* وفاة أبو طالب (ع)
قال الحلبي: قول الحافظ عماد الدين بن كثير: المشهور أنه - أبو طالب ع - مات قبل خديجة, أي بثلاثة أيام.
-----------
السيرة الحلبية ج 2 ص 40
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
لما رأت قريش يعلو أمره (ص), قالوا: لا نرى محمدا يزداد إلا كبرا وتكبرا, وإن هو إلا ساحر أو مجنون, وتوعدوه وتعاقدوا لئن مات أبو طالب ليجمعن قبائل قريش كلها على قتله, وبلغ ذلك أبا طالب (ع), فجمع بني هاشم وأحلافهم من قريش, فوصاهم برسول الله (ص), وقال: إن ابن أخي كما يقول, أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا إن محمدا (ص) نبي صادق وأمين ناطق, وإن شأنه أعظم شأن, ومكان من ربه أعلى مكان, فأجيبوا دعوته واجتمعوا على نصرته وراموا عدوه من وراء حوزته, فإنه الشرف الباقي لكم الدهر, وأنشأ يقول:
أوصى بنصر النبي الخير مشهده ... عليا ابني وعم الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشي صولته ... وجعفرا أن تذودوا دونه البأسا
وهاشما كلها أوصى بنصرته ... أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فداء لكم نفسي وما ولدت ... من دون أحمد عند الروع أتراسا
بكل أبيض مصقول عوارضه ... تخاله في سواد الليل مقباسا
---------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 61, الدر النظيم ص 217, بحار الأنوار ج 35 ص 89
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن سيرين قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله (ص) فقال له: بن أخ إذا أنا مت فأت أخوالك من بني النجار, فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم.
---------
الطيقات الكبرى ج 3 ص 542, تاريخ مدينة دمشق ج 66 ص 324, سير أعلام النبلاء ج 10 ص 665, تاريخ الإسلام للذهبي ج 1 ص 233
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ولما قيل لرسول الله (ص) إن أبا طالب قد مات, عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه, ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات ثم قال: يا عم ربيت صغيرا, وكفلت يتيما, ونصرت كبيرا، فجزاك الله عني خيرا، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيرا.
-----------
تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 35
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الإمام علي (ع) قال: أخبرت رسول الله (ص) بموت أبي طالب (ع) فبكى ثم قال: اذهب فاغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه. قال ففعلت. قال: وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته.
---------
المنتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 9, عمدي القاري ج 8 ص 55, نصب الراية ج 2 ص 333, الدر المنثور ج 3 ص 283, فتح القدير ج 2 ص 411, تفسير الآلوسي ج 11 ص 33, الطيقات الكبرى ج 1 ص 123
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أنه لما مات أبو طالب (ع) أتى أمير المؤمنين علي (ع) النبي (ص) فآذنه بموته, فتوجع توجعا عظيما وحزن حزنا شديدا, ثم قال لأمير المؤمنين (ع): امض يا علي فتول أمره وتول غسله وتحنيطه وتكفينه, فإذا رفعته على سريره فأعلمني, ففعل ذلك أمير المؤمنين (ع) فلما رفعه على السرير اعترضه النبي (ص) فرق وتحزن وقال: وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم, فلقد ربيت وكفلت صغيرا ونصرت وآزرت كبيرا, ثم أقبل على الناس وقال: أما والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين.
--------------
الحجة على الذاهب ص 264, بحار الأنوار ج 35 ص 125, إعلام الدين ص 144 بأختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: لما مات أبو طالب (ع), وقف رسول الله (ص) على قبره فقال: جزاك الله من عم خيرا، فقد ربيتني يتيما، ونصرتني كبيرا.
----------
الدر النظيم ص 221
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن مروان, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أبا طالب (ع) أظهر الشرك وأسر الإيمان, فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله (ص) اخرج منها فليس لك بها ناصر, فهاجر إلى المدينة.
---------------
كمال الدين ج 1 ص 174, البرهان ج 3 ص 277, بحار الأنوار ج 35 ص 81, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 219, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 459, مستدرك الوسائل ج 12 ص 271
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* وفاة السيدة خديجة (ع)
عن علي بن الحسين (ع) في حديث طويل قال: كانت خديجة (ع) ماتت قبل الهجرة بسنة.
---------
الكافي ج 8 ص 340, تفسير العياشي ج 1 ص 257, مختصر البصائر ص 345, الوافي ج 3 ص 729, الجواهر السنية ص 434, البرهان ج 3 ص 566, حلية الأبرار ج 1 ص 160, بحار الأنوار ج 19 ص 117, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 517, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 476
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي معشر: توفيت خديجة (ع) قبيل الهجرة بسنة.
---------
المستدرك ج 3 ص 182
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
توفيت خديجة بعد أبي طالب (ع) بثلاثة أيام, فسمى رسول الله (ص) ذلك العام: عام الحزن.
-----------
القصص للراوندي ص 317, أعلام الورى ص 10, كشف الغمة ج 1 ص 16, الدر النظيم ص 111, بحار الأنوار ج 19 ص 25
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان – الى ان قال - ودخل عليها رسول الله (ص) وهي تجود بنفسها فقال: بالكره مني ما أرى، ولعل الله أن يجعل في الكره خيرا كثيرا، إذا لقيت ضراتك
في الجنة يا خديجة فاقرئيهن السلام. قالت: ومن هن يا رسول الله؟ قال: إن الله زوجنيك في الجنة, وزوجني مريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم, وكلثوم أخت موسى. فقالت: بالرفاء والبنين.
-----------
تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 35. نحوه: الفقيه ج 1 ص 139, الوافي ج 25 ص 570, بحار الأنوار ج 19 ص 24, نفسير نو رالثقلين ج 5 ص 376, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 344
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن خديجة (ع) لما توفيت, جعلت فاطمة (ع) تلوذ برسول الله (ص) وتدور حوله وتسأله: يا رسول الله أين أمي؟ فجعل النبي (ص) لا يجيبها, فجعلت تدور على من تسأله ورسول الله (ص) لا يدري ما يقول, فنزل جبرئيل (ع) فقال: إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: إن أمك في بيت من قصب, كعابه من ذهب, وعمده من ياقوت أحمر, بين آسية امرأة فرعون, ومريم بنت عمران, فقالت فاطمة (ع): إن الله هو السلام, ومنه السلام, وإليه السلام.
---------------
الخرائج ج 2 ص 529, الأمالي للطوسي ص 175, بحار الانوار ج 43 ص 27, العوالم ج 11 ص 190, الجواهر السنية ص 519 بأختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
دفنت - السيدة خديجة ع - بالحجون ونزل (ص) في حفرتها.
-----------
السيرة الحلبية ج 2 ص 40
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) قال: اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان, لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا، يعني مصيبة خديجة وأبي طالب (ع).
-----------
تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 35
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن الحسين (ع) في حديث طويل قال: فلما فقدهما – أبو طالب وخديجة - رسول الله (ص) سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد, وأشفق على نفسه من كفار قريش, فشكا إلى جبرئيل (ع) ذلك فأوحى الله عز وجل إليه: اخرج من {القرية الظالم أهلها} وهاجر إلى المدينة, فليس لك اليوم بمكة ناصر, وانصب للمشركين حربا, فعند ذلك توجه رسول الله (ص) إلى المدينة.
---------
الكافي ج 8 ص 340, تفسير العياشي ج 1 ص 257, مختصر البصائر ص 345, الوافي ج 3 ص 729, الجواهر السنية ص 434, البرهان ج 3 ص 566, حلية الأبرار ج 1 ص 160, بحار الأنوار ج 19 ص 117, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 517, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 476
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* الهجوم على رسول الله (ص) بعد وفاة أبي طالب (ع):
عن أبي عبد الله (ع) قال: لما توفي أبو طالب (ع) نزل جبرئيل على رسول الله (ص) فقال: يا محمد, اخرج من مكة فليس لك فيها ناصر, وثارت قريش بالنبي (ص) فخرج هاربا حتى جاء إلى جبل بمكة يقال له: الحجون, فصار إليه.
---------
الكافي ج 1 ص 449, الوافي ج 3 ص 700, تفسير الصافي ج 4 ص 96, البرهان ج 4 ص 276, حلية الأبرار ج 1 ص 155, بحار الأنوار ج 19 ص 14
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) قال: ما زالت قريش كاعة (1) عني حتى مات أبو طالب (ع). (2)
-------
(1) الكاعة جمع كاع، وهو الجبان
(2) من كتب الشيعة: إعلام الورى ص 10, القصص للراوندي ص 317, كشف الغمة ج 1 ص 16, حلية الأبرار ج 1 ص 105, بحار الأنوار ج 22 ص 530
من كتب السنة: المستدرك ج 2 ص 622, تاريخ مدينة دمشق ج 66 ص 339, أسد الغابة ج 1 ص 19, تاريخ الإسلام للذهبي ج 1 ص 233, البداية والنهاية ج 3 ص 160, دلائل النبوة ج 2 ص 350, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 147, لسان العرب ج 8 ص 312, تاج العروس ج 11 ص 425
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فلما مات أبو طالب (ع) نالت قريش من رسول الله (ص) بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى، فقال (ص): لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم! وصلتك رحم، فجزيت خيرا يا عم.
----------
الأمالي للطوسي ص 463, كشف الفمة ج 1 ص 402, البرهان ج 2 ص 672, حلية الأبرار ج 1 ص 140, بحار الأنوار ج 19 ص 58
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
اجتمعت على رسول الله (ص) مصيبتان فلزم بيته وأقل الخروج, ونالت منه قريش ما لم تكن تنال ولا تطمع به.
-----------
المنتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 11, سبل الهدى والرشاد ج 2 ص 435, الطبقات الكبرى ج 1 ص 211
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
فعظمت المصيبة على رسول الله (ص) بهلاكهما, وذلك أن قريشا وصلوا من أذاه بعد موت أبى طالب (ع) إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته منه حتى نثر بعضهم على رأسه التراب.
-----------
تاريخ الطبري ج 2 ص 80, الكامل في التاريخ ج 2 ص 91
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
علي بن إبراهيم: فال: لما مات أبو طالب (ع) فنادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمدا (ص) فقد مات الذي كان ناصره, فقال الله: {فليدع ناديه سندع الزبانية} قال: كما دعا إلى قتل محمد رسول الله (ص) نحن أيضا ندعو الزبانية.
------------
تفسير القمي ج 2 ص 431, تفسير الصافي ج 5 ص 350, بحار الأنوار ج 9 ص 252, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 611, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 350
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
واجترأت قريش على رسول الله (ص) بعد موت أبي طالب (ع) وطمعت فيه, وهموا به مرة بعد أخرى.
-----------
تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روى الزهري في قوله تعالى {ولقد مكناهم} الآيات, قال: لما توفي أبو طالب (ع) لم يجد النبي (ص) ناصرا, ونثروا على رأسه التراب, قال: ما نال مني قريش شيئا حتى مات أبو طالب, وكان يستتر من الرمي بالحجر الذي عند باب البيت مِن يسار مَن يدخل وهو ذراع وشبر في ذراع.
------------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 67, بحار الأنوار ج 19 ص 17
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
* هجرة رسول الله (ص) إلى الطائف:
كان رسول الله (ص) يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف قوم لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤووه ويمنعوه، ويقول : لا أكره أحدا منكم على شئ، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذاك، ومن كره لم أكرهه، إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي، وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله، فلم يقبله أحد منهم، ولم يأت أحدا من تلك القبائل إلا قال: قوم الرجل أعلم به, أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه.
---------
إعلام الورى ج 1 ص 133, بحار الأنوار ج 19 ص 5,
تاريخ الإسلام للذهبي ج 1 ص 282, البداية والنهاية ج 3 ص 171, دلائل النبوة ج 2 ص 414, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 158, تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وأما هجرته (ص) إلى الطائف فكان معه علي (ع) وزيد بن حارثة في رواية أبي الحسن المدائني, ولم يكن معهم أبو بكر.
----------
شرح نهج البلاغة ج 4 ص 127, بحار الأنوار ج 38 ص 293
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
لما توفي أبو طالب (ع) واشتد على النبي (ص) البلاء والأذى، عمد إلى ثقيف بالطائف، رجاء أن يؤوه سادتها: عبد ياليل، ومسعود، وحبيب، بنو عمرو بن عمير الثقفي، فلم يقبلوه، وتبعه سفهاؤهم بالأحجار، وأدموا رجليه، فخلص منهم، واستظل في ظل حبلة منه، وقال: اللهم إني أشكوا إليك من ضعف قوتي، وقلة حيلتي وناصري، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين. فأنفذ عتبة وشيبة، إبنا ربيعة إليه بطبق عنب، على يد غلام يدعى عداسا وكان نصرانيا، فلما مد يده وقال: بسم الله، فقال: إن أهل هذا البلد لا يقولونها، فقال النبي (ص): من أين أنت؟ قال: من بلد نينوى، فقال (ص): من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى، قال: ومن أين تعرفه؟ قال: أنا رسول الله والله أخبرني خبر يونس. فخر عداس ساجدا لله، وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء. فقال عتبة لأخيه: قد أفسد عليك غلامك: ولما انصرف عند سيده قال: إنه والله نبي صادق، فقالوا: إنه رجل خداع، لا يفتنك عن نصرانيتك.
-----------
مناقب آشوب ج 1 ص 68, حلية الأبرار ج 1 ص 131, بحار الأنوار ج 19 ص 17
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
فعمد (ص) لثقيف بالطائف، فوجد ثلاثة نفر إخوة هم يومئذ سادة ثقيف وهم: عبد ياليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو ، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء، فقال أحدهم: ألا يسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك؟ وقال الآخر: أعجز على الله أن يرسل غيرك؟ وقال الآخر: والله لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. وتهزأوا به وأفشوا في قومهم ما قالوه له، وقعدوا له صفين. فلما مر رسول الله (ص) رجموه بالحجارة حتى أدموا رجله، فقال رسول الله (ص): ما كنت أرفع قدما ولا أضعها إلا على حجر. ووافاه بالطائف عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومعهما غلام لهما نصراني ويقال له: عداس، فوجها به إلى رسول الله (ص)، فلما سمع كلامه أسلم. ورجع رسول الله (ص) إلى مكة.
-----------
تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
الزهري في قوله تعالى {فإن تولوا فقل حسبي الله} الآية, لما توفي أبو طالب (ع) واشتد عليه البلاء عمد إلى ثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه سادتها, فلم يقبلوه وتبعه سفهاؤهم بالأحجار ودموا رجليه فخلص منهم واستظل في ظل حبلة منه, وقال: اللهم إني أشكو إليك من ضعف قوتي وقلة حيلتي وناصري وهواني على الناس, يا أرحم الراحمين.
-----------
مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 68, بحار الأنوار ج 19 ص 17
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
ثم رجع – رسول الله ص - إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادي مجنة, تهجد بالقرآن في جوف الليل, فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله (ص) استمعوا له, فلما سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض: {أنصتوا} يعني اسكتوا {فلما قضي} أي فرغ رسول الله (ص) من القراءة {ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به} إلى قوله {أولئك في ضلال مبين} فجاءوا إلى رسول الله (ص) فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله (ص) شرائع الإسلام، فأنزل الله على نبيه {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} السورة كلها, فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله (ص) منهم, وكانوا يعودون إلى رسول الله (ص) في كل وقت, فأمر رسول الله (ص) أمير المؤمنين (ع) أن يعلمهم ويفقههم, فمنهم مؤمنون ومنهم كافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس, وهم ولد الجان.
---------------
تفسير القمي ج 2 ص 300, تفسير الصافي ج 5 ص 17, البرهان ج 5 ص 48, بحار الأنوار ج 18 ص 89, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 19, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 202
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
ثم إن رسول الله (ص) انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خير ثقيف، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلى، فمر به النفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى, وهم - فيما ذكر لي - سبعة نفر من جن أهل نصيبين، فاستمعوا له, فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا، فقص الله خبرهم عليه (ص)، قال الله عز وجل: {وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن} إلى قوله تعالى {ويجركم من عذاب أليم}.
---------
السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 287, تاريخ الطبري ج 2 ص 81, إمتاع الأسماع ج 8 ص 307, سبل الهدر والرشاد ج 2 ص 443
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال علي بن إبراهيم بن هاشم: ولما رجع رسول الله (ص) من الطائف وأشرف على مكة وهو معتمر, كره أن يدخل مكة وليس له فيها مجير, فنظر إلى رجل من قريش قد كان أسلم سرا, فقال له: ائت الأخنس بن شريق فقل له: إن محمدا يسألك أن تجيره حتى يطوف ويسعى فإنه معتمر, فأتاه وأدى إليه ما قال رسول الله (ص) فقال الأخنس: إني لست من قريش وإنما أنا حليف فيهم, والحليف لا يجير على الصميم, وأخاف أن يخفروا جواري فيكون ذلك مسبة, فرجع إلى رسول الله (ص) فأخبره وكان رسول الله (ص) في شعب حراء مختفيا مع زيد, فقال له: ائت سهيل بن عمرو فاسأله أن يجيرني حتى أطوف بالبيت وأسعى, فأتاه وأدى إليه قوله فقال له: لا أفعل, فقال له رسول الله (ص): اذهب إلى مطعم بن عدي فاسأله أن يجيرني حتى أطوف وأسعى, فجاء إليه وأخبره فقال: أين محمد؟ فكره أن يخبره بموضعه فقال: هو قريب, فقال: ائته فقل له إني قد أجرتك, فتعال وطف واسع ما شئت, فأقبل رسول الله (ص) وقال مطعم لولده وأختانه (جمع الختن: زوج الابنة): وأخيه طعيمة بن عدي: خذوا سلاحكم فإني قد أجرت محمدا وكونوا حول الكعبة حتى يطوف ويسعى, وكانوا عشرة فأخذوا السلاح وأقبل رسول الله (ص) حتى دخل المسجد, ورآه أبو جهل فقال: يا معشر قريش, هذا محمد وحده وقد مات ناصره فشأنكم به, فقال له طعيمة بن عدي: يا عم, لا تتكلم, فإن أبا وهب قد أجار محمدا, فوقف أبو جهل على مطعم بن عدي فقال: أبا وهب أ مجير أم صابئ (صبأ فلان: إذا خرج من دين إلى دين آخر) قال: بل مجير, قال: إذا لا نخفر جوارك, فلما فرغ رسول الله (ص) من طوافه وسعيه جاء إلى مطعم فقال: أبا وهب, قد أجرت وأحسنت فرد علي جواري, قال: وما عليك أن تقيم في جواري؟ قال: أكره أن أقيم في جوار مشرك أكثر من يوم, قال مطعم :يا معشر قريش, إن محمدا قد خرج من جواري.
-------------
إعلام الورى ج 1 ص 135, بحار الأنوار ج 19 ص 7
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية