عن أبان بن عثمان, عن الصادق جعفر بن محمد (ع) في حديث: أن جابرا دخل على علي بن الحسين (ع) فوجد ابنه محمد بن علي (ع) عنده غلاما، فقال له: من هذا؟ قال: هذا ابني وصاحب الأمر بعدي محمد الباقر. [1]
عن الزهري، قال: دخلت على علي بن الحسين (ع) في المرض الذي توفي فيه، إذ قدم إليه طبق فيه خبز والهندباء فقال لي: كله. فقلت: قد أكلت يا ابن رسول الله. قال: إنه الهندباء. قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة، فيه شفاء من كل داء. قال: ثم رفع الطعام وأتي بالدهن، ثم قال: ادهن يا أبا عبد الله. قلت: ادهنت. قال: إنه هو البنفسج. قلت: وما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال: كفضل الاسلام على سائر الأديان. قال: ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحسن الخلق. قلت: يا بن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بد لنا منه،- ووقع في نفسي أنه قد نعي نفسه- فإلى من يختلف بعدك؟ فقال: يا أبا عبد الله الى ابني هذا- واشار الى محمد ابنه- إنه وصيي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم. قلت: يا بن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف يختلف إليه خلاص شيعتي، ويبقر العلم عليهم بقرا. قال: ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له الى السوق، فلما جاء محمد قلت: يا بن رسول الله هلا أوصيت الى أكبر أولادك؟ فقال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله (ص) وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة. قلت: يا بن رسول الله فكم عهد إليكم نبيكم أن يكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر إماما مكتوبة إمامتهم وأسامي آبائهم وامهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي (ع). [2]
عن عثمان بن عثمان بن خالد, عن أبيه، قال: مرض علي بن الحسين (ع) مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده: محمدا والحسن، وعبد الله، وعمر، وزيدا، والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي (ع) وكناه بالباقر، وجعل أمرهم إليه. [3]
عن مالك بن أعين الجهني قال: أوصى علي بن الحسين (ع) إلى ابنه محمد بن علي (ع) قال: يا بني إني قد جعلتك خليفتي من بعدي, لا يدعي فيما بيني وبينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقا من نار, فاحمد الله على ذلك واشكره. [4]
عن اسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبي جعفر (ع) قال: لما حضرت علي بن الحسين (ع) الوفاة، قبل ذلك أخرج سفطا أو صندوقا عنده، فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق. قال: فحمل بين أربعة، فلما توفي جاء إخوته يدعون ما في الصندوق، فقالوا: أعطنا نصيبنا في الصندوق. فقال: والله ما لكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي وكان في الصندوق سلاح رسول الله (ص) وكتبه. [5]
عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده قال: التفت علي بن الحسين (ع) إلى ولده، وهو في الموت وهم مجتمعون عنده، ثم التفت الى محمد بن علي فقال: يا محمد هذا الصندوق اذهب به الى بيتك. فقال: أما إنه لم يكن فيه درهم ولا دينار ولكن كان مملوءا علما. [6]
عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (ع) كان فيما أوصى إلي أبي (ع): إذا أنا مت فلا يلي غسلي أحد غيرك، فإن الإمام لا يغسله إلا إمام. [7]
[1] الأمالي للصدوق ص 353, إثبات الهداة ج 4 ص 91, الثاقب في المناقب ص 104, بحار الأنوار ج 46 ص 223, العوالم ج 19 ص 61
[2] كفاية الأثر ص 241, حلية الأبرار ج 3 ص 439, بحار الأنوار ج 46 ص 232, العوالم ج 19 ص 41, خاتمة المستدرك ج 4 ص 301
[3] كفاية الأثر ص 239, إثبات الهداة ج 4 ص 91, مستدرك الوسائل ج 9 ص 37, بهجة النظر ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 230, العوالم ج 19 ص 39
[4] كفاية الأثر ص 241, بهجة النظر ص 70, بحار الأنوار ج 46 ص 231, العوالم ج 19 ص 40, إثبات الهداة ج 4 ص 91
[5] بصائر الدرجات ج 1 ص 180, الكافي ج 1 ص 305, إعلام الورى ص 265, الوافي ج 2 ص 345, إثبات الهداة ج 4 ص 90, حلية الأبرار ج 3 ص 441, بهجة النظر ص 72, بحار الأنوار ج 26 ص 212, رياض الأبرار ج 2 ص 83, العوالم ج 19 ص 46
[6] بصائر الدرجات ج 1 ص 165, الكافي ج 1 ص 305, الوافي ج 2 ص 345, إثبات الهداة ج 4 ص 90, حلية الأبرار ج 3 ص 441, بهجة النظر ص 73, بحار الأنوار ج 46 ص 229, العوالم ج 19 ص 45
[7] كشف الغمة ج 2 ص 137, إثبات الهداة ج 4 ص 92, بحار الأنوار ج 46 ص 269, العوالم ج 18 ص 301