{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد} (1)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر, عن المعلى بن محمد البصري, عن ابن أبي عمر, عن أبي جعفر الثاني × في قوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} قال: إن رسول الله | عقد عليهم لعلي × في الخلافة في عشرة مواطن, ثم أنزل الله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ×.
{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} (3)
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ أبو جعفر الطوسي باسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وعدونا في كتاب الله عز وجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير.
* ابن شهر آشوب في المناقب, في الخبر أن النبي | كان يخبر عن وفاته بمدة. ويقول: قد حان مني خفوق من بين أظهركم, وكانت المنافقون يقولون: لئن مات محمد ليخرب دينه, فلما كان موقف الغدير قالوا: بطل كيدنا, فنزلت {اليوم يئس الذين كفروا} الآية.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمرو بن شمر, عن جابر قال: قال أبو جعفر × في هذه الآية {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون} يوم يقوم القائم # يئس بنو أمية, فهم الذين كفروا, يئسوا من آل محمد |.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة, عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتى قبض الله رسوله |.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لما نزل رسول الله | عرفات يوم الجمعة, أتاه جبرئيل × فقال له: يا محمد إن الله يقرئك السلام, ويقول لك قل لأمتك {اليوم أكملت لكم دينكم} بولاية علي بن أبي طالب × {وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة, ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن زرارة, والفضيل بن يسار, وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية قالوا جميعا: قال أبو جعفر ×: وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرائض, فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال أبو جعفر ×: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرايض.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال: حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم, عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم, عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: كنا في أيام علي بن موسى الرضا ’ بمرو, فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا, فإذا رأى الناس أمر الإمامة وذكروا كثره اختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي ومولاي الرضا × فأعلمته ما خاض الناس فيه, فتبسم × ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم, ان الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه | حتى أكمل له الدين, وانزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ, بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه كملا, فقال عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} وانزل في حجه الوداع وفي آخر عمره | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وأمر الإمامة في تمام الدين, ولم يمض | حتى بين لامته معالم دينهم, وأوضح لهم سبيلهم, وتركهم على قصد الحق, وأقام لهم عليا × علما واماما, وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه, فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله عز وجل, ومن رد كتاب الله فهو كافر, هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة - وعد الفرائد الى ان قال - ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: نحن موالي رسول الله |, فخرج رسول الله | إلى حجة الوادع, ثم صار إلى غدير خم, فأمر فأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه. فكانت على ولايتي ولاية الله, وعلى عداوتي عداوة الله, وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله | لما أسري به إلى السماء، انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل: {خلق الظلمات والنور}، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال: له جبرئيل ×: يا محمد، اعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه، فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر. فعبر رسول الله |، حتى انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمد. فقال له: يا جبرئيل، ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم رسول الله | ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته, انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك. فهبط رسول الله |، فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك}، فاحتمل رسول الله | ذلك حتى كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، فقال رسول الله |: تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عز وجل، فإن يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة. قال: وسلم جبرئيل على علي × بإمرة المؤمنين، فقال علي ×: يا رسول الله، أسمع الكلام ولا أحس الرؤية. فقال: يا علي، هذا جبرئيل، أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني. ثم أمر رسول الله | رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول الله | بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمد، أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا × وزيرك. ثم أخذ | بيدي علي بن أبي طالب ×، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيع: نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية. فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}، فكرر رسول الله | ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم، بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب ×. وصلى الله على محمد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إعلام الدين, عن الصادق × في حديث طويل: ولما قضى رسول الله | نسكه, وقفل إلى المدينة, وانتهى إلى الموضع المعروف: "بغدير خم" وليس بموضع للنزول لعدم الماء والمرعى, فنزل عليه جبرئيل × وأمره أن يقيم عليا × وينصبه إماما للناس, فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية, فنزل عليه: أنها عزيمة لا رخصة فيها, ونزلت الآية {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنزل رسول الله | بالمكان الذي ذكرنا ونزل المسلمون حوله. إلى أن قال: ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى, فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي علي × فرفعهما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, إلى أن قال: ثم أمر عليا × أن يجلس في خيمة له, ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين, ففعل الناس ذلك فنزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, قال جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين: إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية علي ×, فخاف رسول الله | إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسدا له لما علمه في صدور كثير منهم له، فلما حج حجة الوداع وخطب بالناس بعرفة، وقد اجتمعوا من كل افق لشهود الحج معه، علمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم وقال في خطبته: أني خشيت ألا أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا, وقد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتى, فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، حبل ممدود من السماء إليكم، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وأجمل | ذكر الولاية في أهل بيته إذ علم أن ليس فيهم أحد ينازع فيها عليا ×, وأن الناس إن سلموها لهم سلمو بما هم لعلي ×، واتقى عليه وعليهم أن يقيمه هو بنفسه، فلما قضى حجه، وانصرف وصار الى غدير خم، أنزل الله عز وجل عليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام بولاية علي × ونص عليه كما أمر الله تعالى فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمس ومائة قال: حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي إملاء ورد القصة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربع مائة قال: حدثني أبو محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رض قال: حدثني أبي قال: حدثني سعيد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × قال: لما خرج رسول الله | إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل × في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} فقال له رسول الله |: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل × إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله | نازلا بغدير، فقال له: يا محمد {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل × ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله | بموضع يقال له غدير خم وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما سمع رسول الله | هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا × وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله ثم قال: قم يا علي، فقام علي × فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين × وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل × بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}.
* كتاب سليم ين قيس, عن أمير المؤمنين × في احتجاج طوبل على المهاجرين والأنصار: فأمر الله عز وجل أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم. فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب وقال: أيها الناس، إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني. ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس، أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: قم، يا علي. فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام سلمان فقال: يا رسول الله، ولاء كما ذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فكبر النبي | وقال: الله أكبر، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي. فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله، هذه الآيات خاصة في علي؟ قال: بلى، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله، بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي. فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا. فقال علي ×: صدقتم، ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله | لما قام فأخبر به. فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو ذر والمقداد وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول النبي | وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: يا أيها الناس، إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم فيه بولايته. وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني. أيها الناس، إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، وبالزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا, خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب ×, ثم لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي. أيها الناس، قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم بعدي ووليكم وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم. فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم. ثم جلسوا.
* محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين ×, محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ومحمد بن منصور المرادي وخضر بن أبان قالوا: حدثنا يحي بن عبد الحميد الحماني عن قيس عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله | لما دعا الناس إلى علي × في غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس, ثم دعا الناس إلى علي × فأخذ بضبعه حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله | ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} الآية. فقال رسول الله |: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. فقال حسان بن ثابت الأنصاري: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في علي أبيات شعر؟ قال: قل على بركة الله. فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله | فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا * ولا تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
* السيد هاشم البحراني في البرهان, العلامة الحلي في الكشكول: عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي، يوم الجمعة في شهر رمضان، سنة عشرين وثلاث مائة، قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} فقال جعفر بن محمد ×: الحجة البالغة: التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم تلا جعفر بن محمد ×: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. ثم أنشأ جعفر بن محمد × محدثا يقول: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله- فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل × بقول الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فبعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل الله لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم الإسلام دينا، فاسمعوا له وأطيعوا له تفوزوا. واعلموا أن مثل علي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف عنه هلك وغوى. فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, السيد الرضي في كتاب المناقب: عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انصرف رسول الله | من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها: ضوجا، فنزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما نزلت عصمته من الناس، نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه وقال |: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجوا بأجمعهم، وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب ×، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على امة محمد |، ثم أنزل الله تعالى على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال أبو جعفر ×: فقبلوا من رسول الله | كل ما أمرهم الله من الفرائض في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وصدقوه على ذلك. قال ابن إسحاق: قلت لأبي جعفر ×: متى كان ذلك؟ قال: لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشر، عند منصرفه من حجة الوداع، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي | مائة يوم، وكان سمع رسول الله | بغدير خم اثنا عشر رجلا.
* السيد ابن طاووس في كشق اليقين, قال أبو عبد الله جعفر الصادق ×: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه | بكراع الغميم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} - فذكر قيام رسول الله | بالولاية بغدير خم - قال: ونزل جبرئيل × بقول الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} بعلي أمير المؤمنين ×, في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم, وأتم عليكم نعمته, ورضي لكم الإسلام دينا, فاسمعوا له وأطيعوا تفوزوا وتغنموا.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, فحدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن جعفر × {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: بعلي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا علي بن حفص العوسي قال: حدثنا يقطين الجواليقي, عن جعفر, عن أبيه ’ في قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة دون الناس.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر × يقول: حين أنزل الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: فكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني عبيد بن عبد الواحد معنعنا, عن ابن عباس في تفسير الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم} بالنبي | {وأتممت عليكم نعمتي} بعلي × {ورضيت لكم الإسلام دينا} بعرفات.
* ابن شاذان القمي في الفضائل, في حديث المفاخرة بين الإمام الحسين × وأمير المؤمنين ×, قال أمير المؤمنين ×: انا نعمة الله تعالى التي أنعم الله بها على خلقه. انا الذي قال الله تبارك وتعالى في، وفى حقي: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فمن أجنى كان مسلما مؤمنا كامل الدين.
* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان بن يحيى, عن العلاء, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية, ثم لم ينزل بعدها فريضة, ثم نزل {اليوم أكملت لكم دينكم} بكراع الغميم, فأقامها رسول الله | بالجحفة, فلم ينزل بعدها فريضة.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, المروي عن الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله ’:أنه إنما أنزل بعد أن نصب النبي | عليا × للأنام، يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى، ثم لم ينزل بعدها فريضة.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال: حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله ×.
قال المجاشعي: وحدثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام.
وقالا جميعا عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ×، قال: سمعت رسول الله | يقول: بني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين, قيل له: أما الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟ قال: الصلاة والزكاة، فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى، والصيام، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، وختم ذلك بالولاية، فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن أبان, عن فضيل, عن أبي جعفر × قال: بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية, ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن يعقوب, عن علي بن محمد, عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ان العالم كتب إليه يعنى الحسن بن علي ’: ان الله تعالى بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم, وليمحص ما في قلوبكم, ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففوض عليكم الحج والعمرة وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية, وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرايض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد | والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرايض, وهل تدخل قرية إلا من بابها، فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم | قال الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وفرض عليكم لأوليائه حقوقا, فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم, ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة, وليعلم من يطيعه منكم بالغيب, وقال الله تبارك وتعالى {قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى} فاعلموا ان من يبخل فإنما يبخل على نفسه, ان الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه, لا إله إلا هو, فاعملوا من بعد ما شئتم {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة, فينبئكم بما كنتم تعملون, والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه, عن عمه محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي, عن عبد الله بن جبلة, عن معاوية بن عمار, عن الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب × قال: جاء نفر من اليهود الى رسول الله | - الى ان قال - قال اليهودي: فأخبرني عن فضلكم أهل البيت. قال النبي |: لي فضل على النبيين، فما من نبي إلا دعا على قومه بدعوة، وأنا أخرت دعوتي لامتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأما فضل أهل بيتي وذريتي على غيرهم كفضل الماء على كل شئ، وبه حياة كل شئ وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين، وتلا رسول الله | هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} إلى آخر الآية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعنا, عن ابن عباس قال: بينما النبي | وعلي بن أبي طالب ×بمكة أيام الموسم إذا التفت النبي | إلى علي × وقال: هنيئا لك وطوبى لك يا أبا الحسن، إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} بيوم عرفة ويوم جمعة، هذا جبرئيل × يخبرني عن الله تعالى أن الله يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركبانا غير رجال على نجائب رحائلها من النور، فتناخ عند قبورهم، فيقال لهم: اركبوا يا أولياء الله، فيركبون صفا معتدلا أنت أمامهم إلى الجنة، حتى إذا صاروا إلى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة، فتذري في وجوههم المسك الأذفر، فينادون بصوت لهم: نحن العلويون فيقال لهم: إن كنتم العلويون فأنتم الآمنون، ولاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون.
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد, عن الإمام الصادق, عن أبي ’ في حديث طويل: إنا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما الله على نبيه | في قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول |: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي, وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا, ثم قال |: معاشر الناس علي مني وأنا من علي, خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي, يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين ÷، وأبو الأئمة المهديين. معاشر الناس من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والى عليا واليته، ومن عادى عليا عاديته. معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا. معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني جعفر بن محمد الأزدي قال: حدثنا محمد يعني ابن الحسين الصائغ قال: حدثنا الحسن بن علي الصيرفي, عن محمد بن البزاز, عن فرات بن أحنف, عن أبي عبد الله × قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله | عليا × للناس علما، وانزل فيه ما انزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين، قال: قلت: وأي يوم هو في السنة؟ قال: فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر، وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر أيام السبعة، قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له، وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا، وإني أحب لكم أن تصوموه.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا أبو جعفر بن السري وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال قال: حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا ضمرة بن شوذب, عن مطر, عن شهر بن حوشب, عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا, وهو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × وقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, فقال له عمر: بخ بخ يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مسلم, فأنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم...}.
* محمد بن حسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن الحسين, عن أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا, عن محمد بن نعيم, عن يزدان بن إبراهيم, عمن حدثه من أصحابه, عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين ×: والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي خلا محمدا |: لقد فتحت لي السبل, وعلمت الأنساب, وأجري لي السحاب, وعلمت المنايا, والبلايا, وفصل الخطاب, ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي ولا فاتني ما يكون من بعدي, وإن بولايتي أكمل الله لهذه الأمة دينهم وأتم عليهم النعم ورضي لهم الإسلام, إذ يقول يوم الولاية لمحمد |: يا محمد أخبرهم أني اليوم أكملت لهم دينهم وأتممت عليهم نعمتي ورضيت لهم الإسلام دينا, وكل ذلك منا من الله من به علي فله الحمد.
* الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام, الحسين بن الحسن الحسيني قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي عن أبي عبد الله الصادق × في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير: أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت, وأن محمدا عبدك ورسولك, وعليا أمير المؤمنين, وأن الإقرار بولايته تمام توحيدك والإخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك وبريتك, فإنك قلت وقولك الحق: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي ’ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ×، وأخبره أن الله عز وجل قد عصمه من الناس: فأمر رسول الله | عندما جائته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات فأمر رسول الله | أن يقم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله | فوق تلك الأحجار فقال: الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال، بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل شئ، والقدرة على كل شئ، لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه. وأشهد بأنه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها فكانت وبرأها فباتت، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور. وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته، مالك الأملاك، ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، إله واحد ورب ماجد، يشاء فيمضي ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي ويميت فيحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويؤتي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار. مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين، ومولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره، أقر له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته. لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي الكريم فأوحى لي بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله، وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن} على الذين يعزمون أنه أذن {خير لكم} الآية. ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي ثم تلا |: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فاعلموا معاشر الناس: أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى العجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد، ماض حكمه، جايز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، من صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له. معاشر الناس: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم، ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلى يوم تلقون الله عز وجل ورسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه. معاشر الناس: ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام مبين، وما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين. معاشر الناس: لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، والذي فدى رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد مع رسول الله من الرجال غيره. معاشر الناس: فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس: إنه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس: بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي فقد شك في الكل منه، والشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس: حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي، ولا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الأبدين ودهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس: فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأثنى، بنا أنزل الله الرزق وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا ولم يوافقه، ألا إن جبرائيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون. معاشر الناس: إنه جنب الله تعالى في كتابه: {يا حسرتي على ما فطرت في جنب الله}. معاشر الناس: تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده ومعضده - وشائل بعضده - ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي. معاشر الناس: إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، فكل واحد ينبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه. ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، وكان منذ أول ما صعد رسول الله | شال عليا × حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله | ثم قال: معاشر الناس: هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول: ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنت أنزلت علي في كتابك أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك، ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك أني قد بلغت. معاشر الناس: إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. معاشر الناس: هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي، والله عز وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضا إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد الله بالجنة في {هل أتى على الإنسان} إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره. معاشر الناس: هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي. معاشر الناس: ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي. معاشر الناس: إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم عباد الله, ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى به إلا مؤمن تقي، ولا يؤمن به إلا مخلص، في علي والله نزلت سورة العصر {بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر} إلى آخرها. معاشر الناس: قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. معاشر الناس: {آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها}. معاشر الناس: النور من الله عز وجل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس: أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس: لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس: سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس: إن الله وأنا بريئان منهم. معاشر الناس: إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب ( الصحيفة ) فلينظر أحدكم في صحيفته، قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس: إني أدعها أمانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا ولم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. معاشر الناس: إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس: إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى وهذا علي إمامكم ووليكم، وهو مواعيد الله والله يصدق وعده. معاشر الناس: قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين. معاشر الناس: إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون} ألا إن أعداء علي أهل الشقاق العادون، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عز وجل: {يدخلون الجنة بغير حساب} ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. معاشر الناس: شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه. معاشر الناس: ألا وإني منذر وعلي هاد. معاشر الناس: إني نبي وعلي وصيي، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي × ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه المدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا أنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته. معاشر الناس: قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، ألا وإن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. معاشر الناس: فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا. معاشر الناس: ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استونف عمله. معاشر الناس: الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة {والله لا يضيع أجر المحسنين}. معاشر الناس: حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تتفرقوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع. معاشر الناس: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلفه الله مني ومنه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيها وأعرفها فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس: كل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه، ألا وإني أجدد القول، ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، إن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر بمعروف ولا نهي منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس: القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنهم مني ومنه حيث يقول الله عز وجل: {وجعلها كلمة باقية في عقبه} وقلت: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما. معاشر الناس: التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شئ عظيم} اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس: إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيا ونموت ونبعث، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين، الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم وأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله، فقولوا: أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافحة أيدينا - من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه - لا نبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده، والله أكبر من كل شهيد. معاشر الناس: ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس {فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ومن بايع فإنما يبايع الله {يد الله فوق أيديهم}. معاشر الناس: فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم من وفى {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: قولوا الذي قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}. معاشر الناس: إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. معاشر الناس: من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس: السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس: قولوا ما يرضي الله عنكم من القول، {فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا} اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. فناداه القوم: سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا وتداكوا على رسول الله | وعلى علي × وصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق رسول الله | الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم، إلى أن صليت العشاء والعتمة في وقت واحد، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله | يقول، كلما بايع قوم: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها.
وروي عن الصادق × إنه لما فرغ رسول الله | من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال: بالله ما رأينا كاليوم قط وما أشد ما يؤكد لابن عمه وإنه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله، ويل طويل لمن حل عقده. قال: فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم التفت إلى النبي | وقال: أما سمعت ما قال هذا الرجل كذا وكذا؟ فقال رسول الله |: يا عمر أتدري من ذاك الرجل؟ قال: لا، قال: ذلك الروح الأمين جبرائيل فإياك أن تحله، فإنك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء.
بمصادر العامة:
عن سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأمر الله نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر له من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم فقال: أيها الناس إن الله - جل جلاله - أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبني فأوعدني ربى. ثم قال: أتعلمون أن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله. فقال آخذا بيدي: من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فقام سلمان وقال: يا رسول الله ولاء على ماذا؟ قال: ولاؤه كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه. فنزلت {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فقال |: الله أكبر باكمال الدين وإتمام النعمة، ورضاء ربي برسالتي وولاية علي بعدي. قالوا: يا رسول الله هذه الآيات في علي خاصة قال: بلى فيه وفى أوصيائي إلى يوم القيامة. قالوا: بينهم لنا. قال: على أخي ووارثي ووصيي وولى كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين ثم التسعة من ولد الحسين، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض. قال بعضهم: قد سمعنا ذلك وشهدنا. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.
عن أبي سعيد الخدري: ان النبي | يوم دعا الناس إلى غدير خم، امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي × فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يتفرقا حتى نزلت {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فقال رسول الله |: الله أكبر على اكمال الدين، واتمام النعمة، ورضى الرب برسالاتي، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله ان أقول أبياتا، قال: قل ببركة الله تعالى، فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش، اسمعوا شهادة رسول الله | ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم . بخم وأسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم ونبيكم . فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا ... ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني ... رضيتك من بعدي إماما وهاديا.
عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم فنادى له بالولاية, هبط جبرئيل × عليه بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم}.
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم, لما أخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب.
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي | بيد علي × فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن, وأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم}.
عن أبي هريرة، قال: لما كان يوم غدير خم, وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة, قال النبي |: من كن مولاه فعلي مولاه، فأنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم}.
عن ابن عباس قال: بينما نحن مع رسول الله | في الطواف إذ قال: أفيكم علي بن أبي طالب ×؟ قلنا: نعم يا رسول الله, فقربه النبي | فضرب على منكبه وقال: طوباك يا علي، أنزلت علي في وقتي هذا آية, ذكري وإياك فيها سواء {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال: {أكملت لكم دينكم} بالنبي {وأتممت عليكم نعمتي} بعلي × {ورضيت لكم الإسلام دينا} بالعرب. عن ابن عباس قال: بينما النبي | بمكة أيام الموسم إذ التفت إلى علي × فقال: هنيئا لك يا أبا الحسن, إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
عن عبد الله بن عباس, عن النبي | وساق حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك. قال ابن عباس: فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى من ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} فاحتمل رسول الله | حتى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم إن رسول الله | أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله | والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما, ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم, فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم}.
عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا, قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي | وهو قائم بعرفة يوم جمع.
عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله | في سفر، فنزلنا بغدير خم ونودي فينا الصلاة الجامعة، وكسح لرسول الله | تحت شجرتين، وصلى الظهر، وأخذ بيد علي × فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفهسم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وقال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
قال زيد بن أرقم نزلنا مع رسول الله | بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة فصلانها. قال: فخطبنا وظلل لرسول الله | بثوب على شجرة من الشمس، فقال: أو لستم تعلمون، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
عن أبي الطفيل قال: جمع الناس علي × في الرحبة ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله | يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس فشهدوا حين أخذه بيده فقال: أيها الناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
عن أصبغ بن نباتة في حديث أنه قال لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله انى أحلفك بالله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى | ألا أخبرتني أشهدت غدير خم؟ قال: بلى شهدته، قلت: فما سمعته يقول في علي ×؟ قال: سمعته يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله.
عن أبي سعيد الخدري، أنها نزلت على رسول الله | يوم غدير خم, حين قال لعلي ×: من كنت مولاه، فعلي مولاه.
{ اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} (5)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن عامر, عن أبي عبد الله البرقي, عن الحسين بن عثمان, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تبارك وتعالى {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} قال: تفسيرها في بطن القرآن يعني من يكفر بولاية علي, وعلي × هو الإيمان.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن أحمد محمد معنعنا, عن ابن عباس قال: إن لعلي بن أبي طالب × في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس, قلنا: وما هي؟ قال: سماه الإيمان, فقال:{ ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} الآية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي جعفر الباقر × في قوله {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين} قال: فالإيمان في بطن القرآن علي بن أبي طالب ×, فمن يكفر بولايته {فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر × وزيد بن علي{ومن يكفر بالإيمان} قال: بولاية علي ×.
{واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور}(7)
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, أن المراد بالميثاق ما بين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات، وكيفية الطهارة، وفرض الولاية: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ×.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, عن أحمد بن محمد بن علي المهلب: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني, عن أبيه: حدثنا سلمة بن الفضل الأنصاري, عن أبي مريم, عن قيس بن حنان, عن عطية السعدي عن حذيفة بن اليمان في حديث طويل: إن الله تعالى أنزل على نبيه | يعني بالمدينة {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} فقالوا: يا رسول الله ما هذه الولاية التي أنتم بها أحق منا بأنفسنا؟ فقال |: السمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم, فقلنا: سمعنا وأطعنا, فأنزل الله تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا}.
{والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} (10)
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا الحفار قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا دعبل قال: حدثنا مجاشع بن عمر، عن ميسرة بن عبيد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه سئل عن قول الله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} قال: سأل قوم النبي | فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية، يا نبي الله قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، فقد بعث محمد |، فيقوم علي بن أبي طالب × فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إن ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة وأجر عظيم،- يعني الجنة- فيقوم علي بن أبي طالب × والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة، ويترك أقواما على النار، فذلك قوله عز وجل: والذين آمنوا وعملوا الصالحات {لهم أجرهم ونورهم} يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له، وقوله: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: قوله: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} يعني بالولاية بحق علي ×، وحق علي × الواجب على العالمين {أولئك أصحاب الجحيم} هم الذين قاسم علي × عليهم النار فاستحقوا الجحيم.
{يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (11)
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس يا أيها الناس {اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} نزلت في رسول الله | وعلي بن أبي طالب × وزيره حين أتاهم يستعينهم في القتيلين.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس: قوله {إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم} نزلت في رسول الله | وعلي × وزيره, حين أتاهم يستعينهم في القتيلين.
{ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل} (12)
* الشيخ الطوسي في الغيبة, أخبرني به أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: حدثني أبو الحسين محمد بن علي الشجاعي الكاتب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المعروف بابن أبي زينب النعماني الكاتب, عن محمد بن عثمان قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عيسى بن يونس, عن مجالد بن سعيد, عن الشعبي, عن مسروق قال: كنا عند ابن مسعود فقال له رجل: حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال: نعم, وما سألني عنها أحد قبلك, وإنك لأحدث القوم سنا, سمعته يقول: يكون بعدي عدة نقباء موسى × قال الله عز وجل {و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا}.
* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر, عن محمد بن الحسين, عن إبراهيم بن هاشم, عن محمد بن سنان, عن زياد بن المنذر, عن سعد بن طريف, عن الأصبغ, عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله | يقول: معاشر الناس اعلموا أن لهو بابا من دخله أمن من النار, فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه, قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين, وأمير المؤمنين, وأخو رسول رب العالمين, وخليفته على الناس أجمعين, معاشر الناس من أحب أن يستمسك {بالعروة الوثقى} التي{ لا انفصام لها} فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب, فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي, معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب, معاشر الناس من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي, فإنهم خزان علمي, فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وما عدة الأئمة؟ فقال: يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه, عدتهم عدة الشهور وهي {عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض} وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران × حين ضرب بعصاه الحجر {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} فالأئمة يا جابر أولهم علي بن أبي طالب × وآخرهم القائم #.
* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, أسند الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد إلى الطاطري إلى زاذان إلى سلمان قول النبي |: لم يبعث الله رسولا إلا وجعل له {اثني عشر نقيبا}, قلت: قد عرفت هذا من أهل الكتابين, قال |: عرفت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة, ثم قال: خلقني الله من نوره, ومن نوري عليا ×, ومن نورينا فاطمة ÷, ومن أنوارنا الحسن والحسين ’, ومن الحسين التسعة الأئمة, قلت: عرفني بهم, قال |: سيد العابدين علي بن الحسين ×, ثم ابنه محمد بن علي باقر × علم الأولين والآخرين, ثم جعفر بن محمد × لسان الله الصادق, ثم موسى بن جعفر × الكاظم غيظه صبرا في الله, ثم علي بن موسى × الرضا لأمر الله, ثم محمد بن علي × المختار من خلق الله, ثم علي بن محمد × الهادي إلى الله, ثم الحسن بن علي × الصامت الأمين على سر الله, ثم محمد بن الحسن المهدي # الناطق القائم بحق الله.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله | يقول: معاشر المسلمين اعملوا أن لله بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر, فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه. قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين, وأمير المؤمنين, وأخو رسول الله, وخليفته على الناس أجمعين. معاشر الناس من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بعلي بن أبي طالب ×، فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي. معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب. معاشر الناس من يتوالى ولاية فليقتد بعلي بن أبي طالب بعدي والأئمة من ذريته، فإنهم خزان علمي. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري وقال: يا رسول الله وما عدتهم؟ فقال: يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهي {عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض}، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، {وبعث الله منهم اثني عشر نقيبا}، أولهم علي × وآخرهم القائم #.
{ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون} (14)
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن إسماعيل بن محمد المكي, عن علي بن الحسين, عن عمرو بن عثمان, عن الحسين بن خالد, عمن ذكره, عن أبي الربيع الشامي قال: قال لي أبو عبد الله ×: لا تشتر من السودان أحدا, فإن كان لا بد فمن النوبة, فإنهم من الذين قال الله عز وجل {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به} أما إنهم سيذكرون ذلك الحظ, وسيخرج مع القائم × منا عصابة منهم.
بمصادر العامة:
عن أبي الربيع الشامي, عن جعفر الصادق × في قوله تعالى: {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به} قال: سيذكرون ذلك الحظ, وسيخرج مع القائم × منا عصابة منهم.
{يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير} (19)
* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس, عن محمد بن أحمد, عن جعفر بن القاسم, عن محمد بن الوليد الخزاز, عن الوليد بن عقبة, عن الحارث بن زياد, عن شعيب, عن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله × فقلت له: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: لا, فقلت فولدك؟ فقال لا, فقلت: فولد ولدك هو؟ قال: لا, فقلت: فولد ولد ولدك؟ فقال: لا, قلت: من هو؟ قال: الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة, كما أن رسول الله | بعث {على فترة من الرسل}.
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن أمير المؤمنين × حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل الموقف, وفيه: فيقام الرسل فيسألون عن تادية الرسالات التي حملوها الى أممهم, فأخبروا انهم قد أدوا ذلك الى أممهم، وتسأل الأمم فجحدوا كما قال الله: {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} فيقولون: {ما جاءنا من بشير ولا نذير} فيستشهد الرسل رسول الله | فيشهد بصدق الرسل, وبكذب من جحدها من الأمم، فيقول لكل امة منهم: بلى {فقد جاءكم بشير ونذير والهن على كل شيء قدير} اى مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم, وكذلك قال الله تعالى لنبيه {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم, وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون، ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من يقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لانبيائها فيقولون بأجمعهم {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين}.
{وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمت الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} (20)
* الحسن بن سليمان الحلى في مختصر البصائر, حدثني جماعة من أصحابنا، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان وإبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا} فقال: الأنبياء: رسول الله | وإبراهيم وإسماعيل وذريته، والملوك: الأئمة. قال: فقلت: وأي ملك أعطيتم؟ قال: ملك الجنة, وملك الكرة.
* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, محمد بن علي بن عبد الصمد, عن أبيه, عن جده: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن يعقوب بن الحرث الكوفي: حدثنا جعفر بن أحمد بن يوسف: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير, عن أبي حكيم, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر محمد بن علي × أنه قال: أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته, واستحفظهم لسره, واستودعهم علمه, فهم عماد لدينه, شهداء علمه, برأهم الله قبل خلقه, وأظلهم {تحت عرشه واصطفاهم فجعلهم} علم عباده, ودلهم على صراطه, فهم الأئمة المهدية, والقادة البررة, والأمة الوسطى, عصمة لمن لجأ إليهم, ونجاة لمن اعتمد عليهم, يغبط من والاهم, ويهلك من عاداهم, ويفوز من تمسك بهم, فيهم نزلت الرسالة, وعليهم هبط الملائكة, وإليهم نفث الروح الأمين, وآتاهم {ما لم يؤت أحدا من العالمين}, فهم الفروع الطيبة, والشجرة المباركة, ومعدن العلم, وموضع الرسالة, ومختلف الملائكة, وهم أهل بيت الرحمة, والبركة, والذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
* العلامة المجلسي في البحار, كتاب المحتضر للحسن بن سليمان، نقلا من كتاب السيد حسن بن كبش, بإسناده إلى يونس بن ظبيان, عن أبي عبد الله × أنه قال له: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت, فإنا رويناه, وأوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب, إن الله اصطفانا وآتانا {ما لم يؤت أحدا من العالمين}.
* الحسن بن سليمان الحلى في مختصر بصائر الدرجات, من كتاب ابن البطريق: روى علي بن الحسين قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن همام, عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي، عن يونس بن ظبيان, عن الصادق جعفر بن محمد × في حديث طويل أنه قال: اصطفانا الله وطهرنا وأوتينا {ما لم يؤت أحدا من العالمين}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, في كتاب الأحمر عن الأوزاعي, عن الإمام زين العابدين × في خطبة طويلة بالشام: فضلنا أهل البيت بست خصال: فضلنا بالعلم والحلم والشجاعة والسماحة والمحبة والمحلة في قلوب المؤمنين, وآتانا {ما لم يؤت أحدا من العالمين}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني عبيد بن كثير قال: حدثني يحيى بن الحسن بن فرات القزاز قال: حدثنا عامر بن كثير السراج, عن زياد حيلولة. وحدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل عن أهل البيت عليهم السلام: جعلهم أئمة هداة ونورا في الظلم للنجاة واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وآتاهم {ما لم يؤت أحدا من العالمين} وجعلهم عمادا لدينه, ومستودعا لمكنون سره, وأمناء على وحيه, نجباء من خلقه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الفضل بن يوسف القصباني معنعنا, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل عن أهل البيت عليهم السلام أنه قال: فيهم نزلت رسالته, وعليهم هبطت ملائكته, وإليهم بعث الروح الأمين, فضلا منه ورحمة, وآتاهم {ما لم يؤت أحدا من العالمين} فعندهم والحمد لهظ ما يلتمسون ويفتقر إليه, ويحتاج إليه من العلم الشاق, والهدى من الضلالة ,والنور عند دخول الظلم.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الله الوراق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأبو الحسين الأسدي قالوا: حدثنا محمد بن إسماعيل المكي البرمكي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي, عن الإمام الهادي × في زيارة الجامعة: آتاكم الله {ما لم يؤت أحدا من العالمين} طأطأ كل شريف لشرفكم, وبخع كل متكبر لطاعتكم, وخضع كل جبار لفضلكم, وذل كل شيء لكم.
{يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21) قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون (22) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين (23) قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (24) قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين (25) قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين (26)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حريز, عن بعض أصحابه, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |: والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة, حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطأكم سنة بني إسرائيل، ثم قال أبو جعفر × قال: موسى × لقومه {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} فردوا عليه وكانوا ستمائة ألف ف{قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} أحدهما يوشع بن نون, والآخر كالب بن يافنا، قال: وهما ابنا عمه، فقالا {ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه} إلى قوله {إنا هاهنا قاعدون} قال: فعصى أربعون ألف, وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يافنا, فسماهم الله فاسقين فقال: {فلا تأس على القوم الفاسقين} فتاهوا أربعين سنة لأنهم عصوا فكان حذو النعل بالنعل، أن رسول الله | لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر, فمكثوا أربعين حتى قام علي × فقاتل من خالفه.
* كتاب سليم بن قيس, أبان, عن سليم, عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, عن ابن عباس في حديث طويل: ف{قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} {ثم اتخذوا العجل} فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته, وقال لهم السامري {هذا إلهكم وإله موسى} ثم قال لهم بعد ذلك {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه {إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} حتى قال موسى × {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} ثم قال: {فلا تأس على القوم الفاسقين} فاحتذت هذه الأمة ذلك المثال سواء, وقد كانت لهم فضائل وسوابق مع رسول الله | ومنازل منه قريبة ومقرين بدين محمد | والقرآن, حتى فارقهم نبيهم فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم ووليهم, حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ونفر قليل لقوا الله عز وجل على دينهم وإيمانهم ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه وزعمهم أنه ربهم وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته, ونبينا | قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن, واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى, وأنه ولي كل مؤمن بعده, وأن كل من كان هو وليه فعلي × وليه, ومن كان هو أولى به من نفسه فعلي × أولى به من نفسه, وأنه خليفته فيهم ووصيه, وأن من أطاعه أطاع الله, ومن عصاه عصى الله, ومن والاه والى الله, ومن عاداه عادى الله, فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره.
* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, حدثنا أبو علي الحسن بن علي النحاس الكوفي العدل الأسدي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحسين العامري قال: حدثني عمي أبو معمر سعيد بن خيثم الأسدي قال: حدثني عثمان الأعشى, عن زيد بن وهب في حديث طويل: ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش قد علمتم أن أهل بيت نبيكم أحق بهذا الأمر منكم, فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف مسلككم وتختلفون فيما بينكم, فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم, وأقرب إلى رسول الله |, وإن قلتم إن السابقة لنا فأهل بيت نبيكم أقدم منكم سابقة وأعظم غنى من صاحبكم, وعلي بن أبي طالب × صاحب هذا الأمر من بعد نبيكم, فأعطوه ما جعله الله له ولا تردوا {على أدباركم فتنقلبوا خاسرين}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أبان بن تغلب, عن الصادق × حديث طويل: قال أمير المؤمنين × لعمر بن الخطاب في أول جلوس ابى بكر: يا ابن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق, وعهد من رسول الله | تقدم, لأرينك أينا أضعف ناصرا, وأقل عددا, ثم التفت الى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم الله, لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون ’, إذ قال له أصحابه {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} والله لا دخلته الا لزيارة رسول الله |, أو لقضية أقضاها, فانه لا يجوز لحجة أقامه رسول الله | ان يترك الناس في حيرة.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسن العلوي قال: حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال: حدثنا عمرو بن شمر الجعفي, عن جابر بن يزيد الجعفي في حديث طويل بيه وبين الإمام الباقر ×, قلت: يا سيدي أليس هذا الأمر لكم؟ قال ×: نعم, قلت: فلم قعدتم عن حقكم ودعواكم, وقد قال الله تعالى{ وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}؟ قال: فما بال أمير المؤمنين × قعد عن حقه حيث لم يجد ناصرا, أولم تسمع الله تعالى يقول في قصة لوط × {قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} ويقول في حكاية عن نوح × {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر} ويقول في قصة موسى × {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر يا جابر, مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى ولا يأتي.
* الشيخ المفيد في الفصول المختارة, أخبرني الشيخ أدام الله عزه قال: سئل أبو الحسن علي بن إسماعيل بن ميثم فقيل له: فلم قعد (أي أمير المؤمنين ×) عن قتالهم؟ قال: كما قعد هارون بن عمران عن السامري وأصحابه وقد عبدوا العجل, قال: أفكان ضعيفا؟ قال: كان كهارون × حيث يقول يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وكان كنوح × إذ قال {أني مغلوب فانتصر} وكان كلوط × إذ قال {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} وكان كموسى وهارون ’ إذ قال موسى {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, روي سليم بن قيس, عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب في إحتجاج طويل مع معاوية في أمير المؤمنين ×: فأقبل ابن عباس على معاوية فقال: قال الله تعالى{وقليل من عبادي الشكور} وقال {وقليل ما هم} وما تعجب مني يا معاوية, اعجب من بني إسرائيل, إن السحرة قالوا لفرعون {فاقض ما أنت قاض} فآمنوا بموسى وصدقوه, ثم سار بهم ومن اتبعهم من بني إسرائيل فأقطعهم البحر وأراهم العجائب وهم مصدقون بموسى وبالتوراة يقرون له بدينه, ثم مروا بأصنام تعبد فقالوا {يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون} وعكفوا على العجل جميعا غير هارون × فقالوا {هذا إلهكم وإله موسى} وقال لهم موسى × بعد ذلك {وادخلوا الأرض المقدسة} فكان من جوابهم ما قص الله عز وجل عليهم فقال موسى × {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} فما اتباع هذه الأمة رجالا سودوهم وأطاعوهم لهم سوابق مع رسول الله | ومنازل قريبة منها وأصهاره مقرين بدين محمد | وبالقرآن, حملهم الكبر والحسد أن خالفوا إمامهم ووليهم بأعجب من قوم صاغوا {من حليهم عجلا} ثم عكفوا عليه يعبدونه ويسجدون له, ويزعمون أنه رب العالمين, واجتمعوا على ذلك كلهم غير هارون × وحده, وقد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى من أهل بيته, ناس سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير, ثم رجع الزبير, وثبت هؤلاء الثلاثة مع إمامهم حتى لقوا الله.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسين بن عبد الله بن سعد العسكري قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن رعد العبشمي قال: حدثنا ثبيت بن محمد قال: حدثنا أبو الأحوص المصري قال: حدثنا جماعة من أهل العلم, عن الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: بينما أمير المؤمنين × في أصعب موقف بصفين, إذ قام إليه رجل من بني دودان فقال: ما بال قومكم دفعوكم عن هذا الأمر وأنتم الأعلون نسبا, وأشد نوطا بالرسول, وفهما بالكتاب والسنة؟ فقا:ل سألت يا أخا بني دودان ولك حق المسألة, وذمام الصهر, وإنك لقلق الوضين ترسل عن ذي مسد, إنها إمرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين, ونعم الحكم الله
فدع عنك نهبا صيح في حجراته
وهلم الخطب في ابن أبي سفيان, فلقد أضحكني الدهر بعد بكائه
لا غرو إلا جارتي وسؤالها ... ألا هل لنا أهل سألت كذلك
بئس القوم من خفضني وحاولوا الإدهان في دين الله, فإن ترفع عنا محن البلوى, أحملهم من الحق على محضه, وإن تكن الأخرى {فلا تأس على القوم الفاسقين} إليك عني يا أخا بني دودان.
بمصادر العامة:
في حديث طويل: قال الإمام علي × لعمر بن الخطاب في أول جلوس ابى بكر: والله يا بن صهاك لولا كتاب من الله سبق, وعهد من رسول الله | تقدم, لأريتك أينا أقل جندا وأضعف ناصرا. ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: انصرفوا رحمكم الله، فوالله لا دخلت هذا المسجد إلا كما دخله أخواي موسى وهارون ’، إذ قال له أصحابه * {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}، والله لا دخلت إلا لزيارة رسول الله | أو لقضية أقضيها، فإنه لا يجوز لحجة أقامها رسول الله | أن يترك الناس في حيرة.
{من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون} (32)
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن سليمان بن دينار البارقي قال: سألت زيد بن علي × عن هذه الآية {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} قال: فقال لي: هذا الرجل من آل محمد, يخرج ويدعو إلى إقامة الكتاب والسنة, فمن أعانه حتى يظهر أمره {فكأنما أحيا الناس جميعا} ومن خذله حتى يقتل {فكأنما قتل الناس جميعا}.
* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال الحسين بن علي × لرجل: أيهما أحب إليك, رجل يروم قتل مسكين قد ضعف تنقذه من يده, أو ناصب يريد إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع به منه ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى؟ قال: بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب. إن الله تعالى يقول: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} أي ومن أحياها وأرشدها من كفر إلى إيمان، فكأنما أحيا الناس جميعا من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد.
* الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية الكبرى, حدثني محمد بن علي القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن عيسى، عن محمد بن جعفر البرسي قال: حدثني إبراهيم بن محمد الموصلي، عن أبيه، عن حنان بن سدير الصيرفي، عن جابر بن يزيد الجعفي في حديث طويل بيه وبين الإمام ×, فقلت: وللقصرة؟ قال: عرفهم الشيء بعد الشيء, وارفعهم من الدرجة إلى الدرجة, فإن يرد الله بهم خيرا أرشدهم إلى هذا الأمر, ومن لم يرد به خيرا نكبه في معرفته, ومن أرشدته فقد أحييته, ومن أحيى ميتا {فكأنما أحيا الناس جميعا}, وإياك يا جابر أن تطلع على سر الله مقصرا حتى تعلم أنه قد استبصر.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد, عن محمد بن الحسين, عن محمد بن إسماعيل, عن صالح بن عقبة, عن نصر بن قابوس, عن أبي عبد الله × قال: لإطعام مؤمن أحب إلي من عتق عشر رقاب وعشر حجج, قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟ قال: فقال: يا نصر إن لم تطعموه مات, أو تدلونه فيجيء إلى ناصب فيسأله, والموت خير له من مسألة ناصب, يا نصر من أحيا مؤمنا {فكأنما أحيا الناس جميعا}, فإن لم تطعموه فقد أمتموه, وإن أطعمتموه فقد أحييتموه.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون} (35)
* ابن شهر آشوب في المناقب, قال أمير المؤمنين × في قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}: أنا وسيلته.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا, عن آبائه عليه السلام, قال رسول الله |: الأئمة من ولد الحسين ×, من أطاعهم فقد أطاع الله, ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل, هم العروة الوثقى, وهم الوسيلة إلى الله عز وجل.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أبو الفضل العلوي قال: حدثني سعيد بن عيسى الكربزي البصري, عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير, عن أبيه, عن شريك بن عبد الله, عن عبد الأعلى الثعلبي, عن أبي تمام, عن سلمان الفارسي, ره عن أمير المؤمنين × في قول الله تبارك وتعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} فقال: أنا هو الذي عنده علم الكتاب, وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصية, ولا تخلى أمة من وسيلته إليه وإلى الله قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة}.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, روى سعد بن طريف, عن الأصبغ بن نباته, عن علي بن أبي طالب × أنه قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش, إحداهما بيضاء والأخرى صفراء, في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة, أبوابها وأكوابها من عرق واحدة, فالبيضاء الوسيلة لمحمد | وأهل بيته, والصفراء لإبراهيم × وأهل بيته.
* محمد بن أحمد القمي في المائة منقبة, حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي قال: حدثنا علي بن كعب إملاء قال: حدثني الحسين بن ثابت الجمال، عن أبيه, عن الأعمش قال: حدثني شفيق بن مسلمة قال: حدثني حذيفة بن اليمان قال: قام النبي | وقبل ما بين عيني علي بن أبي طالب × وقال: يا أبا الحسن أنت عضو من أعضائي, تنزل حيث نزلت ، وإن لك في الجنة درجة الوسيلة، فطوبى لك ولشيعتك من بعدك.
* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله |: ان في الجنة درجة تدعى الوسيلة لكل نبي رسول وأنا هو فسلوها لي، قالوا: من يسكن معك؟ قال: فاطمة وبعلها والحسن والحسين عليه السلام.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي، عن عبد الله بن المغيرة الخزاز، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | يقول: إذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة، فسألنا النبي | عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة، وهي ألف مرقاة جوهر، إلى مرقاة زبرجد، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين, فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا قال: طوبى لمن كانت هذه درجته، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذه درجة محمد |، فقال رسول الله |: فأقبل يومئذ متزرا بريطة من نور، على رأسي تاج الملك وإكليل الكرامة, وعلي بن أبي طالب × أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد، مكتوب عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله المفلحون هم الفائزون بالله، فإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان، حتى أعلو الدرجة وعلي × يتبعني، فإذا صرت في أعلى الدرجة منها وعلي × أسفل مني بيده لوائي، فلا يبقى يومئذ نبي ولا مؤمن إلا رفعوا رؤوسهم إلي يقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله! فينادي المنادي يسمع النبيون وجميع الخلائق: هذا حبيبي محمد، وهذا وليي علي بن أبي طالب، طوبى لمن أحبه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه، ثم قال رسول الله |: يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام، وابيض وجهه، وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه، و اضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان ويسلم علي ويقول: السلام عليك يا رسول الله فأرد عليه وأقول: أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنة، أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فخذها يا محمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إلى علي ويرجع رضوان، ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول له: وعليك السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك! وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول: أنا مالك خازن النار أمرني ربي آن آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي وفضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إليه، ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على عجزة جهنم ويأخذ زمامها بيده، وقد علا زفيرها، واشتد حرها، وكثر تطاير شررها، فينادي جهنم: يا علي جزني قد أطفأ نورك لهبي، فيقول علي × لها: ذري هذا وليي، وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن شاء يذهب بها يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من جميع الخلائق، وذلك أن عليا × يومئذ قسيم الجنة والنار.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة معروفة بخطبة الوسيلة: ايها الناس ان الله عز وجل وعد نبيه محمدا | الوسيلة ووعده الحق {ولن يخلف الله وعده}، الا وان الوسيلة أعلى درج الجنة وذروة ذوائب الزلفة ونهاية غاية الامنية، لها الف مرقاة ما بين المرقاة الى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام وهو ما بين مرقاة درة، الى مرقاة جوهرة، الى مرقاة زبرجدة، الى مرقاة لؤلؤة الى مرقاة ياقوتة، الى مرقاة زمردة, الى مرقاة مرجانة، الى مرقاة كافور، الى مرقاة عنبر الى مرقاة يلنجوج الى مرقاة ذهب, الى مرقاة فضة, الى مرقاة غمام, الى مرقاة هواء, الى مرقاة نور, قد أنافت على كل الجنان ورسول الله | يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين, ريطة من رحمة الله وريطة من نور الله, عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة, وقد أشرق بنوره الموقف, وانا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته، وعلى ريطتان, ريطة من أرجوان النور وريطة من كافور. والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي وأعلام الازمنة وحجج الدهور عن ايماننا, قد تحللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب ولا نبي مرسل الا بهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا، وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول | غمامة بسطة البصر يأتى منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي العربي، ومن كفر فالنار موعده، وعن يسار الوسيلة عن يسار الرسول | ظلمة يأتى منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي, والذي له الملك الأعلى لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة الا من لقى خالقه بإخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه وأعلام الازمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون.
بمصادر العامة:
قال رسول الله |: الأئمة من ولدي, فمن أطاعهم فقد أطاع الله, ومن عصاهم فقد عصى الله, هم العروة الوثقى, وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
وروى سعيد بن طريف, عن الأصمعي, عن علي بن أبي طالب × قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش, إحداهما بيضاء والأخرى صفراء, في كل واحد منهما سبعون ألف غرفة, أبوابها وأكوابها من عرق واحد, فالبيضاء واسمها الوسيلة لمحمد | وأهل بيته, والصفراء لإبراهيم × وأهل بيته.
عن علي × عن النبي | قال: في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتموا الله فسلوا لي الوسيلة، قالوا: يا رسول الله من يسكن معك فيها؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
{يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم} (37)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر × يقول: عدو علي × هم المخلدون في النار، قال الله: {وما هم بخارجين منها}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله ×: {وما هم بخارجين من النار} قال: أعداء علي × هم المخلدون في النار أبد الآبدين، ودهر الداهرين.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن موسى قالا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو بكر بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد ’. قال بكر بن عبد الله بن حبيب: وحدثني عبد الله ابن محمد بن ناطويه قال: حدثنا علي بن عبد المؤمن الزعفراني الكوفي قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام. قال: بكر بن عبد الله بن حبيب: وحدثني الحسن بن سنان قال: حدثني أبي، عن محمد بن خالد البرقي، عن مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد ’ قالوا كلهم: ثلاثة عشر، و قال تميم: ستة عشر صنفا من أمة جدي | لا يحبوننا، ولا يحببوننا إلى الناس، ويبغضوننا ولا يتولننا، ويخذلوننا ويخذلون الناس عنا، فهم أعداؤنا حقا {لهم نار جهنم ولهم عذاب الحريق} قال: قلت: بينهم لي يا ابن رسول الله وقاك الله شرهم، قال: الزائد في خلقه فلا ترى أحدا من الناس في خلقه زيادة إلا وجدته لنا مناصبا، ولم تجده لنا مواليا، والناقص الخلق من الرجال، فلا ترى لله عز وجل خلقا ناقصة الخلقة إلا وجدت في قلبه علينا غلا. والأعور باليمين للولادة، فلا ترى لله خلقا ولد أعور اليمين إلا كان لنا محاربا، ولأعدائنا مسالما. والغربيب من الرجال، فلا ترى لله عز وجل خلقا غربيبا وهو الذي، قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب إلا كان علينا مؤلبا ولأعدائنا مكاثرا. والحلكوك من الرجال، فلا ترى منهم أحدا إلا كان لنا شتاما ولأعدائنا مداحا. والأقرع من الرجال، فلا ترى رجلا به قرع إلا وجدته همازا لمازا مشاء بالنميمة علينا. والمفصص بالخضرة من الرجال فلا ترى منهم أحدا وهم كثيرون إلا وجدته يلقانا بوجهه ويستدبرنا بآخر يبتغي لنا الغوائل. والمنبوذ من الرجال ، فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته لنا عدوا مضلا مبينا والأبرص من الرجال فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته يرصد لنا المراصد، ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا ليضلنا بزعمه عن سواء السبيل. والمجذوم وهم حصب جهنم هم لها واردون، والمنكوح فلا ترى منهم أحدا إلا وجدته يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا. وأهل مدينة تدعى سجستان هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق والخليقة، عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون. وأهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله | جهادا، و مالهم مغنما، فلهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والآخرة {ولهم عذاب مقيم}. وأهل مدينة تدعى الموصل هم شر من على وجه الأرض. وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا، يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا وقتالنا حتما، يا بني فاحذر هؤلاء، ثم احذرهم، فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من أهلك إلا هموا بقتله.
{يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} (41)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن القاسم بن محمد, عن سليمان بن داود المنقري, عن شريك, عن جابر قال: قرأ رجل عند أبي جعفر × {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال أما النعمة الظاهرة فهو النبي | وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده, وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا, فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة, واعتقدها قوم ظاهره ولم يعتقدوا باطنه، فأنزل الله {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} ففرح رسول الله | عند نزولها, إذ لم يتقبل الله تعالى إيمانهم, إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, لعلامة الحلي في الكشكول: عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين وثلاث مائة قال: قال الحسين بن العباس: عن المفضل الكرماني قال: حدثني محمد بن صدقة قال: قال محمد بن سنان: عن المفضل بن عمر الجعفي, عن الصادق جعفر بن محمد × في حديث طويل: إن الله عز وجل جعل عليا × للناس بين المهاجرين والأنصار، وبين خلقه، فمن عرفه ووالاه كان مؤمنا، ومن جهله ولم يواله ولم يعاد من عاداه كان ضالا، أفآمنتم يا معاشر المسلمين, يقولها ثلاثا. قالوا: آمنا وسلمنا يا رسول الله, فآمنوا بعلي × بألسنتهم، وكفروا بقلوبهم، فأنزل الله على نبيه |: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} فقال لهم رسول الله | ذلك بمشهد من أصحابه: لم يحبك يا علي من أصحابي إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا منافق شقي، وأنت يا علي وشيعتك الفائزون يوم القيامة، إن شيعتك يردون علي الحوض بيض وجوههم، وشيعة عدوك من أمتي يردون علي الحوض سود الوجوه، فتسقي أنت شيعتك، وتمنع عدوك. فأنزل الله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} بموالاة علي × ومعاداة علي × {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمت الله هم فيها خالدون}.
{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (44) وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (45) وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين (46) وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (47)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر × {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور} إلى قوله {بما استحفظوا من كتاب الله} قال: فينا نزلت.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي عمرو الزبيري, عن أبي عبد الله × ان مما استحقت به الإمامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار ثم العلم المنور بجميع ما يحتاج إليه الأمة من حلالها وحرامها، والعلم بكتابها خاصة وعامة، والمحكم والمتشابه، ودقايق علمه وغرايب تأويله وناسخه ومنسوخه، قلت: وما الحجة بان الامام لا يكون الا عالما بهذه الأشياء الذي ذكرت؟ قال: قول الله فيمن اذن الله لهم في الحكومة وجعلهم أهلها {انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار} فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يربون الناس بعلمهم، واما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثم اخبر فقال {بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} ولم يقل بما حملوا منه.
* العلامة المجلسي في البحار, ذكر الثقفي، عن شقيق قال: كنت مع عمار فقال: ثلاث يشهدون على عثمان وأنا الرابع، وأنا أسوأ الأربعة: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} {و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} و{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} وأنا أشهد لقد حكم بغير ما أنزل الله.
* العلامة المجلسي في البحار, قال إبراهيم: حدثنا محمد بن عبد الله, عن المدائني, عن محمد بن يوسف, في حديث طويل: قال محمد (بن أبي بكر): وما أنت وعثمان رجل عمل بالجور, وبدل حكم الله والقرآن, وقد قال الله عز وجل{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} {فأولئك هم الظالمون} {فأولئك هم الفاسقون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي جميلة, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ’ قال: قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد |، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة، و قد قال الله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} وكان أبو بكر أول من منع آل محمد | حقهم, وظلمهم وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين, ولا رضا من آل محمد |، فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد حقهم, وصنع ما صنع أبو بكر.
بمصادر العامة:
عن محمد بن يوسف, في حديث طويل: قال محمد (بن أبي بكر): وما أنت وعثمان رجل عمل بالجور, وبدل حكم الله والقرآن, وقد قال الله عز وجل{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} {فأولئك هم الظالمون} {فأولئك هم الفاسقون}.
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (51)
* القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام, روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ’ أن سائلا سأله فقال: يا بن رسول الله، أخبرني عن آل محمد |، من هم؟ قال: هم أهل بيته خاصة, قال: فإن العامة يزعمون أن المسلمين كلهم آل محمد, فتبسم أبو عبد الله ×، ثم قال: كذبوا وصدقوا, قال السائل: يا بن رسول الله ما معنى قولك: كذبوا وصدقوا؟ قال: كذبوا بمعنى، وصدقوا بمعنى، كذبوا في قولهم، المسلمون هم آل محمد الذين يوحدون الله ويقرون بالنبي | على ما هم فيه من النقص في دينهم، والتفريط فيه، وصدقوا في أن المؤمنين منهم من آل محمد |، وإن لم يناسبوه، وذلك لقيامهم بشرائط القرآن، لا على أنهم آل محمد الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فمن قام بشرائط القرآن وكان متبعا لآل محمد | فهو من آل محمد | على التولي لهم، وإن بعدت نسبته من نسبة محمد |. قال السائل: أخبرني ما تلك الشرائط جعلني الله فداك التي من حفظها وقام بها كان بذلك المعنى من آل محمد, فقال: القيام بشرائط القرآن، والاتباع لآل محمد |، فمن تولاهم وقدمهم على جميع الخلق كما قدمهم الله من قرابة رسول الله |، فهو من آل محمد | على هذا المعنى، وكذلك حكم الله في كتابه فقال جل ثناؤه: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.
* القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام, عن أبي عبد الله × قال: من اتقى منكم وأصلح فهو منا أهل البيت. قيل له: منكم يا بن رسول الله؟ قال: نعم منا، أما سمعت قول الله عز وجل: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وقول إبراهيم ×: {فمن تبعني فإنه مني}.
{فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} (52)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن داود الرقي قال: سئل أبا عبد الله × رجل وأنا حاضر عن قول الله {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} فقال: أذن في هلاك بني أمية بعد إحراق زيد بسبعة أيام.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا عمرو بن عثمان, عن الحسن بن محبوب, عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله × فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر. وكان متكئا فغضب وجلس, ثم قال: لا ترووه عني, وارووه عن أبي ×, ولا حرج عليكم في ذلك, أشهد أني قد سمعت أبي × يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها, فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء, ألا إن الحق في علي بن أبي طالب × وشيعته, قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض, ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته, فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه, قال ف {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ {الذين في قلوبهم مرض} والمرض والله عداوتنا, فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا, فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت, ثم تلا أبو عبد الله × قول الله عز وجل {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}.
{يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}(54)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سليمان بن هارون قال: قلت له: إن بعض هذه العجلة يزعمون أن سيف رسول الله | عند عبد الله بن الحسن، فقال: والله ما رآه هؤلاء ولا أبوه بواحدة من عينيه، إلا أن يكون أراه أبوه عند الحسين ×، وإن صاحب هذا الأمر محفوظ له, فلا تذهبن يمينا ولا شمالا، فإن الأمر والله واضح، والله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر من مواضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أن الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد لجأ الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله، ثم قال: أما تسمع الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} حتى فرغ من الآية, وقال في آية أخرى {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} ثم قال: إن هذه الآية هم أهل تلك الآية.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا محمد بن حمزة ومحمد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن عثمان, عن سليمان بن هارون العجلي قال: قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه, لو ذهب الناس جميعا أتى الله له بأصحابه, وهم الذين قال الله عز وجل {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وهم الذين قال الله فيهم {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بعض أصحابه, عن رجل, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن هذه الآية {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} قال: المولى.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روي عن أمير المؤمنين × أنه قال يوم البصرة: ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم.
* ابن شهر آشوب في المناقب, عمار وحذيفة وابن عباس والباقر والصادق ’: أنه نزلت في علي × {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} الآية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال: علي × وشيعته.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه العدل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي الجعفي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله السنجري أبو إسحاق, عن يحيى بن الحسين المشهدي, عن أبي هارون العبدي, عن ربيعة السعدي قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل {والنجم إذا هوى} قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر, فسقط في حجرة علي بن أبي طالب × وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره, فيحوز الوصية والخلافة والإمامة, ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب × {وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}.
* العلامة المجلسي في البحار, عن أبي محمد الحسن العسكري, عن أبيه ’ في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}.
بمصادر العامة:
عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق ×: إن صاحب هذا الامر - يعني القائم المهدي - محفوظ, لو ذهب الناس جميعا اتى الله بأصحابه، وهم الذين قال الله فيهم: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}، وهم الذين قال الله فيهم: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (56)}
* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: فأنشدكم أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وحيث نزلت{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وحيث نزلت {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} قال الناس: يا رسول الله خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم, فنصبني للناس بغدير خم.
* كتاب سليم بن قيس, عن عبد الله بن عباس في حديث طويل عن موت رسول الله |: فقال رسول الله | لعلي ×: يا أخي، أقعدني، فأقعده علي × وأسنده إلى نحره، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا بني عبد المطلب، اتقوا الله واعبدوه، {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} ولا تختلفوا. إن الإسلام بني على خمسة: على الولاية والصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج. فأما الولاية فلله ولرسوله وللمؤمنين الذين {يؤتون الزكاة وهم راكعون}، {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله ×: أعرض عليك ديني الذي أدين الله به، قال: هاته، قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا | رسول الله، وأقر بما جاء به من عند الله، قال: ثم وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر ×، قلت: وأقر بك ما أقول فيهم، فقال: أنهاك أن تذهب باسمي في الناس، قال أبان: قال ابن أبي يعفور: قلت له مع الكلام الأول: وأزعم أنهم الذين قال الله في القرآن {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال أبو عبد الله ×: والآية الأخرى فاقرأ قال: قلت له: جعلت فداك أي آية؟ قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: فقال: رحمك الله، قال: قلت: تقول رحمك الله على هذا الأمر؟ قال: فقال: رحمك الله على هذا الأمر.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن المفضل بن صالح, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ’ قال: إنه لما نزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} شق ذلك على النبي | وخشي أن يكذبه قريش، فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية, فقام بذلك يوم غدير خم.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي جميلة, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ’ قال: إن رسول الله | قال: إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة: عليا × وأبا ذر وسلمان والمقداد، فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس, أما كان أحد يعرف هذا الأمر؟ فقال: بلى ثلاثة، قلت: هذه الآيات التي أنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} وقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} أما كان أحد يسأل فيم نزلت؟ فقال: من ثم أتاهم لم يكونوا يسألون.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن المفضل, عن أبي جعفر × في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: هم الأئمة عليهم السلام.
* الشيخ الكليني في الكافي, عض أصحابنا، عن محمد بن عبد الله، عن عبد الوهاب بن بشر، عن موسى ابن قادم، عن سليمان، عن زرارة، عن أبي جعفر × قال: سألته عن قول الله عز وجل: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال: إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه، فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، حيث يقول: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} يعني الأئمة منا.
* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله × قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال: فقال: نعم، هم الذين قال الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وهم الذين قال الله عز وجل: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود, جميعا عن أبي جعفر × قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي × وأنزل عليه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} وفرض ولاية أولي الأمر, فلم يدروا ما هي, فأمر الله محمدا | أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج, فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله | وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه, فضاق صدره وراجع ربه عز وجل, فأوحى الله عز وجل إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فصدع بأمر الله تعالى ذكره, فقام بولاية علي × يوم غدير خم, فنادى الصلاة جامعة, وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي, عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل{يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} قال: لما نزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} اجتمع نفر من أصحاب رسول الله | في مسجد المدينة, فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائره,ا وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب, فقالوا: قد علمنا أن محمدا | صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا × فيما أمرنا, قال فنزلت هذه الآية {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب × {وأكثرهم الكافرون} بالولاية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن أحمد معنعنا, عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا عند أبي جعفر × في مسجد الرسول, وعبد الله بن سلام جالس في صحن المسجد, قال: قلت: جعلت فداك هذا الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب × نزل فيه{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية ونزل فيه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, فأخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن ثعلبة بن ميمون, عن سليمان بن طريف, عن محمد بن مسلم قال: كنا عند أبي جعفر × جلوسا صفين وهو على السرير, وقد در علينا بالحديث, وفينا من السرور وقرة العين ما شاء الله فكأنا في الجنة, فبينا نحن كذلك إذا بالآذن فقال: سلام الجعفي بالباب, فقال أبو جعفر ×: ائذن له, فدخلنا غم وهم ومشقة كراهية أن يكف عنا ما كنا فيه, فدخل وسلم عليه فرد أبو جعفر × ثم قال: سلام يا ابن رسول الله, حدثني عنك خيثمة عن قول الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب × قال صدق خيثمة.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن جعفر × {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} نزلت في علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن سعيد معنعنا, عن المنهال قال: سألت علي بن الحسين وعبد الله بن محمد عن قول الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قالا: في علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب, وجعفر بن محمد بن مسرور قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت عن الإمام الرضا × في حديث طويل: فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم (ذي القربى), وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله، ثم برسوله، ثم بهم، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله. وكذلك في الطاعة، قال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، فبدأ بنفسه، ثم برسوله، ثم بأهل بيته. وكذلك آية الولاية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, عن أبي جعفر ×، ءإنه سئل عن قول الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فقال: إيانا عنى بالذين آمنوا هاهنا، وعلي × أولنا وأفضلنا.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, أبو الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: ثم افترض الله عز وجل الولاية، فقال: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون». فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، فجاءه جبرائيل ×، فقال: يا محمد، علم الناس من ولايتهم كما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل أمتى حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثني عبد الله بن أبي الهذيل، وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟ فقال: إن الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالأحكام أخو نبي الله وخليفته على أمته ووصيه عليهم ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ’، المفروض الطاعة بقول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} الموصوف بقوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} المدعو إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خم.
* محمد بن جرير الطبري في بشارة المصطفى, أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه إجازة ونسخت من أصله وقرأت عليه في خانقاهه بالري سنة عشرة وخمسمائة, عن عمه محمد بن الحسن, عن أبيه الحسن بن الحسين, عن عمه أبي جعفر محمد بن علي قال: حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه, عن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن محمد بن أبي عمير, عن جميل بن دراج, عن حكم بن أيمن, عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله × إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر يجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تبارك وتعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقوله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ومن ذلك قول رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه.
* الشيخ الطوسي في الثاقب في المناقب, ما حدثنا به شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا ×، بإسناده يرفعه إلى عطاء، عن ابن عباس, عن سلمان في حديث طويل في وصف أمير المؤمنين ×: هذا الذي قال الله تعالى فيه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, قال سليم بن قيس: سأل رجل علي بن أبي طالب × فقال وأنا أسمع: أخبرني بأفضل منقبة لك, قال: ما أنزل الله في كتابه, قال: وما أنزل الله فيك؟ قال: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} أنا الشاهد من رسول الله | وقوله {ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} إياي عنى ب{من عنده علم الكتاب} فلم يدع شيئا أنزله الله فيه إلا ذكره- مثل قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وغير ذلك.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب, عن حذيفة في حديث طويل: الحمد لله الذي أحيا الحق وأمات الباطل وجاء بالعدل ودحض الجور وركبت الظالمين, أيها الناس {إنما وليكم الله ورسوله} وأمير المؤمنين حقا حقا, وخير من نعلمه بعد نبينا رسول الله | وأولى الناس بالناس, وأحقهم بالأمر.
* العلامة المجلسي في البحار, تفسير النعماني، عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن الحجج: وجعل ولايتهم ولايته, وحزبهم حزبه فقال: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وقال {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} واعلموا رحمكم الله إنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها | بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية والقرون السالفة, الذين آثروا عبادة الأوثان على طاعة أولياء الله عز وجل, وتقديمهم من يجهل على من يعلم.
* الفتال النيشابوري في روضة الواعظين, روي عن أبي جعفر الباقر ×, عن رسول الله | في حديث أنه قال يوم الغدير: إن جبرئيل × هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأحمر وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وليكم بعد الله ورسوله, وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × الذي أقام الصلاة, وآتى الزكاة وهو راكع, يريد الله عز وجل في كل حال.
* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال علي بن الحسين ’ في حديث طويل وفيه عن إسلام عبد الله بن سلام: ثم إن عبد الله حسن إسلامه ولحقه القصد الشديد من جيرانه من اليهود، وكان رسول الله | في حمارة القيظ في مسجده يوما إذ دخل عليه عبد الله بن سلام. وقد كان بلال أذن للصلاة والناس بين قائم وقاعد وراكع وساجد، فنظر رسول الله | إلى وجه عبد الله فرآه متغيرا، وإلى عينيه دامعتين، فقال: ما لك يا عبد الله. فقال يا رسول الله قصدتني اليهود، وأساءت جواري وكل ماعون لي استعاروه مني كسروه وأتلفوه، وما استعرت منهم منعونيه، ثم زاد أمرهم بعد هذا، فقد اجتمعوا وتواطئوا وتحالفوا على أن لا يجالسني أحد منهم، ولا يبايعني ولا يشاورني ولا يكلمني ولا يخالطني، وقد تقدموا بذلك إلى من في منزلي، فليس يكلمني أهلي وكل جيراننا يهود، وقد استوحشت منهم، فليس لي من أنس بهم، والمسافة ما بيننا وبين مسجدك هذا ومنزلك بعيدة، فليس يمكنني في كل وقت يلحقني ضيق صدر منهم أن أقصد مسجدك أو منزلك. فلما سمع ذلك رسول الله | غشيه ما كان يغشاه عند نزول الوحي عليه من تعظيم أمر الله تعالى، ثم سري عنه وقد أنزل عليه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. قال: يا عبد الله بن سلام {إنما وليكم الله} ناصركم الله على اليهود القاصدين بالسوء لك {ورسوله} إنما وليك وناصرك {والذين آمنوا الذين} صفتهم أنهم {يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} أي وهم في ركوعهم. ثم قال: يا عبد الله بن سلام {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا} من يتولاهم، ووالى أولياءهم، وعادى أعداءهم، ولجأ عند المهمات إلى الله ثم إليهم {فإن حزب الله} جنده {هم الغالبون} لليهود وسائر الكافرين، أي فلا يهمنك يا ابن سلام، فإن الله تعالى هو ناصرك وهؤلاء أنصارك، وهو كافيك شرور أعدائك وذائد عنك مكايدهم. فقال رسول الله |: يا عبد الله بن سلام أبشر، فقد جعل الله لك أولياء خيرا منهم: {الله، ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم راكعون} فقال عبد الله بن سلام: يا رسول الله, من هؤلاء الذين آمنوا؟ فنظر رسول الله | إلى سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئا الآن؟ قال: نعم ذلك المصلي، أشار إلي بإصبعه أن خذ الخاتم. فأخذته فنظرت إليه وإلى الخاتم، فإذا هو خاتم علي بن أبي طالب ×. فقال رسول الله |: الله أكبر، هذا وليكم بعدي, وأولى الناس بالناس بعدي, علي بن أبي طالب ×.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محمد الهاشمي, عن أبيه, عن أحمد بن عيسى, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: إنما يعني أولى بكم, أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم {الله ورسوله والذين آمنوا} يعني عليا × وأولاده الأئمة إلى يوم القيامة, ثم وصفهم الله عز وجل فقال {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وكان أمير المؤمنين × في صلاة الظهر, وقد صلى ركعتين وهو راكع, وعليه حلة قيمتها ألف دينار, وكان النبي | كساه إياها, وكان النجاشي أهداها له, فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم, تصدق على مسكين, فطرح الحلة إليه, وأومأ بيده إليه أن احملها, فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية, وصير نعمة أولاده بنعمته, فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه الصفة مثله, فيتصدقون وهم راكعون, والسائل الذي سأل أمير المؤمنين × من الملائكة, والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة.
* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان, عن أبان بن عثمان, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × قال: بينما رسول الله | جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام، إذ نزلت عليه هذه الآية, فخرج رسول الله | إلى المسجد فاستقبله سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، ذاك المصلي, فجاء رسول الله | فإذا هو علي أمير المؤمنين ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي جعفر × أن رسول الله | كان يصلي ذات يوم في مسجد فمر به مسكين, فقال له رسول الله |: هل تصدق عليك بشيء؟ قال: نعم, مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه, وأشار بيده فإذا هو علي بن أبي طالب ×, فنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقال رسول الله |: هو وليكم من بعدي.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أبو علي أحمد بن الحسين الحضرمي معنعنا, عن ابن عباس قال: لما نزلت {إنما وليكم الله ورسوله} إلى آخر الآية, جاء النبي | إلى المسجد فإذا سائل فدعاه قال: من أعطاك من هذا المسجد؟ قال: ما أعطاني إلا هذا الراكع والساجد, يعني عليا × فقال النبي |: الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي, قال: وكان في خاتم علي × الذي أعطاه السائل: سبحان من فخري بأني له عبد.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد معنعنا, عن علي × قال: نزلت هذه الآية على نبي الله | وهو في بيته {إنما وليكم الله ورسوله} إلى قوله {وهم راكعون} فخرج رسول الله | فدخل المسجد, ثم نادى سائل فسأل فقال له: أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا, إلا ذاك الراكع, أعطاني خاتمه, يعني عليا ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني زيد بن حمزة بن محمد بن علي بن زياد القصار معنعنا, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × أنه كان يقول: من أحب الله أحب النبي, ومن أحب النبي أحبنا, ومن أحبنا أحب شيعتنا, فإن النبي | ونحن وشيعتنا من طينة واحدة, ونحن في الجنة لا نبغض من يحبنا, ولا نحب من أبغضنا, اقرءوا إن شئتم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية, قال الحارث: صدق والله, ما نزلت إلا فيه.
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثني القاضي أبو الفرج المعافى قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا القاسم بن هشام بن يونس النهشلي قال: قال الحسن بن الحسين قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عامر، في قول الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: اجتاز عبد الله بن سلام ورهط معه برسول الله |، فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون المسجد، إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا. فبينا هم يشكون إلى النبي | إذ نزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فلما قرأها عليهم قالوا: قد رضينا بما رضي الله ورسوله، ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين. وأذن بلال العصر، وخرج النبي | فدخل والناس يصلون ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأله، فقال النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال: نعم, قال: ما ذا؟ قال: خاتم فضة, قال: من أعطاك؟ قال: ذاك الرجل القائم, قال النبي |: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×.
* محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين ×, حدثنا عبيد الله بن محمد قال:لاحدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا قيس بن حفص وأحمد بن محمد بن يزيد قالا: حدثنا حسين بن حسن قال: حدثنا أبو مريم, عن المنهال, عن عبد الله بن محمد بن الحنفية, عن أبيه قال: جاء سائل إلى النبي | فسأله فقال: هل سألت أحدا من أصحابي؟ قال: لا, قال: فأت فأسألهم عن غدائك. فأتى المسجد فسألهم فلم يعطه أحد شيئا, فمر بعلي × وهو راكع فسأله فناوله يده فأخذ خاتمه, ثم أتى النبي | فأخبره قال: أتعرف الرجل؟ قال: لا, فأرسل معه من يتعرفه فإذا هو علي × فأنزل الله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن خالد بن يزيد, عن المعمر بن المكي, عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين, عن الحسن بن زيد, عن أبيه زيد بن الحسن, عن جده عليهم السلام قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف لعلي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه بذلك، فنزل على النبي | هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا- الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} إلى آخر الآية, فقرأها رسول الله | علينا، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: بينا رسول الله | جالس في بيته وعنده نفر من اليهود, أو قال: خمسة من اليهود، فيهم عبد الله بن سلام، فنزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فتركهم رسول الله | في منزله وخرج إلى المسجد، فإذا بسائل قال له رسول الله |: أصدق عليك أحد بشيء؟ قال: نعم هو ذاك المصلي فإذا هو علي ×.
* ابن عقدة الكوفي في فضائل أمير المؤمنين ×, حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه, عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله | وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته، وهنيئا لعلي × بتفضيل الله إيا. ثم التفت فرآني إلى جانبه، فقال: ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع؟ فأخبرته خبر الحية، فقال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها. ثم أخذ رسول الله | بيدي فقال: يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل، يكون حقا في الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم. فقال: اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي.
* ابن عقدة الكوفي في فضائل أمير المؤمنين ×, أخبرنا أحمد بن الحسين بن سعيد أبو عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن الحسن بن زيد بن الحسن، عن أبيه، عن آبائه, عن علي × أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, أخبرني علي بن حاتم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثنا كثير بن عياش, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية قال: إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبي | فقالوا: يا نبي الله إن موسى × أوصى إلى يوشع بن نون, فمن وصيك يا رسول الله, ومن ولينا بعدك ؟ فنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم قال رسول الله |: قوموا, فقاموا فأتوا المسجد, فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم هذا الخاتم, قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي, قال: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعا, فكبر النبي | وكبر أهل المسجد, فقال النبي |: علي بن أبي طالب وليكم بعدي, قالوا: رضينا بالله ربا, وبالإسلام دينا, وبمحمد نبيا, وبعلي بن أبي طالب وليا, فأنزل الله عز وجل {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب × فما نزل.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سليمان بن حكيم, عن ثور بن يزيد عن مكحول, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في حديث طويل يعدد فيه مناقبه: وأما الخامسة والستون: فإني كنت أصلي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي, فأنزل الله تبارك وتعالى في {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا الحفار قال: حدثنا علي بن أحمد الحلواني قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المقرئ قال: حدثنا الفضل بن حباب الجمحي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: كنا جلوسا مع النبي | إذ هبط عليه الأمين جبرئيل × ومعه جام من البلور الأحمر مملوءة مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله | علي بن أبي طالب × وولداه الحسن والحسين ’، فقال له: السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي بها عليا وولديه. قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله | هلل ثلاثا، وكبر ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب طلق: بسم الله الرحمن الرحيم {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}، فاشتمها النبي | وحيا بها عليا ×، فلما صارت في كف علي × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فاشتمها علي × وحيا بها الحسن ×، فلما صارت في كف الحسن × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون}، فاشتمها الحسن × وحيا بها الحسين ×، فلما صارت في كف الحسين × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}، ثم ردت إلى النبي | فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم {الله نور السماوات والأرض}. قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء صعدت، أم في الأرض توارت بقدرة الله عز وجل.
* العلامة المجلسي في البحار, كتاب الروضة بالإسناد يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا جلوسا عند رسول الله | إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال عليه أثواب رثة والفقر بين عينيه, فلما دخل وسلم قال شعرا:
أتيتك والعذراء تبكي برنة ... وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل
و أخت وبنتان وأم كبيرة ... وقد كدت من فقري أخالط في عقلي
و ما المنتهى إلا إليك مفرنا ... وأين مفر الخلق إلا إلى الرسل
قال: فلما سمع النبي | ذلك بكى بكاء شديدا, ثم قال لأصحابه: معاشر المسلمين إن الله تعالى سبق إليكم جزاء, والجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل ×, فمن كان منكم يواسي هذا الفقير؟ فقال: فلم يجبه أحد, وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب × يصلي ركعات التطوع كانت له دائما, فأومأ إلى الأعرابي بيده فدنا منه فرفع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته, فأخذه الأعرابي وانصرف وهو يقول بعد الصلاة على الرسول:
لى خمسة ترتجى بحبهم ال ... دنيا ويرجى منهم الدين
يأمن بين الأنام تابعهم ... لانهم في الورى ميامين
أنت مولى يرتجى به من ... الله في الدنيا إقامة الدين
خمسة في الأنام كلهم ... وأنتم في الورى ميامين
ثم إن النبي | أتاه جبرئيل × ونادى: السلام عليك يا رسول الله, ربك يقرئك السلام ويقول لك اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} فعند ذلك قام النبي | قائما على قدميه وقال: معاشر المسلمين أيكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل من آمن؟ قالوا: يا رسول الله ما فينا من عمل خيرا سوى ابن عمك علي بن أبي طالب ×, فإنه تصدق على الأعرابي بخاتمه وهو يصلي, قال النبي | وجبت الغرف لابن عمي علي بن أبي طالب ×, فقرأ عليهم الآية قال: فتصدق الناس في ذلك اليوم على ذلك الأعرابي فولى وهو يقول:
أنا مولى لخمسة ... أنزلت فيهم السور
أهل طه وهل أتى ... فاقرءوا يعرف الخبر
و الطواسين بعدها ... والحواميم والزمر
أنا مولى لهؤلاء ... وعدو لمن كفر
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, من رسالة الإمام الهادي × في الرد على أهل الجبر والتفويض وإثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين: فأول خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه خبر ورد عن رسول الله |, ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيث لا تخالفه أقاويلهم حيث قال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي, لن تضلوا ما تمسكتم بهما, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فلما وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصا مثل قوله جل وعز {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وروت العامة في ذلك أخبارا لأمير المؤمنين × أنه تصدق بخاتمه وهو راكع, فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه, فوجدنا رسول الله | قد أتى بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه, وبقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, ووجدناه يقول: علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم من بعدي.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, سعد بن ظريف، عن أبي جعفر × إنه قال: بينا علي × يصلي إذ مر به سائل، فرمى إليه بخاتمه وهو راكع، فلما فرغ من صلاته أتى رسول الله | فقال له: يا علي، ما صنعت في صلاتك؟ فأخبره. فقال: إن الله تعالى أنزل فيك آيتين وتلا عليه قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الى قوله: {هم الغالبون}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, أبو الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: فجمع رسول الله | الناس، فقال: أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الجهاد في سبيله بأموالكم وأنفسكم. وبين لهم حدوده، وأوضح لهم شروطه. ثم أنزل الله عز وجل الولاية، فقال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. فقال المسلمون: هذا لنا، بعضنا أولياء بعض. فجاء جبرائيل ×، فقال: يا محمد علم الناس عن ولايتهم ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل، إن امتي حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا، فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، فلم يجد رسول الله | بدا من أن خرج الى الناس، فقال: أيها الناس إن الله عز وجل بعثني برسالته، فضقت بها ذرعا، وخفت أن الناس يكذبوني، فتواعدني إن لم ابلغها ليعذبني. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ×، ثم قال: أيها الناس ألستم تعلمون أن الله مولاي وأني مولى المؤمنين ووليهم، وأني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. قال أبو جعفر ×: فوجبت ولاية علي × على كل مسلم.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, قال أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرضه شيء آخر يفترضه؟ فتذكره لتسكن أنفسنا, إلى أنه لم يبق غيره, فأنزل الله في ذلك{ قل إنما أعظكم بواحدة} يعني الولاية وأنزل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد وهو راكع غير رجل.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, عن أحمد بن محمد بن علي المهلب: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني, عن أبيه: حدثنا سلمة بن الفضل الأنصاري, عن أبي مريم, عن قيس بن حنان, عن عطية السعدي, عن حذيفة بن اليمان في حديث طويل: وقد كان النبي | بعث عليا × إلى اليمن فوافى مكة ونحن مع الرسول |, ثم توجه علي × يوما نحو الكعبة يصلي, فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه, فأنزل الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فكبر رسول الله | وقرأه علينا ثم قال: قوموا نطلب هذه الصفة التي وصف الله بها, فلما دخل رسول الله | المسجد استقبله سائل فقال: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا المصلي, تصدق علي بهذه الحلقة وهو راكع, فكبر رسول الله | ومضى نحو علي × فقال: يا علي ما أحدثت اليوم من خير؟ فأخبره بما كان منه إلى السائل فكبر ثالثة, فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض وقالوا: إن أفئدتنا لا تقوى على ذلك أبدا مع الطاعة له, فنسأل رسول الله | أن يبدله لنا, فأتوا رسول الله | فأخبروه بذلك, فأنزل الله تعالى قرآنا وهو {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي} الآية.
* الحر العاملي في إثبات الهداة, عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث طويل أن علي بن أبي طالب × تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
* العلامة المجلسي في البحار, كتاب البرهان, أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثني الحسن بن خضير قال: حدثني إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري وحدثنا محمد بن يحيى وموسى بن محمد الأنصاري قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي قال: حدثني أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد, في إحتجاج طويل بين المأمون وبينه في فضل أمير المؤمنين علي × على سائر الأمة, قال المأمون: من ذا الذي تصدق وهو راكع؟ قلت: علي × تصدق بخاتمه, قال: أتعرف غيره؟ قلت: لا, قال: فما قرأت{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قلت: نعم, قال: أفما في هذه الآية نص الله على علي × بقوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد جمع بقوله {الذين آمنوا}, قال: القرآن عربي, ونزل بلغات العرب, والعرب تخاطب الواحد بخطاب الجمع, ويقول الواحد فعلنا وصنعنا وهو من كلام الملك والعالم والفاضل, وكذلك قال الله {خلقنا السماوات وبنينا فوقكم سبعا} وهو الله الواحد, وقال جل ثناؤه حكاية من خطابه سبحانه قال {رب ارجعون} ولم يقل ارجعني لهذه العلة.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني القايني، قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني، قال: حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الشعراني، قال: حدثنا أبوعلي أحمد بن علي بن رزين البياشاني، قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا السدي بن علي الوراق، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، قال: بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم، يقول: قال رسول الله |، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله |، إلا قال الرجل قال رسول الله ×، فقال ابن عباس: سألتك بالله، من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه، وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله | بهاتين وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أما إني صليت مع رسول الله | يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله، فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي × راكعا، فأومأ بخنصره اليمنى إليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين رسول الله | فلما فرغ النبي | من صلاته، رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن أخي موسى، سألك فقال: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري} فأنزلت عليه قرآنا ناطقا {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما} اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي، عليا × أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله | الكلمة، حتى نزل عليه جبرائيل × من عند الله، فقال: يا محمد إقرأ, قال: وما أقرأ؟ قال: إقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي، قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، يرفعه إلى أبي ذر, عن أمير المؤمنين × في حديث الشورة أنه قال: فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} غيري قالوا: لا.
* العلامة المجلسي في البحار, عن أبي محمد الحسن العسكري, عن أبيه ’ في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس وقوله {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني عبيد بن كثير معنعنا, عن مالك المازني قال: أتى تسعة نفر إلى أبي سعيد الخدري فقالوا: يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول فيه؟ فقال: عمن تسألوني؟ قالوا: نسأل عن علي بن أبي طالب ×, فقال: أما إنكم تسألوني عن رجل أمر من الدفلى, وأحلى من العسل, وأخف من الريشة, وأثقل من الجبال, أما والله ما حلا إلا على ألسنة المؤمنين, وما أخف إلا على قلوب المتقين, فلا أحبه أحد قط لله ولرسوله إلا حشره الله من الآمنين, وإنه لمن حزب الله و{حزب الله هم الغالبون} والله ما أمر إلا على لسان كافر, ولا ثقل إلا على قلب منافق, وما ازور عنه أحد قط ولا لوى ولا تحزب ولا عبس ولا بسر ولا عسر ولا مضر ولا التفت ولا نظر ولا تبسم ولا يجري ولا ضحك إلى صاحبه, ولا قال: أعجب لهذا الأمر إلا حشره الله منافقا مع المنافقين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: الهداية هي الولاية كما قال الله عز وجل {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق والأوصياء في عصر بعد عصر.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله ×: لما نزلت هذه الآية بالولاية, أمر رسول الله | بالدوحات, دوحات غدير خم, فقمت ثم نودي الصلاة جامعة، ثم قال: أيها الناس ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، رب وال من والاه, وعاد من عاداه، ثم أمر الناس ببيعته وبايعه الناس لا يجيء أحد إلا بايعه، ولا يتكلم حتى جاء أبو بكر، فقال: يا با بكر بايع عليا بالولاية، فقال: من الله أومن رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله, ثم جاء عمر فقال: بايع عليا بالولاية به، فقال: من الله أومن رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله، ثم ثنى عطفيه فالتقيا- فقال لأبي بكر: لشد ما يرفع بضبعي ابن عمه, ثم خرج هاربا من العسكر، فما لبث أن رجع إلى النبي | فقال: يا رسول الله إني خرجت من العسكر لحاجة, فرأيت رجلا عليه ثياب بيض لم أر أحسن منه، والرجل من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا, فقال: لقد عقد رسول الله | لعلي × عقدا لا يحله إلا كافر، فقال: يا عمر أتدري من ذاك, قال: لا، قال: ذاك جبرئيل × فاحذر أن تكون أول من تحله فتكفر, ثم قال أبو عبد الله ×: لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب ×، فما قدر على أخذ حقه، وإن أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقه، {فإن حزب الله هم الغالبون} في علي ×.
* الشيخ الكليني في الكافي, حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله ×. وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: من سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا حقا فليتول {الله ورسوله والذين آمنوا}, وليبرأ إلى الله من عدوهم, ويسلم لما انتهى إليه من فضلهم, لان فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال: {أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم.
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي ’, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون}.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن أحمد السناني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن سليمان, عن ثابت بن أبي صفية, عن سعيد بن علاقة, عن أبي سعيد عقيصا, عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب, عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله |: يا علي أنت أخي وأنا أخوك, أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة, وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل, وأنا وأنت أبوا هذه الأمة, يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي, شيعتك شيعتي, وأنصارك أنصاري, وأولياؤك أوليائي, وأعداؤك أعدائي, يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا, وأنت صاحبي في المقام المحمود, وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا, لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك, وإن الملائكة لتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك, والله إن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض, يا علي أنت أمين أمتي, وحجة الله عليها بعدي, قولك قولي وأمرك أمري, وطاعتك طاعتي وزجرك زجري, ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي, وحزبك حزبي وحزبي حزب الله, {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثني علي بن العباس قال: حدثنا الحسن بن يوسف, عن عبد السلام, عن عمار بن أبي اليقظان, عن أبي عبد الله × قال: يجيء رسول الله | يوم القيامة آخذا بحجزة ربه, ونحن آخذون بحجزة نبينا, وشيعتنا آخذون بحجزتنا, فنحن وشيعتنا حزب الله, و{حزب الله هم الغالبون}, والله ما نزعم أنها حجزة الإزار, ولكنها أعظم من ذلك, يجيء رسول الله | آخذا بدين الله, ونجيء نحن آخذين بدين نبينا, وتجيء شيعتنا آخذين بديننا.
* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, أسند المفيد في إرشاده قول النبي |: أن عليا وشيعته {هم الغالبون}, ألا إن شيعة علي هم الفائزون.
* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين، عن أبي عبد الله × أن رسول الله | قال لعلي × في حديث طويل: يا علي لك في الجنة كنز, وأنت ذو قرنيها, وشيعتك حزب الله, و{حزب الله هم الغالبون}, يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط, وأنتم على الحوض تسقون من أحبكم, وتمنعون من أخل بفضلكم, وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, ابن شهر آشوب, عن الباقر × أنها نزلت في علي ×.
* الشهيد الأول في المزار, من زيارة صاحب الزمان #: السلام عليك يا حجة الله على من في الأرض والسماء, السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله, ونعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها وفوقها, أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي, وأن حزبك {هم الغالبون}, وأولياءك هم الفائزون, وأعداءك هم الخاسرون.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×.
عن ابن طاوس, عن أبيه قال: كنت جالسا مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} فقال ابن عباس: أنزلت في علي بن أبي طالب ×.
عن محمد بن الحسن, عن أبيه, عن جده, عن علي × في قوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: الذين آمنوا علي بن أبي طالب ×.
علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء, قال أبو مريم: حدث علينا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر × قال: كنت عند أبي جعفر × جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام, قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب, قال: لا, ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب ×, الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل {ومن عنده علم الكتاب} {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية.
عن عبابه الربعي قال: بينما عبد الله بن عباس جالسا على شفير زمزم يقول: قال رسول الله | وهو يحدث الناس, إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فوقف فجعل ابن عباس لا يقول قال: رسول الله | إلا قال الرجل: قال رسول الله |، فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري, سمعت رسول الله | بهاتين وإلا صمتا, ورأيته بهاتين وإلا فعميتا, وهو يقول عن علي: انه قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله. أما إني وصليت مع رسول الله | يوما من الأيام صلاة الظهر, فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله محمد | ولم يعطني أحد شيئا. وكان علي في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها خاتم, فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين من النبي | وهو في المسجد، فرفع رسول الله | رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال:{رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هرون أخى اشدد بهى أزرى وأشركه فى أمرى} فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما}. اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري. قال أبو ذر فوالله ما استتم رسول الله | الكلام حتى هبط عليه جبرئيل × من عند الله عز وجل وقا: يا محمد هنيئا لك ما وهب الله لك في أخيك، قال: وما ذاك يا جبرئيل؟ قال: أمر الله أمتك بموالاته إلى يوم القيامة، وأنزل قرآنا عليك, اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون}.
عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي | فقالوا: يا رسول الله، إن منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا قد آمنا بالله ورسوله وصدقناه، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يؤاكلونا، ولا يناكحونا، ولا يكلمونا، وقد شق ذلك علينا, فقال لهم النبي |: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم إن النبي | خرج إلى المسجد، والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل، فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، خاتما, فقال له النبي |: من أعطاكه؟ قال: ذلك القائم, وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب ×، فقال النبي |: على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع, فكبر النبي | ثم قرأ {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله} يعني ناصركم الله {ورسوله} يعني محمدا | ثم قال: {والذين آمنوا} فخص من بين المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال: {الذين يقيمون الصلاة} يعني يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها, {يؤتون الزكاة وهم راكعون} وذلك أن رسول الله | صلى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه, فلم يبق في المسجد غير علي × قائما يصلي بين الظهر والعصر إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين, فلم ير في المسجد أحدا خلا عليا × فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي يصلى له أن تتصدق علي بما أمكنك. وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه, فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه، فنزعه ودعا له، ومضى وهبط جبرئيل × فقال النبي | لعلي ×: لقد باهى الله بك ملائكته اليوم، اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله}.
عن ابن عباس، قال: كان علي بن أبي طالب × قائما يصلي, فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه, فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن أنس قال: خرج النبي | إلى صلاة الظهر, فإذا هو بعلي × يركع ويسجد، وإذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي × كلام السائل, فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسل خاتمه عن إصبعه, فأنزل الله فيه آية من القرآن, وانصرف علي × إلى المنزل, فبعث النبي | إليه فأحضره فقال: أي شيء عملت يومك هذا بينك وبين الله تعالى؟ فأخبره فقال له: هنيئا لك يا أبا الحسن, قد أنزل الله فيك آية من القرآن: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن أنس أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الوفي الملي؟ وعلي × راكع يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي. فقال رسول الله |: يا عمر وجبت. قال: بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتى خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة قال: بأبي وأمي يا رسول الله هذا لهذا؟ قال: هذا لمن فعل هذا من أمتي.
عن محمد بن الحنفية أن سائلا سأل في مسجد رسول الله | فلم يعطه غير علي × أحد شيئا، فخرج رسول الله | وقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا رجل مررت به وهو راكع, فناولني خاتمه. فقال النبي |: وتعرفه؟ قال: لا, فنزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فكان علي بن أبي طالب ×.
عن محمد بن الحنفية قال: جاء سائل فلم يعطه أحد، فمر بعلي × وهو راكع في الصلاة فناوله خاتمه فأنزل الله: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن عطاء بن السائب في قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية قال: نزلت في علي ×, مر به سائل وهو راكع فناوله خاتمه.
عن ابن جريج قال: لما نزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية، خرج النبي | إلى المسجد فإذا سائل يسأل في المسجد, فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا وهو راكع؟ قال: نعم رجل لا أدري من هو. قال: ما ذا أعطاك؟ قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل علي بن أبي طالب ×، والخاتم خاتمه عرفه النبي |.
عن عمار بن ياسر: وقف لعلي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في صلاة التطوع, فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه ذلك, فنزل على النبي | هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} إلى آخر الآية, قال رسول الله |: من كنت مولاه فإن عليا مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
عن جابر قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه يشكون إلى رسول الله | مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا, فقال النبي |: ابتغوا إلي سائلا. فدخلنا المسجد فوجدنا فيه مسكينا, فأتينا به النبي | فسأله: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم, مررت برجل يصلي فأعطاني خاتمه, قال: اذهب فأرهم إياه, قال جابر: فانطلقنا وعلي × قائم يصلي قال: هو هذا, فرجعنا وقد نزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن علي × قال: نزلت هذه الآية على رسول الله | في بيته: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. فخرج رسول الله | ودخل المسجد, وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم, فإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا ذاك الراكع, لعلي × أعطاني خاتمه.
عن ابن عباس قال: خرج رسول الله | إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله |، فقال: أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع، قال: وذلك علي بن أبي طالب ×، قال: فكبر رسول الله | عند ذلك وهو يقول: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
عن المقداد بن الأسود الكندي قال: كنا جلوسا بين يدي رسول الله | إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على قوسه. وساق الحديث بطوله حتى قال: وعلي بن أبي طالب × قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر والعصر, فناوله خاتمه, فقال النبي |: بخ بخ بخ وجبت الغرفات. فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم ... وسيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنفل يا أبا حسن ... إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع وأنت مغرسه ... وأنتم سادة لذا العالم
فعندها هبط جبرئيل × بالآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين} الآية.
عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية قال: إن رهطا من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة، لما أمرهم الله أن يقطعوا مودة اليهود والنصارى ففعلوا قالت قريظة والنضير: فما بالنا نود أهل دين محمد | وقد تبرءوا منا ومن ديننا ومودتنا, فو الله الذي يحلف به لا يكلم رجل منا رجلا منهم دخل في دين محمد |. فأقبل عبد الله بن سلام وأصحابه فشكوا ذلك إلى رسول الله | وقالوا: قد شق علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل. فبينما هم يشكون إلى رسول الله | أمرهم إذ نزل: {إنما وليكم الله ورسوله} وأقرأها رسول الله | إياهم فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين. قال: وأذن بلال للصلاة فخرج رسول الله | والناس في المسجد يصلون من بين قائم في الصلاة وراكع وساجد، فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل فدعاه رسول الله | فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: ما ذا؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم. فنظر رسول الله | فإذا هو علي بن أبي طالب ×، قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع, فقال رسول الله |: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
عن ابن عباس، أن عبد الله بن سلام ونفرا ممن آمن معه أقبلوا إلى رسول الله | وقالوا: إن منازلنا بعيدة، لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة، وقد أقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشق ذلك علينا. فبيناهم يشكون إلى رسول الله | وكان علي × قد تصدق بخاتمه في الصلاة نزلت: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون} ولما رأوه قد أعطى الخاتم كبروا، وقال النبي: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
عن ابن عباس قال: وقف على علي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه، فأعطاه السائل، فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: كان علي × يصلي إذ جاء سائل فسأله فقال بإصبعه فمدها فأعطى السائل خاتما، فجاء السائل إلى النبي | فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ فنزلت فيه: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.
عن ابن سلام قال: أتيت رسول الله | فقلت: إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله وأقسموا أن لا يكلمونا, فأنزل الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} الآية, ثم أذن بلال لصلاة الظهر, فقام الناس يصلون, فمن بين ساجد وراكع إذا سائل يسأل فأعطاه علي × خاتمه وهو راكع, فأخبر السائل رسول الله | فقرأ علينا رسول الله | {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
قال السدي وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله: إنما عني بقوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} علي بن أبي طالب × لأنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
عن ابن عباس قال: مر سائل بالنبي | وفي يده خاتم, فقال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع, وكان علي × يصلي, فقال النبي |: الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية, وكان على خاتمه الذي تصدق به: سبحان من فخري بأني له عبد.
عن ابن عباس قال: كان علي × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه, فقال رسول الله |: من أعطاك هذا؟ فقال: أعطاني هذا الراكع, فأنزل الله هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية.
عن ابن عباس قال: كان علي × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه, فقال رسول الله |: من أعطاك هذا؟ فقال: أعطاني هذا الراكع, فأنزل الله هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية.
عن ابن عباس قال: كان علي × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه, فقال رسول الله |: من أعطاك هذا؟ فقال: أعطاني هذا الراكع, فأنزل الله هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية.
عن ابن عباس أنه قال: كان علي بن أبي طالب × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه، فقال له رسول الله |: من أعطاك هذا الخاتم؟ فقال له: أعطاني هذا الراكع. فانزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} في علي بن أبي طالب ×.
عن عبد الله بن سلام، أنه قال لما نزلت هذه الآية: يا رسول الله, رأيت عليا × تصدق بخاتمه وهو راكع، فنحن نتولاه.
عن ابن عباس قال: تصدق علي × بخاتمه وهو راكع, فقال النبي | للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع فأنزل الله فيه {إنما وليكم الله ورسوله}.
عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي × بخاتمه وهو راكع, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.
عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله | وهو نائم يوحى إليه، فإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبي |, وخفت أن يكون يوحى إليه، فاضطجعت بين الحية وبين النبي | لئن كان منها سوء كان في دونه، فمكثت ساعة، فاستيقظ النبي | وهو يقول: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون} الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه، وهنيئا لعلي بفضل الله إياه.
عن عمار بن ياسر قال: وقف لعلي × سائل وهو راكع في صلاة تطوع, فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه ذلك, فنزلت على النبي | هذه الآية, فقرأها على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
عن ابن عباس قال: {ومن يتول الله} يعني يحب الله {ورسوله} يعني محمدا | {والذين آمنوا} يعني ويحب علي بن أبي طالب × {فإن حزب الله هم الغالبون} يعني شيعة الله, وشيعة محمد |, وشيعة علي × هم الغالبون, يعني العالون على جميع العباد, الظاهرون على المخالفين لهم, قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه, ثم ثنى بمحمد |، ثم ثلث بعلي ×. ثم قال: فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله |: رحم الله عليا, اللهم أدر الحق معه حيث دار.
{لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون} (63)
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم, عن أبيه, جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن أبان, عن أبي بصير, عن عمرو بن رياح, عن أبي جعفر × قال: قلت له: بلغني أنك تقول من طلق لغير السنة أنك لا ترى طلاقه شيئا؟ فقال أبو جعفر ×: ما أقوله بل الله عز وجل يقوله, أما والله لو كنا نفتيكم بالجور لكنا شرا منكم, لأن الله عز وجل يقول {لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت} إلى آخر الآية.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن عمر بن رباح زعم أنك قلت: لا طلاق إلا ببينة, قال: فقال: ما أنا قلته بل الله تبارك وتعالى يقوله, إنا والله لو كنا نفتيكم بالجور لكنا أشد منكم, إن الله يقول: {لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار}.
{وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} (64)
* الكشي في رجاله, أبو صالح خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح، قال: سمعت الرضا × يقول: ما يقول الناس في هذه الآية قلت جعلت فداك وأي آية قال: قول الله عز وجل {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}، قلت اختلفوا فيها، قال أبو الحسن × ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا إمام بعد موسى × فرد الله عليهم {بل يداه مبسوطتان}، واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنما عنى بقولهم لا إمام بعد موسى ×.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في غرر الأخبار, عن إسحاق بن عمار، عن علي بن الحسين ×، قال في قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان}: يعني محمدا وعليا ’، مبسوطتان في حقه، يدعوان إلى الله تعالى ويأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر.
* ابن شاذان القمي في الفضائل, عن النبي | أنه قال: لعلي × سبعة عشر اسما, فقال ابن عباس: أخبرنا ما هي يا رسول الله, فقال: اسمه عند العرب علي, وعند أمه حيدرة, وفي التوراة إليا, وفي الإنجيل بريا, وفي الزبور قريا, وعند الروم بظرسيا, وعند الفرس نيروز, وعند العجم شميا, وعند الديلم فريقيا, وعند الكرور شيعيا, وعند الزنج حيم, وعند الحبشة تبير, وعند الترك حميرا, وعند الأرمن كركر, وعند المؤمنين السحاب, وعند الكافرين الموت الأحمر, وعند المسلمين وعد, وعند المنافقين وعيد, وعندي طاهر مطهر, وهو جنب الله ونفس الله ويمين الله عز وجل, قوله {ويحذركم الله نفسه} وقوله {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}.
* ابن شاذان القمي في الفضائل, في حديث مفاخرة أمير المؤمنين × مع ولده الحسين ×, قال أمير المؤمنين ×: أنا لسان الله الناطق, أنا حجة الله تعالى على خلقه, أنا يد الله القوي, أنا وجه الله تعالى في السموات, أنا جنب الله الظاهر.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن بشر قال: حدثنا حسان الجمال قال: حدثنا هاشم بن أبي عمار قال: سمعت أمير المؤمنين × يقول: أنا عين الله, وأنا يد الله, وأنا جنب الله, وأنا باب الله.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عن محمد بن إسماعيل النيشابوري, عن أحمد بن الحسن الكوفي, عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبد الله الهاشمي, عن عبد المزاحم بن كثير, عن أبي عبد الله × قال: كان أمير المؤمنين × يقول: أنا علم الله, وأنا قلب الله الواعي, ولسان الله الناطق, وعين الله الناظر, وأنا جنب الله, وأنا يد الله.
* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن ابن سنان, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قا:ل قال أمير المؤمنين × في خطبته: وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن أبي عبد الله, عن محمد بن إسماعيل, عن الحسين بن الحسن, عن بكر بن صالح, عن الحسن بن سعيد, عن الهيثم بن عبد الله, عن مروان بن صباح قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله خلقنا فأحسن خلقنا, وصورنا فأحسن صورنا, وجعلنا عينه في عباده, ولسانه الناطق في خلقه, ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة, ووجهه الذي يؤتى منه, وبابه الذي يدل عليه, وخزانه في سمائه وأرضه, بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار, وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض, وبعبادتنا عبد الله ولو لا نحن ما عبد الله.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن أبي جعفر × في قوله {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد | قصمه الله.
{ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم (65) ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون (66)}
* كتاب سليم بن قيس, أبان عن سليم, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أن رسول الله | أسر إلي في مرضه مفتاح ألف باب من العلم, يفتح كل باب ألف باب, ولو أن الأمة منذ قبض الله نبيه اتبعوني وأطاعوني {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} رغدا إلى يوم القيامة.
* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ولعمري لو أن الناس حين قبض رسول الله | سلموا لنا واتبعونا وقلدونا أمورهم {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا العباس بن معروف, عن حماد بن عيسى, عن ربعي, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم} قال: الولاية.
* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, من وصية الإمام الصادق × لعبد الله بن جندب: يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة, ولأظلهم الغمام, ولأشرقوا نهارا {ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زيد بن أسلم, عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله | يقول: تفرقت أمة موسى × على إحدى وسبعين فرقة, سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى × على اثنتين وسبعين فرقة, إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة، واحدة في الجنة, وثنتان وسبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعات الجماعات. قال يعقوب بن زيد كان علي بن أبي طالب × إذا حدث هذا الحديث عن رسول الله | تلا فيه قرآنا {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم} إلى قوله {ساء ما يعملون} وتلا أيضا و{ممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} يعني أمة محمد |.
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} (67)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن علي النعمان, عن محمد بن مروان, عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} قال: هي الولاية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, في حديث طويل بين رسول الله | وأمير المؤمنين ×, قال رسول الله |: ولقد أنزل الله فيك {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} يعني من ولايتك يا علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فلو لم أبلغ ما أمرت به لحبط عملي.
* محمد بن جرير الطبري في المسترشد, روى ابن ميمون، عن علي بن عامر، عن أبي الجحاف حيلولة وعن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في علي ×: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني سهل بن القاسم النوشجاني قال: قال رجل للرضا ×: يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال: توفي رسول الله | وهو في تقية, فقال: أما بعد قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل, وبين أمر الله تعالى, ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده, وأما قبل نزول هذه الآية فلعله.
* محمد بن أحمد القمي في المائة منقبة, حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر النحوي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن الحسن بن علي القزويني قال: حدثني أحمد بن داود قال: حدثني محمد بن صالح قال: حدثني العباس بن الربيع قال: حدثني عصمة بن إسماعيل قال: حدثني أبو معشر قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله |: ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا × آية الهدى, ووصي حبيبي فبلغ, فلما نزلت من السماء نسيت ذلك, فأنزل الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} الآية.
* محمد بن جرير الطبري في بشارة المصطفى, أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه إجازة ونسخت من أصله وقرأت عليه في خانقاهه بالري سنة عشرة وخمسمائة, عن عمه محمد بن الحسن, عن أبيه الحسن بن الحسين, عن عمه أبي جعفر محمد بن علي قال: حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه, عن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن محمد بن أبي عمير, عن جميل بن دراج, عن حكم بن أيمن, عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله × إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر يجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تبارك وتعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقوله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ومن ذلك قول رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود, جميعا عن أبي جعفر × قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي × وأنزل عليه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} وفرض ولاية أولي الأمر, فلم يدروا ما هي, فأمر الله محمدا | أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج, فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله | وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه, فضاق صدره وراجع ربه عز وجل, فأوحى الله عز وجل إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فصدع بأمر الله تعالى ذكره, فقام بولاية علي × يوم غدير خم, فنادى الصلاة جامعة, وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون، فنزل جبرئيل × فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم، ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم، ثم نزل الصوم فكان رسول الله | إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل × فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم. ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسين وغيره, عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين, جميعا عن محمد بن سنان, عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو, عن عبد الحميد بن أبي الديلم, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما رجع رسول الله | من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل × فقال {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فنادى الناس فاجتمعوا, وأمر بسمرات فقم شوكهن, ثم قال |: يا أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله, فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, ثلاث مرات, فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم, وقالوا: ما أنزل الله جل ذكره هذا على محمد | قط, وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه, عن خلف بن حماد الأسدي, عن أبي الحسن العبدي, عن الأعمش, عن عباية بن ربعي, عن عبد الله بن عباس في حديث طويل عن المعراج: فتقدم رسول الله | ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي, فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتكته, انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك, وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا, وأنك رسولي وأن عليا وزيرك. فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه, لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى لذلك ستة أيام, فأنزل الله تبارك وتعالى {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} فاحتمل رسول الله | ذلك حتى كان يوم الثامن, فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقال رسول الله |: تهديد بعد وعيد, لأمضين أمر الله عز وجل, فأن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة, قال: وسلم جبرئيل على علي × بإمرة المؤمنين, فقال علي ×: يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية, فقال: يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبي, عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه محمد بن خالد قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدثنا محمد بن منصور, عن عبد الله بن جعفر, عن محمد بن الفيض بن المختار, عن أبيه, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام في حديث طويل أن رسول الله | قال لأمير المؤمنين ×: ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترضه من حقي, وإن حقك لمفروض على من آمن, ولولاك لم يعرف حزب الله, وبك يعرف عدو الله, ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء, ولقد أنزل الله عز وجل إلي {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} يعني في ولايتك يا علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي, ومن لقي الله عز وجل بغير ولايتك {فقد حبط عمله} وعد ينجز لي, وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى, وإن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك.
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي ’ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمس ومائة قال: حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي إملاء ورد القصة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربع مائة قال: حدثني أبو محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رض قال: حدثني أبي قال: حدثني سعيد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × قال: لما خرج رسول الله | إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل × في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} فقال له رسول الله |: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل × إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله | نازلا بغدير، فقال له: يا محمد {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل × ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله | بموضع يقال له غدير خم وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما سمع رسول الله | هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا × وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله ثم قال: قم يا علي، فقام علي × فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين × وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل × بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}.
* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب عن أبي الفضل، عن أحمد بن هاشم، أخبرنا مالك بن سليمان، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن الأحلج، عن الشعبي, عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي صالح, عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله تعالى نبيه محمدا | أن ينصب عليا × علما للناس ليخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله | أن يقولوا: حامى ابن عمه, وأن تطغوا في ذلك عليه, فأوحى الله إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام رسول الله | بولايته يوم غدير خم.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: لما نزل جبرئيل × على رسول الله | في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب × {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية، قال: فمكث النبي | ثلاثا حتى أتى الجحفة, فلم يأخذ بيده فرقا من الناس، فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له: "مهيعة" فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقال النبي |: من أولى بكم من أنفسكم؟ قال: فجهروا فقالوا: الله ورسوله، ثم قال لهم الثانية، فقالوا: الله ورسوله، ثم قال لهم الثالثة، فقالوا: الله ورسوله، فأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله × ابتداء منه: العجب يا با حفص لما لقي علي بن أبي طالب ×، أنه كان له عشرة ألف شاهد لم يقدر على أخذ حقه، والرجل يأخذ حقه بشاهدين، إن رسول الله | خرج من المدينة حاجا ومعه خمسة آلاف، ورجع من مكة وقد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة، فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي ×، وقد كانت نزلت ولايته بمنى وامتنع رسول الله | من القيام بها لمكان الناس، فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} مما كرهت بمنى, فأمر رسول الله | فقمت السمرات فقال رجل من الناس: أما والله ليأتينكم بداهية، فقلت لعمر: من الرجل؟ فقال الحبشي.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الدمدمة الجارودية قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي × بالأبطح وهو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال: يا ابن رسول الله جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا, يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل ولا يخبرنا من الرجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} تفسيرها: أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس, فقال أبو جعفر ×: ما له لأقضي الله دينه يعني صلاته، أما أن لو شاء أن يخبر به أخبر به, أن جبرئيل × هبط على رسول الله | فقال له: إن ربك تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم، فدله على الصلاة واحتج بها عليه, فدل رسول الله | أمته عليها واحتج بها عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من زكاتهم, على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم، فدله على الزكاة واحتج بها عليه, فدل رسول الله | أمته على الزكاة واحتج بها عليهم، ثم أتاه جبرئيل × فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من صيامهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم، شهر رمضان بين شعبان وشوال، يؤتى فيه كذا ويجتنب فيه كذا, فدله على الصيام واحتج به عليه, فدل رسول الله | أمته على الصيام واحتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، فدله على الحج واحتج بها عليه, فدل عليه رسول الله | أمته على الحج واحتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم، قال: فقال رسول الله |: رب أمتي حديثو عهد بجاهلية فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} تفسيرها: أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس، فقام رسول الله | فأخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه, وانصر من نصره، واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × قال: لما أنزل الله على نبيه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} قال: فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمر, ثم دعاه الله فأجابه وأوشك أن أدعى فأجيب، وأنا مسئول وأنتم مسئولون, فما أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين، فقال: اللهم اشهد, ثم قال: يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب, أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي × ألا إن ولاية علي × ولايتي, وولايتي ولاية ربي, ولا يدري عهدا عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه, ثم قال: هل سمعتم, ثلاث مرات يقولها فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال: أفيكم زيد بن أرقم؟ فقال زيد: أنا زيد بن أرقم فما تريد؟ فقال الرجل: أتدري من أين جئت؟ قال: لا، قال: من فسطاط مصر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله |, فقال له زيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب ×، فقال: يا ابن أخ إن قبل غدير خم ما أحدثك به أن جبرئيل الروح الأمين × نزل على رسول الله | بولاية علي بن أبي طالب ×, فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم, فلم ندر ما نقول له، وبكى |, فقال له جبرئيل ×: ما لك يا محمد؟ أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش, إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي وأهبط إلي جنودا من السماء فنصروني, فكيف يقروا لي لعلي × من بعدي. فانصرف عنه جبرئيل × ثم نزل عليه: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} فلما نزلنا الجحفة راجعين وضربنا أخبيتنا نزل جبرئيل × بهذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب × {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: فأخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × في يوم غدير خم, ثم رفعها وقال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا سعيد بن عثمان, عن أبي مريم, عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر × فرأيت ابنا لعبد الله بن سلام جالسا في ناحية, فقلت لأبي جعفر ×: زعموا أن أبا هذا الذي عنده علم الكتاب, قال: لا ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ×, قال: أوحى إلى رسول الله | قل للناس: من كنت مولاه فعلي مولاه, فما بلغ بذلك وخاف الناس, فأوحى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فأخذ بيد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, فخرج رسول الله | حين أتته عزمة من الله في يوم شديد الحر, فنودي في الناس فاجتمعوا, وأمر بشجرات فقم ما تحتهن من الشوك, ثم قال: يا أيها الناس من واليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله, فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, ثلاث مرات.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} نزلت في علي ×, أمر رسول الله | أن يبلغ فيه, فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعنا, عن نوف البكالي, عن علي بن أبي طالب × في حديث طويل: فلما أوحى الله إلى نبيه | أن ارفع ضبع ابن عمك قال: يا جبرئيل أخاف من تشتت قلوب القوم, فأوحى الله تعالى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} قال: فأمر النبي | بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة, فاجتمع المهاجرون والأنصار, فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه, ثم قال: يا معشر قريش لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر العرب لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر الموالي لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم دعا بدواة قرطاس فأمر فكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله, قال: شهدتم؟ قالوا: نعم, قال: أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فقبض على ضبع علي بن أبي طالب × فرفعه للناس حتى تبين بياض إبطيه, ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, ثم قال: اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فيه كلام, فأنزل الله تعالى {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} فأوحى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني إسحاق بن محمد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي قال: حدثنا أبو بكر الرازي محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن نبهان بن عاصم بن زيد بن ظريف مولى علي بن أبي طالب × قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني قال: حدثنا سلمة بن الفضل, عن أبي مريم, عن يونس بن حسان, عن عطية, عن حذيفة بن اليمان قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله | وقد نزل بنا غدير خم وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار, فقام رسول الله | على قدميه فقال: أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقلت لصاحبي جبرئيل ×: يا خليلي إن قريشا قالوا لي كذا وكذا, فأتى الخبر من ربي فقال {والله يعصمك من الناس} ثم نادى علي بن أبي طالب × فأقامه عن يمينه, ثم قال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى, قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, فقال رجل من عرض المسجد: يا رسول الله ما تأويل هذا؟ قال: من كنت نبيه فهذا علي أميره, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فقال حذيفة: فو الله لقد رأيت معاوية حتى قام يتمطى وخرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة, ثم قام يمشي متمطيا وهو يقول: لا نصدق محمدا في مقالته, ولا نقر لعلي × بولايته, فأنزل الله تعالى على أثر كلامه {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} فهم به رسول الله | أن يرده فيقتله, فقال جبرئيل × {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فسكت النبي | عنه.
* محمد بن جرير الطبري في المسترشد, روى الحسن بن الحسين العرني، عن أبي يعلى الأسلمي، عن عبد الله بن موسى، عن يحيى بن منقذ الشامي قال: سمعت ابن عباس يقول: أمر الله تعالى نبيه | بإظهار ولاية علي ×، فقال: يا رب الناس حديث عهد بالجاهلية ومتى أفعل, قال الناس: فعل بابن عمه كذا وكذا، فلما قضى حجه، رجع حتى إذا كان بغدير خم، أنزل الله جل وعز: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، فخرج رسول الله |، ومعه علي ×، فقال: يا أيها الناس، ألستم تزعمون أني مولى كل مؤمن ومؤمنة؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه، وأبغض من أبغضه، وأحب من أحبه. قال ابن عباس: فوجبت والله بيعته في أعناق الناس وأتم خطبته.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, أبو الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: ثم افترض الله عز وجل الولاية، فقال: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون». فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، فجاءه جبرائيل ×، فقال: يا محمد، علم الناس من ولايتهم كما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل أمتى حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, قال جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين: إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية علي ×, فخاف رسول الله | إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسدا له لما علمه في صدور كثير منهم له، فلما حج حجة الوداع وخطب بالناس بعرفة، وقد اجتمعوا من كل افق لشهود الحج معه، علمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم وقال في خطبته: أني خشيت ألا أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا, وقد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتى, فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، حبل ممدود من السماء إليكم، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وأجمل | ذكر الولاية في أهل بيته إذ علم أن ليس فيهم أحد ينازع فيها عليا ×, وأن الناس إن سلموها لهم سلمو بما هم لعلي ×، واتقى عليه وعليهم أن يقيمه هو بنفسه، فلما قضى حجه، وانصرف وصار الى غدير خم، أنزل الله عز وجل عليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام بولاية علي × ونص عليه كما أمر الله تعالى فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إعلام الدين, عن الصادق × في حديث طويل: ولما قضى رسول الله | نسكه, وقفل إلى المدينة, وانتهى إلى الموضع المعروف: "بغدير خم" وليس بموضع للنزول لعدم الماء والمرعى, فنزل عليه جبرئيل × وأمره أن يقيم عليا × وينصبه إماما للناس, فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية, فنزل عليه: أنها عزيمة لا رخصة فيها, ونزلت الآية {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنزل رسول الله | بالمكان الذي ذكرنا ونزل المسلمون حوله. إلى أن قال: ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى, فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي علي × فرفعهما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, إلى أن قال: ثم أمر عليا × أن يجلس في خيمة له, ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين, ففعل الناس ذلك فنزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي}.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب, عن حذيفة بن اليمان في حديث طويل: في اليوم الثالث أتاه جبرائيل × بآخر سورة الحجر فقال: اقرأ {فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين} قال: ورحل رسول الله | وأغدق السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليا × علما للناس, فلما كانت الليلة الرابعة هبط جبرائيل × في آخر الليل فقرأ عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} وهم الذين هموا برسول الله |, فقال: أما تراني يا جبرائيل أغدق السير مجدا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية علي × على الشاهد والغائب؟ فقال له: جبرائيل ×: الله يأمرك أن تفرض ولايته غدا إذا نزلت منزلك, فقال رسول الله |: نعم يا جبرائيل, غدا أفعل ذلك إن شاء الله, وأمر رسول الله | بالرحيل من وقته وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم, وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه, ودعا عليا × ورفع رسول الله | يد علي × اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي × على الناس أجمعين, وفرض طاعته عليهم وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده, وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن القاسم, عن عبيد بن مسلم, عن جعفر بن عبد الله المحمدي, عن الحسن بن إسماعيل الأفطس, عن أبي موسى المشرقاني قال: كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين فسألوه عن قول الله عز وجل {لئن أشركت ليحبطن عملك} فقال: ليس حيث يذهبون, إن الله عز وجل حيث أوحى إلى نبيه | أن يقيم عليا × للناس علما, اندس إليه معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته الأول والثاني حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك, فلما أنزل الله عز وجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} شكا رسول الله | إلى جبرئيل × فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني فأنزل الله عز وجل {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, العلامة الحلي في الكشكول: عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي، يوم الجمعة في شهر رمضان، سنة عشرين وثلاث مائة، قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق × في حديث طويل: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله- فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, السيد الرضي في كتاب المناقب: عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انصرف رسول الله | من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها: ضوجا، فنزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما نزلت عصمته من الناس، نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه وقال |: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجوا بأجمعهم، وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب ×، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على امة محمد |، ثم أنزل الله تعالى على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال أبو جعفر ×: فقبلوا من رسول الله | كل ما أمرهم الله من الفرائض في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وصدقوه على ذلك. قال ابن إسحاق: قلت لأبي جعفر ×: متى كان ذلك؟ قال: لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشر، عند منصرفه من حجة الوداع، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي | مائة يوم، وكان سمع رسول الله | بغدير خم اثنا عشر رجلا.
* السيد ابن طاووس في التحصين, أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي قالا: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا نوح بن مبشر قال: حدثنا الوليد بن صالح, عن ابن امرأة زيد بن أرقم وعن زيد بن أرقم: لما أقبل رسول الله | من حجة الوداع جاء حتى نزل بغدير خم بالجحفة بين مكة والمدينة, ثم أمر بالدوحات بضم ما تحتهن من شوك, ثم نودي بالصلاة جامعة, فخرجنا إلى رسول الله | في يوم شديد الحر, وإن منا يضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر والرمضاء, ومنا من يضعه فوق رأسه, فصلى بنا | ثم التفت إلينا فقال: - الى ان قال - لأنه الله الذي لا يؤمن مكره, ولا يخاف جوره, أقر له على نفسي بالعبودية, وأشهد له بالربوبية, وأؤدي أن لا إله إلا هو, لأنه قد أعلمني أني إذا لم أبلغ ما أنزل إلي لما بلغت رسالته, وقد ضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم, أوحى إلي بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} إلى آخر الآية. معاشر الناس وما قصرت فيما بلغت ولا قعدت عن تبليغ ما أنزله وأنا أبين لكم سبب هذه الآية, إن جبرئيل × هبط إلي مرارا ثلاثا فأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي, الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, ووليكم بعد الله ورسوله, نزل بذلك آية هي {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله تعالى في كل حال. فسألت جبرئيل × أن يستعفي لي السلام من تبليغي ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين ولأعذال الظالمين وأدغال الآثمين وحيلة المستشرين, الذين وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} ويحسبونه {هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي مرة بعد أخرى, حتى سموني أذنا وزعموا أني هو لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وهواه وقبوله مني, حتى أنزل الله تعالى في ذلك لا إله إلا هو {الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم} إلى آخر الآية, ولو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لأسمينهم, وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت, وأن أدل عليهم لدللت, ولكني والله بسترهم قد تكرمت, وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي {بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, واعلموا معاشر الناس ذلك وافهموه, واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما, فرض طاعته على المهاجرين والأنصار, وعلى التابعين بإحسان, وعلى البادي والحاضر, وعلى العجمي والعربي, وعلى الحر والمملوك, والصغير والكبير, وعلى الأبيض والأسود, وعلى كل موجود ماض حكمه, وجاز قوله, ونافذ أمره, ملعون من خالفه, ومرحوم من صدقه, قد غفر الله لمن سمع وأطاع له.
* السيد ابن طاووس في سعد السعود, محمد بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي قال: حدثنا أحمد بن القسم قال: حدثنا يعقوب, عن الحكم بن سليمان, عن يحيى بن سعيد, عن القاسم الشيباني قال: سمعت عبد الله بن العباس يقول: لما أمر الله نبيه | بأن يقوم بغدير خم فيقول في علي × ما قال, قال: أي رب إن قريشا حديثو عهد بالجاهلية ومتى أفعل هذا يقولوا فعل بابن عمه كذا كذا, فلما قضى حجه رجع إليه جبرائيل × فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} فقام رسول الله | وأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
* السيد ابن طاووس في سعد السعود, ما رواه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه القزويني في كتابه كتاب التفسير قال: حدثنا علي بن سهل قال: حدثنا أحمد بن محمد الكوفي وأجاز لي أحمد بن محمد فيما كتب إلي حدثنا: أحمد بن محمد العلقمي قال: حدثنا كثير بن عياش, عن زياد بن المنذر, عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قوله عز وجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل} الآية, وذلك أن الله تبارك وتعالى لما أنزل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} في ولاية علي بن أبي طالب ×, أمر رسول الله | أن يقوم فينادي بذلك في ولاية علي بن أبي طالب ×, وكان الناس فيهم بعد ما فيهم, فضاق برسول الله | بذلك ذرعا, واشتد عليه أن يقوم بذلك كراهية فساد قلوبهم, فأنزل الله جل جلاله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} فلما نزلت هذه الآية قام رسول الله | وذلك بغدير خم, فقال: يا أيها الناس إن الله أمرني بالوصف, فقالوا: سمعنا وأطعنا, فقال: اللهم اشهد, ثم قال: إن الأمة لا تحل شيئا ولا تحرم شيئا, ألا كل مسكر حرام ألا ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام, أسمعتم؟ قالوا: سمعنا وأطعنا, قال: أيها الناس من أولى الناس بكم؟ قالوا: الله ورسوله, قال: يا علي قم, فقام علي × فقال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, أسمعتم ؟ قالوا: سمعنا وأطعنا, قال |: فليبلغ الشاهد الغائب.
* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, قال أبو عبد الله جعفر الصادق ×: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه | بكراع الغميم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فذكر قيام رسول الله | بالولاية بغدير خم قال: ونزل جبرئيل × بقول الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} بعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم, وأتم عليكم نعمته, ورضي لكم الإسلام دينا, فاسمعوا له وأطيعوا, تفوزوا وتغنموا.
* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, عن أبي الحسين بن محمد بن معمر الكوفي قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن المعافى قال: حدثني علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن جده جعفر عليهم السلام قال: يوم غدير خم يوم شريف عظيم, أخذ الله الميثاق لأمير المؤمنين ×, أمر محمدا | أن ينصبه للناس علما, وشرح الحال وقال ما هذا لفظه: ثم هبط جبرئيل × فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تعلم أمتك ولاية من فرضت طاعته, ومن يقوم بأمرهم من بعدك, وأكد ذلك في كتابه فقال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال: أي رب ومن ولي أمرهم بعدي؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين, ولم يعبد وثنا, ولا أقسم بزلم, علي بن أبي طالب أمير المؤمنين × وإمامهم وسيد المسلمين, وقائد الغر المحجلين, فهو الكلمة التي ألزمتها المتقين, والباب الذي أوتى منه, من أطاعه أطاعني, ومن عصاه عصاني, فقال رسول الله | أي رب إني أخاف قريشا والناس على نفسي وعلي ×, فأنزل الله تبارك وتعالى وعيدا وتهديدا {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ثم ذكر صورة ما جرى بغدير خم من ولاية علي ×.
* السيد ابن طاووس في الطرائف, ما رواه مسعود السجستاني بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال: أراد رسول الله | أن يبلغ بولاية علي × فأنزل الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} الآية, فلما كان يوم غدير خم, فحمد الله وأثنى عليه وقال: ألست أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, قال ابن عباس ومحمد بن علي الباقر ×: لما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} أخذ النبي | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, عن ابن عباس قال: لما أمر الله رسوله | أن يقوم بعلي × فيقول له ما قال, فقال |: يا رب إن قومي حديثو عهد بجاهلية, ثم مضى بحجه, فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم, أنزل الله عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية, فأخذ بعضد علي × ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وأعن من أعانه, واخذل من خذله, وانصر من نصره, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه, قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم.
* الحر العاملي في إثباة الهداة, روى محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي في كتاب علل الأشياء عن النبي | أنه أقام أمير المؤمنين × بغدير خم بعد نزول هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ثم أنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فكان إكمال الدين بإقامة الإمام.
* العلامة المجلسي في البحار, روى عن ابن جرير بإسناده عن ابن عباس: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يعني إن كتمت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ما نزل على رسول الله | يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ×.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن سنان, عن أبي عبد الله × قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين × للناس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رءوسهم, فقال لهم إبليس: ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} الآية.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, علي بن إبراهيم, عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها, فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة, ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني شيعة أمير المؤمنين ×.
* العلامة المجلسي في البحار, تفسير النعماني، عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أولم يأمر الله عز وجل نبيه | بتبليغ ما عهده إليه في وصيه وإظهار إمامته وولايته بقوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فبلغ رسول الله | ما قد سمع, وعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا | إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته, وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك, وهو قوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فكيف يتم هذا وقد نصب لأمته علما وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإن أمته ينقضون عهده, ويغدرون بوصيه من بعده, ويظلمون أهل بيته, ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم, وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم, واستكبارهم وعزهم فأنزل الله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن أحمد معنعنا, عن محمد بن كعب القرظي قال: كان النبي | يتحارسه أصحابه, فأنزل الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} قال: فترك الحرس حين أخبره الله تعالى أنه يعصمه من الناس لقوله {والله يعصمك من الناس}.
* ابن المشهدي في المزار الكبير, من زيارة أمير المؤمنين ×: أخبرني بهذه الزيارة الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري × في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ’: ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته، إعلاء لشأنك، وإعلانا لبرهانك، ودحضا للأباطيل، وقطعا للمعاذير، فلما أشفق من فتنة الفاسقين، واتقى فيك المنافقين، أوحى الله رب العالمين: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}» فوضع على نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع، ونادى فأبلغ، ثم سألهم أجمع، فقال: هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال: اللهم اشهد.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, من الدعوات في يوم عيد الغدير ما ذكره محمد بن علي الطرازي في كتابه, رويناه بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم, عن أبي الحسن الليثي, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد : ...وإن رسول الله | لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم, أمر الله عز وجل جبرئيل × أن يهبط على النبي | وقت قيام الظهر من ذلك اليوم, وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين ×, وأن ينصبه علما للناس بعده, وأن يستخلفه في أمته, فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن السلام يقرئك السلام ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي × ليكون علما لأمتك بعدك يرجعون إليه ويكون لهم كأنت, فقال النبي |: حبيبي جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه, فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام رسول الله | ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء, وقدماه تشويان, وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره ففعل ذلك, ثم نادى بالصلاة جامعة, فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار, ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية فألزمها للناس جميعا, فأعلمهم أمر الله بذلك, فقال قوم ما قالوا, وتناجوا بما أسروا...
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي ’ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ×، وأخبره أن الله عز وجل قد عصمه من الناس.
بمصادر العامة:
عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله | في حجته التي حج, فنزلنا بغدير خم, فنودي فينا الصلاة جامعة, وكسح لرسول الله | بين شجرتين, فصلى بنا الظهر, وأخذ بيد علي × وقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية {يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله | يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ×.
عن زيد بن أرقم, عن رسول الله | في حديث طويل: لا إله إلا هو، وقد أعلمني أني إذا لم أبلغ ما أنزل إلي من ربي فما بلغت رسالته، وقد تضمن لي العصمة، وهو الله الكافي الكريم، أوحى إلي: بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} إلى آخر الآية. معاشر الناس وما قصرت فيما بلغت، ولا قعدت عن تبليغ ما نزله، وأنا أبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرئيل هبط علي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم من بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله بذلك آية هي {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي ابن أبي طالب × الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، يريد الله تعالى في كل حال, فسألت جبرئيل × أن يستعفي لي السلام من تبليغ ذلك إليك, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين، ولإعدال الآيمين وإدغال الآثمين، وحيلة المستسرين الذي وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم {قولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}، وكثرة أذاهم لي مرة بعد مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني هو لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وقبوله مني، حتى أنزل الله في ذلك لا إله إلا هو {الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم} إلى آخر الآية. ولو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لأسميتهم، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله بسرهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضي الله إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية. فاعلموا معاشر الناس ذلك وافهموه. واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما، فرض طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر، وعلى العجمي والعربي، وعلى الحر والمملوك والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد ماض حكمه وجائز قوله ونافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، قد غفر الله لمن سمع وأطاع له.
قال جعفر بن محمد ×: معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب ×, فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
عن أبي هريرة, عن النبي | قال: لما أسري بي إلى السماء سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية × الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ يا محمد، قال: فلما نزل النبي | أسر ذلك، فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بن أبي طالب × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله | يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: اللهم اشهد.
عن ابن عباس في قوله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية، قال: نزلت في علي ×، أمر رسول الله | أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
عن زياد بن المنذر أنه قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي × وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى كان يروي عن الحسن البصري فقال له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك, إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل, ولا يخبرنا من الرجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنه يخاف، إن جبرئيل × هبط على النبي | فقال له: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم. فدلهم، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم ففعل، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذلك. فقال رسول الله |: يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم وإني أخاف, فأنزل الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يريد فما بلغتها تامة {والله يعصمك من الناس} فلما ضمن الله له بالعصمة وخوفه, أخذ بيد علي بن أبي طالب × ثم قال: يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه. قال زياد: فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحب إلي من هذا الحديث.
عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله محمدا | أن ينصب عليا × للناس ليخبرهم بولايته, فتخوف رسول الله | أن يقولوا حابى ابن عمه, وأن يطعنوا في ذلك عليه, فأوحى الله إليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية، فقام رسول الله | بولايته يوم غدير خم.
عن عبد الله بن عباس, عن النبي | وساق حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك. قال ابن عباس: فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء منها, إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى من ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} فاحتمل رسول الله | حتى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم إن رسول الله | أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله | والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة, وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني, حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم, فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. وأنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم}.
عن حذيفة بن اليمان قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله | وقد نزل بنا غدير خم، وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار، فقام رسول الله | على قدميه فقال: يا أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم نادى علي بن أبي طالب × فأقامه عن يمينه ثم قال: يا أيها الناس ألم تعلموا أني أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال حذيفة: فو الله لقد رأيت معاوية قام وتمطى وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة, ثم قام يمشي متمطيا وهو يقول: لا نصدق محمدا على مقالته ولا نقر لعلي بولايته، فأنزل الله تعالى: {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى} فهم به رسول الله | أن يرده فيقتله فقال: له جبرئيل ×: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فسكت عنه.
عن أبي حمزة قال: {يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك} نزلت في شأن الولاية.
عن زيد بن علي ×، قال: لما جاء جبرئيل × بأمر الولاية، ضاق النبي | بذلك ذرعا، وقال: قومي حديثوا عهد بجاهلية، فنزلت.
عن ابن عباس، قال: لما أمر الله رسوله | أن يقوم بعلي × فيقول له ما قال، فقال: يا رب إن قومي حديثوا عهد بجاهلية، ثم مضى بحجه، فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه: {يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فأخذ بعضد علي ×، ثم خرج إلى الناس، فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه, وابغض من أبغضه، قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم.
{قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين} (68)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن صفوان بن يحيى وأحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن صفوان, عن ابن مسكان, عن حجر بن زايدة, عن حمران, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} قال: هي ولاية أمير المؤمنين ×.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن علي النعمان, عن محمد بن مروان, عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × في قول الله {يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} قال: هي الولاية.
{وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون}(71)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن الحصين, عن خالد بن يزيد القمي, عن بعض أصحابه, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {وحسبوا ألا تكون فتنة} قال: حيث كان النبي | بين أظهرهم {فعموا وصموا} حيث قبض رسول الله | {ثم تاب الله عليهم} حيث قام أمير المؤمنين × قال: {ثم عموا وصموا} إلى الساعة.
{لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم} (73)
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, منها ما روي عن أحمد بن محمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا من أهل الجبل إلى أبي محمد × يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى × أتولاهم أم أتبرأ منهم؟ فكتب إليه: لا تترحم على عمك, لا رحم الله عمك, وتبرأ منه أنا إلى الله منه بريء, فلا تتولهم, ولا تعد مرضاهم, ولا تشهد جنائزهم, {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} من جحد إماما من الله أو أزاد إماما ليست إمامته من الله كان كمن قال: {إن الله ثالث ثلاثة} إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا, والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا, وكان السائل لا يعلم أن عمه منهم فأعلمه ذلك.
{قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل} (77)
* العلامة المجلسي في البحار, تفسير النعماني باسناده عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: هو قوله |: لا تصلوا علي صلاة مبتورة إذا صليتم علي, بل صلوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم مني, فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. ولما خالفوا الله تعالى ضلوا فأضلوا, فحذر الله تعالى الأمة من اتباعهم, فقال سبحانه {ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل} والسبيل هاهنا الوصي.
{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } (78)
* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى, عن أبيه, عن جده محمد بن عيسى بن عبد الله, عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قلت لأبي الحسن ×: ما تقول في زيارة قبر الحسين ×؟ فقال لي: ما تقولون أنتم فيه؟ فقلت: بعضنا يقول حجة, وبعضنا يقول عمرة, قال: فأي شيء تقول إذا أتيت؟ فقلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله, السلام عليك يا ابن رسول الله, أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة, وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون معذبون {على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.
{لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} (82)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مروان, عن بعض أصحابنا, عن أبي عبد الله × قال: ذكر النصارى وعداوتهم فقال: قول الله {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} قال: أولئك كانوا قوما بين عيسى × ومحمد ×، ينتظرون مجيء محمد |.
{يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (87) وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون (88) لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون (89)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن بعض رجاله, عن أبي عبد الله × قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين × وبلال وعثمان بن مظعون، فأما أمير المؤمنين × فحلف أن لا ينام بالليل أبدا, وأما بلال فإنه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا، وأما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن لا ينكح أبدا, فدخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة، فقالت عائشة: ما لي أراك معطلة؟ فقالت: ولمن أتزين؟ فو الله ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا، فإنه قد ترهب ولبس المسوح وزهد في الدنيا، فلما دخل رسول الله | أخبرته عائشة بذلك، فخرج فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات؟ ألا إني أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنهار, فمن رغب عن سنتي فليس مني، فقاموا هؤلاء فقالوا: يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك, فأنزل الله تعالى {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم} الآية.
* العلامة المجلسي في البحار, تفسير النعماني عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: إن جماعة من الصحابة كانوا حرموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل, فأخبرت أم سلمة رسول الله |, فخرج إلى أصحابه فقال: أترغبون عن النساء؟ إني آتي النساء وآكل بالنهار وأنام بالليل, فمن رغب عن سنتي فليس مني, وأنزل الله {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون} فقالوا: يا رسول الله إنا قد حلفنا على ذلك, فأنزل الله {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} إلى قوله {ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, ابن عباس ومجاهد وقتادة في قوله {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات} الآية, نزلت في علي × وأبي ذر وسلمان والمقداد وعثمان بن مظعون وسالم, إنهم اتفقوا على أن يصوموا النهار, ويقوموا الليل, ولا يناموا على الفراش, ولا يأكلوا اللحم, ولا يقربوا النساء والطيب, ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا, ويسيحوا في الأرض, وهم بعضهم أن يجب مذاكيره, فخطب النبي | وقال: ما بال أقوام حرموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا؟ أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا, فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء, ولا اتخاذ الصوامع, وإن سياحة أمتي ورهبانيتهم الجهاد.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن الحسن بن علي × في حديث طويل, أنه قال لمعاوية وأصحابه: أنشدكم بالله أتعلمون أن عليا × أول من حرم الشهوات على نفسه من أصحاب رسول الله |, فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية: نزلت في علي × وأصحابه, منهم عثمان بن مظعون, وعمار بن ياسر, وسلمان, حرموا على أنفسهم الشهوات وهموا بالإخصاء.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × وأصحاب له, منهم عثمان بن مظعون، وعمار بن ياسر, حرموا على أنفسهم الشهوات, وهموا بالإخصاء.
عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي أن عليا × وعثمان بن مظعون ونفرا من أصحاب رسول الله | تعاقدوا أن يصوموا النهار, ويقوموا الليل, ولا يأتوا النساء, ولا يأكلوا اللحم, فبلغ ذلك رسول الله | فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}.
عن السدي في قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} قال: جلس رسول الله | ذات يوم, فذكر هم ثم قام ولم يزدهم على التخويف, فقال ناس من أصحاب رسول الله | وهم جلوس, منهم علي بن أبي طالب ×, وعثمان بن مظعون: ما خفنا إن لم نحدث عملا، فحرم بعضهم أن يأكل اللحم والودك، وأن يأكل بنهار، وحرم بعضهم النوم, وحرم بعضهم النساء, فأنزل الله تعالى: {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} وقال رسول الله |: ما بال قوم حرموا النساء والطعام والنوم، ألا إني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم وأنكح النساء، فمن رغب عني فليس مني.
عن الحسن بن علي × في حديث طويل, أنه قال لمعاوية وأصحابه: أنشدكم الله أيها الرهط, أتعلمون أن عليا × حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله |, فأنزل فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم}.
عن ابن عباس: أنها نزلت في علي × وأصحاب له.
عن قتادة، أن عليا × وجماعة من أصحابه, منهم عثمان بن مظعون, أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم}.
{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (90)
* السيد هاشم البحراني, عن الصادق ×: أن أبا بكر لقي أمير المؤمنين × في سكة [من سكك] بني النجار، فسلم عليه، وصافحه، وقال له: يا أبا الحسن، أفي نفسك شيء من استخلاف الناس إياي، وما كان من يوم السقيفة، وكراهيتك للبيعة؟ والله ما كان ذلك من إرادتي، إلا أن المسلمين أجمعوا على أمر لم يكن لي أن أخالفهم فيه، لأن النبي | قال: لا تجتمع أمتي على ضلالة. فقال له أمير المؤمنين ×: يا أبا بكر، أمته الذين أطاعوه من بعده وفي عهده، وأخذوا بهداه، وأوفوا بما عاهدوا الله عليه، ولم يبدلوا، ولم يغيروا. قال له أبو بكر: والله، يا علي، لو شهد عندي الساعة من أثق به أنك أحق بهذا الأمر لسلمته إليك، رضي من رضي، وسخط من سخط. فقال له أمير المؤمنين ×: يا أبا بكر، فهل تعلم أحدا أوثق من رسول الله |؟ وقد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن، وعلى جماعة معك، فيهم عمر، وعثمان في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة، ويوم جلوسه في بيت ام سلمة، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع، فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا لله ولرسوله. فقال لكم: الله ورسوله عليكم من الشاهدين. فقلتم بأجمعكم: الله ورسوله علينا من الشاهدين. فقال لكم: فليشهد بعضكم على بعض، وليبلغ شاهدكم غائبكم، ومن سمع منكم من لم يسمع. فقلتم: نعم يا رسول الله. وقمتم بأجمعكم تهنئون رسول الله | وتهنئوني بكرامة الله لنا. فدنا عمر، وضرب على كتفي وقال بحضرتكم: بخ بخ يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي، ومولى المؤمنين. فقال له أبو بكر: لقد ذكرتني أمرا يا أبا الحسن لو يكون رسول الله | شاهدا فاسمعه منه. فقال أمير المؤمنين ×: الله ورسوله عليك من الشاهدين يا أبا بكر, إن رأيت رسول الله | حيا يقول لك إنك ظالم لي، في أخذ حقي الذي جعله الله ورسوله لي، دونك ودون المسلمين، أن تسلم هذا الأمر لي، وتخلع نفسك منه. فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، وهذا يكون أن أرى رسول الله | حيا بعد موته، فيقول لي ذلك؟! فقال له أمير المؤمنين ×: نعم يا أبا بكر. قال: فأرني إن كان ذلك حقا. فقال له أمير المؤمنين ×: الله ورسوله عليك من الشاهدين أنك تفي بما قلت؟ قال أبو بكر: نعم. فضرب أمير المؤمنين × على يده، وقال: تسعى معي نحو مسجد قبا. فلما وردا تقدم أمير المؤمنين ×، فدخل المسجد وأبو بكر من ورائه، فإذا هو برسول الله | جالس في قبلة المسجد فلما رآه أبو بكر سقط لوجهه كالمغشي عليه، فناداه رسول الله |: ارفع رأسك أيها الضليل المفتون. فرفع أبو بكر رأسه، وقال: لبيك يا رسول الله, أحياة بعد الموت؟ فقال: ويلك يا أبا بكر، إن الذي أحياها لمحيي الموتى، إنه على كل شيء قدير قال: فسكت أبو بكر، وشخصت عيناه نحو رسول الله |، فقال: ويلك يا أبا بكر, أنسيت ما عاهدت الله ورسوله عليه في المواطن الأربعة لعلي؟ فقال: ما نسيتها يا رسول الله، فقال له: ما بالك اليوم تناشد عليا فيها، ويذكرك، فتقول: نسيت؟! وقص عليه رسول الله | ما جرى بينه وبين علي بن أبي طالب × إلى آخره، فما نقص منه كلمة ولا زاد فيه كلمة، فقال أبو بكر: يا رسول الله، فهل لي من توبة، وهل يعفو الله عني إذا سلمت هذا الأمر إلى أمير المؤمنين؟ قال: نعم يا أبا بكر وأنا الضامن لك على الله إن وفيت. قال: و غاب رسول الله | عنهما، فتشبث أبو بكر بعلي ×، وقال: الله الله في يا علي, صر معي إلى منبر رسول الله | حتى أعلو المنبر، وأقص على الناس ما شاهدت ورأيت من أمر رسول الله |، وما قال لي وما قلت له، وما أمرني به، وأخلع نفسي من هذا الأمر، وأسلمه إليك. فقال له أمير المؤمنين ×: أنا معك إن ترك شيطانك. فقال أبو بكر: إن لم يتركني تركته وعصيته. فقال له أمير المؤمنين ×: إذن تطيعه ولا تعصيه، وإنما رأيت ما رأيت لتأكيد الحجة عليك. وأخذ بيده وخرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول الله |، وأبو بكر يخفق بعضه بعضا، ويتلون ألوانا، والناس ينظرون إليه، ولا يدرون ما الذي كان، حتى لقيه عمر بن الخطاب فقال له: يا خليفة رسول الله، ما شأنك، وما الذي دهاك؟ فقال أبو بكر: خل عني يا عمر, فو الله لا سمعت لك قولا. فقال له عمر: وأين تريد يا خليفة رسول الله؟ فقال له أبو بكر: أريد المسجد والمنبر. فقال: ليس هذا وقت صلاة ومنبر. فقال أبو بكر: خل عني، فلا حاجة لي في كلامك. فقال عمر: يا خليفة رسول الله، أ فلا تدخل منزلك قبل المسجد، فتسبغ الوضوء؟ قال: بلى. ثم التفت أبو بكر إلى علي × وقال له: يا أبا الحسن، تجلس إلى جانب المنبر حتى أخرج إليك. فتبسم أمير المؤمنين × ثم قال: يا أبا بكر، قد قلت إن شيطانك لا يدعك، أو يرديك. و مضى أمير المؤمنين × فجلس بجانب المنبر، ودخل أبو بكر منزله، وعمر معه، فقال له: يا خليفة رسول الله، لم لا تنبئني أمرك، وتحدثني بما دهاك به علي بن أبي طالب؟ فقال أبو بكر: ويحك يا عمر، يرجع رسول الله | بعد موته حيا ويخاطبني في ظلمي لعلي، ورد حقه عليه، وخلع نفسي من هذا الأمر، فقال له عمر: قص علي قصتك من أولها إلى آخرها. فقال له أبو بكر: ويحك يا عمر، والله لقد قال لي علي أنك لا تدعني أخرج من هذه المظلمة، وأنك شيطاني، فدعني منك. فلم يزل يرقبه إلى أن حدثه بحديثه من أوله إلى آخره. فقال له: بالله- يا أبا بكر- أنسيت شعرك في أول شهر رمضان، الذي فرض الله علينا صيامه، حيث جاءك حذيفة بن اليمان، وسهل بن حنيف، ونعمان الأزدي، وخزيمة بن ثابت، في يوم جمعة إلى دارك ليتقاضوك دينا عليك، فلما انتهوا إلى باب الدار سمعوا لك صلصلة في الدار، فوقفوا بالباب، ولم يستأذنوا عليك، فسمعوا أم بكر زوجك تناشدك، وتقول لك: قد عمل حر الشمس بين كتفيك، قم إلى داخل البيت، وابتعد عن الباب، لئلا يسمعك أحد من أصحاب محمد | فيهدروا دمك، فقد علمت أن محمدا قد أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان، من غير سفر، ولا مرض، خلافا على الله وعلى رسوله محمد |، فقلت لها: هات لا ام لك فضل طعامي من الليل، وأترعي الكأس من الخمر. وحذيفة ومن معه بالباب، يسمعون محاورتكما، فجاءت بصحفة فيها طعام من الليل، وقعب مملوء خمرا فأكلت من الصحفة، وشربت من الخمر، في ضحى النهار، وقلت لزوجتك هذه الأبيات:
ذريني أصطبح يا أم بكر ... فإن الموت نقب عن هشام
ونقب عن أخيك وكان صعبا ... من الأقوام شريب المدام
يقول لنا ابن كبشة سوف نحيا ... وكيف حياة أشلاء وهام!
ولكن باطل ما قال هذا ... وإفك من زخاريف الكلام
ألا هل مبلغ الرحمن عني ... بأني تارك شهر الصيام!
وتارك كل ما أوحى إلينا ... محمد من أساطير الكلام
فقل لله يمنعني شرابي ... وقل لله يمنعني طعامي
ولكن الحكيم رأى حميرا ... فألجمها فتاهت في اللجام
فلما سمعك حذيفة ومن معه تهجو محمدا | هجموا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك، و أنت تكرعها، فقالوا: ما لك يا عدو الله خالفت الله ورسوله. وحملوك كهيئتك إلى مجمع الناس، بباب رسول الله، وقصوا عليه قصتك، وأعادوا شعرك، فدنوت منك، وساورتك، وقلت لك في الضجيج: قل إني شربت الخمر ليلا، فثملت، فزال عقلي، فأتيت ما أتيته نهارا، ولا أعلم بذلك، فعسى أن يدرأ عنك الحد، وخرج محمد | فنظر إليك فقال: استيقظوه. فقلت: رأيناه وهو ثمل يا رسول الله، لا يعقل، فقال: ويحكم الخمر يزيل العقل، تعلمون هذا من أنفسكم، وأنتم تشربونها؟ فقلنا: نعم يا رسول الله, وقد قال فيها امرؤ القيس شعرا:
شربت الإثم حتى زال عقلي ... كذاك الخمر يفعل بالعقول
ثم قال محمد |: انظروه إلى إفاقته من سكرته. فأمهلوك حتى أريتهم أنك قد صحوت، فسألك محمد | فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها بالليل، فما بالك اليوم تصدق بمحمد | وبما جاء به وهو عندنا ساحر كذاب؟! فقال: ويحك يا أبا حفص، لا شك عندي فيما قصصته علي، فاخرج إلى علي بن أبي طالب، فاصرفه عن المنبر. قال: فخرج عمر وعلي × جالس بجانب المنبر، فقال: ما بالك يا علي, قد تصديت لها، دون والله ما تروم من علو هذا المنبر خرط القتاد. فتبسم أمير المؤمنين × حتى بدت نواجذه ثم قال: ويلك منها يا عمر إذا أفضت إليك، والويل للامة من بلائك. فقال عمر: هذه بشراي يا بن أبي طالب، صدقت ظني، وحق قولك. وانصرف أمير المؤمنين × إلى منزله.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ أبو جعفر الطوسي باسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وعدونا في كتاب الله عز وجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير. يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضدادا وأعداء، فسمانا في كتابه، وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه تكنية عن العدو، وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه، وكنى عن أسمائهم، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه، وإلى عباده المتقين.
{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين} (92)
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ محمد بن يعقوب, عن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا} الآية فقال: أما والله ما هلك من قبلكم, ولا هلك منكم, ولا يهلك من بعدكم, إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا, وما خرج رسول الله | من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
{يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام} (95)
* الشيخ الطوسي في التهذيب, محمد بن الحسن الصفار, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن حماد بن عثمان, عن زرارة, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {يحكم به ذوا عدل منكم} فالعدل رسول الله | والإمام من بعده يحكم به, وهو ذو عدل, فإذا علمت ما حكم به رسول الله | والإمام فحسبك ولا تسأل عنه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن سنان, عن أبي عبد الله × في حديث: {يحكم به ذوا عدل منكم} يعني به الإمام ×.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × في قول الله {يحكم به ذوا عدل منكم} يعني رجلا واحدا يعني الإمام ×.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر × يقول {يحكم به ذوا عدل منكم} قال: ذلك رسول الله | والإمام من بعده، فإذا حكم به الإمام فحسبك.
{قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون} (100)
* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, عن الباقر × في قوله تعالى {لا يستوي الخبيث والطيب} {الخبيثات للخبيثين} نزلتا فيه (في عمر).
{يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسئلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم (101) قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين (102)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر ×: أن صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها, فأقبلت فقال لها الثاني: غطي قرطك فإن قرابتك من رسول الله | لا تنفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء؟ ثم دخلت على رسول الله | فأخبرته بذلك وبكت، فخرج رسول الله | فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ لو قد قربت المقام المحمود لشفعت في أحوجكم، لا يسألني اليوم أحد من أبواه إلا أخبرته، فقام إليه رجل فقال: من أبي؟ فقال: أبوك غير الذي تدعى له, أبوك فلان بن فلان، فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك الذي تدعى له, ثم قال رسول الله | ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه الثاني فقال له: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله, اعف عني عفا الله عنك, فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إلى قوله {ثم أصبحوا بها كافرين}.
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني, عن إسحاق بن يعقوب أنه ورد عليه رسالة من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان من صاحب الزمان #: وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إنه لم يكن لأحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه, وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون} (105)
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن عيسى المكتب قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال: حدثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة, عن جعفر بن محمد × في حديث طويل: لما أنزل الله تبارك و تعالى عليه {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} قال النبي |: يا أيها الناس {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وعلي × نفسي وأخي, أطيعوا عليا × فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى. ثم تلا هذه الآية {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم} الآية.
{يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب} (109)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, قوله {يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم} فإنه حدثني أبي, عن الحسن بن محبوب, عن العلاء بن العلاء, عن محمد, عن أبي جعفر × قال: ما ذا أجبتم في أوصيائكم, يسأل الله تعالى يوم القيامة, فيقولون: لا علم لنا بما فعلوا بعدنا بهم.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن ابن محبوب, عن هشام بن سالم, عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم قالوا لا علم لنا} قال: فقال: إن لهذا تأويلا, يقول: ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم؟ قال: فيقولون: لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا.
{إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين} (110)
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, عن النبي |: أوتيت القرآن ومثليه.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني أحمد بن محمد, عن عمر بن عبد العزيز, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي في حديث طويل أنه سئل علي بن الحسين ×:الأئمة يحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ قال: ما أعطى الله نبيا شيئا قط الا وقد أعطاه محمدا |, وأعطاه ما لم يكن عندهم, قلت: وكل ما كان عند رسول الله | فقد أعطاه أمير المؤمنين ×؟ قال: نعم, ثم الحسن والحسين ’, ثم من بعد كل امام إماما إلى يوم القيامة, مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفى كل شهر, ثم قال: أي والله في كل ساعة.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن مثنى الحناط, عن أبي بصير قال: دخلت على أبى عبد الله × وأبى جعفر × وقلت لهما: أنتما ورثة رسول الله | قال: نعم, قلت: فرسول الله | وارث الأنبياء علم كلما علموا؟ فقال لي: نعم, فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئ الأكمه والأبرص؟ فقال لي: نعم بإذن الله, ثم قال: ادن منى يا أبا محمد, فمسح يده على عيني ووجهي وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في الدار, قال: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيمة؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: أعود كما كنت, قال: فمسح على عيني فعدت كما كنت. قال علي: فحدثت به ابن أبي عمي, فقال: اشهد ان هذا حق كما أن النهار حق.
{إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين} (112)
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا ابن موسى عن قبيصة قال: كنت مع الحسن بن علي × وهو صائم, ونحن نسير معه إلى الشام وليس معه زاد ولا ماء ولا شيء إلا ما هو عليه راكبا، فلما أن غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء، وعلقت فيها القناديل، ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت وأباريق وموائد تنصب ونحن سبعون رجلا، فنقل من كل حار وبارد حتى امتلأنا وامتلأ، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص.
{قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين} (114)
* العلامة المجلسي في البحار, عن بعض كتب المناقب القديمة, عن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي, عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد, عن محمد بن علي الحلواني, عن كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي. وأخبرني به أيضا عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي, عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي, عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى, عن أبي علي زاهر بن أحمد, عن معاذ بن يوسف الجرجاني, عن أحمد بن محمد بن غالب, عن عثمان بن أبي شيبة, عن نمير, عن مجالد, عن ابن عباس في حديث طويل أن النبي | دخل على فاطمة ÷ فنظر إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها فقال لها: يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك؟ فقالت: يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما, - إلى أن قال - ثم وثبت ÷ حتى دخلت إلى مخدع لها, فصفت قدميها فصلت ركعتين, ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي هذا محمد نبيك, وهذا علي ابن عم نبيك, وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك, إلهي {أنزل علينا مائدة من السماء} كما أنزلتها على بني إسرائيل, أكلوا منها وكفروا بها, اللهم أنزلها علينا فإنا بها مؤمنون, قال ابن عباس: والله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها, يفور قتارها, وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر, فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي | وعلي والحسن والحسين, فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب × قال لها: يا فاطمة من أين لك هذا؟ ولم يكن عهد عندها شيئا, فقال له النبي | كل يا أبا الحسن ولا تسأل, الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران × {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} قال فأكل النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
{قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} (115)
* الشيخ ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن عبد الله بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أبي عبد الله ×، عن آبائه، عن الحسين بن علي بن أبي طالب ×، قال: كنا قعودا عند مولانا أمير المؤمنين × في دار له، وفيها شجرة رمانة يابسة، إذ دخل عليه قوم من مبغضيه، وعنده قوم من محبيه، فسلموا، فأمرهم بالجلوس فجلسوا، فقال ×: إني أريكم اليوم آية تكون فيكم كمثل المائدة في بني إسرائيل إذ قال الله {إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}. ثم قال ×: انظروا إلى الشجرة، فرأيناها قد جرى الماء من عودها، ثم اخضرت وأورقت وعقدت، وتدلى حملها على رءوسنا، ثم التفت علي × إلى النفر الذين هم محبوه، وقال: مدوا أيديكم وتناولوها، وقولوا: بسم الله الرحمن الرحيم, قال: فقلنا: بسم الله الرحمن الرحيم، فتناولنا وأكلنا رمانة لم نأكل قط شيئا أعذب منها ولا أطيب. ثم قال × للنفر الذين هم مبغضوه: مدوا أيديكم وتناولوا وكلوا فمدوا أيديهم، فكلما مد رجل يده إلى رمانة ارتفعت، فلم يتناولوا شيئا، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما بال إخواننا مدوا أيديهم فتناولوها وأكلوها، ومددنا أيدينا فلم تصل؟ فقال لهم ×: كذلك والذي بعث محمدا | بالحق نبيا الجنة، لا ينالها إلا أولياؤنا، ولا يبعد عنها إلا أعداؤنا ومبغضونا.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام, فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام بعدهم, فعرضها على السماوات والأرض والجبال, فغشيها نورهم, فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال: هؤلاء أحبائي وأوليائي, وحججي على خلقي, وأئمة بريتي, ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم, ولمن تولاهم خلقت جنتي, ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري, فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته {عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} وجعلته مع المشركين, في أسفل درك من ناري, ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي, وكان لهم فيها ما يشاءون عندي, وأبحتهم كرامتي وأحللتهم جواري.
* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن الحسن بن محبوب, عن أبي المعزى, عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله × ما ألقى من قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين × من الخير, إنهم يكذبوني ويقولون إنك تكذب على جعفر بن محمد ×, قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاءوا, والله إن الله ليباهي بزائر الحسين × والوافد يفده الملائكة المقربون وحملة عرشه, حتى إنه ليقول لهم أما ترون زوار قبر الحسين × أتوه شوقا إليه, وإلى فاطمة بنت رسول الله |, أما وعزتي وجلالي وعظمتي لأوجبن لهم كرامتي, ولأدخلنهم جنتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي, يا ملائكتي هؤلاء زوار الحسين حبيب محمد رسولي, ومحمد حبيبي, ومن أحبني أحب حبيبي, ومن أحب حبيبي أحب من يحبه, ومن أبغض حبيبي أبغضني ومن أبغضني, كان حقا علي أن أعذبه بأشد عذابي, وأحرقه بحر ناري, وأجعل جهنم مسكنه ومأواه, و{أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}.
* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد قال: حدثنا محمد بن سلام بن يسار الكوفي قال: حدثني أحمد بن محمد الواسطي قال: حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي قال: حدثني نوح بن دراج قال: حدثني قدامة بن زائدة, عن أبيه, علي بن الحسين × في حديث طويل: فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهن: أني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب, ولا يعجزه ممتنع, وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام, وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي وصفيي وانتهك حرمته, وقتل عترته, ونبذ عهده, وظلم أهله, {عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}.
* الشيخ الطوسي في التهذيب, محمد بن أحمد بن داود, عن أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قال: حدثنا ذبيان بن حكيم قال: حدثني يونس بن ظبيان, عن أبي عبد الله × في حديث طويل في زيارة أمير المؤمنين ×: اللهم العن قتلة أمير المؤمنين - ثلاثا - اللهم العن قتلة الحسن والحسين - ثلاثا - اللهم العن قتلة الأئمة - ثلاثا - اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه {أحدا من العالمين} وضاعف عليهم عذابك كما شاقوا ولاة أمرك, وأعد لهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك.
{وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117)}
* العلامة المجلسي في البحار, خبر مما روي عن جماعة ثقات، أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية على الحجاج بن يوسف الثقفي وأنها مثلت بين يديه. فقال لها: يا حرة ابنة حليمة السعدية، قالت له: فراسة من غير مؤمن فقال لها: الله جاء بك، وقد قيل لي عنك: إنك تفضلين عليا على أبي بكر وعمر وعثمان؟ قالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة، قال وعلى غير هؤلاء؟ قالت أفضله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى بن مريم. فقال لها: يا ويلك! أقول لك إنك تفضلينه على الصحابة، وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم، من الرسل وإذا لم تأتي ببيان ما قلت وإلا لأضربن عنقك. - الى ان قال -: ففيم تفضلينه على عيسى ابن مريم ×؟ قالت: الله عز وجل فضله بقوله تعالى {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أ أنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به} الآية, فأخر الحكومة إلى يوم القيامة, وعلي بن أبي طالب × لما ادعى الحرورية فيه ما ادعوه, وهم أهل النهروان, قاتلهم ولم يؤخر حكومتهم, فهذه كانت فضائله لم تعد بفضائل غيره, قال: أحسنت يا حرة.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري, عن الحسن بن الجهم, عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قال علي ×: يهلك في اثنان ولا ذنب لي: محب مفرط, ومبغض مفرط, وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا, ويرفعنا فوق حدنا, كبراءة عيسى ابن مريم × من النصارى, قال الله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, عن رسول الله | إنه قرأ عليه قول الله عز وجل حكاية عن عيسى ×: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} فقال رسول الله |: وأنا أقول كذلك: يا رب أكون شهيدا على هؤلاء ما دمت فيهم.
* ابن شهر آشوب في المناقب, عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله × عن قوله {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: هم الأئمة, وإن الله تعالى جعل على عهدة الأمة شهداء قال {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} وقال في النبي | {ليكون الرسول شهيدا عليكم} وفي علي × {ويتلوه شاهد} وفي الأئمة {وتكونوا شهداء} آل محمد يكونوا شهداء على الناس بعد النبي |.
{قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} (119)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن النعمان, عن ضريس, عن أبي جعفر × في قوله {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} قال: إذا كان يوم القيامة وحشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم القيامة فلا ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهدا شديدا، قال فيقفون بفناء العرصة ويشرف الجبار عليهم وهو على عرشه فأول من يدعى بنداء يسمع الخلائق أجمعون ان يهتف باسم محمد ابن عبد الله | النبي القرشي العربي، قال: فيتقدم حتى يقف على يمين العرش، قال: ثم يدعى بصاحبكم علي ×، فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله |، ثم يدعى بأمة محمد فيقفون على يسار علي × ثم يدعى بنبي نبي وأمته معه من أول النبيين إلي آخرهم وأمتهم معهم، فيقفون عن يسار العرش، قال ثم أول من يدعى للمسائلة: القلم, قال: فيتقدم، فيقف بين يدي الله في صورة الآدميين، فيقول الله: هل سطرت في اللوح ما ألهمتك وأمرتك به من الوحي؟ فيقول القلم: نعم، يا رب قد علمت انى قد سطرت في اللوح ما امرتني وألهمتني به من وحيك, فيقول الله: فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول: يا رب وهل اطلع على مكنون سرك خلق غيرك؟ قال: فيقول له الله: أفلحت حجتك، قال ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة الآدميين حتى يقف مع القلم، فيقول له: هل سطر فيك القلم ما ألهمته وأمرته به من وحيي؟ فيقول اللوح: نعم يا رب وبلغته إسرافيل ×، فيتقدم مع القلم واللوح في صورة الآدميين، فيقول الله: هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحيي؟ فيقول: نعم يا رب وبلغته جبرئيل ×، فيدعى بجبرائيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل، فيقول الله: هل بلغك إسرافيل ما بلغ؟ فيقول: نعم يا رب وبلغته جميع أنبيائك وأنفذت إليهم جميع ما انتهى إلي من امرك وأديت رسالتك إلى نبي نبي ورسول رسول وبلغتهم كل وحيك وحكمتك وكتبك, وان آخر من بلغته رسالاتك ووحيك وحكمتك وعلمك وكتابك وكلامك محمد بن عبد الله | العربي القرشي الحرمي حبيبك، قال أبو جعفر × فان أول من يدعى من ولد آدم للمسائلة محمد بن عبد الله | فيدنيه الله حتى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه، فيقول الله: يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك وأرسلته به إليك من كتابي وحكمتي وعلمي وهل أوحى ذلك إليك؟ فيقول رسول الله |: نعم يا رب قد بلغني جبرائيل × جميع ما أوحيته إليه وأرسلته من كتابك وحكمتك وعلمك وأوحاه إلي، فيقول الله لمحمد |: هل بلغت أمتك ما بلغك جبرئيل من كتابي وحكمتي وعلمي؟ فيقول رسول الله |: نعم يا رب قد بلغت أمتي ما أوحى إلي من كتابك وحكمتك وعلمك وجاهدت في سبيلك، فيقول الله لمحمد |: فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول محمد |: يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة وملائكتك والأبرار من أمتي وكفى بك شهيدا، فيدعى بالملائكة فيشهدون لمحمد | بتبليغ الرسالة, ثم يدعى بأمة محمد فيسألون: هل بلغكم محمد رسالتي وكتابي وحكمتي وعلمي وعلمكم ذلك؟ فيشهدون لمحمد | بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم، فيقول الله لمحمد |: فهل استخلفت في أمتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ويفسر لهم كتابي ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لي وخليفة في الأرض؟ فيقول محمد |: نعم يا رب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب × أخي ووزيري وخير أمتي ونصبته لهم علما في حياتي ودعوتهم إلى طاعته وجعلته خليفتي في أمتي واماما يقتدي به الأئمة من بعدي إلى يوم القيامة، فيدعى بعلي بن أبي طالب × فيقال له: هل أوصى إليك محمد واستخلفك في أمته ونصبك علما لامته في حياته؟ وهل قمت فيهم من بعده مقامه؟ فيقول له علي ×: نعم يا رب قد أوصى إلي محمد وخلفني في أمته ونصبني لهم علما في حياته, فلما قبضت محمدا | إليك جحدتني أمته ومكروا بي واستضعفوني وكادوا يقتلونني وقدموا قدامي من أخرت، وأخروا من قدمت, ولم يسمعوا مني ولم يطيعوا أمري فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني، فيقال لعلي ×: فهل خلفت من بعدك في أمة محمد حجة وخليفة في الأرض يدعو عبادي إلى ديني والى سبيلي؟ فيقول علي ×: نعم يا رب قد خلفت فيهم الحسن × ابني وابن بنت نبيك ÷، فيدعى بالحسن بن علي ’ فيسئل عما سئل عنه علي بن أبي طالب ×، قال: ثم يدعى بامام امام وباهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله عذرهم ويجيز حجتهم, قال: ثم يقول الله {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} قال: ثم انقطع حديث أبي جعفر ×.