معجزاته

عن الباقر (ع) أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي بن الحسين (ع) يطوف بين يديه, لا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟! فقيل: هذا علي بن الحسين! فجلس مكانه وقال: ردوه إلي, فردوه, فقال له: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي! فقال علي بن الحسين (ع): إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو فكن, فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا, فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك! فإذا رداءه مملوء درراً يكاد شعاعها يخطف الابصار! فقال له: من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها، فلا حاجة لي فيها.

---------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 255, الثاقب في المناقب ص 365, مدينة المعاجز ج 4 ص 384, بحار الأنوار ج 46 ص 120, رياض الأبرار ج 2 ص 55

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن سعيد بن المسيب: كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين (ع), فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه, ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله, قال: هذا التسبيح الاعظم.

------------

روضة الواعظين ج 2 ص 290, الثاقب في المناقب ص 165, مناقب آشوب ج 3 ص 136، مدينة المعاجز ج 4 ص 376, بحار الأنوار ج 46 ص 37, رياض الأبرار ج 2 ص 27, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 445, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 449, مستدرك الوسائل ج 5 ص 147 نحوه, رجال الكشي ص 117 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن (ع) قال: ذكرت الصوت عنده فقال: إن علي بن الحسين (ع) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته, وإن الامام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه، قلت: ولم يكن رسول الله (ص) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال (ع): إن رسول الله (ص) كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون.

-------------

الكافي ج 2 ص 615, الاحتجاج ج 2 ص 395, تفسير الصافي ج 1 ص 71, إثبات الهداة ج 4 ص 65, مدينة المعاجز ج 4 ص 440, بحار الأنوار ج 16 ص 187, رياض الأبرار ج 2 ص 40, مستدرك الوسائل ج 4 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

                                                                                               

عن أنس بن مالك قال: لقيت علي بن الحسين (ع) وهو خارج إلى ينبع, فقلت: يا بن رسول الله لو ركبت لكان أيسر, فقال: ها هنا ما هو أيسر فانظر, فحَمَلته الريح وحفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرفوعاً أحسن منه! يرفد إلى الطير لتناغيه والريح تكلمه.

-------------

نوادر المعجزات ص117, دلائل الإمامة ص201, مدينة المعاجز ج4 ص260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلاً مؤمناً من أكابر بلاد بلخ كان يحج البيت ويزور النبي في أكثر الأعوام, وكان يأتي علي بن الحسين (ع) ويزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف ويأخذ مصالح دينه منه, ثم يرجع إلى بلاده فقالت له زوجته: أراك تهدي تحفاً كثيرة ولا أراه يجازيك عنها بشيء, فقال: إن الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا والآخرة وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه لأنه خليفة الله في أرضه, وحجته على عباده, وهو ابن رسول الله (ص) وإمامنا, فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته, ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة أخرى في السنة القابلة, وقصد دار علي بن الحسين (ع) فاستأذن عليه, فأذن له فدخل فسلَّم عليه وقبَّل يديه, ووجد بين يديه طعاماً فقربه إليه وأمره بالأكل معه فأكل الرجل, ثم دعا بطست وإبريق فيه ماء, فقام الرجل, وأخذ الابريق وصب الماء على يدي الإمام فقال (ع) : يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يديّ الماء؟ فقال: إني أحب ذلك, فقال الإمام (ع): لما أحببت ذلك فوالله لأرينك ما تحب وترضى وتقر به عيناك, فصب الرجل على يديه الماء حتى امتلأ ثلث الطست, فقال الإمام (ع): للرجل ما هذا؟ فقال: ماء, قال الإمام (ع): بل هو ياقوت أحمر, فنظر الرجل, فإذا هو قد صار ياقوتاً أحمر باذن الله تعالى, ثم قال (ع) : يا رجل صب الماء فصب حتى امتلأ ثلثا الطست فقال (ع) : ما هذا؟ قال: هذا ماء, قال (ع) : بل هذا زمرد أخضر فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر! ثم قال (ع) : صب الماء فصبه على يديه حتى امتلأ الطست فقال: ما هذا؟ فقال: هذا ماء, قال (ع): بل هذا در أبيض, فنظر الرجل إليه, فإذا هو در أبيض! فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان: در وياقوت وزمرد فتعجب الرجل وانكب على يديه (ع)يقبلهما, فقال (ع): يا شيخ لم يكن عندنا شيء نكافيك على هداياك إلينا, فخذ هذه الجواهر عوضاً عن هديتك, واعتذر لنا عند زوجتك لأنها عتبت علينا, فأطرق الرجل رأسه وقال: يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي؟! فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة. ثم إن الرجل ودَّع الإمام (ع) وأخذ الجواهر وسار بها إلى زوجته, وحدثها بالقصة فسجدت لله شكراً وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إليه (ع), فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة أخذها معه, فمرضت في الطريق وماتت قريباً من المدينة, فأتى الرجل الإمام (ع)باكياً وأخبره بموتها, فقام الإمام (ع) وصلى ركعتين ودعا الله سبحانه بدعوات, ثم التفت إلى الرجل, وقال له: ارجع إلى زوجتك فان الله عز وجل قد أحياها بقدرته وحكمته وهو {يحيي العظام وهي رميم} , فقام الرجل مسرعاً فلما دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحتها, فقال لها: كيف أحياك الله؟! قالت: والله لقد جاءني ملك الموت وقبض روحي وهمَّ أن يصعد بها, فإذا أنا برجل صفته كذا وكذا وجعلت تعد أوصافه (ع)وبعلها يقول: نعم صدقتِ هذه صفة سيدي ومولاي علي بن الحسين (ع)قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلاً انكب على قدميه يقبلهما ويقول: السلام عليك يا حجة الله في أرضه, السلام عليك يا زين العابدين, فرد (ع), وقال له: يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها, فإنها كانت قاصدة إلينا وإني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة أخرى ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا, فقال الملك: سمعاً وطاعة لك يا ولي الله, ثم أعاد روحي إلى جسدي, وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبَّل يده (ع)وخرج عني, فأخذ الرجل بيد زوجته وأدخلها إليه (ع)وهو ما بين أصحابه, فانكبت على ركبتيه تقبلهما وهي تقول: هذا والله سيدي ومولاي, وهذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه, قال: فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الإمام (ع) بقية أعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما.

-----------

بحار الأنوار ج46 ص47، مدينة المعاجز ج4 ص311, حلية الأبرار ج 3 ص 269, رياض الأبرار ج 2 ص 31

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ثابت البناني قال: كنت حاجاً وجماعة عباد البصرة مثل: أيوب السجستاني, وصالح المروي, وعتبة الغلام, وحبيب الفارسي, ومالك بن دينار, فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقاً, وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألوننا ان نستسقي لهم, فأتينا الكعبة وطفنا بها, ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها فمُنعنا الاجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه, وأقلقته أشجانه, فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار! ويا ثابت البناني! ويا ايوب السجستاني! ويا صالح المروي! ويا عتبة الغلام! ويا حبيب الفارسي! ويا سعد! ويا عمر! ويا صالح الاعمى! ويا رابعة! ويا سعدانة! ويا جعفر بن سليمان! فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى!! فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى, علينا الدعاء وعليه الاجابة، فقال: ابعدوا عن الكعبة, فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه, ثم أتى الكعبة فخر ساجداً فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث، قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب. فقلت: يا فتى, من اين علمت أنه يحبك؟ قال: لو لم يحبني لم يستزرني, فلما استزارني علمت انه يحبني, فسألته بحبه لي فأجباني, ثم ولى عنا وأنشأ يقول:

من عرف الرب فلم تغنه  ...  معرفة الرب فذاك الشقي

ما ضر في الطاعة ما ناله  ...  في طاعة الله وماذا لقي

ما يصنع العبد بغير التقى  ... والعز كل العز للمتقي

فقلت: يا أهل مكة من هذا الفتى؟! قالوا: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

--------------

الاحتجاج ج 2 ص 316, مدينة المعاجز ج 4 ص 316, بحار الأنوار ج 46 ص 50, مستدرك الوسائل ج 6 ص 209, إثبات الهداة ج 4 ص 70 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كان لعلي بن الحسين (ع) ناقة, حج عليها اثنتين وعشرين حجة, ما قرعها قرعة قط, قال: فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي, فقال: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه, فدلكت (1) بجرانها (2) القبر وهي ترغو, فقلت: أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها, قال: وما كانت رأت القبر قط. (3)

---------------

(1) دلك الشيء: مَرَسه وعَركه.

(2) الجران: مقدم العنق من مذبح البعير أي منحره

(3) الكافي ج1 ص467، مدينة المعاجز ج4 ص274، بصائر الدرجات ص373، بحار الأنوار ج27 ص268، الاختصاص ص300

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جمهور بن حكيم, قال: رأيت علي بن الحسين (ع) وقد نبت له أجنحة وريش فطار ثم نزل! فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين، فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟! فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه! نحن حملة العرش, ونحن على العرش, والعرش والكرسي لنا، ثم أعطاني طلعاً في غير أوانه.

---------

دلائل الإمامة ص201، مدينة المعاجز ج4 ص260، نوادر المعجزات ص116.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع)، قال: خرج أبو محمد علي بن الحسين (ع) إلى مكة في جماعة من مواليه وناس من سواهم، فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها، فلما دنا علي بن الحسين (ع) من ذلك الموضع قال لمواليه: كيف ضربتم في هذا الموضع؟ هذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء ولنا شيعة، وذلك يضر بهم ويضيق عليهم؟! فقالوا: ما علمنا ذلك. وعزموا على قلع الفساطيط، وإذا هاتف يسمع صوته، ولا يرى شخصه، وهو يقول: يا ابن رسول الله، لا تحول فسطاطك من موضعه، فإنا نحتمل ذلك لك، وهذا الطبق قد أهديناه إليك، نحب أن تنال منه لنتشرف بذلك. فنظرنا فإذا بجانب الفسطاط طبق عظيم، وأطباق معه، فيها عنب ورمان وموز وفاكهة كثيرة، فدعا أبو محمد (ع) من كان معه فأكل، وأكلوا معه من تلك الفاكهة.

-----------

دلائل الإمامة ص 212, الأمان من أخطار الأسفار ص 135, مدينة المعاجز ج 4 ص 302, بحار الأنوار ج 46 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الثمالي قال: كنت مع علي بن الحسين (ع) في داره, وفيها شجرة فيها عصافير, فانتشرت العصافير وصوتت فقال (ع): يا أبا حمزة, أتدري ما تقول؟ قلت: لا, قال (ع): تقدس ربها وتسأله قوت يومها, (1) قال: ثم قال (ع): يا أبا حمزة, علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شي‏ء. (2)

-------------

(1) إلى هنا في رياض الأبرار

(2) بصائر الدرجات ج 1 ص 341, الاختصاص ص 293, دلائل الإمامة ص 205, البرهان ج 4 ص 209, مدينة المعاجز ج 4 ص 266, بحار الأنوار ج 46 ص 23, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 78, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 542, رياض الأبرار ج 2 ص 19

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير عن رجل قال: خرجت مع علي بن الحسين (ع) إلى مكة, فلما رحلنا من الأبواء كان على راحلته وكنت أمشي, فرأى غنما وإذا نعجة قد تخلفت عن الغنم وهي تثغو ثغاء شديدا, وتلتفت وإذا سخلة خلفها تثغو وتشتد في طلبها, وكلما قامت السخلة ثغت النعجة فتتبعها السخلة فقال علي (ع): يا عبد العزيز, أتدري ما قالت النعجة؟ قال: قلت: لا والله ما أدري, قال (ع): فإنها قالت: الحقي بالغنم فإن أختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكلها الذئب.

-------------

 بصائر الدرجات ج 1 ص 347, مناقب أل أبي طالب (ع) ج 4 ص 139, بحار الأنوار ج 46 ص 24, رياض الأبرار ج 2 ص 20

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سالم بن سلمة عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) مع أصحابه في طريق مكة, فمر به ثعلب وهم يتغدون, فقال لهم علي بن الحسين (ع): هل لكم أن تعطوني موثقا من الله, لا تهيجون هذا الثعلب ودعوه حتى يجيئني, فحلفوا له,‏ فقال (ع): يا ثعلب, تعال قال: فجاء الثعلب حتى أهل بين يديه, فطرح عليه عرقا فولى به يأكله, قال (ع): هل لكم تعطوني موثقا ودعوه أيضا, فيجي‏ء فأعطوه فكلح رجل منهم في وجهه, فخرج يعدو فقال علي بن الحسين (ع): أيكم الذي أخفر ذمتي؟ فقال الرجل: أنا يا ابن رسول الله, كلحت في وجهه ولم أدر, فأستغفر الله, فسكت‏.

--------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 349, الاختصاص ص 297, الثاقب في المناقب ص 358, إثبات الهداة ج 4 ص 70, مدينة المعاجز ج 4 ص 272, بحار الأنوار ج 46 ص 24, مستدرك الوسائل ج 7 ص 191. رياض الأبرار ج 2 ص 20 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: بينا علي بن الحسين (ع) مع أصحابه, إذ أقبل ظبية من الصحراء حتى قامت حذاءه وصوتت, فقال بعض القوم: يا ابن رسول الله, ما تقول هذه الظبية؟ قال (ع): تزعم أن فلانا القرشي أخذ خشفها بالأمس, وأنها لم ترضعه من أمس شيئا, فبعث إليه علي بن الحسين (ع), أرسل إلي بالخشف, فلما رأت صوتت وضربت بيديها ثم أرضعته, قال: فوهبه علي بن الحسين (ع) لها, وكلمها بكلام نحو من كلامها, وانطلقت والخشف معها, فقالوا: يا ابن رسول الله, ما الذي قالت؟ قال (ع): دعت الله لكم وجزاكم بخير.

-------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 350, الاختصاص ص 299, دلائل الإمامة ص 201, الثاقب في المناقب ص 259, كشف الغمة ج 2 ص 109, إثبات الهداة ج 4ق ص 77, مدينة المعاجز ج 4 ص 261, بحار الأنوار ج 46 ص 25. الهداية الكبرى ص 215 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حمران بن أعين قال: كان أبو محمد علي بن الحسين (ع) قاعدا في جماعة من أصحابه, إذ جاءته ظبية فبصبصت وضربت بيديها, فقال أبو محمد (ع): أتدرون ما تقول الظبية؟ قالوا: لا, قال (ع): تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا اليوم, وإنما جاءت إلي تسألني أن أسأله أن يضع الخشف بين يديها فترضعه, فقال علي بن الحسين (ع) لأصحابه: قوموا بنا إليه, فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم قال: فداك أبي وأمي, ما حاجتك؟ فقال (ع): أسألك بحقي عليك إلا أخرجت إلي هذه الخشف التي اصطدتها اليوم, فأخرجها فوضعها بين يدي أمها فأرضعتها, ثم قال علي بن الحسين (ع): أسألك يا فلان لما وهبت لي هذه الخشف؟ قال: قد فعلت, قال: فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية فبصبصت وحركت ذنبها, فقال علي بن الحسين (ع): أتدرون ما تقول الظبية؟ قالوا: لا, قال (ع): إنها تقول: رد الله عليكم كل غائب لكم, وغفر لعلي بن الحسين (ع) كما رد علي ولدي.

-------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 352, الاختصاص ص 297, إثبات الهداة ج 4 ص 69, مدينة المعاجز ج 4 ص 270, بحار الأنوار ج 61 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن بكر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين (ع) قال: خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلى بعض حيطانه, وأمر بإصلاح سفرة فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يبغم, فدنا من أبي (ع) فقالوا: يا ابن رسول الله, ما يقول هذا الظبي؟ قال (ع): يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث شيئا فلا تمسوه حتى أدعوه ليأكل معنا, قالوا: نعم, فدعاه فجاء فأكل معهم, فوضع رجل منهم يده على ظهره فنفر, فقال أبي (ع): ألم تضمنوا لي أنكم لا تمسوه, فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا, فكلمه أبي وقال للظبي: ارجع فلا بأس عليك, فرجع يأكل حتى شبع, ثم بغم وانطلق, فقالوا: يا ابن رسول الله, ما قال؟ قال (ع): دعا لكم وانصرف.

-------------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 260, مدينة المعاجز ج 4 ص 386, بحار الأنوار ج 46 ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: إن زين العابدين (ع) كان يخرج إلى ضيعة له, فإذا هو بذئب أمعط أعبس قد قطع على الصادر والوارد, فدنا منه ووعوع فقال (ع): انصرف‏ فإني أفعل إن شاء الله, فانصرف الذئب فقيل: ما شأن الذئب؟ فقال (ع): أتاني وقال: زوجتي عسر عليها ولادتها, فأغثني وأغثها بأن تدعو بتخليصها, ولك الله علي أن لا أتعرض أنا ولا شي‏ء من نسلي لأحد من شيعتك, ففعلت.

-------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 587, إثبات الهداة ج 4 ص 74, مدينة المعاجز ج 4 ص 417, بحار الأنوار ج 46 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص 23

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

خرج علي بن الحسين عليه السلام إلى مكة حاجاً حتى انتهى إلى واد بين مكة والمدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق, قال: فقال لعلي عليه السلام: انزل، قال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أقتلك، وآخذ ما معك, قال: فأنا أقاسمك ما معي وأحللك, قال: فقال اللص: لا، فقال: دع معي ما أتبلغ به، فأبى عليه, قال: فأين ربك؟ قال: نائم! قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه، فأخذ هذا برأسه، وهذا برجليه، قال: فقال عليه السلام: زعمت أن ربك عنك نائم!

------------

الأمالي للطوسي ص673, مناقب آشوب ج3 ص282, مدينة المعاجز ج4 ص340, بحار الأنوار ج46 ص41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (ع): إن أول ما استدل به أبو خالد الكابلي عليه من علامات علي بن الحسين (ع) أنه دق عليه بابه فخرج إليه الغلام، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا أبو خالد الكابلي, فقال علي (ع): قل له: أدخل يا كنكر، قال أبو خالد: فارتعدت فرائصي ودخلت فسلمت، فقال لي: يا أبا خالد: أريد أن أريك الجنة وهي مسكني الذي إذا شئت دخلت فيه، فقلت: نعم أرنيه، فمسح يده على عيني، فصرت في الجنة، فنظرت إلى قصورها وأنهارها وما شاء الله أن أنظر، فمكثت ما شاء الله، ثم نظرت بعد فإذا أنا بين يديه صلى الله عليه وعلى آبائه.

--------

دلائل الإمامة ص 208, مدينة المعاجز ج 4 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين (ع) دهراً من عمره، ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين (ع) فشكا إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غداً رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير، وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريدون أن يطلبوا معالجاً يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له أنا أعالجها لك على أني أشترط عليك أني أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم، فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم، فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان رجلاً من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل, فقال له أبو خالد: أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم فإن أنتم وفيتم وفيت لكم على ألا يعود إليها أبداً, فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم، ثم أقبل إلى علي بن الحسين (ع) فأخبره الخبر، فقال: إني أعلم أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد, ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتماً كئيباً، قال له علي بن الحسين (ع): ما لي أراك كئيباً يا أبا خالد؟ ألم أقل لك إنهم يغدرون بك, دعهم فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين (ع) فإنه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين, فرجع أبو خالد إلى الجارية وأخذ بإذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين (ع): اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل خير فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطَّلع على الأفئدة ، فخرج منها ولم يعد إليها، ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده.

------------------

رجال الكشي ص 121, مناقب آل أبي طالب ج3 ص286, وسائل الشيعة ج 17 ص 151, مدينة المعاجز ج 4 ص 388, بحار الأنوار ص 60 ص 85, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 320

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب: إنك أخبرتني أن علي بن الحسين صلوات الله عليهما النفس الزكية، وإنك لا تعرف له نظيرا ". قال: كذلك، وما هو مجهول ما أقول فيه، والله ما رؤي مثله. قال علي بن زيد: فقلت له: والله إن هذه الحجة لوكيدة يا سعيد، فلم لم تصل على جنازته. قال: سمعته يقول: أخبرني أبي أبو عبد الله الحسين، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الله تعالى أنه قال: " ما من عبد من عبادي آمن بي، وصدق بك، وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس، إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلم أر شاهدا " أفضل من علي بن الحسين، حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح وانهال الناس يتبعونه، حتى وضعت الجنازة، فقلت: إن أدركت الركعتين يوما " من الدهر فاليوم، فلم يبق رجل ولا امرأة، ثم خرجنا إلى الجنازة، فوثبت لأصلي، فجاء تكبير من السماء، فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي، فكبر من في السماء سبعا، وكبر من في الأرض سبعا، وصلوا على علي بن الحسين صلوات الله عليهما، ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة عليه، إن هذا لهو الخسران المبين. قال: فبكى سعيد، وقال: ما أردت إلا خيرا "، ليتني كنت صليت عليه، فإنه ما رؤي مثله

-------------

الثاقب في المناقب ص 356, مدينة المعاجز ج 4 ص 350, بحار الأنوار ج 46 ص 150

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن شهاب الزهري قال: شهدت علي بن الحسين (ع) يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام, فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة, وجمع فاستأذنتهم في التسليم والتوديع له, فأذنوا فدخلت عليه والأقياد في رجليه والغل في يديه, فبكيت وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم, فقال (ع): يا زهري, أو تظن هذا بما ترى علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان فإنه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله, ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد, ثم قال (ع): يا زهري, لأجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة, قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة, فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه فقال لي: بعضهم إنا نراه متبوعا إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده, إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديدة, فقدمت بعد ذاك على عبد الملك فسألني عن علي بن الحسين (ع) فأخبرته, فقال: إنه قد جاءني في يوم فقده الأعوان, فدخل علي فقال: ما أنا وأنت, فقلت: أقم عندي فقال (ع): لا أحب, ثم خرج فو الله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة, (1) قال الزهري: فقلت: ليس علي بن الحسين (ع) حيث تظن إنه مشغول بنفسه, فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به. (2)

--------------

(1) إلى هنا في حلية الأبرار

(2) نوادر المعجزات ص 269, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 132, إثبات الهداة ج 4 ص 86, مدينة المعاجز ج 4 ص 348, بحار الأنوار ج 46 ص 123, حلية الأبرار ج 3 ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن أبي الصباح الكناني‏ قال: سمعت الباقر (ع) يقول ان الكابلي خدم علي بن الحسين (ع) برهة من الزمان، ثم شكى شدة شوقه إلى والدته، وسأله الإذن في الخروج إليها، فقال له (ع): يا كنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل الشام له قدر، وجاه ومال، وابنته قد أصابها عارض من الجن وهو يطلب من يعالجها ويبذل في ذلك ماله، فاذا قدم فصر إليه في أول الناس وقل له: أنا اعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم، فإنه يطمئن إلى قولك ويبذل لك ذلك. فلما كان من الغد قدم الشامي ومعه ابنته وطلب معالجا، فقال له أبو خالد: أنا اعالجها على أن تعطيني عشرة آلاف درهم ولن يعود إليها أبدا، فضمن أبوها له ذلك، فقال زين العابدين (ع) لأبي خالد: إنه سيغدر بك، ثم قال: فانطلق فخذ بأذن الجارية اليسرى وقل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين: اخرج من بدن هذه الجارية لا تعد إليها، ففعل كما أمره فخرج عنها، وقامت‏ الجارية من جنونها فطالبه بالمال فدافعه، فرجع إلى زين العابدين (ع) فعرفه، فقال له: يا أبا خالد الم أقل لك إنه يغدر بك؟ ولكن سيعود إليها فإذا أتاك فقل: إنما عاد إليها لأنك لم تف بما ضمنت، فإن وضعت عشرة آلاف درهم على يد علي بن الحسين (ع) فإني اعالجها ولا يعود إليها أبدا، ففعل ذلك، وذهب أبو خالد إلى الجارية وقال في اذنها كما قال أولا ثم قال: إن عدت إليها احرقتك بنار الله، فخرج وأفاقت الجارية ولم يعد إليها، فأخذ أبو خالد المال واذن له في الخروج إلى والدته ومضى بالمال حتى قدم عليها.

-----------

حلية الأبرار ج 3 ص 272, الخرائج ج 1 ص 262, إثبات الهداة ج 4 ص 72, مدينة المعاجز ج 4 ص 387, بحار الأنوار ج 46 ص 31, رياض الأبرار ج 2 ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: لما قتل الحسين (ع) أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين فخلا به فقال: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (ص) دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين (ع)، ثم إلى الحسن (ع)، ثم إلى الحسين وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك، وولادتي من علي في‏ سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني في الوصية والإمامة، فقال له علي بن الحسين (ع): يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله (ص) عندي فلا تتعرض لذلك فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال، إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين، فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله، قال أبو جعفر (ع): وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين (ع) لمحمد بن الحنفية: ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل واسأله أن ينطق لك الحجر ثم سل، فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال له علي بن الحسين (ع) يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك، قال له محمد: فادع الله أنت يا ابن أخي وسله؟ فدعا الله علي بن الحسين (ع) بما أراد، ثم قال له: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأوصياء، وميثاق الإمامة، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا، من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي؟ قال: فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي إلى علي بن الحسين وابن فاطمة بنت رسول الله، فانصرف محمد بن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (ع)

---------------

الكافي ج 1 ص 348, إثبات الهداة ج 4 ص 62, بصائر الدرجات ج 1 ص 502, الإمامة والتبصرة ص 61, كشف الغمة ج 2 ص 110, مختصر البصائر ص 78, الوافي ج 2 ص 147, مدينة المعاجز ج 4 ص 277, بحار الأنوار ج 42 ص 77

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد ابن الحنفية دهرا, وما كان‏ يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك, إن لي حرمة ومودة وانقطاعا, فأسألك بحرمة رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟ قال: فقال: يا أبا خالد, حلفتني بالعظيم الإمام علي بن الحسين (ع) علي وعليك وعلى كل مسلم, فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد ابن الحنفية وجاء إلى علي بن الحسين (ع), فلما استأذن عليه أخبر أن أبا خالد بالباب فأذن له, فلما دخل عليه ودنا منه, قال (ع): مرحبا يا كنكر, ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا, فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين (ع), فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي, فقال له علي (ع): وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال: إنك دعوتني باسمي الذي سمتني به أمي التي ولدتني, وقد كنت في عمياء من أمري, ولقد خدمت محمد ابن الحنفية عمرا من عمري, ولا أشك أنه إمام حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله تعالى, وحرمة رسوله (ص), وبحرمة أمير المؤمنين (ع), فأرشدني إليك وقال: هو الإمام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم, ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك, وسميتني باسمي الذي سمتني أمي, فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم.

---------------

رجال الكشي ص 120, مدينة المعاجز ج 4 ص 288, بحار الأنوار ج 42 ص 94

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الزهري قال: كنت عند علي بن الحسين (ع) فجاءه رجل من أصحابه، فقال له علي بن الحسين (ع): ما خبرك أيها الرجل؟ فقال الرجل: خبري يا بن رسول الله أني أصبحت وعلي أربعمائة دينار دين لا قضاء عندي لها، ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به, قال: فبكى علي بن الحسين (ع) بكاء شديدا، فقلت له: ما يبكيك، يا بن رسول الله؟ فقال (ع): وهل يعد البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار, قالوا: كذلك يا بن رسول الله, قال (ع): فأية محنة ومصيبة أعظم على حرمة مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها، ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها! قال: فتفرقوا عن مجلسهم ذلك، فقال بعضهم المخالفين وهو يطعن على علي بن الحسين (ع): عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء والارض وكل شيء يطيعهم، وأن الله لا يردهم عن شيء من طلباتهم، ثم يعترفون أخرى بالعجز عن إصلاح حال خواص إخوانهم! فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن الحسين (ع) فقال له: يا بن رسول الله، بلغني عن فلان كذا وكذا، وكان ذلك أغلظ علي من محنتي, فقال علي بن الحسين (ع): فقد أذن الله في فرجك، يا فلانة احملي سحوري وفطوري, فحملت قرصتين، فقال علي بن الحسين (ع) للرجل: خذهما فليس عندنا غيرهما، فإن الله يكشف عنك بهما، وينيلك خيرا واسعا منهما، فأخذهما الرجل، ودخل السوق لا يدري ما يصنع بهما، يتفكر في ثقل دينه وسوء حال عياله، ويوسوس إليه الشيطان: أين موقع هاتين من حاجتك؟ فمر بسماك قد بارت عليه سمكة قد أراحت، فقال له: سمكتك هذه بائرة عليك، وإحدى قرصتي هاتين بائرة علي، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة، وتأخذ قرصتي هذه البائرة؟ فقال: نعم، فأعطاه السمكة وأخذ القرصة، ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها؟ قال: نعم، ففعل، فجاء الرجل بالسمكة والملح، فقال: أصلح هذه بهذا، فلما شق بطن السمكة وجد فيها لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله عليهما، فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه، فخرج ينظر من بالباب، فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد جاءا، يقول كل واحد منهما له: يا عبد الله، جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص، فلم تعمل فيه أسناننا، وما نظنك إلا وقد تناهيت في سوء الحال، ومرنت على الشقاء، قد رددنا إليك هذا الخبز، وطيبنا لك ما أخذته منا, فأخذ القرصتين منهما, فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه، فإذا رسول علي بن الحسين (ع)، فدخل فقال: إنه يقول لك: إن الله قد أتاك بالفرج، فأردد إلينا طعامنا، فإنه لا يأكله غيرنا، وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم (1) قضى منه دينه، وحسنت بعد ذلك حاله, فقال بعض المخالفين: ما أشد هذا التفاوت! بينا علي بن الحسين (ع) لا يقدر أن يسد منه فاقة، إذ أغناه هذا الغناء العظيم، كيف يكون هذا، وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم؟ فقال علي بن الحسين (ع): هكذا قالت قريش للنبي (ص): كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الانبياء من مكة، ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما؟ وذلك حين هاجر منها, ثم قال علي بن الحسين (ع): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لما يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم. (2)

--------------

(1) إلى هنا في إثبات الهداة

(2) الأمالي للصدوق ص 453, مناقب أل أبي طالب (ع) ج 4 ص 146, مدينة المعاجز ج 4 ص 353, بحار الأنوار ج 46 ص 20, إثبات الهداة ج 4 ص 66

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بجير عالم الأهواز: وكان يقول بإمامة ابن الحنفية قال: حججت فلقيت إمامي وكنت يوما عنده, فمر به غلام شاب فسلم عليه فقام فتلقاه, وقبل ما بين عينيه وخاطبه بالسيادة, ومضى الغلام وعاد محمد إلى مكانه, فقلت له: عند الله أحتسب عناي, فقال: وكيف ذاك؟ قلت: لأنا نعتقد أنك الإمام المفترض الطاعة, تقوم تتلقى هذا الغلام وتقول له: يا سيدي؟ فقال: نعم, هو والله إمامي, فقلت: ومن هذا؟ قال: علي ابن أخي الحسين (ع), اعلم أني نازعته الإمامة ونازعني, فقال لي: أترضى بالحجر الأسود حكما بيني وبينك؟ فقلت: وكيف نحتكم إلى حجر جماد؟ فقال: إن إماما لا يكلمه الجماد فليس بإمام, فاستحييت من ذلك, وقلت بيني وبينك الحجر الأسود, فقصدنا الحجر وصلى وصليت, وتقدم إليه وقال: أسألك بالذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلا أخبرتنا من الإمام منا, فنطق والله الحجر وقال: يا محمد, سلم الأمر إلى ابن أخيك, فهو أحق به منك وهو إمامك, وتحلحل حتى ظننته يسقط, فأذعنت بإمامته ودنت له بفرض طاعته, قال أبو بجير: فانصرفت من عنده وقد دنت بإمامة علي بن الحسين (ع), وتركت‏ القول بالكيسانية.

------------

بحار الأنوار ج 45 ص 348, رياض الأبرار ج 1 ص 292

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن عطاء التميمي قال: كنت مع علي بن الحسين (ع) في المسجد, فمر عمر بن عبد العزيز عليه شراكا فضة, وكان من أحسن الناس وهو شاب, فنظر إليه علي بن الحسين (ع) فقال: يا عبد الله بن عطاء, أترى هذا المترف إنه لن يموت حتى يلي الناس, قال: قلت: هذا الفاسق؟ قال (ع): نعم, فلا يلبث فيهم إلا يسيرا حتى يموت, فإذا هو مات لعنه أهل السماء واستغفر له أهل الأرض.

-------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 170, الثاقب في المناقب ص 360, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 143, إثبات الهداة ج 4 ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 23, رياض الأبرار ج 2 ص 19. نحوه: دلائل الإمامة ص 304, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي إن علي بن الحسين (ع) قال يوما: موت الفجاءة تخفيف المؤمن وأسف على الكافر, وإن المؤمن ليعرف غاسله وحامله, فإن كان له عند ربه خير ناشد حملته أن يعجلوا به, وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به, فقال ضمرة بن سمرة: إن كان كما تقول قفز من السرير وضحك وأضحك, فقال (ع): اللهم إن ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك لحديث رسول الله (ص), فخذه أخذة أسف فمات فجاءة, فأتى بعد ذلك مولى لضمرة زين العابدين فقال: آجرك الله في ضمرة مات فجاءة, إني لأقسم لك بالله أني سمعت صوته وأنا أعرفه كما كنت أعرف صوته في حياته في الدنيا, وهو يقول: الويل لضمرة بن سمرة, خلا مني كل حميم وحللت بدار الجحيم, وبها مبيتي والمقيل, فقال علي بن الحسين (ع): الله أكبر, هذا أجر من ضحك وأضحك من حديث رسول الله (ص).

-------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 586, الدر النظيم ص 583, مختصر البصائر ص 263, مدينة المعاجز ج 4 ص 361, بحار الأنوار ج 46 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص22

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير, ثم عمروها فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود, فكلما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم, يتزلزل ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه, فجاءه علي بن الحسين (ع) وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه فاستقر في مكانه وكبر الناس.

--------------

‏الخرائج والجرائح ج 1 ص 268, إثبات الهداة ج 4 ص 74, مدينة المعاجز ج 4 ص 414, بحار الأنوار ج 46 ص 32, مستدرك الوسائل ج 9 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سعيد بن جبير: قال أبو خالد الكابلي: أتيت علي بن الحسين (ع) على أن أسأله: هل عندك سلاح رسول الله (ص)؟ فلما بصر بي قال (ع): يا أبا خالد, أتريد أن أريك سلاح رسول الله (ص) قلت: والله يا ابن رسول الله, ما أتيت إلا لأسألك عن ذلك, ولقد أخبرتني بما في نفسي, قال: نعم, فدعا بحق كبير وسفط, فأخرج لي خاتم رسول الله (ص), ثم أخرج لي درعه وقال (ع): هذا درع رسول الله (ص), وأخرج إلي سيفه وقال (ع): هذا والله ذو الفقار, وأخرج عمامته وقال (ع): هذه السحاب, وأخرج رايته وقال (ع): هذه العقاب, وأخرج قضيبه وقال (ع): هذا السكب, وأخرج نعليه وقال (ع): هذان نعلا رسول الله (ص), وأخرج رداءه وقال (ع): هذا كان يرتدي به رسول الله (ص) ويخطب أصحابه فيه يوم الجمعة, وأخرج لي شيئا كثيرا, قلت: حسبي جعلني الله فداك.

--------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 135, مدينة المعاجز ج 4 ص 375, بحار الأنوار ج 46 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن عبد الله بن سليمان الحضرمي في خبر طويل: أن غانم ابن أم غانم دخل المدينة ومعه أمه وسأل هل تحسنون رجلا من بني هاشم اسمه علي؟ قالوا: نعم, هو ذاك‏ فدلوني على علي بن عبد الله بن عباس, فقلت له: معي حصاة ختم عليها علي والحسن والحسين (ع), وسمعت أنه يختم عليه رجل اسمه علي, فقال علي بن عبد الله بن العباس: يا عدو الله, كذبت على علي بن أبي طالب (ع) وعلى الحسن والحسين (ع) وصار بنو هاشم يضربونني حتى أرجع عن مقالتي, ثم سلبوا مني الحصاة فرأيت في ليلتي في منامي الحسين (ع) وهو يقول لي: هاك الحصاة يا غانم, وامض إلى علي ابني فهو صاحبك, فانتبهت والحصاة في يدي, فأتيت إلى علي بن الحسين (ع), فختمها وقال  (ع) لي: إن في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا, فقال في ذلك غانم ابن أم غانم:

أتيت عليا أبتغي الحق عنده ... وعند علي عبرة لا أحاول

فشد وثاقي ثم قال لي اصطبر ... كأني مخبول عراني خابل

فقلت لحاك الله والله لم أكن ...  لأكذب في قولي الذي أنا قائل

وخلى سبيلي بعد ضنك فأصبحت ... مخلاة نفسي وسربي سابل

فأقبلت يا خير الأنام مؤمما ...  لك اليوم عند العالمين أسائل

وقلت وخير القول ما كان صادقا ... ولا يستوي في الدين حق وباطل

ولا يستوي من كان بالحق عالما ... كآخر يمسي وهو للحق جاهل

فأنت الإمام الحق يعرف فضله ... وإن قصرت عنه النهى والفضائل

وأنت وصي الأوصياء محمد ... أبوك ومن نيطت إليه الوسائل

--------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 136, مدينة المعاجز ج 4 ص 220, بحار الأنوار ج 46 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إبراهيم بن أدهم وفتح الموصلي, قال كل واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافلة, فعرضت لي حاجة, فتنحيت عن القافلة, فإذا أنا بصبي يمشي فقلت: سبحان الله, بادية بيداء وصبي يمشي, فدنوت منه وسلمت عليه, فرد علي السلام فقلت له: إلى أين؟ قال: أريد بيت ربي, فقلت: حبيبي إنك صغير ليس عليك فرض ولا سنة, فقال: يا شيخ, ما رأيت من هو أصغر سنا مني مات؟ فقلت: أين الزاد والراحلة؟ فقال: زادي تقواي وراحلتي رجلاي وقصدي مولاي, فقلت: ما أرى شيئا من الطعام معك, فقال: يا شيخ, هل يستحسن أن يدعوك إنسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت: لا, قال: الذي دعاني إلى بيته هو يطعمني ويسقيني, فقلت: ارفع رجلك حتى تدرك,  فقال: علي الجهاد وعليه الإبلاغ, أما سمعت قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} قال: فبينا نحن كذلك, إذ أقبل شاب حسن الوجه عليه ثياب بيض حسنة, فعانق الصبي وسلم عليه, فأقبلت على الشاب وقلت له: أسألك بالذي حسن خلقك, من هذا الصبي؟ فقال: أما تعرفه! هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع), فتركت الشاب وأقبلت على الصبي, وقلت: أسألك بآبائك, من هذا الشاب؟ فقال (ع): أما تعرفه! هذا أخي الخضر, يأتينا كل يوم فيسلم علينا, فقلت: أسألك بحق آبائك, لما أخبرتني بما تجوز المفاوز بلا زاد؟ قال (ع): بل أجوز بزاد وزادي فيها أربعة أشياء, قلت: وما هي؟ قال (ع): أرى الدنيا كلها بحذافيرها مملكة الله, وأرى الخلق كلهم عبيد الله وإماءه وعياله, وأرى الأسباب والأرزاق بيد الله, وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله, فقلت: نعم, الزاد زادك يا زين العابدين, وأنت تجوز بها مفاوز الآخرة, فكيف مفاوز الدنيا.

--------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 137, مدينة المعاجز ج 4 ص 377, بحار الأنوار ج 46 ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن رجلا قال لعلي بن الحسين (ع): بماذا فضلنا على أعدائنا, وفيهم من هو أجمل منا؟ فقال له الإمام (ع): أتحب أن ترى فضلك عليهم؟ فقال: نعم, فمسح يده على وجهه وقال (ع): انظر, فنظر فاضطرب وقال: جعلت فداك, ردني إلى ما كنت, فإني لم أر في المسجد إلا دبا وقردا وكلبا, فمسح يده على وجهه فعاد إلى حاله.

-------------

مشارق أنوار ص 138, إثبات الهداة ج 4 ص 75, مدينة المعاجز ج 4 ص 405, بحار الأنوار ج 46 ص 49, رياض الأبرار ج 2 ص 32

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حماد بن حبيب الكوفي القطان قال: انقطعت عن القافلة عند زبالة, فلما أن أجنني الليل أويت إلى شجرة عالية, فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار بيض يفوح منه رائحة المسك, فأخفيت نفسي ما استطعت, فتهيأ للصلاة ثم وثب قائما وهو يقول: يا من حاز كل شي‏ء ملكوتا, وقهر كل شي‏ء جبروتا, أولج قلبي فرح الإقبال عليك, وألحقني بميدان المطيعين لك, ثم دخل في الصلاة فلما رأيته وقد هدأت أعضاؤه وسكنت حركاته, قمت إلى الموضع الذي تهيأ فيه إلى الصلاة, فإذا أنا بعين تنبع, فتهيأت للصلاة ثم قمت خلفه, فإذا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت, فرأيته كلما مر بالآية التي فيها الوعد والوعيد يرددها بانتحاب وحنين, فلما أن تقشع الظلام وثب قائما, وهو يقول: يا من قصده الضالون, فأصابوه مرشدا وأمه الخائفون, فوجدوه معقلا ولجأ إليه العابدون فوجدوه موئلا, متى راحة من نصب لغيرك بدنه, ومتى فرح من قصد سواك بنيته, إلهي قد تقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا ولا من حياض مناجاتك صدرا, صل على محمد وآله وافعل بي أولى الأمرين, بك يا أرحم الراحمين, فخفت أن يفوتني شخصه وأن يخفى علي أمره, فتعلقت به فقلت: بالذي أسقط عنك هلاك التعب, ومنحك شدة لذيذ الرهب, إلا ما لحقتني منك جناح رحمة وكنف رقة, فإني ضال فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا, ولكن‏ اتبعني واقف أثري, فلما أن صار تحت الشجرة أخذ بيدي وتخيل لي أن الأرض يمتد من تحت قدمي, فلما انفجر عمود الصبح قال لي: أبشر, فهذه مكة فسمعت الضجة ورأيت الحجة, فقلت له: بالذي ترجوه يوم الآزفة يوم الفاقة من أنت؟ فقال: إذا أقسمت, فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

--------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 142, مدينة المعاجز ج 4 ص 379, بحار الأنوار ج 46 ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن رجلا أتى علي بن الحسين (ع) وعنده أصحابه, فقال له: ممن الرجل؟ قال: أنا منجم قائف عراف, فنظر إليه ثم قال (ع): هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم؟ قال: من هو؟ قال: أما الرجل فلا أذكره, ولكن إن شئت أخبرتك بما أكلت وادخرت في بيتك؟ قال: نبئني؟ قال (ع): أكلت في هذا اليوم جبنا, فأما في بيتك فعشرون دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة, فقال له الرجل: أشهد أنك الحجة العظمى والمثل الأعلى وكلمة التقوى, فقال (ع) له: وأنت صديق امتحن الله قلبك بالإيمان وأثبت.

--------------

فرج المهموم ص 111, مدينة المعاجز ج 4 ص 296, بحار الأنوار ج 46 ص 42, رياض الأبرار ج 2 ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية