* مظلومية أمير المؤمنين عليه السلام
قال أمير المؤمنين (ع): ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي.
-----------
علل الشرائع ج 1 ص 45, إعتقادات الإمامية ص 105, الروضة في الفضائل ص 115, وسائل الشيعة ج 12 ص 123, حلية الأبرار ج 2 ص 334, بحار الأنوار ج 27 ص 62
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس، وعن محمد عن أبيه عن جده، قال: ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). فقال: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير، ولكني سدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا وقد طفقت عنها برهة بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يضيع فيها الصغير، ويدب فيها الكبير فرأيت الصبر على هاتى أحجى لي، وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، بين أن أرى تراث محمد (ص) نهبا، إلى أن حضرته الوفاة، فأدلى بها إلى عمر، فيا عجبا، بينما هو يستقيلها في حياته، إذ عهد بها وعقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا ضرعيها، ثم تمثل:
شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر
فعقدها والله في ناحية خشناء، يخشن مسها ويغلظ كلمها، ويكثر العثار والاعتذار فيها، فصاحبها منها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها عسفت به. فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون واعتراض إلى أن مضى لسبيله، فجعلها شورى بين ستة زعم أني أحدهم، فيا للشورى ولله، متى اعترض الريب في مع الأولين فأنا الآن أقرن إلى هذه النظائر، ولكن أسففت مع القوم حيث أسفوا، وطرت مع القوم حيث طاروا، وأصبر لطول المحنة وانقضاء المدة، فمال رجل لضغنه، وأصغى آخر إلى صهره، مع هن وهن، إلى أن قام الثالث، نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه منها، وأسرع معه بنو أبيه في مال الله، يخضمونه خضم الإبل نبتة الربيع، حتى انتكثت به بطانته، وأجهز عليه عمله. فما راعني من الناس إلا وهم رسل كعرف الضبع، يسألوني أبايعهم وأبى ذلك وانثالوا علي حتى لقد وطيء الحسنان، وشق عطفا رداي، فلما نهضت بها وبالأمر فيها، نكثت طائفة، ومرقت طائفة، وقسط آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله يقول: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} بلى والله لقد سمعوها، ولكن راقهم دنياهم، وأعجبهم زبرجها. أما والذي خلق الحبة، وبرأ النسمة، لو لا حضور الحاضر، ولزوم صحة الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله من أوليائه أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفوا دنياهم أزهد عندي من عفطة عنز. فناوله رجل من أهل السواد كتابا فانقطع كلامه فما أسفت على شيء كأسفي على ما فات من كلامه، فلما فرغ من قرائته، قلت له: يا أمير المؤمنين (ع) لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت إليه منها؟ فقال: هيهات يا بن عباس كانت شقشقة هدرت ثم قرت.
----------
الأمالي للطوسي ص 372, الإرشاد ج 1 ص 287, الإحتجاج ج 1 ص 191, حلية الأبرار ج 2 ص 289. نحوه: علل الشرائع ج 1 ص 151, معاني الأخبارص 361, نهج البلاغة ص 48, بحار الأنوار ج 29 ص 497
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رزين بياع الأنماط، قال: سمعت زيد بن علي بن الحسين (ع)، يقول: حدثني أبي، عن أبيه، قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يخطب الناس، قال في خطبته: والله لقد بايع الناس أبا بكر، وأنا أولى الناس بهم مني بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي، وألصقت كلكلي بالأرض. ثم إن أبا بكر هلك واستخلف عمر، وقد علم الله أني أولى الناس بهم مني بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي. ثم إن عمر هلك وقد جعلها شورى، فجعلني سادس ستة، كسهم الجدة، وقال: اقتلوا الأقل، وما أراد غيري، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي، وألصقت كلكلي بالأرض، ثم كان من أمر القوم من بعد بيعتهم لي ما كان، ثم لم أجد إلا قتالهم أو الكفر بالله عز وجل.
--------
الأمالي للمفيد ص 153, حلية الأبرار ج 2 ص 300, بحار الأنوار ج 28 ص 375
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسن بن سلمة، قال: لما بلغ أمير المؤمنين (ع) مسير طلحة، والزبير، وعائشة من مكة إلى البصرة، نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه. ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (ص) قلنا: نحن أهل بيته وعصبته، وورثته، وأوليائه، وأحق خلائق الله به، لا تنازع حقه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك، إذ نفر المنافقون، فانتزعوا سلطان نبينا (ص) منا، وولوه غيرنا، فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعا، وخشنت والله الصدور، وأيم الله لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين أن يعودوا إلى الكفر، ويعور الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعناه، وقد ولى ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم، ورد الله الأمر إلينا وقد بايعاني، وقد نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما بغشهما بهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة. فقام أبو الهيثم بن التيهان رحمه الله، فقال: يا أمير المؤمنين إن حسد قريش إياك على وجهين: أما خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعا في الدرجة، وأما شرارهم فحسدوك حسدا أحبط الله به أعمالهم، وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتى أرادوا أن يتقدموك، فبعدت عليهم الغاية، وأسقطهم المضمار، وكنت أحق قريش بقريش، نصرت نبيهم حيا، وقضيت عنه الحقوق ميتا، والله ما بغيهم إلا على أنفسهم، ونحن ناصروك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثم أنشأ يقول:
إن قوما بغوا عليك وكادوك ... وعابوك بالأمور القباح
ليس من عيبها جناح بعوض ... فيك حقا ولا كعشر جناح
أبصروا نعمة عليك من الله ... وقرما يدق قرن النطاح
وإماما تأوي الأمور إليه ... ولجاما يلين غرب الجماح
حاكما تجمع الإمامة فيه ... هاشميا له عراض البطاح
حسدا للذي أتاك من الله ... وعادوا إلى قلوب قراح
وقلوب هناك أوعية البغض ... على الخير للشقاء شحاح
من مسر يكنه حجب الغيب ... ومن مظهر العداوة لاح
يا وصي النبي نحن من الحق ... على مثل بهجة الإصباح
فخذ الأوس والقبيل من الخز ... رج بالطعن في الوغا والكفاح
ليس منا من لم يكن لك في الله ... وليا على الهدى والفلاح
فجزاه أمير المؤمنين (ع) خيرا، ثم قام الناس بعده فتكلم كل واحد بمثل مقاله.
----------
الأمالي للمفيد ص 154, حلية الأبرار ج 2 ص 301, بحار الأنوار ج 29 ص 579
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* شهادة أمير المؤمنين (ع):
عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة رسول الله (ص) لاستقبال شهر رمضان, فقلت: يا رسول الله, ما يبكيك؟ فقال: يا علي, أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر, كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك, قال أمير المؤمنين (ع): قلت: يا رسول الله, وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك, ثم قال (ص): يا علي من قتلك فقد قتلني, ومن أبغضك فقد أبغضني, ومن سبك فقد سبني, لأنك مني كنفسي, روحك من روحي, وطينتك من طينتي, إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك, واختارني للنبوة واختارك للإمامة, فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي. يا علي, أنت وصيي, وأبو ولدي, وزوج ابنتي, وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي, أمرك أمري ونهيك نهيي, أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه, وأمينه على سره وخليفته على عباده.
-----------
الأمالي للصدوق ص 93, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 295, فضائل الأشهر الثلاثة ص 77, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 133, روضة الواعظين ج 2 ص 345, الإقبال ج 1 ص 25, الوافي ج 11 ص 366, بحار الأنوار ج 93 ص 356, المصباح للكفعمي ص 633, زاد المعاد ص 70, وسائل الشيعة ج 10 ص 313
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص): يا علي, أتدري من أشقى الأولين والآخرين؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال (ص): من يخضب هذه من هذه, يعني لحيته من هامته.
--------------
العدد القوية ص 236, بحار الأنوار ج 42 ص 195
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (ع), عن أمير المؤمنين (ع) في حديث مع يهودي يعدد بها امتحاناته, فقال (ع): قد وفيت سبعا وسبعا يا أخا اليهود, وبقيت الأخرى, وأوشك بها فكان قد فبكى أصحاب علي (ع) وبكى رأس اليهود, وقالوا: يا أمير المؤمنين, أخبرنا بالأخرى فقال (ع): الأخرى أن تخضب هذه, وأومأ بيده إلى لحيته, من هذه وأومأ بيده إلى هامته, قال: وارتفعت أصوات الناس في المسجد الجامع بالضجة والبكاء, حتى لم يبق بالكوفة دار إلا خرج أهلها فزعا، وأسلم رأس اليهود على يدي علي (ع) من ساعته, ولم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين (ع) وأخذ ابن ملجم لعنه الله، فأقبل رأس اليهود حتى وقف على الحسن (ع)، والناس حوله وابن ملجم لعنه الله بين يديه، فقال له: يا أبا محمد, اقتله قتله الله، فإني رأيت في الكتب التي أنزلت على موسى أن هذا أعظم عند الله عز وجل جرما من ابن آدم قاتل أخيه، ومن القدار عاقر ناقة ثمود.
----------------
الخصال ج 2 ص 382, إرشاد القلوب ج 2 ص 358, حلية الأبرار ج 2 ص 380, بحار الأنوار ج 38 ص 183
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن نباتة قال: خطبنا أمير المؤمنين (ع) في الشهر الذي قتل فيه, فقال: أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور, وأول السنة, وفيه تدور رحى السلطان, ألا وإنكم حاجوا العام صفا واحدا, وآية ذلك أني لست فيكم, قال: فهو ينعى نفسه ونحن لا ندري.
--------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 14, أعلام الورى ص 155, بحار الأنوار ج 42 ص 193, إثبات الهداة ج 3 ص 506 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الرضا عن آبائه (ع) قال: خطب الناس أمير المؤمنين (ع) بالكوفة فقال: معاشر الناس, إن الحق قد غلبه الباطل، وليغلبن الباطل عما قليل، أين أشقاكم أو قال (ع): شقيكم, شك أبي هذا، فوالله ليضربن هذه فليخضبنها من هذه, وأشار بيده إلى هامته ولحيته.
---------------
شرح الأخبار ج 2 ص 592, الأمالي للطوسي ص 364, إثبات الهداة ج 3 ص 464, بحار الأنوار ج 42 ص 191
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث أن يهوديا سأل أمير المؤمنين (ع): كم يعيش وصيه بعده؟ قال (ع): ثلاثين سنة, قال: ثم مه يموت أو يقتل؟ قال (ع): يقتل يضرب على قرنه, فتخضب لحيته قال: صدقت والله, إنه لبخط هارون وإملاء موسى.
---------------
الخصال ج 2 ص 476, بحار الأنوار ج 10 ص 10
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رحمة الله عليه قال: جمع أمير المؤمنين (ع) الناس للبيعة, فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله, فرده مرتين أو ثلاثا, ثم بايعه, وقال (ع) عند بيعته له: ما يحبس أشقاها, فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا, ووضع يده على لحيته, ورأسه (ع), فلما أدبر ابن ملجم عنه منصرفا قال (ع) متمثلا:
اشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت ... إذا حل بواديك (1)
كما أضحكك الدهر ... كذاك الدهر يبكيك (2)
---------------
(1) إلى هنا في شرح الأخبار وروضة الواعظين ومجموعة النفيسة وإثبات الهداة
(2) الإرشاد للمفيد ج 1 ص 11, شرح الأخبار ج 2 ص 291, روضة الواعظين ج 1 ص 132, إثبات الهداة ج 3 ص 505
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن نباتة قال: أتى ابن ملجم أمير المؤمنين (ع) فبايعه, فيمن بايع ثم أدبر عنه, فدعاه أمير المؤمنين (ع) فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولا ينكث, ففعل, ثم أدبر عنه, فدعاه الثانية, فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولا ينكث, ففعل ثم أدبر عنه, فدعاه أمير المؤمنين (ع) الثالثة, فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولا ينكث فقال ابن ملجم لعنه الله: والله يا أمير المؤمنين, ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري, فقال أمير المؤمنين (ع):
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
امض يا ابن ملجم فو الله ما أرى أن تفي بما قلت.
---------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 12, روضة الواعظين ج 1 ص 132, إثبات الهداة ج 3 ص 506, بحار الأنوار ج 42 ص 192
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أشياخ كندة قال: سمعتهم أكثر من عشرين مرة يقولون: سمعنا عليا (ع) على المنبر يقول: ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم, ويضع يده على لحيته (ع).
--------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 13, إثبات الهداة ج 3 ص 506, بحار الأنوار ج 42 ص 193
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي سنان الدؤلي, أنه عاد عليا (ع) في شكوى اشتكاها, قال: فقلت له: تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه, فقال (ع): لكني والله ما تخوفت على نفسي, لأني سمعت رسول الله (ص) الصادق المصدق, يقول: إنك ستضرب ضربة هاهنا, وأشار إلى صدغيه فيسيل دمها, حتى يخضب لحيتك, ويكون صاحبها أشقاها, كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.
---------------
طرف من الأنباء ص 475, كشف الغمة ج 1 ص 427, بحار الأنوار ج 42 ص 193
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) وهو ساجد يبكي, حتى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء فقلنا: يا أمير المؤمنين, لقد أمرضنا بكاؤك وأمضنا وشجانا, وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قط, فقال (ع): كنت ساجدا أدعو ربي بدعاء الخيرات في سجدتي, فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وفظعتني, رأيت رسول الله (ص) قائما وهو يقول: يا أبا الحسن, طالت غيبتك, فقد اشتقت إلى رؤياك, وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك, فقلت: يا رسول الله, وما الذي أنجز لك في؟ قال (ص): أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك في الدرجات العلى في عليين, قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, فشيعتنا؟ قال (ص): شيعتنا معنا, وقصورهم بحذاء قصورنا, ومنازلهم مقابل منازلنا, قلت: يا رسول الله (ص), فما لشيعتنا في الدنيا؟ قال (ص): الأمن والعافية, قلت: فما لهم عند الموت؟ قال (ص): يحكم الرجل في نفسه, ويؤمر ملك الموت بطاعته, قلت: فما لذلك حد يعرف؟ قال (ص): بلى, إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشراب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد, الذي ينتقع به القلوب, وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه, كأقر ما كانت عينه بموته.
---------------
تأويل الآيات ص 751, البرهان ج 5 ص 608, بحار الأنوار ج 6 ص 161, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 187
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* ضربة
من معجزاته (ع) أنه قال: رأيت رسول الله (ص) وهو يمسح الغبار عن وجهي, وهو يقول: يا علي, لا عليك لا عليك, قد قضيت ما عليك, فما مكث إلا ثلاثا حتى ضرب.
---------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 15, روضة الواعظين ج 1 ص 135, الحرائج والجرائح ج 1 ص 233, مدينة المعاجز ج 3 ص 211, بحار الأنوار ج 42 ص 223
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روى إسماعيل بن زياد قال: حدثتني أم موسى خادمة علي (ع), وهي حاضنة فاطمة ابنته (ع) قالت: سمعت عليا (ع) يقول لابنته أم كلثوم: يا بنية, إني أراني قل ما أصحبكم؟ قالت: وكيف ذلك يا أبتاه؟ قال (ع): إني رأيت رسول الله (ص) في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي, ويقول: يا علي, لا عليك قضيت ما عليك, قال (ع): فما مكثنا إلا ثلاثا, حتى ضرب تلك الضربة فصاحت أم كلثوم, فقال (ع): يا بنية, لا تفعلي, فإني أرى رسول الله (ص) يشير إلي بكفه, ويقول: يا علي, هلم إلينا فإن ما عندنا هو خير لك.
---------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 14, روضة الواعظين ج 1 ص 135, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 311, بحار الأنوار ج 42 ص 225, تسلية المجالس ج 1 ص 481 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي صالح الحنفي قال: سمعت عليا (ع) يقول: رأيت النبي (ص) في منامي, فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود واللدد وبكيت, فقال (ص): لا تبك يا علي, والتفت فالتفت وإذا رجلان مصفدان, وإذا جلاميد ترضح بها رءوسهما, (1) قال أبو صالح: فغدوت إليه من الغد كما كنت أغدو إليه كل يوم, حتى إذا كنت في الجزارين لقيت الناس يقولون: قتل أمير المؤمنين (ع). (2)
---------------
(1) إلى هنا في مناقب آل أبي طالب (ع) وتسلية المجالس
(2) الإرشاد للمفيد ج 1 ص 15, إعلام الورى ج 1 ص 310, بحار الأنوار ج 42 ص 225, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 310, تسلية المجالس ج 1 ص 481
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال أمير المؤمنين (ع) في سحرة اليوم الذي ضرب فيه: ملكتني عيني وأنا جالس, فسنح لي رسول الله (ص) فقلت: يا رسول الله, ماذا لقيت من أمتك, من الأود واللدد فقال (ص): ادع عليهم, فقلت: أبدلني الله بهم خيرا منهم, وأبدلهم بي شرا مني.
---------------
نهج البلاغة ص 99, تسلية المجالس ج 1 ص 487, إثبات الهداة ج 3 ص 484, بحار الأنوار ج 34 ص 79
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أحدهما (ع) قال: الغسل في سبعة عشر موطنا, وساق الحديث إلى أن قال: وليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان, وهي الليلة التي أصيب فيها سيد أوصياء الأنبياء (ع), وفيها رفع عيسى ابن مريم, (1) وقبض موسى (ع). (2)
---------------
(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
(2) التهذيب ج 1 ص 114, الخصال ج 2 ص 508, الوافي ج 6 ص 381, وسائل الشيعة ج 3 ص 306, بحار الأنوار ج 42 ص 201, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 346, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 112
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن إسماعيل بن عبد الله الصلعي، وكانت له صحبة، قال: لما كثر الاختلاف بين أصحاب رسول الله (ص)، وقتل عثمان بن عفان تخوفت على نفسي الفتنة، فاعتزمت على اعتزال الناس، فتنحيت إلى ساحل البحر، فأقمت فيه حينا لا أدري ما فيه الناس، (معتزلا لأهل البحر والإرجاف). فخرجت من بيتي لبعض حوائجي، وقد هدأ الليل ونام الناس، فإذا أنا برجل على ساحل البحر يناجي ربه ويتضرع إليه بصوت شجي وقلب حزين فنصت له وأصغيت إليه من حيث لا يراني، فسمعته يقول: يا حسن الصحبة، يا خليفة النبيين، أنت أرحم الراحمين، البديء البديع الذي ليس كمثلك شيء، والدائم غير الغافل، والحي الذي لا يموت، أنت كل يوم في شأن، أنت خليفة محمد، وناصر محمد، ومفضل محمد، أنت الذي أسألك أن تنصر وصي محمد، والقائم بالقسط بعد محمد، اعطف عليه نصرك أو توفني برحمة. قال: ثم رفع رأسه، فقعد مقدار التشهد، ثم إنه سلم فيما أحسب تلقاء وجهه، ثم مضى فمشى على الماء، فناديته من خلفه: كلمني يرحمك الله، فلم يلتفت، وقال: الهادي خلفك، فاسأله عن أمر دينك، قال: قلت: من هو؟ قال: وصي محمد من بعده، فخرجت متوجها إلى الكوفة، فأمسيت دونها، فبت قريبا من الحيرة، فلما أجنني الليل إذ أنا برجل قد أقبل حتى استتر برابية ثم صف قدميه، فأطال المناجاة، وكان فيما قال: اللهم إني سرت فيهم بما أمرني به رسولك وصفيك، فظلموني، وقتلت من المنافقين كلما أمرتني فجهلوني، وقد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، ولم يبق لي خلة أنتظرها إلا المرادي، اللهم فاجعل له الشقاء، وتغمدني بالسعادة، اللهم قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذ سألتك، اللهم وقد رغبت إليك في ذلك، ثم مضى فقفوته، فدخل منزله، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع)، فلم ألبث أن نادى المنادي بالصلاة، فخرج وتبعته، حتى دخل المسجد، فغمصه ابن ملجم لعنه الله بالسيف.
-------------
مجموعى ورام ج 2 ص 2, حلية الأبرار ج 2 ص 388, مدينة المعاجز ج 3 ص 42, بحار الأنوار ج 42 ص 252
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين (ع) يتعشى ليلة عند الحسن (ع), وليلة عند الحسين (ع), و ليلة عند عبد الله بن جعفر, وكان لا يزيد على ثلاث لقم, فقيل له ليلة من تلك الليالي في ذلك, فقال (ع): يأتيني أمر الله وأنا خميص, إنما هي ليلة أو ليلتان, فأصيب (ع) آخر الليل.
----------------
الإرشاد ج 1 ص 14, الخرائج ج 1 ص 201, إثبات الهداة ج 3 ص 507, بحار الأنوار ج 42 ص 198. نحوه: روضة الواعظين ج 1 ص 135, إعلام الورى ص 155, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 271, كشف الغمة ج 1 ص 434, الدر النظيم ص 424,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الحسن البصري قال: سهر أمير المؤمنين (ع) في الليلة التي قتل في صبيحتها, ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته, فقالت له ابنته أم كلثوم رحمة الله عليها: ما هذا الذي قد أسهرك؟ فقال (ع): إني مقتول لو قد أصبحت, فأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة, فمشى غير بعيد ثم رجع, فقالت له أم كلثوم: مر جعدة فليصل بالناس, قال (ع): نعم مروا جعدة فليصل, ثم قال (ع): لا مفر من الأجل, (1) فخرج إلى المسجد وإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده, فلما برد السحر نام, فحركه أمير المؤمنين (ع) برجله, فقال له: الصلاة, فقام إليه فضربه. (2)
----------------
(1) إلى هنا في مستدرك الوسائل
(2) الإرشاد للمفيد ج 1 ص 16, مجموعة نفيسة ص 225, إثبات الهداة ج 3 ص 507, مدينة المعاجز ج 3 ص 40, بحار الأنوار ج 42 ص 226, مستدرك الوسائل ج 7 ص 215
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روي في حديث أن أمير المؤمنين (ع) سهر تلك الليلة (ليلة التاسع عشر من شهر رمضان), فأكثر الخروج
والنظر في السماء, وهو يقول: والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها, ثم يعاود مضجعه, فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول:
اشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت ... إذا حل
بواديك
فلما خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز
فصحن في وجهه, فجعلوا يطردونهن فقال: دعوهن فإنهن نوائح, ثم خرج فأصيب (ع).
-----------
الإرشاد ج 1 ص 16, روضة الواعظين ج 1 ص 135, إعلام الورى ص 156, بحار الأنوار ج 42 ص 226
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن الحسين (ع) قال: لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع), كان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط, وأما ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة وهو ساجد على رأسه على الضربة التي كانت, فخرج الحسن والحسين (ع), وأخذا ابن ملجم وأوثقاه, واحتمل أمير المؤمنين (ع) فأدخل داره, فقعدت لبابة عند رأسه, وجلست أم كلثوم عند رجليه, ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير مستقرا وأحسن مقيلا, ضربة بضربة, أو العفو إن كان ذلك, ثم عرق ثم أفاق فقال (ع): رأيت رسول الله (ص) يأمرني بالرواح إليه عشاء ثلاث مرات.
---------------
الأمالي للطوسي ص 365, بحار الأنوار ج 42 ص 205
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جعفر بن محمد عن أبيه (ع), أن علي بن أبي طالب (ع) خرج يوقظ الناس لصلاة الصبح, فضربه عبد الرحمن بن ملجم بالسيف على أم رأسه, فوقع على ركبتيه, وأخذه فالتزمه حتى أخذه الناس, وحمل علي (ع) حتى أفاق, ثم قال للحسن والحسين (ع): احبسوا هذا الأسير, وأطعموه, واسقوه, (1) وأحسنوا إساره, فإن عشت فأنا أولى بما صنع في إن شئت استقدت, وإن شئت صالحت, وإن مت فذلك إليكم, فإن بدا لكم أن تقتلوه فلا تمثلوا به. (2)
---------------
(1) إلى هنا في مستدرك الوسائل
(2) قرب الإسناد ص 142, بحار الأنوار ج 42 ص 206, مستدرك الوسائل ج 11 ص 78
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال الراوي: وكان من كرم أخلاقه (ع) أنه يتفقد النائمين في المسجد ويقول للنائم: الصلاة يرحمك الله الصلاة قم إلى الصلاة المكتوبة عليك, ثم يتلو (ع) {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ففعل ذلك كما كان يفعله على مجاري عادته مع النائمين في المسجد, حتى إذا بلغ إلى الملعون فرآه نائما على وجهه قال له: يا هذا قم من نومك هذا فإنها نومة يمقتها الله وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار, بل نم على يمينك فإنها نومة العلماء, أو على يسارك فإنها نومة الحكماء, ولا تنم على ظهرك فإنها نومة الأنبياء. قال: فتحرك الملعون كأنه يريد أن يقوم وهو من مكانه لا يبرح فقال له أمير المؤمنين (ع): لقد هممت بشيء {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا} ولو شئت لأنبأتك بما تحت ثيابك ثم تركه وعدل عنه إلى محرابه وقام قائما يصلي وكان (ع) يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه, فلما أحس به فنهض الملعون مسرعا وأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام (ع) يصلي عليها, فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وركع وسجد السجدة الأولى منها ورفع رأسه, فعند ذلك أخذ السيف وهزه ثم ضربه على رأسه المكرم الشريف فوقعت الضربة على الضربة التي ضربه عمرو بن عبد ود العامري, ثم أخذت الضربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود, فلما أحس الإمام (ع) بالضرب لم يتأوه وصبر واحتسب ووقع على وجهه وليس عنده أحد قائلا: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله, ثم صاح وقال: قتلني ابن ملجم قتلني اللعين ابن اليهودية ورب الكعبة, أيها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم وسار السم في رأسه وبدنه - الى أن قال الراوي- ثم أحاطوا بأمير المؤمنين (ع) وهو يشد رأسه بمئزره والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضبت بدمائه وهو يقول: هذا ما وعد {الله ورسوله وصدق الله ورسوله}. قال الراوي: فاصطفقت أبواب الجامع وضجت الملائكة في السماء بالدعاء وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة ونادى جبرئيل (ع) بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: تهدمت والله أركان الهدى, وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى, وانفصمت والله العروة الوثقى, قتل ابن عم محمد المصطفى, قتل الوصي المجتبى, قتل علي المرتضى, قتل والله سيد الأوصياء, قتله أشقى الأشقياء. قال: فلما سمعت أم كلثوم (ع) نعي جبرئيل (ع) فلطمت على وجهها وخدها وشقت جيبها وصاحت: وا أبتاه وا علياه وا محمداه وا سيداه.
-----------
بحار الأنوار ج 42 ص 281, الأنوار العلوية ص 375
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
لما ضربه – أمير المؤمنين ع - ابن ملجم لعنه الله قال (ع): فزت ورب الكعبة.
-------------
خصائص الأئمة (ع) ص 63, مناقب آشوب ج 2 ص 119, حلية الأبرار ج 2 ص 391, الطرائف ج 2 ص 519, الدر النظيم ص 271, بحار الأنوار ج 41 ص 2
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن المعلى بن زياد قال: جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى أمير المؤمنين (ع) يستحمله, فقال: يا أمير المؤمنين, احملني, فنظر إليه ثم قال (ع) له: أنت عبد الرحمن بن ملجم المرادي, قال (ع): يا غزوان احمله على الأشقر, فجاء بفرس أشقر فركبه ابن ملجم, وأخذ بعنانه فلما ولى قال أمير المؤمنين (ع):
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
قال: فلما كان من أمره ما كان, وضرب أمير المؤمنين (ع), قبض عليه وقد خرج من المسجد, فجيء به إلى أمير المؤمنين (ع) فقال (ع) له: والله, لقد كنت أصنع بك ما أصنع وأنا أعلم أنك قاتلي, ولكن كنت أفعل ذلك بك لأستظهر بالله عليك.
---------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 12, مجموعة نفيسة ص 224, إثبات الهداة ج 3 ص 506, بحار الأنوار ج 42 ص 308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
روى جماعة من أهل السير, منهم أبو مخنف, وإسماعيل بن راشد أبو هاشم الرفاعي, وأبو عمرو الثقفي وغيرهم, أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة, فتذاكروا الأمراء فعابوهم, وعابوا أعمالهم, وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم, فقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم, وأرحنا منهم العباد والبلاد, وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان, فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك, فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله: أنا أكفيكم عليا, وقال البرك بن عبيد الله التميمي: أنا أكفيكم معاوية, وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص, وتعاقدوا على ذلك, وتوافقوا على الوفاء, واتعدوا شهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه, ثم تفرقوا, فأقبل ابن ملجم لعنه الله وكان عداده في كندة, حتى قدم الكوفة فلقي بها أصحابه, فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منه شيء, فهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب, فصادف عنده قطام بنت الأخضر التيمية, وكان أمير المؤمنين (ع) قتل أباها وأخاها بالنهروان, وكانت من أجمل نساء أهل زمانها, فلما رآها ابن ملجم شغف بها, واشتد إعجابه بها, وسأل في نكاحها وخطبها, فقالت له: ما الذي تسمي لي من الصداق؟ فقال لها: احتكمي ما بدا لك, فقالت له: أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم, ووصيفا, وخادما, وقتل علي بن أبي طالب (ع), فقال لها: لك جميع ما سألت, فأما قتل علي بن أبي طالب (ع) فأنى لي بذلك, فقالت: تلتمس غرته فإن أنت قتلته, شفيت نفسي وهنأك العيش معي, وإن أنت قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا, فقال: أما والله ما أقدمني هذا المصر, وقد كنت هاربا منه لا آمن مع أهله, إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب (ع), فلك ما سألت, قالت: فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك, ثم بعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب, فخبرته الخبر وسألته معونة ابن ملجم لعنه الله, فتحمل ذلك لها, وخرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة, فقال: يا شبيب, هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: تساعدني على قتل علي بن أبي طالب (ع), وكان شبيب على رأي الخوارج, فقال له: يا ابن ملجم, هبلتك الهبول, لقد جئت شيئا إدا, وكيف تقدر على ذلك؟ فقال له ابن ملجم: نكمن له في المسجد الأعظم, فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به, فإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا, فلم يزل به حتى أجابه, فأقبل معه حتى دخلا المسجد الأعظم على قطام, وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة, فقالا لها: قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل, فقالت لهما: إذا أردتما ذلك فأتياني في هذا الموضع, فانصرفا من عندها, فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الأربعاء لتسع عشرة, ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة, فدعت لهم بحرير, فعصبت به صدورهم, وتقلدوا أسيافهم, ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (ع) إلى الصلاة, وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين (ع), وواطأهم على ذلك, وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه, وكان حجر بن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد, فسمع الأشعث يقول: يا ابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك, فقد فضحك الصبح, فأحس حجر بما أراد الأشعث, فقال له: قتلته يا أعور, وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين (ع) ليخبره الخبر, ويحذره من القوم, وخالفه أمير المؤمنين (ع) من الطريق, فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف, وأقبل حجر والناس يقولون: قتل أمير المؤمنين (ع). وذكر عبد الله بن محمد الأزدي قال: إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر, كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره, إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة, وخرج علي بن أبي طالب (ع) لصلاة الفجر, فأقبل ينادي الصلاة الصلاة, فما أدري أنادى أم رأيت بريق السيوف, وسمعت قائلا يقول: لله الحكم لا لك يا علي ولا لأصحابك, وسمعت عليا (ع) يقول: لا يفوتنكم الرجل, فإذا (ع) مضروب, وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه, ووقعت ضربته في الطاق, وهرب القوم نحو أبواب المسجد, وتبادر الناس لأخذهم, فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه, وجلس على صدره, وأخذ السيف ليقتله به, فرأى الناس يقصدون نحوه, فخشي أن يعجلوا عليه ولم يسمعوا منه, فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده, ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله, ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره, فقال له: ما هذا, لعلك قتلت أمير المؤمنين (ع)؟ فأراد أن يقول لا, قال: نعم, فمضى ابن عمه واشتمل على سيفه, ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله, وأما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده, ثم صرعه وأخذ السيف من يده, وجاء به إلى أمير المؤمنين (ع), وأفلت الثالث وانسل بين الناس, فلما دخل ابن ملجم على أمير المؤمنين (ع) نظر إليه, ثم قال (ع): النفس بالنفس, فإن أنا مت فاقتلوه كما قتلني, وإن أنا عشت رأيت فيه رأيي, فقال ابن ملجم: والله لقد ابتعته بألف وسممته بألف, فإن خانني فأبعده الله, قال: ونادته أم كلثوم: يا عدو الله, قتلت أمير المؤمنين (ع), قال: إنما قتلت أباك, قالت (ع): يا عدو الله, إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس, قال لها: فأراك أنما تبكين علي إذا لقد والله ضربته ضربة لو قسمت على أهل الأرض لأهلكتهم, فأخرج من بين يديه (ع), وإن الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع, وهم يقولون: يا عدو الله, ما فعلت؟ أهلكت أمة محمد (ص), وقتلت خير الناس, وإنه لصامت لم ينطق, فذهب به إلى الحبس, وجاء الناس إلى أمير المؤمنين (ع) فقالوا له: يا أمير المؤمنين, مرنا بأمرك في عدو الله, والله لقد أهلك الأمة وأفسد الملة, فقال لهم أمير المؤمنين (ع): إن عشت رأيت فيه رأيي, وإن أهلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النبي اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار, قال: فلما قضى أمير المؤمنين (ع) نحبه, وفرغ أهله من دفنه, جلس الحسن (ع), وأمر أن يؤتى بابن ملجم, فجيء به فلما وقف بين يديه, قال (ع) له: يا عدو الله, قتلت أمير المؤمنين (ع), وأعظمت الفساد في الدين, ثم أمر فضربت عنقه, واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته منه, لتتولى إحراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار, وأما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على قتل معاوية وعمرو بن العاص, فإن أحدهما ضرب معاوية وهو راكع, فوقعت ضربته في أليته ونجا منها, وأخذ وقتل من وقته, وأما الآخر فإنه وافى عمرا في تلك الليلة, وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس, يقال له: خارجة بن أبي حبيبة العامري, فضربه بسيفه وهو يظن أنه عمرو, فأخذ وأتى به عمرو فقتله, ومات خارجة في اليوم الثاني.
----------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 17, بحار الأنوار ج 42 ص 228
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين (ع), وابنته جعدة سمت الحسن (ع) ومحمد ابنه شرك في دم الحسين (ع).
------------------
الكافي ج 8 ص 167, الوافي ج 2 ص 239, بحار الأنوار ج 42 ص 228
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
* شهادته
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي مروان: سألت أبا جعفر محمد بن علي (ع): كم كانت سن علي بن أبي طالب (ع) يوم قتل؟ قال (ع): ثلاثا وستين سنة.
---------------
فرحة الغري ص 51, بحار الأنوار ج 42 ص 220,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: بعث إلي أبو الحسن موسى (ع) بوصية أمير المؤمنين (ع) وهي: {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد الله علي ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويصرفني به عن النار، ويصرف النار عني {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} أن ما كان لي من مال بينبع يعرف لي فيها وما حولها صدقة، ورقيقها غير أن رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء، ليس لأحد عليهم سبيل، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج، وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كله من مال بني فاطمة، ورقيقها صدقة، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة، غير أن زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه، وما كان لي بأذينة وأهلها صدقة، والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله, وإن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة، حيا أنا أو ميتا، ينفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد, فإنه يقوم على ذلك الحسن بن علي يأكل منه بالمعروف، وينفقه حيث يراه الله عز وجل, في حل محلل لاحرج عليه فيه، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين، فليفعل إن شاء، لاحرج عليه فيه، وإن شاء جعله سري الملك، وإن ولد علي ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي، وإن كانت دار الحسن بن علي غير دار الصدقة، فبدا له أن يبيعها، فليبع إن شاء، لاحرج عليه فيه، وإن باع فإنه يقسم ثمنها ثلاثة أثلاث، فيجعل ثلثا في سبيل الله، ويجعل ثلثا في بني هاشم وبني المطلب، ويجعل الثلث في آل أبي طالب، وإنه يضعه فيهم حيث يراه الله, وإن حدث بحسن حدث وحسين حي، فإنه إلى الحسين بن علي، وإن حسينا يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا، له مثل الذي كتبت للحسن، وعليه مثل الذي على حسن، وإن لبني ابني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي، وإني إنما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله عز وجل, وتكريم حرمة رسول الله (ص), وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما, وإن حدث بحسن وحسين حدث، فإن الآخر منهما ينظر في بني علي، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته، فإنه يجعله إليه إن شاء، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريده، فإنه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم، فإنه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم، وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على أصوله، وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل الله ووجهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد، لايباع منه شيء، ولا يوهب ولا يورث، وإن مال محمد بن علي على ناحيته, وهو إلى ابني فاطمة، وإن رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء, هذا ما قضى به علي بن أبي طالب في أمواله هذه، الغد من يوم قدم مسكن {ابتغاء وجه الله} والدار الآخرة، {والله المستعان} على كل حال، ولا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء قضيته من مالي، ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد. أما بعد، فإن ولائدي اللائي أطوف عليهن السبعة عشر منهن أمهات أولاد معهن أولادهن، ومنهن حبالى، ومنهن من لاولد له، فقضاي فيهن, إن حدث بي حدث أنه من كان منهن ليس لها ولد وليست بحبلى، فهي عتيق لوجه الله عز وجل, ليس لأحد عليهن سبيل، ومن كان منهن لها ولد أو حبلى، فتمسك على ولدها وهي من حظه، فإن مات ولدها وهي حية، فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل, هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مسكن، شهد أبو شمر بن أبرهة, وصعصعة بن صوحان, ويزيد بن قيس, وهياج بن أبي هياج، وكتب علي بن أبي طالب (ع) بيده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين. (1)
وكانت الوصية الأخرى مع الأولى: {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله {بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} صلى الله عليه وآله، ثم {إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت} وأنا من المسلمين, ثم إني أوصيك يا حسن، وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم، {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وأن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، انظروا ذوي أرحامكم، فصلوهم, يهون الله عليكم الحساب.
الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم, فقد سمعت رسول الله (ص) يقول: من عال يتيما حتى يستغني، أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار.
الله الله في القرآن، فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.
الله الله في جيرانكم, فإن النبي (ص) أوصى بهم، وما زال رسول الله (ص) يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.
الله الله في بيت ربكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم, فإنه إن ترك لم تناظروا، وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة، فإنها خير العمل، إنها عمود دينكم.
الله الله في الزكاة, فإنها تطفئ غضب ربكم.
الله الله في شهر رمضان, فإن صيامه جنة من النار.
الله الله في الفقراء والمساكين، فشاركوهم في معايشكم.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنما يجاهد رجلان: إمام هدى، أو مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذرية نبيكم، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم.
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يؤووا محدثا, فإن رسول الله (ص) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤوي للمحدث.
الله الله في النساء، وفيما ملكت أيمانكم, فإن آخر ما تكلم به نبيكم (ص) أن قال: أوصيكم بالضعيفين: النساء، وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة الصلاة، لاتخافوا في الله لومة لائم, يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم، {قولوا للناس حسنا} كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الله أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.
وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق, {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم لم يزل يقول: لا إله إلا الله، لاإله إلا الله حتى قبض صلوات الله عليه ورحمته, في ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة, سنة أربعين من الهجرة، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان. (2)
----------------
(1) إلى هنا في التهذيب ووسائل الشيعة وبحار الأنوار
(2) الكافي ج 7 ص 49, الوافي ج 10 ص 561, التهذيب ج 9 ص 149, وسائل الشيعة ج 19 ص 199, بحار الأنوار ج 41 ص 40
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: لما احتضر أمير المؤمنين (ع), جمع بنيه حسنا وحسينا (ع) وابن الحنفية والأصاغر من ولده فوصاهم, وكان في آخر وصيته: يا بني, عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم, وإن فقدتم بكوا عليكم, يا بني, إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها, وكذلك هي في البغض, فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه, وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه.
---------------
الأمالي للطوسي ص 595, تنبيه الحواطر ج 2 ص 75, إعلام الورى ص 215, بحار الأنوار ج 42 ص 247
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
من وصيته (ع), للحسن والحسين (ع) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله وأخزاه: أوصيكما بتقوى الله, وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما, ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما, وقولا بالحق, واعملا للآخرة, وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا, أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي, بتقوى الله ونظم أمركم, وصلاح ذات بينكم, فإني سمعت جدكما (ص) يقول: صلاح ذات البين, أفضل من عامة الصلاة والصيام, (1) الله الله في الأيتام, فلا تغبوا أفواههم, ولا يضيعوا بحضرتكم, والله الله في جيرانكم, فإنه وصية نبيكم (ص), مازال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم, والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم, والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم, والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا, والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله, وعليكم بالتواصل والتباذل, وإياكم والتدابر والتقاطع, لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فيولى عليكم أشراركم, ثم تدعون فلا يستجاب لكم, ثم قال (ع): يا بني عبد المطلب, لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا, تقولون: قتل أمير المؤمنين (ع), ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي, انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة, ولا يمثل بالرجل, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: إياكم والمثلة, ولو بالكلب العقور. (2)
----------------
(1) إلى هنا في مستدرك الوسائل
(2) نهج البلاغة ص 421, روضة الواعظين ج 1 ص 136, تسلية المجالس ج 1 ص 488, بحار الأنوار ج 42 ص 256, مستدرك الوسائل ج 13 ص 441
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الحسن (ع): دخلت على أمير المؤمنين (ع) وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم, فجزعت لذلك, فقال (ع) لي: أتجزع؟ فقلت: وكيف لا أجزع, وأنا أراك على حالك هذه؟ فقال (ع): ألا أعلمك خصالا أربع, إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة وإن أنت ضيعتهن فاتك الداران, يا بني, لا غنى أكبر من العقل, ولا فقر مثل الجهل, ولا وحشة أشد من العجب, ولا عيش ألذ من حسن الخلق.
--------------
كشف الغمة ج 1 ص 572, بحار الأنوار ج 75 ص 111
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال: لما ضرب أمير المؤمنين (ع) حف به العواد, وقيل له: يا أمير المؤمنين أوص, فقال (ع): اثنوا لي وسادة, ثم قال (ع): الحمد لله حق قدره متبعين أمره, أحمده كما أحب, ولا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد كما انتسب, أيها الناس, كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر, والأجل مساق النفس إليه, والهرب منه موافاته, كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر, فأبى الله عز ذكره إلا إخفاءه هيهات علم مكنون, أما وصيتي: فأن لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا, ومحمدا (ص) فلا تضيعوا سنته, أقيموا هذين العمودين, وأوقدوا هذين المصباحين, وخلاكم ذم ما لم تشردوا حمل كل امرئ منكم مجهوده, وخفف عن الجهلة رب رحيم, وإمام عليم, ودين قويم, أنا بالأمس صاحبكم, واليوم عبرة لكم, وغدا مفارقكم, إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد, وإن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان, وذرى رياح وتحت ظل غمامة, اضمحل في الجو متلفقها, وعفا في الأرض مخطها, وإنما كنت جارا جاوركم بدني أياما, وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة, وكاظمة بعد نطق, ليعظكم هدوي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي, فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ, ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي, ويكشف الله عز وجل عن سرائري, وتعرفوني بعد خلو مكاني, وقيام غيري مقامي, إن أبق فأنا ولي دمي, وإن أفن فالفناء ميعادي, وإن أعف فالعفو لي قربة, ولكم حسنة {فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} (1) فيا لها حسرة على كل ذي غفلة, أن يكون عمره عليه حجة أو يؤديه أيامه إلى شقوة, جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة, أو تحل به بعد الموت نقمة, فإنما نحن له وبه, ثم أقبل على الحسن (ع) فقال: يا بني, ضربة مكان ضربة, ولا تأثم. (2)
----------------
(1) إلى هنا في إثبات الوصية والدر النظيم
(2) الكافي ج 1 ص 299, الوافي ج 2 ص 332, حلية الأبرار ج 4 ص 94, بحار الأنوار ج 42 ص 207, إثبات الوصية ص 156, الدر النظيم ص 384
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الفجيع العقيلي قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله (ص), وابن عمه, وصاحبه, أول وصيتي أني أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسوله, وخيرته اختاره بعلمه, وارتضاه لخيرته, وإن الله باعث من في القبور, وسائل الناس عن أعمالهم, عالم بما في الصدور, ثم إني أوصيك يا حسن, وكفى بك وصيا بما أوصاني به رسول الله (ص), فإذا كان ذلك يا بني الزم بيتك وابك على خطيئتك, ولا تكن الدنيا أكبر همك, وأوصيك يا بني, بالصلاة عند وقتها, والزكاة في أهلها عند محلها, والصمت عند الشبهة, والاقتصاد والعدل في الرضا, والغضب وحسن الجوار, وإكرام الضيف, ورحمة المجهود, وأصحاب البلاء, وصلة الرحم, وحب المساكين ومجالستهم, والتواضع فإنه من أفضل العبادة, وقصر الأمل, واذكر الموت وازهد في الدنيا, فإنك رهين موت, وغرض بلاء, وطريح سقم, وأوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك, وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل, وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به, وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه, وإياك ومواطن التهمة, والمجلس المظنون به السوء, فإن قرين السوء يغر جليسه, وكن لله يا بني عاملا, وعن الخنى زجورا, وبالمعروف آمرا, وعن المنكر ناهيا, وواخ الإخوان في الله, وأحب الصالح لصلاحه, ودار الفاسق عن دينك, وأبغضه بقلبك, وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله, وإياك والجلوس في الطرقات, ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له ولا علم, واقتصد يا بني في معيشتك, واقتصد في عبادتك, وعليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه, والزم الصمت تسلم, وقدم لنفسك تغنم, وتعلم الخير تعلم, وكن لله ذاكرا على كل حال, وارحم من أهلك الصغير, ووقر منهم الكبير, ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله, وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن, وجنة لأهله, وجاهد نفسك واحذر جليسك, واجتنب عدوك, وعليك بمجالس الذكر, وأكثر من الدعاء, فإني لم آلك يا بني نصحا, وهذا فراق بيني وبينك, وأوصيك بأخيك محمد خيرا, فإنه شقيقك وابن أبيك, وقد تعلم حبي له, وأما أخوك الحسين, فهو ابن أمك, ولا أريد الوصاة بذلك, والله الخليفة عليكم, وإياه أسأل أن يصلحكم, وأن يكف الطغاة البغاة عنكم, والصبر الصبر حتى ينزل الله الأمر, ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-----------------
الأمالي للمفيد ص 220, الأمالي للطوسي ص 7, كشف الغمة ج 1 ص 535, بحار الأنوار ج 42 ص 202
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين (ع) في مرضه الذي قبض فيه, فحل عن جراحته, فقلت: يا أمير المؤمنين, ما جرحك هذا بشيء, وما بك من بأس؟ فقال (ع) لي: يا حبيب, أنا والله مفارقكم الساعة, قال: فبكيت عند ذلك, وبكت أم كلثوم وكانت قاعدة عنده, فقال (ع) لها: ما يبكيك يا بنية؟ فقالت: ذكرت يا أبت إنك تفارقنا الساعة فبكيت, فقال (ع) لها: يا بنية, لا تبكين فو الله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت, قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا حبيب, أرى ملائكة السماء والنبيين بعضهم في أثر بعض, وقوفا إلى أن يتلقوني, وهذا أخي محمد رسول الله (ص) جالس عندي, يقول: اقدم فإن أمامك خير لك مما أنت فيه, قال: فما خرجت من عنده حتى توفي (ع), فلما كان من الغد وأصبح الحسن (ع), قام خطيبا على المنبر: فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أيها الناس, في هذه الليلة نزل القرآن, وفي هذه الليلة رفع عيسى ابن مريم, وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون, وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين (ع), والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنة, ولا من يكون بعده, وإن كان رسول الله (ص) ليبعثه في السرية, فيقاتل جبرئيل عن يمينه, وميكائيل عن يساره, وما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم, فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله.
---------------
الأمالي للصدوق ص 318, روضة الواعظين ج 1 ص 137, بحار الأنوار ج 42 ص 201
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي مطر قال: لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين (ع) قال له الحسن (ع): أقتله؟ قال (ع): لا, ولكن احبسه, فإذا مت فاقتلوه, فإذا مت فادفنوني في هذا الظهر, في قبر أخوي هود وصالح.
---------------
التهذيب ج 6 ص 33, الغارات ج 2 ص 847, فرحة الغري ص 38, الوافي ج 14 ص 1414, وسائل الشيعة ج 14 ص 397, بحار الأنوار ج 11 ص 379
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
الخضر (ع) يؤبن ويزور أمير المؤمنين (ع)
عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله
(ص) قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (ع) ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي (ص)، وجاء رجل باكيا، وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت
الذي فيه أمير المؤمنين (ع) فقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله (ص) وآمنهم
على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله (ص)، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام، وعن رسوله وعن المسلمين
خيرا. قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله (ص) إذ هم أصحابه، وكنت خليفته حقا، لم تنازع، ولم تضرع برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وصغر
الفاسقين. فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قنوتا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم نطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا،
وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور. كنت والله يعسوبا للدين، أولا وآخرا: الأول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا،
ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ أسرعوا، وأدركت أوتار ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا. كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا وحصنا، فطرت والله بنعمائها
وفزت بحبائها، وأحرزت سوابغها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخر. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، وكنت كما قال: امن الناس في صحبتك وذات يدك، وكنت كما
قال: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الأرض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز [ ولا لاحد فيك مطمع ] ولا لاحد عندك هوادة،
الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم
وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل العسير وأطفئت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي بك الاسلام، فظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا
شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لم يصاب المسلمون بمثلك أبدا. كنت للمؤمنين كهفا وصحنا،
وقنة راسيا، وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا أحرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك. قال: وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى، وبكى أصحاب رسول الله (ص)، ثم طلبوه فلم
يصادفوه.
وهي الزيارة المعروفة بزيارة الخضر
(ع).
------------
الكافي ج 1 ص 454, كمال الدين ج 2 ص 387,
الأمالي للصدوق ص 241, بحار الأنوار ج 97 ص 354, الدر النظيم ص 424, الوافي ج 3 ص 741, مدينة المعاجز ج 3 ص 65, زاد المعاد ص 485 فقط الزيارة
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث
الاسلامية
عن الأصبغ بن نباتة العبدي، قال: لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) غدونا عليه نفر من أصحابنا: أنا، والحارث، وسويد بن غفلة، وجماعة معنا، فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء، فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن علي (ع)، فقال: يقول لكم أمير المؤمنين (ع): انصرفوا إلى منازلكم، فانصرف القوم غيري، فاشتد البكاء من منزله، فبكيت، فخرج الحسن (ع)، وقال: ألم أقل لكم انصرفوا؟ فقلت: لا والله يا بن رسول الله (ص) ما تتابعني نفسي، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين (ع). قال: وبكيت، فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقال لي: ادخل، فدخلت على أمير المؤمنين (ع)، وهو إذا مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف، واصفر وجهه ما أدري وجهه أصفر أم العمامة، فأكببت عليه فقبلته، فقال لي: لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة، فقلت له: جعلت فداك إني أعلم والله إنك تصير إلى الجنة، وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين جعلت فداك.
--------------
الأمالي للمفيد ص 351, الأمالي للطوسي ص 122, بشارة المصطفى ص 260, البرهان ج 4 ص 372, حلية الأبرار ج 2 ص 390, بحار الأنوار ج 42 ص 204
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* دفنه
عن أبي عبد الله (ع): لما غسل أمير المؤمنين (ع), نودوا من جانب البيت: إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره, وإن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه.
------------------
الكافي ج 1 ص 457, خصائص الأئمة ص 64, فرحة الغري ص 31, الوافي ج 14 ص 1339, مدينة المعاجز ج 3 ص 63, بحار الأنوار ج 42 ص 251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أم كلثوم بنت علي (ع) قالت آخر عهد أبي إلى أخوي (ع) أن قال: يا بني إن أنا مت فغسلاني ثم نشفاني بالبردة التي نشفتم بها رسول الله (ص) وفاطمة (ع) ثم حنطاني وسجياني على سريري ثم انتظرا حتى إذا ارتفع لكما مقدم السرير فاحملا مؤخره, قالت: فخرجت أشيع جنازة أبي حتى إذا كنا بظهر الغري ركز المقدم فوضعنا المؤخر ثم برز الحسن بالبردة التي نشف بها رسول الله وفاطمة (ع) فنشف بها أمير المؤمنين (ع) ثم أخذ المعول فضرب ضربة فانشق القبر عن ضريح فإذا هو بساجة مكتوب عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر ادخره نوح النبي لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة عام"
---------------
فرحة الغري ص 34, بحار الأنوار ج 42 ص 216
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الحسن البصري قال: أوصى علي (ع) عند موته للحسن والحسين (ع) وقال لهما: إن أنا مت, فإنكما ستجدان عند رأسي حنوطا من الجنة, وثلاثة أكفان من إستبرق الجنة, فغسلوني وحنطوني بالحنوط وكفنوني, قال الحسن (ع): فوجدنا عند رأسه طبقا من الذهب, عليه خمس شمامات من كافور الجنة, وسدرا من سدر الجنة, فلما فرغوا من غسله وتكفينه, أتى البعير فحملوه على البعير بوصية منه, وكان قال (ع): فسيأتي البعير إلى قبري فيقيم عنده, فأتى البعير حتى وقف على شفير القبر, فو الله ما علم أحد من حفره, فألحد فيه بعد ما صلي عليه, وأظلت الناس غمامة بيضاء وطيور بيض, فلما دفن ذهبت الغمامة والطيور.
----------------
مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 348, مدينة المعاجز ج 3 ص 58, بحار الأنوار ج 42 ص 234
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله الجدلي في وصية أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسن (ع) فقال: يا بني, إني ميت من ليلتي هذه, فإذا أنا مت فاغسلنيو كفني, وحنطني بحنوط جدك, وضعني على سريري, ولا يقربن أحد منكم مقدم السرير, فإنكم تكفونه, فإذا حمل المقدم فاحملوا المؤخر, وليتبع المؤخر المقدم حيث ذهب, فإذا وضع المقدم فضعوا المؤخر, ثم تقدم أي بني فصل علي, فكبر سبعا, فإنها لن تحل لأحد من بعدي, إلا لرجل من ولدي يخرج في آخر الزمان, يقيم اعوجاج الحق, فإذا صليت فخط حول سريري, ثم احفر لي قبرا في موضعه إلى منتهى كذا وكذا, ثم شق لحدا فإنك تقع على ساجة منقورة, ادخرها لي أبي نوح وضعني في الساجة, ثم ضع علي سبع لبن كبار, ثم ارقب هنيهة, ثم انظر فإنك لن تراني في لحدي.
--------------
الغارات ج 2 ص 846, فرحة الغري ص 32, بحار الأنوار ج 42 ص 215, إثبات الهداة ج 3 ص 516 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن حسان بن علي القسري قال: حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب (ع) قال: لما حضرت أمير المؤمنين (ع) الوفاة قال للحسن والحسين (ع): إذا أنا مت, فاحملاني على سرير, ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير, فإنكما تكفيان مقدمه, ثم ائتيا بي الغريين, فإنكما ستريان صخرة بيضاء فاحتفرا فيها, فإنكما ستجدان فيها ساجة فادفناني فيها, قال: فلما مات أخرجناه, وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه, وجعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين, فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا, فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها: ما ادخر نوح (ع) لعلي بن أبي طالب (ع), فدفناه فيها (1) وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير المؤمنين (ع), فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه, فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله تعالى أمير المؤمنين (ع), فقالوا: نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم, فقلنا لهم: إن الموضع قد عفي أثره بوصية منه (ع), فمضوا وعادوا إلينا, فقالوا: إنهم احتفروا فلم يروا شيئا. (2)
--------------
(1) إلى هنا في إثبات الهداة
(2) الغارات ج 2 ص 846, الإرشاد للمفيد ج 1 ص 23, روضة الواعظين ج 1 ص 136, إعلام الورى ص 202, فرحة الغري ص 36, مدينة المعاجز ج 3 ص 48, بحار الأنوار ج 42 ص 217, إثبات الهداة ج 3 ص 507
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): أن أمير المؤمنين (ع) أمر ابنه الحسن (ع) أن يحفر له أربع قبور في أربع مواضع في المسجد, وفي الرحبة, وفي الغري, وفي دار جعدة بن هبيرة, وإنما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره.
---------------
فرحة الغري ص 32, بحار الأنوار ج 42 ص 214, مستدرك الوسائل ج 7 ص 215
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أحمد بن حباب قال: نظر أمير المؤمنين (ع) إلى ظهر الكوفة, فقال: ما أحسن منظرك, وأطيب قعرك, اللهم اجعل قبري بها.
---------------
فرحة الغري ص 31, إرشاد القلوب ج 2 ص 439, إثبات الهداة ج 3 ص 516, بحار الأنوار ج 42 ص 216
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: كان في وصية أمير المؤمنين (ع): أن أخرجوني إلى الظهر, فإذا تصوبت أقدامكم فاستقبلتكم ريح فادفنوني, وهو أول طور سيناء, ففعلوا ذلك.
---------------
جامع الأخبار ص 22, فرحة الغري ص 50, بحار الأنوار ج 42 ص 219
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عمر الجرجاني, عن الحسن بن علي بن أبي طالب, عن جده أبي طالب قال: سألت الحسن بن علي (ع) أين دفنتم أمير المؤمنين (ع) قال: على شفير الجرف, ومررنا به ليلا على مسجد الأشعث, وقال (ع): ادفنوني في قبر أخي هود.
---------------
التهذيب ج 6 ص 33, الغارات ج 2 ص 847, جامع الأخبار ص 22, فرخة الغري ص 38, الوافي ج 14 ص 1415, وسائل الشيعة ج 14 ص 398, بحار الأنوار ج 42 ص 218
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قبر أمير المؤمنين, فإن الناس قد اختلفوا فيه, قال (ع): إن أمير المؤمنين (ع) دفن مع أبيه نوح في قبره, قلت: جعلت فداك, من تولى دفنه؟ فقال (ع): رسول الله (ص), مع الكرام الكاتبين بالروح والريحان.
---------------
فرحة الغري ص 48, مدينة المعاجز ج 3 ص 46, بحار الأنوار ج 42 ص 218
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قبر أمير المؤمنين (ع), فإن الناس قد اختلفوا فيه, فقال (ع): إن أمير المؤمنين (ع), دفن مع أبيه نوح (ع).
--------------
فرحة الغري ص 50, وسائل الشيعة ج 14 ص 386, بحار الأنوار ج 42 ص 219
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قبر أمير المؤمنين (ع), فقال (ع): أمير المؤمنين مدفون في قبر نوح, قال: قلت: ومن نوح؟ قال (ع): نوح النبي (ع), قلت: كيف صار هكذا؟ فقال (ع): إن أمير المؤمنين صديق, هيأ الله له مضجعه في مضجع صديق, يا عبد الرحيم, إن رسول الله (ص) أخبرنا بموته, وبموضع دفن فيه, فأنزل الله عز وجل حنوطا من عنده مع حنوط أخيه رسول الله (ص), وأخبره أن الملائكة تنشر له قبره, فلما قبض (ع), كان فيما أوصى به ابنيه الحسن والحسين (ع) إذ قال لهما: إذا مت, فغسلاني وحنطاني واحملاني بالليلة سرا, واحملا يا ابني مؤخر السرير واتبعا مقدمه, فإذا وضع فضعا, وادفناني في القبر الذي يوضع السرير عليه, وادفناني مع من يعينكما على دفني في الليل وسويا.
--------------
فرحة الغري ص 49, بحار الأنوار ج 42 ص 219
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
يرفعه إلى جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر (ع) أين دفن أمير المؤمنين (ع)؟ قال (ع): دفن بناحية الغريين, ودفن قبل طلوع الفجر, ودخل قبره الحسن والحسين (ع) ومحمد بنو علي (ع), وعبد الله بن جعفر.
---------------
الغارات ج 2 ص 850, الإرشاد للمفيد ج 1 ص 24, إعلام الورى ص 202, فرحة الغري ص 50, مجموعة نفيسة ص 229, بحار الأنوار ج 42 ص 220
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: لما قبض أمير المؤمنين (ع), أخرجه الحسن والحسين (ع) ورجلان آخران, حتى إذا خرجوا من الكوفة تركوها عن أيمانهم, ثم أخذوا في الجبانة حتى مروا به إلى الغري, ودفنوه وسووا قبره, وانصرفوا.
----------------
الكافي ج 1 ص 458, الوافي ج 14 ص 1412, بحار الأنوار ج 42 ص 222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن أبي عمير عن رجاله قال: قيل للحسين بن علي (ع): أين دفنتم أمير المؤمنين (ع)؟ فقال (ع): خرجنا به ليلا على مسجد الأشعث, حتى خرجنا به إلى الظهر بجنب الغريين, فدفناه هناك.
----------------
الإرشاد للمفيد ج 1 ص 25, مجموعة نفيسة ص 229, بحار الأنوار ج 42 ص 234
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
صعصعة بن صوحان على قبر أمير المؤمنين (ع)
لما ألحد أمير المؤمنين (ع) وقف صعصعة بن صوحان العبدي رضي الله عنه على القبر ووضع إحدى يديه على فؤاده والأخرى قد أخذ بها التراب ويضرب به رأسه ثم قال بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ثم قال هنيئا لك
يا أبا الحسن فلقد طاب مولدك وقوي صبرك وعظم جهادك وظفرت برأيك وربحت تجارتك وقدمت على خالقك فتلقاك الله ببشارته وحفتك ملائكته واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره ولحقت بدرجة أخيك المصطفى
وشربت بكأسه الأوفى فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك والعمل بسيرتك والموالاة لأوليائك والمعاداة لأعدائك وأن يحشرنا في زمرة أوليائك فقد نلت ما لم ينله أحد وأدركت ما لم يدركه أحد وجاهدت في
سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن وأبرت الفتن واستقام الإسلام وانتظم الإيمان فعليك مني أفضل الصلاة والسلام بك اشتد ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل
وأقيمت السنن وما جمع لأحد مناقبك وخصالك سبقت إلى إجابة النبي ص مقدما مؤثرا وسارعت إلى نصرته ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر قصم الله بك كل جبار عنيد وذل بك كل ذي بأس شديد
وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى وقتل بك أهل الضلال من العدى فهنيئا لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله ص قربا وأولهم سلما وأكثرهم علما وفهما فهنيئا لك يا أبا الحسن لقد
شرف الله مقامك وكنت أقرب الناس إلى رسول الله ص نسبا وأولهم إسلاما وأوفاهم يقينا وأشدهم قلبا وأبذلهم لنفسه مجاهدا وأعظمهم في الخير نصيبا فلا حرمنا الله أجرك ولا أذلنا بعدك فو الله لقد كانت حياتك
مفاتح للخير ومغالق للشر وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة.
--------
بحار الأنوار ج 42 ص 296, نهج السعادة ج 7 ص 170, الأنوار العلوية ص 389
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الفرج الجوزي قال: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل قال: لما جيء بابن ملجم إلى الحسن (ع) قال له: إني أريد أن أسارك بكلمة, فأبى الحسن (ع), وقال: إنه يريد أن يعض أذني, فقال ابن ملجم: والله لو أمكنني منها لأخذتها من صماخه.
----------------
فرحة الغري ص 19, إرشاد القلوب ج 2 ص 439, بحار الأنوار ج 42 ص 306
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جعفر عن أبيه (ع) قال: أخبرني أبي أن الحسن (ع) قدم ابن ملجم, فأراد أن يضرب عنقه بيده, فقال: قد عهدت الله عهدا أن أقتل أباك, فقد وفيت فإن شئت فاقتل, وإن شئت فاعف, فإن عفوت ذهبت إلى معاوية فقتلته وأرحتك منه, ثم جئتك فقال (ع): لا, حتى أعجلك إلى النار, فقدمه فضرب عنقه.
----------------
قرب الإسناد ص 143, بحار الأنوار ج 42 ص 302
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي, وإن قاتل علي صلوات الله عليه ابن بغي, وكانت مراد تقول: ما نعرف له فينا أبا ولا نسبا, وإن قاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه ابن بغي, وإنه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد البغايا.
---------------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 220, بحار الأنوار ج 14 ص 182, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 400
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن بعض أصحاب أمير المؤمنين (ع) قال: دخل عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين (ع), في وفد مصر الذي أوفدهم محمد بن أبي بكر ومعه كتاب الوفد, قال: فلما مر باسم عبد الرحمن بن ملجم, قال (ع): أنت عبد الرحمن؟ لعن الله عبد الرحمن, قال: نعم يا أمير المؤمنين, أما والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك, قال (ع): كذبت والله ما تحبني, ثلاثا, قال: يا أمير المؤمنين, أحلف ثلاثة أيمان أني أحبك, وأنت تحلف ثلاثة أيمان أني لا أحبك, قال (ع): ويلك أو ويحك, إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام, فأسكنها الهواء فما تعارف منها هنالك ائتلف في الدنيا, وما تناكر منها اختلف في الدنيا, وإن روحي لا تعرف روحك, قال: فلما ولى قال (ع): إذا سركم أن تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا, قال بعض القوم: أولا تقتله, أو قال: تقتله؟ فقال (ع): من أعجب من هذا, تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه الله.
----------------
بصائر الدرجات ج 1 ص 88, بحار الأنوار ج 42 ص 196
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: سأل هشام بن عبد الملك أبي (ع) فقال: أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب (ع), بما استدل النائي عن المصر الذي قتل فيه علي (ع), وما كانت العلامة فيه للناس, وأخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة؟ فقال له أبي (ع): إنه لما كانت الليلة التي قتل فيها علي صلوات الله عليه لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط, حتى طلع الفجر, وكذلك كانت الليلة التي فقد فيها هارون أخو موسى صلوات الله عليهما, وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون, وكذلك كانت الليلة التي رفع عيسى ابن مريم صلوات الله عليه, وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين صلوات الله عليه.
---------------
كامل الزيارات ص 76, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 143, إثبات الهداة ج 3 ص 495, مدينة المعاجز ج 4 ص 184, بحار الأنوار ج 42 ص 302
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): إن السماء والأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا, وإنها لتبكي على العالم إذا مات أربعين شهرا, وإن السماء والأرض ليبكيان على الرسول أربعين سنة, وإن السماء والأرض ليبكيان عليك يا علي إذا قتلت أربعين سنة, قال ابن عباس: لقد قتل أمير المؤمنين (ع) على الأرض بالكوفة, فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما.
----------------
مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 346, مدينة المعاجز ج 3 ص 68, بحار الأنوار ج 42 ص 308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سعيد بن المسيب: أنه لما قبض أمير المؤمنين (ع) لم يرفع من وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
----------------
كامل الزيارات ص 76, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 143, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 346, تسلية المجالس ج 1 ص 498, مدينة المجاجز ج 3 ص 69, بحار الأنوار ج 42 ص 308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سليمان بن يسار قال: رأيت ابن عباس لما توفي أمير المؤمنين (ع) بالكوفة, وقد قعد على المسجد محتبيا, ووضع فرقه على ركبتيه, وأسند يده تحت خده, وقال: أيها الناس إني قائل فاسمعوا, {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}, سمعت عن رسول الله (ص) يقول: إذا مات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع), وأخرج من الدنيا ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها, فقلت: وما هي يا رسول الله؟ فقال: تقل الأمانة, وتكثر الخيانة, حتى يركب الرجل الفاحشة وأصحابه ينظرون إليه, والله لتضايق الدنيا بعده بنكبة, ألا وإن الأرض لم تخل مني ما دام علي بن أبي طالب (ع) حيا في الدنيا بقية من بعدي, علي في الدنيا عوض مني بعدي, علي كجلدي, علي لحمي, علي عظمي, علي كدمي, علي عروقي, علي أخي, ووصيي في أهلي وخليفتي في قومي, (1) ومنجز عداتي وقاضي ديني, قد صحبني علي في ملمات أمري, وقاتل معي أحزاب الكفار, وشاهدني في الوحي, وأكل معي طعام الأبرار, وصافحه جبرئيل (ع) مرارا نهارا جهارا, وشهد جبرئيل وأشهدني أن عليا (ع) من الطيبين الأخيار, وأنا أشهدكم معاشر الناس, لا يتساءلون من علم آمركم ما دام علي فيكم, فإذا فقدتموه فعند ذلك تقوم الآية, {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} صدق الله وصدق نبي الله (ص). (2)
----------------
(1) إلى هنا في إثبات الهداة
(2) تفسير القرات ص 155, بحار الأنوار ج 42 ص 310, إثبات الهداة ج 3 ص 174
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية