* أنصار رسول الله (ص) من المسلمين والملائكة:
عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (ع): كأني أنظر إلى القائم (ع) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر.
-----------
كمال الدين ج 2 ص 673, سرور أهل الإيمان ص 73, منتخب الأنوار ص 198, نوادر الأخبار ص 271, إثبات الهداة ج 5 ص 111, بحار الأنوار ج 52 ص 326
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل عن أنصار صاحب الزمان (ع): فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر.
----------
الغيبة للطوسي ص 477, بحار الأنوار ج 52 ص 334
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (ع): كأني أنظر إلى القائم (ع) على ظهر النجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق ما بين عينيه شمراخ ثم ينتفض به فرسه، فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله (ص) انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثة عشر ملكا، كلهم ينتظرون القائم (ع) وهم الذين كانوا مع نوح (ع) في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم (ع) حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع عيسى حين رفع، وأربعة آلاف مسومين ومردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ألف ملكا يوم بدر؛ وأربعة آلاف ملك الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين ابن علي (ع) فلم يؤذن لهم، فصعدوا في الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسين (ع)، فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين (ع) إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين (ع) إلى السماء مختلف الملائكة.
------------
كمال الدين ج 2 ص 671, سرور أهل الإيمان ص 71, منتخب الانوار ص 198, حلية الأبرار ج 5 ص 316, بحار الأنوار ج 52 ص 325
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) وابن عباس في قوله {مسومين}: كان – الملائكة - عليهم عمائم بيض أرسلوها بين أكنافهم.
وقال عروة: كانوا على خيل بلق.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 19 ص 324, البرهان ج 2 ص 659
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) أنه قال يوم بدر: هذا جبرئيل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 19 ص 325, الدر النظيم ص 153, عوالي اللئالي ج 1 ص 176
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أبو داود المازني وكان شهد بدراً : اتّبعت رجلا من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يديّ قبل أن يصل سيفي فعرفت أنّه قتله غيري .
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير أبي المسعود ج 4 ص 10
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وروى أبو أُمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال : لقد رأيت يوم بدر وأن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف .
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير أبي المسعود ج 4 ص 10, مجمع الزوائد ج 6 ص 84, المعجم الكبير ج 6 ص 74, تفسير البغوي ج 2 ص 235, الدر المنثور ج 3 ص 171, فتح القدير ج 2 ص 293, تاريخ الطبري ج 2 ص 154, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 87, سبل الهدى والرشد ج 4 ص 40, السيرة الحلبية ج 2 ص 421
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وقال ابن عباس: حدثني رجل عن بني غفار قال: أقبلت أنا وابن عم لي حتّى صعدنا في جبل ليشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الواقعة على مَنْ يكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب.
قال: فبينما نحن في الجبل إذ دنت منّا سحابة, فسمعنا فيها حمحمة الخيل. فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم, قال: فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات, أما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت.
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير الثعالبي ج 3 ص 118, تاريخ الطبري ج 2 ص 153, الأغاني ج 4 ص 393, إمتاع الأسماع ج 3 ص 322, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 462, عيون الأثر ج 1 ص 341, نهاية الأرب ج 17 ص 27
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: شعارنا يوم بدر: يا نصر الله اقترب اقترب!
--------------
الكافي ج 5 ص 47, الوافي ج 15 ص 117, وسائل الشيعة ج 15 ص 138, هداية الأمة ج 5 ص 534, بحار الأنوار ج 19 ص 163
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* أعداء رسول الله (ص) من المشركين والشيطان:
قال أبو عبد الله (ع) قال: لما خرجت قريش إلى بدر وأخرجوا بني عبد المطلب معهم, خرج طالب بن أبي طالب فنزل رجازهم وهم يرتجزون, ونزل طالب بن أبي طالب يرتجز ويقول:
يا رب إما يغزون بطالب ... في مقنب من هذه المقانب
في مقنب المغالب المحارب ... بجعله المسلوب غير السالب
وجعله المغلوب غير الغالب
فقال قريش: إن هذا ليغلبنا فردوه, وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله (ع) أنه كان أسلم.
------------
الكافي ج 8 ص 375, الوافي ج 26 ص 368, بحار الأنوار ج 19 ص 294
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فخرجوا – قريش - بخمسين وتسعمائة مقاتل, وساقوا مائة فرس, ولم يتركوا كارها للخروج يظنون أنه في قهر محمد وأصحابه, ولا مسلما يعلمون إسلامه ,ولا أحدا من بنى هاشم إلا من لا يتهمون إلا أشخصوه معهم, فكان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب, ونوفل بن الحارث, وطالب بن أبي طالب, وعقيل بن أبي طالب في آخرين, فهنالك يقول طالب بن أبي طالب:
اما يخرجن طالب ... بمقنب من هذه المقانب
في نفر مقاتل يحارب ... وليكن المسلوب غير السالب
والراجع المغلوب غير الغالب
----------
الدر المنثور ج 3 ص 165, دلائل النبوة ج 3 ص 105, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 21 دون الشعر
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور: تمثل يوم بدر في صورة سراقة بن جعشم المدلجي فقال لقريش: {لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم}...
------------
الأمالي للطوسي ص 176, البرهان ج 2 ص 703, بحار الأنوار ج 19 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 324
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وجاء إبليس إلى قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم: أنا جاركم ادفعوا إلي رايتكم، فدفعوها إليه وجاء بشياطينه يهول بهم على أصحاب رسول الله (ص) ويخيل إليهم ويفزعهم, وأقبلت قريش يقدمها إبليس معه الراية, فنظر إليه رسول الله (ص)، فقال: غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ, ولا تسلوا سيفا حتى آذن لكم, ثم رفع يده إلى السماء وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد, ثم أصابه الغشي فسري عنه, وهو يسلت العرق عن وجهه ويقول: هذا جبرئيل قد أتاكم في ألف {من الملائكة مردفين}, قال: فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله (ص) وقائل يقول: أقدم حيزوم أقدم حيزوم! وسمعنا قعقعة السلاح من الجو, ونظر إبليس إلى جبرئيل فتراجع ورمى باللواء, فأخذ منية بن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال: ويلك يا سراقة, تفت في أعضاد الناس, فركله إبليس ركلة في صدره وقال: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله, وهو قول الله {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب} ثم قال عز وجل {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}. قال: وحمل جبرئيل (ع) على إبليس فطلبه حتى غاص في البحر، وقال: رب أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين، روي في الخبر أن إبليس التفت إلى جبرئيل وهو في الهزيمة فقال: يا هذا, أبدا لكم فيما أعطيتمونا! فقيل لأبي عبد الله (ص) أترى كان يخاف أن يقتله؟ فقال: لا, ولكنه كان يضربه ضربا يشينه منها إلى يوم القيامة.
----------
تفسير القمي ج 1 ص 266, البرهان ج 2 ص 655, بحار الأنوار ج 19 ص 255, تنفسير نور الثقلين ج 2 ص 132, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 302
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الكلبي وأبو جعفر وأبو عبد الله (ع): كان إبليس في صف المشركين, أخذ بيد الحارث بن هشام ف {نكص على عقبيه} فقال له الحارث: يا سراق, أين اتخذ لنا على هذه الحالة؟ فقال له: {إني أرى ما لا ترون} فقال: والله ما نرى إلا جعاسيس يثرب, فدفع في صدر الحارث وانطلق وانهزم الناس, فلما قدموا مكة قالوا: هزم الناس سراقة, فبلغ ذلك سراقة فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم, فقالوا: إنك أتيتنا يوم كذا, فحلف لهم, فلما أسلموا علموا أن ذلك كان الشيطان.
--------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 188, تفسير مجمع البيان ج 4 ص 478, البرهان ج 2 ص 703, بحار الأنوار ج 19 ص 236, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 161, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 356
الدر النظيم ص 153
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس أنه لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة سراقة بن مالك, وكان سائق عسكرهم إلى قتال النبي (ص), فأمر الله تعالى جبرئيل فهبط إلى رسول الله (ص) ومعه ألف من الملائكة, فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين (ع), فكان إذا حمل علي (ع) حمل معه جبرئيل, فبصر به إبليس فولى هاربا وقال: إني أرى ما لا ترون.
قال ابن مسعود: والله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين (ع) فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس فهرب, فكان أول منهزم, وقال: {إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله} في قتاله {والله شديد العقاب} لمن حارب أمير المؤمنين (ع).
-----------
مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 235, الوافي ج 2 ص 309, بحار الأنوار ج 39 ص 99
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عروة بن الزبير قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي بينها وبين بنى بكر, فكاد ذلك أن يثنيهم, فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي, وكان من أشراف كنانة فقال: أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة بشئ تكرهونه, فخرجوا سراعا.
---------
تاريخ الطبري ج 2 ص 138, تفسير ابن كثير ج 2 ص 330, الأغاني ج 4 ص 378, البداية والنهاية ج 3 ص 317, إمتاع الأسماع ج 12 ص 145, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 445, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 386
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* المنافقون في بدر:
وقوله {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} إنها نزلت بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر رسول الله (ص) إلى المدينة وكتب عليهم القتال نسخ هذا، فجزع أصحابه من هذا، فأنزل الله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم} بمكة {كفوا أيديكم} لأنهم سألوا رسول الله (ص) بمكة أن يأذن لهم في محاربتهم، فأنزل الله: {كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} فلما كتب عليهم القتال بالمدينة {قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لو لا أخرتنا إلى أجل قريب}، فقال الله: {قل} يا محمد {متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا} الفتيل: القشر الذي في النواة. ثم قال: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} يعني الظلمات الثلاث التي ذكرها الله، وهي: المشيمة، والرحم، والبطن.
----------
تفسير القمي ج 1 ص 143, البرهان ج 2 ص 131
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس: ان عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي (ص) فقالوا: يا نبي الله, كنا في عز ونحن مشركون, فلما آمنا صرنا أذلة, فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم, فلما حوله إلى المدينة امره بالقتال, فكفوا, فانزل الله تبارك وتعالى {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس}
------------
المستدرك ج 2 ص 66, أسباب النزول ص 111, جامع البيان ج 5 ص 234, السنن الكبرى للبيهقي ج 9 ص 11, تفسير ابن أبي حاتم ج 3 ص 1005, السنن الكبرى للنسائي ج 6 ص 325, تفسير أبي حيان ج 3 ص 308, الدر المنثور ج 2 ص 184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأما قوله {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فإن هذه نزلت في حرب بدر... وكان سبب نزولها أنه كان في الغنيمة التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت, فقال رجل من أصحاب رسول الله (ص): ما لنا لا نرى القطيفة, ما أظن إلا أن رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك، وما كان لنبي أن يغل ... إلخ. فجاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: إن فلانا غل قطيفة فأخبأها هنالك، فأمر رسول الله (ص) بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة.
--------------
تفسير القمي ج 1 ص 126, تفسير الصافي ج 1 ص 396, بحار الأنوار ج 19 ص 268, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 406, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل قال فيه: ألم ينسبوه – رسول الله ص - يوم بدر الى انه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله على القطيفة, وبرأ نبيه (ص) من الخيانة, وانزل في كتابه: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}
--------------
الأمالي للصدوق ص 103, تفسير الصافي ج 1 ص 396, البرهان ج 1 ص 709, بحار الأنوار ج 67 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 405, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: كانت قطيفة فقدت يوم بدر، فقالوا: أخذها رسول الله (ص)، فأنزل الله عز
وجل {وما كان لنبي أن يغل}
---------
جامع البيان ج 4 ص 206, نحوه: سنن أبي داوود ج 2 ص 243, مسند أبي يعلي ج 5 ص 60, المعجم الكبير ج 11 ص 288, تفسير ابن كثير ج 1 ص 430, لباب القول ص 48, تفسير الثعلبي ج 3 ص 195, تفسير البغوي ج 1 ص 366
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زرارة عن أحدهما «2» عليه السلام قال: قلت الزبير شهد بدرا قال نعم ولكنه فر يوم الجمل فإن كان قاتل المؤمنين «3» فقد هلك بقتاله إياهم وإن كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره «4».
* رسالة أبي جهل إلى رسول الله (ص) لما هاجر إلى المدينة والجواب عنها
عن الإمام العسكري (ع), رسالة أبي جهل إلى رسول الله (ص) لما هاجر إلى المدينة والجواب عنها: يا محمد، إن الخيوط التي في رأسك هي التي ضيقت عليك مكة، ورمت بك إلى يثرب، وإنها لا تزال بك حتى تنفرك وتحثك على ما يفسدك ويتلفك، إلى أن تفسدها على أهلها، وتصليهم حر نار تعديك طورك، وما أرى ذلك إلا وسيؤول إلى أن تثور عليك قريش ثورة رجل واحد بقصد آثارك، ودفع ضررك وبلائك، فتلقاهم بسفهائك المغترين بك، ويساعدك على ذلك من هو كافر بك ومبغض لك، فيلجئه إلى مساعدتك ومضافرتك خوفه لأن يهلك بهلاكك، وتعطب عياله بعطبك، ويفتقر هو ومن يليه بفقرك، وبفقر شيعتك، أو يعتقدون أن أعداءك إذا قهروك ودخلوا ديارهم عنوة لم يفرقوا بين من والاك وعاداك، واصطلموهم باصطلامهم لك، وأتوا على عيالاتهم وأموالهم بالسبي والنهب، كما يأتون على أموالك وعيالك، وقد أعذر من أنذر, وبالغ من أوضح. أديت هذه الرسالة إلى محمد (ص) وهو بظاهر المدينة، بحضرة كافة أصحابه، وعامة الكفار من يهود بني إسرائيل، وهكذا أمر الرسول، ليجنبوا المؤمنين، ويغروا بالوثوب عليه سائر من هناك من الكافرين، فقال رسول الله (ص) للرسول: قد أطريت مقالتك، واستكملت رسالتك؟ قال: بلى. قال: فاسمع الجواب: إن أبا جهل بالمكاره والعطب يهددني، ورب العالمين بالنصر والظفر يعدني، وخبر الله أصدق، والقبول من الله أحق، لن يضر محمدا من خذله، أو يغضب عليه بعد أن ينصره الله، ويتفضل بجوده وكرمه عليه، قل له: يا أبا جهل، إنك راسلتني بما ألقاه في خلدك الشيطان، وأنا أجيبك بما ألقاه في خاطري الرحمن، إن الحرب بيننا وبينك كائنة إلى تسعة وعشرين يوما، وإن الله سيقتلك فيها بأضعف أصحابي، وستلقى أنت وعتبة وشيبة والوليد وفلان وفلان, وذكر عددا من قريش, في قليب بدر مقتلين، أقتل منكم سبعين، وآسر منكم سبعين، أحملهم على الفداء الثقيل. ثم نادى جماعة من بحضرته من المؤمنين واليهود والنصارى وسائر الأخلاط: ألا تحبون أن أريكم مصرع كل واحد من هؤلاء؟ هلموا إلى بدر، فإن هناك الملتقى والمحشر، وهناك البلاء الأكبر، لأضع قدمي على مواضع مصارعهم، ثم ستجدونها لا تزيد ولا تنقص، ولا تتغير ولا تتقدم، ولا تتأخر لحظة، ولا قليلا ولا كثيرا؛ فلم يخف ذلك على أحد منهم ولم يجبه إلا علي بن أبي طالب (ع) وحده، وقال: نعم، بسم الله؛ فقال الباقون: نحن نحتاج إلى مركوب وآلات ونفقات، فلا يمكننا الخروج إلى هناك وهو مسيرة أيام. فقال رسول الله (ص) لسائر اليهود: فأنتم، ماذا تقولون؟ قالوا: نحن نريد أن نستقر في بيوتنا، ولا حاجة لنا في مشاهدة ما أنت في ادعائه محيل. فقال رسول الله (ص): لا نصب عليكم في المسير إلى هناك، اخطوا خطوة واحدة فإن الله يطوي الأرض لكم، ويوصلكم في الخطوة الثانية إلى هناك؛ فقال المؤمنون: صدق رسول الله (ص) فلنتشرف بهذه الآية، وقال الكافرون والمنافقون: سوف نمتحن هذا الكذب لينقطع عذر محمد، وتصير دعواه حجة عليه، وفاضحة له في كذبه. قال: فخطا القوم خطوة، ثم الثانية، فإذا هم عند بئر بدر فعجبوا من ذلك، فجاء رسول الله (ص)، فقال: اجعلوا البئر العلامة، واذرعوا من عندها كذا ذراعا؛ فذرعوا، فلما انتهوا إلى آخرها، قال: هذا مصرع أبي جهل، يجرحه فلان الأنصاري، ويجهز عليه عبد الله بن مسعود أضعف أصحابي. ثم قال: اذرعوا من البئر من جانب آخر، ثم جانب آخر، كذا وكذا ذراعا، وذكر أعداد الأذرع مختلفة، فلما انتهى كل عدد إلى آخره قال محمد (ص): هذا مصرع عتبة، وذاك مصرع شيبة، وذاك مصرع الوليد، وسيقتل فلان وفلان, إلى أن سمى تمام سبعين منهم بأسمائهم, وسيؤسر فلان وفلان؛ إلى أن ذكر سبعين منهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وصفاتهم، ونسب المنسوبين إلى الآباء منهم، ونسب الموالي منهم إلى مواليهم. ثم قال رسول الله (ص): أوقفتم على ما أخبرتكم به قالوا: بلى؛ قال: وإن ذلك لحق كائن بعد ثمانية وعشرين يوما، في اليوم التاسع والعشرين، وعدا من الله مفعولا، وقضاء حتما لازما. ثم قال رسول الله (ص): يا معشر المسلمين واليهود، اكتبوا ما سمعتم؛ فقالوا: يا رسول الله، قد سمعنا ووعينا ولا ننسى. فقال رسول الله (ص): الكتابة أفضل وأذكر لكم؛ فقالوا: يا رسول الله، وأين الدواة والكتف؟ فقال رسول الله (ص) ذلك للملائكة، ثم قال: يا ملائكة ربي، اكتبوا ما سمعتم من هذه القصة في أكتاف، واجعلوا في كم كل واحد منهم كتفا من ذلك. ثم قال: معاشر المسلمين، فأملوا أكمامكم وما فيها، وأخرجوه وأقرءوه؛ فتأملوها فإذا في كم كل واحد منهم صحيفة، قرأها، وإذا فيها ذكر ما قال رسول الله (ص) في ذلك سواء، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتقدم ولا يتأخر. فقال: أعيدوها في أكمامكم تكن حجة عليكم، وشرفا للمؤمنين منكم، وحجة على أعدائكم؛ فكانت معهم، فلما كان يوم بدر جرت الأمور كلها ببدر، ووجدوها كما قال لا تزيد ولا تنقص، ولا تتقدم ولا تتأخر، قابلوا بها ما في كتبهم فوجدوها كما كتبته الملائكة فيها، لا تزيد ولا تنقص، ولا تتقدم ولا تتأخر، فقبل المسلمون ظاهرهم، ووكلوا باطنهم إلى خالقهم.
-------------
الإحتجاج ج 1 ص 38, تفسير الإمام العسكري (ع) ص 294, البرهان ج 1 ص 253, حلية الأبرار ج 1 ص 110, بحار الأنوار ج 17 ص 342
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* سبب معركة بدر:
{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} وكان سبب ذلك أن عيرا لقريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم، فأمر رسول الله (ص) أصحابه بالخروج ليأخذوها، فأخبرهم أن الله قد وعده إحدى الطائفتين: إما العير، وإما قريش إن ظفر بهم، فخرج في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا، فلما قارب بدرا كان أبو سفيان في العير، فلما بلغه أن رسول الله (ص) قد خرج يتعرض للعير خاف خوفا شديدا، ومضى إلى الشام، فلما وافى بهرة اكترى ضمضم الخزاعي بعشرة دنانير وأعطاه قلوصا، وقال له: امض إلى قريش وأخبرهم أن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم، فأدركوا العير، وأوصاه أن يخرج ناقته، ويقطع اذنها حتى يسيل الدم، ويشق ثوبه من قبل ودبر، فإذا دخل مكة ولى وجهه إلى دبر البعير، وصاح بأعلى صوته: يا آل غالب، يا آل غالب، اللطيمة اللطيمة، العير العير، أدركوا أدركوا، وما أراكم تدركون، فإن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم. فخرج ضمضم يبادر إلى مكة. ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثلاثة أيام كأن راكبا قد دخل مكة، وهو ينادي: يا آل غالب، يا آل غالب، اغدوا إلى مصارعكم، صبح ثالث. ثم وافى بجمله على أبي قبيس، فأخذ حجرا فدهدهه من الجبل، فما ترك دارا من دور قريش إلا أصابه منه فلذة، وكان وادي مكة قد سال من أسفله دما، فانتبهت ذعرة، فأخبرت العباس بذلك، فأخبر العباس عتبة بن ربيعة، فقال عتبة: هذه مصيبة تحدث في قريش. وفشت الرؤيا في قريش، وبلغ ذلك أبا جهل، فقال: ما رأت عاتكة هذه الرؤيا، وهذه نبيه ثانية في بني عبد المطلب، واللات والعزى لننتظرن ثلاثة أيام، فإن كان ما رأت حقا فهو كما رأت، وإن كان غير ذلك لنكتبن بيننا كتابا أنه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا ولا نساء من بني هاشم. فلما مضى يوم، قال أبو جهل: هذا يوم قد مضى. فلما كان اليوم الثاني، قال أبو جهل: هذان يومان قد مضيا، فلما كان اليوم الثالث، وافى ضمضم ينادي في الوادي: يا آل غالب، يا آل غالب، اللطيمة اللطيمة، العير العير، أدركوا، أدركوا، وما أراكم تدركون، فإن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم. فتصايح الناس بمكة وتهيأوا للخروج، وقام سهيل بن عمرو وصفوان بن امية وأبو البختري بن هشام ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، ونوفل بن خويلد، فقالوا: يا معاشر قريش، والله ما أصابكم مصيبة أعظم من هذه، أن يطمع محمد والصباة من أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم، فو الله ما قرشي ولا قرشية إلا ولها في هذا العير نش فصاعدا، وإن هو إلا الذل والصغار أن يطمع محمد في أموالكم، ويفرق بينكم وبين متجركم، فاخرجوا. وأخرج صفوان بن امية خمس مئة دينار وجهز بها، وأخرج سهيل بن عمرو خمس مئة, وما بقي أحد من عظماء قريش إلا أخرجوا مالا، وحملوا ووقروا، وأخرجوا على الصعبة والذلول، لا يملكون أنفسهم، كما قال الله تعالى: {خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس} وخرج معهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب، وأخرجوا معهم القيان، يشربون الخمر ويضربون بالدفوف. وخرج رسول الله (ص) في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا، فلما كان بقرب بدر على ليلة منها بعث عدي بن أبي الزغباء وبسبس بن عمرو يتجسسان خبر العير، فأتيا ماء بدر وأناخا راحلتيهما، واستعذبا من الماء، وسمعا جاريتين قد تشبثت إحداهما بالأخرى تطالبها بدرهم كان لها عليها، فقالت: عير قريش نزلت أمس في موضع كذا وكذا، وهي تنزل غدا ها هنا، وأنا أعمل لهم، وأقضيك. فرجعا إلى رسول الله (ص)، فأخبراه بما سمعا، فأقبل أبو سفيان بالعير، فلما شارف بدرا تقدم العير، وأقبل وحده حتى انتهى إلى ماء بدر، وكان بها رجل من جهينة، يقال له مجدي الجهني، فقال له: مجدي، هل لك علم بمحمد وأصحابه؟ قال: لا، قال: واللات والعزى، لئن كتمتنا أمر محمد لا تزال قريش لك معادية إلى آخر الدهر، فإنه ليس أحد من قريش إلا وله شيء في هذه العير نش فصاعدا، فلا تكتمني. فقال: والله ما لي علم بمحمد، وما بال محمد وأصحابه بالتجار، إلا أني رأيت في هذا اليوم راكبين أقبلا واستعذبا من الماء، وأناخا راحلتيهما في هذا المكان ورجعا، فلا أدري من هما. فجاء أبو سفيان إلى موضع مناخ إبلهما ففت أبعار الإبل بيده، فوجد فيها النوى، فقال: هذه علائف يثرب، هؤلاء والله عيون محمد. فرجع مسرعا، وأمر بالعير فأخذ بها نحو ساحل البحر، وتركوا الطريق ومروا مسرعين. ونزل جبرئيل على رسول الله (ص) فأخبره أن العير قد أفلتت، وأن قريشا قد أقبلت لتمنع عن عيرها، وأمره بالقتال، ووعده النصر، وكان نازلا بالصفراء، فأحب أن يبلوا الأنصار لأنهم إنما وعدوه أن ينصروه في الدار، فأخبرهم أن العير قد جازت، وأن قريشا قد أقبلت لتمنع عيرها، وأن الله قد أمرني بمحاربتهم. فجزع أصحاب رسول الله (ص) من ذلك، وخافوا خوفا شديدا، فقال رسول الله (ص): أشيروا علي,. فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، ولا ذلت منذ عزت، ولم تخرج على هيئة الحرب. فقال رسول الله (ص): اجلس,. فجلس، فقال: أشيروا علي,. فقام عمر، فقال مثل مقالة أبي بكر. فقال (ص): اجلس. فجلس. ثم قام المقداد (رحمه الله)، فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، وقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت حق من عند الله! والله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا أو شوك الهراس لخضنا معك، ولا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} ولكنا نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. فجزاه النبي (ص) خيرا، ثم جلس. ثم قال: أشيروا علي. فقام سعد بن معاذ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله. كأنك قد أردتنا؟ فقال: نعم, قال: فلعلك خرجت على أمر قد أمرت بغيره؟ قال: نعم, قال: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إنا قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله، فمرنا بما شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، واترك منها ما شئت، والذي أخذت منه أحب إلي من الذي تركت، والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك. فجزاه خيرا، ثم قال سعد: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، والله ما أخذت هذا الطريق قط، ومالي به علم، وقد خلفنا بالمدينة قوما ليس نحن بأشد جهادا لك منهم، ولو علموا أنها الحرب لما تخلفوا، ونحن نعد لك الرواحل ونلقى عدونا، فإنا نصبر عند اللقاء، أنجاد في الحرب، وإنا لنرجوا أن يقر الله عينك بنا، فإن يك ما تحبه فهو ذاك، وإن يك غير ذلك قعدت على راحلتك فلحقت بقومنا. فقال رسول الله (ص): أو يحدث الله غير ذلك، كأني بمصرع فلان ها هنا, وبمصرع فلان ها هنا، وبمصرع أبي جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومنبه ونبيه ابني الحجاج، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، ولن يخلف الله الميعاد. فنزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) بهذه الآية {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} إلى قوله: {ولو كره المجرمون}. فأمر رسول الله (ص) بالرحيل حتى نزل عشاء على ماء بدر، وهي العدوة الشامية، فأقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية، وبعثت عبيدها تستعذب من الماء، فأخذهم أصحاب رسول الله (ص) وحبسوهم، فقالوا لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن عبيد قريش. قالوا: فأين العير؟ قالوا: لا علم لنا بالعير. فأقبلوا يضربونهم، وكان رسول الله (ص) يصلي، فانفتل من صلاته، فقال: إن صدقوكم ضربتموهم، وإن كذبوكم تركتموهم! علي بهم. فأتوا بهم، فقال لهم: من أنتم؟ فقالوا: يا محمد، نحن عبيد قريش. قال: كم القوم؟ قالوا: لا علم لنا بعددهم. فقال: كم ينحرون في كل يوم جزورا؟ قالوا: تسعة أو عشرة. فقال: تسع مئة إلى ألف, قال: فمن فيهم من بني هاشم؟ فقالوا: العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب. فأمر رسول الله (ص) بهم فحبسوا، وبلغ قريشا ذلك، فخافوا خوفا شديدا. ولقي عتبة بن ربيعة أبا البختري بن هشام، فقال له: أما ترى هذا البغي؟ والله ما أبصر موضع قدمي، خرجنا لنمنع عيرنا وقد أفلتت فجئنا بغيا وعدوانا، والله ما أفلح قط قوم بغوا، ولوددت أن ما في العير من أموال بني عبد مناف ذهب كله، ولم نسر هذا المسير. فقال له أبو البختري: إنك سيد من سادات قريش فسر في الناس وتحمل العير التي أصابها محمد وأصحابه بنخلة ودم ابن الحضرمي، فإنه حليفك. فقال عتبة: أنت تشير علي بذلك، وما على أحد منا خلاف إلا ابن حنظلة- يعني أبا جهل- فسر إليه وأعلمه أني قد تحملت العير التي قد أصابها محمد بنخلة، ودم ابن الحضرمي. قال أبو البختري: فقصدت خباءه، فإذا هو قد أخرج درعا له، فقلت له: إن أبا الوليد بعثني إليك برسالة. فغضب ثم قال: أما وجد عتبة رسولا غيرك؟ فقلت له: أما والله لو غيره أرسلني ما جئت، ولكن أبا الوليد سيد العشيرة، فغضب غضبة أخرى، وقال: تقول: سيد العشيرة؟! فقلت: أنا أقول وقريش كلها تقول، أنه قد تحمل العير، وما أصابه محمد بنخلة، ودم ابن الحضرمي. فقال: إن عتبة أطول الناس لسانا، وأبلغهم في الكلام، ويتعصب لمحمد، فإنه من بني عبد مناف وابنه معه، ويريد أن يخذل الناس، لا، واللات والعزى حتى نقحم عليهم بيثرب، ونأخذهم أسارى فندخلهم مكة، وتتسامع العرب بذلك، ولا يكون بيننا وبين متجرنا أحد نكرهه. وبلغ أصحاب رسول الله (ص) كثرة قريش، ففزعوا فزعا شديدا، وبكوا واستغاثوا، فأنزل الله على رسوله (ص): {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}. فلما أمسى رسول الله (ص) وجنه الليل، ألقى الله على أصحابه النعاس حتى ناموا، وأنزل الله تبارك وتعالى عليهم الماء، وكان نزول رسول الله (ص) في موضع لا تثبت فيه القدم، فأنزل الله عليهم السماء ولبد الأرض حتى تثبت أقدامهم، وهو قول الله تعالى {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان} وذلك أن بعض أصحاب النبي (ص) احتلم {وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام} وكان المطر على قريش مثل العزالي، وعلى أصحاب رسول الله (ص) رذاذا بقدر ما لبد الأرض، وخافت قريش خوفا شديدا، فأقبلوا يتحارسون، يخافون البيات. فبعث رسول الله (ص) عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود، وقال: ادخلا في القوم، واتياني بأخبارهم. فكانا يجولان في عسكرهم، لا يرون إلا خائفا ذعرا، إذا صهل الفرس وثب على جحفلته، فسمعوا منبه بن الحجاج يقول:
لا يترك الجوع لنا مبيتا ... لا بد أن نموت أو نميتا
قال (ص): قد والله كانوا شباعى، ولكنهم من الخوف قالوا هذا، وألقى الله في قلوبهم الرعب، كما قال الله تعالى: {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب}.
-----------
تفسير القمي ج 1 ص 256, البرهان ج 2 ص 648, بحا الأنوار ج 19 ص 244, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 121, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي حمزة الثمالي: بعث رسول الله (ص) عينا له على العير اسمه عدي, فلما قدم على رسول الله (ص) فأخبره أين فارق العير نزل جبرئيل على رسول الله (ص) فأخبره بنفير المشركين من مكة, فاستشار أصحابه في طلب العير وحرب النفير, فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله, إنها قريش وخيلاؤها, ما آمنت منذ كفرت ولا ذلت منذ عزت, ولم نخرج على أهبة الحرب. وفي حديث أبي حمزة: قال أبو بكر: أنا عالم بهذا الطريق، فارق عدي العير بكذا وكذا، وساروا وسرنا فنحن والقوم على ماء بدر يوم كذا وكذا كأنا فرسا رهان، فقال (ص): اجلس فجلس. ثم قام عمر بن الخطاب فقال مثل ذلك، فقال (ص): اجلس فجلس.
------------
بحار الأنوار ج 19 ص 217, تفسير مجمع البيان ج 4 ص 432, تفسير أبي حمزة الثمالي ص 181
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وشاور النبي (ص) أصحابه في لقائهم أو الرجوع, فقال أبو بكر وعمر كلاما فأجلسهما, ثم قال المقداد وسعد بن معاذ كلاما فدعا لهما, وسر ونزل {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب}
-----------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 187, الدر النظيم ص 151
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
واستشار النبي (ص) أصحابه فقال: ما تقولون, إن القوم خرجوا من مكة على كل صعب وذلول. فالعير أحب إليكم أم النفير؟ قالوا: بل العير أحب إلينا من لقاء العدو, فتغير وجه رسول الله (ص) وقال: إن العير قد مضت على ساحل البحر وهذا أبو جهل قد أقبل, فقالوا: يا رسول الله, عليك بالعير ودع العدو.
-----------
تفسير الرازي ج 15 ص 126. نحوه: تفسير أبي السعود ج 4 ص 5, تخريج الأحاديث ج 2 ص 11, السيرة الحلبية ج 2 ص 385
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أنس أن رسول الله (ص) حيث بلغه اقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر فأعرض عنه, ثم تكلم عمر فأعرض.
------------
مسند أحمد ج 3 ص 220, صحيح مسلم ج 5 ص 170, كنز العمال ج 10 ص 423, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 82, البداية والنهاية ج 3 ص 321, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 394, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 80
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أنس أن رسول الله (ص) شاور الناس يوم بدر, فتكلم أبو بكر فأعرض عنه, ثم تكلم عمر فأعرض عنه, فقالت الأنصار: يا رسول الله, إيانا تريد, فقال المقداد ابن الأسود: يا رسول الله, والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها, ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد فعلنا, فشأنك يا رسول الله, فندب رسول الله (ص) أصحابه فانطلق حتى نزل بدرا.
--------------
مسند أحمد ج 3 ص 219, تاريخ مدينة دمشق ج 60 ص 159 بعضه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن مسعود قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه أحب إلى مما في الأرض من شئ, كان رجلا فارسا وكان رسول الله (ص) إذا غضب احمارت وجنتاه, فأتاه المقداد على تلك الحال فقال: أبشر يا رسول الله, فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون} ولكن والذي بعثك بالحق لنكونن من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك, أو يفتح الله لك.
--------------
تاريخ الطبري ج 2 ص 140, مسند أحمد ج 1 ص 457, المستدرك ج 3 ص 349, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 81, الأغاني ج 4 ص 380, تفسير ابن كثير ج 2 ص 41, الطبقات الكبرى ج 3 ص 162, قصص الأنبياء لابن كثير ج 2 ص 101, تاريخ مدينة دمشق ج 60 ص 160, البداية والنهاية ج 1 ص 324, دلائل النبوة ج 3 ص 45
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ثم قال رسول الله (ص): أشيروا على أيها الناس, وإنما يريد الأنصار, - إلى أن قال- قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل, قال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق, وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة, فامض يا رسول الله لما أردت, فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد, وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا, إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء, لعل الله يريك منا ما تقر به عينك, فسر بنا على بركة الله, فسر رسول الله (ص) بقول سعد ونشطه ذلك, ثم قال: سيروا على بركة الله وأبشروا, فان الله قد وعدني إحدى الطائفتين, والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم.
---------------
تاريخ الطبري ج 2 ص 140, جامع البيان ج 9 ص 246, البداية والنهاية ج 3 ص 320, تنفسير الثعلبي ج 4 ص 330, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 447, تفسير البيضاوي ج 3 ص 50, تفسير ابن كثير ج 2 ص 300, دلائل النبوة ج 3 ص 35, تفسير أبي السعود ج 4 ص 6, الأغاني ج 4 ص 380, الكامل في التاريخ ج 2 ص 120, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 392
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* معركة بدر:
ثم كانت غزوة بدر الكبرى, وذلك أن رسول الله (ص) سمع بأبي سفيان بن حرب في أربعين راكبا من قريش تجارا قافلين من الشام, فخرج رسول الله (ص) في ثلاثمائة راكب ونيف, وأكثر أصحابه مشاة معهم ثمانون بعيرا, وفرس يقال إنه للمقداد, يعتقب النفر على البعير الواحد, وكان بين رسول الله (ص) وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعير, وذلك في شهر رمضان, فلما خرج من المدينة وبلغ أبا سفيان الخبر, أخذ بالعير على الساحل إلى مكة يستصرخ بهم, فخرج منهم نحو من ألف رجل من سائر بطون قريش, ومعهم مئتا فرس يقودونها, وخرجوا معهم بالقيان يضربن بالدفوف ويتغنين بهجاء المسلمين, ورجع الأخنس بن شريق الثقفي ببني زهرة من الطريق وكان حليفا لهم, فبقي منهم نحو من تسعمائة وتسعين رجلا, وفيهم العباس وعقيل ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وخرجوا مكرهين... فلما بلغ النبي (ص) إلى بدر وهي بئر منسوبة إلى رجل من غفار يقال له: بدر, وقد علم رسول الله (ص) بفوات العير ومجيء قريش, شاور أصحابه في لقائهم أو الرجوع فقالوا: الأمر إليك, والق بنا القوم, فلقيهم على بدر لسبع عشرة من رمضان.
-------------
إعلام الورى ص 75, القصص للراوندي ص 340 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: انتدب رسول الله (ص) الناس ليلة بدر إلى الماء فانتدب عليا (ع) فخرج، وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة، فخرج بقربته، فلما كان على القليب لم يجد دلوا فنزل في الجب تلك الساعة، فملأ قربته ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام فلما جاء قال النبي (ص): ماحبسك يا أبا الحسن؟ قال: لقيت ريحا ثم ريحا ثم ريحا شديدة وأصابني قشعريرة. فقال (ص): أتدري ما كان ذلك يا علي؟ قال: لا. قال (ص): جبرائيل في ألف ملك من الملائكة وقد سلم عليك وسلموا، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك ثم سلموا، ثم مر إسرافيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا.
-------------
قرب الإسناد ص 111, مدينة المعاجز ج 1 ص 96, غاية المرام ج 6 ص 319, بحار الأنوار ج 39 ص 94
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت: يا بن عم رسول الله، إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه, فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة. (1) يا بن جبير، جئتني تسألني عن وصي رسول الله (ص) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى. (2)
-----------
(1) ليلة بدر وهي الليلة التي ذهب (ع) ليأتي بالماء في القربة
(2) الأمالي للصدوق ص 557, روضة الواعظين ج 1 ص 127, غاية المرام ج 1 ص 248, حلية لأبرار ج 2 ص 121, بحار الأنوار ج 40 ص 7
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن الحسين (ع) قال: لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي (ع) بالقربة يستقي وهو على القليب (البئر قبل أن يطوى), إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت فلبث ما بدا له، ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت, ثم جاءته أخرى كاد أن تشغله وهو على القليب, ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله (ص) أخبره بذلك، فقال رسول الله (ص): أما الريح الأولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة، وقد سلموا عليك وهم مدد لنا، وهم الذين رآهم إبليس ف{نكص على عقبيه} يمشي القهقرى حتى يقول: {إني أرى ما لا ترون وإني أخاف الله والله شديد العقاب}.
------------
تفسير العياشي ج 2 ص 65, تفسير الصافي ج 2 ص 308, البرهان ج 2 ص 703, بحار الأنوار ج 39 ص 103, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 162, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 356
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
لما كانت ليلة بدر قال رسول الله (ص): من يستسقيلنا من الماء؟ فأحجم الناس، فقام علي (ع) فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها فأوحى الله عز جل إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل: تأهبوا لنصر محمد وحزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه، فلما حاذوا البئر سلموا على علي (ع) من عند ربهم عن آخرهم تبجيلا.
-----------
تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 337, كنز العمال ج 10 ص 420, شرح النهج ج 9 ص 172, مناقب الخوارزمي ص 308, جواهر المطالب ج 1 ص 91, ينابيع المودة ج 1 ص 366 عن الفضائل لأحمد بن حنبل, ذخائر العقبى ص 68
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) قال: لقد حضرنا بدرا وما فينا فارس غير المقداد بن الأسود, ولقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا إلا من نام غير رسول الله (ص), فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي ويدعو حتى الصباح.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 73, كشف الغمة ج 1 ص 185, حلية الأبرار ج 1 ص 261, بحار الأنوار ج 19 ص 279
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: كان النبي (ص) ليلة بدر قائما يصلي ويبكي ويستعبر ويخشع ويخضع كاستطعام المسكين, ويقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني, ويخر ساجدا ويخشع في سجوده ويكثر التضرع, فأوحى الله إليه: قد أنجزنا وعدك, وأيدناك بابن عمك علي ومصارعهم على يديه, وكفيناك المستهزئين به, فعلينا فتوكل وعليه فاعتمد, فأنا خير من توكلت عليه وهو أفضل من اعتمد عليه.
------------
كنز الفوائد ج 1 ص 295, بحار الأنوار ج 19 ص 317
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما أصبح رسول الله (ص) عبأ أصحابه، وكان في عسكره (ص) فرسان: فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد، وكان في عسكره سبعون جملا يتعاقبون عليها، وكان رسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب (ع) ومرثد بن أبي مرثد الغنوي على جمل يتعاقبون عليه, والجمل لمرثد، وكان في عسكر قريش أربع مئة فرس، فعبأ رسول الله (ص) أصحابه بين يديه، وقال: غضوا أبصاركم، ولا تبدأوهم بالقتال، ولا يتكلمن أحد. فلما نظرت قريش إلى قلة أصحاب رسول الله (ص)، قال أبو جهل: ما هم إلا أكلة رأس، لو بعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذا باليد. فقال عتبة بن ربيعة: أترى لهم كمينا ومددا؟ فبعثوا عمير بن وهب الجمحي، وكان فارسا شجاعا، فجال بفرسه حتى طاف على عسكر رسول الله (ص)، ثم صعد الوادي وصوت، ثم رجع إلى قريش، فقال: ما لهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع، أما ترونهم خرسا لا يتكلمون، يتلمظون تلمظ الأفاعي، ما لهم ملجأ إلا سيوفهم، وما أراهم يولون حتى يقتلوا، ولا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم فارتأوا رأيكم. فقال أبو جهل: كذبت وجبنت، وانتفخ سحرك حين نظرت إلى سيوف يثرب. وفزع أصحاب رسول الله (ص) حين نظروا إلى كثرة قريش وقوتهم، فأنزل الله على رسوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله} وقد علم الله أنهم لا يجنحون ولا يجيبون إلى السلم، وإنما أراد سبحانه بذلك لتطيب قلوب أصحاب النبي (ص). فبعث رسول الله (ص) إلى قريش، فقال: يا معشر قريش، ما أحد من العرب أبغض إلي من أن أبدأكم، فخلوني والعرب، فإن أك صادقا فأنتم أعلى بي عينا، وإن أك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمري، فارجعوا. فقال عتبة: والله، ما أفلح قوم قط ردوا هذا. ثم ركب جملا له أحمر، فنظر إليه رسول الله (ص) يجول في العسكر وينهى عن القتال، فقال: إن يكن عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر، فإن يطيعوه يرجعوا ويرشدوا. فأقبل عتبة يقول: يا معشر قريش، اجتمعوا وسامعوا. ثم خطبهم، فقال: يمن مع رحب، ورحب مع يمن. يا معشر قريش، أطيعوني اليوم، واعصوني الدهر، وارجعوا إلى مكة واشربوا الخمور، وعانقوا الحور، فإن محمدا له إل وذمة، وهو ابن عمكم، فارجعوا ولا تردوا رأيي، وإنما تطالبون محمدا بالعير التي أخذوها بنخلة، ودم ابن الحضرمي وهو حليفي وعلي عقله. فلما سمع أبو جهل ذلك غاضه، وقال: إن عتبة أطول الناس لسانا، وأبلغهم كلاما، ولئن رجعت قريش بقوله ليكونن سيد قريش إلى آخر الدهر. ثم قال: يا عتبة، نظرت إلى سيوف بني عبد المطلب وجبنت وانتفخ سحرك، وتأمر الناس بالرجوع وقد رأينا ثأرنا بأعيننا. فنزل عتبة عن جمله، وحمل على أبي جهل، وكان على فرس، فأخذ بشعره، فقال الناس: يقتله. فعرقب فرسه، فقال: أمثلي يجبن، وستعلم قريش اليوم أينا ألأم وأجبن، وأينا المفسد لقومه، لا يمشي إلا أنا وأنت إلى الموت عيانا. ثم قال:
هذا جناي وخياره فيه ... وكل جان يده إلى فيه
ثم أخذ بشعره يجره، فاجتمع إليه الناس، وقالوا: يا أبا الوليد، الله الله لا تفت في أعضاد الناس، تنهى عن شيء وتكون أوله. فخلصوا أبا جهل من يده. فنظر عتبة إلى أخيه شيبة، ونظر إلى ابنه الوليد، فقال: قم يا بني. فقام ثم لبس درعه، وطلبوا له بيضة تسع رأسه، فلم يجدوها لعظم هامته، فاعتم بعمامتين، ثم أخذ سيفه وتقدم هو وأخوه وابنه، ونادى: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قريش. فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار: عوذ ومعوذ وعوف من بني عفراء، فقال عتبة: من أنتم، انتسبوا لنعرفكم؟ فقالوا: نحن بنو عفراء، أنصار الله، وأنصار رسوله. فقال: ارجعوا، فإنا لسنا إياكم نريد، إنما نريد الأكفاء من قريش. فبعث إليهم رسول الله (ص) أن ارجعوا. فرجعوا، وكره أن يكون أول الكرة بالأنصار، فرجعوا ووقفوا موقفهم. ثم نظر رسول الله (ص) إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان له سبعون سنة، فقال له: قم يا عبيدة. فقام بين يديه بالسيف، ثم نظر إلى حمزة بن عبد المطلب، فقال: قم يا عم, ثم نظر إلى أمير المؤمنين (ع)، فقال له: قم يا علي, وكان أصغرهم، فقاموا بين يدي رسول الله (ص) بسيوفهم وقال: فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها، تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره. ثم قال رسول الله (ص): يا عبيدة، عليك بعتبة, وقال لحمزة: عليك بشيبة, وقال لعلي (ع): عليك بالوليد بن عتبة,. فمروا حتى انتهوا إلى القوم، فقال عتبة: من أنتم؟ انتسبوا حتى نعرفكم. فقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال: كفؤ كريم، فمن هذان؟ فقال: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب. فقال: كفؤان كريمان، لعن الله من واقفنا وإياكم هذا الموقف. فقال شيبة لحمزة: من أنت؟ فقال: أنا حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله. فقال له شيبة: لقد لقيت أسد الحلفاء، فانظر كيف تكون صولتك، يا أسد الله. فحمل عبيدة على عتبة، فضربه على رأسه ضربة فلق بها هامته، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فقطعها وسقطا جميعا، فحمل حمزة على شيبة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما، وكل واحد يتقي بدرقته، وحمل أمير المؤمنين (ع) على الوليد بن عتبة فضربه على عاتقه، فخرج السيف من إبطه. قال علي (ع): فأخذ يمينه المقطوعة بيساره فضرب بها هامتي، فظننت أن السماء وقعت على الأرض. ثم اعتنق حمزة وشيبة، فقال المسلمون: يا علي، أما ترى الكلب قد أبهر عمك؟ فحمل عليه علي (ع)، ثم قال: يا عم طأطئ رأسك, وكان حمزة أطول من شيبة، فأدخل حمزة رأسه في صدره، فضربه أمير المؤمنين (ع) على رأسه فطن نصفه، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه. وحمل عبيدة بين حمزة وعلي حتى أتيا به رسول الله (ص) فنظر إليه رسول الله، فاستعبر، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ألست شهيدا؟ قال: بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي. فقال: أما لو كان عمك حي لعلم أني أولى بما قال منه، قال: وأي أعمامي تريد؟ قال: أبا طالب، حيث يقول:
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نطاعن دونه ونناضل
و نسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله (ص): أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة. فقال: يا رسول الله، أسخطت علي في هذه الحالة. فقال: ما سخطت عليك، ولكن ذكرت عمي (ع) فانقبضت لذلك. وقال أبو جهل لقريش: لا تعجلوا ولا تبطروا كما عجل وبطر أبناء ربيعة، عليكم بأهل يثرب، فاجزروهم جزرا، وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتى ندخلهم مكة، فنعرفهم ضلالتهم التي كانوا عليها. وكان فتية من قريش أسلموا بمكة، فاحتبسهم آباؤهم، فخرجوا مع قريش إلى بدر وهم على الشك والارتياب والنفاق، منهم قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه، والحارث بن ربيعة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن المنبه. فلما نظروا إلى قلة أصحاب رسول الله (ص)، قالوا: مساكين هؤلاء غرهم دينهم فيقتلون الساعة. فأنزل الله على رسوله: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم} وجاء إبليس لعنه الله في صورة سراقة بن مالك، فقال لهم: أنا جار لكم ادفعوا إلي رأيتكم. فدفعوها إليه، وجاء بشياطينه يهول بهم على أصحاب رسول الله (ص)، ويخيل إليهم ويفزعهم، وأقبلت قريش يقدمها إبليس، معه الراية، فنظر إليه رسول الله (ص)، فقال: غضوا أبصاركم، وغضوا على النواجذ، ولا تسلوا سيفا حتى آذن لكم. ثم رفع يده إلى السماء، فقال: يا رب، إن تهلك هذه العصابة لم تعبد، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد. ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه، ويقول: هذا جبرئيل قد أتاكم بألف من الملائكة مردفين. قال: فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله (ص)، وقائل يقول: أقدم حيزوم، أقدم حيزوم. وسمعنا قعقعة السلاح من الجو، ونظر إبليس إلى جبرئيل (ع) فتراجع ورمى باللواء، فأخذ منبه بن الحجاج بمجامع ثوبه، ثم قال: ويلك، يا سراقة، تفت في أعضاد الناس، فركله إبليس ركلة في صدره، ثم قال: إني أرى ما لا ترون، إني أخاف الله. وهو قول الله: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب}. ثم قال عز وجل: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق}. قال: وحمل جبرئيل (ع) على إبليس فطلبه حتى غاص في البحر، وقال: يا رب، أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين. روي في الخبر: أن إبليس التفت إلى جبرئيل (ع) وهو في الهزيمة، فقال: يا هذا، أبدا لكم فيما أعطيتمونا؟ فقيل لأبي عبد الله (ع): أترى كان يخاف أن يقتله؟ فقال: لا، ولكنه كان يضربه ضربة يشينه منها إلى يوم القيامة. وأنزل الله على رسوله (ص): {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} قال: أطراف الأصابع، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وخرج أبو جهل من بين الصفين، وقال: اللهم، إن محمدا أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة، فأنزل الله على رسوله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين}. ثم أخذ رسول الله (ص) كفا من حصى ورمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه, فبعث الله رياحا تضرب في وجوه قريش، فكانت الهزيمة. فقال رسول الله (ص): اللهم لا يفلتن فرعون هذه الأمة أبو جهل بن هشام، فقتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون، والتقى عمرو بن الجموح مع أبي جهل، فضرب عمرو أبا جهل على فخذيه، وضرب أبو جهل عمرا على يده، فأبانها من العضد، فتعلقت بجلدة فاتكأ عمرو على يده برجله، ثم نزا في السماء حتى انقطعت الجلدة، ورمى بيده.
-----------
تفسير القمي ج 1 ص 262, البرهان ج 2 ص 652, بحا الأنوار ج 19 ص 251, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 128, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 298
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الأحول، عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له شيئا مما أنكرته الناس، فقال : قل لهم: إن قريشا قالوا: نحن أولو القربى الذين هم لهم الغنيمة. فقل لهم: كان رسول الله (ص) لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، وعند المباهلة جاء بعلي والحسن والحسين وفاطمة ، أفيكون لنا المر، ولهم الحلو؟
------------
تفسير العياشي ج 1 ص 176, البرهان ج 1 ص 176, غاية المرام ج 3 ص 228, بحار الأنوار ج 93 ص 200
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي رافع مولى رسول الله (ص) قال: لما أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد, فنادى عتبة رسول الله (ص) فقال: يا محمد, أخرج إلينا أكفاءنا من قريش, فبدر إليهم ثلاثة من شبان الأنصار, فقال لهم عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا له, فقال لهم: لا حاجة بنا إلى مبارزتكم, إنما طلبنا بني عمنا. فقال رسول الله (ص) للأنصار: ارجعوا إلى مواقفكم, ثم قال: قم يا علي, قم يا حمزة, قم يا عبيدة, قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله, فقاموا فصفوا للقوم, وكان عليهم البيض, فلم يعرفوا فقال لهم عتبة: تكلموا, فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم, فقال حمزة (ع): أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله, فقال عتبة: كفو كريم, وقال أمير المؤمنين (ع): أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب, وقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال عتبة لابنه الوليد: قم يا وليد, فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) وكانا إذ ذاك أصغري الجماعة سنا, فاختلفا ضربتين, أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين (ع) واتقى بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين (ع) فأبانتها. - فروي أنه كان يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه: كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله/ ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته, فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس - ثم بارز عتبة حمزة (ع) فقتله حمزة, ومشى عبيدة وكان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين, فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعتها واستنقذه أمير المؤمنين (ع) وحمزة منه, وقتلا شيبة وحمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 73, كشف الغمة ج 1 ص 185, بحار الأنوار ج 19 ص 279
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وبارز الوليد أمير المؤمنين (ع) فلم يلبثه حتى قتله, وبارز عتبة حمزة (ع) فقتله حمزة, وبارز شيبة عبيدة فاختلفت بينهما ضربتان قطعت إحداهما, فخذ عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين (ع) بضربة بدر بها شيبة فقتله, وشركه في ذلك حمزة (ع) فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين وذل دخل عليهم ورهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين, وظهر بذلك أمارات نصر المسلمين. ثم بارز أمير المؤمنين (ع) العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه, فلم يلبثه أن قتله, وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله, وبرز بعده طعيمة بن عدي فقتله, وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش, ولم يزل (ع) يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم, وكانوا سبعين قتيلا تولى كافة من حضر بدرا من المؤمنين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين, قتل الشطر منهم وتولى أمير المؤمنين (ع) قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له وتوفيقه وتأييده ونصره, وكان الفتح له بذلك وعلى يديه وختم الأمر بمناولة النبي (ص) كفا من الحصى فرمى بها في وجوههم وقال: شاهت الوجوه, فلم يبق أحد منهم إلا ولى الدبر بذلك منهزما, {وكفى الله المؤمنين القتال} بأمير المؤمنين (ع) وشركائه في نصرة الدين من خاصة آل الرسول (ص), ومن أيدهم به من الملائكة الكرام عليهم التحية والسلام, كما قال الله عز وجل {وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}.
--------------
الإرشاد ج 1 ص 68, كشف الغمة ج 1 ص 183, بحار الأنوار ج 19 ص 275
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن قيس بن عبادة أنه قال: وفيهم نزلت هذه الآية {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر, علي (ع) وحمزة وعبيدة, وشيبة وعتبة والوليد.
------------
بمصادر الشيعة: سعد السعود ص 102, تفسير فرات ص 271, تأويل الآيات ص 330, البرهان ج 3 ص 862, غاية المرام ج 4 ص 276, بحار الأنوار ج 19 ص 313, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 67
بمصادر العامة: صحيح البخاري ج 5 ص 6, فضائل الصحابة للنسائي ص 17, عمدة القاري ج 17 ص 87, السنن الكبرى ج 5 ص 47, الرياض النضرة ج 3 ص 114
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: شعارنا يوم بدر: يا نصر الله اقترب اقترب!
--------------
الكافي ج 5 ص 47, الوافي ج 15 ص 117, وسائل الشيعة ج 15 ص 138, هداية الأمة ج 5 ص 534, بحار الأنوار ج 19 ص 163
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر, عن أبي جعفر (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم, وقد قتلت الوليد بن عتبة, وقتل حمزة عتبة, وشركته في قتل شيبة, إذ أقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان, فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلا.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 75, بحار الأنوار ج 19 ص 280, كشف الغمة ج 1 ص 186 نحوه, إعلام الورى ج 1 ص 170 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عروة بن الزبير: أن عليا (ع) أقبل يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح وقال له: والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 76, كشف الغمة ج 1 ص 187, بحار الأنوار ج 19 ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن معمر عن الزهري قال: لما عرف رسول الله (ص) حضور نوفل بن خويلد بدرا قال: اللهم اكفني نوفلا, فلما انكشفت قريش رآه علي بن أبي طالب (ع) وقد تحير لا يدري ما يصنع, فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في حجفته (يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيها خشب ولا عقب), فانتزعه منها ثم ضرب به ساقه وكانت درعه مشمرة فقطعها, ثم أجهز عليه فقتله, فلما عاد إلى النبي (ص) سمعه يقول: من له علم بنوفل؟ فقال (ع): أنا قتلته يا رسول الله, فكبر النبي (ص) وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه.
-------------
الإرشاد ج 1 ص 76, كشف الغمة ج 1 ص 187, إرشاد القلوب ج 2 ص 240, بحار الأنوار ج 19 ص 281
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
----------
من مصادر العامة: مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي ص 166, ينابيع المودة ج 2 ص 166, ذخائر العقبى ص 74, جواهر الطالب ج 1 ص 189
من مصادر الشيعة: عمدة العيون ص 382, الطرائف ج 1 ص 88, بناء المقالة الفاطمية ص 124, مدينة المعاجز ج 1 ص 110, بحار الأنوار ج 42 ص 64. عن أبي عبد الله (ع): روضة الواعظين ج 1 ص 128, غاية المرام ج 6 ص 322
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في إحتجاجه في الشورى الذي عملها عمر: نشدتكم بالله, هل فيكم أحد نودي باسمه من السماء يوم بدر:" لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي" غيري؟ قالوا: لا, - إلى أن قال - نشدتكم بالله, هل فيكم أحد أخذ رسول الله (ص) بيده يوم بدر, فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه وهو يقول: ألا إن هذا ابن عمي ووزيري, فوازروه وناصحوه وصدقوه فإنه وليكم غيري؟ قالوا: لا.
------------
الإحتجاج ج 1 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد, في إحتجاج طويل بين المأمون وبينه في فضل أمير المؤمنين علي (ع) على سائر الأمة, قال المأمون (1): ثم أي الافعال كانت أفضل بعد السبق إلى الاسلام؟ قلت: الجهاد في سبيل الله، قال: صدقت فهل تجد لاحد في الجهاد إلا دون ما تجد لعلي (ع)؟ قلت: في أي وقت يا أمير المؤمنين؟ قال: في أي الأوقات شئت قلت: في يوم بدر، قال: نعم لا أزيدك عليها، كم قتلى بدر يوم بدر؟ قلت: نيف وستون رجلا من الكفار قال: كم قتلى علي (ع) وحده منهم؟ قلت: نيف وعشرون رجلا وأربعون لساير الناس, قال: فأي الناس أفضل جهادا؟ قلت: إن أبا بكر كان مع رسول الله (ص) في عريشه، قال يصنع ماذا؟ قلت: يدبر الامر. قال: ويلك دون رسول الله أو شريكا مع رسول الله أو إفتقارا من رسول الله إلى أبي بكر؟ قلت: أعوذ بالله من أن يدبر أبو بكر دون رسول الله (ص)، أو يكون شريكا مع رسول الله (ص) أو يكون رسول الله (ص) فقيرا إليه، قال: فما الفضيلة في العريش إن كان الامر على ما وصفت؟ أليس من ضرب بسيفه أفضل ممن جلس؟ قلت: كل الجيش كان مجاهدا, قال: صدقت إلا أن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله (ص) وعن الجيش كان أفضل من الجيش، أما قرأت كتاب الله عز وجل {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة وكان الله غفورا رحيما}. (2)
---------
(1) عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 199, عن إسحاق بن حماد قال: كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيت عليهم السلام ويكلمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وتفضيله على جميع الصحابة تقربا إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع), وكان الرضا (ع) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: لا تغتروا بقوله، فما يقتلني والله غيره، ولكنه لا بد لي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله.
(2) بحار الأنوار ج 69 ص 141 عن كتاب البرهان, بإختلاف في اللفظ دون المعنى: عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 190, رياض الأبرار ج 2 ص 388, العوالم ج 22 ص 315
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأمدهم الله بخمسة آلاف من الملائكة, وكثر الله المسلمين في أعين الكفار, وقلل المشركين في أعين المؤمنين, كيلا يفشلوا
-------------
إعلام الورى ص 75, القصص للراوندي ص 340 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) وابن عباس في قوله {مسومين}: كان – الملائكة - عليهم عمائم بيض أرسلوها بين أكنافهم.
وقال عروة: كانوا على خيل بلق.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 19 ص 324, البرهان ج 2 ص 659
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) أنه قال يوم بدر: هذا جبرئيل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 19 ص 325, الدر النظيم ص 153, عوالي اللئالي ج 1 ص 176
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أبو داود المازني وكان شهد بدراً : اتّبعت رجلا من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يديّ قبل أن يصل سيفي فعرفت أنّه قتله غيري .
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير أبي المسعود ج 4 ص 10
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وروى أبو أُمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لقد رأيت يوم بدر وأن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير أبي المسعود ج 4 ص 10, مجمع الزوائد ج 6 ص 84, المعجم الكبير ج 6 ص 74, تفسير البغوي ج 2 ص 235, الدر المنثور ج 3 ص 171, فتح القدير ج 2 ص 293, تاريخ الطبري ج 2 ص 154, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 87, سبل الهدى والرشد ج 4 ص 40, السيرة الحلبية ج 2 ص 421
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وقال ابن عباس: حدثني رجل عن بني غفار قال: أقبلت أنا وابن عم لي حتّى صعدنا في جبل ليشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الواقعة على مَنْ يكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب.
قال: فبينما نحن في الجبل إذ دنت منّا سحابة, فسمعنا فيها حمحمة الخيل. فسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم, قال: فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات, أما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت.
------------
تفسير الثعلبي ج 4 ص 334, تفسير الثعالبي ج 3 ص 118, تاريخ الطبري ج 2 ص 153, الأغاني ج 4 ص 393, إمتاع الأسماع ج 3 ص 322, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 462, عيون الأثر ج 1 ص 341, نهاية الأرب ج 17 ص 27
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أمير المؤمنين الإمام علي (ع): كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله (ص), فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه.
-----------
من مصادر الشيعة: نهج البلاغة ص 520, مكارم الاخلاق ص 18, كشف الغمة ج 1 ص 9, بحار الأنوار ج 16 ص 232
من مصادر العامة: مسند أحمد ج 1 ص 156, مسنج ابن جعد ص 372, المصنف ج 7 ص 578, مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص 55, مسند أبي يعلي ج 1 ص 258, نظم درر السمطين ص 61, كنز العمال ج 12 ص 347, تفسير الثعلبي ج 2 ص 53, تاريخ مدينة دمشق ج 4 ص 13, أسد الغابة ج 1 ص 29
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (ص), وهو أقربنا إلى العدو, وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.
-----------
بمصادر الشيعة: مكارم الاخلاق ص 18, بحار الأنوار ج 16 ص 232
بمصادر العامة: مسند أحمد ج 1 ص 86, مجمع الزوائد ج 9 ص 12, المصنف ج 7 ص 578, نظم درر السمطين ص 62, كنز العمال ج 10 ص 397, تاريخ مدينة دمشق ج 4 ص 14, البداية والنهاية ج 3 ص 340, عيون الأثر ج 2 ص 422, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 425,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام علي (ع) قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال, ثم جئت مسرعا لأنظر إلى رسول الله (ص) ما فعل, فجئت فأجده وهو ساجد يقول: يا حي يا قيوم, لا يزيد عليها, فرجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك, ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك, فلم يزل يقول ذلك حتى فتح الله عليه.
-------------
البداية والنهاية ج 3 ص 336, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 418, المستدرك ج 1 ص 222, دلائل النبوة ج 3 ص 49, كفاية الطالب اللبيب ج 1 ص 200, مجمع الزوائد ج 10 ص 147, سبل الهجر والرشاد ج 4 ص 37, السنن الكبرى ج 6 ص 157, تفسير الثعالبي ج 2 ص 6, الطبقات الكبرى ج 2 ص 26, إمتاع الأسماع ج 12 ص 138
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال عبد الله بن مسعود: انتهيت إلى أبي جهل وهو يتشحط في دمه، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك، فرفع رأسه، فقال: إنما أخزى الله عبد ابن ام عبد، لمن الدائرة ويلك. قلت: لله ولرسوله، وإني قاتلك، ووضعت رجلي على عنقه. فقال: ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم، أما إنه ليس شيء أشد من قتلك إياي في هذا اليوم، ألا تولى قتلي رجل من المطيبين أو رجل من الأحلاف. فاقتلعت بيضة كانت على رأسه فقتلته، وأخذت رأسه وجئت به إلى رسول الله (ص)، وقلت: يا رسول الله، البشرى هذا رأس أبي جهل بن هشام، فسجد لله شكرا. وأسر أبو بشر الأنصاري العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وجاء بهما إلى رسول الله (ص)، فقال له: هل أعانك عليهما أحد؟ قال: نعم، رجل عليه ثياب بيض. فقال الرسول (ص): ذلك من الملائكة.
-----------
تفسير القمي ج 1 ص 268, البرهان ج 2 ص 656, بحا الأنوار ج 19 ص 257, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 134, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 304
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأخذ رسول الله (ص) كفا من تراب ورماه إليهم وقال: شاهت الوجوه, فلم يبق منهم أحد إلا اشتغل بفرك عينيه.
-------------
إعلام الورى ص 75, القصص للراوندي ص 340 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} قال: علي (ع) ناول رسول الله (ص) القبضة التي رمى بها.
----------
تفسير العياشي ج 2 ص 52, تفسير الصافي ج 2 ص 287, البرهان ج 2 ص 662, بحار الأنوار ج 19 ص 287, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 140, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 312
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مكحول, عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل يعدد فيها مناقبه: وأما الخامسة والثلاثون: فإن رسول الله (ص) وجهني يوم بدر فقال: ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد, فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك, فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين, وتلك الحصيات أربع: منها كن من الفردوس, وحصاة من المشرق, وحصاة من المغرب, وحصاة من تحت العرش, مع كل حصاة مائة ألف ملك مددا لنا, لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضيلة أحدا قبل ولا بعد.
------------
الخصال ج 2 ص 576, تفسير الصافي ج 2 ص 287, بحار الأنوار ج 31 ص 439, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 140, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 312
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس: أن النبي (ص) قال لعلي (ع): ناولني كفا من حصى, فناوله, فرمى به وجوه القوم, فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} الآية.
-----------
مجمع الزوائد ج 6 ص 84, المعجم الكبير ج 11 ص 227, الدر المنثور ج 3 ص 175, سبل الهدى والرشد ج 4 ص 48
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن السدي قال: قال رسول الله (ص) حين التقى الجمعان يوم بدر لعلي (ع): أعطني حصا من الأرض, فناوله حصى عليه تراب, فرمى به وجوه القوم، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شئ. ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم. فذكر رمية النبي (ص) فقال: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}.
------------
جامع البيان ج 9 ص 271, تخريج الأحاديث ج 2 ص 20, تفسير ابن كثير ج 2 ص 307, البداية والنهاية ج 2 ص 347, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 435
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* نهاية معركة بدر:
واستشهد مع رسول الله (ص) يوم بدر من المسلمين: عبيدة بن الحرث وعمير بن أبى وقاص - وكانت سنه ستة عشر أو سبعة عشر عاما - وعمير بن الحمام من بنى سلمة من الأنصار, وسعد بن خيثمة من بنى عمرو بن عوف من الأوس, وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي حليف ببنى زهرة, ومبشر بن عبد المنذر من بنى عمرو بن عوف, وعاقل بن البكير الليثي, ومهجع مولى عمر حليفا بنى عدى, وصفوان بن بيضاء الفهري, ويزيد بن الحرث من بنى الحرث بن الخزرج, ورافع ابن المعلى, وحارثة بن سراقة من بنى النجار, وعوف ومعوذ ابنا عفراء. أربعة عشر, ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار, ستة من الخزرج واثنان من الأوس.
----------
عيون الأثر ج 1 ص 371, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 75
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ولما أمر بهم رسول الله (ص) أن يلقوا في القليب أخذ عتبة بن ربيعة فسحب إلى القليب, فنظر رسول الله (ص) - فيما بلغني - في وجه أبى حذيفة بن عتبة فإذا هو كئيب قد تغير, فقال: يا أبو حذيفة, لعلك دخلك من شأن أبيك شئ؟ أو كما قال (ص), فقال: لا والله يا نبي الله, ما شككت في أبى ولا في مصرعه, ولكني كنت أعرف من أبى رأيا وحلما وفضلا, فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الاسلام, فلما رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له حرننى ذلك, قال: فدعا رسول الله (ص) له بخير, وقال له خيرا.
-----------
تاريخ الطبري ج 2 ص 156, أسد الغابة ج 5 ص 171, الأغاني ج 4 ص 396, الكامل في التاريخ ج 2 ص 129, تاريخ الإسلام ج 2 ص 63, البداية والنهاية ج 3 ص 359, السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 468, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 453, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 56
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ووقف رسول الله (ص) على القتلى ببدر, وقد جمعهم في قليب, فقال: يا أهل القليب, إنا {قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} فقال المنافقون: إن رسول الله يكلم الموتى, فنظر إليهم فقال: لو أذن لهم في الكلام لقالوا: نعم, وإن {خير الزاد التقوى}.
-------------
الفقيه ج 1 ص 180, الوافي ج 25 ص 581
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي عن النبي (ص) أنه وقف على قليب بدر, فقال للمشركين الذين قتلوا يومئذ وقد ألقوا في القليب: لقد كنتم جيران سوء لرسول الله (ص), أخرجتموه من منزله وطردتموه, ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه, فقد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقال له عمر: يا رسول الله, ما خطابك لهام قد صديت؟ فقال له: مه يا ابن الخطاب, فو الله ما أنت بأسمع منهم, وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلا أن أعرض بوجهي هكذا عنهم.
--------------
تصحيح الإعتقادات ص 92, نوادر الأخبار ص 321, بحار الأنوار ج 6 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال: وقف رسول الله (ص) على أهل القليب فقال: يا أهل القليب, هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا؟ قالوا: يا رسول الله, هل يسمعون
ما تقول؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم, ولكنهم اليوم لا يجيبون.
-----------
مجمع الزوائد ج 6 ص 91, المعجم الكبير ج 10 ص 160
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: وقف رسول الله (ص) على قتلى بدر، فقال: جزاكم الله من عصابة شرا, لقد كذبتموني صادقا، وخونتم أمينا، ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال: إن هذا أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحد الله، وهذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى.
---------------
بمصادر الشيعة: الأمالي للطوسي ص 310, حلية الأبرار ج 1 ص 127, بحار الأنوار ج 19 ص 273
بمصادر العامة: مجمع الزوائد ج 6 ص 91, المعجم الكبير ج 11 ص 302, كنز العمال ج 10 ص 376, تاريخ بغداد ج 1 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ثم قال رسول الله (ص) للعباس: افد نفسك وابن أخيك. فقال: يا رسول الله، قد كنت أسلمت، ولكن القوم استكرهوني. فقال رسول الله (ص): الله أعلم بإسلامك، إن يكن ما تذكر حقا فإن الله يجزيك عليه، وأما ظاهر أمرك فقد كنت علينا. ثم قال (ص): يا عباس، إنكم خاصمتم الله فخصمكم. ثم قال: أفد نفسك وابن أخيك. وقد كان العباس أخذ معه أربعين أوقية من ذهب، فغنمها رسول الله (ص)، فلما قال رسول الله (ص) للعباس: افد نفسك. قال: يا رسول الله، احسبها من فدائي. فقال رسول الله (ص): لا، ذاك شيء أعطانا الله منك، فافد نفسك وابن أخيك, فقال العباس: فليس لي مال غير الذي ذهب مني. فقال: بلى، المال الذي خلفته عند أم الفضل بمكة، فقلت لها: إن حدث علي حدث فاقسموه بينكم. فقال له: ما تتركني إلا وأنا أسأل الناس بكفي. فأنزل الله على رسوله: {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم}، ثم قال: {وإن يريدوا خيانتك} في علي {فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم}. ثم قال رسول الله (ص) لعقيل: قد قتل الله, يا أبا يزيد, أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومنبه ونبيه ابني الحجاج ونوفل بن خويلد، وأسر سهيل بن عمرو والنضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط وفلان وفلان. فقال عقيل: إذن لا تنازع في تهامة، فإن كنت قد أثخنت القوم وإلا فاركب أكتافهم. فتبسم رسول الله (ص) من قوله.
-----------
تفسير القمي ج 1 ص 268, البرهان ج 2 ص 657, بحا الأنوار ج 19 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 134, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 305
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن معاوية بن عمار: عن أبي عبد الله (ع) في هذه الآية {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم} قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل. وقال: إن رسول الله (ص) نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري، فأسروا، فأرسل عليا (ع)، فقال: انظر من هاهنا من بني هاشم؟ قال: فمر علي (ع) على عقيل بن أبي طالب فحاد عنه، فقال له عقيل: يا ابن أم، علي، (أي ارحم علي أو أقبل علي) أما والله لقد رأيت مكاني. قال: فرجع إلى رسول الله (ص)، وقال: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان، وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان، فقام رسول الله (ص) حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا أبا يزيد، قتل أبو جهل، فقال: إذا لاتنازعون في تهامة، فقال: إن كنتم أثخنتم القوم، وإلا فاركبوا أكتافهم. قال: فجيء بالعباس، فقيل له: افد نفسك، وافد ابن أخيك، فقال: يا محمد، تتركني أسأل قريشا في كفي، فقال: أعط مما خلفت عند أم الفضل، وقلت لها: إن أصابني في وجهي هذا شيء فأنفقيه على ولدك ونفسك، فقال له: يا ابن أخي من أخبرك بهذا؟ فقال (ص): أتاني به جبرئيل (ع) من عند الله عز ذكره، فقال: ومحلوفه ما علم بهذا أحد إلا أنا وهي، أشهد أنك رسول الله. قال: فرجع الأسرى كلهم مشركين إلا العباس وعقيل ونوفل, وفيهم نزلت هذه الآية {قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا} إلى آخر الآية.
------------
الكافي ج 8 ص 202, تفسير العياشي ج 2 ص 68, الوافي ج 26 ص 433, تفسير الصافي ج 2 ص 314, البرهان ج 2 ص 711, بحار الأنوار ج 19 ص 301, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 167, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الله بن عباس قال: وقال النبي (ص) لأصحابه: إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لنا بقتلهم، فمن لقى منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله, ومن لقى أبا البختري فلا يقتله، ومن لقى العباس بن عبد المطلب عم رسول الله فلا يقتله، فإنه إنما خرج مستكرها.
----------
شرح النهج ج 14 ص 182, الرياض النضرة ج 2 ص 353, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 58, البداية والنهاية ج 3 ص 348, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 426
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وكان القتلى ببدر سبعين والأسرى سبعين، قتل منهم أمير المؤمنين (ع) سبعة وعشرين، ولم يأسر أحدا، فجمعوا الأسارى وقرنوهم في الجبال، وساقوهم على أقدامهم، وجمعوا الغنائم، وقتل من أصحاب رسول الله (ص) تسعة رجال، فيهم سعد بن خيثمة، وكان من النقباء. فرحل رسول الله (ص)، ونزل الأثيل عند غروب الشمس، وهو من بدر على ستة أميال، فنظر رسول الله (ص) إلى عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث بن كلدة، وهما في قران واحد، فقال النضر لعقبة: يا عقبة، أنا وأنت مقتولان. قال عقبة: من بين قريش! قال: نعم، لأن محمدا قد نظر إلينا نظرة رأيت فيها القتل. فقال رسول الله (ص): يا علي، علي بالنضر وعقبة, وكان النضر رجلا جميلا عليه شعر، فجاء علي (ع) فأخذ بعشره فجره إلى رسول الله (ص). فقال النضر: يا محمد، أسألك بالرحم الذي بيني وبينك إلا أجريتني كرجل من قريش إن قتلتهم قتلتني، وإن فاديتهم فاديتني، وإن أطلقتهم أطلقتني. فقال رسول الله (ص): لا رحم بيني وبينك، قطع الله الرحم بالإسلام، قدمه يا علي فاضرب عنقه. فقدمه وضرب عنقه. فقال عقبة: يا محمد، ألم تقل: لا تصبر قريش! أي لا يقتلون صبرا. قال: أفأنت من قريش! إنما أنت علج من أهل صفورية، لأنت من الميلاد أكبر من أبيك الذي تدعى له، ليس منها، قدمه يا علي فاضرب عنقه, فقدمه وضرب عنقه. فلما قتل رسول الله (ص) النضر وعقبة خافت الأنصار أن يقتل الأسارى كلهم، فقاموا إلى رسول الله (ص) فقالوا: يا رسول الله، قد قتلنا سبعين، وأسرنا سبعين، وهم قومك وأساراك، هبهم لنا يا رسول الله، وخذ منهم الفداء وأطلقهم. فأنزل الله عليه: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} فأطلق لهم أن يأخذوا الفداء ويطلقوهم، وشرط أن يقتل منهم في عام قابل بعدد من يأخذون منهم الفداء، فرضوا منه بذلك، فلما كان يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله (ص) سبعون رجال، فقال من بقي من أصحابه: يا رسول الله، ما هذا الذي أصابنا، وقد كنت تعدنا بالنصر؟ فأنزل الله عز وجل فيهم: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها} ببدر قتلتم سبعين، وأسرتم سبعين {قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} بما اشترطتم.
-----------
تفسير القمي ج 1 ص 268, البرهان ج 2 ص 657, بحا الأنوار ج 19 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 134, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 305
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأما قوله {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فإن هذه نزلت في حرب بدر... وكان سبب نزولها أنه كان في الغنيمة التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت, فقال رجل من أصحاب رسول الله (ص): ما لنا لا نرى القطيفة, ما أظن إلا أن رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك، وما كان لنبي أن يغل ... إلخ. فجاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: إن فلانا غل قطيفة فأخبأها هنالك، فأمر رسول الله (ص) بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة.
--------------
تفسير القمي ج 1 ص 126, تفسير الصافي ج 1 ص 396, بحار الأنوار ج 19 ص 268, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 406, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل قال فيه: ألم ينسبوه – رسول الله ص - يوم بدر الى انه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله على القطيفة, وبرأ نبيه (ص) من الخيانة, وانزل في كتابه: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}
--------------
الأمالي للصدوق ص 103, تفسير الصافي ج 1 ص 396, البرهان ج 1 ص 709, بحار الأنوار ج 67 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 405, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: كانت قطيفة فقدت يوم بدر، فقالوا: أخذها رسول الله (ص)، فأنزل الله عز
وجل {وما كان لنبي أن يغل}
---------
جامع البيان ج 4 ص 206, نحوه: سنن أبي داوود ج 2 ص 243, مسند أبي يعلي ج 5 ص 60, المعجم الكبير ج 11 ص 288, تفسير ابن كثير ج 1 ص 430, لباب القول ص 48, تفسير الثعلبي ج 3 ص 195, تفسير البغوي ج 1 ص 366
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الصادق والباقر (ع) نزلت في علي (ع) {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}
---------
مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 119, بحار الأنوار ج 19 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن مسعدة بن صدقة, عن جعفر, عن أبيه (ع) أنه قال: أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب قال: فقال جعفر بن أبي طالب (ع): فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال, فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال: الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عيني به, ألا أبشركم؟ فقلت: بلى أيها الملك, فقال: إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك, وأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (ص) وأهلك عدوه, وأسر فلان وفلان وفلان, التقوا بواد يقال له: بدر, كثير الأراك, لكأني أنظر إليه (من كلام العين) حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة, فقال له جعفر: أيها الملك الصالح, ما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان؟ فقال: يا جعفر, إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى (ع) أن من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة, فلما أحدث الله تعالى لي نعمة بنبيه محمد (ص) أحدثت لله هذا التواضع, قال: فلما بلغ النبي (ص) ذلك قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة, فتصدقوا يرحمكم الله, وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله, وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله.
-------------
الكافي ج 2 ص 121, الأمالي للمفيد ص 238, الأمالي للطوسي ص 14, الوافي ج 4 ص 467, بحار الأنوار ج 18 ص 417, مستدرك الوسائل ج 11 ص 301
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن بسطام الزيات, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب (ع) من الحبشة قال لرسول الله (ص): أحدثك يا رسول الله, دخلت على النجاشي يوما من الأيام وهو في غير مجلس الملك, وفي غير رياشه وفي غير زيه, قال: فحييته بتحية الملك وقلت له: يا أيها الملك ما لي أراك في غير مجلس الملك, وفي غير رياشه وفي غير زيه؟ فقال: إنا نجد في الإنجيل من أنعم الله عليه بنعمة فليشكر الله, ونجد في الإنجيل أن ليس من الشكر لله شيء يعدله مثل التواضع, وأنه ورد علي في ليلتي هذه أن ابن عمك محمدا (ص) قد أظفره الله بمشركي أهل بدر, فأحببت أن أشكر الله بما ترى.
------------
الزهد ص 57, مشكاة الأنوار ص 225, بحار الأنوار ج 18 ص 421, مستدرك الوسائل ج 11 ص 301
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب. قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال: إني أبشركم بما يسركم إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي، فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه (ص) وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان وفلان. التقوا بواد يقال له: بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه (من كلام العين) كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضمرة إبله، فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاط؟ قال: إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى: إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم أحدثت له هذا التواضع.
----------
البداية والنهاية ج 3 ص 374, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 476, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 113, دلائل النبوة ج 3 ص 133, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 68
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر (ع) في قوله {ولقد كنتم تمنون الموت} الآية, إن المؤمنين لما أخبرهم الله عز وجل بمنازل شهدائهم يوم بدر من الجنة رغبوا في ذلك وقالوا: اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه, فأراهم الله إياه يوم أحد, فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم.
-------------
تفسير القمي ج 1 ص 119, تفسير الصافي ج 1 ص 386, البرهان ج 1 ص 697, بحار الأنوار ج 19 ص 307, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 396, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية