عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر بن محمد (ع): إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام, فهي أرواحنا, فقيل له: يا ابن رسول الله, ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين, آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته, فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم.
----------
كمال الدين ج 2 ص 335, إعلام الورى ص 408, منتخب الأنوار ص 196, بحار الأنوار ج 15 ص 23, العوالم ج 11 ص 30
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي محمد العسكري, عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول (ص): لما خلق الله آدم وحوا (ع) تبخترا في الجنة, فقال آدم لحوا: ما خلق الله خلقاً هو أحسن منا, فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل: أن ائتني بعبدتي التي في جنة الفردوس الأعلى, فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك (1) من درانيك الجنة, على رأسها تاج من نور, وفي اذنيها قرطان من نور, قد أشرقت الجنان من حسن وجهها, قال آدم (ع): حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟! فقال: هذه فاطمة بنت محمد (ص) نبي من ولدك يكون في آخر الزمان, قال فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبي طالب, قال: فما القرطان اللذان في اذنيها؟ قال: ولداها الحسن والحسين, قال حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم الله عز وجل قبل أن تُخلق بأربعة آلاف سنة. (2)
----------
(1) الدرنوك: نوع من البسط أو الثياب له خمل كالزغب على وجه الطنفسة.
(2) كشف الغمة ج 1 ص 456, حلية الأبرار ج 2 ص 9, المحتضر ص 332, بحار الأنوار ج 25 ص 5, رياض الأبرار ج 1 ص 26, العوالم ج 11 ص 41, الصراط المستقيم ج 1 ص 209 بإختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) في حديث طويل انه قال لعمه العباس (ع): يا عم لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نوراً, ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحاً, فمزج النور بالروح فخلقني, وأخي علياً, وفاطمة, والحسن, والحسين, فكنا نسبحه حين لا تسبيح, ونقدسه حين لا تقديس, فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري, فخلق منه العرش, فنور العرش من نوري, ونوري خير من نور العرش, ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب (ع) فخلق منه نور الملائكة, فنور الملائكة من نور علي, فنور علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فاطمة (ع) فخلق منه نور السماوات والارض ونور ابنتي فاطمة من نور الله فنور ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض. ثم فتق نور ولدي الحسن (ع), فخلق منه نور الشمس والقمر, فنور الشمس والقمر من نور ولدي الحسن, ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور ولدي الحسين (ع), فخلق منه الجنة, والحور العين, فنور الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين, ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر الله الظلمات أن تمر على السموات فأظلمت السماوات على الملائكة, فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس, وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا, وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤساً, فبحق هذه الاشباح إلا كشفت عنا هذه الظلمة, فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة (ع) قناديل معلقة في بطنان العرش, فازهرت السماوات والارض, ثم أشرقت بنورها, فلأجل ذلك سميت الزهراء, فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أزهرت منه السماوات والارض؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي, وزوجة وليي, وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم, وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها, ثم لمحبيها إلى يوم القيامة.
----------
تأويل الآيات ص 144, البرهان ج 2 ص 126, حلية الأبرار ج 3 ص 99, مدينة المعاجز ج 3 ص 222, بحار الأنوار ج 37 ص 83, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 465, العوالم ج 11 ص 21
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سدير الصيرفي, عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله (ص): خلق نور فاطمة (ع) قبل أن تخلق الارض والسماء, فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال (ص): فاطمة حوراء إنسية, قال: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الارواح, فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم, قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح، والتهليل، والتحميد, فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه أحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل (ع) فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل, فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام, قلت: منه السلام وإليه يعود السلام, قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة, فأخذتها وضممتها إلى صدري, قال: يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها, ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه, فقال: يا محمد ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الارض فاطمة، قلت: حبيبي جبرئيل، ولم سميت في السماء المنصورة وفي الارض فاطمة؟ قال: سميت في الارض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عز وجل: {يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء} يعني نصر فاطمة لمحبيها.
-----------
معاني الأخبار ص 396, البرهان ج 4 ص 337, بحار الأنوار ج 43 ص 4, العوالم ج 11 ص 39
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله (ص): معاشر الناس, تدرون لما خلقت فاطمة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: خلقت فاطمة (ع) حوراء إنسية لا إنسية قال: خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه, قالوا: يا رسول الله أشكل علينا, تقول: حوراء إنسية لا إنسية, ثم تقول من عرق جبرئيل ومن زغبه؟ قال: إذاً أنبئكم, أهدى إلي ربي تفاحة من الجنة أتاني بها جبرئيل فضمها إلى صدره فعرق جبرئيل ص(ع) وعرقت التفاحة فصار عرقهما شيئاً واحداً, ثم قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته, قلت: وعليك السلام يا جبرئيل, فقال: إن الله أهدى إليك تفاحة من الجنة فأخذتها فقبلتها ووضعتها على عيني وضممتها إلى صدري, ثم قال: يا محمد كلها, قلت: حبيبي جبرئيل هدية ربي تؤكل؟ قال: نعم قد أُمرت بأكلها. فأفلقتها فرأيت منها نوراً ساطعاً, ففزعت من ذلك النور, قال: كل فإن ذلك نور المنصورة فاطمة, قلت: يا جبرئيل ومن المنصورة؟ قال: جارية تخرج من صلبك اسمها في السماء المنصورة وفي الارض فاطمة, فقلت: يا جبرئيل, ولم سميت في السماء منصورة وفي الارض فاطمة؟ قال: سميت فاطمة في الارض لأنه فطمت شيعتها من النار وفطمت اعداؤها عن حبها, وذلك قول الله في كتابه {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} بنصر فاطمة (ع).
-----------
تفسير فرات ص 321، بحار الأنوار ج 43 ص 18, العوالم ج 11 ص 86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن ابن عباس قال: دخلت عائشة على رسول الله (ص) وهو يقبل فاطمة فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال: أما والله لو علمت حبي لها لازددت لها حباً, إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل, ثم قيل لي: أذّن يا محمد, فقلت: أتقدم وانت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم ان الله عز وجل فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلك أنت خاصة, فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة, ثم إلتفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم (ع) في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة, ثم أني صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة, فنوديت: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم, ونعم الأخ أخوك علي, فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل (ع) بيدي فأدخلني الجنة, فإذا أنا بشجرة من نور أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي, فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال: هذه لأخيك علي بن أبي طالب, وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة, ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل, فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي, فلما أن هبطت إلى الارض واقعت خديجة بفاطمة (ع), ففاطمة حوراء إنسية, فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة (ع).
--------
علل الشرائع ج1 ص183، البحار ج8 ص189، دلائل الإمامة ص146، كشف الغمة ج2 ص86, عيون المعجزات ص49، المحتضر ص135، مدينة المعاجز ج2 ص414، تفسير نور الثقلين ج3 ص118، العوالم ج 11 ص 34
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص): لما خلق الله عز وجل الجنة خلقها من نور العرش, ثم أخذ من ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور, وأصاب فاطمة (ع) ثلث النور, وأصاب علياً (ع) وأهل بيته ثلث النور.
---------
الخصال ج 1 ص 187، مناقب آشوب ج 3 ص 325, روضة الواعظين ج 1 ص 148, بحار الأنوار ج 8 ص 188, رياض الأبرار ج 1 ص 21, العوالم ج 11 ص 1165
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص), عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا أحمد لولاك لما خلقتُ الأفلاك, ولولا علي لما خلقتُكَ, ولولا فاطمة لما خلقتكما.
----------
مسند فاطمة الزهراء (ع) ص 6 عن الجنة العاصمة, مجمع النورين ص14 عن بحر المعارف, العوالم ج 11 ص 43
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن جابر, عن أبي عبد الله (ع), قال: قلت له: لم سميت فاطمة الزهراء (ع): زهراء؟ فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته, فلما أشرقت أضاءت السموات والارض بنورها وغشيت أبصار الملائكة, وخرت الملائكة ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما لهذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري أسكنته في سمائي, خلقته من عظمتي, أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء, وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.
-----------
الإمامة والتبصرة ص 133, علل الشرائع ج 1 ص 179, نوادر المعجزات ص 193, كشف الغمة ج 1 ص 464, الدر النظيم ص 456, العدد القوية ص 226, المحتضر ص132، الجواهر السنية ص 474, بحار الأنوار ج 43 ص 12, رياض الأبرار ج 1 ص 15, العوالم ج 11 ص 76
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سليمان الأنصاري قال: كنا جلوساً في مسجد النبي (ص) إذا أقبل علي (ع) فتحفى له النبي (ص) وضمه إلى صدره, وقبل ما بين عينيه, وكان له عشرة أيام منذ دخل بفاطمة (ع) فقال: ألا أخبرك عن عرسك شيئاً؟ قال: إن شئت فافعل صلى الله عليك, قال: هذا جبرئيل, قال: تشاجر آدم وحواء في الجنة, فقال آدم: يا حواء ما هذه المشاجرة؟ فقالت: يقع لنا ما خلق الله أحسن مني ومنك, فأوحى الله إليه: يا آدم طف الجنة فانظر ماذا ترى, قال: فبينما آدم يطوف في الجنة إذ نظر إلى قبة بلا عُلاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها, داخل القبة شخص على رأسه تاج, في عنقه خناق, في أذنيه قرطان, فخر آدم ساجداً لله, فأوحى الله إليه: يا آدم ما هذا السجود وليس موضعك موضع سجود ولا عبادة, فقال آدم (ع): يا جبرئيل ما هذه القبة التي رأيتها, ما رأيت أحسن منها؟ فقال: إن الله عز وجل قال لها: كوني فكانت, قال: فمن هذا الشخص الذي داخلها؟ قال: شخص جارية حوراء إنسية تخرج من ظهر نبي يقال له: محمد, قال: فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: هو أبوها محمد (ص), قال: فما هذا الخناق الذي في عنقها؟ قال: بعلها على بن أبي طالب (ع), قال: ما هذان القرطان اللذان في أذنيها؟ قال: هما قرطا العرش وريحانتا الجنة, ولداها الحسن والحسين (ع). قال: فكيف ترد القيامة هذه الجارية؟ قال: إن الله يقول: ترد على ناقة ليست من نوق دار الدنيا, رأسها من بهاء الله, وموخرها من عظمة الله, وخطامها من رحمة الله, وقوائمها من خشية الله, ولحمها وجلدها معجونان بماء الحيوان, قال الله: كُن فكانت, يقود زمام الناقة سبعون ألف صف من الملائكة, كلهم يقولون: غضوا أبصاركم يا أهل الموقف حتى تجوز الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع).
----------
الدر النظيم ص 458, حلية الأبرار ج 2 ص 10
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله (ع) في قول الله تعالى: {الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة} فاطمة {فيها مصباح} الحسن {المصباح في زجاجة} الحسين {الزجاجة كأنها كوكب دري} فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا {يوقد من شجرة مباركة} إبراهيم {زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا يهودية ولا نصرانية {يكاد زيتها يضيء} يكاد العلم ينفجر بها {ولو لم تمسسه نار نور على نور} إمام منها بعد إمام {يهدي الله لنوره من يشاء} يهدي الله للأئمة من يشاء {ويضرب الله الامثال للناس}.
---------
الكافي ج 1 ص 195, تفسير القمي ج 2 ص 102, مسائل علي بن جعفر (ع) ص 316, الوافي ج 3 ص 511, البرهان ج 4 ص 67, بحار الأنوار ج 4 ص 18, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 602, تفسير كنز ادقائق ج 9 ص 308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سلمان قال: حدثني عمار وقال: أُخبرك عجباً؟ قلت: حدثني يا عمار, قال: نعم, شهدت علي بن أبي طالب وقد ولج على فاطمة, فلما بصرت به نادت: أُدن لأحدثك بما كان, وما هو كائن, وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة, قال: فرأيت أمير المؤمنين (ع) يرجع القهقري, فرجعت برجوعه, إذ دخل على النبي (ص) فقال له: أُدن يا أبا الحسن, فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له: تحدثني أم أحدثك؟ فقال: الحديث منك أحسن يا رسول الله, فقال: كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت فرجعت, فقال علي (ع): نور فاطمة من نورنا؟ فقال (ص): أَوَ لا تعلم؟ فسجد علي شكراً لله تعالى, قال عمار فخرج أمير المؤمنين وخرجت بخروجه, فولج على فاطمة (ع) وولجت معه فقالت: كأنك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قُلته لكَ؟ قال: كان كذلك يا فاطمة, فقالت: إعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت, فلما دخل أبي (ص) إلى الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك, ففعل فأودعني الله تعالى صلب أبي (ص) ثم أودعني خديجة بنت خويلد (ع), فوضعتني وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن, يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
-------------------
عيون المعجزات ص 54, بحار الأنوار ج 43 ص 8, العوالم ج 11 ص 18
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) قال قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعاً من صلبه, إذْ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره, رأى النور, ولم يتبين الاشباح, فقال: يا رب ما هذه الانوار؟! قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك, إذ كنت وعاء لتلك الاشباح. فقال آدم: يا رب لو بينتها لي؟ فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش, فنظر آدم, ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش, فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا, فقال: يا رب ما هذه الاشباح؟ قال الله تعالى: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي, شققت له اسماً من اسمي, وهذا علي, وأنا العلي العظيم, شققت له اسماً من اسمي, وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والارض, فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي, وفاطم أوليائي عما يعتريهم ويسيئهم فشققت لها اسماً من اسمي, وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن والمجمل شققت اسميهما من اسمي, هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي, بهم آخذ, وبهم أعطي, وبهم أعاقب, وبهم أثيب, فتوسل إلي بهم يا آدم, وإذا دهتك داهية, فاجعلهم إلي شفعاءك, فاني آليت على نفسي قسماً حقاً أن لا أخيب بهم آملاً, ولا أرد بهم سائلاً.
فذلك حين زلت منه الخطيئة, دعا الله عز وجل بهم, فتاب عليه وغفر له.
------------
تفسير الإمام العسكري (ع) ص 219، تأويل الآيات ص 51، تفسير الصافي ج 1 ص 115، المحتضر ص 275, غاية المرام ج 4 ص 178, البرهان ج 1 ص 196, بحار الأنوار ج 11 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 376
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد, إني خلقتك وعليا نورا, يعني روحا بلا بدن, قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري, فلم تزل تهللني وتمجدني, ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة, فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني, ثم قسمتها ثنتين, وقسمت الثنتين ثنتين, فصارت أربعة: محمد واحد, وعلي واحد, والحسن والحسين ثنتان, ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن, ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا.
------------
الكافي ج 1 ص 440, الوافي ج 3 ص 680, الجواهر السنية ص 422, بحار الأنوار ج 15 ص 18, العوالم ج 11 ص 29
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن سلمان قال: قال لي رسول الله (ص): إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً, فقلت: يا رسول الله, لقد عرفت هذا من أهل الكتابين, فقال: يا سلمان هل علمت مَن نقبائي ومَن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. فقال: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره, ودعاني فأطعته, وخلق من نوري علياً, ودعاه فأطاعه, وخلق من نور علي فاطمة, ودعاها فأطاعته, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن, ودعاه فأطاعه, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين, فدعاه فأطاعه, ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه, فالله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الاحسان وهذا الحسن, والله المحسن وهذا الحسين, ثم خلق منا ومن نور الحسين, تسعة أئمة, فدعاهم فأطاعوه, قبل أن يخلق سماء مبنية, وأرضاً مدحية, ولا ملكاً ولا بشراً, وكنا نوراً نسبح الله, ونسمع له ونطيع. قال سلمان: فقلت يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان, من عرفهم حق معرفتهم, واقتدى بهم, ووالى وليهم, وتبرأ من عدوهم, فهو والله منا, يرد حيث نرد, ويسكن حيث نسكن, فقلت: يا رسول الله, وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان, فقلت: يا رسول الله, فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين, ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين, ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق, ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله عز وجل, ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله, ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق الله, ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله, ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله, ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله, ثم قال: يا سلمان, إنك مدركه, ومن كان مثلك, ومن تولاه بحقيقة المعرفة, قال سلمان: فشكرت الله كثيراً ثم قلت: يا رسول الله وإني مُؤجَّل إلى عهده؟ قال: يا سلمان إقرأ {فإذا جاء وعد ألاهما بعثنا عل ضيكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً}. قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي, ثم قلت: يا رسول الله, أبعهد منك؟ فقال: إي والله, الذي أرسل محمداً بالحق, مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة, وكل من هو منا ومعنا, ومضام فينا, إي والله يا سلمان, وليحضرن إبليس وجنوده, وكل من محض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً, حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار، ولا يَظلم ربك أحداً, ويحقق تأويل هذه الآية: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}, قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (ص) وما يبالي سلمان متى لقي الموت, أو الموت لقيه.
----------------
مقتضب الأثر ص 6, دلائل الإمامة ص 447, نوادر الأخبار ص 128, البرهان ج 3 ص 503, حلية الأبرار ج 5 ص 358, الإنصاف في النص ص 474, بحار الأنوار ج 53 ص 142
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم، قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق (ع) عن تفسير هذه الآية: {وإن من شيعته لإبراهيم}. فقال (ع): إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم (ع) كشف له عن بصره، فنظر، فرأى نورا إلى جنب العرش، فقال: إلهي، ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمد صفوتي من خلقي. ورأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي، وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني. ورأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة، فطمت محبيها من النار، ونور ولديها: الحسن، والحسين. ورأى تسعة أنوار قد حفوا بهم؟ فقال: إلهي، وما هذه الأنوار التسعة؟ قيل: يا إبراهيم، هؤلاء الأئمة من ولد علي وفاطمة. فقال إبراهيم: إلهي، بحق هؤلاء الخمسة، إلا ما عرفتني من التسعة. فقيل: يا إبراهيم، أولهم علي بن الحسين، وابنه محمد، وابنه جعفر، وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، وابنه الحسن، والحجة القائم ابنه. فقال إبراهيم: إلهي وسيدي، أرى أنوارا قد أحدقوا بهم، لا يحصي عددهم إلا أنت؟ قيل: يا إبراهيم، هؤلاء شيعتهم، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فقال إبراهيم: وبم تعرف شيعته؟ فقال: بصلاة إحدى وخمسين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، والقنوت قبل الركوع، والتختم في اليمين. فعند ذلك قال إبراهيم: اللهم، اجعلني من شيعة أمير المؤمنين. قال: فأخبر الله في كتابه، فقال: {وإن من شيعته لإبراهيم}.
---------------
تأويل الآيات ص 485, البرهان ج 4 ص 600, مدينة المعاجز ج 4 ص 39, الإنصاف في النص ص 478, بحار الأنوار ج 82 ص 80, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 136
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية