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ غَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَوَارِثُهُ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَعْزُبُ عَنْكَ الدَّقِيقُ وَلَا الْجَلِيلُ, أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ اللُّغَاتُ وَلَا تَتَشَابَهُ عَلَيْكَ الْأَصْوَاتُ, كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ لَا يَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ, عَالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفَى, دَيَّانُ الدِّينِ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ, بَاعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ مُحْيِي الْعِظَامِ وَهِيَ رَمِيمٌ, أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ, الَّذِي لَا يَخِيبُ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ, أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ, وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ, وَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
قال: قلت: من المدعو له؟ قال (ع): ذلك المهدي من آل محمد (ص), قال: بأبي المنبدح [المنفدح] البطن المقرون الحاجبين, أحمش الساقين بعيد ما بين المنكبين, أسمر اللون يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل, بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا وراكعا, بأبي من لا يأخذه في الله لومة لائم, مصباح الدجى, بأبي القائم بأمر الله.
----------------
فلاح السائل ص 199, بحار الأنوار ج 83 ص 80
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء في قنوت صلاة الجمعة
عن مقاتل بن مقاتل قال: قال أبو الحسن الرضا (ع): أي شيء تقولون في قنوت صلاة الجمعة؟ قال: قلت: ما يقول الناس, فقال (ع) لي: لا تقل كما يقولون, ولكن قل:
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ عَبْدَكَ وخَلِيفَتَكَ بِمَا أَصْلَحْتَ أَنْبِيَاءَكَ ورُسُلَكَ, وحُفَّهُ بِمَلَائِكَتِكَ وأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْ عِنْدِكَ, واسْلُكْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ رَصَداً يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ, أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً يَعْبُدُكَ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً, ولَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلَى وَلِيِّكَ سُلْطَاناً, وائْذَنْ لَهُ فِي جِهَادِ عَدُوِّكَ وعَدُوِّهِ, واجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
---------------
مصباح المجتهد ج 1 ص 366, جمال الإسبوع ص 413, بحار الأنوار ج 86 ص 251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: في قنوتك يوم الجمعة تقول قبل دعائك لنفسك: اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا, وعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا, وبَسَطْتَ يَدَيْكَ فَأَعْطَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا, وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ وجَاهُكَ أَكْرَمُ الْجَاهِ, وجِهَتُكَ خَيْرُ الْجِهَاتِ وعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّاتِ وأَهْنَؤُهَا، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ وتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ, تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وتَكْشِفُ الضُّرَّ وتُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ, وتَقْبَلُ التَّوْبَةَ وتَشْفِي السَّقِيمَ وتَعْفُو عَنِ الْمُذْنِبِ, لَا يَجْزِي أَحَدٌ بِآلَائِكَ, ولَا يَبْلُغُ نَعْمَاءَكَ [نُعْمَاكَ] قَوْلُ قَائِلٍ, اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَصْوَاتُ ونُقِلَتِ الْأَقْدَامُ, ومُدَّتِ الْأَعْنَاقُ ورُفِعَتِ الْأَيْدِي, ودُعِيتَ بِالْأَلْسُنِ وتُقُرِّبَ إِلَيْكَ بِالْأَعْمَالِ, رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنا وارْحَمْنا وافْتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ, اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نَشْكُو فَقْدَ نَبِيِّنَا وغَيْبَةَ وَلِيِّنَا, وشِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا ووُقُوعَ الْفِتَنِ, وتَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ وكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وقِلَّةَ عَدَدِنَا, فَافْرِجْ ذَلِكَ يَا رَبِّ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ ونَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ, وإِمَامٍ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ, ثُمَّ تَقُولُ سَبْعِينَ مَرَّةً: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إِلَيْهِ.
---------------
الفقيه ج 1 ص 487, الأمالي للصدوق ص 390, مصباح المجتهد ج 1 ص 366, الأمالي للطوسي ص 432, جمال الإسبوع ص 414, الوافي ج 8 ص 762, بحار الأنوار ج 86 ص 190
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء الندبة
من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة:
الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أوليائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وَدِينِكَ إذ اختَرتَ لَهُم جَزِيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخرُفِها وَزِبرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلتَهُم وَقَرَّبتَهُم وَقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ وَرَفَدتَهُم بِعِلمِكَ وَجَعَلتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إلَيكَ وَالوَسِيلَةَ إلى رِضوانِكَ فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها، وَبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ وَنَجَّيتَهُ وَمَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ، وَبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَلِيلاً وَسألَكَ لِسانَ صِدقٍ في الآخِرينَ فَأجَبتَهُ وَجَعَلتَ ذلِكَ عَليا، وَبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكلِيماً وَجَعَلتَ لَهُ مِن أخِيهِ رِدءاً وَوَزِيراً، وَبَعضٌ أولَدتَهُ مِنَ غَيرِ أبٍ وَآتَيتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً وَتَخَيَّرتَ لَهُ أوصياءَ مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ وَيَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ وَلا يَقُولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسُولاً مُنذِراً وَأقَمتَ لَنا عَلَماً هادياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ وَنَخزى، إلى أن انتَهَيتَ بِالأمرِ إلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ وَأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وَأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ. قَدَّمتَهُ عَلى أنبيائِكَ وَبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ وَأوطأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجتَ بِرُوحِهِ إلى سَمائِكَ وَأودَعتَهُ عِلمَ ماكانَ وَمايَكُونُ إلى انقَضاءِ خَلقِكَ، ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ وَحَفَفتَهُ بِجَبرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ، وَذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّءَ صِدقٍ مِن أهلِهِ وَجَعَلتَ لَهُ وَلَهُم أوَّلَ بَيتٍ وَُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلتَ: إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً.
ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ فَقُلتَ: قُل لا أسألُكُم عَلَيهِ أجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى، وَقُلتَ: ماسألتُكُم مِن أجرٍ فَهُو لَكُم، وَقُلتَ: ماأسألُكُم عَلَيهِ مِن أجرٍ إلاّ مَن شاءَ أن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً، فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ.
فَلَمّا انقَضَت أيامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِما وَآلِهِما هادياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرَ وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلاءُ أمامَهُ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيُّ مَولاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَن وَالاهُ وَعادِ مَن عاداهُ وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ، وَقالَ: مَن كُنتُ أنا نَبِيَّهُ فَعَلِيُّ أمِيرُهُ، وَقَالَ: أنَا وَعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى.
وَأحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِن مُوسى فَقالَ لَهُ: أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارُونَ مِن مُوسى إلاّ أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدِي، وَزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِن مَسجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الأبوابَ إلاّ بابَهُ ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وَحِكمَتَهُ فَقالَ: أنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَعَلِيُّ بابُها فَمَن أرادَ المَدِينَةَ وَالحِكمَةَ فَليأتِها مِن بابِها. ثُمَّ قالَ: أنتَ أخي وَوَصِيّي وَوَارِثِي، لَحمُكَ مِن لَحمي وَدَمُكَ مِن دَمي وَسِلمُكَ سِلمي وَحَربُكَ حَربِي، وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحمي وَدَمِي، وَأنتَ غَداً عَلى الحَوضِ خَلِيفَتي وَأنتَ تَقضي دَيني وَتُنجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نُورٍ مُبيَضَّةً وَُجُوهُهُم حَولي في الجَنَّةِ وَهُم جِيرانِي، وَلَولا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنُونَ بَعدِي. وَكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمى وَحَبلَ اللهِ المَتِينَ وَصِراطَهُ المُستَقِيمَ لايُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ في دِينٍ وَلا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ، يَحذُو حَذوَ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلى التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ في اللهِ لَومَةُ لائِمٍ، قَد وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أبطالَهُم وَناوَشَ ذُؤبانَهُم فَأودَعَ قُلُوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وَخَيبَرِيَّةً وَحُنَينِيَّةً وَغَيرَهُنَّ، فَأضَبَّت عَلى عَداوَتِهِ وَأكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ حَتى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ. وَلَمَّا قَضى نَحبَهُ وَقَتَلَهُ أشقى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأوّلِينَ لَم يُمتَثَل أمرُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في الهادِينَ بَعدَ الهادِينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقتِهِ مُجتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإقصاءِ وُلدِهِ إلاّ القَلِيلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِم، فَقُتِلَ مَن قُتِلَ وَسُبِيَ مَن سُبِيَ وَأُقصِيَ مَن أُقصِيَ وَجَرى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إذ كانَتِ الأرضُ للهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ وَسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعُولاً وَلَن يُخلِفَ اللهُ وَعدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلى الأطائِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلّى اللهُ عَلَيهِما وَآلِهِما فَليَبكِ الباكُونَ وَإياهُم فَليَندُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثلِهِم فَلتَذرِفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ، أينَ الحَسَنُ أينَ الحُسَينُ أينَ أبناءُ الحُسَينِ، صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ، أينَ السَّبِيلُ بَعدَ السَّبِيلِ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ، أينَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، أينَ الأقمارُ المُنِيرَةُ، أينَ الأنجُمُ الزّاهِرَةُ، أينَ أعلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلمِ، أينَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لاتَخلُو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ، أينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أينَ المُنَتَظَرُ لإقامَةِ الأمتِ وَالعِوَجِ، أينَ المُرتَجى لإزالَةِ الجَورِ وَالعُدوانِ، أينَ المُدَّخَرُ لِتَجدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، أينَ المُتَخَيَّرُ لإعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ، أينَ المُؤَمَّلُ لإحياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ، أينَ مُحيي مَعالِمِ الدِّينِ وَأهلِهِ، أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدِينَ، أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِركِ وَالنِّفاقِ، أينَ مُبِيدُ أهلِ الفُسُوقِ وَالعِصيانِ وَالطُّغيانِ، أينَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ، أينَ طامِسُ آثارِ الزَّيغِ وَالأهواءِ، أينَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذبِ وَالافتِراءِ، أينَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَة، أينَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضلِيلِ وَالإلحادِ، أينَ مُعِزُّ الأولياءِ وَمُذِلُّ الأعداء، أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلى التَّقوى، أينَ بابُ اللهِ الَّذي مِنهُ يُؤتى، أينَ وَجهُ اللهِ الَّذي إلَيهِ يَتَوجَّهُ الأولياءُ، أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأرضِ وَالسَّماءِ، أينَ صاحِبُ يَومِ الفَتحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدى، أينَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، أينَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأنبياءِ وَأبناءِ الأنبياءِ، أينَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقتُولِ بِكَربَلاءَ، أينَ المَنصُورُ عَلى مَن اعتَدى عَلَيهِ وَافتَرى، أينَ المُضطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا، أينَ صَدرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقوى، أينَ ابنُ النَّبِيِّ المُصطَفى وَابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى وَابنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى.
بِأبي أنتَ وَاُمّي وَنَفسي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمى يا بنَ السّادَةِ المُقَرَّبِينَ يا بنَ النُجباءِ الأكرَمِينَ يا بنَ الهُداةِ المَهدِيِّينَ يا بنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبِينَ يا بنَ الغَطارِفَةِ الأنجَبِينَ يا بنَ الأطائِبِ المُطَهَّرِينَ يا بنَ الخَضارِمَةِ المُنتَجَبِينَ يا بنَ القَماقِمَةِ الأكرَمِينَ، يا بنَ البُدُورِ المُنِيرَةِ يا بنَ السُّرُجِ المُضِيئَةِ يا بنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ يا بنَ الأنجُمِ الزَّاهِرَةِ يا بنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ يا بنَ الأعلامِ اللائِحَةِ، يا بنَ العُلُومِ الكامِلَةِ يا بنَ السُّنَنِ المَشهُورَةِ يا بنَ المَعالِمِ المَأثُورَةِ يا بنَ المُعجِزاتِ المَوجُودَةِ يا بنَ الدَّلائِلِ المَشهُودَةِ، يا بنَ الصِّراطِ المُستَقِيمِ يا بنَ النَّبَأِ العَظِيمِ يا بنَ مَن هُوَ في اُمِّ الكِتابِ لَدَى الله عَلِيٌّ حَكِيمٌ، يا بنَ الآيات وَالبَيِّناتِ يا بنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ يا بنَ البَراهِينِ الواضِحاتِ الباهِراتِ يا بنَ الحُجَجِ البالِغاتِ يا بنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ يا بنَ طهَ وَالمُحكَماتِ يا بنَ يس وَالذّارياتِ يا بنَ الطُّورِ وَالعادِياتِ، يا بنَ مَن دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَو أَدْنى دُنُواً وَاقتِراباً مِنَ العَلِيِّ الأعلى، لَيتَ شِعري اينَ استَقَرَّت بِكَ النَّوى بَل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى، أبِرَضوى أو غَيرِها أم ذي طُوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ وَلا تُرى وَلا أسمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجِيجٌ وَلا شَكوى. بِنَفسي أنتَ مِن مُغَيَّبٍ لَم يَخلُ مِنّا بِنَفسي أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا بِنَفسي أنتَ أُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِن مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ ذَكَراً فَحَنّا، بِنَفسي أنتَ مِن عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى بِنَفسي أنتَ مِن أثِيلِ مَجدٍ لا يُجارى بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفسي أنتَ مِن نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، إلى مَتى اُحارُ فِيكَ يا مَولايَ وَإلى مَتّى وَأيُّ خِطابٍ أصِفُ فِيكَ وَأيُّ نَجوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دُونَكَ وَأُناغى عَزِيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ وَيَخذُلَكَ الوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دُونَهُم ماجَرى، هَل مِن مُعينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَل مِن جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا هَل قَذِيَت عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى هَل إلَيكَ يا بنَ أحمَدَ سَبِيلٌ فَتُلقى هَل يَتَّصِلُ يَومُنا مِنكَ بِعِدَةٍ فَنَحظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَةَ فَنَروى مَتى نَنْتِفِعُ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيناً مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ، تُرى أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأنتَ تَأُمُّ المَلَأ وَقَد مَلأتَ الأرضَ عَدلاً وَأذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وَعِقاباً وَأبَرتَ العُتاةَ وَجَحَدةَ الحَقِّ وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرِينَ وَاجتَثَثتَ أُصُولَ الظَّالِمِينَ. وَنَحنُ نَقُولُ: الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، اللهُمَّ أنتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى وَإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العَدوى وَأنتَ رَبُّ الآخِرةِ وَالدُّنيا فَأغِث يا غِياثَ المُستَغِيثِينَ عُبَيدَكَ المُبتَلى وَأرِهِ سَيِّدَهُ يا شَدِيدَ القُوى وَأزِل عَنهُ بِهِ الأسى وَالجَوى وَبَرِّد غَلِيلَهُ يا مَن عَلى العَرشِ استَوى وَمَنْ إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى، اللهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدُكَ التّائِقُونَ إلى وَلِيِّكَ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً وَمَلاذاً وَأقَمتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنِينَ مِنّا إماماً، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً وَمُقاماً وَأتمِم نِعمَتَكَ بِتَقدِيمِكَ إياهُ أمامَنا حَتى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأكبَرِ وَعَلى أبِيهِ السَّيِّدِ الأصغَرِ وَجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَعَلى مَن اصطَفَيتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيهِ أفضَلَ وَأكمَلَ وَأتَمَّ وَأدوَمَ وَأكثَرَ وَأوفَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ، وَصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لاغايَةَ لِعَدَدِها وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لأمَدِها، اللهُمَّ وَأقِم بِهِ الحَقَّ وَأدحِض بِهِ الباطِلَ وَأدِل بِهِ أولياءَكَ وَأذلِل بِهِ أعداءَكَ، وَصِلِ اللهُمَّ بَينَنا وَبَينَهُ وَصلَةً تُؤَدّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجعَلنا مِمَّن ياخُذُ بِحُجزَتِهِم وَيَمكُثُ في ظِلِّهِم وَأعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إلَيهِ وَالاجتِهادِ في طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعصِيَتِهِ، وَامنُن عَلَينا بِرِضاهُ وَهَب لَنا رَأفَتَهُ وَرَحمَتَهُ وَدَعاءَهُ وَخَيرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِكَ وَفَوزاً عِندَكَ، وَاجعَل صَلواتَنا بِهِ مَقبُولَةً وَذُنُوبَنا بِهِ مَغفُورَةً وَدُعاءَنَا بِهِ مُستَجاباً وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسُوطَةً وَهُمُومَنا بِهِ مَكَفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقضِيَّةً، وَأقبِل إلَينا بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَاقبَل تَقَرُّبَنا إلَيكَ وَانظُر إلَينا نَظرَةً رَحِيمَةً نَستَكمِلُ بِها الكَرامَةَ عِندَكَ ثُمَّ لا تَصرِفها عَنّا بِجُودِكَ، وَاسقِنا مِن حَوضِ جَدِّهِ (صلى الله عليه وآله) بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رياً رَوِياً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمأ بَعدَهُ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ.
---------------
المزار الكبير ص 573, الإقبال ج 1 ص 504, بحار الأنوار ج 99 ص 104, زاد المعاد ص 303
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* دعاء ليلة النصف من شعبان
الشيخ الطوسي في المصباح:
اَللّـهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، الَّتي قَرَنْتَ اِلى فَضْلِها، فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لاِياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَاَلِّقُ، وَضِياؤُكَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، اِذا آن ميعادُهُ، وَالْمَلائِكَةُ اَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذي لا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الاَْمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ اَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَوالِمِهِمْ، اَللّـهُمَّ وَاَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاكْتُبْنا في اَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَاَحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الصّادِقينَ وَعِتْرَتِهَ النّاطِقينَ، وَالْعَنْ جَميعَ الظّالِمينَ، واحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا اَحْكَمَ الْحاكِمينَ.
----------
مصباح المتهجد ص 842, المزار للمشهدي ص 410, المصباح الكفعمي ص 545
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء الافتتاح
في كل ليلة من ليالي شهر رمضان وهو مروي عم القائم (ع):
اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَاَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَّنِكَ، وَاَيْقَنْتُ اَنَّكَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَاَشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَاَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِينَ في مَوْضِعِ الْكِبْرياءِ وَالْعَظَمَةِ، اَللّـهُمَّ اَذِنْتَ لي في دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ فَاسْمَعْ يا سَميعُ مِدْحَتي، وَاَجِبْ يا رَحيمُ دَعْوَتي، وَاَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتي، فَكَمْ يا اِلهي مِنْ كُرْبَة قَدْ فَرَّجْتَها وَهُمُوم قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَة قَدْ اَقَلْتَها، وَرَحْمَة قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاء قَدْ فَكَكْتَها، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، اَلْحَمْدُ للهِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّهَا، عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلْكِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ في اَمْرِهِ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلْقِهِ، وَلا شَبيهَ لَهُ في عَظَمَتِهِ، اَلْحَمْدُ للهِ الْفاشي في الْخَلْقِ اَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ، الْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ، الَّذي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إلاّ جُوداً وَكَرَماً، اِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهّابُ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ قَليلاً مِنْ كَثير، مَعَ حاجَة بي اِلَيْهِ عَظيمَة وَغِناكَ عَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عِنْدي كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ، اَللّـهُمَّ اِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطيـئَتي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمي وَسِتْرَكَ عَنْ قَبيحِ عَمَلي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمي، عِنْدَ ما كانَ مِنْ خَطئي وَعَمْدي، اَطْمَعَني في اَنْ اَسْأَلَكَ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، الَّذي رَزَقْتَني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَاَرَيْتَني مَنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَني مِنْ اِجابَتِكَ، فَصِرْتُ اَدْعُوكَ آمِناً، وَاَسْاَلُكَ مُسْتَأنِساً، لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلاًّ عَلَيْكَ فيـما قَصَدْتُ فيهِ اِلَيْكَ، فَاِنْ اَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاْمُورِ، فَلَمْ اَرَ مَوْلاً كَريماً اَصْبَرَ عَلى عَبْد لَئيم مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ، اِنَّكَ تَدْعُوني فَاُوَلّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ اِلَيَّ فَاَتَبَغَّضُ اِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ اِلَىَّ فَلا اَقْبَلُ مِنْكَ، كَاَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لي، وَالاْحْسانِ اِلَىَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ اِحْسانِكَ اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ اَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ، اَلْحَمْدُ للهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فاِلقِ اَلاْصْباحِ ذِي الْجَلالِ وَالاْكْرامِ وَالْفَضْلِ وَالاْنْعامِ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاْعِزّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَة وَاَنَا اَعْصيهِ، وَيُعَظِّمُ الْنِّعْمَةَ عَلَىَّ فَلا اُجازيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَة هَنيئَة قَدْ اَعْطاني، وَعَظيمَة مَخُوفَة قَدْ كَفاني، وَبَهْجَة مُونِقَة قَدْ اَراني، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً، وَاَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يُؤْمِنُ الْخائِفينَ، وَيُنَجِّى الصّالِحينَ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ، يُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينِ، وَالْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللّهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ، وَلَمْ يُخْلَقْ وَيَرْزُقُ، وَلا يُرْزَقُ وَيُطْعِمُ، وَلا يُطْعَمُ وَيُميتُ الاَحياءَ وَيُحْيِي الْمَوْتى وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ اِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الاْرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّـهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِن الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اَللّـهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْبِهِ قِلَّتَنا، وَاَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاَقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْبِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ اَسْرَنا، وَاَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَاَنْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَاَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ آمالَنا، وَاَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْؤولينَ وَاَوْسَعَ الْمُعْطينَ، اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِاِذْنِكَ، اِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ اِلى صِراط مُسْتَقيم، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ، اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَة مِنْكَ تَجَلِّلُناها وَعافِيَة مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
----------
التهذيب ج 3 ص 108, مصباح المتهجد ج 2 ص 577, إقبال الأعمال ج 1 ص 138, البلد الأمين ص 193, مصباح الكفعمي ص 578, الوافي ج 11 ص 406, بحار الأنوار ج 24 ص 166, زاد المعاد ص 86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* دعاء الامام الصادق (ع) بتعجيل الفرج فجر يوم الواحد والعشرين
عن حماد بن عثمان قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، فقال لي: يا حماد اغتسلت؟ قلت: نعم جعلت فداك، فدعا بحصير، ثم قال: إلى لزقي فصل. فلم يزل يصلى وأنا اصلي إلى لزقة حتى فرغنا من جميع صلاتنا، ثم أخذ يدعو وأنا أؤمن على دعائه إلى أن اعترض الفجر، فأذن وأقام ودعا بعض غلمانه، فقمنا خلفه فتقدم وصلى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتاب و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} في الاولى، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد}. فلما فرغنا من التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الله تعالى، والصلاة على رسوله (ص)، والدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأولين والاخرين، خر ساجدا ولا أسمع منه إلا النفس ساعة طويلة، ثم سمعته يقول:
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ والْأَبْصارِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ خالِقَ الْخَلْقِ بِلا حاجَةٍ فِيكَ إِلَيْهِمْ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُبْدِئَ الْخَلْقِ لا يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِكَ شَيْءٌ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُدَبِّرُ الأُمُورِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ دَيَّانَ الدِّينِ وجَبَّارَ الْجَبابِرَةِ.
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِي الْماءِ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمّاءِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُجْرِي الْماءِ فِي النَّباتِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُكَوِّنَ طَعْمِ الثِّمارِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ عَدَدِ الْقَطْرِ وما تَحْمِلُهُ السَّحابُ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ عَدَدِ ما تَجْرِي بِهِ الرِّياحُ فِي الْهَواءِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ ما فِي الْبِحارِ مِنْ رَطْبٍ ويابِسٍ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مُحْصِيَ ما يَدُبُّ فِي ظُلُماتِ الْبِحارِ وفِي أَطْباقِ الثَّرى.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ نَبِيٍّ أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ أَوْ أَحَدٍ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ.
وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وبَرَكاتُكَ، وبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ، وأَنَلْتَهُمْ بِهِ فَضْلَكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ وسِراجِكَ السَّاطِعِ بَيْنَ عِبادِكَ، فِي أَرْضِكَ وسَمائِكَ، وجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، ونُوراً اسْتَضاءَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَبَشَّرَنا بِجَزِيلِ ثَوابِكَ، وأَنْذَرَنا الْأَلِيمَ مِنْ عَذابِكَ.
أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ وصَدقَ الْمُرْسَلِينَ، وأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ ذائِقُوا الْعَذابَ الْأَلِيمَ.
أَسْأَلُكَ يا الله يا الله يا الله، يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي، يا مَوْلايَ يا مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَسْأَلُكَ فِي هذِهِ الْغَداةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ وسائِلِيكَ نَصِيباً، وأَنْ تَمُنَ عَلَيَّ بِفَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ ما سَأَلْتُكَ وما لَمْ أَسْأَلُكَ مِنْ عَظِيمِ جَلالِكَ، ما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ، وأَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وبِهِ تُبِيدُ الظَّالِمِينَ وتُهْلِكُهُمْ، عَجِّلْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ، وأَعْطِنِي سُؤْلِي يا ذَا الْجَلالِ والإِكْرامِ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْتُكَ لِعاجِلِ الدُّنْيا وآجِلِ الآخِرَةِ.
يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، أَقِلْنِي عَثْرَتِي وأَقِلْنِي بِقَضاءِ حَوائِجِي، يا خالِقِي ويا رازِقِي، ويا باعِثِي، ويا مُحْيِي عِظامِي وهِيَ رَمِيمٌ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واسْتَجِبْ لِي دُعائِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فلما فرغ رفع رأسه قلت: جعلت فداك سمعتك وأنت تدعو بفرج من فرجه فرج أصفياء الله وأوليائه، أو لست أنت هو؟ قال: لا، ذاك قائم آل محمد (ع).
-----------
إقبال الأعمال ج 1 ص 200, بحار الأنوار ج 95 ص 157
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية