- {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا (11) ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا (12) نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى (13) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا (14) هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لو لا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا (15) وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا (16) وترى الشمس إذا طلعت تتزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (17) وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا (18) وكذلك بعثناهم ليتسائلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا (19) إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا (20) وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا (21) سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا (22) ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (23) إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا (24) ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (25) قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا (26)} الكهف: 9 – 26
عن أبي عبد الله (ع) في حديث: {أم حسبت} يا محمد {أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا} ثم قص قصتهم, فقال: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا} فقال الصادق (ع): إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات, وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام, فمن لم يجبه قتله, وكان هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون الله عز وجل, ووكل الملك بباب المدينة وكلاء, ولم يدع أحدا يخرج حتى يسجد للأصنام, فخرج هؤلاء بحيلة الصيد, وذلك أنهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم, وكان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب وخرج معهم, فقال الصادق (ع): فلا يدخل الجنة من البهائم إلا ثلاثة، حمار بلعم بن باعوراء وذئب يوسف وكلب أصحاب الكهف، فخرج أصحاب الكهف من المدينة بحيلة الصيد هربا من دين ذلك الملك، فلما أمسوا دخلوا ذلك الكهف والكلب معهم, فألقى الله عليهم النعاس كما قال الله تعالى: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}، فناموا حتى أهلك الله ذلك الملك وأهل مملكته, وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون, ثم انتبهوا فقال بعضهم لبعض: كم نمنا هاهنا فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت, فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم, ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذا الورق وادخل المدينة متنكرا لا يعرفوك فاشتر لنا طعاما فإنهم إن علموا بنا وعرفونا يقتلونا أو يردونا في دينهم، فجاء ذلك الرجل فرأى مدينة بخلاف الذي عهدها, ورأى قوما بخلاف أولئك لم يعرفهم, ولم يعرفوا لغته ولم يعرف لغتهم، فقالوا له: من أنت ومن أين جئت؟ فأخبرهم, فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم, حتى وقفوا على باب الكهف, وأقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم: هؤلاء ثلاثة ورابعهم كلبهم, وقال بعضهم: خمسة وسادسهم كلبهم, وقال بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم, وحجبهم الله عز وجل بحجاب من الرعب, فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم, فإنه لما دخل إليهم وجدهم خائفين أن يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم, فأخبرهم صاحبهم أنهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل, وأنهم آية للناس فبكوا وسألوا الله تعالى أن يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا, ثم قال الملك: ينبغي أن نبني هاهنا مسجدا ونزوره, فإن هؤلاء قوم مؤمنون، فلهم في كل سنة نقلتان ينامون ستة أشهر على جنوبهم اليمنى, وستة أشهر على جنوبهم اليسرى, والكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف.
-------------
تفسير القمي ج 2 ص 32, تفسير الصافي ج 3 ص 232, البرهان ج 3 ص 618, بحار الأنوار ج 14 ص 423, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 247, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 41
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في قوله: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا} قال (ع): هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم, في صحف من رصاص فهو قوله: {أصحاب الكهف والرقيم}.
-------------
تفسير العياشي ج 2 ص 321, البرهان ج 3 ص 613, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 244, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 37
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا} قال (ع): هم قوم فقدوا, فكتب ملك ذلك الزمان أسماءهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص.
------------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 254, تفسير الصافي ج 3 ص 232, بحار الأنوار ج 14 ص 426
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) في قوله: {لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} يعني: جورا على الله إن قلنا إن له شريكا.
------------
تفسير القمي ج 2 ص 34, تفسير الصافي ج 3 ص 234, البرهان ج 3 ص 620, بحار الأنوار ج 14 ص 425, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 251, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 45
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) في قوله: {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا} قال (ع): إن ذلك لم يعن به النبي (ص) إنما عني به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم التي هم عليها.
-------------
تفسير العياشي ج 2 ص 324, تفسير الصافي ج 3 ص 236, البرهان ج 3 ص 614, بحار الأنوار ج 14 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر أو أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: {فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه} قال (ع): أزكى طعاما التمر.
-------------
الكافي ج 6 ص 345, المحاسن ج 2 ص 531, الوافي ج 19 ص 375, تفسير الصافي ج 3 ص 236, وسائل الشيعة ج 25 ص 132, البرهان ج 3 ص 626, بحار الأنوار ج 63 ص 131,تفسير نور الثقلين ج 3 ص 252, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 52
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن ابن عباس في حديث: ان يهوديا سأل أمير المؤمنين (ع): أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان فماتوا ثلاثمائة وتسع سنين, ثم أحياهم الله ما كان قصتهم؟ فابتدأ علي (ع) وأراد أن يقرأ سورة الكهف فقال الحبر: ما أكثر ما سمعنا قرآنكم, فإن كنت عالما فأخبرنا بقصة هؤلاء وبأسمائهم وعددهم واسم كلبهم واسم كهفهم واسم ملكهم واسم مدينتهم, فقال علي (ع): لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, يا أخا اليهود حدثني محمد (ص): أنه كان بأرض الروم مدينة يقال لها: أفسوس, وكان لها ملك صالح فمات ملكهم, فاختلفت كلمتهم فسمع ملك من ملوك فارس يقال له: دقيانوس, فسار في مائة ألف حتى دخل مدينة أفسوس, فاتخذها دار مملكته واتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في فرسخ, واتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض مثل ذلك من الزجاج الممرد, واتخذ في ذلك المجلس أربعة آلاف أسطوانة من ذهب, واتخذ ألف قنديل من ذهب لها سلاسل من اللجين تسرج بأطيب الأدهان, واتخذ في شرقي المجلس ثمانين كوة, وكانت الشمس إذا طلعت طلعت في المجلس كيف ما دارت, واتخذ فيه سريرا من ذهب له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر وعلاه بالنمارق, واتخذ من يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب مرصعة بالزبرجد الأخضر فأجلس عليها بطارقته, واتخذ عن يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة مرصعة بالياقوت الأحمر فأجلس عليها هراقلته, ثم قعد على السرير فوضع التاج على رأسه, فوثب اليهودي فقال: يا علي, مم كان تاجه؟ قال (ع): من الذهب المشبك له سبعة أركان على كل ركن لؤلؤة بيضاء كضوء المصباح في الليلة الظلماء, واتخذ خمسين غلاما من أولاد الهراقلة فقرطقهم بقراطق الديباج الأحمر, وسرولهم بسراويلات الحرير الأخضر, وتوجهم ودملجهم وخلخلهم, وأعطاهم أعمدة من الذهب وأوقفهم على رأسه, واتخذ ستة غلمة وزراءه, فأقام ثلاثة عن يمينه, وثلاثة عن يساره, فقال اليهودي: ما كان اسم الثلاثة والثلاثة؟ فقال علي (ع): الذين عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومنشيلينا, وأما الذين عن يساره فأسماؤهم, مرنوس وديرنوس وشاذريوس, وكان يستشيرهم في جميع أموره, وكان يجلس في كل يوم في صحن داره والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره, ويدخل ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من ذهب مملو من المسك المسحوق, وفي يد الآخر جام من فضة مملو من ماء الورد, وفي يد الآخر طائر أبيض له منقار أحمر, فإذا نظر الملك إلى ذلك الطائر صفر به فيطير الطائر, حتى يقع في جام ماء الورد, فيتمرغ فيه فيحمل ما في الجام بريشه وجناحه, ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر على تاج الملك فينفض ما في ريشه على رأس الملك, فلما نظر الملك إلى ذلك عتا وتجبر فادعى الربوبية من دون الله, ودعا إلى ذلك وجوه قومه, فكل من أطاعه على ذلك أعطاه وحباه وكساه, وكل من لم يبايعه قتله فاستجابوا له رأسا, واتخذ لهم عيدا في كل سنة مرة, فبينما هم ذات يوم في عيد والبطارقة عن يمينه والهراقلة عن يساره, إذ أتاه بطريق فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته, فاغتم لذلك حتى سقط التاج عن ناصيته, فنظر إليه أحد الثلاثة الذين كانوا عن يمينه يقال له: تمليخا وكان غلاما, فقال في نفسه: لو كان دقيوس إلها كما يزعم إذا ما كان يغتم ولا يفزع, وما كان يبول ولا يتغوط وما كان ينام, وليس هذا من فعل الإله, قال (ع): وكان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم, وكانوا ذلك اليوم عند تمليخا فاتخذ لهم من أطيب الطعام, ثم قال لهم: يا إخوتاه, قد وقع في قلبي شيء منعني الطعام والشراب والمنام, قالوا: وما ذاك يا تمليخا؟ قال: أطلت فكري في هذه السماء فقلت: من رفع سقفها محفوظا بلا عمد ولا علاقة من فوقها, ومن أجرى فيها شمسا وقمرا آيتان مبصرتان, ومن زينها بالنجوم؟ ثم أطلت الفكر في الأرض فقلت: من سطحها على صميم الماء الزخار, ومن حبسها بالجبال أن تميد على كل شيء؟ وأطلت فكري في نفسي من أخرجني جنينا من بطن أمي, ومن غذاني ومن رباني؟ أن لها صانعا ومدبرا غير دقيوس الملك, وما هو إلا ملك الملوك وجبار السماوات, فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما, وقالوا: بك هدانا الله من الضلالة إلى الهدى, فأشر علينا قال (ع): فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة آلاف درهم, وصرها في ردنه وركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة, فلما ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا: يا إخوتاه, جاءت مسكنة الآخرة وذهب ملك الدنيا انزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم, لعل الله أن يجعل لكم من أمركم فرجا ومخرجا, فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم, فجعلت أرجلهم تقطر دما, قال (ع): فاستقبلهم راع فقالوا: يا أيها الراعي, هل من شربة لبن أو ماء؟ فقال الراعي: عندي ما تحبون, ولكن أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هرابا من دقيوس الملك, قالوا: يا أيها الراعي لا يحل لنا الكذب, أفينجينا منك الصدق, فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبلها ويقول: يا قوم, لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم, ولكن أمهلوني حتى أرد الأغنام على أربابها وألحق بكم, فتوقفوا له فرد الأغنام وأقبل يسعى فتبعه كلب له, قال: فوثب اليهودي فقال: يا علي, ما كان اسم الكلب, وما لونه؟ فقال علي (ع): لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, أما لون الكلب فكان أبلق بسواد, وأما اسم الكلب فقطمير, فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم: إنا نخاف أن يفضحنا بنباحه فأنحوا عليه بالحجارة, فأنطق الله تعالى الكلب ذروني أحرسكم من عدوكم, فلم يزل الراعي يسير بهم حتى علاهم جبلا فانحط بهم على كهف, يقال له: الوصيد, فإذا بفناء الكهف عيون وأشجار مثمرة, فأكلوا من ثمارها وشربوا من الماء, وجنهم الليل فأووا إلى الكهف, فأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت بقبض أرواحهم, ووكل الله بكل رجلين ملكين يقلبانهما من ذات اليمين إلى ذات الشمال, وأوحى الله عز وجل إلى خزان الشمس فكانت {تتزاور عن كهفهم ذات اليمين وتقرضهم ذات الشمال} فلما رجع دقيوس من عيده, سأل عن الفتية فأخبر أنهم خرجوا هرابا, فركب في ثمانين ألف حصان فلم يزل يقفوا أثرهم حتى علا فانحط إلى كهفهم, فلما نظر إليهم إذا هم نيام, فقال الملك: لو أردت أن أعاقبهم بشيء لما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا أنفسهم, ولكن ائتوني بالبناءين فسد باب الكهف بالكلس والحجارة, وقال لأصحابه: قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء لينجيهم, وأن يخرجهم من هذا الموضع قال علي (ع): يا أخا اليهود, فمكثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين, فلما أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل أن ينفخ فيهم الروح, فنفخ فقاموا من رقدتهم فلما بزغت الشمس قال بعضهم: قد غفلنا في هذه الليلة عن عبادة إله السماء, فقاموا فإذا العين قد غارت وإذا الأشجار قد يبست, فقال بعضهم: إن أمورنا لعجب مثل تلك العين الغزيرة قد غارت والأشجار قد يبست في ليلة واحدة, ومسهم الجوع فقالوا: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا} قال تمليخا: لا يذهب في حوائجكم غيري, ولكن ادفع أيها الراعي ثيابك إلي قال (ع): فدفع الراعي ثيابه ومضى يؤم المدينة, فجعل يرى مواضعا لا يعرفها وطريقا هو ينكرها, حتى أتى باب المدينة وإذا علم أخضر مكتوب عليه: لا إله إلا الله عيسى رسول الله, قال (ع): فجعل ينظر إلى العلم وجعل يمسح به عينيه, ويقول: أراني نائما, ثم دخل المدينة حتى أتى السوق, فأتى رجلا خبازا فقال: أيها الخباز, ما اسم مدينتكم هذه؟ قال: أفسوس, قال: وما اسم ملككم؟ قال: عبد الرحمن, قال: ادفع إلي بهذه الورق طعاما, فجعل الخباز يتعجب من ثقل الدراهم ومن كبرها, قال: فوثب اليهودي وقال: يا علي, ما كان وزن كل درهم منها؟ قال (ع): وزن كل درهم عشرة دراهم وثلثي درهم, فقال الخباز: يا هذا, أنت أصبت كنزا؟ فقال تمليخا: ما هذا إلا ثمن تمر بعتها منذ ثلاث, وخرجت من هذه المدينة وتركت الناس يعبدون دقيوس الملك, قال (ع): فأخذ الخباز بيد تمليخا وأدخله على الملك, فقال: ما شأن هذا الفتى؟ قال الخباز: إن هذا رجل أصاب كنزا, فقال الملك: يا فتى, لا تخف فإن نبينا عيسى (ع) أمرنا أن لا نأخذ من الكنز إلا خمسها, فأعطني خمسها وامض سالما, فقال تمليخا: انظر أيها الملك في أمري ما أصبت كنزا, أنا رجل من أهل هذه المدينة فقال الملك: أنت من أهلها؟ قال: نعم, قال: فهل تعرف بها أحدا؟ قال: نعم, قال: ما اسمك؟ قال: اسمي تمليخا, قال: وما هذه الأسماء أسماء أهل زماننا, فقال الملك: هل لك في هذه المدينة دار؟ قال: نعم, اركب أيها الملك معي قال (ع): فركب والناس معه, فأتى بهم أرفع دار في المدينة, قال تمليخا: هذه الدار لي, فقرع الباب فخرج إليهم شيخ كبير, قد وقع حاجباه على عينيه من الكبر, فقال: ما شأنكم؟ فقال الملك: أتانا هذا الغلام بالعجائب يزعم أن هذه الدار داره, فقال له الشيخ: من أنت؟ قال: أنا تمليخا بن قسطيكين, قال (ع): فانكب الشيخ على رجليه يقبلها ويقول: هو جدي ورب الكعبة, فقال: أيها الملك, هؤلاء الستة الذين خرجوا هرابا من دقيوس الملك, فنزل الملك عن فرسه وحمله على عاتقه وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه, فقال: يا تمليخا, ما فعل أصحابك, فأخبر أنهم في الكهف وكان يومئذ بالمدينة ملك مسلم وملك يهودي, فركبوا في أصحابهم فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: إني أخاف أن تسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول فيظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم, ولكن أمهلوني حتى أتقدم فأخبرهم فوقف الناس, فأقبل تمليخا حتى دخل الكهف فلما نظروا إليه اعتنقوه, وقالوا: الحمد لله الذي نجاك من دقيوس, قال تمليخا: دعوني عنكم وعن دقيوسكم {كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم} قال تمليخا: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين, وقد مات دقيوس وانقرض قرن بعد قرن, وبعث الله نبيا يقال له: المسيح عيسى ابن مريم, و{رفعه الله إليه} وقد أقبل إلينا الملك والناس معه, قالوا: يا تمليخا, أتريد أن تجعلنا فتنة للعالمين؟ قال تمليخا: فما تريدون؟ قالوا: ادع الله جل ذكره وندعوه معك, حتى يقبض أرواحنا فرفعوا أيديهم فأمر الله بقبض أرواحهم, وطمس الله باب الكهف على الناس, فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيام لا يجدان للكهف بابا, فقال الملك المسلم: ماتوا على ديننا أبني على باب الكهف مسجدا, وقال اليهودي: لا بل ماتوا على ديني, أبني على باب الكهف كنيسة, فاقتتلا فغلب المسلم وبنى مسجدا عليه, يا يهودي: أيوافق هذا ما في توراتكم؟ قال: ما زدت حرفا ولا نقصت حرفا, وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله (ص).
-------------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 256, كشف اليقين ص 435, إرشاد القلوب ج 2 ص 359, البرهان ج 3 ص 621, بحار الأنوار ج 14 ص 412, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 442
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد, فلما صاروا في الصحراء, أخذوا بعضهم على بعض العهود والمواثيق، فأخذ هذا على هذا، وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم، فأظهروه فإذا هم على أمر واحد.
-------------
تفسسير العياشي ج 2 ص 321, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 253, البرهان ج 3 ص 613, بحار الأنوار ج 14 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 244, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 37
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال لي جعفر بن محمد (ع): يا سليمان, من الفتى؟ قال: قلت له: جعلت فداك, الفتى عندنا الشاب، قال (ع) لي: أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا، فسماهم الله فتية بإيمانهم، يا سليمان, من آمن بالله واتقى فهو الفتى.
------------
تفسير العياشي ج 2 ص 323, تفسير الصافي ج 3 ص 234 , البرهان ج 3 ص 614, بحار الأنوار ج 14 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 244, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 38
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث: وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير, منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة, ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم وليريهم قدرته وليعلموا أن البعث حق.
-------------
الإحتجاج ج 2 ص 344, تفسير الصافي ج 3 ص 237, البرهان ج 1 ص 534, بحار الأنوار ج 10 ص 175, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 252, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 44
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن درست عن أبي عبد الله (ع), أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام, ولم يكونوا صيارفة دراهم.
-------------
تفسير العياشي ج 2 ص 322, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 253, تفسير الصافي ج 3 ص 235, البرهان ج 3 ص 613, بحار الأنوار ج 14 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 246, مستدرك الوسائل ج 13 ص 96
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله (ع) أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال (ع): كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك وأسروا الإيمان, حتى جاءهم الفرج.
------------
تفسير العياشي ج 2 ص 323, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 253, تفسير الصافي ج 3 ص 234, وسائل الشيعة ج 16 ص 230, البرهان ج 3 ص 613, بحار الأنوار ج 14 ص 425, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 244, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 37, مستدرك الوسائل ج 12 ص 272
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: إن أصحاب الكهف كذبوا الملك, فأجروا وصدقوا فأجروا.
-----------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 254, بحار الأنوار ج 14 ص 426
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): خرج أصحاب الكهف على غير ميعاد, فلما صاروا في الصحراء أخذ هذا على هذا وهذا على هذا العهد والميثاق, ثم قال: أظهروا أمركم, فأظهروه فإذا هم على أمر واحد, وقال (ع): إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر, فكانوا على إظهارهم الكفر أعظم أجرا منهم على إسرارهم الإيمان, وقال (ع): ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف, وإن كانوا ليشدون الزنانير ويشهدون الأعياد فأعطاهم الله {أجرهم مرتين}.
------------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 253, بحار الأنوار ج 14 ص 425, مستدرك الوسائل ج 12 ص 272
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي جعفر (ع): حديث بلغني عن الحسن البصري, فإن كان حقا ف {إنا لله وإنا إليه راجعون} قال (ع): وما هو؟ قلت: بلغني أن الحسن البصري كان يقول لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي, ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماء, وهو عملي وتجارتي وعليه نبت لحمي ودمي, ومنه حجي وعمرتي فجلس ثم قال: كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء, فإذا حضرت الصلاة دع ما بيدك وانهض إلى الصلاة, أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة.
------------
الكافي ج 5 ص 113, الفقيه ج 3 ص 159, التهذيب ج 6 ص 363, الإستبصار ج 3 ص 64, الوافي ج 17 ص 181, وسائل الشيعة ج 17 ص 139, بحار الأنوار ج 14 ص 429, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 245, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 38
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: مثل أبي طالب (ع) مثل أهل الكهف, حين أسروا الإيمان وأظهروا الشرك, فآتاهم الله {أجرهم مرتين}.
-------------
الأمالي للصدوق ص 615, بحار الأنوار ج 35 ص 72
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن عبد الله بن عباس :أنه سأله رجل فقال له: يا ابن عم رسول الله (ص), أخبرني عن أبي طالب (ع) هل كان مسلما؟ فقال: وكيف لم يكن مسلما وهو القائل: وقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل, إن أبا طالب (ع) كان مثله كمثل أصحاب الكهف, حين أسروا الإيمان وأظهروا الشرك, فآتاهم الله {أجرهم مرتين}.
------------
الأمالي للصدوق ص 614, روضة الواعظين ج 1 ص 139, إيمان أبي طالب (ع) ص 319, بحار الأنوار ج 35 ص 72
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) قال: صلى النبي (ص) ذات ليلة ثم توجه إلى البقيع, فدعا أبا بكر وعمر وعثمان وعليا (ع) فقال (ص): امضوا حتى تأتوا أصحاب الكهف وتقرءوهم مني السلام, وتقدم أنت يا أبا بكر فإنك أسن القوم, ثم أنت يا عمر, ثم أنت يا عثمان, فإن أجابوا واحدا منكم وإلا تقدم أنت يا علي, كن آخرهم ثم أمر الريح فحملتهم حتى وضعتهم على باب الكهف, فتقدم أبو بكر فسلم فلم يردوا فتنحى, فتقدم عمر فسلم فلم يردوا عليه, وتقدم عثمان وسلم فلم يردوا عليه, وتقدم علي (ع) وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل الكهف, الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى وربط على قلوبهم, أنا رسول رسول الله (ص) إليكم, فقالوا: مرحبا برسول الله (ص) وبرسوله, وعليك السلام يا وصي رسول الله ورحمة الله وبركاته, قال (ع): فكيف علمتم أني وصي النبي (ص)؟ فقالوا: إنه ضرب على آذاننا ألا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي, فكيف تركت رسول الله (ص), وكيف حشمه, وكيف حاله؟ وبالغوا في السؤال وقالوا: خبر أصحابك هؤلاء أنا لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي, فقال (ع) لهم: أسمعتم ما يقولون؟ قالوا: نعم, قال (ع): فاشهدوا, ثم حولوا وجوههم قبل المدينة فحملتهم الريح حتى وضعتهم بين يدي رسول الله (ص), فأخبروه بالذي كان, فقال لهم النبي (ص): قد رأيتم وسمعتم فاشهدوا, قالوا: نعم, فانصرف النبي (ص) إلى منزله, وقال لهم: احفظوا شهادتكم.
--------------
قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 254, إثبات الهداة ج 3 ص 136, بحار الأنوار ج 14 ص 420, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 447
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع): أمر رسول الله (ص) أبا بكر وعمر وعليا (ع) أن يمضوا إلى {الكهف والرقيم} فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين وينادي ثلاثا فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك علي (ع), فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله (ص), فلم يجيبوا أبا بكر ولا عمر, فقام علي (ع) وفعل ذلك فأجابوه, وقالوا: لبيك لبيك ثلاثا, فقال (ع) لهم: ما لكم لم تجيبوا الصوت الأول والثاني وأجبتم الثالث؟ فقالوا: إنا أمرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا, ثم انصرفوا إلى النبي (ص), فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج رسول الله (ص) صحيفة حمراء فقال لهم: اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم, فأنزل الله {ستكتب شهادتهم ويسئلون} يوم القيامة.
------------
تأويل الآيات ص 539, البرهان ج 4 ص 851, مدينة المعاجز ج 1 ص 182, بحار الأنوار ج 24 ص 319تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 45
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال :إذا قام قائم آل محمد (ع) استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا, خمسة وعشرين [خمسة عشر] من قوم موسى الذين يقضون {بالحق وبه يعدلون} وسبعة من أصحاب الكهف, ويوشع وصي موسى, ومؤمن آل فرعون, وسلمان الفارسي, وأبا دجانة الأنصاري, ومالك الأشتر.
-------------
تفسير العياشي ج 2 ص 32, إثبات الهداة ج 5 ص 173, بحار الأنوار ج 52 ص 346, رياض الأبرار ج 3 ص 194, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 85, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 210
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية