مظلوميته

* ما جرى معه × في كربلاء

عن علي بن الحسين (ع): خرجنا مع الحسين (ع), فما نزل منزلا ولا ارتحل منه إلا وذكر يحيى بن زكريا (ع), وقال يوما: من هوان الدنيا على الله عز وجل أن رأس يحيى بن زكريا اهدى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

---------------

الإرشاد ج 2 ص 132, إعلام الورى ص 219, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 85, كشف الغمة ج 2 ص 9, بحار الأنوار ج 14 ص 175, القصص للجزائري ص 398, رياض الأبرار ج 1 ص 236, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 324, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 198, العوالم ج 17 ص 315

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام زين العابدين (ع) في حديث: وحمل (الإمام الحسين ع) أخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي (ع), ثم سار في أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته, منهم: أبو بكر بن علي, ومحمد بن علي, وعثمان بن علي, والعباس بن علي, وعبد الله بن مسلم بن عقيل, وعلي بن الحسين‏ الأكبر, وعلي بن الحسين الأصغر (ع).

----------------

الأمالي للصدوق ص 152, بحار الأنوار ج 44 ص 313, مدينة المعاجز ج 3 ص 478

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي: قال علي بن الحسين (ع): كنت مع أبي الليلة التي قتل صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا الليل فاتخذوه جملا, فإن القوم إنما يريدونني، ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم، وأنتم في حل وسعة، فقالوا: لا والله، لا يكون هذا أبدا. قال: إنكم تقتلون غدا كذلك، لا يفلت منكم رجل. قالوا: الحمد لله‏ الذي شرفنا بالقتل معك. ثم دعا، وقال لهم: ارفعوا رؤوسكم وانظروا. فجعلوا ينظرون إلى‏ مواضعهم ومنازلهم من الجنة، وهو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، وهذا قصرك يا فلان، وهذه درجتك يا فلان. فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره، ووجهه ليصل إلى‏ منزله من الجنة.

--------

الخرائج ج 2 ص 847, بحار الأنوار ج 44 ص 298, رياض الأبرار ج 1 ص 192

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال علي بن الحسين (ع): إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي (ع) في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني, إذ اعتزل أبي (ع) في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري, وهو يعالج سيفه ويصلحه, وأبي (ع) يقول:

يا دهر أف لك من خليل ... كم لك بالإشراق والأصيل‏

من صاحب أو طالب قتيل ... والدهر لا يقنع بالبديل‏

وإنما الأمر إلى الجليل ... وكل حي سالك سبيلي‏

فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد, فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل.

---------------

‏الإرشاد للمفيد ج 2 ص 93, روضة الواعظين ج 1 ص 184, إعلام الورى ص 239, بحار الأنوار ج 45 ص 1

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

فجمع الحسين (ع) أصحابه عند قرب المساء, قال علي بن الحسين زين العابدين (ع): فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض, فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء, وأحمده على السراء والضراء, اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة, وعلمتنا القرآن, وفقهتنا في الدين, وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة, فاجعلنا من الشاكرين. أما بعد, فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي, ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي, فجزاكم الله عني خيرا, ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء, ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل, ليس عليكم مني ذمام, هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا. (1) فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا. بدأهم بهذا القول العباس بن علي (ع) واتبعته الجماعة عليه, فتكلموا بمثله ونحوه. فقال الحسين (ع): يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم (ع)، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم. قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس؟! يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك. وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال: أنخلي عنك ولما نعذر إلى الله سبحانه في أداء حقك؟! أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله (ص) فيك، والله لو علمت أني أقتل, ثم أحيا, ثم أحرق, ثم أحيا, ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك, حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك, وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا. وقام زهير بن القين البجلي فقال: والله لوددت أني قتلت, ثم نشرت, ثم قتلت, حتى أقتل هكذا ألف مرة، وأن الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين (ع) خيرا وانصرف إلى مضربه. (2)

----------------------

(1) الى هنا في تاريخ الطيري ومقتل الحسين (ع) لأبو مخنف

(2) الإرشاد ج 2 ص 91, بحار الأنوار ج 44 ص 392, روضة الواعظين ص 183 نحوه, إعلام الورى ج 1 ص 455 نحوه, تاريخ الطبري ج 4 ص 317 نحوه, مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف ص 107 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الجارود, عن أبي جعفر (ع): إن الحسين بن علي (ع) لما حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (ع)، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين (ع) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة (ع) الكتاب إلى علي بن الحسين (ع)، ثم صار والله ذلك الكتاب إلينايا زياد. قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم (ع) إلى أن تفنى الدنيا، والله إن فيه الحدود، حتى أن فيه أرش الخدش.

--------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 163, الكافي ج 1 ص 303, الإمامة والتبصرة ص 63, إعلام الورى  257, الوافي ج 2 ص 342, إثباة الهداة ج 4 ص 58, حلية الأبرار ج 4 ص 325, مرآة العقول ج 3 ص 320, بحار الأنوار ج 26 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زين العابدين (ع): ضمني والدي (ع) إلى صدره يوم قتل والدماء تغلي، وهو يقول: يا بني، احفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة (ع)، وعلمها رسول الله (ص)، وعلمه جبرئيل (ع) في الحاجة والمهم والغم، والنازلة إذا نزلت، والأمر العظيم الفادح. قال: ادع بحق يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفس عن المكروبين، يا مفرج عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.

--------------

الدعوات للراوندي ص 54, بحار الأنوار ج 92 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر (ع): لما حضرت أبي علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة, وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني اصبر على الحق وإن كان مرا.

-------------

الكافي ج 2 ص 91, مشكاة الأنوار ص 22, مجموعة ورام ج 1 ص 17, الصراط المستقيم ج 2 ص 162, الوافي ج 4 ص 340, وسائل الشيعة ج 15 ص 237, بحار الأنوار ج 46 ص 153, العوالم ج 18 ص 297

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر (ع) قال: لما حضر علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (ع) حين حضرته الوفاة, وبما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله.

-------

الكافي ج 2 ص 331, الأمالي للصدوق ص 182, الخصال ج 1 ص 16,مجموعة ورام ج 2 ص 163, الوافي ج 5 ص 966, وسائل الشيعة ج 16 ص 48, بحار الأنوار ج 46 ص 153, العوالم ج 18 ص 297, تحف العقول ص 246 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) أن الحسين (ع) قتل وعليه دين، وأن علي بن الحسين زين العابدين (ع) باع ضيعة له بثلاثمائة ألف ليقضى دين الحسين (ع) وعدات كانت عليه.

----------

كشف المحجة ص 183, وسائل الشيعة ج 18 ص 322, هداية الأمة ج 6 ص 214, بحار الأنوار ج 43 ص 321, رياض الأبرار ج 1 ص 98

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال حميد بن مسلم: فو الله, لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتى تغلب عليه, فيذهب به منها ثم انتهينا إلى علي بن الحسين (ع) وهو منبسط على فراش, وهو شديد المرض ومع شمر جماعة من الرجالة, فقالوا له: ألا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان الله, أيقتل الصبيان إنما هو صبي, وإنه لما به فلم أزل حتى رددتهم عنه, وجاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين, فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة, ولا تعرضوا لهذا الغلام المريض, وسألته النسوة ليسترجع ما أخذ منهن ليتسترن به, فقال: من أخذ من متاعهن شيئا فليرده عليهن, فو الله ما رد أحد منهم شيئا, فوكل بالفسطاط وبيوت النساء وعلي بن الحسين (ع) جماعة ممن كانوا معه, وقال: احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد ولا تسيئن إليهم, (1) ثم عاد إلى مضربه ونادى في أصحابه: من ينتدب للحسين (ع) فيوطئه فرسه. (2)

-------------

(1) إلى هنا في بحار الأنوار 

‏(2) الإرشاد للمفيد ج 2 ص 112, إعلام الورى ص 250, بحار الأنوار ج 45 ص 61

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن علي بن أبي حمزة أنه قال للإمام الرضا (ع): إنا روينا عن آبائك أن الإمام لايلي أمره إلا إمام مثله. فقال له أبو الحسن (ع): فأخبرني عن الحسين بن علي (ع) كان إماما أو كان غير إمام؟ قال: كان إماما. قال: فمن ولي أمره؟ قال: علي بن الحسين (ع). قال: وأين كان علي بن الحسين (ع)؟ قال: كان محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد، قال: خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه، ثم انصرف. فقال له أبو الحسن (ع): إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين (ع) أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه، فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد، فيلي أمر أبيه، ثم ينصرف، وليس في حبس، ولا في إسار.

--------------

رجال الكشي ص 464, بحار الأنوار ج 45 ص 169, العوالم ج 21 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): لما قبض رسول الله (ص) هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر. قال: ففتح لأمير المؤمنين (ع) بصره، فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي (ص) معه، ويصلون معه عليه، ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم، حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل، فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنين (ع) سمعه، فسمعه يوصيهم به، فبكى، وسمعهم يقولون: لا نألوه جهدا، وإنما هو صاحبنا بعدك، إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه. حتى إذا مات أمير المؤمنين (ع) رأى الحسن والحسين (ع) مثل ذلك الذي رأى، ورأيا النبي (ص) أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوه بالنبي. حتى إذا مات الحسن (ع) رأى منه الحسين (ع) مثل ذلك، ورأى النبي (ص) وعليا (ع) يعينان الملائكة. حتى إذا مات الحسين (ع) رأى علي بن الحسين (ع) منه مثل ذلك، ورأى النبي (ص) وعليا والحسن (ع) يعينون الملائكة. حتى إذا مات علي بن الحسين (ع) رأى محمد بن علي (ع) مثل ذلك، ورأى النبي (ص) وعليا (ع) والحسن والحسين (ع)يعينون الملائكة. حتى إذا مات محمد بن علي (ع) رأى جعفر (ع) مثل ذلك، ورأى النبي (ص) وعليا (ع) والحسن والحسين وعلي بن الحسين (ع) يعينون الملائكة، حتى إذا مات جعفر (ع) رأى موسى (ع) منه مثل ذلك، هكذا يجري إلى آخرنا.

--------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 225, طرف من الأنباء والمناقب ص 581, بحار الأنوار ج 22 ص 513, مدينة المعاجز ج 3 ص 47, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 640

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي عن سعيد بن المسيب قال: لما استشهد سيدي ومولاي الحسين (ع) وحج الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين (ع) فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني فقال: امض على نيتك وحج, فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين, ووجهه كقطع الليل المظلم, وهو متعلق بأستار الكعبة, وهو يقول: اللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي وما أحسبك تفعل ولو تشفع في سكان سماواتك وأرضك, وجميع ما خلقت, لعظم جرمي! قال سعيد بن المسيب: فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس واجتمعنا عليه, فقلنا: يا ويلك! لو كنت إبليس ما كنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله فمن أنت وما ذنبك؟! فبكى وقال: يا قوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت, فقلنا له: تذكره لنا, فقال: أنا كنت جمالاً لأبي عبد الله (ع) لما خرج من المدينة إلى العراق, وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأرى تكة (رباط السراويل) تغشي الابصار بحسن إشراقها, وكنت أتمناها تكون لي إلى أن صرنا بكربلا, وقتل الحسين وهي معه, فدفنت نفسي في مكان من الارض فلما جن الليل, خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نوراً لا ظلمة! ونهاراً لا ليلاً! والقتلى مطرحين على وجه الارض, فذكرت لخبثي وشقائي التكة فقلت: والله لاطلبن الحسين وأرجو أن تكون التكة في سراويله فأخذها ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى أتيت إلى الحسين (ع) فوجدته مكبوباً على وجهه وهو جثة بلا رأس, ونوره مشرق مرمل بدمائه, والرياح سافية عليه, فقلت: هذا والله الحسين! فنظرت إلى سراويله كما كنت أراها فدنوت منه, وضربت بيدي إلى التكة لآخذها فإذا هو قد عقدها عقداً كثيرة فلم أزل أحلها حتى حللت عقدة منها فمد يده اليمنى وقبض على التكة فلم أقدر على أخذ يده عنها ولا أصل إليها فدعتني النفس الملعونة إلى أن أطلب شيئاً أقطع به يديه فوجدت قطعة سيف مطروح فأخذتها واتكيت على يده ولم أزل أحزها حتى فصلتها عن زنده, ثم نحيتها عن التكة ومددت يدي إلى التكة لأحلها فمد يده اليسرى فقبض عليها فلم أقدر على أخذها فأخذت قطعة السيف, فلم أزل أحزها حتى فصلتها عن التكة, ومددت يدي إلى التكة لآخذها, فإذا الارض ترجف والسماء تهتز وإذا بغلبة عظيمة, وبكاء ونداء وقائل يقول: واابناه! وامقتولاه! واذبيحاه! واحسيناه! واغريباه! يا بني قتلوك وما عرفوك, ومن شرب الماء منعوك فلما رأيت ذلك, صعقت ورميت نفسي بين القتلى, وإذا بثلاث نفر وامرأة وحولهم خلائق وقوف, وقد امتلات الارض بصور الناس وأجنحة الملائكة, وإذا بواحد منهم يقول: يا ابناه يا حسين فداك جدك وأبوك وأخوك وامك وإذا بالحسين (ع) قد جلس ورأسه على بدنه وهو يقول:, لبيك يا جداه يا رسول الله ويا أبتاه يا أمير المؤمنين ويا أماه يا فاطمة الزهراء, ويا أخاه المقتول بالسم عليكم مني السلام ثم إنه بكى وقال: يا جداه قتلوا والله رجالنا, يا جداه سلبوا والله نساءنا, يا جداه نهبوا والله رحالنا, يا جداه ذبحوا والله أطفالنا, يا جداه يعز والله عليك أن ترى حالنا, وما فعل الكفار بنا وإذا هم جلسوا يبكون حوله على ما أصابه, وفاطمة تقول: يا أباه يارسول الله أما ترى ما فعلت أمتك بولدي؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه وأخضب به ناصيتي وألقى الله عز وجل وأنا مختضبة بدم ولدي الحسين؟ فقال لها: خذي ونأخذ يا فاطمة فرأيتهم يأخذون من دم شيبه وتمسح به فاطمة ناصيتها, والنبي وعلي والحسن عليهم السلام يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق, وسمعت رسول الله يقول: فديتك يا حسين! يعز والله علي أن أراك مقطوع الرأس مرمل الجبينين دامي النحر مكبوباً على قفاك, قد كساك الذارئ من الرمول وأنت طريح مقتول, مقطوع الكفين يا بني من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى؟ فقال: يا جداه كان معي جمال من المدينة وكان يراني إذا وضعت سراويلي للوضوء فيتمنى أن يكون تكتي له, فما منعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلى, فوجدني جثة بلا رأس, فتفقد سراويلي فرأس التكة, وقد كنت عقدتها عقداً كثيرة, فضرب بيده إلى التكة فحل عقدة منها فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة, فطلب في المعركة فوجد قطعة سيف مكسور فقطع به يميني ثم حل عقدة أخرى, فقبضت على التكة بيدي اليسرى كي لا يحلها, فتنكشف عورتي, فحز يدي اليسرى, فلما أراد حل التكة حس بك فرمى نفسه بين القتلى فلما سمع النبي كلام الحسين بكى بكاء شديداً وأتى إليّ بين القتلى إلى أن وقف نحوي, فقال: مالي ومالك يا جمال؟ تقطع يدين طال ما قبلهما جبرئيل وملائكة الله أجمعون, وتباركت بها أهل السماوات والارضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذل والهوان, هتكوا نساءه من بعد الخدور, وانسدال الستور, سود الله وجهك يا جمال في الدنيا والآخرة, وقطع الله يديك ورجليك, وجعلك في حزب من سفك دماءنا وتجرء على الله, فما استتم دعاءه حتى شلت يداي وحسست بوجهي كأنه أُلبس قطعاً من الليل مظلماً, وبقيت على هذه الحالة فجئت إلى هذا البيت أستشفع وأنا أعلم أنه لا يغفر لي أبداً فلم يبق في مكة أحد إلا وسمع حديثه وتقرب إلى الله بلعنته, وكل يقول: حسبك ما جنيت يا لعين! {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}

------------------

بحار الأنوار ج 45 ص 316, الهداية الكبرى ص 207, مدينة المعاجز ج 3 ص 79, العوالم ج 17 ص 629

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن بشير بن حذلم, عن علي بن الحسين (ع): إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله  (ع) وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.

-------------

اللهوف ص 117, بحار الأنوار ج 45 ص 148, تسلية المجالس ج 2 ص 462, العوالم ج 17 ص 448

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* ما جرى معه × في السبي والرجوع إلى المدينة

أقام (عمر بن سعد لعنه الله) بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل، وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين (ع) وأخواته ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين (ع) فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى.

-----------------------

الإرشاج ج 2 ص 114, إعلام الورى ج 1 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذلم بن ستير: قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين، عند منصرف علي بن الحسين (ع) بالنسوة من كربلاء ومعهم الأجناد محيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما اقبل بهم على الجمال بغير وطاء، جعل نساء أهل الكوفة يبكين وينتدبن. فسمعت علي بن الحسين (ع) وهو يقول بصوت ضئيل, وقد نهكته العلة وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه: ألا إن هؤلاء النسوة يبكين، فمن قتلنا؟

-----------------------

الأمالي للمفيد ص 321, الأمالي للطوسي ص 91, بحار الانوار ج 45 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم إن زين العابدين (ع) أومأ إلى الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام قائما، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النبي بما هو أهله فصلى عليه، ثم قال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي: أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه وانتهب ماله وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا. أيها الناس! ناشدتكم الله، هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه؟! فتبا لما قدمتم لأنفسكم وسوءا لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله (ص) إذ يقول لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من امتي؟! قال الراوي: فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون. فقال (ع): رحم الله امرأ قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته، فإن لنا في رسول الله (ص) اسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون، حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فأمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا. فقال (ع): هيهات هيهات! أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل؟! كلا ورب الراقصات، فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله (ص) وثكل أبي وبني أبي، ووجده بين لهواتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا. ثم قال:

لا غرو إن قتل الحسين وشيخه... قد كان خيرا من حسين وأكرما

فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي... أصاب حسينا كان ذلك أعظما

قتيل بشط النهر روحي فداؤه... جزاء الذي أرداه نار جهنما

ثم قال (ع): رضينا منكم رأسا برأس، فلا يوم لنا ولا علينا.

-----------------------

اللهوف ص 92, بحار الأنوار ج 45 ص 112, الإحتجاج ج 2 ص 305, تسلية المجالس ج 2 ص 360, العوالم ج 17 ص 381, مثير الأحزان ص 69 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

التفت ابن زياد لعنه الله إلى علي بن الحسين (ع)، فقال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين. فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟! فقال له علي (ع): قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين قتله الناس. فقال: بل الله قتله. فقال علي (ع): {الله يتوفى الأنفس حين موتها}. فقال ابن زياد (لعنه الله): وبك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه. فسمعت به عمته زينب (ع)، فقالت: يابن زياد، إنك لم تبق منا أحدا، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه. فقال علي (ع) لعمته (ع): اسكتي يا عمة حتى اكلمه. ثم أقبل إليه فقال: أبالقتل تهددني يابن زياد، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة؟ ثم أمر ابن زياد (لعنه الله) بعلي بن الحسين (ع) وأهله, فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم، فقالت زينب بنت علي (ع): لا تدخلن عربية إلا أم ولد أو مملوكة, فإنهن سبين كما سبينا.

-----------------------

اللهوف ص 94, بحار الأنوار ج 45 ص 117 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حاجب عبيد الله بن زياد: أمر (ابن زياد لعنه الله) بعلي بن الحسين (ع) فغل وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملئ رجالا ونساء، يضربون وجوههم ويبكون. فحبسوا في سجن وطبق عليهم.

-----------------------

الأمالي للصدوق ص 165, بحار الأنوار ج 45 ص 154, روضة الواعظين ج 1 ص 190, العوالم ج 17 ص 375

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

إن عبيد الله بن زياد, بعد إنفاذه برأس الحسين (ع) أمر بنسائه وصبيانه فجهزوا، وأمر بعلي بن الحسين (ع) فغل بغل إلى عنقه، ثم سرح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس. ولم يكن علي بن الحسين (ع) يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة حتى بلغوا.

-----------------------

الإرشاد ج 2 ص 119, بحار الأنوار ج 45 ص 130, إعلام الورى ج 1 ص 473

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي (ع): سألت أبي علي بن الحسين (ع) عن حمل يزيد (لعنه الله) له، فقال: حملني على بعير يطلع بغير وطاء، ورأس الحسين (ع) على علم، ونسوتنا خلفي على بغال اكف، والفارطة خلفنا وحولنا بالرماح، إن دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتى إذا دخلنا دمشق صاح صائح: يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون!

-------------------

إقبال الاعمال ج 3 ص 89, بحار الأنوار ج 45 ص 154, العوالم ج 17 ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام زين العابدين (ع): إن سهل بن سعد قال: خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار، قد علقوا الستور والحجب والديباج، وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول، فقلت في نفسي: لعل لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن، فرأيت قوما يتحدثون، فقلت: يا هؤلاء! ألكم بالشام عيد لا نعرفه نحن؟! قالوا: يا شيخ! نراك غريبا. فقلت: أنا سهل بن سعد، قد رأيت رسول الله (ص) وحملت حديثه. فقالوا: يا سهل! ما أعجبك السماء لا تمطر دما! والأرض لا تخسف بأهلها! قلت: ولم ذاك؟ فقالوا هذا رأس الحسين (ع) عترة رسول الله (ص)، يهدى من أرض العراق إلى الشام، وسيأتي الآن. قلت: وا عجباه! يهدى رأس الحسين (ع) والناس يفرحون؟! فمن أي باب يدخل؟ فأشاروا إلى باب يقال له: باب الساعات، فسرت نحو الباب، فبينما أنا هنالك، إذ جاءت الرايات يتلو بعضها بعضا، وإذا أنا بفارس بيده رمح منزوع السنان، وعليه رأس من أشبه الناس وجها برسول الله (ص)، وإذا بنسوة من ورائه على جمال بغير وطاء. فدنوت من إحداهن فقلت لها: يا جارية من أنت؟ فقالت: سكينة بنت الحسين. فقلت لها: ألك حاجة إلي؟ فأنا سهل بن سعد ممن رآى جدك وسمع حديثه. قالت: يا سهل! قل لصاحب الرأس أن يتقدم بالرأس أمامنا، حتى يشتغل الناس بالنظر إليه فلا ينظرون إلينا، فنحن حرم رسول الله (ص). قال: فدنوت من صاحب الرأس وقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمئة دينار؟! قال: وما هي؟ قلت: تقدم بالرأس أمام الحرم. ففعل ذلك ودفعت له ما وعدته.

-----------------------

بحار الأنوار ج 45 ص 127, رياض الأبرار ج 1 ص 246 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ديلم بن عمر: كنت بالشام حتى اتي بسبايا آل محمد (ص)، فاقيموا على باب المسجد حيث تقام السبايا، وفيهم علي بن الحسين (ع)، فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام، فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وقطع قرن الفتنة. فلم يأل عن سبهم وشتمهم. فلما انقضى كلامه، قال له علي بن الحسين (ع): إني قد أنصت لك حتى فرغت من منطقك، وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء، فأنصت لي كما أنصت لك. فقال له: هات. فقال له علي بن الحسين (ع): أما قرأت كتاب الله عز وجل؟ قال: نعم. فقال له (ع): أما قرأت هذه الآية {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}؟ قال: بلى. فقال له علي بن الحسين (ع): فنحن اولئك، فهل تجد لنا في سورة بني إسرائيل حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال: لا. فقال (ع): أما قرأت هذه الاية: {وآت ذا القربى حقه}؟ قال: نعم. قال علي (ع): فنحن اولئك الذين أمر الله عز وجل نبيه (ص) أن يؤتيهم حقهم. فقال الشامي: إنكم لأنتم هم؟! فقال له علي (ع): نعم نحن هم، فهل قرأت هذه الآية: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى}؟ فقال له الشامي: بلى. فقال علي (ع): فنحن ذو القربى، فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون المسلمين؟ فقال: لا. فقال علي بن الحسين (ع): أما قرأت هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}؟ قال: فرفع الشامي يده إلى السماء ثم قال: اللهم إني أتوب إليك ـ ثلاث مرات ـ اللهم إني أتوب إليك من عداوة آل محمد، وأبرأ إليك ممن قتل أهل بيت محمد (ص)، ولقد قرأت القرآن منذ دهر فما شعرت بهذا قبل اليوم.

-----------------------

الإحتجاج ج 2 ص 306, بحار الأنوار ج 45 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام زين العابدين (ع): ادخلنا على يزيد (لعنه الله) ونحن اثنا عشر رجلا مغللون، فلما وقفنا بين يديه، قلت: أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الحال؟ قال: يا أهل الشام, ما ترون في هؤلاء؟ قال رجل: لا تتخذن من كلب سوء جروا, فقال له النعمان بن بشير: اصنع ما كان رسول الله (ص) يصنع بهم لو رآهم بهذه الخيبة. وقالت فاطمة بنت الحسين (ع): يا يزيد بنات رسول الله سبايا! فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات. فقال علي بن الحسين (ع) وأنا مغلول، فقلت: أتأذن لي في الكلام؟ فقال: قل ولا تقل هجرا. قلت: لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي أن يقول الهجر، ما ظنك برسول الله (ص) لو رآني في غل؟ فقال لمن حوله: حلوه، ثم وضع رأس الحسين (ع) بين يديه، والنساء من خلفه؛ لئلا ينظرن إليه، فرآه علي بن الحسين (ع)، فلم يأكل بعد ذلك الرأس.

-----------------------

مثير الأحزان ص 78, بحار الأنوار ج 45 ص 132 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم وغيره من الناس: إنه لما دخل علي بن الحسين (ع) وحرمه على يزيد (لعنه الله)، وجيء برأس الحسين (ع) ووضع بين يديه في طست، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده، وهو يقول:

لعبت هاشم بالملك فلا... خبر جاء ولا وحي نزل

ليت أشياخي ببدر شهدوا... جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحا... ولقالوا يا يزيد لا تشل

فجزيناهم ببدر مثلا... وأقمنا مثل بدر فاعتدل

لست من خندف إن لم أنتقم... من بني أحمد ما كان فعل

-------------

الإحتجاج ج 2 ص 307, بحار الأنوار ج 45 ص 157, العوالم ج 17 ص 402

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الصادق (ع): لما ادخل رأس الحسين بن علي (ع) على يزيد لعنه الله، وادخل عليه علي بن الحسين (ع) وبنات أمير المؤمنين (ع)، وكان علي بن الحسين (ع) مقيدا مغلولا، فقال يزيد (لعنها لله): يا علي بن الحسين، الحمد لله الذي قتل أباك. فقال علي بن الحسين (ع): لعن الله من قتل أبي. قال: فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه (ع). فقال علي بن الحسين (ع): فإذا قتلتني فبنات رسول الله (ع) من يردهم إلى منازلهم وليس لهم محرم غيري؟ فقال: أنت تردهم إلى منازلهم، ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده. ثم قال له: يا علي بن الحسين، أتدري ما الذي اريد بذلك؟ قال: بلى، تريد أن لا يكون لأحد علي منة غيرك. فقال يزيد (لعنها لله): هذا والله ما أردت أفعله. ثم قال يزيد (لعنها لله): يا علي بن الحسين {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}. فقال علي بن الحسين (ع): كلا ما هذه فينا نزلت، إنما نزلت فينا: {ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتـب من قبل أن نبرأها إن ذ لك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتـاكم} فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما آتانا.

-------------

تفسير القمي ج 2 ص 352, البرهان ج 5 ص 299, إثباة الهداة ج 4 ص 78, مدينة المعاجز ج 4 ص 356, بحار الأنوار ج 45 ص 169, العوالم ج 17 ص 415

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال يزيد لعنه الله لعلي بن الحسين ×: يا ابن حسين, أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني, فصنع الله به ما قد رأيت, فقال علي بن الحسين ×: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} فقال يزيد لابنه خالد: اردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه, فقال له يزيد: قل: {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير}.

------

الإرشاد ج 2 ص 120, إعلام الورى ص 253, الدر النظيم ص 565, تسلية المجالس ج 2 ص 386, بحار الأنوار ج 45 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أنه لما حمل علي بن الحسين (ع) إلى يزيد عليه اللعنة، هم بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعلي (ع) يجيبه حسب ما يكلمه، وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه، وهو يتكلم، فقال له يزيد عليه ما يستحقة: أنا اكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك، فكيف يجوز ذلك؟ فقال (ع): حدثني أبي عن جدي (ص) أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل، لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه، فيقول: اللهم إني أصبحت اسبحك واحمدك واهللك واكبرك وامجدك بعدد ما ادير به سبحتي، ويأخذ السبحة في يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه فإذا أوى إلى فراشه، قال مثل ذلك القول، ووضع سبحته تحت رأسه، فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت، ففعلت هذا اقتداء بجدي (ص). فقال له يزيد عليه اللعنة: مرة بعد اخرى، لست اكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يفوز به. وعفا عنه ووصله، وأمر بإطلاقه.

-----------------------

الدعوات للراوندي ص 61, بحار الأنوار ح 45 ص 200, رياض الأبرار ج 1 ص 263, مستدرك الوسائل ج 5 ص 124

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد ابن الحنفية, عن علي بن الحسين زين العابدين (ع): لما اتي برأس الحسين (ع) إلى يزيد (لعنه الله) كان يتخذ مجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين (ع) ويضعه بين يديه ويشرب عليه. فحضر ذات يوم في أحد مجالسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائها، فقال: يا ملك العرب، رأس من هذا؟ فقال له يزيد (لعنه الله): ما لك ولهذا الرأس؟ فقال: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن اخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه، ليشاركك في الفرح والسرور. فقال يزيد (لعنه الله): هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فقال: ومن امه؟ قال: فاطمة الزهراء (ع)، قال: بنت من؟ قال: بنت رسول الله (ص). فقال الرسول: اف لك ولدينك، ما دين أخس من دينك، اعلم أني من أحفاد داوود (ع) وبيني وبينه آباء كثيرة، والنصارى يعظمونني ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركا، لأني من أحفاد داود (ع)، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله (ص) وما بينه وبين رسول الله إلا ام واحدة! فأي دين هذا؟ ثم قال له الرسول: يا يزيد، هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال يزيد (لعنه الله): قل حتى أسمع، فقال: إن بين عمان والصين بحر مسيرته سنة، ليس فيه عمران إلا بلدة واحدة في وسط الماء، طولها ثمانون فرسخا وعرضها كذلك، ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت والعنبر، وأشجارهم العود، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحد فيها من الملوك. وفي تلك البلدة كنائس كثيرة أعظمها كنيسة الحافر، في محرابها حقة من ذهب معلقة فيها حافر، يقولون: إنه حافر حمار كان يركبه عيسى (ع)، وقد زينت حوالي الحقة بالذهب والجواهر والديباج والأبريسم. وفي كل عام يقصدها عالم من النصارى، فيطوفون حول الحقة ويزورونها ويقبلونها، ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى ببركتها. هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون إنه حافر حمار كان يركبه عيسى (ع) نبيهم، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم! لا بارك الله فيكم ولا في دينكم. فقال يزيد (لعنه الله) لأصحابه: اقتلوا هذا النصراني؛ فإنه يفضحنا إن رجع إلى بلاده ويشنع علينا. فلما أحس النصراني بالقتل، قال: يا يزيد أتريد قتلي؟ قال: نعم، قال: فاعلم إني رأيت البارحة نبيكم في منامي وهو يقول لي: يا نصراني أنت من أهل الجنة، فعجبت من كلامه حتى نالني هذا، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. ثم أخذ الرأس وضمه إليه، وجعل يبكي، حتى قتل.

-----------------------

اللهوف ص 110, بحار الأنوار ج 45 ص 141, تسلية المجالس ج 2 ص 397, رياض الأبرار ج 1 ص 249, العوالم ج 17 ص 442

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن يزيد (لعنه الله) أمر بمنبر وخطيب، ليذكر للناس مساوئ للحسين وأبيه علي (ع)، فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأكثر الوقيعة في علي والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد (لعنهم الله). فصاح به علي بن الحسين (ع): ويلك أيها الخاطب! اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق؟ فتبوأ مقعدك من النار. ثم قال: يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب. فأبى يزيد (لعنهم الله). فقال الناس: يا أمير المؤمنين، ائذن له ليصعد، فلعلنا نسمع منه شيئا، فقال لهم: إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان، فقالوا: وما قدر ما يحسن هذا؟ فقال: إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا. ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود. فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون؛ وأوجل منها القلوب، فقال (ع) فيها: أيها الناس، اعطينا ستا، وفضلنا بسبع: اعطينا العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا (ص)، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد الرسول، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنا سبطا هذه الامة، وسيدا شباب أهل الجنة؛ فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي، أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهوا، أنا ابن من اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسبحان من أسرى، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنى فتدلى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السما، أنا ابن من أوحى له الجليل ما أوحى، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلا الله. أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وصلى القبلتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين، ورسول رب العالمين. أنا ابن المؤيد بجبرائيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، والمجاهد أعداءه الناصبين، وأفخر من مشى من قريش أجمعين، وأول من أجاب واستجاب لله من المؤمنين، وأقدم السابقين، وقاصم المعتدين، ومبير المشركين، وسهم من مرامي الله على المنافقين، ولسان حكمة العابدين، ناصر دين الله، وولي أمر الله، وبستان حكمة الله، وعيبة علم الله، سمح سخي، بهلول زكي أبطحي رضي مرضي، مقدام همام، لاصابر صوام، مهذب قوام، شجاع قمقام، قاطع الأصلاب، ومفرق الأحزاب، أربطهم جنانا، وأطبقهم عنانا، وأجرأهم لسانا، وأمضاهم عزيمة، وأشدهم شكيمة، أسد باسل، وغيث هاطل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة، وقربت الأعنة طحن الرحى، ويذروهم ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز، وصاحب الإعجاز، وكبش العراق، الإمام بالنص والاستحقاق، مكي مدني، أبطحي تهامي، خيفي عقبي، بدري احدي، شجري مهاجري، من العرب سيدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين، وأبو السبطين الحسن والحسين، مظهر العجائب، ومفرق الكتائب والشهاب الثاقب، والنور العاقب، أسد الله الغالب، مطلوب كل طالب، غالب كل غالب؛ ذاك جدي علي بن أبي طالب (ع). أنا ابن فاطمة الزهراء (ع)، أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن الطهر البتول، أنا ابن بضعة الرسول. قال: ولم يزل يقول: أنا أنا، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد (لعنه الله) أن تكون فتنة، فأمر المؤذن أن يؤذن، فقطع عليه الكلام وسكت. فلما قال المؤذن: الله أكبر, قال علي بن الحسين (ع): كبرت كبيرا لايقاس، ولا يدرك بالحواس، لا شيء أكبر من الله. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله, قال علي (ع): شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخي وعظمي. فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله, التفت علي (ع) من أعلى المنبر إلى يزيد، وقال: يا يزيد! محمد (ص) هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت، وإن قلت إنه جدي فلم قتلت عترته؟! قال: وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة، فتقدم يزيد (لعنه الله) وصلى صلاة الظهر.

-----------------------

بحار الأنوار ج 45 ص 137, تسلية المجالس ج 2 ص 391, الفضائل للقمي ص 80

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن فاطمة بنت علي (ع): ثم إن يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين (ع) فحبسن مع علي بن الحسين (ع) في محبس لا يكنهم من حر ولا قر, حتى تقشرت وجوههم, ولم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط, وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء كأنه الملاحف المعصفرة, إلى أن خرج علي بن الحسين (ع) بالنسوة ورد رأس الحسين (ع) إلى كربلاء.

----------

الأمالي للصدوق ص 167, بحار الأنوار ج 45 ص 140. نحوه: روضة الواعظين ج 1 ص 192, رياض الأبرار ج 1 ص 248

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما أتى بعلي بن الحسين (ع) يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله, ومن معه جعلوه في بيت فقال بعضهم: إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا, فراطن الحرس فقالوا: انظروا إلى هؤلاء, يخافون أن تقع عليهم البيت وإنما يخرجون غدا فيقتلون, قال علي بن الحسين (ع): لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري, والرطانة عند أهل المدينة الرومية.

-----------------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 338, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 145, بحار الأنوار ج 45 ص 177, الخرائج ج 2 ص 753 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عاصم بن حميد, عن أبي عبد الله (ع): لقي المنهال بن عمرو علي بن الحسين بن علي (ع)، فقال له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ قال: ويحك، أما آن لك أن تعلم كيف أصبحت؟ أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا، وأصبح خير البرية بعد محمد (ص) يلعن على المنابر، وأصبح عدونا يعطى المال والشرف، وأصبح من يحبنا محقورا منقوصا حقه، وكذلك لم يزل المؤمنون. وأصبحت العجم تعرف للعرب حقها بأن محمدا (ص) كان منها، وأصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا (ص) كان منها، وأصبحت العرب تعرف لقريش حقها بأن محمدا (ص) كان منها، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا (ص) كان منها، وأصبحنا أهل البيت لا يعرف لنا حق! فهكذا أصبحنا يا منهال.

-----------------------

تفسير القمي ج 2 ص 134, البرهان ج 4 ص 255, بحار الأنوار ج 45 ص 83, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 109, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 31, تفسير فرات ص 149 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال (يزيد لعنه الله) لعلي بن الحسين (ع): اذكر حاجاتك الثلاث التي وعدتك بقضائهن. فقال له: الاولى: أن تريني وجه سيدي ومولاي الحسين (ع)، فأتزود منه وأنظر إليه واودعه. والثانية: أن ترد علينا ما اخذ منا. والثالثة: إن كنت عزمت على قتلي، أن توجه مع هؤلاء النسوة من يردهن إلى حرم جدهن (ص). فقال: أما وجه أبيك فلن تراه أبدا، وأما قتلك فقد عفوت عنك، وأما النساء فما يردهن إلى المدينة غيرك، وأما ما اخذ منكم فإني اعوضكم عنه أضعاف قيمته. فقال (ع): أما مالك فلا نريده، وهو موفر عليك، وإنما طلبت ما اخذ منا؛ لأن فيه مغزل فاطمة بنت محمد (ص) ومقنعتها وقلادتها وقميصها. فأمر برد ذلك، وزاد عليه مئتي دينار، فأخذها زين العابدين (ع) وفرقها على الفقراء والمساكين. ثم أمر برد الاسارى وسبايا البتول إلى أوطانهم بمدينة الرسول.

---------------

اللهوف ص 113, بحار الأنوار ج 45 ص 144, مثير الأحزان ص 85 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أمر (يزيد لعنه الله) بإطلاق علي بن الحسين (ع)، وخيره بين المقام عنده أو الانصراف، فاختار الانصراف إلى المدينة، فسرحه.

----------

شرح الأخبار ج 3 ص 159

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أمر (يزيد لعنه الله) بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن علي بن الحسين (ع)، فافرد لهم دارتتصل بدار يزيد، فأقاموا أياما ثم ندب يزيد النعمان بن بشير، وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة. ولما أراد أن يجهزهم دعا علي بن الحسين (ع) فاستخلاه، ثم قال له: لعن الله ابن مرجانة، أم والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت، كاتبني من المدينة وأنه كل حاجة تكون لك. وتقدم بكسوته وكسوة أهله. وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم إليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحى عنهم وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءا وقضاء حاجة لم يحتشم. فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم كما وصاه يزيد ويرعونهم، حتى دخلوا المدينة.

-----------------------

الإرشاد ج 2 ص 122, الدر النظيم ص 566, إعلام الورة ج 1 ص 475

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما مر عيال الحسين (ع) بكربلاء، وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم قدموا لزيارته في وقت واحد، فتلاقوا بالحزن والاكتئاب والنوح على هذا المصاب المقرح لأكباد الأحباب.

-----------------------

مثير الأحزان ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

في اليوم العشرين منه (من شهر صفر) كان رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) من الشام إلى مدينة الرسول (ص), هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله (ص) من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله (ع) فكان أول من زاره من الناس. ويستحب زيارته (ع) فيه وهي زيارة الأربعين.

-----------------------

مصباح المتهجد ج 2 ص 787

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن بشير بن حذلم: فلما قربنا منها (من المدينة) نزل علي بن الحسين (ع) فحط رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه، وقال: يا بشير, رحم الله أباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر على شيء منه؟ قلت: بلى يابن رسول الله إني لشاعر. قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله (ع)، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي (ص) رفعت صوتي بالبكاء، وأنشأت أقول:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها... قتل الحسين فأدمعي مدرار

الجسم منه بكربلاء مضرج... والرأس منه على القناة يدار

قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (ع) مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم اعرفكم مكانه. قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن، مكشوفة شعورهن مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم أر باكيا ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله (ص). وسمعت جارية تنوح على الحسين (ع) وتقول:

نعى سيدي ناع نعاه فأوجعا... فأمرضني ناع نعاه فأفجعا

أعيني جودا بالمدامع وأسكبا... وجودا بدمع بعد دمعكما معا

على من دهى عرش الجليل فزعزعا... وأصبح أنف الدين والمجد أجدعا

على ابن نبي الله وابن وصيه... وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا

ثم قالت: أيها الناعي, جددت حزننا بأبي عبد الله (ع)، وخدشت منا قروحا لما تندمل، فمن أنت يرحمك الله؟ قلت: أنا بشير بن حذلم، وجهني مولاي علي بن الحسين (ع) وهو نازل موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين (ع) ونسائه. قال: فتركوني مكاني وبادروا، فضربت فرسي حتى رجعت إليهم، فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع، فنزلت عن فرسي وتخطيت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسين (ع) داخلا، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة، فارتفعت أصوات الناس بالبكاء، وحنين الجوارى والنساء، والناس من كل ناحية يعزونه، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة، فأومأ بيده أن اسكتوا، فسكنت فورتهم. فقال (ع): الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بعد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الامور، وفجائع الدهور، وألم الفواجع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة، الكاظة الفادحة الجائحة. أيها القوم, إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله (ع) وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية. أيها الناس, فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أية عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهمالها؟ فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لجج البحار، والملائكة المقربون، وأهل السماوات أجمعون. أيها الناس, أي قلب لا ينصدع لقتله، أم أي فؤاد لا يحن إليه، أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصم؟ أيها الناس, أصبحنا مطرودين مشردين، مذودين شاسعين عن الأمصار كأننا أولاد ترك أو كابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين {إن هذا إلا اختلق}. والله لو أن النبي (ص) تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا، لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها، وأوجعها وأفجعها، وأكظها، وأفظعها، وأمرها، وأفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا وأبلغ بنا، إنه عزيز ذو انتقام. قال الراوي: فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان وكان زمنا فاعتذر إليه بما عنده من زمانة رجليه، فأجابه بقبول معذرته، وحسن الظن به، وشكر له وترحم على أبيه.

-----------------------

اللهوف ص 115, بحار الأنوار ج 45 ص 147

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن سيابة عن أبي عبد الله (ع): لما قدم علي بن الحسين (ع) وقد قتل الحسين بن علي (ع)، استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله وقال: يا علي بن الحسين، من غلب؟ وهو مغطى رأسه وهو في المحمل. قال: فقال له علي بن الحسين (ع): إذا أردت أن تعلم من غلب ودخل وقت الصلاة، فأذن ثم أقم.

-----------------------

الأمالي للطوسي ص 677, بحار الأنوار ج 45 ص 177

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي النمير علي ابن يزيد قال: كنت مع علي بن الحسين (ع) عند ما انصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه وأتوارى عنهم عند قضاء حوائجهم، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشي‏ء من حليهن فلم آخذه، وقلت: فعلت هذا لله عز وجل. فأخذ علي بن الحسين (ع) حجرا أسود صما فطبعه بخاتمه، ثم قال: خذه وسل كل حاجة لك منه. فو الله الذي بعث محمدا بالحق، لقد كنت أسأله الضوء في البيت فينسرج في الظلماء، وأضعه على الأقفال فتفتح لي، وآخذه بيدي و أقف بين يدي السلاطين فلا أرى إلا ما أحب.

--------

دلائل الإمامة ص 201, نوادر المعجزات ص 256, الدر النظيم ص 590

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: كان أبي علي بن الحسين (ع) قد اتخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي (ع) بيتا من شَعر, وأقام بالبادية فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس وملاقاتهم, وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده (ع) ولا يشعر بذلك من فعله‏.

-----------

فرحة الغري ص 43, الغارات ج 2 ص 848, الإقبال ج 2 ص 273, بحار الأنوار ج 97 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* دعاؤه × على حرملة وابن زياد

عن المنهال بن عمرو: دخلت على علي بن الحسين (ع) منصرفي من مكة، فقال لي: يا منهال، ما صنع حرملة بن كاهلة الأسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة. قال: فرفع يديه جميعا، فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار. قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد، وكان لي صديقا، قال: فكنت في منزلي أياما، حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره. فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهننا بها، ولم تشركنا فيها؟! فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث، حتى أتى الكناس، فوقف وقوفا كأنه ينتظر شيئا، وقد كان اخبر بمكان حرملة بن كاهلة، فوجه في طلبه، فلم نلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير، البشارة، قد اخذ حرملة بن كاهلة، فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك. ثم قال: الجزار الجزار! فاتي بجزار، فقال له: اقطع يديه، فقطعتا. ثم قال له: اقطع رجليه، فقطعتا. ثم قال: النار النار! فاتي بنار وقصب، فالقي عليه، واشتعلت فيه النار. فقلت: سبحان الله! فقال لي: يا منهال! إن التسبيح لحسن، ففيم سبحت؟ فقلت: أيها الأمير! دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين (ع)، فقال لي: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهلة الأسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة. فرفع يديه جميعا، فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار. فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين يقول هذا؟ فقلت: والله، لقد سمعته قال. فنزل عن دابته وصلى ركعتين، فأطال السجود، ثم قام فركب، وقد احترق حرملة، وركبت معه وسرنا، فحاذيت داري، فقلت: أيها الأمير! إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي. فقال: يا منهال! تعلمني أن علي بن الحسين (ع) دعا بأربع دعوات، فأجابه الله على يدي، ثم تأمرني أن آكل! هذا يوم صوم شكرا لله عز وجل على ما فعلته بتوفيقه. حرملة هو الذي حمل رأس الحسين (ع).

 --------------

الأمالي للطوسي 238, مدينة المعاجز ج 4 ص 320, بحار الأنوار ج 45 ص 332, تسلية المجالس ج 2 ص 499, رياض الأبرار ج 1 ص 284, العوالم ج 17 ص 664, كشف الغمة ج 2 ص 112 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المدائني عن رجاله, في قيام المختار: قال ابن الأشتر: إني رأيت بعدما انكشف الناس طائفة منهم قد صبرت تقاتل، فأقدمت عليهم، وأقبل رجل آخر في كبكبة كأنه بغل أقمر، يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه، فدنا مني، فضربت يده فأبنتها، وسقط على شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه، فقتلته ووجدت منه ريح المسك، وأظنه ابن زياد، فاطلبوه، فجاء رجل، فنزع خفيه وتأمله، فإذا هو ابن زياد لعنه الله على ما وصف ابن الأشتر، فاحتز رأسه، واستوقدوا عامة الليل بجسده، فنظر إليه مهران مولى زياد وكان يحبه حبا شديدا، فحلف ألا يأكل شحما أبدا. وأصبح الناس فحووا ما في العسكر، وهرب غلام لعبيد الله إلى الشام، فقال له عبد الملك بن مروان: متى عهدك بابن زياد؟ فقال: جال الناس وتقدم فقاتل، وقال: ايتني بجرة فيها ماء، فأتيته فاحتملها، فشرب منها، وصب الماء بين درعه وجسده، وصب على ناصية فرسه، فصهل ثم أقحمه، فهذا آخر عهدي به. قال: وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى، فالقيت بين يديه. فقال: الحمد لله رب العالمين، وضع رأس الحسين بن علي (ع) بين يدي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدى، واتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى. قال: رأينا حية بيضاء تخلل الرؤوس حتى دخلت في أنف ابن زياد وخرجت من اذنه، ودخلت في اذنه وخرجت من أنفه. فلما فرغ المختار من الغداء، قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله، ثم رمى بها إلى مولى له، وقال: اغسلها، فإني وضعتها على وجه نجس كافر (وساق الحديث) فبعث برأس ابن زياد إلى علي بن الحسين (ع)، فادخل عليه وهو يتغدى، فقال علي بن الحسين (ع): ادخلت على ابن زياد وهو يتغدى، ورأس أبي بين يديه، فقلت: اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي، ثم أمر فرمي به، فحمل إلى ابن الزبير، فوضعه ابن الزبير على قصبة، فحركتها الريح فسقط، فخرجت حية من تحت الستار، فأخذت بأنفه، فأعادوا القصبة، فحركتها الريح فسقط، فخرجت الحية، فأزمت بأنفه، فعل ذلك ثلاث مرات، فأمر ابن الزبير، فالقي في بعض شعاب مكة.

--------------

الأمالي للطوسي ص 241, مدينة المعاجز ج 4 ص 325, بحار الأنوار ج 45 ص 335, رياض الأبرار ج 1 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* بكاؤه على الإمام الحسين (ع):

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال: البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد (ص)، وعلي بن الحسين (ع). - الى ان قال - وأما علي بن الحسين (ع) فبكى على الحسين (ع) عشرين سنة - أو أربعين سنة - ما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين! قال: قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

-------------

الأمالي الصدوق ص140، وسائل الشيعة ج3 ص280، إرشاد القلوب ج1 ص 95، الخصال ج1 ص272،عنه بحار الأنوار ج46 ص109، روضة الواعظين ج1 ص170، قصص الأنبياء للجزائري ص175، كشف الغمة ج1 ص498، مكارم الأخلاق ص315

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام الصادق (ع): قال مولى له (للإمام السجاد (ع)): يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك أن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه, وشاب رأسه من الحزن, واحدودب ظهره من الغم, وكان ابنه حيا في الدنيا, وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.

---------------

الخصال ج 2 ص 517, أعلام الدين ص 300, مسكن الفوائد ص 101, وسائل الشيعة ج 3 ص 282, حلية الأبرار ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 45 ص 149, رياض الأبرار ج 1 ص 253, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 452, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 359, مزهة الناظر ص 95, مناقب آشوب ج 4 ص 166 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي عبد (ع) في حديث عن بكاء الإمام السجاد على سيد الشهداء (ع): كان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

----------------

كامل الزيارات ص 81, مدينة المعاجز ج 4 ص 167, بحار الأنوار ج 45 ص 207, مستدرك الوسائل ج 10 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن جعفر بن محمد (ع) قال: سئل علي بن الحسين (ع) عن كثرة بكائه: فقال: لا تلوموني, فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه, ولم يعلم أنه مات, وقد نظرت إلى أربعة عشرة رجلا من أهل بيتي قتلى في غزاة واحدة. أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟

------------------

مثير الأحزان ص 115, كشف الغمة ج 2 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان (الإمام زين العابدين (ع)) إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعا. فقيل له في ذلك، فقال: وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش. وقيل له: إنك لتبكي دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا. فقال: نفسي قتلتها، وعليها أبكي.

-----------------------

مناقب آشوب ج 4 ص 166, بحار الأنوار ج 46 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* مظلوميته

عن بشير بن حذلم, عن علي بن الحسين (ع): إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله  (ع) وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.

-------------

اللهوف ص 117, بحار الأنوار ج 45 ص 148, تسلية المجالس ج 2 ص 462, العوالم ج 17 ص 448

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال ابن الاعرابى: لما وجه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة, ضم علي بن الحسين (ع) إلى نفسه أربع مائة منافية, يعولهن إلى أن تفرق جيش مسرف بن عقبة, وقد حكى عنه مثل ذلك عند اخراج ابن الزبير لبنى أمية من الحجاز.

--------------

كشف الغمة ج 2 ص 107, بحار الأنوار ج 46 ص 101

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب عن إنهاب المدينة, قال: نعم, شدوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول الله (ص), ورأيت الخيل حول القبر وانتهب المدينة ثلاثا, فكنت أنا وعلي بن الحسين (ع) نأتي قبر النبي (ص), فيتكلم علي بن الحسين (ع) بكلام لم أقف عليه, فيحال ما بيننا وبين القوم, ونصلي ونرى القوم وهم لا يروننا, وقام رجل عليه حلل خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين (ع), فكان إذا أومأ الرجل إلى حرم رسول الله (ص) يشير ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت من غير أن يصيبه, فلما أن كفوا عن النهب دخل علي بن الحسين (ع) على النساء, فلم يترك قرطا في أذن صبي ولا حليا على امرأة ولا ثوبا إلا أخرجه إلى الفارس, فقال له الفارس: يا ابن رسول الله, إني ملك من الملائكة من شيعتك وشيعة أبيك (ع), لما أن ظهر القوم بالمدينة استأذنت ربي في نصرتكم آل محمد, فأذن لي لأن أدخرها يدا عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله (ص) وعندكم أهل البيت إلى يوم القيامة.

--------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 143, مدينة المعاجز ج 4 ص 370, بحار الأنوار ج 46 ص 131

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الباقر (ع) أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي بن الحسين (ع) يطوف بين يديه, لا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟! فقيل: هذا علي بن الحسين! فجلس مكانه وقال: ردوه إلي, فردوه, فقال له: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي! فقال علي بن الحسين (ع): إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو فكن, فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا, فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك! فإذا رداءه مملوء درراً يكاد شعاعها يخطف الابصار! فقال له: من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها، فلا حاجة لي فيها.

---------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 255, الثاقب في المناقب ص 365, مدينة المعاجز ج 4 ص 384, بحار الأنوار ج 46 ص 120, رياض الأبرار ج 2 ص 55

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): أن علي بن الحسين (ع) تزوج سرية كانت للحسن بن علي (ع), فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فكتب إليه في ذلك كتابا: أنك صرت بعل الإماء, فكتب إليه علي بن الحسين (ع): أن الله رفع بالإسلام الخسيسة, وأتم به الناقصة, وأكرم به من اللؤم, فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية, إن رسول الله (ص) أنكح عبده ونكح أمته, فلما انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال لمن عنده: أخبروني عن رجل إذا أتى ما يضع الناس لم يزده إلا شرفا؟ قالوا: ذاك أمير المؤمنين, قال: لا والله, ما هو ذاك, قالوا: ما نعرف إلا أمير المؤمنين, قال: فلا والله ما هو بأمير المؤمنين, ولكنه علي بن الحسين (ع).

---------------

الكافي ج 5 ص 345, الوافي ج 21 ص 92, حلية الأبرار ج 3 ص 322, بحار الأنوار ج 46 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن علي بن الحسين (ع) حج في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك، فاستجهر الناس منه (ع) وقالوا لهشام: من هو هذا؟ فقال هشام: لا أعرفه لئلا يرغب فيه فقال الفرزدق: أنا والله أعرفه.

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‏ ... والبيت يعرفه والحل والحرم‏

و أنشد القصيدة إلى آخرها، فأخذه هشام، وحبسه ومحى اسمه من الديوان، فبعث إليه علي بن الحسين (ع) دنانير فردها، وقال: ما قلت ذلك إلا ديانة، فبعث بها إليه أيضا وقال (ع): قد شكر الله لك ذلك، فلما طال الحبس عليه، وكان توعده القتل شكا إلى الإمام (ع)، فدعا له فخلصه الله، فجاء إليه وقال: يا بن رسول الله (ص) إنه محى اسمي من الديوان، فقال (ع) له: كم كان عطاؤك؟ قال: كذا، فأعطاه لأربعين سنة، وقال (ع): لو علمت أنك تحتاج إلى اكثر من هذا لأعطيتك، فمات الفرزدق لما انتهت الأربعين سنة.

--------------

الخرائج ج 1 ص 267, حلية الأبرار ج 3 ص 309, مدينة المعاجز ج 4 ص 393

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن عطاء التميمي قال: كنت مع علي بن الحسين (ع), وفي المسجد عمر بن عبد العزيز وعليه نعلان شراكها فضة, وكان من أمجن الناس وهو شاب، فنظر إليه علي بن الحسين (ع) فقال: يا عبد الله بن عطاء, أترى هذا المترف، انه لن يموت حتى يلي الناس، قلت: إنا لله هذا الفاسق, قال (ع): نعم, لا يلبث عليهم إلا يسيرا حتى يموت، فإذا هو مات لعنه أهل السماء واستغفر له أهل الأرض.

---------------

الثاقب في المناقب ص 360, بصائر الدرجات ص 170, الخرائج والجرائح ج 2 ص 584, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 143, الدر النظيم ص 590, إثبات الهداة ج 4 ص 69, مدين المعاجز ج 4 ص 263, بحار الأنوار ج 46 ص 23, رياض الأبرار ج 2 ص 19

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

* شهادته

كانت مدة إمامته بعد أبيه أربعا وثلاثين سنة, وكان في أيام إمامته بقية ملك يزيد بن معاوية, وملك معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم, وعبد الملك بن مروان, وتوفي (ع) في ملك الوليد بن عبد الملك.

---------------

إعلام الورى ص 256, بحار الأنوار ج 46 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قبض علي بن الحسين (ع) وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة, وعاش بعد الحسين (ع) خمسا وثلاثين سنة.

---------------

الكافي ج 1 ص 468, الوافي ج 3 ص 766, بحار الأنوار ج 46 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الهروي قال: سمعت الرضا (ع) يقول: والله ما منا إلا مقتول أو شهيد.

---------------

الأمالي للصدوق ص 63, روضة الواعظين ج 1 ص 233, جامع الأخبار ص 31, الوافي ج 14 ص 1550, وسائل الشيعة ج 14 ص 568, مدينة المعاجز ج 7 ص 181, بحار الأنوار ج 49 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روى عن أبيه علي بن الحسين (ع): أنه أتي في الليلة التي قبض فيها بشراب, فقيل له: اشرب, فقال (ع): هذه الليلة التي‏ وعدت أن أقبض فيها.

---------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 773, بحار الأنوار ج 46 ص 149

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كان لعلي بن الحسين (ع) ناقة, حج عليها اثنتين وعشرين حجة, ما قرعها قرعة قط, قال: فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي, فقال: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه, فدلكت (1) بجرانها (2) القبر وهي ترغو, فقلت: أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها, قال: وما كانت رأت القبر قط. (3)

---------------

(1) دلك الشيء: مَرَسه وعَركه.

(2) الجران: مقدم العنق من مذبح البعير أي منحره

(3) الكافي ج1 ص467، الإختصاص ص300، الوافي ج 3 ص 763, إثبات الهداة ج 4 ص 62, حلية الأبرار ج 4 ص 298, مدينة المعاجز ج 4 ص 274، بحار الأنوار ج 27 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لما كان الليلة التي وعدها علي بن الحسين (ع) قال لمحمد (ع): يا بني, أبغني وضوءا, قال (ع): فقمت فجئت بوضوء, فقال (ع): لا ينبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا, قال (ع): فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة, فجئته بوضوء غيره, قال: فقال (ع): يا بني, هذه الليلة التي وعدتها فأوصى بناقته أن يحضر لها عصام ويقام لها علف, فجعلت فيه فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها, فأتى محمد بن علي (ع) فقيل: إن الناقة قد خرجت إلى القبر, فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها, فأتاها فقال (ع): مه الآن قومي, بارك الله فيك فثارت ودخلت موضعها, فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها, فأتي محمد بن علي (ع) فقيل له: إن الناقة قد خرجت, فأتاها فقال (ع): مه الآن قومي, فلم تفعل, قال: دعوها فإنها مودعة, فلم تلبث إلا ثلاثة حتى نفقت, وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل, فما يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة.

----------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 483, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 141, مختصر البصائر ص 60, بحار الأنوار ج 46 ص 148. باختصار: الكافي ج 1 ص 468, كشف الغمة ج 2 ص 110, الوافي ج 3 ص 765, إثبات الهداة ج 4 ص 64

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب: إنك أخبرتني أن علي بن الحسين (ع) النفس الزكية، وإنك لا تعرف له نظيرا. قال: كذلك، وما هو مجهول ما أقول فيه، والله ما رؤي مثله. قال علي بن زيد: فقلت له: والله إن هذه الحجة لوكيدة يا سعيد، فلم لم تصل على جنازته. قال: سمعته يقول: أخبرني أبي أبو عبد الله الحسين، عن أبيه عن النبي (ص)، عن جبرئيل، عن الله تعالى أنه قال: ما من عبد من عبادي آمن بي، وصدق بك، وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس، إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين، حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح وانهال الناس يتبعونه، حتى وضعت الجنازة، فقلت: إن أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم، فلم يبق رجل ولا امرأة، ثم خرجنا إلى الجنازة، فوثبت لأصلي، فجاء تكبير من السماء، فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي، فكبر من في السماء سبعا، وكبر من في الأرض سبعا، وصلوا على علي بن الحسين (ع)، ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة عليه، إن هذا لهو الخسران المبين. قال: فبكى سعيد، وقال: ما أردت إلا خيرا، ليتني كنت صليت عليه، فإنه ما رؤي مثله.

-------------

الثاقب في المناقب ص 356, رجال الكشي ص 116, مدينة المعاجز ج 4 ص 350, بحار الأنوار ج 46 ص 150, نفس الرحمان ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال: قبض علي بن الحسين (ع) وهو ابن سبع وخمسين سنة, في عام خمس وتسعين سنة، وعاش بعد الحسين (ع) خمسا وثلاثين سنة.

---------------

الكافي ج 1 ص 462, الوافي ج 3 ص 766, بحار الأنوار ج 46 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قال: حضر علي بن الحسين (ع) الموت، فقال (ع): يا محمد، أي ليلة هذه؟ قال: ليلة كذا وكذا, قال (ع): وكم مضى من الشهر؟ قال(ع): كذا وكذا, قال (ع): وكم بقي؟ قال (ع): كذا وكذا, قال (ع): إنها الليلة التي وعدتها, قال: ودعا بوضوء, فقال (ع): إن فيه لفأرة, فقال بعض القوم: إنه ليهجر, فقال (ع): هاتوا المصباح فنظروا, فإذا فيه فأرة، فأمر بذلك الماء فأهريق، وأتوه بماء آخر، ثم توضأ وصلى، حتى إذا كان آخر الليل توفي (ع).

--------------

دلائل الإمامة ص 208, فرج المهموم ص 228, مدينة المعاجز ج 4 ص 292, بحار الأنوار ج 46 ص 43, مستدرك الوسائل ج 1 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: لما حضر علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره, وقال: يا بني, أوصيك بما أوصاني به أبي (ع) حين حضرته الوفاة, ومما ذكر أن أباه (ع) أوصاه به قال: يا بني, إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله.

--------------

الكافي ج 2 ص 331, تحف العقول ص 246, الأمالي للصدوق ص 182, الخصال ج 1 ص 16, روضة الواعظين ج 2 ص 465, مجموعة ورام ج 2 ص 163, الوافي ج 5 ص 966, وسائل الشيعة ج 16 ص 48, بحار الأنوار ج 46 ص 153

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الحسن (ع) قال: إن علي بن الحسين (ع) لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ {إذا وقعت الواقعة} {وإنا فتحنا لك} وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا

-----------

الكافي ج 1 ص 468, الوافي ج 3 ص 766, بحار الأنوار ج 46 ص 152, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 509, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 347, مستدرك الوسائل ج 2 ص 133

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سهل بن زياد رفعه قال: لما حضر علي بن الحسين (ع) الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة, ثم رفع عنه الثوب ثم قال (ع): الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين, ثم قال (ع): احفروا لي وابلغوا إلى الرسخ [الرشح‏] قال: ثم مد الثوب عليه فمات (ع).

------------------

الكافي ج 3 ص 165, التهذيب ج 1 ص 451, الوافي ج 25 ص 503, بحار الأنوار ج 46 ص 153, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 508, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 347

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي فروة قال: مات علي بن الحسين (ع) بالمدينة, ودفن بالبقيع.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 91, بحار الأنوار ج 46 ص 151

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية