عن محمد بن فضيل الصيرفي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن جده, عن آبائه (ع) قال: كان رسول الله (ص) يصلي أول يوم من المحرم ركعتين, فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلاث مرات: اللهم أنت الإله القديم, وهذه سنة جديدة فأسألك فيها العصمة من الشيطان, والقوة على هذه النفس الأمارة بالسوء, والاشتغال بما يقربني إليك, يا كريم يا ذا الجلال والإكرام, يا عماد من لا عماد له, يا ذخيرة من لا ذخيرة له, يا حرز من لا حرز له, يا غياث من لا غياث له, يا سند من لا سند له, يا كنز من لا كنز له, يا حسن البلاء, يا عظيم الرجاء, يا عز الضعفاء, يا منقذ الغرقى, يا منجي الهلكى, يا منعم يا مجمل, يا مفضل يا محسن, أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار, وضوء القمر وشعاع الشمس, ودوي الماء وحفيف الشجر, يا الله لا شريك لك, اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون, واغفر لنا ما لا يعلمون, ولا تؤاخذنا بما يقولون, {حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} {آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.
--------
الإقبال ج 3 ص 42, بحار الأنوار ج 95 ص 333, زاد المعاد ص 230, مستدرك الوسائل ج 6 ص 379
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية
عن الريان بن شبيب, قال: دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من المحرم, فقال لي: يا بن شبيب, أصائم أنت؟ فقلت: لا, فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (ع) ربه عز وجل, فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فاستجاب به, وأمر الملائكة فنادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى} فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له, كما استجاب لزكريا (ع), ثم قال: يا بن شبيب, إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته, فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص), لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبدا! يا بن شبيب, إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع), فإنه ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه, ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله, ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل, فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم, فيكونون من أنصاره, وشعارهم: يا لثارات الحسين! يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (ع): أنه لما قتل جدي الحسين (ع) مطرت السماء دما وترابا أحمر, يا بن شبيب, إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيرا كان أو كبيرا, قليلا كان أو كثيرا, يا بن شبيب, إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك, فزر الحسين (ع), يا بن شبيب, إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله (ع)م, فالعن قتلة الحسين, يا بن شبيب, إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (ع) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. يا بن شبيب, إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان, فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا, وعليك بولايتنا, فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.
--------------
الأمالي للصدوق ص192, عيون أخبار الرضا (ع) ج2 ص268,البحار ج44 ص285, إقبال الأعمال ج3 ص28, العوالم ج 17 ص538, وسائل الشيعة ج7 ص346 مختصرا.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية
عن جبلة المكية قالت: سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه, وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة, وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره, أعلم ذلك بعهد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين (ع), ولقد أخبرني أنه يبكي عليه كل شيء, حتى الوحوش في الفلوات, والحيتان في البحر, والطير في السماء, ويبكي عليه الشمس والقمر, والنجوم والسماء والأرض, ومؤمنو الإنس والجن, وجميع ملائكة السماوات والأرضين, ورضوان ومالك, وحملة العرش, وتمطر السماء دما ورمادا, ثم قال: وجبت لعنة الله على قتلة الحسين (ع) كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر, وكما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس, قالت جبلة: فقلت له: يا ميثم فكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) يوم بركة؟ فبكى ميثم ثم قال: يزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم, وإنما تاب الله على آدم في ذي الحجة, ويزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود, وإنما قبل الله عز وجل توبته في ذي الحجة, ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت, وإنما أخرج الله عز وجل يونس من بطن الحوت في ذي الحجة, ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي, وإنما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة, ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله تعالى فيه البحر لبني إسرائيل, وإنما كان ذلك في ربيع الأول, ثم قال ميثم: يا جبلة, اعلمي أن الحسين بن علي (ع) سيد الشهداء يوم القيامة, ولأصحابه على سائر الشهداء درجة, يا جبلة إذا نظرت السماء حمراء كأنها دم عبيط, فاعلمي أن سيد الشهداء الحسين (ع) قد قتل, قالت جبلة: فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس على الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة, فصحت حينئذ وبكيت, وقلت: قد والله قتل سيدنا الحسين (ع)
-------------
علل الشرائع ج 1 ص 227, الأمالي للصدوق ص 126, الوافي ج 11 ص 77, بحار الأنوار ج 45 ص 202
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الملك قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم, فقال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (ع) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء, واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه, وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها, واستضعفوا فيه الحسين (ع) وأصحابه رضي الله عنهم, وأيقنوا أن لا يأتي الحسين (ع) ناصر ولا يمده أهل العراق, بأبي المستضعف الغريب. ثم قال: وأما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين (ع) صريعا بين أصحابه, وأصحابه صرعى حوله عراة, أفصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلا ورب البيت الحرام, ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين, ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم, وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام, فمن صامه أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه, ومن ادخر إلى منزله ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه, وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده, وشاركه الشيطان في جميع ذلك.
------------
الكافي ج 4 ص 147, الوافي ج 11 ص 73, وسائل الشيعة ج 10 ص 459, العوالم ج 17 ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن سنان: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يابن رسول الله, مم بكاؤك، لا أبكى الله عينيك؟ فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي (ع) اصيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي, فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت, ولا تجعله يوم صوم كملا, وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء, فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله (ص), وانكشفت الملحمة عنهم, وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم, يعز على رسول الله (ص) مصرعهم, ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان (ص) هو المعزى بهم, قال: وبكى أبو عبد الله (ع) حتى اخضلت لحيته بدموعه, ثم قال: إن الله جل ذكره لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أول يوم من شهر رمضان, وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك, يعني يوم العاشر من شهر المحرم في تقديره.
-------------
مصباح المتهجد ج 2 ص 782, بحار الأنوار ج 45 ص 63, زاد المعاد ص 241
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مالك الجهني, عن أبي جعفر الباقر (ع) في إقامة المأتم في يوم عاشوراء للإمام الحسين (ع): قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال (ع): يقولون: عظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين (ع)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (ص).
------------
كامل الزيارات ص 175, مصباح المتهجد ج 2 ص 772, البلد الأمين ص 269, مصباح الكفعمي ص 482, وسائل الشيعة ج 14 ص 509, بحار الأنوار ج 98 ص 290, زاد المعاد ص 233, مستدرك الوسائل ج 10 ص 316
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع)، قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار.
--------------
الأمالي للصدوق ص 129, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 298, علل الشرائع ج 1 ص 227, روضة الواعظين ص 169, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 86, الإقبال ج 3 ص 81, تسلية المجالس ج 1 ص 66, وسائل الشيعة ج 14 ص 504, بحار الأنوار ج 44 ص 284, زاد المعاد ص 232, العوالم ج 17 ص 538
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع): يابن رسول الله، كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله (ص)، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة (ع)، واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين (ع)، واليوم الذي قتل فيه الحسن (ع) بالسم؟ فقال: إن يوم الحسين (ع) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام؛ وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة، فلما مضى عنهم النبي (ص) بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع)، فكان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضت فاطمة (ع) كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين (ع) للناس عزاء وسلوة، فلما مضى منهم أمير المؤمنين (ع) كان للناس في الحسن والحسين (ع) معزاء وسلوة، فلما مضى الحسن (ع) كان للناس في الحسين (ع) عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين (ع) لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم مصيبة. فقلت له (للإمام الصادق (ع)): يابن رسول الله، فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين (ع) عزاء وسلوة مثل ما كان لهم في آبائه (ع)؟ فقال: بلى، إن علي بن الحسين (ع) كان سيد العابدين وإماما وحجة على الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنه لم يلق رسول الله (ص) ولم يسمع منه، وكان علمه وراثة عن أبيه عن جده عن النبي (ص) وكان أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع) قد شاهدهم الناس مع رسول الله (ص) في أحوال تتوالى، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكروا حاله مع رسول الله (ص)، وقول رسول الله (ص) له وفيه، فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الأكرمين على الله عز وجل ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلا في فقد الحسين (ع)، لأنه مضى آخرهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة. فقلت له: يابن رسول الله، فكيف سمت العامة يوم عاشوراء يوم بركة؟ فبكى (ع)، ثم قال: لما قتل الحسين (ع) تقرب الناس بالشام إلى يزيد، فوضعوا له الأخبار، وأخذوا عليه الجوائز من الأموال، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم، وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه، حكم الله مما بيننا وبينهم.
-----------------------
علل الشرائع ج 1 ص 225, بحار الأنوار ج 44 ص 269
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مالك الجهني, عن أبي جعفر الباقر (ع) في يوم عاشوراء: فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس، لا تقضى فيه حاجة، وإن قضيت لم يبارك له فيها، ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا، فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره، ولا يبارك له في أهله.
-----------------------
كامل الزيارات ص 175, مصباح المتهجد ج 2 ص 773, بحار الأنوار ج 98 ص 290, زاد المعاد ص 234, مستدرك الوسائل ج 10 ص 316
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
في مناجاة موسى (ع) قال: يا رب لم فضلت أمه محمد (ص) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسى (ع): يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (ص)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى (ص): إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد
--------------------
مجمع البحرين ج 3 ص 405, مستدرك الوسائل ج 10 ص 318, مستدرك سفينة البحار ج 7 ص 235
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الصادق (ع) أنه قال: من قرأ يوم عاشوراء ألف مرة سورة الإخلاص (سورة: قل هو الله أحد) نظر الرحمن إليه, ومن نظر الرحمن إليه لم يعذبه أبدا.
---------
الإقبال ج 3 ص 80, وسائل الشيعة ج 10 ص 459, بحار الأنوار ج 95 ص 343
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث قال: أفضل ما يؤتى به في هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلب, قلت: وما التسلب؟ قال: تحلل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب, ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد أو تعمد إلى منزل لك خال أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار, فتصلي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها, وتسلم بين كل ركعتين, تقرأ في الأولى الحمد و{قل يا أيها الكافرون}, وفي الثانية الحمد و{قل هو الله أحد}, ثم تصلي ركعتين أخراوين تقرأ في الأولى الحمد وسورة الأحزاب, وفي الثانية الحمد و{إذا جاءك المنافقون} - أو ما تيسر من القرآن- ثم تسلم وتحول وجهك نحو قبر الحسين (ع) ومضجعه, فتمثل لنفسك مصرعه ومن كان معه من أهله وولده, وتسلم عليه وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم, يرفع الله لك بذلك في الجنة من الدرجات ويحط عنك من السيئات, ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان خطوات, تقول في ذلك "{إنا لله وإنا إليه راجعون} رضا بقضاء الله وتسليما لأمره" وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن, وأكثر من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم, فإذا فرغت من سعيك وفعلك هذا فقف في موضعك الذي صليت فيه ثم قل: "اللهم عذب الفجرة، الذين شاقوا رسولك، وحاربوا أولياءك، وعبدوا غيرك، واستحلوا محارمك، والعن القادة والأتباع ومن كان منهم محبا ومن أوضع معهم، أو رضي بفعلهم لعنا كثيرا. اللهم وعجل فرج آل محمد واجعل صلواتك عليه وعليهم، واستنقذهم من أيدي المنافقين المضلين والكفرة الجاحدين، وافتح لهم فتحا يسيرا، وأتح لهم روحا وفرجا قريبا، واجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا." ثم ارفع يديك واقنت بهذا الدعاء، وقل وأنت تومي إلى أعداء آل محمد عليهم السلام: "اللهم إن كثيرا من الأمة ناصبت المستحفظين من الأئمة، وكفرت بالكلمة، وعكفت على القادة الظلمة، وهجرت الكتاب والسنة، وعدلت عن الحبلين اللذين أمرت بطاعتهما والتمسك بهما، فأماتت الحق وحادت عن القصد، ومالأت الأحزاب، وحرفت الكتاب، وكفرت بالحق لما جاءها، وتمسكت بالباطل لما اعترضها، فضيعت حقك، وأضلت خلقك، وقتلت أولاد نبيك وخيرة عبادك وحملة علمك، وورثة حكمتك ووحيك. اللهم فزلزل أقدام أعدائك وأعداء رسولك وأهل بيت رسولك، فأخرب ديارهم، وافلل سلاحهم، وخالف بين كلمتهم، وفت في أعضادهم، وأوهن كيدهم، واضربهم بسيفك القاطع، وارمهم بحجرك الدامغ، وطمهم بالبلاء طما، وقمهم بالعذاب قما، وعذبهم عذابا نكرا، وخذهم بالسنين والمثلات التي أهلكت بها أعداءك، إنك ذو نقمة من المجرمين. اللهم إن سنتك ضائعة، وأحكامك معطلة، وعترة نبيك في الأرض هائمة، اللهم فأعز الحق وأهله، واقمع الباطل وأهله، ومن علينا بالنجاة، واهدنا إلى الإيمان، وعجل فرجنا، وانظمه بفرج أوليائك، واجعلهم لنا ردءا، واجعلنا لهم وفدا. اللهم وأهلك من جعل يوم قتل ابن نبيك وخيرتك من خلقك عيدا، واستهل بهم فرحا ومرحا، وخذ آخرهم بما أخذت أولهم، وأضعف اللهم العذاب والتنكيل على ظالمي أهل بيت نبيك، وأهلك أشياعهم وقادتهم، وأبر حماتهم وجماعتهم. اللهم ضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك، العترة الضائعة، الخائفة المستذلة، بقية من الشجرة الطيبة، الزاكية المباركة، وأعل اللهم كلمتهم، وأفلج حجتهم، واكشف البلاء واللأواء، وحنادس الأباطيل والغماء عنهم، وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم وولايتهم، ونصرتهم وموالاتهم، وأعنهم وامنحهم الصبر على الأذى فيك. واجعل لهم أياما مشهودة، وأوقاتا مسعودة، يوشك فيها فرجهم، وتوجب فيها تمكينهم ونصرهم، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل، فإنك قلت وقولك الحق: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} اللهم فاكشف عنهم، يا من لا يكشف الضر إلا هو، يا أحد يا حي يا قيوم، وأنا يا إلهي عبدك الخائف منك، والراجع إليك، السائل لك، المقبل عليك، اللاجئ إلى فنائك، العالم بك فإنه لا ملجأ منك إلا إليك. اللهم فتقبل دعائي، واسمع يا إلهي علانيتي ونجواي، واجعلني ممن رضيت عمله، وقبلت نسكه، ونجيته برحمتك، إنك أنت العزيز الحكيم الكريم. اللهم وصل أولا وآخرا على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد بأكمل وأفضل ما صليت وباركت وترحمت على أنبيائك ورسلك وملائكتك وحملة عرشك بلا إله إلا أنت. اللهم لا تفرق بيني وبين محمد وآل محمد صلواتك عليه وعليهم، واجعلني يا إلهي من شيعة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم الطاهرة والمنتجبة، وهيئ لي التمسك بحبلهم، والرضا بسبيلهم، والأخذ بطريقهم إنك جواد كريم. ثم عفر وجهك على الأرض، وقل: يا من يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، أنت حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا، ففرج يا مولاي فرجهم وفرجنا بهم، فإنك ضمنت إعزازهم بعد الذلة، وتكثيرهم بعد القلة، وإظهارهم بعد الخمول، يا أصدق الصادقين ويا أرحم الراحمين. فأسألك يا إلهي وسيدي متضرعا إليك بجودك وكرمك بسط أملي، والتجاوز عني، وقبول قليل عملي وكثيره، والزيادة في أيامي، وتبليغي ذلك المشهد، وأن تجعلني ممن يدعى فيجيب إلى طاعتهم، وموالاتهم ونصرهم، وتريني ذلك قريبا سريعا في عافية، إنك على كل شيء قدير." ثم ارفع يدك إلى السماء وقل: "أعوذ بك أن أكون من الذين لا يرجون أيامك، وأعذني برحمتك من ذلك." واعلم أن الله يعطي من صلى هذه الصلاة في هذا اليوم ودعا بهذا الدعاء مخلصا وعمل هذا العمل موقنا مصدقا عشر خصال, منها أن يقيه الله ميتة السوء, ويؤمنه من المكاره, والفقر, ولا يظهر عليه عدوا إلى أن يموت, ويوقيه الله من الجنون, والجذام, والبرص في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له, ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلا.
----------
مصباح المتهجد ج 2 ص 782, المزار الكبير ص 473, بحار الأنوار ج 98 ص 303, زاد المعاد ص 24
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارت الإمام الحسين (ع) في عاشوراء:
عن جابر الجعفي, عن أبي عبد الله (ع) قال: من بات عند قبر الحسين (ع) ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عصره.
----------
كامل الزيارت ص 173, بحار الأنوار ج 98 ص 104, مستدرك الوسائل ج 10 ص 291, المزار للمفيد ص 51, مصباح المتهجد ج 2 ص 771 نحوه, المزار الكبير ص 351 نحوه, الإقبال ج 2 ص 558 نحوه, وسائل الشيعة ج 14 ص 477 نحوه, هداية الأمة ج 5 ص 488 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر الجعفي, عن أبي عبد الله (ع) قال: من زار قبر الحسين (ع) يوم عاشوراء أو بات عنده كان كمن استشهد بين يديه.
----------
كامل الزيارت ص 173, بحار الأنوار ج 98 ص 104, مستدرك الوسائل ج 10 ص 291, المزار للمفيد 52 نحوه, مصباح المتهجد ج 2 ص 771 نحوه, وسائل الشيعة ج 14 ص 477 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر الجعفي قال: دخلت على جعفر بن محمد (ع) في يوم عاشوراء. فقال لي: هؤلاء زوار الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر.
----------
كامل الزيارت ص 173, بحار الأنوار ج 98 ص 104, مستدرك الوسائل ج 10 ص 291
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الصادق (ع) قال: من زاره - يعني الحسين (ع) - يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا حزينا، كان كمن استشهد بين يديه، حتى يشاركهم في منازلهم في الجنة.
----------
عوالي اللئالي ج 4 ص 82, مستدرك الوسائل ج 10 ص 293
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يوم عاشوراء ـ وهو اليوم العاشر من المحرم ـ فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا، لقي الله عز وجل بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله (ص) ومع الأئمة (ع).
----------
مستدرك الوسائل ج 10 ص 308 عن المزار القديم
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جعفر بن محمد الصادق (ع) في حديث عن زيارة الإمام للحسين (ع): ومن زاره يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه.
----------
كامل الزيارات ص 174, وسائل الشيعة ج 14 ص 469, بحار الأنوار ج 98 ص 93, مستدرك الوسائل ج 10 ص 292
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد الشحام, عن أبي عبد الله (ع) قال: من زار قبر أبي عبد الله (ع) يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان كمن زار الله تعالى في عرشه.
----------
كامل الزيارات ص 174, المزار للمفيد ص 51, التهذيب ج 6 ص 51, مصباح المتهجد ج 2 ص 771, الإقبال ج 2 ص 567, الوافي ج 14 ص 1475, وسائل الشيعة ج 14 ص 476, هداية الأمة ج 5 ص 488, ملاذ الأخيار ج 9 ص 124, بحار الأنوار ج 98 ص 105, مستدرك الوسائل ج 10 ص 292
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حريز, عن أبي عبد الله (ع) قال: من زار الحسين (ع) يوم عاشوراء، وجبت له الجنة.
----------
كامل الزيارات ص 173, المزار للمفيد ص 52, التهذيب ج 6 ص 51, مصباح المتهجد ج 2 ص 772, المزار الكبير ص 352, الإقبال ج 2 ص 568, الوافي ج 14 ص 1475, وسائل الشيعة ج 14 ص 476, ملاذ الأخيار ج 9 ص 125, بحار الأنوار ج 98 ص 104, زاد المعاد ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مالك الجهني, عن أبي جعفر الباقر (ع): من زار الحسين (ع) يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا، لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله (ص) ومع الأئمة الراشدين (ع). قال: قلت: جعلت فداك! فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره، وأومأ إليه بالسلام، واجتهد على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين (ع) ويبكيه، ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا بمصاب الحسين (ع)، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب. فقلت: جعلت فداك! وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك.
----------
كامل الزيارات ص 175, بحار الأنوار ج 98 ص 290, مستدرك الوسائل ج 10 ص 315. نحوه: مصباج الكفعمي ج 2 ص 772, زاد المعاد ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن جمهور العمي, عمن ذكره, عنهم (ع) قال: من زار قبر الحسين (ع) يوم عاشوراء، كان كمن تشحط بدمه بين يديه.
----------
كامل الزيارات ص 174, بحار الأنوار ج 98 ص 105, مستدرك الوسائل ج 10 ص 292
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن أبي يسار المدائني بإسناده قال: من سقى يوم عاشوراء عند قبر الحسين (ع) كان كمن سقى عسكر الحسين (ع) وشهد معه.
----------
كامل الزيارات ص 174, بحار الأنوار ج 98 ص 105
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علقمة بن محمد الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر (ع): علمني دعاء أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاء أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام إليه. قال: فقال لي: يا علقمة، إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام، فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول؛ فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زواره من الملائكة، وكتب الله لك مئة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (ع) حتى تشاركهم في درجاتهم، ولا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كل نبي وكل رسول، وزيارة كل من زار (ع) منذ يوم قتل عليه السلام وعلى أهل بيته؛ تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار. يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات. فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله امة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم. برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم. يا أبا عبد الله، إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني امية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله امة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك. بأبي أنت وامي، لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني [بك] أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله. اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة. يا أبا عبد الله، إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك، وبالبراءة [ممن قاتلك ونصب لك الحرب وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليكم وأبرء إلى الله وإلى رسوله] ممن أسس أساس ذلك وبنى عليه بنيانه، وجرى في ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم، برئت إلى الله وإليكم منهم، وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم، وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم. إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم. فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقني البراءة من أعدائكم، أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلب ثأركم مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم، وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته، مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض. اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد. اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو امية وابن آكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك صلى الله عليه وآله، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك. اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية، عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه، اللهم فضاعف عليهم اللعن والعذاب. اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي، بالبراءة منهم واللعنة عليهم، وبالموالاة لنبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام.
ثم يقول مئة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله، اللهم العنهم جميعا. يقول ذلك مئة مرة.
ثم يقول: السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، السلام على الحسين، وعلي بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين. يقول ذلك مئة مرة.
ثم يقول: اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني، وابدأ به أولا، ثم الثاني، ثم الثالث والرابع، اللهم العن يزيد خامسا، والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة.
ثم تسجد وتقول: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين، وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون (ع).
قال علقمة: قال أبو جعفر (ع): إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل، ولك ثواب جميع ذلك.
-----------------
مصباح المتهجد ج 2 ص 772, بحار الأنوار ج 98 ص 294, كامل الزيارات ص 174 نحوه. فقط الزيارة نحوه: المزار الكبير ص 480, المزار للشهيد الأول ص 178, البلد الأمين ص 269, مصباح الكفعمي ص 483
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سيف بن عميرة، قال: خرجت مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغري بعدما خرج الصادق (ع) فسرنا من الحيرة الى المدينة فلما فرغنا من الزيارة أي زيارة امير المؤمنين (ع) صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (ع) فقال لنا: تزورون الحسين (ع) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (ع) من هاهنا أومأ اليه الصادق (ع) وأنا معه ، قال سيف بن عميرة: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن الباقر (ع) في يوم عاشوراء ثم صلى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (ع) وودع في دبرهما امير المؤمنين (ع) وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسلام منصرفا وجهه نحوه وودع وكان مما دعا دبرها:
يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، ويا من هو اقرب الي من حبل الوريد، ويا من يحول بين المرء وقلبه، ويا من هو بالمنظر الاعلى وبالافـق المبين، ويا من هو الرحمن الرحيم على العرش استوى، ويا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، ويا من لا تخفى عليه خافيه، يا من لا تشتبه عليه الاصوات، ويا من لا تغلطه الحاجات، ويا من لا يبرمه الحاح الملحين، يا مدرك كل فوت، ويا جامع كل شمل، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا من هو كل يوم في شأن، يا قاضى الحاجات، يا منفس الكربات، يا معطي السؤلات، يا ولي الرغبات، يا كافى المهمات، يا من يكفي من كل شىء ولا يكفي منه شيء في السماوات والارض، اسالك بحق محمد خاتم النبيين وعلي امير المؤمنين، وبحق فاطمة بنت نبيك، وبحق الحسن والحسين فاني بهم اتوجه اليك في مقامي هذا وبهم اتوسل وبهم اتشفع اليك، وبحقهم اسألك واقسم واعزم عليك، وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك، وبالذي فضلتهم على العالمين، وباسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين، وبه ابنتهم وابنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا، اسالك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تكشف عني غمي وهمي وكربي، وتكفينى المهم من اموري، وتقضي عني ديني وتجيرني من الفقر وتجيرني من الفاقة وتغنيني عن المسألة الى المخلوقين، وتكفيني هم من اخاف همه، وعسر من اخاف عسره، وحزونة من اخاف حزونته، وشر من اخاف شره، ومكر من اخاف مكره، وبغي من اخاف بغيه، وجور من اخاف جوره، وسلطان من اخاف سلطانه، وكيد من اخاف كيده، ومقدرة من اخاف مقدرته علي، وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة، اللـهم من ارادني فارده، ومن كادني فكده، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وامانيه، وامنعه عني كيف شئت وانى شئت، اللـهم اشغله عني بفقر لا تجبره، وببلاء لا تستره، وبفاقة لا تسدها، وبسقم لا تعافيه، وذل لا تعزه، وبمسكنة لا تجبرها، اللـهم اضرب بالذل نصب عينيه، وادخل عليه الفقر في منزله، والعلة والسقم في بدنه، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له، وانسه ذكري كما انسيته ذكرك، وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه، وادخل عليه في جميع ذلك السقم ولا تشفه حتى تجعل ذلك له شغلا شاغلا به عني وعن ذكري، واكفني يا كافي مالا يكفي سواك، فانك الكافي لا كافى سواك، ومفرج لا مفرج سواك، ومغيث لا مغيث سواك، وجار لا جار سواك، خاب من كان جاره سواك، ومغيثه سواك، ومفزعه الى سواك، ومهربه الى سواك، وملجأه الى غيرك، ومنجاه من مخلوق غيرك، فانت ثقتي ورجائي ومفزعي ومهربي وملجئي ومنجاى فبك استفتح وبك استنجح، وبمحمد وآل محمد اتوجه اليك واتوسل واتشفع، فاسالك يا الله يا الله يا الله، فلك الحمد ولك الشكر واليك المشتكى وانت المستعان فاسالك يا الله يا الله يا الله بحق محمد وآل محمد ان تصلي على محمد وآل محمد، وان تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه، فاكشف عني كما كشفت عنه وفرج عني كما فرجت عنه واكفني كما كفيته، واصرف عني هول ما اخاف هوله، ومؤنة ما اخاف مؤنته، وهم ما اخاف همه بلا مؤنة على نفسي من ذلك، واصرفني بقضاء حوائجي، وكفاية ما اهمني همه من امر آخرتي ودنياى، يا امير المؤمنين ويا ابا عبدالله، عليكما مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما، ولا فرق الله بيني وبينكما، اللـهم احيني حياة محمد وذريته وامتني مماتهم وتوفني على ملتهم، واحشرني في زمرتهم ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابدا في الدنيا والاخرة، يا امير المؤمنين ويا ابا عبدالله اتيتكما زائرا ومتوسلا الى الله ربي وربكما، ومتوجها اليه بكما ومستشفعا بكما الى الله (تعالى) في حاجتي هذه فاشفعا لي فان لكما عند الله المقام المحمود، والجاه الوجيه، والمنزل الرفيع والوسيلة، اني انقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي الى الله في ذلك، فلا اخيب ولا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا، بل يكون منقلبي منقلبا راجحا (راجيا) مفلحا منجحا مستجابا بقضاء جميع حوائجي وتشفعا لي الى الله، انقلبت على ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، مفوضا امري الى الله ملجأ ظهري الى الله، متوكلا على الله واقول حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس لي وراء الله ووراءكم يا سادتي منتهى، ما شاء ربي كان ومالم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة الا بالله، استودعكما الله ولا جعله الله آخر العهد مني اليكما، انصرفت يا سيدي يا امير المؤمنين ومولاي وانت يا ابا عبدالله يا سيدي وسلامي عليكما متصل ما اتصل الليل والنهار واصل ذلك اليكما غير محجوب عنكما سلامي ان شاء الله، واسأله بحقكما ان يشاء ذلك ويفعل فانه حميد مجيد، انقلبت يا سيدى عنكما تائبا حامدا لله شاكرا راجيا للاجابة غير آيس ولا قانط تائبا عائدا راجعا الى زيارتكما غير راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد ان شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله، يا سادتي رغبت اليكما والى زيارتكما بعد ان زهد فيكما وفي زيارتكما اهل الدنيا فلا خيبني الله ما رجوت وما املت في زيارتكما انه قريب مجيب.
قال سيف بن عميرة: فسألت صفوانا فقلت له: ان علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن الباقر (ع) انما أتانا بدعاء الزيارة ، فقال صفوان: وردت مع سيدي الصادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا وودع كما ودعنا ، ثم قال صفوان: قال الصادق (ع): تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد ان زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبه، يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه علي بن الحسين (ع) مضمونا بهذا الضمان عن الحسين (ع) والحسين (ع) عن أخيه الحسن (ع) مضمونا بهذا الضمان، والحسن (ع) عن أبيه امير المؤمنين (ع) مضمونا بهذا الضمان، وامير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) مضمونا بهذا الضمان، ورسول الله (ص) عن جبرئيل (ع) مضمونا بهذا الضمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضمونا بهذا الضمان، وقد آلى الله على نفسه عزوجل ان من زار الحسين (ع) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا واقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار، وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته، ثم قال جبرئيل: يا رسول الله أرسلني الله اليك سرورا وبشرى لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسرورا ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث ، قال صفوان: قال لي الصادق (ع): يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنه والحمد لله.
-----------
مصباح المتهجد ج 2 ص 777, بحار الأنوار ج 98 ص 296, زاد المعاد ص 237. فقط الدعاء: البلد الأمين ص 271, مصباح الكفعمي ص 485
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة عاشوراء غير مشهورة: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (ع)، قال: من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا، لقي الله عز وجل بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومع الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين. قال علقمة بن محمد الحضرمي: قلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك، فما يصنع من كان في بعد البلاد وأقاصيها، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان في ذلك اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ فليغتسل من أحب من الناس أن يزوره من أقاصي البلاد أو قريبها، فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره، فليصل ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الإخلاص، فإذا سلم أومأ إليه بالسلام، ويقصد إليه بتسليمه وإشارته ونيته إلى الجهة التي فيها أبو عبد الله (ع)، ثم تقول وأنت خاشع مستكين:
السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن البشير النذير، وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك أيها الوتر الموتور، السلام عليك أيها الإمام الهادي الزكي، وعلى أرواح حلت بفنائك، وأقامت في جوارك، ووفدت مع زوارك، السلام عليك مني ما بقيت وبقي الليل والنهار. فلقد عظمت بك الرزية وجلت في المؤمنين والمسلمين، وفي أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين، فإنا لله وإنا إليه راجعون، صلوات الله وبركاته وتحياته عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى آبائك الطيبين المنتجبين، وعلى ذرياتكم الهداة المهديين. لعن الله امة خذلتك وتركت نصرتك ومعونتك، ولعن الله امة أسست أساس الظلم لكم ومهدت الجور عليكم، وطرقت إلى أذيتكم وتحيفكم، وجارت ذلك في دياركم وأشياعكم، برئت إلى الله عز وجل وإليكم يا ساداتي وموالي وأئمتي منهم ومن أشياعهم وأتباعهم، وأسأل الله الذي أكرم يا موالي مقامكم، وشرف منزلتكم وشأنكم، أن يكرمني بولايتكم ومحبتكم والائتمام بكم، والبراءة من أعدائكم، وأسأل الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم، وأن يوفقني للطلب بثاركم مع الإمام المنتظر الهادي من آل محمد، وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأسأل الله عز وجل بحقكم وبالشأن الذي جعل الله لكم أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا لها من مصيبة ما أفجعها وأنكاها لقلوب المؤمنين والمسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني في مقامي ممن تناله منك صلاة ورحمة ومغفرة، واجعلني عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، فإني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أجمعين. اللهم وإني أتوسل وأتوجه بصفوتك من خلقك، وخيرتك من خلقك محمد وعلي والطيبين من ذريتهما، اللهم فصل على محمد وآل محمد، واجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم، ولا تفرق بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، إنك سميع الدعاء. اللهم وهذا يوم تجدد فيه النقمة وتنزل فيه اللعنة على اللعين يزيد وعلى آل يزيد، وعلى آل زياد وعمر بن سعد والشمر، اللهم العنهم والعن من رضي بقولهم وفعلهم، من أول وآخر لعنا كثيرا، وأصلهم حر نارك، وأسكنهم جهنم وساءت مصيرا، وأوجب عليهم وعلى كل من شايعهم وبايعهم وتابعهم وساعدهم ورضي بفعلهم، وافتح لهم وعليهم وعلى كل من رضي بذلك، لعناتك التي لعنت بها كل ظالم، وكل غاصب وكل جاحد وكل كافر وكل مشرك وكل شيطان رجيم وكل جبار عنيد. اللهم العن يزيد وآل يزيد وبني مروان جميعا، اللهم وضعف غضبك وسخطك وعذابك ونقمتك على أول ظالم ظلم أهل بيت نبيك، اللهم والعن جميع الظالمين لهم، وانتقم منهم إنك ذو نقمة من المجرمين. اللهم والعن أول ظالم ظلم آل بيت محمد، والعن أرواحهم وديارهم وقبورهم، والعن اللهم العصابة التي نازلت الحسين ابن بنت نبيك وحاربته، وقتلت أصحابه وأنصاره وأعوانه وأولياءه وشيعته ومحبيه وأهل بيته وذريته، والعن اللهم الذين نهبوا ماله وسبوا حريمه ولم يسمعوا كلامه ولا مقاله، اللهم والعن كل من بلغه ذلك فرضي به من الأولين والآخرين والخلائق أجمعين إلى يوم الدين. السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى من ساعدك وعاونك وواساك بنفسه وبذل مهجته في الذب عنك، السلام عليك يا مولاي وعليهم وعلى روحك وعلى أرواحهم وعلى تربتك وعلى تربتهم، اللهم لقهم رحمة ورضوانا وروحا وريحانا، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله يابن خاتم النبيين ويابن سيد الوصيين ويابن سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا شهيد يابن الشهيد، اللهم بلغه عني في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا الوقت وكل وقت تحية وسلاما.
السلام عليك يابن سيد العالمين وعلى المستشهدين معك سلاما متصلا ما اتصل الليل والنهار، السلام على الحسين بن علي الشهيد، السلام على علي بن الحسين الشهيد، السلام على العباس بن أمير المؤمنين الشهيد، السلام على الشهداء من ولد أمير المؤمنين، السلام على الشهداء من ولد جعفر وعقيل، السلام على كل مستشهد من المؤمنين، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبلغهم عني تحية. السلام عليك يا رسول الله، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا فاطمة يا بنت رسول رب العالمين وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين. السلام عليك يا أبا محمد الحسن وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لك العزاء في أخيك الحسين. السلام على أرواح المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، أحسن الله لهم العزاء في مولاهم الحسين، اللهم اجعلنا من الطالبين بثأره مع إمام عدل تعز به الإسلام وأهله يا رب العالمين.
ثم اسجد وقل: اللهم لك الحمد على ما ناب من خطب، ولك الحمد على كل أمر، وإليك المشتكى في عظيم المهمات بخيرتك وأوليائك، وذلك لما أوجبت لهم من الكرامة والفضل الكثير، اللهم فصل على محمد وآل محمد، وارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، والمقام المشهود، والحوض المورود، واجعل لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين واسوه بأنفسهم، وبذلوا دونه مهجهم، وجاهدوا معه أعداءك ابتغاء مرضاتك ورجائك، وتصديقا بوعدك وخوفا من وعيدك، إنك لطيف لما تشاء يا أرحم الراحمين.
قال الصادق (ع): هذه الزيارة يزار بها الحسين بن علي من عند رأس أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين. قال علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (ع): إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعل ذلك، ولك ثواب جميع ذلك، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوه، ويكون في صدر النهار قبل الزوال. يا علقمة، واندبوا الحسين (ع)....
-----------
مستدرك الوسائل ج 10 ص 412 عن المزار القديم, بحار الأنوار ج 98 ص 222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة يوم عاشوراء: من كتاب المختصر المنتخب فقال ما هذا لفظه: ثم تتأهب للزيارة فتبدأ فتغتسل وتلبس ثوبين طاهرين، وتمشي حافيا إلى فوق سطحك أو فضاء من الأرض، ثم تستقبل القبلة فتقول:
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح أمين الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد رسول الله. السلام عليك يا وارث النبيين وأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأفضل السابقين، وسبط خاتم المرسلين، وكيف لا تكون كذلك سيدي، وأنت إمام الهدى وحليف التقى وخامس أصحاب الكساء، ربيت في حجر الإسلام، ورضعت من ثدي الإيمان، فطبت حيا وميتا. السلام عليك يا وارث الحسن الزكي، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي البر التقي الرضي الزكي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت بساحتك، وجاهدت في الله معك، وشرت نفسها ابتغاء مرضاة الله فيك، السلام على الملائكة المحدقين بك. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم تسليما عبده ورسوله، وأشهد أن أباك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله، وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، إمام افترض الله طاعته على خلقه، وكذلك أخوك الحسن بن علي صلى الله عليه وآله، وكذلك أنت والأئمة من ولدك. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أتاكم اليقين من وعده، فاشهد الله واشهدكم أني بالله مؤمن وبمحمد مصدق وبحقكم عارف، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله عز وجل ما أمركم به، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين. بأبي وامي أنت يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، لعن الله من أمر بقتلك، لعن الله من شايع على ذلك، لعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أشهد أن الذين سفكوا دمك وانتهكوا حرمتك وقعدوا عن نصرتك ممن دعاك فأجبته؛ ملعونون على لسان النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم. يا سيدي ومولاي، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك رأيي وهواي، أنا أشهد أن الحق معك، وأن من خالفك على ذلك باطل، فيا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما. فأسألك يا سيدي أن تسأل الله جل ذكره في ذنوبي، وأن يلحقني بكم وبشيعتكم، وأن يأذن لكم في الشفاعة وأن يشفعكم في ذنوبي، فإنه قال جل ذكره: من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه». صلى الله عليك وعلى آبائك وأولادك والملائكة المقيمين في حرمك، صلى الله عليك وعليهم أجمعين، وعلى الشهداء الذين استشهدوا معك وبين يديك. صلى الله عليك وعليهم وعلى ولدك علي الأصغر الذي فجعت به.
ثم تقول: اللهم إني بك توجهت إليك، وقد تحرمت بمحمد وعترته، وتوجهت بهم إليك، واستشفعت بهم إليك، وتوسلت بمحمد وآل محمد لتقضي عني مفترضي وديني، وتفرج غمي، وتجعل فرجي موصولا بفرجهم.
ثم امدد يديك حتى تري بياض إبطيك، وقل: يا الله لا إله إلا أنت لا تهتك ستري، ولا تبد عورتي، وآمن روعتي، وأقلني عثرتي، اللهم اقلبني مفلحا منجحا قد رضيت عملي واستجبت دعوتي يا الله الكريم.
ثم تقول: السلام عليك ورحمة الله.
ثم تبدأ وتقول: السلام على أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء، السلام على الحسن الزكي، السلام على الحسين الصديق الشهيد، السلام على علي بن الحسين، السلام على محمد بن علي، السلام على جعفر بن محمد، السلام على موسى بن جعفر، السلام على الرضا علي بن موسى، السلام على محمد بن علي، السلام على علي بن محمد، السلام على الحسن بن علي، السلام على الإمام القائم بحق الله وحجة الله في أرضه، صلى الله عليه وعلى آبائه الراشدين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
ثم تصلي ست ركعات مثنى مثنى، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد» مئة مرة، وتقول بعد فراغك من ذلك: اللهم يا الله، يا رحمان يا رحمان، يا علي يا عظيم، يا أحد يا صمد، يا فرد يا وتر، يا سميع يا عليم يا عالم، يا كبير يا متكبر، يا جليل يا جميل، يا حليم يا قوي، يا عزيز يا متعزز، يا مؤمن يا مهيمن، يا جبار يا علي يا معين، يا حنان يا منان يا تواب، يا باعث يا وارث، يا حميد يا مجيد، يا معبود يا موجود، يا ظاهر يا باطن، يا أول يا آخر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، ويا ذا العزة والسلطان. أسألك بحق هذه الأسماء يا الله، وبحق أسمائك كلها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرج عني كل هم وغم وكرب وضر وضيق أنا فيه، وتقضي عني ديني وتبلغني امنيتي وتسهل لي محبتي، وتيسر لي إرادتي، وتوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا، وتعطيني سؤلي ومسألتي، وتزيدني فوق رغبتي، وتجمع خير الدنيا والآخرة.
---------------
الإقبال ج 2 ص 571, بحار الأنوار ج 98 ص 313
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
زيارة اخرى في يوم عاشوراء (1) لأبي عبد الله الحسين بن علي (ع)، ومما خرج من الناحية (عج) إلى أحد الأبواب.
قال: تقف عليه صلى الله عليه وتقول: السلام على آدم صفوة الله من خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته، السلام على إدريس القائم لله بحجته، السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود الممدود من الله بمعونته، السلام على صالح الذي توجه الله بكرامته. السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته. السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته. السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته، السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على امته. السلام على داوود الذي تاب الله عليه من خطيئته، السلام على سليمان الذي ذلت له الجن بعزته. السلام على أيوب الذي شفاه الله من علته، السلام على يونس الذي أنجز الله له مضمون عدته. السلام على عزير الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على زكريا الصابر في محنته. السلام على يحيى الذي أزلفه الله بشهادته، السلام على عيسى روح الله وكلمته. السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص باخوته. السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته. السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته، السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الشفاء في تربته، السلام على من الإجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته، السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا، السلام على المرمل بالدماء، السلام على مهتوك الخباء، السلام على خامس أصحاب أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلاء. السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء، السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات. السلام على الشفاه الذابلات، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات. السلام على حجة رب العالمين، السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين، السلام عليك وعلى أبنائك المستشهدين، السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين. السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير. السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة القريبة، السلام على المجدلين في الفلوات، السلام على النازحين عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر، السلام على المظلوم بلا ناصر. السلام على ساكن التربة الزاكية، السلام على صاحب القبة السامية، السلام على من طهره الجليل، السلام على من افتخر به جبرئيل، السلام على من ناغاه ۰ في المهد ميكائيل. السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته، السلام على من اريق بالظلم دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجرع بكأسات الرماح، السلام على المضام المستباح، السلام على المهجور في الورى، السلام على من تولى دفنه أهل القرى، السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين. السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب، السلام على الودج المقطوع، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الأجسام العارية في الفلوات تنهشها الذئاب العاديات، وتختلف إليها السباع الضاريات. السلام عليك يا مولاي، وعلى الملائكة المرفوفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فإني قصدت إليك ورجوت الفوز لديك. السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين. سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء. فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتياب. أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت به وبحبله فأرضيته وخشيته، وراقبته واستجبته، وسننت السنن، وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد، وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد. وكنت لله طائعا، ولجدك محمد صلى الله عليه وآله تابعا، ولقول أبيك سامعا، وإلى وصية أخيك مسارعا، ولعماد الدين رافعا، وللطغيان قامعا، وللطغاة مقارعا، وللامة ناصحا. وفي غمرات الموت سابحا، وللفساق مكافحا، وبحجج الله قائما، وللإسلام والمسلمين راحما، وللحق ناصرا، وعند البلاء صابرا، وللدين كالئا، وعن حوزته مراميا، وعن شريعته محاميا. تحوط الهدى وتنصره، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره، وتكف العابث وتزجره، وتأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف. كنت ربيع الأيتام، وعصمة الأنام، وعز الإسلام، ومعدن الأحكام، وحليف الإنعام، سالكا طرائق جدك وأبيك، مشبها في الوصية لأخيك، وفي الذمم، رضي الشيم، ۰ ظاهر الكرم، متهجدا في الظلم، قويم الطرائق، كريم الخلائق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب، جزيل المواهب، حليم رشيد منيب، جواد عليم شديد، إمام شهيد، أواه منيب، حبيب مهيب. كنت للرسول صلى الله عليه وآله ولدا، وللقرآن منقذا، وللامة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا عن سبل الفساق، باذلا للمجهود، طويل الركوع والسجود. زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحشين منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، وألحاظك عن بهجتها مطروفة، ورغبتك في الآخرة معروفة. حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي أتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس البيت والمحراب، معتزل عن اللذات والشهوات، تنكر المنكر بقلبك ولسانك على قدر طاقتك وإمكانك. ثم اقتضاك العلم للإنكار، ولزمك أن تجاهد الفجار، فسرت في أولادك وأهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت بإقامة الحدود، والطاعة للمعبود، ونهيت عن الخبائث والطغيان، وواجهوك بالظلم والعدوان. فجاهدتهم بعد الإيعاظ لهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك وجدك، وبدؤوك بالحرب، فثبت للطعن والضرب، وطحنت جنود الفجار، واقتحمت قسطل الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك علي المختار. فلما رأوك ثابت الجأش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، وقاتلوك بكيدهم وشرهم، وأمر اللعين جنوده فمنعوك الماء ووروده، وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام والنبال، وبسطوا إليك أكف الاصطلام، ولم يرعوا لك ذماما، ولا راقبوا فيك أثاما في قتلهم أولياءك ونهبهم رحالك، أنت مقدم في الهبوات، ومحتمل للأذيات، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات. وأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك بالجراح، وحالوا بينك وبين الرواح، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوتك وأولادك. حتى نكسوك عن جوادك، فهويت إلى الأرض جريحا، تطؤك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك، تدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك، وأسرع فرسك شاردا، وإلى خيامك قاصدا، محمحما باكيا. فلما رأين النساء جوادك مخزيا، ونظرن سرجك عليه ملويا، برزن من الخدور، ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات، للوجوه سافرات، وبالعويل داعيات، وبعد العز مذللات، وإلى مصرعك مبادرات. والشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه على نحرك، قابض على شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، قد سكنت حواسك، وخفيت أنفاسك، ورفع على القنا رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا ۰ في الحديد، فوق أقتاب المطيات، تلفح وجوههم حر الهاجرات، يساقون في البراري والفلوات، أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق. فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الإسلام، وعطلوا الصلاة والصيام، ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الإيمان، وحرفوا آيات القرآن، وهملجوا في البغي والعدوان. لقد أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله موتورا، وعاد كتاب الله عز وجل مهجورا، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا، وفقد بفقدك التكبير والتهليل، والتحريم والتحليل، والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والإلحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل. فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه وآله، فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا: يا رسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وذويك، فانزعج الرسول وبكى قلبه المهول، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك امك الزهراء. واختلفت جنود الملائكة المقربين تعزي أباك أمير المؤمنين، واقيمت لك المآتم في أعلى عليين، ولطمت عليك الحور العين، وبكت السماء وسكانها، والجنان وخزانها، والهضاب وأقطارها، والأرض وأقطارها، والبحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحل والإحرام. اللهم فبحرمة هذا المكان المنيف، صل على محمد وآل محمد واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم. اللهم فإني أتوسل إليك يا أسرع الحاسبين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أحكم الحاكمين، بمحمد خاتم النبيين، رسولك إلى العالمين أجمعين، وبأخيه وابن عمه الأنزع البطين، العالم المكين، علي أمير المؤمنين، وبفاطمة سيدة نساء العالمين، وبالحسن الزكي عصمة المتقين، وبأبي عبد الله الحسين أكرم المستشهدين، وبأولاده المقتولين، وبعترته المظلومين، وبعلي بن الحسين زين العابدين، وبمحمد بن علي قبلة الأوابين، وجعفر بن محمد أصدق الصادقين، وموسى بن جعفر مظهر البراهين، وعلي بن موسى ناصر الدين، ومحمد بن علي قدوة المهتدين، وعلي بن محمد أزهد الزاهدين، والحسن بن علي وارث المستخلفين، والحجة على الخلق أجمعين، أن تصلي على محمد وآل محمد، الصادقين الأبرين، آل طه ويس، وأن تجعلني في القيامة من الآمنين المطمئنين، الفائزين الفرحين المستبشرين. اللهم اكتبني في المسلمين، وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين، وانصرني على الباغين، واكفني كيد الحاسدين، واصرف عني مكر الماكرين، واقبض عني أيدي الظالمين، واجمع بيني وبين السادة الميامين في أعلا عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني اقسم عليك بنبيك المعصوم، وبحكمك المحتوم، ونهيك المكتوم، وبهذا القبر الملموم، الموسد في كنفه الإمام المعصوم، المقتول المظلوم، أن تكشف ما بي من الغموم، وتصرف عني شر القدر المحتوم، وتجيرني من النار ذات السموم. اللهم جللني بنعمتك، ورضني بقسمك، وتغمدني بجودك وكرمك، وباعدني من مكرك ونقمتك. اللهم اعصمني من الزلل، وسددني في القول والعمل، وافسح لي في مدة الأجل، وأعفني من الأوجاع والعلل، وبلغني بموالي وبفضلك أفضل الأمل. اللهم صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي، وارحم عبرتي، وأقلني عثرتي، ونفس كربتي، واغفر لي خطيئتي، وأصلح لي في ذريتي. اللهم لا تدع لي في هذا المشهد المعظم والمحل المكرم، ذنبا إلا غفرته، ولاعيبا إلا سترته، ولا غما إلا كشفته، ولا رزقا إلا بسطته، ولاجاها إلا عمرته، ولا فسادا إلا أصلحته، ولا أملا إلا بلغته، ولا دعاء إلا أجبته، ولا مضيقا إلا فرجته، ولا شملا إلا جمعته، ولا أمرا إلا أتممته، ولا مالا إلا كثرته، ولا خلقا إلا حسنته، ولا إنفاقا إلا أخلفته، ولا حالا إلا عمرته، ولا حسودا إلا قمعته، ولاعدوا إلا أرديته، ولا شرا إلا كفيته، ولا مرضا إلا شفيته، ولا بعيدا إلا أدنيته، ولا شعثا إلا لممته، ولا سؤالا إلا أعطيته. اللهم إني أسألك خير العاجلة وثواب الآجلة، اللهم أغنني بحلالك عن الحرام، وبفضلك عن جميع الأنام. اللهم إني أسألك علما نافعا وقلبا خاشعا، ويقينا شافيا، وعملا زاكيا، وصبرا جميلا، وأجرا جزيلا. اللهم ارزقني شكر نعمتك علي، وزد في إحسانك وكرمك إلي، واجعل قولي في الناس مسموعا، وعملي عندك مرفوعا، وأثري في الخيرات متبوعا، وعدوي مقموعا. اللهم صل على محمد وآل محمد الأخيار، في آناء الليل وأطراف النهار، واكفني شر الأشرار، وطهرني من الذنوب والأوزار، وأجرني من النار، وأدخلني دار القرار، واغفر لي ولجميع إخواني فيك وأخواتي المؤمنين والمؤمنات، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم توجه إلى القبلة، وصل ركعتين، وتقرأ في الاولى سورة الأنبياء، وفي الثانية الحشر، وتقنت فتقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع والأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، خلافا لأعدائه، وتكذيبا لمن عدل به، وإقرارا لربوبيته، وخشوعا لعزته، الأول بغير أول، والآخر بغير آخر، الظاهر على كل شيء بقدرته، الباطن دون كل شيء بعلمه ولطفه. لا تقف العقول على كنه عظمته، ولا تدرك الأوهام حقيقة ماهيته، ولا تتصور الأنفس معاني كيفيته، مطلعا على الضمائر، عارفا بالسرائر، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم إني اشهدك على تصديقي رسولك صلى الله عليه وآله، وإيماني به، وعلمي بمنزلته، وإني أشهد أنه النبي الذي نطقت الحكمة بفضله، وبشرت الأنبياء به، ودعت إلى الإقرار بما جاء به، وحثت على تصديقه بقوله تعالى: الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التورة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينههم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهمإصرهم والأغلال التى كانت عليهم. فصل على محمد رسولك إلى الثقلين، وسيد الأنبياء المصطفين، وعلى أخيه وابن عمه اللذين لم يشركا بك طرفة عين أبدا، وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وعلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، صلاة خالدة الدوام، عدد قطر الرهام، وزنة الجبال والآكام، ما أورق السلام، ۰ واختلف الضياء والظلام، وعلى آله الطاهرين، الأئمة المهتدين، الذائدين عن الدين، علي، ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن والحجة، القوام بالقسط، وسلالة السبط. اللهم إني أسألك بحق هذا الإمام فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ونصرا عزيزا، وغنى عن الخلق، وثباتا في الهدى، والتوفيق لما تحب وترضى، ورزقا واسعا حلالا طيبا مريئا دارا، سائغا فاضلا مفضلا، صبا صبا، من غير كد ولا نكد، ولا منة من أحد، وعافية من كل بلاء وسقم ومرض، والشكر على العافية والنعماء، وإذا جاء الموت فاقبضنا على أحسن ما يكون لك طاعة، على ما أمرتنا محافظين، حتى تؤدينا إلى جنات النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأوحشني من الدنيا وآنسني بالآخرة؛ فإنه لا يوحش من الدنيا إلا خوفك، ولا يؤنس بالآخرة إلا رجاؤك. اللهم لك الحجة لا عليك، وإليك المشتكى لا منك، فصل على محمد وآله، وأعني على نفسي الظالمة العاصية، وشهوتي الغالبة، واختم لي بالعفو والعافية. اللهم إن استغفاري إياك وأنا مصر على ما نهيت، قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك، تضييع لحق الرجاء. اللهم إن ذنوبي تؤيسني أن أرجوك، وأن علمي بسعة رحمتك يمنعني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد، وصدق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك، يا أكرم الأكرمين. اللهم صل على محمد وآل محمد وأيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه، ولا يغبن حظه في يومه، ولا يهم لرزق غده. اللهم إن الغني من استغنى بك وافتقر إليك، والفقير من استغنى بخلقك عنك، فصل على محمد وآل محمد، وأغنني عن خلقك بك، واجعلني ممن لا يبسط كفا إلا إليك. اللهم إن الشقي من قنط وأمامه التوبة ووراءه الرحمة، وإن كنت ضعيف العمل فإني في رحمتك قوي الأمل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملي. اللهم إن كنت تعلم أن في عبادك من هو أقسى قلبا مني، وأعظم مني ذنبا، فإني أعلم أنه لا مولى أعظم منك طولا، وأوسع رحمة وعفوا، فيا من هو أوحد في رحمته، اغفر لمن ليس بأوحد في خطيئته. اللهم إنك أمرتنا فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، وبصرت فتعامينا، وحددت فتعدينا، وما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، وأنت أعلم بما أعلنا وأخفينا، وأخبر بما نأتي وما أتينا، فصل على محمد وآل محمد، ولا تؤاخذنا بما أخطأنا ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وأتم إحسانك إلينا، وأسبل رحمتك علينا. اللهم إنا نتوسل إليك بهذا الصديق الإمام، ونسألك بالحق الذي جعلته له ولجده رسولك، ولأبويه علي وفاطمة أهل بيت الرحمة، إدرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، وتمنع من قدرة، ونحن نسألك من الرزق ما يكون صلاحا للدنيا وبلاغا للآخرة. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم تركع وتسجد وتجلس فتتشهد وتسلم، فإذا سبحت فعفر خديك، وقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ـ أربعين مرة ـ.
واسأل الله العصمة والنجاة، والمغفرة والتوفيق لحسن العمل والقبول لما تتقرب به إليه وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس ثم صل ركعتين على ما تقدم.
ثم انكب على القبر وقبله وقل: زاد الله في شرفكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت، وانصرف إن شاء الله تعالى. (2)
---------------
(1) العلامة المجلسي في البحار ج 98 ص 328: يحتمل أن لا تكون مختصة بيوم عاشوراء كما فعله السيد المرتضى ره.
(2) المزار الكبير ص 496, بحار الأنوار ج 98 ص 317
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية