عن فاطمة بنت أسد (ع), أنه لما ظهرت أمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده: من يكفل محمدا؟ قالوا: هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه، فقال عبد المطلب: يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك؟ فنظر في وجوههم، ثم زحف إلى عند أبي طالب، فقال له عبد المطلب: يا أبا طالب، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك، فكن له كما كنت له، قالت: فلما توفي أخذه أبو طالب، وكنت أخدمه، وكان يدعوني الأم، قالت: وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أول إدراك الرطب، وكان أربعون صبيا من أتراب محمد (ص) يدخلون علينا كل يوم في البستان ويلتقطون ما يسقط فما رأيت قط محمدا أخذ رطبة من يد صبي سبق إليها، والآخرون يختلس بعضهم من بعض، وكنت كل يوم ألتقط لمحمد (ص) حفنة فما فوقها، وكذلك جاريتي، فاتفق يوما أن نسيت أن ألتقط له شيئا ونسيت جاريتي، وكان محمد (ص) نائما ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمت فوضعت الكم على وجهي حياء من محمد إذا انتبه، قالت: فانتبه محمد، ودخل البستان، فلم ير رطبة على الارض فانصرف، فقالت له الجارية: إنا نسينا أن نلتقط شيئا والصبيان دخلوا وأكلوا جميع ما كان قد سقط، قالت: فانصرف محمد (ص) إلى البستان وأشار إلى نخلة، وقال: أيتها الشجرة أنا جائع، قالت: فرأيت الشجرة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها محمد (ص) ما أراد، ثم ارتفعت إلى موضعها، قالت فاطمة: فتعجبت! وكان أبو طالب قد خرج من الدار، وكل يوم إذا رجع وقرع الباب كنت أقول للجارية حتى تفتح الباب، فقرع أبو طالب، فعدوت حافية إليه وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت، فقال: هو إنما يكون نبيا، وأنت تلدين وزيره بعد ثلاثين، فولدت عليا (ع) كما قال.
---------------
الخرائج والجرائح ج1 ص138, عنه البحار ج17 ص363/ ج35 ص83.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن آمنة بنت أبي سعيد السهمي قالت: امتنع أبو طالب من اتيان اللات والعزى بعد رجوعه من الشام في المرة الاولى, حتى وقع بينه وبين قريش كلام كثير, فقال لهم أبو طالب: إنه لا يمكنني أن أفارق هذا الغلام ولا مخالفته, وإنه يأبى أن يصير إليهما, ولا يقدر أن يسمع بذكرهما, ويكره أن آتيهما أنا, قالوا: فلا تدعه وأدبه حتى يفعل ويعتاد عبادتهما, فقال أبو طالب: هيهات! ما أظنكم تجدونه ولا ترونه يفعل أبدا! قالوا: ولم ذاك؟ قال: لأني سمعت بالشام جميع الرهبان يقولون: هلاك الاصنام على يد هذا الغلام, قالوا: فهل رأيت يا أبا طالب منه شيئا غير هذا الذي تحكيه عن الرهبان, فإنه غير كائن أبدا أو نهلك جميعا, قال: نعم, نزلنا تحت شجرة يابسة فاخضرت وأثمرت فلما ارتحلنا وسرنا نثرت على رأسه جميع ثمرها ونطقت, فما رأيت شجرة قط تنطق قبلها, وهي تقول: يا أطيب الناس فرعا, وأزكاهم عودا امسح بيديك المباركتين علي لأبقى خضرا إلى يوم القيامة, قال: فمسح يده عليها, فازدادت الضعف نورا وخضرة, فلما رجعنا للانصراف ومررنا عليها ونزلنا تحتها فإذا لكل طير على ظهر الارض له فيها عش وفرخ ولها بعدد كل صنف من الطير أغصان كأعظم الاشجار على ظهور الارضين, قال: فما بقى طير إلا استقبله يمد جناحه على رأسه, قال: فسمعت صوتا من فوقها وهي تقول: ببركتك يا سيد النبيين والمرسلين قد صارت هذه الشجرة لنا مأوى, فهذا ما رأيت, فضحكت قريش في وجهه وهم يقولون: أترى يطمع أبو طالب أن يكون ابن أخيه ملك هذا الزمان.
---------------
العدد القوية ص131, عنه البحار ج15 ص357.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر (ع) محمد بن علي الرضا (ع) وقلت له: يابن رسول الله لم سمي النبي الأمي؟ قال: ما يقول الناس؟ قال: قلت له: جعلت فداك يزعمون أنما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب (1), فقال كذبوا عليهم لعنة الله! أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن! والله لقد كان رسول الله (ص) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه {لتنذر أم القرى ومن حولها}. (2)
---------------
(1) وفي البحار: لم يحسن أن يكتب
(2) بصائر الدرجات ص245, علل الشرائع ج1 ص124, معاني الأخبار ص53, عنهما البحار ج16 ص132, الإختصاص ص263, الفصول المهمة ج1 ص412, التفسير الصافي ج2 ص242, تفسير الثقلين ج2 ص78.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الصباح الكناني, عن أبي جعفر (ع) قال: حدثني أبي عمن ذكره قال: خرج علينا رسول الله (ص) وفي يده اليمنى كتاب وفي يده اليسرى كتاب, فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد, قال: ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرأ كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.
----------------
بصائر الدرجات ص211, عنه البحار ج17 ص146, تفسير الثقلين ج4 ص559.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ما لمن زار رسول الله (ص)؟ قال: كمن زار الله عز وجل فوق عرشه, (1) قال قلت: فما لمن زار أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (ص). (2)
----------------
(1) الى هنا في التهذيب والمزار الكبير ووسائل الشيعة
(2) الكافي ج 4 ص 585, الوافي ج 14 ص 1329, بحار الأنوار ج 97 ص 119, العوالم ج 23 ص 607, التهذيب ج 6 ص 4, المزار الكبير ص 34, وسائل الشيعة ج 14 ص 335
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي (ص) إذ هبط عليه الأمين جبرئيل (ع) ومعه جام من البلور الاحمر مملوءة مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) وولداه الحسن والحسين (ع)، فقال له: السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي بها عليا وولديه, قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله (ص) هلل ثلاثا، وكبر ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب طلق: بسم الله الرحمن الرحيم {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} فاشتمها النبي (ص) وحيى بها عليا (ع)، فلما صارت في كف علي (ع) قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فاشتمها علي (ع) وحيى بها الحسن (ع)، فلما صارت في كف الحسن قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون} فاشتمها الحسن (ع) وحيى بها الحسين (ع)، فلما صارت في كف الحسين (ع) قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}، ثم ردت إلى النبي (ص) فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم {الله نور السماوات والأرض}.
---------------
الأمالي للطوسي ص355, عنه البحار ج37 ص100, مناقب آشوب ج3 ص162, عنه البحار ج43 ص290, مدينة المعاجز ج1 ص152/ ج3 ص314, تفسير الثقلين ج3 ص367
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن علي بن معمر, عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: {هذا نذير من النذر الاولى} قال: يعني به محمدا (ص) حيث دعاهم بالاقرار بالله في الذر الأول.
---------------
البحار ج5 ص250, عن بصائر الدرجات ص104, عنه أيضا البحار ج15 ص3, تفسير القمي ج2 ص340, عنه البحار ج5 ص234, مختصر بصائر الدرجات ص165, التفسير الصافي ج5 ص98, تفسير نور الثقلين ج5 ص173.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سالم بن أبي حفصة العجلي، عن أبي جعفر (ع) قال: كان في رسول الله (ص) ثلاثة لم تكن في أحد غيره: لم يكن له فيئ, وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه, وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له.
---------------
الكافي ج1 ص442, عنه البحار ج16 ص368, حلية الأبرار ج1 ص355, الخرائج والجرائح ج1 ص46 نحوه, مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي ج1 ص55 نحوه, مكارم الأخلاق ص34, تفسير الثقلين ج4 ص316.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أمير المؤمنين (ع) في خطبته القاصعة: ولقد كنت معه (ص) لما أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب، فقال (ص): وما تسألون؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك، فقال (ص): إن الله على كل شيء قدير، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا نعم، قال فإني سأريكم ما تطلبون، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير، وإن فيكم من يطرح في القليب، ومن يحزب الاحزاب، ثم قال (ص): يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله، فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (ص) مرفرفة! وألقت بغصنها الاعلى على رسول الله (ص)، وببعض أغصانها على منكبي، وكنت عن يمينه (ص) فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا: فمرها فليأتك نصفها ويبقي نصفها, فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا، فكادت تلتف برسول الله (ص) فقالوا كفرا وعتوا: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره (ص) فرجع، فقلت أنا: لا إله إلا الله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك، فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر خفيف فيه، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنوني.
---------------
نهج البلاغة ج2 ص158, عنه البحار ج17 ص389/ ج38 ص320, إعلام الورى ج1 ص74, الطرائف ص415, نهج الإيمان ج1 ص112, مناقب آشوب ج1 ص112, الهداية الكبرى ص56 نحوه, ينابيع المودة ج1 ص208.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عن قول الله عز وجل: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال: أما الشجرة فرسول الله (ص) وفرعها علي (ع) وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله (ص) وثمرها أولادها (ع) وورقها شيعتنا, ثم قال (ع): إن المؤمن من شيعتنا ليموت فيسقط من الشجرة ورقة, وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة.
---------------
معاني الأخبار ص400، عنه البحار ج16 ص363/ ج24 ص138/ ج65 ص26، بصائر الدرجات ص79، تفسير القمي ج1 ص369، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص242، اللمعة البيضاء ص24 نحوه، تفسير نور الثقلين ج2 ص536 عن المعاني، تفسير مجمع البيان ج6 ص74.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن ناقة لبعض أصحاب رسول الله (ص) ضلت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبيا يعلم أمر الناقة، فبلغ ذلك النبي (ص) فقال: الغيب لا يعلمه إلا الله، إنطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.
---------------
البحار ج17 ص230, عن قرب الإسناد ص323, الخارئج والجرائح ج1 ص108, عنه البحار ج18 ص119.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أنس بن مالك قال: أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله (ص) فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة! قالوا: وما رأيت البارحة؟! قال: رأيت رسول الله (ص) ببابه فخرج ليلا فأخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) وخرجا إلى البقيع فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكة فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين فإذا بالقبر قد انشق وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله, فقال له: من وليك يا أبة؟ فقال: وما الولي يا بني؟ فقال: هو هذا علي, فقال: وأن عليا وليي, قال: فارجع إلى روضتك, ثم عدل إلى قبر أمه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه فإذا بالقبر قد انشق وإذا هي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله ورسوله, فقال لها: من وليك يا أماه؟ فقالت: وما الولاية يا بني؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب, فقالت: وأن عليا وليي, فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك, فكذبوه ولببوه وقالوا: يا رسول الله كذب عليك اليوم! فقال: وما كان من ذلك؟ قالوا إن جندب حكى عنك كيت وكيت! فقال النبي (ص): ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, قال عبد السلام بن محمد: فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الاعلى فقال: أما علمت أن النبي (ص) قال: أتاني جبرئيل (ع) فقال: إن الله عز وجل حرم النار على ظهر أنزلك، وبطن حملك، وثدي أرضعك، وحجر كفلك.
----------------
معاني الأخبار ص178, علل الشرائع ج1 ص176, عنهما البحار ج15 ص108, الدرجات الرفيعة ص236.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي سعيد الخدري, أن عمار بن ياسر قال لرسول الله (ص): وددت أنك عمرت فينا عمر نوح, فقال رسول الله (ص): يا عمار حياتي خير لكم ووفاتي ليس بشر لكم، أما في حياتي فتحدثون وأستغفر لكم وأما بعد وفاتي فاتقوا الله واحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي وإنكم تعرضون علي بأسمائكم وقبائلكم فإن يكن خيرا حمدت الله وان يكن سوى ذلك استغفرت الله لذنوبكم, فقال المنافقون والشكاك وفي قلوبهم مرض يزعم أن الاعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم إن هذا لهو الأفك فأنزل الله عز وجل: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقيل له ومن المؤمنون؟ قال: عامة وخاصة, أما الذي قال الله عز وجل والمؤمنون منهم فهم آل محمد الأئمة, قال: {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} من طاعة الله ومعصيته.
---------------
سعد السعود ص98, عنه البحار ج17 ص144/ ج23 ص353, مستدرك الوسائل ج12 ص163.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: كان جبرئيل إذا أتى النبي صلى الله عليه و آله قعد بين يديه قعدة العبد و كان لا يدخل حتى يستأذنه.
---------------
بحار الانوار ج18 ص248، علل الشرائع ج1 ص7، كمال الدين ج1 ص85
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
روي أن أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق جعفر بن محمد (ع), فلما رفع الصادق (ع) يده من أكله قال: الحمد لله رب العالمين, اللهم هذا منك ومن رسولك, فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله اجعلت مع الله شريكا؟ فقال (ع) له: ويلك إن الله تبارك يقول في كتابه {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}, ويقول عز وجل في موضع آخر: {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله}, فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت, فقال أبو عبد الله (ع): بلى قد قرأتهما وسمعتهما, ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك {أم على قلوب أقفالها}, وقال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
----------------
كنز الفوائد ج 2 ص 36, وسائل الشيعة ج 24 ص 351, بحار الانوار ج 10 ص 216, رياض الأبرار ج 2 ص 207, العوالم ج 20 ص 506
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن حفص بن غياث النخعي القاضي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه يقول: جاء إبليس إلى موسى بن عمران (ع) وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه؟! فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة، وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: يا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري, ولم يبت مصرا على الخطيئة, وعرف حق أوليائي وأحبائي, فقال موسى: رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟ فقال عز وجل: هم كذلك يا موسى, إلا أنني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء, ومن من أجله خلقت الجنة والنار, فقال موسى: ومن هو, يا رب؟ قال: محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لاني أنا المحمود, فقال موسى: يا رب اجعلني من أمته, قال: أنت يا موسى من أمته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته, إن مثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت, كمثل الفردوس في الجنان, لا ييبس ورقها ولا يتغير طعمها, فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل حلما, وعند الظلمة نورا, أجيبه قبل أن يدعوني, وأعطيه قبل أن يسألني.
---------------
أمالي الصدوق ص764، عنه البحار ج13 ص338, تفسير القمي ج1 ص242، عنه البحار ج26 ص267، معاني الأخبار ص55، عنه البحار ج16 ص360, الجواهر السنية ص59.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله الصادق (ع) عن علة الصلاة فإن فيها مشغلة للناس عن حوائجهم ومتعبة لهم في أبدانهم؟ قال فيها علل وذلك أن الناس لو تركوا بغير تنبيه ولا تذكر للنبي (ص) باكثر من الخبر الاول وبقاء الكتاب في أيديهم فقط لكانوا على ما كان عليه الاولون, فإنهم قد كانوا اتخذوا دينا ووضعوا كتبا ودعوا اناسا إلى ما هم عليه وقتلوهم على ذلك فدرس امرهم وذهب حين ذهبوا واراد الله تبارك وتعالى أن لا ينسيهم امر محمد (ص) ففرض عليهم الصلاة يذكرونه في كل يوم خمس مرات ينادون باسمه وتعبدوا بالصلاة وذكر الله لكيلا يغفلوا عنه وينسوه فيندرس ذكره.
------------------
علل الشرائع ج2 ص317، عنه البحار ج79 ص261، وسائل الشيعة ج3 ص4، المحتضر ص31.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الرضا (ع) قال كان نقش خاتم آدم لا إله إلا الله محمد رسول الله هبط به معه في الجنة.
-----------------
قصص الأنبياء للجزائري ص 25, بحار الأنوار ج 11 ص107, عيون أخبار الرضا ج2 ص 54, الأمالي للصدوق ص456
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي هارون مولى آل جعدة انه قال: كنت جليسا لأبي عبد الله (ع) بالمدينة، ففقدني أياما ثم اني جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ ايام يا أبا هارون، فقلت: ولد لي غلام، فقال: بارك الله لك فيه، فما سميته؟ قلت: سميته محمدا، فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: محمد، محمد، محمد حتى كاد يلصق خده بالأرض، ثم قال: بنفسي وبولدي وبأمي وبأبوي وبأهل الأرض كلهم جميعا الفداء لرسول الله (ص)، لا تسبه ولا تضربه ولا تسيء إليه، واعلم انه ليس في الأرض دار فيها إسم محمد الا وهي تقدس كل يوم.
---------------
الكافي ج 6 ص 39, الوافي ج 23 ص 1326, وسائل الشيعة ج 21 ص 393, حلية الأبرار ج 4 ص 17, مرآة العقول ج 21 ص 69, بحار الأنوار ج 17 ص 30, العوالم ج 20 ص 1140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ورد في حديث اللوح: بسم الله الرحمن الرحيم, هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نبيه وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين, عظم يا محمد (ص) أسمائي, واشكر نعمائي, ولا تجحد آلائي, إني أنا الله لا إله إلا أنا, قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديان يوم الدين, إني أنا الله لا إله إلا أنا, فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذب به أحدا من العالمين, فإياي فاعبد وعلي فتوكل. إني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه وأنقضت مدته إلا وجعلت له وصيا وقد فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك الحسن والحسين.
---------------
الإختصاص ص210، الغيبة للطوسي ص143، الإحتجاج ج1 ص84، الروضة ص126، كمال الدين ص308، عنه غاية المرام ج1 ص219، عيون أخبار الرضا (ع) ج2 ص48، الأنوار البهية ص98، إعلام الورى ج2 ص174، إلزام الناصب ج1 ص192، اللمعة البيضاء ص187، بحار الأنوار ج36 ص195 عن العيون وكمال الدين.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن الحسين بن عبد الله, قال: قلت لأبي عبد الله (ع): كان رسول الله (ص) سيد ولد آدم؟ فقال: كان والله سيد من خلق الله, و ما برأ الله برية خيرا من محمد (ص).
---------------
الكافي ج 1 ص 440, بحار الأنوار ج 16 ص 368, الوافي ج 3 ص 712
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي حمزة, قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: أوحى الله تعالى إلى محمد (ص): أني خلقتك ولم تك شيئا, ونفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها, حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا, فمن أطاعك فقد أطاعني, ومن عصاك فقد عصاني, وأوجبت ذلك في علي (ع) وفي نسله ممن اختصصته منهم لنفسي.
---------------
الكافي ج 1 ص 440, الأمالي للصدوق ص 701, الجواهر السنية ص 212, بجار الأنوار ج 23 ص 127
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سنان بن طريف, عن أبي عبد الله (ع) قال: إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا, إنه لما خلق السماوات والأرض أمر مناديا فنادى: "أشهد أن لا إله إلا الله" ثلاثا, "أشهد أن محمدا رسول الله" ثلاثا, "أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا" ثلاثا.
---------------
الكافي ج 1 ص 441, الأمالي للصدوق ص 701, مدينة المعاجز ج 2 ص 406, بحار الأنوار ج 37 ص 295, غاية المرام ج 1 ص 90
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما عرج برسول الله (ص) انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه, فقال له: يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة؟ فقال: امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك.
---------------
الكافي ج 1 ص 442, بحار الأنوار ج 18 ص 306, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 129
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ما معنى السلام على رسول الله؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة، وخلق شيعتهم. أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا، وأن يتقوا الله. ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة، والحرم الامن، وأن ينزل لهم البيت المعمور، ويظهر لهم السقف المرفوع، ويريحهم من عدوهم، والأرض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم "لا شية فيها" قال: لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله (ص) على جميع الأئمة وشيعتهم الميثاق بذلك.
---------------
الكافي ج 1 ص 451, بحار الأنوار ج 52 ص 380, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 137
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) قال: إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله (ص)، فقيل لهما: إنه توجه إلى ناحية قبا، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم، فإذا هو باليقظان فرفع رأسه إليهما، ثم قال: رأيت مكانكما، وسمعت مقالتكما، ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي قبلي إلى أمته بلسان قومه، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي، نصرني بالرعب ليسمع بي القوم، وبيني وبينهم مسيرة شهر، فيؤمنون بي، وأحل لي المغنم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، أينما كنت منها أتيمم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة، ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم، ومفاتيح الكلام، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لا يشرك به شيئا، مؤمنا بي، مواليا لوصيي، محبا لأهل بيتي.
-------------
الأمالي للطوسي ص 56, حلية الأبرار ج 1 ص 375, بحار الأنوار ج 16 ص 316, بشارة المصطفى ص 85
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
سعيد بن عبد الله الأعرج، عن أبي عبد الله (ع): أن قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بنائه حيل بينه وبينهم، وألقي في روعهم الرعب، حتى قال قائل منهم: ليأت كل رجل منكم بأطيب ما له، ولا تأتوا بمال إكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام، ففعلوه، فخلي بينم وبين بنائه، فبنوه حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه، حتى كاد أن يكون بينهم شر، فحكموا أول من يدخل من باب المسجد، فدخل رسول الله (ص)، فلما أتاهم أمر بثوب فبسط، ثم وضع الحجر في وسطه، ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه، ثم تناوله (ص) فوضعه في موضعه، فخصه الله عز وجل به.
-----------
الفقيه ج 2 ص 247, الكافي ج 4 ص 217, الوافي ج 12 ص 57, وسائل الشيعة ج 13 ص 214, حلية الأبرار ج 1 ص 315, مرآة العقول ج 17 ص 57, بحار الأنوار ج 15 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 127, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 155
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كنت أطوف وسفيان الثوري قريب مني، فقال: يا أبا عبد الله كيف كان رسول الله (ص) يصنع بالحجر إذا انتهى إليه؟ فقلت: كان رسول الله (ص) يستلمه في كل طواف فريضة ونافلة، قال: فتخلف عني قليلا، فلما إنتهيت إلى الحجر، جزت ومشيت فلم أستلمه، فلحقني، فقال: يا أبا عبد الله ألم تخبرني أن رسول الله (ص) كان يستلم الحجر في كل طواف فريضة ونافلة؟ قلت: بلى، قال: فقد مررت به فلم تستلم؟ فقلت: إن الناس كانوا يرون لرسول الله (ص) ما لا يرون لي، وكان إذا انتهى إلى الحجر فرجوا حتى يستلمه، وإني أكره الزحام.
-----------
الكافي ج 4 ص 404, الوافي ج 13 ص 822, وسائل الشيعة ج 13 ص 325, حلية الأبرار ج 1 ص 316, مرآة العقول ج 18 ص 18, بحار الأنوار ج 47 ص 369, العوالم ج 20 ص 1089
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (ص): إنا معاشر الأنبياء تنام عيوننا ولا تنام قلوبنا، ونرى من خلفنا كما نرى من بين أيدينا
-------
بصائر الدرجات: 440، عنه البحار ج11 ص55/ج16 ص172، ميزان الحكمة ج4 ص302.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: اللهم صل على محمد صفيك وخليلك ونجيك المدبر لأمرك.
------
الكافي ج 1 ص 451, بحار الأنورا ج 16 ص 370
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي الحسن البكري في كتاب الأنوار: وكان من عادته (ص) إذا أراد زيارة قوم سبقه النور إلى بيتهم.
-------
الأنوار في مولد النبي (ص) بحار الأنوار ج 16 ص 27
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): كنت نبيا وآدم بين الماء والطين
-----------
الأنوار في مولد النبي (ص) ص 2, مفتاح الفلاح ص 29, مناقب أشوب ج 2 ص 183, عوالي اللئالي ج 4 ص 121, بحار الأنوار ج 16 ص 402, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 92, مشارق أنوار اليقين ص 186
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن صالح بن سهل, عن أبي عبد الله (ع): إن بعض قريش قال لرسول الله (ص): بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب, حيث أخذ الله ميثاق النبيين {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} وكنت أنا أول نبي قال: بلى. فسبقتهم بالإقرار بالله.
-----------
بصائر الدرجات ج 1 ص 83, تفسير العياشي ج 2 ص 39, الكافي ج 1 ص 441, علل الشرائع ج 1 ص 124, مختصر البصائر ص 392, الوافي ج 4 ص 126, البرهان ج 2 ص 605, مرآة العقول ج 5 ص 193, بحار الأنوار ج 15 ص 15, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 93
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سعدان بن مسلم, عن صالح بن سهل, عن أبي عبد الله (ع) قال: سئل رسول الله (ص): بأي شيء سبقت ولد آدم؟ قال: أنا أول من أقر ببلى, إن الله أخذ ميثاق النبيين {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فكنت أول من أجاب.
-----------
بصائر الدرجات ج 1 ص 86, الكافي ج 2 ص 12, مختصر البصائر ص 394, الوافي ج 4 ص 127, البرهان ج 2 ص 606, مرآة العقول ج 7 ص 36, بحار الأنوار ج 16 ص 353, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 94, مخنصر بصائر الدرجات ص 158
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم} إلى {قالوا بلى} قال: كان محمد عليه وآله السلام أول من قال: بلى، قلت: كانت رؤية معاينة؟ قال: نعم, فأثبت المعرفة في قلوبهم ونسوا ذلك الميثاق، وسيذكرونه بعد، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه.
-----------
تفسير العياشي ج 2 ص 39, البرهان ج 2 ص 613, بحار الأنوار ج 5 ص 257
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب, فجعل لكل سبب شرحا, وجعل لكل شرح علما, وجعل لكل علم بابا ناطقا, عرفه من عرفه وجهله من جهله, ذلك رسول الله (ص) ونحن.
----------
بصائر الدرجات ج 1 ص 6, الكافي ج 1 ص 183, مختصر البصائر ص 183, الوافي ج 2 ص 86, الفصول المهمة ج 1 ص 486, إثبات الهداة ج 1 ص 81, مرآة العقول ج 2 ص 312, بحار الأنوار ج 2 ص 90
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن بريد بن معاوية, عن أحدهما (ع) في قول الله عز وجل {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} فرسول الله (ص) أفضل الراسخين في العلم, قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله, والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله {يقولون آمنا به كل من عند ربنا} والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ, فالراسخون في العلم يعلمونه.
------------
بصار الدرجات ج 1 ص 204, الكافي ج 1 ص 213, الوافي ج 3 ص 531, الفصول المهمة ج 1 ص 387, البرهان ج 1 ص 45, مرآة العقول ج 2 ص 343, بحار الأنوار ج 17 ص 130تفسير نور الثقلين ج 1 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 44, مستدرك الوسائل ج 17 ص 332
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال أمير المؤمنين (ع): إنما أنا عبد من عبيد محمد (ص).
------------
الكافي ج 1 ص 90, الإحتجاج ج 1 ص 210, الوافي ج 1 ص 357, إثبات الهداة ج 5 ص 375, مرآة العقول ج 1 ص 314, بحار الأنوار ج 3 ص 283, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 233, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 72
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
أحتجاج أمير المؤمنين (ع) على يهودي في فضل رسول الله (ص) على الانبياء
روى عن موسى بن جعفر، عن ابيه، عن آبائه (ع)، عن الحسين بن على (ع) قال: (ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم كان قد قرأ التوراة والانجيل و الزبور وصحف الانبياء (ع) وعرف دلائلهم، جاء إلى مجلس فيه اصحاب رسول الله (ص) وفيهم على بن أبي طالب، وابن عباس وابن مسعود، وأبو سعيد الجهني. فقال: يا امة محمد ما تركتم لنبي درجة، ولا لمرسل فضيلة، إلا أنحلتموها نبيكم، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه؟ فكاع القوم عنه. فقال علي بن أبي طالب (ع): نعم ما أعطى الله نبيا درجة، ولا مرسلا فضيلة، إلا وقد جمعها لمحمد (ص) وزاد محمدا على الانبياء أضعافا مضاعفة. فقال له اليهودي: فهل أنت مجيبي؟ قال له: نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله (ص) ما يقر الله به عين المؤمنين، ويكون فيه ازالة لشك الشاكين في فضائله (ص) انه كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال: (ولا فخر)، وانا اذكر لك فضائله غير مزر بالانبياء، ولا منتقص لهم، ولكن شكرا لله على ما اعطى محمد (ص) مثل ما اعطاهم، وما زاده الله وما فضله عليه. قال له اليهودي: إني أسألك فأعد له جوابا. قال له علي (ع): هات !قال اليهودي: هذا آدم (ع) أسجد الله له ملائكته، فهل فعل لمحمد شيئا من هذا؟ فقال له علي (ع): لقد كان كذلك، أسجد الله لادم ملائكته، فإن سجودهم له لم يكن سجود طاعة، وإنهم عبدوا آدم من دون الله عزوجل، ولكن اعترافا بالفضيلة، ورحمة من الله له. ومحمد (ص) أعطي ما هو أفضل من هذا، إن الله عزوجل صلى عليه في جبروته والملائكة بأجمعها، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه، فهذه زيادة يا يهودى. قالله اليهودي: فان آدم (ع) تاب الله عليه بعد خطيئته؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى، قال الله عز وجل: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر إن محمدا غير مواف يوم القيامة بوزر، ولا مطلوب فيها بذنب. قال اليهودي: فإن هذا إدريس رفعه الله عزوجل مكانا عليا، وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه: ورفعنا لك ذكرك فكفى بهذا من الله رفعة، ولئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته، فإن محمدا أطعم في الدنيا في حياته: بينما يتضور جوعا فأتاه جبرئيل (ع) بجام من الجنة فيه تحفة، فهلل الجام وهللت التحفة في يده، وسبحا، وكبرا، وحمدا، فناولها أهل بيته، ففعلت الجام مثل ذلك، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل (ع) وقال له: كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها، وإنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي، فأكل منها (ص) وأكلنا معه، وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه. قال اليهودي: فهذا نوح (ع) صبر في ذات الله تعالى، وأعذر قومه إذ كذب؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) صبر في ذات الله عزوجل فأعذر قومه إذ كذب وشرد، وحصب بالحصا، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة وشاة، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال: أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد ! فأتاه فقال: إني امرت لك بالطاعة، فإن أمرت أن اطبق عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال (ص): (إنما بعثت رحمة، رب اهد امتي فإنهم لا يعلمون)، ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القربة، وأظهر عليهم شفقة، فقال: رب إن ابني من أهلي فقال الله تعالى: إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح أراد جل ذكره أن يسليه بذلك، ومحمد (ص) لما غلبت عليه من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة، ولم تدركه فيهم رقة القرابة، ولم ينظر إليهم بعين رحمة. ـ فقال اليهودي: فإن نوحا دعا ربه، فمطلت السماء بماء منهمر؟ قال له (ع): لقد كان كذلك، وكانت دعوته دعوة غضب، ومحمد (ص) هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، وذلك أنه (ص) لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله (ص) احتبس القطر، واصفر العود، وتهافت الورق، فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطه، وما ترى في السماء سحابة، فما برح حتى سقاهم الله، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لهمته نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر على ذلك من شدة السيل، فدام اسبوعا، فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول الله تهدمت الجدر، واحتبس الركب والسفر، فضحك (ص) وقال: هذه سرعة ملالة ابن آدم، ثم قال: (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في اصول الشيح ومراتع البقع) فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا، وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته (ص) على الله عزوجل. قالله اليهودي: فإن هذا هود قد انتصر الله له من أعدائه بالريح، فهل فعل لمحمد (ص) شيئا من هذا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عزوجل قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق، إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصى، وجنودا لم يروها، فزاد الله تعالى محمدا (ص) بثمانية ألف ملك، وفضله على هود: بأن ريح عاد ريح سخط، وريح محمد ريح رحمة، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. قالله اليهودي: فهذا صالح أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من ذلك، إن ناقة صالح لم تكلم صالحا، ولم تناطقه، ولم تشهد له بالنبوة، ومحمد (ص) بينما نحن معه في بعض غزواته إذ هو ببعير قد دنا، ثم رغا فأنطقه الله عزوجل فقال: (يا رسول الله فلان استعملني حتى كبرت، ويريد نحري، فأنا أستعيذ بك منه) فأرسل رسول الله (ص) إلى صاحبه فاستوهبه منه، فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها، وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود فنطقت الناقة فقالت: (يا رسول الله إن فلانا مني برئ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور، وإن سارقي فلان اليهودي) قالله اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الايمان؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، واعطي محمد أفضل منه، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشر سنة ومحمد ابن سبع سنين، قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ورفعته، وخبر مبعثه وآياته، فقالوا: يا غلام ما اسمك؟ قال: محمد.قالوا: ما اسم أبيك؟ قال: عبد الله. قالوا: ما اسم هذه؟ - وأشاروا بأيديهم إلى الارض. قالوا: وما اسم هذه؟ - وأشاروا بأيديهم إلى السماء - قال: السماء. قالوا: فمن ربهما؟ قال: الله، ثم انتهرهم وقال: أتشككوني في الله عزوجل؟ ! ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عزوجل مع كفر قومه إذ هو بينهم: يستقسمون بالازلام، ويعبدون الاوثان، وهو يقول: لا إله إلا الله. قالله اليهودي: فإن إبراهيم (ع) حجب عن نمرود بحجب ثلاث؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) حجب عمن أراد قتله بحجب خمس، فثلاثة بثلاثة واثنان فضل، قال الله عزوجل - وهو يصف أمر محمد (ص) -: وجعلنا من بين أيديهم سدا فهذا الحجاب الاول، ومن خلفهم سدا فهذا الحجاب الثاني، فأغشيناهم فهم لا يبصرون فهذا الحجاب الثالث، ثم قال: إذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا فهذا الحجاب الرابع ثم قال: فهى إلى الاذقان فهم مقمحون فهذه حجب خمس. قالله اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو: أبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال: يا محمد من يحيى لعظام وهي رميم؟ فأنطق محمدا بمحكم آياته، وبهته ببرهان نبوته، فقال: يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، فانصرف مبهوتا. قالله اليهودي: فهذا إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا لله عزوجل؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة و ستين صنما، ونفاها عن جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف. قالله اليهودي: فإن إبراهيم قد أضجع ولده وتله للجبين؟ فقال علي (ع): لقد كان كذلك، ولقد اعطي إبراهيم بعد الاضطجاع الفداء، ومحمد اصيب بأفجع منه فجيعة، إنه وقف على عمه حمزة أسد الله، وأسد رسوله وناصر دينه، وقد فرق بين روحه وجسده، فلم يبن عليه حرقة، ولم يفض عليه عبرة، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عزوجل بصبره، ويستسلم لامره في جميع الفعال، وقال (ص): لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع، وحواصل الطير، ولولا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك. قالله اليهودي: فإن إبراهيم (ع) قد أسلمه قومه إلى الحريق، فصبر، فجعل الله عز وجل عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) لما نزل بخيبر سمته الخيبرية، فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق، فهذا من قدرته لا تنكره. قالله اليهودي: فإن هذا يعقوب (ع) أعظم في الخير نصيبا إذ جعل الاسباط من سلالة صلبه، ومريم بنت عمران من بناته؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) أعظم في الخير نصيبا إذ جعل فاطمة سيدة نساء العالمين من بناته، والحسن والحسين من حفدته. قالله اليهودي: فإن يعقوب (ع) قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، حزن يعقوب حزنا بعده تلاق، و محمد (ص) قبض ولده إبراهيم (ع) قرة عينه في حياته منه، فخصه بالاختيار، ليعلم له الادخار، فقال (ص): يحزن النفس، ويجزع القلب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الرب، في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز وجل والاستسلام له في جميع الفعال. قالله اليهودي: فان هذا يوسف قاسى مرارة الفرقة، وحبس في السجن توقيا للمعصية، وألقي في الجب وحيدا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) قاسى مرارة الغربة، وفراق الأهل و الأولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه، فلما رأى الله عز وجل كآبته واستشعاره والحزن، أراه تبارك أسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ولئن كان يوسف (ع) حبس في السجن، فلقد حبس رسول الله نفسه في الشعب ثلاث سنين، وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجأوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم الله عز ذكره له كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القي في الجب، فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا، ومدحه إليه بذلك في كتابه. ـ فقال له اليهودي: فهذا موسى بن عمران آتاه الله عز وجل التوراة التي فيها حكمه؟ قال له علي (ع): فلقد كان كذلك، ومحمد (ص) أعطي ما هو أفضل منه أعطي محمد البقرة وسورة المائدة بالانجيل، وطواسين وطه ونصف المفصل و الحواميم بالتوراة، وأعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور، واعطي سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وموسى (ع)، وزاد الله عز وجل محمدا السبع الطوال وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وأعطي الكتاب والحكمة. قالله اليهودي فإن موسى ناجاه الله على طور سيناء؟ فقال له علي (ع): لقد كان كذلك، ولقد أوحى الله إلى محمد (ص) عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور. قال اليهودي: فلقد ألقى الله على موسى بن عمران محبة منه؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، وقد أعطي محمدا (ص) ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى الله محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله به الشهادة، فلاتتم الشهادة إلا أن يقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)، ينادى به على المنابر، فلا يرفع صوت بذكر الله إلا رفع بذكر محمد (ص) معه. قالله اليهودي: فلقد أوحى الله إلى ام موسى لفضل منزلة موسى (ع) عند الله؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك. ولقد لطف الله جل ثناؤه لام محمد (ص) بأن أوصل إليها اسمه، حتى قالت: أشهد والعالمون أن محمدا رسول الله منتظر، وشهد الملائكة على الانبياء أنهم أثبتوه في الاسفار، وبلطف من الله ساقه إليها، و أوصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده، حتى رأت في المنام أنه قيل لها: إن ما في بطنك سيد فإذا ولدته فسميه محمدا، فاشتق الله له اسما من أسمائه، فالله المحمود وهذا محمد. قالله اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الاية الكبرى؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد ارسل إلى فراعنة شتى، مثل أبي جهل بن هشام، وعتبة ابن ربيعة، وشيبة، وأبي البختري، والنضر بن الحرث، و ابي بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، وإلى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحرث بن أبي الطلالة، فأراهم الايات في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق. قالله اليهودي: لقد انتقم الله عز وجل لموسى من فرعون؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد (ص) من الفراعنة، فأما المستهزئون فقال الله: إنا كفيناك المستهزئين فقتل الله خمستهم، كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد. فأما الوليد بن المغيرة: فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه، فانقطع أكحله حتى أدماه، فمات وهو يقول: (قتلني رب محمد). وأما العاص بن وائل السهمي: فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر، فسقط فتقطع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: (قتلني رب محمد). وأما الاسود بن عبد يغوث: فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة، فاستظل بشجرة، فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عني ! فقال: ما ارى أحدا يصنع شيئا إلا نفسك، فقتله وهو يقول: (قتلني رب محمد). وأما الاسود بن الحرث: فإن النبي (ص) دعا عليه أن يعمي الله بصره، وأن يثكله ولده، فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع أتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي، فبقي حتى أثكله الله ولده. وأما الحرث بن أبي الطلالة: فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا، فرجع إلى أهله فقال: أنا الحرث، فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول: (قتلني رب محمد). وروي أن الاسود بن الحرث أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش، فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه، فمات وهو يقول: (قتلني رب محمد). كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله (ص) فقالوا له: يا محمد ننتظر بك إلى الظهر، فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك، فدخل النبي (ص) منزلة فأغلق عليه بابه مغتما لقو لهم، فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول لك: إصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ، يعني أظهر أمرك لاهل مكة، وادعهم إلى الايمان، قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟ قال له: إنا كفيناك المستهزئين قال: يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي، قال: كفيتهم، وأظهر أمره عند ذلك. وأما بقية الفراعنة: قتلوا يوم بدر بالسيف، فهزم الله الجميع وولوا الدبر. قالله اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران قد اعطي العصا فكان تحول ثعبانا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا، إن رجلا كان يطالب أبا جهل بدين ثمن جزور قد اشتراه، فاشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه، فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟ فقال: عمرو بن هشام - يعني أبا جهل - لي عليه دين. قال: فأدلك على من يستخرج منه الحقوق؟ قال: نعم. فدله على النبي (ص) وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده، فأتى الرجل النبي (ص) فقال: يا محمد بلغني أن بينك وبين عمرو بن هشام حسن صداقة، وأنا استشفع بك إليه، فقام معه رسول الله (ص) فأتى بابه، فقال له: قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه، وإنما كناه بأبي جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمد قال: ويحكم اعذروني، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا معهم حراب تتلألأ، وعن يساره ثعابين تصطك أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني وتقضمني الثعبانان. هذا أكبر مما اعطي موسى، وزاد الله محمدا ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب، ولقد كان النبي (ص) يؤذي قريشا بالدعاء، فقام يوما فسفه احلامهم، وعاب دينهم، وشتم أصنامهم، وضلل آباءهم، فاغتموا من ذلك غما شديدا، فقال أبو جهل: والله للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به، قالوا: لا. قال: فأنا أقتله، فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به، وإلا تركوني، قال: إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به، قال: إنه كثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به. فجاء رسول الله (ص) فطاف بالبيت اسبوعا، ثم صلى وأطال السجود، فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه، فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله (ص) فاغرا فان نحوه، فلما أن راه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده، و طرح الحجر فشدخ رجله، فرجع مدمى، متغير اللون، يفيض عرقا. فقال له أصحابه: ما رأيناك كاليوم؟ ! قال: ويحكم اعذروني ! فإنه أقبل من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبتلعني، فرميت بالحجر فشدخت رجلي. قال اليهودي: فإن موسى قد اعطي اليد البيضاء، فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا، إن نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس، وعن يساره حيثما جلس، وكان يراه الناس كلهم. قالله اليهودي: فإن موسى (ع) قد ضرب له طريق في البحر، فهل فعل بمحمد شئ من هذا؟ فقال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد اعطي ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه إلى حنين، فإذا نحن بواد يشخب، فقدرناه فإذا هو أربعة عشر قامة، فقالوا: يا رسول الله العدو وراءنا والوادي أمامنا، كما قال أصحاب موسى، انا لمدركون ، فنزل رسول الله ثم قال: (اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة، فأرني قدرتك)، وركب صلوات الله عليه فعبرت الخيل لاتندى حوافرها، والابل لاتندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا. قالله اليهودي: فإن موسى (ع) قد اعطي الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا؟ قال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة، قد أعطي ما هو أفضل من ذلك، وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ و أصابهم ذلك حتى التقت خواصر الخيل، فذكروا له (ص)، فدعا بركوة يمانية ثم نصب يده المباركة فيها، فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء، فصدرنا وصدرت الخيل رواء، وملانا كل مزادة وسقاء. ولقد كنا معه بالحديبية فإذا ثم قليب جافة، فأخرج (ص) سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب وقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت اثنتا عشرة عينا من تحت السهم. ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته، كحجر موسى حيث دعا بالميضاة فنصب يده فيها فغاضت الماء وارتفع، حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل فشربوا حاجتهم، وسقوا دوابهم، وحملوا ما أرادوا. قال اليهودي: فإن موسى (ع) اعطي المن والسلوى فهل اعطي لمحمد نظير هذا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا، ان الله عزوجل احل له الغنائم ولامته، ولم تحل الغنائم لاحد غيره قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، ثم زاده أن جعل نية له ولامته بلا عمل عملا صالحا ولم يجعل لاحد من الامم ذلك قبله، فإذا هم احدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنه، فإن عملها كتب له عشرة. قالله اليهودي: ان موسى (ع) قد ظلل عليه الغمام؟ قال له على (ع): لقد كان كذلك وقد فعل ذلك بموسى في التيه واعطى محمد صلى الله عليه وسلم افضل من هذه ان الغمامة كانت تظله من يوم ولد الى يوم الى يوم قبض في حضره واسفاره. فهذا افضل مما اعطى موسى. قالله اليهودي: فهذا داوود (ع) قد لين الله له الحديد، فعمل منه الدروع؟ قال له على (ع): لقد كان كذالك، ومحمد (ص) قد اعطى ما هو افضل من انه لين الله له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا، لقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين، وقد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته. قالله اليهودي: هذا داوود بكى على خطيئته حتى سارت الجبل معه لخوفه؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما أفضل من هذا، إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أريز كأريز المرجل على الاثافي من شدة البكاء، وقد آمنه الله عز وجل من عقابه، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه فيكون أماما لمن اقتدى به، ولقد قام (ص) عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل أجمع، حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) بل لتسعد به، ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى، أفلا أكون عبدا شكورا. ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل بمحمد (ص) ما هو أفضل من هذا، إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: (قر فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق شهيد)، فقر الجبل مطيعا لامره ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل وإذ الدموع تخرج من بعضه، فقال له النبي (ص): (ما يبكيك يا جبل؟) فقال: يا رسول الله كان المسيح مربي وهو يخوف الناس من نار وقودها الناس والحجارة، وأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة، قال له: (لا تخف تلك الحجارة الكبريت)، فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب لقوله (ص). قالله اليهودي: فإن هذا سليمان اعطي ملكا لا ينبغي لاحد من بعده؟ فقال علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الارض قبله، وهو ميكائيل، فقال له: يا محمد عش ملكا منعما وهذه مفاتيح خزائن الارض معك، ويسير معك جبالها ذهبا وفضة، ولا ينقص لك مما ادخر لك في الاخرة شئ، فأومى إلى جبرئيل - وكان خليله من الملائكة - فأشار عليه: أن تواضع فقال له: بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين، وألحق باخواني من الانبياء، فزاده الله تبارك وتعالى الكوثر وأعطاه الشفاعة، وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها ألى آخرها سبعين مرة، ووعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيامة أقعده الله عز وجل على العرش، فهذا أفضل مما اعطي سليمان. قالله اليهودي: فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح، فسارت به في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا: إنه سري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام، في أقل من ثلث ليلة، حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلى من الجنة رفرف أخضر، وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده، ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه و بينها أو أدنى، فأوحى الله إلى عبده ما أوحى، وكان فيما أوحى إليه: الاية التي في سورة البقرة قوله: لله ما في السماوات وما في الاءرض وإن تبدواما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير. وكانت الاية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم (ع) الى أن بعث الله تبارك وتعالى محمدا، وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول الله، وعرضها على امته فقبلوها، فما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها، فلما أن سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه - فأجاب (ص) مجيبا عنه وعن امته - والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله فقال جل ذكره: لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك، فقال النبي (ص): أما إذا فعلت ذلك بنا، فغفرانك ربنا وإليك المصير، يعني المرجع في الاخرة. قال: فأجابه الله عز وجل قد فعلت ذلك بك وبامتك، ثم قال عز وجل: اما إذا قبلت الاية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الامم فأبوا أن يقبلوها قبلتها امتك، حق علي أن أرفعها عن امتك، وقال: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت - من خير - وعليها ما اكتسبت من شر فقال النبي (ص) - لما سمع - ذلك: أما إذا فعلت ذلك بي وبامتي فزدني، قال: سل، قال: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، قال الله عز وجل: لست اؤاخذ امتك بالنسيان والخطأ لكرامتك علي، وكانت الامم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم ابواب العذاب، وقد دفعت ذلك عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا أخطأوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه. وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك علي. فقال (ص): (اللهم إذا أعطيتني ذلك فزدني)، قال الله تبارك وتعالى له: سل، قال: ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، يعني بالاصر: الشدائد التي كانت على من كان من قبلنا، فأجابه الله عز وجل إلى ذلك، وقال تبارك اسمه: قد رفعت عن امتك الاصار التي كانت على الامم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع معلومة من الارض اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الارض كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الاصار التي كانت على الامم قبلك فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا اصابهم إذا من نجاسة قرضوه من اجسادهم، وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذا من الاصار التى كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة تحمل قرابينها على اعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل منه ذلك رجع مثبورا، وقد جعلت قربان امتك في بطون فقراءها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن امتك، وهي من الاصار التي كانت على الامم من كان من قبلك، وكانت الامم السالفة صلواتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك و فرضت صلاتهم في أطراف الليل والنهار، وفي أوقات نشاطهم. وكانت الامم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا، و هي من الاصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة، وكانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة، وهي من الاصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة، وكانت الامم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة فلم يعملها لم تكتب له، وإن عملها كتبت له حسنة، وإن امتك إذا هم أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشرة، وهي من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت عليه سيئة، وإن امتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، وهذه من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك. وكانت الامم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب: أن حرمت عليهم بعد التوبه أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن امتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم وجعلت عليهم ستورا كثيفة، وقبلت توبتهم بلا عقوبة، ولا اعاقبهم بأن احرم عليهم أحب الطعام إليهم، وكانت الامم السالفة يتوب أحدهم إلى الله من الذنب الواحد مائة سنة، أو ثمانين سنة، أو خمسين سنة، ثم لا أقبل توبته دون أن اعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وان الرجل من امتك ليذنب عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر ذلك كله. فقال النبي (ص): إذا اعطيتني ذلك كله فزدني، قال: سل، قال: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بامتك، وقد رفعت عنهم عظم بلابا الامم، وذلك حكمي في جميع الامم: أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي (ص): واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بتائبي امتك ثم قال (ص): فانصرنا على القوم الكافرين قال الله جل اسمه: إن امتك في الارض كالشامة البيضاء في الثور الاسود، هم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون، لكرامتك علي، وحق علي أن اظهر دينك على الاديان، حتى لا يبقى في شرق الارض وغربها دين الا دينك، ويؤدون إلى أهل دينك الجزية. قال اليهودي: فإن هذا سليمان سخرت له الشياطين، يعملون له ما يشاء: من محاريب، وتماثيل؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ولقد اعطي محمد (ص) أفضل من هذا، إن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها، ولقد سخرت لنبوة محمد (ص) الشياطين بالايمان، فأقبل إليه من الجنة التسعة من أشرافهم، واحد من جن نصيبين، والثمان من بني عمرو بن عامر من الا حجة منهم شضاه، ومضاه والهملكان، والمرزبان، والمازمان، ونضاه، وهاضب، وهضب وعمرو، وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: واذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن وهم التسعة، فأقبل إليه الجن والنبي (ص) ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على: الصوم، والصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونصح المسلمين، واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا، وهذا أفضل مما اعطي سليمان، فسبحان من سخرها لنبوة محمد (ص) بعد أن كانت تتمرد، وتزعم أن لله ولدا، ولقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى. قالله اليهودي: هذا يحيى بن زكريا (ع) يقال: إنه اوتي الحكم صبيا والحلم، والفهم، وأنه كان يبكي من غير ذنب، وكان يواصل الصوم؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من هذا، إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية، ومحمد (ص) اوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الاوثان، وحزب الشيطان، فلم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لاعيادهم، ولم ير منه كذب قط، وكان أمينا، صدوقا، حليما، وكان يواصل الصوم الاسبوع والاقل والاكثر، فيقال له في ذلك، فيقول: إني لست كأحدهم إني أظل عند ربي، فيطعمني، ويسقيني، وكان يبكي (ص) حتى تبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم. قالله اليهودي: فإن هذا عيسى بن مريم يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) سقط من بطن امه واضعا يده اليسرى على الارض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء، يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدأ من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إسطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي (ص) حتى فزعت الجن والانس والشياطين، وقالوا حدث في الارض حدث، ولقد رأى الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل، وتسبح وتقدس، وتضطرب النجوم وتتساقط، علامة لميلاده. ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الاعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع، فإذا هم قد حجبوا من السماوات كلها، ورموا بالشهب، دلالة لنبوته (ص). قالله اليهودي: فإن عيسى (ع) يزعمون أنه قد أبرأ الاكمه والابرص بإذن الله؟ فقال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) اعطي ما هو أفضل من ذلك: أبرأ ذا العاهة من عاهته، وبينما هو جالس إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا: يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا، ريش عليه، فأتاه (ص) فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم كنت أقول: (يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الاخرة فاجعلها لي في الدنيا) فقال له النبي (ص) ألا قلت: (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) فقالها الرجل فكأنما نشط من عقال، وقام صحيحا وخرج معنا. ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام، فشكا إليه (ص)، فأخذ قدحا من ماء فتفل عليه، ثم قال: امسح جسدك ففعل فبرئ حتى لم يوجد عليه شئ، ولقد اتي النبي بأعرابي أبرص فتفل (ص) من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا. ولئن زعمت أن عيسى أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فإن محمدا (ص) بينما هو في أصحابه إذ هو بامرأة فقالت: يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت، كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبي (ص) وقمنا معه فلما أتيناه قال له: جانب يا عدو الله ولي الله، فأنا رسول الله، فجانبه الشيطان، فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا. ولئن زعمت أن عيسى أبرأ العميان فإن محمدا قد فعل ما هو أكبر من ذلك: إن قتادة بن ربيع كان رجلا صحيحا، فلما أن كان يوم احد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته، فأخذها بيده ثم أتى بها إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إن امرأتي الان تبغضني، فأخذها رسول الله من يده ثم وضعها مكانها، فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الاخرى، ولقد جرح عبد الله بن عبيد وبانت يده يوم حنين، فجاء إلى النبي (ص) فمسح عليه يده فلم تكن تعرف من اليد الاخرى، ولقد أصاب محمد بن مسلم يوم كعب بن أشرف مثل ذلك في عينه ويده، فمسحه رسول الله (ص) فلم تستبينا، ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه، فمسحها فما عرفت من الاخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته (ص). قالله اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه أحيى الموتى بإذن الله؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد سبحت في يده تسع حصيات تسمع نغماتها في جمودها ولا روح فيها لتمام حجة نبوته، ولقد كلمه الموتى من بعد موتهم، واستغاثوه مما خافوا تبعته، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال: ما هاهنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي - وكان شهيدا -؟ ! ولئن زعمت: أن عيسى كلم الموتى، فلقد كان لمحمد ما هو أعجب من هذا: إن النبي لما نزل بالطايف وحاصر أهلها، بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم، فنطق الذراع منها فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ! ولقد كان رسول الله (ص) يدعو بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة، وتكلمه السباع، وتشهد له بالنبوة، وتحذر هم عصيانه، فهذا أكثر مما اعطي عيسى (ع). قالله اليهودي: إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد كان له أكثر من هذا: إن عيسى أنبأ قومه بما كان من وراء الحايط، ومحمد أنبأ عن مؤتة وهو عنها غائب، ووصف حربهم ومن استشهد منهم، وبينه وبينهم مسيرة شهر، وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شئ فيقول (ص): تقول أو أقول؟ فيقول: بل قل يا رسول الله، فيقول: جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته، ولقد كان (ص) يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئا. منها: ما كان بين صفوان بن اميه وبين عمير بن وهب، إذ أتاه عمير فقال: جئت في فكاك ابني، فقال له: كذبت بل قلت لصفوان بن امية وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر وقلتم: والله للموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمد بنا، وهل حياة بعد أهل القليب، فقلت أنت: لولا عيالي، ودين علي لارحتك من محمد، فقال صفوان: علي أن أقضي دينك، وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر، فقلت أنت: فاكتمها علي وجهزني حتى أذهب فأقتله، فجئت لقتلي، فقال: صدقت يا رسول الله، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأشباه هذا مما لا يحصى. قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون: أنه خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طيرا باذن الله؟ فقال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) قد فعل ما هو شبيه لهذا، إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا، ثم قال للحجر: انفلق فانفلق ثلاث فلق، يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للاخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته، ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها: انشقي، فانشقت نصفين، ثم قال لها: التزقي فالتزقت، ثم قال لها: اشهدي بالنبوة، فشهدت ثم قال لها: ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت، وكان موضعها حيث الجزارين بمكة. قالله اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه كان سياحا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد كانت سياحته في الجهاد، واستنفر في عشر سنين مالا يحصى من حاضر وباد، وأفنى فئاما من العرب من منعوت بالسيف لا يداري بالكلام ولا ينام إلا عن دم، ولا يسافر إلا وهو متجهز لقتال عدوه. قالله اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا؟ قال له علي (ع): لقد كان كذلك، ومحمد (ص) أزهد الانبياء (ع): كان له ثلاثة عشر زوجة سوى من يطيف به من الاماء، ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام، ولا أكل خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط، توفي رسول الله (ص) ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم، ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ له من البلاد، ومكن له من غنائم العباد، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد الثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائل بالعشي فيقول: والذي بعث محمدا بالحق ما أمسي في آل محمد صاع من شعير، ولا صاع من بر، ولا درهم، ولا دينار. قال له اليهودي، فاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد (ص)، وزاد محمدا على الانبياء أضعاف ذلك درجات. فقال ابن عباس لعلى بن أبي طالب (ع): أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم. فقال: ويحك وما لي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله عزوجل في عظمته فقال: وإنك لعلى خلق عظيم.
---------------
الإحتجاج ج 1 ص 210, إرشاد القلوب ج 2 ص 406, بحار الأنوار ج 10 ص 28
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع): جاء رجل من الأنصار إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله، ما أستطيع فراقك، واني لادخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي الله؟ فنزلت {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فدعا النبي (ص) الرجل، فقرأها عليه، وبشره بذلك.
----------
الأمالي للطوسي ص 621, بحار الأنوار ج 8 ص 188, غاية المرام ج 4 ص 296, البرهان ج 2 ص 125
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية