وصايا الإمام الرضا (ع)
* الشيخ المفيد في الإختصاص, روي عن عبد العظيم, عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم: أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا, ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة, ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم, وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي, ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا, فإني آليت على نفسي إنه من فعل ذلك وأسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب, وكان {في الآخرة من الخاسرين}, وعرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوءا, فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه, فإن رجع وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي, ولم يكن له نصيبا في ولايتنا, وأعوذ بالله من ذلك.
.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من المحرم, فقال لي: يا بن شبيب, أصائم أنت؟ فقلت: لا, فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (ع) ربه عز وجل, فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فاستجاب به, وأمر الملائكة فنادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى} فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له, كما استجاب لزكريا (ع), ثم قال: يا بن شبيب, إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته, فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص), لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبدا. يا بن شبيب, إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع), فإنه ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه, ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله, ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل, فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم, فيكونون من أنصاره, وشعارهم: يا لثارات الحسين! يا بن شبيب لقد حدثني أبي, عن أبيه, عن جده: أنه لما قتل جدي الحسين (ع) مطرت السماء دما وترابا أحمر. يا بن شبيب, إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيرا كان أو كبيرا, قليلا كان أو كثيرا. يا بن شبيب, إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك, فزر الحسين (ع). يا بن شبيب, إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله (ص), فالعن قتلة الحسين. يا بن شبيب, إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (ع) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. يا بن شبيب, إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان, فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا, وعليك بولايتنا, فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.
.
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال علي بن شعيب: دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) فقال لي: يا علي من أحسن الناس معاشا؟ قلت: أنت يا سيدي أعلم به مني, فقال (ع): يا علي من حسن معاش غيره في معاشه. يا علي من أسوأ الناس معاشا؟ قلت: أنت أعلم, قال: من لم يعش غيره في معاشه. يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم. يا علي إن شر الناس من منع رفده, وأكل وحده, وجلد عبده.
.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع), حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني أبي قال: حدثني أحمد بن علي الأنصاري, عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصلت إن شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة منه, فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه, وعليك بالإقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك, وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن, وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله إليك وأنت مخلص لله عز وجل, ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها, ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته, ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا قلعت عنه, واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك, {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} وأكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر: اللهم إن لم تكن قد غفرت لنا في ما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه, فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة شهر رمضان.
.
* فقه الإمام الرضا (ع), عن العالم (ع) أنه قال: عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار, فبهذا جاء محمد (ص), صلوا في عشائركم, وصلوا أرحامكم, وعودوا مرضاكم, واحضروا جنائزكم, كونوا زينا ولا تكونوا شينا, حببونا إلى الناس ولا تبغضونا, جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح, وما قيل فينا من خير فنحن أهله وما قيل فينا من شر فما نحن كذلك, الحمد لله رب العالمين.
.
* الشيخ الصدوق في عيون اخبار الرضا (ع), حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (ع): يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا, فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير, وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته, ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك, ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك, إني أريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا.
.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية