مناظراته

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة الكوفة على علي بن الحسين (ع) فقال له: جعلني الله فداك, أخبرني عن قول الله عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال (ع) له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟ قال: يقولون إنها مكة, فقال (ع): وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة؟ قال: فما هو؟ قال (ع): إنما عنى الرجال, قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ فقال (ع): أوما تسمع إلى قوله تعالى: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} وقال: {وتلك القرى أهلكناهم} وقال: {سئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} فليسأل القرية أو الرجال أو العير قال: وتلا (ع) آيات في هذا المعنى, قال: جعلت فداك, فمن هم؟ قال (ع): نحن هم, وقوله: {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال (ع): آمنين من الزيغ.

------------

الاحتجاج ج 2 ص 313, البرهان ج 4 ص 516, بحار الأنوار ج 10 ص 145, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 329, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 489

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ديلم بن عمر قال: كنت بالشام حتى أتي بسبايا آل محمد (ص), فأقيموا على باب المسجد حيث تقام السبايا, وفيهم علي بن الحسين (ع), فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرون الفتنة, فلم يأل عن سبهم وشتمهم, فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين (ع): إني قد أنصت لك حتى فرغت من منطقك, وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء, فأنصت لي كما أنصت لك, فقال له: هات, قال علي (ع): أما قرأت كتاب الله عز وجل؟ قال: نعم, فقال له (ع): أما قرأت في الآية: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}؟ قال: بلى, فقال (ع): نحن أولئك, فهل تجد لنا في سورة بني إسرائيل حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال: لا, فقال (ع): أما قرأت هذه الآية: {وآت ذا القربى حقه}؟ قال: نعم, قال علي (ع): فنحن أولئك الذين أمر الله نبيه أن يؤتيهم حقهم, فقال الشامي: إنكم لأنتم هم؟ فقال علي (ع): نعم, فهل قرأت هذه الآية: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى}؟ فقال له الشامي: بلى, فقال علي (ع): فنحن ذو القربى, فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال: لا, قال علي بن الحسين (ع): أما قرأت هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}؟ قال: فرفع الشامي يده إلى السماء, ثم قال: اللهم إني أتوب إليك ثلاث مرات, اللهم إني أتوب إليك من عداوة آل محمد (ص), وأبرأ إليك ممن قتل أهل بيت محمد (ص), ولقد قرأت القرآن منذ دهر فما شعرت بها قبل اليوم.

--------------

الاحتجاج ج 2 ص 306, بحار الأنوار ج 45 ص 166, باختصار: الأمالي للصدوق ص 166, روضة الواعظين ج 1 ص 191

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

وروي أن زين العابدين علي بن الحسين (ع) مر على الحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فوقف عليه, ثم قال (ع): أمسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم, أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت إذا نزل بك غدا؟ قال: لا, قال (ع): أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها؟ قال: فأطرق مليا ثم قال: إني أقول ذلك بلا حقيقة, قال (ع): أفترجو نبيا بعد محمد (ص) يكون لك معه سابقة؟ قال: لا, قال (ع): أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها؟ قال: لا, قال (ع): أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا, إنك على حال لا ترضاها, ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة, ولا ترجو نبيا بعد محمد, ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها, وأنت تعظ الناس. وفي رواية أخرى: فلم تشغل الناس عن الفعل وأنت تعظ الناس, قال: فلما ولي (ع) قال الحسن: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين (ع), قال: أهل بيت علم, فما رئي الحسن بعد ذلك يعظ الناس.

-------------

الاحتجاج ج 2 ص 313, بحار الأنوار ج 10 ص 146, رياض الأبرار ج 2 ص 53

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين × فقال له: جعلني الله فداك, أخبرني عن قول الله عز وجل {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال × له: ما يقول الناس فيها قبلكم؟ قال: يقولون: إنها مكة, فقال ×: وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال فما هو؟ قال ×: إنما عنى الرجال, قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ فقال ×: أوما تسمع إلى قوله عز وجل {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} وقال {وتلك القرى أهلكناهم} وقال {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} أفيسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟ قال ×: نحن هم, فقال: أوما تسمع إلى قوله {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}؟ قال: آمنين من الزيغ.

----------

الاحتجاج ج 2 ص 313, اللوامع النورانية ص 532, بحار الأنوار ج 10 ص 145, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 329, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 489, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 129 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: سأل رجل علي بن الحسين (ع) فقال له: أخبرني يا ابن رسول الله, بماذا فضلتم الناس جميعا وسدتموهم؟ فقال له (ع): أنا أخبرك بذلك, اعلم أن الناس كلهم لا يخلون من أن يكونوا أحد ثلاثة: إما رجل أسلم على يد جدنا رسول الله (ص) فهو مولانا ونحن ساداته وإلينا يرجع بالولاء, أو رجل قاتلنا فقتلناه فمضى إلى النار, أو رجل أخذنا منه الجزية عن يد وهو صاغر ولا رابع للقوم, فأي فضل لم نحزه وشرف لم نحصله بذلك.

--------------

الفصول المختارة ص 25, بحار الأنوار ج 10 ص 146

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أنه لقي الزهري علي بن الحسين × في طريق الحج فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته, إن الله يقول {إن‏ الله‏ اشترى‏ من‏ المؤمنين‏ أنفسهم‏ وأموالهم‏ بأن‏ لهم‏ الجنة يقاتلون‏ في‏ سبيل‏ الله‏ فيقتلون‏ ويقتلون‏ وعدا عليه‏ حقا في‏ التوراة والإنجيل‏ والقرآن‏ ومن‏ أوفى‏ بعهده‏ من‏ الله- فاستبشروا ببيعكم‏ الذي‏ بايعتم‏ به‏ وذلك‏ هو الفوز العظيم‏} قال له علي بن الحسين ×: إنهم الأئمة, فقال {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} فقال علي بن الحسين ×: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

------

تفسير القمي ج 1 ص 306, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 273, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 556

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الصادق ×:‏ لما أدخل علي بن الحسين × على يزيد نظر إليه ثم قال: يا علي بن الحسين,‏ {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم‏}! فقال علي بن الحسين ×: كلا! ما فينا هذه نزلت, وإنما نزلت فينا {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم‏} فنحن الذين لا نأسو على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.

----------

تفسير القمي ج 2 ص 277, البرهان ج 4 ص 827, بحار الأنوار ج 45 ص 168, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 580, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 526. نحوه: الكافي ج 2 ص 450, الوافي ج 5 ص 1038

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال يزيد لعنه الله لعلي بن الحسين ×: يا ابن حسين, أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني, فصنع الله به ما قد رأيت, فقال علي بن الحسين ×: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} فقال يزيد لابنه خالد: اردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه, فقال له يزيد: قل: {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير}.

----------

الإرشاد ج 2 ص 120, إعلام الورى ص 253, الدر النظيم ص 565, تسلية المجالس ج 2 ص 386, بحار الأنوار ج 45 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية