فضل وأعمال عيد الغدير

* فضل يوم الغدير

عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدى قال: دخلت على أبى عبد الله الصادق (ع) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فوجدته صائما فقال: ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين، إذ أكمل الله لهم فيه الذين وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول، إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا.[1]

 

عن عبد الرحمن بن سالم, عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (ع): هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة, قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, قلت: وأي يوم هو؟ قال: وما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة. [2]

 

عن البزنطي قال: كنا عند الرضا (ع) والمجلس غاص بأهله, فتذاكروا يوم الغدير وأنكره بعض الناس, فقال الرضا (ع): حدثني أبي عن أبيه (ع) قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض, إن لله في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب, فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء, ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك والعنبر, فيه أربعة أنهار: نهر من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل, حواليه أشجار جميع الفواكه, عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت, تصوت بألوان الأصوات, إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات, يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه, تتطاير تلك الطيور فتقع في‏ ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر, فإذا اجتمعت الملائكة طارت فينتفض ذلك عليهم, وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة (ع), فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم, فقد أمنتم من الخطإ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي (ع). ثم قال: يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (ع) فإن الله تعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر, والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين, فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة, ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لمن امتحن الله قلبه للإيمان مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم, والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات, ولو لا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من عرفه ما لا يحصى بعدد. قال التيملي: قال لي ابن زرارة لقد ترددت إلى البزنطي أنا وأبوك والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة وسمعناه منه. [3]

 

عن أبي عبد الله الصادق (ع): صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا, لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك, وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات, وهو عيد الله الأكبر, وما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته, واسمه في السماء يوم العهد المعهود, وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ, والجمع المشهود... ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما وفئاما, فلم يزل يعد إلى أن عقد بيده عشرا, ثم قال (ع): أتدري كم الفئام؟ قلت: لا, قال (ع): مائة ألف, كل فئام كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل, وسقاهم في يوم ذي مسغبة, والدرهم فيه بألف ألف درهم, قال (ع): لعلك ترى أن الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه, لا والله, لا والله, لا والله, ثم قال: وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا "الحَمدُ للهِ الَّذي أكرَمَنا بِهذا اليَومِ وَجَعَلَنا مِنَ الموفينَ بِعَهدِهِ إلَينا, وَميثاقِهِ الَّذي وَاثَقَنا بِهِ مِن ولايَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقوَّامِ بِقِسطِهِ, وَلَم يَجعَلنا مِنَ الجاحِدينَ وَالمُكذِّبينَ بيَومِ الدّينِ." [4]

 

عن الرضا (ع) قال: إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها قيل ما هذه الأيام قال يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة ويوم الغدير وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكرا لله وهو اليوم الذي أكمل الله به الدين في إقامة النبي (ع) عليا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصاءته فصام ذلك اليوم وإنه ليوم الكمال ويوم مرغمة الشيطان ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد وهو اليوم الذي أكمل الله الدين يعمد الله فيه إلى ما عمله المخالفون فيجعله هباء منثورا وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل (ع) أن ينصب كرسي كرامة الله بإزاء بيت المعمور ويصعده جبرئيل (ع) وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ويثنون على محمد ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة (ع) ومحبيهم من ولد آدم (ع) وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير ولا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لمحمد وعلي والأئمة وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله [علي‏] وذوي رحمته وهو اليوم الذي يزيد الله في حال من عبد فيه ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعي الشيعة مشكورا وذنبهم مغفورا وعملهم مقبولا وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تحطيط الوزر ويوم الحباء والعطية ويوم نشر العلم ويوم البشارة والعيد الأكبر ويوم يستجاب فيه الدعاء ويوم الموقف العظيم ويوم لبس الثياب ونزع السواد ويوم الشرط المشروط ويوم نفي الغموم [الهموم‏] ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين وهو يوم السبقة ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد ويوم الرضا ويوم عيد أهل بيت محمد ويوم قبول الأعمال ويوم طلب الزيادة ويوم استراحة المؤمنين ويوم المتاجرة ويوم التودد ويوم الوصول إلى رحمة الله ويوم التزكية ويوم ترك الكبائر والذنوب ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما إلى أن عد عشرا ثم قال أوتدري ما الفئام قال لا قال مائة ألف وهو يوم التهنية يهني بعضكم بعضا فإذا لقي المؤمن أخاه يقول: "الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكينَ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وَالأئِمَّةِ (ع)" وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الإيمان فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة وقضى له ألف حاجة وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء ونضر وجهه وهو يوم الزينة فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطيئة عملها صغيرة أو كبيرة وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم فإن مات‏ مات شهيدا وإن عاش عاش سعيدا ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين ومن زار فيه مؤمنا أدخل الله قبره سبعين نورا ووسع في قبره ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشرونه بالجنة وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع فتسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين فسبقت مكة فزينها بالكعبة ثم سبقت إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد ص ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين (ع) وعرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبل [أجبال‏] العقيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر ثم سبقت إليها جبال أخر فصارت معادن الذهب والفضة وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا وما أنكر صار ملحا أجاجا وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا وما لم يقبل صار مرا ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم ومثل من أبى ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لأمته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم. [5]

 

عن الحسن الليثي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال (ع): لا، قالوا: أفيوم الأضحى هو؟ قال (ع): لا، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وإن رسول الله (ص) لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عز وجل جبرئيل (ع) أن يهبط على النبي (ع) وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين (ع) وأن ينصبه علما للناس بعده، وأن يستخلفه في أمته. فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي (ع) ليكون علما لأمتك بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت، فقال النبي (ص): حبيبي جبرئيل, إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه, وأن يبدوا ما يضمرون فيه. فعرج، وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فقام رسول الله (ص) ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشويان، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره، ففعل ذلك، ثم نادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمرو عثمان وسائر المهاجرين والأنصار. ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية، فألزمها للناس جميعا فأعلمهم أمر الله بذلك, فقال قوم ما قالوا, وتناجوا بما أسروا. [6]

 

عن فضيل, عن أبي جعفر × قال: بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية, ولم يناد بشي‏ء ما نودي بالولاية يوم الغدير. [7]

 

عن رسول الله |: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي, وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا. [8]

 

عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله ×: كم للمسلمين من عيد؟ فقال ×: أربعة أعياد, قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة, فقال × لي: أعظمها وأشرفها, يوم الثامن عشر من ذي الحجة, وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله | أمير المؤمنين × ونصبه للناس علما, قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال ×: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له, مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة, وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا, ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة. [9]

 

عن الحسن بن راشد, عن أبي عبد الله (ع), قال: قلت: جعلت فداك, للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال (ع): نعم يا حسن, أعظمها وأشرفها قال: قلت له: وأي يوم هو؟ قال (ع): يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما للناس, قال: قلت: جعلت فداك, وأي يوم هو؟ قال (ع): إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة, قال: قلت: جعلت فداك, وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال (ع): تصومه يا حسن, وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته, وتتبرأ إلى الله ممن ظلمهم وجحدهم حقهم, فإن الأنبياء (ع) كانت تأمر الأوصياء (ع) باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا, قال: قلت: ما لمن صامه منا؟ قال (ع): صيام ستين شهرا,[10] ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب, فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد (ص), وثوابه مثل ستين شهرا لكم. [11]

 

عن علي بن سليمان عن القاسم عن جده قال: قيل لأبي عبد الله (ع) للمؤمنين من الأعياد غير العيدين والجمعة؟ قال: فقال (ع): نعم, لهم ما هو أعظم من هذا, يوم أقيم أمير المؤمنين (ع) فعقد له رسول الله (ص) الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم, فقلت: وأي يوم ذلك؟ قال (ع): الأيام تختلف, ثم قال: يوم ثمانية عشر من ذي الحجة, قال: ثم قال (ع): والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا, وينبغي أن يكثر فيه ذكر الله عز وجل والصلاة على النبي (ص), ويوسع الرجل على عياله. [12]

 

عن أبي عبد الله × قال‏: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله | عليا × للناس علما، وانزل فيه ما انزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين، قال: قلت: وأي يوم هو في السنة؟ قال: فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر، وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر أيام السبعة، قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له، وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا، وإني أحب لكم أن تصوموه. [13]

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: يوم غدير أفضل الأعياد, وهو الثامن عشر من ذي الحجة, وكان يوم الجمعة. [14]

 

عن الفياض بن محمد الطوسي أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) في يوم الغدير, وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار, وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال, وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته, وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه, وهو يذكر فضل اليوم وقديمه, فكان من قوله (ع): حدثني الهادي أبي (ع) قال: حدثني جدي الصادق (ع) قال: حدثني الباقر (ع) قال: حدثني سيد العابدين (ع) قال: إن الحسين (ع) قال: اتفق في بعض سنين أمير المؤمنين (ع) الجمعة والغدير, فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم, فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله, وأثنى عليه ما لم يتوجه إليه غيره, فكان مما حفظ من ذلك, الحمد لله الذي جعل الحمد على عباده من غير حاجة منه إلى حامديه, وطريقا من طرق الاعتراف بلاهوتيته وصمدانيته وربانيته وفردانيته, وسببا إلى المزيد من رحمته, ومحجة للطالب من فضله, وكمن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف له, بأنه المنعم على كل حمد باللفظ وإن عظم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, شهادة نزعت عن إخلاص المطوي, ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي, أنه {الخالق البدي‏ء المصور له الأسماء الحسنى ليس كمثله شي‏ء} إذا كان الشي‏ء من مشيته وكان لا يشبهه مكونه, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه به, انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس, وأتمنه آمرا وناهيا عنه أقامه في سائر عالمه في الأداء [و] مقامه, إذ كان {لا تدركه الأبصار} ولا تحويه خواطر الأفكار, ولا تمثله غوامض الظنن في الأسرار, لا إله إلا هو الملك الجبار, قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته, واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته, فهلهل ذلك بخاصته وخلته, إذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين, وأمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وتطريقا للداعي إلى إجابته, فصلى الله عليه وكرم وشرف وعظم مزيدا, لا يلحقه التنفيد ولا ينقطع على التأبيد, وإن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه (ص) من بريته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته, وجعلهم الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالإرشاد عليه, لقرن قرن وزمن زمن أنشأهم في القدم قبل كل مذروء ومبروء أنوارا أنطقها بتحميده, وألهمها بشكره وتمجيده, وجعلها الحجج له على كل معترف له بملكة الربوبية, وسلطان العبودية, واستنطق بها الخرسان بأنواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين والسماوات, وأشهدهم خلقه وولاهم ما شاء من أمره, جعلهم‏ تراجمة مشيته وألسن إرادته عبيدا {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}, يحكمون بأحكامه ويسنون سنته, ويعتمدون حدوده ويؤدون فروضه, ولم يدع الخلق في بهم صماء, ولا في عمى بكماء, بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم, وتفرقت في هياكلهم حققها في نفوسهم, واستعبد لها حواسهم, فقرت بها على أسماع ونواظر وأفكار وخواطر, ألزمهم بها حجته, وأراهم بها محجته, وأنطقهم عما تشهد به بألسنة ذربة, بما قام فيها من قدرته وحكمته, وبين بها عندهم بها {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم} بصير شاهد خبير, وإن الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين, لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل أحدكم صنعه, ويقفكم على طريق رشده, ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته, ويشملكم صوله ويسلك بكم منهاج قصده, ويوفر عليكم هني‏ء رفده, فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله, وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله, وذكرى للمؤمنين وتبيان خشية المتقين, ووهب لأهل طاعته في الأيام قبله, وجعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به, والانتهاء عما نهى عنه, والبخوع بطاعته فيما حث عليه, وندب إليه ولا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه (ص) بنبوته, ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته, ولا ينتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته,‏ فأنزل الله على نبيه (ص) في يوم الدوح, ما بين به عن إراداته في خلصائه وذوي اجتبائه, وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق, وضمن له عصمته منهم, وكشف من خبايا أهل الريب وضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه, فعقله المؤمن والمنافق, فأعن معن وثبت على الحق ثابت, وازدادت جهالة المنافق وحمية المارق, ووقع العض على النواجد والغمر على السواعد, ونطق ناطق ونعق ناعق ونشق ناشق, واستمر على مارقيته مارق, ووقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان, ومن طائفة باللسان وصدق الإيمان, فكمل الله دينه وأقر عين نبيه (ص) والمؤمنين والمتابعين, وكان ما قد شهده بعضكم وبلغ بعضكم, وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين, ودمر الله ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنوده {وما كانوا يعرشون}, وبقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا, يقصدهم الله في ديارهم ويمحو آثارهم, ويبيد معالمهم, ويعقبهم عن قرب الحسرات, ويلحقهم بمن بسط أكفهم ومد أعناقهم ومكنهم من دين الله, حتى بدلوه ومن حكمه حتى غيروه, وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه, والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ فتأملوا رحمكم الله, ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه, {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله},‏ إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج, ورفعت الدرج, ووضحت الحجج, وهو يوم الإيضاح والإفصاح عن‏ المقام الصراح, ويوم كمال الدين, ويوم العهد المعهود, ويوم الشاهد والمشهود, ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود, ويوم البيان عن حقائق الإيمان, ويوم دحر الشيطان, ويوم البرهان, هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون, هذا يوم الملإ الأعلى الذي {أنتم عنه معرضون}, هذا يوم الإرشاد ويوم محنة العباد, ويوم الدليل على الرواد, هذا يوم إبداء خفايا الصدور ومضمرات الأمور, هذا يوم النصوص على أهل الخصوص, هذا يوم شيث, هذا يوم إدريس, هذا يوم يوشع, هذا يوم شمعون, هذا يوم الأمن والمأمون, هذا يوم إظهار المصون من المكنون, هذا يوم بلوى السرائر, فلم يزل (ع) يقول هذا يوم, هذا يوم, فراقبوا الله واتقوه واسمعوا له وأطيعوه, واحذروا المكر ولا تخادعوه, وفتشوا ضمائركم ولا تواربوه, وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه, {لا تمسكوا بعصم الكوافر}, ولا يجنح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الله باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا, قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} وقال تعالى: {وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا} {فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شي‏ء قالوا لو هدانا الله لهديناكم}, أفتدرون الاستكبار ما هو هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته, والترفع على من ندبوا إلى متابعته, والقرآن ينطق من هذا عن كثير, إن تدبره متدبر زجره ووعظه‏, واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} أتدرون ما سبيل الله ومن سبيله, ومن صراط الله ومن طريقه؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوي به إلى النار, وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه (ص), أنا قسيم النار, أنا حجته على الفجار, أنا نور الأنوار, فانتبهوا من رقدة الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل, وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب, فتنادون فلا يسمع نداؤكم, وتضجون فلا يحفل بضجيجكم, وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا, سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات, فكأن قد جاءكم هادم اللذات, فلا مناص نجاء, ولا محيص تخليص, عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم, والبر بإخوانكم, والشكر لله عز وجل على ما منحكم, واجتمعوا يجمع الله شملكم, وتباروا يصل الله ألفتكم, وتهانئوا نعمة الله كما هنأكم الله بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده, إلا في مثله والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر, والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله, وعطفه وهبوا لإخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم, وبما تناله القدرة من استطاعتكم, وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم, والحمد لله على ما منحكم, وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم, وساووا بكم ضعفاءكم في مآكلكم, وما تناله القدرة من استطاعتكم على حسب إمكانكم, فالدرهم فيه بمائتي ألف درهم والمزيد من الله عز وجل, وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه, وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه, حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها, إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفايته, ومن‏ أسعف أخاه مبتدئا وبره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم وقام ليلته, ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما, يعدها عشرة, فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين, ما الفئام؟ قال (ع): مائة ألف نبي وصديق وشهيد, فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات, فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر, ومن مات في يومه أو ليلته أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على الله, ومن استدان لإخوانه وأعانهم فأنا الضامن على الله إن بقاه قضاه, وإن قبضه حمله عنه, وإذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم, وتهانئوا النعمة في هذا اليوم, وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد البائن, وليعد الغني على الفقير, والقوي على الضعيف, أمرني رسول الله (ص) بذلك, ثم أخذ صلوات الله عليه في خطبة الجمعة, وجعل صلاته جمعة صلاة عيده, وانصرف بولده وشيعته إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي (ع) بما أعد له من طعامه, وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده إلى عياله. [15]


 

أعمال ليلة عيد الغدير:

السيد ابن طاووس في الإقبال: الصلاة في ليلة الغدير: وهى اثنتى عشرة ركعة، لا يسلم الا في اخراهن ويجلس بين كل ركعتين، ويقرء في كل ركعة الحمد و{قل هو الله احد} عشر مرات، وآية الكرسي مرة، فإذا اتيت الثانية عشر فاقرء فيها الحمد سبع مرات و{قل هو الله احد} سبع مرات، واقنت وقل:

"لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ ويُمِيتُ ويُحْيِي، وهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ." وتركع وتسجد وتقول في سجودك عشر مرات: "سُبْحانَ مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْ‏ءٍ عِلْمُهُ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الّا لَهُ، سُبْحانَ ذِي الْمَنِّ والنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِي الْفَضْلِ والطَّوْلِ، سُبْحانَ ذِي‏ الْعِزَّةِ والْكَرَمِ. اسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، ومُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وبِالاسْمِ الاعْظَمِ وكَلِماتِكَ التّامَّةِ انْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ واهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وانْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا، انَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ." [16]

دعاء ليلة الغدير:

السيد ابن طاووس في الإقبال: اللّهُمَّ انَّكَ دَعَوْتَنا الى‏ سَبِيلِ طاعَتِكَ وطاعَةِ نَبِيِّكَ ووَصِيهِ وعِتْرَتِهِ، دُعاءً لَهُ نُورٌ وضِياءٌ، وبَهْجَةٌ واسْتِنارٌ، فَدَعانا نَبِيُّكَ لِوَصِيِّهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَوَفَّقْتَنا لِلإِصابَةِ وسَدَّدْتَنا لِلإِجابَةِ لِدُعائِهِ، فَانَلْنا الَيْكَ بِالإِنابَةِ، وأَسْلَمْنا لِنَبِيِّكَ قُلُوبَنا، ولِوَصِيِّهِ نُفُوسنا، ولِما دَعَوْتَنا إِلَيْهِ عُقُولَنا.

فَتَمَّ لَنا نُورَكَ يا هادِيَ الْمُضِلِّينَ، اخْرِجِ الْبُغْضَ والْمُنْكَرَ والْغُلُوَّ لِامِينِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ والأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، مِنْ قُلُوبِنا ونُفُوسنا وأَلْسِنَتِنا، وهُمُومِنا، وزِدْنا مِنْ مُوالاتِهِ ومَحَبَّتِهِ ومَوَدَّتِهِ لَهُ والأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ زِياداتٌ لَا انْقِطاعَ لَها، ومُدَّةٌ لا تَناهِيَ لَها، واجْعَلْنا نُعادِي لِوَلِيِّكَ مَنْ ناصَبَهُ، ونُوالِي مَنْ أَحَبَّهُ ونَأْمُلُ بِذلِكَ طاعَتَكَ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ اجْعَلْ عَذابَكَ وسَخَطَكَ عَلى‏ مَنْ ناصَبَ وَلِيَّكَ وجَحَدَ إِمامَتَهُ وانْكَرَ وِلايَتَهُ وقَدَّمْتَهُ أَيّامَ فِتْنَتِكَ فِي كُلِّ عَصْرٍ وزَمانٍ وأَوانٍ، انَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وعَلِيٍّ وَلِيِّكَ والأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ حُجَجكَ، فَاثْبتْ‏ قَلْبِي عَلى‏ دِينِكَ، ومُوالاةِ أَوْلِيائِكَ ومُعاداةِ أَعْدائِكَ، مَعَ خَيْرِ الدُّنْيا والاخِرَةِ، تَجْمَعُها لِي ولِاهْلِي ووَلَدِي وإِخْوانِي الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ. [17]


 

أعمال يوم عيد الغدير:

* فضل الصيام يوم الغدير

عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن عيد الغدير, سئل: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم, قال (ع): تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد, فإن رسول الله (ص) أوصى أمير المؤمنين (ع) أن يتخذ ذلك اليوم عيدا, وكذلك كانت الأنبياء (ع) تفعل, كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا. [18]

 

عن الحسن بن راشد, عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن عيد الغدير, قال: جعلت فداك, وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال (ع): تصومه يا حسن, وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته, وتتبرأ إلى الله ممن ظلمهم وجحدهم حقهم, فإن الأنبياء (ع) كانت تأمر الأوصياء (ع) باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا, قال: قلت: ما لمن صامه منا؟ قال (ع): صيام ستين شهرا, [19] ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب, فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد (ص), وثوابه مثل ستين شهرا لكم. [20]

 

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث عن يوم الغدير, قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال ×: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له, مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة, وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا, ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة. [21]

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: صوم يوم غدير خم, كفارة ستين سنة. [22]

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن فضل يوم الغدير, قال (ع): العمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا, وينبغي أن يكثر فيه ذكر الله عز وجل, والصلاة على النبي (ص) ويوسع الرجل على عياله. [23]

 

 

* أدعية يوم الغدير

تعويذة عيد الغدير:

السيد ابن طاووس في الإقبال: تعوذ بها قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزا لك من المحذور وهي‏:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْآخِرَةِ والْأُولَى ورَبِّ الْأَرْضِ والسَّمَاءِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ كَيْدُ الْأَعْدَاءِ وبِهَا تُدْفَعُ كُلُّ الْأَسْوَاءِ وبِالْقَسَمِ بِهَا يُكْفَى مَنِ اسْتَكْفَى اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وخَالِقُهُ وبَارِئُ كُلِّ مَخْلُوقٍ ورَازِقُهُ ومُحْصِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ وعَالِمُهُ وكَافِي كُلِّ جَبَّارٍ وقَاصِمُهُ ومُعِينُ كُلِّ مُتَوَكِّلٍ عَلَيْهِ وعَاصِمُهُ وبِرُّ كُلِّ مَخْلُوقٍ ورَاحِمُهُ لَيْسَ لَكَ ضِدٌّ فَيُعَانِدُكَ [فيعادك‏] ولَا نِدٌّ فَيُقَاوِمُكَ ولَا شَبِيهٌ فَيُعَادِلُكَ تَعَالَيْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً اللَّهُمَّ بِكَ اعْتَصَمْتُ واسْتَقَمْتُ وإِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ يَا خَيْرَ عَاصِمٍ وأَكْرَمَ رَاحِمٍ وأَحْكَمَ حَاكِمٍ وأَعْلَمَ عَالِمٍ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ عَصَمْتَهُ ومَنِ اسْتَرْحَمَكَ رَحِمْتَهُ ومَنِ اسْتَكْفَاكَ كَفَيْتَهُ ومَنْ تَوَكَّلَ [عَلَيْكَ‏] أَمِنْتَهُ وهَدَيْتَهُ سَمْعاً لِقَوْلِكَ يَا رَبِّ وطَاعَةً لِأَمْرِكَ [بِأَمْرِكَ‏] اللَّهُمَّ أَقُولُ وبِتَوْفِيقِكَ أَقُولُ وعَلَى كِفَايَتِكَ أَعُولُ وبِقُدْرَتِكَ أَطُولُ وبِكَ أَسْتَكْفِي وأَصُولُ‏ فَاكْفِنِي اللَّهُمَّ وأَنْقِذْنِي وتَوَلَّنِي واعْصِمْنِي وعَافِنِي وامْنَعْ مِنِّي وخُذْ لِي وكُنْ لِي بِعَيْنِكَ ولَا تَكُنْ عَلَيَّ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْكَ أَنَبْتُ وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
[24]

 

الشيخ المفيد: دعاء يوم الغدير:
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَعَليٍّ وَليِّكَ وَالشَّأنِ وَالقَدرِ الَّذي خَصَصتَهُما بِهِ دونَ خَلقِكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍ وَاَنْ تَبدَءَ بِهِما في كُلِّ خَيْرٍ عاجِلٍ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأئِمَّةِ القادَةِ وَالدُّعاةِ السَّادَةِ وَالنُّجومِ الزَّاهِرَةِ وَالأعلامِ الباهِرَةِ وَساسَةِ العِبادِ وَأركانِ البِلادِ وَالنَّاقِة المُرسَلَةِ وَالسَّفينَةِ النَّاجيَةِ الجاريَةِ في اللُّجَجِ الغامرّة، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلمِكَ وَأركانِ تَوحيدِكَ وَدَعائِمِ دينِكَ وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ وَصَفوَتِكَ مِن بَريَّتِكَ وَخيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ الأتقياءِ الأنقياءِ النُّجَباءِ الأبرارِ وَالبابِ المُبتَلى بِهِ النَّاسُ مَن أتاهُ نَجا وَمَن أباهُ هَوى، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أهلِ الذِّكرِ الَّذينَ أمَرتَ بِمَسألَتِهِم وَذَوي القُربى الَّذينَ أمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم وَفَرَضتَ حَقَّهُم وَجَعَلتَ الجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقتَصَّ آثارَهُم، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أمَروا بِطاعَتِكَ وَنَهوا عَن مَعصيَتِكَ وَدَلّوا عِبادَكَ عَلى وَحدانيَّتِكَ، اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَنَجيبِكَ وَصَفوَتِكَ وَأمينكَ وَرَسولِكَ إلى خَلقِكَ وَبِحَقِّ أميرِ المُؤمِنينَ وَيَعسوبِ الدّينِ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ الوَصيَّ الوَفيَّ وَالصِّدّيقِ الأكبَرِ وَالفاروقِ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ وَالدَّالِّ عَلَيكَ وَالصَّادِعِ بأمرِكَ وَالمُجاهِدِ في سَبيلِكَ، لَم تَأخُذهُ فيكَ لَومَةُ لائِمٍ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَجعَلَني في هذا اليَومِ الَّذي عَقَدتَ فيهِ لِوَليِّكَ العَهدَ في أعناقِ خَلقِكَ وَاكمَلتَ لَهُم الدّينَ مِنَ العارِفينَ بِحُرمَتِهِ وَالمُقِرّينَ بِفَضلِهِ مِن عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشمِت بي حاسِدي النِّعَمِ، اللهُمَّ فَكَما جَعَلتَهُ عيدَكَ الأكبَرَ وَسَمَّيتَهُ في السَّماءِ يَومَ العَهدِ المَعهودِ وَفي الأرضِ يَومَ الميثاقِ المَأخوذِ وَالجَمعِ المَسؤولِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأقرِر بِهِ عُيونَنا وَاجمَع بِهِ شَملَنا وَلا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وَاجعَلنا لأنعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ يا أرحَم الرَّاحِمينَ الحَمدُ للهِ الَّذي عَرَّفَنا فَضلَ هذا اليَومِ وَبَصَّرَنا حُرمَتَهُ وَكَرَّمَنا بِهِ وَشَرَّفَنا بِمَعرِفَتِهِ وَهَدانا بِنورِهِ، يا رَسولَ اللهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ عَلَيكُما وَعَلى عِترَتِكُما وَعَلى مُحِبّيكُما مِنّي أفضَلُ السَّلامِ ما بَقيَ الليلُ وَالنَّهارُ وَبِكُما أتَوَجَّه إلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما في نَجاحِ طَلِبَتي وَقَضاء حَوائِجي وَتَيسيرِ اُموري، اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَلعَنَ مَن جَحَدَ حَقَّ هذا اليَومِ وَأنكَرَ حُرمَتَهُ فَصَدَّ عَن سَبيلِكَ لإطفاءِ نورِكَ فَأبى اللهُ إلاّ أن يُتِمَّ نورَهُ، اللهُمَّ فَرِّج عَن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَاكشِف عَنهُم وَبِهِم عَن المُؤمِنينَ الكُرُباتِ، اللهُمَّ املأ الأرضَ بِهِم عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وَجوراً وَأنجِز لَهُم ما وَعَدتَهُم إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ.
[25]

 

من أدعية يوم الغدير

السيد ابن طاووس في الإقبال: اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ والْأَرْضِ، ورَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، ورَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، ورَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ، ورَبَّ الْوِتْرِ الرَّفِيعِ، سُبْحانَكَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ والْإِنْجِيلِ والزَّبُورِ والْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، إِلهُ مَنْ فِي السَّماواتِ السَّبْعِ، وإِلهُ مَنْ‏ فِي‏ الْأَرْضِ‏ لا إِلهَ‏ فِيهِما غَيْرُكَ، جَبّارُ مَنْ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ، لا جَبّارَ فِيهِما غَيْرُكَ، مَلِكُ مَنْ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ‏ لا مَلِكَ فِيهِما غَيْرُكَ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وبِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وبِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، وبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّماواتُ والْأَرَضُونَ، وبِاسْمِكَ الَّذِي أَصْلَحَتْ بِهِ أُمُورُ الْأَوَّلِينَ والاخِرِينَ.

يا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ إِلَّا أَنْتَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ، اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، واجْعَلْ لَنا مِنْ أُمُورِنا فَرَجاً ومَخْرَجاً، واسْتَقْبِلْنا عَلى‏ هُدى‏ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، واجْعَلْ عَمَلَنا فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ.

وَهَبْ لَنا ما وَهَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ وأَهْلِ طاعَتِكَ وعِبادِكَ الصَّالِحِينَ مِنْ خَلْقِكَ، فَانّا بِكَ مُؤْمِنُونَ، وعَلَيْكَ مُتَوَكِّلُونَ، ومَصِيرُنا إِلَيْكَ، واجْمَعْ لَنا الْخَيْرَ كُلَّهُ بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ، واصْرِفْ عَنَّا الشَّرَّ كُلَّهُ بِمَنِّكَ ورَحْمَتِكَ.

يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ والْأَرْضِ، يا ذَا الْجَلالِ والْإِكْرامِ، تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشاءُ، وتَصْرِفُ الشَّرَّ عَمَّنْ تَشاءُ، أَعْطِنا جَمِيعَ ما سَأَلْناكَ مِنَ الْخَيْرِ، وامْنُنْ بِهِ عَلَيْنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنّا إِلَيْكَ راغِبُونَ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

اللّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي، وأَنْطِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي، ونَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي واسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي، وأَعِنِّي عَلَيْهِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

اللّهُمَّ يا داحِيَ الْمَدْحُوّاتِ‏، ويا بانِيَ الْمَبْنِيَّاتِ ويا مُرْسِيَ الْمَرْسِيَّاتِ‏، ويا جَبّارَ الْقُلُوبِ عَلى‏ فِطْرَتِها، شَقِيِّها وسَعِيدِها، ويا باسِطَ الرَّحْمَةِ لِلْمُتَّقِينَ، اجْعَلْ شَرائِفَ صَلَواتِكَ ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ ورَأْفَتِكَ، وتَحِيَّتِكَ ورَحْمَتِكَ، عَلى‏ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، الْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، والْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وفاتِحِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، ودافِعِ جَيْشاتِ الْأَباطِيلِ.

كَما حَمَّلْتَهُ فَاضْطَلَعَ‏ بِأَمْرِكَ مُسْتَبْصِراً فِي رِضْوانِكَ، غَيْرَ ناكِلٍ‏ عَنْ قَدَمٍ، ولا مُنْثَنٍ عَنْ كَرَمٍ، حافِظاً لِعَهْدِكَ، قاضِياً لِنَفاذِ أَمْرِكَ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ، وبَعِيثُكَ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.

اللّهُمَّ فَافْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً عِنْدَكَ، وأَعْطِهِ مِنْ بَعْدِ رِضاهُ الرِّضا، مِنْ نُورِ ثَوابِكَ الْمَحْلُولِ وعَطاءِ جَزائِكَ الْمَعْلُولِ، اللّهُمَّ أَتْمِمْ لَهُ وَعْدَهُ بِانْبِعاثِكَ إِيّاهُ مَقْبُولَ الشَّفاعَةِ عِنْدَكَ مَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذا مَنْطِقٍ عَدْلٍ، وخُطْبَةٍ فَصْلٍ، وحُجَّةٍ وبُرْهانٍ عَظِيمٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنا سامِعِينَ مُطِيعِينَ وأَوْلِياءَ مُخْلِصِينَ، ورُفَقاءَ مُصاحِبِينَ.

اللّهُمَّ أَبْلِغْهُ مِنّا السَّلامَ، وارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ، اللّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضاكَ ضَعْفِي وخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِناصِيَتِي، واجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهى‏ رِضاكَ، اللّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وإِنِّي فَقِيرٌ فَارْزُقْنِي.

ثم تقول مائة مرة:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.

ثم تقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وبِأَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ ولَمْ تُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها، صَغِيرَها وكَبِيرَها، مَغْفِرَةً تامَّةً يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم تقول أربع مرات:

اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ ومَلائِكَتَكَ وجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، واومِنُ بِكَ وأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ، وأَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ.

ثم تقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي دِينِي وأَمانَتِي ونَفْسِي ووَلَدِي ومالِي وجَمِيعِ أَهْلِ عِنايَتِي فِي حِماكَ الَّذِي لا يُسْتَباحُ، وفِي عِزِّكَ الَّذِي لا يُرامُ، وفِي سُلْطانِكَ الَّذِي لا يُسْتَضامُ، وفِي مُلْكِكَ الَّذِي لا يَبْلى‏، وفِي نِعَمِكَ الَّتِي لا تُحْصى، وفِي ذِمَّتِكَ الَّتِي لا تُخْفَرُ، وفِي رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ، وجارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ.

وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ، وسُبْحانَ اللَّهِ، رَبِّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، واغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ افْتَحْ لَنا بِطاعَتِكَ، واخْتِمْ لَنا بِرِضْوانِكَ، وأَعِذْنا مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، السَّلامُ عَلَى الْحافِظِينَ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ‏، إِنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وبِذلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ يَوْمِي هذا، وخَيْرَ ما فِيهِ، وخَيْرَ ما أَمَرْتَ بِهِ وخَيْرَ ما قَبْلَهُ، وخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمِي هذا وشَرِّ ما فِيهِ وشَرِّ ما قَبْلَهُ وشَرِّ ما بَعْدَهُ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَتْحَهُ ونَصْرَهُ ونُورَهُ وهُداهُ، اللّهُمَّ افْتَحْ لِي بِخَيْرٍ واخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ، واخْتِمْهُ عَلَيَّ بِخَيْرٍ، اللّهُمَّ افْتَحْهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ، واخْتِمْهُ عَلَيَّ بِرِضْوانِكَ، اللّهُمَّ مَنْ كادَنِي فِي يَوْمِي هذا بِسُوءٍ فَاكْفِنِيهِ، وقِنِي شَرَّهُ، وارْدُدْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ.

اللّهُمَّ ما أَنْزَلْتَ فِي يَوْمِي هذا مِنْ خَيْرٍ أَوْ رَحْمَةٍ أَوْ شِفاءٍ، أَوْ فَرَجٍ أوْ عافِيَةٍ أَوْ رِزْقٍ، فَاجْعَلْ لِي فِيهِ نَصِيباً وافِراً حَسَناً، وما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنْ مَحْذُورٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ بَلِيَّةٍ أَوْ شِقاءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّي.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلْ بَدْوَ يَوْمِي هذا فَلاحاً وأَوْسَطَهُ صَلاحاً وآخِرَهُ نَجاحاً، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وآخِرُهُ وَجَعٌ، اللّهُمَّ بِرَأْفَتِكَ أَرْجُو رَحْمَتِكَ، وبِرَحْمَتِكَ أَرْجُو رِضْوانَكَ، وبِرِضْوانِكَ أَرْجُو الْجَنَّةَ فَلا تُؤَاخِذْنِي بِذَنْبِي، ولا تُعاقِبْنِي بِسُوءِ عَمَلِي.

اللّهُمَّ اجْعَلْ حَياتِي ما احْيَيْتَنِي زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، واجْعَلْ وَفاتِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي راحَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ، ونَجاةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ، وأَرْجُوكَ ولا أَرْجُو غَيْرَكَ وأَذْكُرُكَ ولا أَنْساكَ.

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ سَلَفَ مِنِّي فِي اللَّيْلِ والنَّهارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي وكَفِّرْهُ عَنِّي وأَبْدِلْنِي بِهِ حَسَناتٍ وتَقَبَّلْ مِنِّي كُلَّ خَيْرٍ عَمِلْتُهُ لَكَ فِي اللَّيْلِ والنَّهارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي، وارْفَعْهُ لِي عِنْدَكَ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلى، وأَعْطِنِي عَلَيْهِ الثَّوابَ الْكَثِيرَ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوادٌ لا يَبْخَلُ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مُتَوَكِّلًا عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وأَصْبَحْتُ فَقِيراً إِلَيْكَ فَأَغْنِنِي، وأَصْبَحْتُ لا أَعْرِفُ رَبّاً غَيْرَكَ فَاغْفِرْ لِي، وأَصْبَحْتُ مُقِرّاً لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ مُعْتَرِفاً لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِلهاً واحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً ولا وَلَداً، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدى‏ ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، فَبَلَّغَ رِسالاتِهِ ونَصَحَ لأُمَّتِهِ، وجاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وعَبَدَهُ حَتّى‏ أَتاهُ الْيَقِينُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ والنّارَ حَقٌّ والْبَعْثَ حَقٌّ وأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وبِمَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ.

اللّهُمَّ فَاكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ، ولَقِّنِيها عِنْدَ حاجَتِي إِلَيْها وأَحْيِنِي عَلَيْها وابْعَثْنِي عَلَيْها واحْشُرْنِي عَلَيْها واجْزِنِي جَزاءَ مَنْ لَقِيَكَ بِها مُخْلِصاً، غَيْرَ شاكٍ فِيها ولا مُرْتَدٍّ عَنْها ولا مُبَدِّلَ لَها آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الْأَخْيارِ وسَلَّمَ كَثِيراً، سُبْحانَ اللَّهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ ولا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ واللَّهُ اكْبَرُ واسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، غَفّارُ الذُّنُوبِ وأَتُوبُ إِلَيْهِ.

وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، الْأَوَّلِ‏ فَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْ‏ءٌ، والآخِرِ فَلَيْسَ بَعْدَهُ شَيْ‏ءٌ، والظّاهِرِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْ‏ءٌ، والْباطِنِ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْ‏ءٌ، يُحْيِي ويُمِيتُ، وهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا تَبْدِيلَ لِقَوْلِهِ، ولا مُعادِلَ لِحُكْمِهِ، ولا رادَّ لِقَضائِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، والْخالِقِ لَهُ، والآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، والْوارِثِ لَهُ.

وَالظَّاهِرِ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ والْوَكِيلِ عَلَيْهِ، والْباطِنِ دُونَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ والْمُحِيطِ بِهِ، الَّذِي عَلا فَقَهَرَ، ومَلِكَ فَقَدَرَ، وبَطَنَ فَخَبَرَ، دَيّانِ الدِّينِ رَبِّ الْعالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى‏ حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى‏ عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ.

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وفِي النَّهارِ إِذا تَجَلّى‏، ولَكَ الْحَمْدُ فِي الاخِرَةِ والأُولى، ولَكَ الْحَمْدُ كَما حَمِدْتَ نَفْسَكَ وكَما أَنْتَ أَهْلُهُ وكَما حَمِدَكَ الْحامِدُونَ، ولَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ وأَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، ولَكَ الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ كَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وعِزِّ جَلالِكَ، وعِظَمِ سُلْطانِكَ.

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِخُلُودِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دائِماً بِدَوامِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ بُلُوغِ مَشِيَّتِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَتَناهى‏ دُونَ مُنْتَهى‏ عِلْمِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَبْلُغُ رِضاكَ ويُوجِبُ مَزِيدَكَ، ويُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِكَ‏، فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ‏، ولَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ.

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، ويُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ويُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ويُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

سُبْحانَ الدَّائِمِ الْقائِمِ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ، سُبْحانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى، سُبْحانَهُ وتَعالى‏، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ، سُبْحانَ مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِعَظَمَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِعِزَّتِهِ، سُبْحانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِمُلْكَتِهِ، سُبْحانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِقُدْرَتِهِ، سُبْحانَ مَنِ انْقادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِها، سُبْحانَهُ وبِحَمْدِهِ.

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ السَّمِيعُ الْعَظِيمُ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً ولا وَلَداً، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، والْباقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، والْقادِرُ عَلَيْهِ والْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ.

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وما يَخْرُجُ مِنْها وما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعْرُجُ فِيها وهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وأَدْعُوكَ وأَنْتَ قُلْتَ‏ {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏}، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِدُعائِكَ ووَعَدْتَ إِجابَتَكَ ولا خُلْفَ لِوَعْدِكَ، فَانِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، كَما سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ ذَكَرْتَهُ فِي كِتابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ، يا بَدِي‏ءُ لا بَدْءَ لَكَ، يا دائِمُ لا نَفادَ لَكَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا مُحْيِي يا مُمِيتُ، يا قائِماً عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ. يا أَحَدُ يا وِتْرُ يا فَرْدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، يا مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا ذَا الْجَلالِ والإِكْرامِ، يا رَبَّ الْأَرضِينَ وما أَقَلَّتْ، والسَّماواتِ وما أَظَلَّتْ، والرِّياحِ وما ذَرَتْ، يا خالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، يا زَيْنَ السَّماواتِ والْأَرضِينَ يا عِمادَ السَّماواتِ والْأَرَضِينَ يا قَيُّومَ الدُّنْيا والاخِرَةِ.

وَيا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، ويا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، ويا مَعاذَ الْعائِذِينَ ويا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، ويا مُنَفِّساً عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، ويا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِينَ، ويا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، ويا مُجِيبَ دَعْوَةِ الدَّاعِينَ، ويا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ويا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ ويا آخِرَ الاخِرِينَ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ، الظَّاهِرِ الْباطِنِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ، الَّذِي مَلأَ الْأَرْكانَ كُلَّها، الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ وأَكْرَمِ، وأَعْلى‏ وأَكْمَلِ، وأَعَزِّ وأَعْظَمِ، وأَشْرَفِ وأَزْكى، وأَنْمى‏ وأَطْيَبِ، ما صَلَّيْتَ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ الْمُصْطَفَيْنَ ومَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وعِبادِكَ الصَّالِحِينَ.

اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وثَقِّلْ مِيزانَهُ، وابْعَثْهُ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ، وتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ، واجْزِهِ عَنّا أَفْضَلَ ما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبارِكْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ عَلى‏ إِبْراهِيمَ وعَلى‏ آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، ومَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وعِبادِكَ الصّالِحِينَ وصَلِّ عَلَيْنا مَعَهُمْ إِنَّكَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ولِوالِدَيَّ وما وَلَدا ولِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ والْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ، حَيِّهِمْ ومَيِّتِهِمْ، شاهِدِهِمْ وغائِبِهِمْ، إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَهُمْ ومَثْواهُمْ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنا ولِاخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ، ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

اللّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا أَئِمَّتَنا وقُضاتَنا ووُلاةَ أُمُورِنا وجَماعَتَنا ودِينَنَا الَّذِي ارْتَضَيْتَ لَنا، اللّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وأَهْلَهُ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ وأَهْلَهُ.

اللّهُمَّ إِنِّي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وأَسْرَفُوا عَلَيْها واسْتَوْجَبُوا الْعَذابَ بِالْحُجَجِ اللّازِمَةِ، والذُّنُوبِ الْمُوبِقَةِ، والْخَطايا الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، وقَدْ قُلْتَ‏ {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، لا خُلْفَ لِوَعْدِكَ، ولا مُبَدِّلَ لِقَوْلِكَ.

اللّهُمَّ لا تَقْنُطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، ولا تُؤْيِسْنِي مِنْ عَفْوِكَ ومَغْفِرَتِكَ، واجْعَلْنِي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وتُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ، وتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ، وخُذْ بِسَمْعِي وبَصَرِي وقَلْبِي وجَوارِحِي كُلِّها إِلى‏ طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وإلِهِ، وإِلى‏ أَحَبِّ الْأَعْمالِ إِلَيْكَ.

وَارْزُقْنِي تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِها مَحَبَّتَكَ، وأَسْتَحِقُّ مَعَها جَنَّتَكَ، وتُوقِينِي مِنْ عَذابِكَ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بِكَ، واجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيائِكَ وأَنْصارِكَ الَّذِينَ تُعِزُّ بِهِمْ دِينَكَ، وتَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ عَدُوِّكَ، وتَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعادَةِ والشَّهادَةِ، تُحْيِيهِمْ حَياةً طَيِّبَةً، وتَقْلِبُهُمْ مُنْقَلَباً كَرِيماً وتُؤْتِيهِمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً وتَقِيهمْ عَذابَ النَّارِ.

اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ، ورَحْمَتَكَ وعَفْوَكَ وفَضْلَكَ أَعْظَمُ مِنْها وأَكْثَرُ وأَوْسَعُ، فَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وعِظَمِ عَفْوِكَ ومَغْفِرَتِكَ ما تُنْجِينِي بِهِ مِنَ النّارِ وتُدْخِلُنِي بِهِ الْجَنَّةَ.

اللّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ مِنْ ذُنُوبِي واسْتَجَرْتُ فَأَغِثْنِي، وأَجِرْنِي مِنْ ذُنُوبِي، وامْنُنْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ وعَفْوِكَ عَمّا ظَلَمْتُ بِهِ نَفْسِي خاصَّةً، يا إِلهِي، وخَلِّصْنِي مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ قِبَلِي، واسْتَوْهِبْنِي مِنْهُ واغْفِرْ لِي وعَوِّضْهُ مِنْ فَضْلِكَ وطَوْلِكَ وجَزِيلِ ثَوابِكَ عَلَيَّ وعَلَيْهِ بِذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ اجْعَلْ ما مَضى‏ مِنْ حُسْنِ عَمَلِي مَقْبُولًا وما فَرَطَ مِنِّي مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُوراً، وما أَسْتَأْنِفُ مِنْ عُمْرِي أَوَّلَهُ صَلاحاً وأَوْسَطَهُ فَلاحاً وآخِرَهُ نَجاحاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ وسُوءِ الْقَضاءِ وشَرِّ الْعَمَلِ ودَرَكِ الشَّقاءِ وشَماتَةِ الْأَعْداءِ وسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ والْمالِ والْوَلَدِ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبِ لا يَخْشَعُ، ومِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وعَمَلٍ لا يَنْفَعُ ودُعاءٍ لا يُسْمَعُ، اللّهُمَّ سَلِّمْنِي وسَلِّمْ مِنِّي، وعافِنِي واعْفُ عَنِّي، ولا تُؤاخِذْنِي بِذُنُوبِي، ولا تُقايِسْنِي بِعَمَلِي، ولا تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي، وأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وعافِنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ.

اللّهُمَّ أَقِلْنِي عَثْرَتِي، واسْتُرْ عَوْرَتِي وآمِنْ رَوْعَتِي، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدى‏ والتُّقى‏ والْعِفافَ والْكِفافَ والْغِنى‏، والْعَمَلَ بِما تُحِبُّ وتَرْضى‏، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ اشْرِكَ بِكَ وأَنَا أَعْلَمُ أَوْ لا أَعْلَمُ، وأَسْتَغْفِرُكَ لِما أَعْلَمُ ولِما لا أَعْلَمُ.

اللّهُمَّ لا تَجْعَلِ الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمِّي ولا تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي حَدٍّ، ولا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي، ولا تُسَلِّطْنِي عَلى‏ أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَتُهْلِكُنِي، اللّهُمَّ اجْعَلْ حَياتِي زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، واجْعَلْ وَفاتِي راحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ.

اللّهُمَّ إِنَّ ذُلِّي أَصْبَحَ وأَمْسى‏ مُسْتَجِيراً بِعِزَّتِكَ وفَقْرِي مُسْتَجِيراً بِغِناكَ، وذُنُوبِي مُسْتَجِيرَةً بِرَحْمَتِكَ، ووَجْهِيَ الْبالِي الْفانِي مُسْتَجِيرَةً بِوَجْهِكَ الْباقِي الدَّائِمِ الْكَرِيمِ، فَكُنْ لِي جاراً مِنْ كُلِّ سُوءٍ بِرَحْمَتِكَ.

اللّهُمَّ ما أَعْطَيْتَنِي مِنْ عَطاءٍ أَوْ قَضَيْتَ عَلَيَّ مِنْ قَضاءٍ، فَاجْعَلِ الْخِيَرَةَ لِي فِي بَدْئِهِ وعاقِبَتِهِ، وارْزُقْنِي الْعافِيَةَ والسَّلامَةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وإِلَيْكَ الْمُشْتَكى‏ وأَنْتَ الْمُسْتَعانُ ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ وعَلى‏ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، ورَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ وإِمامِ الْمُتَّقِينَ، وسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيماً.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا رَبِّ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ، والصِّدْقِ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي النَّارَ، وأَعُوذُ بِكَ رَبِ‏ أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلِيَّةٍ تَحْمِلُنِي ضَرُورَتُها عَلَى التَّعَرُّضِ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ مَعاصِيكَ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي حالٍ كُنْتُ اوْ أَكُونُ فِيها فِي يُسْرٍ أَوْ عُسْرٍ أَظُنُّ أَنَّ مَعاصِيَكَ أَنْجَحُ لِي مِنْ طاعَتِكَ.

وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلًا مِنْ طاعَتِكَ أَلْتَمِسُ بِهِ رِضا سِواكَ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِما آتَيْتَنِي مِنِّي، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَكَلَّفَ طَلَبَ ما لَيْسَ لِي وما لَمْ تَقْسِمْهُ لِي، وما قَسَمْتَ لِي مِنْ قِسْمٍ أَوْ رَزَقْتَنِي مِنْ رِزْقٍ فَأْتِنِي بِهِ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وعافِيَةٍ حَلالًا طَيِّباً.

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ زَحْزَحَ‏ بَيْنِي وبَيْنَكَ، أَوْ باعَدَ بَيْنِي وبَيْنَكَ أَوْ تَصْرِفَ بِهِ حَظِّي أَوْ صَرَفَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ عَنِّي، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطِيئَتِي أَوْ ظُلْمِي أَوْ جُرْمِي أَوْ إسْرافِي عَلى‏ نَفْسِي أَوْ اتِّباعِي هَوايَ أَوْ اسْتِعْمالِي شَهْوَتِي دُونَ مَغْفِرَتِكَ وثَوابِكَ ورِضْوانِكَ ونائِلِكَ، وبَرَكاتِكَ ومَوْعِدِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِي الْمَعِيشَةِ، وأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلاءٍ لا طاقَةَ لِي بِهِ، أَوْ تُسَلِّطَ عَلَيَّ طاغِياً أَوْ تَهْتِكَ لِي سِتْراً، أَوْ تُبْدِيَ لِي عَوْرَةً، أَوْ تُحاسِبَنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ مُناقَشَةً أَحْوَجَ ما أَكُونُ إِلى‏ تَجاوُزِكَ وعَفْوِكَ عَنِّي.

وَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وكَلِماتِكَ التّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ، وتُعْطِيَ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ وأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ وأَفْضَلَ‏ ما أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ، وأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ وطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ.

يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ويا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ، ويا إِلهَ الْعالَمِينَ، ويا سَيِّدَ السَّاداتِ، ويا جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ، ويا أَفْضَلَ مَنْ سُئِلَ وأَكْرَمَ مَنْ أَعْطى‏ وأَحَقَّ مَنْ تَجاوَزَ وعَفى‏ ورَحِمَ وتَفَضَّلَ بإحْسانِهِ الْقَدِيمِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحانَهُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَفْلَحَ سائِلُكَ، وتَعالى‏ جَدُّكَ، وامْتَنَعَ عائِذُكَ، أَعِذْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وذَرَأْتَ وبَرَأْتَ، حَسْبِيَ اللَّهُ وكَفى‏، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعا، لَيْسَ وَراءَ اللَّهِ مُنْتَهى‏.

اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ورَبُّ مَنْ كادَنِي وبَغى‏ عَلَيَّ، مِنَ الْجِنِّ والانْسِ، ناصِيَتِي وناصِيَتُهُ بِيَدِكَ، فَادْفَعْ فِي نَحْرِهِ وأَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ، بِعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ وبِقُدْرَتِكَ الَّتِي لا يَمْتَنِعُ مِنْها بَرٌّ ولا فاجِرٌ، وبِكَلِماتِكَ الْحُسْنى‏.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي ولَمْ أَكُ شَيْئاً، اللّهُمَّ أَعِنِّي عَلى‏ هَوْلِ الدُّنْيا وبَوائِقِ‏ الاخِرَةِ، ومُصِيباتِ اللَّيالِي والْأَيَّامِ، اللّهُمَّ اصْحِبْنِي فِي سَفَرِي واخْلُفْنِي فِي أَهْلِي‏ وبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي، ولَكَ فَذَلِّلْنِي وعَلى‏ خُلْقٍ حَسَنٍ صالِحٍ فَقَوِّمْنِي، وإِلَيْكَ فَحَبِّبْنِي وإِلَى النَّاسِ فَلا تَكِلْنِي، رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ.

وَأَنْتَ رَبِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّماواتُ والْأَرْضُ، وكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ وصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ والاخِرِينَ، أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطَكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبَكَ ومِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ ومِنْ جَمِيعِ سَخَطِكَ، لَكَ‏ الْعُتْبى‏ عِنْدِي فِيما اسْتَطَعْتُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

اللّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْناكَ، ولا كانَ مَعَكَ إِلهٌ أَعانَكَ تَعالَى اللَّهُ عَمّا ما يَقُولُ الْقائِلُونَ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ وبارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ إِذا نَزَلَ بِي، واجْعَلْ لِي فِيهِ راحَةً وفَرَجاً، اللّهُمَّ فَكَما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلْقِي، اللّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضاكَ ضَعْفِي، وخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِناصِيَتِي، واجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهى‏ رِضايَ.

اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ واشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وكَفى‏ بِكَ شَهِيداً، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ وخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وأَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِنْ دُونِ عَرْشِكَ إِلى‏ قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ باطِلٌ ما خَلا وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، الدّائِم الَّذِي لا يَزُولُ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ، واكْشِفْ ما بِي مِنْ ضُرٍّ، وحَوِّلْهُ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، وانَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وانَّ مَيْسُورَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

اللّهُمَّ يَسِّرْ مِنْ أَمْرِي ما عُسِرَ، وسَهِّلْ ما صَعُبَ، ولَيِّنْ ما غَلُظَ، وفَرِّجْ ما لا يُفَرِّجُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ، بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الدّائِمِ التَّامِّ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، وبِحَقِّ الرُّوحانِيِّينَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ إِلَّا بِتَعْظِيمِ عِزِّ جَلالِكَ، وبِالثَّناءِ عَلَيْكَ، ولا يَبْلُغُونَ ما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ مِنْ عَظِيمِ عِزِّكَ وعُلُوِّ شَأْنِكَ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكّاً وخَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً، وبِالاسْمِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ، وبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ‏ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى‏ بْنِ عِمْرانَ فَصارَ كُلُّ فرقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وبِاسْمِكَ الَّذِي ذَلَّ لَهُ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ.

وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ وعَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ أَنْ تُصَلِّي عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ التَّوَّابِينَ الْمُتَطَهِّرِينَ وتَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ، وتَغْفِرَ لِوالِدَيَّ كَما رَبَّيانِي صَغِيراً، وعَلِّمانِي كِتابَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ، وتُدْخِلَ عَلَيْهِما رَأْفَةً مِنْكَ ورَحْمَةً، وبَدِّلْ سَيِّئاتِهِما حَسَناتٍ وتَقَبَّلْ مِنْهُمَا ما أَحْسَنا، وتَجاوَزْ عَنْهُما ما أَساءا، فَإِنَّكَ أَوْلى‏ بِالْجُودِ، واجْعَلْهُما مِنَ الَّذِينَ رَضِيتَ عَنْهُمْ، وأَسْكَنْتَهُمْ جَنَّاتِكَ النَّعِيمِ بِرَحْمَتِكَ لا بِأَعْمالِهِمْ، تَفَضُّلًا مِنْكَ عَلَيْهِمْ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ وعِزَّتِكَ وسُلْطانِكَ.

يا مَنْ لَهُ الْحَمْدُ ولا يَنْبَغِي الْحَمْدُ إِلّا لَهُ، يا كَرِيمَ الإِحْسانِ، يا مَنْ يَبْقى‏ ويَفْنى كُلُّ شَيْ‏ءٍ، يا مَنْ يَرى ولا يُرى‏ وهُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى، ومَنْ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ رَقِيبٌ، وبِكُلِّ شَيْ‏ءٍ رَءُوفٌ وعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قابِلٌ شَهِيدٌ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وما تُخْفِي الصُّدُورُ، تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ.

وَ أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِي وَضَعْتَ بِهِ الْجِبَالَ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وبِالاسْمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماواتِ فَاسْتَقَلَّتْ، أَنْ تُنْجِيَنِي مِنَ النَّارِ، وتُجِيزَنِي الصِّراطَ بِقُدْرَتِكَ، ووالِدَيَّ وحامَّتِي‏ وقَرابَتِي‏ وجِيرانِي ومَنْ أَحَبَّنِي، وكُلَّ ذِي رَحِمٍ فِي الإِسْلامِ دَخَلَ إِلَيَّ، بِنُورِكَ الَّذِي لا يُطْفَأُ، وبِعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ، واكْفِنِي ما لا يَكْفِنِيهِ أَحَدٌ سِواكَ، وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، واسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الْجَمِيلِ، وعافِنِي بِقُدْرَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وعِقابِكَ.

اللّهُمَّ إِنَّكَ عالِمٌ غَيْرُ مُتَعَلِّمٍ، وأَنْتَ عالِمٌ بِحالِي وأَمْرِي، فَاجْعَلْ لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ نَصِيباً وإِلى‏ كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلًا، اللّهُمَّ واجْعَلْ لِي سَهْماً فِي دُعاءِ مَنْ دَعاكَ رَجاءَ الثَّوابِ مِنْكَ فِي مَشارِقِ الْأَرْضِ ومَغارِبِها مِنَ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ، والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ، وتَقَبَّلْ دُعاءَهُمْ وأَعِنْهُمْ عَلى‏ عَدُوِّكَ وعَدُوِّهِمْ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا يُقْدَرُ عَلَيْكَ، ولا يَدْفَعُ الْبَلاءَ غَيْرُكَ.

يا مَعْرُوفاً بِالإِحْسانِ والرَّأْفَةِ والرَّحْمَةِ أَنْتَ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى‏ دِينِكَ، وأَنْتَ مُدَبِّرُ الأُمُورِ وأَنْتَ تَخْتارُ لِعِبادِكَ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اخْتَرْتَهُ لِطاعَتِكَ، وأَمِنْتَهُ مِنْ عَذابِكَ يَوْمَ يَخْسُرُ الْمُبْطِلُونَ، وتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ.

وَ اخْتَرْنِي واخْتَرْ وُلْدِي فَقَدْ خَلَقْتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ، ورَزَقْتَ فَأَفْضَلْتَ، فَتَمِّمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وعَلى‏ والِدَيَّ وأَهْلِ عِنايَتِي، وأَوْسِعْ عَلَيْنا فِي رِزْقِكَ، ولا تُشْمِتْ‏ بِنا عَدُوّاً ولا حاسِداً، ولا باغِياً ولا طاغِياً، واحْرُسْنا بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ.

اللّهُمَّ هذَا الدُّعاءُ وعَلَيْكَ الإِجابَةُ، وأَنْتَ الْمُسْتَعانُ وعَلَيْكَ التَّكِلانُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بِكَ وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً، وحَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ‏.[26]

 

من أدعية يوم الغدير

السيد ابن طاووس في الأقبال:

اللّهُمَ‏ بِنُورِكَ‏ اهْتَدَيْتُ‏، وبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وقُلْتَ وقَوْلُكَ الْحَقُ‏ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}، وقُلْتَ‏ {ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ»، وقُلْتَ‏ «وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ}.

اللّهُمَّ فَانِّي أَسْأَلُكَ واشْهِدُكَ واشْهِدُ مَلائِكَتَكَ أَنَّكَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدَكَ ورَسُولَكَ نَبِيِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، وأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَوْلايَ ووَلِيِّي عَلَيْهِ وآلِهِ السَّلامُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي فِي هذا الْيَوْمِ، وفِي هذَا الْوَقْتِ، ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وتُصْلِحَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي.

اللّهُمَّ إِيماناً بِكَ وتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ، حَتّى‏ أَكُونَ عَلَى النَّهْجِ الَّذِي تَرْضاهُ، والطَّرِيقِ الَّذِي تُحِبُّهُ، فَإِنَّكَ عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي ووَلِيُّ نِعْمَتِي.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَفْحَةً مِنْ نَفَحاتِكَ كَرِيمَةً تَلُمُّ بِها شَعْثِي‏، وتُصْلِحُ بِها شَأْنِي، وتُوَسِّعُ بِهَا رِزْقِي، وتَقْضِيَ بِهَا دَيْنِي، وتُعِينُنِي بِها عَلى‏ جَمِيعِ أُمُورِي، فَإِنَّكَ عِنْدَ شِدَّتِي، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تُصْلِحَ لِي أَحْوالَ الدُّنْيا والاخِرَةِ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ولَمْ يَسْأَلِ السَّائِلُونَ أَكْرَمَ مِنْكَ، وأَطْلُبُ إِلَيْكَ ولَمْ يَطْلُبِ الطّالِبُونَ إِلى‏ أَحَدٍ أَجْوَدَ مِنْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تُبَلِّغَنِي فِي هذا الْيَوْمِ امْنِيَّةَ الدُّنْيا والاخِرَةِ، اللّهُمَّ فارِجَ الْغَمِّ ومُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، اللّهُمَّ فارِجَ الْغَمِّ إِنِّي مَغْمُومٌ فَفَرِّجْ عَنِّي، اللّهُمَّ إِنِّي مَهْمُومٌ فَاكْشِفْ هَمِّي.

اللّهُمَّ إِنِّي مُضْطَرٌّ فَسَهِّلْ لِي، اللّهُمَّ إِنِّي مَدْيُونٌ فَاقْضِ دَيْنِي، اللّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ ضَعْفِي، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً واسِعاً حَلالًا طَيِّباً، أَسْتَعِينُ بِهِ وأَعِيشُ بِهِ بَيْنَ خَلْقِكَ، رِزْقاً مِنْ عِنْدِكَ لا أَبْذُلُ فِيهِ وَجْهِي لِأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ، أَنْتَ حَسْبِي ونِعْمَ الْوَكِيلُ.

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ولِوالِدَيَّ وما وَلَدا وأَهْلِ قَرابَتِي وإِخْوانِي مَنْ عَرَفْتُ ومَنْ لَمْ أَعْرِفْ، اللّهُمَّ اجْزِهِمْ بِأَحْسَنِ أَعْمالِهِمْ وأَوْصِلْ إِلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ والسُّرُورَ، واحْشُرْهُمْ مَعَ رَسُولِكَ وأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وأَوْلِيائِهِمْ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ وسَلَّمَ‏.[27]

 

عن النبي (ص): أن من السنن أن يقول المؤمن في يوم الغدير مائة مرة: الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَ كَمالَ دينِهِ وَتَمامَ نِعمَتِهِ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَليّ بنِ أبي طالِبٍ (ع). [28]

 

 

* دعاء الندبة

من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة:

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أوليائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وَدِينِكَ إذ اختَرتَ لَهُم جَزِيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخرُفِها وَزِبرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلتَهُم وَقَرَّبتَهُم وَقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ وَرَفَدتَهُم بِعِلمِكَ وَجَعَلتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إلَيكَ وَالوَسِيلَةَ إلى رِضوانِكَ فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها، وَبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ وَنَجَّيتَهُ وَمَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ، وَبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَلِيلاً وَسألَكَ لِسانَ صِدقٍ في الآخِرينَ فَأجَبتَهُ وَجَعَلتَ ذلِكَ عَليا، وَبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكلِيماً وَجَعَلتَ لَهُ مِن أخِيهِ رِدءاً وَوَزِيراً، وَبَعضٌ أولَدتَهُ مِنَ غَيرِ أبٍ وَآتَيتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً وَتَخَيَّرتَ لَهُ أوصياءَ مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ وَيَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ وَلا يَقُولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسُولاً مُنذِراً وَأقَمتَ لَنا عَلَماً هادياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ وَنَخزى، إلى أن انتَهَيتَ بِالأمرِ إلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ وَأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وَأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ. قَدَّمتَهُ عَلى أنبيائِكَ وَبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ وَأوطأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجتَ بِرُوحِهِ إلى سَمائِكَ وَأودَعتَهُ عِلمَ ماكانَ وَمايَكُونُ إلى انقَضاءِ خَلقِكَ، ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ وَحَفَفتَهُ بِجَبرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ، وَذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّءَ صِدقٍ مِن أهلِهِ وَجَعَلتَ لَهُ وَلَهُم أوَّلَ بَيتٍ وَُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلتَ: إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً.

ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ فَقُلتَ: قُل لا أسألُكُم عَلَيهِ أجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى، وَقُلتَ: ماسألتُكُم مِن أجرٍ فَهُو لَكُم، وَقُلتَ: ماأسألُكُم عَلَيهِ مِن أجرٍ إلاّ مَن شاءَ أن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً، فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ.

فَلَمّا انقَضَت أيامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِما وَآلِهِما هادياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرَ وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلاءُ أمامَهُ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيُّ مَولاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَن وَالاهُ وَعادِ مَن عاداهُ وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ، وَقالَ: مَن كُنتُ أنا نَبِيَّهُ فَعَلِيُّ أمِيرُهُ، وَقَالَ: أنَا وَعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى.

وَأحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِن مُوسى فَقالَ لَهُ: أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارُونَ مِن مُوسى إلاّ أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدِي، وَزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِن مَسجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الأبوابَ إلاّ بابَهُ ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وَحِكمَتَهُ فَقالَ: أنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَعَلِيُّ بابُها فَمَن أرادَ المَدِينَةَ وَالحِكمَةَ فَليأتِها مِن بابِها. ثُمَّ قالَ: أنتَ أخي وَوَصِيّي وَوَارِثِي، لَحمُكَ مِن لَحمي وَدَمُكَ مِن دَمي وَسِلمُكَ سِلمي وَحَربُكَ حَربِي، وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحمي وَدَمِي، وَأنتَ غَداً عَلى الحَوضِ خَلِيفَتي وَأنتَ تَقضي دَيني وَتُنجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نُورٍ مُبيَضَّةً وَُجُوهُهُم حَولي في الجَنَّةِ وَهُم جِيرانِي، وَلَولا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنُونَ بَعدِي. وَكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمى وَحَبلَ اللهِ المَتِينَ وَصِراطَهُ المُستَقِيمَ لايُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ في دِينٍ وَلا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ، يَحذُو حَذوَ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلى التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ في اللهِ لَومَةُ لائِمٍ، قَد وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أبطالَهُم وَناوَشَ ذُؤبانَهُم فَأودَعَ قُلُوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وَخَيبَرِيَّةً وَحُنَينِيَّةً وَغَيرَهُنَّ، فَأضَبَّت عَلى عَداوَتِهِ وَأكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ حَتى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ. وَلَمَّا قَضى نَحبَهُ وَقَتَلَهُ أشقى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأوّلِينَ لَم يُمتَثَل أمرُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في الهادِينَ بَعدَ الهادِينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقتِهِ مُجتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإقصاءِ وُلدِهِ إلاّ القَلِيلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِم، فَقُتِلَ مَن قُتِلَ وَسُبِيَ مَن سُبِيَ وَأُقصِيَ مَن أُقصِيَ وَجَرى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إذ كانَتِ الأرضُ للهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ وَسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعُولاً وَلَن يُخلِفَ اللهُ وَعدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلى الأطائِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلّى اللهُ عَلَيهِما وَآلِهِما فَليَبكِ الباكُونَ وَإياهُم فَليَندُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثلِهِم فَلتَذرِفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ، أينَ الحَسَنُ أينَ الحُسَينُ أينَ أبناءُ الحُسَينِ، صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ، أينَ السَّبِيلُ بَعدَ السَّبِيلِ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ، أينَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، أينَ الأقمارُ المُنِيرَةُ، أينَ الأنجُمُ الزّاهِرَةُ، أينَ أعلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلمِ، أينَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لاتَخلُو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ، أينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أينَ المُنَتَظَرُ لإقامَةِ الأمتِ وَالعِوَجِ، أينَ المُرتَجى لإزالَةِ الجَورِ وَالعُدوانِ، أينَ المُدَّخَرُ لِتَجدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، أينَ المُتَخَيَّرُ لإعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ، أينَ المُؤَمَّلُ لإحياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ، أينَ مُحيي مَعالِمِ الدِّينِ وَأهلِهِ، أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدِينَ، أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِركِ وَالنِّفاقِ، أينَ مُبِيدُ أهلِ الفُسُوقِ وَالعِصيانِ وَالطُّغيانِ، أينَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ، أينَ طامِسُ آثارِ الزَّيغ‌ِ وَالأهواءِ، أينَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذبِ وَالافتِراءِ، أينَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَة، أينَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضلِيلِ وَالإلحادِ، أينَ مُعِزُّ الأولياءِ وَمُذِلُّ الأعداء، أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلى التَّقوى، أينَ بابُ اللهِ الَّذي مِنهُ يُؤتى، أينَ وَجهُ اللهِ الَّذي إلَيهِ يَتَوجَّهُ الأولياءُ، أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأرضِ وَالسَّماءِ، أينَ صاحِبُ يَومِ الفَتحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدى، أينَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، أينَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأنبياءِ وَأبناءِ الأنبياءِ، أينَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقتُولِ بِكَربَلاءَ، أينَ المَنصُورُ عَلى مَن اعتَدى عَلَيهِ وَافتَرى، أينَ المُضطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا، أينَ صَدرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقوى، أينَ ابنُ النَّبِيِّ المُصطَفى وَابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى وَابنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى.

بِأبي أنتَ وَاُمّي وَنَفسي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمى يا بنَ السّادَةِ المُقَرَّبِينَ يا بنَ النُجباءِ الأكرَمِينَ يا بنَ الهُداةِ المَهدِيِّينَ يا بنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبِينَ يا بنَ الغَطارِفَةِ الأنجَبِينَ يا بنَ الأطائِبِ المُطَهَّرِينَ يا بنَ الخَضارِمَةِ المُنتَجَبِينَ يا بنَ القَماقِمَةِ الأكرَمِينَ، يا بنَ البُدُورِ المُنِيرَةِ يا بنَ السُّرُجِ المُضِيئَةِ يا بنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ يا بنَ الأنجُمِ الزَّاهِرَةِ يا بنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ يا بنَ الأعلامِ اللائِحَةِ، يا بنَ العُلُومِ الكامِلَةِ يا بنَ السُّنَنِ المَشهُورَةِ يا بنَ المَعالِمِ المَأثُورَةِ يا بنَ المُعجِزاتِ المَوجُودَةِ يا بنَ الدَّلائِلِ المَشهُودَةِ، يا بنَ الصِّراطِ المُستَقِيمِ يا بنَ النَّبَأِ العَظِيمِ يا بنَ مَن هُوَ في اُمِّ الكِتابِ لَدَى الله عَلِيٌّ حَكِيمٌ، يا بنَ الآيات وَالبَيِّناتِ يا بنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ يا بنَ البَراهِينِ الواضِحاتِ الباهِراتِ يا بنَ الحُجَجِ البالِغاتِ يا بنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ يا بنَ طهَ وَالمُحكَماتِ يا بنَ يس وَالذّارياتِ يا بنَ الطُّورِ وَالعادِياتِ، يا بنَ مَن دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَو أَدْنى دُنُواً وَاقتِراباً مِنَ العَلِيِّ الأعلى، لَيتَ شِعري اينَ استَقَرَّت بِكَ النَّوى بَل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى، أبِرَضوى أو غَيرِها أم ذي طُوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ وَلا تُرى وَلا أسمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجِيجٌ وَلا شَكوى. بِنَفسي أنتَ مِن مُغَيَّبٍ لَم يَخلُ مِنّا بِنَفسي أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا بِنَفسي أنتَ أُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِن مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ ذَكَراً فَحَنّا، بِنَفسي أنتَ مِن عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى بِنَفسي أنتَ مِن أثِيلِ مَجدٍ لا يُجارى بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفسي أنتَ مِن نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، إلى مَتى اُحارُ فِيكَ يا مَولايَ وَإلى مَتّى وَأيُّ خِطابٍ أصِفُ فِيكَ وَأيُّ نَجوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دُونَكَ وَأُناغى عَزِيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ وَيَخذُلَكَ الوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دُونَهُم ماجَرى، هَل مِن مُعينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَل مِن جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا هَل قَذِيَت عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى هَل إلَيكَ يا بنَ أحمَدَ سَبِيلٌ فَتُلقى هَل يَتَّصِلُ يَومُنا مِنكَ بِعِدَةٍ فَنَحظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَةَ فَنَروى مَتى نَنْتِفِعُ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيناً مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ، تُرى أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأنتَ تَأُمُّ المَلَأ وَقَد مَلأتَ الأرضَ عَدلاً وَأذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وَعِقاباً وَأبَرتَ العُتاةَ وَجَحَدةَ الحَقِّ وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرِينَ وَاجتَثَثتَ أُصُولَ الظَّالِمِينَ. وَنَحنُ نَقُولُ: الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، اللهُمَّ أنتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى وَإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العَدوى وَأنتَ رَبُّ الآخِرةِ وَالدُّنيا فَأغِث يا غِياثَ المُستَغِيثِينَ عُبَيدَكَ المُبتَلى وَأرِهِ سَيِّدَهُ يا شَدِيدَ القُوى وَأزِل عَنهُ بِهِ الأسى وَالجَوى وَبَرِّد غَلِيلَهُ يا مَن عَلى العَرشِ استَوى وَمَنْ إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى، اللهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدُكَ التّائِقُونَ إلى وَلِيِّكَ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً وَمَلاذاً وَأقَمتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنِينَ مِنّا إماماً، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً وَمُقاماً وَأتمِم نِعمَتَكَ بِتَقدِيمِكَ إياهُ أمامَنا حَتى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأكبَرِ وَعَلى أبِيهِ السَّيِّدِ الأصغَرِ وَجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَعَلى مَن اصطَفَيتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيهِ أفضَلَ وَأكمَلَ وَأتَمَّ وَأدوَمَ وَأكثَرَ وَأوفَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ، وَصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لاغايَةَ لِعَدَدِها وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لأمَدِها، اللهُمَّ وَأقِم بِهِ الحَقَّ وَأدحِض بِهِ الباطِلَ وَأدِل بِهِ أولياءَكَ وَأذلِل بِهِ أعداءَكَ، وَصِلِ اللهُمَّ بَينَنا وَبَينَهُ وَصلَةً تُؤَدّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجعَلنا مِمَّن ياخُذُ بِحُجزَتِهِم وَيَمكُثُ في ظِلِّهِم وَأعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إلَيهِ وَالاجتِهادِ في طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعصِيَتِهِ، وَامنُن عَلَينا بِرِضاهُ وَهَب لَنا رَأفَتَهُ وَرَحمَتَهُ وَدَعاءَهُ وَخَيرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِكَ وَفَوزاً عِندَكَ، وَاجعَل صَلواتَنا بِهِ مَقبُولَةً وَذُنُوبَنا بِهِ مَغفُورَةً وَدُعاءَنَا بِهِ مُستَجاباً وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسُوطَةً وَهُمُومَنا بِهِ مَكَفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقضِيَّةً، وَأقبِل إلَينا بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَاقبَل تَقَرُّبَنا إلَيكَ وَانظُر إلَينا نَظرَةً رَحِيمَةً نَستَكمِلُ بِها الكَرامَةَ عِندَكَ ثُمَّ لا تَصرِفها عَنّا بِجُودِكَ، وَاسقِنا مِن حَوضِ جَدِّهِ (صلى الله عليه وآله) بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رياً رَوِياً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمأ بَعدَهُ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ. [29]

 

 

* صلوات يوم الغدير

عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدى قال: دخلت على أبى عبد الله الصادق (ع) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فوجدته صائما فقال: ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين، إذ أكمل الله لهم فيه الذين وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول، إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا. فقلت له: جعلت فداك فما صواب صوم هذا اليوم؟ فقال: انه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكرا لله عز وجل، فان صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم، ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء، وأفضل ذلك قرب الزوال، وهى الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين (ع) بغدير خم علما للناس، وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت. فمن صلى ركعتين، ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة، ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود، الدعاء:
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِأنَّ لَكَ الحَمدَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ وَأنَّكَ وَاحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَم تَلِد وَلَم تولَد وَلَم يَكُن لَكَ كُفواً أحَدٌ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ كَما كانَ مِن شَأنِكَ أن تَفَضَّلتَ عَلَيَّ بِأن جَعَلتَني مِن أهلِ إجابَتِكَ وَأهلِ دينِكَ وَأهلِ دَعوَتِكَ وَوَفَّقتَني لِذلِكَ في مُبتَدَئ خَلقي تَفَضُّلاً مِنكَ وَكَرَماً وَجوداً، ثمّ أردَفتَ الفَضلَ فَضلاً وَالجودَ جوداً وَالكَرَمَ كَرَماً رَأفَةً مِنكَ وَرَحمَةً إلى أن جَدَّدتَ ذلِكَ العَهدَ لي تَجديداً بَعدَ تَجديدِكَ خَلقي، وَكُنتُ نَسياً مَنسياً ناسياً ساهياً غافِلاً فَأتمَمتَ نِعمَتَكَ بِأن ذَكَّرتَني ذلِكَ وَمَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيتَني لَهُ، فَليَكُن مِن شَأنِكَ يا إلهي وَسَيِّدي وَمَولايَ أن تُتِمَّ لي ذلِكَ وَلا تَسلُبنيهِ حَتّى تَتَوَفَّاني عَلى ذلِكَ وَأنتَ عَنّي راضٍ فَإنَّكَ أحَقُّ المُنعِمينَ أن تُتِمَّ نِعمَتَكَ عَلَيَّ اللهُمَّ سَمِعنا وَأطَعنا وَأجَبنا داعيَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الحَمدُ غُفرانَكَ رَبَّنا وإلَيكَ المَصيرُ، آمَنَّا بِاللهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَبِرَسولِهِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَدَّقنا وَأجَبنا داعيَ اللهِ، وَاتَّبَعنا الرَّسولَ في موالاةِ مَولانا وَمَولى المُؤمِنينَ أميرِ المُؤمِنينَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عَبِد اللهِ وَأخي رَسولِهِ وَالصِّدّيقِ الأكبَرِ وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِهِ المُؤَيِّدِ بِهِ نَبيَّهُ وَدينَهُ الحَقَّ المُبينَ، عَلَماً لِدينِ اللهِ وَخازِناً لِعِلمِهِ وَعَيبَةَ غَيبِ اللهِ وَمَوضِعَ سِرِّ اللهِ وَأمينَ اللهِ عَلى خَلقِهِ وَشاهِدَهُ في بَريَّتِهِ، اللهُمَّ رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا مُنادياً يُنادي لِلإيمانِ أن آمِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّر عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخزِنا يَومَ القيامة إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ فَإنَّا يا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطفِكَ أجَبنا داعيَكَ وَاتَّبَعنا الرَّسولَ وَصَدَّقناهُ وَصَدَّقنا مَولى المُؤمِنينَ وَكَفَرنا بِالجِبتِ والطَّاغوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّينا وَاحشُرنا مَعَ أئِمَّتِنا فَإنَّا بِهِم مُؤمِنونَ مُوقِنُونَ وَلَهُم مُسلّمونَ، آمَنَّا بِسِرّهِم وَعَلانيَتِهِم وَشاهِدِهِم وَغائِبِهِم وَحَيِّهِم وَمَيِّتِهِم وَرَضينا بِهِم أئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَحَسبُنا بِهِم بَينَنا وَبَينَ اللهِ دونَ خَلقِهِ لا نَبتَغي بِهِم بَدَلاً، ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِم وَليجَةً وَبَرِئنا إلى اللهِ مِن كُلِّ مَن نَصَبَ لَهُم حَرباً مِنَ الجِنِّ وَالإنسِ مِنَ الأوّلينَ وَالآخرينَ، وَكَفَرنا بِالجِبتِ والطَّاغوتِ وَالأوثانِ الأربَعَةِ وَأشياعِهِم وَأتباعِهِم وَكُلِّ مَن وَالاهُم مِنَ الجِنِّ وَالإنسَ مِن أوَّلِ الدَّهرِ إلى آخِرِهِ، اللهُمَّ إنَّا نُشهِدُكَ أنَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم) وَقَولُنا ما قالوا وَدينُنا ما دانوا بِهِ، ما قالوا بِهِ قُلنا وَما دانوا بِهِ دِنَّا وَما أنكَروا أنكَرنا وَمَن وَالَوا وَالَينا وَمَن عادَوا عادَينا وَمَن لَعَنوا لَعَنَّا وَمَن تَبَرَّأوا مِنهُ تَبَرَّأنا مِنهُ وَمَن تَرَحَّموا عَلَيهِ تَرَحَّمنا عَلَيهِ، آمَنَّا وَسَلَّمنا وَرَضينا وَاتَّبَعنا مَواليَنا (صلوات الله عليهم)، اللهُمَّ فَتَمِّم لَنا ذلِكَ وَلا تَسلُبناه وَاجعَلهُ مُستَقِراً ثابِتاً عِندَنا وَلا تَجعَلهُ مُستَعاراً وَأحيِنا ما أحيَيتَنا عَلَيهِ وَأمِتنا إذا أمَتَّنا عَلَيهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أئِمَّتُنا فَبِهِم نَأتَمُّ وَإياهُم نوالي وَعَدوَّهُم عَدوَّ الله نُعادي فَاجعَلنا مَعَهُم في الدُّنيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ فَإنَّا بِذلِكَ راضونَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثم تسجد وتمحد الله مائة مرة, وتشكر الله عز وجل مائة مرة وأنت ساجد، فانه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (ص) على ذلك، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم، وكان كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلى الله عليه ومع الحسن والحسين صلى الله عليهما، وكمن يكون تحت راية القائم صلى الله عليه وفى فسطاطه من النجباء والنقباء. [30]

عن أبي عبد الله الصادق (ع): صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا, لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك, وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات, وهو عيد الله الأكبر, وما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته, واسمه في السماء يوم العهد المعهود, وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ, والجمع المشهود, من صلى فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة, يسأل الله عز وجل يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة, وعشر مرات {قل هو الله أحد}, وعشر مرات آية الكرسي, وعشر مرات {إنا أنزلناه} عدلت عند الله عز وجل مائة ألف حجة, ومائة ألف عمرة, وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت‏ كائنة ما كانت الحاجة, وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك, ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما وفئاما, فلم يزل يعد إلى أن عقد بيده عشرا, ثم قال (ع): أتدري كم الفئام؟ قلت: لا, قال (ع): مائة ألف, كل فئام كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل, وسقاهم في يوم ذي مسغبة, والدرهم فيه بألف ألف درهم, قال (ع): لعلك ترى أن الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه, لا والله, لا والله, لا والله, ثم قال: وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا "الحَمدُ للهِ الَّذي أكرَمَنا بِهذا اليَومِ وَجَعَلَنا مِنَ الموفينَ بِعَهدِهِ إلَينا, وَميثاقِهِ الَّذي وَاثَقَنا بِهِ مِن ولايَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقوَّامِ بِقِسطِهِ, وَلَم يَجعَلنا مِنَ الجاحِدينَ وَالمُكذِّبينَ بيَومِ الدّينِ." ثم قال (ع): وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين أن تقول‏:

"رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ ولا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

اللّهُمَّ إِنِّي اشْهِدُكَ وكَفى‏ بِكَ شَهِيداً، واشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وحَمَلَةَ عَرْشِكَ وسُكّانَ سَماواتِكَ وأَرْضِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، الْمَعْبُودُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلى‏ قَرارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ يُعْبَدُ سِواكَ إِلّا باطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَيْرُ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ لا مَعْبُودَ سِواكَ، تَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ، وأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ووَلِيُّهُمْ‏ ومَوْلاهُمْ ومَوْلايَ، رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا النِّداءَ، وصَدَّقْنَا الْمُنادِي، رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، إِذْ نادى‏ نِداءً عَنْكَ بِالَّذِي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ ما أَنْزَلْتَ إِلَيْهِ مِنْ مُوالاةِ وَلِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وحَذَّرْتَهُ وأَنْذَرْتَهُ إِنْ لَمْ يُبَلِّغْ أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ، وأَنَّهُ إِذا بَلَّغَ رِسالاتِكَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ. فَنادى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ ورِسالاتِكَ: أَلا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، ومَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ، ومَنْ كُنْتُ نَبِيهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ.

رَبَّنا قَدْ أَجَبْنا داعِيكَ النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وجَعَلْتَهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ، رَبَّنا آمَنّا واتَّبَعْنا مَوْلانا ووَلِيُّنا وهادِينا وداعِينا وداعِي الْأَنامِ وصِراطَكَ السَّوِيَّ الْمُسْتَقِيمَ، مَحَجَّتَكَ الْبَيْضاءَ، وسَبِيلَكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ عَلى‏ بَصِيرَةٍ هُوَ ومَنِ اتَّبَعَهُ، وسُبْحانَ اللَّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ بِوِلايَتِهِ وبِأَمْرِ رَبِّهِمْ بِاتِّخاذِ الْوَلايِجِ مِنْ دُونِهِ. فَأَشْهَدُ يا إِلهِي أَنَّ الإِمامَ الْهادِي الْمُرْشِدَ الرَّشِيدَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صلوات اللّه عليه أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِي ذَكَرْتَهُ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}.

اللّهُمَّ فَانَّا نَشْهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، والصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ وإِمامُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ، وحُجَّتَكَ الْبالِغَةُ، ولِسانُكَ الْمُعَبِّرُ عَنْكَ فِي خَلْقِكَ، والْقائِمُ بِالْقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ، ودَيّانُ دِينِكَ، وخازِنُ عِلْمِكَ، وعَيْبَةُ وَحْيِكَ، وعَبْدُكَ وأَمِينُكَ، الْمَأْمُونُ الْمَأْخُوذُ مِيثاقُهُ مَعَ مِيثاقِكَ ومِيثاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وبَرِيَّتِكَ بِالشَّهادَةِ والإِخْلاصِ بِالْوَحْدانِيَّةِ. بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، ومُحَمَّدٌ عَبْدُكَ ورَسُولُكَ وعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وجَعَلْتَ الْإِقْرارَ بِوِلايَتِهِ تَمامَ تَوْحِيدِكَ والإِخْلاصَ لَكَ بوَحْدانِيَّتِكَ وإِكْمالَ دِينِكَ وتَمامَ نِعْمَتِكَ عَلى‏ جَمِيعِ خَلْقِكَ، فَقُلْتَ وقَوْلُكَ‏ الْحَقُّ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}. فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنا مِنَ الإِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدانِيَّتِكَ، وجُدْتَ عَلَيْنا بِمُوالاةِ وَلِيِّكَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، ورَضِيتَ لَنَا الإِسْلامَ دِيناً بِمَوْلانا وأَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ ومِيثاقَكَ، وذَكَّرْتَنا ذلِكَ. وَجَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الإِخْلاصِ والتَّصْدِيقِ لِعَهْدِكَ ومِيثاقِكَ، ومِنْ أَهْلِ الْوَفاءِ بِذلِكَ، ولَمْ تَجْعَلْنا مِنَ النَّاكِثِينَ والْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، ولَمْ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُغَيِّرِينَ والْمُبَدِّلِينَ والْمُحَرِّفِينَ والْمُبَتِّكِينَ آذانَ الْأَنْعامِ، والْمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللَّهِ، ومِنَ الَّذِينَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ، وصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ والصِّراطِ الْمُسْتَقِيمِ. وأكثر من قولك: اللّهُمَّ الْعَنِ الْجاحِدِينَ والنّاكِثِينَ والْمُغَيِّرِينَ والْمُبَدِّلِينَ والْمُكَذِّبِينَ، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ مِنَ الْأَوَّلِينَ والاخِرِينَ.

ثم قل: اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ نِعْمَتِكَ عَلَيْنا بِالَّذِي هَدَيْتَنا إِلى‏ مُوالاةِ وُلاةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، والْأَئِمَّةِ الْهادِينَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ، وأَعْلامَ الْهُدى‏ ومَنارَ التَّقْوى‏، والْعُرْوَةَ الْوُثْقى‏، وكَمالَ دِينِكَ، وتَمامَ نِعْمَتِكَ، ومَنْ بِهِمْ وبِمُوالاتِهِمْ رَضِيتَ لَنا الإِسْلامَ دِيناً، رَبَّنا فَلَكَ الْحَمْدُ. آمَنّا بِكَ وصَدَّقْنا بِنَبِيِّكَ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، واتَّبَعْنَا الْهادِي مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، ووالَيْنا وَلِيَّهُمْ وعادَيْنا عَدُوَّهُمْ، وبَرِئْنا مِنَ الْجاحِدِينَ‏ والنّاكِثِينَ والْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ. اللّهُمَّ فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ يا صادِقَ الْوَعْدِ، يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، أَنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ بِمُوالاةِ أَوْلِيائِكَ، الْمَسْؤولِ عَنْهُمْ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} وقُلْتَ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ}. وَمَنَنْتَ بِشَهادَةِ الإِخْلاصِ لَكَ بِوِلايَةِ أَوْلِيائِكَ الْهُداةِ مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، السِّراجِ الْمُنِيرِ، وأَكْمَلْتَ لَنَا الدِّينَ بِمُوالاتِهِمْ والْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، وأَتْمَمْتَ عَلَيْنا النِّعَمَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ، وذَكَّرْتَنا مِيثاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنّا فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِكَ إِيّانا. وَجَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الإِجابَةِ، وذَكَّرْتَنا الْعَهْدَ والْمِيثاقَ، ولَمْ تُنْسِنا ذِكْرَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى}. شَهِدْنا بِمَنِّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّنا وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ نَبِيِّنا، وأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّنا ومَوْلانا، وشَهِدْنا بِالْوِلايَةِ لِوَلِيِّنا ومَوْلانا مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَلِيِّنا ومَوْلانا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ. وَجَعَلْتَهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْكَ عَلِيّاً حَكِيماً، وجَعَلْتَهُ آيَةً لِنَبِيِّكَ وآيَةً مِنْ آياتِكَ الْكُبْرى، والنَّبإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، والنَّبَإ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ، وعَنْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ مَسْئُولُونَ، وتَمامَ نِعْمَتِكَ الَّتِي عَنْها يُسْأَلُ عِبادُكَ إِذْ هُمْ مَوْقُوفُونَ، وعَنِ النَّعِيمِ مَسْئُولُونَ. اللّهُمَّ وكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنا بِالْهِدايَةِ إِلى‏ مَعْرِفَتِهِمْ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تُبارِكَ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي ذَكَّرْتَنا فِيهِ عَهْدَكَ ومِيثاقَكَ، وأَكْمَلْتَ لَنا دِينَنا وأَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وجَعَلْتَنا بِنِعْمَتِكَ مِنْ أَهْلِ الإِجابَةِ والإِخْلاصِ بِوَحْدانِيَّتِكَ، ومِنْ أَهْلِ الإِيمانِ والتَّصْدِيقِ بِوِلايَةِ أَوْلِيائِكَ والْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ وأَعْداءِ أَوْلِيائِكَ الْجاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ. فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ تَمامَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنا ولا تَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدِينَ، ولا تُلْحِقْنا بِالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَاجْعَلْ لَنا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ الْمُتَّقِينَ.

وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً واجْعَلْ لَنا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِماماً إِلى‏ يَوْمِ الدِّينِ، يَوْمَ يُدْعى‏ كُلُّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ، واجْعَلْنا فِي ظِلِّ الْقَوْمِ الْمُتَّقِينَ الْهُداةِ بَعْدَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ والْبَشِيرِ، الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ إِلَى الْهُدى‏، ولا تَجْعَلْنا مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الدُّعاةِ إِلَى النَّارِ، وهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وأَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ. رَبَّنا فَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ وأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ ومِيثاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنّا عَلى‏ مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ، والْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، والنّاكِثِينَ بِمِيثاقِكَ، وتَوَفَّنا عَلى‏ ذلِكَ، واجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا، اثْبِتْ لَنا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ الَيْهِمْ. وَاجْعَلْ مَحْيانا خَيْرَ الْمَحْيا ومَماتَنا خَيْرَ الْمَماتِ ومُنْقَلَبَنا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ، عَلى‏ مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ والْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ، حَتّى‏ تَتَوَفّانا وأَنْتَ عَنّا راضٍ، قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا الْخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ والْمَثْوى‏ فِي جِوارِكَ والإِنابَةَ إِلى‏ دارِ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِكَ، لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ ولا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ. رَبَّنا إِنَّكَ أَمَرْتَنا بِطاعَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ، وأَمَرْتَنا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ، فَقُلْتَ {أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وقُلْتَ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. رَبَّنا سَمِعْنا وأَطَعْنا رَبَّنا ثَبِّتْ أَقْدامَنا وتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، مُسْلِمِينَ مُسَلِّمِينَ مُصَدِّقِينَ لِأَوْلِيائِكَ، ولا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنا آمَنّا بِكَ وصَدَّقْنا نَبِيَّكَ، ووالَيْنا وَلِيَّكَ والْأَوْلِياءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، ووَلِيَّكَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، والإِمامَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ والسِّراجِ الْمُنِيرِ.

رَبَّنا فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ جَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ بِمَنِّكَ عَلَيْنا ولُطْفِكَ لَنا، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنا ذُنُوبَنا وتُكَفِّرَ عَنّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ ولا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ. رَبَّنا آمَنّا بِكَ، ووَفَيْنا بِعَهْدِكَ، وصَدَّقْنا رُسُلَكَ، واتَّبَعْنا وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ، ووالَيْنا أَوْلِيائَكَ، وعادَيْنا أَعْداءَكَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ، واحْشُرْنا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ. آمَنّا يا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وعَلانِيَتِهِمْ، وشاهِدِهِمْ وغائِبِهِمْ، وبِحَيِّهِمْ ومَيِّتِهِمْ، ورَضِينا بِهِمْ أَئِمَّةً وسادَةً وقادَةً لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلًا ولا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً.

رَبَّنا فَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلى‏ مُوالاتِهِمْ، والْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ، والتَّسْلِيمِ لَهُمْ والرَّدِّ إِلَيْهِمْ، وتَوَفَّنا إِذا تَوَفَّيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ لَكَ ولَهُمْ بِالْعَهْدِ والْمِيثاقِ، والْمُوالاةِ لَهُمْ والتَّصْدِيقِ والتَّسْلِيمِ لَهُمْ، غَيْرَ جاحِدِينَ ولا ناكِثِينَ ولا مُكَذِّبِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ جَمِيعاً، أَنْ تُبارِكَ لَنا فِي يَوْمِنا هذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنا فِيهِ بِالْوَفاءِ لِعَهْدِكَ، الَّذِي عَهِدْتَ إِلَيْنا والْمِيثاقِ الَّذِي واثَقْتَنا بِهِ مِنْ مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ والْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ. وَتَمُنَّ عَلَيْنا بِنِعْمَتِكَ، وتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثابِتاً ولا تَسْلُبْناهُ أَبَداً، ولا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ {فَمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ}، فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثابِتاً.

وَارْزُقْنا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ قائِماً رَشِيداً هادِياً مَهْدِيّاً مِنَ الضَّلالَةِ إِلَى الْهُدى‏، واجْعَلْنا تَحْتَ رايَتِهِ وفِي زُمْرَتِهِ شُهَداءَ صادِقِينَ، مَقْتُولِينَ فِي سَبِيلِكَ وعَلى‏ نُصْرَةِ دِينِكَ.

ثم سل بعد ذلك حوائجك للآخرة والدنيا، فإنها والله والله والله مقضية في هذا اليوم، ولا تقعد عن الخير، وسارع إلى ذلك إن شاء الله تعالى. [31]

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن عيد الغدير: فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره، وأن يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها ويتطيّب إمكانه وانبساط يده, ثم يقول:

اللّهُمَّ إِنَّ هذا الْيَوْمَ شَرَّفْتَنا فِيهِ بِوِلايَةِ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وجَعَلْتَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وأَمَرْتَنا بِمُوالاتِهِ وطاعَتِهِ وأَنْ نَتَمَسَّكَ بِما يُقَرِّبُنا إِلَيْكَ، ويُزْلِفُنا لَدَيْكَ أَمْرَهُ ونَهْيَهُ.

اللّهُمَّ قَدْ قَبِلْنا أَمْرَكَ ونَهْيَكَ، وسَمِعْنا وأَطَعْنا لِنَبِيِّكَ، وسَلَّمْنا ورَضِينا، فَنَحْنُ مَوالِيَّ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وأَوْلِياؤُهُ كَما أَمَرْتَ، نُوالِيهِ ونُعادِي مَنْ‏ يُعادِيهِ، ونُبَرِّءُ مِمَّنْ تَبَرَّءَ مِنْهُ، ونُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ، ونُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ، وعَلِيٌّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما قُلْتَ، وإِمامُنا بَعْدَ نَبِيِّنا صلَّى اللَّهُ عليه وآله كَما أَمَرْتَ.

فإذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات وتقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَما فَضَّلَنا فِي دِينِهِ عَلى‏ مَنْ جَحَدَ وعَنَدَ، وفِي نَعِيمِ الدُّنْيا عَلى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ عَمَدَ، وهَدانا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، وشَرَّفَنا بِوَصِيَّةِ وخَلِيفَتِهِ فِي حَياتِهِ وبَعْدَ مَماتِهِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ. اللّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ نَبِيُّنا كَما أَمَرْتَ، وعَلِيّاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما أَقَمْتَ، ونَحْنُ مَوالِيهِ وأَوْلِياؤُهُ.

ثم تقوم وتصلي شكرا لله تعالى ركعتين، تقرء في الأولى الحمد، و{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} كما أنزلتا لا كما نقصتا (أي السورة كاملة لا فقط أول آية)، ثمّ تقنت وتركع وتتم الصلاة وتسلم وتخر ساجدا، وتقول في سجودك: اللّهُمَّ إِنّا إِلَيْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنا فِي يَوْمِ عِيدِنَا الَّذِي شَرَّفْتَنا فِيهِ بِوِلايَةِ مَوْلانا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وبِكَ نَسْتَعِينُ فِي أُمُورِنا، اللّهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وُجُوهُنا، وأَشْعارُنا وأَبْشارُنا، وجُلُودُنا وعُرُوقُنا، وأَعْظُمُنا وأَعْصابُنا، ولُحُومُنا ودِماؤُنا.

اللّهُمَّ إِيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نَخْضَعُ ولَكَ نَسْجُدُ، عَلى‏ مِلَّةِ إبْراهِيمَ ودِينِ مُحَمَّدٍ ووِلايَةِ عَلِيٍّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، حُنَفاءَ مُسْلِمِينَ وما نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ولا مِنَ الْجاحِدِينَ.

اللّهُمَّ الْعَنِ الْجاحِدِينَ الْمُعانِدِينَ الْمُخالِفِينَ لِأَمْرِكَ وأَمْرِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، اللّهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضِينَ لَهُمْ لَعْن لَعْناً كَثِيراً، لا يَنْقَطِعُ أَوَّلُهُ ولا يَنْفَدُ آخِرُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وثَبِّتْنا عَلى‏ مُوالاتِكَ ومُوالاةِ رَسُولِكَ وآلِ رَسُولِكَ ومُوالاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، اللّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وأَحْسِنْ مُنْقَلَبَنا يا سَيِّدَنا ومَوْلانا.

ثم كل واشرب وأظهر السرور وأطعم إخوانك، وأكثر برهم واقض حوائج إخوانك، إعظاما ليومك، وخلافا على من أظهر فيه الاغتمام والحزن ضاعف اللّه حزنه وغمه. [32]

 

 

* زيارة يوم الغدير

عن البزنطي, عن أبي عبد الله (ع) في حديث: يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (ع) فإن الله تعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر. [33]

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين (ع)، فادن من‏ قبره بعد الصلاة والدعاء، وان كنت في بعد فأوم إليه بعد الصلاة، وهذا الدعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ وَلِيِّكَ وأَخِي نَبِيِّكَ، ووَزِيرِهِ وحَبِيبِهِ، وخَلِيلِهِ ومَوْضِعِ سِرِّهِ، وخِيرَتِهِ مِنْ اسْرَتِهِ، ووَصِيِّهِ وصَفْوَتِهِ، وخالِصَتِهِ وامِينِهِ ووَلِيِّهِ واشْرَفِ عِتْرَتِهِ، الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ، وابِي ذُرِّيَّتِهِ وبابَ حِكْمَتِهِ، والنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، والدّاعِي إِلى‏ شَرِيعَتِهِ والْماضِي عَلى‏ سُنَّتِهِ، وخَلِيفَتِهِ عَلى‏ أُمَّتِهِ، سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى‏ احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وأَصْفِيائِكَ وأَوْصِياءِ أَنْبِياءِكَ. اللّهُمَّ إِنِّي اشْهَدُ انَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ ما حَمَّلَ، ورَعى‏ ما اسْتُحْفِظَ، وحَفِظَ ما اسْتُودِعَ، وحَلَّلَ حَرامَكَ، وحَرَّمَ حَرامَكَ، وأَقامَ أَحْكامَكَ، ودَعى‏ إِلى‏ سَبِيلِكَ، ووالى‏ أَوْلِياءَكَ، وعادى أَعْداءَكَ، وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ عَنْ سَبِيلِكَ والْقاسِطِينَ والْمارِقِينَ عَنْ امْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً غَيْرَ مُدْبِرٍ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، حَتَّى بَلَغَ فِي ذلِكَ الرِّضا سَلَّمَ الَيْكَ الْقَضاءَ، وعَبَدَكَ مُخْلِصاً، ونَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً، حَتّى‏ أَتاهُ الْيَقِينُ. فَقَبَضْتَهُ الَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً، وَلِيّاً تَقِيّاً رَضِيّاً زَكِيّاً، هادِيّاً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ صَل عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلَيْهِ، افْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى‏ احَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ. [34]

 

الشهيد الأول في المزار: فإذا أردت زيارته × في هذا اليوم فاغتسل والبس أطهر ثيابك, فإذا وصلت إلى المشهد المقدس ووقفت على باب القبة وعاينت الجدث استأذن للدخول فقل:

اللَّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى بَابِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ |, وقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ الدُّخُولَ إِلَى بُيُوتِهِ إِلَّا بِإِذْنِ نَبِيِّكَ, فَقُلْتَ: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} وإِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ فِي غَيْبَتِهِ كَمَا أَعْتَقِدُهَا فِي حَضْرَتِهِ, وأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وخُلَفَاءَكَ أَحْيَاءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ, يَرَوْنَ مَكَانِي فِي وَقْتِي هَذَا ويَسْمَعُونَ كَلَامِي, وأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وفَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ, فَإِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلًا, وأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ ثَانِياً, وأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الْإِمَامَ الْمُفْتَرَضَ عَلَيَّ طَاعَتُهُ فِي الدُّخُولِ فِي سَاعَتِي هَذِهِ, وأَسْتَأْذِنُ مَلَائِكَتَكَ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُطِيعَةَ لَكَ السَّامِعَةَ.

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ الْمُبَارَكِ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ, بِإِذْنِ اللَّهِ, وإِذْنِ رَسُولِهِ, وإِذْنِ خُلَفَائِهِ, وإِذْنِ هَذَا الْإِمَامِ, وإِذْنِكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ, أَدْخُلُ هَذَا الْبَيْتَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ, وكُونُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ أَعْوَانِي وكُونُوا أَنْصَارِي حَتَّى أَدْخُلَ هَذَا الْبَيْتَ وأَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُونِ الدَّعَوَاتِ, وأَعْتَرِفَ لِلَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ, ولِهَذَا الْإِمَامِ وآبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ.

ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى وامش حتى تقف على الضريح واستقبله, واجعل القبلة بين كتفيك وقل – وذكر الزيارة الطويلة الآتية –[35]

 

عن الإمام الهادي (ع) وذكر أنه زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم.

تقف عليه صلوات الله عليه وتقول:

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وصَفْوَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ، وعَزَائِمِ أَمْرِهِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، والْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ، والْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ وصَلَوَاتُهُ وتَحِيَّاتُهُ، السَّلَامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ورُسُلِهِ، ومَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، ووَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، ووَلِيَّ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ومَوْلَايَ ومَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وسَفِيرَهُ فِي خَلْقِهِ، وحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى عِبَادِهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا دِينَ اللَّهِ الْقَوِيمَ، وصِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وعَنْهُ يُسْأَلُونَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

آمَنْتَ بِاللَّهِ وهُمْ مُشْرِكُونَ، وصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وهُمْ مُكَذِّبُونَ، وجَاهَدْتَ وهُمْ مُحْجِمُونَ، وعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ، ويَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِينَ، وإِمَامَ الْمُتَّقِينَ، وقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو الرَّسُولِ ووَصِيُّهُ، ووَارِثُ عِلْمِهِ، وأَمِينُهُ عَلَى شَرْعِهِ، وخَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ، وأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وصَدَّقَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ، وأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ مَا أَنْزَلَهُ فِيكَ، وصَدَعَ بِأَمْرِهِ، وأَوْجَبَ عَلَى أُمَّتِهِ فَرْضَ وَلَايَتِكَ، وعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وجَعَلَكَ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ كَذَلِكَ.

ثُمَّ أَشْهَدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ: ألَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ وكَفَى بِكَ شَهِيداً، وحَاكِماً بَيْنَ الْعِبَادِ، فَلَعَنَ اللَّهُ جَاحِدَ وَلَايَتِكَ بَعْدَ الْإِقْرَارِ، ونَاكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْمِيثَاقِ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى وأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُوفٍ بِعَهْدِهِ لَكَ، {وَ مَنْ أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} وأَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَقُّ، الَّذِي نَطَقَ بِوَلَايَتِكَ التَّنْزِيلُ، وأَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْأُمَّةِ بِذَلِكَ الرَّسُولُ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ وعَمَّكَ وأَخَاكَ، الَّذِينَ تَاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ والْإِنْجِيلِ والْقُرْآنِ ومَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ والْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} أَشْهَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الشَّاكَّ فِيكَ مَا آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمِينِ، وأَنَّ الْعَادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عَادِلٌ عَنِ الدِّينِ الْقَوِيمِ، الَّذِي ارْتَضَاهُ لَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَأَكْمَلَهُ بِوَلَايَتِكَ يَوْمَ الْغَدِيرِ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ: {وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}، ضَلَّ واللَّهِ وأَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِوَاكَ، وعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عَادَاكَ.

اللَّهُمَّ سَمِعْنَا لِأَمْرِكَ، وأَطَعْنَا واتَّبَعْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، فَاهْدِنَا رَبَّنَا، ولا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ الْهُدَى عَنْ طَاعَتِكَ، واجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ لِأَنْعُمِكَ.

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوَى مُخَالِفاً، ولِلتُّقَى مُحَالِفاً، وعَلَى كَظْمِ الْغَيْظِ قَادِراً، وعَنِ النَّاسِ عَافِياً، وإِذَا عُصِيَ اللَّهُ سَاخِطاً، وإِذَا أُطِيعَ اللَّهُ‏ رَاضِياً، وبِمَا عَهِدَ اللَّهُ إِلَيْكَ عَامِلًا، رَاعِياً مَا اسْتُحْفِظْتَ، حَافِظاً مَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً مَا حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً مَا وُعِدْتَ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضَارِعاً، ولَا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جَازِعاً، ولَا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجَاهَدَةِ عَاصِيكَ نَاكِلًا، ولَا أَظْهَرْتَ الرِّضَا بِخِلَافِ مَا يَرْضَى اللَّهُ مُدَاهِناً، ولَا وَهَنْتَ لِمَا أَصَابَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ولَا ضَعُفْتَ ولَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُرَاقِباً.

مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ، بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ فَاحْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ، وذَكَّرْتَ فَمَا ذَكَرُوا، ووَعَظْتَ فَمَا اتَّعَظُوا، وخَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَمَا يَخَافُوا.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ، وقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ، بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ، لِتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ، مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ صَابِراً، وجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً، وعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، واتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، ونَهَيْتَ عَنِ‏ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِياً مَرْضَاةَ مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ.

لَا تَحْفِلُ بِالنَّوَائِبِ، ولَا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، ولَا تُحْجَمُ عَنْ مُحَارِبٍ، أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذَلِكَ وافْتَرَى بَاطِلًا عَلَيْكَ، وأَوْلَى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ.

لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ، وصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى صَبْرَ احْتِسَابٍ، وأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وصَلَّى لَهُ، وجَاهَدَ، وأَبْدَى صَفْحَتَهُ فِي دَارِ الشِّرْكِ، والْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلَالَةً، والشَّيْطَانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً.

وَأَنْتَ الْقَائِلُ: لَا تَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً، ولَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً، ولَوْ أَسْلَمَنِي النَّاسُ جَمِيعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً، اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ، وآثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى فَزَهِدْتَ، وأَيَّدَكَ اللَّهُ وهَدَاكَ، وأَخْلَصَكَ واجْتَبَاكَ.

فَمَا تَنَاقَضَتْ أَفْعَالُكَ، ولَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُكَ، ولَا تَقَلَّبَتْ أَحْوَالُكَ، ولَا ادَّعَيْتَ ولَا افْتَرَيْتَ عَلَى اللَّهِ كَذِباً، ولَا شَرِهْتَ إِلَى الْحُطَامِ، ولَا دَنَّسَكَ الْآثَامُ، ولَمْ تَزَلْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ويَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ، تَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وإِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

أَشْهَدُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وأُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وآلَهُ‏ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ سَادَاتُ الْخَلْقِ، وأَنَّكَ مَوْلَايَ ومَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ ووَلِيُّهُ وأَخُو الرَّسُولِ، ووَصِيُّهُ ووَارِثُهُ، وأَنَّهُ الْقَائِلُ لَكَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِكَ، ولَا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ.

وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، ولَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ولَا إِلَي مَنْ لَا يُهْدَى بِكَ، وهُوَ قَوْلُ رَبِّي عَزَّ وجَلَّ: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏} إِلَى وَلَايَتِكَ.

مَوْلَايَ فَضْلُكَ لَا يَخْفَى، ونُورُكَ لَا يُطْفَى، وإِنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقَى، مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، والْهَادِي إِلَى الرَّشَادِ، والْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ.

مَوْلَايَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِي الْأُولَى مَنْزِلَتَكَ، وأَعْلَى فِي الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وبَصَّرَكَ مَا عَمِيَ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، وحَالَ بَيْنَكَ وبَيْنَ مَوَاهِبِ اللَّهِ لَكَ.

فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّي الْحُرْمَةِ مِنْكَ وذَائِدَ الْحَقِّ عَنْكَ، وأَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ، الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ، وهُمْ فِيها كالِحُونَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ، ولَا أَحْجَمْتَ، ولَا نَطَقْتَ، ولَا أَمْسَكْتَ إِلَّا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ، قُلْتَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ، أَضْرِبُ قُدَّامَهُ بِسَيْفِي فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَنْتَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وأُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وحَيَاتَكَ مَعِي وعَلَى سُنَّتِي، فَوَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ ولَا كُذِبْتُ، ولَا ضَلَلْتُ ولَا ضُلَّ بِي، ولَا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي، وإِنِّي لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ، وبَيَّنَهَا النَّبِيُّ لِي، وإِنِّي لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً، صَدَقْتَ واللَّهِ وقُلْتَ الْحَقَّ.

فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ، واللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَايَتَكَ.

وَأَنْتَ وَلِيُّ اللَّهِ وأَخُو رَسُولِهِ، والذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، والَّذِي نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ ومَغْفِرَةً ورَحْمَةً وكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} وقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ وجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وهاجَرُوا وجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ورِضْوانٍ وجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلًا ولَمْ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً، وأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَجَابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ فِيكَ دَعْوَتَهُ.

ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلَاكَ لِأُمَّتِهِ، إِعْلَاءً لِشَأْنِكَ، وإِعْلَاناً لِبُرْهَانِكَ، ودَحْضاً لِلْأَبَاطِيلِ، وقَطْعاً لِلْمَعَاذِيرِ، فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ، واتَّقَى فِيكَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَى اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، ونَهَضَ فِي رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ، فَخَطَبَ فَأَسْمَعَ، ونَادَى فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ، فَقَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قَالَ ألَسْتُ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟

فَقَالُوا: بَلَى، فَأَخَذَ بِيَدِكَ، وقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، واخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.

فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلَّا قَلِيلٌ، ولَا زَادَ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا تَخْسِيراً، ولَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وهُمْ كَارِهُونَ: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ، ومَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ} رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ واتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ واسْتَكْبَرَ وكَذَّبَ بِهِ وكَفَرَ، وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وأَوَّلَ الْعَابِدِينَ، وأَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ، ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ وصَلَوَاتُهُ وتَحِيَّاتُهُ.

أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلى‏ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لَا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزاءً ولا شُكُوراً، وفِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ، والْعَافِي عَنِ النَّاسِ، واللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وأَنْتَ الصَّابِرُ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ وحِينَ الْبَأْسِ، وأَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، والْعَادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، والْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ.

وَاللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلَاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: {أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى‏ نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} وأَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وحُكْمِ التَّأْوِيلِ، ونَصْرِ الرَّسُولِ، ولَكَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُورَةُ، والْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ والْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ، يَوْمَ بَدْرٍ ويَوْمَ الْأَحْزَابِ: {إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ ورَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً وقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ولَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ ورَسُولُهُ وصَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ وما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وتَسْلِيماً فَقَتَلْتَ عَمْرَوهُمْ وهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً ويَوْمَ أُحُدٍ: إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلى‏ أَحَدٍ والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ}، وأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِيِّ ذَاتَ الْيَمِينِ وذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى صَرَفَهُمَا عَنْكُمُ الْخَائِفِينَ، ونَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِينَ.

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} والْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ ومَنْ يَلِيكَ، وعَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنَادِي الْمُنْهَزِمِينَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَؤُونَةَ، وتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ.

فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ، وذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ}، وأَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الْأَجْرِ.

وَيَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِينَ، وقَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ: {وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ، وكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا} مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، والْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ، والنِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، والْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ، فَهَنِيئاً لَكَ مَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ، وتَبّاً لِشَانِئِكَ ذِي الْجَهْلِ.

شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ ومَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ، وتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ، وبَصِيرَتِكَ بِمَا فِي الْأُمُورِ، أَمَّرَكَ فِي الْمَوَاطِنِ، ولَمْ يَكُ عَلَيْكَ أَمِيرٌ، وكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِيهِ الْتُّقَى، واتَّبَعَ غَيْرُكَ فِي نَيْلِهِ الْهَوَى، فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهَى، ضَلَّ واللَّهِ الظَّانُّ لِذَلِكَ ومَا اهْتَدَى.

وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وامْتَرَى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ: قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ، ودُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ الْعَيْنِ، ويَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا جَرِيحَةَ لَهُ فِي الدِّينِ، صَدَقْتَ وخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ.

وَ إِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ فَقَالا: نُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَقُلْتَ لَهُمَا: لَعَمْرِي لَمَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ لَكِنِ الْغَدْرَةَ، وأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمَا، وجَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ فَجَدَّا فِي النِّفَاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا أَغْفَلَا وعَادَا، ومَا انْتَفَعَا، وكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً.

ثُمَّ تَلَاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وهُمْ لَا يَدِينُونَ دِينَ‏ الْحَقِّ ولَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وبِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيكَ كَافِرُونَ، ولِأَهْلِ الْخِلَافِ عَلَيْكَ نَاصِرُونَ.

وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِكَ ونَدَبَ إِلَى نَصْرِكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} مَوْلَايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وأَوْضَحَتِ السُّنَنُ بَعْدَ الدُّرُوسِ والطَّمْسِ، ولَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، ولَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ، وعَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، يَدْعُو بَاطِلًا، ويَحْكُمُ جَائِراً، ويَتَأَمَّرُ غَاصِباً، ويَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.

وَعَمَّارٌ يُجَاهِدُ ويُنَادِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ، ولَمَّا اسْتَسْقَى، فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ وقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وإِلَهَ: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ وتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِيُّ فَقَتَلَهُ.

فَعَلَى أَبِي الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ ولَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ ورُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وعَلَى‏ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وسَلَلْتَ عَلَيْهِ سَيْفَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ والْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وعَلَى مَنْ رَضِيَ بِمَا سَاءَكَ ولَمْ يَكْرَهْهُ، وأَغْمَضَ عَيْنَهُ ولَمْ يُنْكِرْهُ، أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ، أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ، أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ، أَوْ جَحَدَ حَقَّكَ، أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ وسَلَامُهُ وتَحِيَّاتُهُ، وعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ والْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً، ورَدُّ شَهَادَتِكَ وشَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلَالَتِكَ وعِتْرَةِ أَخِيكَ الْمُصْطَفَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وقَدْ أَعْلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، ورَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وأَبَانَ فَضْلَكُمْ، وشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً، قَالَ اللَّهُ جَلَّ وعَزَّ: {إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين} فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى وأَنْتَ يَا سَيِّدَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِي‏ الْقُرْبَى مَكْراً، أَوْ حَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً.

فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكَ، فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِمَا مِحَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وعَدَمِ الْأَنْصَارِ، وأَشْبَهْتَ فِي الْبَيَاتِ عَلَى الْفِرَاشِ الذَّبِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ، وأَطَعْتَ كَمَا أَطَاعَ إِسْمَاعِيلُ صَابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قَالَ لَهُ: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ما ذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} وكَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمَا، وأَمَرَكَ أَنْ تَضْطَجِعَ فِي مَرْقَدِهِ، وَاقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ، أَسْرَعْتَ إِلَى إِجَابَتِهِ مُطِيعاً، ولِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى طَاعَتَكَ، وأَبَانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ، وقَدْ رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ حِيلَةً ومَكْراً، فَأَعْرَضَ الشَّكُّ، وعُرِفَ الْحَقُّ واتُّبِعَ الظَّنُّ، أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هَارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وهَارُونُ يُنَادِيهِمْ: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} وكَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قُلْتَ: يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا وخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وخَالَفُوا عَلَيْكَ، واسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ، فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ، وتَبَرَّأْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ وفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ.

فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وسَفِهَ الْمُنْكَرُ، واعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ والْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وأَلْزَمُوكَ عَلَى سَفَهِ التَّحْكِيمِ الَّذِي أَبَيْتَهُ، وأَحَبُّوهُ وحَظَرْتَهُ، وأَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ وأَنْتَ عَلَى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وهُدًى، وهُمْ عَلَى سُنَنِ ضَلَالَةٍ وعَمًى، فَمَا زَالُوا عَلَى النِّفَاقِ مُصِرِّينَ، وفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ، حَتَّى أَذَاقَهُمُ اللَّهُ وَبَالَ‏ أَمْرِهِمْ، فَأَمَاتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عَانَدَكَ، فَشَقِيَ وهَوَى، وأَحْيَا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعِدَ فَهَدَى، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ غَادِيَةً ورَائِحَةً، وعَاكِفَةً وذَاهِبَةً، فَمَا يُحِيطُ الْمَادِحُ وَصْفَكَ، ولَا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ.

أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً، وأَخْلَصُهُمْ زَهَادَةً، وأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ، أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ، وفَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِينَ بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِكَ، وتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيَانِكَ، وتَكْشِفُ لُبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِيحِ الْحَقِّ، لَا تَأْخُذُكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

وَفِي مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَ غِنًى عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِينَ وتَقْرِيظِ الْوَاصِفِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} ولَمَّا رَأَيْتَ قَدْ قَتَلَتْ النَّاكِثِينَ والْقَاسِطِينَ والْمَارِقِينَ، وصَدَّقَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَعْدَهُ، فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ: أَمَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَمْ مَتَى يُبْعَثُ أَشْقَاهَا، وَاثِقاً بِأَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وبَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، قَادِماً عَلَى اللَّهِ، مُسْتَبْشِراً بِبَيْعِكَ الَّذِي بَايَعْتَهُ بِهِ، وذلك هو الفوز العظيم.

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ، والْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وأَنْكَرَ عَهْدَهُ، وجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقِينِ، والْإِقْرَارِ بِالْوَلَايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ.

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ومَنْ قَتَلْتَهُ، وأَشْيَاعَهُمْ وأَنْصَارَهُمْ، اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِي الْحُسَيْنِ وقَاتِلِيهِ والْمُتَابِعِينَ عَدُوَّهُ ونَاصِرِيهِ، والرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ وخَاذِلِيهِ، لَعْناً وَبِيلًا.

اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ ومَانِعِيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اللَّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظَالِمٍ وغَاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ وكُلَّ مُسْتَنٍّ بِمَا سَنَّ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ، واجْعَلْنَا بِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ، وبِمُوَالاتِهِمْ مِنَ الْفَائِزِينَ الْآمِنِينَ، الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولَا يَحْزَنُونَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [36]

 

 

 


[1] إقبال الأعمال ج 2 ص 275, البحار ج 98 ص 298، الوسائل ج 8 ص 90، مصباح المتهجد ص 737

[2] الكافي ج 4 ص 149, الإقبال ج 2 ص 263, الوافي ج 11 ص 52, وسائل الشيعة ج 10 ص 440, إثبات الهداة ج 3 ص 18, بحار الأنوار ج 37 ص 172

[3] التهذيب ج 6 ص 24, الإقبال ج 2 ص 268, الوافي ج 14 ص 1408, بحار الأنوار ج 94 ص 118, زاد المعاد ص 206, الغارات ج 2 ص 858, مصباح المتهجد ج 2 ص 737, فرحة الغري ص 106

[4] تهذيب الأحكام ج 3 ص 143, العدد القوية ص 166, الوافي ج 9 ص 1401, وسائل الشيعة ج 8 ص 89, بحار الأنوار ج 95 ص 321

[5] الإقبال ج 2 ص 260, زاد المعاد ص 203

[6] الإقبال ج 1 ص 474, بحار الأنوار ج 95 ص 300, مستدرك الوسائل ج 6 ص 476

[7] الكافي ج 2 ص 21, الوافي ج 4 ص 88, إثبات الهداة ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 65 ص 332, غاية المرام ج 6 ص 185

[8] الأمالي للصدوق ص 125, روضة الواعظين ج 1 ص 102, إقبال الأعمال ج 1 ص 466, إثبات الهداة ج 2 ص 102 بعضه, بحار الأنوار ج 37 ص 109, غاية المرام ج 1 ص 84

[9] الخصال ج 1 ص 264, وسائل الشيعة ج 10 ص 443, بحار الأنوار ج 94 ص 111

[10] إلى هنا في مصباح المجتهد والعدد القوية ووسائل الشيعة وإثبات الهداة

[11] الكافي ج 4 ص 148, الفقيه ج 2 ص 90, تهذيب الأحكام ج 4 ص 305, ثواب الأعمال ص 74, بشارة المصطفى (ص) ص 238, الوافي ج 11 ص 51, بحار الأنوار ج 94 ص 111, مصباح المجتهد ج 2 ص 736, العدد القوية ص 168, وسائل الشيعة ج 10 ص 440, إثبات الهداة ج 3 ص 17

[12] ثواب الأعمال ص 74, بشارة المصطفى (ص) ص 241, بحار الأنوار ج 94 ص 112

[13] تفسير فرات ص 117, بحار الأنوار ج 37 ص 169

[14] الخصال ج 2 ص 394, روضة الواعظين ج 2 ص 392, بحار الأنوار ج 56 ص 27

[15] مصباح المجتهد ج 2 ص 752, بحار الأنوار ج 94 ص 112, وسائل الشيعة ج 10 ص 444 باختصار

[16] الإقبال ج 2 ص 237

[17] الإقبال ج 2 ص 238

[18] الكافي ج 4 ص 149, الإقبال ج 2 ص 263, الوافي ج 11 ص 52, وسائل الشيعة ج 10 ص 440, إثبات الهداة ج 3 ص 18, بحار الأنوار ج 37 ص 172

[19] إلى هنا في مصباح المجتهد والعدد القوية ووسائل الشيعة وإثبات الهداة

[20] الكافي ج 4 ص 148, الفقيه ج 2 ص 90, تهذيب الأحكام ج 4 ص 305, ثواب الأعمال ص 74, بشارة المصطفى (ص) ص 238, الوافي ج 11 ص 51, بحار الأنوار ج 94 ص 111, مصباح المجتهد ج 2 ص 736, العدد القوية ص 168, وسائل الشيعة ج 10 ص 440, إثبات الهداة ج 3 ص 17

[21] الخصال ج 1 ص 264, وسائل الشيعة ج 10 ص 443, بحار الأنوار ج 94 ص 111

[22] الفقيه ج 2 ص 90, ثواب الأعمال ص 75, مصباح المجتهد ج 2 ص 736, بشارة المصطفى (ص) ص245, الإقبال ج 1 ص 466, الوافي ج 11 ص 53, وسائل الشيعة ج 10 ص 442, بحار الأنوار ج 94 ص 111

[23] ثواب الأعمال ص 75, بشارة المصطفى (ص) ص 241, بحار الأنوار ج 94 ص 112

[24] الإقبال ج 1 ص 471

[25] الإقبال ج 2 ص 304, البلد الأمين ص 261, مصباح الكفعمي ص 686, بحار الأنوار ج 95 ص 319, زاد المعاد ص 216

[26] الإقبال ج 1 ص 481, بحار الأنوار ج 95 ص 318

[27] الإقبال ج 1 ص 491, بحار الأنوار ج 95 ص 318

[28] بحار الأنوار ج 95 ص 321

[29] المزار الكبير ص 573, الإقبال ج 1 ص 504, بحار الأنوار ج 99 ص 104, زاد المعاد ص 303

[30] إقبال الأعمال ج 2 ص 275, البحار ج 98 ص 298، الوسائل ج 8 ص 90، مصباح المتهجد ص 737

[31] تهذيب الأحكام ج 3 ص 143, العدد القوية ص 166, الوافي ج 9 ص 1401, وسائل الشيعة ج 8 ص 89, بحار الأنوار ج 95 ص 321

[32] الإقبال ج 1 ص 474, بحار الأنوار ج 95 ص 301, مستدرك الوسائل ج 6 ص 276

[33] التهذيب ج 6 ص 24, الإقبال ج 2 ص 268, الوافي ج 14 ص 1408, بحار الأنوار ج 94 ص 118, زاد المعاد ص 206, الغارات ج 2 ص 858, مصباح المتهجد ج 2 ص 737, فرحة الغري ص 107

[34] الإقبال ج 2 ص 306, بحار الأنوار ج 97 ص 372, زاد المعاد ص 476, مستدرك الوسائل ج 10 ص 220, مصباح الكفعمي ص 685 فقط الزيارة

[35] المزار للشهيد الأول ص 64, بحار الأنوار ج 97 ص 371

[36] المزار الكبير ص 263, بحار الأنوار ج 97 ص 359, زاد المعاد ص 466, المزار للشهيد الأول ص 66 ولم يسنده إلى إمام ×