عن الامام السجاد (ع): رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس, ومن لم يرج الناس في شئ ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع أموره استجاب الله عز وجل له في كل شئ.
------------
الكافي ج 2 ص 148, مشكاة الأنوار ص 126, الوافي ج 4 ص 415, وسائل الشيعة ج 9 ص 449, هداية الأمة ج 4 ص 132, بحار الأنوار ج 72 ص 110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام علي بن الحسين (ع): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا تنال
إلا بالتسليم لله جل ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لما يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم،
لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم
------------
الأمالي للصدوق ص537, بحار الأنوار ج46 ص20, مناقب آشوب ج3 ص287, روضة الواعظين
ص196, مدينة المعاجز ج4 ص353
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثني علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: ليس لك أن تقعد مع من شئت، لأن الله تبارك وتعالى يقول: {إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره, واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}. وليس لك أن تتكلم بما شئت، لأن الله تعالى، قال: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. ولان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو صمت فسلم. وليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله تعالى يقول {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}
---------------
علل الشرائع ج 2 ص 605, مسائل علي بن جعفر (ع) ص 343, بحار الأنوار ج 2 ص 116
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الامام زين العابدين (ع): يا بني, إن العقل رائد الروح, والعلم رائد العقل, والعقل ترجمان العلم, واعلم إن العلم أبقى, واللسان أكثر هذرا, واعلم يا بني إن صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين بهما إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل, لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه ففطن له.
--------------
كفاية الأثر ص 240, بحار الأنوار ج 46 ص 231, مستدرك الوسائل ج 9 ص 38
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان.
--------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 321, جامع الأخبار ص 95, وسائل الشيعة ج 16 ص 223, بحار الأنوار ج 72 ص 415
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة تركهم كل خليط وخليل, ورفضهم كل صاحب لا يريد ما يريدون, ألا وإن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا, الآخذ للموت أهبته الحاث على العمل قبل فناء الأجل, ونزول ما لا بد من لقائه وتقديم الحذر قبل الحين, فإن الله عز وجل يقول: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور إلى الدنيا النادم على ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته, واعلموا عباد الله أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد, وامتنع من الرقاد, وأمسك عن بعض الطعام والشراب من خوف سلطان أهل الدنيا, فكيف ويحك يا ابن آدم من خوف بيات سلطان رب العزة وأخذه الأليم, وبياته لأهل المعاصي والذنوب مع طوارق المنايا بالليل والنهار, فذلك البيات الذي ليس منه منجى ولا دونه ملتجأ, ولا منه مهرب, فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى, فإن الله يقول: {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} فاحذروا زهرة الحياة الدنيا وغرورها وشرورها, وتذكروا ضرر عاقبة الميل إليها, فإن زينتها فتنة وحبها خطيئة, واعلم ويحك يا ابن آدم, أن قسوة البطنة وكظة الملأة وسكر الشبع وغرة الملك مما يثبط ويبطئ عن العمل, وينسي الذكر ويلهي عن اقتراب الأجل, حتى كأن المبتلى بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب, وأن العاقل عن الله الخائف منه العامل له, ليمرن نفسه ويعودها الجوع حتى ما تشتاق إلى الشبع, وكذلك تضمر الخيل لسبق الرهان, فاتقوا الله عباد الله تقوى مؤمل ثوابه, وخائف عقابه, فقد لله أنتم أعذر وأنذر وشوق وخوف فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه, تشتاقون فتعملون, ولا أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه وأليم عذابه, ترهبون فتنكلون وقد نبأكم الله في كتابه أنه: {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه, وصرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا, فقال: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا} فاتقوا الله واتعظوا بمواعظ الله, وما أعلم إلا كثيرا منكم قد نهكته عواقب المعاصي, فما حذرها وأضرت بدينه فما مقتها, أما تسمعون النداء من الله بعيبها وتصغيرها حيث قال: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} فاتقوا الله عباد الله وتفكروا واعملوا لما خلقتم له, فإن الله لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدى, قد عرفكم نفسه وبعث إليكم رسوله, وأنزل عليكم كتابه فيه حلاله وحرامه وحججه وأمثاله, فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال: {ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين} فهذه حجة عليكم فاتقوا الله ما استطعتم, فإنه لا قوة إلا بالله, ولا تكلان إلا عليه, وصلى الله على محمد نبيه وآله.
---------------
تحف العقول ص 272, الوافي ج 26 ص 252, بحار الأنوار ج 75 ص 128
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): الرضا بمكروه القضاء, أرفع درجات اليقين.
-------------
التمحيص ص 60, تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 135, مستدرك الوسائل ج 2 ص 413
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): من كرمت عليه نفسه, هانت عليه الدنيا.
---------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 135
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي أنه قيل للإمام زين العابدين (ع): من أعظم الناس خطرا؟ فقال (ع): من لم ير الدنيا خطرا لنفسه.
-------------
تحف العقول ص 278, كسف الغمة ج 2 ص 107, بحار الأنوار ج 75 ص 135
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي: أن رجلا قال بحضرة الإمام زين العابدين (ع): اللهم أغنني عن خلقك, فقال (ع): ليس هكذا, إنما الناس بالناس, ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك.
--------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 135
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
--------------
الأصول الستة عشر ص 38, الزهد ص 19, تحف العقول ص 278, الأمالي للمفيد ص 185, مشكاة الأنوار ص 130, كشف الغمة ج 2 ص 102, وسائل الشيعة ج 15 ص 258, بحار الأنوار ج 75 ص 135, مستدرك الوسائل ج 15 ص 223
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): لا يقل عمل مع تقوى, وكيف يقل ما يتقبل.
----------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 135, عن الباقر (ع) عن أمير المؤمنين (ع): الكافي ج 2 ص 75, عيون الحكم ص 542, مجموعة ورام ج 2 ص 186, الوافي ج 4 ص 306, وسائل الشيعة ج 15 ص 240
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل, فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير.
---------------
تحف العقول ص 278, مجموعة ورام ج 2 ص 207, إرشاد القلوب ج 1 ص 178, الوافي ج 5 ص 927, وسائل الشيعة ج 12 ص 250, الفصول المهمة ج 3 ص 363, بحار الأنوار ج 75 ص 135
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): كفى بنصر الله لك, أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك.
----------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 136
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): الخير كله صيانة الإنسان نفسه.
----------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 136
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال لبعض بنيه: يا بني, إن الله رضيني لك ولم يرضك لي, فأوصاك بي ولم يوصني بك, عليك بالبر تحفة يسيرة.
---------------
تحف العقول ص 278, بحار الأنوار ج 75 ص 136
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رجل للإمام السجاد (ع): ما الزهد؟ فقال (ع): الزهد عشرة أجزاء, فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع, وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين, وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا, (1) وإن الزهد في آية من كتاب الله: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}. (2)
---------------
(1) إلى هنا في الكافي ومسكن الفوائد والوافي ووسائل الشيعة
(2) تحف العقول ص 278, الخصال ج 2 ص 437, روضة الواعظين ج 2 ص 432, الدعوات للراوندي ص 164, مشكاة الأنوار ص 113, بحار الأنوار ج 75 ص 136, الكافي ج 2 ص 62, مسكن الفوائد ص 86, الوافي ج 4 ص 278, وسائل الشيعة ج 3 ص 253
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): طلب الحوائج إلى الناس مذلة للحياة, ومذهبة للحياء واستخفاف بالوقار, وهو الفقر الحاضر, وقلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر.
--------------
تحف العقول ص 279, بحار الأنوار ج 75 ص 136
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن أحبكم إلى الله أحسنكم عملا, وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة, وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله, وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا, وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله, وإن أكرمكم على الله أتقاكم لله.
---------------
الكافي ج 8 ص 68, تحف العقول ص 279, مجموعة ورام ج 2 ص 46, أعلام الدين ص 222, الوافي ج 26 ص 252, بحار الأنوار ج 75 ص 136, مستدرك الوسائل ج 15 ص 255
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال لبعض بنيه: يا بني, انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق, فقال (ع): يا أبة, من هم؟ قال (ع): إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب, وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك, وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه, وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك, وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله.
---------------
الكافي ج 2 ص 376, تحف العقول ص 279, الاختصاص ص 239, الوافي ج 5 ص 579, وسائل الشيعة ج 12 ص 32, بحار الأنوار ج 75 ص 137
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن المعرفة وكمال دين المسلم, تركه الكلام فيما لا يعنيه, وقلة مرائه, وحلمه, وصبره, وحسن خلقه.
--------------
تحف العقول ص 279, بحار الأنوار ج 75 ص 137
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين زين العابدين (ع) يقول: ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك, وما كانت المحاسبة لها من همك, وما كان الخوف لك شعارا, والحزن لك دثارا, إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عز وجل فأعد جوابا.
---------------
الأمالي للمفيد ص 110, تحف العقول ص 280, الأمالي للطوسي ص 115, روضة الواعظين ج 2 ص 542, السرائر ج 3 ص 593, مشكاة الأنوار ص 118, مجموعة ورام ج 2 ص 181, الدر النظيم ص 586, إرشاد القلوب ج 1 ص 105, وسائل الشيعة ج 16 ص 96, بحار الأنوار ج 75 ص 137
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع, ولا كرم إلا بتقوى, ولا عمل إلا بنية, ولا عبادة إلا بالتفقه, ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
----------------
الكافي ج 8 ص 234, تحف العقول ص 280, الخصال ج 1 ص 18, الوافي ج 4 ص 305, بحار الأنوار ج 75 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): المؤمن من دعائه على ثلاث, إما أن يدخر له, وإما أن يعجل له, وإما أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه.
--------------
تحف العقول ص 280, بحار الأنوار ج 75 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن المنافق ينهى ولا ينتهي, ويأمر ولا يأتي, إذا قام إلى الصلاة اعترض, وإذا ركع ربض, وإذا سجد نقر, يمسي وهمه العشاء ولم يصم, ويصبح وهمه النوم ولم يسهر, والمؤمن خلط عمله بحلمه, يجلس ليعلم وينصت ليسلم, لا يحدث بالأمانة الأصدقاء, ولا يكتم الشهادة للبعداء, ولا يعمل شيئا من الحق رئاء, ولا يتركه حياء, إن زكي خاف مما يقولون, ويستغفر الله لما لا يعلمون, ولا يضره جهل من جهله.
-------------
تحف العقول ص 280, بحار الأنوار ج 75 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي أن الإمام زين العابدين (ع): ورأى (ع) عليلا قد برئ فقال (ع) له: يهنؤك الطهور من الذنوب, إن الله قد ذكرك فاذكره, وأقالك فاشكره.
--------------
تحف العقول ص 280, بحار الأنوار ج 75 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): خمس لو رحلتم فيهن لأنضيتموهن وما قدرتم على مثلهن, لا يخاف عبد إلا ذنبه, ولا يرجو إلا ربه, ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم, (1) والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد, ولا إيمان لمن لا صبر له.
-------------
(1) من هنا في الكافي والوافي ووسائل الشيعة
تحف العقول ص 281, الخصال ج 1 ص 315, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 44, عيون الحكم ص 244, بحار الأنوار ج 75 ص 139, الكافي ج 2 ص 89, الوافي ج 4 ص 333, وسائل الشيعة ج 3 ص 258
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): يقول الله: يا ابن آدم ارض بما آتيتك تكن من أزهد الناس, ابن آدم اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس, ابن آدم اجتنب مما حرمت عليك تكن من أورع الناس.
-------------
تحف العقول ص 281, بحار الأنوار ج 75 ص 139
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): كم من مفتون بحسن القول فيه, وكم من مغرور بحسن الستر عليه, وكم من مستدرج بالإحسان إليه.
--------------
تحف العقول ص 281, بحار الأنوار ج 75 ص 139
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): يا سوأتاه لمن غلبت إحداته عشراته, يريد أن السيئة بواحدة والحسنة بعشرة.
---------------
تحف العقول ص 281, بحار الأنوار ج 75 ص 139
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة, ولكل واحد منهما بنون, فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة, لأن الزاهدين اتخذوا أرض الله بساطا, والتراب فراشا, والمدر وسادا, والماء طيبا, وقرضوا المعاش من الدنيا تقريضا, اعلموا أنه من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات, ومن أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه وراجع عن المحارم, ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها ولم يكرهها, وإن لله عز وجل لعبادا قلوبهم معلقة بالآخرة وثوابها, وهم كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين منعمين, وكمن رأى أهل النار في النار معذبين, فأولئك شرورهم وبوائقهم عن الناس مأمونة, وذلك أن قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله فطرفهم عن الحرام مغضوض, وحوائجهم إلى الناس خفيفة, قبلوا اليسير من الله في المعاش وهو القوت فصبروا أياما قصارا لطول الحسرة يوم القيامة. وقال له رجل: إني لأحبك في الله حبا شديدا, فنكس (ع) رأسه ثم قال: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض, ثم قال (ع) له: أحبك للذي تحبني فيه.
--------------
تحف العقول ص 281, بحر الأنوار ج 75 ص 139
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن الله ليبغض البخيل السائل الملحف.
--------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا يأكل ويشرب, وهو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جهنم.
--------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): إن من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار, والتوسع على قدر التوسع, وإنصاف الناس من نفسه, وابتداءه إياهم بالسلام.
--------------
الكافي ج 2 ص 241, تحف العقول ص 282, الوافي ج 4 ص 168, وسائل الشيعة ج 12 ص 55, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): ثلاث منجيات للمؤمن: كف لسانه عن الناس واغتيابهم, وإشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته ودنياه, وطول البكاء على خطيئته.
--------------
تحف العقول ص 282, معدن الجواهر ص 34, الدر النظيم ص 588, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة.
--------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله, وأظله الله يوم القيامة في ظل عرشه, وآمنه من فزع اليوم الأكبر: من أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه, ورجل لم يقدم يدا ولا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة الله قدمها أو في معصيته, ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه, وكفى بالمرء شغلا بعيبه لنفسه عن عيوب الناس.
--------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): ما من شيء أحب إلى الله بعد معرفته من عفة بطن وفرج, وما من شيء أحب إلى الله من أن يسأل.
---------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قل لابنه الإمام الباقر (ع): افعل الخير إلى كل من طلبه منك, فإن كان أهله فقد أصبت موضعه, وإن لم يكن بأهل كنت أنت أهله, وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك واعتذر إليك, فاقبل عذره.
--------------
تحف العقول ص 282, مجموعة ورام ج 2 ص 147, بحر الأنوار ج 75 ص 141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح, وآداب العلماء زيادة في العقل, وطاعة ولاة الأمر تمام العز, واستنماء المال تمام المروة, وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة, وكف الأذى من كمال العقل, وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلا. وكان علي بن الحسين (ع) إذا قرأ هذه الآية: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} يقول (ع): سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها, كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه, فشكر عز وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته, وجعل معرفتهم بالتقصير شكرا, كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه إيمانا علما منه أنه قدر وسع العباد, فلا يجاوزون ذلك.
--------------
تحف العقول ص 282, بحر الأنوار ج 75 ص 141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام زين العابدين (ع): سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا, سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا.
--------------
تحف العقول ص 283, بحر الأنوار ج 75 ص 142
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الثمالي قال: ذكر عند علي بن الحسين (ع) غلاء السعر, فقال (ع): وما علي من غلائه, إن غلا فهو عليه وإن رخص فهو عليه. (1) (2)
---------
(1) العلامة المجلسي في مرآة العقول: قوله عليه السلام: "فهو عليه"، الضمير فيه وفي نظيره راجع إليه تعالى.
(2) الكافي ج 5 ص 81, الفقيه ج 3 ص 267, التهذيب ج 6 ص 321, التوحيد ص 388, الوافي ج 17 ص 397, وسائل الشيعة ج 17 ص 18, هداية الأمة ج 6 ص 19, حلية الأبرار ج 3 ص 344, بحار الأنوار ج 46 ص 55
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال: قيل لعلي بن الحسين (ع): كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالى يطلبني بالفرائض, والنبي (ص) بالسنة, والعيال بالقوت, والنفس بالشهوة, والشيطان باتباعه, والحافظان بصدق العمل, وملك الموت بالروح, والقبر بالجسد, فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
--------------
الأمالي للطوسي ص 641, جامع الأخبار ص 90, الدعوات للراوندي ص 127, بحار الأنوار ج 46 ص 69
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
وروي أن زين العابدين علي بن الحسين (ع) مر على الحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فوقف عليه, ثم قال (ع): أمسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم, أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت إذا نزل بك غدا؟ قال: لا, قال (ع): أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها؟ قال: فأطرق مليا ثم قال: إني أقول ذلك بلا حقيقة, قال (ع): أفترجو نبيا بعد محمد (ص) يكون لك معه سابقة؟ قال: لا, قال (ع): أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها؟ قال: لا, قال (ع): أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا, إنك على حال لا ترضاها, ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة, ولا ترجو نبيا بعد محمد, ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها, وأنت تعظ الناس. وفي رواية أخرى: فلم تشغل الناس عن الفعل وأنت تعظ الناس, قال: فلما ولي (ع) قال الحسن: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين (ع), قال: أهل بيت علم, فما رئي الحسن بعد ذلك يعظ الناس.
-------------
الاحتجاج ج 2 ص 313, بحار الأنوار ج 10 ص 146, رياض الأبرار ج 2 ص 53
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
وكان الزهري عاملا لبني أمية, فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة, فخرج هائما وتوحش ودخل إلى غار فطال مقامه تسع سنين, قال: وحج علي بن الحسين (ع) فأتاه الزهري, فقال له علي بن الحسين (ع): إني أخاف عليك من قنوطك, ما لا أخاف عليك من ذنبك, فابعث بدية مسلمة إلى أهله, واخرج إلى أهلك ومعالم دينك, فقال له: فرجت عني يا سيدي, الله أعلم حيث يجعل رسالاته, ورجع إلى بيته ولزم علي بن الحسين (ع) وكان يعد من أصحابه, ولذلك قال له بعض بني مروان: يا زهري, ما فعل نبيك يعني علي بن الحسين (ع).
--------------
مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 159, كشف الغمة ج 2 ص 105, بحار الأنوار ج 46 ص 7, مستدرك الوسائل ج 18 ص 222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن بريد العجلي عن أبي جعفر (ع) قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين (ع): {ألا إن أوليآء الله لاخوف عليهم و لاهم يحزنون} قال (ع): إذا أدوا فرايض الله، وأخذوا بسنن رسول الله (ص), وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا، ويثابون على ما قدموا لآخرتهم.
--------------
تفسير العياشي ج 2 ص 124, تفسير الصافي ج 2 ص 409, البرهان ج 3 ص 39, بحار الأنوار ج 66 ص 277, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 309, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 73
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* رسالته × في الزهد
عن أبي حمزة، قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين × إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب ×، (1) قال أبو حمزة: كان علي بن الحسين × إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين ×، وكتبت ما فيها، ثم أتيت علي بن الحسين ×، فعرضت ما فيها عليه، فعرفه وصححه، وكان ما فيها: (2)
بسم الله الرحمن الرحيم، كفانا الله وإياكم كيد الظالمين، وبغي الحاسدين، وبطش الجبارين؛ أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا، المائلون إليها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد، وهشيمها البائد غدا، واحذروا ما حذركم الله منها، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان، والله إن لكم مما فيها عليها دليلا وتنبيها من تصريف أيامها وتغير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع الخميل، وتضع الشريف، وتورد أقواما إلى النار غدا، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه، إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم وليلة- من مظلمات الفتن، وحوادث البدع، وسنن الجور، وبوائق الزمان، وهيبة السلطان، ووسوسة الشيطان- لتثبط القلوب عن تنبهها، وتذهلها عن موجود الهدى ومعرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله، فليس يعرف تصرف أيامها، وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك طريق القصد، ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتعظ بالصبر، فازدجر وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها، وراقب الموت، وشنأ الحياة مع القوم الظالمين، نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر، وأبصر حوادث الفتن وضلال البدع وجور الملوك الظلمة.
فقد لعمري استدبرتم الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيما تستدلون به على تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحق، فاستعينوا بالله، وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتبع، فأطيع.
فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه، وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه، وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء مصيرهم، وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإن أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله، فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله، واغتنموا أيامها، واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله؛ فإن ذلك أقل للتبعة، وأدنى من العذر، وأرجى للنجاة، وقدموا أمر الله وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها، ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت من زهرة الدنيا بين يدي الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم
واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمساءلة والعرض على رب العالمين، يومئذ لاتكلم نفس إلا بإذنه.
واعلموا أن الله لايصدق يومئذ كاذبا، ولا يكذب صادقا، ولا يرد عذر مستحق، ولا يعذر غير معذور، له الحجة علىخلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل.
فاتقوا الله عباد الله، واستقبلوا من إصلاح أنفسكم وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها، لعل نادما قد ندم فيما فرط بالأمس في جنب الله، وضيع من حقوق الله، واستغفروا الله، وتوبوا إليه، فإنه يقبل التوبة، ويعفو عن السيئة، ويعلم ما تفعلون.
وإياكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم.
واعلموا أنه من خالف أولياء الله، ودان بغير دين الله، واستبد بأمره دون أمر ولي الله، كان في نار تلتهب، تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها، وغلبت عليها شقوتها، فهم موتى لايجدون حر النار، ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حر النار، واعتبروا يا أولي الأبصار، واحمدوا الله على ما هداكم.
واعلموا أنكم لاتخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته، وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشرون؛ فانتفعوا بالعظة، وتأدبوا بآداب الصالحين. (3)
---------------
(1) من هنا في العدد القوية
(2) من هنا في تحف العقول ومجموعة ورام وبحار الأنوار
(3) الكافي ج 8 ص 14, الأمالي للمفيد ص 200, الوافي ج 26 ص 245, تحف العقول ص 252, مجموعة ورام ج 2 ص 37, بحار الأنوار ج 75 ص 148, العدد القوية ص 59
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* كتابه × إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه
عن الإمام زين العابدين (ع): كفانا الله وإياك من الفتن ورحمك من النار, فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك, فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك, وأطال من عمرك, وقامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه, وفقهك فيه من دينه, وعرفك من سنة نبيه محمد (ص), فرضي لك في كل نعمة أنعم بها عليك, وفي كل حجة احتج بها عليك, الفرض بما قضى فما قضى إلا ابتلى شكرك في ذلك, وأبدى فيه فضله عليك, فقال: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} فانظر أي رجل تكون غدا, إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك, كيف رعيتها, وعن حججه عليك كيف قضيتها, ولا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير, ولا راضيا منك بالتقصير, هيهات هيهات ليس كذلك, أخذ على العلماء في كتابه إذ قال: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} واعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت, أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه, حين دنوت وإجابتك له حين دعيت, فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة, وأن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة, إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك, ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا, ولم ترد باطلا حين أدناك, وأحببت من حاد الله, أوليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم, وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم, وسلما إلى ضلالتهم, داعيا إلى غيهم, سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء, ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم, فلم يبلغ أخص وزرائهم, ولا أقوى أعوانهم, إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم, واختلاف الخاصة والعامة إليهم, فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك, وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك, فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك, وحاسبها حساب رجل مسئول, وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا, فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا} إنك لست في دار مقام أنت في دار قد آذنت برحيل, فما بقاء المرء بعد قرنائه, طوبى لمن كان في الدنيا على وجل, يا بؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده, احذر فقد نبئت وبادر فقد أجلت إنك تعامل من لا يجهل, وإن الذي يحفظ عليك لا يغفل, تجهز فقد دنا منك سفر بعيد, وداو ذنبك فقد دخله سقم شديد, ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك, لكني أردت أن ينعش الله ما قد فات من رأيك, ويرد إليك ما عزب من دينك, وذكرت قول الله تعالى في كتابه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك, وبقيت بعدهم كقرن أعضب, انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت, أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه, أم هل تراهم ذكرت خيرا أهملوه وعلمت شيئا جهلوه, بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامة, وكلفهم بك إذ صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك, إن أحللت أحلوا وإن حرمت حرموا, وليس ذلك عندك ولكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك, ذهاب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم, وحب الرئاسة وطلب الدنيا منك ومنهم, أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة, وما الناس فيه من البلاء والفتنة, قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت, أو يدركوا به مثل الذي أدركت, فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه, وفي بلاء لا يقدر قدره, فالله لنا ولك وهو المستعان, أما بعد, فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم, لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم وبين الله حجاب, ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها, رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا, فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك, ورسوخ علمك وحضور أجلك, فكيف يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه, المأفون في رأيه, المدخول في عقله, إنا لله وإنا إليه راجعون على من المعول وعند من المستعتب, نشكو إلى الله بثنا وما نرى فيك, ونحتسب عند الله مصيبتنا بك, فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا, وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا, وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرا, وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا, ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك, فتقول والله ما قمت لله مقاما واحدا أحييت به له دينا, أو أمت له فيه باطلا, فهذا شكرك من استحملك, ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه: {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها, فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به والسلام.
--------------
تحف العقول ص 274, الوافي ج 26 ص 255, بحار الأنوار ج 75 ص 131
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* موعظته × يوم الجمعة
عن سعيد بن المسيب، قال: كان علي بن الحسين × يعظ الناس، ويزهدهم في الدنيا، ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله |، وحفظ عنه وكتب، كان يقول:
أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أنكم إليه ترجعون، فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه، ويحك يا ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه.
ابن آدم، إن أجلك أسرع شيء إليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك، ويوشك أن يدركك، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى قبرك وحيدا، فرد إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه ملكان ناكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك.
ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه، ثم عن عمرك فيما أفنيته، ومالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته، فخذ حذرك، وانظر لنفسك، وأعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار، فإن تك مؤمنا عارفا بدينك، متبعا للصادقين، مواليا لأولياء الله، لقاك الله حجتك، وأنطق لسانك بالصواب، وأحسنت الجواب، وبشرت بالرضوان والجنة من الله عز وجل، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك، ودحضت حجتك، وعييت عن الجواب، وبشرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم، وتصلية جحيم.
واعلم يا ابن آدم، أن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له الناس، وذلك يوم مشهود يجمع الله- عز وجل- فيه الأولين والآخرين، ذلك يوم ينفخ في الصور، وتبعثر فيه القبور، وذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، وذلك يوم لاتقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.
فاحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها، وحذركموها في كتابه الصادق، والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتهديده عند ما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فإن الله- عز وجل- يقول: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
وأشعروا قلوبكم خوف الله، وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب، فإنه من خاف شيئا حذره، ومن حذر شيئا تركه، ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات، فإن الله يقول في محكم كتابه: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف}.
فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب، والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم، فإن السعيد من وعظ بغيره، ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} وإنما عنى بالقرية أهلها حيث يقول: {وأنشأنا بعدها قوما آخرين} فقال عز وجل: {فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون}؛ يعني يهربون، قال: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون} فلما أتاهم العذاب {قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين}.
وايم الله إن هذه عظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم.
ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقال عز وجل: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}.
فإن قلتم أيها الناس: إن الله- عز وجل- إنما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف ذلك وهو يقول: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}.
اعلموا عباد الله، أن أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين، ولا ينشر لهم الدواوين، وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا، وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله- عز وجل- لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها، وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته، وايم الله لقد ضرب لكم فيه الأمثال، وصرف الآيات لقوم يعقلون، ولا قوة إلا بالله.
فازهدوا فيما زهدكم الله- عز وجل- فيه من عاجل الحياة الدنيا، فإن الله- عز وجل- يقول- وقوله الحق-: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}.
فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون ولا تركنوا إلى الدنيا، فإن الله- عز وجل- قال لمحمد صلى الله عليه وآله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} ولا تركنوا إلى زهرة الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان، فإنها دار بلغة ومنزل قلعة ودار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها، وقبل الإذن من الله في خرابها، فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثها، فأسأل الله العون لنا ولكم على تزود التقوى والزهد فيها، جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا الراغبين لآجل ثواب الآخرة، فإنما نحن به وله، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------------
الكافي ج 8 ص 72, مجموعة ورام ج 2 ص 48, أعلام الدين ص 223, الوافي ج 26 ص 248, البرهان ج 1 ص 608. ونحوه: الأمالي للصدوق ص 503, بحار الأنوار ج 75 ص 143, تحف العقول ص 249
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية