سورة التوبة
{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (1) فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين (2) وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم (3)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الصباح الكناني, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله | إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله | فقال: يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فبعث رسول الله | أمير المؤمنين × في طلبه فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات, فرجع أبو بكر إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله, أأنزل الله في شيئا؟ قال: لا, إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
* تفسير الإمام العسكري ×, قال علي بن الحسين ×: ثم بعث رسول الله | بعشر آيات من سورة براءة مع أبي بكر بن أبي قحافة، وفيها ذكر نبذ العهود إلى الكافرين، وتحريم قرب مكة على المشركين. فأمر أبا بكر بن أبي قحافة على الحج، ليحج بمن ضمه الموسم ويقرأ عليهم الآيات، فلما صدر عنه أبو بكر جاءه المطوق بالنور جبرئيل × فقال: يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فابعث عليا × ليتناول الآيات، فيكون هو الذي ينبذ العهود ويقرأ الآيات. يا محمد ما أمرك ربك بدفعها إلى علي × ونزعها من أبي بكر سهوا ولا شكا ولا استدراكا على نفسه غلطا, ولكن أراد أن يبين لضعفاء المسلمين أن المقام الذي يقومه أخوك علي × لن يقومه غيره سواك يا محمد, وإن جلت في عيون هؤلاء الضعفاء من أمتك مرتبته وشرفت عندهم منزلته. فلما انتزع علي × الآيات من يده، لقي أبو بكر بعد ذلك رسول الله | فقال: بأبي أنت] وأمي يا رسول الله, أنت أمرت عليا أن أخذ هذه الآيات من يدي؟ فقال رسول الله |: لا، ولكن العلي العظيم أمرني أن لا ينوب عني إلا من هو مني.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن محمد قال: حدثني حمدان بن سليمان النيشابوري قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني, عن منيع, عن يونس, عن علي بن أعين, عن أخيه, عن جده, عن أبي رافع قال: لما بعث رسول الله | ببراءة مع أبي بكر أنزل الله عليه: تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه؟ فأرسل رسول الله | فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي ×, فقال له علي ×: أوصني يا رسول الله, فقال له: إن الله يوصيك ويناجيك, قال: فناجاه يوم براءة قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, من إحتجاج أمير المؤمنين ‘ مع الزنديق: عمد النبي | إلى سورة براءة فدفعها إلى من علم أن الأمة تؤثره على وصيه, وأمره بقراءتها على أهل مكة, فلما ولى من بين يديه أتبعه بوصيه وأمره بارتجاعها منه والنفوذ إلى مكة ليقرأها على أهلها, وقال: إن الله جل جلاله أوحى إلي أن لا يؤدي عني إلا رجل مني, دلالة منه على خيانة من علم أن الأمة اختارته على وصيه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حريز, عن أبي عبد الله × قال: إن رسول الله | بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل × فقال: لا يبلغ عنك إلا علي، فدعا رسول الله | عليا فأمره أن يركب ناقة العضباء, وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطه؟ فقال: لا, إلا أنه أنزل عليه لا يبلغ إلا رجل منك.
في خبر محمد بن مسلم فقال – أبو بكر الى أمير المؤمنين ‘: يا علي هل نزل في شيء منذ فارقت رسول الله؟ قال: لا, ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد إلا رجل منه.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود قال: حدثنا كثير أبو إسماعيل, عن جميع بن عمير قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه, فقلت: حدثني عن علي ×, فقال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة, فلما أتى ذا الحليفة أتبعه عليا × فأخذها منه, قال أبو بكر: يا علي, ما لي؟ أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن رسول الله | قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي, قال: فرجع إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: أتشهد على ابن عمر بهذا؟ قال: نعم, ثلاثا.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عن خلف بن حماد الأسدي, عن أبي الحسن العبدي, عن سليمان بن مهران, عن الحكيم بن مقسم, عن ابن عباس أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة, ثم أتبعه عليا × فأخذها منه, فقال أبو بكر: يا رسول الله, خيف في شيء؟ قال: لا, إلا أنه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا سليمان بن عبد الجبار قال: حدثنا علي بن قادم قال: أخبرنا إسرائيل, عن عبد الله بن شريك, عن الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعلي × منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعة, لأن تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح, إحداها أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش, فسار بها يوما وليلة, ثم قال لعلي ×: اتبع أبا بكر, فبلغها, ورد أبا بكر, فقال: يا رسول الله, أنزل في شيء؟ قال: لا, إلا أنه لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة, عن سماك بن حرب, عن أنس بن مالك: أن النبي | بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر, فبعث عليا × وقال: لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي.
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد بن خنيس العبدي قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني, عن عبد الله بن شريك, عن الحارث بن ثعلبة, عن سعد بن أبي وقاص في حديث طويل: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين, فلما سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب × نحوه فقال: اقبض براءة منه واردده إلي, فمضى إليه أمير المؤمنين × فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله |, فلما مثل بين يديه بكى وقال: يا رسول الله أحدث في شيء؟ أم نزل في قرآن؟ فقال رسول الله | لم ينزل فيك قرآن ولكن جبرئيل × جاءني عن الله عز وجل فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, وعلي مني وأنا من علي, ولا يؤدي عني إلا علي.
* كتاب سليم بن قيس, قال سليم بن قيس: لقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت له: إني سمعت عليا × يقول: سمعت رسول الله | يقول: اتقوا فتنة الأحبش، اتقوا فتنة سعد، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله, فقال سعد: اللهم إني أعوذ بك أن أبغض عليا، أو يبغضني]، أو أقاتل عليا، أو يقاتلني، أو أعادي عليا، أو يعاديني. إن عليا كانت له خصال، لم يكن لأحد من الناس مثلها. إنه صاحب براءة حين قال رسول الله |: لا يبلغ عني إلا رجل مني.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدثني جعفر بن محمد النوفلي, عن يعقوب بن يزيد قال: قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عبيدة, عن عمرو بن أبي المقدام, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن محمد بن الحنفية وعمرو بن أبي المقدام, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر, عن أمير المؤمنين ‘ في حديث اليهودي السائل عن خصال الأوصياء, قال ×: وأما السابعة يا أخا اليهود, فإن رسول الله | لما توجه لفتح مكة أحب أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله عز وجل آخرا كما دعاهم أولا, فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب الله, ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم, ونسخ لهم في آخره سورة براءة ليقرأها عليهم, ثم عرض على جميع أصحابه المضي به فكلهم يرى التثاقل فيه, فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا فوجهه به, فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فأنبأني رسول الله | بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة, فأتيت مكة, وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا لفعل, ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله وولده وماله, فبلغتهم رسالة النبي | وقرأت عليهم كتابه, فكلهم يلقاني بالتهدد والوعيد ويبدي لي البغضاء ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم, فكان مني في ذلك ما قد رأيتم, ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا, عن عيسى بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله جعفر الصادق ×: أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة, فسار حتى بلغ الجحفة, فبعث رسول الله | أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في طلبه, فأدركه, فقال أبو بكر لعلي ×: أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن لا يؤديه إلا نبيه أو رجل منه, وأخذ علي × الصحيفة وأتى الموسم, وكان يطوف على الناس ومعه السيف ويقول {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} فلا يطوف بالبيت عريان بعد عامه هذا ولا مشرك, فمن فعل فإن معاتبتنا إياه بالسيف. قال: وكان يبعثه إلى الأصنام فيكسرها ويقول: لا يؤدي عني إلا أنا وأنت. فقال له يوم لحقه علي × بالخندق في غزوة تبوك, فقال له رسول الله |: يا علي, أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وأنت خليفتي في أهلي, وأنه لا يصلح لها إلا أنا وأنت.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن العباس البجلي معنعنا, عن ابن عباس في حديث طويل: فبعث النبي | أبا بكر إلى الموسم, وبعث معه بهؤلاء الآيات من براءة, وأمره أن يقرأها على الناس يوم الحج الأكبر, وأمره أن يرفع الحمس من قريش وكنانة وخزاعة إلى عرفات, فسار أبو بكر حتى نزل بذي الحليفة, فنزل جبرئيل × على النبي | فقال: إن الله يقول إنه لن يؤدي عني غيرك أو رجل منك يعني علي بن أبي طالب ×, فبعث النبي عليا في أثر أبي بكر ليدفع إليه هؤلاء الآيات من براءة, وأمره أن ينادي بهن يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر, وأن يبرئ ذمة الله ورسوله من كل أهل عهد, وحمله على ناقته العضباء, فسار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × على ناقة رسول الله | فأدركه بذي الحليفة, فلما رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ فقال علي ×: بعثني النبي | لتدفع إلي براءة, قال: فدفعها إليه وانصرف أبو بكر إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله, ما لي نزعت مني براءة؟ أنزل في شيء؟ فقال النبي |: إن جبرئيل نزل علي فأخبرني أن الله يأمرني أنه لن يؤدي عني غيري أو رجل مني, فأنا وعلي من شجرة واحدة والناس من شجر شتى.
* الأصول الستة عشر, عباد، عن الحسين بن زيد بن علي، عن يحيى بن عبد الله بن الحسين، عن جعفر بن محمد × قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة، قال: فجاء جبرئيل × فقال: يا محمد, إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو من هو منك, قال: فبعث رسول الله | عليا × إلى أبي بكر، وأمره أن يدفع إليه براءة قال: فلحقه علي ×, وكان معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى ابي حذيفة، قالوا له: لا تدفعها إليه، فأبى أبو بكر فدفعها إليه.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, حسن بن أشناس في كتابه فقال: وحدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا مالك بن إبراهيم النخعي قال: حدثنا حسين بن زيد قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ قال: لما سرح رسول الله | أبا بكر بأول سورة براءة إلى أهل مكة, أتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يأمرك أن لا تبعث هذا وأن تبعث علي بن أبي طالب, وأنه لا يؤديها عنك غيره, فأمر النبي | علي بن أبي طالب × فلحقه وأخذ منه, وقال: ارجع إلى النبي, فقال أبو بكر: هل حدث في شيء؟ فقال علي ×: سيخبرك رسول الله, فرجع أبو بكر إلى النبي | فقال: يا رسول الله, ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة؟ فقال له النبي |: أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب.
* الشيخ المفيد في الجمل والبصرة, روي عن عمر بن أبان قال: لما ظهر أمير المؤمنين × على أهل البصرة جاءه رجال منهم, فقالوا: يا أمير المؤمنين ما السبب الذي دعا عائشة بالمظاهرة عليك حتى بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت, وهي امرأة من النساء لم يكتب عليها القتال, ولا فرض عليها الجهاد, ولا أرخص لها في الخروج من بيتها, ولا , وليست ممن تولته في شيء على حال؟ فقال ×: سأذكر لكم أشياء مما حقدتها علي, ليس لي في واحد منها ذنب إليها, ولكنها تجرمت بها علي - الى أن قال – خامسها: وبعث رسول الله | أباها بسورة براءة, وأمره أن ينبذ العهد للمشركين, وينادي فيهم, فمضى حتى انحرف, فأوحى الله تعالى إلى نبيه | أن يرده ويأخذ الآيات فيسلمها إلي, فسلمها إلي فصرف أباها بإذن الله عز وجل, وكان فيما أوحى إليه الله: أن لا يؤدي عنك إلا رجل منك, وكنت من رسول الله | وكان مني, فاضطغن لذلك علي أيضا, واتبعته ابنته عائشة في رأيه.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, حدث الزبير عن رجاله عن ابن عباس قال: إني لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة, إذ قال لي: يا ابن عباس, ما أظن صاحبك إلا مظلوما؟ قلت في نفسي: والله لا يسبقني بها, فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد ظلامته, فانتزع يده من يدي ومضى وهو يهمهم ساعة, ثم وقف فلحقته, فقال: يا ابن عباس, ما أظنهم منعهم منه إلا استصغروه, فقلت في نفسي: هذه والله شر من الأولى, فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك, قال: فأعرض عني.
* القاضي نعمان المغربي في دعائم الإسلام, روينا عن جعفر بن محمد × أن عليا × سئل, فقيل له: ما أفضل مناقبك يا أمير المؤمنين؟ فقال ×: أفضل مناقبي ما ليس لي فيه صنع, وذكر مناقب كثيرة قال فيها: وإن الله لما أنزل على رسوله براءة, بعث بها أبا بكر إلى أهل مكة, فلما خرج وفصل, نزل جبريل × فقال: يا محمد, لا يبلغ عنك إلا علي, فدعاني رسول الله | وأمرني أن أركب ناقته العضباء, وأن ألحق أبا بكر فأخذها منه, فلحقته فقال: ما لي أسخطة من الله ورسوله؟ قلت: لا, إلا أنه نزل عليه أن لا يؤدي عنه إلا رجل منه, قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ×: فأخذها منه ومضى حتى وصل إلى مكة.
* العلامة المجلسي في البحار, ذكر والدي أنه رأى في كتاب عتيقجمعه بعض محدثي أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين × هذا الخبر, ووجدته أيضا في كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة, قال: روي عن محمد بن صدقة, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا سلمان ويا جندب, قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك, قال: كنت أنا ومحمد نورا واحدا من نور الله عز وجل, فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشق, فقال للنصف: كن محمدا, وقال للنصف: كن عليا, فمنها قال رسول الله |: علي مني وأنا من علي, ولا يؤدي عني إلا علي, وقد وجه أبا بكر ببراءة إلى مكة, فنزل جبرئيل × فقال: يا محمد, قال: لبيك, قال: إن الله يأمرك أن تؤديها أنت أو رجل عنك, فوجهني في استرداد أبي بكر, فرددته, فوجد في نفسه وقال: يا رسول الله, أنزل في القرآن؟ قال: لا, ولكن لا يؤدي إلا أنا أو علي, يا سلمان ويا جندب, قالا: لبيك يا أخا رسول الله, قال ×: من لا يصلح لحمل صحيفة يؤديها عن رسول الله |, كيف يصلح للإمامة؟
* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طول في فضائله على قوم في المسجد, قال: أفتقرون أن رسول الله | بعثني بسورة براءة, ورد غيري بعد أن كان بعثه بوحي من الله وقال: إن العلي الأعلى يقول: إنه لا يبلغ عنك إلا رجل منك, قالوا: اللهم نعم, – الى أن قال - فأيهما أحق بمجلس رسول الله | وبمكانه, وقد سمعتم رسول الله | حين بعثني ببراءة فقال: إنه لا يصلح أن يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني, فأنشدكم الله, أسمعتم ذلك من رسول الله |؟ قالوا: اللهم نعم, نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله | حين بعثك ببراءة, قال: فلم يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع, ولم يصلح أن يكون المبلغ لها غيري, فأيهما أحق بمجلسه ومكانه الذي سماه خاصة أنه من رسول الله | أو من خص به من بين هذه الأمة, أنه ليس من رسول الله |.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثني أحمد بن التغلبي قال: حدثني أحمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص بن منصور العطار قال: حدثنا أبو سعيد الوراق, عن أبيه, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن أمير المؤمنين عليهم السلام في إحتجاج طويل في فضائله مع أبو بكر, قال: فأنشدك بالله أنا الأذان لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟ قال: بل أنت.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن الحكم بن مسكين الثقفي, عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان وأبي طارق السراج, عن عامر بن واثلة, عن أمير المؤمنين × في إحتجاجه يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عز وجل رسوله أن يبعث ببراءة, فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فبعثني رسول الله | فأخذتها من أبي بكر, فمضيت بها وأديتها عن رسول الله, وأثبت الله على لسان رسوله أني منه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سليمان بن حكيم, عن ثور بن يزيد عن مكحول, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في حديث طويل يعدد فيها مناقبه: وأما الخمسون: فإن رسول الله | بعث ببراءة مع أبي بكر, فلما مضى أتى جبرئيل × فقال: يا محمد, لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فوجهني على ناقته العضباء, فلحقته بذي الحليفة, فأخذتها منه, فخصني الله عز وجل بذلك.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جوريه الجنديسابوري من أصل كتابه قال: حدثنا علي بن منصور الترجماني قال: أخبرني الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب × فقال: إن قوما ينالون منه، {أولئك هم وقود النار}، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد | منهم: حذيفة بن اليمان, وكعب بن عجرة, يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ؛ ما لم يعطه بشر – وساق الحديث - وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل × على رسول الله | وقد سار أبو بكر بالسورة، فقال له: يا محمد، إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي، إنه منك وأنت منه، وكان رسول الله | منه في حياته وبعد وفاته.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة وسألته قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين, عن الإمام الحسن عليهم السلام في خطبة طويل: وقد قال له رسول الله | حين أمره أن يسير إلى مكة والموسم ببراءة: سر بها يا علي، فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أنا أو رجل مني، وأنت هو يا علي. فعلي من رسول الله، ورسول الله منه.
* ابن شهر آشوب في المناقب, في رواية عن النسابة بن صوفي أن النبي | قال في خبر طويل: إن أخي موسى ناجى ربه على جبل طور سيناء فقال في آخر الكلام: امض إلى فرعون وقومه القبط, وأنا معك لا تخف, فكان جوابه ما ذكره الله تعالى {إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون} وهذا علي × قد أنفذته ليسترجع براءة ويقرأها على أهل مكة, وقد قتل منهم خلقا عظيما, فما خاف ولا توقف ولا تأخذه في الله لومة لائم.
وفي رواية: فكان أهل الموسم يتلهفون عليه, وما فيهم إلا من قتل أباه أو أخاه أو حميمه, فصدهم الله عنه وعاد إلى المدينة وحده سالما, وكان أنفذه أول يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة, وأداها إلى الناس يوم عرفة ويوم النحر.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, من زيارة أمير المؤمنين × رواها محمد بن مسلم الثقفي: السلام عليك يا من نزلت في فضله سورة براءة والعاديات.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن علي بن أسباط, عن سيف بن عميرة, عن الحارث بن المغيرة بن النصري, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فقال: اسم نحله الله عز وجل عليا × من السماء, لأنه هو الذي أدى عن رسول الله | براءة, وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا, فنزل عليه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يقول لك: إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك, فبعث رسول الله | عند ذلك عليا ×, فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده, ومضى بها إلى مكة, فسماه الله تعالى أذانا من الله, إنه اسم نحله الله من السماء لعلي ×.
* محمد بن جرير الطبري الكبير في المسترشد, حدثنا محمد بن بكير الحضرمي قال: حدثنا عباد بن العوام قال: أخبرني سفيان يعني ابن الحسين، عن الحكم، عن المقسم, عن ابن عباس قال: إن النبي | بعث أبا بكر، وأمره أن ينادي بهذه الكلمات، قال: ثم أتبعه عليا × فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله | الغضباء، فخرج فزعا، وظن أنه رسول الله | فإذا علي ×, فدفع إليه كتاب رسول الله |.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} والمؤذن يومئذ عن الله ورسوله علي بن أبي طالب ×, أذن بأربع كلمات: بأن لا يدخل الجنة إلا مؤمن, ولا يطوف بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين رسول الله | أجل فأجله إلى مدته, ولكم أن تسيحوا {في الأرض أربعة أشهر}.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن فضالة بن أيوب, عن أبان بن عثمان, عن حكيم بن جبير, عن علي بن الحسين × في قوله {وأذان من الله ورسوله} قال: الأذان أمير المؤمنين ×.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن علي بن محمد القاشاني, عن القاسم بن محمد الأصبهاني, عن سليمان بن داود المنقري, عن حفص بن غياث النخعي القاضي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فقال: قال أمير المؤمنين ×: كنت أنا الأذان في الناس.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا الحفار قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه قال: حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا أبو مريم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن أبي في حديث طويل أن رسول الله | قال لأمير المؤمنين ×: أنت الذي أنزل الله فيه: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة, عن عمرو بن شمر, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي ‘, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة أنه قال: أنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} أنا ذلك المؤذن, وقال {وأذان من الله ورسوله} فأنا ذلك الأذان.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أبو سعيد النسوي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن أبو الفضل البلخي قال: حدثني خال يحيى بن سعيد البلخي, عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي | في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين, فسلم على النبي | ورحب به, ثم التفت إلي فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته, أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له رسول الله | بلى, ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله عز وجل, قال في كتابه {إني جاعل في الأرض خليفة} والخليفة المجعول فيها آدم ×, وقال {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} فهو الثاني, وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون ‘ {اخلفني في قومي وأصلح} فهو هارون إذا استخلفه موسى × في قومه فهو الثالث, وقال عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله, وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عني, وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ, أولا تدري من هو؟ قلت لا, قال: ذاك أخوك الخضر × فاعلم.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} والمؤذن يومئذ عن الله ورسوله علي بن أبي طالب ×.
* العلامة المجلسي في البحار, كتاب العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قال: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس} قال أمير المؤمنين × كنت أنا الأذان في الناس بالحج.
* ابن شهر آشوب في المناقب, في خطبة الافتخار لأمير المؤمنين ×: وأنا أذان الله في الدنيا ومؤذنه في الآخرة, يعني قوله تعالى {وأذان من الله ورسوله}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حكيم بن الحسين, عن علي بن الحسين × قال: والله إن لعلي × لأسماء في القرآن ما يعرفه الناس، قال: قلت: وأي شيء تقول جعلت فداك؟ فقال لي {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} قال: فبعث رسول الله | أمير المؤمنين × وكان علي هو والله المؤذن، فأذن بأذان الله ورسوله يوم الحج الأكبر من المواقف كلها، فكان ما نادى به: أن لا يطوف بعد هذا العام عريان, ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن حمدون معنعنا, عن علي بن الحسين × قال: إن لعلي بن أبي طالب × في كتاب الله اسما ولكن لا يعرفونه, قال قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع إلى قوله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}؟ هو والله كان الأذان.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن جعفر بن محمد وأبي جعفر ‘ في قول الله: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} قال: خروج القائم #, وأذان دعوته إلى نفسه.
بمصادر العامة:
عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين ×، أن لعلي × في كتاب الله اسما ولكن لا تعرفونه قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}؟ هو والله الأذان.
حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان, قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله | عليا × فأمره ان يؤذن ببراءة, قال أبو هريرة: فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام
مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان.
عن ابن عباس قال: بعث النبي | أبا بكر وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا ×, فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله | القصوى فخرج أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله |، فإذا علي ×، فدفع إليه كتاب رسول الله | وأمر عليا × أن ينادى بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا، فقام علي × أيام التشريق فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن.
عن حنش, عن علي × قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي |, دعا النبي | أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة, ثم دعاني النبي | فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم, فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه, ورجع أبو بكر إلى النبي | فقال: يا رسول الله نزل في شئ؟ قال: لا, ولكن جبريل × جاءني فقال: لن يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك.
عن زيد بن يثيع, عن أبي بكر ان النبي | بعثه ببراءة لأهل مكة, لا يحج بعد العام مشرك: ولا يطوف بالبيت عريان, ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة, من كان بينه وبين رسول الله | مدة فاجله إلى مدته, والله برئ من
المشركين ورسوله, قال: فسار بها ثلاثا, ثم قال لعلي ×: الحقه, فرد علي أبا بكر وبلغها أنت, قال: ففعل, قال: فلما قدم على النبي | أبو بكر قال: يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: ما حدث فيك الأخير, ولكن أمرت ان لا يبلغه الا أنا أو رجل مني.
عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله | أبا بكر على الموسم وبعث معه بسورة براءة وأربع كلمات إلى الناس, فلحقه علي بن أبي طالب × في الطريق فأخذ علي السورة والكلمات, فكان يبلغ وأبو بكر على الموسم, فإذا قرأ السورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة, ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا, ولا يطوفن بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين رسول الله | عهد فأجله إلى مدته, حتى قال رجل: لولا أن نقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف, فقال علي ×: لولا أن رسول الله | أمرني أن لا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك.
عن حنش, عن علي × ان النبي | حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله انى لست باللسن ولا بالخطب, قال: ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت, قال: فإن كان ولابد فسأذهب أنا, قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك, قال: ثم وضع يده على فمه.
عن أنس أن النبي | بعث ببراءة مع أبي بكر, فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي, فبعث بها مع علي ×.
عن ابن عباس في حديث طويل: بعث أبا بكر بسورة التوبة, وبعث عليا × على أثره, فقال أبو بكر: يا علي لعل الله ونبيه سخطا علي, فقال علي ×: لا ولكن نبي الله | قال: لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه.
قوله تعالى: { براءة من الله ورسوله} قال محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما: نزلت في أهل مكة، وذلك أن رسول الله | عاهد قريشا عام الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، فدخلت خزاعة في عهد محمد | ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكان مع ذا عهود من رسول الله | ومن قبائل من العرب خصائص، فعدت بنو بكر على خزاعة فقتلوا رجلا منها ورفدتهم قريش بالسلاح, فلما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا عهودهم خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى وقف على رسول الله | فقال :
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه إلا تلدا
كنت لنا أبا وكنا ولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... أبيض مثل الشمس ينمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلق في البحر تجري مزبدا
إن قريشا لموافوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو إحدا ... وهم أذل وأقل عددا
هم وجدونا بالحطيم هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله |: أنصرف إن لم أنصركم, فخرج وتجهز إلى مكة، وفتح الله مكة وهي سنة ثمان من الهجرة، ثم لما خرج إلى غزوة تبوك وتخلف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف جعل المشركون ينقضون عهودهم، وأمره الله بإلقاء عهودهم إليهم ليأذنوا بالحرب، وذلك قوله تعالى: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} الآية. فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله | الحج فقال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة (ولا أحب) أن حج حتى لا يكون ذلك، فبعث رسول الله | أبا بكر ح تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم، فلما سار دعا | عليا × فقال: اخرج بهذه القصة من صدر براءة فأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا. فخرج علي × على ناقة رسول الله | الجدعاء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه فرجع أبا بكر ح إلى النبي | فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل بشأني شيء؟ قال: لا, ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
عن زيد بن يثيع، عن علي × قال: بعثني النبي | حين أنزلت براءة بأربع: أن لا يطف بالبيت عريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله | عهد فهو إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة.
عن أنس قال: بعث النبي | ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل مني من أهلي, فدعا عليا × فأعطاه إياها.
عن مصعب بن سعد, عن سعد قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة، فلما انتهى إلى ضجنان تبعه علي ×، فلما سمع أبو بكر وقع ناقة رسول الله | ظن أنه رسول الله فخرج فإذا هو بعلي ×، فدفع إليه براءة فكان هو الذي ينادي بها.
عن سعد قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة, حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا × فأخذها منه ثم
سار بها, فوجد أبو بكر في نفسه, فقال: قال رسول الله |: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
عن ابن عباس قال: وجه رسول الله | بالآيات من أول سورة براءة مع أبي بكر، وأمره أن يقرأها على الناس، فنزل عليه جبرئيل × فقال: إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو علي فبعث عليا في أثره، فسمع أبو بكر رغاء الناقة فقال: ما وراؤك يا علي؟ أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن رسول الله | قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي, فدفع أبو بكر إليه الآيات، وقرأها علي على الناس.
عن جميع بن عمير الليثي قال: اتيت عبد الله بن عمر فسألته عن علي × فانتهرني ثم قال: الا أحدثك عن علي ×؟ هذا بيت رسول الله | في المسجد وهذا بيت علي ×, ان رسول الله | بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة, فانطلقا فإذا هما براكب فقالا: من هذا؟ قال: انا علي, يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك, قال: ومالي؟ قال: والله ما علمت الا خيرا, فاخذ علي × الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا: مالنا يا رسول الله؟ قال: مالكما الأخير, ولكن قيل لي: انه لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك.
ابن عباس: إنه لما نزل {براءة من الله ورسوله} إلى تسع آيات، أنفذ النبي | أبا بكر إلى مكة لأدائها، فنزل جبريل × وقال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك, فقال النبي | لأمير المؤمنين علي ×: إركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر وخذ براءة من يده, قال: ولما رجع أبو بكر إلى النبي جزع وقال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت إليه الأعناق، فلما توجهت إليه رديتني عنه, فقال النبي |: الأمين هبط إلي عن الله تعالى: أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي × مني، ولا يؤدي عني إلا علي ×.
عن نبيط بن شريط قال: خرجت مع علي بن أبي طالب × ومعنا عبد الله بن عباس، فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر بن الخطاب جالسا وحده ينكت الأرض، فقال له علي بن أبي طالب ×: ما أجلسك يا أمير المؤمنين وحدك؟ قال: لأمر همني, فقال له علي ×: افتريد أحدنا؟ فقال عمر: إن كان فعبد الله, فتخلى معه عبد الله ومضيت مع علي × وابطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا، فقال له علي ×: ما وراءك؟ فقال: يا أبا الحسن, أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين, أخبرك بها وأكتم علي, قال: فهلم, قال: لما ان وليت رأيت عمر ينظر إليك والى اثرك ويقول: آه آه, فقلت: مم تأوه يا أمير المؤمنين؟ قال: من اجل صاحبك يا ابن عباس, وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل الرسول | ولولا ثالث هن فيه ما كان لهذا الأمر - يعني الخلافة - أحد سواه, قلت: يا أمير المؤمنين وما هن؟ قال : كثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنه, فقال له علي ×: فما رددت عليه؟ قال: داخلني ما يداخل ابن العم لأبن عمه, فقلت له: يا أمير المؤمنين, أما كثرة دعابته فقد كان رسول الله | يداعب ولا يقول الا حقا, ويقول للصبي ما يعلم أنه يستميل به قلبه أو يسهل على قلبه، واما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه فقصم اقرانها وكسر آلهتها واثكل نسائها في الله لامه, وأما صغر سنه فلقد علمت أن الله تعالى حيث انزل على رسوله |: {براءة من الله ورسوله} وجه بها صاحبه ليبلغ عنه فأمره الله تعالى ان لا يبلغ عنه الا رجل من آله, فوجهه في أثره وأمره ان يؤذن ببراءة, فهل أستصغر الله تعالى سنه؟ فقال عمر: أمسك علي واكتم واكتم فان سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها.
ابن عباس قال: إني لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة يده في يدي, فقال: يا ابن عباس ما أظن صاحبك إلا مظلوما؟ فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها, فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته, فانتزع يده من يدي ثم مر يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته فقال لي: يا ابن عباس, ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه, فقلت في نفسي هذه: شر من الأولى, فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر.
عن الإمام علي × في إحتجاج طويل: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله |: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني غيري؟ قالوا: لا.
عن زيد بن يثيع, عن علي × أن رسول الله | بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي × فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة, قال: فلحقته فأخذت الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا, إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
عن جابر: أن النبي | حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله | الجدعاء، لقد بدأ الرسول | في الحج، فلعله أن يكون رسول الله | فنصلي معه, فإذا علي × عليها فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا، بل رسول أرسلني رسول الله | ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر، فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها, ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها, فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم, فلما فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
ابن الصوفي: إن النبي | قال في خبر طويل: إن أخي موسى × ناجى ربه على جبل طور سيناء، فقال في آخر الكلام: إمض إلى فرعون وقومه القبط وأنا معك لا تخف، فكان جوابه ما ذكره الله {إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون} وهذا علي × قد أنفذته ليسترجع براءة ويقرأها على أهل مكة وقد قتل منهم خلقا عظيما فما خاف ولا توقف، فلم تأخذه في الله لومة لائم.
قال: وفي رواية: فكان أهل الموسم يتلهفون عليه، وما فيهم إلا من قتل أخاه أو أباه أو عمه، فصدهم الله عنه وعاد إلى المدينة وحده سالما.
عن جابر الجعفي, عن الباقر × قال: خطب أمير المؤمنين × بالكوفة عند انصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبي سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا - إلى أن قال - وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل {فأذن مؤذن بينهم} يقول: {أن لعنة الله على الظالمين}، أنا ذلك المؤذن، وقال عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} وأنا ذلك الاذان.
عن يحيى بن سعيد البلخي، عن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي ابن أبي طالب سلام الله عليهم قال: بينا أنا أمشي مع رسول الله | في بعض طرق المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين، فسلم على رسول الله | ورحب به، ثم التفت إلي فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، ثم قال: أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له: بلى, ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما معنى قول هذا الشيخ الذي قال لي وتصديقك قوله؟ قال: أنت كذلك والحمد لله، إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه {إني جاعل في الأرض خليفة} وقال: {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض} وقال حكاية عن موسى × حين قال لهارون × {اخلفني في قومي وألح} إذ استخلفه موسى × في قومه, وقال تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فكنت أنت المبلغ عن الله تعالى وعن رسوله، وأنت وصيي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فأنت رابع الخلفاء كما قال لك الشيخ. قلت: من هو؟ قال: ذاك أخوك الخضر × فاعلمه.
عن حكيم بن جبير, عن علي بن الحسين × قال: إن لعلي × أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس, قلت: وما هو؟ قال: {وأذان من الله ورسوله} علي × والله هو الأذان يوم الحج الأكبر.
عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين ×: ان لعلي × في كتاب الله أسماء ولكن لا يعرفونه, قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} هو والله الاذان.
{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}(12)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, قال أمير المؤمنين × يوم الجمل: والله ما قاتلت هذه الفئة الناكثة إلا بآية من كتاب الله عز وجل, يقول الله {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم} إلى آخر الآية.
* الحميري القمي في قرب الإسناد, حدثني محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد, جميعا عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا من أئمة الكفر، إن عليا × يوم البصرة لما صف الخيول، قال لأصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله عز وجل وبينهم, فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم؟ قالوا: لا, قال فحيفا في قسم؟ قالوا: لا, قال: فرغبة في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم، فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا, قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا, قال: فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث؟ إني ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلا الكفر أو السيف, ثم ثنى إلى صاحبه فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}، فقال أمير المؤمنين ×: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، واصطفى محمدا بالنبوة، إنهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسن بن علي بن بزيع معنعنا, عن أبي جعفر × قال: قال أمير المؤمنين ×: يا معشر المسلمين, قاتلوا {أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} ثم قال: هؤلاء القوم هم ورب الكعبة, يعني أهل صفين والبصرة والخوارج.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا × يوم الجمل وهو يحرض الناس على قتالهم ويقول: والله ما رمي أهل هذه الآية بكنانة قبل هذا اليوم {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}، فقلت لأبي الطفيل: ما الكنانة؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالب × على هذا المنبر وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله، ثم قال: أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا بآية تركتها في كتاب الله, إن الله يقول {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} أما والله لقد عهد إلي رسول الله | وقال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية, والفئة الناكثة، والفئة المارقة.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الشعبي قال: قرأ عبد الله {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم} إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي × ثم قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى اليوم.
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان قال: حدثنا أبي قال حدثنا إسحاق بن يزيد قال: حدثنا سليمان بن قرم, عن أبي الجحاف, عن عمار الدهني قال: حدثنا أبو عثمان مؤذن بني أفصى قال: سمعت علي بن أبي طالب × حين خرج طلحة والزبير لقتاله يقول: عذيري من طلحة والزبير, بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث, ثم تلا هذه الآية {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}.
* محمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى, أخبرنا الشيخ العفيف أبو البقاء إبراهيم بن الحسن البصري قراءة عليه في صفر سنة عشر وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × قال: حدثني الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة قال: حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن مخلد المداري قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ببغداد في نهر الدجاج في دار الصيداوي المنشد قال: حدثنا محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسيني بشهرزور قال: حدثنا محمد بن أبي الصهبان الباهلي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن أبان بن عثمان الأحمر, عن أبان بن تغلب, عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس, عن عبد الله بن عباس في حديث طويل عن صفين: ثم حمل أمير المؤمنين × حملة وتبعته خويلة لم تبلغ المائة فارس, فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منعتني النظر, ثم انجلت فأثبت النظر فلم نر إلا رأسا نادرا ويدا طائحة فيما كان بأسرع من أن ولوا مدبرين {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} فإذا أمير المؤمنين × قد أقبل وسيفه ينطف, ووجهه كشقة القمر, وهو يقول {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم}.
* الشيخ المفيد في الإفصاح في الإمامة, أن رجلا سأل أمير المؤمنين × بالبصرة والناس مصطفون للحرب فقال له: علام نقاتل هؤلاء القوم يا أمير المؤمنين, ونستحل دماءهم وهم يشهدون شهادتنا ويصلون إلى قبلتنا؟ فتلا × هذه الآية رافعا بها صوته {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}. فقال الرجل حين سمع ذلك: كفار ورب الكعبة, وكسر جفن سيفه ولم يزل يقاتل حتى قتل.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال: حدثنا القاسم بن محمد الدلال قال: حدثنا يحيى بن إسماعيل المزني قال: حدثنا جعفر بن علي قال: حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن بكير بن عبد الله الطويل وعمار بن أبي معاوية، قالا: حدثنا أبو عثمان البجلي مؤذن بني أفصى قال: سمعت عليا × يقول يوم الجمل: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} ثم حلف حين قرأها أنه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتى اليوم. قال بكير: فسألت عنها أبا جعفر × فقال: صدق الشيخ، هكذا قال علي ×، وهكذا كان.
* ابن شهر آشوب في المناقب, قال الباقر ×: قال أمير المؤمنين × وهو يقاتل معاوية {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} الآية: هم هؤلاء ورب الكعبة.
بمصادر العامة:
عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليا × يوم الجمل وتلا هذه الآية: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم} فحلف علي × بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلا اليوم.
عن عثمان مؤذن بني أقصى قال: صحبت عليا × سنة كلها فما سمعت منه براءة ولا ولاية، إلا أني سمعته يقول: من يعذرني من فلان وفلان إنهما بايعاني طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثت، والله ما قوتل أهل هذه الآية: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم} إلا اليوم.
{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم (15)}
* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن ابن فضال, عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا ومعلى بن خنيس على أبي عبد الله × فأذن لنا وليس هو في مجلسه, فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب, فلما نظر إلينا رحب فقال: مرحبا بكما وأهلا, ثم جلس وقال: أنتم أولو الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى {إنما يتذكر أولوا الألباب} فأبشروا فأنتم على {إحدى الحسنيين} من الله, أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم وأدالكم على عدوكم, وهو قول الله تبارك وتعالى {ويشف صدور قوم مؤمنين} {ويذهب غيظ قلوبهم} وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه وبعثه عليه.
* عبد علي بن جمعة الحويزي في تفسير نور الثقلين, عن أبى الأغر اليمنى قال: انى لواقف يوم صفين إذا نظرت الى العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح, على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية وهو على فرس أدهم, إذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلم الى البراز, قال: ثم تكافحا بسيفيهما مليا من نهارهما لا يصل واحد منهما الى صاحبه, لكما لأمته الى أن لاحظ العباس وهيا في درع الشامي فأهوى اليه بالسيف فانتظم به جوانح الشامي وخر الشامي صريعا بخده وأم في الناس, وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الأرض فسمعت قائلا يقول: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء} فالتفت فاذا هو أمير المؤمنين ×.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي ببغداد قال: حدثني الحسين بن حمدان الخصبي قال: حدثني عثمان بن سعد العمري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مهران قال: حدثني محمد بن إسماعيل الحسني قال: حدثني خلف بن المفلس قال: حدثني نعيم بن جعفر قال: حدثني أبو حمزة الثمالي, عن أبي خالد الكابلي, عن علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي × في حديث طويل أنه قال: قلت: يا رسول الله, فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال: أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي, ويملك بعد علي الحسن, ثم تملك أنت وتسعة من صلبك يملكه اثنا عشر إماما, ثم يقوم قائمنا يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويشفي {صدور قوم مؤمنين} هم شيعته.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال: حدثني أبو علي محمد بن همام قال: حدثني عامر بن كثير البصري قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير أبو بسطام, عن سعد بن الحجاج, عن هشام بن زيد ,عن أنس بن مالك.
قال هارون: وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثني أبو النصر محمد بن مسعود العياشي, عن يوسف بن السخت البصري قال: حدثنا إسحاق بن الحارث قال: حدثنا محمد بن البشار, عن محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة, عن هشام بن يزيد, عن أنس بن مالك, عن رسول الله | في حديث طويل عن المعراج, قال |: أوحى الله إلي: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا, ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك, وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي, فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار, يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب, فنوديت: يا محمد ارفع رأسك, فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري, فقلت: يا رب من هؤلاء ومن هذا؟ قال: يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك, وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشفي {صدور قوم مؤمنين}.
* الشيخ الطوسي في الغيبة, سعد بن عبد الله, عن الحسن بن علي الزيتوني وعبد الله بن جعفر, عن أحمد بن هلال العبرتائي, عن الحسن بن محبوب, عن أبي الحسن الرضا × في حديث طويل عن علامات ظهور صاحب الزمان #: فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء, ويشفي الله {صدور قوم مؤمنين}.
{أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون} (16)
* كتاب سليم بن قيس, أبان, عن سليم, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: فأنشدكم أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وحيث نزلت لآإنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وحيث نزلت {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} قال الناس: يا رسول الله, خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم, فنصبني للناس بغدير خم.
* تفسير القمي, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} يعني بالمؤمنين آل محمد, والوليجة البطانة.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الوشاء, عن مثنى, عن عبد الله بن عجلان, عن أبي جعفر × في قوله تعالى {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} يعني بالمؤمنين الأئمة لم يتخذوا الولائج من دونهم.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله, عن إسحاق بن محمد النخعي قال: حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد × أسأله عن الوليجة وهو قول الله تعالى {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} قلت في نفسي لا في الكتاب: من ترى المؤمنين هاهنا؟ فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر, وحدثتك نفسك عن المؤمنين: من هم في هذا الموضع؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم.
بمصادر العامة:
قال أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي منكم} وحيث نزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وحيث نزلت {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} وأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر له من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم, فنصبني للناس بغدير خم.
{ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون} (18)
* السيد ابن طاووس في التحصين, أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي قالا: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا نوح بن مبشر قال: حدثنا الوليد بن صالح, عن ابن امرأة زيد بن أرقم وعن زيد بن أرقم, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, إنما أكمل الله لكم دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله فأولئك الذين {حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون} لا يخفف العذاب عنهم {ولا هم ينظرون}.
{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين (19) الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون (20) يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم (21) خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم (22)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان, عن ابن مسكان, عن أبي بصير, عن أبي جعفر × قال: نزلت في علي × وحمزة والعباس وشيبة قال العباس: أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي, وقال شيبة: أنا أفضل لأن حجابة البيت بيدي, وقال حمزة: أنا أفضل لأن عمارة البيت بيدي, وقال علي ×: أنا أفضل فإني آمنت قبلكم ثم هاجرت وجاهدت, فرضوا برسول الله | حكما فأنزل الله {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} إلى قوله {عنده أجر عظيم}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني قدامة بن عبد الله البجلي معنعنا, عن ابن عباس قال: افتخر شيبة بن عبد الدار والعباس بن عبد المطلب, فقال شيبة: في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد رسول الله |, وقال العباس: في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله |, إذ مر عليهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فأرادا أن يفتخرا فقالا له: يا أبا الحسن أنخبرك بخير الناس بعد رسول الله؟ ها أنا ذا, فقال شيبة: في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا فنحن خير الناس بعد النبي, وقال العباس: في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله, فقال لهما أمير المؤمنين ×: ألا أدلكما على من هو خير منكما؟ قالا له: ومن هو؟ قال: الذي ضرب رقبتكما حتى أدخلكما في الإسلام قهرا, قالا: ومن هو؟ قال: أنا, فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي | وأخبره بمقالة علي بن أبي طالب × فلم يرد النبي | شيئا, فهبط جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} فدعا النبي | العباس فقرأ عليه الآية وقال: يا عم, قم فاخرج هذا الرحمن يخاصمك في علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسن بن العباس وجعفر الأحمسي معنعنا, عن السدي قال: قال عباس بن عبد المطلب: أنا عم محمد | وأنا صاحب سقاية الحاج فأنا أفضل من علي بن أبي طالب ×, قال عثمان بن طلحة وبنو شيبة: نحن أفضل من علي بن أبي طالب ×, فنزلت هذه الآية {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} علي بن أبي طالب × {لا يستوون الذين آمنوا} علي × {وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا, عن جعفر, عن أبيه ‘ قال: لما فتح رسول الله | مكة أعطى العباس السقاية, وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة, ولم يعط عليا × شيئا, فقيل لعلي بن أبي طالب ×: إن النبي | أعطى العباس السقاية وأعطى عثمان بن طلحة الحجابة ولم يعطك شيئا, فقال: ما أرضاني بما فعل الله ورسوله, قال: فأنزل الله تعالى هذه الآية {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} إلى {أجر عظيم} نزلت في علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا علي بن حمدون معنعنا, عن جابر بن الحر, عن الكلبي قال: تفاخرت بنو شيبة وبنو العباس فقال هؤلاء: لنا السقاية, وقال هؤلاء: لنا الحجابة, فنزل {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} في علي × قال جابر بن الحر: قلت للكلبي: نزلت في علي خاصة؟ قال: نعم.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: إن أمير المؤمنين × قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك, قال: نعم, كنت أنا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله | الخزانة يعني مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله | السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا يا علي، قال: فأنزل الله {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله}.
* الشيخ الكليني في الكافي, أبو علي الأشعري, عن محمد بن عبد الجبار, عن صفوان بن يحيى, عن ابن مسكان, عن أبي بصير عن أحدهما ‘ في قول الله عز وجل {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} نزلت في حمزة وعلي × وجعفر والعباس وشيبة إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله جل وعز {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا {في سبيل الله لا يستوون عند الله}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, محمد بن علي بن شافع، يرفعه قال العباس بن عبد المطلب: أنا صاحب سقاية الحاج، يفخر بذلك. وقالت بنو شيبة: ونحن حجبة البيت. وكان ذلك من قولهم لعلي × يريدون بذلك الفخر عليه. فقال علي ×: أنا أول من آمن بالله وجاهد في سبيله. فأنزل الله عز وجل: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} الآية.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة, بإسناده عن مجاهد، عن ابن عباس في حديث طويل: قال العباس يفتخر: أنا سيد قريش وأكرمها حسبا، وأفخرها مركبا، وبيدي سقاية الحاج لا يليها غيري. فقال شيبة: لا، بل أنا سيد قريش، وبيدي سدانة الكعبة لا يليها غيري. فقال علي ×: أبغضتماني بمقالتكما، أنا سيدكما، وسيد أهل الأرض بعد رسول الله |، أنا الذي ضربت وجوهكما حتى آمنتما وأقررتما أن محمدا رسول الله |. فغضبا من قوله، وأتيا النبي | فأخبراه بما قال علي × لهما، فهبط جبرئيل × وقال: يا محمد، الحق يقرئك السلام، ويقول لك: قل لشيبة والعباس: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} الآية, يا محمد علي خير منهما.
* تفسير القمي, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن الحسين معنعنا, عن محمد بن سيرين في قوله {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} إلى آخر الآية, نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن هشام, عن عبادة بن زياد, عن أبي معمر سعيد بن خثيم, عن محمد بن خالد الضبي وعبد الله بن شريك العامري, عن سليم بن قيس, عن الحسن بن علي × أنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال {السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان} فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لأبي علي بن أبي طالب × فضله على السابقين بسبقه السابقين, وقال {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} واستجاب لرسول الله | وواساه بنفسه.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة وسألته قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين, عن الإمام الحسن عليهم السلام في خطبة طويلة: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} فكان أبي المؤمن بالله واليوم الآخر والمجاهد في سبيل الله حقا، وفيه نزلت هذه الآية.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, روى عمرو بن شمر, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أمير المؤمنين عليهم السلام في إحتجاج طويل يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} غيري؟ قالوا: لا.
* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, ما حدثنا به شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا ع×، بإسناده يرفعه إلى عطاء، عن ابن عباس, عن سلمان في حديث طويل يصف أمير المؤمنين ×: هذا الذي قال الله تعالى فيه: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله}.
* ابن مشهدي في المزار الكبير, أخبرني بهذه الزيارة الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري × في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي, عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما، زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير, منه: وأنت ولي الله وأخو رسوله، والذاب عن دينه، والذي نطق القرآن بتفضيله، قال الله تعالى: {وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما} وقال الله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم} أشهد أنك المخصوص بمدحة الله، المخلص لطاعة الله، لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك أحدا.
* السيد ابن طاوويس في الطرائف, من كتاب المؤمون في مدح أمير المؤمنين ×: فأما تقديمكم العباس عليه فإن الله تعالى يقول {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} والله لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب والفضائل والآي المفسرة في القرآن خلة واحدة في رجل واحد من رجالهم أو غيره لكان مستأهلا متأهلا للخلافة مقدما على أصحاب رسول الله | بتلك الخلة.
بمصادر العامة:
قال الحسن والشعبي والقرظي: نزلت الآية في علي × والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلى ثياب بيته، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي ×: ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية {أجعلتم سقاية الحج}.
محمد بن كعب القرظي قال: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب ×، فقال طلحة: أنا صاحب البيت معي مفتاحه لو أشاء بت فيه, وقال عباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها ولو أشاء بت في المسجد, وقال علي ×: ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد, فأنزل الله: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} الآية كلها.
عن انس بن مالك قال: قعد العباس بن عبد المطلب وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال العباس: أنا أشرف منك انا عم رسول الله | ووصي أبيه وساقية الحجيج لي فقال له شيبة: بل أنا أشرف منك, أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ايتمنك كما ايتمنني, وهما في ذلك متشاجران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب × فقال له العباس: أفترضي بحكمه؟ قال: نعم قد رضيت, فلما جائهم قال له العباس: ان شيبة اخرني وزعم أنه أشرف مني, قال: فماذا قلت له يا عماه؟ قال: قلت: انا عم رسول الله | ووصي أبيه وساقي الحجيج انا أشرف, فقال لشيبة: ما قلت يا شيبة؟ قال: قلت: بل انا أشرف منك انا أمين الله وخازنه أفلا أيتمنك كما ايتمني, فقال لهما: أجعل لي معكما فخرا؟ قالا: نعم, قال: فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعد من ذكور هذه الأمة وهاجر وجاهد فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله | فجلسوا بين يديه وأخبره كل واحد منهم بفخره, فما أجابهم رسول الله | بشئ, فنزل الوحي بعد أيام فأرسل النبي | إليهم فأتوه فقرأ عليهم النبي |: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} إلى اخر العشر.
عن السدي, عن أصحابه في قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج} إلى آخر الآيات قال: افتخر علي بن أبي طالب × وشيبة والعباس ورجل قد سماه, فقال العباس: أنا أسقي حجيج بيت الله وأنا أفضلكم, وقال علي ×: أنا هاجرت مع رسول الله | وجاهدت معه, وقال شيبة: أنا أعمر مساجد الله، فأنزل الله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} إلى قوله: {الفائزون}.
عن ابن عباس في قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج} قال: افتخر العباس بن عبد المطلب فقال: أنا عم محمد، وأنا صاحب سقاية الحاج، وأنا أفضل من علي, وقال شيبة بن عثمان: أنا أعمر بيت الله وصاحب حجابته وأنا أفضل, فسمعهما علي × وهما يذكران ذلك، فقال: أنا أفضل منكما، أنا المجاهد في سبيل الله. فأنزل الله فيهم: {أجعلتم سقاية الحاج} يعني العباس {وعمارة المسجد الحرام} يعني شيبة {كمن آمن بالله واليوم الآخر} إلى قوله: {أجر عظيم} ففضل عليا × عليهما.
عن ابن بريدة, عن أبيه قال: بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب × فقال: في ما ذا تفاخران؟ فقال العباس: يا علي لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد, فقال: وما أوتيت يا عباس؟ قال: أوتيت سقاية الحاج, فقال: ما تقول أنت يا شيبة؟ قال: أوتيت ما لم يؤت أحد, فقال: وما أعطيت؟ قال: أعطيت عمارة المسجد الحرام, فقال لهما علي ×: استحييت لكما يا شيخان فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتياه, فقالا: وما أوتيت يا علي؟ قال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله, فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله | فقال له النبي |: ما وراءك يا عباس؟ فقال: ألا ترى ما يستقبلني به هذا الصبي؟ قال: ومن ذلك؟ قال: علي بن أبي طالب, فقال النبي |: ادعوا لي عليا, فدعي, فقال له: يا علي ما الذي حملك على ما استقبلت به عمك؟ فقال: يا رسول الله صدمته بالحق أن غلظت له آنفا, فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض, إذ نزل جبرئيل × فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: اتل عليهم هذه الآية: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} فقال العباس: إنا قد رضينا, ثلاث مرات.
عن الشعبي قال: كانت بين علي × والعباس منازعة، فقال العباس لعلي ×: أنا عم النبي | وأنت ابن عمه، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، فأنزل الله: {أجعلتم سقاية الحاج} الآية.
عن الشعبي قال: تكلم علي والعباس وشيبة في السقاية والحجاجة, فأنزل الله تعالى {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله}.
عن الشعبي في قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج} قال: نزلت في علي × والعباس.
عن عروة بن الزبير أن العباس بن عبد المطلب، وشيبة بن عثمان أسلما ولم يهاجرا، فقام العباس على سقايته وشيبة على حجابته، فقال العباس لعلي بن أبي طالب ×: أنا أفضل منك، أنا ساقي بيت الله, وكان بينهما كلام فأنزل الله تعالى فيما تنازعا فيه: {أجعلتم سقاية الحاج}.
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون (23) قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين (24)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء} إلى قوله: {الفاسقين} فأما {لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان} فإن الكفر في الباطن في هذه الآية: ولاية الأول والثاني وهو كفر، وقوله {على الإيمان} فالإيمان ولاية علي بن أبي طالب × قال: {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, عن أبي حمزة، عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان} قال: فإن الإيمان ولاية علي بن أبي طالب ×.
{لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين (25) ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين (26)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عجلان, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} إلى {ثم وليتم مدبرين} فقال: أبو فلان.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي, عن إسحاق بن حماد بن زيد في إحتجاج المأمون على علماء العامة وإثباته خلافة أمير المؤمنين ×, وفيهم أربعون رجلا جمعهم إسحاق بن حماد بن زيد بأمر من المأمون, قال المأمون: فخبرني عن قوله عز وجل {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع؟ قال: فقلت: لا, فقال: إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي | إلا سبعة من بني هاشم: علي × يضرب بسيفه, والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله |, والخمسة يحدقون بالنبي | خوفا من أن يناله سلاح الكفار, حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله | الظفر, عنى بالمؤمنين في هذا الموضع عليا × ومن حضر من بني هاشم, فمن كان أفضل, أمن كان مع النبي | فنزلت السكينة على النبي | وعليه؟ أم من كان في الغار مع النبي | ولم يكن أهلا لنزولها عليه؟ يا إسحاق من أفضل من كان مع النبي | في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي | ما عزم عليه من الهجرة؟
* ابن مشهدي في المزار الكبير, أخبرني بهذه الزيارة الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري × في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي, عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما، زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير, منه: وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، - الى ان قال - ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: {إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} والمؤمنون أنت ومن يليك، وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفلت دونهم المعونة.
بمصادر العامة:
عن الضحاك بن مزاحم في قول الله تعالى: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} الآية، قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله | يوم حنين: علي × والعباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب في نفر من بني هاشم.
عن الحكم بن عتيبة قال: أربعة لا شك فيهم أنهم ثبتوا يوم حنين فيهم علي بن أبي طالب ×.
{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} (29)
* نصر بن مزاحم في وقعة صفين, عن عمر بن سعد, عن يوسف بن يزيد, عن عبد الله بن عوف بن الأحمر في حديث: فقام فيهم ابن عباس فقرأ عليهم كتاب علي ×, فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس استعدوا للمسير إلى إمامكم وانفروا في سبيل الله {خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم} فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرءون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب {ولا يدينون دين الحق} مع أمير المؤمنين × وابن عم رسول الله |, الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر, والصادع بالحق, والقيم بالهدى, والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم.
بمصادر العامة:
عن عمر بن سعد, عن يوسف بن يزيد, عن عبد الله بن عوف بن الأحمر في حديث: فقام فيهم ابن عباس فقرأ عليهم كتاب علي ×, فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس استعدوا للمسير إلى إمامكم وانفروا في سبيل الله {خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم} فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرءون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب {ولا يدينون دين الحق} مع أمير المؤمنين × وابن عم رسول الله |, الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر, والصادع بالحق, والقيم بالهدى, والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم.
{وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون} (30)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عطية العوفي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله | اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا {عزير ابن الله}, واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا {المسيح ابن الله}، واشتد غضب الله من أراق دمي وآذاني في عترتي.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وانت عمتي قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي, عن خالها عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي ×, عن أبي عبد الله × في حديث المقتل: فأخذ الحسين × بطرف لحيته وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ثم قال: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا {عزير ابن الله} واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا {المسيح ابن الله} واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله, واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم, واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم.
بمصادر العامة:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: اشتد غضب الله على اليهود, واشتد غضب الله على النصارى, واشتد غضب الله على من آذاني في عترتي.
{يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} (32)
* كتاب سليم بن قيس, أبان, عن سليم, عن أمير المؤمنين ×, عن رسول الله | في خطبة طويلة: ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختارني منهم, ثم نظر نظرة فاختار أخي عليا ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي, فبعثني رسولا ونبيا ودليلا, فأوحى إلي أن اتخذ عليا أخا ووليا ووصيا وخليفة في أمتي بعدي, ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي, من والاه والاه الله, ومن عاداه عاداه الله, ومن أحبه أحبه الله, ومن أبغضه أبغضه الله, لا يحبه إلا مؤمن, ولا يبغضه إلا كافر, رب الأرض بعدي وسكنها, وهو كلمة الله التقوى, وعروة الله الوثقى, أتريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم {والله متم نوره ولو كره المشركون} ويريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}.
* الكشي في رجاله, حدثني حمدويه قال: حدثني الحسن بن موسى، عن داود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن × في بني زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد! قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله | جهد الناس في إطفاء نور الله, فأبى {الله إلا أن يتم نوره} بأمير المؤمنين ×, فلما توفي أبو الحسن × جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله, فأبى {الله إلا أن يتم نوره}.
* الشيخ الطوسي في الغيبة, روى محمد بن أحمد بن يحيى, عن بعض أصحابنا, عن محمد بن عيسى بن عبيد, عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا × فلعنه ثم قال: إن علي بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد الله في سمائه وأرضه فأبى الله {إلا أن يتم نوره} {ولو كره المشركون} ولو كره اللعين المشرك, قلت: المشرك؟ قال: نعم والله, وإن رغم أنفه كذلك, وهو في كتاب الله {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم} وقد جرت فيه وفي أمثاله أنه أراد أن يطفئ نور الله.
* الحميري القمي في قرب الإسناد, معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:: وعدنا أبو الحسن الرضا × ليلة إلى مسجد دار معاوية، فجاء فسلم, فقال: إن الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله، حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله |، وأبى الله {إلا أن يتم نوره}, وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله حين مضى أبو الحسن الأول ×، فأبى الله {إلا أن يتم نوره}، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما من عليكم به.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الأعز التميمي, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه أطفأ لنور الله {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون} أما والله ليملكنهم منا رجال، ورجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم ويحفروا الآبار.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثني أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي النصري, عن محمد بن إبراهيم بن المنذر المكي, عن الحسين بن سعيد الهيثم قال: حدثني الأجلح الكندي قال: حدثني أفلح بن سعيد, عن محمد بن كعب, عن طاوس اليماني, عن عبد الله بن العباس, عن رسول الله | في حديث طويل عن الأئمة من بعده, قال |: يا ابن عباس, ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله, وحربهم حربي وحربي حرب الله, وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله, ثم قال {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن علي بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: أخبرنا علي بن الحارث, عن سعيد بن منصور الجواشني قال: أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال: أخبرنا أبي, عن سدير الصيرفي, عن أبي عبد الله × في حديث طويل وقد ذكر شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى ×: وكذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الأمراء والجبابرة منهم على يد القائم # منا, ناصبونا العداوة ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول | وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم # ويأبى الله عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة {إلا أن يتم نوره} {ولو كره المشركون}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر × في قوله {والذين كفروا} بولاية علي بن أبي طالب {أولياؤهم الطاغوت} نزلت في أعدائه ومن تبعهم أخرجوا الناس من النور, والنور ولاية علي ×, فصاروا إلى الظلمة ولاية أعدائه, وقد نزل فيهم {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه} وقوله تعالى {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, روى جماعة من الثقات أنه: لما أمر المتوكل بحرث قبر الحسين × وأن يجرى الماء عليه من العلقمي, أتى زيد المجنون وبهلول المجنون إلى كربلاء, فنظرا إلى القبر وإذا هو معلق بالقدرة في الهواء فقال زيد {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} وذلك أن الحراث حرث سبع عشرة مرة والقبر يرجع على حاله, فلما نظر الحراث إلى ذلك آمن بالله وحل القبر, فأخبر المتوكل فأمر بقتله.
* الشيخ عبد الله البحراني في العوالم, زرارة بن أعين قال: دعا الصادق × داود بن كثير الرقي، وحمران بن أعين، وأبا بصير، ودخل عليه المفضل بن عمر، وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا؛ فقال: يا داود، اكشف عن وجه إسماعيل, فكشف عن وجهه، فقال: تأمله يا داود، فانظره أحي هو أم ميت؟ فقال: بل هو ميت, فجعل يعرضه على رجل رجل حتى أتى على آخرهم، فقال ×: اللهم اشهد, ثم أمر بغسله وتجهيزه, ثم قال: يا مفضل، احسر عن وجهه, فحسر عن وجهه، فقال: أحي هو أم ميت؟ انظروه أجمعكم, فقال: بل هو يا سيدنا، ميت, فقال: شهدتم بذلك وتحققتموه؟ قالوا: نعم, وقد تعجبوا من فعله, فقال: اللهم اشهد عليهم, ثم حمل إلى قبره، فلما وضع في لحده، قال: يا مفضل، اكشف عن وجهه, فكشف، فقال للجماعة: انظروا أحي هو أم ميت؟ فقالوا: بل ميت يا ولي الله, فقال: اللهم اشهد، فإنه سيرتاب المبطلون، {يريدون أن يطفؤا نور الله} ثم أومئ إلى موسى × وقال: {والله متم نوره ولو كره الكافرون}.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن أحمد السناني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثني هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي ومولاي يعني الرضا × في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا × قد توفي ولم يصح هذا القول, فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له صبيح الديلمي, وكان يتوالى سيدي حق ولايته, وإذا صبيح قد خرج فلما رآني قال لي: يا هرثمة ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته؟ قلت: بلى, قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل, فدخلت عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع, وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة, فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا, فقال لنا: هذا العهد لازم لكم أنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا فيه شيئا, قال: فحلفنا له, فقال: يأخذ كل واحد منكم سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا × في حجرته فإن وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه, ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به وصيروا إلي وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم وعشر ضياع منتخبة والحظوظ عندي ما حييت وبقيت, قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعا يقلب طرف يديه ويكلم بكلام لا نعرفه قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف فطووا على بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين, قال: لا تعيدوا شيئا مما كان, فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار وأظهر وفاته وقعد للتعزية, ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه, فلما دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين, فقال: أسرعوا وانظروا, قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيدي × جالس في محرابه يصلي ويسبح, فقلت: يا أمير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلي ويسبح, فانتفض المأمون وارتعد ثم قال: غدرتموني لعنكم الله, ثم التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلي عنده, قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا ثم صرت إليه عند عتبة الباب قال × لي: يا صبيح, قلت: لبيك يا مولاي, - وقد سقطت لوجهي – فقال: قم يرحمك الله {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم} {والله متم نوره ولو كره الكافرون} قال: فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم, فقال لي: يا صبيح ما وراءك؟ فقلت له: يا أمير المؤمنين هو والله جالس في حجرته وقد ناداني وقال لي كيت وكيت, قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه وقال: قولوا إنه كان غشي عليه وإنه قد أفاق, قال هرثمة: فأكثرت لله عز وجل شكرا وحمدا, ثم دخلت على سيدي الرضا × فلما رآني قال: يا هرثمة لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا وولايتنا, فقلت: نعم يا سيدي, ثم قال ×: يا هرثمة والله لا يضرنا كيدهم شيئا {حتى يبلغ الكتاب أجله}.
بمصادر العامة:
قال الإمام علي ×: والله لود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله {ويأبى الله إلا أن يتم نوره} {ولو كره المشركون} أما والله ليملكنهم منا رجال ورجال يسومونهم الخسف حتى يحتفروا الآبار ويتكففوا الناس ويتوكلوا على المساحي.
{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} (33)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سماعة, عن أبي عبد الله × {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: إذا خرج القائم # لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر إلا كره خروجه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي المقدام, عن أبي جعفر × في قول الله: {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} يكون أن لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد |.
قال في خبر آخر عنه × قال: ليظهره الله في الرجعة.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن بعض أصحابنا, عن ابن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي ×, قال قلت: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} قال ×: هو الذي أمر رسوله | بالولاية لوصيه ×, والولاية هي دين الحق, قلت: {ليظهره على الدين كله}؟ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم #.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثني محمد بن علي قال: حدثنا زياد بن جعفر الهمداني قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: أخبرنا وكيع, عن الربيع بن سعد, عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال الحسين بن علي × منا اثنا عشر مهديا, أولهم أمير المؤمنين علي × وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق, يحيي الله به {الأرض بعد موتها} ويظهر به دين الحق {على الدين كله ولو كره المشركون} له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} أما إن الصابرين في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهدين بالسيف بين يدي رسول الله |.
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن محمد بن عصام قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل, عن عاصم بن حميد الحناط, عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر × يقول: القائم منا منصور بالرعب, مؤيد بالنصر, تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز, يبلغ سلطانه المشرق والمغرب, ويظهر الله عز وجل به دينه {على الدين كله ولو كره المشركون} فلا يبقى في الأرض خراب إلا قد عمر, وينزل روح الله عيسى ابن مريم × فيصلي خلفه.
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه, عن محمد بن أبي عمير, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله × في قول الله عز وجل {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} فقال: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم #, فإذا خرج القائم # لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه, حتى أن لو كان كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفي قال: حدثني أبي قال: حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي, عن الحسن بن محبوب, عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد × فإني عنده جالس إذ دخل أبو الحسن موسى × وهو غلام, فقمت إليه فقبلته وجلست فقال لي أبو عبد الله ×: يا إبراهيم, أما إنه صاحبك من بعدي, أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون, فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب, أما ليخرجن الله عز وجل من صلبه خير أهل الأرض في زمانه, سمي جده ووارث علمه وأحكامه وقضاياه ومعدن الإمامة ورأس الحكمة, يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له ولكن {الله بالغ أمره ولو كره المشركون} يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه.
* السيد هاشم البحراني في حلية الأبرار, الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه، وكتابه مذكور في كتب الرجال، حدثني محمد بن اسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن الرجعة ظهور صاحب الزمان #: ثم يظهره الله كما وعد به جده رسول الله | في قول الله عز وجل {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالى {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}؟ قال ×: هو قوله عز وجل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فو الله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الآراء والاختلاف ويكون الدين كله لله كما قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} - وساق الحديث وهو طويل - قال المفضل: يا مولاي قوله: {ليظهره على الدين كله} ما كان رسول الله | ظهر على الدين كله؟ قال: يا مفضل لو كان رسول الله | ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية, ولا نصرانية, ولا يهودية, ولا صابئية, ولا رقة, ولا خلاف, ولا شك, ولا شرك، ولا عبدة أصنام، ولا أوثان، ولا اللات والعزى، ولا عبدة الشمس ولا القمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة، وإنما قوله: {ليظهره على الدين كله} في هذا اليوم وهذا المهدي # وهذه الرجعة.
* حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر × قال: وقوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: يظهره الله عز وجل في الرجعة.
* الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان, قال أبو جعفر × : إن ذلك يكون عند خروج المهدي من آل محمد #، فلا يبقى أحد إلا أقر بمحمد |.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, حدثنا يوسف بن يعقوب, عن محمد بن أبي بكر المقري, عن نعيم بن سليمان, عن ليث, عن مجاهد, عن ابن عباس في قوله عز وجل {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا الإسلام, حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية, وحتى لا تقرض فأرة جرابا, وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير, وهو قوله تعالى {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} وذلك يكون عند قيام القائم #.
* الحر العاملي في إثبات الهداة, عن سعيد بن جبير في قوله: {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: هو المهدي من عترة فاطمة.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن بعض أصحابه رفعه أن رسول الله | قال في حديث طويل وهو يصف أمير المؤمنين × قال: أما طول يديه، فإن الله طولهما ليقتل بهما أعداءه وأعداء رسوله وبه يظهر الله الدين {ولو كره المشركون}.
بمصادر العامة:
عن أبا الحسن الماضي × في تفسير قوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} قال: هو الذي أمر رسوله | بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق, قلت: {ليظهره على الدين كله}؟ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم #، يقول الله تعالى {والله متم نوره} ولاية القائم {ولو كره الكافرون} لولاية علي ×.
عن أبي بصير وعن سماعة هما، عن جعفر الصادق × في قوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: والله ما يجئ تأويلها حتى يخرج القائم المهدي #, فإذا خرج القائم # لم يبق مشرك إلا كره خروجه ولا يبقى كافر إلا قتل، حتى لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.
عن أبي جعفر × قال: المهدي # منا منصور بالرعب مؤيد بالظفر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله دينه {على الدين كله ولو كره المشركون}، فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمره، ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته، ويتنعم الناس في زمانه نعمة لم يتنعموا مثلها قط.
{يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم} (34)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن سنان, عن معاذ بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف, فإذا قام قائمنا # حرم على كل ذي كنز كنزه حتى يأتيه به فيستعين به على عدوه, وهو قول الله عز وجل {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}.
{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين} (34)
* الشيخ الطوسي في الغيبة, روى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر × عن تأويل قول الله عز وجل {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر, أما السنة فهي جدي رسول الله | وشهورها اثنا عشر شهرا: فهو أمير المؤمنين × وإلي, وإلى ابني جعفر, وابنه موسى, وابنه علي, وابنه محمد, وابنه علي, وإلى ابنه الحسن, وإلى ابنه محمد الهادي المهدي عليهم السلام, اثنا عشر إماما حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه, والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم, أربعة منهم يخرجون باسم واحد: علي أمير المؤمنين, وأبي علي بن الحسين, وعلي بن موسى, وعلي بن محمد عليهم السلام, فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} أي قولوا بهم جميعا تهتدوا.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا سلامة بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني قال: حدثنا عبيد بن كثير قال: حدثنا أبو أحمد بن موسى الأسدي, عن داود بن كثير الرقي, عن أبي عبد الله × في حديث: ثم نادى ×: يا سماعة بن مهران ايتني بسلة الرطب, فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه, فغرسها في الأرض ففلقت وأنبتت وأطلعت وأغدقت, فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا أبيض ففضه ودفعه إلي وقال: اقرأه, فقرأته وإذا فيه سطران, السطر الأول: لا إله إلا الله محمد رسول الله, والثاني {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم} أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, الحسن بن علي, الحسين بن علي, علي بن الحسين, محمد بن علي, جعفر بن محمد, موسى بن جعفر, علي بن موسى, محمد بن علي, علي بن محمد, الحسن بن علي, الخلف الحجة, ثم قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم, فقال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, المقلد بن غالب بن الحسن, عن رجاله بإسناد متصل إلى عبد الله بن سنان الأسدي, عن جعفر بن محمد × قال: قال أبي - يعني محمد الباقر × - لجابر بن عبد الله: لي إليك حاجة أخلو بك فيها, فلما خلا به قال: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته عند أمي فاطمة ÷, فقال جابر: أشهد بالله لقد دخلت على سيدتي فاطمة ÷ لأهنئها بولدها الحسين ×, فإذا بيدها لوح أخضر من زمردة خضراء فيه كتابة أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك الأذفر, فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا لوح أنزله الله عز وجل على أبي وقال لي أبي |: احفظيه, فقرأت فإذا فيه اسم أبي وبعلي, واسم ابني والأوصياء من بعد ولدي الحسين ×, فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت, فقال له أبي ×: ما فعلت بنسختك؟ فقال: هي عندي, فقال: فهل لك أن تعارضني عليها؟ قال: فمضى جابر إلى منزله فأتاه بقطعة جلد أحمر, فقال × له: انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك, فكان في صحيفته {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا كتاب {من الله العزيز العليم} أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين, يا محمد {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} يا محمد عظم أسمائي, واشكر نعمائي, ولا تجحد آلائي, ولا ترج سوائي, ولا تخش غيري, فإنه من يرج سوائي ويخش غيري {أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} يا محمد إني اصطفيتك على الأنبياء, واصطفيت وصيك عليا على الأوصياء, جعلت الحسن عيبة علمي بعد انقضاء مدة أبيه, والحسين خير أولاد الأولين والآخرين فيه تثبت الإمامة ومنه العقب, وعلي بن الحسين زين العابدين, والباقر العلم الداعي إلى سبيلي على منهاج الحق, وجعفر الصادق في القول والعمل تلبس من بعده فتنة صماء, فالويل كل الويل لمن كذب عترة نبيي وخيرة خلقي, وموسى الكاظم الغيظ, وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله, ومحمد الهادي شبيه جده الميمون, وعلي الداعي إلى سبيلي والذاب عن حرمي والقائم في رعيتي, والحسن الأعز يخرج منه ذو الاسمين خلف محمد يخرج في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس, وينادي مناد بلسان فصيح يسمعه الثقلان ومن بين الخافقين: هذا المهدي من آل محمد, فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
* الشيخ المفيد في الإختصاص, الشيخ الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل, عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي, عن موسى بن عمران, عن عمه الحسين بن يزيد, عن علي بن سالم, عن أبيه, عن سالم بن دينار, عن سعد بن طريف, عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله |: ذكر الله عز وجل عبادة, وذكري عبادة, وذكر علي عبادة, وذكر الأئمة من ولده عبادة, والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء, وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه, ومن ولده الأئمة الهداة بعدي, بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض, وبهم {يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم, وبهم يسقي خلقه الغيث, وبهم يخرج النبات, أولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا, عدتهم عدة الشهور وهي {اثنا عشر شهرا}.
* السيد ابن طاووس في اليقين, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن جعفر, عن محمد بن الحسين, عن إبراهيم بن هاشم, عن محمد بن سنان, عن زياد بن المنذر, عن سعد بن طريف, عن الأصبغ, عن ابن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: معاشر الناس من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي, فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وما عدة الأئمة؟ فقال: يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه, عدتهم عدة الشهور وهي {عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض} وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران × حين ضرب بعصاه الحجر {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} فالأئمة يا جابر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم.
{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} (40)
* العلامة المجلسي في البحار, وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا في الأخبار ما هذا لفظه مناظرة الحروري والباقر × – الى ان قال - قال أبو جعفر ×: وأما ما ذكرت أنه - أي أبو بكر - صاحب رسول الله | في الغار فذلك رذيلة لا فضيلة من وجوه, الأول: أنا لا نجد له في الآية مدحا أكثر من خروجه معه وصحبته له, وقد أخبر الله في كتابه أن الصحبة قد يكون للكافر مع المؤمن حيث يقول {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت} وقوله {أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} ولا مدح له في صحبته إذ لم يدفع عنه ضيما ولم يحارب عنه عدوا. الثاني: قوله تعالى {لا تحزن إن الله معنا} وذلك يدل على قلقه وضرعه وقلة صبره وخوفه على نفسه وعدم وثوقه بما وعده الله ورسوله من السلامة والظفر, ولم يرض بمساواته للنبي | حتى نهاه عن حاله, ثم إني أسألك عن حزنه: هل كان رضا لله تعالى أو سخطا له؟ فإن قلت: إنه رضا لله تعالى, خصمت لأن النبي | لا ينهى عن شيء لله فيه رضا, وإن قلت: إنه سخط, فما فضل من نهاه رسول الله | عن سخط الله, وذلك أنه إن كان أصاب في حزنه فقد أخطأ من نهاه وحاشا النبي | أن يكون قد أخطأ, فلم يبق إلا أن حزنه كان خطأ فنهاه رسول الله | عن خطائه. الثالث: قوله تعالى {إن الله معنا} تعريف لجاهل لم يعرف حقيقة ما هم فيه, ولو لم يعرف النبي | فساد اعتقاده لم يحسن منه القول {إن الله معنا} وأيضا فإن الله تعالى مع الخلق كلهم حيث خلقهم ورزقهم وهم في علمه كما قال الله تعالى {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} فلا فضل لصاحبك في هذا الوجه. والرابع: قوله تعالى {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} فيمن نزلت؟ قال: على رسول الله |, قال له أبو جعفر ×: فهل شاركه أبو بكر في السكينة؟ قال الحروري: نعم, قال له أبو جعفر ×: كذبت, لأنه لو كان شريكا فيها لقال تعالى "عليهما" فلما قال "عليه" دل على اختصاصها بالنبي | لما خصه بالتأييد بالملائكة, لأن التأييد بالملائكة لا يكون لغير النبي | بالإجماع, ولو كان أبو بكر ممن يستحق المشاركة هنا لأشركه الله فيها كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين حيث يقول {ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} ممن يستحق المشاركة لأنه لم يصبر مع النبي | غير تسعة نفر: علي × وستة من بني هاشم, وأبي دجانة الأنصاري, وأيمن ابن أم أيمن, فبان بهذا أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين ولو كان مؤمنا لأشركه مع النبي | في السكينة هنا كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين, فقال الحروري: قوموا فقد أخرجه من الإيمان, فقال أبو جعفر ×: ما أنا قلته وإنما قاله الله تعالى في محكم كتابه.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي, عن إسحاق بن حماد بن زيد في إحتجاج المأمون على علماء العامة وإثباته خلافة أمير المؤمنين ×, وفيهم أربعون رجلا جمعهم إسحاق بن حماد بن زيد بأمر من المأمون, قال إسحاق: قلت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه |, فقال المأمون: سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب, أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن؟ فأي فضيلة في هذا؟ أما سمعت قول الله تعالى {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا} فقد جعله له صاحبا, وقال الهذلي شعرا:
ولقد غدوت وصاحبي وحشية ... تحت الرداء بصيرة بالمشرق
وقال الأزدي شعرا:
و لقد ذعرت الوحش فيه وصاحبي ... محض القوائم من هجان هيكل
فصير فرسه صاحبه, وأما قوله {إن الله معنا} فإن الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر, أما سمعت قوله تعالى {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} وأما قوله {لا تحزن} فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية؟ فإن زعمت أنه طاعة فقد جعلت النبي | ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم, وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي؟ وخبرني عن قوله تعالى {فأنزل الله سكينته عليه} على من؟ قال إسحاق: فقلت: على أبي بكر, لأن النبي | كان مستغنيا عن الصفة السكينة, قال: فخبرني عن قوله عز وجل {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع؟ قال: فقلت: لا, فقال: إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي | إلا سبعة من بني هاشم: علي × يضرب بسيفه, والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله |, والخمسة يحدقون بالنبي | خوفا من أن يناله سلاح الكفار, حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله | الظفر, عنى بالمؤمنين في هذا الموضع عليا × ومن حضر من بني هاشم, فمن كان أفضل أمن كان مع النبي | فنزلت السكينة على النبي وعليه, أم من كان في الغار مع النبي | ولم يكن أهلا لنزولها عليه؟ يا إسحاق من أفضل من كان مع النبي | في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي | ما عزم عليه من الهجرة؟ إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه | أن يأمر عليا × بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك, فقال علي ×: أتسلم يا نبي الله؟ قال: نعم, قال: سمعا وطاعة, ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي |, وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه, وعلي × يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه, فلم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي | وعلي × وحده, فلم يزل صابرا محتسبا, فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش, فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا: أين محمد؟ قال: وما علمي به؟ قالوا: فأنت غدرتنا, ثم لحق بالنبي | فلم يزل علي × أفضل لما بدا منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور له.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, أحمد بن الحسن قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله قال: قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي: إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض ما يريدون, فأمر جعفر المتكلمين فأحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبين المتكلمين سترا, فاجتمع المتكلمون وغص المجلس بأهله ينتظرون هشام بن الحكم, فدخل عليهم هشام وعليه قميص إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق, فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشيء, فقال له رجل من القوم: لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فقال هشام: فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت, فقال هشام: إن زعمت أنه كان لله رضى فلم نهاه رسول الله | فقال: {لا تحزن} أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟ وإن زعمت أنه كان لله غير رضى فلم تفتخر بشيء كان لله غير رضى؟ وقد علمت ما قد قال الله تبارك وتعالى حين قال {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد, عن أحمد, عن ابن فضال, عن الرضا ×: فأنزل الله سكينته على رسوله {وأيده بجنود لم تروها}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, قال زرارة: قال أبو جعفر ×: فأنزل سكينته على رسوله, ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله| {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى} فقال: هو الكلام الذي تكلم به عتيق.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أحمد بن عبد الله البرقي, عن أبيه, عن شريك بن عبد الله, عن الأعمش في إحتجاج طويل بين أبو جعفر مؤمن الطاق وأبي حذرة, قال أبو جعفر: وأما قولك {ثاني اثنين إذ هما في الغار} أخبرني هل أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين في غير الغار؟ قال ابن أبي حذرة: نعم, قال أبو جعفر: فقد خرج صاحبك في الغار من السكينة وخصه بالحزن, ومكان علي × في هذه الليلة على فراش النبي | وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك في الغار, فقال: الناس صدقت.
* ابن إدريس في السرائر, عن عبد الله بن بكير, عن حمزة بن حمران قال: قلت لأبي عبد الله × في احتجاج الناس علينا في الغار, فقال × حسبك بذلك عارا - أو قال شرا - إن الله تعالى لم يذكر رسوله | مع المؤمنين إلا أنزل السكينة عليهم جميعا, وإنه أنزل سكينته على رسوله | وأخرجه منها خص رسول الله | دونه.
* الشريف الرضي في خصائص الأئمة عليهم السلام, بإسناد مرفوع قال: قال ابن الكواء لأمير المؤمنين ×: أين كنت حيث ذكر الله تعالى نبيه وأبا بكر فقال {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فقال أمير المؤمنين ×: ويلك يا ابن الكواء, كنت على فراش رسول الله | وقد طرح علي ريطته فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها, فلم يبصروا رسول الله | حيث خرج, فأقبلوا علي يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط جسدي وصار مثل البيض, ثم انطلقوا بي يريدون قتلي فقال بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا, قال: فأوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت واستوثقوا مني ومن الباب بقفل, فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول: يا علي, فسكن الوجع الذي كنت أجده وذهب الورم الذي كان في جسدي, ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي, فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع, ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي, فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح فقمت وخرجت وقد كانوا جاءوا بعجوز كمهاء لا تبصر ولا تنام تحرس الباب, فخرجت عليها فإذا هي لا تعقل من النوم.
* السيد ابن طاووس في الطرائف, ذكره أبو هاشم بن الصباغ في كتاب النور والبرهان, رفع الحديث, عن محمد بن إسحاق قال: قال حسان: قدمت مكة معتمرا وأناس من قريش يقذفون أصحاب رسول الله |, فقال ما هذا لفظه: فأمر رسول الله | عليا × فنام على فراشه, وخشي ابن أبي قحافة أن يدل القوم عليه فأخذه معه ومضى إلى الغار.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن بعض رجاله رفعه إلى أبي عبد الله × قال: لما كان رسول الله | في الغار قال لفلان: كأني أنظر إلى سفينة جعفر في أصحابه يقوم في البحر, وأنظر إلى الأنصار محتسبين في أفنيتهم, فقال فلان: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم, قال: فأرنيهم, فمسح على عينيه فرآهم, فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر, فقال له رسول الله |: أنت الصديق.
* الشيخ الكليني في الكافي, حميد بن زياد, عن محمد بن أيوب, عن علي بن أسباط, عن الحكم بن مسكين, عن يوسف بن صهيب, عن أبي عبد الله × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن رسول الله | أقبل يقول لأبي بكر في الغار: اسكن فإن الله معنا, وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن, فلما رأى رسول الله | حاله قال له: تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون؟ فأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون؟ قال: نعم, فمسح رسول الله | بيده على وجهه, فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون, فأضمر تلك الساعة أنه ساحر.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا موسى بن عمر, عن عثمان عيسى, عن خالد بن نجيح قال: قلت لأبي عبد الله ×: جعلت فداك سمى رسول الله | أبا بكر الصديق؟ قال: نعم, قال: فكيف؟ قال: حين كان معه في الغار, قال رسول الله |: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة, قال: يا رسول الله وإنك لتراها؟ قال: نعم, قال: فتقدر أن ترينها؟ قال: أدن مني, قال: فدنا منه فمسح على عينيه, ثم قال: انظر, فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر, ثم نظر إلى قصور أهل المدينة, فقال في نفسه: الان صدقت أنك ساحر, فقال رسول الله | الصديق أنت.
* حسن بن محمد الديلمي في إرشاد القلوب, عن سليم في حديث طوويل قال: فلقيت محمد بن أبي بكر فقلت: هل شهد موت أبيك غيرك وغير أخيك عبد الرحمن وعائشة وعمر؟ قال: لا, قلت: وسمعوا منه ما سمعت؟ قال: سمعوا منه طرفا فبكوا وقالوا: هو يهجر, فأما كلما سمعت أنا فلا, قلت: فالذي سمعوا ما هو؟ قال: دعا بالويل والثبور فقال له عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور؟ قال: هذا رسول الله | ومعه علي بن أبي طالب × يبشراني بالنار, ومعه الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول: لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله, فأبشر أنت وصاحبك بالنار في أسفل السافلين, فلما سمعها عمر خرج وهو يقول: إنه ليهجر, قال: والله ما أهجر أين تذهب؟ قال: كيف لا تهجر وأنت {ثاني اثنين إذ هما في الغار}؟ قال: أولم أحدثك أن محمدا | - ولم يقل رسول الله - قال لي وأنا معه في الغار: إني أرى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر, فقلت: أرنيها, فمسح يده على وجهي ونظرت إليها فأضمرت عند ذلك أنه ساحر, وذكرت ذلك لك بالمدينة, فاجتمع رأيي ورأيك على أنه ساحر, قال عمر: يا هؤلاء إن أبا بكر يهذي فاجتنبوه واكتموا ما تسمعون منه لئلا يشمت بكم أهل هذا البيت.
{ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} (49)
* محمد بن جرير الطبري الصغير في دلائل الإمامة, حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا حرب بن ميمون، عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام, عن السيدة الزهراء ÷ في خطبة طويلة لما منعوها فدك, قلت: زعمتم خوف الفتنة {ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين}.
{قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} (52)
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر ×, قال: قلت: قوله عز وجل {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} قال ×: إما موت في طاعة الله أو إدراك ظهور إمام, ونحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم {الله بعذاب من عنده} قال: هو المسخ {أو بأيدينا} وهو القتل, قال الله عز وجل لنبيه | قل {فتربصوا إنا معكم متربصون} والتربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم.
* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, ابن فضال, عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا ومعلى بن خنيس على أبي عبد الله × فأذن لنا وليس هو في مجلسه, فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب, فلما نظر إلينا رحب فقال: مرحبا بكما وأهلا, ثم جلس وقال: أنتم أولو الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى {إنما يتذكر أولوا الألباب} فأبشروا فأنتم على {إحدى الحسنيين} من الله, أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم وأدالكم على عدوكم وهو قول الله تبارك وتعالى {ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم} وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه وبعثه عليه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن أبان, عن سلام بن أبي عمرة, عن أبي هارون العبدي, عن محمد بن بشر, عن محمد بن الحنفية أنه خرج إلى أصحابه ذات يوم وهم ينتظرون خروجه فقال: تنجزوا البشرى من الله فو الله ما من أحد يتنجز البشرى من الله غيركم, ثم قرأ هذه الآية {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: نحن أهل البيت قرابته, جعلنا الله منه وجعلكم الله منا, ثم قرأ هذه الآية {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} الموت ودخول الجنة, وظهور أمرنا فيريكم الله ما تقر به أعينكم, ثم قال: أما ترضون أن صلاتكم تقبل وصلاتهم لا تقبل؟ وحجكم يقبل وحجهم لا يقبل؟ قالوا: لم يا أبا القاسم؟ قال: فإن ذلك كذلك.
{وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (54) فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55)}
* الشيخ الكليني في الكافي, أبو علي الأشعري, عن محمد بن عبد الجبار, عن الحسن بن علي بن فضال, عن ثعلبة بن ميمون, عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة, عن أبي عبد الله ×, أنهم قالوا حين دخلوا عليه: إنما أحببناكم لقرابتكم من رسول الله | ولما أوجب الله عز وجل من حقكم, ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لامرئ منا دينه, فقال أبو عبد الله ×: صدقتم صدقتم, ثم قال: من أحبنا كان معنا - أو جاء معنا - يوم القيامة هكذا, ثم جمع بين السبابتين, ثم قال: والله لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه, ثم قال: وذلك قول الله عز وجل {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} ثم قال: وكذلك الإيمان لا يضر معه العمل, وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل.
{ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون}(59)
* الكراكجي في كنز الفوائد, ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق جعفر بن محمد ×, فلما رفع الصادق × يده من أكله قال الحمد لله رب العالمين, اللهم هذا منك ومن رسولك, فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ فقال له: ويلك فإن الله تعالى يقول في كتابه {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} ويقول في موضع آخر {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله} فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت, فقال أبو عبد الله ×: بلى قد قرأتهما وسمعتهما, ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك {أم على قلوب أقفالها} وقال {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
{ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} (61)
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا, عن قيس بن سمعان, عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير وقد ذكر عليا × وما أوصى الله فيه وذكر المنافقين والآثمين والمستهزئين بالإسلام: وكثرة إذا هم لي حتى سموني إذنا، وزعموا انى كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه, حتى انزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن} على الذين يزعمون انه {أذن خير لكم} الآية، ولو شئت ان اسمى بأسمائهم لسميت وان أومى إليهم بأعيانهم لأومأت، وان أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت.
{ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين (66)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر ×: نزلت هذه الآية: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} إلى قوله: {نعذب طائفة} قال: قلت لأبي جعفر ×: تفسير هذه الآية, قال: تفسيرها, والله ما نزلت آية قط إلا ولها تفسير, ثم قال: نعم, نزلت في التيمي والعدوي والعشرة معهما أنهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا لرسول الله | في العقبة وائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: إن فطن نقول إنما كنا نخوض ونلعب، وإن لم يفطن لنقتلنه، فأنزل الله هذه الآية {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} فقال الله لنبيه {قل أبالله وآياته ورسوله} يعني محمدا | {كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم} يعني عليا × أن يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما, فذلك قوله تعالى: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة}.
{يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} (73)
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا حسين بن الحسن الفزاري قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما نزلت {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين} قال النبي |: لأجاهدن العمالقة - يعني الكفار والمنافقين- فأتاه جبرئيل × وقال: أنت أو علي ×.
{يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير} (74)
* الأصول الستة عشر, سلام, عن ابان بن تغلب قال: سمعت ابا عبد الله × يحدث عن ابى جعفر × قال: لما ان نصب رسول الله | عليا × يوم الغدير فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, واحب من احبه, وو ابغض من ابغضه, وانصر من نصره فقال ابو فلان وفلان كلمة خفية: ما نالوا ما رفع خسيسة ابن عمه لو يستطيع ان يجعله نبيا لفعل, وايم الله لئن هلك لنزيلنه عما يريد, قال: فسمعها شاب من الانصار فقال: اما والله لقد سمعت مقالتكما وايم الله لابلغن رسول الله | ما قلتما, فناشداه الله ان لا يفعل, فابى الا ان يبلغ رسول الله | ما قالا, فقالا له: اجهد جهدك, فاتى رسول | فاخبره بمقالتهما, فبعث اليهما رسول الله | فدعاهما فلما جاء آوراى الشاب عنده عرفا انه بلغه, فقال | لهما: ما حملكما على ما قلتما يا ابا فلان وفلان؟ فحلفا بالله الذى لا اله الا هو انهما ما قالا شيئا من ذلك, فاقبل رسول الله | على الانصارى فقال: يا اخا الانصار ما حملك ان تكذب على شيخى قريش؟ فود الانصارى ان الارض خسفت به وانه لم يقل شيئا من ذلك, قال: فدعا الله ان ينزل عذره, قال: فاتاه جبرئيل × فى ساعة لم يكن يأتيه فيها وانزل عليه {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير} فقال ابو عبد الله ×: والله لقد توليا وما تابا.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أحمد بن الحسن التاجر قال: حدثنا الحسن بن علي بن عثمان الصوفي قال: حدثنا زكريا بن محمد, عن محمد بن علي, عن جعفر بن محمد × قال: لما أقام رسول الله | أمير المؤمنين × يوم غدير خم, كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهم: فلان وفلان, وعبد الرحمن بن عوف, وسعد بن أبي وقاص, وأبو عبيدة, وسالم مولى أبي حذيفة, والمغيرة بن شعبة, قال الثاني: أما ترون عينه كأنما عينا مجنون, - يعني النبي | - الساعة يقوم ويقول قال: لي ربي,- فلما قام قال: أيها الناس, من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله, قال: اللهم فاشهد, ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه, وسلموا عليه بإمرة المؤمنين, فنزل جبرئيل × وأعلم رسول الله | بمقالة القوم, فدعاهم وسألهم, فأنكروا وحلفوا, فأنزل الله {يحلفون بالله ما قالوا}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر بن أرقم, عن أخو زيد بن أرقم, عن رسول الله | في حديث الغدير: ثم أخذ بيد علي ابن أبي طالب × فرفعه إليه، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, قالها ثلاثا, ثم قال: هل سمعتم؟ فقالوا: اللهم بلى, قال: فأقررتم؟ قالوا: اللهم نعم, ثم قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد، ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا, وكان إلى جانب خبائي خباء نفر من قريش وهم ثلاثة، ومعي حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلاثة وهو: يقول: والله إن محمدا لأحمق إن كان يرى أن الأمر يستقيم لعلي من بعده، وقال آخرون: أتجعله أحمق ألم تعلم أنه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة, وقال الثالث: دعوه إن شاء أن يكون أحمق وإن شاء أن يكون مجنونا والله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه إليهم وقال: فعلتموها ورسول الله | بين أظهركم، ووحي الله ينزل عليكم، والله لأخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له: يا با عبد الله وإنك لهاهنا وقد سمعت ما قلنا؟ اكتم علينا فإن لكل جوار أمانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الأمانة ولا من مجالسها, ما نصحت الله ورسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يا با عبد الله فاصنع ما شئت فو الله لنحلفن إنا لم نقل، وأنك قد كذبت علينا, أفتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلاثة؟ فقال لهم: أما أنا فلا أبالي إذا أديت النصيحة إلى الله وإلى رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا، ثم مضى حتى أتى رسول الله | وعلي × إلى جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله | فأتوه فقال لهم: ما ذا قلتم؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا, فإن كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل × بهذه الآية: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا} وقال علي × عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا والله إن قلبي بين أضلاعي، وإن سيفي لفي عنقي ولئن هموا لأهمن, فقال جبرئيل للنبي |: اصبر للأمر الذي هو كائن، فأخبر النبي | عليا × بما أخبره به جبرئيل، فقال: إذا أصبر للمقادير.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لما قال النبي | ما قال في غدير خم، وصار بالأخبية مر المقداد بجماعة منهم وهم يقولون: والله إن كنا وقيصر لكنا في الخز والوشي والديباج والنساجات وإنا معه في الأخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى إذ أدنى موته وفنيت أيامه وحضر أجله أراد أن يوليها عليا من بعده أما والله ليعلمن, قال: فمضى المقداد وأخبر النبي | به، فقال: الصلاة جامعة، قال: فقالوا: قد رمانا المقداد فقوموا نحلفه عليه, قال: فجاءوا حتى جثوا بين يديه فقالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق والذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا والذي اصطفاك على البشر, قال: فقال النبي |: بسم الله الرحمن الرحيم {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا} بك يا محمد ليلة العقبة {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} كان أحدهم يبيع الرءوس وآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل فأغناهم الله برسوله، ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه.
* السيد ابن طاووس في الإقبال, روى أبو سعيد السمان بإسناده أن إبليس أتى رسول الله | في صورة شيخ حسن السمت, فقال: يا محمد ما أقل من يبايعك على ما تقول في ابن عمك علي, فأنزل الله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} فاجتمع جماعة من المنافقين الذين نكثوا عهده فقالوا: قد قال محمد بالأمس في مسجد الخيف ما قال, وقال هاهنا ما قال, فإن رجع إلى المدينة يأخذ البيعة له والرأي أن نقتل محمدا | قبل أن يدخل المدينة, فلما كان في تلك الليلة قعد لهز أربعة عشر رجلا في العقبة ليقتلوه وهي عقبة بين الجحفة والأبواء, فقعد سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقته, فلما أمسى رسول الله | صلى وارتحل وتقدم أصحابه, وكان | على ناقة ناجية, فلما صعد العقبة ناداه جبرئيل ×: يا محمد إن فلانا وفلانا وسماهم كلهم - وذكر صاحب الكتاب أسماء القوم المشار إليهم - ثم قال: قال جبرئيل ×: يا محمد هؤلاء قد قعدوا لك في العقبة ليغتالوك, فنظر رسول الله | إلى من خلفه, فقال: من هذا خلفي؟ فقال حذيفة بن اليمان: أنا حذيفة يا رسول الله, قال: سمعت ما سمعناه؟ قال: نعم, قال: اكتم, ثم دنا منهم فناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم, فلما سمعوا نداء رسول الله | مروا ودخلوا في غمار الناس وتركوا رواحلهم, وقد كانوا عقلوها داخل العقبة ولحق الناس برسول الله | وانتهى رسول الله إلى رواحلهم فعرفها, فلما نزل قال: ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن أمات الله محمدا أو قتل لا نرد هذا الأمر إلى أهل بيته ثم هموا بما هموا به, فجاءوا إلى رسول الله يحلفون أنهم لن يهموا بشيء من ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا} الآية.
* ابن شهر آشوب في المناقب, روي أن النبي | لما فرغ من غدير خم وتفرق الناس, اجتمع نفر من قريش يتأسفون على ما جرى, فمر بهم ضب فقال بعضهم: ليت محمدا أمر علينا هذا الضب دون علي, فسمع ذلك أبو ذر فحكى ذلك لرسول الله |, فبعث إليهم وأحضرهم وعرض عليهم مقالهم فأنكروا وحلفوا, فأنزل الله تعالى {يحلفون بالله ما قالوا} الآية فقال النبي |: ما أظلت الخضراء الخبر.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول, عن أبيه, عن عبد الله بن الفضل الهاشمي, عن أبيه, عن زياد بن المنذر قال: حدثني جماعة من المشيخة, عن حذيفة بن اليمان أنه قال: الذين نفروا برسول الله | ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر: أبو الشرور, وأبو الدواهي, وأبو المعازف, وأبوه, وطلحة, وسعد بن أبي وقاص, وأبو عبيدة, وأبو الأعور, والمغيرة, وسالم مولى أبي حذيفة, وخالد بن وليد, وعمرو بن العاص, وأبو موسى الأشعري, وعبد الرحمن بن عوف, وهم الذين أنزل الله عز وجل فيهم {وهموا بما لم ينالوا}.
* السيد ابن طاووس في التحصين, عن أبي عبد الله × قال: إن الله بعث جبرئيل إلى محمد | أن يشهد لعلي × بالولاية في حياته ويسميه أمير المؤمنين, فدعا النبي | تسعة رهط فقال: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء في الأرض أقمتم أم كتمتم, وكانوا حبتر وزفر وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود وبريدة الأسلمي وكان أصغر القوم. فقال | للأول: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين, فقال: من الله ورسوله؟ فقال: نعم, ثم قال للآخر: قم فسلم, فقال مثل قول صاحبه, وأمر الباقين بالسلام فلم يقل أحد منهم كمقالهما, فأنزل الله تعالى {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} إلى قوله تعالى {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله}. وخرجا ويد كل واحد منهما في يد صاحبه وهما يقولان: والله لا يسلم له شيئا مما قال أبدا, قال: فسمعها غلام حدث السن من الأنصار فقال لهما: ما قال رسول الله | فقلتم لا يسلم, قالا: ما أنت وذاك امض عملك, قال: والله ما ناصحت الله ورسوله إن مضيت, قالا: إذن والله نحلف لرسول الله | فيصدقنا ويكذبك, قال: والله إني ما أبرح حتى يخرج رسول الله | أو يؤذن لي عليه, فاستأذن ودخل فقال: يا رسول الله بأبي وأمي إن فلانا وفلانا خرجا وهما يقولان: والله ما يسلم له ما قال أبدا, فقال |: فعلا ورب الكعبة, وقد أخبرني الله بما قالا وبما هما قائلان, علي بهما, فجيء بهما فقال: ما قلتما آنفا؟ فقالا: والذي لا إله إلا هو ما قلنا شيئا, قال: والله هو أصدق منكما, وقد أخبرني الله بمقالتكما وأنزل علي كتابا {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا} إلى آخر الآية.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, العلامة الحلي في الكشكول: عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي، يوم الجمعة في شهر رمضان، سنة عشرين وثلاث مائة، قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق × في قصة النضر بن الحارث الفهري مع جماعة المنافقين الذين اجتمعوا عند عمر بن الخطاب ليلا، وذكر الحديث، وقال فيه: فلما رأوه - يعني النضر الفهري - بظهر المدينة ميتا بحجرة من طين انتحبوا وبكوا وقالوا: من أبغض عليا وأظهر بغضه قتله بسيفه، ومن خرج من المدينة بغضا لعلي × أنزل الله عليه ما نرى، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل من شيعة علي × مثل: سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وأشباههم من ضعفاء الشيعة. فأوحى الله إلى نبيه | ما قالوا، فلما انصرفوا إلى المدينة أعلمهم رسول الله | فحلفوا بالله كاذبين أنهم لم يقولوا، فأنزل الله فيهم {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} بظاهر القول لرسول الله |: إنا قد آمنا وأسلمنا لله وللرسول فيما أمرنا به من طاعة علي × {وهموا بما لم ينالوا} من قتل محمد | ليلة العقبة وإخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضا لعلي × {وما نقموا} منهم {إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} بسيف علي × في حروب رسول الله | وفتوحه {فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير}.
* العلامة المجلسي في البحار, عن الصادق ×: نزلت {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون} الآيتان, ولقد وبخهما النبي | لما نزلت فأنكرا فنزلت {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر} الآية.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, فتح بن يزيد الجرجاني, عن أبا الحسن × قال: كيف يوصف بكنهه محمد | وقد قرنه الجليل باسمه, وشركه في عطائه, وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته, إذ يقول {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}.
* الكراكجي في كنز الفوائد, ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق جعفر بن محمد ×, فلما رفع الصادق × يده من أكله قال الحمد لله رب العالمين, اللهم هذا منك ومن رسولك, فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ فقال له: ويلك فإن الله تعالى يقول في كتابه {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} ويقول في موضع آخر {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله} فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت, فقال أبو عبد الله ×: بلى قد قرأتهما وسمعتهما, ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك {أم على قلوب أقفالها} وقال {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
{ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} (78)
* السيد ابن طاووس في سعد السعود, حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا الحسن بن دينار, عن عبد الله بن موسى, عن أبيه, عن جده جعفر بن محمد الصادق, عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام, عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج علينا رسول الله | يوما ونحن في مسجده فقال: من هاهنا؟ فقلت: أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي, فقال: يا سلمان اذهب وادع مولاك علي بن أبي طالب, قال جابر: فذهب سلمان ينتدب به حتى استخرج عليا × من منزله, فلما دنا من رسول الله | قام إليه فخلا به وطالت مناجاته ورسول الله | يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا, ثم انصرف رسول الله | من مناجاته فجلس فقال له: أسمعت يا علي ووعيت؟ قال: نعم يا رسول الله, قال جابر: ثم التفت إلي وقال: يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف الزهري, فذهبت مسرعا فدعوتهم فلما حضروا قال: يا سلمان اذهب إلى منزل أمك أم سلمة وائتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر: فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط, فأمر رسول الله | سلمان فبسطه ثم قال: يا أبا بكر ويا عمر ويا عبد الرحمن اجلسوا كل واحد منكم على زاوية من البساط, فجلسوا كما أمرهم ثم خلا رسول الله | بسلمان فناجاه وأسر إليه شيئا ثم قال له: اجلس في الزاوية الرابعة, فجلس سلمان, ثم أمر عليا × لأن يجلس في وسطه, ثم قال له: قل ما أمرتك فو الذي بعثني بالحق لو قلت على الجبال لسار, فحرك علي × شفتيه فاختلج البساط فمر بهم, قال جابر: فسألت سلمان فقلت: أين مر بكم البساط؟ قال: والله ما شعرنا بشيء حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق وصرنا إلى باب كهف, قال سلمان: فقمت وقلت لأبي بكر: يا أبا بكر قد أمرني رسول الله | أن تصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه, فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد, ثم قلت لعمر: قم واصرخ في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر, فصرخ عمر فلم يجبه أحد, ثم قلت لعبد الرحمن: قم واصرخ كما صرخ أبو بكر وعمر, فقام وصرخ فلم يجبه أحد, فقمت أنا وصرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد منهم, ثم قلت لعلي بن بن طالب ×: قم يا أبا الحسن واصرخ في هذا الكهف فإنه أمرني رسول الله | أن آمرك كما أمرتهم, فقام علي × فصاح بهم بصوت خفي فانفتح باب الكهف ونظرنا إلى داخله يتوقد نورا ويألق إشراقا, وسمعنا ضجة ووجبة شديدة وملئنا رعبا وولوا القوم هاربين فناديتهم: مهلا يا قوم وارجعوا, وقالوا: ما هذا يا سلمان؟ قلت: هذا الكهف الذي ذكره الله جل وعز في كتابه وهؤلاء الذين رأيتم هم الفتية الذين ذكرهم الله عز وجل هم الفتية المؤمنون, وعلي × واقف يكلمهم فعادوا إلى موضعهم, قال سلمان: وأعاد علي × عليهم السلام فقالوا كلهم: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعلى محمد رسول الله خاتم النبوة منا السلام أبلغه منا وقل له: شهدنا لك بالنبوة التي أمرنا الله قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة, ولك يا علي بالوصية, فأعاد علي × سلامه عليهم فقالوا كلهم: وعليك وعلى محمد منا السلام نشهد أنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد |, قال سلمان: فلما سمعوا القوم أخذوا في النحيب وفزعوا واعتذروا إلى أمير المؤمنين × وقاموا كلهم يقبلون رأسه ويقولون: قد علمنا ما أراد رسول الله |, ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين وشهدوا له بالولاية بعد محمد |, ثم جلس كل واحد مكانه من البساط وجلس علي × في وسطه, ثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيف مر بنا في البر وفي البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله |, فخرج إلينا رسول الله | فقال: كيف رأيتهم يا أبا بكر؟ قالوا: نشهد يا رسول الله كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا, فقال رسول الله |: الله أكبر لا تقولوا {سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} ولا تقولوا {يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} والله لئن فعلتم لتهتدوا {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} وإن لم تفعلوا تخلفوا, ومن وفى وفى الله له ومن يكتم ما سمعه فعلى عقبه ينقلب {فلن يضر الله شيئا} أ فبعد الحجة والبينة والمعرفة خلف؟ والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه وأطيعوه بعدي, ثم تلا هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} يعني علي بن أبي طالب ×, قالوا: يا رسول الله قد بايعناه وشهد أهل الكهف علينا, فقال النبي |: إن صدقتم فقد أسقيتم {ماء غدقا} وأكلتم {من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا} وتسلكون طريق بني إسرائيل, فمن تمسك بولاية علي بن أبي طالب × لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض, قال سلمان: والقوم ينظر بعضهم إلى بعض فأنزل الله هذه الآية في ذلك اليوم {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} قال سلمان: فصفرت وجوههم وينظر كل واحد إلى صاحبه وأنزل الله هذه الآية {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق} فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر.
{الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم (79) استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين (80)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الجارود, عن أبي عبد الله × في قول الله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} قال: ذهب علي أمير المؤمنين × فآجر نفسه على أن يستقي كل دلو بتمرة يختارها, فجمع تمرا فأتى به النبي | وعبد الرحمن بن عوف على الباب، فلمزه أي وقع فيه، فأنزلت هذه الآية {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} إلى قوله {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}.
* محمد بن جرير الطبري الصغير في دلائل الإمامة, حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي, عن أبي الحسن الرضا عليهم السلام في حديث طويل قال: إن مارية لما أهديت إلى جدي رسول الله | أهديت مع جوار قسمهن رسول الله على أصحابه، وظن بمارية من دونهن، وكان معها خادم يقال له: جريح, يؤدبها بآداب الملوك، وأسلمت على يد رسول الله |، وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما، فملكت مارية قلب رسول الله |، فحسدها بعض أزواج رسول الله |، فأقبلت زوجتان من أزواج رسول الله إلى أبويهما يشكون رسول الله | فعله وميله إلى مارية، وإيثاره إياها عليهما؛ حتى سولت لهما أنفسهما أن يقولا: إن مارية إنما حملت بإبراهيم من جريح، وكانوا لا يظنون جريحا خادما زمنا. فأقبل أبواهما إلى رسول الله | وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، وقالا: يا رسول الله، ما يحل لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك, قال: وما ذا تقولان؟ قالا: يا رسول الله، إن جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، وإن حملها من جريح، وليس هو منك يا رسول الله، فاربد وجه رسول الله | وتلون لعظم ما تلقياه به، ثم قال: ويحكما ما تقولان؟ فقالا: يا رسول الله، إننا خلفنا جريحا ومارية في مشربة، وهو يفاكهها ويلاعبها، ويروم منها ما تروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فإنك تجده على هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك وحكم الله تعالى, فقال النبي |: يا أبا الحسن، خذ معك سيفك ذا الفقار، حتى تمضي إلى مشربة مارية، فإن صادفتها وجريحا كما يصفان فأخمدهما ضربا, فقام علي × واتشح بسيفه، وأخذه تحت ثوبه، فلما ولى ومر من بين يدي رسول الله | أتى إليه راجعا، فقال له: يا رسول الله، أكون فيما أمرتني كالسكة المحماة في النار، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ فقال النبي |: فديتك يا علي، بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب, قال: فأقبل علي × وسيفه في يده حتى تسور من فوق مشربة مارية، وهي جالسة وجريح معها، يؤدبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول الله، وكنيه وأكرميه ونحو من هذا الكلام, حتى نظر جريح إلى أمير المؤمنين × وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح، وأتى إلى نخلة في دار المشربة فصعد إلى رأسها، فنزل أمير المؤمنين × إلى المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحا, فقال: انزل يا جريح, فقال: يا أمير المؤمنين، آمن على نفسي؟ قال: آمن على نفسك, قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين ×، وجاء به إلى رسول الله |، فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول الله، إن جريحا خادم ممسوح, فولى النبي بوجهه إلى الجدار، وقال: حل لهما يا جريح واكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما؛ ويحهما ما أجرأهما على الله وعلى رسوله, فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف, فسقطا بين يدي رسول الله | وقالا: يا رسول الله، التوبة، استغفر لنا فلن نعود, فقال رسول الله |: لا تاب الله عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟ قالا: يا رسول الله، فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا، وأنزل الله الآية التي فيها: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}.
{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} (84)
* قطب الدين الراوندي في الخرائج, عن أحمد بن محمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد × من أهل الجبل يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى × أتولاهم أم أتبرأ منهم؟ فكتب إليه: لا تترحم على عمك لا رحم الله عمك, وتبرأ منه أنا إلى الله منهم بريء, فلا تتولاهم ولا تعد مرضاهم, ولا تشهد جنائزهم, {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} سواء من جحد إماما من الله أو زاد إماما ليست إمامته من الله أو جحد أو قال ثالث ثلاثة. إن جاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا, والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا, فكان هذا أي السائل لم يعلم أن عمه كان منهم فأعلمه ذلك.
{ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم} (91)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الرحمن بن كثير قال: قال أبو عبد الله ×: يا عبد الرحمن شيعتنا والله لا يتختم الذنوب والخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه, وهو قول الله {ما على المحسنين من سبيل}.
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (100)
* كتاب سليم بن قيس, أبان, عن سليم, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل في جمع من المهاجرين والأنصار قال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية, وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله | أحد من هذه الأمة؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} {والسابقون السابقون أولئك المقربون} سئل عنها رسول الله | فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم, فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: اللهم نعم.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن هشام, عن عبادة بن زياد, عن أبي معمر سعيد بن خثيم, عن محمد بن خالد الضبي وعبد الله بن شريك العامري, عن سليم بن قيس, عن الحسن بن علي × أنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: {السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان} فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لأبي علي بن أبي طالب × فضيلة على السابقين بنسبة سبقه.
* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر ×: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} عليا ×.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, نهج البيان عن الصادق ×: أنها نزلت في علي × ومن تبعه من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، ذلك الفوز العظيم.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن أبي عمير, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله الصادق × قال: خرجت أنا وأبي × حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام, ثم قال: إني والله لأحب ريحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد, واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالعمل والاجتهاد, من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله, أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم {السابقون الأولون} والسابقون الآخرون, السابقون في الدنيا إلى ولايتنا السابقون في الآخرة إلى الجنة, وقد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وضمان رسوله.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس في قوله: {والسابقون الأولون} قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى ×، وسبق صاحب يس إلى عيسى ×، وسبق علي بن أبي طالب × إلى محمد بن عبد الله |.
عن سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل في جمع من المهاجرين والأنصار قال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ولم يسبقني أحد من الأمة في الاسلام؟ قالوا: نعم, قال: أنشد كم الله أتعلمون حيث نزلت {والسابقون السابقون أولئك المقربون} سئل عنها رسول الله | فقال: أنزلها الله عز وجل في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلى وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: نعم.
عبد الرحمن بن عوف في قوله تعالى: {والسابقون الأولون} قال: هم ستة من قريش, أولهم إسلاما علي بن أبي طالب ×.
عن الضحاك, عن ابن عباس في قوله تعالى: {السابقون الأولون} قال: علي بن أبي طالب ×، وحمزة وعمار، وأبو ذر، وسلمان ومقداد.
عن سليم بن قيس, عن الحسن بن علي × أنه حمد الله وأثنى عليه وقال: {السابقون الأولون} الآية، فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لأبي علي بن أبي طالب × فضيلة على السابقين بسبقه السابقين.
عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله تعالى: {والسابقون الأولون} قال: نزلت في علي × سبق الناس كلهم بالإيمان بالله وبرسوله |, وصلى القبلتين, وبايع البيعتين, وهاجر الهجرتين, ففيه نزلت هذه الآية.
عن ابن عباس قال: {والسابقون الأولون} علي × وسلمان.
{خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} (103)
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد بن عامر بإسناده رفعه قال: قال أبو عبد الله ×: من زعم أن الإمام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر, إنما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمام, قال الله عز وجل {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن علي بن الحسان الواسطي, عن بعض أصحابنا, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} جارية هي في الإمام بعد رسول الله |؟ قال: نعم.
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} (105)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن الحسن بن علي الوشاء, عن أحمد بن عمير, عن أبي الحسن ×, قال: سئل عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إن أعمال العباد تعرض على رسول الله | كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن سعد بن سعد, عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله × عن قوله تعالى {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقال: إن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسن بن علي النعمان, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن محمد بن فضيل, عن مسلم قال: سألته عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: أعمال العباد تعرض على رسول الله | برها وفاجرها.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, أبي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن أبي سعيد الآدمي, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن أبا الخطاب كان يقول إن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل خميس, فقال أبو عبد الله ×: ليس هكذا, ولكن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا, وهو قول الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} وسكت. قال أبو بصير: إنما عنى الأئمة عليهم السلام.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن القاسم بن محمد, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: تعرض الأعمال على رسول الله | أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها, وهو قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} وسكت.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن الحسين, عن أبيه عن عبد الكريم بن يحيى الخثعمي, عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر ×: {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله | وعلى علي × فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا موسى, عن علي بن إسماعيل, عن صفوان, عن العلاء بن رزين, عن محمد بن مسلم, قال: سألته عن الأعمال هل تعرض على النبي |؟ قال: ما فيه شك, قلت له: أرأيت قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إنهم شهود الله في أرضه.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن أديم بن الحر, عن معلى بن خنيس, عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هو رسول الله | والأئمة, تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, أحمد بن مهران, عن محمد بن علي, عن أبي عبد الله الصامت, عن يحيى بن مساور, عن أبي جعفر × أنه ذكر هذه الآية {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هو والله علي بن أبي طالب ×.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي, عن أبيه, عن القاسم بن محمد, عن الزيات, عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا × قال: قلت للرضا ×: ادع الله لي ولأهل بيتي, فقال: أولست أفعل, والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة, قال: فاستعظمت ذلك فقال لي: أما تقرأ كتاب الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هو والله علي بن أبي طالب ×.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن يعقوب بن شعيب, عن أبي عبد الله × في قوله {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} المؤمنون هاهنا الأئمة الطاهرون.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, إبراهيم الأحمري، عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد وعبد الله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، قال: كنت عند أبي عبد الله × فقلت له: جعلت فداك، أخبرني عن قول الله عز وجل: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إيانا عنى.
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن عبد الحميد الطائي, عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هم الأئمة.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن موسى, عن الحسن بن علي الخشاب, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × قوله {قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هم الأئمة, تعرض عليهم أعمال العباد كل يوم إلى يوم القيامة.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن × في هذه الآية {قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: نحن هم.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن الحسن بن علي الوشاء, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قلت: من المؤمنون؟ قال: من عسى أن يكون إلا صاحبك.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يحيى بن مساور الحلبي, عن أبي عبد الله ×, قلت: حدثني في علي × حديثا, فقال: أشرحه لك أم أجمعه؟ قلت: بل اجمعه، فقال: علي باب هدى، من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدني، قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة, فيأتي علي × وبيده اللواء حتى يرتقيه ويركبه ويعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن أنكره دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله؟ قال: نعم، ما يقول في هذه الآية, يقول تبارك وتعالى: {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} هو والله علي بن أبي طالب ×.
* السيد ابن طاووس في سعد السعود, محمد بن العباس بن مروان من تفسيره, أخبرنا عبد الله بن العلاء الأرجاني, عن أبي هارون العبدي, عن أبي سعيد الخدري: أن عمار بن ياسر قال لرسول الله |: وددت أنك عمرت فينا عمر نوح, فقال رسول الله |: يا عمار حياتي خير لكم ووفاتي ليس بشر لكم, أما في حياتي فتحدثون وأستغفر الله لكم, وأما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي, وإنكم تعرضون علي بأسمائكم وقبائلكم فإن يكن خيرا حمدت الله وإن يكن سوى ذلك استغفرت الله لذنوبكم, فقال المنافقون والشكاك والذين في قلوبهم مرض: يزعم أن الأعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم, إن هذا لهو الإفك, فأنزل الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقيل له: ومن المؤمنون؟ قال: عامة وخاصة, أما الذي قال الله عز وجل والمؤمنون منهم فهم آل محمد الأئمة قال: {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} من طاعة الله وتفريضه ومعصيته.
{أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين} (109)
* الشيخ المفيد في الأمالي, حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي بن فضال, عن عاصم بن حميد الحناط, عن أبي حمزة الثمالي, عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو في الرحبة متكئا فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال: أصبحت محبا لمحبنا, صابرا على بغض من يبغضنا, إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة, وإن مبغضنا بنى بناء ف{أسس بنيانه على شفا جرف هار} فكأن بنيانه قد هار {فانهار به في نار جهنم}. يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا, وإن مبغضنا لا يستطيع أن يحبنا, إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا, فلن يستطيع محبنا بغضنا ولن يستطيع مبغضنا حبنا, ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب واحد {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما ويحب بالآخر أعداءهم.
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا القاسم بن محمد الدلال قال: حدثنا إسماعيل بن محمد المزني قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسن التميمي, عن سبرة بن زياد, عن الحكم بن عتيبة, عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أمسيت؟ قال: أمسيت محبا لمحبنا, مبغضا لمبغضنا, وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها, وأمسى عدونا يؤسس {بنيانه على شفا جرف هار} فكأن ذلك الشفا قد انهار {به في نار جهنم} وكأن أبواب الجنة قد فتحت لأهلها, فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم, والتعس لأهل النار والنار لهم. يا حنش من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه, فإن كان يحب ولينا فليس بمبغض لنا, وإن كان يبغض ولينا فليس بمحب لنا, إن الله تعالى أخذ ميثاقا لمحبنا بمودتنا وكتب في الذكر اسم مبغضنا, نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن صالح بن ميثم التمار قال: وجدت في كتاب ميثم يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس {بنيانه على شفا جرف هار} فكان ذلك الشفا قد انهار {به في نار جهنم}، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد و{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه. نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله ورسوله، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل، والله عدو للكافرين.
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مسيح بن محمد قال: حدثني أبو علي بن أبي عمرة الخراساني, عن إسحاق بن إبراهيم, عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلنا على مسروق بن الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه وهما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف: كنت مع رسول الله | بحنين, فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة مع النبي | – الى ان قال - ألا أحدثكم بما حدثني به الحارث الأعور؟ قال: قلنا: بلى, قال: دخلت على علي بن أبي طالب × فقال: ما جاء بك يا أعور؟ قال: قلت: حبك يا أمير المؤمنين, قال: الله, قلت: الله, فناشدني ثلاثا, ثم قال: أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يحبنا, وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا, فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكان أبواب الرحمة قد فتحت له, وأصبح مبغضنا {على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم} فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم, وتعسا لأهل النار مثواهم.
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين (112)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن بعض رجاله قال: لقي الزهري علي بن الحسين × في طريق الحج فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته, إن الله يقول {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله- فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} قال له علي بن الحسين ×: إنهم الأئمة, فقال {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} فقال علي بن الحسين ×: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, صباح بن سيابة في قول الله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} قال: ثم قال: ثم وصفهم فقال: {التائبون العابدون الحامدون} الآية قال: هم الأئمة عليهم السلام.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله × قال: كان الحسين × مع أمه تحمله, فأخذه النبي | وقال: لعن الله قاتلك, ولعن الله سالبك, وأهلك الله المتوازرين عليك, وحكم الله بيني وبين من أعان عليك, قالت فاطمة الزهراء ÷: يا أبت أي شيء تقول؟ قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل, وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم, قالت: يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال: موضع يقال له كربلاء, وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة, يخرج عليهم شرار أمتي لو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيه وهم المخلدون في النار, قالت: يا أبه فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه, وما قتل قتلته أحد كان قبله, ويبكيه السماوات والأرضون والملائكة والوحش والنباتات والبحار والجبال, ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس, ويأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم, أولئك مصابيح في ظلمات الجور وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم, وكل أهل دين يطلبون أئمتهم وهم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا, وهم قوام الأرض وبهم ينزل الغيث, فقالت فاطمة الزهراء ÷: يا أبه {إنا لله}, وبكت, فقال لها: يا بنتاه إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا, بذلوا {أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا} فما عند الله خير من الدنيا وما فيها, قتلة أهون من ميتة, ومن كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه, ومن لم يقتل فسوف يموت. يا فاطمة بنت محمد, أما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار, يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء؟ أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله؟ فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق وأمرت النار أن تطيعه؟ أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك وتأسف عليه كل شيء؟ أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله؟ ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله واعتمر ولم يخل من الرحمة طرفة عين, وإذا مات مات شهيدا وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي, ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا, قالت: يا أبه سلمت ورضيت وتوكلت على الله, فمسح على قلبها ومسح عينيها وقال: إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} (119)
* كتاب سليم بن قيس, عن سليم في حديث طويل وهو حديث المناشدة: ثم قال علي ×: أنشدكم الله, أتعلمون أن الله أنزل {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} فقال سلمان: يا رسول الله, عامة هذا أم خاصة؟ قال (ص): أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك, وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة, قالوا: اللهم نعم.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسين بن محمد, عن الحسن بن علي, عن أحمد بن عائذ, عن ابن أذينة, عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: إيانا عنى.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الحسن, عن أحمد بن محمد قال: سألت الرضا × عن قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: الصادقون الأئمة الصديقون بطاعتهم.
* ابن عقدة الكوفي في فضائل أمير المؤمنين ×, أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد، أنبأنا حسين بن حماد، عن أبيه, عن جابر، عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب ×.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, عن جابر, عن أبي جعفر وهو الباقر × في قوله: {وكونوا مع الصادقين} قال: مع آل محمد |.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة, عن عمرو بن شمر, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × بالكوفة بعد منصرفه من النهروان, وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه, فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله |, وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه - إلى أن قال - ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء, احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم, يقول الله عز وجل {وكونوا مع الصادقين} أنا ذلك الصادق.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ×: يا أبا حمزة, إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره, هكذا ضالا, قلت: أصلحك الله, وما معرفة الله؟ قال: يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله | في موالاة علي × والايتمام به، وبأئمة الهدى من بعده, والبراءة إلى الله من عدوهم، وكذلك عرفان الله، قال: قلت: أصلحك الله, أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟ قال: توالي أولياء الله، وتعادي أعداء الله، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قال: قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ثم انتهي الأمر إلينا, ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى الله, وكان {مع الصادقين} كما أمره الله، قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان بدينهم, فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن هشام بن عجلان قال: قلت لأبي عبد الله ×: أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك، أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله |, والإقرار بما جاء من عند الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان والولاية لنا والبراءة من عدونا, وتكون {مع الصديقين}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي سعيد قال: قال رسول الله | لما نزلت الآية {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التفت النبي | إلى أصحابه فقال: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ قالوا لا والله يا رسول الله, ما ندري, فقال أبو دجانة: يا رسول الله, كلنا من الصادقين, قد آمنا بك وصدقناك, قال: لا يا أبا دجانة, هذه نزلت في ابن عمي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × خاصة دون الناس, وهو من الصادقين.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, عن جعفر بن محمد × {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: محمد وعلي.
* حسن بن محمد الديلمي في إرشاد القلوب, عن سلمان, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} فنحن والله الصادقون, وأنا أخوه في الدنيا والآخرة, والشاهد منه عليهم بعد.
* القاضي نعمان المغربي في دعائم الإسلام, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل, {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: نحن الصادقون, وإيانا عنى بهذا.
* القاضي نعمان المغربي في شرح الأخبار, موسى بن إسحاق، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ×، أنه قال في قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}, قال: نحن الصادقون, ما حملناه إليكم عن رسول الله | وعنه تبارك اسمه.
* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين، من خطبة لأمير المؤمنين ×: أنا الصادق الذي أمركم الله باتباعه, فقال: {وكونوا مع الصادقين}.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد, عن عبيد الله بن موسى العلوي, عن علي بن إبراهيم, عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي, عن إسماعيل بن مهران قال: حدثني المفضل بن صالح أبو جميلة, عن أبي عبد الله عبد الرحمن, عن أبي عبد الله × قال: إن الله جل اسمه أنزل من السماء إلى كل إمام عهده وما يعمل به, وعليه خاتم فيفضه ويعمل بما فيه, {وإن في هذا} يا معشر الشيعة {لبلاغا لقوم عابدين} وبيانا للمؤمنين, ومن أراد الله تعالى به الخير جعله من المصدقين المسلمين للأئمة الهادين بما منحهم الله تعالى من كرامته, وخصهم به من خيرته, وحباهم به من خلافته على جميع بريته دون غيرهم من خلقه - إلى أن قال - {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه من جهاد عدوه, وبذل أنفسهم في سبيله, ونصرة رسوله, وإعزاز دينه حيث يقول {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, في نهج البيان، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘: أن الصادقين هاهنا هم الأئمة الطاهرون من آل محمد أجمعين.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أحمد بن عبد الله البرقي, عن أبيه, عن شريك بن عبد الله, عن الأعمش في حديث طويل, قال أبو جعفر مؤمن الطاق: أما من القرآن وصفا فقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} فوجدنا عليا × بهذه الصفة في القرآن في قوله عز وجل {والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس} يعني في الحرب والشغب {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} فوقع الإجماع من الأمة بأن عليا × أولى بهذا الأمر من غيره, لأنه لم يفر من زحف قط كما فر غيره في غير موضع.
* شاذان بن جبرئيل القمي في الفضائل, عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال الصادقون هم محمد وأهل بيته.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن ابن عباس وقوله {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وأهل بيته خاصة.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن أحمد بن عثمان بن دليل قال: حدثنا أبو صالح الخزاز, عن مندل بن علي العنزي, عن الكلبي عن أبي صالح, عن ابن عباس في قول الله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال مع علي × وأصحابه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب ×.
* محمد بن المشهدي في المزار, أخبرني بهذه الزيارة الشريف الأجل العالم أبي جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري صلوات الله عليه في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي ، عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما, من زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: وقد أمر الله تعالى باتباعك وندب إلى نصرك، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما نقلناه من كتاب محمد بن علي الطرازي أيضا بإسناده إلى أبي الحسن عبد القاهر بواب مولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر وأبي جعفر محمد بن علي × قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الواسطي بواسط في سنة ثلاث مائة قال: حدثني علي بن الحسن بن علي العبدي, عن أبي عبد الله الصادق × من الدعاء بعد صلاة عيد الغدير: اللهم واجعل محيانا خير المحيا, ومماتنا خير الممات, ومنقلبنا خير المنقلب، على موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك، حتى تتوفانا وأنت عنا راض، قد أوجبت لنا الخلود في جنتك برحمتك, والمثوى في جوارك, والإنابة إلى دار المقامة من فضلك، لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب. ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت:{ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وقلت {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
بمصادر العامة:
عن جابر عن أبي جعفر وهو الباقر × في قوله: {وكونوا مع الصادقين} قال: مع آل محمد |.
عن جعفر بن محمد × في قوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: يعني مع محمد وعلي ‘.
عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب ×.
عن ابن عباس في قوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة.
عن ابن عباس في هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال: مع علي بن أبي طالب × وأصحابه.
عن ابن عباس قال: كونوا مع علي ×؛ لأنه سيد الصادقين.
عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى: {اتقوا الله} قال: أمر الله أصحاب محمد | بأجمعهم أن يخافوا الله, ثم قال لهم: {وكونوا مع الصادقين}. يعني محمدا | وأهل بيته.
عن الإمام علي × في حديث طويل قال: أنشدكم الله, أتعلمون أن الله أنزل {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} فقال سلمان: يا رسول الله, هذا عامة أم خاصة؟ قال: أما المأمورون فعامة المؤمنين، وأما الصادقون فخاصة أخي على × وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة. قالوا: نعم.
{وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (122)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن أحمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرضا × كتابا, فكان في بعض ما كتبت إليه: قال الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وقال الله {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب, قال الله عز وجل {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}.
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم} (128)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ثعلبة, عن أبي عبد الله × قال قال الله تبارك وتعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} قال: فينا, {عزيز عليه ما عنتم}» قال: فينا, {حريص عليكم} قال: فينا, {بالمؤمنين رؤف رحيم}, قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة, وثلاثة لنا.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الله بن سليمان, عن أبي جعفر × قال تلا هذه الآية {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} قال: من أنفسنا, قال: {عزيز عليه ما عنتم} قال: ما عنتنا, قال: {حريص عليكم} قال: علينا, {بالمؤمنين رؤف رحيم} قال: بشيعتنا رؤوف رحيم, فلنا ثلاثة أرباعها ولشيعتنا ربعها.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن رسول الله | في حديث طويل قال: وصفني الله عز وجل بالرأفة والرحمة ووذكر في كتابه {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم}.
* حسن بن محمد الديلمي في إرشاد القلوب, عن الإمام موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر, عن أبيه الباقر قال: حدثني أبي علي قال: حدثني أبي الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يصف به رسول الله |: لقد كان أرحم الناس وأرأفهم, فقال الله تبارك وتعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم}.
* الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد, عن أبي عبد الله × في دعاء: اللهم إن محمدا صلى الله عليه وآله كما وصفته في كتابك, حيث تقول {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم} فأشهد أنه كذلك.
* العلامة المجلسي في بحار الأنوار, محمد بن العباس, عن أحمد بن محمد النوفلي, عن محمد بن حماد الشاشي, عن الحسين بن أسد, عن علي بن إسماعيل الميثمي, عن عباس الصائغ, عن ابن طريف, عن ابن نباتة في حديث طويل أن صعصعة بن صوحان قال لأمير المؤمنين ×: والله يا أمير المؤمنين, ما علمتك إلا إنك بالله لعليم, وإن الله في عينك لعظيم, وإنك في كتاب الله {لعلي حكيم} وإنك {بالمؤمنين رؤف رحيم}.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, قيل: معناه انه من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية, عن الصادق ×.