عن أبي محمد عبد الله بن محمد العابد قال: سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي (ع) في منزله بسر من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين: أن يملي علي الصلاة على النبي وأوصيائه (ع), وأحضرت معي قرطاسا كبيرا, فأملى علي لفظا من غير كتاب, وقال (ع): اكتب:
الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ (ص):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا حَمَلَ وَحْيَكَ وَبَلَّغَ رِسَالاتِكَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا أَحَلَّ حَلَالَكَ وَحَرَّمَ حَرَامَكَ وَعَلَّمَ كِتَابَكَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَأَدَّى الزَّكَاةَ وَدَعَا إِلَى دِينِكَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا صَدَّقَ بِوَعْدِكَ وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا دَفَعْتَ بِهِ الشَّقَاءَ وَكَشَفْتَ بِهِ الْغَمَّاءَ وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعَاءَ وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَ بِهِ الْعِبَادَ وَأَحْيَيْتَ بِهِ الْبِلَادَ وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبَابِرَةَ وَأَهْلَكْتَ بِهِ الْفَرَاعِنَةَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا أَضْعَفْتَ بِهِ الْأَمْوَالَ وَحَذَّرْتَ بِهِ مِنَ الْأَهْوَالِ وَكَسَرْتَ بِهِ الْأَصْنَامَ وَرَحِمْتَ بِهِ الْأَنَامَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الْأَدْيَانِ وَأَعْزَزْتَ بِهِ الْإِيمَانَ وَبَتَرْتَ بِهِ الْأَوْثَانَ وَعَظَّمْتَ بِهِ الْبَيْتَ الْحَرَامَ, وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً.
الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَوَصِيِّهِ [صَفِيِّهِ] وَوَزِيرِهِ, وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ, وَبَابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ, وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ, وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ قَاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ, الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى, اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ, وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
الصلاة على السيدة فاطمة الزهراء (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدِّيقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ الزَّكِيَّةِ حَبِيبَةِ نَبِيِّكَ, وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ, الَّتِي انْتَجَبْتَهَا وَفَضَّلْتَهَا وَاخْتَرْتَهَا عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ, اللَّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَهَا مِمَّنْ ظَلَمَهَا وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّهَا, اللَّهُمَّ وَكُنِ الثَّائِرَ لَهَا اللَّهُمَّ بِدَمِ أَوْلَادِهَا, اللَّهُمَّ وَكَمَا جَعَلْتَهَا أُمَّ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَحَلِيلَةَ صَاحِبِ اللِّوَاءِ الْكَرِيمَةَ عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى فَصَلِّ عَلَيْهَا وَعَلَى أُمِّهَا خَدِيجَةَ الْكُبْرَى, صَلَاةً تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ, وَتُقِرُّ بِهَا أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِهَا وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ.
الصلاة على الحسن والحسين (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ, وَابْنَيْ رَسُولِكَ وَسِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ, أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلَادِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَوَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ, أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ, عِشْتَ رَشِيداً مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهِيداً, وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ الْكَفَرَةِ وَطَرِيحِ الْفَجَرَةِ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ, السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ, أَشْهَدُ مُوقِناً أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضَيْتَ شَهِيداً, وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى الطَّالِبُ بِثَأْرِكَ وَمُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ فِي هَلَاكِ عَدُوِّكَ وَإِظْهَارِ دَعْوَتِكَ, وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ, لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ, وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَلَّبَتْ عَلَيْكَ, وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِمَّنْ أَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ, بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ, لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ خَاذِلَكَ, وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ, وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَى نِسَاءَكَ, أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَمِمَّنْ وَالاهُمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَيْهِ, وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَبَابُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا, وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تَابِعٌ بِذَاتِ نَفْسِي وَشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي.
الصلاة على علي بن الحسين (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ, الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الْهُدَى, الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ, اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَاصْطَفَيْتَهُ, وَجَعَلْتَهُ هَادِياً مَهْدِيّاً, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ, حَتَّى تُبَلِّغَ بِهِ مَا تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
الصلاة على محمد بن علي الباقر (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بَاقِرِ الْعِلْمِ وَإِمَامِ الْهُدَى وَقَائِدِ أَهْلِ التَّقْوَى وَالْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبَادِكَ, اللَّهُمَّ وَكَمَا جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ وَمَنَاراً لِبِلَادِكَ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ, وَأَمَرْتَ بِطَاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ, فَصَلِّ عَلَيْهِ يَا رَبِّ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأُمَنَائِكَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ.
الصلاة على جعفر بن محمد الصادق (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَبْدِكَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ, خَازِنِ الْعِلْمِ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِالْحَقِّ النُّورِ الْمُبِينِ, اللَّهُمَّ وَكَمَا جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلَامِكَ [حُكْمِكَ] وَوَحْيِكَ وَخَازِنَ عِلْمِكَ, وَلِسَانَ تَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دِينِكَ, فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيَائِكَ وَحُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
الصلاة على موسى بن جعفر (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَمِينِ الْمُؤْتَمَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرِّ الْوَفِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ, النُّورِ الْمُنِيرِ الْمُجْتَهِدِ الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلَى الْأَذَى فِيكَ, اللَّهُمَّ وَكَمَا بَلَّغَ عَنْ آبَائِهِ مَا اسْتُوْدِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ وَحَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ, وَكَابَدَ أَهْلَ الْغِرَّةِ وَالشِّدَّةِ فِيمَا كَانَ يَلْقَى مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ, رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِمَّنْ أَطَاعَكَ, وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
الصلاة على علي بن موسى الرضا (ع):
اللَّهُمَّ صَلِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَرَضِيتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ, اللَّهُمَّ وَكَمَا جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ وَقَائِماً بِأَمْرِكَ وَنَاصِراً لِدِينِكَ وَشَاهِداً عَلَى عِبَادِكَ, وَكَمَا نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ, وَدَعَا إِلَى سَبِيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ, فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
الصلاة على محمد بن علي بن الجواد بن موسى (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ, عَلَمِ التُّقَى وَنُورِ الْهُدَى وَمَعْدِنِ الْهُدَى وَفَرْعِ الْأَزْكِيَاءِ وَخَلِيفَةِ الْأَوْصِيَاءِ وَأَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ, اللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ, وَأَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدَى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكَّى, فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَبَقِيَّةِ أَوْلِيَائِكَ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
الصلاة على علي بن محمد أبي الحسن العسكري (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِ الْأَوْصِيَاءِ وَإِمَامِ الْأَتْقِيَاءِ, وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ, اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِيءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ, فَبَشَّرَ بِالْجَزِيلِ مِنْ ثَوَابِكَ وَأَنْذَرَ بِالْأَلِيمِ مِنْ عِقَابِكَ, وَحَذَّرَ بَأْسَكَ وَذَكَّرَ بِآيَاتِكَ وَأَحَلَّ حَلَالَكَ وَحَرَّمَ حَرَامَكَ, وَبَيَّنَ شَرَائِعَكَ وَفَرَائِضَكَ وَحَضَّ عَلَى عِبَادَتِكَ وَأَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ, فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ.
الصلاة على الإمام الحسن بن علي العسكري بن محمد (ع):
عن أبو محمد عبد الله بن محمد اليمني قال: فلما انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك, فقلت له في ذلك, فقال (ع): لو لا أنه دين أمرنا الله أن نبلغه ونؤديه إلى أهله لأحببت الإمساك, ولكنه الدين اكتب به:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَادِي الْبَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الْوَفِيِّ, النُّورِ الْمُضِيءِ خَازِنِ عِلْمِكَ وَالْمُذَكِّرِ بِتَوْحِيدِكَ, وَوَلِيِّ أَمْرِكَ وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِينَ, وَالْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا, فَصَلِّ عَلَيْهِ يَا رَبِّ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيَائِكَ وَحُجَجِكَ عَلَى خَلْقِكَ, وَأَوْلَادِ رُسُلِكَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ.
الصلاة على ولي الأمر المنتظر الحجة بن الحسن (ع):
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ, وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً, اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَأَوْلِيَاءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصَارَهُ وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ, اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَبَاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ, وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ, وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ, وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ نَاصِرِيهِ وَاخْذُلْ خَاذِلِيهِ, وَاقْصِمْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْكَفَرَةِ وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَجَمِيعَ الْمُلْحِدِينَ, حَيْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا, وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلَامُ, وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ, وَأَرِنِي فِي آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَأْمُلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ مَا يَحْذَرُونَ, إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ آمِينَ.
-----------------
جمال الإسبوع ص 483, بحار الأنوار ج 96 ص 73
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
من دعاء مولانا الحسن بن علي العسكري (ع) في الصباح:
يَا كَبِيرَ كُلِّ كَبِيرٍ، يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا وَزِيرَ، يَا خَالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ، يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ، يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ، يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ، يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، يَا نُورَ النُّورِ، يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ، يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، يَا شَافِيَ الصُّدُورِ، يَا جَاعِلَ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، يَا عَالِماً بِذَاتِ الصُّدُورِ، يَا مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَالنُّورِ وَالْفُرْقَانِ وَالزَّبُورِ، يَا مَنْ يُسَبِّحُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْإِبْكَارِ وَالظُّهُورِ, يَا دَائِمَ الثَّبَاتِ، يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، يَا مُحْيِيَ الْأَمْوَاتِ، يَا مُنْشِئَ الْعِظَامِ الدَّارِسَاتِ، يَا سَامِعَ الصَّوْتِ، يَا سَابِقَ الْفَوْتِ، يَا كَاسِيَ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شُغُلٌ عَنْ شُغُلٍ، يَا مَنْ لَا يَتَغَيَّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، يَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَشُّمِ حَرَكَةٍ وَلَا انْتِقَالٍ، يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ، يَا مَنْ لَا يُحِيطُ بِهِ مَوْضِعٌ وَلَا مَكَانٌ، يَا مَنْ يَرُدُّ بِأَلْطَفِ الصَّدَقَةِ وَالدُّعَاءِ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ مَا حَتَمَ وَأَبْرَمَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ، يَا مَنْ يَجْعَلُ الشِّفَاءَ فِيمَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ، يَا مَنْ يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الْمُدْنِفِ الْعَمِيدِ الْعَلِيلِ بِمَا قَلَّ مِنَ الْغِذَاءِ، يَا مَنْ يُزِيلُ بِأَدْنَى الدَّوَاءِ مَا غَلُظَ مِنَ الدَّاءِ، يَا مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَى وَإِذَا تَوَعَّدَ عَفَا, يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، يَا مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ، يَا عَظِيمَ الْخَطَرِ، يَا كَرِيمَ الظَّفَرِ، يَا مَنْ لَهُ وَجْهٌ لَا يَبْلَى، يَا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لَا يَفْنَى، يَا مَنْ لَهُ نُورٌ لَا يُطْفَأُ، يَا مَنْ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُهُ، يَا مَنْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سُلْطَانُهُ، يَا مَنْ فِي جَهَنَّمَ سَخَطُهُ، يَا مَنْ فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، يَا مَنْ مَوَاعِيدُهُ صَادِقَةٌ، يَا مَنْ أَيَادِيهِ فَاضِلَةٌ، يَا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ, يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَخَلْقُهُ بِالْمَنْزِلِ الْأَدْنَى، يَا رَبَّ الْأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ، يَا رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا وَاهِبَ الْعَطَايَا، يَا مُطْلِقَ الأُسَارَى، يَا رَبَّ الْعِزَّةِ، يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَأَهْلَ الْمَغْفِرَةِ، يَا مَنْ لَا يُدْرَكُ أَمَدُهُ، يَا مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدُهُ، يَا مَنْ لَا يَنْقَطِعُ مَدَدُهُ, أَشْهَدُ وَالشَّهَادَةُ لِي رِفْعَةٌ وَعُدَّةٌ، وَهِيَ مِنِّي سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، وَبِهَا أَرْجُو الْمَفَازَةَ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، أنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْكَ وَأَدَّى مَا كَانَ وَاجِباً عَلَيْهِ لَكَ، وَأنَّكَ تُعْطِي دَائِماً وَتَرْزُقُ (وَتُعْطِي) وَتَمْنَعُ وَتَرْفَعُ وَتَضَعُ وَتُغْنِي وَتُفْقِرُ وَتَخْذُلُ وَتَنْصُرُ وَتَعْفُو وَتَرْحَمُ وَتَصْفَحُ وَتَجَاوَزُ عَمَّا تَعْلَمُ، وَلَا تَجُورُ وَلَا تَظْلِمُ، وَأنَّكَ تَقْبِضُ وَتَبْسُطُ وَتَمْحُو وَتُثْبِتُ وَتُبْدِئُ وَتُعِيدُ وَتُحْيِي وَتُمِيتُ، وَأَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ، فَطَالَمَا عَوَّدْتَنِي الْحَسَنَ الْجَمِيلَ، وَأَعْطَيْتَنِي الْكَثِيرَ الْجَزِيلَ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ الْقَبِيحَ, اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَجِّلْ فَرَجِي، وَأَقِلْ عَثْرَتِي، وَارْحَمْ عَبْرَتِي، وَارْدُدْنِي إِلَى أَفْضَلِ عَادَاتِكَ عِنْدِي، وَاسْتَقْبِلْ بِي صِحَّةً مِنْ سُقْمِي، وَسَعَةً مِنْ عَدَمِي، وَسَلَامَةً شَامِلَةً فِي بَدَنِي، وَبَصِيرَةً نَافِذَةً فِي دِينِي، وَمَهِّدْنِي وَأَعِنِّي عَلَى اسْتِغْفَارِكَ وَاسْتِقَالَتِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْنَى الْأَجَلُ وَيَنْقَطِعَ الْأَمَلُ، وَأَعِنِّي عَلَى الْمَوْتِ وَكُرْبَتِهِ، وَعَلَى الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ، وَعَلَى الْمِيزَانِ وَخِفَّتِهِ، وَعَلَى الصِّرَاطِ وَزَلَّتِهِ، وَعَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَرَوْعَتِهِ. وَأَسْأَلُكَ نَجَاحَ الْعَمَلِ قَبْلَ انْقِطَاعِ الْأَجَلِ، وَقُوَّةً فِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاسْتِعْمَالَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ مِمَّا عَلَّمْتَنِي وَفَهَّمْتَنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الْجَلِيلُ وَأَنَا الْعَبْدُ الضَّعِيفُ، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَنَا يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وَصَلِّ عَلَى مَنْ بِهِ فَهَّمْتَنَا وَهُوَ أَقْرَبُ وَسَائِلِنَا إِلَيْكَ رَبَّنَا، مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِين.
------------
مصباح المجتهد ج 1 ص 228, مهج الدعوات ص 277, البلد الأمين ص 60, المصباح للكفعمي ص 78, بحار الأنوار ج 83 ص 175
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قنوت الإمام العسكري (ع)
يَا مَنْ غَشِيَ نُورُهُ الظُّلُمَاتِ, يَا مَنْ أَضَاءَتْ بِقُدْسِهِ الْفِجَاجُ الْمُتَوَعِّرَاتُ, يَا مَنْ خَشَعَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ, يَا مَنْ بَخَعَ لَهُ بِالطَّاعَةِ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ عَاتٍ, يَا عَالِمَ الضَّمَائِرِ الْمُسْتَخْفِيَاتِ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً, فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ, وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وَعَاجِلْهُمْ بِنَصْرِكَ الَّذِي وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ, وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ اجْتِيَاحَ أَهْلِ الْكَيْدِ وَآوِهِمْ إِلَى شَرِّ دَارٍ فِي أَعْظَمِ نَكَالٍ وَأَقْبَحِ مَتَابٍ, اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَاضِرُ أَسْرَارِ خَلْقِكَ وَعَالِمٌ بِضَمَائِرِهِمْ, وَمُسْتَغْنٍ لَوْ لَا النَّدْبُ بِاللَّجَإِ إِلَى تَنَجُّزِ مَا وَعَدْتَهُ, اللَّاجِي عَنْ كَشْفِ مَكَامِنِهِمْ, وَقَدْ تَعْلَمُ يَا رَبِ مَا أُسِرُّهُ وَأُبْدِيهِ وَأَنْشُرُهُ وَأَطْوِيهِ وَأُظْهِرُهُ وَأُخْفِيهِ عَلَى مُتَصَرَّفَاتِ أَوْقَاتِي, وَأَصْنَافِ حَرَكَاتِي مِنْ جَمِيعِ حَاجَاتِي, وَقَدْ تَرَى يَا رَبِّ مَا قَدْ تَرَاطَمَ فِيهِ أَهْلُ وَلَايَتِكَ, وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْدَائِكَ غَيْرَ ظَنِينٍ فِي كَرَمٍ وَلَا ضَنِينٍ بِنِعَمٍ, وَلَكِنَّ الْجُهْدَ يَبْعَثُ عَلَى الِاسْتِزَادَةِ وَمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ إِذَا أَخْلَصَ لَكَ اللَّجَأَ يَقْتَضِي إِحْسَانُكَ شَرْطَ الزِّيَادَةِ, وَهَذِهِ النَّوَاصِي وَالْأَعْنَاقُ خَاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ الْعُبُودِيَّةِ وَالِاعْتِرَافِ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ, دَاعِيَةٌ بِقُلُوبِهَا وَمُحَصَّنَاتٌ إِلَيْكَ فِي تَعْجِيلِ الْإِنَالَةِ, وَمَا شِئْتَ كَانَ وَمَا تَشَاءُ كَائِنٌ أَنْتَ الْمَدْعُوُّ الْمَرْجُوُّ الْمَأْمُولُ الْمَسْئُولُ, لَا يَنْقُصُكَ نَائِلٌ وَإِنِ اتَّسَعَ وَلَا يُلْحِفُكَ سَائِلٌ وَإِنْ أَلَحَّ, وَضَرَعَ مُلْكُكَ لَا يَلْحَقُهُ التَّنْفِيدُ وَعِزُّكَ الْبَاقِي عَلَى التَّأْبِيدِ, وَمَا فِي الْأَعْصَارِ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِمِقْدَارٍ وَأَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّءُوفُ الْجَبَّارُ, اللَّهُمَّ أَيِّدْنَا بِعَوْنِكَ وَاكْنُفْنَا بِصَوْنِكَ وَأَنِلْنَا مَنَالَ الْمُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِكَ الْمُسْتَظِلِّينَ بِظِلِّكَ.
---------------
مهج الدعوات ص 62, بحار الأنوار ج 82 ص 228
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قنوت آخر الإمام العسكري (ع):
دعا (ع) في قنوته و أمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغي:
الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لِنَعْمَائِهِ وَاسْتِدْعَاءً لِمَزِيدِهِ, وَاسْتِجْلَاباً لِرِزْقِهِ وَاسْتِخْلَاصاً لَهُ وَبِهِ دُونَ غَيْرِهِ, وَعِيَاذاً بِهِ مِنْ كُفْرَانِهِ وَإِلْحَاداً فِي عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ, حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَا بِهِ مِنْ نَعْمَائِهِ فَمِنْ عِنْدِ رَبِّهِ, وَمَا مَسَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ فَبِسُوءِ جِنَايَةِ يَدِهِ, وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ, وَذَرِيعَةِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى رَحْمَتِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وُلَاةِ أَمْرِهِ, اللَّهُمَّ إِنَّكَ نَدَبْتَ إِلَى فَضْلِكَ وَأَمَرْتَ بِدُعَائِكَ وَضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ, وَلَمْ تُخَيِّبْ مَنْ فَزِعَ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ وَقَصَدَ إِلَيْكَ بِحَاجَتِهِ, وَلَمْ تَرْجِعْ يَدٌ طَالِبَةٌ صِفْراً مِنْ عَطَائِكَ, وَلَا خَائِبَةً مِنْ نِحَلِ هِبَاتِكَ, وَأَيُّ رَاحِلٍ رَحَلَ إِلَيْكَ فَلَمْ يَجِدْكَ قَرِيباً, أَوْ وَافِدٍ وَفَدَ عَلَيْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوَائِقُ الرَّدِّ دُونَكَ, بَلْ أَيُّ مُحْتَفِرٍ مِنْ فَضْلِكَ لَمْ يُمْهِهِ فَيْضُ جُودِكَ, وَأَيُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزِيدِكَ أَكْدَى دُونَ اسْتِمَاحَةِ سِجَالِ عَطِيَّتِكَ, اللَّهُمَّ وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِي وَقَرَعَتْ بَابَ فَضْلِكَ يَدُ مَسْأَلَتِي, وَنَاجَاكَ بِخُشُوعِ الِاسْتِكَانَةِ قَلْبِي, وَوَجَدْتُكَ خَيْرَ شَفِيعٍ لِي إِلَيْكَ, وَقَدْ عَلِمْتُ مَا يَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتِي قَبْلَ أَنْ يَخْطُرَ بِفِكْرِي أَوْ يَقَعَ فِي خَلَدِي, فَصِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِي إِيَّاكَ بِإِجَابَتِي وَاشْفَعْ مَسْأَلَتِي بِنُجْحِ طَلِبَتِي, اللَّهُمَّ وَقَدْ شَمَلَنَا زَيْغُ الْفِتَنِ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْنَا غَشْوَةُ الْحَيْرَةِ, وَقَارَعَنَا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَحَكَمَ عَلَيْنَا غَيْرُ الْمَأْمُونِينَ فِي دِينِكَ, وَابْتَزَّ أُمُورَنَا مَعَادِنُ الْأُبَنِ مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ, وَسَعَى فِي إِتْلَافِ عِبَادِكَ وَإِفْسَادِ بِلَادِكَ, اللَّهُمَّ وَقَدْ عَادَ فينا [فَيْئُنَا] دُولَةً بَعْدَ الْقِسْمَةِ وَإِمَارَتُنَا غَلَبَةً بَعْدَ الْمَشُورَةِ, وَعُدْنَا مِيرَاثاً بَعْدَ الِاخْتِيَارِ لِلْأُمَّةِ, فَاشْتُرِيَتِ الْمَلَاهِي وَالْمَعَازِفُ بِسَهْمِ الْيَتِيمِ وَالْأَرْمَلَةِ وَحَكَمَ فِي أَبْشَارِ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلُ الذِّمَّةِ, وَوَلِيَ الْقِيَامَ بِأُمُورِهِمْ فَاسِقُ كُلِّ قَبِيلَةٍ, فَلَا ذَائِدٌ يَذُودُهُمْ عَنْ هَلَكَةٍ وَلَا رَاعٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ, وَلَا ذُو شَفَقَةٍ يُشْبِعُ الْكَبِدَ الْحَرَّى مِنْ مَسْغَبَةٍ, فَهُمْ أُولُو ضَرَعٍ بِدَارٍ مَضِيعَةٍ وَأُسَرَاءُ مَسْكَنَةٍ وَخُلَفَاءُ كَآبَةٍ وَذِلَّةٍ, اللَّهُمَّ وَقَدِ اسْتَحْصَدَ زَرْعُ الْبَاطِلِ وَبَلَغَ نِهَايَتَهُ وَاسْتَحْكَمَ عَمُودُهُ, وَاسْتَجْمَعَ طَرِيدُهُ وَخَذْرَفَ وَلِيدُهُ وَبَسَقَ فَرْعُهُ وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ, اللَّهُمَّ فَأَتِحْ لَهُ مِنَ الْحَقِّ يَداً حَاصِدَةً تَصْرَعُ قَائِمَهُ, وَتَهْشُمُ سُوقَهُ وَتَجُبُّ سَنَامَهُ, وَتَجْدَعُ مَرَاغِمَهُ لِيَسْتَخْفِيَ الْبَاطِلُ بِقُبْحِ صُورَتِهِ, وَيَظْهَرَ الْحَقُّ بِحُسْنِ حِلْيَتِهِ, اللَّهُمَّ وَلَا تَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا, وَلَا جُنَّةً إِلَّا هَتَكْتَهَا, وَلَا كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلَّا فَرَّقْتَهَا, وَلَا سَرِيَّةَ ثِقْلٍ إِلَّا خَفَّفْتَهَا, وَلَا قَائِمَةَ عُلُوٍّ إِلَّا حَطَطْتَهَا, وَلَا رَافِعَةَ عَلَمٍ إِلَّا نَكَّسْتَهَا, وَلَا خَضْرَاءَ إِلَّا أَبَرْتَهَا, اللَّهُمَّ فَكَوِّرْ شَمْسَهُ وَحُطَّ نُورَهُ وَاطْمِسْ ذِكْرَهُ, وَارْمِ بِالْحَقِّ رَأْسَهُ وَفُضَّ جُيُوشَهُ وَارْعَبْ قُلُوبَ أَهْلِهِ, اللَّهُمَّ وَلَا تَدَعْ مِنْهُ بَقِيَّةً إِلَّا أَفْنَيْتَ وَلَا بِنْيَةً إِلَّا سَوَّيْتَ, وَلَا حَلْقَةً إِلَّا قَصَمْتَ, وَلَا سِلَاحاً إِلَّا أَكْلَلْتَ, وَلَا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَ, وَلَا كُرَاعاً إِلَّا اجْتَحْتَ, وَلَا حَامِلَةَ عِلْمٍ إِلَّا نَكَّسْتَ, اللَّهُمَّ وَأَرِنَا أَنْصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعْدَ الْأُلْفَةِ, وَشَتَّى بَعْدَ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَمُقْنِعِي الرُّءُوسِ بَعْدَ الظُّهُورِ عَلَى الْأُمَّةِ, وَأَسْفِرْ لَنَا عَنْ نَهَارِ الْعَدْلِ وَأَرِنَاهُ سَرْمَداً لَا ظُلْمَةَ فِيهِ وَنُوراً لَا شَوْبَ مَعَهُ, وَاهْطِلْ عَلَيْنَا نَاشِئَتَهُ وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا بَرَكَتَهُ, وَأَدِلْ لَهُ مِمَّنْ نَاوَاهُ وَانْصُرْهُ عَلَى مَنْ عَادَاهُ, اللَّهُمَّ وَأَظْهِرِ الْحَقَّ وَأَصْبِحْ بِهِ فِي غَسَقِ الظُّلَمِ وَبُهَمِ الْحَيْرَةِ, اللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ, وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُتَفَرِّقَةَ وَالْآرَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ, وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَالْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ, وَأَشْبِعْ بِهِ الْخِمَاصَ السَّاغِبَةَ, وَأَرِحْ بِهِ الْأَبْدَانَ اللَّاغِيَةَ الْمُتْعَبَةَ كَمَا أَلْهَجْتَنَا بِذِكْرِهِ, وَأَخْطَرْتَ بِبَالِنَا دُعَاءَكَ لَهُ, وَوَفَّقْتَنَا لِلدُّعَاءِ إِلَيْهِ, وَحِيَاشَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ وَأَسْكَنَتْ فِي قُلُوبِنَا مَحَبَّتَهُ, وَالطَّمَعَ فِيهِ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ لِإِقَامَةِ مَرَاسِمِهِ, اللَّهُمَّ فَآتِ لَنَا مِنْهُ عَلَى أَحْسَنِ يَقِينٍ يَا مُحَقِّقَ الظُّنُونِ الْحَسَنَةِ وَيَا مُصَدِّقَ الْآمَالِ الْمُبْطِنَةِ, اللَّهُمَّ وَأَكْذِبْ بِهِ الْمُتَأَلِّينَ عَلَيْكَ فِيهِ وَاخْلُفْ بِهِ ظُنُونَ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَالْآيِسِينَ مِنْهُ, اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا سَبَباً مِنْ أَسْبَابِهِ وَعَلَماً مِنْ أَعْلَامِهِ وَمَعْقِلًا مِنْ مَعَاقِلِهِ وَنَضِّرْ وُجُوهَنَا بِتَحْلِيَتِهِ, وَأَكْرِمْنَا بِنُصْرَتِهِ وَاجْعَلْ فِينَا خَيْراً تُظْهِرُنَا لَهُ بِهِ, وَلَا تُشْمِتْ بِنَا حَاسِدِي النِّعَمِ وَالْمُتَرَبِّصِينَ بِنَا حُلُولَ النَّدَمِ وَنُزُولَ الْمُثَلِ, فَقَدْ تَرَى يَا رَبِّ بَرَاءَةَ سَاحَتِنَا, وَخُلُوَّ ذَرْعِنَا مِنَ الْإِضْمَارِ لَهُمْ عَلَى إِحْنَةٍ, وَالتَّمَنِّي لَهُمْ وُقُوعَ جَائِحَةٍ, وَمَا تَنَازَلَ مِنْ تَحْصِينِهِمْ بِالْعَافِيَةِ وَمَا أَضْبَئُوا لَنَا مِنِ انْتِهَازِ الْفُرْصَةِ, وَطَلَبِ الْوُثُوبِ بِنَا عِنْدَ الْغَفْلَةِ, اللَّهُمَّ وَقَدْ عَرَّفْتَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا وَبَصَّرْتَنَا مِنْ عُيُوبِنَا خِلَالًا نَخْشَى أَنْ تَقْعُدَ بِنَا عَنِ اشْتِهَارِ إِجَابَتِكَ, وَأَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّينَ وَالْمُبْتَدِئُ بِالْإِحْسَانِ غَيْرَ السَّائِلِينَ فَأْتِ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ وَفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ, إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ وَمِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِنَا تَائِبُونَ, اللَّهُمَّ وَالدَّاعِي إِلَيْكَ, وَالْقَائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَتِكَ الْمُحْتَاجُ إِلَى مَعُونَتِكَ عَلَى طَاعَتِكَ إِذْ ابْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ, وَأَلْبَسْتَهُ أَثْوَابَ كَرَامَتِكَ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةَ طَاعَتِكَ, وَثَبَّتَ وَطْأَتَهُ فِي الْقُلُوبِ مِنْ مَحَبَّتِكَ وَوَفَّقْتَهُ لِلْقِيَامِ بِمَا أَغْمَضَ فِيهِ أَهْلُ زَمَانِهِ مِنْ أَمْرِكَ, وَجَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ وَنَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ نَاصِراً غَيْرَكَ, وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ وَمُشَيِّداً لِمَا رُدَّ [دَثَرَ] مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ, وَسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَلَامُكَ وَصَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ, فَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ فِي حِصَانَةٍ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ وَأَشْرِقْ بِهِ الْقُلُوبَ الْمُخْتَلِفَةَ مِنْ بُغَاةِ الدِّينِ, وَبَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ بِهِ الْقَائِمِينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْبَاعِ النَّبِيِّينَ, اللَّهُمَّ وَأَذْلِلْ بِهِ مَنْ لَمْ تُسْهِمْ لَهُ فِي الرُّجُوعِ إِلَى مَحَبَّتِكَ, وَمَنْ نَصَبَ لَهُ الْعَدَاوَةَ وَارْمِ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ مَنْ أَرَادَ التَّأْلِيبَ عَلَى دِينِكَ, بِإِذْلَالِهِ وَتَشْتِيتِ أَمْرِهِ [جَمْعِهِ] وَاغْضَبْ لِمَنْ لَا تِرَةَ لَهُ, وَلَا طَائِلَةَ وَعَادَى الْأَقْرَبِينَ وَالْأَبْعَدِينَ فِيكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيْهِ لَا مَنّاً مِنْهُ عَلَيْكَ, اللَّهُمَّ فَكَمَا نَصَبَ نَفْسَهُ غَرَضاً فِيكَ لِلْأَبْعَدِينَ, وَجَادَ بِبَذْلِ مُهْجَتِهِ لَكَ فِي الذَّبِّ عَنْ حَرِيمِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَدَّ شَرَّ بُغَاةِ الْمُرْتَدِّينَ الْمُرِيبِينَ, حَتَّى أُخْفِىَ مَا كَانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ الْمَعَاصِي, وَأُبْدِيَ مَا كَانَ نَبَذَهُ الْعُلَمَاءُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ مِمَّا أَخَذْتَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ, وَلَا يَكْتُمُوهُ وَدَعَا إِلَى إِفْرَادِكَ بِالطَّاعَةِ, وَأَلَّا يَجْعَلَ لَكَ شَرِيكاً مِنْ خَلْقِكَ يَعْلُو أَمْرُهُ عَلَى أَمْرِكَ مَعَ مَا يَتَجَرَّعُهُ فِيكَ مِنْ مَرَارَاتِ الْغَيْظِ الْجَارِحَةِ بِحَوَاسِّ [بِحَوَاشِي] [بِمَوَاشِي] الْقُلُوبِ, وَمَا يَعْتَوِرُهُ مِنَ الْغُمُومِ وَيَفْزَعُ عَلَيْهِ مِنْ أَحْدَاثِ الْخُطُوبِ, وَيَشْرَقُ بِهِ مِنَ الْغُصَصِ الَّتِي لَا تَبْتَلِعُهَا الْحُلُوقُ, وَلَا تَحْنُوا عَلَيْهَا الضُّلُوعُ مِنْ نَظَرَةٍ إِلَى أَمْرٍ مِنْ أَمْرِكَ, وَلَا تَنَالُهُ يَدُهُ بِتَغْيِيرِهِ وَرَدِّهِ إِلَى مَحَبَّتِكَ, فَاشْدُدِ اللَّهُمَّ أَزْرَهُ بِنَصْرِكَ وَأَطِلْ بَاعَهُ فِيمَا قَصُرَ عَنْهُ مِنِ اطِّرَادِ الرَّاقِعِينَ فِي جِمَاكَ, وَزِدْهُ فِي قُوَّتِهِ بَسْطَةً مِنْ تَأْيِيدِكَ, وَلَا تُوحِشْنَا مِنْ أُنْسِهِ وَلَا تَخْتَرِمْهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ الصَّلَاحِ الْفَاشِي فِي أَهْلِ مِلَّتِهِ, وَالْعَدْلِ الظَّاهِرِ فِي أُمَّتِهِ, اللَّهُمَّ وَشَرِّفْ بِمَا اسْتَقْبَلَ بِهِ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِكَ لَدَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ مُقَامَهُ, وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ, وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ, وَأَجْزِلْ لَهُ عَلَى مَا رَأَيْتَهُ قَائِماً بِهِ مِنْ أَمْرِكَ ثَوَابَهُ, وَابْنِ قُرْبَ دُنُوِّهِ [مَنْزِلَتِهِ] مِنْكَ فِي حَيَاتِهِ, وَارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَاسْتِخْذَاءَنَا لِمَنْ كُنَّا نَقْمَعُهُ بِهِ إِذَا فَقَدْتَنَا وَجْهَهُ, وَبَسَطْتَ أَيْدِيَ مَنْ كُنَّا نَبْسُطُ أَيْدِيَنَا عَلَيْهِ لِنَرُدَّهُ عَنْ مَعْصِيَتِهِ, وَافْتَرَقْنَا بَعْدَ الْأُلْفَةِ وَالِاجْتِمَاعِ تَحْتَ ظِلِّ كَنَفِهِ, وَتَلَهَّفْنَا عِنْدَ الْفَوْتِ عَلَى مَا أَقْعَدْتَنَا عَنْهُ مِنْ نُصْرَتِهِ, وَطَلَبْنَا مِنَ الْقِيَامِ بِحَقِّ مَا لَا سَبِيلَ لَنَا إِلَى رَجْعَتِهِ, وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ فِي أَمْنٍ مِمَّا يُشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهُ وَرُدَّ عَنْهُ مِنْ سِهَامِ الْمَكَايِدِ, مَا يُوَجِّهُهُ أَهْلُ الشَّنَئَانِ إِلَيْهِ وَإِلَى شُرَكَائِهِ فِي أَمْرِهِ وَمُعَاوِنِيهِ عَلَى طَاعَةِ رَبَّهِ, الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ سِلَاحَهُ وَحِصْنَهُ وَمَفْزَعَهُ, وَأُنْسَهُ الَّذِينَ سَلَوْا عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ وَجَفَوُا الْوَطَنَ, وَعَطَّلُوا الْوَثِيرَ مِنَ الْمِهَادِ وَرَفَضُوا تِجَارَاتِهِمْ, وَأَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ وَفُقِدُوا فِي أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ, وَخَالَلُوا الْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ, وَقَلَوُا الْقَرِيبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وِجْهَتِهِمْ فَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدَابُرِ, وَالتَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِمْ وَقَطَعُوا الْأَسْبَابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامِ الدُّنْيَا, فَاجْعَلْهُمُ اللَّهُمَّ فِي أَمْنِ حِرْزِكَ وَظِلِّ كَنَفِكَ, وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ عِبَادِكَ, وَأَجْزِلْ لَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفَايَتِكَ, وَمَعُونَتِكَ وَأَمِدَّهُمْ بِتَأْيِيدِكَ وَنَصْرِكَ, وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُورِكَ, اللَّهُمَّ وَامْلَأْ بِهِمْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ, وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطَارِ قِسْطاً وَعَدْلًا وَمَرْحَمَةً وَفَضْلًا وَاشْكُرْهُمْ عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ, وَمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقَائِمِينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ, وَادَّخَرْتَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ, إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ.
--------------
مصباح المجتهد ج 1 ص 156, مهج الدعوات ص 63, بحار الأنوار ج 82 ص
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
حجاب الإمام العسكري (ع)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ بِحَقِيقَةِ إِيمَانِي, وَعَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي وَخَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي, وَخَفِيِّ سَطَوَاتِ سِرِّي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَصَمِيمِ قَلْبِي وَجَوَارِحِي وَلُبِّي, بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ الْمُلْكِ وَجَبَّارُ الْجَبَابِرَةِ, وَمَلِكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, {تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فَأَعِزَّنِي بِعِزَّتِكَ, وَاقْهَرْ لِي مَنْ أَرَادَنِي بِسَطْوَتِكَ, وَاخْبَأْنِي مِنْ أَعْدَائِي فِي سِتْرِكَ, {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} {وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} بِعِزَّةِ اللَّهِ اسْتَجَرْنَا وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ طَرَدْنَا, وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ, وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ, وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ, وَهُوَ نِعْمَ الْمَوْلى {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} {وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}.
--------------
مهج الدعوات ص 301, المصباح للكفعمي ص 218, بحار الأنوار ج 91 ص 377
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
حرز الإمام العسكري (ع)
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} احْتَجَبْتُ بِحِجَابِ اللَّهِ النُّورَ الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ عَنِ الْعُيُونِ, وَاحْتَطْتُ عَلَى نَفْسِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَمَالِي وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ عِنَايَتِي, بِ{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} وَأَحْرَزْتُ نَفْسِي وَذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ كُلِّ مَا أَخَافُ, وَأَحْذَرُ بِاللَّهِ الَّذِي {لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ, إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً} {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} {أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ} {وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً} وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
--------------
مهج الدعوات ص 45, بحار الأنوار ج 91 ص 363
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
حرز آخر للإمام العسكري (ع):
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي, وَيَا غَوْثِي عِنْدَ كُرْبَتِي, وَيَا مُونِسِي عِنْدَ وَحْدَتِي, احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ, وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ.
---------------
إعلام الورى ص 278, مهج الدعوات ص 45, عدة الداعي ص 62, بحار الأنوار ج 91 ص 364
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية