محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني الحسين بن محمد بن عامر, عن معلى بن محمد بن عبد الله, عن بشير عن عثمان بن مروان, عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي الحسن (ع) فأطلتُ الجلوس عنده, فقال: أتحب أن ترى أبا عبد الله (ع) فقلت: وددت والله! فقال: قم وادخل ذلك البيت, فدخلت البيت فإذا هو أبو عبد الله صلوات الله عليه قاعد.
-------------
بصائر الدرجات ص296، عنه البحار ج6 ص248/ ج27 ص304.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن علي الصوفي قال : استأذن إبراهيم الجمال رضي الله عنه على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه ، فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر فحجبه ، فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين : ياسيدي ماذنبي ؟ فقال : حجبتك لانك حجبت أخاك إبراهيم الجمال وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمال ، فقلت : سيدي ومولاي من لي باب راهيم الجمال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ؟ فقال : إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك و غلمانك واركب نجيبا هناك مسرجا قال : فوا في البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة فقرع ال باب وقال : أنا علي بن يقطين . فقال إبراهيم الجمال من دار الدار : وما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي ؟ ! فقال علي بن يقطين : ياهذا إن أمري عظيم وآلى عليه أن يأذن له ، فلما دخل قال : ياإبراهيم إن المولى عليه السلام أبى أن يقبلني أو تغفر لي ، فقال : يغفر الله لك فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فآلى عليه ثانيا ففعل ، فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول : اللهم اشهد ، ثم انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليه السلام بالمدينة فأذن له ودخل عليه فقبله
-----------
مدينة المعاجز ج6 ص343, عيون المعجزات ص90, الثاقب في المناقب ص458, البحار ج48 ص85.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم, عن موسى بن هامان, قال: رأيت موسى بن جعفر (ع) في حبس الرشيد وتنزل عليه مائدة من السماء, ويُطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شيء.
------------
نوادر المعجزات ص165, دلائل الإمامة ص321, مدينة المعاجز ج6 ص200.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
المفضل بن عمر قال: كنت بين يدي مولاي موسى بن جعفر (ع) وكان الوقت شتاءاً شديد البرد، وعلى مولاي (ع) جبة حرير صيني سوداء، وعلى رأسه عمامة خز صفراء وبين يديه رجل يقال له مهران بن صدقة، كان كاتبه وعليه طاق قميص، وهو يرتعد بين يديه من شدة البرد, فقال له المولى (ع): ما استوفيت واجبك؟ فقال: بلى, فقال: أفلا أعددت لمثل هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد؟! فقال: يا مولاي ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلاً! فقال (ع): أما إنك يا مهران لشاك في مولاك موسى؟ فقال: إنما أنا شاك فيك لأنه ما ظهر في الائمة أسود مثلك أو غيرك! فقال (ع): ويلك! لا تخاف من سطوات رب العالمين ونقمته! ويلك سأُزيل الشك عن قلبك إن شاء الله, فاستدعى البواب فقال: لا تدعه يدخل إليَّ بعد هذا اليوم إلا أن آذن له بذلك, فخرج من بين يديه وهو يقول: واسوءة منقلباه! وخرج إلى الجبانة فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت وكان يتردد متفكراً، فإذا هو بقصر قد حفت به النخيل والاشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح، فدنا من الباب ودخل القصر, فإذا به ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، وإذا مولاي (ع) على سرير من ذهب ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف فلما رآه تحير! فقال له: يا مهران مولاك أسود أم أبيض؟! فخر مهران ساجداً, فقال (ع): لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لأنزلنا بك النقمة, قال: فألهمني الله أن أقرأ: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} ثم غاب عني القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور وإذا أنا بمولاي، هو على بغلة، فقال لها: قولي له, فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ما كان مولاك؟ أسود أم أبيض؟ فخررت ساجداً! فقال: إرفع رأسك فقد عفوت عنك, فإن قولك من قلة معرفتك, ثم قال لي: انظر الساعة, فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه! ثم قال: أنا ذلك الأسود، وأنا ذلك الأبيض، ثم هوى من البغلة وقال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول}
---------
نوادر المعجزات ص154.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ابن شهر آشوب في المناقب, روي أن الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب بالاستخفاف به (ع) فقال له: إن القوم قد افتتنوا بك بلا حجة فأريد أن يأكلني هذان الاسدان المصوران على هذا المسند, فأشار (ع) إليهما وقال: خذا عدو الله! فأخذاه وأكلاه ثم قالا: وما الأمر أنأخذ الرشيد؟ قال: لا عودا إلى مكانكما.
----------
مناقب آشوب ج3 ص417, عنه مدينة المعاجز ج6 ص425
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال إبراهيم بن سعد: أُدخل إلى موسى بن جعفر (ع) سباع لتأكله، فجعلت تلوذ به وتبصبص له وتدعوا له بالامامة، وتعوذ به من شر الرشيد, فأبلغ ذلك الرشيد، فأطلق عنه، وقال: أخاف أن تقع الفتن
-----------
نوادر المعجزات ص165, دلائل الإمامة ص321, مدينة المعاجز ج6 ص200.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الاصابع إلى الكعبين ؟ أم هو من الكعبين إلى الاصابع ؟ فكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه السلام إن أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رأيت أن تكتب إلي بخطك مايكون عملي عليه فعلت إن شاء الله فكتب إليه أبوالحسن عليه السلام : فهمت ماذكرت منالاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا وتستنشق ثلاثا ، وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتمسح رأسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا ولا تخالف ذلك إلى غيره . فلما وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجب بما رسم فيه ، مما أجمع العصابة على خلافه ، ثم قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، وكان يعمل في وضوئه على هذا الحد ، ويخالف ماعليه جميع الشيعة ، امتثالا لامر أبي الحسن عليه السلام ، و سعى بعلي بن يقطين إلى الرشيد ، وقيل : إنه رافضي مخالف لك . فقال الرشيد لبعض خاصته : قد كثر عندي القول في علي بن يقطين والقرف له ( 3 ) بخلافنا وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته لي تقصيرا ، وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على مايقرف به واحب أن أستبرئ أمره من حيث لايشعر بذلك ، فيتحر زمني . فقيل له : إن الرافضة ياأمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولا ترى غسل الرجلين فامتحنه ياأمير المؤمنين من حيث لايعلم ، بالوقوف على وضوئه ، فقال : أجل إن هذا الوجه يظهر به أمره ، ثم تركه مدة وناطه بشئ من الشغل في الدار ، حتى دخل وقت الصلاة ، وكان علي بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه وصلاته ، فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ، ولا يراه هو ، فدعا بالماء للوضوء ، فتمضمض ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وخلل شعر لحيته ، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثا ، ومسح رأسه واذنيه ، وغسل رجليه والرشيد ينظر إليه . فلما رآه وقد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه بحيث يراه ، ثم ناداه : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنك من الرافضة . وصلحت حاله عنده ، وورد عليه - كتاب أبي الحسن عليه السلام : ابتداءا : من الآن يا علي بن يقطين فتوض كما أمر الله ، واغسل وجهك مرة فريضة ، واخرى إسباغا ، واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح مقدم رأسك ، وظاهر قدميك بفضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كان يخاف عليه والسلام
-----------
الارشاد ص 314، بحار الأنوار ج48
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قال: حدثني أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبان، قال: كنت نائماً على فراشي، فما أحسست إلا ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا ينام شيعة آل محمد؟ فقمت فزعاً، فلما رآني فزعاً ضمني إلى صدره، فالتفت فإذا إنا بأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة، فتوضأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقاً، ما أدري من أين أخرجني! فإذا أنا بناقة معقلة له، فحل عقالها وأردفني خلفه، وسار بي غير بعيد، فأنزلني موضعاً فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة, ثم قال: يا أحمد، تدري في أي موضع أنت؟ قلت: الله ورسوله ووليه وابن رسوله أعلم, قال: هذا قبر جدي الحسين بن علي (ع), ثم سار غير بعيد حتى أتى الكوفة، وإن الكلاب والحرس لقيام، ما من كلب ولا حارس يبصر شيئاً، فأدخلني المسجد، وإني لأعرفه وأنكره، فصلى بي سبع عشرة ركعة، ثم قال: يا أحمد، تدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: هذا مسجد الكوفة، وهذه الطست, ثم سار غير بعيد وأنزلني، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة، ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب (ع), ثم سار بي غير بعيد، فأنزلني، فقال لي: أين أنت؟ قلت: الله، ورسوله، وابن رسوله أعلم، قال: هذا الخليل إبراهيم, ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مكة، وإني لأعرف البيت وبئر زمزم وبيت الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذه مكة، وهذا البيت، وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب، ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي (ص) وقبره، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة، ثم قال لي: أتدري أين أنت؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم, قال: هذا مسجد جدي رسول الله وقبره, ثم سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب، شعب أبي جبير، فقال: يا أحمد، تريد أريك من دلالات الإمام؟ قلت: نعم, قال: يا ليل أدبر, فأدبر الليل عنا, ثم قال: يا نهار أقبل, فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم وبالشمس حتى رجعت بيضاء نقية، فصلينا الزوال، ثم قال: يا نهار أدبر، يا ليل أقبل, فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب، قال: يا أحمد، أرأيت؟ قلت: حسبي هذا يا بن رسول الله, فسار حتى أتى بي جبلاً محيطاً بالدنيا، ما الدنيا عنده إلا مثل سُكُرُّجة ، فقال: أتدري أين أنت؟ قلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم! قال: هذا جبل محيط بالدنيا, وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسى، فسلم عليهم, فسلمت عليهم فردوا علينا السلام, قلت: يا بن رسول الله قد نعست, قال: تريد أن تنام على فراشك؟ قلت: نعم، فركض برجله ركضة، ثم قال: نم، فإذا أنا في منزلي نائم، وتوضأت وصليت الغداة في منزلي.
------------
دلائل الإمامة ص343, نوادر المعجزات ص160, مدينة المعاجز ج6 ص276, ينابيع المعاجز ص173 بعضه.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
إبن شهر آشوب في المناقب, عن كتاب الانوار قال العامري: إن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر (ع) جارية خصيفة لها جمال ووضاءة لتخدمه في السجن فقال: قل له: {بل أنتم بهديتكم تفرحون} لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها قال: فاستطار هارون غضباً! وقال: إرجع إليه وقل له: ليس برضاك حبسناك ولا برضاك خدمناك واترك الجارية عنده وانصرف، قال: فمضى ورجع، ثم قام هارون عن مجلسه وأنفذ الخادم إليه ليتفحص عن حالها فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها تقول: قدوس سبحانك سبحانك! فقال هارون: سحرها والله موسى بن جعفر بسحره، عليّ بها، فأتي بها وهي ترتعد شاخصة نحو السماء بصرها فقال: ما شأنك؟! قالت: شأني الشأن البديع, إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلي ليله ونهاره، فلما انصرف من صلاته بوجهه وهو يسبح الله ويقدسه، قلت: يا سيدي هل لك حاجة أعطيكها؟ قال: وما حاجتي إليك! قلت: إني أدخلت عليك لحوائجك، قال: فما بال هؤلاء؟! قالت: فالتفت فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ولا أولها من آخرها فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوهم حسناً ولا مثل لباسهم لباساً عليهم الحرير الأخضر والأكاليل والدر والياقوت وفي أيديهم الاباريق والمناديل ومن كل الطعام فخررت ساجدة! حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت, قال فقال هارون: يا خبيثة لعلك سجدت فنمت فرأيت هذا في منامك، قالت: لا والله يا سيدي إلا قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك، فقال الرشيد: اقبض هذه الخبيثة إليك فلا يسمع هذا منها أحد فأقبلت في الصلاة فإذا قيل لها في ذلك، قالت هكذا رأيت العبد الصالح، فسئلت عن قولها قالت: إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة إبعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك، فما زالت كذلك حتى ماتت وذلك قبل موت موسى بأيام يسيرة.
-------------
مناقب آشوب ج3 ص415, عنه البحار ج48 ص238, مدينة المعاجز ج6 ص423, الأنوار البهية ص192 مختصراً.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, حدثنا أبو محمد سفيان، عن وكيع قال: قال الاعمش: رأيت موسى بن جعفر (ع) وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بيده فأورقت، ثم اجتنى منها ثمراً وأطعمني.
--------
دلائل الإمامة ص321, نوادر المعجزات ص164, مدينة المعاجز ج6 ص199.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا سفيان قال: حدثنا وكيع, عن إبراهيم بن الاسود, قال: رأيت موسى بن جعفر (ع) صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور فقال: أتخوفونني بهذا؟! - يعني الرشيد - لو شئت لطعنته بهذه الحربة, فأُبلغ ذلك الرشيد فأغمي ثلاثاً وأطلقه.
-------------
دلائل الإمامة ص322، نوادر المعجزات ص163، مدينة المعاجز ج6 ص201.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني الحسين بن محمد بن عامر, عن معلى بن محمد بن عبد الله, عن بشير عن عثمان بن مروان, عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي الحسن (ع) فأطلتُ الجلوس عنده, فقال: أتحب أن ترى أبا عبد الله (ع) فقلت: وددت والله! فقال: قم وادخل ذلك البيت, فدخلت البيت فإذا هو أبو عبد الله صلوات الله عليه قاعد.
---------
بصائر الدرجات ص296، عنه البحار ج6 ص248/ ج27 ص304.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى المسيب أن الرشيد لما أراد قتل موسى بن جعفر (ع) أرسل إلى عماله في الأطراف فقال: التمسوا إلى قوم ما لا يعرفون الله أستعين بهم في مهم لي, فأرسلوا إليه قوماً يقال لهم العبدة, فلما قدموا عليه وكانوا خمسين رجلاً أنزلهم في بيت من بيوت داره قريب المطبخ, ثم حمل إليهم المال والثياب والجواهر والأشربة والخدم, ثم استدعاهم وقال: من ربكم؟ فقالوا: ما نعرف رباً وما سمعنا بهذه الكلمة, فخلع عليهم, ثم قال للترجمان: قل لهم إن لي عدواً في هذه الحجرة فادلوا إليه فقطعوه, فدخلوا بأسلحتهم على أبي موسى (ع) والرشيد ينظر ماذا يفعلون, فلما رأوه رموا أسلحتهم وخروا له سجداً فجعل موسى يمر يده على رؤوسهم وهم يبكون, وهو يخاطبهم بألسنتهم, فلما رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان أخرجهم, فأخرجهم يمشون القهقري إجلالاً لموسى (ع), ثم ركبوا خيولهم وأخذوا الأموال ومضوا.
----------
مشارق أنوار اليقين ص146، عنه مدينة المعاجز ج6 ص382، الهداية الكبرى ص275 ضمن حديث طويل.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم, عن موسى بن هامان, قال: رأيت موسى بن جعفر (ع) في حبس الرشيد وتنزل عليه مائدة من السماء, ويُطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شيء.
-----------
دلائل الإمامة ص321، مدينة المعاجز ج6 ص200، نوادر المعجزات ص164.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) ويقطعه ويخجله في المسجد فانتدب رجل معزم (صاحب عزيمة ورقي وشراسة) فلما أُحضرت المائدة عمل ناموساً على الخبز فكان كلما رام أبو الحسن (ع) تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز من هارون الفرح والضحك لذلك فلم يلبث أبو الحسن (ع) أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور فقال له: يا أسد خذ عدو الله! قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم!! فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشياً عليهم فطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه فلما أفاقوا ذلك قال هارون لأبي الحسن (ع): سألتك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل.
------------
عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 95، الأمالي الصدوق ص 148، روضة الواعظين ج 1 ص 215, الثاقب في المناقب ص 432, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 299, إثبات الهداة ج 4 ص 242, الإيقاظ من الهجعة ص 205, مدينة المعاجز ج 6 ص 314, بحار الأنوار ج 107 ص 8, رياض الأبرار ج 2 ص 279, العوالم ج 21 ص 145
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى صفوان الجمال بن مهران قال: أمرني سيدي أبو عبد الله (ع) يوماً أن أقدم ناقته على باب الدار، فجئت بها، قال: فخرج أبو الحسن موسى مسرعاً وهو ابن ست سنين (1) فاستوى على ظهر الناقة وأثارها وغاب عن بصري، قال فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وما أقول لمولاي إذا خرج يريد ناقته؟! قال: فلما مضى من النهار ساعة إذا الناقة قد انقضت كأنها شهاب وهي ترفض عرقاً، فنزل عنها ودخل الدار فخرج الخادم وقال: أعد الناقة مكانها وأجب مولاك، قال: ففعلت ما أمرني ودخلت عليه، فقال: يا صفوان إنما أمرتك إحضار الناقة ليركبها مولاك أبو الحسن، فقلت في نفسك كذا وكذا فهل علمت يا صفوان إلى أين بلغ عليها في هذه الساعة؟ إنه بلغ ما بلغه ذو القرنين وجاوزه أضعافاً مضاعفة وأبلغ كل مؤمن ومؤمنة سلامي. (2)
---------
(1) وزاد في الهداية الكبرى: مشتملاً ببردته اليمانية وذوائبه تضرب على كتفيه.
(2) مشارق أنوار اليقين ص145، عنه البحار ج48 ص99، مدينة المعاجز ج6 ص381, الهداية الكبرى ص270
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد، عن محمد بن فلان الواقفي قال: كان لي ابن عم يقال له: الحسن بن عبد الله كان زاهداً وكان من أعبد أهل زمانه وكان يتقيه السلطان لجده في الدين واجتهاده وربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر وكان السلطان يحتمله لصلاحه، ولم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الايام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى (ع) وهو في المسجد فرآه فأومأ إليه فأتاه فقال له: يا أبا علي، ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني إلا أنه ليست لك معرفة، فاطلب المعرفة، قال: جُعلت فداك وما المعرفة؟ قال: اذهب فتفقه واطلب الحديث، قال: عمن؟ قال: عن فقهاء أهل المدينة، ثم اعرض علي الحديث، قال: فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له: اذهب فاعرف المعرفة, وكان الرجل معنياً (ذا عناية واهتمام بدينه) بدينه فلم يزل يترصد أبا الحسن (ع) حتى خرج إلى ضيعة له، فلقيه في الطريق فقال له: جُعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني على المعرفة؟ قال: فأخبره بأمير المؤمنين (ع) وما كان بعد رسول الله (ص) وأخبره بأمر الرجلين فقبل منه، ثم قال له: فمن كان بعد أمير المؤمنين (ع)؟ قال: الحسن (ع), ثم الحسين (ع), حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت، قال: فقال له: جُعلت فداك فمن هو اليوم؟ قال: إن أخبرتك تقبل؟ قال: بلى جُعلت فداك؟ قال: أنا هو، قال: فشيء أستدل به؟ قال: اذهب إلى تلك الشجرة وأشار بيده إلى أم غيلان (1) فقل لها: يقول لك موسى بن جعفر: أقبلي، قال: فأتيتها فرأيتها والله تخد الارض خداً حتى وقفت بين يديه! ثم أشار إليها فرجعت! قال: فأقر به ثم لزم الصمت والعبادة، فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك. (2)
-------------
(1) الطلح شجر أم غيلان ووصفه بهذه الصفة: شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإبل، وورقها قليل ولها أغصان طوال عظام، ولها شوك كثير من سلاء النخل، ولها ساق عظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل، تنبت في الجبل.
(2) الكافي ج1 ص352, الخرائج والجرائح ج2 ص650, بصائر الدرجات ص274, عنه البحار ج48 ص52, الإرشاد ج2 ص223, إعلام الورى ج2 ص18, مناقب آشوب ج3 ص407, الثاقب في المناقب ص454, مدينة المعاجز ج6 ص295, كشف الغمة ج3 ص15.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ابن شهر آشوب في المناقب, خالد السمان في خبر أنه دعا الرشيد رجلاً يقال له علي بن صالح الطالقاني وقال له أنت الذي تقول: أن السحاب حملتك من بلد الصين إلى طالقان؟ فقال: نعم، قال: فحدثنا كيف كان؟ قال: كسر مركبي في لجج البحر فبقيت ثلاثة أيام على لوح تضربني الامواج فألقتني الامواج إلى البر فإذا أنا بأنهار وأشجار فنمت تحت ظل شجرة فبينا أنا نائم إذ سمعت صوتاً هائلاً فانتبهت فزعاً مذعوراً فإذا أنا بدابتين يقتتلان على هيئة الفرس لا أحسن أن أصفهما فلما بصرا بي دخلتا في البحر, فبينما أنا كذلك إذا رأيت طائراً عظيم الخلق فوقع قريباً مني بقرب كهف في جبل فقمت مستتراً بالشجر حتى دنوت منه لأتأمله فلما رآني طار وجعلت أقفو أثره فلما قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وتلاوة قرآن فدنوت من الكهف فناداني مناد من الكهف ادخل يا علي بن صالح الطالقاني رحمك الله، فدخلت وسلمت فإذا رجل فخم, ضخم, غليظ الكراديس (كل عظم تام ضخم), عظيم الجثة, أنزع, أعين, فرد علي السلام وقال: يا علي بن صالح الطالقاني أنت من معدن الكنوز, لقد أقمت ممتحنا بالجوع والعطش والخوف لولا أن الله رحمك في هذا اليوم فأنحاك وسقاك شراباً طيباً, ولقد علمت الساعة التي ركبت فيها, وكم أقمت في البحر, وحين كسر بك المركب, وكم لبثت تضربك الامواج, وما هممت به من طرح نفسك في البحر لتموت اختياراً للموت لعظيم ما نزل بك, والساعة التي نجوت فيها, ورؤيتك لما رأيت من الصورتين الحسنتين, واتباعك للطائر الذي رأيته واقعاً, فلما رآك صعد طائراً إلى السماء, فهلم فاقعد رحمك الله، فلما سمعت كلامه قلت: سألتك بالله من أعلمك بحالي؟! فقال: عالم الغيب والشهادة والذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين، ثم قال: أنت جائع، فتكلم بكلام تململت به شفتاه فإذا بمائدة عليها منديل فكشفه وقال: هلم إلى ما رزقك الله فكل، فأكلت طعاماً ما رأيت أطيب منه! ثم سقاني ماءاً ما رأيت ألذ منه ولا أعذب! ثم صلى ركعتين ثم قال: يا علي أتحب الرجوع إلى بلدك؟ فقلت: ومن لي بذلك؟ فقال: كرامة لاوليائنا أن نفعل بهم ذلك، ثم دعا بدعوات ورفع يده إلى السماء وقال: الساعة الساعة، فإذا سحاب قد أظلت باب الكهف قطعاً قطعاً وكلما وافت سحابة قالت: سلام عليك يا ولي الله وحجته فيقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيتها السحابة السامعة المطيعة، ثم يقول لها: أين تريدين؟ فتقول: أرض كذا، فيقول: لرحمة أو سخط؟ فتقول لرحمة أو سخط وتمضي، حتى جاءت سحابة حسنة مضيئة فقالت: السلام عليك يا ولي الله وحجته، قال: وعليك السلام أيتها السحابة السامعة المطيعة أين تريدين؟ فقالت: أرض طالقان، فقال: لرحمة أو سخط؟ فقالت: لرحمة. فقال لها: احملي ما حملت مودعاً في الله، فقالت: سمعاً وطاعة، قال لها: فاستقري بإذن الله على وجه الارض فاستقرت، فأخذ بعض عضدي فأجلسني عليها، فعند ذلك قلت له: سألتك بالله العظيم وبحق محمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين والائمة الطاهرين من أنت؟ فقد أعطيت والله أمراً عظيماً! فقال: ويحك يا علي بن صالح إن الله لا يخلي أرضه من حجة طرفة عين، إما بطن وإما ظاهر، أنا حجة الله الظاهرة وحجته الباطنة، أنا حجة الله يوم الوقت المعلوم، وأنا المؤدي الناطق عن الرسول، أنا في وقتي هذا موسى بن جعفر, فذكرت إمامته وإمامة آبائه، وأَمر السحاب بالطيران فطارت، والله ما وجدت ألماً ولا فزعت فما كان بأسرع من طرفة العين حتى ألقتني بالطالقان في شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالماً في عافية، فقتله الرشيد وقال: لا يسمع بهذا أحد.
----------------
مناقب آشوب ج3 ص418, عنه البحار ج48 ص39, مدينة المعاجز ج6 ص427.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن عثمان بن سعيد، عن أبي علي بن راشد قال: اجتمعت العصابة بنيسابور في أيام أبي عبد الله (ع) فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا: نحن نحمل في كل سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدعي هذا الامر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الامام، ليتعرف لنا الامر, فاختاروا رجلاً يعرف بأبي جعفر محمد بن إبراهيم النيسابوري ودفعوا إليه ما وجب عليهم في السنة من مال وثياب، وكانت الدنانير ثلاثين ألف دينار، والدراهم خمسين ألف درهم، والثياب ألفي شقة، وأثواب مقاربات ومرتفعات, وجاءت عجوز من عجائز الشيعة الفاضلات اسمها شطيطة ومعها درهم صحيح، فيه درهم ودانقان (1)، وشقة من غزلها خام تساوي أربعة دراهم وقالت ما يستحق علي في مالي غير هذا، فادفعه إلى مولاي، فقال: يا امرأة أستحي من أبي عبد الله (ع) أن أحمل إليه درهماً وشقة بطانة! فقالت: ألا تفعل! إن الله لا يستحي من الحق، هذا الذي يستحق، فاحمل يا فلان فلئن ألقى الله عز وجل وما له قِبَلي حق قل أم كثر، أحب إلي من أن ألقاه وفي رقبتي لجعفر بن محمد حق, قال: فعوجت الدرهم، وطرحته في كيس، فيه أربعمائة درهم لرجل يعرف بخلف بن موسى اللؤلوئي، وطرحت الشقة في رزمة فيها ثلاثون ثوباً لأخوين بلخيين يعرفان بابني نوح بن إسماعيل، وجاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل، وكان سبعين ورقة، وكل مسألة تحتها بياض، وقد أخذوا كل ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة، وختموا على كل حزام بخاتم، وقالوا: تحمل هذا الجزء معك، وتمضي إلى الامام، فتدفع الجزء إليه، وتبيته عنده ليلة، وعد عليه وخذه منه، فإن وجدت الخاتم بحاله لم يكسر ولم يتشعب فاكسر منها ختمه وانظر الجواب، فإن أجاب ولم يكسر الخواتيم فهو الامام، فادفعه إليه وإلا فرد أموالنا علينا.
قال أبو جعفر: فسرت حتى وصلت إلى الكوفة، وبدأت بزيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ووجدت على باب المسجد شيخاً مسناً قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وقد تشنج وجهه، متزراً ببرد، متشحاً بآخر، وحوله جماعة يسألونه عن الحلال والحرام، وهو يفتيهم على مذهب أمير المؤمنين (ع)، فسألت من حضر عنده، فقالوا: أبو حمزة الثمالي. فسلمت عليه، وجلست إليه، فسألني عن أمري، فعرفته الحال، ففرح بي وجذبني إليه، وقبل بين عيني وقال: لو تجدب الدنيا ما وصل إلى هؤلاء (2) حقوقهم، وإنك ستصل بحرمتهم إلى جوارهم, فسررت بكلامه، وكان ذلك أول فائدة لقيتها بالعراق، وجلست معهم أتحدث إذ فتح عينيه، ونظر إلى البرية، وقال: هل ترون ما أرى؟ فقلنا: وأي شيء رأيت؟ قال: أرى شخصاً على ناقة, فنظرنا إلى الموضع فرأينا رجلاً على جمل، فأقبل، فأناخ البعير، وسلم علينا وجلس، فسأله الشيخ وقال: من أين أقبلت؟ قال: من يثرب, قال: ما وراءك؟ قال: مات جعفر بن محمد (ع) فانقطع ظهري نصفين، وقلت لنفسي: إلى أين أمضي؟! فقال له أبو حمزة: إلى من أوصى؟ قال: إلى ثلاثة، أولهم أبو جعفر المنصور، وإلى ابنه عبد الله، وإلى ابنه موسى, فضحك أبو حمزة والتفت إلي وقال: لا تغتم فقد عرفت الامام! فقلت: وكيف أيها الشيخ؟! فقال: أما وصيته إلى أبي جعفر المنصور فستر على الامام، وأما وصيته إلى ابنه الاكبر والاصغر فقد بيّن عن عوار الاكبر، ونص على الاصغر, فقلت: وما فقه ذلك؟ فقال: قول النبي (ص): الامامة في أكبر ولدك يا علي، ما لم يكن ذا عاهة (3), فلما رأيناه قد أوصى إلى الاكبر والاصغر، علمنا أنه قد بين عن عوار كبيره، ونص على صغيره، فسِر إلى موسى، فإنه صاحب الامر.
قال أبو جعفر: فودعت أمير المؤمنين، وودعت أبا حمزة، وسرت إلى المدينة، وجعلت رحلي في بعض الخانات، وقصدت مسجد رسول الله (ص) وزرته، وصليت، ثم خرجت وسألت أهل المدينة: إلى من أوصى جعفر بن محمد؟ فقالوا: إلى ابنه الافطح عبد الله فقلت: هل يفتي؟ قالوا: نعم, فقصدته وجئت إلى باب داره، فوجدت عليها من الغلمان ما لم يوجد على باب دار أمير البلد، فأنكرت، ثم قلت: الامام لا يقال له لم وكيف، فاستأذنت، فدخل الغلام، وخرج وقال: من أين أنت؟ فأنكرت وقلت: والله ما هذا بصاحبي, ثم قلت: لعله من التقية، فقلت: قل: فلان الخراساني، فدخل وأذن لي، فدخلت، فإذا به جالس في الدست على منصة عظيمة، وبين يديه غلمان قيام، فقلت في نفسي: ذا أعظم، الامام يقعد في الدست؟! ثم قلت: هذا أيضا من الفضول الذي لا يحتاج إليه، يفعل الامام ما يشاء، فسلمت عليه، فأدناني وصافحني، وأجلسني بالقرب منه، وسألني فاحفى، ثم قال: في أي شيء جئت؟ قلت: في مسائل أسأل عنها، وأريد الحج, فقال لي: إسأل عما تريد, فقلت: كم في المائتين من الزكاة؟ قال: خمسة دراهم, قلت: كم في المائة؟ قال: درهمان ونصف, فقلت: حسن يا مولاي، أعيذك بالله، ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: يكفيه من رأس الجوزاء ثلاثة, فقلت: الرجل لا يحسن شيئاً! فقمت وقلت: أنا أعود إلى سيدنا غداً, فقال: إن كان لك حاجة فإنا لا نقصر, فانصرفت من عنده، وجئت إلى ضريح النبي (ص) فانكببت على قبره، وشكوت خيبة سفري, وقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إلى من أمضي في هذه المسائل التي معي؟ إلى اليهود، أم إلى النصارى، أم إلى المجوس، أم إلى فقهاء النواصب! إلى أين يا رسول الله! فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحركني، فرفعت رأسي من فوق القبر، فرأيت عبداً أسود عليه قميص خلق (بَلِي)، وعلى رأسه عمامة خلق فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوري، يقول لك مولاك موسى بن جعفر (ع): لا إلى اليهود، ولا إلى النصارى، ولا إلى المجوس، ولا إلى أعدائنا من النواصب، إلي، فأنا حجة الله، قد أجبتك عما في الجزو وبجميع ما تحتاج إليه منذ أمس، فجئني به، وبدرهم شطيطة الذي فيه درهم ودانقان، الذي في كيس أربعمائة درهم اللؤلوئي، وشقتها التي في رزمة الاخوين البلخيين, قال: فطار عقلي! وجئت إلى رحلي، ففتحت وأخذت الجزو والكيس والرزمة، فجئت إليه فوجدته في دار خراب، وبابه مهجور ما عليه أحد، وإذا بذلك الغلام قائم على الباب، فلما رآني دخل بين يدي، ودخلت معه، فإذا بسيدنا (ع) جالس على الحصير، وتحته شاذكونة (4) يمانية، فلما رآني ضحك وقال: لا تقنط، ولِمَ تفزع؟! لا إلى اليهود، ولا إلى النصارى والمجوس، أنا حجة الله ووليه، ألم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد الكوفة جري أمري؟! قال: فأزاد ذلك في بصيرتي، وتحققت أمره, ثم قال لي: هات الكيس, فدفعته إليه، فحله وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟ فقلت: نعم. فأخذ الرزمة وحلها وأخرج منها شقة قطن مقصورة، طولها خمسة وعشرون ذراعاً وقال لي: إقرأ عليها السلام كثيراً، وقل لها: قد جعلت شقتك في أكفاني، وبعثت إليكِ بهذه من أكفاننا، من قطن قريتنا صريا، قرية فاطمة (ع)، وبذر قطن، كانت تزرعه بيدها الشريفة لاكفان ولدها، وغزل أختي حكيمة بنت أبي عبد الله (ع) وقصارة (فضل الشيء) يده لكفنه فاجعليها في كفنك, ثم قال: يا معتب جئني بكيس نفقة مؤناتنا فجاء به، فطرح درهماً فيه، وأخرج منه أربعين درهماً وقال: إقرأها مني السلام وقل لها: ستعيشين تسع عشرة ليلة من دخول أبي جعفر، ووصول هذا الكفن وهذه الدراهم، فانفقي منها ستة عشر درهماً، واجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك، وما يلزم عليكِ، وأنا أتولى الصلاة عليكِ، فإذا رأيتني فاكتم، فإن ذلك أبقى لنفسك, وافكك هذه الخواتيم وانظر هل أجبناك أم لا؟ قبل أن تجيء بدراهمهم كما أوصوك، فإنك رسول, فتأملت الخواتيم فوجدتها صحاحاً، ففككت من وسطها واحداً فوجدت تحتها: ما يقول العالم (ع) في رجل قال: نذرت لله عز وجل لأعتقن كل مملوك كان في ملكي قديماً وكان له جماعة من المماليك؟ تحته الجواب من موسى بن جعفر (ع): من كان في ملكه قبل ستة أشهر، والدليل على صحة ذلك قوله تعالى: {حتى عاد كالعرجون القديم} وكان بين العرجون القديم والعرجون الجديد في النخلة ستة أشهر, وفككت الآخر فوجدت فيه: ما يقول العالم (ع) في رجل قال: والله أتصدق بمال كثير، بما يتصدق؟ تحته الجواب بخطه (ع): إن كان الذي حلف بهذا اليمين من أرباب الدنانير تصدق بأربعة وثمانين ديناراً، وإن كان من أرباب الدراهم تصدق بأربعة وثمانين درهماً، وإن كان من أرباب الغنم فيتصدق بأربعة وثمانين غنماً، وإن كان من أرباب البعير فباربعة وثمانين بعيراً، والدليل على ذلك قوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين} فعددت مواطن رسول الله (ص) قبل نزول الآية فكانت أربعة وثمانين موطناً. وكسرت الآخرى فوجدت تحته: ما يقول العالم (ع) في رجل نبش قبراً وقطع رأس الميت وأخذ كفنه؟ الجواب تحته بخطه (ع): تقطع يده لأخذ الكفن من وراء الحرز، ويؤخذ منه مائة دينار لقطع رأس الميت، لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه من قبل نفخ الروح فيه، فجعلنا في النطفة عشرين ديناراً، وفي العلقة عشرين ديناراً، وفي المضغة عشرين ديناراً, وفي اللحم عشرين ديناراً، وفي تمام الخلق عشرين ديناراً، فلو نفخ فيه الروح لالزمناه ألف دينار، على أن لا يأخذ ورثة الميت منها شيئاً، بل يتصدق بها عنه، أو يحج، أو يغزى بها، لانها أصابته في جسمه بعد الموت.
قال أبو جعفر فمضيت من فوري إلى الخان وحملت المال والمتاع إليه، وأقمت معه وحج في تلك السنة فخرجت في جملته (الجماعة) معادلاً (أي راكباً معه) له في عماريته (هودج يجلس فيه) في ذهابي يوماً وفي عمارية أبيه يوماً, ورجعت إلى خراسان فاستقبلني الناس، وشطيطة من جملتهم، فسلموا عليّ، فأقبلت عليها من بينهم وأخبرتها بحضرتهم بما جرى، ودفعت إليها الشقة والدراهم، وكادت تنشق مرارتها من الفرح، ولم يدخل إلى المدينة من الشيعة إلا حاسد أو متأسف على منزلتها, ودفعت الجزء إليهم، ففتحوا الخواتيم، فوجدوا الجوابات تحت مسائلهم.
وأقامت شطيطة تسعه عشر يوماً، وماتت رحمها الله، فتزاحمت الشيعة على الصلاة عليها، فرأيت أبا الحسن (ع) على نجيب، فنزل عنه وأخذ بخطامه، ووقف يصل عليها مع القوم، وحضر نزولها إلى قبرها ونثر في قبرها من تراب قبر أبي عبد الله الحسين (ع)، فلما فرغ من أمرها ركب البعير وألوى برأسه نحو البرية، وقال: عَرِّف أصحابك واقرأهم عني السلام، وقل لهم: إنني ومن جرى مجراي من أهل البيت لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم، فاتقوا الله في أنفسكم وأحسنوا الاعمال لتعينونا على خلاصكم، وفك رقابكم من النار, قال أبو جعفر: فلما ولى (ع) عرفت الجماعة، فرأوه وقد بعد والنجيب يجري به، فكادت أنفسهم تسيل حزناً إذ لم يتمكنوا من النظر إليه. (5)
-----------
(1) الدانق: سدس الدينار والدرهم.
(2) ولعل المقصود بهؤلاء آل محمد (ع)
(3) قال العلامة المجلسي &: لو لم يكن الكبير ذا عاهة لأفرده في الوصية فلما أشرك معه الصغير أعلم أنه غير صالح للإمامة.
(4) الشاذكونة: معرب شادكونة أي عباءة أو جبة, فراش أو متكأ.
(5) الثاقب في المناقب ص439, عنه مدينة المعاجز ج6 ص411, الخرائج والجرائح ج1 ص328 نحوه, عنه البحار ج47 ص251, مناقب آشوب ج3 ص409 نحوه, عنه البحار ج48 ص73, مستدرك الوسائل ج2 ص216 مختصراً, الصراط المستقيم ج2 ص191 نحوه مختصراً.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن علي ابن الزبير البلخي ببلخ قال: حدثنا حسام بن حاتم الأصم قال: حدثني أبي قال: قال لي شقيق يعني ابن إبراهيم البلخي: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام في سنة تسع وأربعين ومائة, فنزلنا القادسية, قال شقيق: فنظرت إلى الناس في زيهم بالقباب والعماريات والخيم والمضارب, وكل إنسان منهم قد تزيا على قدره, فقلت: اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين، فبينما أنا قائم, وزمام راحلتي بيدي وأنا أطلب موضعاً أنزل فيه منفرداً عن الناس, إذ نظرت إلى فتى حدث السن, حسن الوجه, شديد السمرة, عليه سيماء العبادة وشواهدها, وبين عينيه سجادة كأنها كوكب دري, وعليه من فوق ثوبه شملة من صوف, وفي رجله نعل عربي, وهو منفرد في عزلة من الناس, فقلت في نفسي: هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة, يريد أن يكون كلَّا على الناس في هذا الطريق, والله لأمضين إليه, ولأوبخنه.
قال: فدنوت منه, فلما رآني مقبلاً نحوه قال لي: يا شقيق {إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا} وقرأ الآية, ثم تركني ومضى, فقلت في نفسي: قد تكلم هذا الفتى على سري, ونطق بما في نفسي, وسماني بإسمي, وما فعل هذا إلا وهو ولي الله, ألحقه وأسأله أن يجعلني في حلّ, فأسرعت وراءه, فلم ألحقه, وغاب عن عيني, فلم أره، وارتحلنا حتى نزلنا واقصة, فنزلت ناحية من الحاج, ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلي على كثيب رمل, وهو راكع وساجد, وأعضاؤه تضطرب, ودموعه تجري من خشية الله عز وجل, فقلت: هذا صاحبي, لأمضين إليه, ثم لأسألنه أن يجعلني في حلّ, فأقبلت نحوه, فلما نظر إليَّ مقبلاً قال لي: يا شقيق {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} ثم غاب عن عيني فلم أره, فقلت: هذا رجل من الأبدال, وقد تكلم على سري مرتين, ولو لم يكن عند الله فاضلاً ما تكلم على سري، ورحل الحاج وأنا معهم, حتى نزلنا بزبالة, فإذا أنا بالفتى قائم على البئر, وبيده ركوة يستقي بها ماء, فانقطعت الركوة في البئر, فقلت: صاحبي والله, فرأيته قد رمق السماء بطرفه, وهو يقول:
أنت ربي إذا ظمأت إلى الماء وقوتي إذا أردت الطعاما
إلهي وسيدي مالي سواها, فلا تعدمنيها.
قال شقيق: فوالله, لقد رأيت البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الأرض, فمد يده, فتناول الركوة, فملاها ماء, ثم توضأ, فأسبغ الوضوء, وصلى ركعات, ثم مال إلى كثيب رمل أبيض, فجعل يقبض بيده من الرمل ويطرحه في الركوة, ثم يحركها ويشرب, فقلت في نفسي: أتراه قد حول الرمل سويقاً (1)؟! فدنوت منه فقلت له: أطعمني رحمك الله, من فضل ما أنعم الله به عليك، فنظر وقال لي: يا شقيق, لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة, وأياديه لدينا جميلة, فأحسن ظنك بربك, فإنه لا يضيع من أحسن به ظناً، فأخذت الركوة من يده وشربت, فإذا سويق وسكر, فوالله ما شربت شيئاً قط ألذ منه, ولا أطيب رائحة, فشبعت ورويت, وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً, فدفعت إليه الركوة، ثم غاب عن عيني, فلم أره حتى دخلت مكة وقضيت حجي, فإذا أنا بالفتى في هدأة من الليل, وقد زهرت النجوم, وهو إلى جانب قبة الشراب راكعاً ساجداً, لا يريد مع الله سواه, فجعلت أرعاه وأنظر إليه, وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء, ويرتل القرآن ترتيلاً, فكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه, ودموعه تجري على خده, حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح ربه ويقدسه, ثم قام فصلى الغداة, وطاف بالبيت اسبوعاً, وخرج من باب المسجد, فخرجت, فرأيت له حاشية وموال, وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت, وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم, ويسلمون عليه, فقلت لبعض الناس, أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟ فقال لي: هذا أبو إبراهيم, عالم آل محمد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟ قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقلت: لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية. (2)
-----------
(1) السويق: دقيق يُتخذ من الحنطة والشعير
(2) دلائل الإمامة ص317، نوادر المعجزات ص157، مدينة المعاجز ج6 ص194، كشف الغمة ج3 ص4، عنه البحار ج48 ص80, حلية الأبرار ج 4 ص 233, الدر النظيم ص 663
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, علي بن أبي حمزة قال: أخذ بيدي موسى بن جعفر ‘ يوماً، فخرجنا من المدينة إلى الصحراء فإذا نحن برجل مغربي على الطريق يبكي وبين يديه حمار ميت، ورحله مطروح, فقال له موسى (ع): ما شأنك؟ قال: كنت مع رفقائي نريد الحج فمات حماري ها هنا وبقيت وحدي، ومضى أصحابي وقد بقيت متحيراً ليس لي شيء أحمل عليه، فقال موسى (ع): لعله لم يمت قال: أما ترحمني حتى تلهو بي قال: إن لي رقية جيدة، قال الرجل: ليس يكفيني ما أنا فيه حتى تستهزأ بي! فدنا موسى (ع) من الحمار ودعا بشيء لم أسمعه، وأخذ قضيباً كان مطروحاً فنخسه به وصاح عليه، فوثب الحمار صحيحاً سليماً! فقال: يا مغربي ترى ها هنا شيئاً من الاستهزاء, إلحق بأصحابك، ومضينا وتركناه، قال علي بن أبي حمزة: فكنت واقفا يوماً على بئر زمزم بمكة، فإذا المغربي هناك فلما رآني عدا (أقبل) إليّ وقبل يدي فرحاً مسروراً، فقلت له: ما حال حمارك؟ فقال: هو والله سليم صحيح وما أدري من أين ذلك الرجل الذي مَنَّ الله به عليّ فأحيا لي حماري بعد موته؟ فقلت له: قد بلغت حاجتك فلا تسأل عما لا تبلغ معرفته.
------------
الخرائج والجرائح ج1 ص314, عنه البحار ج48 ص71, كشف الغمة ج3 ص41, مدينة المعاجز ج6 ص389, الصراط المستقيم ج2 ص190 مختصراً.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن علي بن أبي حمزة البطائني, قال: خرج موسى بن جعفر ‘ في بعض الايام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها, فصحبته أنا وكان راكباً بغلة, وأنا على حمار فلما صرنا في بعض الطريق, اعترضنا أسد فأحجمت خوفاً, وأقدم أبو الحسن (ع) غير مكترث به, فرأيت الاسد يتذلل لأيي الحسن (ع) ويهمهم, فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلى همهمته, ووضع الاسد يده على كفل بغلته, وخفت من ذلك خوفاً شديداً، ثم تنحى الاسد إلى جانب الطريق, وحول أبو الحسن وجهه إلى القبلة, وجعل يدعو, ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه, ثم أومأ إلى الاسد بيده أن امض, فهمهم الاسد همهمة طويلة, وأبو الحسن (ع) يقول: آمين, آمين, وانصرف الاسد حتى غاب عن أعيننا ومضى أبو الحسن (ع) لوجهه واتبعته، فلما بعدنا عن الموضع لحقته, فقلت: جعلت فداك ما شأن هذا الاسد؟ فلقد خفته والله عليك, وعجبت من شأنه معك، قال: إنه خرج إليَّ يشكو عسر الولادة على لبوته, وسألني أن أسأل الله ليفرج عنها, ففعلت ذلك, وألقي في روعي أنها ولدت له ذكراً, فخبرته بذلك، فقال لي: امض في حفظ الله, فلا سلط الله عليك ولا على ذريتك, ولا على أحد من شيعتك شيئاً من السباع، فقلت: آمين.
------------
الخرائج والجرائح ج2 ص649، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص416، الإرشاد ج2 ص229، عنهم جميعاً البحار ج48 ص57، مدينة المعاجز ج6 ص313 عن الإرشاد، الثاقب في المناقب ص455، كشف الغمة ج3 ص19، روضة الواعظين ص214.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا (ع), حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن الحسن المدني, عن أبي عبد الله بن الفضل, عن أبيه الفضل قال: كنت أحجب الرشيد فأقبل عليَّ يوماً غضباناً وبيده سيف يقلبه فقال لي: يا فضل, بقرابتي من رسول الله (ص) لئن لم تأتني بابن عمي الآن لأخذن الذي فيه عيناك! فقلت: بمن أجيئك؟ فقال: بهذا الحجازي فقلت: وأي الحجازي؟ قال: موسى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, قال: الفضل فخفت من الله عز وجل أن أجيء به إليه ثم فكرت في النقمة فقلت له: أفعل, فقال: اتيني بسوطين وهسارين وجلادين, قال: فأتيته بذلك ومضيت الى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر (ع), فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل فإذا أنا بغلام أسود فقلت له: استاذن لي على مولاك يرحمك الله, فقال لي: لج فليس له حاجب ولا بواب, فولجت إليه فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين (1) أنفه من كثرة سجوده! فقلت له: السلام عليك يابن رسول الله أجب الرشيد, فقال: ما للرشيد وما لي؟ أما تشغله نقمته عني؟ ثم وثب مسرعاً وهو يقول: لولا أني سمعت في خبر عن جدي رسول الله (ص) أن طاعة السلطان للتقية واجبة إذاً ما جئت, فقلت له: استعد للعقوبه يا أبا إبراهيم رحمك الله, فقال (ع): أليس معي من يملك الدنيا والآخرة؟! ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله تعالى.
قال: فضل بن الربيع فرأيته وقد أدار يده (ع) يلوح بها على رأسه (ع) ثلاث مرات, فدخلت على الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى, قائم حيران, فلما رأني قال لي: يا فضل فقلت: لبيك, فقال جئتني بابن عمي؟ قلت: نعم, قال: لا تكون أزعجته؟ فقلت: لا, قال: لا تكون أعلمته أني عليه غضبان فإني قد هيجت على نفسي ما لم أرده, إئذن له بالدخول فأذنت له فلما رآه وثب إليه قائماً وعانقه وقال له: مرحباً بابن عمي وأخي ووارث نعمتي ثم أجلسه على فخذيه فقال له: ما الذي قطعك عن زيارتنا؟ فقال: سعة مملكتك وحبك للدنيا, فقال: إيتوني بحقة الغالية, فأُتي بها فغلفه بيده ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان دنانير, فقال موسى بن جعفر (ع): والله لولا أني أرى أن أزوج بها من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبداً ما قبلتها ثم تولى عليه وهو يقول: الحمد لله رب العالمين.
فقال الفضل: يا أمير المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته؟! فقال لي: يا فضل إنك لما مضيت لتجيئني رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار يقولون: إن أذى ابن رسول الله خسفنا به وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه.
فتبعته (ع) فقلت له: ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد؟ فقال: دعاء جدي علي بن أبي طالب (ع) كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه, ولا الى فارس إلا قهره, وهو دعاء كفاية البلاء قلت: وما هو؟ قال قلت: بك أساور وبك أحاول وبك أجاور وبك أصول وبك أنتصر وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني عن العباد بلطف ما خولتني وأغنيتني, إذا هويت رددتني, وإذا عثرت قومتني, وإذا مرضت شفيتني, وإذا دعوت أجبتني, يا سيدى إرض عني فقد أرضيتني. (2)
-------------
(1) عرنين الأنف: تحت مجمع الحاجبين وهو أول الأنف.
(2) عيون أخبار الرضا (ع) ج2 ص74, عنه البحار ج48 ص215/ ج92 ص212, مدينة المعاجز ج6 ص319.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني محمد بن إسماعيل الحسيني, عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (ع), قال: إن موسى (ع) قبل وفاته بثلاثة أيام دعا المسيب وقال له: إني ظاعن (سار أو ارتحل) عنك في هذه الليلة إلى مدينة جدي رسول الله (ص), لأعهد إلى من بها عهداً أن يعمل به بعدي، قال المسيب: قلت: مولاي, كيف تأمرني والحرس والابواب! كيف أفتح لك الابواب والحرس معي على الابواب وعليها أقفالها؟! فقال: يا مسيب, ضعفت نفسك في الله وفينا! قلت: يا سيدي, بيّن لي، فقال: يا مسيب, إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثها, فقف فانظر.
قال المسيب: فحرمت على نفسي الانضجاع في تلك الليلة, فلم أزل راكعاً وساجداً وناظراً ما وعدنيه, فلما مضى من الليل ثلثه غشيني النعاس وأنا جالس, فإذا أنا بسيدي موسى يحركني برجله, ففزعت وقمت قائماً, فإذا بتلك الجدران المشيدة, والابنية المعلاة, وما حولنا من القصور والابنية, قد صارت كلها أرضاً! فظننت بمولاي أنه أخرجني من المحبس الذي كان فيه, قلت: مولاي, خذ بيدي من ظالمك وظالمي, فقال: يا مسيب, تخاف القتل؟ قلت: مولاي, معك لا, فقال: يا مسيب فاهدأ على حالتك, فإنني راجع إليك بعد ساعة واحدة, فإذا وليت عنك فسيعود المحبس إلى شأنه, قلت: يا مولاي, فالحديد الذي عليك, كيف تصنع به؟ فقال: ويحك يا مسيب! بنا والله ألان الله الحديد لنبيه داود, كيف يصعب علينا الحديد؟! قال المسيب: ثم خطا فمر بين يدي خطوة ولم أدر كيف غاب عن بصري, ثم ارتفع البنيان وعادت القصور على ما كانت عليه, واشتد اهتمام نفسي, وعلمت أن وعده الحق, فلم أزل قائماً على قدمي, فلم ينقض إلا ساعة كما حده لي, حتى رأيت الجدران والابنية قد خرت إلى الارض سجداً! وإذا أنا بسيدي (ع) وقد عاد إلى حبسه, وعاد الحديد إلى رجليه, فخررت ساجداً لوجهي بين يديه, فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب, وأعلم أن سيدك راحل عنك إلى الله في ثالث هذا اليوم الماضي، فقلت: مولاي, فأين سيدي علي (ع)؟ فقال: شاهد غير غائب يا مسيب, وحاضر غير بعيد, يسمع ويرى، قلت: يا سيدي, فإليه قصدت؟ قال: قصدت والله يا مسيب, كل منتخب لله على وجه الارض شرقاً وغرباً, حتى الجن في البراري والبحار, حتى الملائكة في مقاماتهم وصفوفهم, قال: فبكيت, قال: لا تبك يا مسيب, إنا نور لا نطفأ, إن غبت عنك, فهذا علي ابني يقوم مقامي بعدي, هو أنا, فقلت: الحمد لله، قال: ثم إن سيدي في ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي: يا مسيب, إن سيدك يصبح من ليلة يومه على ما عرفتك من الرحيل إلى الله تعالى, فإذا أنا دعوت بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني يا مسيب واصفر لوني واحمر واخضر وتلون ألواناً, فخبر الظالم بوفاتي, وإياك بهذا الحديث أن تظهر عليه أحداً من عندي إلا بعد وفاتي، قال المسيب: فلم أزل أترقب وعده, حتى دعا بشربة الماء فشربها, ثم دعاني فقال: إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيقول إنه يتولى أمري ودفني, وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً!! فإذا حملت نعشي إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش, فالحدوني بها, ولا تعلوا على قبري علواً واحداً, ولا تأخذوا من تربتي لتتبركوا بها, فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي (ع), فإن الله جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.
قال: فرأيته تختلف ألوانه وتنتفخ بطنه, ثم قال: رأيت شخصاً أشبه الاشخاص به, جالساً إلى جانبه في مثل هيئته, وكان عهدي بسيدي الرضا (ع) في ذلك الوقت غلاماً, فأقبلت أريد سؤاله, فصاح بي سيدي موسى (ع): قد نهيتك يا مسيب, فتوليت عنهم, ولم أزل صابراً حتى قضى, وعاد ذلك الشخص, ثم أوصلت الخبر إلى الرشيد, فوافى الرشيد وابن شاهك, فوالله, لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه ويكفنونه, وكل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئاً, ولا تصل أيديهم إلى شيء منه, ولا إليه, وهو مغسول, مكفن, محنط, ثم حمل ودفن في مقابر قريش, ولم يعل على قبره إلى الساعة.
-------------
دلائل الإمامة ص313, عيون أخبار الرضا (ع) ج2 ص94 باختلاف, عنه البحار ج48 ص224, عيون المعجزات ص91 باختلاف, مدينة المعاجز ج6 ص447, الهداية الكبرى ص265, تفسير الثقلين ج4 ص89 باختلاف.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن هشام بن سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (ع) أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس عنده، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: إن الأمر في الكبير ما لم يكن به، عاهة، فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكوة في كم تجب؟ فقال: في مأتين خمسة، فقلنا: في مأة؟ فقال: درهمان ونصف فقلنا: والله ما تقول المرجئة هذا!. قال: فرفع يده الى السماء فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة. قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقه المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد؟ ونقول: إلى المرجئة؟ إلى القدرية ؟ إلى الزيدية؟ إلى المعتزلة؟ إلى الخوارج؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يوميء إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من أتفقت شيعة جعفر (ع) عليه فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم. فقلت للأحول: تنح فإني خائف على نفسي وعليك، وإنما يريدني لا يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد، وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه، فما زلت أتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن (ع) ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: أدخل رحمك الله، فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (ع) فقال لي إبتداء منه: لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج إلي إلي. فقلت: جعلت فداك مضى أبوك؟ قال: نعم. قلت: مضى موتا؟ قال: نعم. قلت: فمن لنا من بعده؟ فقال: إنشاء الله أن يهديك هداك. «قال:» قلت: جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه. قال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله. قال: قلت: جعلت فداك فمن لنا من بعده؟ قال: إنشاء الله أن يهديك هداك. قال: قلت: فأنت هو؟ قال: لا، ما أقول ذلك، قال: فقلت في نفسي: لم اصب طريق المسئلة. ثم قلت له: جعلت فداك أعليك إمام؟ قال: لا، فداخلني شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل إعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه، ثم قلت له: جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك؟ فقال: سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف. قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فالقي إليهم وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت علي الكتمان. قال: من آنست منهم رشدا فألق إليه وخذ عليه الكتمان فإذا أذاعوا به فهو الذبح، وأشار بيده إلى حلقه. قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي: ما ورائك؟ قلت: الهدى، فحدثته بالقصة ثم لقينا الفضيل وأبا بصير، فدخلا عليه وسمعا كلامه وسائلاه وقطعا عليه بالإمامة، ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار وأصحابه وبقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس، فلما رأى ذلك قال: ما حال الناس؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس، قال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.
------------
الكافي ج 1 ص 351, الإرشاد ج 2 ص 221, كشف الغمة ج 2 ص 222, الوافي ج 2 ص 167, حلية الأبرار ج 4 ص 208, مدينة المعاجز ج 6 ص 208, مرآة العقول ج 4 ص 94, بحار الأنوار ج 47 ص 262, العوالم ج 20 ص 920, خاتمة المستدرك ج 4 ص 109, رجال الكشي ص 282
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن هشام بن سالم، قال: لما دخلت على عبد الله بن أبي عبد الله فسألته فلم أر عنده شيئا، فدخلني من ذلك ما الله أعلم به وخفت أن لا يكون أبو عبد الله (ع) ترك خلفا، فأتيت قبر النبي (ص) فجلست عند رأسه أدعو الله وأستغيث به. ثم فكرت فقلت: أصير إلى قوم الزنادقة، ثم فكرت فيما يدخل عليهم ورأيت قولهم يفسد ثم قلت: لابل قول الخوارج، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأضرب بسيفي حتى أموت، ثم فكرت في قولهم وما يدخل عليهم فوجدته يفسد، ثم قلت أصير إلى القدرية (المرجئة) ثم فكرت فيما يدخل عليهم فإذا قولهم يفسد، فبينا أنا افكر في نفسي وأمشي إذ مر بي بعض موالي أبي عبد الله (ع) فقال لي: أتحب أن أستأذن لك على أبي الحسن (ع) قلت: نعم، فذهب فلم يلبث إلى أن عاد إلي فقال: قم وادخل عليه، فلما نظر إلى أبو الحسن (ع) قال لي: مبتدئا لا إلى الزنادقة، ولا إلى الخوارج، ولا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولكن إلينا. قلت: أنت صاحبي، ثم سألته فأجابني عما أردت.
---------
بصائر الدرجات ج 1 ص 251, حلية الأبرار ج 4 ص 211, مدينة المعاجز ج 6 ص 212, بحار الأنوار ج 48 ص 51, العوالم ج 21 ص 91
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الأعمش قال: رأيت كاظم الغيظ (ع) عند الرشيد وقد خضع له. فقال له عيسى بن أبان: يا أمير المؤمنين لم تخضع له؟ قال: رأيت من ورائه أفعى تضرب بأنيابها وتقول: أجبه بالطاعة وإلا بلعتك ففزعت منها فأجبته.
-------------
دلائل الإمامة ص 320, نوادر المعجزات ص 326, الدر النظيم ص 666, إثبات الهداة ج 4 ص 272, حلية الأبرار ج 4 ص 261, مدينة المعاجز ج 6 ص 198, العوالم ج 21 ص 277
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الفضل الربيع قال: كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك، فقالت الجارية: لعل هذا من الريح، فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح، وإذا مسرور الكبير قد دخل علي، فقال لي أجب الأمير ولم يسلم علي. فآيست في نفسي وقلت: هذا مسرور ودخل علي بلا إذن ولم يسلم، ما هو إلا القتل وكنت جنبا ولم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل، فقالت لي الجارية: لما رأت تحيري وتبلدي ثق بالله عز وجل وإنهض فنهضت ولبست ثيابي، وخرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مرقده، فرد علي السلام فسقطت، فقال: تداخلك رعب؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين فتركني ساعة حتى سكنت، ثم قال لي: صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد وإدفع اليه ثلاثين ألف درهم، فأخلع عليه خمس خلع، وإحمله على ثلاث مراكب وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلد أراد وأحب. فقلت: يا أمير المؤمنين تأمر بإطلاق موسى بن جعفر؟ قال: نعم فكررت ذلك عليه ثلاث مرات فقال لي: نعم ويلك أتريد أن أنكث العهد؟ فقلت يا أمير المؤمنين وما العهد؟ قال بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسد ما رأيت من السودان أعظم منه فقعد على صدري وقبض على حلقي وقال لي: حبست موسى بن جعفر ظالما له؟ فقلت: وأنا اطلقه وأهب له، وأخلع عليه، فأخذ على عهد الله عز وجل وميثاقه وقام عن صدري وقد كادت نفسي تخرج. فخرجت من عنده فوافيت موسى بن جعفر (ع) وهو في حبسه فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم، ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره وإني قد أحضرت ما أوصله به، فقال: إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله، فقلت: لا وحق جدك رسول الله (ص) ما امرت إلا بهذا فقال: لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال إذا كانت فيه حقوق الامة. فقلت: ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ. فقال: أعمل به ما أحببت وأخذت بيده وأخرجته من السجن. ثم قلت له: يا بن رسول الله أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك ولما أجراه الله تعالى على يدي من هذا الأمر. فقال (ع): رأيت النبي (ص) ليلة الأربعاء في النوم فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم؟ فقلت: نعم يا رسول الله محبوس مظلوم، فكرر علي ذلك ثلاثا ثم قال: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين أصبح غدا صائما فأتبعه بصيام الخميس والجمعة، فإذا كانت وقت الإفطار فصل إثنتى عشر ركعة تقرء في كل ركعة الحمد مرة وإثنتى عشر مرة قل هو الله أحد، فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد، ثم قل: يا سابق الفوت، يا سامع كل صوت، يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته الطاهرين (ع) وأن تجعل لي الفرج مما أنا فيه، ففعلت فكان الذي رأيت.
--------------
عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 73, حلية الأبرار ج 4 ص 265, مدين المعاجز ج 6 ص 316, بحار الأنوار ج 48 ص 213, رياض الأبرار ج 2 ص 320, العوالم ج 21 ص 289
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى (ع) يقول: لا والله، لا يرى أبو جعفر (المنصور) بيت الله أبدا, فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا، فلم يلبث أن خرج، فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا في ذلك فقلت: لا والله، لا يرى بيت الله أبدا. فلما صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إلي فقالوا: بقي بعد هذا شيء؟! قلت: لا والله لا يرى بيت الله أبدا. فلما نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسن (ع) فوجدته في المحراب، قد سجد فأطال السجود، ثم رفع رأسه إلي فقال: اخرج فانظر ما يقول الناس, فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر، فرجعت فأخبرته فقال: الله أكبر، ما كان ليرى بيت الله أبدا.
-----------
قرب الإسناد ص 337, كشف الغمة ج 2 ص 245, مدينة المعاجز ج 6 ص 284, بحار الأنوار ج 48 ص 45, العوالم ج 21 ص 101, إثبات الهداة ج 4 ص 254 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية