عن أبي سعيد الخدري، إنه وضع يده على رسول الله (ص) وعليه حمى، فوجدها من فوق اللحاف، فقال: ما أشد ما عليك يا رسول الله (ص)؟ قال: إنا كذلك يشتد علينا البلاء، ويضعف لنا الأجر، قال: يا رسول الله (ص) أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، قال: ثم من؟ قال: ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى لا يجد إلا العبادة، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء.
------------
التمحيص ص 34, حلية الأبرار ج 1 ص 379, بحار الأنوار ج 16 ص 275, مستدرك الوسائل ج 2 ص 435
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال أبو عبد الله (ع): دعي النبي (ص) إلى طعام، فلما دخل منزل الرجل، نظر إلى دجاجة، فوق حائط قد باضت، فتقع البيضة على وتد في حائط، فثبتت عليه، ولم تسقط، ولم تنكسر، فتعجب النبي (ص) منها، فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة؟ فو الذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط، فنهض رسول الله (ص)، ولم يأكل من طعامه شيئا، وقال: من لم يرزء فما لله فيه من حاجة.
------------
الكافي ج 2 ص 256, الوافي ج 5 ص 767, حلية الأبرار ج 1 ص 380, مرآة العقول ج 9 ص 337, بحار الأنوار ج 22 ص 130
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن سلام بن المستنير، قال: كنت عند أبي جعفر (ع)، فدخل عليه حمران بن أعين، وسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام، قال لأبي جعفر (ع): أخبرك أطال الله تعالى بقاءك لنا، وأمتعنا بك: إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلو أنفسنا عن الدنيا، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا، قال: فقال أبو جعفر (ع): إنما هي القلوب، مرة تصعب ومرة تسهل. ثم قال أبو جعفر (ع): أما إن أصحاب محمد (ص) قالوا: يا رسول الله (ص) نخاف علينا النفاق، قال: فقال: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا، وجلنا، ونسينا الدنيا، وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار، ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل، يكاد أن نحول عن الحالة التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا؟ فقال لهم رسول الله (ص): كلا إن هذه خطوات الشيطان، فيرغبكم في الدنيا، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها، لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما سمعت قول الله عز وجل: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} وقال: {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.
------------
الكافي ج 2 ص 423, تفسير العياشي ج 1 ص 109, الوافي 4 ص 250, البرهان ج 1 ص 463, حلية الأبرار ج 1 ص 381, مرآة العقول ج 11 ص 261, بحار الأنوار ج 67 ص 56, العوالم ج 19 ص 392, مجموعة ورام ج 2 ص 210
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع)، قال: إن ثلاث نسوة أتين رسول الله (ص)، فقالت إحداهن: إن زوجي لا يأكل اللحم، وقالت الأخرى: إن زوجي لا يشم الطيب، وقالت الأخرى: إن زوجي لا يقرب النساء، فخرج رسول الله (ص) يجر ردائه حتى صعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه وقال (ص): ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم، ولا يشمون الطيب، ولا يأتون النساء؟ أما إني آكل اللحم، وأشم الطيب، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
------------
الكافي ج 5 ص 496, الوافي ج 22 ص 704, وسائل الشيعة ج 20 ص 107, حلية الأبرار ج 1 ص 390, مرآة العقول ج 20 ص 304,. بحار الأنوار ج 22 ص 124
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع)، قال: إن النبي (ص) اتي بطعام حار جدا، فقال: ما كان الله عز وجل ليطعمنا النار، أقروه حتى يبرد ويمكن، فإنه طعام ممحوق البركة، وللشيطان فيه نصيب.
-----------
الكافي ج 6 ص 322, الوافي ج 20 ص 491, وسائل الشيعة ج 24 ص 399, هداية الأمة ج 8 ص 101, حلية الأبرار ج 1 ص 411, مرآة العقول ج 22 ص 148, بحار الأنوار ج 16 ص 267
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (ص) قال في خطبته: إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكان إذا خطب قال في خطبته: أما بعد، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه، ثم يقول: صحبتكم الساعة، أو مستكم، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، ويشير بأصبعه.
------------
الأمالي للطوسي ص 337, حلية الأبرار ج 1 ص 263, بحار الأنوار ج 2 ص 301
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال أبو عبد الله (ع): قال رسول الله (ص): ثلاثة لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله, وإنصاف الناس من نفسه, وذكر الله على كل حال وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر فقط ولكن إذا ورد على ما يحرم خاف الله
----------------
وسائل الشيعة ج 12 ص 27, مصادقة الإخوان ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): سيد الأعمال ثلاث: إنصاف الناس من نفسك, ومواساة الأخ في الله عز وجل, و ذكر الله تعالى على كل حال.
---------------
مستدرك الوسائل ج 5 ص 285, الجعفريات ص 230
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان: في ملكوت السماء, والفردوس, وجنة عدن غرسها ربنا بيده.
--------------
الكافي ج 2 ص 200, وسائل لشيعة ج 24 ص 304, بحار الأنوار ج 71 ص 371, المحاسن ج 2 ص 393, مصادقة الإخوان ص 44
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عز وجل عليه: الإجلال له في عينه, والود له في صدره, والمواساة له في ماله, وأن يحرم غيبته, وأن يعوده في مرضه, وأن يشيع جنازته, وأن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا.
------------
من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 398, وسائل الشيعة ج 12 ص 208, بحار الأنوار ج 71 ص 222, الأمالي للصدوق ص 32, الخصال ج 2 ص 351, الدعوات ص 222, روضة الواعظين ج 2 ص 292, مشكاة الأنوار ص 77
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): من واسى الفقير من ماله, وأنصف الناس من نفسه, فذلك المؤمن حقا.
------------
الكافي ج 2 ص 147, وسائل الشيعة ج 15 ص 284, بحار الأنوار ج 72 ص 40
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): تصافحوا فإن المصافحة تزيد في المودة.
-----------
مستدرك الوسائل ج 9 ص 57, الجعفريات ص 153, دعائم الأسلام ج 2 ص 326
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): من أذل مؤمنا أذله الله.
--------
بحار الأنوار ج 66 ص 382, الأمالي للطوسي ص 182
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): من استذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة ثم يفضحه.
----------
بحار الأنوار ج 69 ص 44, جامع الأخبار ص 111, روضة الواعظين ج 2 ص 454, صحيفة الرضا (ع) ص 63, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 33, مشكاة الأنوار ص 128
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص) مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط, إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء, وإذا انكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء.
-------------
الكافي ج 3 ص 266, من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 211, التهذيب ج 2 ص 238, وسائل الشيعة ج 4 ص 33و بحار الأنوار ج 79 ص 218
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس: أيها الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم.
------------
من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 208, التهذيب ج 2 ص 238, وسائل الشيعة ج 4 ص 120, بحار الأنوار ج 79 ص 209, الأمالي للصدوق ص 496, ثواب الأعمال ص 35, علل الشرائع ج 1 ص 247, عوالي اللآلي ج 1 ص 351, فلاح السائل ص 156, مكارم الأخلاق ص 300.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): الصلاة ميزان من وفى استوفى.
-------------
الكافي ج 3 ص 266, وسائل الشيعة ج 4 ص 23, مستدرك الوسائل ج 3 ص 33, بحار الأنوار ج 79 ص 235, معاني الأخبار ص 283
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): ليس مني من استخف بصلاته, لا يرد علي الحوض لا والله.
-----------
الفقيه ج 1 ص 206, فقه الرضا (ع) ص 101, المقنع ص 73, تحرير الكلام ج 1 ص 173, منتهى المطلب ج 4 ص 10, الحدائق الناضرة ج 6 ص 9, الينابيع الفقهية ج 3 ص 9, التهذيب ج 9 ص 106, وسائل الشيعة ج 4 ص 26, مستدرك الوسائل ج 3 ص25, عوالي اللئالي ج 3 ص 65, بحار الأنوار ج 79 ص 224
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله.
------
الكافي ج 2 ص 287, كفاية الأحكام ج 1 ص 141, التحفة السنية ص 19, الحدائق الناضرة ج 10 ص 51, علل الشرائع ج 2 ص 392, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 259, الفقيه ج 3 ص 564, وسائل الشيعة ج 15 ص 320, مناقب آشوب ج 3 ص 375, بحار الأنوار ج 47 ص 217, تفسير مجمع البيان ج 3 ص 72, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 161
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): من ترك صلاته حتى تفوته من غير عذر فقد حبط عمله.
-----
جامع الأخبار ص 73, مستدرك الوسائل ج 3 ص 44, بحار الأنوار ج 79 ص 202, معارج اليقين ص 185
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة.
-------
جامع الأخبار ص 73, مستدرك الوسائل ج 3 ص 45, بحار الأنوار ج 79 ص 202, معارج اليقين ص 186
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): المكر والخديعة والخيانة في النار.
---------------
الكافي ج2 ص338 عن أمير المؤمنين باختلاف يسير، عنه البحار ج33 ص454/ح41 ص129، ثواب الأعمال ص271، عنه البحار ج41 ص109/ج72 ص285، وسائل الشيعة ج8 ص571/ج11 ص52، مستدرك الوسائل ج9 ص80/ج14 ص12.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): لا تخن من خانك فتكون مثله.
--------------
مستدرك الوسائل ج9 ص106/ج15 ص183، بحار الانوار ج71 ص104، كتاب النوادر ص95، عنه البحار ج100 ص175. وورد مثله في: دعائم الاسلام ج2 ص487، تحف العقول ص81، الاستبصار ج3 ص52، التهذيب ج6 ص348، وسائل الشيعة ج12 ص202، مستدرك الوسائل ج9 ص136/ج14 ص9، عيون الحكم ص83، كشف المحجة ص167، عوالي اللئالي ج1 ص453/ج2 ص344/ج3 ص250، بحار الانوار ج74 ص208/ج75 ص10.
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص) قال: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه, وأصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب.
-------
مستدرك الوسائل ج 9 ص 84, بحار الأنوار ج 69 ص 262, الأختصاص ص 232
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص) قال: من أعظم الخطايا اللسان الكذوب.
----------
مستدرك الوسائل ج 9 ص 85, بحار الأنوار ج 74 ص 135, الأختصاص ص 342, شرح نهج البلاغة ج 20 ص 260, كنز الفوائد ج 1 ص 216
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص) قال: أربى الربا الكذب.
----------
من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 377, وسائل الشيعة ج 12 ص 246, مستدرك الوسائل ج 9 ص 86, بحار الأنوار ج 21 ص 210, الأختصاص ص 342, تفسير القمي ج 1 ص 290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): من أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله, ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عز وجل أوثق منه بما في يده.
---------
من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 400, بحار الأنوار ج 68 ص 138, الأمالي للصدوق ص 305, معاني الأخبار ص 196
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): من توكل وقنع ورضي كفي المطلب.
-------------
مستدرك الوسائل ج 11 ص 217, بحار الأنوار ج 68 ص 154, الجعفريات ص 224, نوادر الراوندي ص 16
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب, ولكن الزهد في الدنيا قصر الأمل.
----------------
مستدرك الوسائل ج 12 ص 44, مشكاة الأنوار ص 114
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): ليس الزهد في الدنيا تحريم الحلال, ولا إضاعة المال, ولكن الزهد في الدنيا: الرضا بالقضاء, والصبر على المصائب, واليأس عن الناس.
--------------
مستدرك الوسائل ج 12 ص 51
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): حسن الخلق يثبت المودة
--------
بحار الانوار ج74 ص150, ارشاد القلوب ج1 ص133, تحف العقول ص45, مشكاة الانوار ص70
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): ما أخاف عليكم بعدي إلا ثلاثا: الجهل بعد المعرفة, ومضلات الفتن, وشهوات العين من البطن والفرج.
------------
المحاسن ج 1 ص 295, بحار الأنوار ج 68 ص 273
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): العلم رأس الخير كله, والجهل رأس الشر كله.
------------
بحار الأنوار ج 74 ص 177
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): لا فقر أشد من الجهل.
---------
الكافي ج 1 ص 25, الفقيه ج 4 ص 371, وسائل الشيعة ج 15 ص 207, بحار الأنوار ج 2 ص 22, تحف العقول ص 6, التوحيد ص 375, عوالي اللآلي ج 4 ص 73, كشف الغمة ج 1 ص 566, مستطرفات السرائر ص 620, مكارم الأخلاق ص 444
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): من علامات الشقاء: جمود العين, وقسوة القلب, وشدة الحرص في طلب الرزق, والإصرار على الذنب.
----------
الكافي ج 2 ص 290, وسائل الشيعة ج 15 ص 337, بحار الأنوار ج 67 ص 52, الخصال ج 1 ص 242, روضة الواعظين ج 2 ص 414, مشكاة الأنوار ص 256
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
قال رسول الله (ص): اعلم يا علي أن الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن.
---------------
من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 409, وسائل الشيعة ج 12 ص 46, بحار الأنوار ج 67 ص 386, الخصال ج 1 ص 101, علل الشرائع ج 2 ص 559
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
وصية رسول الله (ص) لأبو ذر
قال أبو ذر: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (ص) في مسجده، فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله (ص) وعلي (ع) إلى جانبه جالس، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها. فقال: نعم وأكرم بك يا أبا ذر، إنك منا أهل البيت، وإني موصيك بوصية إذا حفظتها فإنها جامعة لطرق الخير وسبله، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان. يا أبا ذر، اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه عز وجل يراك، واعلم أن أول عبادته المعرفة به بأنه الأول قبل كل شيء فلا شيء قبله، والفرد فلا ثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، وهو الله اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير، ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس {بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. واعلم يا أبا ذر، أن الله تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا. يا أبا ذر، احفظ ما أوصيتك به تكن سعيدا في الدنيا والآخرة. يا أبا ذر، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. يا أبا ذر، اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك. يا أبا ذر، إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك تكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم. يا أبا ذر، كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومنتظر غدا لا يبلغه. يا أبا ذر، لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره. يا أبا ذر، كن في الدنيا كأنك غريب وكعابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور. يا أبا ذر، إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا. يا أبا ذر، إياك أن تدركك الصرعة عند الغرة فلا تمكن من الرجعة، ولا يحمدك من خلفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت. يا أبا ذر، ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها. يا أبا ذر، كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك. يا أبا ذر، هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا، أو فقرا منسيا، أو مرضا مضنيا، أو هرما مفندا ، أو موتا محيرا أو الدجال فإنه شر غائب ينتظر، أو الساعة {و الساعة أدهى وأمر}. يا أبا ذر، إن شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة. يا أبا ذر، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل: لا أعلمه. تنج من تبعته، ولا تفت الناس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة. يا أبا ذر، يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم! فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله. يا أبا ذر، إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله عز وجل أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين. يا أبا ذر، إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع. يا أبا ذر، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، ومن أعطى خيرا فالله عز وجل أعطاه، ومن وقي شرا فإن الله وقاه. يا أبا ذر، المتقون سادة، والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة. يا أبا ذر، إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه. يا أبا ذر، إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة. يا أبا ذر، لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت. يا أبا ذر، إن نفس المؤمن أشد تقلبا وخيفة من العصفور حين يقذف به في شرك. يا أبا ذر، من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فذلك المرء إنما يوبخ نفسه. يا أبا ذر، إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. يا أبا ذر، إنك إذا طلبت شيئا من الآخرة واتبعته تيسر لك، وإذا رأيت شيئا من أمر الدنيا واتبعته عسر عليك، فإنك على حال خشيته. يا أبا ذر، لا تنطق فيما لا يعنيك فإنك لست منه في شيء، واحرز لسانك كما تحرز رزقك. يا أبا ذر، إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم، وفوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا، فبم فضلتهم علينا فيقال: هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمئون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون. يا أبا ذر، إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إلي كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، فإن الجائع إذا أكل الطعام شبع، وإذا شرب الماء روي، وأنا لا أشبع من الصلاة. يا أبا ذر، إن الله تعالى بعث عيسى ابن مريم بالرهبانية، وبعثت بالحنيفية السمحة، وحببت إلي النساء والطيب، وجعلت في الصلاة قرة عيني. يا أبا ذر، أيما رجل تطوع في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، كان له حقا واجبا بيت في الجنة. يا أبا ذر، صلاة في مسجدي هذا تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره، وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عز وجل يطلب بها وجه الله تعالى. يا أبا ذر، إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح. يا أبا ذر، ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا ابن آدم، لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت ولا التفت. يا أبا ذر، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة، ألا وهم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغيرها. يا أبا ذر، لا تجعل بيتك قبرا، واجعل فيه من صلاتك يضيء بها قبرك. يا أبا ذر، الصلاة عمود الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر. يا أبا ذر، الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره، فيفرح فيقول: ما هذا فيقال: هذا نور أخيك المؤمن. فيقول: هذا أخي فلان، كنا نعمل جميعا في الدنيا، وقد فضل علي هكذا! فيقال: إنه كان أفضل منك عملا، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى. يا أبا ذر، الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين، وكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله أنه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها! يا أبا ذر، ومن أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علما لا ينفعه الله عز وجل به، لأن الله جل ثناؤه نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا{ إلى قوله: {يبكون}. يا أبا ذر، من استطاع أن يبكي قلبه فليبك، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك. يا أبا ذر، إن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تشعرون. يا أبا ذر، ما من خطيب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة وما أراد بها. يا أبا ذر، إن صلاة النافلة في السر تفضل على العلانية كفضل الفريضة على النافلة. يا أبا ذر، ما يتقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود. يا أبا ذر، اذكر الله ذكرا خاملا. قلت: يا رسول الله، وما الذكر الخامل قال: الذكر الخفي. يا أبا ذر، يقول الله عز وجل: لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة، وإذا خافني أمنته يوم القيامة. يا أبا ذر، لو أن رجلا كان له مثل عمل سبعين نبيا لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة. يا أبا ذر، إن العبد لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيقول: أما إني قد كنت منك مشفقا، فيغفر له. يا أبا ذر، إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، ويعمل المحقرات فيأتي الله عز وجل وهو من الأشقياء، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله عز وجل آمنا يوم القيامة. يا أبا ذر، إن العبد ليذنب فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنة. فقلت: وكيف ذلك، يا رسول الله قال: يكون ذلك الذنب نصب عينه تائبا منه فارا إلى الله حتى يدخل الجنة. يا أبا ذر، إن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه وهواها، وتمنى على الله عز وجل الأماني. يا أبا ذر، إن أول شيء يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا. يا أبا ذر، والذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى الكافر والفاجر منها شربة من ماء. يا أبا ذر، إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل. يا أبا ذر، ما من شيء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من الإيمان به وترك ما أمر أن يترك. يا أبا ذر، إن الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى (ع): يا عيسى، لا تحب الدنيا فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنها دار المعاد. يا أبا ذر، إن جبرئيل (ع) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء، فقال: يا محمد، إن هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربك تعالى، فقلت: حبيبي جبرئيل، لا حاجة لي فيها، إذا شبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته. يا أبا ذر، إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره بعيوب نفسه. يا أبا ذر، ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام. يا أبا ذر، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي إليك الحكمة. فقلت: يا رسول الله، من أزهد الناس قال: من لم ينس المقابر والبلى، وترك ما يفنى لما يبقى، ومن لم يعد غدا من أيامه، وعد نفسه في الموتى. يا أبا ذر، إن الله تعالى لم يوح إلي أن أجمع المال، لكن أوحى إلي أن سبح {بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. يا أبا ذر، إني ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني. يا أبا ذر، حب المال والشرف مذهب لدين الرجل. قال: قلت: يا رسول الله، الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا يستبقون الناس إلى الجنة قال: لا، ولكن فقراء المؤمنين، فإنهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب الناس، فيقول لهم خزنة الجنة: كما أنتم حتى تحاسبوا. فيقولون: بم نحاسب! فو الله ما ملكنا حتى نجور ونعدل، ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط، ولكنا عبدنا ربنا {حتى أتانا اليقين}. يا أبا ذر، إن الدنيا مشغلة للقلب والبدن، فإن الله عز وجل يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها، فكيف بما نعموا في حرامها! يا أبا ذر، إني قد سألت الله عز وجل أن يجعل رزق من أحبني الكفاف، ويعطي من أبغضني المال والبنين. يا أبا ذر، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، واتخذوا الكتاب شعارا، والدعاء لله دثارا، وقرضوا الدنيا قرضا. يا أبا ذر، إن حرث الآخرة العمل الصالح، وحرث الدنيا المال والبنون. يا أبا ذر، إن ربي (تبارك اسمه) أخبرني، فقال: وعزتي وجلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا، وإني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد. قال: قلت: يا رسول الله، أي المؤمنين أكيس قال: أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا. يا أبا ذر، إذا دخل النور القلب انفتح القلب واستوسع. قلت: فما علامة ذلك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله. يا أبا ذر، اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر. يا أبا ذر، إن لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد، ولو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، ولو أن دلوا صب من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها، ولو أن زفرات جهنم زفرت لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، يقول: رب نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق (عليهما السلام) يقول: يا رب أنا خليلك إبراهيم لا تنسني. يا أبا ذر، لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء القمر ليلة البدر، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، ولو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم. يا أبا ذر، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن. يا أبا ذر، إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولا بالتفكر والخشوع، واعلم أنك لاحق به. يا أبا ذر، اعلم أن كل شيء إذا فسد فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء- قال الشيخ: هذا المثل لعلماء السوء- واعلم أن فيكم خلتين: الضحك من غير عجب، والكسل من غير سهر. يا أبا ذر، ركعتان مقتصرتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه. يا أبا ذر، الحق ثقيل مر، والباطل خفيف حلو، ورب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا. يا أبا ذر، لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها. يا أبا ذر، لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم. يا أبا ذر، حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية، استح من الله، فإني والذي نفسي بيده لأظل حين أذهب إلى الغائط متقنعا بثوبي أستحي من الملكين اللذين معي. يا أبا ذر، أ تحب أن تدخل الجنة قلت: نعم فداك أبي. قال: فأقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينك، واستح من الله حق الحياء. قال: قلت يا رسول الله، كلنا نستحي من الله. قال: ليس كذلك الحياء، ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى، والجوف وما وعى، والرأس وما حوى، فمن أراد كرامة الأجر فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله. يا أبا ذر، يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح. يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر. يا أبا ذر، إن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم. يا أبا ذر، إن ربك عز وجل يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل يصبح في الأرض فردا، فيؤذن ثم يصلي، فيقول ربك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم، ورجل قام من الليل فصلى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول تعالى: انظروا إلى عبدي روحه عندي، وجسده في طاعتي ساجد، ورجل في زحف فر أصحابه وثبت وهو يقاتل حتى يقتل. يا أبا ذر، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل نزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم. يا أبا ذر، ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا: يا جارة، هل مر بك اليوم ذاكر لله تعالى، أو عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله تعالى فمن قائلة: لا. ومن قائلة: نعم، فإذا قالت: نعم، اهتزت وانشرحت وترى أن لها فضلا على جارتها. يا أبا ذر، إن الله جل ثناؤه لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر، لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلم فجرة بني آدم، والكلمة العظيمة قولهم: اتخذ الله ولدا*، فلما قالوها اقشعرت الأرض وذهبت منفعة الأشجار. يا أبا ذر، إن الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا. يا أبا ذر، إذا كان العبد في أرض قفر فتوضأ أو تيمم ثم أذن وأقام وصلى، أمر الله عز وجل الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يرى طرفاه، يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه. يا أبا ذر، من أقام ولم يؤذن، لم يصل معه إلا الملكان اللذان معه. يا أبا ذر، ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقا. يا أبا ذر، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين. يا أبا ذر، الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر. يا أبا ذر، لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي، ولا تأكل طعام الفاسقين. يا أبا ذر، أطعم طعامك من تحبه في الله، وكل طعام من يحبك في الله عز وجل. يا أبا ذر، إن الله عز وجل عند لسان كل قائل، فليتق الله امرؤ، وليعلم ما يقول. يا أبا ذر، اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك. يا أبا ذر، كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمعه. يا أبا ذر، ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان. يا أبا ذر، إن من إجلال الله إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن وأهله، وإكرام السلطان المقسط. يا أبا ذر، من فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. يا أبا ذر، أ لا أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن قلت: بلى، يا رسول الله. قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله عز وجل، وإذا استعنت فاستعن بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو أن الخلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتب لك ما قدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله عز وجل بالرضا في اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وإن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا. يا أبا ذر، استغن بغناء الله يغنك الله. فقلت: وما هو، يا رسول الله فقال: غداء يوم وعشاء ليلة، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس. يا أبا ذر، إن الله (تبارك وتعالى) يقول: إني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكن همه وهواه، فإن كان همه وهواه فيما أحب وأرضى جعلت صمته حمدا لي ووقارا وإن لم يتكلم. يا أبا ذر، إن الله (تبارك وتعالى) لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. يا أبا ذر، التقوى التقوى هاهنا، وأشار إلى صدره. يا أبا ذر، أربع لا يصيبهن إلا مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع لله (سبحانه وتعالى)، وذكر الله (سبحانه وتعالى) في كل حالة، وقلة الشيء، يعني قلة المال. يا أبا ذر، هم بالحسنة، وإن لم تعملها، لكيلا تكتب من الغافلين. يا أبا ذر، من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنة. قلت: يا رسول الله، إنا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا قال: يا أبا ذر، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك. يا أبا ذر، إن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله جل ثناؤه فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنم ما بين السماء والأرض. يا أبا ذر، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له. يا أبا ذر، من صمت نجا، فعليك بالصدق، ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا. قلت: يا رسول الله، فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا قال: الاستغفار، والصلوات الخمس تغسل ذلك. يا أبا ذر، إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا. قلت: يا رسول الله، وما ذاك بأبي أنت وأمي قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها. يا أبا ذر، سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله، وحرمة ماله كحرمة دمه. قلت: يا رسول الله، ما الغيبة قال: ذكرك أخاك بما يكرهه. قلت: يا رسول الله، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به. قال: اعلم إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته. يا أبا ذر، من ذب عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه على الله عز وجل أن يعتقه من النار. يا أبا ذر، من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة. يا أبا ذر، لا يدخل الجنة قتات. قلت: ما القتات قال: النمام. يا أبا ذر، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز وجل في الآخرة. يا أبا ذر، من كان ذو وجهين ولسانين في الدنيا، فهو ذو لسانين في النار. يا أبا ذر، المجالس بالأمانة، وإفشاؤك سر أخيك خيانة فاجتنب ذلك، واجتنب مجلس العشيرة. يا أبا ذر، تعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الإثنين والخميس. يغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا. يا أبا ذر، إياك والهجران لأخيك المؤمن، فإن العمل لا يتقبل مع الهجران. يا أبا ذر، من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار. يا أبا ذر، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك. فقال رجل: يا رسول الله، إني ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي حسن، فهل ترهب علي ذلك فقال: كيف تجد قلبك قال: أجده عارفا للحق مطمئنا إليه. قال: ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى الناس فلا ترى أحدا عرضه كعرضك ولا دمه كدمك. يا أبا ذر، أكثر من يدخل النار المستكبرون. فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد، يا رسول الله قال: نعم، من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين. يا أبا ذر، من حمل بضاعته، فقد برئ من الكبر، يعني ما يشتري من السوق. يا أبا ذر، من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة. يا أبا ذر، إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبه. يا أبا ذر، من رقع ذيله، وخصف نعله، وعفر وجهه، فقد برئ من الكبر. يا أبا ذر، من كان له قميصان فليلبس أحدهما وليكن الآخر لأخيه. يا أبا ذر، سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم ويغذون به، همتهم ألوان الطعام والشراب، ويمدحون بالقول، أولئك شرار أمتي. يا أبا ذر، من ترك لبس الجمال، وهو يقدر عليه تواضعا لله، كساه الله حلة الكرامة. يا أبا ذر، طوبى لمن تواضع لله عز وجل في غير منقصة، وأذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقر والحكمة، طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله. يا أبا ذر، البس الخشن من اللباس، والصفيق من الثياب، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا. يا أبا ذر، يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم، يرون أن لهم الفضل بذلك على غيرهم، أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض. يا أبا ذر، أ لا أخبرك بأهل الجنة قلت: بلى يا رسول الله. قال: كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبره.
------------
الأمالي للطوسي ص 525, مكارم الأخلاق ص 458, مجموعة ورام ج 2 ص51, أعلام الدين ص 189, الوافي ج 26 ص 185, بحار الأنوار ج 74 ص 73
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوب الحمار موكفا، وحلب العنزبيدي، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سنة من بعدي.
------------
الخصال ج 1 ص 271, الأمالي للصدوق ص 72, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 81, علل الشرائع ج 1 ص 130, مكارم الأخلاق ص 115, وسائل الشيعة ج 12 ص 62, حلية الأبرار ج 1 ص214, بحار الأنوار ج 16 ص 215, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 62
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): ما لي وللدنيا, إنما مثلي ومثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في يوم صائف, فقال تحتها ثم راح و تركها.
------------
الكافي ج 2 ص 134, حلية الأبرار ج 1 ص 215, مكارم الأخلاق 25, مشكاة الأنوار ص 264, مجموعة ورام ج 1 ص 78, كشف الغمة ج 2 ص 122, الوافي ج 4 ص 397, وسائل الشيعة ج 16 ص 17, حلية الأبرار ج 1 ص 215, مرآة العقول ج 8 ص 301, بحار الأنوار ج 16 ص 239
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
قال رسول الله (ص): أكثروا من قبلة أولادكم, فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام.
-----------
روضة الواعظين ج 2 ص 369, وسائل الشيعة ج 21 ص 485, بحار الأنوار ج 26 ص 864
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية