وصايا رسول الله (ص) لأهل بيته (ع)
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال رسول الله (ص): يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أحسن من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق ولا عبادة كالتفكر. يا علي آفة الحديث الكذب. وآفة العلم النسيان. وآفة العبادة الفترة وآفة السماحة المن. وآفة الشجاعة البغي وآفة الجمال الخيلاء. وآفة الحسب الفخر. يا علي عليك بالصدق ولا تخرج من فيك كذبة أبدا ولا تجترئن على خيانة أبدا، والخوف من الله كأتك تراه. وابذل مالك ونفسك دون دينك وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها وعليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها. يا علي أحب العمل إلى الله ثلاث خصال: من أتي الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس. ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس. ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس. يا علي ثلاث من مكارم الاخلاق: تصل من قطعك. وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. يا علي ثلاث منجيات: تكف لسانك. وتبكي على خطيئتك. ويسعك بيتك. يا علي سيد الاعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك. ومساواة الاخ في الله. وذكر الله على كل حال. يا علي ثلاثة من حلل الله: رجل زار أخاه المؤمن في الله فهو زور الله وحق على الله أن يكرم زوره ويعطيه ما سأل. ورجل صلى ثم عقب إلى الصلاة الاخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه. والحاج والمعتمر فهما وفدا الله وحق على الله أن يكرم وفده. يا علي ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة: الحج ينفي الفقر. والصدقة تدفع البلية وصلة الرحم تزيد في العمر. يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل. وعلم يرد به جهل السفيه. وعقل يداري به الناس. يا علي ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة: رجل أحب لاخيه ما أحب لنفسه. ورجل بلغه أمر فلم يتقدم فيه ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك الامر لله رضى أو سخط. ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يصلح ذلك العيب من نفسه، فإنه كلما أصلح من نفسه عيبا بدا له منها آخر، وكفى بالمرء في نفسه شغلا. يا علي ثلاث من أبواب البر: سخاء النفس. وطيب الكلام. والصبر على الاذى. يا علي في التوراة أربع إلى جنبهن أربع: من أصبح على الدنيا حريصا أصبح وهو على الله ساخط. ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يكشو ربه. ومن أتى غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه. ومن دخل النار من هذه الامة فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا ولعبا. أربع إلى جنبهن أربع: من ملك ستأثر. ومن لم يستشر يندم. كما تدين تدان. والفقر الموت الاكبر، فقيل له: الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: الفقر من الدين. يا علي كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين سهرت في سبيل الله. وعين غضت عن محارم الله. وعين فاضت من خشية الله. يا علي طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب لم يطلع على ذلك الذنب أحد غير الله. يا علي ثلاث موبقات وثلاث منجيات فأما الموبقات: فهو متبع. وشح مطاع. وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فالعدل في الرضا والغضب. والقصد في الغنى والفقر، وخوف الله في السر والعلانية كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. يا علي ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس. يا علي ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكره. وتكذيبك الرجل عن الخير. يا علي أربع يذهبن ضلالا: الاكل بعد الشبع. والسراج في القمر. والزرع في الارض السبخة. والصنيعة عند غير أهلها. يا علي أربع أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالاحسان إساءة. ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك. ورجل عاقدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك. ورجل تصله رحمه ويقطعها. يا علي أربع من يكن فيه كمل إسلامه: الصدق. والشكر. والحياء وحسن الخلق. يا علي قلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر وكثرة الحوائج إلى الناس مذلة وهو الفقر الحاضر.
.
* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن حماد بن عمرو النصيبي, عن السري بن خالد, عن أبي عبد الله, عن آبائه عليهم السلام, عن النبي (ص) قال: يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عني, فقال له علي (ع): يا رسول الله أوص. فكان في وصيته أن قال (ص): إن اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله, ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله, ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله, فإن الرزق لا يجره حرص حريص, ولا يصرفه كراهية كاره, إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا, وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل, ولا مال أعود من العقل, ولا وحدة أوحش من العجب, ولا مظاهرة أوثق من المشاورة, ولا عقل كالتدبير, ولا ورع كالكف, ولا حسب كحسن الخلق, ولا عبادة كالتفكر. يا علي آفة الحديث الكذب, وآفة العلم النسيان, وآفة العبادة الفترة, وآفة الظرف الصلف, وآفة السماحة المن, وآفة الشجاعة البغي, وآفة الجمال الخيلاء, وآفة الحسب الفخر, يا علي إنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي, أنت مع الحق والحق معك.
.
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال رسول الله (ص): يا علي إن للمؤمن ثلاث علامات: الصيام. والصلاة. والزكاة. وإن للمتكلف من الرجال ثلاث علامات: يتملق إذا شهد. ويغتاب إذا غاب. ويشمت بالمصيبة. وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة. ومن فوقه بالمعصية. ويظاهر الظلمة. للمرائي ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس. ويكسل إذا كان وحده. ويحب أن يحمد في جميع الامور. وللمنافق ثلاث علامات: إن حدث كذب. وإن ائتمن خان وإن وعد أخلف. وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط. ويفرط حتى يضيع. ويضيع حتى يأثم. وليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش. أو خطوة لمعاد. أو لذة في غير محرم. يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل. ولا مال أعود من العقل. ولا وحدة أوحش من العجب. ولا عمل كالتدبير. ولا ورع كالكف. ولا حسب كحسن الخلق، إن الكذب آفة الحديث، وآفة العلم النسيان، وآفة السماحة المن. يا علي إذا رأيت الهلال فكبر ثلاثا وقل: الحمد لله الذي خلقني وخلقك وقدرك منازل وجعلك آية للعالمين. يا علي إذا نظرت في مرآة فكبر ثلاثا وقل: اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي. يا علي إذا هالك أمر فقل: اللهم بحق محمد وآل محمد إلا فرجت عني. قال علي (ع): قلت: يا رسول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات} ما هذه الكلمات؟ قال: يا علي إن الله أهبط آدم بالهند وأهبط حواء بجدة والحية بإصبهان وإبليس بميسان ولم يكن في الجنة شئ أحسن من الحية والطاووس وكان للحية قوائم كقوائم البعير، فدخل إبليس جوفها فغر آدم وخدعه فغضب الله على الحية وألقى عنها قوائمها وقال: جعلت رزقك التراب، وجعلتك تمشين على بطنك لا رحم الله من رحمك، وغضب على الطاووس، لانه كان دل إبليس على الشجرة، فمسخ منه صوته ورجليه، فمكث آدم بالهند مائة سنة، لا يرفع رأسه إلى السماء واضعا يده على رأسه يبكي على خطيئته، فبعث الله إليه جبرئيل فقال: يا آدم الرب عز وجل يقرئك السلام ويقول: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم ازوجك حواء أمتي؟ ألم أسكنك جنتي؟ فما هذه البكاء يا آدم؟ تكلم بهذه الكلمات، فإن الله قابل توبتك قل: سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي، فتب على إنك أنت التواب الرحيم. يا علي إذا رأيت حية في رحلك فلا تقتلها حتى تخرج عليها ثلاثا، فإن رأيتها الرابعة فاقتلها فإنها كافرة. يا علي إذا رأيت حية في طريق فاقتلها، فإني قد اشترطت على الجن ألا يظهروا في صورة الحيات. يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين. وقساوة القلب. وبعد الامل. وحب الدنيا من الشقاء. يا علي إذا اثنى عليك في وجهك فقل: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون. يا علي إذا جامعت فقل: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني, فإن قضى أن يكون بينكما ولد لم يضره الشيطان أبدا. يا علي إبدأ بالملح واختم به فإن الملح شفاء من سبعين داء، أذلها الجنون والجذام والبرص. يا علي ادهن بالزيت، فإن من ادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة. يا علي لا تجامع أهلك ليلة النصف ولا ليلة الهلال، أما رأيت المجنون يصرع في ليلة الهلال وليلة النصف كثيرا. يا علي إذا ولد لك غلام أو جارية فأذن في اذنه اليمنى وأقم في اليسرى فإنه لا يضره الشيطان أبدا. يا علي ألا انبئك بشر الناس؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من لا يغفر الذنب ولا يقيل العثرة. ألا انبئك بشر من ذلك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من لا يؤمن شره، ولا يرجى خيره.
.
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال رسول الله (ص): يا علي إياك ودخول الحمام بغير مئزر فإن من دخل الحمام بغير مئزر ملعون الناظر والمنظور إليه. يا علي لا تتختم في السبابة والوسطى، فإنه كان يتختم قوم لوط فيهما ولا تعر الخنصر. يا علي إن الله يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. يقول: يا ملائكتي عبدي هذا قد علم أنه لا يغفر الذنوب غيري: اشهدوا أني قد غفرت له. يا علي إياك والكذب فإن الكذب يسود الوجه، ثم يكتب عند الله كذابا وإن الصدق يبيض الوجه ويكتب عند الله صادقا، واعلم أن الصدق مبارك والكذب مشؤوم. يا علي احذر الغيبة والنميمة، فإن الغيبة تفطر والنميمة توجب عذاب القبر. يا علي لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا من غير ضرورة ولا تجعل عرضة ليمينك، فإن الله لا يرحم ولا يرعى من حلف باسمه كاذبا. يا علي لا تهتم لرزق غد، فإن كل غد يأتي رزقه. يا علي إياك واللجاجة، فإن أولها جهل وآخرها ندامة. يا علي عليك بالسواك، فإن السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب ومجلاة للعين، والخلال يحببك إلى الملائكة، فإن الملائكة تتأذى بريح فم من لا يتخلل بعد الطعام. يا علي لا تغضب، فإذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه عنهم، وإذا قيل لك: اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك. يا علي احتسب بما تنفق على نفسك تجده عند الله مذخورا. يا علي احسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس تكتب عند الله في الدرجات العلى. يا علي ما كرهته لنفسك فاكره لغيرك وما أحببته لنفسك فأحببه لاخيك، تكن عادلا في حكمك، مقسطا في عدلك، محبا في أهل السماء، مودودا في صدور أهل الارض، احفظ وصيتي إن شاء الله تعالى.
.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح قال: حدثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي, عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أن رسول الله (ص) بعث عليا (ع) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه: يا علي أوصيك بالدعاء فإنه مع الإجابة, وبالشكر فإن معه المزيد, وأنهاك من أن تخفر عهدا وتعين عليه, وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, وأنهاك عن البغي فإنه {من بغي عليه لينصرنه الله}.
.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن إسماعيل بن مرار, عن يونس بن عبد الرحمن يرفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: كان فيما أوصى به رسول الله (ص) عليا (ع): يا علي أنهاك عن ثلاث خصال: عظام الحسد والحرص والكذب. يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك, ومواساتك الأخ في الله عز وجل, وذكرك الله تبارك وتعالى على كل حال. يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان, والإفطار من الصيام, والتهجد في آخر الليل. يا علي ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل, وخلق يداري به الناس, وحلم يرد به جهل الجاهل. يا علي ثلاث خصال من حقائق الإيمان: الإنفاق في الإقتار, وإنصاف الناس من نفسك, وبذل العلم للمتعلم. يا علي ثلاث خصال من مكارم الأخلاق: تعطي من حرمك, وتصل من قطعك, وتعفو عمن ظلمك.
.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه المروروذي قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبو مالك, عن أبيه, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن النبي (ص) أنه قال في وصيته له: يا علي ثلاث من لقي الله بهن فهو من أفضل الناس: من أتى الله بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس, ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس, ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس. يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله, وإنصاف الناس من نفسه, وذكر الله على كل حال وليس هو: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عز وجل عنده وتركه. يا علي ثلاثة يتخوف منهن الجنون: التغوط بين القبور, والمشي في خف واحد, والرجل ينام وحده. يا علي ثلاث مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال, ومجالسة الأغنياء, والحديث مع النساء. يا علي ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن السقم: اللبان والسواك وقراءة القرآن. يا علي ثلاثة من الوسواس: أكل الطين, وتقليم الأظفار بالأسنان, وأكل اللحية. يا علي أنهاك من ثلاث خصال: الحسد والحرص والكبرياء. يا علي ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو, وطلب الصيد, وإتيان باب السلطان. يا علي العيش في ثلاثة: دار قوراء, وجارية حسناء, وفرس قباء.
.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن علي بن النعمان, عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كان في وصية النبي (ص) لعلي (ع) أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني, ثم قال: اللهم أعنه, أما الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا, والثانية: الورع ولا تجتري على خيانة أبدا, والثالثة: الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه, والرابعة: كثرة البكاء من خشية الله يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة, والخامسة: بذلك مالك ودمك دون دينك, والسادسة: الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي, أما الصلاة فالخمسون ركعة, وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أوله والأربعاء في وسطه والخميس في آخره, وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف, وعليك بصلاة الليل, وعليك بصلاة الليل, وعليك بصلاة الليل, وعليك بصلاة الزوال, وعليك بصلاة الزوال, وعليك بصلاة الزوال, وعليك بتلاوة القرآن على كل حال, وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما, وعليك بالسواك عند كل وضوء, وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها, ومساوي الأخلاق فاجتنبها, فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك.
.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن إبراهيم أبو العباس الطالقاني قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا يوسف بن يحيى الأصبهاني أبو يعقوب قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن حاتم قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن صالح بن سعيد المكي قال: حدثنا عمر بن حفص, عن إسحاق بن نجيح, عن حصين, عن مجاهد, عن أبي سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس, واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك, فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين لونا من الفقر وأدخل فيها سبعين لونا من البركة, وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك, وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار, وامنع العروس في أسبوعها من الألبان والخل والكزبرة والتفاحة الحامضة من هذه الأربعة الأشياء, فقال علي (ع): يا رسول الله ولأي شيء أمنعها هذه الأشياء الأربعة؟ قال: الرحم تعقم وتبرد من هذه الأربعة الأشياء عن الولد وحصيرة في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد, فقال علي (ع): يا رسول الله فما بال الخل تمنع منها؟ قال: إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا بتمام, والكزبرة تصير الحيض في بطنها وتشدد عليها الولادة, والتفاحة الحامضة تقطع حيضها فيصير داء عليها, قال: يا علي, لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها, يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فإنه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول والشيطان يفرح بالحول في الإنسان, يا علي لا تتكلم عند الجماع كثيرا فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس, ولا تنظر إلى فرج امرأتك وغض بصرك عند الجماع فإن النظر إلى الفرج يورث العمى يعني في الولد, يا علي لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك فإنني أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون مخنثا مؤنثا مخبلا, يا علي إذا كنت جنبا في الفراش مع امرأتك فلا تقرأ القرآن فإني أخشى أن ينزل عليكما نار من السماء فتحرقكما, يا علي لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع امرأتك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة وإن ذلك يعقب العداوة بينكما ثم يؤديكما إلى الفرقة والطلاق, يا علي لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير وإن قضي بينكما ولد يكون بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان, يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر فإنه إن قضي بينكما ولد فيكبر ذلك الولد ولا يصيب ولدا إلا على كبر السن, يا علي لا تجامع امرأتك ليلة الأضحى فإنه إن قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع, يا علي لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فإنه إن قضي بينكما ولد يكون جلادا قتالا عريفا, يا علي لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلألئها إلا أن ترخي عليكما سترا فإنه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت, يا علي لا تجامع أهلك بين الأذان والإقامة فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء, يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء فإنه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد, يا علي لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فإنه إن قضي بينكما ولد يكون مشوها ذا شامة في شعره ووجهه, يا علي لا تجامع أهلك في آخر درجة منه يعني إذا بقي يومان فإنه إن قضي بينكما ولد كان مقدما, يا علي لا تجامع أهلك على شهوة أختها فإن قضي بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم ويكون هلاك فئام من الناس على يديه, يا علي لا تجامع أهلك على سقوف البنيان فإنه إذا قضي بينكما ولد يكون منافقا مماريا مبتدعا, يا علي وإذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك تلك الليلة فإنه إن قضي بينكما ولد فإنه ينفق ماله في غير حق وقرأ رسول الله (ص) {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}, يا علي لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم عليك, يا علي عليك بالجماع ليلة الإثنين فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله راضيا بما قسم الله عز وجل, يا علي إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعذبه الله عز وجل مع المشركين ويكون طيب النكهة من الفم رحيم القلب سخي اليد طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان, يا علي وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد فإنه يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء, وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضي بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فهما ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا, وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد يكون خطيبا قوالا مفوها, وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضي بينكما ولد فإنه يكون معروفا مشهورا عالما, وإن جامعتها ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون الولد بدلا من الأبدال إن شاء الله, يا علي لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة, يا علي احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل (ع).
.
* الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه, حماد بن عمرو وأنس بن محمد, عن أبيه, جميعا عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن النبي (ص) أنه قال له: يا علي أوصيك بوصية فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي، يا علي من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمنا وإيمانا يجد طعمه، يا علي من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروءته، ولم يملك الشفاعة، يا علي أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد، يا علي من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار، يا علي شر الناس من أكرمه الناس اتقاء فحشه - وروي شره - يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشر من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره، يا علي من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي، يا علي إن الله عز وجل أحب الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد، يا علي من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم. فقال علي (ع): لغير الله؟ قال: نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله على ذلك، يا علي شارب الخمر كعابد وثن، يا علي شارب الخمر لا يقبل الله صلاته أربعين يوما، فإن مات في الأربعين مات كافرا، يا علي كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام، يا علي جعلت الذنوب كلها في بيت وجعل مفتاحها شرب الخمر، يا علي تأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربه تعالى، يا علي إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك مؤجل لم ينقض أيامه، يا علي من لم تنتفع بدينه ولا دنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة. يا علي ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل على الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة إمام عادل ووالد لوده، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي: لأنتصرن لك ولو بعد حين، يا علي ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمر على رب البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لم يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه. يا علي حرم الله الجنة على كل فاحش بذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له، يا علي طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، يا علي لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا، يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب، يا علي أربعة أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وعذر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه، يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة. يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها على المائدة, أربع منها فريضة وأربع منها سنة وأربع منها أدب، فأما الفريضة: فالمعرفة بما يأكل والتسمية والشكر والرضا، وأما السنة: فالجلوس على الرجل اليسرى، والأكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه، ومص الأصابع، وأما الأدب: فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين، يا علي خلق الله عز وجل الجنة من لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل حيطانها الياقوت، وسقفها الزبرجد، وحصاها اللؤلؤ، وترابها الزعفران والمسك الأذفر، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: لا إله إلا الله الحي القيوم قد سعد من يدخلني، قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمام، ولا ديوث، ولا شرطي، ولا مخنث، ولا نباش، ولا عشار، ولا قاطع رحم، ولا قدري. يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتات، والساحر، والديوث، وناكح المرأة حراما في دبرها، وناكح البهيمة، ومن نكح ذات محرم، والساعي في الفتنة، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج، يا علي لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكاز، أو ركاز، فالعرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكاز في بناء الدار وشرائها، والركاز الرجل يقدم من مكة، يا علي لا ينبغي للرجل أن يكون ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم، يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمن جهل عليك، يا علي بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك. يا علي كره الله لأمتي العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، والنظر إلى فروج النساء لأنه يورث العمى، وكره الكلام عند الجماع لأنه يورث الخرس، وكره النوم بين العشاءين لأنه يحرم الرزق، وكره الغسل تحت السماء إلا بمئزر، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، فإن فيها سكانا من الملائكة، وكره دخول الحمام إلا بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة، وكره ركوب البحر في وقت هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر وقال: من نام فوق سطح ليس بمحجر فقد برئت الذمة منه، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره أن يغشى الرجل امرأته وهي حائض فإن فعل وخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه مقدار ذراع، وقال: فر من المجذوم فرارك من الأسد. وكره أن يأتي الرجل أهله وقد احتلم حتى يغتسل من الاحتلام فإن فعل ذلك وخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه، وكره البول على شط نهر جار، وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت، وكره أن يحدث الرجل وهو قائم، وكره أن يتنعل الرجل وهو قائم، وكره أن يدخل الرجل بيتا مظلما إلا مع السراج. يا علي آفة الحسب الافتخار، يا علي من خاف الله عز وجل أخاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء، يا علي ثمانية لا يقبل الله منهم الصلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز وزوجها عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون، والسكران، والزبين وهو الذي يدافع البول والغائط. يا علي أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه، يا علي ثلاث من لقي الله بهن فهو من أفضل الناس: من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس، يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله على كل حال، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عز وجل عنده وتركه. يا علي ثلاثة إن أنصفتهم ظلموك: السفلة وأهلك وخادمك، وثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حر من عبد، وعالم من جاهل، وقوي من ضعيف، يا علي سبعة من كن فيه فقد استكمل حقيقة الإيمان وأبواب الجنة مفتحة له: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر الله لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه، يا علي لعن الله ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده، يا علي ثلاثة يتخوف منهن الجنون: التغوط بين القبور، والمشي في خف واحد، والرجل ينام وحده، يا علي ثلاثة يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين الناس، وثلاثة مجالستهم يميت القلب: مجالسة الأنذال ومجالسة الأغنياء والحديث مع النساء. يا علي ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم، يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يتم علمه: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل، يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان، وتفطير الصائم، والتهجد من آخر الليل، يا علي أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد، والحرص، والكبر، يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب البقاء، يا علي ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وأما الدرجات فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات، وأما الكفارات: فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام، وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط. يا علي لا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد احتلام، يا علي سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله، سر خمسة أميال أجب الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم، وعليك بالاستغفار. يا علي للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة والزكاة والصيام، وللمتكلف ثلاث علامات: يتملق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة، وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة، وللمرائي ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع أموره، وللمنافق ثلاث علامات: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، يا علي تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة والجبن وسؤر الفأر، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد. يا علي العيش في ثلاثة: دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء، يا علي والله لو أن الوضيع في قعر بئر لبعث الله تعالى إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار، يا علي من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيرا أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، فقيل: يا رسول الله وما ذلك الحدث؟ قال: القتل. يا علي المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هاجر السيئات، يا علي إن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، يا علي من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار، فقال علي (ع): وما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات والنائحات والعرسات، ولبس الثياب الرقاق، يا علي إن الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم، يا علي من السحت ثمن الميتة وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر الزانية، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن، يا علي من تعلم علما ليماري به السفهاء، أو يجادل به العلماء، أو ليدعو الناس إلى نفسه فهو من أهل النار، يا علي إذا مات العبد قال الناس: ما خلف؟ وقالت الملائكة: ما قدم؟ يا علي الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، يا علي موت الفجأة راحة للمؤمن، وحسرة للكافر، يا علي أوحى الله إلى الدنيا اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك، يا علي إن الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء، يا علي ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتا، يا علي شر الناس من اتهم الله في قضائه، يا علي أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله، فإن عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب، يا علي لو أهدي إلي كراع لقبلته، ولو دعيت إلى كراع لأجبت، يا علي ليس على النساء جمعة ولا جماعة ولا أذان ولا إقامة، ولا عيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولا هرولة بين الصفا والمروة، ولا استلام الحجر، ولا حلق ولا تولي القضاء، ولا تستشار، ولا تذبح إلا عند الضرورة، ولا تجهر بالتلبية، ولا تقيم عند قبر، ولا تسمع الخطبة، ولا تتولى التزويج بنفسها، ولا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل، ولا تعطي من بيت زوجها شيئا إلا بإذنه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط وإن كان ظالما لها. يا علي الإسلام عريان ولباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت، يا علي سوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، يا علي إن كان الشؤم في شيء لكان في لسان المرأة، يا علي نجا المخفون، وهلك المثقلون، يا علي من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، يا علي ثلاث يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: اللبان، والسواك، وقراءة القرآن، يا علي السواك من السنة، ومطهرة للفم، ويجلو البصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف في الحسنات، وتفرح به الملائكة، يا علي النوم أربعة: نوم الأنبياء عليهم السلام على أقفيتهم، ونوم المؤمنين على أيمانهم، ونوم الكفار والمنافقين على يسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم، يا علي ما بعث الله عز وجل نبيا إلا وجعل ذريته من صلبه، وجعل ذريتي من صلبك، ولولاك ما كانت لي ذرية. يا علي أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله عز وجل ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه مداويا، وجار سوء في دار مقام، يا علي إن عبد المطلب (ع) سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله عز وجل في الإسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله تعالى {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} الآية, ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله تعالى {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} الآية, وسن في القتل مائة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام، ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن لهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الإسلام، يا علي إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح على النصب، ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم (ع). يا علي أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا بالنبي (ص)، وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض، يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان، يا علي لا تصل في جلد ما لا تشرب لبنه، ولا تأكل لحمه، ولا تصل في ذات الجيش، ولا في ذات الصلاصل، ولا في ضجنان، يا علي كل من البيض ما اختلف طرفاه، ومن السمك ما كان له قشر، ومن الطير ما دف، واترك منه ما صف، وكل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية، يا علي كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير فحرام أكله، يا علي لا قطع في ثمر ولا كثر، يا علي ليس على زان عقر، ولا حد في التعريض ولا شفاعة في حد، ولا يمين في قطيعة رحم، ولا يمين لولد مع والده، ولا لامرأة مع زوجها، ولا للعبد مع مولاه، ولا صمت يوما إلى الليل، ولا وصال في صيام، ولا تعرب بعد هجرة، يا علي لا يقتل والد بولده، يا علي لا يقبل الله دعاء قلب ساه، يا علي نوم العالم أفضل من عبادة العابد، يا علي ركعتان يصليها العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد. يا علي لا تصوم المرأة تطوعا إلا بإذن زوجها، ولا يصوم العبد تطوعا إلا بإذن مولاه، ولا يصوم الضيف تطوعا إلا بإذن صاحبه، يا علي صوم يوم الفطر حرام، وصوم يوم الأضحى حرام، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام، يا علي في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا وثلاث منها في الآخرة: فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، وأما التي في الآخرة: فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار، يا علي الربا سبعون جزءا فأيسرها مثل أن ينكح أمه في بيت الله الحرام، يا علي درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنية كلها بذات محرم في بيت الله الحرام، يا علي من منع قيراطا من زكاة ماله فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة. يا علي تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلى الدنيا وذلك قوله تعالى {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون} الآية. يا علي تارك الحج وهو مستطيع كافر قال الله تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} يا علي من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا، يا علي الصدقة ترد القضاء الذي قد أبرم إبراما، يا علي صلة الرحم تزيد في العمر، يا علي افتتح بالملح واختتم بالملح فإن فيه شفاء من اثنين وسبعين داء، يا علي لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي وأخ لي كان في الجاهلية، يا علي أنا ابن الذبيحين، أنا دعوة أبي إبراهيم، يا علي العقل ما اكتسب به الجنة وطلب به رضا الرحمن، يا علي أني أول خلق خلقه الله تعالى العقل، فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أثيب، وبك أعاقب. يا علي لا صدقة وذو رحم محتاج، يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم ينفق في سبيل الله، وفيه أربع عشر خصلة: يطرد الريح من الأذنين، ويجلو البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالضنا، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب، ويستحيي منه منكر ونكير، وهو براءة له في قبره، يا علي لا خير في قول إلا مع الفعل، ولا في منظر إلا مع المخبر، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع النية، ولا في الحياة إلا مع الصحة، ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور، يا علي حرم الله تعالى من الشاة سبعة أشياء: الدم، والمذاكير، والمثانة، والنخاع، والغدد، والطحال، والمرارة. يا علي لا تماكس في أربعة أشياء في شراء الأضحية، والكفن، والنسمة، والكراء إلى مكة، يا علي ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقا؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقا، وأعظمكم حلما، وأبركم بقرابته، وأشدكم من نفسه إنصافا، يا علي أمان لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا في السفن أن يقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} {بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}. يا علي أمان لأمتي من السرق {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} إلى آخر السورة، يا علي أمان لأمتي من الهدم {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا}. يا علي أمان لأمتي من الهم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه. يا علي أمان لأمتي من الحرق {إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حق قدره} الآية، يا علي من خاف السباع فليقرأ {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى آخر السورة, يا علي من استعصت عليه دابته فليقرأ في أذنها الأيمن {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}. يا علي ومن كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسي وليشربه فإنه يبرأ بإذن الله تعالى، يا علي ومن خاف ساحرا أو شيطانا فليقرأ {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} الآية، يا علي حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعا صالحا, وحق الوالد على ولده أن لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس أمامه، ولا يدخل معه في الحمام، يا علي ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية، يا علي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما، يا علي يلزم الوالدين من عقوق ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما، يا علي رحم الله والدين حملا ولدهما على برهما. يا علي من أحزن والديه فقد عقهما، يا علي من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة، يا علي من كفى يتيما في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة، يا علي من مسح يده على رأس يتيم ترحما له أعطاه الله عز وجل بكل شعرة نورا يوم القيامة، يا علي لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحشة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكر، يا علي آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العالم الحسد، يا علي أربع يذهبن ضياعا: الأكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها، يا علي من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة، يا علي إياك ونقرة الغراب، وفريسة الأسد. يا علي لئن أدخل يدي في فم التنين إلى المرفق أحب إلي من أن أسأل من لم يكن ثم كان، يا علي إن أعتى الناس على الله عز وجل القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عز وجل علي، يا علي تختم باليمين فإنها فضيلة من الله للمقربين، ثم قال: بم أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر فإنه أول جبل أقر لله عز وجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولشيعتك بالجنة، ولأعدائك بالنار، يا علي إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم أطلع الثانية فاختارك منها على رجال العالمين، ثم أطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين، ثم أطلع الرابعة فاختار فاطمة (ع) على نساء العالمين، يا علي إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في ثلاث مواطن فآنست بالنظر إليه: إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرته: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب، فلما انتهيت إلى سدرة المنتهي وجدت مكتوبا عليها: أني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه: أني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، محمد حبيبي، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره. يا علي إن الله تعالى أعطاني فيك سبع خصال: أنت أول من ينشق عنه القبر معي، وأنت أول من يقف على الصراط معي، وأنت أول من يكسى إذا كسيت، ويحيى إذا حييت، وأنت أول من يسكن معي في عليين، وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك. ثم قال (ص) وسلم لسلمان الفارسي: يا سلمان إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله تبارك وتعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك. ثم قال لأبي ذر رحمه الله: يا با ذر إياك والسؤال فإنه ذل حاضر وفقر تتعجله، وفيه حساب طويل يوم القيامة، يا با ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق، يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك، يا با ذر لا تسأل بكفك وإن أتاك شيء فاقبله. ثم قال (ص) لأصحابه: ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، والباغون للبرآء العيب.
.
* ابن شهر آشوب في المناقب, الحلية أبو صالح الحنفي, عن علي (ع) قال: قلت: يا رسول الله أوصني, قال: قل: ربي الله ثم استقم, قال: قلت: ربي الله {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}, فقال: ليهنئك العلم يا أبا الحسن, لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا.
.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح قال: حدثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام: أن رسول الله(ص) بعث عليا (ع) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه: يا علي، أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر عهدا، أو تغير عليه، وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله.
.
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عمن ذكره, عن أبي الحسن موسى, عن أبيه, عن جده, عليهم السلام في وصية رسول الله (ص) لعلي (ع): لا تخرج في سفر وحدك فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد. يا علي إن الرجل إذا سافر وحده فهو غاو, والاثنان غاويان, والثلاثة نفر. قال: وروى بعضهم سفر.
.
* الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه, كان في وصية رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها, اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا.
.
* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن أبيه, عمن ذكره, عن أبي الحسن موسى (ع) قال: في وصية رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي إذا أكلت فقل: بسم الله, وإذا فرغت فقل: الحمد لله, فإن حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتى تبعده عنك.
.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن النوفلي, عن السكوني, عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن وقال لي: يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه, وايم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي.
.
* الميرزا النوري في خاتمة المستدرك, كتاب الإمام العسكري (ع) الى الشيخ علي أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي, الى ان قال: فإن النبي (ص) أوصى عليا (ع) فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل.
.
* الشيخ المفيد في الأمالي, حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيات قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال: حدثنا محمد بن الحسين العامري قال: حدثنا أبو معمر, عن أبي بكر بن عياش, عن الفجيع العقيلي قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال: لما حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال - الى ان قال - ثم إني أوصيك يا حسن وكفى بك وصيا بما أوصاني به رسول الله (ص), فإذا كان ذلك يا بني فالزم بيتك وابك على خطيئتك, ولا تكن الدنيا أكبر همك.
.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى والحسين بن محمد, عن جعفر بن محمد, عن علي بن الحسين بن علي, عن إسماعيل بن مهران, عن أبي جميلة, عن معاذ بن كثير, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الوصية نزلت من السماء على محمد (ص) كتابا, لم ينزل على محمد (ص) كتاب مختوم إلا الوصية, فقال جبرئيل (ع): يا محمد, هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك, فقال رسول الله (ص): أي أهل بيتي يا جبرئيل؟ قال: نجيب الله منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم (ع) وميراثه لعلي (ع) وذريتك من صلبه, قال: وكان عليها خواتيم, قال: ففتح علي (ع) الخاتم الأول ومضى لما فيها, ثم فتح الحسن (ع) الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها, فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين (ع) الخاتم الثالث, فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل, واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك, قال ففعل (ع), فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين (ع) قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع, فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم, فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي (ع) ففتح الخاتم الخامس, فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله, ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه, قال: قلت له: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: فقال: ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي, قال: فقلت: أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات, قال: قد فعل الله ذلك يا معاذ, قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟ قال: هذا الراقد, وأشار بيده إلى العبد الصالح (ع) وهو راقد.
.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى روح بن رواح, عن رجاله, عن إبراهيم النخعي, عن ابن عباس قال: دخلت على أمير المؤمنين (ع) فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله (ص), قال: سأخبركم, إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه وأتم نعمته عليكم وكنتم {أحق بها وأهلها} وأن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي فقال النبي (ص): يا علي احفظ وصيتي, وارع ذمامي, وأوف بعهدي, وأنجز عداتي, واقض ديني, وأحي سنتي, وادع إلى ملتي لأن الله تعالى اصطفاني واختارني فذكرت دعوة أخي موسى (ع) فقلت: اللهم {أجعل لي وزيرا من أهلي} كما جعلت هارون من موسى, فأوحى الله عز وجل إلي: أن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك, ثم يا علي أنت من أئمة الهدى وأولادك منك, فأنتم قادة الهدى والتقى, والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها, فمن تمسك بها فقد نجا ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى, وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم, والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده فقال عز وجل من قائل {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران, وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد (ص).
.
وصاياه عند وفاته (ص):
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن حماد بن عيسى قال: حدثنا الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه (ع) قال: قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبي طالب (ع) قبل موته بثلاث: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين, أوصيك بريحانتي من الدنيا, فعن قليل ينهد ركناك, والله خليفتي عليك, فلما قبض رسول الله (ص) قال علي (ع): هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (ص), فلما ماتت فاطمة (ع) قال علي (ع): هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله (ص).
.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الأشعري, عن معلى بن محمد, عن أحمد بن محمد, عن الحارث بن جعفر, عن علي بن إسماعيل بن يقطين, عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر (ع) قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أليس كان أمير المؤمنين (ع) كاتب الوصية ورسول الله (ص) المملي عليه, وجبرئيل والملائكة المقربون شهود؟ قال: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن قد كان ما قلت, ولكن حين نزل برسول الله (ص) الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة فقال جبرئيل: يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها, يعني عليا (ع), فأمر النبي (ص) بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة (ع) فيما بين الستر والباب, فقال جبرئيل: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا, قال: فارتعدت مفاصل النبي (ص) وقال: يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام, صدق عز وجل وبر, هات الكتاب, فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين (ع), فقال له: اقرأه, فقرأه حرفا حرفا, فقال: يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي وشرطه علي وأمانته, وقد بلغت ونصحت وأديت, فقال علي (ع): وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي, فقال جبرئيل (ع): وأنا لكما على ذلك من الشاهدين, فقال رسول الله (ص): يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها؟ فقال علي (ع): نعم بأبي أنت وأمي, علي ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها, فقال رسول الله (ص): يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة, فقال علي (ع): نعم أشهد, فقال النبي (ص): إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك, فقال: نعم ليشهدوا وأنا بأبي وأمي أشهدهم, فأشهدهم رسول الله (ص), وكان فيما اشترط عليه النبي (ص) بأمر جبرئيل فيما أمره الله عز وجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله, والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله, والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ وعلى ذهاب حقك وغصب خمسك وانتهاك حرمتك؟ فقال: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي (ص): يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله, وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط, قال أمير المؤمنين (ع): فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل (ع) حتى سقطت على وجهي وقلت: نعم قبلت ورضيت, وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن ومزق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط, صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك, ثم دعا رسول الله (ص) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين (ع) فقالوا: مثل قوله, فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار, ودفعت إلى أمير المؤمنين (ع), فقلت لأبي الحسن (ع): بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله, فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (ع)؟ فقال: نعم, والله شيء بشيء وحرف بحرف, أما سمعت قول الله عز وجل {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} والله لقد قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين وفاطمة (ع): أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا: بلى, وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.
.
* السيد ابن طاووس في طرف من الأنباء, كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير, عن موسى بن جعفر, عن أبيه (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): دعاني رسول الله (ص) عند موته وأخرج من كان عنده في البيت غيري, والبيت فيه جبرئيل والملائكة أسمع الحس ولا أرى شيئا, فأخذ رسول الله (ص) كتاب الوصية من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي وأمرني أن أفضها, ففعلت, وأمرني أن أقرأها فقرأتها, فقال: إن جبرئيل عندي أتاني بها الساعة من عند ربي, فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول الله (ص) يوصي به, شيئا شيئا ما تغادر حرفا.
.
* الحر العاملي في إثبات الهداة, السيد المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه نقلا من تفسير القرآن لمحمد بن إبراهيم النعماني, عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة, عن أحمد بن يوسف الجعفي, عن إسماعيل بن مهران, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه ,عن إسماعيل بن جابر, عن الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه, عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال: أوصاني رسول الله (ص) فقال: يا علي إن وجدت فئة تقاتلهم فاطلب حقك وإلا فالزم بيتك, فإني قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنك وصيي وخليفتي وأولى الناس بالناس من بعدي، فمثلك كمثل بيت الله الحرام يأتونك الناس ولا تأتيهم.
.
* السيد ابن طاووس في طرف من الأنباء, كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير, عن موسى بن جعفر, عن أبيه (ع) قال: قال علي بن أبي طالب (ع): كان في وصية رسول الله (ص) في أولها: بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما عهد محمد بن عبد الله وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين, وكان في آخر الوصية: شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد (ص) إلى علي بن أبي طالب (ع) وقبضه وصيه وضمانه على ما فيها, على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران, وعلى ما ضمن وأدى وصي عيسى ابن مريم وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم, على أن محمدا أفضل النبيين, وعليا أفضل الوصيين, وأوصى محمد وسلم إلى علي, وأقر علي وقبض الوصية على ما أوصى به الأنبياء, وسلم محمد الأمر إلى علي بن أبي طالب وهذا أمر الله وطاعته وولاه الأمر على أن لا نبوة لعلي ولا لغيره بعد محمد وكفى بالله شهيدا.
.
* الشريف الرضي في خصائص الأئمة عليهم السلام, إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, عن أبيه, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: أوصاني رسول الله (ص) فقال: يا علي إذا أنا مت فاغسلني من بئري مرتين بسبع قرب, فإذا فرغت من مهادي فضع سمعك على فمي, ثم اعقل ما أقول لك, قال: ففعلت ما أمرني به, فحدثني بما هو كائن إلى يوم القيامة.
.
* الشريف الرضي في خصائص الأئمة عليهم السلام, حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمار قال: حدثني أبو موسى الضرير البجلي, عن أبي الحسن, عن أبيه (ع) في حديث طويل أن رسول الله (ص) قال لأمير المؤمنين (ع) قبل وفاته: فإذا قبضت وفرغت من جميع ما أوصيك به وغيبتني في قبري فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه, والفرائض والأحكام على تنزيله, ثم امض ذلك على غير لائمة على ما أمرتك به, وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتى تقدموا علي.
.
* السيد ابن طاووس في طرف من الأنباء, صاحب كتاب الخصائص الرضي الموسوي قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمار, عن عيسى الضرير, عن الكاظم (ع) قال: قلت لأبي (ع): فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص)؟ قال: فقال: ثم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال لمن في بيته: اخرجوا عني, وقال لأم سلمة: كوني على الباب فلا يقربه أحد, ففلعت, ثم قال: يا علي ادن مني, فدنا منه, فأخذ بيد فاطمة (ع) فوضعها على صدره طويلا, وأخذ بيد علي (ع) بيده الأخرى’ فلما أراد رسول الله (ص) الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام ,فبكت فاطمة (ع) بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين لبكاء رسول الله (ص), فقالت فاطمة (ع): يا رسول الله, قد قطعت قلبي وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين, ويا أمين ربه ورسوله ويا حبيبه ونبيه, من لولدي بعدك؟ ولذل ينزل بي بعدك؟ من لعلي أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟ ثم بكت وأكبت على وجهه فقبلته, وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم, فرفع رأسه (ص) إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي (ع) وقال له: يا أبا الحسن, هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنك لفاعله, يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين, هذه والله مريم الكبرى, أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ما سألته, يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة (ع), فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل (ع).
.
* العلامة المجلسي في البحار, السيد ابن طاووس في الطراف نقلا عن السيد رضي الدين الموسوي من كتاب خصائص الأئمة, عن هارون بن موسى, عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي, عن عيسى الضرير, عن موسى بن جعفر, عن أبيه (ع) قال: قال النبي (ص) في وصيته لعلي (ع) والناس حضور حوله: أما والله يا علي ليرجعن أكثر هؤلاء كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض, وما بينك وبين أن ترى ذلك إلا أن يغيب عنك شخصي.
وقال في مفتاح الوصية: يا علي من شاقك من نسائي وأصحابي فقد عصاني, ومن عصاني فقد عصى الله وأنا منهم بريء فابرأ منهم, فقال علي (ع): نعم قد فعلت, فقال: اللهم فاشهد, يا علي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون ويبيتون على ذلك, ومن بيت على ذلك فأنا منهم بريء, وفيهم نزلت {بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون}.
.
* السيد ابن طاووس في طرف من الأنباء, حدثني عيسى بن المستفاد قال: حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: قال رسول الله (ص): يا علي، أضمنت ديني تقضيه عني؟ قال: نعم, قال: اللهم فاشهد, ثم قال: يا علي تغسلني ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره, قال علي (ع): ولم يا رسول الله؟ قال: كذلك قال جبرئيل (ع) عن ربي, إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره, قال علي (ع): فكيف أقوى عليك وحدي؟ قال: يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا, قلت: فمن يناولني الماء؟ قال: الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شيء مني, فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي وهي حرام عليهم, فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح وأفرغ علي من بئري, بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الأفواه, - قال عيسى: أو قال: أربعين قربة, شككت أنا في ذلك – قال: ثم ضع يدك يا علي على صدري وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي, ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إن شاء الله تعالى, أقبلت يا علي؟ قال: نعم, قال: اللهم فاشهد, قال: يا علي, ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي, وتقدموا عليك, وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة, ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل, مذموما مخذولا محزونا مهموما, وبعد ذلك ينزل بهذه الذل؟ قال: فلما سمعت فاطمة (ع) ما قال رسول الله (ص) صرخت وبكت فبكى رسول الله (ص) لبكائها, وقال: يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة, هذا جبرئيل بكى لبكائك وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل, يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات والأرض لبكائك, فقال علي (ع): يا رسول الله, أنقاد للقوم وأصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ما لم أصب أعوانا لم أناجز القوم, فقال رسول الله (ص) اللهم اشهد, فقال: يا علي, ما أنت صانع بالقرآن والعزائم والفرائض؟ فقال: يا رسول الله’ أجمعه ثم آتيهم به, فإن قبلوه وإلا أشهدت الله عز وجل وأشهدتك عليه, قال: أشهد. قال: وكان فيما أوصى به رسول الله (ص) أن يدفن في بيته الذي قبض فيه, ويكفن بثلاثة أثواب أحدها يمان, ولا يدخل قبره غير علي (ع), ثم قال (ص): يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة, وكبر خمسا وانصرف وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة, قال علي (ع): بأبي أنت وأمي من يؤذن غدا؟ قال: جبرئيل (ع) يؤذنك, قال: ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ثم نساؤهم ثم الناس بعد ذلك.
.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن خالد, عن إبراهيم بن إسحاق الأزدي, عن أبيه قال: أتيت الأعمش سليمان بن مهران أسأله عن وصية رسول الله (ص) فقال: ائت محمد بن عبد الله فاسأله, قال: فأتيته فحدثني عن زيد بن علي (ع) قال: لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة ورأسه في حجر علي (ع) والبيت غاص بمن فيه من المهاجرين والأنصار والعباس قاعد قدامه فقال رسول الله (ص): يا عباس أتقبل وصيتي وتقضي ديني وتنجز موعدي؟ فقال: إني امرؤ كبير السن كثير العيال لا مال لي, فأعادها عليه ثلاثا كل ذلك يردها عليه, فقال رسول الله (ص): سأعطيها رجلا يأخذها بحقها لا يقول مثل ما تقول, ثم قال: يا علي أتقبل وصيتي وتقضي ديني وتنجز موعدي؟ قال: فخنقته العبرة ولم يستطع أن يجيبه, ولقد رأى رأس رسول الله (ص) يذهب ويجيء في حجره, ثم أعاد عليه فقال له علي (ع): نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله, فقال: يا بلال ائت بدرع رسول الله, فأتى بها ثم قال: يا بلال ائت براية رسول الله, فأتى بها ثم قال: يا بلال ائت ببغلة رسول الله بسرجها ولجامها, فأتى بها ثم قال: يا علي قم فاقبض هذا بشهادة من في البيت من المهاجرين والأنصار كي لا ينازعك فيه أحد من بعدي, قال: فقام علي (ع) حتى استودع جميع ذلك في منزله ثم رجع.
.
* الشيخ الطوسي في الغيبة, أخبرنا ابن أبي جيد, عن محمد بن الحسن بن الوليد, عن محمد بن أبي القاسم البرقي, عن محمد بن علي أبي سمينة الكوفي, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر, عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس الهلالي, عن جابر بن عبد الله الأنصاري. عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (ص) في وصيته لأمير المؤمنين (ع): يا أخي, إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك, فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك, فإن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك.
.
* السيد ابن طاووس في فلاح السائل, أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد العلوي الجواني في كتابه إلينا قال: حدثني أبي, عن جده علي بن إبراهيم الجواني قال: حدثنا سلمة بن سليمان السراوي قال: حدثنا عتيق بن أحمد بن رياح قال: حدثنا عمر بن سعد الجرجاني قال: حدثنا عثمان بن محمد بن الصباح قال: حدثنا داود بن سليمان الجرجاني قال: حدثنا عمر بن سعيد الزهري, عن الصادق, عن أبيه, عن جده, عن أبيه, عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قلنا لرسول الله (ص) عند وفاته: يا رسول الله أوصنا, فقال: أوصيكم بركعتين بين المغرب والعشاء الآخرة, تقرأ في الأولى الحمد و{إذا زلزلت الأرض زلزالها} ثلاث عشرة مرة, وفي الثانية الحمد و{قل هو الله أحد} خمس عشرة مرة, فإنه من فعل ذلك في كل شهر كان من المتقين, فإن فعل ذلك في كل سنة كتب من المحسنين, فإن فعل في كل جمعة مرة كتب من المصلين, فإن فعل ذلك في كل ليلة زاحمني في الجنة, ولم يحص ثوابه إلا الله رب العالمين جل وتعالى.
.
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال أمير المرمنين (ع) في وصيته لكميل: يا كميل, افهم واعلم أنا لا نرخص في ترك أداء الأمانة لأحد من الخلق, فمن روى عني في ذلك رخصة فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب, أقسم لسمعت رسول الله (ص) يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا: يا أبا الحسن أد الأمانة إلى البر والفاجر فيما جل وقل ختى الخيط والمخيط.
.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية