* الزيارات القصيرة الواردة فقط به (ع) دون الأنصار:
عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (ع)، قال:قلت له: جعلت فداك! زيارة قبر الحسين عليه السلام في حال التقية؟ قال: إذا أتيت الفرات فاغتسل، ثم البس أثوابك الطاهرة، ثم تمر بإزاء القبر، وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، فقد تمت زيارتك.
-------------
كامل الزيارات ص 126, بحار الأنوار ج 98 ص 284. نحوه: التهذيب ج 6 ص 115, الفقيه ج 2 ص 598, الوافي ج 14 ص 1498, وسائل الشيعة ج 14 ص 457, مستدرك الوسائل ج 10 ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن معاوية بن عمار :قلت لأبي عبد الله (ع): ما أقول إذا أتيت قبر الحسين (ع)؟ قال: قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله من ذلك بريء.
------------
كامل الزيارات ص 205, بحار الأنوار ج 98 ص 163, مستدرك الوسائل ج 10 ص 299. نحوه: التهذيب ج 6 ص 115, الوافي ج 14 ص 1497
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عامر بن جذاعة, عن أبي عبد الله (ع): إذا أتيت الحسين (ع) فقل: الحمد لله، وصلى الله على محمد وآله، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم بريء.
------------
كامل الزيارات ص 211, بحار الأنوار ج 98 ص 165, مستدرك الوسائل ج 10 ص 304
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الصباح أو أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع)، قال: قلت: كيف السلام على الحسين بن علي عليه السلام؟ قال: تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من أعان عليك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم بريء.
----------
كامل الزيارات ص 221, بحار الأنوار ج 98 ص 172
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن (ع): كيف السلام على أبي عبد الله (ع)؟ قال: قلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأشهد أن الذين سفكوا دمك، واستحلوا حرمتك، ملعونون معذبون {على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.
قال: نعم، هو هكذا.
----------
كامل الزيارات ص 209, بحار الأنوار ج 98 ص 165
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الحسن الهادي (ع): تقول عند رأس الحسين (ع): السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في أرضه، وشاهده على خلقه، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك حيا وميتا.
ثم تضع خدك الأيمن على القبر وقل: أشهد أنك على بينة من ربك، جئت مقرا بالذنوب لتشفع لي عند ربك يابن رسول الله. - ثم اذكر الأئمة بأسمائهم واحدا واحدا - وقل: أشهد أنكم حجة الله.
ثم قل: اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا أني أتيتك اجدد الميثاق، فاشهد لي عند ربك إنك أنت الشاهد.
------------
الكافي ج 4 ص 577, التهذيب ج 6 ص 114, الوافي ج 14 ص 1496. نحوه: كامل الزيارات ص 209, البلد الأمين ص 287, بحار الأنوار ج 98 ص 172
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي ناب بياع السابري قال: سمعت أبا عبد الله (ع) وهو يقول: من أتى قبر الحسين (ع) كتب الله له حجة وعمرة، وعمرة وحجة, قال: قلت: جعلت فداك! فما أقول إذا أتيته؟ قال: تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا، أشهد أنك حي شهيد ترزق عند ربك، وأتوالى وليك وأبرأ من عدوك، وأشهد أن الذين قاتلوك وانتهكوا حرمتك ملعونون على لسان النبي الامي. وأشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، أسأل الله وليك وولينا أن يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبينا، والمغفرة لذنوبنا، اشفع لي يابن رسول الله عند ربك.
--------------
كامل الزيارات ص 220, بحار الأنوار ج 98 ص 171
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عمار بن موسى الساباطي, عن أبي عبد الله (ع): تقول إذا أتيت إلى قبره: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا من رضاه من رضا الرحمن وسخطه من سخط الرحمن، السلام عليك يا أمين الله، وحجة الله، وباب الله، والدليل على الله، والداعي إلى الله. أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرمت حرام الله، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربك ترزقون، وأشهد أن قاتلك في النار، أدين الله بالبراءة ممن قتلك، وممن قاتلك وشايع عليك، وممن جمع عليك، وممن سمع صوتك ولم يعنك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما.
-----------
كامل الزيارات ص 212, بحار الأنوار ج 98 ص 166, مستدرك الوسائل ح 10 ص 305, مصباح الأمين ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الصادق (ع): إذا وصلت إلى الفرات، فاغتسل والبس أنظف ثوب تقدر عليه، ثم صر إلى القبر حافيا، وعليك السكينة والوقار، وقف بالباب، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة، وقل:
السلام عليك يا وارث آدم فطرة الله، السلام عليك يا وارث نوح صفوة الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا حسين بن علي الرضي الزكي، السلام عليك أيها البر التقي، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام على ملائكة الله المقربين الذين هم بك محدقون، أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله حتى أتاك اليقين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم التزم القبر، وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه.
ثم انكب على القبر، وقل: اللهم رب الحسين، اشف صدر الحسين واطلب بثاره، اللهم انتقم ممن قتله وأعان عليه.
ثم ارفع رأسك ويديك إلى السماء، وقل: سلام الله وملائكته، وأنبيائه ورسله والصالحين من عباده وجميع خلقه، ورحمته وبركاته على محمد وأهل بيته، وعليك يا مولاي الشهيد المظلوم، لعن الله قاتلك وخاذلك، برئت إلى الله عز وجل منهم ومن فعالهم، وممن شايع ورضي به، وأشهد أنهم كفار مشركون، والله ورسوله براء منهم.
---------------
بحار الأنوار ج 98 ص 230, البلد الأمين ص 280,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر الجعفي, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أنه قال لجابر: كم بينكم وبين قبر الحسين عليه السلام؟ قال: قلت: يوم وبعض آخر. قال: فقال لي: تزوره؟. قلت: نعم. قال: أفلا افرحك؟ ألا ابشرك بثوابهم؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك! قال: إن الرجل منكم ليتهيأ لزيارته فتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به ألف ملك من الملائكة، يصلون عليه حتى يوافي قبر الحسين ـ صلوات الله عليه ـ. قال: فإذا أتيت قبر الحسين (ع) قمت على الباب، وقلت هذه الكلمات، فإن لك بكل منهن كفلا من رحمة الله. قال: قلت: وما هن؟ جعلت فداك! قال: تقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله. السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين وخير الوصيين، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي الطاهر الراضي المرضي. السلام عليك أيها الصديق الأكبر، السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بك. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت الملحدين، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم تمشي إليه، فلك بكل قدم ترفعها أو تضعها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى. فإذا مشيت ووقفت على القبر فاستلمه بيدك وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه. ثم امض إلى صلاتك، فلك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكمن وقف ألف مرة مع نبي مرسل.
قال: فإذا أنت قمت من عند قبر الحسين عليه السلام، ناداك مناد لو سمعت مقالته لأفنيت عمرك عند قبر الحسين (ع)، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد، لقد غنمت وسلمت، وقد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل. قال: وإن مات في عامه أو يومه أو ليلته، لم يتول قبض روحه إلا الله تعالى، وتقيم معه الملائكة يسبحون ويصلون عليه حتى يوافي منزله. وتقول الملائكة: يا ربنا! عبدك قد أتى قبر وليك، وقد وافى منزله، فأين نذهب؟ فيأتيهم النداء: يا ملائكتي! قوموا بباب عبدي، فسبحوني وقدسوني وهللوني، واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى، فإذا توفي ذلك العبد شهدوا غسله وكفنه والصلاة عليه. ثم يقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب؟ فيأتيهم النداء: يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي، سبحوا وقدسوا إلى يوم القيامة، واكتبوا ذلك في حسناته.
---------------
المزار الكبير ص 434
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن رجلا أتى الحسين (ع) فأناخ راحلته بقرب الظلال، ونزل وعليه حلية الأعراب، ثم مضى نحو الضريح وعليه سكينة ووقار حتى وقف بباب الظلال، ثم أومأ بيده نحو الضريح، وقال: السلام عليك يا ولي الله وحجته، سلام مسلم لله فيك، راد إلى الله وإليك، مراع حق ما استرعاك الله خلقه واسترعاك حقه، فأنت حجته الكبرى، وكلمته العظمى، وطريقته المثلى، وحجته على أهل الدنيا، وخليفته في الأرض والسماوات العلى، أتيتك زائرا، لالاء الله ذاكرا، أصبح ذنبي عظيما، وأصبحت به عليما، فكن لي بحطه زعيما، صلى الله عليك وسلم تسليما.
ثم حط خده على الضريح وقال: أتيتك للذنوب مقترفا وبهن معترفا، فكن لي إلى الله شافعا؛ فها أنا ذا قد جئت عنهن نازعا، إلى الله أتنصل، وبكم يا آل محمد أتوسل الآخر منكم والأول، صلى الله عليكم وسلم، وكرم وأجزل، ورحمة الله وبركاته.
ثم وقف والضريح قبلته، فصلى وأكثر ما لم احصه، ثم دعا واستغفر وسجد وعفر، فدنوت منه فسمعته يقول في سجوده: إلهي، إياك قصدت، وإلى وليك وابن وليك وفدت، نازلا بعقوتك، عائذا بعفوك من عقوبتك، فارحم غربتي، وأقل عثرتي، واقبل توبتي، وأحسن أوبتي، مشكور البصيرة، مغفور العلانية والسريرة، من كل كبيرة وصغيرة. اللهم ارحم ضراعتي إليك، وتقبل شفاعتي به إليك، واقض حاجتي بوسيلتي به لديك، واجعلها نجاتي من النار، وسوء هذه الدار، وحطيطة لذنوبي والآصار، يا عالم الخفايا والأسرار. إلهي إني امتطيت إليك المهانة، وادرعت المثابة، لأيا بعد لأي، في غدوي ومسائي، إلى أئمتي وأوليائي، فابعثني في اسرتهم واحشرني في زمرتهم، يوم ادعى من الحافرة لحضور الساهرة، وموقف الحساب والآخرة.
ثم عفر خديه يتضرع ويبكي وقال: يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الحول والطول، نجني من خطل العمل والقول، وآمني يوم الفزع والهول.
ثم جلس وهو يهينم بما لم أفهمه، ثم قام فوقف عند رأس الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك وعلى من اتبعك، وشهد المعركة معك، والواردين مصرعك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما، أتيتك زائرا يا ولي الله وابن وليه ووصي نبيه، وانصرفت مودعا غير سئم ولا قال، فاجعلني منك ببال.
ثم انصرف إلى راحلته فركبها ومضى، ولم اكلمه ولا كلمني.
---------------
بحار الأنوار ج 98 ص 227 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تقف على باب قبته الشريفة وتقول: اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعطني في هذا المقام، رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسولك وبولاة أمرك، الحرم حرم الله وحرم رسوله وحرمك يا مولاي، أتأذن لي بالدخول إلى حرمك؟ فإن لم أكن لذلك أهلا فأنت لذلك أهل، عن إذنك يا مولاي أدخل حرم الله وحرمك.
ثم تدخل وتجعل الضريح بين يديك، وتستقبله بوجهك، وتقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين، السلام عليك يا وارث الحسن الشهيد سبط رسول الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن البشير النذير، وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره، السلام عليك أيها الوتر الموتور، السلام عليك أيها الإمام الهادي الزكي وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأقامت في جوارك، ووفدت مع زوارك، السلام عليك مني ما بقيت وبقي الليل والنهار، فلقد عظمت بك الرزية، وجل المصاب في المؤمنين والمسلمين، وفي أهل السماوات أجمعين، وفي سكان الأرضين، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصلوات الله وبركاته وتحياته عليك وعلى آبائك الطيبين المنتجبين، وعلى ذراريهم الهداة المهديين. السلام عليك يا مولاي وعليهم، وعلى روحك وعلى أرواحهم، وعلى تربتك وعلى تربتهم، اللهم لقهم رحمة ورضوانا وروحا وريحانا. السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، يابن خاتم النبيين وابن سيد الوصيين يابن سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا شهيد يابن الشهيد، يا أخا الشهيد، يا أبا الشهداء، اللهم بلغه عني في هذه الساعة وفي هذا اليوم، وفي هذا الوقت وفي كل وقت، تحية كثيرة وسلاما، سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته، يابن سيد العالمين، وعلى المستشهدين معك، سلاما متصلا ما اتصل الليل والنهار. السلام على الحسين بن علي الشهيد، السلام على علي بن الحسين الشهيد، السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد، السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين، السلام على الشهداء من ولد الحسن، السلام على الشهداء من ولد الحسين، السلام على الشهداء من ولد جعفر وعقيل، السلام على كل مستشهد معهم من المؤمنين، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبلغهم عني تحية كثيرة وسلاما. السلام عليك يا رسول الله، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا فاطمة، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا أمير المؤمنين، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا أبا محمد الحسن، أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين، يا مولاي يا أبا عبد الله، أنا ضيف الله وضيفك، وجار الله وجارك، ولكل ضيف وجار قرى، وقراي في هذا الوقت أن تسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني فكاك رقبتي من النار، إنه سميع الدعاء، قريب مجيب.
ثم قبل الضريح وانتقل إلى عند الرأس، وقف عنده وقل: السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة، السلام عليك يا قرين المصيبة الراتبة، بالله اقسم لقد طيب الله بك التراب، وأعظم بك المصاب، وأوضح بك الكتاب وجعلك وجدك وأباك، وامك وأخاك وأبناءك، عبرة لاولي الألباب، أشهد أنك تسمع الخطاب وترد الجواب. فصلى الله عليك يابن الميامين الأطياب، وها أنا ذا نحوك قد أتيت، وإلى فنائك التجأت، أرجو بذلك القربة إليك، وإلى جدك وأبيك، فصلى الله عليك يا إمامي وابن إمامي، كأني بك يا مولاي في عرصات كربلاء، تنادي فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، وتستجير فلا تجار، يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما. اللهم صل على روحه وجسده، وبلغه عني تحية وسلاما، ورحمة وبركة ورضوانا، وخيرا دائما وغفرانا، إنك سميع الدعاء قريب مجيب.
ثم انكب على القبر فقبله، وقل: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، يا أبا عبد الله، لقد عظمت المصيبة، وجلت الرزية بك علينا، وعلى أهل السماوات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك، يا مولاي يا أبا عبد الله، قصدت حرمك، وأتيت مشهدك، أسأل الله بالشأن الذي لك عنده، وبالمحل الذي لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
[ثم صل ركعتين عند الرأس، تقرأ فيهما ما أحببت، وادع الله بما أردت، ثم قم وامض وسلم على علي بن الحسين، وعلى الشهداء من أصحاب (ع)، بما ذكرناه أولا]، ثم ارفع رأسك، وصل عليه بهذه الصلاة صلى الله عليه: اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على الحسين المظلوم الشهيد، قتيل العبرات، وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة، يصعد أولها ولا ينفد آخرها، أفضل ما صليت على أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين، يا رب العالمين. اللهم صل على الإمام الشهيد، المقتول المظلوم المخذول، والسيد القائد والعابد الزاهد، الوصي الخليفة، الإمام الصديق، الطهر الطاهر، الطيب المبارك، والرضي المرضي، والتقي الهادي المهدي، سبط الرسول وقرة عين البتول صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم صل على سيدي ومولاي كما عمل بطاعتك، ونهى عن معصيتك، وبالغ في رضوانك، وأقبل على إيمانك، غير قابل فيك عذرا، سرا وعلانية، يدعو العباد إليك، ويدلهم عليك، وقام بين يديك، يهدم الجور بالصواب، ويحيي السنة بالكتاب، فعاش في رضوانك مكدودا، ومضى على طاعتك وفي أوليائك مكدوحا، وقضى إليك مفقودا، لم يعصك في ليل ولا نهار، بل جاهد فيك المنافقين والكفار. اللهم فاجزه خير جزاء الصادقين الأبرار، وضاعف عليهم العذاب، ولقاتليه العقاب، فقد قاتل كريما، وقتل مظلوما، ومضى مرحوما، يقول: أنا ابن رسول الله محمد، وابن من زكى وعبد، فقتلوه بالعمد المعتمد، قتلوه على الإيمان، وأطاعوا في قتله الشيطان، ولم يراقبوا فيه الرحمن. اللهم فصل على سيدي ومولاي صلاة ترفع بها ذكره، وتظهر بها أمره، وتعجل بها نصره، واخصصه بأفضل قسم الفضائل يوم القيامة، وزده شرفا في أعلى عليين، وبلغه أعلى شرف المكرمين، وارفعه من شرف رحمتك في شرف المقربين في الرفيع الأعلى، وبلغه الوسيلة والمنزلة الجليلة، والفضل والفضيلة، والكرامة الجزيلة. اللهم واجزه عنا أفضل ما جازيت إماما عن رعيته، وصل على سيدي ومولاي كلما ذكر وكلما لم يذكر. يا سيدي ومولاي، أدخلني في حزبك وزمرتك، واستوهبني من ربك وربي، فإن لك عند الله جاها وقدرا ومنزلة رفيعة، إن سألت اعطيت، وإن شفعت شفعت، الله الله في عبدك ومولاك، لا تخلني عند الشدائد والأهوال، لسوء عملي وقبيح فعلي وعظيم جرمي؛ فإنك أملي ورجائي، وثقتي ومعتمدي، ووسيلتي إلى الله ربي وربك، لم يتوسل المتوسلون إلى الله بوسيلة هي أعظم حقا، ولا أوجب حرمة، ولا أجل قدرا عنده، منكم أهل البيت، لا خلفني الله عنكم بذنوبي، وجمعني وإياكم في جنة عدن التي أعدها لكم ولأوليائكم، إنه خير الغافرين، وأرحم الراحمين. اللهم أبلغ سيدي ومولاي تحية وسلاما، واردد علينا منه السلام، إنك جواد كريم، وصل عليه كلما ذكر السلام وكلما لم يذكر، يا رب العالمين.
ثم صل ركعتين للزيارة، وادع بعدهما بما قدمناه عقيب صلاة زيارته الاولى وشرحناه، وزر بعد ذلك علي بن الحسين (ع)، والشهداء.
----------
بحار الأنوار ج 98 ص 222 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: تقول عند قبر الحسين (ع) ما أحببت.
----------
كامل الزيارات ص 213, بحار الأنوار ج 98 ص 284, مستدرك الوسائل ج 10 ص 410
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* الصلاة على الإمام الحسين (ع):
الصلاة على الإمامين الحسن والحسين (ع):
عن أبي محمد عبد الله بن محمد العابد قال: سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي (ع) في منزله بسر من رأى، سنة خمس وخمسين ومئتين، أن يملي علي من الصلاة على النبي وأوصيائه ـ عليه وعليهم السلام ـ، وأحضرت معي قرطاسا كثيرا، فأملى علي لفظا من غير كتاب...:
اللهم، صل على الحسن والحسين عبديك وولييك، وابني رسولك وسبطي الرحمة، وسيدي شباب أهل الجنة، أفضل ما صليت على أحد من أولاد النبيين والمرسلين. اللهم، صل على الحسن ابن سيد النبيين، ووصي أمير المؤمنين، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الوصيين، أشهد أنك يابن أمير المؤمنين أمين الله وابن أمينه، عشت مظلوما ومضيت شهيدا، وأشهد أنك الإمام الزكي الهادي المهدي، اللهم، صل عليه وبلغ روحه وجسده عني في هذه الساعة أفضل التحية والسلام. اللهم، صل على الحسين بن علي المظلوم الشهيد، قتيل الكفرة، وطريح الفجرة، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، أشهد موقنا أنك أمين الله وابن أمينه، قتلت مظلوما ومضيت شهيدا، وأشهد أن الله تعالى الطالب بثارك، ومنجز ما وعدك من النصر والتأييد في هلاك عدوك وإظهار دعوتك، وأشهد أنك وفيت بعهد الله، وجاهدت في سبيل الله، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين. لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة خذلتك، ولعن الله امة ألبت عليك، وأبرأ إلى الله تعالى ممن أكذبك، واستخف بحقك، واستحل دمك، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لعن الله قاتلك، ولعن الله خاذلك، ولعن الله من سمع واعيتك فلم يجبك ولم ينصرك، ولعن الله من سبى نساءك، أنا إلى الله منهم بريء، وممن والاهم ومالأهم وأعانهم عليه. أشهد أنك والأئمة من ولدك كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن، وبمنزلتكم موقن، ولكم تابع، بذات نفسي وشرائع ديني وخواتيم عملي، ومنقلبي في دنياي وآخرتي.
-----------
مصباح المتهجد ج 1 ص 401, جمال الأسبوع ص 487, البلد الأمين ص 304, بحار الأنوار ج 91 ص 74, زاد المعاد ص 310
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على الحسين المظلوم الشهيد، قتيل العبرات، وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة، يصعد أولها ولا ينفد آخرها، أفضل ما صليت على أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين، يا رب العالمين. اللهم صل على الإمام الشهيد، المقتول المظلوم المخذول، والسيد القائد والعابد الزاهد، الوصي الخليفة، الإمام الصديق، الطهر الطاهر، الطيب المبارك، والرضي المرضي، والتقي الهادي المهدي، سبط الرسول وقرة عين البتول صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم صل على سيدي ومولاي كما عمل بطاعتك، ونهى عن معصيتك، وبالغ في رضوانك، وأقبل على إيمانك، غير قابل فيك عذرا، سرا وعلانية، يدعو العباد إليك، ويدلهم عليك، وقام بين يديك، يهدم الجور بالصواب، ويحيي السنة بالكتاب، فعاش في رضوانك مكدودا، ومضى على طاعتك وفي أوليائك مكدوحا، وقضى إليك مفقودا، لم يعصك في ليل ولا نهار، بل جاهد فيك المنافقين والكفار. اللهم فاجزه خير جزاء الصادقين الأبرار، وضاعف عليهم العذاب، ولقاتليه العقاب، فقد قاتل كريما، وقتل مظلوما، ومضى مرحوما، يقول: أنا ابن رسول الله محمد، وابن من زكى وعبد، فقتلوه بالعمد المعتمد، قتلوه على الإيمان، وأطاعوا في قتله الشيطان، ولم يراقبوا فيه الرحمن. اللهم فصل على سيدي ومولاي صلاة ترفع بها ذكره، وتظهر بها أمره، وتعجل بها نصره، واخصصه بأفضل قسم الفضائل يوم القيامة، وزده شرفا في أعلى عليين، وبلغه أعلى شرف المكرمين، وارفعه من شرف رحمتك في شرف المقربين في الرفيع الأعلى، وبلغه الوسيلة والمنزلة الجليلة، والفضل والفضيلة، والكرامة الجزيلة. اللهم واجزه عنا أفضل ما جازيت إماما عن رعيته، وصل على سيدي ومولاي كلما ذكر وكلما لم يذكر. يا سيدي ومولاي، أدخلني في حزبك وزمرتك، واستوهبني من ربك وربي، فإن لك عند الله جاها وقدرا ومنزلة رفيعة، إن سألت اعطيت، وإن شفعت شفعت، الله الله في عبدك ومولاك، لا تخلني عند الشدائد والأهوال، لسوء عملي وقبيح فعلي وعظيم جرمي؛ فإنك أملي ورجائي، وثقتي ومعتمدي، ووسيلتي إلى الله ربي وربك، لم يتوسل المتوسلون إلى الله بوسيلة هي أعظم حقا، ولا أوجب حرمة، ولا أجل قدرا عنده، منكم أهل البيت، لا خلفني الله عنكم بذنوبي، وجمعني وإياكم في جنة عدن التي أعدها لكم ولأوليائكم، إنه خير الغافرين، وأرحم الراحمين. اللهم أبلغ سيدي ومولاي تحية وسلاما، واردد علينا منه السلام، إنك جواد كريم، وصل عليه كلما ذكر السلام وكلما لم يذكر، يا رب العالمين.
----------
بحار الأنوار ج 98 ص 222 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* صلوات وأذكار عند الإمام الحسين (ع)
عن أبي سعيد المدايني قال: دخلت على أبي عبد الله (ع)، فقلت: جعلت فداك! آتي قبر الحسين (ع)؟ قال: نعم يا أبا سعيد، ائت قبر الحسين (ع)، أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبر الأبرار، وإذا زرته ـ يا أبا سعيد ـ فسبح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ألف مرة، وسبح عند رجليه تسبيح فاطمة (ع) ألف مرة، ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما يس والرحمن، فإذا فعلت ذلك، كتب الله لك ثواب ذلك إن شاء الله تعالى. قال: قلت: جعلت فداك! علمني تسبيح علي وفاطمة (ع).
قال: نعم يا أبا سعيد، تسبيح علي (ع): سبحان الذي لا تنفد خزائنه، سبحان الذي لا تبيد معالمه، سبحان الذي لا يفنى ما عنده، سبحان الذي لا يشرك أحدا في حكمه، سبحان الذي لا اضمحلال لفخره، سبحان الذي لا انقطاع لمدته، سبحان الذي لا إله غيره.
وتسبيح فاطمة (ع): سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، ووقع الطير في الهواء.
------------
كامل الزيارات ص 213, بحار الأنوار ج 98 ص 166
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن صفوان الجمال, عن أبي عبد الله (ع) قال: ما استخار الله عز وجل عبد في أمر قط مائة مرة يقف عند رأس الحسين (ع) فيحمد الله ويهلله ويسبحه ويمجده ويثني عليه بما هو أهله إلا رماه الله تبارك وتعالى بأخير الأمرين.
--------------
قرب الإسناد ص 59, بحار الأنوار ج 98 ص 285
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: من كان له حاجة إلى الله عز وجل فليقف عند رأس الحسين (ع)، وليقل: يا أبا عبد الله، أشهد أنك تشهد مقامي، وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي. فإنها تقضى إن شاء الله تعالى.
----------
عدة الداعي ص 64, مستدرك الوسائل ج 10 ص 345
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
صفة صلاة لزيارة الحسين بن علي (ع) وهي أربع ركعات, بالحمد و{قل هو الله أحد} و{قل يا أيها الكافرون}, وتدعو بعدها وتقول:
اللهم إني أشهدك واشهد أهل طاعتك من جميع خلقك بأني أشهد مع كل شاهد يشهد بما شهدت به أجمع في حياتي وبعد وفاتي حتى ألقاك على ذلك يوم فاقتي، وأشهد أن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. وأشهد أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، وأشهد أن ولينا الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وأن ذريتهما أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وأشهد أنهم أعلام الدين، وأولوا الأرحام على الورى، والحجة على أهل الدنيا، انتجبتهم واصطفيتهم واختصصتهم، وأطلعتهم على سرك، فقاموا بأمرك وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، ودعوا العباد إلى التأويل والتنزيل، كلما مضى منهم داع خلف فيهم داعيا، فرضت طاعتهم، وأمرت بموالاتهم، ولم تجعل لأحد من خلقك عذرا في تركهم، والانحياز عنهم، والميل إلى غيرهم، وجعلتهم أهل بيت النبوة، أفضل البرية، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي والكرامة، وأولاد الصفوة، وأسباط الرسل، وأقران الكتاب، وأبواب الهدى والعروة الوثقى، لا يخافون فيك لومة لائم، ولا يقوم بحقهم إلا مؤمن، ولا يهدى بهداهم إلا منتجب. اللهم فصل عليهم بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأجزل بركاتك، وبوئهم من كرمك بأكرم كراماتك في الدنيا والآخرة، اللهم اجعل أحب الأشياء إلى وأبرها لدي، وأهمها إلى حبك، وحب رسولك، وحب أهل بيته الطيبين، وحب من أحبهم من جميع خلقك، وحب من عمل المحب لك ولهم، وبغض من أبغضك وأبغضهم من جميع خلقك، وبغض من عمل المبغض لك ولهم، حيا وميتا. وارزقني صبرا جميلا، ودينا سليما، وفرجا قريبا، وأجرا عظيما، ورزقا هنيئا، وعشيا رغيدا، وجسما صحيحا وعينا دامعة، وقلبا خاشعا، ويقينا ثابتا، وعمرا طويلا، وعقلا كاملا، وعبادة دائمة. وأسئلك الثبات على الهدى والقوة على ما تحب وترضى، اللهم واجعل حبك أحب الأشياء إلى، وخوفك أخوف الأشياء عندي، وارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك، وما رزقتني وترزقني مما أحب فاجعله لي فراغا فيما تحب، واقطع حوائج الدنيا بالشوق إلى لقائك. وإذا أقررت عيون أهل الدنيا بدنياهم، فاجعل قرة عيني في طاعتك ورضاك ومرضاتك برحمتك إن رحمتك قريب من المحسنين.
-------------
بحار الأنوار ج 98 ص 285 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
صفة صلاة أخرى عند رأس الحسين (ع) وهما ركعتان بالرحمن وتبارك, فمن صلاهما كتب الله له خمسا وعشرين حجة مقبولة مبرورة متقبلة مع رسول الله (ص).
----------
بحار الأنوار ج 98 ص 287 عن مصباح الزائر, مستدرك الوسائل ج 10 ص 329
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
صفة صلاة الحسين (ع) وهو فيما ينبغي أن يصلى عند ضريحه (ع), وهي أربع ركعات بأربعمائة مرة فاتحة الكتاب, وأربعمائة مرة {قل هو الله أحد}: تقرأ وأنت قائم خمسين مرة الحمد، وخمسين مرة {قل هو الله أحد}، ثم تركع وتقرأ كل واحدة منهما عشرا، ثم ترفع رأسك وتقرأ هما عشرا ثم تسجد وتقرأهما عشرا، ثم ترفع رأسك وتقرأهما عشرا ثم تسجد وتقرأهما عشرا، فذلك مائة في كل ركعة.
فإذا سلمت فقل: يا الله أنت الذي استجبت لآدم وحواء عليهما السلام حين قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، وناداك نوح عليه السلام فاستجبت له ونجيته وأهله من الكرب العظيم، وأطفات نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما. وأنت الذي استجبت لأيوب عليه السلام حين ناداك إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فكشفت ما به من الضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لأولي الألباب. وأنت الذي استجبت لذي النون حين نادى في الظلمات أن: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنجيته من الغم. وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت: قد أجيبت دعوتكما فاستقيما، وأغرقت فرعون وقومه، وغفرت لداود ذنبه ونبهت قلبه وأرضيت خصمه رحمة منك، وفديت الذبيح بذبح عظيم بعد ما أسلما وتله للجبين فناديت بالفرج والروح، وأنت الذي ناداك زكريا عليه السلام نداء خفيا قال: رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا، وقلت: ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. وأنت تستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدنهم من فضلك، رب فلا تجعلني من أهون الداعين لك، الراغبين إليك، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك، طهرني بطهرك، وتقبل صلاتي وحسناتي بقبول حسن، و طيب بقية حياتي، وطيب وفاتي، واحفظني فيمن اخلف، واحفظهم رب بدعائي واجعل ذريتي ذرية طيبة، تحيطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك وأهل طاعتك، برحمتك يا أرحم الراحمين. يا من هو على كل شئ رقيب، ومن كل سائل قريب، ولكل داع من خلقه مستجيب، أنت الله الذي لا إله إلا أنت الحي القيوم الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأسئلك بقدرتك التي علوت بها على عرشك، ورفعت بها سماواتك، وفرشت بها أرضك، وأرسيت بها جبالك، وأجريت بها البحار، وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت بها الخلائق كلها. أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات وأضاءت به الظلمات إلا صليت على محمد وآل محمد وكفيتني أمر معادى ومعاشي وأصلحت شأني كله، و لم تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلحت أمري وأمر عيالي وكفيتني أمرهم وأغنيتني وإياهم من كنوزك وخزائنك وسعة فضلك وأنبطت قلبي من ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك، وجعلت لي من المتقين في آخرتي إماما كما جعلت إبراهيم إماما، فان بتوفيقك يفوز الفائزون، ويتوب التائبون ويعبدك العابدون، وبتسديدك يسعد الصالحون المخبتون الخائفون لك، وبارشادك نجا الناجون من نارك، وأشفق منها المشفقون من خلقك، وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون، وغفل الغافلون. اللهم آت نفسي مناها، أنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكيها، اللهم بين لها هداها، وألهمها فجورها وتقويها، وأنزلنا من الجنان علياها، وطيب وفاتها ومحياها، وأكرم منقلبها ومثواها، ومستقرها ومأواها، وأنت ربها وموليها.
ثم ادع بها أحببت إنشاء الله
------------
بحار الأنوار ج 98 ص 287
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* الزيارات الكاملة الواردة به (ع) والشهداء:
عن يونس الكناسي, عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا أتيت قبر الحسين (ع)، فائت الفرات واغتسل بحيال قبره، وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار حتى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقي، وقل حين تدخله: السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون.
فإذا استقبلت قبر (ع) فقل: السلام على رسول الله، السلام على أمين الله على رسله وعزائم أمره، والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم تقول: اللهم صل على أمير المؤمنين، عبدك وأخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن [رسولك] الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم تصلي على الحسين وسائر الأئمة (ع)، كما صليت وسلمت على الحسن (ع)، ثم تأتي قبر (ع) فتقول: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله عز وجل ما امرت به، ولم تخش أحدا غيره، وجاهدت في سبيله، وعبدته صادقا حتى أتاك اليقين. أشهد أنك كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على من يبقى ومن تحت الثرى، أشهد أن ذلك سابق فيما مضى، وذلك لكم فاتح فيما بقي، أشهد أن أرواحكم وطينتكم طيبة، طابت وطهرت هي بعضها من بعض، منا من الله ورحمة، واشهد الله واشهدكم أني بكم مؤمن، ولكم تابع في ذات نفسي، وشرائع ديني، وخاتمة عملي، ومنقلبي ومثواي، وأسأل الله البر الرحيم أن يتم ذلك لي، أشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به، ولن تخشوا أحدا غيره، وجاهدتم في سبيله وعبدتموه حتى أتاكم اليقين، لعن الله من قتلكم، ولعن الله من أمر به، ولعن الله من بلغه ذلك منهم فرضي به، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتكم، وسفكوا دمكم، ملعونون على لسان النبي الامي صلى الله عليه وآله.
ثم تقول: اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، وخالفوا ملتك، ورغبوا عن أمرك، واتهموا رسولك، وصدوا عن سبيلك، اللهم احش قبورهم نارا وأجوافهم نارا، واحشرهم وأشياعهم إلى جهنم زرقا، اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، وكل عبد مؤمن امتحنت قلبه للإيمان، اللهم العنهم في مستسر السر وفي ظاهر العلانية، اللهم العن جوابيت هذه الامة، والعن طواغيتها، والعن فراعنتها، والعن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام، والعن قتلة (ع) وعذبهم عذابا لا تعذب به أحدا من العالمين، اللهم اجعلنا ممن ينصره وتنتصر به، وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة.
ثم اجلس عند رأسه فقل: صلى الله عليك، أشهد أنك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا، وأديت أمينا، وقتلت صديقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، صلى الله عليك وسلم تسليما. وجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك، وأشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك، صلى الله عليك وسلم تسليما. أشهد أنك صديق الله وحجته على خلقه، وأشهد أن دعوتك حق، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض، وأشهد أن الله هوالحق المبين.
ثم تحول عند رجليه، وتخير من الدعاء، وتدعو لنفسك.
ثم تحول عند رأس علي بن الحسين وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته عليك، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك، وعترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ثم تأتي قبور الشهداء وتسلم عليهم، وتقول: السلام عليكم أيها الربانيون. أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، ونحن لكم خلف وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة؛ فإنكم أنصار الله كما قال الله عز وجل: وكأين من نبى قـتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا وما ضعفتم وما استكنتم، حتى لقيتم الله على سبيل الحق، ونصرة كلمة الله التامة، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما. أبشروا بموعد الله الذي لاخلف له إنه لا يخلف الميعاد، والله مدرك لكم بثار ما وعدكم. أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة، أنتم السابقون والمهاجرون والأنصار، أشهد أنكم قد جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله، وابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما. الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون.
ثم ترجع إلى القبر وتقول: أتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله، وإني بك عارف وبحقك، مقر بفضلك، مستبصر بضلالة من خالفك، [موقن] عارف بالهدى الذي أنتم عليه، بأبي أنت وامي ونفسي. اللهم إني اصلي عليه كما صليت عليه أنت ورسولك وأمير المؤمنين، صلاة متتابعة متواصلة مترادفة تتبع بعضها بعضا، لا انقطاع لها ولا أمد ولا أجل، في محضرنا هذا، وإذا غبنا وشهدنا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وإذا أردت أن تودعه فقل: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به ودللت عليه، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد منا ومنه، اللهم إني أسألك أن تنفعنا بحبه، اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به دينك، وتقتل به عدوك، وتبير به من نصب حربا لال محمد؛ فإنك وعدت ذلك وأنت لا تخلف الميعاد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أشهد أنكم شهداء نجباء، جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
--------------
الكافي ج 4 ص 572, كامل الزيارات ص 201, الوافي ج 14 ص 1490, بحار الأنوار ج 98 ص 157
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسين بن ثوير قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله (ع)، وكان المتكلم منا يونس، وكان أكبرنا سنا، فقال له: جعلت فداك! إني أحضر مجلس هؤلاء القوم ـ يعني ولد العباس ـ فما أقول؟ فقال: إذا حضرت فذكرتنا فقل: اللهم أرنا الرخاء والسرور؛ فإنك تأتي على ما تريد. فقلت: جعلت فداك! إني كثيرا ما أذكر الحسين (ع)، فأي شيء أقول؟ فقال: قل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله ـ تعيد ذلك ثلاثا ـ؛ فإن السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد، ثم قال: إن أبا عبد الله الحسين (ع) لما قضى بكت عليه السماوات السبع، والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهن، ومن ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكى على أبي عبد الله (ع)، إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك! وما هذه الثلاثة الأشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان عليهم لعنة الله. قلت: جعلت فداك! إني اريد أن أزوره، فكيف أقول وكيف أصنع؟ (1)
قال: إذا أتيت أبا عبد الله (ع) فاغتسل على شاطئ الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا؛ فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والتعظيم لله عز وجلكثيرا، والصلاة على محمد وأهل بيته عليهم السلام، حتى تصير إلى باب الحير، ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم اخط عشر خطوات، ثم قف وكبر ثلاثين تكبيرة، ثم امش إليه حتى تأتيه من قبل وجهه، فاستقبل وجهك بوجهه، وتجعل القبلة بين كتفيك، ثم قل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والأرض، أشهد أن دمك سكن في الخلد، واقشعرت له أظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهن، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى. أشهد أنك حجة الله وابن حجته، وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله، وأشهد أنك ثائر الله وابن ثائره، وأشهد أنك وتر الله الموتور في السماوات والأرض، وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت وأوفيت، وجاهدت في سبيل الله ومضيت للذي كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشاهدا ومشهودا. أنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك والوافد إليك، ألتمس كمال المنزلة عند الله، وثبات القدم في الهجرة إليك، والسبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي امرت بها. من أراد الله بدأ بكم، بكم يبين الله الكذب، وبكم يباعد الله الزمان الكلب، وبكم فتح الله وبكم يختم الله، وبكم يمحو ما يشاء وبكم يثبت، وبكم يفك الذل من رقابنا، وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب بها، وبكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها، وبكم يكشف الله الكرب، وبكم ينزل الله الغيث، وبكم تسيخ الأرض التي تحمل أبدانكم، وتستقر جبالها عن مراسيها، إرادة الرب في مقادير اموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم، والصادر عما فصل من أحكام العباد. لعنت امة قتلتكم، وامة خالفتكم، وامة جحدت ولايتكم، وامة ظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس ورد الواردين، وبئس الورد المورود، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله عليك يا أبا عبد الله ـ أنا إلى الله ممن خالفك بريء ـ ثلاثا ـ.
ثم تقوم فتأتي ابنه عليا (ع) وهو عند رجليه فتقول: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن علي أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسن والحسين، السلام عليك يابن خديجة وفاطمة، صلى الله عليك، لعن الله من قتلك ـ تقولها ثلاثا ـ أنا إلى الله منهم بريء ـ ثلاثا ـ.
ثم تقوم فتومئ بيدك إلى الشهداء، وتقول: السلام عليكم ـ ثلاثا ـ فزتم والله فزتم والله، فليت أني معكم فأفوز فوزا عظيما.
ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله (ع) بين يديك، فصل ست ركعات وقد تمت زيارتك، فإن شئت فانصرف.
--------------
(1) كم هنا في الفقيه
الكافي ج 4 ص 575, التهذيب ج 6 ص 54, الفقيه ج 3 ص 594, الوافي ج 14 ص 1488, كامل الزيارات ص 197, وسائل الشيعة ج 14 ص 490, بحار الأنوار ج 98 ص 151
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسن بن عطية, عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا دخلت الحائر فقل: اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به، اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسلك، سلام الله عليك يابن رسول الله، وسلام ملائكته فيما تروح وتغتدي به الرائحات الطاهرات لك وعليك، وسلام على ملائكة الله المقربين، وسلام على المسلمين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم. أشهد أنك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض، من الدم الذي لا يدرك ثاره من الأرض إلا بأوليائك. اللهم حبب إلي مشاهدهم وشهادتهم حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم فرطا وتابعا في الدنيا والآخرة.
ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات، ثم تقوم بحيال القبر وتقول: سبحان الذي سبح له الملك والملكوت، وقدست بأسمائه جميع خلقه، وسبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، اللهم اكتبني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت والطاغوت، والعن أشياعهم وأتباعهم. اللهم أشهدني مشاهد الخير كلها مع أهل بيت نبيك، اللهم توفني مسلما، واجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من عبادك الصالحين.
ثم تكبر خمس تكبيرات، ثم تمشي قليلا وتقول: اللهم إني بك مؤمن وبوعدك موقن، اللهم اكتب لي إيمانا وثبته في قلبي، اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في عملي. اللهم اجعلني ممن له مع الحسين (ع) قدما ثابتا، وأثبتني فيمن استشهد معه.
ثم كبر ثلاث تكبيرات، وترفع يديك حتى تضعهما على القبر جميعا، ثم تقول: أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر، طهرت وطهرت بك البلاد، وطهرت أرض أنت بها، وطهر حرمك، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه، وأنك ثار الله في أرضه حتى يستثير لك من جميع خلقه.
ثم ضع خديك جميعا على القبر، ثم تجلس وتذكر الله بما شئت، وتوجه إلى الله فيما شئت أن تتوجه، ثم تعود وتضع يديك عند رجليه، ثم تقول: صلوات الله على روحك وعلى بدنك، صدقت وأنت الصادق المصدق، وقتل الله من قتلك بالأيدي والألسن.
ثم تقبل إلى علي (ع) ابنه، فتقول ما أحببت.
ثم تقوم قائما فتستقبل القبور، قبور الشهداء، فتقول: السلام عليكم أيها الشهداء، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له، الله مدرك لكم وتركم، ومدرك لكم في الأرض عدوه، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة.
ثم تجعل القبر بين يديك، ثم تصلي ما بدا لك، ثم تقول: جئت وافدا إليك، وأتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي، من أمر دنياي وآخرتي، بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم، وبك يدرك عند الله أهل الترات طلبتهم.
ثم تكبر إحدى عشرة تكبيرة متتابعة، ولا تعجل فيها، ثم تمشي قليلا فتقوم مستقبل القبلة، فتقول:
الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، خلق الخلق فلم يغب شيء من امورهم عن علمه، فعلمه بقدرته، ضمنت الأرض ومن عليها دمك وثارك يابن رسول الله، صلى الله عليك، أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله الوعد الصادق في هلاك أعدائك، وتمام موعد الله إياك، أشهد أن من تبعك الصادقون، الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: {أولائك هم الصديقون والشهدآء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم}.
ثم كبر سبع تكبيرات، ثم تمشي قليلا، ثم تستقبل القبر وتقول: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدره تقديرا، أشهد أنك دعوت إلى الله وإلى رسوله، ووفيت لله بعهده، وقمت لله بكلماته، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين. لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة خذلتك، ولعن الله امة خذلت عنك. اللهم إني اشهدك بالولاية لمن واليت ووالته رسلك، وأشهد بالبراءة ممن برئت منه وبرئت منه رسلك، اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دماء أهل بيت نبيك، وأفسدوا في بلادك، واستذلوا عبادك. اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك وبرك وبحرك، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية في أرضك وسمائك. وكلما دخلت الحائر فسلم وضع خدك على القبر.
------------
كامل الزيارات ص 194, بحار الأنوار ج 98 ص 148
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع)، قال: إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل، وصليت على النبي (ص)، واجتهدت في ذلك، ثم تقول: سلام الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغدو، والزاكيات الطاهرات لك، وعليك سلام الملائكة المقربين والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك، والشهداء على أنك صادق وصديق، صدقت ونصحت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض، والدم الذي لا يدرك ترته أحد من أهل الأرض، ولا يدركه إلا الله وحده. جئتك يابن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي، من أمر دنياي وآخرتي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم، وبك يدرك أهل الترات من عباد الله طلبتهم.
ثم امش قليلا، ثم تستقبل القبر، فقل: الحمد لله الواحد المتوحد بالامور كلها، خالق الخلق فلم يعزب عنه شيء من أمرهم، وعالم كل شيء بغير تعليم، ضمن الأرض ومن عليها دمك وثارك، يابن رسول الله، أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله الوعد الحق في هلاك عدوك وتمام موعده إياك، أشهد أنه قاتل معك ربيون كثير، كما قال الله: {وكأين من نبى قـتل معه ربيون كثيرفما وهنوا لما أصابهم}.
ثم كبر سبع تكبيرات، ثم امش قليلا واستقبل القبر، ثم قل: الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدره تقديرا. أشهد أنك قد بلغت عن الله ما امرت به، ووفيت بعهد الله، وتمت بك كلماته، وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، ولعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة خذلت عنك. اللهم، إني أشهد بالولاية لمن واليت ووالت رسلك، وأشهد بالبراءة ممن تبرأت منه وبرئت منه رسلك. اللهم العن الذين كذبوا رسولك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دم أهل بيت نبيك، وأفسدوا عبادك واستذلوهم. اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك وبحرك، اللهم العنهم في سمائك وأرضك، اللهم واجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلهم لي فرطا، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة.
ثم امش قليلا فكبر سبعا، وهلل سبعا، واحمد الله سبعا، وسبح الله سبعا، وأجبه سبعا، تقول:
لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي وشعري وبشري ورأيي وهواي، على التسليم لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، والموصي البليغ، والمظلوم المهتضم، جئت انقطاعا إليك، وإلى ولدك وولد ولدك، الخلف من بعدك على بركة الحق، فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لك معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينه ويبعثكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني من المؤمنين برجعتكم، لا انكر لله قدرة، ولا اكذب له مشية، ولا أزعم أن ما شاء لا يكون.
ثم امش حتى تنتهي إلى القبر، وقل وأنت قائم: سبحان الله، يسبح له الملك والملكوت، ويقدس بأسمائه جميع خلقه، سبحان الله الملك القدوس، ربنا ورب الملائكة والروح، اللهم اجعلني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت والطاغوت.
ثم ارفع يديك حتى تضعهما ممدودتين على القبر، ثم تقول: أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر، قد طهرت بك البلاد، وطهرت أرض أنت فيها، وأنك ثأر الله في الأرض حتى يستثير لك من جميع خلقه.
ثم ضع يديك وخديك جميعا على القبر، ثم اجلس عند رأسه واذكر الله بما أحببت، وتوجه إليه واسأل الله حوائجك.
ثم ضع يديك وخديك عند رجليه، وقل: صلى الله على روحك وبدنك؛ فلقد صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك بالأيدي والألسن.
ثم قم إلى قبر ولده، وتثني عليهم بما أحببت، وتسأل ربك حوائجك وما بدا لك.
ثم تستقبل قبور الشهداء قائما، فتقول: السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له، وأن الله مدرك بكم ثاركم، وأنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة.
ثم اجعل القبر بين يديك، وصل ما بدا لك، وكلما دخلت الحائر فسلم، ثم امش حتى تضع يديك وخديك جميعا على القبر.
فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك، ولا تقصر عنده من الصلوات ما أقمت.
وإذا انصرفت من عنده فودعه، وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، عليك يابن رسول الله، وعلى روحك وبدنك وذريتك، ومن حضرك من أوليائك. فإذا بلغت الرواح فقل هذا الكلام من أوله إلى آخره كما قلت حين دخلت الحائر، فإذا دخلت منزلك فقل: الحمد لله الذي سلمني وسلم مني، الحمد لله في الامور كلها وعلى كل حال، الحمد لله رب العالمين.
ثم كبر إحدى وعشرين تكبيرة متتابعة، وسهل، ولا تعجل فيها إن شاء الله تعالى، والباقي مثله.
-------------
كامل الزيارات ص 216, بحار الأنوار ج 98 ص 168
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة اخرى له (ع) مختصرة، يزار بها في كل يوم، وفي كل شهر، ويزار بها عند قائم الغري؛ فقد جاء في الأثر أن رأس (ع) هناك، وأن الصادق جعفر بن محمد (ع) زاره هناك بهذه الزيارة، وصلى عنده أربع ركعات.
تأتي مشهده (ع) بعد اغتسالك ولباسك أطهر ثيابك، فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك، وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، ورحمة الله وبركاته. أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين. وأشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن الذين خذلوك، والذين قتلوك، ملعونون على لسان النبي الامي، وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم. أتيتك يا مولاي يابن رسول الله، زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلالة من خالفك، فاشفع لي عند ربك.
ثم انكب على القبر، وضع خدك عليه، وتحول إلى عند الرأس، وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه، صلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، وعليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته.
ثم تحول إلى عند الرجلين فزر علي بن الحسين صلوات الله عليهما، وقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، لعن الله من ظلمك، ولعن من قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم.
ثم ادع بما أردت وزر الشهداء منحرفا من عند الرجلين إلى القبلة، فقل: السلام عليكم أيها الصديقون، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وصبرتم على الأذى في جنب الله، ونصحتم لله ولرسوله ولابن رسوله حتى أتاكم اليقين. أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، جزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين، وجمع بيننا وبينكم في محل النعيم.
ثم امض إلى قبر العباس بن أمير المؤمنين (ع)، فإذا أتيته فقف عليه، وقل: السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله. أشهد أنك قد جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وألحقهم بدرك الجحيم.
ثم صل في مسجده تطوعا ما أحببت، وانصرف.
فإذا أردت وداع سيدنا أبي عبد الله (ع) عند انصرافك من مشهده، فقف على قبره كما وقفت عليه أولا، وقل: السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله، هذا أوان انصرافي، غير راغب عنك ولا مستبدل بك غيرك، وأستودعك الله وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد مني بزيارته، وارزقني العود إليه أبدا ما أحييتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه، واجمع بيني وبينه في جنات النعيم.
--------------
المزار الكبير ص 517, بحار الأنوار ج 98 ص 256
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة أخرى له (ع) أوردها السيد وغيره, والظاهر أنه من تأليف السيد المرتضى رضي الله عنه, (1) قال في مصباح الزائر: زيارة بألفاظ شافية يذكر فيها بعض مصائب يوم الطف, يزار بها الحسين (ع) زار بها المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه وسأذكرها على الوصف الذي أشار هو إليه قال: قال: إذا أردت الخروج من بيتك فقل: اللهم إليك توجهت، وعليك توكلت، وبك استعنت، ووجهك طلبت، ولزيارة ابن نبيك أردت، ولرضوانك تعرضت، اللهم احفظني في سفري وحضري، ومن بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، وأعوذ بعظمتك من شر كل ذي شر. اللهم احفظني بما حفظت به كتابك المنزل على نبيك المرسل، يا من قال وهو أصدق القائلين: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وإذا بلغت المنزل تقول: رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطـنا نصيرا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إني أسألك خير هذه البقعة المباركة وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، اللهم حببني إلى خلقك، وأفض علي من سعة رزقك، ووفقني للقيام بأداء حقك، برحمتك ورضوانك ومنك وإحسانك يا كريم.
فإذا رأيت القبة فقل: الحمد لله وسلـم على عباده الذين اصطفى ءآلله خير أما يشركون، وسلـم على المرسلين والحمد لله رب العــلمين، وسلـم على إل ياسين إنا كذلك نجزى المحسنين، والسلام على الطيبين الطاهرين الأوصياء الصادقين، القائمين بأمر الله وحججه، الداعين إلى سبيل الله، المجاهدين في الله حق جهاده، الناصحين لجميع عباده، المستخلفين في بلاده، المرشدين إلى هدايته ورشاده، إنه حميد مجيد.
فإذا قربت من المشهد فقل: اللهم إليك قصد القاصدون، وفي فضلك طمع الراغبون، وبك اعتصم المعتصمون، وعليك توكل المتوكلون، وقد قصدتك وافدا، وإلى سبط نبيك واردا، وبرحمتك طامعا، ولعزتك خاضعا، ولولاة أمرك طائعا، ولأمرهم متابعا، وبك وبمنك عائذا، وبقبر وليك متمسكا، وبحبلك معتصما، اللهم ثبتني على محبة أوليائك، ولا تقطع أثري عن زيارتهم، واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم.
فإذا بلغت موضع القتل فقل: أذن للذين يقـتلون بأنهم ظـلموا وإن الله على نصرهم لقدير، ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما ءاتـاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنينقل اللهم فاطر السمـو ت والأرض عــلم الغيب والشهـدة أنت تحكم بين عبادك فى ما كانوا فيه يختلفون۰و لا تحسبن الله غـفلا عما يعمل الظــلمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصـر مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظـلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم فى مسـكن الذين ظـلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام، وسيعلم الذين ظـلموا أى منقلب ينقلبون، من المؤمنين رجال صدقواما عـهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. عند الله نحتسب مصيبتنا في سبط نبينا وسيدنا وإمامنا، أعزز علينا يا أبا عبد الله بمصرعك هذا فريدا وحيدا قتيلا غريبا عن الأوطان، بعيدا عن الأهل والإخوان، مسلوب الثياب، معفرا في التراب، قد نحر نحرك، وخسف صدرك، واستبيح حريمك، وذبح فطيمك، وسبي أهلك، وانتهب رحلك، تقلب يمينا وشمالا، وتتجرع من الغصص أهوالا. لهفي عليك لهفان، وأنت مجدل على الرمضاء ضمآن، لا تستطيع خطابا، ولا ترد جوابا، قد فجعت بك نسوانك وولدك، واحتز رأسك من جسدك. لقد صرع بمصرعك الإسلام، وتعطلت الحدود والأحكام، وأظلمت الأيام، وانكسفت الشمس، وأظلم القمر، واحتبس الغيث والمطر، واهتز العرش والسماء، واقشعرت الأرض والبطحاء، وشمل البلاء، واختلفت الأهواء، وفجع بك الرسول، وازعجت البتول، وطاشت العقول. فلعنة الله على من جار عليك وظلمك، ومنعك الماء واهتضمك، وغدر بك وخذلك، وألب عليك وقتلك، ونكث بيعتك وعهدك ووعدك، وأخلف ميثاقك، وأعان عليك ضدك، وأغضب بفعاله جدك، وسلام الله ورضوانه وبركاته وتحياته عليك، وعلى الأزكياء من ذريتك والنجباء من عترتك، إنه حميد مجيد.
ثم تدخل القبة الشريفة وتقف على القبر الشريف وتقول: السلام على آدم صفوة الله في خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته، السلام على إدريس القائم لله بحجته، السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود المؤيد من الله بمعونته، السلام على صالح الذي وجهه الله بكرامته، السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته، السلام على يعقوب الذي رد الله بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته، السلام على موسى الذي فلق الله له البحر بقدرته، السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على امته، السلام على داوود الذي تاب الله عليه من بعد خطيئته، السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته، السلام على أيوب الذي شفاه الله من علته، السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته، السلام على زكريا الصابر على محنته، السلام على العزير الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته، السلام على عيسى الذي هو روح الله وكلمته. السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص بكرامته وباخوته، السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته، السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته، السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الله الشفاء في تربته، السلام على من الإجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته، السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا، السلام على المرمل بالدماء، السلام على المهتوك الخباء، السلام على خامس أصحاب الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلاء، السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء. السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات، السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاخبات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات. السلام على حجة رب العالمين. السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين المستشهدين، السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين. السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير، السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة الغريبة، السلام على المجدلين في الفلوات، السلام على النازحين عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر، السلام على المظلوم بلا ناصر، السلام على ساكن التربة الزاكية، السلام على صاحب القبة السامية. السلام على من طهره الجليل، السلام على من بشر به جبرئيل، السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل، السلام على من نكثت ذمته وذمة حرمه، السلام على من انتهكت حرمة الإسلام في إراقة دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجرع بكاسات مرارات الرماح، السلام على المستضام المستباح، السلام على المهجور في الورى، السلام على المنفرد بالعراء، السلام على من تولى دفنه أهل القرى، السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين، السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب، السلام على الودج المقطوع، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الشلو ۰ الموضوع، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم تحول إلى عند الرأس، وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن خيرة رب العالمين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يابن خديجة الكبرى، السلام عليك يا من بكت في مصابه السماوات العلى، السلام عليك يا من بكت لفقده الأرضون السفلى. السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا صريع الدمعة الساكبة العبرى، السلام عليك يا مذيب الكبد الحرى، السلام عليك يابن يعسوب الدين، السلام عليك يا عصمة المتقين، السلام عليك يا علم المهتدين، السلام عليك يا حجة الله الكبرى، السلام على الإمام المفطوم من الزلل، المبرإ من كل عيب، السلام على ابن الرسول وقرة عين البتول، السلام على من كان يناغيه جبرئيل، ويلاعبه ميكائيل، السلام على التين والزيتون، السلام على كفتي الميزان المذكور في سورة الرحمن، المعبر عنهما باللؤلؤ والمرجان، السلام على امناء المهيمن المنان، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على المقتول المظلوم، السلام على الممنوع من ماء الفرات، السلام على سيد السادات، السلام على قائد القادات، السلام على حبل الله المتين، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته وأبا حججه، أشهد لقد طيب الله بك التراب، وأوضح بك الكتاب، وأعظم بك المصاب، وجعلك وجدك وأباك وامك وأخاك عبرة لاولي الألباب. [يابن الميامين الأطياب، التالين الكتاب، وجهت سلامي إليك، وعولت في قضاء حوائجى بعد الله عليك، ما خاب من تمسك بك، ولجأ إليك، صلى الله عليك، وجعل أفئدة من الناس تهوي إليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته]. السلام عليك يابن خيرة الأخيار، السلام عليك يابن عنصر الأبرار، السلام عليك يابن قسيم الجنة والنار، السلام عليك يابن بقية النبيين، السلام عليك يابن صالح المؤمنين، السلام عليك يابن النبأ العظيم، السلام عليك يابن الصراط المستقيم. أشهد أنك حجة الله في أرضه، أشهد أن الذين خالفوك، وأن الذين قتلوك والذين خذلوك، وأن الذين جحدوا حقك ومنعوك إرثك، ملعونون على لسان النبي الامي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين.
ثم انكب على الضريح وقبل التربة وقل: السلام عليك يا أول مظلوم انتهك دمه وضيعت فيه حرمة الإسلام؛ فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، أشهد أني سلم لمن سالمت، وحرب لمن حاربت، مبطل لما أبطلت، محقق لما حققت، فاشفع لي عند ربي وربك، في خلاص رقبتي من النار، وقضاء حوائجي في الدنيا والآخرة، صلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم تحول إلى جانب القبر وتستقبل القبلة، وترفع يديك وتقول: اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحق الرجاء، اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك، وإن علمي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد وحقق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك، يا أكرم الأكرمين، وأيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما صنعه في أمسه. اللهم إن الغني من استغنى عن خلقك بك، فصل على محمد وآل محمد وأغنني يا رب عن خلقك، واجعلني ممن لا يبسط كفه إلا إليك، اللهم إن الشقي من قنط وأمامه التوبة وخلفه الرحمة، وإن كنت ضعيف العمل فإني في رحمتك قوي الأمل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي. اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، وبصرت فتعامينا، وحذرت فتعدينا، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، وأنت أعلم بما أعلنا وما أخفينا، وأخبر بما نأتي وما أتينا، فصل على محمد وآل محمد ولا تؤاخذنا بما أخطأنا فيه ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وتمم إحسانك إلينا، وأسبغ رحمتك علينا. إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الإمام، ونسألك بالحق الذي جعلته له ولجده رسولك ولأبويه علي وفاطمة أهل بيت الرحمة، إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، وتمنع عن قدرة، ونحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدنيا، وبلاغا للآخرة، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم تحول إلى عند الرجلين وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى ملائكة الله المرفرفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فإني قصدت إليك، ورجوت الفوز لديك، السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المسكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه من حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك الفداء، وأهله لأهلك وقاء. فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرتك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا، وتحسرا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة المصاب، وغصة الاكتئاب. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت بحبله فارتضيته، وخشيته وراقبته واستحييته، وسننت السنن وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد، وكنت لله طائعا، ولجدك محمد صلى الله عليه وآله تابعا، ولقول أبيك سامعا، وإلى وصية أخيك مسارعا، ولعماد الدين رافعا، وللطغيان قامعا، وللطغاة مقارعا، وللامة ناصحا، وفي غمرات الموت سابحا، وللفساق مكافحا، وبحجج الله قائما، وللإسلام عاصما، وللمسلمين راحما، وللحق ناصرا، وعند البلاء صابرا، وللدين كالئا، وعن حوزته مراميا، وعن الشريعة محاميا. تحوط الهدى وتنصره، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره، وتكف العابث وتزجره، تأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف، كنت ربيع الأيتام، وعصمة الأنام، وعز الإسلام، ومعدن الأحكام، وحليف الإنعام، سالكا في طريقة جدك وأبيك، مشبها في الوصية لأخيك، وفي الذمم رضي الشيم، مجتهدا في العبادة في حندس الظلم، قويم الطرائق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليما شديدا، عليما رشيدا، إماما شهيدا، أواها منيبا، جوادا مثيبا، حبيبا مهيبا. كنت للرسول ولدا، وللقرآن سندا، وللامة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا عن سبيل الفساق، تتأوه تأوه المجهود، طويل الركوع والسجود، زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحش منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، ولحاظك عن بهجتها مطروفة، ورغبتك في الآخرة معروفة، حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والأحباب. تنكر المنكر بقلبك ولسانك على حسب طاقتك وإمكانك، ثم اقتضاك العلم للإنكار، وأردت أن تجاهد الكفار، فسرت في أولادك وأهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت بإقامة الحدود، وطاعة المعبود، ونهيت عن الخيانة والطغيان، فواجهوك بالظلم والعدوان، فجاهدتهم بعد الإيعاد إليهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك، وأغضبوا جدك، وأنذروك بالحرب، وثبت للطعن والضرب، وطحطحت جنود الكفار، وشردت جيوش الأشرار، واقتحمت قسطل ۰ الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك علي المختار. فلما رأوك ثابت الجأش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، وقاتلوك بكيدهم وشرهم، وأجلب اللعين عليك جنوده، ومنعوك الماء ووروده، وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام، وبسطوا إليك الأكف للاصطلام، ولم يرعوا لك الذمام، ولا راقبوا فيك الأنام، وفي قتلهم أولياءك ونهبهم رحالك، وأنت مقدم في الهبوات، محتمل للأذيات، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات، وأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك بالجراح، وحالوا بينك وبين ماء الفرات، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوانك وأولادك. فهويت إلى الأرض طريحا ضمآن جريحا، تطؤك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفت بالانبساط والانقباض شمالك ويمينك، تدير طرفا منكسرا إلى رحلك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك، فأسرع فرسك شاردا، وأتى خيامك قاصدا، محمحما باكيا. فلما رأين النساء جوادك مخزيا، وأبصرن سرجك ملويا، برزن من الخدور، للشعور ناشرات، وللخدود لاطمات، وللوجوه سافرات، وبالعويل داعيات، وبعد العز مذللات، وإلى مصرعك مبادرات، وشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه في نحرك، قابض شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، وقد سكنت حواسك، وخمدت أنفاسك، وورد على القناة رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات، تلفح وجوههم حرور الهاجرات، يساقون في الفلوات، أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق. فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الإسلام، وعطلوا الصلاة والصيام، ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الإيمان، وحرفوا آيات القرآن، وهملجوا في البغي والعدوان. لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله من أجلك موتورا، وعاد كتاب الله مهجورا، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا، فقد بفقدك التكبير والتهليل، والتحريم والتحليل، والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والإلحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل. وقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه وآله، فنعاك إليه بالدمع الهطول، قائلا: يا رسول الله، قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبي بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وبنيك، فنزع الرسول الرداء، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك امك فاطمة الزهراء، واختلف جنود الملائكة المقربين تعزي أباك أمير المؤمنين، واقيمت عليك المآتم، تلطم عليك فيها الحور العين، وتبكيك السماوات وسكانها، والجبال وخزانها، والسحاب وأقطارها، والأرض وقيعانها، والبحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحطيم وزمزم، والمنبر المعظم، والنجوم الطوالع، والبروق اللوامع، والرعود القعاقع، والرياح الزعازع، والأفلاك الروافع. فلعن الله من قتلك وسلبك، واهتضمك وغصبك، وبايعك واعتزلك، وحاربك وساقك، وجهز الجيوش إليك، ووثب الظلمة عليك، أبرأ إلى الله سبحانه من الآمر والفاعل والغاشم والخاذل. اللهم فثبتني على الإخلاص والولاء، والتمسك بحبل أهل الكساء، وانفعني بمودتهم، واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم، إنك ولي ذلك يا أرحم الراحمين.
ثم تحول إلى عند رجلي (ع)، وقف على علي بن الحسين (ع) وقل: السلام عليك أيها الصديق الطيب الطاهر، الزكي الحبيب المقرب وابن ريحانة رسول الله، السلام عليك من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته، ما أكرم مقامك وأشرف منقلبك، أشهد لقد شكر الله سعيك وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية حيث الشرف كل الشرف، في الغرف السامية في الجنة فوق الغرف، كما من عليك من قبل وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. والله ما ضرك القوم بما نالوا منك ومن أبيك الطاهر صلوات الله عليكما، ولا ثلموا منزلتكما من البيت المقدس، ولا وهنتما بما أصابكما في سبيل الله، ولا ملتما إلى العيش في الدنيا، ولا تكرهتما مباشرة المنايا إذ كنتما قد رأيتما منازلكما في الجنة قبل أن تصيرا إليها، واخترتماها قبل أن تنتقلا إليها، فسررتم وسررتم. فهنيئا لكم ـ يا بني عبد المطلب ـ التمسك من النبي صلى الله عليه وآله بالسيد السابق حمزة بن عبد المطلب، وقدمتما عليه وقد الحقتما بأوثق عروة وأقوى سبب. صلى الله عليك أيها الصديق الشهيد المكرم والسيد المقدم، الذي عاش سعيدا ومات شهيدا وذهب فقيدا، فلم تتمتع من الدنيا إلا بالعمل الصالح، ولم تتشاغل إلا بالمتجر الرابح. أشهد أنك من الفرحين بما ءاتـاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون وتلك منزلة كل شهيد، منزلة الحبيب إلى الله القريب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، زادك الله من فضله في كل لفظة ولحظة وسكون وحركة، مزيدا يغبط ويسعد أهل عليين به، يا كريم النفس، يا كريم الأب، يا كريم الجد إلى أن تتناهى، رفعكم الله من أن يقال رحمكم الله، وافتقر إلى ذلك غيركم من كل من خلق الله.
ثم تقول: صلوات الله عليكم ورضوانه ورحمة الله وبركاته، فاشفع لي أيها السيد الطاهر إلى ربك، في حط الأثقال عن ظهري وتخفيفها عني، وارحم ذلي وخضوعي لك وللسيد أبيك صلى الله عليكما.
ثم انكب على القبر وقل: زاد الله في شرفكم في الآخرة كما شرفكم في الدنيا، وأسعدكم كما أسعد بكم، وأشهد أنكم أعلام الدين ونجوم العالمين.
ثم تتوجه إلى البيت الذي عند رجلي علي بن الحسين (ع) وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، سلاما لا يفنى أمده ولا ينقطع مدده، سلاما تستوجبه باجتهادك، وتستحقه بجهادك، عشت حميدا وذهبت فقيدا، لم يمل بك حب الشهوات، ولم يدنسك طمع النزهات، حتى كشفت لك الدنيا عن عيوبها، ورأيت سوء عواقبها وقبح مصيرها، فبعتها بالدار الآخرة، وشريت نفسك شراء المتاجرة، فأربحتها أكرم الأرباح، ولحقت بها الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصــلحين وحسن أولـائك رفيقا ذ لك الفضل من الله وكفى بالله عليما. السلام على القاسم بن الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يابن حبيب الله، السلام عليك يابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، السلام عليك من حبيب لم يقض من الدنيا وطرا، ولم يشف من أعداء الله صدرا، حتى عاجله الأجل، وفاته الأمل، وهنيئا لك يا حبيب حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله، ما أسعد جدك، وأفخر مجدك وأحسن منقلبك! السلام عليك يا عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، السلام عليك يابن الناشئ في حجر رسول الله، والمقتدي بأخلاق رسول الله، والذاب عن حريم رسول الله صبيا، والذائد عن حرم رسول الله، مباشرا للحتوف، مجاهدا بالسيوف، قبل أن يقوى جسمه ويشتد عظمه ويبلغ أشده، ما زلت من العلا منذ يفعت، تطلب الغاية القصوى في الخير منذ ترعرعت، حتى رأيت أن تنال الحظ السني في الآخرة ببذل الجهاد ۰ والقتال لأعداء الله، فتقربت والمنايا دانية، وزحفت والنفس مطمئنة طيبة، تلقى بوجهك بوادر السهام، وتباشر بمهجتك حد الحسام، حتى وفدت إلى الله تعالى بأحسن عمل وأرشد سعي إلى أكرم منقلب، وتلقاك ما أعده لك من النعيم المقيم الذي يزيد ولا يبيد، والخير الذي يتجدد ولا ينفد، صلوات الله عليك تترى تتبع اخراهن الاولى. السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب صنو الوصي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله وعليك وعلى أبيك ما دجا ليل وأضاء نهار، وما طلع هلال وما أخفاه سرار، وجزاك الله عن ابن عمك والإسلام أحسن ما جازى الأبرار الأخيار، الذين نابذوا الفجار وجاهدوا الكفار، فصلوات الله عليك يا خير ابن عم لخير ابن عم، زادك الله فيما آتاك حتى تبلغ رضاك كما بلغت غاية رضاه، وجاوز بك أفضل ما كنت تتمناه. السلام عليك يا جعفر بن عقيل بن أبي طالب، سلاما يقضي حقك في نسبك وقرابتك، وقدرك في منزلتك، وعملك في مواساتك ومساهمتك ابن عمك بنفسك ومبالغتك في مواساته، حتى شربت بكأسه، وحللت محله في رمسه، واستوجبت ثواب من بايع الله في نفسه، فاستبشر ببيعه الذي بايعه به، وذلك هو الفوز العظيم، فاجتمع لك ما وعدك الله به من النعيم بحق المبالغة، إلى ما أوجبه الله عز وجل لك بحق النسب والمشاركة، ففزت فوزين لا ينالهما إلا من كان مثلك في قرابته ومكانته، وبذل ماله ومهجته لنصرة إمامه وابن عمه، فزادك الله حبا وكرامة حتى تنتهي إلى أعلى عليين في جوار رب العالمين. السلام عليك يا عبد الله بن مسلم بن عقيل، فما أكرم مقامك في نصرة ابن عمك، وما أحسن فوزك عند ربك! فلقد كرم فعلك وأجل أمرك وأعظم في الإسلام سهمك، رأيت الانتقال إلى رب العالمين خيرا من مجاورة الكافرين، ولم تر شيئا للانتقال أكرم من الجهاد والقتال، فكافحت الفاسقين بنفس لا تخيم عند الناس، ويد لا تلين عند المراس، حتى قتلك الأعداء من بعد أن رويت سيفك وسنانك من أولاد الأحزاب والطلقاء، وقد عضك السلاح وأثبتتك الجراح، فغلبت على ذات نفسك غير مسالم ولا مستأسر، فأدركت ما كنت تتمناه، وجاوزت ما كنت تطلبه وتهواه، فهناك الله بما صرت إليه، وزادك ما ابتغيت الزيادة عليه. السلام عليك يا عبد الله بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فإنك الغرة الواضحة واللمعة اللائحة، ضاعف الله رضاه عنك وأحسن لك ثواب ما بذلته منك، فلقد واسيت أخاك وبذلت مهجتك في رضى ربك. السلام عليك يا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، سلاما يرجيه البيت الذي أنت فيه أضأت، والنور الذي فيه استضأت، والشرف الذي فيه اقتديت، وهناك الله بالفوز الذي إليه وصلت، وبالثواب الذي ادخرت، لقد عظمت مواساتك بنفسك، وبذلت مهجتك في رضى ربك ونبيك وأبيك وأخيك، ففاز قدحك وزاد ربحك، حتى مضيت شهيدا ولقيت الله سعيدا، صلوات الله عليك وعلى أخيك وعلى إخوتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. السلام عليك يا أبا بكر بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، ما أحسن بلاءك وأزكى سعيك، وأسعدك بما نلت من الشرف وفزت به من الشهادة! فواسيت أخاك وإمامك ومضيت على يقينك، حتى لقيت ربك صلوات الله عليك، وضاعف الله ما أحسن به عليك. السلام عليك يا عثمان بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فما أجل قدرك وأطيب ذكرك، وأبين أثرك وأشهر خبرك، وأعلى مدحك وأعظم مجدك، فهنيئا لكم يا أهل بيت الرحمة ومختلف الملائكة، ومفاتيح الخير تحيات الله غادية ورائحة في كل يوم وطرفة عين ولمحة، وصلوات الله عليكم يا أنصار دين الله وأنصار أهل البيت من مواليهم وأشياعهم، فلقد نلتم الفوز وحزتم الشرف في الدنيا والآخرة. يا ساداتي يا أهل البيت، وليكم الزائر، المثني عليكم بما أولاكم الله وأنتم له أهل، المجيب لكم بسائر جوارحه، يستشفع بكم إلى الله ربكم وربه في إحياء قلبه وتزكية عمله، وإجابة دعائه وتقبل ما يتقرب به، والمعونة على أمر دنياه وآخرته، فقد سأل الله تعالى ذلك وتوسل إليه بكم، وهو نعم المسؤول ونعم المولى ونعم النصير.
ثم تسلم على الشهداء من أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام، وتستقبل القبلة وتقول: السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار علي بن أبي طالب وأنصار فاطمة الزهراء، وأنصار الحسن والحسين وأنصار الإسلام، أشهد لقد نصحتم لله وجاهدتم في سبيله، فجزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء، فزتم والله فوزا عظيما، أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، وأشهد أنكم الشهداء وأنكم السعداء وأنكم في درجات العلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم عد إلى موضع رأس (ع) واستقبل القبلة، وصل ركعتين صلاة الزيارة، تقرأ في الاولى الحمد وسورة الأنبياء، وفي الثانية الحمد وسورة الحشر أو ما تهيأ لك من القرآن، فإذا فرغت من الصلاة فقل: سبحان ذي القدرة والجبروت، سبحان ذي العزة والملكوت، سبحان المسبح له بكل لسان، سبحان المعبود في كل أوان، الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين، لا إله إلا هو فتعالى الله عما يشركون، اللهم ثبتني على الإقرار بك واحشرني عليه، وألحقني بالعصبة المعتقدين له، الذين لم يعترضهم فيك الريب ولم يخالطهم الشك، الذين أطاعوا نبيك ووازروه وعاضدوه ونصروه، واتبعوا النور الذي انزل معه، ولم يكن اتباعهم إياه طلب الدنيا الفانية، ولا انحرافا عن الآخرة الباقية، ولا حب الرئاسة والإمرة ولا إيثار الثروة، بل تاجروا بأموالهم وأنفسهم، وربحوا حين خسر الباخلون، وفازوا حين خاب المبطلون، وأقاموا حدود ما أمرت به من المودة في ذوي القربى، التي جعلتها أجر رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أداه إلينا من الهداية إليك، وأرشدنا إليه من التعبد، وتمسكوا بطاعتهم ولم يميلوا إلى غيرهم. اللهم إني اشهدك أني معهم وفيهم وبهم، ولا أميل عنهم ولا أنحرف إلى غيرهم، ولا أقول لمن خالفهم، هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا. اللهم صل على محمد وآل محمد وعترته، صلاة ترضيه وتحظيه وتبلغه أقصى رضاه وأمانيه، وعلى ابن عمه وأخيه المهتدي بهدايته المستبصر بمشكاته القائم مقامه في امته، وعلى الأئمة من ذريته: الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي والحجة بن الحسن. اللهم إن هذا مقام إن ربح فيه القائم بأهل ذلك فهو من الفائزين، وإن خسر فهو من الهالكين، اللهم إني لا أعلم شيئا يقربني من رضاك في هذا المقام، إلا التوبة من معاصيك والاستغفار من الذنوب، والتوسل بهذا الإمام الصديق ابن رسول الله، وأنا بحيث تنزل الرحمة وترفرف الملائكة وتأتيه الأنبياء وتغشاه الأوصياء، فإن خفت مع كرمك ومع هذه الوسيلة إليك أن تعذبني فقد ضل سعيي وخسر عملي، فيا حسرة نفسي! وإن تغفر لي وترحمني فأنت أرحم الراحمين.
ثم قبل الضريح وقل: أيها الإمام الكريم وابن الرسول الكريم، أتيتك بزيارة العبد لمولاه، الراجي فضله وجدواه، الآمل قضاء الحق الذي أظهره الله لك، وكيف أقضي حقك مع عجزي وصغر جدي وجلالة أمرك وعظيم قدرك، وهل هي إلا المحافظة على ذكرك والصلاة عليك مع أبيك وجدك، والمتابعة لك والبراءة من أعدائك والمنحرفين عنك، فلعن الله من خالفك في سره وجهره، ومن أجلب عليك بخيله ورجله، ومن كثر أعداءك بنفسه وماله، ومن سره ما ساءك ومن أرضاه ما أسخطك، ومن جرد سيفه لحربك، ومن شهر نفسه في معاداتك، ومن قام في المحافل بذمك، ومن خطب في المجالس بلومك سرا وجهرا. اللهم جدد عليهم اللعنة كما جددت الصلاة عليه، اللهم لا تدع لهم دعامة إلا قصمتها، ۰ ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، اللهم أرسل عليهم من الحق يدا حاصدة تصرع قائمهم، وتهشم سوقهم، وتجدع معاطسهم. اللهم صل على محمد وآل محمد وعترته الطاهرين، الذين بذكرهم ينجلي الظلام وينزل الغمام، وعلى أشياعهم ومواليهم وأنصارهم، واحشرني معهم وتحت لوائهم، أيها الإمام الكريم، اذكرني بحرمة جدك عند ربك ذكرا ينصرني على من يبغي علي، ويعاندني فيك ويعاديني من أجلك، واشفع لي إلى ربك في إتمام النعمة لدي، وإسباغ العافية علي، وسوق الرزق إلي وتوسيعه علي، لأعود بالفضل منه على مبتغيه، فما أسأل مع الكفاف إلا ما أكتسب به الثواب؛ فإنه لا ثواب لمن لا يشاركك في ماله، ولا حاجة لي فيما يكنز في الأرض ولا ينفق في نافلة ولا فرض. اللهم إني أسألك وأبتغيه من لدنك حلالا طيبا، فأعني على ذلك وأقدرني عليه، ولا تبتليني بالحاجة فأتعرض بالرزق للجهات التي يقبح أمرها ويلزمني وزرها. اللهم ومد لي في العمر ما دامت الحياة موصولة بطاعتك مشغولة بعبادتك، فإذا صارت الحياة مرتعة للشيطان فاقبضني إليك، قبل أن يسبق إلي مقتك ويستحكم علي سخطك. اللهم صل على محمد وآل محمد، ويسر لي العود إلى هذا المشهد الذي عظمت حرمته، في كل حول بل في كل شهر بل في كل اسبوع؛ فإن زيارته في كل حول مع قبولك ذلك بركة شاملة، فكيف إذا قربت المدة وتلاحقت القدرة. اللهم إنه لا عذر لي في التأخر عنه والإخلال بزيارته مع قرب المسافة، إلا المخاوف الحائلة بيني وبينه، ولولا ذلك لتقطعت نفسي حسرة لانقطاعي عنه أسفا على ما يفوتني منه. اللهم يسر لي الإتمام، وأعني على تأديه وما اضمره فيه وأراه أهله ومستوجبه، فأنت بنعمتك الهادي إليه والمعين عليه، اللهم فتقبل فرضي ونوافلي وزيارتي، واجعلها زيارة مستمرة وعادة مستقرة، ولا تجعل ذلك منقطع التواتر يا كريم.
فإذا أردت الوداع، فصل ركعتين وقل: السلام عليك يا خير الأنام لأكرم إمام وأكرم رسول، وليك يودعك توديع غير قال ولا سئم للمقام لديك، ولا مؤثر لغيرك عليك، ولا منصرف لما هو أنفع له منك، توديع متأسف على فراقك ومتشوق إلى عود لقائك، وداع من يعد الأيام لزيارتك، ويؤثر الغدو والرواح إليك، ويتلهف على القرب منك ومشاهدة نجواك صلى الله عليك، ما اختلف الجديدان وتناوح العصران وتعاقب الأيام.
ثم انكب على القبر وقل: يا مولاي ما تروى النفس من مناجاتك، ولا يقنع القلب إلا بمجاورتك، فلو عذرتني الحال التي ورائي لتركتها ولا استبدلت بها جوارك، فما أسعد من يغاديك ويراوحك، وما أرغد عيش من يمسيك ويصبحك! اللهم احرس هذه الآثار من الدروس، وأدم لها ما هي عليه من الانس والبركات والسعود، ومواصلة ما كرمتها به من زوار الأنبياء والملائكة والوافدين إليها في كل يوم وساعة، واعمر الطريق بالزائرين لها وآمن سبلها إليها. اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم وإتيان مشاهدهم، إنك ولي الإجابة يا كريم. (2)
--------------
(1) العلامة المجلسي في البحار ج 98 ص 328: الأظهر أن السيد أخذ هذه الزيارة (زيارة الناحية المقدسة المعروفة) وأضاف إليها من قبل نفسه ما أضاف.
(2) بحار الأنوار ج 98 ص 232 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* ما يقال في الطريق إلى الحسين (ع)
عن صفوان الجمال قال: قال لي مولاي جعفر بن محمد الصادق (ع): إذا أردت زيارة الحسين بن علي (ع)، فصم قبل ذلك ثلاثة أيام، واغتسل في اليوم الرابع، واجمع إليك أهلك وولدك، وقل قبل مسيرك: اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي، ومن كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب. اللهم اجعلنا من الفائزين، واحفظنا بحفظ الإيمان واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في جوارك وحفظك وحرزك، ولا تغير ما بنا من نعمتك، وزدنا من فضلك إنا إليك راغبون. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في المال والأهل والولد، اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان وبرد المغفرة، وأمانا من عذابك، وآتنا من لدنك رحمة إنه لا يملك ذلك غيرك.
فإذا أتيت الفرات، فكبر الله مئة مرة، وهلل مئة مرة، وصل على النبي (ص) مئة مرة، ثم قل بعد ذلك: اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت سيدي خير مقصود، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، واشكر سعيي، وارحم مسيري إليك، من غير من مني عليك بل لك المن علي، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله وشرفه. اللهم فاحفظني بالليل والنهار حتى تبلغني هذا المكان، فقد رجوتك فلا تقطع رجائي، وقد أملتك فلا تخيب أملي، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي، يا رب العالمين.
فإذا أردت الغسل ندبا فقل: بسم الله وبالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الأئمة الصادقين، اللهم طهر به قلبي، واشرح به صدري، ونور به بصري، اللهم اجعله لي نورا وطهورا وخيرا، وشفاء من كل داء وسقم، وعافني من كل ما أخاف وأحذر. اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
فإذا فرغت من غسلك، فالبس ثوبين طاهرين أو ثوبا، وصل ركعتين ندبا خارج المشرعة، وهو المكان الذي قال الله جل وعز: {وفى الأرض قطع متجـورات وجنـت من أعنـب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل}. واقرأ في الركعة الاولى فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل يـأيها الكـفرون.
فإذا سلمت فكبر الله ما استطعت، وقل: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما سرمدا، لا ينقطع ولا يفنى، حمدا ترضى به عنا، حمدا يتصل أوله ولا ينفد آخره، حمدا يزيد ولا يبيد، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
فإذا توجهت إلى الحائر، فقل: اللهم إليك قصدت، ولبابك قرعت، وبفنائك نزلت، وبك اعتصمت، ولرحمتك تعرضت، وبوليك (ع) توسلت، اللهم صل على محمد وآله، واجعل زيارتي مبرورة، ودعائي مقبولا.
فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة، وارم بطرفك نحو القبر، وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله، يابن رسول الله، عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، الذليل بين يديك، المقصر في علو قدرك، المعترف بحقك، جاءك مستجيرا بذمتك، قاصدا إلى حرمك، متوجها إلى الله تبارك وتعالى بك.
أفأدخل يا حجة الله، أأدخل يا أمير المؤمنين، أأدخل يا ولي الله، أأدخل يا باب الله، أأدخل يا ملائكة الله، أأدخل أيها الملائكة المحدقون بهذا الحرم، المقيمون بهذا المشهد.
ثم أدخل رجلك اليمنى القبة وأخر اليسرى، وقل: الله أكبر كبيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الفرد الأحد الصمد الواحد، المتفضل المتطول الجبار، الذي من علي بطوله، وسهل زيارة مولاي، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا، وعن ذمته مدفوعا، بل تطول ومنح، فله الحمد.
ثم ادخل الحائر، وقم بحذائه بخشوع، وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي حجة الله، السلام عليك يا وارث الحسن الداعي إلى الله، السلام عليك يا وارث نبي الله. السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها البر الرضي، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين.
ثم ادخل عند القبر، وقم عند الرأس خاشعا قلبك، وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا وعاء النور ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا خازن الكتاب المشهور، السلام عليك يا اس الإسلام الناصر لدين الله، السلام عليك يا نظام المسلمين. يا مولاي، أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، أشهد أنك يا مولاي من دعائم الدين، وأركان المسلمين، ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي، المطهر الزكي، الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا من أوليائك.
ثم انكب على القبر وقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا مولاي، أنا موال لوليكم معاد لعدوكم، وأنا بكم مؤمن وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع. يا مولاي، آمنت بسركم وعلانيتكم، وظاهركم وباطنكم، وأولكم وآخركم. يا مولاي، أتيتك خائفا فآمني، وأتيتك مستجيرا فأجرني، يا سيدي، أنت وليي ومولاي وحجة الله على الخلق أجمعين، آمنت بسركم وعلانيتكم، وبظاهركم وباطنكم، يا مولاي، أنت السفير بيننا وبين الله، والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.
ثم صل عند الرأس ركعتين زيارة ندبا، فإذا سلمت فقل بعد ذلك: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك، وحدك لا شريك لك، اللهم صل على محمد وآله وبلغهم عني السلام كثيرا، وأفضل التحية والسلام، واردد علي منهم السلام كثيرا.
ثم تقول: اللهم! هاتان الركعتان هدية مني، وكرامة إلى سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل مني، وبلغني أفضل أملي ورجائي فيك، وفي وليك أمير المؤمنين عليه السلام.
ثم انكب على القبر ثانية وقل: يا مولاي، أشهد أن الله عز وجل منجز لك ما وعدك، ومعذب من قتلك، عليه اللعنة إلى يوم الدين.
ثم تأتي إلى قبر علي بن الحسين (ع)، فتقبله وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه، السلام عليك يا خليل الله وابن خليله، عشت سعيدا ومت فقيدا وقتلت مظلوما، يا شهيد ابن الشهيد عليك من الله السلام. ثم تصلي ركعتين وتكثر بعدهما من الصلاة على النبي وآله، وتسأل حاجتك.
ثم تأتي إلى قبر العباس بن علي (ع) وتقول: السلام عليك أيها الولي الصالح، الناصح الصديق، أشهد أنك آمنت بالله ونصرت ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، ودعوت إلى سبيل الله، وواسيت بنفسك، وبذلت مهجتك، فعليك من الله السلام التام.
ثم تنكب على القبر وتقبله، وتقول: بأبي أنت وامي يا ناصر دين الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق، السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد، السلام عليك مني أبدا ما بقيت، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وتخرج من عنده فترجع إلى قبر سيدنا الحسين (ع)، فتقيم عنده ما أحببت، ولا احب لك أن تجعله مبيتك. فإذا أردت الوداع فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول: يا مولاي، السلام عليك سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف يا مولاي فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين. يا مولاي، لا جعله الله آخر العهد مني من زيارتك، وتقبل مني، ورزقني العود إليك، والمقام في حرمك، والكون في مشهدك، آمين رب العالمين. ثم تقبله وتمر سائر بدنك ووجهك على القبر، فإنه أمان وحرز من كل ما تخاف وتحذر بإذن الله، وتمشي القهقرى وتقول: السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا باب المقام، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم، السلام عليك يا مولاي وعلى الملائكة المحدقين بك، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، السلام عليك أبدا مني ما بقيت وبقي الليل والنهار.
وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا.
--------------
المزار الكبير ص 427, بحار الأنوار ج 98 ص 257
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن صفوان بن مهران قال: استأذنت الصادق (ع) لزيارة مولانا الحسين (ع)، فسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: يا صفوان! صم ثلاثة أيام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثالث، ثم اجمع إليك أهلك، ثم قل: اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي، ومالي وولدي، ومن كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب، اللهم صل على محمد وآل محمد، واحفظنا بحفظ الإيمان واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في حرزك، ولا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من عافيتك، وزدنا من فضلك إنا إليك راغبون. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنقلب، ومن سوء المنظر في النفس والأهل والمال والولد، اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان وبرد المغفرة، وآمنا من عذابك إنا إليك راغبون، وآتنا من لدنك رحمة إنك على كل شيء قدير.
فإذا أتيت الفرات، يعني شريعة الصادق (ع) بالعلقمي فقل: اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وأنت سيدي أكرم مقصود وأفضل مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، وقد قصدت وليك وابن نبيك، وصفيك وابن صفيك، ونجيك وابن نجيك، وحبيبك وابن حبيبك. اللهم فاشكر سعيي، وارحم مسيري إليك بغير من مني عليك، بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله، وحفظتني في الليل والنهار حتى بلغتني هذا المكان، اللهم، فلك الحمد على نعمائك كلها، ولك الشكر على مننك كلها.
ثم اغتسل من الفرات؛ فإن أبي حدثني عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): إن ابني هذا ـ الحسين ـ يقتل بعدي على شاطئ الفرات، فمن زاره واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته امه.
فإذا اغتسلت، فقل في غسلك: بسم الله وبالله، اللهم اجعله نورا وطهورا، وحرزا وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة، اللهم، طهر به قلبي، واشرح به صدري، وسهل لي به أمري.
فإذا فرغت من غسلك، فالبس ثوبين طاهرين، وصل ركعتين خارج الشرعة وهو المكان الذي قال الله عز وجل: {و فى الأرض قطع متجاورات وجنـت من أعنـب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء وحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل}.
فإذا فرغت من صلاتك فتوجه نحو الحائر وعليك السكينة والوقار، وقصر خطاك؛ فإن الله تعالى يكتب لك بكل خطوة حجة وعمرة، وسر خاشعا قلبك، باكية عينك، وأكثر من التكبير والتهليل، والثناء على الله عز وجل، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله والصلاة على (ع) خاصة، واللعن على من قتله، والبراءة ممن أسس ذلك عليه.
فإذا أتيت باب الحائر فقف، وقل: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
ثم قل: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك يا سيد المرسلين، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام عليك وعلى الأئمة من ولدك، السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين في هذا المقام الشريف، السلام عليكم يا ملائكة ربي المحدقين بقبر (ع)، السلام عليكم مني أبدا ما بقيت، وبقي الليل والنهار.
ثم تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، عبدك وابن عبدك وابن أمتك، المقر بالرق، والتارك للخلاف عليكم، والموالي لوليكم والمعادي لعدوكم، قصد حرمك، واستجار بمشهدك، وتقرب إليك بقصدك. أأدخل يا رسول الله؟ أأدخل يا نبي الله؟ أأدخل يا أمير المؤمنين؟ أأدخل يا سيد الوصيين؟ أأدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين؟ أأدخل يا مولاي يا أبا عبد الله؟ أأدخل يا مولاي يابن رسول الله؟
فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الإذن فادخل. ثم قل: الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي هداني لولايتك، وخصني بزيارتك، وسهل لي قصدك.
ثم تأتي باب القبة، وقف من حيث يلي الرأس، وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبرهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله، السلام عليك يابن محمد المصطفى، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يابن خديجة الكبرى، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين؛ فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. يا مولاي يا أبا عبد الله، أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي، الرضي الزكي، الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، واشهد الله وملائكته، وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن، وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم، وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم، وعلى شاهدكم وعلى غائبكم، وعلى ظاهركم وعلى باطنكم.
ثم انكب على القبر وقبله، وقل: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية، وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك، يا مولاي يا أبا عبد الله، قصدت حرمك، وأتيت إلى مشهدك، أسأل الله بالشأن الذي لك عنده، وبالمحل الذي لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم قم فصل ركعتين عند الرأس، اقرأ فيهما بما أحببت. فإذا فرغت من صلواتك، فقل: اللهم، إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك؛ لأن الصلاة والركوع والسجود لا يكون إلا لك، لأنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية، واردد علي منهم السلام. اللهم! وهاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي الحسين بن علي (ع). اللهم! فصل على محمد وعليه وتقبل مني، وأجرني على ذلك بأفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا ولي المؤمنين.
ثم قم وصر إلى عند رجل الحسين (ع)، وقف عند رأس علي بن الحسين (ع)، وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن نبي الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد وابن الشهيد، السلام عليك أيها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.
ثم انكب على قبره، فقبله، وقل: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، لقد عظمت المصيبة، وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع المسلمين، فلعن الله امة قتلتك، وأبرأ إلى الله وإليك منهم.
ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين (ع). ثم توجه إلى الشهداء، وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه، السلام عليكم يا أنصار دين الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله، السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين، السلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن بن علي الولي الناصح، السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله، بأبي أنتم وامي، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، وفزتم فوزا عظيما، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم.
ثم عد إلى عند رأس (ع)، وأكثر من الدعاء لك ولأهلك ولولدك ولاءخوانك؛ فإن مشهده لا ترد فيه دعوة، ولا سؤال سائل، فإذا أردت الخروج فانكب على القبر، وقل: السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خاصة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا أمين الله، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، لا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إلى مشهدك، والمقام في حرمك، وإياه أسأل أن يسعدني بك وبالأئمة من ولدك، ويجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم قم واخرج ولا تول ظهرك، وأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى تغيب عن القبر.
فمن زار (ع) بهذه الزيارة كتب الله له بكل خطوة مئة ألف حسنة، ومحا عنه مئة ألف سيئة، ورفع له مئة ألف درجة، وقضى له مئة ألف حاجة، أسهلها أن يزحزحه عن النار، وكان كمن استشهد مع الحسين (ع)، حتى يشركهم في درجاتهم.
--------------
مصباح المتهجد ج 2 ص 717, بحار الأنوار ج 98 ص 197, المزار للشهيد الأول ص 117 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق (ع): إذا أردت المسير إلى قبر الحسين (ع)، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك، وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، وأجر على لساني ذكرك ومدحتك والثناء عليك؛ فإنه لا قوة إلا بك، وقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك والاتباع لسنة نبيك، والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك إلى جميع خلقك. اللهم اجعله نورا وطهورا، وحرزا وشفاء من كل داء وسقم، وآفة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر.
فإذا خرجت فقل: اللهم إني إليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك أسلمت نفسي، وإليك ألجأت ظهري، وعليك توكلت، لا ملجأ ولا منجى إلا إليك، تباركت وتعاليت، عز جارك وجل ثناؤك.
ثم قل: بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، على الله توكلت وإليه أنبت، فاطر السماوات السبع والأرضين السبع، ورب العرش العظيم. اللهم صل على محمد وآل محمد، واحفظني في سفري، واخلفني في أهلي بأحسن الخلافة، اللهم إليك توجهت، وإليك خرجت، وإليك وفدت، ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك تقربت. اللهم لا تمنعني ما عندك بشر ما عندي، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطاياي، واقبل مني حسناتي.
وتقول: اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد، اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ـ ثلاث مرات ـ. واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد، وإنـا أنزلناه, وآية الكرسي، ويس، وآخر الحشر: {لو أنزلنا هـذا القرءان على جبل لرأيته خـشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذى لا إلـه إلا هو عالم الغيب والشهـدة هو الرحمـن الرحيم هو الله الذى لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلـم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة! فإذا كنت راكبا أو ماشيا فقل: اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال، وعواقب الوبال، وفتنة الضلال، ومن أن نلقى بمكروه، وأعوذ بك من الحبس واللبس، ومن وسوسة الشيطان وطوارق السوء، وشر كل ذي شر، ومن شر شياطين الجن والإنس، ومن شر من ينصب لأولياء الله العداوة، ومن أن يفرطوا علي أو أن يطغوا. وأعوذ بك من شر عيون الظلمة، ومن شر كل ذي شر، وشرك إبليس، ومن يرد عن الخير باللسان واليد.
فإذا خفت شيئا فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، به احتجبت، وبه اعتصمت، اللهم اعصمني من شر خلقك؛ فإنما أنا بك وأنا عبدك.
فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره: اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، وقد أتيتك زائرا قبر ابن نبيك صلواتك عليه، فاجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، وتقبل مني عملي، واشكر سعيي، وارحم مسيري إليك بغير من مني، بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني قبر ابن وليك. وقد رجوتك، فصل على محمد وآل محمد ولا تقطع رجائي، وقد أتيتك فلا تخيب أملي، واجعل هذا كفارة لما كان قبله من ذنوبي، واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين.
ثم اعبر الفرات، وقل: اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل سعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، واغسلني من الخطايا والذنوب، وطهر قلبي من كل آفة تمحق ديني أو تبطل عملي، يا أرحم الراحمين.
ثم تأتي النينوى فتضع رحلك بها، ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما دمت مقيما بها، ثم تأتي الشط بحذاء نخل القبر، واغتسل وعليك الميزر، وقل وأنت تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، وأجر على لساني محبتك ومدحتك والثناء عليك؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بك، وقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك، والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالالفة بينهم، أشهد أنهم أنبياؤك ورسلك إلى جميع خلقك. اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا، وشفاء من كل سقم وداء، ومن كل آفة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر. اللهم طهر به جوارحي وعظامي، ولحمي ودمي، وشعري وبشري، ومخي وعصبي، وما أقلت الأرض مني، واجعله لي شاهدا يوم فقري وفاقتي.
ثم البس أطهر ثيابك، فإذا لبستها فقل: الله أكبر الله أكبر ـ ثلاثين مرة ـ وتقول: الحمد لله الذي إليه قصدت فبلغني، وإياه أردت فقبلني ولم يقطع بي، ورحمته ابتغيت فسلمني، اللهم أنت حصني وكهفي، وحرزي ورجائي وأملي، لا إله إلا أنت يا رب العالمين.
فإذا أردت المشي فقل: اللهم إني أردتك فأردني، وإني أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض بوجهك عني، فإن كنت علي ساخطا فتب علي، وارحم مسيري إلى ابن حبيبك، أبتغي بذلك رضاك عني، فارض عني ولا تخيبني، يا أرحم الراحمين.
ثم امش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل، والتحميد والتمجيد، والتعظيم لله ولرسوله، والصلاة على محمد وآله.
وقل أيضا: الحمد لله الواحد المتوحد بالامور كلها، خالق الخلق ولم يعزب عنه شيء من امورهم، وعلم كل شيء بغير تعليم، صلوات الله وصلوات ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، ورسله أجمعين، على محمد وأهل بيته الأوصياء. الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني، فضل محمد وأهل بيته، صلى الله عليه وآله.
ثم امش قليلا وقصر خطاك، فإذا وقفت على التل فاستقبل القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر ـ ثلاثين مرة ـ وتقول: لا إله إلا الله في علمه منتهى علمه، ولا إله إلا الله بعد علمه منتهى علمه، ولا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله في علمه منتهى علمه، والحمد لله بعد علمه منتهى علمه، والحمد لله مع علمه منتهى علمه، وسبحان الله في علمه منتهى علمه، وسبحان الله بعد علمه منتهى علمه، وسبحان الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه.
ولا إله إلا الله والله أكبر، وحق له ذلك، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله نور السماوات السبع، ونور الأرضين السبع، ونور العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم امش عشر خطوات، وكبر ثلاثين تكبيرة، وقل وأنت تمشي: لا إله إلا الله تهليلا لا يحصيه غيره، قبل كل أحد وبعد كل أحد ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره، قبل كل أحد وبعد كل أحد ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، قبل كل أحد وبعد كل أحد، ومع كل أحد وعدد كل أحد أبدا أبدا. اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا، فاشهد لي أني أشهد أنك حق، وأن رسولك حق، وأن قولك حق، وأن قضاءك حق، وأن قدرك حق، وأن فعلك حق، وأن جنتك حق، وأن نارك حق، وأنك مميت الأحياء، وأنك محيي الموتى، وأنك باعث من في القبور، وأنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأنك لا تخلف الميعاد. السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله ويا زوار قبر أبي عبد الله (ع).
ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل، والتمجيد والتحميد، والتعظيم لله ولرسوله صلى الله عليه وآله، وقصر خطاك، فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب وقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله، وأمين الله على خلقه، وأنه سيد الأولين والآخرين، وأنه سيد الأنبياء والمرسلين، سلام على رسول الله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق. اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك، وأنه الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته وائتمنته على وحيك، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك، فأعذر في الدعاء، وبذل مهجته فيك؛ ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة، والعمى والشك والارتياب، إلى باب الهدى من الردى، وأنت ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، حتى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا، وباع الآخرة بالثمن الأوكس، وأسخطك وأسخط رسولك، وأطاع من عبادك من أهل النفاق وحملة الأوزار من استوجب النار، لعن الله قاتلي ولد رسولك، وضاعف عليهم العذاب الأليم.
ثم تدنو قليلا وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله صلى الله عليه وآله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله. السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي، السلام عليك يا وارث فاطمة الصديقة، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي الرضي البار التقي. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم ادخل الحائر، وقل حين تدخل: السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم بهذا الحائر يعملون، وبأمر الله مسلمون، السلام عليك يابن رسول الله وابن أمين الله وابن خالصة الله. السلام عليك يا أبا عبد الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم مصيبتك عند أبيك رسول الله! وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عزوجل! وأجل مصيبتك عند الملأ الأعلى، وعند أنبياء الله، وعند رسل الله! السلام مني إليك والتحية مع عظيم الرزية، كنت نورا في الأصلاب الشامخة، ونورا في ظلمات الأرض، ونورا في الهواء، ونورا في السماوات العلى، كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى، وأنت الناطق بالهدى.
ثم امش قليلا وقل: الله أكبر الله أكبر ـ سبع مرات ـ وهلله ـ سبعا ـ واحمده ـ سبعا ـ وسبحه ـ سبعا ـ وقل: لبيك داعي الله ـ سبعا ـ وقل: إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ورأيي وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، والمؤدي المبلغ، والمظلوم المضطهد، جئتك انقطاعا إليك، وإلى جدك وأبيك، وولدك الخلف من بعدك، فقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله بدينه ويبعثكم. واشهد الله أنكم الحجة، وبكم ترجى الرحمة، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم من المؤمنين، لا انكر لله قدرة، ولا اكذب منه بمشية.
ثم امش وقصر خطاك حتى تستقبل القبر، واجعل القبلة بين كتفيك، واستقبل وجهه بوجهك، وقل: السلام من الله، والسلام على محمد أمين الله على رسله وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك، وخاتم رسلك، وسيد عبادك، وأمينك في بلادك، وخير بريتك، كما تلا كتابك، وجاهد عدوك، حتى أتاه اليقين. اللهم صل على أمير المؤمنين، عبدك وأخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم أتمم به كلماتك، وأنجز به وعدك، وأهلك به عدوك، واكتبنا في أوليائه وأحبائه، اللهم اجعلنا له شيعة وأنصارا، وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك، وما وكلته به واستخلفته عليه يا رب العالمين. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وام السبطين الحسن والحسين، الطاهرة المطهرة، الصديقة الزكية، سيدة نساء أهل الجنة أجمعين، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك. اللهم صل على الحسن بن علي، عبدك وابن أخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسين بن علي، عبدك وابن أخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
وتصلي على الأئمة كلهم كما صليت على الحسن والحسين (ع)، وتقول: اللهم أتمم بهم كلماتك، وأنجز بهم وعدك، وأهلك بهم عدوك وعدوهم من الجن والإنس أجمعين، اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت نذيرا عن قومه، اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك. اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم، وأحينا محياهم وأمتنا مماتهم، وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة، اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به، وأعطيتني فيه رغبة على حقيقة إيماني بك وبرسولك.
ثم تدنو قليلا من القبر وتقول: السلام عليك يابن رسول الله، وسلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين كلما تروح الرائحات الطاهرات لك وعليك، سلام المؤمنين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم. أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض، اللهم أدخلني في أوليائك، وحبب إلي شهادتهم ومشاهدهم في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير.
وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا إمام الهدى، السلام عليك يا علم التقى، السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله وابن وتره. أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن قاتلك في النار، وأشهد أنك جاهدت في سبيل الله حق جهاده، لم تأخذك في الله لومة لائم، وأنك عبدته حتى أتاك اليقين، أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والحجة على خلقه. أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى وفاتح فيما بقي، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم طينة طيبة، طابت وطهرت بعضها من بعض، من الله ومن رحمته، واشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا، واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع، في ذات نفسي وشرايع ديني، وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي، فأسأل الله البر الرحيم أن يتمم ذلك لي. أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم، وصبرتم وقتلتم وغصبتم، واسيء إليكم فصبرتم، لعنت امة خالفتكم، وامة جحدت ولايتكم، وامة تظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم، وبئس الورد المورود، وبئس الرفد المرفود.
وتقول: صلى الله عليك يا أبا عبد الله ـ ثلاثا ـ وعلى روحك وبدنك، لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، ولعن الله خاذليك، ولعن الله من شايع على قتلك، ومن أمر بذلك، وشارك في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به أو سلم إليه، أنا أبرأ إلى الله من ولايتهم، وأتولى الله ورسوله وآل رسوله. وأشهد أن الذين انتهكوا حرمتك، وسفكوا دمك، ملعونون على لسان النبي الامي، اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وسفكوا دماء أهل بيت نبيك صلواتك عليهم. اللهم العن قتلة أمير المؤمنين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، اللهم العن قتلة الحسين بن علي، وقتلة أنصار الحسين بن علي عليهما السلام، وأصلهم حر نارك، وأذقهم بأسك، وضاعف عليهم عذابك، والعنهم لعنا وبيلا. اللهم أحلل بهم نقمتك، وأتهم من حيث لا يحتسبون، وخذهم من حيث لا يشعرون، وعذبهم عذابا نكرا، والعن أعداء نبيك وآل نبيك لعنا وبيلا، اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة، إنك على كل شيء قدير.
وتقول: بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، إليك كانت رحلتي مع بعد شقتي، ولك فاضت عبرتي، وعليك كان أسفي ونحيبي، وصراخي وزفرتي وشهيقي، وإليك كان مجيئي، وبك أستتر من عظيم جرمي، أتيتك زائرا وافدا قد أوقرت ظهري. بأبي أنت وامي يا سيدي، بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته، وحق لي أن أبكيك، وقد بكتك السماوات والأرضون، والجبال والبحار، فما عذري إن لم أبكك، وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الأئمة صلوات الله عليهم، وبكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك.
ثم استلم القبر وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، يا حسين بن علي يابن رسول الله، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا، وأديت أمينا، وقلت صادقا، وقتلت صديقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، ولم تجب إلا الله وحده. وأشهد أنك كنت على بينة من ربك، بلغت ما امرت به، وقمت بحقه، وصدقت من كان قبلك، غير واهن ولا موهن، فصلى الله عليك وسلم تسليما، جزاك الله من صديق خيرا، أشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك. وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت، وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا ومستشهدا ومشهودا، فصلى الله عليك وسلم تسليما.
أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت أرض أنت بها، وطهر حرمك، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه، وأشهد أن امة قتلتك أشرار خلق الله وكفرته، وإني أستشفع بك إلى الله ربك وربي من جميع ذنوبي، وأتوجه بك إلى الله في حوائجي ورغبتي في أمر آخرتي ودنياي.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر، وقل: اللهم إني أسألك بحق هذا القبر ومن فيه، وبحق هذه القبور ومن أسكنتها، أن تكتب اسمي عندك في أسمائهم؛ حتى توردني مواردهم، وتصدرني مصادرهم، إنك على كل شيء قدير.
وتقول: رب أفحمتني ذنوبي وقطعت مقالتي، فلا حجة لي ولا عذر لي، فأنا المقر بذنوبي، الأسير ببليتي، المرتهن بعملي، المتجلد في خطيئتي، المتحير عن قصدي، المنقطع بي. قد أوقفت يا رب نفسي موقف الأشقياء الأذلاء المذنبين، المجترئين عليك بوعيدك، يا سبحانك! أي جرأة اجترأت عليك، وأي تغرير غررت بنفسي، وأي سكرة أوبقتني، وأي غفلة أعطبتني؟! ما كان أقبح سوء نظري، وأوحش فعلي! يا سيدي! فارحم كبوتي لحر وجهي، وزلة قدمي، وتعفيري في التراب خدي، وندامتي على ما فرط مني، وأقلني عثرتي، وارحم صرختي وعبرتي، واقبل معذرتي. وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على خطيئاتي، وبعفوك علي، رب أشكو إليك قساوة قلبي، وضعف عملي، فارتح لمسألتي؛ فأنا المقر بذنبي، المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي، أستكين لك بالقود من نفسي، فاقبل توبتي، ونفس كربتي، وارحم خشوعي وخضوعي وانقطاعي إليك سيدي، وأسفي على ما كان مني، وتمرغي وتعفيري في تراب قبر ابن نبيك بين يديك، فأنت رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، لا إله إلا أنت.
ثم كبر خمسا وثلاثين تكبيرة، ثم ترفع يديك وتقول: إليك يا رب صمدت من أرضي، وإلى ابن نبيك قطعت البلاد رجاء للمغفرة، فكن لي يا سيدي سكنا وشفيعا، وكن بي رحيما، وكن لي منجى يوم لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن ارتضى، يوم لا تنفع شفاعة الشافعين، ويوم يقول أهل الضلالة: ما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فكن يومئذ في مقامي بين يدي ربي لي منقذا، فقد عظم جرمي إذا ارتعدت فرائصي، واخذ بسمعي وأنا منكس رأسي بما قدمت من سوء عملي، وأنا عار كما ولدتني امي، وربي يسألني، فكن لي يومئذ شافعا ومنقذا، فقد أعددتك ليوم حاجتي ويوم فقري وفاقتي.
ثم ضع خدك الأيسر على القبر وتقول: اللهم ارحم تضرعي في تراب قبر ابن نبيك؛ فإني في موضع رحمة يا رب.
وتقول: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، صلى الله عليك، إني أبرأ إلى الله من قاتلك ومن سالبك. يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما، وأبذل مهجتي فيك، وأقيك بنفسي، وكنت فيمن أقام بين يديك حتى يسفك دمي معك، فأظفر معك بالسعادة والفوز بالجنة.
وتقول: لعن الله من رماك، لعن الله من طعنك، لعن الله من اجتز رأسك، لعن الله من حمل رأسك، لعن الله من نكت بقضيبه بين ثناياك، لعن الله من أبكى نساءك، لعن الله من أيتم أولادك، لعن الله من أعان عليك، لعن الله من سار إليك، لعن الله من منعك ماء الفرات، لعن الله من غشك وخلاك، لعن الله من سمع صوتك فلم يجبك. لعن الله ابن آكلة الأكباد، ولعن الله ابنه وأعوانه وأتباعه وأنصاره وابن سمية، ولعن الله جميع قاتليك وقاتلي أبيك ومن أعان على قتلكم، وحشا الله أجوافهم وبطونهم وقبورهم نارا، وعذبهم عذابا أليما.
ثم تسبح عند رأسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام، فإن أحببت تحولت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسرت لك، ثم تدور من عند رجليه إلى عند رأسه. فإذا فرغت من الصلاة سبحت، والتسبيح تقول: سبحان من لا تبيد معالمه، سبحان من لا تنقص خزائنه، سبحان من لا انقطاع لمدته، سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لا اضمحلال لفخره، سبحان من لا يشاور أحدا في أمره، سبحان من لا إله غيره.
ثم تحول عند رجليه وضع يدك على القبر، وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله ـ ثلاثا ـ صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلكم بالأيدي والألسن.
وتقول: اللهم رب الأرباب، صريخ الأخيار، إني عذت معاذا ففك رقبتي من النار، جئتك يابن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله في جميع حوائجي من أمر آخرتي ودنياي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في جميع حوائجهم، وبك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم. أسأل وليك وولينا أن يجعل حظي من زيارتك الصلاة على محمد وآله، والمغفرة لذنوبي، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به لدينك في الدنيا والآخرة.
ثم تضع خديك عليه وتقول: اللهم رب الحسين، اشف صدر الحسين، اللهم رب الحسين، اطلب بدم الحسين، اللهم رب الحسين، انتقم ممن رضي بقتل الحسين، اللهم رب الحسين، انتقم ممن خالف الحسين، اللهم رب الحسين، انتقم ممن فرح بقتل الحسين.
وتبتهل إلى الله في اللعنة على من قتل الحسين وأمير المؤمنين (ع)، وتسبح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة عليهاالسلام، فإن لم تقدر فمئة تسبيحة، وتقول: سبحان ذي العز الشامخ المنيف ۰، سبحان ذي الجلال الفاخر العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي الملك الفاخر العظيم، سبحان من لبس العز والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا وخفقان الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ثم صر إلى قبر علي بن الحسين (ع)، فهو عند رجلي الحسين بن علي (ع)، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابن خليفة رسول الله، وابن بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته مضاعفة، كلما طلعت شمس أو غربت، السلام عليك وعلى روحك وبدنك، بأبي أنت وامي من مذبوح ومقتول من غير جرم، وبأبي أنت وامي دمك المرتقى به إلى حبيب الله، وبأبي أنت وامي من مقدم بين يدي أبيك، يحتسبك ويبكي عليك، محرقا عليك قلبه، يرفع دمك بكفه إلى أعنان السماء لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة، ودعك للفراق، فمكانكما عند الله مع آبائك الماضين، ومع امهاتك في الجنان منعمين، أبرأ إلى الله ممن قتلك وذبحك.
ثم انكب على القبر، وضع يدك عليه، وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى عترتك، وأهل بيتك وآبائك، وأبنائك وامهاتك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. السلام عليك يابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن الحسين بن علي ورحمة الله وبركاته، لعن الله قاتلك، ولعن الله من استخف بحقكم وقتلكم، لعن الله من بقي منهم ومن مضى، نفسي فداؤكم ولمضجعكم، صلى الله عليكم وسلم تسليما.
ثم ضع خدك على القبر، وقل: صلى الله عليك يا أبا الحسن ـ ثلاثا ـ بأبي أنت وامي أتيتك زائرا وافدا، عائذا مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، وأسأل وليك ووليي أن يجعل حظي من زيارتك عتق رقبتي من النار.
وتدعو بما أحببت، ثم تدور من خلف (ع) إلى عند رأسه، وصل عند رأسه ركعتين، تقرأ في الاولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد والرحمن، وإن شئت صليت خلف القبر، وعند رأسه أفضل. فإذا فرغت فصل ما أحببت، إلا أن الركعتين ـ ركعتي الزيارة ـ لابد منهما عند كل قبر، فإذا فرغت من الصلاة فارفع يديك، وقل: اللهم إنا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني اشهدك واشهد من حضرني من ملائكتك، أني بهم مؤمن، وأني بمن قتلهم كافر. اللهم اجعل لما أقول بلساني حقيقة في قلبي، وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي (ع) قدم ثابت، وأثبتني فيمن استشهد معه، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا، سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض. تباركت وتعاليت يا عظيم، ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما اتي إلى أهل صفوتك وأحبائك من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة، وقد أمهلت الذين اجترؤوا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك، إلى أجل هم بالغوه، ووقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل الذي قدرت، والأجل الذي أجلت، لتخلدهم في محط ووثاق، ونار وحميم وغساق، والضريع والإحراق، والأغلال والأوثاق، وغسلين وزقوم وصديد، مع طول المقام في أيام لظى وفي سقر، التي لا تبقي ولا تذر، وفي الحميم والجحيم.
ثم تنكب على القبر، وتقول: يا سيدي، أتيتك زائرا موقرا من الذنوب، أتقرب إلى ربي بوفودي إليك، وبكائي عليك، وعويلي وحسرتي، وأسفي وبكائي، وما أخاف على نفسي، رجاء أن تكون لي حجابا وسندا، وكهفا وحرزا، وشافعا ووقاية من النار غدا، وأنا من مواليكم الذين اعادي عدوكم واوالي وليكم، على ذلك أحيا وعليه أموت، وعليه ابعث إن شاء الله. وقد أشخصت بدني، وودعت أهلي، وبعدت شقتي، واؤمل في قربكم النجاة، وأرجو في أيامكم الكرة، وأطمع في النظر إليكم وإلى مكانكم غدا في جنان ربي مع آبائكم الماضين.
وتقول: يا أبا عبد الله، يا حسين ابن رسول الله، جئتك مستشفعا بك إلى الله، اللهم إني أستشفع إليك بولد حبيبك، وبالملائكة الذين يضجون عليه ويبكون ويصرخون، لا يفترون ولا يسأمون، وهم من خشيتك مشفقون، ومن عذابك حذرون. لا تغيرهم الأيام ولا يهرمون، في نواحي الحير يشهقون، وسيدهم يرى ما يصنعون وما فيه يتقلبون، قد انهملت منهم العيون فلا ترقأ، واشتد منهم الحزن بحرقة لا تطفأ.
ثم ترفع يديك وتقول: اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، العليل الذليل الذي لم يرد بمسكنته غيرك، فإن لم تدركه رحمتك عطب، أسألك أن تداركني بلطف منك، فأنت الذي لا تخيب سائلك، وتعطي المغفرة وتغفر الذنوب. فلا أكونن يا سيدي أنا أهون خلقك عليك، ولا أكون أهون من وفد إليك بابن حبيبك؛ فإني أملت ورجوت، وطمعت وزرت واغتربت، رجاء لك أن تكافيني إذ أخرجتني من رحلي، فأذنت لي بالمسير إلى هذا المكان، رحمة منك وتفضلا منك يا رحمان يا رحيم.
واجتهد في الدعاء ما قدرت عليه، وأكثر منه إن شاء الله، ثم تخرج من السقيفة، وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومي إليهم أجمعين، وتقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم يا أهل القبور من أهل ديار المؤمنين، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، السلام عليكم يا أولياء الله، السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار أمير المؤمنين، وأنصار ابن رسوله وأنصار دينه. أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله عزوجل: وكأين من نبى قـتل معه ربيون كثير فما وهنوا لمآ أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، فما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق، صلى الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له ولا تبديل، إن الله لا يخلف وعده، والله مدرك بكم ثار ما وعدكم. أنتم خاصة الله اختصكم الله لأبي عبد الله (ع)، أنتم الشهداء وأنتم السعداء، سعدتم عند الله، وفزتم بالدرجات من جنات لا يطعن ۰ أهلها ولا يهرمون، ورضوا بالمقام في دار السلام مع من نصرتم، جزاكم الله خيرا من أعوان جزاء من صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله، أنجز الله ما وعدكم من الكرامة في جواره وداره مع النبيين والمرسلين، وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. أسأل الله الذي حملني إليكم حتى أراني مصارعكم، أن يرينيكم على الحوض رواء مرويين، ويريني أعداءكم في أسفل درك من الجحيم؛ فإنهم قتلوكم ظلما وأرادوا إماتة الحق، وسلبوكم لابن سمية وابن آكلة الأكباد، فأسأل الله أن يرينيهم ظماء مظمئين، مسلسلين مغللين، يساقون إلى الجحيم. السلام عليكم يا أنصار ابن رسول الله مني ما بقيت، والسلام عليكم دائما إذا فنيت وبليت، لهفي عليكم، أي مصيبة أصابت كل مولى لمحمد وآل محمد! لقد عظمت وخصت وجلت وعمت مصيبتكم، أنا بكم لجزع، وأنا بكم لموجع محزون، وأنا بكم لمصاب ملهوف، هنيئا لكم ما اعطيتم، وهنيئا لكم ما به حييتم. فلقد بكتكم الملائكة وحفت بكم، وسكنت معسكركم، وحلت مصارعكم، وقدست وصفت بأجنحتها عليكم، ليس لها عنكم فراق إلى يوم التلاق، ويوم المحشر، ويوم المنشر. طافت عليكم رحمة من الله، وبلغتم بها شرف الآخرة. أتيتكم شوقا وزرتكم خوفا، أسأل الله أن يرينيكم على الحوض وفي الجنان، مع الأنبياء والمرسلين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا.
ثم در في الحائر وأنت تقول: يا من إليه وفدت، وإليه خرجت، وبه استجرت، وإليه قصدت، وإليه بابن نبيه تقربت، صل على محمد وآل محمد، ومن علي بالجنة، وفك رقبتي من النار. اللهم ارحم غربتي وبعد داري، وارحم مسيري إليك وإلى ابن حبيبك، واقلبني مفلحا منجحا، قد قبلت معذرتي وخضوعي، وخشوعي عند إمامي وسيدي ومولاي، وارحم صرختي وبكائي، وهمي وجزعي وحزني، وما قد باشر قلبي من الجزع عليه. فبنعمتك علي ولطفك لي خرجت إليه، وبتقويتك إياي وصرفك المحذور عني، وكلاءتك بالليل والنهار لي، وبحفظك وكرامتك إياي، وكل بحر قطعته، وكل واد وفلاة سلكتها، وكل منزل نزلته، فأنت حملتني في البر والبحر، وأنت الذي بلغتني ووفقتني وكفيتني، وبفضل منك ووقاية بلغت، وكانت المنة لك علي في ذلك كله، وأثري مكتوب عندك واسمي وشخصي، فلك الحمد على ما أبليتني واصطنعت عندي. اللهم فارحم فرقي منك، ومقامي بين يديك وتملقي، واقبل مني توسلي إليك بابن حبيبك، وصفوتك وخيرتك من خلقك، وتوجهي إليك، وأقلني عثرتي، واقبل عظيم ما سلف مني، ولا يمنعك ما تعلم مني من العيوب والذنوب والإسراف على نفسي، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وإن كنت علي ساخطا فتب علي، إنك على كل شيء قدير. اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خيرا، اللهم اجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا. اللهم أدخلهما الجنة برحمتك، وحرم وجوههما عن عذابك، وبرد عليهما مضاجعهما، وافسح لهما في قبريهما، وعرفنيهما في مستقر من رحمتك، وجوار حبيبك محمد (ص).
----------------
كامل الزيارات ص 223, بحار الأنوار ج 98 ص 173
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فإذا وردت ـ إن شاء الله ـ أرض كربلاء، فانزل منها بشاطئ العلقمي، ثم اخلع ثياب سفرك، واغتسل منه غسل الزيارة مندوبا، وصف هذه النية لهذا الغسل بقلبك: أغتسل غسل زيارة الحسين (ع) مندوبا قربة إلى الله, وتكون النية مقارنة للفعل، وقل وأنت تغتسل: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم صل على محمد وآل محمد، وطهر قلبي، وزك عملي، ونور بصري، واجعل غسلي هذا طهورا، وحرزا وشفاء من كل داء وسقم، وآفة وعاهة، ومن شر ما أحذر، إنك على كل شيء قدير. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغسلني من الذنوب كلها، والآثام والخطايا، وطهر جسمي وقلبي من كل آفة يمحق بها ديني، واجعل عملي خالصا لوجهك يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي، إنك على كل شيء قدير. فاقرأ إنـآ أنزلناه فى ليلة القدر.
فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك، ثم توجه إلى المشهد على ساكنه السلام، وعليك السكينة والوقار، وأنت متحف خاضع ذليل، تكبر الله تعالى وتحمده، وتسبحه وتستغفره، وتكثر من الصلاة على نبيه محمد وآله الطاهرين عليهم السلام.
باب ورود المشهد: فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه وكبر أربعا، ثم قل: اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني، اللهم فأعطني فيه رغبتي، على حقيقة إيماني بك وبرسولك عليه السلام.
ثم أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى، وقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
ثم امش حتى تدخل الصحن، فإذا دخلته فكبر أربعا وتوجه إلى القبلة، وارفع يديك، وقل: اللهم إني إليك توجهت، وإليك خرجت، وإليك وفدت، ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك إليك تقربت، اللهم فلا تمنعني خير ما عندك لشر ما عندي. اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطيئاتي، واقبل حسناتي. ثم اقرأ الحمد، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وإنـآ أنزلناه، وآية الكرسي، وآخر الحشر: {لو أنزلنا هـذا القرءان على جبل لرأيته خـشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو الله الذى لا إلـه إلا هو عالم الغيب والشهـدة هو الرحمـن الرحيم هو الله الذى لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلـم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
وتصلي ركعتين تحية المشهد، وصفة النية لها أن تضمر بقلبك: اصلي تحية المشهد مندوبا قربة إلى الله . فإذا فرغت وسبحت، فقل: الحمد لله الواحد في الامور كلها، خالق الخلق، لم يعزب عنه شيء من امورهم، عالم كل شيء بغير تعليم، وصلوات الله وصلوات ملائكته، وأنبيائه ورسله، وجميع خلقه، وسلامه وسلام جميع خلقه، على محمد المصطفى وأهل بيته. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فضل محمد وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم، ورحمة الله وبركاته. اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكل آت تحفة، فاجعل تحفتي بزيارة قبر وليك وابن بنت نبيك وحجتك على خلقك، فكاك رقبتي من النار. اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل عملي، واشكر سعيي، وارحم مسيري من أهلي، بغير من اللهم مني عليك، بل لك المن علي، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة وليك، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني. اللهم وقد أتيتك وأملتك، فلا تخيب أملي، ولا تقطع رجائي، واجعل مسيري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي، ورضوانا تضاعف به حسناتي، وسببا لنجاح طلباتي، وطريقا لقضاء حوائجي، يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل سعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، ودعائي مستجابا، إنك على كل شيء قدير، اللهم إني أردتك فأردني، وأقبلت بوجهي إليك فلا تعرض عني، وقصدتك فتقبل مني، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وارحم تضرعي إليك ولا تخيبني.
باب القول عند معاينة الجدث: ثم امش حتى تعاين الجدث، فإذا عاينته فكبر أربعا، واستقبل وجهه بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك، وقل: اللهم أنت السلام ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، يا ذا الجلال والإكرام، السلام على رسول الله، أمين الله على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. السلام على أمير المؤمنين، عبد الله وأخي رسوله، الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين. السلام على أئمة الهدى الراشدين، السلام على الطاهرة الصديقة فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الزوارين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا المشهد بإذن الله مقيمون.
باب القول عند الوقوف على الجدث: ثم امش حتى تقف عليه، فإذا وقفت فاستقبله بوجهك على الحد المرسوم لك عند المعاينة، وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله. السلام عليك يا وارث وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين. لعن الله امة ظلمتك، وامة قاتلتك، وامة قتلتك، وامة أعانت عليك، وامة خذلتك، وامة دعتك فلم تجبك، وامة بلغها ذلك فرضيت به، وألحقهم الله بدرك الجحيم. اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك، وسفكوا دماء أهل بيت نبيك، وأظهروا الفساد في أرضك، واستذلوا عبادك المؤمنين. اللهم فضاعف عليهم العذاب الأليم، واجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، وحبب إلي مشاهدهم، وألحقني بهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم تضع يدك اليسرى على القبر، وأشر بيدك اليمنى، وقل: السلام عليك يابن رسول الله، إن لم تكن أدركت نصرتك بيدي، فها أنا ذا وافد إليك بنصري، قد أجابك سمعي وبصري، وبدني ورأيي وهواي، على التسليم لك، وللخلف الباقي من بعدك، والأدلاء على الله من ولدك، فنصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
ثم ارفع يديك إلى السماء، وقل: اللهم إني أشهد أن هذا القبر قبر حبيبك، وصفوتك من خلقك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة لك على خلقك، فأعذر في الدعوة، وبذل مهجته فيك؛ ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة، والعمى والشك والارتياب، إلى باب الهدى والرشاد. وأنت يا سيدي بالمنظر الأعلى، ترى ولا ترى، وقد توازر عليه في [غير] طاعتك من خلقك من غرته الدنيا، وباع آخرته بالثمن الأوكس، وأسخطك وأسخط رسولك عليه السلام، وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق، وحملة الأوزار، المستوجبين النار، اللهم العنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما.
ثم حط يدك اليسرى وأشر باليمنى منهما إلى القبر، وقل: السلام عليك يا وارث الأنبياء، السلام عليك يا وصي الأوصياء، السلام عليك وعلى آلك وذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة، والنور والصراط المستقيم. بأبي أنت وامي، ما أجل مصيبتك وأعظمها عند الله! وما أجل مصيبتك وأعظمها عند رسول الله! وما أجل مصيبتك وأعظمها عند أنبياء الله! وما أجل مصيبتك وأعظمها عند شيعتك خاصة! بأبي أنت وامي يابن رسول الله، أشهد أنك كنت نورا في الظلمات، وأشهد أنك حجة الله وأمينه، وخازن علمه ووصي نبيه، وأشهد أنك قد بلغت ونصحت، وصبرت على الأذى في جنبه.
وأشهد أنك قد قتلت وحرمت، وغصبت وظلمت، وأشهد أنك قد جحدت واهتضمت، وصبرت في ذات الله، وأنك قد كذبت ودفعت عن حقك، واسيء إليك فاحتملت. وأشهد أنك الإمام الراشد الهادي، هديت وقمت بالحق وعملت به، وأشهد أن طاعتك مفترضة، وقولك الصدق، ودعوتك الحق، وأنك دعوت إلى الحق، وإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فلم تجب، وأمرت بطاعة الله فلم تطع، وأشهد أنك من دعائم الدين وعموده، وركن الأرض وعمادها. وأشهد أنك والأئمة من أهل بيتك كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، واشهد الله وملائكته، وأنبياءه ورسله، واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع، في ذات نفسي، وشرايع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي إلى ربي. وأشهد أنك قد أديت عن الله وعن رسوله صادقا، وقلت أمينا، ونصحت لله ولرسوله مجتهدا، ومضيت على يقين، لم تؤثر ضلالا على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، فجزاك الله عن رعيتك خيرا، وصلى الله عليك صلاة لا يحصيها غيره، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. اللهم إني اصلي عليه كما صليت عليه، وصلى عليه ملائكتك وأنبياؤك ورسلك، وأمير المؤمنين والأئمة أجمعون، صلاة كثيرة متتابعة مترادفة يتبع بعضها بعضا، في محضرنا هذا وإذا غبنا، وعلى كل حال، صلاة لا انقطاع لها ولا نفاد. اللهم بلغ روحه وجسده في ساعتي هذه، وفي كل ساعة، تحية مني كثيرة وسلاما، آمنا بالله وحده، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. السلام عليك يابن رسول الله، أتيتك ـ بأبي أنت وامي ـ زائرا وافدا إليك، متوجها بك إلى ربك وربي؛ لينجح لي بك حوائجي، ويعطيني بك سؤلي، فاشفع لي عنده، وكن لي شفيعا، فقد جئتك هاربا من ذنوبي، متنصلا إلى ربي من سيئ عملي، راجيا في موقفي هذا الخلاص من عقوبة ربي، طامعا أن يستنقذني ربي بك من الردى. أتيتك يا مولاي وافدا إليك، إذ رغب عن زيارتك أهل الدنيا، وإليك كانت رحلتي، ولك عبرتي وصرختي، وعليك أسفي، ولك نحيبي وزفرتي، وعليك تحيتي وسلامي، ألقيت رحلتي بفنائك، مستجيرا بك وبقبرك مما أخاف من عظيم جرمي، وأتيتك زائرا، ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك. وقد تيقنت أن الله ـ جل ثناؤه ـ بكم ينفس الهم، وبكم يكشف الكرب، وبكم يباعدنا عن نائبات الزمان الكلب، وبكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث، وبكم ينزل الرحمة، وبكم يمسك الأرض أن تسيخ بأهلها، وبكم يثبت الله جبالها على مراتبها. وقد توجهت إلى ربي بك يا سيدي في قضاء حوائجي، ومغفرة ذنوبي، فلا أخيبن من بين زوارك، فقد خشيت ذلك إن لم تشفع لي، ولا ينصرفن زوارك يا مولاي بالعطاء والحباء، والخير والجزاء، والمغفرة والرضا، وأنصرف مجبوها بذنوبي، مردودا علي عملي، قد خيبت لما سلف مني. فإن كانت هذه حالي، فالويل لي ما أشقاني وأخيب سعيي، وفي حسن ظني بربي وبنبيي، وبك يا مولاي، وبالأئمة من ذريتك ساداتي، أن لا أخيب، فاشفع لي إلى ربي؛ ليعطيني أفضل ما أعطى أحدا من زوارك، والوافدين إليك، ويحبوني ويكرمني ويتحفني بأفضل ما من به على أحد من زوارك والوافدين إليك.
ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وترى مقامي وتضرعي، وملاذي بقبر وليك وحجتك وابن نبيك، وقد علمت يا سيدي حوائجي، ولا يخفى عليك حالي.
وقد توجهت إليك بابن رسولك، وحجتك وأمينك، وقد أتيتك متقربا به إليك وإلى رسولك، فاجعلني به عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، وأعطني بزيارتي أملي، وهب لي مناي، وتفضل علي بشهوتي ورغبتي، واقض لي حوائجي، ولا تردني خائبا، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وعرفني الإجابة في جميع ما دعوتك من أمر الدين والدنيا والآخرة. واجعلني من عبادك الذين صرفت عنهم البلايا والأمراض، والفتن والأعراض، من الذين تحييهم في عافية، وتميتهم في عافية، وتدخلهم الجنة في عافية، وتجيرهم من النار في عافية، ووفق لي بمن منك صلاح ما اؤمل في نفسي وأهلي، وولدي وإخواني ومالي، وجميع ما أنعمت به علي، يا أرحم الراحمين.
ثم انكب على القبر، وقل: السلام عليك يا حجة الله وأمينه، وخليفته في عباده، وخازن علمه، ومستودع سره، بلغت عن الله ما امرت به، ووفيت وأوفيت، ومضيت على يقين شهيدا وشاهدا ومشهودا، صلوات الله ورحمته عليك. أنا يا مولاي وليك، اللائذ بك في طاعتك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك، وكمال المنزلة في الآخرة بك، أتيتك بأبي أنت وامي ونفسي ومالي وولدي زائرا، وبحقك عارفا، متبعا للهدى الذي أنت عليه، موجبا لطاعتك، مستيقنا فضلك، مستبصرا بضلالة من خالفك، عالما به، متمسكا بولايتك وولاية آبائك وذريتك الطاهرين، ألا لعن الله امة قتلتكم وخالفتكم، وشهدتكم فلم تجاهد معكم، وغصبتكم حقكم. أتيتك يابن رسول الله مكروبا، وأتيتك مغموما، وأتيتك مفتقرا إلى شفاعتك، ولكل زائر حق على من أتاه، وأنا زائرك ومولاك وضيفك، النازل بك، والحال بفنائك، ولي حوائج من حوائج الدنيا والآخرة، بك أتوجه إلى الله في نجحها وقضائها، فاشفع لي عند ربك وربي في قضاء حوائجي كلها، وقضاء حاجتي العظمى التي إن أعطانيها لم يضرني ما منعني، وإن منعنيها لم ينفعني ما أعطاني؛ فكاك رقبتي من النار، والدرجات العلى، والمنة علي بجميع سؤلي ورغبتي، وشهواتي وإرادتي ومناي، وصرف جميع المكروه والمحذور عني، وعن أهلي وولدي وإخواني ومالي، وجميع ما أنعم علي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم ارفع رأسك وقل: الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه، ورزقني معرفة فضله، والإقرار بحقه، والشهادة بطاعته، ربنا ءامنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشـهدين. السلام عليك يابن رسول الله، لعن الله قاتليك، ولعن الله خاذليك، ولعن الله سالبيك، ولعن من رماك، ولعن من طعنك، ولعن المعينين عليك، ولعن السائرين إليك، ولعن من منعك شرب ماء الفرات، ولعن من دعاك وغشك وخذلك، ولعن الله ابن آكلة الأكباد، ولعن الله ابنه الذي وترك. ولعن الله أعوانهم وأتباعهم، وأنصارهم ومحبيهم، ومن أسس لهم، وحشا الله قبورهم نارا، والسلام عليك بأبي أنت وامي ورحمة الله وبركاته.
ثم انحرف عن القبر، وحول وجهك إلى القبلة، وارفع يديك إلى السماء، وقل: اللهم من تهيأ وتعبأ، وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجائزته، ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا رب كانت تهيئتي وتعبئتي، وإعدادي واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليك وفدت، وبزيارته إليك تقربت، رجاء رفدك وجوائزك، ونوافلك وعطاياك وفواضلك. اللهم وقد رجوت كريم عفوك، وواسع مغفرتك، فلا تردني خائبا، فإليك قصدت، وما عندك أردت، وقبر إمامي الذي أوجبت علي طاعته زرت، فاجعلني به عندك وجيها في الدنيا والآخرة، وأعطني به جميع سؤلي، واقض لي به جميع حوائجي، ولا تقطع رجائي ولا تخيب دعائي، وارحم ضعفي وقلة حيلتي، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك. مولاي فقد أفحمتني ذنوبي، وقطعت حجتي، وابتليت بخطيئتي، وارتهنت بعملي، وأوبقت نفسي، ووقفتها موقف الأذلاء المذنبين، المجترئين عليك، التاركين أمرك، المغترين بك، المستخفين بوعدك. وقد أوبقني ما كان من قبيح جرمي، وسوء نظري لنفسي، فارحم تضرعي وندامتي، وأقلني عثرتي، وارحم عبرتي، واقبل معذرتي، وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، وبعفوك على جرمي، وإليك أشكو ضعف عملي، فارحمني يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لي؛ فإني مقر بذنبي، معترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي، أستكين بالفقر مني يا سيدي، فاقبل توبتي، ونفس كربي، وارحم خشوعي وخضوعي، وأسفي على ما كان مني، ووقوفي عند قبر وليك، وذلي بين يديك، فأنت رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، فلا تردني خائبا، وتقبل عملي، واستر عورتي، وآمن روعتي، ولا تخيبني، ولا تقطع رجائي من بين خلقك يا سيدي. اللهم وقد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه وآله: ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين. يا رب وقولك الحق، وأنت الذي لا تخلف الميعاد، فاستجب لي يا رب، فقد سألك السائلون وسألتك، وطلب الطالبون وطلبت منك، ورغب الراغبون ورغبت إليك، وأنت أهل أن لا تخيبني، ولا تقطع رجائي، فعرفني الإجابة يا سيدي، واقض لي حوائج الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين، تقرأ في الاولى منهما فاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة الرحمن. فإذا سلمت وسبحت تسبيح الزهراء (ع)، مجد الله كثيرا واستغفر لذنبك، وصل على رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ارفع يديك، وقل: اللهم إنا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني اشهدك واشهد من حضر من ملائكتك، أني بهم مؤمن، وبمن قتلهم كافر. اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقة في قلبي، وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي (ع) قدم ثابت، وأثبتني فيمن استشهد معه. اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا، سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض، يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما اوتي إلى أهل صلواتك وأحبائك، من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة، وقد أمهلت الذين اجترؤوا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه، ووقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل فيه الذي قدرت، والأجل الذي أجلت، في عذاب ووثاق، وحميم وغساق، والضريع والإحراق، والأغلال والأوثاق، وغسلين وزقوم وصديد، مع طول المقام في أيام لظى، وفي سقر التي لا تبقي ولا تذر، في الحميم والجحيم، والحمد لله رب العالمين.
ثم استغفر لذنبك وادع بما أحببت، فإذا فرغت من الدعاء فاسجد، وقل في سجودك: اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك، وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وعلي والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف الباقي ـ عليهم أفضل الصلوات ـ أئمتي، بهم أتولى ومن عدوهم أتبرأ، اللهم إني أنشدك دم المظلوم ـ ثلاثا ـ، اللهم إني أنشدك بإيوائك ۰ على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم، أن تصلى على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد، اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ـ ثلاثا ـ.
ثم ضع خدك الأيمن على الأرض، وقل: يا كهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت، ويا بارئ خلقي رحمة بي، وقد كان عن خلقي غنيا، صل على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ـ ثلاثا ـ.
ثم ضع خدك الأيسر على الأرض، وقل: يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، صل على محمد وآل محمد، وفرج عني.
ثم قل: يا حنان يا منان، يا كاشف الكرب العظام ـ ثلاثا ـ.
ثم عد إلى السجود وقل: شكرا شكرا ـ مئة مرة ـ واسأل حاجتك.
باب زيارة علي بن الحسين (ع): ثم امض إلى عند الرجلين، فقف على علي بن الحسين (ع)، وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله عليك وعلى أهل بيتك، وعلى عترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وعذب الله قاتلك بأنواع العذاب، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
زيارة الشهداء: ثم أوم إلى ناحية الرجلين بالسلام على الشهداء؛ فإنهم هناك، وقل: السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله جل اسمه، وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة، صبرتم واحتسبتم ولم تهنوا ولم تضعفوا ولم تستكينوا، حتى لقيتم الله ـ جل وعز ـ على سبيل الحق ونصره، وكلمة الله التامة، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما، أبشروا ـ رضوان الله عليكم ـ بموعد الله الذي لا خلف له، الله تعالى مدرك بكم ثأر ما وعدكم، إنه لا يخلف الميعاد. أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله، وابن رسوله عليه السلام، فجزاكم الله عن الرسول وابنه وذريته أفضل الجزاء، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون.
باب زيارة العباس بن علي (ع): ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي (ع)، فإذا أتيته فقف على باب السقيفة، وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يابن أمير المؤمنين، أشهد لك بالتسليم والتصديق لخلف النبي صلى الله عليه وآله المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المضطهد. فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من قتلك، ولعن الله من جهل حقك واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات، أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم ما وعدكم. جئتك يابن أمير المؤمنين وافدا إليكم، وقلبي مسلم لكم، وأنا لكم تابع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، لعن الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن.
ثم ادخل، وانكب على القبر، وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، وعلى روحك وبدنك. أشهد واشهد الله أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون، والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره. وأشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت به غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا، وأفضلها غرفا، ورفع ذكرك في العليين، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا. أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك، وبين رسوله وأوليائه، في منازل المحسنين؛ فإنه أرحم الراحمين.
ثم انحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين، ثم صل بعدهما ما بدا لك، وادع الله كثيرا، وقل عقيب الركعات: اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تدع لي في هذا المكان المكرم والمشهد المعظم ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا مرضا إلا شفيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا رزقا إلا بسطته، ولا خوفا إلا آمنته، ولا شملا إلا جمعته، ولا غائبا إلا حفظته وأديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين.
ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين، وقل: السلام عليك يا أبا الفضل العباس ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن أول القوم إسلاما، وأقدمهم إيمانا، وأقومهم بدين الله، وأحوطهم على الإسلام. أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنعم الأخ المواسي، فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة استحلت منك المحارم، وانتهكت حرمة الإسلام. فنعم الصابر المجاهد المحامي الناصر، والأخ الدافع عن أخيه، المجيب إلى طاعة ربه، الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل، والثناء الجميل، فألحقك الله بدرجة آبائك في دار النعيم. اللهم إني تعرضت لزيارة أوليائك، رغبة في ثوابك، ورجاء لمغفرتك وجزيل إحسانك، فأسألك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين، وأن تجعل رزقي بهم دارا، وعيشي بهم قارا، وزيارتي بهم مقبولة، وحياتي بهم طيبة، وأدرجني إدراج المكرمين، واجعلني ممن ينقلب من زيارة مشاهد أحبائك منجحا، قد استوجب غفران الذنوب، وستر العيوب، وكشف الكروب، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
وداع العباس بن علي (ع): فإذا أردت وداعه للانصراف فقف عند القبر، وقل: أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله، وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن أخي رسولك صلى الله عليه وآله، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، وعرف بيني وبين رسولك وأوليائك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الإيمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة عليهم السلام، والبراءة من عدوهم؛ فإني رضيت بذلك، وصلى الله على محمد وآل محمد.
ثم ادع لنفسك ولوالديك، وللمؤمنين والمؤمنات، وتخير من الدعاء ما شئت، وارجع إلى مشهد (ع)، فأكثر من الصلاة فيه والزيارة، وليكن رحلك بنينوى والغاضرية، وخلوتك للنوم والطعام والشراب هناك.
فإذا أردت الرحيل فودع الحسين (ع).
باب الوداع: والوداع هو أن تأتي القبر فتقف عليه كوقوفك في أول الزيارة، وتستقبله بوجهك، وتقول: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي، غير راغب عنك، ولا مستبدل بك سواك، ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، جدت بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والأوطان، فكن لي يوم حاجتي وفقري، يوم لا يغني عني والدي ولا ولدي، ولا حميمي ولا قريبي. أسأل الله الذي قدر وخلق أن ينفس بكم كربي، وأسأل الله الذي قدر علي فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله سندا لي، وأسأل الله الذي نقلني إليك من رحلي وأهلي أن يجعله ذخرا لي، وأسأل الله الذي أراني مكانك، وهداني للتسليم عليك، ولزيارتي إياك، أن يوردني حوضكم، ويرزقني مرافقتكم في الجنان، مع آبائك الصالحين. السلام عليك يا صفوة الله، السلام على محمد بن عبد الله، حبيب الله وصفوته، وأمينه ورسوله، سيد المرسلين، السلام على أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، السلام على الأئمة الراشدين المهديين، السلام على من في الحائر منكم ورحمة الله وبركاته. السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين، الذين هم بأمر ربهم قائمون، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمد لله رب العالمين.
ثم أشر إلى القبر بمسبحتك اليمنى، وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين ـ يابن رسول الله ـ عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى ذريتك ومن حضر من أوليائك، أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله، وبما جاء به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين.
ثم ارفع يديك إلى السماء، وقل: اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، اللهم وانفعني بحبهم يا رب العالمين.
اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، ولا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فإن جعلته يا رب فاحشرني معه ومع آبائه وأوليائه، وإن أبقيتني يا رب فارزقني العود إليه، ثم العود إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك. اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تشغلني عن ذكرك بإكثار من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها، وتفتني زهرات زينتها، ولا بإقلال يضر بعملي كده، ويملأ صدري همه، وأعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك، وبلاغا أنال به رضاك، يا رحمان، السلام عليكم يا ملائكة الله، وزوار قبر أبي عبد الله، عليه السلام.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر مرة، والأيسر مرة، وألح في الدعاء والمسألة.
وداع الشهداء:
ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم، وقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك، وحجتك على خلقك، وجهادهم معه. اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين.
ثم اخرج، ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك، وقف قبل الباب متوجها إلى القبلة، وقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، وبحرمة محمد وآل محمد، وبالشأن الذي جعلت لمحمد وآل محمد، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تتقبل عملي، وتشكر سعيي، وتعرفني الإجابة في جميع دعائي، ولا تجعله آخر العهد مني به، وارددني إليه ببر وتقوى، وعرفني بركة زيارته في الدين والدنيا، وأوسع علي من فضلك الواسع الفاضل، المفضل الطيب، وارزقني رزقا واسعا، حلالا كثيرا عاجلا، صبا صبا، من غير كد ولا من من أحد من خلقك، واجعله واسعا من فضلك، وكثيرا من عطيتك، فإنك قلت: وسئلوا الله من فضله، فمن فضلك أسأل، ومن يدك المليئة أسأل، فلا تردني خائبا؛ فإني ضعيف فضاعف لي، وعافني إلى منتهى أجلي، واجعل لي في كل نعمة أنعمتها على عبادك أوفر النصيب، واجعلني خيرا مما أنا عليه، واجعل ما أصير إليه خيرا مما ينقطع عني، واجعل سريرتي خيرا من علانيتي، وأعذني من أن يرى الناس في خيرا ولا خير في، وارزقني من التجارة أوسعها رزقا. وأتني يا سيدي وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك، ولا تجعل لأحد من العباد فيه منا، واجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك، ولا تجعلني أخيب وفدك وزوار ابن نبيك، وأعذني من الفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة، واقلبني مفلحا منجحا، مستجابا لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم، وإن لم تكن استجبت لي، واغفر لي وارض عني، قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري.
فهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي، غير راغب عنك ولا عن أوليائك، ولا مستبدل بك ولا بهم.
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، حتى تبلغني أهلي، فإذا بلغتني فلا تبرأ مني، وألبسني وإياهم درعك الحصينة، واكفني مؤونة جميع خلقك، وامنعني من أن يصل إلي أحد من خلقك بسوء، فإنك ولي ذلك والقادر عليه، وأعطني جميع ما سألتك، ومن علي به، وزدني من فضلك يا أرحم الراحمين.
ثم انصرف وأنت تحمد الله تعالى، وتسبحه وتهلله وتكبره، إن شاء الله تعالى.
------------
المزار الكبير ص 370, المزار للمفيد ص 99, بحار الأنوار ج 98 ص 206
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارة الإمام الحسين (ع) بالنيابة:
روي عن بعض العلماء الصادقين (ع) – يعن من أهل البيت ع - أنه سئل عن الرجل يصلي ركعتين، أو يصوم يوما أو يحج أو يعتمر، أو يزور رسول الله (ص) أو أحد الأئمة (ع)، ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لأخ له في الدين أو يكون له على ذلك ثواب، فقال: إن ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره شيء.
---------------
المزار الكبير ص 599, المزار للشهيد الأول ص 208, بحار الأنوار ج 99 ص 259, مستدرك الوسائل ج 10 ص 385
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ما يقول الزائر إذا ناب عن غيره: اللهم، إن فلان بن فلان أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور عنه، رجاء لجزيل الثواب، وفرارا من سوء الحساب، اللهم إنه يتوجه إليك بأوليائك الدالين عليك في غفرانك ذنوبه وحط سيئاته، ويتوسل إليك بهم عند مشهد إمامه صلوات الله عليه. اللهم فتقبل منه واقبل شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم فيه، اللهم جازه على حسن نيته وصحيح عقيدته وصحة موالاته، أحسن ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين، وأدم له ما خولته، واستعمله صالحا فيما آتيته، ولا تجعلني آخر وافد له يوفده، اللهم اعتق رقبته من النار، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب، واجعله من رفقاء محمد وآل محمد، وبارك له في ولده وماله وأهله وما ملكت يمينه. اللهم صل على محمد وآل محمد، وحل بينه وبين معاصيه حتى لا يعصيك، وأعنه على طاعتك وطاعة أوليائك، حتى لا تفقده حيث أمرته، ولا تراه حيث نهيته، اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر له وارحمه، واعف عنه وعن جميع المؤمنين والمؤمنات، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعذه من هول المطلع، ومن فزع يوم القيامة وسوء المنقلب، ومن ظلمة القبر ووحشته، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك، وتحفته في مقامي هذا عند إمامي صلى الله عليه أن تقيل عثرته، وتقبل معذرته، وتتجاوز عن خطيئته، وتجعل التقوى زاده، وما عندك خيرا له في معاده، وتحشره في زمرة محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله، وتغفر له ولوالديه؛ فإنك خير مرغوب إليه، وأكرم مسؤول اعتمد العباد عليه. اللهم ولكل موفد جائزة، ولكل زائر كرامة، فاجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك والجنة له ولي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه، فأسألك يا الله بحق محمد وآل محمد أن لا تحرمني بعد ذلك الأجر والثواب من فضل عطائك وكرم تفضلك.
ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول: يا مولاي يا إمامي، عبدك فلان بن فلان أوفدني زائرا لمشهدك، يتقرب إلى الله عز وجل بذلك وإلى رسول الله وإليك، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار من العقوبة، فاغفر له ولجميع المؤمنين والمؤمنات، يا الله يا الله، يا الله يا الله، يا الله يا الله يا الله، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وتستجيب لي فيه وفي جميع إخواني وأخواتي وولدي وأهلي، بجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
------------
التهذيب ج 6 ص 116, المزار الكبير ص 597, الوافي ج 14 ص 1585, بحار الأنوار ج 99 ص 256
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ومن خرج زائرا عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من عمل الزيارة: اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو شعث أو لغوب فأجر فلان بن فلان فيه, وأجرني في قضائي عنه. فإذا سلم على الإمام فليقل في آخر التسليم: السلام عليك يا مولاي من فلان بن فلان, أتيتك زائرا عنه فاشفع له عند ربك, ثم يدعو له بما أحب إن شاء الله.
----------
التهذيب ج 6 ص 105, المزار للمفيد ص 210, المقنعة ص 493, الوافي ج 14 ص 1585, بحار الأنوار ج 99 ص 255
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
إذا خرجت زائرا عن أخ لك، أو حاجا بأجرة، فصل ركعتين بالموضع الذي يقصده، فإذا فرغت منهما فسبح ثم قل: اللهم إن فلانا أوفدني إليك لعلمه بحسن ثوابك، معتقدا أنك تسمع وتجيب وتعاقب وتثيب. اللهم فاجعل خطواتي عنه كفارة لما سلف من ذنوبه، وصلواتي عنه شاهدة له بصدق الإيمان، مثبتة له في ديوان الغفران، اللهم ما أصابني من تعب أو نصب، أو سغب أو لغوب، فأجر فلان بن فلان فيه، وأجرني عليه.
و كذلك تقول عند النبي (ص) وعند الأئمة (ع).
ثم يقول عقيب الكلام: السلام عليك يا مولاي من فلان بن فلان، فإني أتيتك زائرا عنه، فاشفع لي وله عند ربك، اللهم أوصل إليه من رحمتك ما يستغني به عن رحمة من سواك.
و إن كان ميتا قال الثابت عنه بعد ذلك: اللهم جاف الأرض عن جنبيه، واجعل رحمتك واصلة إليه، واجعل ما أفعله من المناسك شاهدا له برحمتك يا أرحم الراحمين.
و إذا أردت عن أخيك أو أبيك وأمك تطوعا، فسلم على الإمام عليه السلام على نسق التسليم، ثم قل: اللهم كن لفلان بن فلان عونا ومعينا، وناصرا وكالئا وواعيا، حيث كان بمحمد وآله الطاهرين.
ثم صل ركعتين، فإذا سلمت منها فاسجد وقل في سجودك: اللهم لك صليت، ولك ركعت، ولك سجدت، لأنه لا ينبغي الصلاة إلا لك، اللهم قد جعلت ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هدية مني إلى فلان بن فلان، فتقبل ذلك له مني، وأجرني عليه خير الجزاء برحمتك.
----------
المزار الكبير ص 595, المزار للشهيد الأول ص 222, بحار الأنوار ج 99 ص 258
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
صفة من ينوب عن غيره إذا عزمت على ذلك من منزلك وكنت مستأجرا للنيابة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إني أعوذ بك أن نبيع الدين بالدنيا أو نستبدل الظلمة بالضياء أو نختار الأعداء على الأولياء, اللهم فاجعلنا مع محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة, واجمع الدنيا والآخرة لنا برحمتك, فقد علمت قلة صبرنا على الفقر.
وتغتسل في منزلك وتصلي ركعتين.
فإنه روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: ما استخلف عبد على أهله خلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا, ويقول: اللهم إني أريد زيارة ولي الله عن فلان بن فلان - ويذكره باسمه ونسبه - وأنت تعلم يا رب أن الفقر والفاقة حملني على أن أزور عنه, غير بائع منه ديني ولا مؤثر حاله على طاعتي لك, ولو لا أنك بفضل رحمتك أذنت أن أزور عنه لما زرت عن سواي ولصبرت على الفقر والفاقة والمسكنة, اللهم فتقبل ذلك منه وحقق ظنه وأجرني في زيارتي عنه, ولا تخيب رجاءه في, وحقق أمله فإنه إنما وجهني في هذا الوجه طلبا لمرضاتك وتقربا إليك, اللهم فأعطه سؤله وبلغني ما توجهت له وأستودعك اليوم نفسي وديني وخواتيم عملي وولدي ووالدي الشاهد منا والغائب, وجميع أهل حزانتي وما ملكتنيه, اللهم احفظنا واحفظ علينا واجعلني وإياهم في ودائعك التي لا تضيع, واصرف عني وعن رفقائي في طريقي كل محذور حتى تردني إلى وطني ظافرا بما أتوقعه في هذا القصد من قبولك زيارتي عن فلان بن فلان وإعطائك إياه.
ثم تختار من الأدعية ما أحببت.
فإذا سلمك الله وبلغت موضع الأخذ في الزيارة وأردت الاغتسال لها فقل عند الغسل: اللهم إني اغتسلت هذا الغسل عن فلان بن فلان, فاجعله له نورا وطهورا وحرزا وشفاء عن كل داء وسقم, ومن كل آفة وعاهة, ومن شر ما يخاف ويحذر, وطهر قلبه وجوارحه وعظامه ولحمه ودمه وشعره وبشره ومخه وما أقلت الأرض منه, واجعله له شاهدا يوم فقره إليه وحاجته, وأجرني على ذلك وطهرني من الذنوب يا أرحم الراحمين.
ثم البس أطهر ثيابك, ويستحب أن يكون الثياب لمن تزور عنه, وامش بسكينة وتأنية وأكثر من التهليل والتحميد, فإذا دنوت من باب المشهد فقل: اللهم هذا باب يشرع إلى قبر فيه باب من أبوابك, اللهم فكما فتحته على فلان ورزقته إنفاذي إليه فلا تغلقن أبواب توبتك عنه واعصمه من الذنوب, اللهم وإن لك في كل يوم إلى زوار هذا المكان لحظات تنيلهم فيها رحمتك, فبحقك على نفسك وبحق أوليائك عليك صل على محمد وآل محمد واجعل فلان بن فلان كالشاهد لهذا المكان في نيل بركاتك ورحمتك.
ثم ادخل المشهد وقل: الحمد لله الذي جعلني من عمار مساجده, اللهم صل على محمد وآل محمد واختم عمل فلان بن فلان بأحسنه, ولا تزغ قلبه بعد إذ هديته وهب له من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ثم ادع لنفسك بما أحببت.
ثم مل إلى القبلة وسبح تسبيح الزهراء (ع) وقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وأشهد أن عليا عبد الله وأخو رسوله, اللهم صل على محمد وآل محمد.
ثم ادخل وقف عند الرأس وقل: اللهم إني أشهد وأشهد ملائكتك أني أسلم على أهل بيت النبوة عن فلان بن فلان, فإنه وجهني إلى هذا الموضع الشريف عن غير استكبار منه لقصده والتسليم عليه وتقليب وجهه على هذه التربة إلا أن أشغالا صدته وعوائق منعته, فوجهني لأسلم عليه وعلى جميع الأئمة المرضيين, اللهم أنت عالم أن فلان بن فلان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, وأن عليا أمير المؤمنين والأئمة من ولده أئمته وسادته يتولاهم ويتبرأ من أعدائهم,
وقل: اللهم إني أسلم عن فلان بن فلان على وليك فبلغه عنه السلام. يا ولي الله إني أسلم عليك السلام عليك يا حجة الله, السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض, السلام عليك يا إمام المؤمنين ووارث علم النبيين آدم ومن دونه من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين.
ثم تنكب على القبر وتقول: أتيتك بأبي أنت وأمي زائرا وافدا إليك عن فلان بن فلان, متوجها بك إلى الله فاشفع له عند الله, فقد قصدك هاربا من ذنوبه راجيا الخلاص من عقوبة ربه تعالى, يا ولي الله كن لفلان بن فلان شافعا واقض حاجته في دينه وعقباه.
ثم ترفع رأسك وتصلي عند الرأس ركعتين وتقول: اللهم إني أسألك بحق نبيك المصطفى, وعلي المرتضى, وفاطمة الزهراء, وبحق الحسن والحسين, وعلي بن الحسين ,ومحمد بن علي, وجعفر بن محمد, وموسى بن جعفر, وعلي بن موسى, ومحمد بن علي, وعلي بن محمد, والحسن بن علي والخلف الصالح سمي نبيك, احفظ فلان بن فلان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله, واصرف الأسواء عنه وأعطه أمنيته وخاصة الحاجة التي يريد قضاءها منك في زيارتي هذه قبر وليك يا أرحم الراحمين.
فإذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته ثم قل: اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا وأشهد هذا الإمام صلواتك عليه أن فلان بن فلان ائتمنني وسألني أن أزور عنه قبر مولاه ومولاي, وأدعو له عند قبره, فأشهدك أني أديت الأمانة وبذلت المجهود وزرت عند قبر وليك, ولم أشرك في زيارتي عنه أحدا من خلقك, فاقبل ذلك منه واحشره في زمرة محمد وآل محمد, وأورده حوضهم, واجعله فاقبل ذلك منه واحشره في زمرة محمد وآل محمد وأورده حوضهم, واجعله من حزبهم ومكنه في دولتهم وأفلج حجته وأنجح طلبته, اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ أرواحهم وأجسادهم عن فلان بن فلان السلام في هذه الساعة, وأجرني في زيارتي عنه يا أرحم الراحمين.
--------------
بحار الأنوار ج 99 ص 259 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
إذا أردت أن تزور أحد الأئمة (ع) عن ذي نسب أو سبب، فسلم على الإمام (ع) على نسق التسليم المأمور به، فإذا فرغت فصل ركعتين، فإذا سلمت منهما فقل: اللهم لك صليت، ولك ركعت ولك سجدت؛ لأنه لا ينبغي الصلاة إلا لك، اللهم وقد جعلت ثواب زيارتي وصلاتي هاتين الركعتين هدية مني إلى مولاي فلان بن فلان عليه السلام، عن فلان بن فلان فتقبل ذلك مني ومنه، وأجرني عليه، إنك على كل شيء قدير.
وإذا أردت أن تزور عن جميع إخوانك المؤمنين وعن جميع من يوصيك بالزيارة عنه والدعاء له تطوعا, فزر الإمام الذي تكون عنده واقصد بها النيابة وصل ركعتين,
ثم قل: اللهم إني زرت هذه الزيارة, وصليت هذه الصلاة وهاتين الركعتين, وجعلت ثوابهما هدية مني إلى مولاي فلان بن فلان عن جميع إخواني المؤمنين والمؤمنات, وعن جميع من أوصاني بالزيارة والدعاء له, اللهم تقبل ذلك مني ومنهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
فإنك إذا قلت لأحدهم إني قد صليت وزرت وسلمت على الإمام عنك كنت صادقا في قولك.
وإن كنت نائبا عن غيرك فقل بعد الزيارة والصلاة والدعاء: اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر فلان بن فلان عنه، وأجرني في نيابتي عنه، السلام عليك يا مولاي عن فلان بن فلان، أتيتك زائرا عنه، فاشفع لي عند ربك.
وتدعو له ولجميع المؤمنين، وكذلك تفعل في الوداع.
-----------
بحار الأنوار ج 99 ص 262 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
إذا لم يكن خروجك لقبورهم زائرا لنفسك, بل مستأجرا عن أخ من إخوانك فقل: اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين, واجعل ثواب وأجر جميع ما نالني وينالني في سفري هذا في بدئي ومرجعي من تعب ونصب ووصب ومصيبة في مال ونفقة, وكل غم وهم وكد وغير ذلك مما يكسب الثواب ويوجب الحسنات ويحط الأوزار والسيئات والخطايا, إلى أن بلغت هذا المشهد الذي شرفته وعظمت حرمته لفلان بن فلان الذي أوفدني له وعنه وبماله ونفقته إنك رؤف رحيم, وعلى كل شيء قدير, وأنت أرحم الراحمين, وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
----------
بحار الأنوار ج 99 ص 263
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارة الإمام الحسين (ع) من بعيد:
عن الحسن بن أبي فاختة قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إني أذكر الحسين بن علي (ع) فأي شيء أقول إذا ذكرته؟ فقال: قل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله, تكررها ثلاثا الخبر.
-------------------
الأمالي للطوسي ص 54, بحار الأنوار ج 44 ص 30, العوالم ج 17 ص 602
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سدير قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا سدير تكثر من زيارة قبر أبي عبد الله الحسين؟ قلت: إنه من الشغل. فقال: ألا اعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتب الله لك بذلك الزيارة؟ فقلت: بلى جعلت فداك! فقال لي: اغتسل في منزلك واصعد إلى سطح دارك، وأشر إليه بالسلام، يكتب لك بذلك الزيارة.
----------
كامل الزيارات ص 288, وسائل الشيعة ج 14 ص 578, بحار الأنوار ج 98 ص 367, مستدرك الوسائل ج 10 ص 305
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حنان, عن أبيه قال: قال أبو عبد الله (ع): يا سدير تزور قبر الحسين (ع) في كل يوم؟ قلت: جعلت فداك لا, قال: فما أجفاكم, قال: فتزورونه في كل جمعة؟ قلت لا, قال: فتزورونه في كل شهر؟ قلت: لا, قال: فتزورونه في كل سنة؟ قلت: قد يكون ذلك, قال: يا سدير ما أجفاكم للحسين (ع) أما علمت أن لله عز وجل ألفي ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون لا يفترون, وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين (ع) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة؟ قلت: جعلت فداك إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال لي: اصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم انح نحو القبر وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته تكتب لك زورة والزورة حجة وعمرة, قال: سدير فربما فعلت في الشهر أكثر من عشرين مرة.
----------
الكافي ج 4 ص 589, الفقيه ج 2 ص 599, التهذيب ج 6 ص 116, الوافي ج 14 ص 1579, وسائل الشيعة ج 14 ص 493, هداية الأمة ج 5 ص 479, المزار الكبير ص 438
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار، فليعل أعلى منزله وليصل ركعتين وليؤم بالسلام إلى قبورنا؛ فإن ذلك يصل إلينا.
----------
الكافي ج 4 ص 587, كامل الزيارات ص 288, الفقيه ج 2 ص 599, التهذيب ج 6 ص 103, المقنعة ص 490, الوافي ج 14 ص 1577, وسائل الشيعة ج 14 ص 577, هداية الامة ج 5 ص 456, بحار الأنوار ج 98 ص 367
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
دخل حنان بن سدير الصيرفي على أبي عبد الله (ع) وعنده جماعة من أصحابه فقال: يا حنان بن سدير! تزور أبا عبد الله (ع) في كل شهر مرة؟ قال: لا. قال: ففي كل شهرين مرة؟ قال: لا. قال: ففي كل سنة مرة؟ قال: لا. قال: ما أجفاكم لسيدكم! فقال: يابن رسول الله! قلة الزاد وبعد المسافة. قال:ألا أدلكم على زيارة مقبولة وإن بعد النائي؟ قال:فكيف أزوره يابن رسول الله؟ قال: اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت، والبس أطهر ثيابك، واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء، واستقبل القبلة بوجهك بعدما تبين أن القبر هناك، يقول الله تبارك وتعالى: فأينما تولوا فثم وجه الله ثم تقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وسيدي وابن سيدي، السلام عليك يا مولاي، يا قتيل ابن القتيل الشهيد ابن الشهيد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. أنا زائرك يابن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي، وإن لم أزرك بنفسي والمشاهدة لقبتك. فعليك السلام يا وارث آدم صفوة الله، ووارث نوح نبي الله، ووارث إبراهيم خليل الله، ووارث موسى كليم الله، ووارث عيسى روح الله، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله، ووارث علي أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته، ووارث الحسن بن علي وصي أمير المؤمنين، لعن الله قاتليك، وجدد عليهم العذاب في هذه الساعة وفي كل ساعة. أنا يا سيدي متقرب إلى الله جل وعز وإلى جدك رسول الله، وإلى أبيك أمير المؤمنين، وإلى أخيك الحسن، وإليك يا مولاي، فعليك السلام ورحمة الله وبركاته بزيارتي لك بقلبي ولساني وجميع جوارحي، فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني، وأنا بالبراءة من أعدائك واللعنة لهم وعليهم أتقرب بذلك إلى الله وإليكم أجمعين، فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته.
ثم تتحول على يسارك قليلا، وتحول وجهك إلى قبر علي بن الحسين (ع)وهو عند رجل أبيه، وتسلم عليه مثل ذلك، ثم ادع الله بما أحببت من أمر دينك ودنياك.
ثم تصلي أربع ركعات، فإن صلاة الزيارة ثمان أو ست أو أربع أو ركعتان، وأفضلها ثمان، ثم تستقبل القبلة نحو قبر أبي عبد الله (ع) وتقول: أنا مودعك يا مولاي وابن مولاي، ويا سيدي وابن سيدي، ومودعك يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين، ومودعكم يا ساداتي يا معاشر الشهداء، فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه وبركاته.
---------------
كامل الزيارات ص 288, بحار الأنوار ج 98 ص 367, زاد المعاد ص 293, وسائل الشيعة ج 14 ص 580 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي عن الصادق جعفر بن محمد (ع) أنه قال: من أراد أن يزور قبر رسول الله (ص)، وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج (ع) وهو في بلده، فليغتسل في يوم الجمعة، وليلبس ثوبين نظيفين، وليخرج إلى فلاة من الأرض، ثم يصلي أربع ركعات يقرأ فيهن ما تيسر من القرآن، فإذا تشهد وسلم، فليقم مستقبل القبلة، وليقل: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك أيها النبي المرسل، والوصي المرتضى، والسيدة الكبرى، والسيدة الزهراء، والسبطان المنتجبان، والأولاد والأعلام، والامناء المنتجبون المستخزنون، جئت انقطاعا إليكم وإلى آبائكم وولدكم الخلف على بركة الحق، فقلبي لكم مسلم، ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله بدينه، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني لمن القائلين بفضلكم، مقر برجعتكم، لا انكر لله قدرة ولا أزعم إلا ما شاء الله، سبحان الله ذي الملك والملكوت، يسبح الله بأسمائه جميع خلقه، والسلام على أرواحكم وأجسادكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي رواية اخرى: افعل ذلك على سطح دارك.
--------------
مصباح المتهجد ج 1 ص 288, جمال الأسبوع ص 231, هداية الأمة ج 5 ص 457, بحار الأنوار ج 86 ص 330
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارة أبي الفضل العباس (ع):
عن أبي حمزة الثمالي, عن الصادق (ع): إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي (ع)، وهو على شط الفرات بحذاء الحائر، فقف على باب السقيفة، وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، [و] الزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح، عليك يابن أمير المؤمنين، أشهد لك بالتسليم والتصديق، والوفاء والنصيحة، لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم.
فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم، أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من قتلك، ولعن الله من جهل حقك، واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات.
أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يابن أمير المؤمنين وافدا إليكم، وقلبي مسلم لكم، وأنا لكم تابع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن.
ثم ادخل وانكب على القبر، وقل:
السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ومغفرته ورضوانه، على روحك وبدنك.
أشهد واشهد الله أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون، والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأكثر الجزاء، وأوفر الجزاء، وأوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره، أشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء. وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا، وأفضلها غرفا، ورفع ذكرك في عليين، وحشرك مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا. أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، جمع الله بيننا وبينك، وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين؛ فإنه أرحم الراحمين. (1)
إذا ودعت العباس (ع) فأته وقل: استودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند الله، اللـهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللـهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن اخي نبيك، وارزقني زيارته ابدا ما ابقيتني واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، اللهم وعرف بيني وبينه وبين رسولك واوليائك، اللـهم صل على محمد وآل محمد وتوفني على الايمان بك والتصديق برسولك والولاية لعلي بن أبي طالب والائمة من ولده والبراءة من عدوهم، فإني قد رضيت بذلك يا رب.
وتدعو لنفسك ولوالديك والمؤمنين والمسلمين وتخير من الدعاء. (2)
----------
(1) إلى هنا في زاد المعاد
(2) كامل الزيارات ص 256, التهذيب ج 6 ص 65, المزار للمفيد ص 121, مصباح المتهجد ج 2 ص 724, المزار الكبير 388, المزار للشهيد الأول ص 131, الوافي ج 14 ص 1509, بحار الأنوار ج 98 ص 277, زاد المعاد ص 515
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارة شهداء كربلاء:
عن أبي منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومئتين (في زمن إمامة الإمام الهادي عليه السلام) على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه الله، وكنت حديث السن، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله (ع) وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم، فخرج إلي منه:
بسم الله الرحمن الرحيم: إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم فقف عند رجلي (ع)، وهو قبر علي بن الحسين صلوات الله عليهما، فاستقبل القبلة بوجهك؛ فإن هناك حومة الشهداء عليهم السلام، وأوم وأشر إلى علي بن الحسين (ع) وقل: السلام عليك يا أول قتيل من نسل خير سليل من سلالة إبراهيم الخليل صلى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك: قتل الله قوما قتلوك، يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفا»، كأني بك بين يديه ماثلا، وللكافرين قائلا:
أنا علي بن الحسين بن علي ... نحن وبيت الله أولى بالنبي
أطعنكم بالرمح حتى ينثني ... أضربكم بالسيف أحمي عن أبي
ضرب غلام هاشمي عربي ... والله لا يحكم فينا ابن الدعي
حتى قضيت نحبك ولقيت ربك، أشهد أنك أولى بالله وبرسوله، وأنك ابن رسوله، وحجته وأمينه، وابن حجته وأمينه. حكم الله على قاتلك مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ـ لعنه الله وأخزاه ـ ومن شركه في قتلك، وكانوا عليك ظهيرا، أصلاهم الله جهنم وساءت مصيرا، وجعلنا الله من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جدك وأبيك وعمك وأخيك وامك المظلومة، وأبرأ إلى الله من أعدائك اولي الجحود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على عبد الله بن الحسين الطفل الرضيع، المرمي الصريع، المتشحط دما، المصعد دمه في السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه. السلام على عبد الله ابن أمير المؤمنين، مبلي البلاء، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضروب مقبلا ومدبرا، لعن الله قاتله هانئ بن ثبيت الحضرمي. السلام على أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد الحيتي وحكيم بن الطفيل الطائي. السلام على جعفر ابن أمير المؤمنين، الصابر بنفسه محتسبا، والنائي عن الأوطان مغتربا، المستسلم للقتال، المستقدم للنزال، المكثور بالرجال، لعن الله قاتله هانئ بن ثبيت الحضرمى.
السلام على عثمان ابن أمير المؤمنين، سمي عثمان بن مظعون، لعن الله راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الإيادي الدارمي. السلام على محمد ابن أمير المؤمنين، قتيل الإيادي الدارمي لعنه الله وضاعف عليه العذاب الأليم، وصلى الله عليك يا محمد وعلى أهل بيتك الصابرين. السلام على أبي بكر بن الحسن بن علي الزكي الولي، المرمي بالسهم الردي، لعن الله قاتله عبد الله بن عقبة الغنوي. السلام على عبد الله بن الحسن بن علي الزكي، لعن الله قاتله وراميه حرملة بن كاهل الأسدي. السلام على القاسم بن الحسن بن علي، المضروب على هامته، المسلوب لامته، ۰ حين نادى الحسين عمه، فجلا عليه عمه كالصقر، وهو يفحص برجليه التراب، والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك! ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك». ثم قال: عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو أن يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هذا والله يوم كثر واتره وقل ناصره»، جعلني الله معكما يوم جمعكما، وبوأني مبوأكما، ولعن الله قاتلك عمر بن سعد بن عروة بن نفيل الأزدي، وأصلاه جحيما وأعد له عذابا أليما. السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيار في الجنان، حليف الإيمان، ومنازل الأقران، الناصح للرحمن، التالي للمثاني والقرآن، لعن الله قاتله عبد الله بن قطبة النبهاني. السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر، الشاهد مكان أبيه، والتالي لأخيه، وواقيه ببدنه، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي. السلام على جعفر بن عقيل، لعن الله قاتله وراميه بشر بن خوط الهمداني. السلام على عبد الرحمن بن عقيل، لعن الله قاتله وراميه عمر بن خالد بن أسد الجهني. السلام على القتيل ابن القتيل، عبد الله بن مسلم بن عقيل، ولعن الله قاتله عامر بن صعصعة. وقيل: أسد بن مالك. السلام على عبيد الله بن مسلم بن عقيل، ولعن الله قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصيداوي. السلام على محمد بن أبي سعيد بن عقيل، ولعن الله قاتله لقيط بن ناشر الجهني. السلام على سليمان مولى الحسين بن أمير المؤمنين، ولعن الله قاتله سليمان بن عوف الحضرمي. السلام على قارب مولى الحسين بن علي. السلام على منجح مولى الحسين بن علي. السلام على مسلم بن عوسجة الأسدي، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: أنحن نخلي عنك؟ وبم نعتذر عند الله من أداء حقك؟ لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا افارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم افارقك حتى أموت معك». وكنت أول من شرى نفسه، وأول شهيد شهد الله وقضى نحبه، ففزت برب الكعبة، شكر الله استقدامك ومواساتك إمامك، إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: يرحمك الله يا مسلم بن عوسجة، وقرأ: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} لعن الله المشتركين في قتلك: عبد الله الضبابي، وعبد الله بن خشكارة البجلي. السلام على سعد بن عبد الله الحنفي، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك، والله لو أعلم أني اقتل ثم احيى ثم احرق ثم اذرى، ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك، حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي موتة أو قتلة واحدة، ثم هي بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا». فقد لقيت حمامك، وواسيت إمامك، ولقيت من الله الكرامة في دار المقامة، حشرنا الله معكم في المستشهدين، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين. السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكر الله لك قولك للحسين وقد أذن لك في الانصراف: أكلتني إذن السباع حيا إن فارقتك وأسأل عنك الركبان، وأخذلك مع قلة الأعوان، لا يكون هذا أبدا». السلام على يزيد بن حصين الهمداني المشرقي القاري، المجدل بالمشرفي. السلام على عمر بن أبي كعب الأنصاري. السلام على نعيم بن عجلان الأنصاري. السلام على زهير بن القين البجلي، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف: لا والله لا يكون ذلك أبدا، أترك ابن رسول الله أسيرا في يد الأعداء وأنجو! لا أراني الله ذلك اليوم». السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري. السلام على حبيب بن مظاهر الأسدي. السلام على الحر بن يزيد الرياحي. السلام على عبد الله بن عمير الكلبي. السلام على نافع بن هلال بن نافع البجلي المرادي. السلام على أنس بن كاهل الأسدي. السلام على قيس بن مسهر الصيداوي. السلام على عبد الله وعبد الرحمن ابني عروة بن حراق الغفاريين. السلام على جون بن حري مولى أبي ذر الغفاري. السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي. السلام على الحجاج بن يزيد السعدي. السلام على قاسط وكرش ابني ظهير التغلبيين. السلام على كنانة بن عتيق. السلام على ضرغامة بن مالك. السلام على حوي بن مالك الضبعي. السلام على عمر بن ضبيعة الضبعي. السلام على زيد بن ثبيت القيسي. السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيت القيسي. السلام على عامر بن مسلم. السلام على قعنب بن عمرو التمري. السلام على سالم مولى عامر بن مسلم. السلام على سيف بن مالك. السلام على زهير بن بشر الخثعمي. السلام على زيد بن معقل الجعفي. السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي. السلام على مسعود بن الحجاج وابنه. السلام على مجمع بن عبد الله العائذي. السلام على عمار بن حسان بن شريح الطائي. السلام على حيان بن الحارث السلماني الأزدي. السلام على جندب بن حجر الخولاني. السلام على عمر بن خالد الصيداوي. السلام على سعيد مولاه. السلام على يزيد بن زياد بن المهاجر الكندي. السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي. السلام على جبلة بن علي الشيباني. السلام على سالم مولى ابن المدنية الكلبي. السلام على أسلم بن كثير الأزدي الأعرج. السلام على زهير بن سليم الأزدي. ۰ السلام على قاسم بن حبيب الأزدي. السلام على عمر بن جندب الحضرمي. السلام على أبي ثمامة عمر بن عبد الله الصائدي. السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي. السلام على عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدر الأرحبي. السلام على عمار بن أبي سلامة الهمداني. السلام على عابس بن شبيب الشاكري. السلام على شوذب مولى شاكر. السلام على شبيب بن الحارث بن سريع. السلام على مالك بن عبد بن سريع. السلام على الجريح المأسور سوار بن أبي حمير الفهمي الهمداني. السلام على المرثث معه عمرو بن عبد الله الجندعي. السلام عليكم يا خير أنصار. السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، بوأكم الله مبوأ الأبرار، أشهد لقد كشف الله لكم الغطاء، ومهد لكم الوطاء، وأجزل لكم العطاء، وكنتم عن الحق غير بطاء، وأنتم لنا فرطاء، ونحن لكم خلطاء في دار البقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---------------
المزار الكبير ص 485, الإقبال ج 2 ص 573, المزار للشهيد الأول ص 147, بحار الأنوار ج 45 ص 64, رياض الأبرار ج 1 ص 314, العوالم ج 17 ص 335
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارة مسلم بن عقيل:
تقف على بابه وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح، عليك يا مسلم بن عقيل.
أشهد لك بالتسليم والتصديق، والوفاء والنصيحة لخلف النبي صلى الله عليه وآله المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم. فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين، أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من خذلك وغشك. أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يا عبد الله وافدا إليكم، وقلبي لكم مسلم، وأنا لكم تابع، ونصرتي لك معدة، حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبآبائكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن.
ثم ادخل وانكب على القبر، وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، وعلى روحك وبدنك. أشهد واشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره. أشهد أنك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا، وأفضلها غرفا، ورفع ذكرك في العليين، وحشرك مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا. أشهد أنك لم تهن ولم تنكل، وأنك قد مضيت على بصيرة من أمرك، مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك، وبين رسوله وأوليائه، في منازل المخبتين؛ فإنه أرحم الراحمين.
ثم انحرف إلى عند الرأس، فصل ركعتين وصل بعدها ما بدا لك، وسبح وادع بما أحببت، وقل:
اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا مرضا إلا شفيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا شملا إلا جمعته، ولا غائبا إلا حفظته وأديته، ولا عريا إلا كسوته، ولا رزقا إلا بسطته، ولا خوفا إلا آمنته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين.
فإذا أردت وداعه تقف عليه كوقوفك الأول، وقل: أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله، وبكتابه وبما جاء به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن عم نبيك صلى الله عليه وآله، وارزقني زيارته ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك. اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الإيمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة عليهم السلام.
وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات، وأكثر من الدعاء ما شئت، واخرج في دعة الله.
-------------
المزار الكبير ص 177, المزار للشهيد الأول ص 278, بحار الأنوار ج 97 ص 426 نحوه عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
إذا وصلت إلى ضريحه فقف عليه مستقبل القبلة، وقل: السلام عليك أيها الفادي بنفسه ومهجته، الشهيد الفقيد المظلوم، المغصوب حقه، المنتهك حرمته، السلام عليك يا من فادى بنفسه ابن عمه، وفدى بدمه دمه، السلام عليك يا أول الشهداء، وإمام السعداء، السلام عليك يا مسلم يا من أسلم نفسه، وسكن على طاعة الله رمسه، وأخمد حسه. السلام عليك يابن السادة الأبرار، ويابن أخي جعفر الطيار، وابن أخي علي الفارس الكرار، الضارب بذي الفقار، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا من أرضى بفعاله محمدا المختار والملك الجبار، السلام عليك، لقد صبرت فنعم عقبى الدار. السلام عليك يا وحيدا غريبا عن أهله بين الأعداء، بلا ناصر ولا مجيب، أشهد بين يدي الله أنك جاهدت وصابرت، وخاصمت أعداء الله على طاعته وطاعة نبيه ووصيه ووليه، فمضيت شهيدا وتوليت حميدا، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم احشرني معه ومع أبيه وعمومته وبنيهم، ولا تحرمني في بقية عمري زيارته.
ثم تقبل الضريح وتصلي صلاة الزيارة، وتهدي ثوابها له، ثم تودعه وتنصرف إن شاء الله تعالى.
-----------
بحار الأنوار ج 97 ص 428 عن مصباح الزائر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* زيارات الإمام الحسين (ع) المخصوصة بوقت معين:
* حسب أيام الإسبوع:
ليلة الجمعة ويومها:
ويستحب – يوم الجمعة - أن يدعو أيضا بدعاء المظلوم، عند قبر أبي عبد الله (ع) وهو: اللهم إني أعتز بدينك وأكرم بهدايتك، وفلان يذلني بشره، ويهينني بأذيته، ويعيبني بولاء أوليائك ويبهتني بدعواه، وقد جئت إلى موضع الدعاء وضمانك الإجابة، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعدني عليه الساعة الساعة.
ثم ينكب على القبر ويقول: مولاي إمامي، مظلوم استعدى على ظالمه النصر النصر، حتى ينقطع النفس
-----------
مصباج المتهجد ج 1 ص 279, بحار الأنوار ج 98 ص 285
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
يوم الإثنين:
السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن سيدة نساء العالمين، أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، فعليك السلام مني ما بقيت وبقي الليل والنهار وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين. أنا يا مولاي مولى لك ولال بيتك، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وجهركم وظاهركم وباطنكم، لعن الله أعداءكم من الأولين والآخرين، وأنا أبرأ إلى الله تعالى منهم، يا مولاي يا أبا محمد، يا مولاي يا أبا عبد الله، هذا يوم الإثنين وهو يومكما وباسمكما، وأنا فيه ضيفكما، فأضيفاني وأحسنا ضيافتي، فنعم من استضيف به أنتما، وأنا فيه من جواركما فأجيراني، فإنكما مأموران بالضيافة والإجارة، فصلى الله عليكما وآلكما الطيبين.
------------
جمال الأسبوع ص 33, بحار الأنوار ج 99 ص 213
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في ربيع الآخر
إذا زرت الحسين (ع) فيه فقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله, السلام عليك يا وارث نوح نبي الله, السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله, السلام عليك يا وارث موسى كليم الله, السلام عليك يا وارث عيسى روح الله, السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله, السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين وخير الوصيين, السلام عليك يا وارث أخيه الحسن الزكي الطاهر الرضي المرضي, السلام عليك أيها الصديق, السلام عليك أيها الرضي البار التقي, السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك, السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بك, أشهد أنك قد أقمت الصلاة, وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, وجاهدت الملحدين, وعبدت الله عز وجل حتى أتاك اليقين, والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم استلم القبر وسلم عليه وقل: السلام عليك يا حجة الله.
---------------
البلد الأمين ص 280
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في جمادى الأولى
إذا زرت فيه الحسين (ع) فقل بعد تكبيرك أربعا وثلاثين مرة: السلام عليك يا وارث آدم فطرة الله, السلام عليك يا وارث نوح صفوة الله, السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله, السلام عليك يا وارث موسى كليم الله, السلام عليك يا وارث عيسى روح الله, السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله, السلام عليك يا حسين بن علي الرضي الزكي, السلام عليك أيها البر التقي, السلام عليك أيها الصديق الشهيد, السلام على ملائكة الله المقربين الذين هم بك محدقون, أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين, والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم التزم القبر وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه.
ثم انكب على القبر وقل: اللهم رب الحسين, اشف صدر الحسين, واطلب بثاره, اللهم انتقم ممن قتله وأعان عليه.
ثم ارفع رأسك ويديك إلى السماء وقل: سلام الله وملائكته وأنبيائه ورسله والصالحين من عباده وجميع خلقه ورحمته وبركاته على محمد وأهل بيته, وعليك يا مولاي الشهيد المظلوم, لعن الله قاتلك وخاذلك, برئت إلى الله عز وجل منهم ومن أفعالهم وممن شايع ورضي به, وأشهد أنهم كفار مشركون والله ورسوله برءاء منهم.
ثم زر علي بن الحسين (ع) ثم الشهداء والعباس بما في زيارة عرفة, وتصلي ركعات الزيارات وهي ثمان, وتدعو بعد كل ركعتين منها بم في زيارة عاشوراء.
------------
البلد الأمين ص 280
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في جمادى الآخرة
إذا زرت فيه الحسين (ع) فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله, السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين, السلام عليك يا أبا عبد الله, السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته. يا من رضاه رضى الرحمن, وسخطه سخط الرحمن, السلام عليك يا أمين الله وحجة الله, وباب الله والدليل على الله, والداعي إلى الله, أشهد أنك قد حللت حلال الله, وحرمت حرام الله, وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. أشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون, أشهد أن قاتلك في النار, أدين الله عز وجل بالبراءة ممن قتلك وممن قاتلك وشايع على قتلك, وممن جمع عليك وممن سمع صوتك فلم يغثك, يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما.
------------
البلد الأمين ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في شهر رجب:
زيارة اول يوم من رجب وليلته وليلة النصف من شعبان
(قال الكفعمي في البلد الأمين: مستحب زيارة الحسين (ع) في أول ليلة منه ويومه وكذا ليلة نصفه ويومه...)
(قال السيد في الإقبال: فيما نذكره من لفظ زيارة الحسين (ع) في نصف شعبان)
إذا أردت ذلك فاغتسل والبس أطهر ثيابك، وقف على باب قبته (ع) مستقبل القبلة، وسلم على سيدنا رسول الله وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن، وعليه وعلى الأئمة من ذريته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. ثم ادخل وقف عند ضريحه، وكبر الله تعالى مئة مرة وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن خاتم النبيين، السلام عليك يابن سيد المرسلين، السلام عليك يابن سيد الوصيين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حسين بن علي، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا صفي الله وابن صفيه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه، السلام عليك يا سفير الله وابن سفيره، السلام عليك يا خازن الكتاب المسطور. السلام عليك يا وارث التوراة والإنجيل والزبور، السلام عليك يا أمين الرحمن، السلام عليك يا شريك القرآن، السلام عليك يا عمود الدين، السلام عليك يا باب حكمة رب العالمين، السلام عليك يا عيبة علم الله، السلام عليك يا موضع سر الله. السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك. بأبي أنت وامي ونفسي يا أبا عبد الله، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها. بأبي أنت وامي ونفسي يا أبا عبد الله! أشهد لقد اقشعرت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلائق، وبكتكم السماء والأرض، وسكان الجنان والبر والبحر. صلى الله عليك عدد ما في علم الله، لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، فطهرت بك البلاد، وطهرت أرض أنت فيها وطهر حرمك. أشهد أنك أمرت بالقسط والعدل ودعوت إليهما، وأنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه، وأنك ثار الله في الأرض. وأشهد أنك قد بلغت عن الله وعن جدك رسول الله وعن أبيك أمير المؤمنين وعن أخيك الحسن، ونصحت وجاهدت في سبيل ربك، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير جزاء السابقين، وصلى الله عليك وسلم تسليما. اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على الحسين المظلوم الشهيد الرشيد، قتيل العبرات وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة، يصعد أولها ولا ينفد آخرها، أفضل ما صليت على أحد من أولاد أنبيائك المرسلين يا إله العالمين.
ثم قبل الضريح، وضع خدك الأيمن عليه والأيسر، ودر حول الضريح، فقبله من أربع جوانبه، (1)
(ثم امض إلى ضريح علي بن الحسين وقف عليه وقل: السلام عليك أيها الصديق الطيب الزكي الحبيب المقرب، وابن ريحانة رسول الله، السلام عليك من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته، ما أكرم مقامك وأشرف منقلبك، أشهد لقد شكر الله سعيك وأجزل ثوابك، وألحقك بالذروة العالية حيث الشرف كل الشرف، وفي الغرف كما من عليك من قبل، وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، صلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته ورضوانه، فاشفع أيها السيد الطاهر إلى ربك في حط الأثقال عن ظهري وتخفيفها عني، وارحم ذلي وخضوعي لك وللسيد أبيك صلى الله عليكما.
ثم انكب على القبر وقل: زاد الله في شرفكم في الآخرة كما شرفكم في الدنيا، وأسعدكم كما أسعد بكم، وأشهد أنكم أعلام الدين ونجوم العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم توجه إلى الشهداء رضوان الله عليهم، وقل: السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار علي بن أبي طالب وأنصار فاطمة، وأنصار الحسن والحسين وأنصار الإسلام، أشهد لقد نصحتم لله وجاهدتم في سبيله، فجزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء، فزتم والله فوزا عظيما، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما، أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، أشهد أنكم الشهداء والسعداء، وأنكم الفائزون في درجات العلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم عد إلى الرأس فصل صلاة الزيارة، وادع لنفسك ولوالديك ولاءخوانك.) (2)
(ثم امض وقف على ضريح علي بن الحسين (ع) مستقبل القبلة وقل: السلام من الله، والسلام من ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع أهل طاعته من أهل السماوات والأرضين، على أبي عبد الله الحسين بن علي ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا أول قتيل من نسل خير سليل من سلالة إبراهيم الخليل. صلى الله عليك وعلى أبيك إذ قال فيك: قتل الله قوما قتلوك يا بني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفا.
أشهد أنك ابن حجة الله وابن أمينه، حكم الله على قاتليك وأصلاهم جهنم وساءت مصيرا، وجعلنا الله يوم القيامة من ملاقيك ومرافقيك، ومرافقي جدك وأبيك وعمك وأخيك وامك المظلومة الطاهرة المطهرة، أبرأ إلى الله ممن قتلك، وأسأل الله مرافقتكم في دار الخلود، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على العباس ابن أمير المؤمنين، السلام على جعفر ابن أمير المؤمنين، السلام على عبد الله ابن أمير المؤمنين، السلام على أبي بكر ابن أمير المؤمنين، السلام على عثمان ابن أمير المؤمنين. السلام على القاسم بن الحسن، السلام على أبي بكر بن الحسن، السلام على عبد الله بن الحسن. السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، السلام على جعفر بن عقيل، السلام على عبد الرحمن بن عقيل، السلام على عبد الله بن مسلم بن عقيل، السلام على محمد بن أبي سعد بن عقيل، السلام على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. السلام عليكم أهل بيت المصطفى، السلام عليكم أهل الشكر والرضى. السلام عليكم يا أنصار الله ورجاله من أهل الحق والبلوى والمجاهدين على بصيرة في سبيله، أشهد أنكم كما قال الله عزوجل: وكأين من نبى قـتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصـبرين. فما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصره وكلمة الله التامة. صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما، وفزتم والله لوددت أني كنت معكم فأفوز فوزا، أبشروا بمواعيد الله التي لا خلف لها إنه لا يخلف الميعاد. أشهد أنكم النجباء وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة، وأشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله، أنتم السابقون والمجاهدون، أشهد أنكم أنصار الله وأنصار رسوله، الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم التفت فسلم على الشهداء فقل: السلام على سعيد بن عبد الله الحنفي، السلام على حر بن يزيد الرياحي، السلام على زهير بن القين، السلام على حبيب بن مظاهر، السلام على مسلم بن عوسجة، السلام على عقبة بن سمعان، السلام على برير بن خضير، السلام على عبد الله بن عمير, السلام على نافع بن هلال، السلام على منذر بن المفضل الجعفي، السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري، السلام على أبي ثمامة الصائدي، السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري، السلام على عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي، السلام على عبد الرحمن وعبد الله ابني عروة، السلام على سيف بن الحارث، السلام على مالك بن عبد الله الحائري، السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي, السلام على قاسم بن الحارث الكاهلي، السلام على بشر بن عمر الحضرمي، السلام على عابس بن شبيب الشاكري، السلام على حجاج بن مسروق الجعفي، السلام على عمرو بن خلف وسعيد مولاه، السلام على حسان بن الحارث. السلام على مجمع بن عبد الله العائذي، السلام على نعيم بن عجلان، السلام على عبد الرحمن بن يزيد، السلام على عمر بن أبي كعب. السلام على سليمان بن عوف الحضرمي، السلام على قيس بن مسهر الصيداوي، السلام على عثمان بن فروة الغفاري، السلام على غيلان بن عبد الرحمن، السلام على قيس بن عبد الله الهمداني، السلام على عمير بن كناد، السلام على جبلة بن عبد الله، السلام على مسلم بن كناد. السلام على سليمان بن سليمان الأزدي، السلام على حماد بن حماد المرادي، السلام على عامر بن مسلم ومولاه مسلم، السلام على بدر بن رقيط وابنيه عبد الله وعبيد الله، السلام على رميث بن عمر، السلام على سفيان بن مالك، السلام على زهير بن سيار. السلام على قاسط وكرش ابني زهير، السلام على كنانة بن عتيق، السلام على عامر بن مالك، السلام على منيع بن زياد، السلام على نعمان بن عمرو. السلام على جلاس بن عمرو، السلام على عامر بن جليدة، السلام على زائدة بن مهاجر، السلام على حبيب بن عبد الله النهشلي، السلام على حجاج بن يزيد، السلام على جوير بن مالك. السلام على ضبيعة بن عمرو، السلام على زهير بن بشير، السلام على مسعود بن الحجاج، السلام على عمار بن حسان، السلام على جندب بن حجير، السلام على سليمان بن كثير، السلام على زهير بن سليمان، السلام على قاسم بن حبيب. السلام على أنس بن كاهل الأسدي، السلام على ضرغامة بن مالك، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق، السلام على عبد الله بن يقطر رضيع الحسين، السلام على منجح مولى الحسين، السلام على سويد مولى شاكر. السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم خيرة الله، اختاركم الله لأبي عبد الله (ع)، وأنتم خاصته اختصكم الله، أشهد أنكم قتلتم على الدعاء إلى الحق، ونصرتم ووفيتم وبذلتم مهجكم مع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنتم سعداء سعدتم وفزتم بالدرجات. فجزاكم الله من أعوان وإخوان خير ما جازى من صبر مع رسول الله (ص)، هنيئا لكم ما اعطيتم وهنيئا لكم بما حبيتم، طافت عليكم من الله الرحمة وبلغتم بها شرف الآخرة.) (3) (4)
-------------
(1) إلى هنا في البلد الأمين ومصباح الكقعمي
(2) ما بين القوسين زيادة من الشيخ المفيد رحمه الله
(3) ما بين القوسين من نسخة إقبال الأعمال
(4) المزار للشهيد الأول ص 142, بحار الأنوار ج 98 ص 336, الإقبال ج 2 ص 712, البلد الأمين ص 281, مصباح الكفعمي ص 491
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة الغفيلة (إنما سميت بذلك لغفلة عامة الناس عن فضلها) في النصف من رجب:
فإذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل فكبر الله تعالى ثلاثا، وقف على القبر وقل: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا سادة السادات، السلام على ليوث الغابات، السلام عليكم يا سفن النجاة، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، السلام عليك يا وارث علم الأنبياء ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يابن محمد المصطفى، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يابن خديجة الكبرى. السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد، السلام عليك يا قتيل ابن القتيل، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته على خلقه، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، وبررت بوالديك وجاهدت عدوك، وأشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب، وأنك حبيب الله وخليله، ونجيبه وصفيه وابن صفيه. يا مولاي وابن مولاي، زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله، يا سيدي وأستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين، وبأبيك سيد الوصيين، وبامك فاطمة سيدة نساء العالمين. ألا لعن الله قاتليك ولعن الله ظالميك ولعن الله سالبيك ومبغضيك من الأولين والآخرين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ثم قبل الضريح وتوجه إلى علي بن الحسين (ع)، وزره فقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتليك ولعن الله ظالميك، إني أتقرب إلى الله بزيارتكم وبمحبتكم، وأبرأ إلى الله من أعدائكم، والسلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته.
ثم امش حتى تأتي قبور الشهداء، فقف وقل: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله (ع)، السلام عليكم يا طاهرين من الدنس، السلام عليكم يا مهديون، السلام عليكم يا أبرار الله، السلام عليكم وعلى الملائكة الحافين بقبوركم أجمعين، جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته وتحت عرشه إنه أرحم الراحمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زيارة العباس ابن أمير المؤمنين (ع): فإذا أتيت مشهده فقف على باب القبة وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا بن أمير المؤمنين، أشهد لك بالنصيحة والتصديق والتسليم والوفاء لخلف النبي صلى الله عليه وآله، الشهيد المرسل والسبط المنتجب، والدليل العالم والوصي المبلغ والمظلوم المهتضم. فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن فاطمة وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار، ألا لعن الله من قتلك ولعن الله من جهل حقك، ولعن الله من استخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات، وأشهد أنك قتلت مظلوما وإن الله منجز لكم ما وعدكم به. جئتك يابن أمير المؤمنين وافدا إليك، وقلبي لكم مسلم وأنا لكم تابع ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، معكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، فلعن الله امة قتلتكم بالأيدي والألسن.
ثم انكب على القبر وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، على روحك وبدنك، أشهد واشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، والمناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأوفر جزاء أحد وفى ببيعته للحسين عليه السلام، واستجاب له دعوته وأطاع ولاة أمره، وأشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في النبيين والشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه أوسعها منزلا وأفسحها غرفا، ورفع ذكرك في عليين وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
--------------
المزار للهشيد الأول ص 161, بحار الأنوار ج 98 ص 345
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في النص من شعبان:
وهي للحسين (ع) فتزوره في ليلة نصفه ويومه بما سنذكر, وكذا تزور المهدي ع لأنه ع ولد في هذه الليلة بما مر ذكره آنفا.
فتقول ما روي عن الصادق (ع) بعد الغسل والاستئذان والتكبير مئة: الحمد لله العلي العظيم، والسلام عليك أيها العبد الصالح الزكي، اودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك، أشهد أنك قتلت ولم تمت، بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك، وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك، وأشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبدا، وأنك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبدا، وأشهد أن هذه التربة تربتك وهذا الحرم حرمك، وهذا المصرع مصرع بدنك، لا ذليل والله معزك، ولا مغلوب والله ناصرك، هذه شهادة لي عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. (1)
ثم قل ما روي عن الهادي عليه السلام: السلام عليك يا أبا عبد الله! السلام عليك يا حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك حيا وميتا.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل: أشهد أنك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب لتشفع لي عند ربك يابن رسول الله.
ثم سلم على الأئمة (ع) بأسمائهم واحدا واحدا، وقل: أشهد أنكم حجة الله، فاكتب لي يا مولاي عندك ميثاقا وعهدا، أني أتيتك اجدد الميثاق، فاشهد لي عند ربك إنك أنت الشاهد.
ثم زره بالزيارة التي مر ذكرها في أول رجب.
------------
(1) إلى هنا في البلد الأمين وبحار الأنوار
مصباح الكفعمي ص 498, البلد الأمين 284, بحار الأنوار ج 98 ص 341
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع): من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء، فقرأ ألف مرة {قل هو الله أحد}، ويستغفر الله ألف مرة، ويحمد الله ألف مرة، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي؛ وكل الله تعالى به ملكين يحفظانه من كل سوء، ومن شر كل شيطان وسلطان، ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيئة، ويستغفران له ما داما معه.
-----------
كامل الزيارات ص 181, مصباح المتهجد ج 2 ص 853, الإقبال ج 2 ص 710, وسائل الشيعة ج 14 ص 471, هداية الأمة ج 5 ص 487, بحار الأنوار ج 98 ص 342
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون بإسناده: ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة, و{قل هو الله أحد} خمسين مرة، وتقرأهما في الركوع عشر مرات، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك، وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك، كما تفعل في صلاة التسبيح، وتدعو بعدها وتقول: أنت الله الذي استجبت لادم وحواء حين قالا: ربنا ظـلمنآ أنفسنا وإن لمتغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخـسرين، وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وآله من الكرب العظيم، وأطفأت نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما. وأنت الذي استجبت لأيوب حين ناداك: أنى مسنى الضر وأنت أرحم الر حمين، فكشفت ما به من ضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الألباب. وأنت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات: أن لا إلـه إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظــلمين، فنجيته من الغم. وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت: قد أجيبت دعوتكما، وأغرقت فرعون وقومه وغفرت لداوود ذنبه، ونبهت قلبه وأرضيت خصمه رحمة منك وذكرى. وأنت الذي فديت الذبيح بذبح عظيم حين أسلما وتله للجبين، فناديته بالفرج والروح. وأنت الذي ناداك زكريا نداء خفيا قال: رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعآئك رب شقيا، وقلت: ويدعوننا رغبا ورهباو كانوا لنا خاشعين. وأنت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدهم من فضلك، رب فلا تجعلني أهون الراغبين إليك، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك، وطهرني وتقبل صلاتي وحسناتي وطيب بقية حياتي، وطيب وفاتي، واخلفني فيمن اخلف واحفظهم رب بدعائي، واجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك وأهل طاعتك، برحمتك يا رحيم، يا من هو على كل شيء قدير، وهو على كل شيء رقيب، ومن كل سائل قريب، ومن كل داع من خلقه مجيب. أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيوم، الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، تملك القدرة التي علوت بها فوق عرشك، ورفعت بها سماواتك، وأرسيت بها جبالك، وفرشت بها أرضك، وأجريت بها الأنهار وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والليل والنهار، وخلقت بها الخلائق.
أسألك بعظمة وجهك الكريم، الذي أشرقت به السماوات وأضاءت به الظلمات، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكفيني أمر من يعاديني، وأمر معادي ومعاشي. وأصلح يا رب شأني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح أمر ولدي وعيالي، وأغنني وإياهم من خزائنك وسعة رزقك وفضلك، وارزقني الفقه في دينك، وانفعني بما نفعت به من ارتضيت من عبادك، واجعلني للمتقين إماما كما جعلت إبراهيم؛ فإن بتوفيقك يفوز المتقون ويتوب التائبون ويعبدك العابدون، وبتسديدك وإرشادك نجا الصالحون. اللهم آت نفسي تقواها وأنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكاها.
اللهم بين لها رشادها وتقواها، ونزلها من الجنان أعلاها، وطيب وفاتها ومحياها، وأكرم منقلبها ومثواها ومستقرها ومأواها، أنت ربها ومولاها. اللهم اسمع واستجب برحمتك ومنزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة القائم صلوات الله عليه وعليهم عندك، وبمنزلتهم لديك يا أرحم الراحمين.
---------------
الإقبال ج 2 ص 715, بحار الأنوار ج 98 ص 342
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في ليلة القدر:
زيارة الإمام الحسين (ع) في ليلة القدر والعيدين:
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (ع) قال: إذا أردت زيارة أبي عبد الله (ع) فلتأت مشهده بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك، فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين. وأشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن الذين خذلوك والذين قتلوك، ملعونون على لسان النبي الامي، وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم. أتيتك يا مولاي يابن رسول الله، زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلالة من خالفك، فاشفع لي عند ربك.
ثم تنكب على القبر وتضع خدك عليه وتتحول إلى عند الرأس، وتقول: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه، صلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، وعليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته.
ثم تنكب على القبر وتقبله وتضع خدك عليه، وتنحرف إلى عند الرأس فتصلي ركعتين للزيارة، وتصلي بعدهما ما تيسر.
ثم تتحول إلى عند الرأس، وتزور علي بن الحسين (ع) فتقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، لعن الله من ظلمك، ولعن من قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم.
وتدعو بما تريد.
وتزور الشهداء منحرفا من عند الرجلين إلى القبلة، فتقول: السلام عليكم أيها الصديقون، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وصبرتم على الأذى في جنب الله، ونصحتم لله ولرسوله حتى أتاكم اليقين. أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، فجزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين، وجمع الله بيننا وبينكم في محل النعيم.
ثم تمضي إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين (ع)، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، أشهد أنك قد جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين وألحقهم بدرك الجحيم.
ثم يصلي في مسجده تطوعا ما أراد وينصرف.
--------------
المزار الكبير ص 414, المزار للشهيد الأول ص 167, بحار الأنوار ج 98 ص 350, زاد المعاد ص 524
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
يستحب في ليلة القدر منه زيارة الحسين (ع) فتقول بعد الاستئذان إن كانت الزيارة من قريب:
السلام عليك يا أبا عبد الله السلام, عليك يا حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه, السلام عليك يا ابن رسول الله, السلام عليك يا ابن علي المرتضى, السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء, أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين, فصلى الله عليك حيا وميتا.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل: أشهد أنك على بينة من ربك, جئتك مقرا بالذنوب لتشفع لي عند ربك, يا ابن رسول الله.
ثم سلم على الأئمة (ع) بأسمائهم واحدا واحدا, وقل: أشهد أنكم حجة الله, ثم قل: اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا إني أتيتك أجدد الميثاق, فاشهد لي عند ربك أنك أنت الشاهد.
-------------
البلد الأمين ص 287
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في العيدين:
زيارة لأبي عبد الله الحسين (ع) يزار بها في العيدين: إذا أردت زيارته (ع) فصم ثلاثة أيام، واغتسل في اليوم الثالث، واجمع أهلك إليك وولدك وقل: اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي وكل من كان مني بسبيل، الشاهد منهم والغائب، اللهم احفظنا بحفظ الإيمان واحفظ علينا. اللهم اجعلنا في حرزك، ولا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من نعمة وعافية، وزدنا من فضلك إنا إليك راغبون.
واخرج من منزلك خاشعا، وأكثر من التهليل والتكبير والتحميد والتمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، وامض وعليك السكينة والوقار.
وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسين، من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسين إلى أن تقوم الساعة.
فإذا لاحت لك القبة السامية فقل: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وسلام على آل يس، إنا كذلك نجزي المحسنين، وسلام على الطيبين الطاهرين، الأوصياء الصادقين، القائمين بأمر الله وحجته، الساعين إلى سبيل الله، المجاهدين في الله حق جهاده، الناصحين لجميع عباده، المستخلفين في بلاده، المرشدين إلى هدايته وإرشاده.
فإذا أشرفت على قنطرة العلقمي فقل: اللهم إليك قصد القاصدون، وفي فضلك طمع الراغبون، وبك اعتصم المعتصمون، وعليك توكل المتوكلون، وقد قصدتك وافدا وفي رحمتك طامعا، ولعزتك خاضعا ولولاة أمرك طائعا ولأمرهم متابعا. اللهم ثبتني على محبة أوليائك، ولا تقطع أثري عن زيارتهم، واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم.
فإذا أتيت الفرات فكبر الله مئة تكبيرة، وهلله مئة تهليلة، وصل على النبي صلى الله عليه وآله مئة مرة ثم قل: اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال وشدت إليه الرحال، وأنت سيدي أكرم مزور وأفضل مقصود، وقد جعلت لكل زائر كرامة ولكل وافد تحفة، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، واشكر سعيي، وارحم مسيري إليك من أهلي، بغير من مني عليك بل لك المن علي؛ إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة ابن نبيك، وعرفتني فضله، وحفظتني بالليل والنهار حتى بلغتني هذا المكان، وقد رجوتك فلا تقطع رجائي، وقد أملتك فلا تخيب أملي، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا رب العالمين.
فانزل فاغتسل، وقل في غسلك: بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى ملة رسول الله والصادقين عن الله جل وعز، اللهم طهر [ به ] قلبي، واشرح به صدري، ونور به قلبي، ويسر به أمري. اللهم اجعله لي نورا وطهورا، وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ما أخاف وأحذر، اللهم اجعل لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
باب الصلاة في مشرعة الصادق (ع):
فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين، وصل ركعتين خارج المشرعة، وهو المكان الذي قال الله جل وعز: {وفى الأرض قطع متجـورات وجنـت من أعنـب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل}، تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب وقل يـأيها الكافرون»، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد.
فإذا سلمت فسبح ثم قل: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، الرحمن الرحيم، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا أبدا لا ينقطع ولا يفنى، حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره، حمدا يزيد ولا يبيد، وصلى الله على محمد البشير النذير، وعلى آله الأخيار الأبرار وسلم تسليما.
فإذا توجهت إلى الحائر على ساكنه السلام فقل: اللهم إليك توجهت، ولبابك قرعت، وبفنائك نزلت، وبحبلك اعتصمت، ولرحمتك تعرضت، وبوليك توسلت، فصل على محمد وآله واجعل زيارتي مبرورة ودعائي مقبولا.
ثم امش وقصر خطاك، وعليك السكينة والوقار والخشوع، والتكبير والتهليل والتحميد والتمجيد، والثناء على الله جل وعز، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، والبراءة ممن أسس الجور والظلم عليهم، ودفعهم عن مقاماتهم وأزالهم عن مراتبهم، ومن نصب لهم حربا وجحدهم حقا.
باب الاستيذان: فإذا أردت الاستيذان فقم عند باب القبة، وارم بطرفك نحو القبر وقل:
يا مولاي يا أبا عبد الله يابن رسول الله، عبدك وابن أمتك، الذليل بين يديك، والمصغر في علو قدرك، والمعترف بحقك، جاءك مستجيرا بك، قاصدا إلى حرمك، متوجها إلى مقامك، متوسلا إلى الله تعالى بك. أأدخل يا مولاي، أأدخل يا ولي الله، أأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم المقيمين في هذا المشهد.
فإن خشع قلبك ودمعت عيناك، فهو علامة القبول والإذن، وأدخل رجلك اليمنى وأخر اليسرى وقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
ثم قل: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الفرد الصمد، الماجد الأحد، المتفضل المنان، المتطول الحنان، الذي من بطوله، وسهل لي زيارة مولاي بإحسانه، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا، ولا عن ذمته مدفوعا، بل تطول ومنح.
ثم ادخل، فإذا توسطت وصبرت، فقم حذاء القبر بخشوع وبكاء وتضرع، وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله. السلام عليك يا وارث علي ولي الله، السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في الله حق جهاده حتى استبيح حرمك وقتلت مظلوما.
ثم قم عند رأسه خاشعا قلبك، دامعة عينك، ثم قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا بطل المسلمين. يا مولاي، أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا.
ثم تنكب على القبر وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا مولاي أنا موال لوليكم ومعاد لعدوكم، وأنا بكم مؤمن وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع. يا مولاي أتيتك خائفا فآمني، وأتيتك مستجيرا فأجرني، وأتيتك فقيرا فأغنني. سيدي ومولاي، أنت مولاي حجة الله على الخلق أجمعين، آمنت بسركم وعلانيتكم، وبظاهركم وباطنكم، وأولكم وآخركم، وأشهد أنك التالي لكتاب الله، وأمين الله، الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.
ثم صل عند الرأس أربع ركعات، فإذا سلمت فقل: اللهم إني لك صليت، ولك ركعت، ولك سجدت، وحدك لا شريك لك؛ لأنه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلا لك، لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية، واردد علي منهم السلام. اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي الحسين بن علي (ع)، اللهم صل على محمد وعليه وتقبلهما مني، وأجرني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي أوليائك، يا ولي المؤمنين.
ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول: السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد، قتيل العبرات وأسير الكربات، اللهم إني أشهد أنه وليك وابن نبيك، الثائر بحقك، أكرمته بكرامتك، وختمت له بالشهادة وجعلته سيدا من السادة وقائدا من القادة، وأكرمته بطيب الولادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجتك على خلقك من الأوصياء. فأعذر في الدعاء، ومنح النصيحة، وبذل مهجته فيك حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة، وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه بالأرذل الأدنى، وتردى في هواه، وأسخطك وأسخط نبيك، وأطاع من عبادك اولي الشقاق والنفاق، وحملة الأوزار والمستوجبين النار. فجاهدهم فيك صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم، حتى سفك في طاعتك دمه، واستبيح حريمه، اللهم العنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما.
ثم اعطف على علي بن الحسين (ع)، وهو عند رجل (ع)، وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن خاتم النبيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها المظلوم الشهيد، بأبي أنت وامي عشت سعيدا وقتلت مظلوما شهيدا.
ثم انحرف إلى قبور الشهداء وقل: السلام عليكم أيها الذابون عن توحيد الله، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، بأبي أنتم وامي فزتم فوزا عظيما.
باب زيارة العباس بن علي (ع). تقف عليه وتقول: السلام عليك أيها الولي الصالح والصديق المواسي، أشهد أنك آمنت بالله، ونصرت ابن رسول الله، ودعوت إلى سبيل الله، وواسيت بنفسك وبذلت مهجتك، فعليك من الله أفضل التحية والسلام.
ثم تنكب على القبر وتقول: بأبي أنت وامي يا ناصر دين الله، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق، السلام عليك يا ناصر الحسين الشهيد، عليك مني السلام ما بقيت وبقي الليل والنهار.
ثم تصلي عند رأسه ركعتين، وتقول ما قلت عند رأس الحسين، وترجع إلى مشهد (ع) وتقيم عنده ما أحببت، إلا أنه يستحب ألا تجعله موضع مبيتك.
فإذا أردت وداعه، فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول: السلام عليك يا مولاي سلام مودع، لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، يا مولاي لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إليك، والمقام في حرمك، والكون في مشهدك، آمين رب العالمين.
ثم قبله وأمر سائر وجهك عليه، وامسح على سائر بدنك؛ فإنه أمان وحرز، واخرج من عنده القهقرى لا توله دبرك، وقل: السلام عليك يا باب المقام، السلام عليك يا شريك القرآن، السلام عليك يا حجة الخصام، السلام عليك يا سفينة النجاة، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم، السلام عليك أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.
وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إلى أن تغيب عن القبر، فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه.
---------------
المزار الكبير ص 417, بحار الأنوار ج 98 ص 356
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة ليلة الفطر ويومه للحسين (ع) فقل بعد الغسل والاستئذان إن كانت الزيارة من قرب: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الفرد الصمد الماجد الأحد، المتفضل المنان المتطول الحنان، الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي بإحسانه، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا ولا عن ذمته مدفوعا، بل تطول ومنح.
ثم ادخل، فإذا صرت حذاء القبر فقم حذاه بخشوع وبكاء وتضرع، وقل ما روي عن الصادق (ع)، وهو أن تقف على بابه (ع) وتقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى نجي الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله، السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين وخير الوصيين، السلام عليك يا وارث أخيه الحسن الزكي الطاهر الرضي المرضي، السلام عليك أيها الصديق، السلام عليك أيها الوصي البار التقي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بك، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم امش إليه واستلم القبر وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله ورحمة الله وبركاته.
ثم قل أيضا ما روي عن الصادق (ع): السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا من رضاه رضا الرحمن وسخطه سخط الرحمن، السلام عليك يا أمين الله وحجة الله وباب الله والدليل على الله والداعي إلى الله، أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرمت حرام الله، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، أشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون، أشهد أن قاتلك في النار، وأدين الله عز وجل بالبراءة ممن قتلك وممن قاتلك وشايع على قتلك، وممن جمع عليك، وممن سمع صوتك فلم يعنك، يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما.
ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول: السلام عليك يا ولي الله وحبيبه، إلى آخر زيارة صفر.
ثم صل ركعتي الزيارة، وقل بعدهما ما مر في زيارة عاشوراء.
ثم زر علي بن الحسين والشهداء والعباس (ع) بما في زيارة عرفة.
-----------------
مصباج الكفعمي ص 499
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في ذو القعدة:
إذا زرت الحسين (ع) فيه فقل: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه وأبا أوليائه, السلام عليك يا حجة الله وابن حجته وأبا حججه, السلام عليك يا ابن خاتم النبيين, وابن سيد الوصيين, وابن إمام المتقين, وابن قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم, وكيف لا تكون كذلك وأنت باب الهدى, وإمام التقى, والعروة الوثقى, والحجة على أهل الدنيا, وخامس أصحاب الكساء, غذتك يد الرحمة, ورضعت من ثدي الإيمان, وربيت في حجر الإسلام, والنفس غير راضية بفراقك ولا شاكة في حياتك صلوات الله عليك وعلى آبائك وأبنائك, السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة, وقرين المصيبة الراتبة, لعن الله أمة استحلت منك المحارم, فقتلت صلى الله عليك مقهورا, وأصبح رسول الله بك موتورا, وأصبح كتاب الله بفقدك مهجورا, السلام عليك وعلى جدك وأبيك وأمك وأخيك, وعلى الأئمة من بنيك, وعلى المستشهدين معك, وعلى الملائكة الحافين بقبرك والشاهدين لزوارك المؤمنين بالقبول على دعاء شيعتك. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته, بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله, لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض, فلعن الله أمة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك. يا مولاي يا أبا عبد الله, قصدت حرمك وأتيت مشهدك, أسأل الله بالشأن الذي لك عنده وبالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة بمنه ورحمته.
---------------
البلد الأمين ص 288
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* في ليلة عرفة ويومها:
وأما زيارة ليلة عرفة ويومها وزيارة ليلة الأضحى ويومه، فقل بعد الغسل والاستئذان إن كانت الزيارة من قرب: الله أكبر كبيرا، والحمد لله حمدا كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
ثم سلم على النبي والأئمة (ع) وقل: سلام الله وسلام ملائكته وأنبيائه ورسله والصالحين من عباده وجميع خلقه ورحمته وبركاته، على محمد وأهل بيته وعليك يا مولاي الشهيد المظلوم، لعن الله قاتلك وخاذلك، برئت إلى الله عز وجل منهم ومن أفعالهم وممن شايع ورضي به، وأشهد أنهم كفار مشركون، والله ورسوله منهم برآء.
ثم قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، عبدك وابن عبدك وابن أمتك الموالي لوليك المعادي لعدوك، استجار بمشهدك وتقرب إليك بقصدك، الحمد لله الذي هداني لولايتك، وخصني بزيارتك، وسهل لي قصدك.
ثم قف مما يلي رأسه (ع) وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد صلى الله عليه وآله حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله، السلام عليك يابن محمد المصطفى، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يابن خديجة الكبرى. السلام عليك يا ثأر الله وابن ثأره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وأطعت الله حتى أتاك اليقين. فلعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. يا مولاي يا أبا عبد الله! أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى، اشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع، فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم، وعلى شاهدكم وعلى غائبكم، وظاهركم وباطنكم ورحمة الله وبركاته.
ثم انكب على القبر وقل: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك. يا أبا عبد الله قصدت حرمك وأتيت مشهدك، وأسأل الله بالشأن الذي لك عنده وبالمحل الذي لك لديه، أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة بمنه ورحمته.
ثم صل عند رأس (ع) ركعتين، وقل بعدهما ما في زيارة عاشوراء.
ثم زر علي بن الحسين (ع) وهو الأكبر على الأصح، من عند رجل أبيه (ع) فتقول:
السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن نبي الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد ابن الشهيد، السلام عليك أيها المظلوم ابن المظلوم، لعن الله امة قتلتك ولعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.
ثم انكب على قبره وقبله وقل: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع المسلمين، فلعن الله امة قتلتك وأبرأ إلى الله وإليك منهم.
ثم صل عند رأسه ركعتين، ثم ائت الشهداء وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه وأنصار أمير المؤمنين وأنصار الحسن والحسين عليهم السلام، بأبي أنتم وامي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزا عظيما، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم فوزا عظيما، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتقول في وداعهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك وحجتك على خلقك، اجعلنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام. اللهم ارزقني العود إليهم واحشرني معهم، يا أرحم الراحمين.
ثم عد إلى عند رأس (ع) بعد أن تصلي ركعتي زيارة الشهداء، وانكب على قبره إذا أردت وداعه عليه السلام وقل: السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا أمين الله، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أمض فلا عن ملالة وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، لا جعله الله يا مولاي آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إلى مشهدك والمقام في حرمك، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم اخرج ولا تول ظهرك، وأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون» حتى تغيب عن القبر.
وتقول في زيارة العباس (ع): السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته وعلى روحك وبدنك، اشهد الله أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون المجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد الأعداء، المبالغون في نصرة أوليائه، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته واستجاب له دعوته، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم صل ركعتين وتدعو بعدهما، وكذا بعد ركعتي زيارة الشهداء وركعتي زيارة علي بن الحسين (ع)، بما عقيب ركعتي زيارة عاشوراء.
وتزور الحر بن يزيد وهانئ بن عروة ومسلم بن عقيل بزيارة العباس (ع)، وتودعهم بوداعه، وهو: أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله ورسوله وكتابه وبما جاء من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن أخي رسولك العباس بن علي ـ أو فلان وتذكره باسمه ـ وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الإيمان بك والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب وولده الأئمة عليهم السلام، والبراءة من أعدائهم؛ فإني رضيت بذلك يا رب، وصلى الله على محمد وآل محمد.
------------
مصباح الكفعمي ص 501, البلد الأمين ص 290 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة أبي عبد الله (ع) في يوم عرفة:
ومن لم يمكنه حضور الموقف للحج، وقدر على إتيان قبر الحسين (ع) يوم عرفة فليحضر؛ فإن في ذلك فضلا كبيرا.
فينبغي أن تغتسل من الفرات إن أمكنك، وإلا فمن حيث تقدر عليه، وتمشي على سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحائر فكبر الله تعالى وقل: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمدلله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولآ أن هدانا الله لقد جآءت رسل ربنا بالحق.
ثم تسلم على النبي (ص) وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة (ع) من بعده ثم تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، عبدك وابن عبدك وابن أمتك، الموالي لوليك المعادي لعدوك، استجار بمشهدك وتقرب إليك بقصدك، والحمد لله الذي هداني لولايتك وخصني بزيارتك وسهل لي قصدك.
ثم تأتي باب القبة فتقف مما يلي الرأس وتقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين حجة الله، السلام عليك يابن محمد المصطفى، السلام عليك يابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يابن خديجة الكبرى. السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وأطعت الله حتى أتاك اليقين. لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. يا مولاي يا أبا عبد الله، اشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله، إني بكم مؤمن، وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم، وعلى شاهدكم وغائبكم، وظاهركم وباطنكم.
ثم انكب على القبر وقبله وقل: بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك، يا مولاي يا أبا عبد الله، قصدت حرمك وأتيت مشهدك، أسأل الله بالثأر الذي لك عنده، والمحل الذي لك لديه، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم تصلي عند الرأس، تقرأ فيها ما أحببت، فإذا فرغت فقل: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك؛ لأن الصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا لك، لأنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية، واردد علي منهم.
ثم صر إلى عند رجلي الحسين، وزر علي بن الحسين (ع) ورأسه عند رجلي أبي عبد الله (ع)، وقل: السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن نبي الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن الحسين الشهيد، السلام عليك أيها الشهيد ابن الشهيد، السلام عليك أيها المظلوم وابن المظلوم، لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.
ثم انكب على القبر وقبله وقل: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع المسلمين، فلعن الله امة قتلتك، وأبرأ إلى الله وإليك منهم.
ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين (ع)، فتوجه هناك إلى الشهداء وزرهم وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه وأنصار أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، بأبي أنتم وامي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزا عظيما، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم.
ثم عد إلى عند رأس (ع)، وأكثر من الدعاء لنفسك ولأهلك وإخوانك المؤمنين، فإذا أردت الخروج فانكب على القبر وقل: السلام عليك يا مولاي، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خالصة الله، السلام عليك يا أمين الله، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أمض فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين. لا جعله الله يا مولاي آخر العهد لزيارتك، ورزقني العود إلى مشهدك والمقام في حرمك، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم اخرج ولا تول ظهرك، وأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم امض إلى مشهد العباس بن علي (ع)، فإذا أتيته فقف عليه وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته على روحك وبدنك. اشهد الله أنك مضيت على ما مضى البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد الأعداء، المبالغون في نصرة أوليائه. فجزاك الله أفضل الجزاء، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وحشرك مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
ثم صل ركعتين عند الرأس، وادع الله بعدهما بما أحببت، فإذا أردت الخروج فودعه وقل: أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر وليك وابن أخي نبيك، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان.
وادع لنفسك ولوالديك ولاءخوانك المؤمنين.
ثم ارجع إلى مشهد (ع) للوداع، فإذا أردت وداعه تقف كوقوفك عليه أول مرة وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي، غير راغب عنك ولا مستبدل بك سواك، ولا مؤثر عليك غيرك ولا زاهد في قربك. أسأل الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي، أسأل الله الذي أراني مكانك، وهداني للتسليم عليك، ولزيارتي إياك، أن يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع آبائك الصالحين.
ثم سلم على النبي والأئمة عليهم السلام واحدا واحدا وانصرف إن شئت، وتدعو بما أحببت.
ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن نبيك وحجتك على خلقك، اللهم اجعلنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام. اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين.
ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى تغيب عن معاينتك، وقف على الباب متوجها إلى القبلة، وادع بما أحببت وانصرف إن شاء الله تعالى.
-------------
المزار الكبير ص 462. نحوه: المزار للشهيد الأول ص 170, بحار الأنوار ج 98 ص 359, الإقبال ج 1 ص 332
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* يوم وليلة عاشوراء:
عن علقمة بن محمد الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر (ع): علمني دعاء أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاء أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام إليه. قال: فقال لي: يا علقمة، إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام، فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول؛ فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زواره من الملائكة، وكتب الله لك مئة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (ع) حتى تشاركهم في درجاتهم، ولا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كل نبي وكل رسول، وزيارة كل من زار (ع) منذ يوم قتل عليه السلام وعلى أهل بيته؛ تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار. يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات. فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله امة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم. برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم. يا أبا عبد الله، إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني امية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله امة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك. بأبي أنت وامي، لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني [بك] أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله. اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة. يا أبا عبد الله، إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك، وبالبراءة [ممن قاتلك ونصب لك الحرب وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليكم وأبرء إلى الله وإلى رسوله] ممن أسس أساس ذلك وبنى عليه بنيانه، وجرى في ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم، برئت إلى الله وإليكم منهم، وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم، وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم. إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم. فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقني البراءة من أعدائكم، أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلب ثأركم مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم، وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته، مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض. اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد. اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو امية وابن آكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك صلى الله عليه وآله، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك. اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية، عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه، اللهم فضاعف عليهم اللعن والعذاب. اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي، بالبراءة منهم واللعنة عليهم، وبالموالاة لنبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام.
ثم يقول مئة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله، اللهم العنهم جميعا. يقول ذلك مئة مرة.
ثم يقول: السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، السلام على الحسين، وعلي بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين. يقول ذلك مئة مرة.
ثم يقول: اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني، وابدأ به أولا، ثم الثاني، ثم الثالث والرابع، اللهم العن يزيد خامسا، والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة.
ثم تسجد وتقول: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين، وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون (ع).
قال علقمة: قال أبو جعفر (ع): إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل، ولك ثواب جميع ذلك.
-----------------
مصباح المتهجد ج 2 ص 772, بحار الأنوار ج 98 ص 294, كامل الزيارات ص 174 نحوه. فقط الزيارة نحوه: المزار الكبير ص 480, المزار للشهيد الأول ص 178, البلد الأمين ص 269, مصباح الكفعمي ص 483
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سيف بن عميرة، قال: خرجت مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغري بعدما خرج الصادق (ع) فسرنا من الحيرة الى المدينة فلما فرغنا من الزيارة أي زيارة امير المؤمنين (ع) صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (ع) فقال لنا: تزورون الحسين (ع) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (ع) من هاهنا أومأ اليه الصادق (ع) وأنا معه ، قال سيف بن عميرة: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن الباقر (ع) في يوم عاشوراء ثم صلى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (ع) وودع في دبرهما امير المؤمنين (ع) وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسلام منصرفا وجهه نحوه وودع وكان مما دعا دبرها:
يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، ويا من هو اقرب الي من حبل الوريد، ويا من يحول بين المرء وقلبه، ويا من هو بالمنظر الاعلى وبالافـق المبين، ويا من هو الرحمن الرحيم على العرش استوى، ويا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، ويا من لا تخفى عليه خافيه، يا من لا تشتبه عليه الاصوات، ويا من لا تغلطه الحاجات، ويا من لا يبرمه الحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، ويا جامع كل شمل، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا من هو كل يوم في شأن، يا قاضى الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطي السؤلات، يا ولي الرغبات، يا كافى المهمات، يا من يكفي من كل شىء ولا يكفي منه شيء في السماوات والارض، اسالك بحق محمد خاتم النبيين وعلي امير المؤمنين، وبحق فاطمة بنت نبيك، وبحق الحسن والحسين فاني بهم اتوجه اليك في مقامي هذا وبهم اتوسل وبهم اتشفع اليك، وبحقهم اسألك واقسم واعزم عليك، وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك، وبالذي فضلتهم على العالمين، وباسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين، وبه ابنتهم وابنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا، اسالك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكشف عني غمي وهمي وكربي، وتكفينى المهم من اموري، وتقضي عني ديني وتجيرني من الفقر وتجيرني من الفاقة وتغنيني عن المسألة الى المخلوقين، وتكفيني هم من اخاف همه، وعسر من اخاف عسره، وحزونة من اخاف حزونته، وشر من اخاف شره، ومكر من اخاف مكره، وبغي من اخاف بغيه، وجور من اخاف جوره، وسلطان من اخاف سلطانه، وكيد من اخاف كيده، ومقدرة من اخاف مقدرته علي، وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة، اللـهم من ارادني فارده، ومن كادني فكده، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وامانيه، وامنعه عني كيف شئت وانى شئت، اللـهم اشغله عني بفقر لا تجبره، وببلاء لا تستره، وبفاقة لا تسدها، وبسقم لا تعافيه، وذل لا تعزه، وبمسكنة لا تجبرها، اللـهم اضرب بالذل نصب عينيه، وادخل عليه الفقر في منزله، والعلة والسقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له، وانسه ذكري كما انسيته ذكرك، وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه، وادخل عليه في جميع ذلك السقم ولا تشفه حتى تجعل ذلك له شغلا شاغلا به عني وعن ذكري، واكفني يا كافي مالا يكفي سواك، فانك الكافي لا كافى سواك، ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك، وجار لا جار سواك، خاب من كان جاره سواك، ومغيثه سواك، ومفزعه الى سواك، ومهربه الى سواك، وملجأه الى غيرك، ومنجاه من مخلوق غيرك، فانت ثقتي ورجائي ومفزعي ومهربي وملجئي ومنجاى فبك استفتح وبك استنجح، وبمحمد وآل محمد اتوجه اليك واتوسل واتشفع، فاسالك يا الله يا الله يا الله، فلك الحمد ولك الشكر واليك المشتكى وانت المستعان فاسالك يا الله يا الله يا الله بحق محمد وآل محمد ان تصلي على محمد وآل محمد، وان تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه، فاكشف عني كما كشفت عنه وفرج عني كما فرجت عنه واكفني كما كفيته، واصرف عني هول ما اخاف هوله، ومؤنة ما اخاف مؤنته، وهم ما اخاف همه بلا مؤنة على نفسي من ذلك، واصرفني بقضاء حوائجي، وكفاية ما اهمني همه من امر آخرتي ودنياى، يا امير المؤمنين ويا ابا عبدالله، عليكما مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما، ولا فرق الله بيني وبينكما، اللـهم احيني حياة محمد وذريته وامتني مماتهم وتوفني على ملتهم، واحشرني في زمرتهم ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابدا في الدنيا والاخرة، يا امير المؤمنين ويا ابا عبدالله اتيتكما زائرا ومتوسلا الى الله ربي وربكما، ومتوجها اليه بكما ومستشفعا بكما الى الله (تعالى) في حاجتي هذه فاشفعا لي فان لكما عند الله المقام المحمود، والجاه الوجيه، والمنزل الرفيع والوسيلة، اني انقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي الى الله في ذلك، فلا اخيب ولا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا، بل يكون منقلبي منقلبا راجحا (راجيا) مفلحا منجحا مستجابا بقضاء جميع حوائجي وتشفعا لي الى الله، انقلبت على ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، مفوضا امري الى الله ملجأ ظهري الى الله، متوكلا على الله واقول حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس لي وراء الله ووراءكم يا سادتي منتهى، ما شاء ربي كان ومالم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة الا بالله، استودعكما الله ولا جعله الله آخر العهد مني اليكما، انصرفت يا سيدي يا امير المؤمنين ومولاي وانت يا ابا عبدالله يا سيدي وسلامي عليكما متصل ما اتصل الليل والنهار واصل ذلك اليكما غير محجوب عنكما سلامي ان شاء الله، واسأله بحقكما ان يشاء ذلك ويفعل فانه حميد مجيد، انقلبت يا سيدى عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راجيا للاجابة غير آيس ولا قانط تائبا عائدا راجعا الى زيارتكما غير راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد ان شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، يا سادتي رغبت اليكما والى زيارتكما بعد ان زهد فيكما وفي زيارتكما اهل الدنيا فلا خيبني الله ما رجوت وما املت في زيارتكما انه قريب مجيب.
قال سيف بن عميرة: فسألت صفوانا فقلت له: ان علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن الباقر (ع) انما أتانا بدعاء الزيارة ، فقال صفوان: وردت مع سيدي الصادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا وودع كما ودعنا ، ثم قال صفوان: قال الصادق (ع): تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد ان زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبه، يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه علي بن الحسين (ع) مضمونا بهذا الضمان عن الحسين (ع) والحسين (ع) عن أخيه الحسن (ع) مضمونا بهذا الضمان، والحسن (ع) عن أبيه امير المؤمنين (ع) مضمونا بهذا الضمان، وامير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) مضمونا بهذا الضمان، ورسول الله (ص) عن جبرئيل (ع) مضمونا بهذا الضمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضمونا بهذا الضمان، وقد آلى الله على نفسه عزوجل ان من زار الحسين (ع) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا واقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار، وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته، ثم قال جبرئيل: يا رسول الله أرسلني الله اليك سرورا وبشرى لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسرورا ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث ، قال صفوان: قال لي الصادق (ع): يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنه والحمد لله.
-----------
مصباح المتهجد ج 2 ص 777, بحار الأنوار ج 98 ص 296, زاد المعاد ص 237. فقط الدعاء: البلد الأمين ص 271, مصباح الكفعمي ص 485
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة عاشوراء غير مشهورة: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا، لقي الله عز وجل بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين. قال علقمة بن محمد الحضرمي: قلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك، فما يصنع من كان في بعد البلاد وأقاصيها، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان في ذلك اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ فليغتسل من أحب من الناس أن يزوره من أقاصي البلاد أو قريبها، فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره، فليصل ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الإخلاص، فإذا سلم أومأ إليه بالسلام، ويقصد إليه بتسليمه وإشارته ونيته إلى الجهة التي فيها أبو عبد الله (ع)، ثم تقول وأنت خاشع مستكين:
السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن البشير النذير، وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك أيها الوتر الموتور، السلام عليك أيها الإمام الهادي الزكي، وعلى أرواح حلت بفنائك، وأقامت في جوارك، ووفدت مع زوارك، السلام عليك مني ما بقيت وبقي الليل والنهار. فلقد عظمت بك الرزية وجلت في المؤمنين والمسلمين، وفي أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين، فإنا لله وإنا إليه راجعون، صلوات الله وبركاته وتحياته عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى آبائك الطيبين المنتجبين، وعلى ذرياتكم الهداة المهديين. لعن الله امة خذلتك وتركت نصرتك ومعونتك، ولعن الله امة أسست أساس الظلم لكم ومهدت الجور عليكم، وطرقت إلى أذيتكم وتحيفكم، وجارت ذلك في دياركم وأشياعكم، برئت إلى الله عز وجل وإليكم يا ساداتي وموالي وأئمتي منهم ومن أشياعهم وأتباعهم، وأسأل الله الذي أكرم يا موالي مقامكم، وشرف منزلتكم وشأنكم، أن يكرمني بولايتكم ومحبتكم والائتمام بكم، والبراءة من أعدائكم، وأسأل الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم، وأن يوفقني للطلب بثاركم مع الإمام المنتظر الهادي من آل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأسأل الله عز وجل بحقكم وبالشأن الذي جعل الله لكم أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا لها من مصيبة ما أفجعها وأنكاها لقلوب المؤمنين والمسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني في مقامي ممن تناله منك صلاة ورحمة ومغفرة، واجعلني عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، فإني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أجمعين. اللهم وإني أتوسل وأتوجه بصفوتك من خلقك، وخيرتك من خلقك محمد وعلي والطيبين من ذريتهما، اللهم فصل على محمد وآل محمد، واجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم، ولا تفرق بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، إنك سميع الدعاء. اللهم وهذا يوم تجدد فيه النقمة وتنزل فيه اللعنة على اللعين يزيد وعلى آل يزيد، وعلى آل زياد وعمر بن سعد والشمر، اللهم العنهم والعن من رضي بقولهم وفعلهم، من أول وآخر لعنا كثيرا، وأصلهم حر نارك، وأسكنهم جهنم وساءت مصيرا، وأوجب عليهم وعلى كل من شايعهم وبايعهم وتابعهم وساعدهم ورضي بفعلهم، وافتح لهم وعليهم وعلى كل من رضي بذلك، لعناتك التي لعنت بها كل ظالم، وكل غاصب وكل جاحد وكل كافر وكل مشرك وكل شيطان رجيم وكل جبار عنيد. اللهم العن يزيد وآل يزيد وبني مروان جميعا، اللهم وضعف غضبك وسخطك وعذابك ونقمتك على أول ظالم ظلم أهل بيت نبيك، اللهم والعن جميع الظالمين لهم، وانتقم منهم إنك ذو نقمة من المجرمين. اللهم والعن أول ظالم ظلم آل بيت محمد، والعن أرواحهم وديارهم وقبورهم، والعن اللهم العصابة التي نازلت الحسين ابن بنت نبيك وحاربته، وقتلت أصحابه وأنصاره وأعوانه وأولياءه وشيعته ومحبيه وأهل بيته وذريته، والعن اللهم الذين نهبوا ماله وسبوا حريمه ولم يسمعوا كلامه ولا مقاله، اللهم والعن كل من بلغه ذلك فرضي به من الأولين والآخرين والخلائق أجمعين إلى يوم الدين. السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى من ساعدك وعاونك وواساك بنفسه وبذل مهجته في الذب عنك، السلام عليك يا مولاي وعليهم وعلى روحك وعلى أرواحهم وعلى تربتك وعلى تربتهم، اللهم لقهم رحمة ورضوانا وروحا وريحانا، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله يابن خاتم النبيين ويابن سيد الوصيين ويابن سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا شهيد يابن الشهيد، اللهم بلغه عني في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا الوقت وكل وقت تحية وسلاما.
السلام عليك يابن سيد العالمين وعلى المستشهدين معك سلاما متصلا ما اتصل الليل والنهار، السلام على الحسين بن علي الشهيد، السلام على علي بن الحسين الشهيد، السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد، السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين، السلام على الشهداء من ولد جعفر وعقيل، السلام على كل مستشهد من المؤمنين، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبلغهم عني تحية. السلام عليك يا رسول الله، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا فاطمة يا بنت رسول رب العالمين وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا أبا محمد الحسن وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين. السلام على أرواح المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لهم العزاء في مولاهم الحسين، اللهم اجعلنا من الطالبين بثأره مع إمام عدل تعز به الإسلام وأهله يا رب العالمين.
ثم اسجد وقل: اللهم لك الحمد على ما ناب من خطب، ولك الحمد على كل أمر، وإليك المشتكى في عظيم المهمات بخيرتك وأوليائك، وذلك لما أوجبت لهم من الكرامة والفضل الكثير، اللهم فصل على محمد وآل محمد، وارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، والمقام المشهود، والحوض المورود، واجعل لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين واسوه بأنفسهم، وبذلوا دونه مهجهم، وجاهدوا معه أعداءك ابتغاء مرضاتك ورجائك، وتصديقا بوعدك وخوفا من وعيدك، إنك لطيف لما تشاء يا أرحم الراحمين.
قال الصادق (ع): هذه الزيارة يزار بها الحسين بن علي من عند رأس أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين. قال علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (ع): إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعل ذلك، ولك ثواب جميع ذلك، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوه، ويكون في صدر النهار قبل الزوال. يا علقمة، واندبوا الحسين (ع)....
-----------
مستدرك الوسائل ج 10 ص 412 عن المزار القديم, بحار الأنوار ج 98 ص 222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة يوم عاشوراء: من كتاب المختصر المنتخب فقال ما هذا لفظه: ثم تتأهب للزيارة فتبدأ فتغتسل وتلبس ثوبين طاهرين، وتمشي حافيا إلى فوق سطحك أو فضاء من الأرض، ثم تستقبل القبلة فتقول:
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح أمين الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد رسول الله. السلام عليك يا وارث النبيين وأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأفضل السابقين، وسبط خاتم المرسلين، وكيف لا تكون كذلك سيدي، وأنت إمام الهدى وحليف التقى وخامس أصحاب الكساء، ربيت في حجر الإسلام، ورضعت من ثدي الإيمان، فطبت حيا وميتا. السلام عليك يا وارث الحسن الزكي، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي البر التقي الرضي الزكي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت بساحتك، وجاهدت في الله معك، وشرت نفسها ابتغاء مرضاة الله فيك، السلام على الملائكة المحدقين بك. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم تسليما عبده ورسوله، وأشهد أن أباك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله، وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، إمام افترض الله طاعته على خلقه، وكذلك أخوك الحسن بن علي صلى الله عليه وآله، وكذلك أنت والأئمة من ولدك. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أتاكم اليقين من وعده، فاشهد الله واشهدكم أني بالله مؤمن وبمحمد مصدق وبحقكم عارف، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله عز وجل ما أمركم به، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين. بأبي وامي أنت يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، لعن الله من أمر بقتلك، لعن الله من شايع على ذلك، لعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أشهد أن الذين سفكوا دمك وانتهكوا حرمتك وقعدوا عن نصرتك ممن دعاك فأجبته؛ ملعونون على لسان النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم. يا سيدي ومولاي، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك رأيي وهواي، أنا أشهد أن الحق معك، وأن من خالفك على ذلك باطل، فيا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما. فأسألك يا سيدي أن تسأل الله جل ذكره في ذنوبي، وأن يلحقني بكم وبشيعتكم، وأن يأذن لكم في الشفاعة وأن يشفعكم في ذنوبي، فإنه قال جل ذكره: من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه». صلى الله عليك وعلى آبائك وأولادك والملائكة المقيمين في حرمك، صلى الله عليك وعليهم أجمعين، وعلى الشهداء الذين استشهدوا معك وبين يديك. صلى الله عليك وعليهم وعلى ولدك علي الأصغر الذي فجعت به.
ثم تقول: اللهم إني بك توجهت إليك، وقد تحرمت بمحمد وعترته، وتوجهت بهم إليك، واستشفعت بهم إليك، وتوسلت بمحمد وآل محمد لتقضي عني مفترضي وديني، وتفرج غمي، وتجعل فرجي موصولا بفرجهم.
ثم امدد يديك حتى تري بياض إبطيك، وقل: يا الله لا إله إلا أنت لا تهتك ستري، ولا تبد عورتي، وآمن روعتي، وأقلني عثرتي، اللهم اقلبني مفلحا منجحا قد رضيت عملي واستجبت دعوتي يا الله الكريم.
ثم تقول: السلام عليك ورحمة الله.
ثم تبدأ وتقول: السلام على أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء، السلام على الحسن الزكي، السلام على الحسين الصديق الشهيد، السلام على علي بن الحسين، السلام على محمد بن علي، السلام على جعفر بن محمد، السلام على موسى بن جعفر، السلام على الرضا علي بن موسى، السلام على محمد بن علي، السلام على علي بن محمد، السلام على الحسن بن علي، السلام على الإمام القائم بحق الله وحجة الله في أرضه، صلى الله عليه وعلى آبائه الراشدين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
ثم تصلي ست ركعات مثنى مثنى، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد» مئة مرة، وتقول بعد فراغك من ذلك: اللهم يا الله، يا رحمان يا رحمان، يا علي يا عظيم، يا أحد يا صمد، يا فرد يا وتر، يا سميع يا عليم يا عالم، يا كبير يا متكبر، يا جليل يا جميل، يا حليم يا قوي، يا عزيز يا متعزز، يا مؤمن يا مهيمن، يا جبار يا علي يا معين، يا حنان يا منان يا تواب، يا باعث يا وارث، يا حميد يا مجيد، يا معبود يا موجود، يا ظاهر يا باطن، يا أول يا آخر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، ويا ذا العزة والسلطان. أسألك بحق هذه الأسماء يا الله، وبحق أسمائك كلها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرج عني كل هم وغم وكرب وضر وضيق أنا فيه، وتقضي عني ديني وتبلغني امنيتي وتسهل لي محبتي، وتيسر لي إرادتي، وتوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا، وتعطيني سؤلي ومسألتي، وتزيدني فوق رغبتي، وتجمع خير الدنيا والآخرة.
---------------
الإقبال ج 2 ص 571, بحار الأنوار ج 98 ص 313
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة اخرى في يوم عاشوراء (1) لأبي عبد الله الحسين بن علي (ع)، ومما خرج من الناحية (عج) إلى أحد الأبواب.
قال: تقف عليه صلى الله عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله من خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته، السلام على إدريس القائم لله بحجته، السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود الممدود من الله بمعونته، السلام على صالح الذي توجه الله بكرامته. السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته. السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته. السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته، السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على امته. السلام على داوود الذي تاب الله عليه من خطيئته، السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته. السلام على أيوب الذي شفاه الله من علته، السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته. السلام على عزير الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على زكريا الصابر في محنته. السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته، السلام على عيسى روح الله وكلمته. السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص باخوته. السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته. السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته، السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الشفاء في تربته، السلام على من الإجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته، السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا، السلام على المرمل بالدماء، السلام على مهتوك الخباء، السلام على خامس أصحاب أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلاء. السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء، السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات. السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات. السلام على حجة رب العالمين، السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين، السلام عليك وعلى أبنائك المستشهدين، السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين. السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير. السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة القريبة، السلام على المجدلين في الفلوات، السلام على النازحين عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر، السلام على المظلوم بلا ناصر. السلام على ساكن التربة الزاكية، السلام على صاحب القبة السامية، السلام على من طهره الجليل، السلام على من افتخر به جبرئيل، السلام على من ناغاه ۰ في المهد ميكائيل. السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته، السلام على من اريق بالظلم دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجرع بكأسات الرماح، السلام على المضام المستباح، السلام على المهجور في الورى، السلام على من تولى دفنه أهل القرى، السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين. السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب، السلام على الودج المقطوع، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الأجسام العارية في الفلوات تنهشها الذئاب العاديات، وتختلف إليها السباع الضاريات. السلام عليك يا مولاي، وعلى الملائكة المرفوفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فإني قصدت إليك ورجوت الفوز لديك. السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين. سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء. فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت به وبحبله فأرضيته وخشيته، وراقبته واستجبته، وسننت السنن، وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد، وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد. وكنت لله طائعا، ولجدك محمد صلى الله عليه وآله تابعا، ولقول أبيك سامعا، وإلى وصية أخيك مسارعا، ولعماد الدين رافعا، وللطغيان قامعا، وللطغاة مقارعا، وللامة ناصحا. وفي غمرات الموت سابحا، وللفساق مكافحا، وبحجج الله قائما، وللإسلام والمسلمين راحما، وللحق ناصرا، وعند البلاء صابرا، وللدين كالئا، وعن حوزته مراميا، وعن شريعته محاميا. تحوط الهدى وتنصره، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره، وتكف العابث وتزجره، وتأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف. كنت ربيع الأيتام، وعصمة الأنام، وعز الإسلام، ومعدن الأحكام، وحليف الإنعام، سالكا طرائق جدك وأبيك، مشبها في الوصية لأخيك، وفي الذمم، رضي الشيم، ۰ ظاهر الكرم، متهجدا في الظلم، قويم الطرائق، كريم الخلائق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليم رشيد منيب، جواد عليم شديد، إمام شهيد، أواه منيب، حبيب مهيب. كنت للرسول صلى الله عليه وآله ولدا، وللقرآن منقذا، وللامة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا عن سبل الفساق، باذلا للمجهود، طويل الركوع والسجود. زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحشين منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، وألحاظك عن بهجتها مطروفة، ورغبتك في الآخرة معروفة. حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والشهوات، تنكر المنكر بقلبك ولسانك على قدر طاقتك وإمكانك. ثم اقتضاك العلم للإنكار، ولزمك أن تجاهد الفجار، فسرت في أولادك وأهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت بإقامة الحدود، والطاعة للمعبود، ونهيت عن الخبائث والطغيان، وواجهوك بالظلم والعدوان. فجاهدتهم بعد الإيعاظ لهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك وجدك، وبدؤوك بالحرب، فثبت للطعن والضرب، وطحنت جنود الفجار، واقتحمت قسطل الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك علي المختار. فلما رأوك ثابت الجأش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، وقاتلوك بكيدهم وشرهم، وأمر اللعين جنوده فمنعوك الماء ووروده، وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام والنبال، وبسطوا إليك أكف الاصطلام، ولم يرعوا لك ذماما، ولا راقبوا فيك أثاما في قتلهم أولياءك ونهبهم رحالك، أنت مقدم في الهبوات، ومحتمل للأذيات، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات. وأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك بالجراح، وحالوا بينك وبين الرواح، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوتك وأولادك. حتى نكسوك عن جوادك، فهويت إلى الأرض جريحا، تطؤك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك، تدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك، وأسرع فرسك شاردا، وإلى خيامك قاصدا، محمحما باكيا. فلما رأين النساء جوادك مخزيا، ونظرن سرجك عليه ملويا، برزن من الخدور، ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات، للوجوه سافرات، وبالعويل داعيات، وبعد العز مذللات، وإلى مصرعك مبادرات. والشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه على نحرك، قابض على شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، قد سكنت حواسك، وخفيت أنفاسك، ورفع على القنا رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا ۰ في الحديد، فوق أقتاب المطيات، تلفح وجوههم حر الهاجرات، يساقون في البراري والفلوات، أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق. فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الإسلام، وعطلوا الصلاة والصيام، ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الإيمان، وحرفوا آيات القرآن، وهملجوا في البغي والعدوان. لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله موتورا، وعاد كتاب الله عز وجل مهجورا، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا، وفقد بفقدك التكبير والتهليل، والتحريم والتحليل، والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والإلحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل. فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه وآله، فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا: يا رسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وذويك، فانزعج الرسول وبكى قلبه المهول، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك امك الزهراء. واختلفت جنود الملائكة المقربين تعزي أباك أمير المؤمنين، واقيمت لك المآتم في أعلى عليين، ولطمت عليك الحور العين، وبكت السماء وسكانها، والجنان وخزانها، والهضاب وأقطارها، والأرض وأقطارها، والبحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحل والإحرام. اللهم فبحرمة هذا المكان المنيف، صل على محمد وآل محمد واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم. اللهم فإني أتوسل إليك يا أسرع الحاسبين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أحكم الحاكمين، بمحمد خاتم النبيين، رسولك إلى العالمين أجمعين، وبأخيه وابن عمه الأنزع البطين، العالم المكين، علي أمير المؤمنين، وبفاطمة سيدة نساء العالمين، وبالحسن الزكي عصمة المتقين، وبأبي عبد الله الحسين أكرم المستشهدين، وبأولاده المقتولين، وبعترته المظلومين، وبعلي بن الحسين زين العابدين، وبمحمد بن علي قبلة الأوابين، وجعفر بن محمد أصدق الصادقين، وموسى بن جعفر مظهر البراهين، وعلي بن موسى ناصر الدين، ومحمد بن علي قدوة المهتدين، وعلي بن محمد أزهد الزاهدين، والحسن بن علي وارث المستخلفين، والحجة على الخلق أجمعين، أن تصلي على محمد وآل محمد، الصادقين الأبرين، آل طه ويس، وأن تجعلني في القيامة من الآمنين المطمئنين، الفائزين الفرحين المستبشرين. اللهم اكتبني في المسلمين، وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين، وانصرني على الباغين، واكفني كيد الحاسدين، واصرف عني مكر الماكرين، واقبض عني أيدي الظالمين، واجمع بيني وبين السادة الميامين في أعلا عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني اقسم عليك بنبيك المعصوم، وبحكمك المحتوم، ونهيك المكتوم، وبهذا القبر الملموم، الموسد في كنفه الإمام المعصوم، المقتول المظلوم، أن تكشف ما بي من الغموم، وتصرف عني شر القدر المحتوم، وتجيرني من النار ذات السموم. اللهم جللني بنعمتك، ورضني بقسمك، وتغمدني بجودك وكرمك، وباعدني من مكرك ونقمتك. اللهم اعصمني من الزلل، وسددني في القول والعمل، وافسح لي في مدة الأجل، وأعفني من الأوجاع والعلل، وبلغني بموالي وبفضلك أفضل الأمل. اللهم صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي، وارحم عبرتي، وأقلني عثرتي، ونفس كربتي، واغفر لي خطيئتي، وأصلح لي في ذريتي. اللهم لا تدع لي في هذا المشهد المعظم والمحل المكرم، ذنبا إلا غفرته، ولاعيبا إلا سترته، ولا غما إلا كشفته، ولا رزقا إلا بسطته، ولاجاها إلا عمرته، ولا فسادا إلا أصلحته، ولا أملا إلا بلغته، ولا دعاء إلا أجبته، ولا مضيقا إلا فرجته، ولا شملا إلا جمعته، ولا أمرا إلا أتممته، ولا مالا إلا كثرته، ولا خلقا إلا حسنته، ولا إنفاقا إلا أخلفته، ولا حالا إلا عمرته، ولا حسودا إلا قمعته، ولاعدوا إلا أرديته، ولا شرا إلا كفيته، ولا مرضا إلا شفيته، ولا بعيدا إلا أدنيته، ولا شعثا إلا لممته، ولا سؤالا إلا أعطيته. اللهم إني أسألك خير العاجلة وثواب الآجلة، اللهم أغنني بحلالك عن الحرام، وبفضلك عن جميع الأنام. اللهم إني أسألك علما نافعا وقلبا خاشعا، ويقينا شافيا، وعملا زاكيا، وصبرا جميلا، وأجرا جزيلا. اللهم ارزقني شكر نعمتك علي، وزد في إحسانك وكرمك إلي، واجعل قولي في الناس مسموعا، وعملي عندك مرفوعا، وأثري في الخيرات متبوعا، وعدوي مقموعا. اللهم صل على محمد وآل محمد الأخيار، في آناء الليل وأطراف النهار، واكفني شر الأشرار، وطهرني من الذنوب والأوزار، وأجرني من النار، وأدخلني دار القرار، واغفر لي ولجميع إخواني فيك وأخواتي المؤمنين والمؤمنات، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم توجه إلى القبلة، وصل ركعتين، وتقرأ في الاولى سورة الأنبياء، وفي الثانية الحشر، وتقنت فتقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع والأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، خلافا لأعدائه، وتكذيبا لمن عدل به، وإقرارا لربوبيته، وخشوعا لعزته، الأول بغير أول، والآخر بغير آخر، الظاهر على كل شيء بقدرته، الباطن دون كل شيء بعلمه ولطفه. لا تقف العقول على كنه عظمته، ولا تدرك الأوهام حقيقة ماهيته، ولا تتصور الأنفس معاني كيفيته، مطلعا على الضمائر، عارفا بالسرائر، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم إني اشهدك على تصديقي رسولك صلى الله عليه وآله، وإيماني به، وعلمي بمنزلته، وإني أشهد أنه النبي الذي نطقت الحكمة بفضله، وبشرت الأنبياء به، ودعت إلى الإقرار بما جاء به، وحثت على تصديقه بقوله تعالى: الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التورة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينههم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهمإصرهم والأغلال التى كانت عليهم. فصل على محمد رسولك إلى الثقلين، وسيد الأنبياء المصطفين، وعلى أخيه وابن عمه اللذين لم يشركا بك طرفة عين أبدا، وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وعلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، صلاة خالدة الدوام، عدد قطر الرهام، وزنة الجبال والآكام، ما أورق السلام، ۰ واختلف الضياء والظلام، وعلى آله الطاهرين، الأئمة المهتدين، الذائدين عن الدين، علي، ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن والحجة، القوام بالقسط، وسلالة السبط. اللهم إني أسألك بحق هذا الإمام فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ونصرا عزيزا، وغنى عن الخلق، وثباتا في الهدى، والتوفيق لما تحب وترضى، ورزقا واسعا حلالا طيبا مريئا دارا، سائغا فاضلا مفضلا، صبا صبا، من غير كد ولا نكد، ولا منة من أحد، وعافية من كل بلاء وسقم ومرض، والشكر على العافية والنعماء، وإذا جاء الموت فاقبضنا على أحسن ما يكون لك طاعة، على ما أمرتنا محافظين، حتى تؤدينا إلى جنات النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأوحشني من الدنيا وآنسني بالآخرة؛ فإنه لا يوحش من الدنيا إلا خوفك، ولا يؤنس بالآخرة إلا رجاؤك. اللهم لك الحجة لا عليك، وإليك المشتكى لا منك، فصل على محمد وآله، وأعني على نفسي الظالمة العاصية، وشهوتي الغالبة، واختم لي بالعفو والعافية. اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت، قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك، تضييع لحق الرجاء. اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك، وأن علمي بسعة رحمتك يمنعني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد، وصدق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك، يا أكرم الأكرمين. اللهم صل على محمد وآل محمد وأيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه، ولا يغبن حظه في يومه، ولا يهم لرزق غده. اللهم إن الغني من استغنى بك وافتقر إليك، والفقير من استغنى بخلقك عنك، فصل على محمد وآل محمد، وأغنني عن خلقك بك، واجعلني ممن لا يبسط كفا إلا إليك. اللهم إن الشقي من قنط وأمامه التوبة ووراءه الرحمة، وإن كنت ضعيف العمل فإني في رحمتك قوي الأمل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي. اللهم إن كنت تعلم أن في عبادك من هو أقسى قلبا مني، وأعظم مني ذنبا، فإني أعلم أنه لا مولى أعظم منك طولا، وأوسع رحمة وعفوا، فيا من هو أوحد في رحمته، اغفر لمن ليس بأوحد في خطيئته. اللهم إنك أمرتنا فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، وبصرت فتعامينا، وحددت فتعدينا، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، وأنت أعلم بما أعلنا وأخفينا، وأخبر بما نأتي وما أتينا، فصل على محمد وآل محمد، ولا تؤاخذنا بما أخطأنا ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وأتم إحسانك إلينا، وأسبل رحمتك علينا. اللهم إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الإمام، ونسألك بالحق الذي جعلته له ولجده رسولك، ولأبويه علي وفاطمة أهل بيت الرحمة، إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، وتمنع من قدرة، ونحن نسألك من الرزق ما يكون صلاحا للدنيا وبلاغا للآخرة. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم تركع وتسجد وتجلس فتتشهد وتسلم، فإذا سبحت فعفر خديك، وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ـ أربعين مرة ـ.
واسأل الله العصمة والنجاة، والمغفرة والتوفيق لحسن العمل والقبول لما تتقرب به إليه وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس ثم صل ركعتين على ما تقدم.
ثم انكب على القبر وقبله وقل: زاد الله في شرفكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت، وانصرف إن شاء الله تعالى. (2)
---------------
(1) العلامة المجلسي في البحار ج 98 ص 328: يحتمل أن لا تكون مختصة بيوم عاشوراء كما فعله السيد المرتضى ره.
(2) المزار الكبير ص 496, بحار الأنوار ج 98 ص 317
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* يوم العشرين من صفر, يوم الأربعين:
عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق (ع) في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات. اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة وحبوته بالسعادة واجتبيته بطيب الولادة، وجعلته سيدا من السادة وقائدا من القادة وذائدا من الذادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء، فأعذر في الدعاء، ومنح النصح وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة. وقد توازر عليه من غرته الدنيا وباع حظه بالأرذل الأدنى، وشرى آخرته بالثمن الأوكس، وتغطرس وتردى في هواه، وأسخط نبيك وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق وحملة الأوزار المستوجبين النار، فجاهدهم فيك صابرا محتسبا، حتى سفك في طاعتك دمه واستبيح حريمه، اللهم فالعنهم لعنا وبيلا وعذبهم عذابا أليما. السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الأوصياء، أشهد أنك أمين الله وابن أمينه، عشت سعيدا ومضيت حميدا ومت فقيدا مظلوما شهيدا، وأشهد أن الله منجز ما وعدك ومهلك من خذلك ومعذب من قتلك، وأشهد أنك وفيت بعهد الله وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من قتلك، ولعن الله من ظلمك، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به. اللهم إني اشهدك أني ولي لمن والاه وعدو لمن عاداه، بأبي أنت وامي يابن رسول الله، أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام الطاهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك المدلهمات من ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن، بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع ونصرتي لكم معدة، حتى يأذن الله لكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم وشاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم، آمين رب العالمين.
وتصلي ركعتين، وتدعو بما أحببت وتنصرف.
--------------
التهذيب ج 6 ص 112, مصباح المتهجد ج 2 ص 788, المزار الكبير ص 514, الإقبال ج 2 ص 589, المزار للشهيد الأول ص 185, البلد الأمين ص 274, مصباح الكفعمي ص 489, الوافي ج 14 ص 1581, بحار الأنوار ج 98 ص 331, زاد المعاد ص 247
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال السيد: وجدت لهذه الزيارة وداعا يختص بها، وهو أن تقف قدام الضريح وتقول:
السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن علي المرتضى وصي رسول الله، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا وارث الحسن الزكي، السلام عليك يا حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يا أبا عبد الله الشهيد. السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، أشهد أنك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، أشهد أنك على بينة من ربك. أتيتك ـ يا مولاي ـ زائرا وافدا راغبا مقرا لك بالذنوب، هاربا إليك من الخطايا، لتشفع لي عند ربك، يابن رسول الله صلى الله عليك حيا وميتا، فإن لك عند الله مقاما معلوما وشفاعة مقبولة، لعن الله من ظلمك، ولعن الله من حرمك وغصب حقك، لعن الله من قتلك، ولعن الله من خذلك، ولعن الله من دعوته فلم يجبك ولم يعنك، ولعن الله من منعك من حرم الله وحرم رسوله وحرم أبيك وأخيك، ولعن الله من منعك من شرب ماء الفرات، لعنا كثيرا يتبع بعضها بعضا. اللهم فاطر السمـوات والأرض عــلم الغيب والشهـدة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون»، وسيعلم الذين ظـلموا أى منقلب ينقلبون»، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته وارزقنيه أبدا ما بقيت وحييت يا رب، وإن مت فاحشرني في زمرته يا أرحم الراحمين.
-----------------
الإقبال ج 2 ص 591, بحار الأنوار ج 98 ص 332 عن مصباح الزائر, زاد المعاد ص 249
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عطية العوفي: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل، ثم اتزر بإزار وارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى. حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه، فألمسته، فخر على القبر مغشيا عليه، فرششت عليه شيئا من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين، ثلاثا، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال: وأنى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفرق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، وما لك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام، فطبت حيا وطبت ميتا، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا. ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين. والذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية: فقلت له: يا جابر, كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم، واوتمت أولادهم، وأرملت أزواجهم؟ فقال: يا عطية, سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل قوم اشرك في عملهم، والذي بعث محمدا بالحق نبيا، إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (ع) وأصحابه، خذوا بي نحو أبيات كوفان. فلما صرنا في بعض الطريق قال: يا عطية, هل اوصيك وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك؟ أحبب محب آل محمد (ص) ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم وإن كان صواما قواما، وارفق بمحب محمد وآل محمد، فإنه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له اخرى بمحبتهم، فإن محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود إلى النار.
-----------
بشارة المصطفى ص 74, بحار الأنوار ج 65 ص 130
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عطاء أنه قال: كنا مع جابر بن عبد الله الأنصاري في يوم العشرين من صفر، فلما وصلنا الغاضرية اغتسل من شريعتها ولبس أطهر ثيابه ثم قال لي: هل معك شيء من الطيب يا عطاء. ثم أخذ مني شيئا من السعد ونثر على رأسه وبدنه ثم مشى حافيا حتى وقف عند رأس الإمام الحسين عليه السلام وكبر ثلاثا، ثم خر مغشيا عليه فلما أفاق سمعته يقول: السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه، السلام عليكم يا سادة السادات، السلام عليكم يا ليوث الغابات، السلام عليكم يا سفينة النجاة، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا وارث علم الأنبياء، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا ابن محمد المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد، السلام عليك يا قتيل ابن القتيل، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته على خلقه، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وبررت بوالديك وجاهدت عدوك، أشهد أنك تسمع الكلام، وترد الجواب، وأنك حبيب الله، وخليله ونجيبه وصفيه وابن صفيه، يا مولاي زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله يا سيدي أستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين، وبأبيك سيد الوصيين، وبأمك سيدة نساء العالمين، لعن الله قاتليك وظالميك وشانئيك ومبغضيك من الأولين والآخرين. ثم انحنى ومسح خديه على القبر المنور، ثم صلى أربع ركعات، ثم جاء إلى قبر علي بن الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتلك وظالمك، أتقرب إلى الله بمحبتكم وأبرأ إلى الله من عدوكم. ثم قبل القبر وصلى ركعتين واتجه نحو قبور الشهداء فقال: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام، السلام عليكم يا شيعة الله وشيعة رسوله، وشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين، السلام عليكم يا طاهرون، السلام عليكم يا مهديون، السلام عليكم يا أبرار الله، السلام عليكم وعلى ملائكة الله الحافين بقبوركم، جمعني الله وإياكم في مستقر رحمته تحت عرشه. ثم جاء إلى قبر العباس عليه السلام وقال: السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا عباس بن علي، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، أشهد لقد بالغت في النصيحة، وأديت الأمانة وجاهدت عدوك وعدو أخيك فصلوات الله على روحك الطيبة وجزاك الله من أخ خيرا. ثم صلى ركعتين وطلب حوائجه من الله، وعاد.
------------
بحار الأنوار ج 98 ص 329 عن مصباح الزائر, زاد المعاد ص 529
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية