سورة الأعراف
{المص} (1)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي, عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن أحمد قال: حدثنا سليمان بن الخصيب قال: حدثنا الثقة قال: حدثنا أبو جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني أمية - وكان زنديقا- جعفر بن محمد ×, فقال: قول الله عز وجل في كتابه {المص} أي شيء أراد بهذا؟ وأي شيء فيه من الحلال والحرام؟ وأي شيء فيه مما ينتفع به الناس؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد × فقال: أمسك ويحك, الألف واحد, واللام ثلاثون, والميم أربعون, والصاد تسعون, كم معك؟ فقال الرجل: أحد وثلاثون ومائة, فقال له جعفر بن محمد ×: إذا انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة انقضى ملك أصحابك, قال فنظرنا فلما انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة يوم عاشوراء دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم.
{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (16) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (17)}
* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن ابن محبوب, عن حنان بن سدير وعلي بن رئاب, عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر × قوله {لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} فقال أبو جعفر ×: يا زرارة إنما صمد لك ولأصحابك, فأما الآخرين فقد فرغ منهم.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: الصراط الذي قال إبليس {لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم} الآية, وهو علي ×.
بمصادر العامة:
أبو بصير، عن أبي عبد الله × قال: الصراط الذي قال إبليس {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} فهو علي ×.
{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20) وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين (21) فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين (22) قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (23)}
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر, عن أبو عبد الله × حديث طويل: فلما اسكن الله عز وجل آدم × وزوجته الجنة, قال لهما {كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} يعنى شجرة الحنطة {فتكونا من الظالمين}, فنظرا الى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة، فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤسكما الى ساق العرش، فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله, فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك، فقال الله جل جلاله: لولا هم ما خلقتكما, هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سرى، إياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين، قالا: ربنا ومن الظالمون؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، قالا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب، وقال عز وجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}، يا آدم ويا حوا لا تنظرا الى أنوارى وحججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري، وأحل بكما هواني {فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور} وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا, إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما أ لم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} قال: اهبطا من جواري, فلا يجاورني في جنتي من يعصيني, فهبطا موكولين الى أنفسهما في طلب المعاش.
{وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون} (28)
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن أبي وهب, عن محمد بن منصور قال: سألته - يعني أبا عبد الله × - عن قول الله عز وجل: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}, قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شيء من هذه المحارم؟ فقلت: لا, قال: فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم ووليه, قال: فإن هذا في أولياء أئمة الجور, ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم, فرد الله ذلك عليهم وأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب, وسمى ذلك منهم فاحشة.
{قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون (29) فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون (30)}
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن محمد بن أحمد, عن أحمد بن محمد السياري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال: حدثني حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي إسحاق الليثي, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر × في حديث طويل: {كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله}: يعني أئمة الجور دون أئمة الحق {ويحسبون أنهم مهتدون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن مهران, عن أبي عبد الله × في قوله: {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} قال: يعني الأئمة.
{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (31)
* الشيخ الطوسي في التهذيب, محمد بن أحمد بن داود, عن محمد بن الحسن, عن محمد بن يحيى, عن محمد بن أحمد بن يحيى, عن رجل, عن الزبير بن عقبة, عن فضال بن موسى النهدي, عن العلاء بن سيابة, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: الغسل عند لقاء كل إمام.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن مهران, عن أبي عبد الله × في قول الله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: يعني الأئمة.
{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} (32)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن محمد بن أحمد, عن محمد بن عبد الله, بن أحمد, عن علي بن النعمان, عن صالح بن حمزة, عن أبان بن مصعب, عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله ×: ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسم ثم قال: إن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل × وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض: منها سيحان, وجيحان وهو نهر بلخ, والخشوع وهو نهر الشاش, ومهران وهو نهر الهند, ونيل مصر, ودجلة, والفرات, فما سقت أو استقت فهو لنا, وما كان لنا فهو لشيعتنا, وليس لعدونا منه شيء إلا ما غصب عليه, وإن ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه - يعني بين السماء والأرض - ثم تلا هذه الآية {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا} المغصوبين عليها {خالصة} لهم {يوم القيامة} بلا غصب.
{قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (33)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن محمد بن الحسن, عن الحسين بن سعيد, عن أبي وهب, عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا × عن قول الله تبارك وتعالى {إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} فقال: إن القرآن له ظهر وبطن, فجميع ما حرم في الكتاب هو الظاهر, والباطن من ذلك أئمة الجور, وجميع ما أحل من الكتاب وهو الظاهر, والباطن من ذلك أئمة الحق.
{فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين} (37)
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلي بن إبراهيم, عن أبيه, جميعا عن ابن محبوب, عن علي بن رئاب, عن ضريس الكناسي, عن أبي جعفر × في حديث طويل: {أين ما كنتم تدعون من دون الله} أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما.
{قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} (38)
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة, جميعا عن قيس بن سمعان, عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: ألا إن أعداءهم - الأئمة عليهم السلام - الذين قال فيهم {كلما دخلت أمة لعنت أختها} الآية.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, في قوله تعالى: {ربنا هؤلاء أضلونا} قال الصادق ×: يعني أئمة الجور.
{إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين} (40)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن فضالة, عن أبان بن عثمان, عن ضريس, عن أبي جعفر × قال نزلت هذه الآية في طلحة والزبير, والجمل جملهم.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, عن أبي جعفر × إنه قال في قول الله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها} قال: يعني الولاية {لا تفتح لهم أبواب السماء}. قال: لأرواحهم {ولا يدخلون الجنة} يوم القيامة.
* الأصول الستة عشر, قال ابو عبد الله ×: ثلثة لا يقبل الله لهم عمل ولا ينظر اليهم و{لا تفتح لهم أبواب السماء}: رجل ادعى امامة من الله وليس بامام, او رجل كذب اماما من الله, او رجل زعم ان لفلان وفلان سهم فى الاسلام.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسن بن محمد معنعنا, عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يقول: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد | وعائشة بنت أبي بكر أن أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون على لسان النبي |: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
{ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} (43)
* ابن شهر آشوب في المناقب, عبد الله بن خليل, عن علي × في قوله تعالى {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: نزلت فينا.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن أحمد بن محمد, عن ابن هلال, عن أبيه, عن أبي السفاتج, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله جل وعز{الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} فقال: إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي | وبأمير المؤمنين وبالأئمة من ولده فينصبون للناس, فإذا رأتهم شيعتهم قالوا {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} يعني هدانا الله في ولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده.
* محمد بن علي العلوي في المناقب, روى محمد بن صدقة عن أبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: نحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وجعلنا معصومين مطهرين، وفضلنا على كثير من عباده المؤمنين، فنحن نقول لهذا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا, عن قيس بن سمعان, عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي × بإمرة المؤمنين وقولوا {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} الآية, معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب × عند الله عز وجل, وقد أنزلها في القرآن, أكثر من أن أحصيها في مقام واحد, فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه.
* ابن شاذان القمي في الفضائل, عن الإمام فخر الدين الطبري يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: بينا نحن بين يدي رسول الله | في مسجده بالمدينة فذكر بعض الصحابة الجنة فقال رسول الله |: إن لله لواء من نور وعموده من زبرجد خلقه الله تعالى قبل أن يخلق السماء بألفي عام, مكتوب عليه: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, وآل محمد خير البرية, وأنت يا علي أكرم القوم, فعند ذلك قال علي × {الحمد لله الذي هدانا لهذا} وأكرمنا بك وشرفنا بك, فقال |: يا علي أما علمت أن من أحبنا واتخذ محبتنا أسكنه الله معنا, وتلا هذه الآية {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.
* العلامة المجلسي في البحار, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} قال: إذا كان يوم القيامة دعا الله بالنبي | وبعلي × فيجلسان على كرسي الكرامة بين يدي العرش, كلما خرجت زمرة من شيعتهم فيقولون: هذا النبي وهذا الوصي, فيقول بعضهم لبعض {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} بولاية النبي | وعلي والأئمة من ولدهم, فيؤمر بهم إلى الجنة.
* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, عن الصادق ×: أن الشيعة تقول يوم القيامة: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} أي هدانا لولاية علي × والأئمة من ولده.
* الشيخ الطوسي في التهذيب, محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن محمد بن سعيد قال أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي قال حدثنا ذبيان بن حكيم قال حدثني يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ×, في زيارة لأمير المؤمنين ×: الحمد لله الذي سيرني في بلاده, وحملني على دوابه, وطوى لي البعيد, ودفع عني المكروه, حتى أدخلني حرم أخي رسوله | فأرانيه في عافية, الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسوله {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله}.
* الشهيد الأول في المزار, عن مولانا الصادق جعفر بن محمد × في زيارة لأمير المؤمنين ×: الحمد لله الذي هداني بكم وما كنت لأهتدي {لو لا أن هدانا الله}.
* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري ومحمد بن الحسن جميعا, عن الحسن بن علي بن مهزيار, عن أبيه علي بن مهزيار, عن محمد بن أبي عمير, عن محمد بن مروان, عن أبي حمزة الثمالي, عن الصادق × في زيارة للإمام الحسين ×: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا | عبده ورسوله أمين الله على خلقه وأنه سيد الأولين والآخرين, وأنه سيد الأنبياء والمرسلين, سلام على رسول الله {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق} اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك.
بمصادر العامة:
عن عبد الله بن مليل, عن علي × في قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قال: نزلت فينا.
عن الحسن, عن علي × قال: فينا والله نزلت: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}.
{ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (44)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن × قال: المؤذن أمير المؤمنين ×, يؤذن أذانا يسمع الخلائق كلها.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الوشاء, عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن × عن قوله تعالى {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} قال: المؤذن أمير المؤمنين ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن عتاب, عن جعفر بن عبد الله, عن محمد بن عمر, عن يحيى بن راشد, عن كامل, عن أبي صالح, عن ابن عباس قال: إن لعلي بن أبي طالب × في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس, قال: قلنا: وما هي؟ قال: سماه الله في القرآن مؤذنا وأذانا, فأما قوله تعالى {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} فهو المؤذن بينهم, يقول: ألا {لعنة الله على الظالمين}, الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسن بن علي بن بزيع معنعنا, عن أبي جعفر × قال: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم} علي بن أبي طالب ×.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة, عن عمرو بن شمر, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × بالكوفة بعد منصرفه من النهروان - الى أن قال أمير المؤنين × - ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم, يقول الله عز وجل {وكونوا مع الصادقين} أنا ذلك الصادق, أنا المؤذن في الدنيا والآخرة, قال الله عز وجل {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} أنا ذلك المؤذن.
* عبد علي بن جمعة الحويزي في تفسير نور الثقلين, في كتاب سعد السعود لابن طاوس من مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد, عن آبائه, عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهم السلام, عن النبي | حديث طويل يذكر فيه ما أعد الله لمحبي على × يوم القيامة، وفيه: فاذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم} ربنا رضينا فارض عنا.
بمصادر العامة:
عن عمر الحلال, عن أبي الحسن موسى × قال: المؤذن أمير المؤمنين على × ,يؤذن أذانا يسمع الخلائق.
عن محمد بن الحنفية, عن علي × قال: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} فأنا ذلك المؤذن.
عن أبي صالح, عن ابن عباس قال: إن لعلي بن أبي طالب × في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس, منها قوله: {فأذن مؤذن بينهم} فهو المؤذن بينهم, يقول: ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي.
عن محمد بن الفضيل، عن ابن أذينة في قوله: {فأذن مؤذن بينهم} قال: قال: المؤذن أمير المؤمنين ×.
عن حمران، عن أبي جعفر × قال: المؤذن أمير المؤمنين ×.
عن جابر الجعفي, عن الباقر × قال: خطب أمير المؤمنين × بالكوفة عند انصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبي سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا - إلى أن قال - وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله {فأذن مؤذن بينهم} يقول: {أن لعنة الله على الظالمين}، أنا ذلك المؤذن، وقال عز وجل: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} وأنا ذلك الاذان.
{وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون (46) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين (47) ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون (48) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون (49) ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين (50)}
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن كرام قال: سمعت أبا عبد الله × يقول إذا كان يوم القيمة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه, ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم {الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم} اليوم يقوله لأصحابه, فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، وذلك قوله: {لم يدخلوها وهم يطمعون}.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن الحسن بن محبوب, عن أبي أيوب, عن بريد, عن أبي عبد الله × قال: الأعراف كثبان بين الجنة والنار، والرجال الأئمة، يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب، فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سبقوا إليها بلا حساب، وهو قوله تبارك وتعالى: {سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} ثم يقال لهم: انظروا إلى أعدائكم في النار, وهو قوله {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم} في النار ف{قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} في الدنيا {وما كنتم تستكبرون} ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم: {أهؤلاء} شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا أن {لا ينالهم الله برحمة}, ثم يقول الأئمة لشيعتهم: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} ثم {نادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}.
* الشيخ الطبرسي في جوامع الجامع, قال أبو عبد الله ×: الأعراف كثبان بين الجنة والنار, فيوقف كل نبي وخليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده, وقد سبق المحسنون إلى الجنة, فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين: انظروا إلى إخوانكم المحسنين وقد سبقوا إلى الجنة, فيسلمون عليهم, وذلك قوله {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم}.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, قال الصادق ×: كل أمة يحاسبها إمام زمانها, ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم, وهو قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} وهم الأئمة {يعرفون كلا بسيماهم} فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم فيمرون إلى الجنة بلا حساب, ويعطون أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرون إلى النار بلا حساب, فإذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم {هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الثمالي قال سئل أبو جعفر ×: عن قول الله {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}, فقال أبو جعفر ×: نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا, ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه, ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه, وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم، ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن عبد الرحمن بن أبي هاشم, عن سالم بن أبي سلمة, عن الهلقام, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: نحن أولئك الرجال, الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة, كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن الحصين, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر ×, وإسحاق بن عمار, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: هم الأئمة.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن علي الوشاء, عن أحمد بن عائذ, عن أبي زيد, عن الهلقام, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} ما يعني بقوله {وعلى الأعراف رجال}؟ قال: ألستم تعرفون عليكم عريفا على قبائلكم لتعرفوا من فيها من صالح أو طالح؟ قلت: بلى, قال: فنحن أولئك الرجال الذين {يعرفون كلا بسيماهم}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا المنبه, عن الحسين بن علوان, عن سعد بن طريف, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن هذه الآية {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: يا سعد آل محمد لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن أبي أيوب, عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: أنزلت في هذه الأمة, والرجال هم الأئمة من آل محمد, قلت: فالأعراف؟ قال: صراط بين الجنة والنار, فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوى.
* الشبخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن الهيثم بن واقد, عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين × فقال: يا أمير المؤمنين {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} فقال: نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم, ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا, ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه, إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه, ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه, فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم {عن الصراط لناكبون} فلا سواء من اعتصم الناس به, ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض, وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني عبيد بن كثير معنعنا, عن حبة العرني: أن ابن الكواء أتى عليا × فقال: يا أمير المؤمنين آيتان في كتاب الله تعالى قد أعيتاني وشككتاني في ديني, قال: وما هما؟ قال: قول الله تعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: وما عرفت هذه إلى الساعة؟ قال: لا, قال: نحن الأعراف من عرفنا دخل الجنة ومن أنكرنا دخل النار, قال: وقوله {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه} قال: وما عرفت هذه إلى الساعة؟ قال: لا, قال: إن الله خلق ملائكته على صور شتى, فمنهم من صوره على صورة الأسد, ومنهم من صوره على صورة نسر, ولله ملك على صورة ديك براثنه تحت الأرض السابعة السفلى, وعرفه مثنى تحت العرش, نصفه من نار ونصفه من ثلج, فلا الذي من النار يذيب التي من الثلج ولا التي من الثلج تطفئ التي من النار, فإذا كان كل سحر خفق بجناحيه وصاح: سبوح قدوس رب الملائكة والروح, محمد خير البشر وعلي خير الوصيين, فصاحت الديكة.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فأتاه ابن الكواء, فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} فقال: ويحك يا ابن الكواء, نحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن أحبنا عرفناه بسيماه وأدخلناه الجنة, ومن أبغضنا وفضل علينا غيرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد قال: حدثني أبو الفضل المدائني, عن أبي مريم الأنصاري, عن منهال بن عمرو, عن رزين بن حبيش قال: سمعت عليا × يقول: إن العبد إذا دخل حفرته أتاه ملكان, اسمهما: منكر ونكير, فأول من يسألانه عن ربه, ثم عن نبيه, ثم عن وليه, فإن أجاب نجا وإن عجز عذباه, فقال له رجل: ما لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: مذبذب {لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} ذلك لا سبيل له. وقد قيل للنبي |: من الولي يا نبي الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان علي × ومن بعده وصيه, ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم {ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى} تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات, وهم الأوصياء, فأجابهم الله{فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} فإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما, فعرفهم الله بذلك, والأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه, لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, لأنهم عرفاء الله عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال جل وعز: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} هم الشهداء على أوليائهم والنبي الشهيد عليهم, أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي | عليهم المواثيق بالطاعة, فجرت نبوته عليهم, وذلك قول الله {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن بعض أصحابه, عن سعد الإسكاف قال: قلت لأبي جعفر ×: قوله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} فقال ×: يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, وأعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم, فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة, ومن ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض, ومن أتى آل محمد | أتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع, ذلك وإن الله لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه لكن جعل الله محمدا وآل محمد الأبواب التي تؤتى منه, وذلك قوله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحجال, عن الحسن بن الحسين, عن ابن سنان, عن عيينة بياع القصب, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قوله {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: نحن أصحاب الأعراف, فمن عرفناه كان منا, ومن كان منا كان في الجنة, ومن أنكرناه في النار.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن علي, عن إسحاق بن ميمون, عن رجل, عن سعد قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} فقال: الأئمة يا سعد.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن إسماعيل, عن صفوان بن يحيى, عن إسحاق بن عمار, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: هم الأئمة من أهل بيت محمد |.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن سعد بن سعد قال: سألت أبا جعفر × من هذه الآية {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} فقال: هم يا سعد الأئمة من آل محمد |.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا بعض أصحابنا, عن محمد بن الحسين, عن صفوان بن يحيى, عن ابن مسكان, عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة, يعرف كل إمام منا ما يليه, قال رجل: ما معنى ما يليه؟ قال: من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن الفضل بن جعفر بن الفضل العباسي معنعنا, عن ابن عباس في قوله تعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: النبي وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام على سور بين الجنة والنار, يعرفون المحبين لهم ببياض الوجوه, والمبغضين لهم بسواد الوجوه.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثني علي بن الحسن قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال: حدثنا سعد بن مسروق قال: حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي, عن أبي الطفيل, عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت فاطمة ÷ تقول: سألت أبي | عن قول الله تبارك وتعالى {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: هم الأئمة بعدي: علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين عليه السلام, هم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه, لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة, عن عمرو بن شمر, عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي, والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض, يقول الله عز وجل {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}.
* أحمد بن عبيد الله الجوهري في مقتضب الأثر, أحمد بن زياد الهمداني قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني أبي, عن الحسن بن علي سجادة, عن أبان بن عمر ختن آل ميثم، قال: كنت عند أبي عبد الله × فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي، فقال: جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}؟ قال: هم الأوصياء من آل محمد | الاثنا عشر، لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه، قال: فما الأعراف جعلت فداك؟ قال: كثائب من مسك عليها رسول الله | والأوصياء {يعرفون كلا بسيماهم}.
* السيد ابن طاووس في كتاب المحجة, قال محمد بن يعقوب ما هذا لفظه: عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن وغيرهما، عن سهل بن زياد، عن العباس بن عمران، عن محمد بن القاسم بن الوليد الصيرفي، عن المفضل، عن سنان بن طريف، عن أبي عبد الله ×, عن أمير المؤمنين × في كتاب طويل: فالأوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكروه, لأنهم عرفاء العباد، عرفهم الله إياهم عند أخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم, فوصفهم في كتابه فقال جل وعز: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} وهم الشهداء على الناس.
* حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري، عن حمدان بن يحيى، عن بشر بن حبيب، عن أبي عبد الله ×, أنه سئل عن قول الله عز وجل {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال} قال: سور بين الجنة والنار، قائم عليه محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فينادون: أين محبونا؟ أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وذلك قوله تعالى {يعرفون كلا بسيماهم} فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنة.
حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, أحمد بن الحسين الكناني قال: حدثنا عاصم بن محمد المحاربي قال: حدثنا يزيد بن عبد الله الخيبري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن مسلم العجلي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: نحن أصحاب الأعراف، من عرفنا فإلى الجنة، ومن أنكرنا فإلى النار.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, قوله تعالى {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم} عن علي × قال: نحن أصحاب الأعراف, من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, قال الشيبان، في معنى الآية: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ×: الرجال هنا الأئمة من آل محمد |، يكونون على الأعراف حول النبي |، يعرفون المؤمنين بسيماهم، فيدخلون الجنة كل من عرفهم وعرفوه، ويدخلون النار من أنكرهم وأنكروه.
* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال الصادق ×: فأما في يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبون من آلهم, فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ممن كان منهم مقصرا في بعض شدائدها, فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظرائهم في العصر الذي يليهم. وفي كل عصر إلى يوم القيامة. فينقضون عليهم كالبزاة والصقورة ويتناولونهم كما تتناول البزاة والصقورة صيدها فيزفونهم إلى الجنة زفا.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن ابن سنان, عن عمار بن مروان, عن المنخل, عن جابر, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن الأعراف, ما هم؟ قال: هم أكرم الخلق على الله.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسن بن علي بن فضال, عن علي بن أسباط, عن أحمد بن حنان, عن بعض أصحابه رفع إلى الأصبغ بن نباتة, عن سلمان الفارسي قال: أقسم بالله لسمعت رسول الله | وهو يقول لعلي ×: يا علي أنت والأوصياء من بعدي - أو قال من بعدك - أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم, وأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه, ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زادان، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله | يقول لعلي × أكثر من عشر مرات: يا علي، إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مسعدة بن صدقة, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن على عليهم السلام قال: انا يعسوب المؤمنين، وانا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم الجنة والنار، وأنا صاحب الأعراف.
* نهج البلاغة, قال أمير المؤمنين ×: إنما الأئمة قوام الله على خلقه, وعرفاؤه على عباده, لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن نصر العطار, عمن رفعه باسناده قال: قال رسول الله | لعلي ×: ثلاث أقسم أنهن حق: إنك والأوصياء من بعدك عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم، وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.
* العلامة المجلسي في البحار, الحسين بن سعيد, عن عبد الله بن وضاح اللؤلؤي, عن إسماعيل بن أبان, عن عمرو بن شمر, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: قال علي ×: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من السماء: أين علي بن أبي طالب؟ قال: فأقوم أنا, فيقال لي: أنت علي؟ فأقول: أنا ابن عم النبي ووصيه ووارثه, فيقال لي: صدقت ادخل الجنة فقد غفر الله لك ولشيعتك, فقد آمنك الله وآمنهم معك من الفزع الأكبر, ادخلوا الجنة آمنين {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في غرر الأخبار, عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة, وقال: أنتم أهل تحية الله بالسلام, وأهل أثرة الله برحمته, وأهل توفيق الله بعصمته, وأهل دعوته بطاعته, {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} أسماؤكم عندنا الصالحون المصلحون, وأنتم أهل الرضا لرضائه عنكم, والملائكة إخوانكم في الخير, فإذا اجتهدتم ادعوا, وإذا أذنبتم استغفروا, وأنتم خير البرية بعدنا, دياركم لكم جنة, وقبوركم لكم جنة, للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم وإلى الجنة تسيرون.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, عن إبراهيم بن صالح، عن سلام الحناط، عن هاشم بن سعيد، وسليمان الديلمي، عن أبي عبد الله، عن الإمام الباقر ‘ في حديث طويل عن الشيعة: والله إن صائمكم ليرتع في رياض الجنة، والله إن حاجكم ومعتمركم لمن خاصة الله، وإنكم جميعا لأهل دعوة الله وأهل إجابته، {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}، كلكم في الجنة، فتنافسوا في الدرجات، فو الله ما أحد أقرب إلى عرش الله من شيعتنا, ما أحسن صنيع الله إليهم.
بمصادر العامة:
عن ابن عباس في قوله: {وعلى الأعراف رجال} قال: الأعراف: موضع عال من الصراط, عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه, ومبغضيهم بسواد الوجوه.
عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند علي × فأتاه عبد الله بن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله: {وعلى الأعراف رجال} فقال: ويحك يا ابن الكواء, نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.
عن مقرون قال: سمعت جعفر الصادق × يقول: جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين × فسأل عن هذه الآية قال ×: نحن الأعراف، ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يوقفنا الله يوم القيامة على الصراط لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه. إن الله لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراط وسبيله ووجهه الذي يتوجه منه إليه، فمن عدل عن ولا يتنا أو فضل علينا غيرنا، فإنهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به، ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب البنا إلى عيون صافيه تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع.
عن علي × قال: نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة.
قال أمير المؤمنين ×: وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
عن زادان عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله | يقول لعلي × أكثر من عشر مرات: يا علي إنك والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكر كم وأنكرتموه.
{الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون} (51)
* العلامة المجلسي في البحار, حدثني والدي من الكتاب المذكور – العتيق – قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الموصلي قال: أخبرني أبي عن خالد, عن جابر بن يزيد الجعفي. وقال: حدثنا أبو سليمان أحمد قال: حدثنا محمد بن سعيد, عن أبي سعيد, عن سهل بن زياد قال: حدثنا محمد بن سنان, عن جابر بن يزيد الجعفي, عن الإمام السجاد × في حديث طويل معروف بحديث الخيط: تلا صلوات الله عليه: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون} وهي والله آياتنا، وهذه أحدها وهي والله ولايتنا.
{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين} (56)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن محمد بن علي, عن ابن مسكان, عن ميسر, عن أبي جعفر ×, قال: قلت قول الله عز وجل {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}؟ قال: فقال ×: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عز وجل بنبيه |, فقال {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, قال رسول الله | لأمير المؤمنين × في حديث طويل: ثم إني أخبرك يا علي أن الله يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل، فصبرا صبرا، ف{إن رحمت الله قريب من المحسنين}.
{والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون}(58)
* ابن شهر آشوب في المناقب, عن محاسن البرقي، قال عمرو بن العاص للحسين × في حديث: ما بال لحاكم أوفر من لحانا؟ فقال ×: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}.
{وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون } (65)
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, قال شيخ من أهل الكوفة: يا علي بن الحسين, إن جدك كان يقول: إخواننا بغوا علينا, فقال علي بن الحسين ×: أما تقرأ كتاب الله {وإلى عاد أخاهم هودا} فهم مثلهم, أنجى الله عز وجل هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم.
{أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون} (69)
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن الهيثم بن واقد, عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبد الله × هذه الآية {فاذكروا آلاء الله} قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا, قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.
{قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين} (71)
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا محمد بن مسعود قال حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي قال: حدثنا سهل بن زياد قال: حدثني محمد بن الحسين, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال الرضا ×: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج, أما سمعت قول الله عز وجل {وارتقبوا إني معكم رقيب} {فانتظروا إني معكم من المنتظرين}؟ فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس, فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, عن ابن بابويه بإسناده عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ×، قال: سألته عن الفرج, قال: إن الله عز وجل يقول: {فانتظروا إني معكم من المنتظرين}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أحمد بن محمد, عن أبي الحسن الرضا ×, قال: سمعته يقول: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح {فانتظروا إني معكم من المنتظرين}.
{وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} (73)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يحيى بن المساور الهمداني, عن أبيه: جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين × فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم, قال: أبوك الذي قتل المؤمنين, فبكى علي بن الحسين × ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أ ما تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله: {وإلى مدين أخاهم شعيبا} {وإلى ثمود أخاهم صالحا} فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟ قال له الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم, قال: فرجت عني فرج الله عنك.
{فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} (79)
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم, عن محمد بن علي الكوفي, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر, عن ثابت بن أبي صفية, عن سعيد بن جبير, عن عبد الله بن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له ولا ينجو منها عدو له, إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنه ولي له, معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي {ولكن لا تحبون الناصحين} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
* السيد ابن طاووس في التحصين, الحسن بن حمزة بن عبد الله, عن أحمد بن الحسين الخشاب, عن أيوب بن نوح, عن العباس بن عامر, عن عمر بن أبان بن تغلب, عن عكرمة, عن ابن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: ألا وإني أريد أن أدلكم على سفينة نجاتكم وباب حطتكم, فمن أراد النجاة بعدي والسلامة من العين المردية فليتمسك بحب علي بن أبي طالب ×, فإنه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم وهو إمام كل مسلم بعدي, من اقتدى به في الدنيا ورد على حوضي ومن خالفه لم أره ولن يراني واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار, أيها الناس فقد {نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
{وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين}(85)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يحيى بن المساور الهمداني, عن أبيه: جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين × فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم, قال: أبوك الذي قتل المؤمنين, فبكى علي بن الحسين × ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أ ما تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله: {وإلى مدين أخاهم شعيبا} {وإلى ثمود أخاهم صالحا} فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟ قال له الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم, قال: فرجت عني فرج الله عنك.
{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (96)
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن أبي سعيد سهل بن زياد: حدثنا الحسن بن محبوب: حدثنا ابن فضيل: حدثنا سعد الجلاب, عن جابر, عن أبي جعفر ×, عن الإمام الحسين × في حديث طويل عن الرجعة: ولتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى إن الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمر, وليؤكلن ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء, وذلك قول الله تعالى {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا}, ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض وما كان فيها, حتى إن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون.
{تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين} (101)
حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن جعفر العلوي، عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {هذا نذير من النذر الأولى} قال: خلق الله جل وعز الخلق وهم أظلة، فأرسل رسول الله | إليهم، فمنهم من آمن به، ومنهم من كفر به، ثم بعثه في الخلق الآخر، فآمن به من كان آمن به في الأظلة، وجحد به من جحد به يومئذ، فقال عز وجل {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل}.
* عبد علي بن جمعة الحويزي في تفسير نور الثقلين, محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسين, عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع, عن صالح بن عقبة, عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري, عن أبي جعفر ×. وعن عقبة, عن أبي جعفر × قال: ان الله خلق الخلق, فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار. ثم بعثهم في الظلال فقلت: وأى شيء الظلال؟ قال: ألم تر الى ظلك في الشمس وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين تدعوهم الى الإقرار بالله وهو قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} ثم دعاهم الى الإقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم الى ولايتنا فأقر بها والله من أحب، وأنكرها من أبغض وهو قوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} ثم قال أبو جعفر ×: كان التكذيب ثم.
{وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} (102)
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن سليمان, عن أبيه, عن أبي عبد الله × أنه قال لأبو بصير في حديث طويل: إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا, وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا, ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي ذر قال: والله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم |، وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} وقوله {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}.
{ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} (103)
* السيد هاشم البحراني في حلية الأبرار, عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر, عن آبائه, عن الحسين بن علي, عن أبيه عليهم السلام، أنه قال له يهودي: إن هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى, قال له علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | أرسل إلى فراعنة شتى مثل: أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة وأبي البختري والنضر بن الحرث وأبي بن خلف ومنبه ونبيه ابني الحجاج, وإلى الخمسة المستهزءين: الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب والحرث بن أبي الطلالة, فأراهم الآيات {في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}.
{فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} (107)
* ابن شهر آشوب في المناقب, قال العدوي أني رأيته (أمير المؤمنين ×) يوما وفي يده قوس محمد | فسخرت منه, فرماها من يده وقال: خذ عدو الله, {فإذا هي ثعبان مبين} يقصد إلي, فحلفته حتى أخذها وصارت قوسا.
{قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين} (111)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يونس بن ظبيان قال: قال ×: إن موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح كانوا ولد نكاح كلهم، ولو كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما، فقالوا: {أرجه وأخاه} وأمروه بالتأني والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا ينزع إلينا إلا كل خبيث الولادة.
{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون} (117)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن سلمة بن الخطاب, عن عبد الله بن محمد, عن منيع بن الحجاج البصري, عن مجاشع, عن معلى عن محمد بن الفيض, عن أبي جعفر × قال: كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب, ثم صارت إلى موسى بن عمران, وإنها لعندنا, وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها, وإنها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا # يصنع بها ما كان يصنع موسى, وإنها لتروع و{تلقف ما يأفكون} وتصنع ما تؤمر به إنها حيث أقبلت {تلقف ما يأفكون} يفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا, {تلقف ما يأفكون} بلسانها.
{فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} (119)
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عن خلف بن حماد, عن أبي الحسن العبدي, عن سليمان بن مهران, عن أبي إسحاق, عن عمرو بن حبشي, عن الحسين بن علي بن أبي طالب ‘ قال: ما قدمت راية قوتل تحتها أمير المؤمنين × إلا نكسها الله تبارك وتعالى وغلب أصحابها {وانقلبوا صاغرين}, وما ضرب أمير المؤمنين × بسيفه ذي الفقار أحدا فنجا, وكان إذا قاتل قاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت بين يديه.
{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} (128)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد الله × يقول {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}، قال: فما كان لله فهو لرسوله, وما كان لرسول الله فهو للإمام بعد رسول الله |.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن ابن محبوب, عن هشام بن سالم, عن أبي خالد الكابلي, عن أبي جعفر × قال: وجدنا في كتاب علي ×: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض, ونحن المتقون والأرض كلها لنا, فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها, فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها, يؤدي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها حتى يظهر القائم # من أهل بيتي بالسيف, فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله | ومنعها, إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن علي بن أسباط, عن صالح بن حمزة, عن أبيه, عن أبي بكر الحضرمي, عن أبي جعفر × في حديث طويل أنه قال لهشام بن عبد الملك: بنا هدى الله أولكم, وبنا يختم آخركم, فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا, وليس بعد ملكنا ملك, لأنا أهل العاقبة, يقول الله عز وجل {والعاقبة للمتقين}.
* الشيخ الطوسي في الغيبة, الفضل بن شاذان, عن علي بن الحكم, عن سفيان الجريري, عن أبي صادق, عن أبي جعفر × قال: دولتنا آخر الدول, ولن يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا, لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء, وهو قول الله عز وجل {والعاقبة للمتقين}.
{وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين (132) فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين (133) ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل (134)}
* السيد هاشم البحراني في البرهان, قال أبو يعقوب راوي تفسير الإمام أبي محمد العسكري ×: قلت للإمام ×: فهل كان لرسول الله | ولأمير المؤمنين × آيات تضاهي آيات موسى ×؟ فقال الإمام ×: علي × نفس رسول الله |، وآيات رسول الله آيات علي × وآيات علي × آيات رسول الله |، وما من آية أعطاها الله تعالى موسى × ولا غيره من الأنبياء إلا وقد أعطى الله محمدا | مثلها أو أعظم منها. أما العصا التي كانت لموسى × فانقلبت ثعبانا فتلقفت ما أتته السحرة من عصيهم وحبالهم، فلقد كان لمحمد | أفضل من ذلك، وهو أن قوما من اليهود أتوا محمدا | فسألوه وجادلوه، فما أتوه بشيء إلا أتاهم في جوابه بما بهرهم، فقالوا له: يا محمد، إن كنت نبيا فأتنا بمثل عصا موسى، فقال رسول الله |: إن الذي أتيتكم به أعظم من عصا موسى، فإنه باق بعدي إلى يوم القيامة متعرض لجميع الأعداء والمخالفين، لا يقدر أحد منهم أبدا على معارضة سورة منه، وإن عصا موسى زالت ولم تبق بعده فتمتحن كما يبقى القرآن فيمتحن، ثم إني سآتيكم بما هو أعظم من عصا موسى وأعجب. فقالوا: فأتنا، فقال: إن موسى كانت عصاه بيده يلقيها، فكانت القبط يقول كافرهم: هذا موسى يحتال في العصا بحيلة، وإن الله سوف يقلب خشبا لمحمد ثعابين، بحيث لا تمسها يد محمد، ولا يحضرها، إذا رجعتم إلى بيوتكم واجتمعتم الليلة في مجمعكم في ذلك البيت، قلب الله تعالى جذوع سقوفكم كلها أفاعي، وهي أكثر من مائة جذع، فتتصدع مرارات أربعة منكم فيموتون، ويغشى على الباقين منكم إلى غداة غد، فيأتيكم يهود، فتخبرونهم بما رأيتم، فلا يصدقونكم فتعود بين أيديهم وتملأ أعينهم ثعابين كما كانت في بارحتكم، فيموت منهم جماعة ويخبل جماعة، ويغشى على أكثرهم». قال الإمام ×: «فو الذي بعثه بالحق نبيا، لقد ضحك القوم كلهم بين يدي رسول الله |، لا يحتشمونه ولا يهابونه، ويقول بعضهم لبعض: انظروا ما ادعى، وكيف قد عدا طوره؟! فقال رسول الله |: إن كنتم الآن تضحكون فسوف تبكون، وتتحيرون إذا شاهدتم ما عنه تخبرون، ألا فمن هاله ذلك منكم وخشي على نفسه أن يموت أو يخبل فليقل: اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته، وعلي الذي ارتضيته، وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم اجتبيته، لما قويتني على ما أرى. وإن كان من يموت هناك ممن يحبه ويريد حياته فليدع له بهذا الدعاء، ينشره الله عز وجل ويقويه». قال ×: «فانصرفوا واجتمعوا في ذلك الموضع، وجعلوا يهزءون بمحمد | وقوله: إن تلك الجذوع تنقلب أفاعي، فسمعوا حركة من السقف، فإذا بتلك الجذوع انقلبت أفاعي، وقد لوت رؤوسها إلى الحائط، وقصدت نحوهم تلتقمهم، فلما وصلت إليهم كفت عنهم، وعدلت إلى ما في الدار من أحباب وجرار وكيزان وصلايات وكراسي وخشب وسلاليم وأبواب فالتقمتها وأكلتها، فأصابهم ما قال رسول الله | أنه يصيبهم، فمات منهم أربعة، وخبل جماعة، وجماعة خافوا على أنفسهم، فدعوا بما قال رسول الله | فقويت قلوبهم. وكانت الأربعة أتى بعضهم فدعا لهم بهذا الدعاء فنشروا، فلما رأوا ذلك قالوا: إن هذا الدعاء مجاب به، وإن محمدا صادق، وإن كان يثقل علينا تصديقه واتباعه، أ فلا ندعوا به لتلين للإيمان به والتصديق له والطاعة لأوامره وزواجره قلوبنا، فدعوا بذلك الدعاء، فحبب الله عز وجل إليهم الإيمان وطيبه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر، فآمنوا بالله ورسوله، فلما أصبحوا من الغد جاءت اليهود وقد عادت الجذوع ثعابين كما كانت، فشاهدوها وتحيروا وغلب الشقاء عليهم» قال ×: «و أما اليد فقد كان لمحمد | مثلها وأفضل منها. وأكثر من ألف مرة كان | يحب أن يأتيه الحسن والحسين (عليهما السلام)، وكانا يكونان عند أهلهما أو مواليهما أو دايتهما، وكان يكون في ظلمة الليل فيناديهما رسول الله | يا أبا محمد، يا أبا عبد الله، هلما إلي. فيقبلان نحوه من ذلك البعد، وقد بلغهما صوته، فيقول رسول الله | بسبابته هكذا، يخرجها من الباب، فتضيء لهما أحسن من ضوء القمر والشمس، فيأتيانه، ثم تعود الإصبع كما كانت، فإذا قضى وطره من لقائهما وحديثهما، قال: ارجعا إلى موضعكما. وقال بعد بسبابته هكذا، فأضاءت أحسن من ضياء القمر والشمس، قد أحاط بهما إلى أن يرجعا إلى موضعهما، ثم تعود إصبعه | كما كانت من لونها في سائر الأوقات. وأما الطوفان الذي أرسله الله تعالى على القبط، فقد أرسل الله تعالى مثله على قوم مشركين آية لمحمد |، فقال ×: إن رجلا من أصحاب رسول الله | يقال له ثابت بن أبي الأقلح قتل رجلا من المشركين في بعض المغازي، فنذرت امرأة ذلك المشرك المقتول لتشربن في قحف رأس ذلك القاتل الخمر، فلما وقع بالمسلمين يوم احد ما وقع، قتل ثابت هذا على ربوة من الأرض، فانصرف المشركون، واشتغل رسول الله | وأصحابه في دفن أصحابه، فجاءت المرأة إلى أبي سفيان تسأله أن يبعث رجلا مع عبد لها إلى مكان ذلك المقتول ليحز رأسه، فيؤتى به لتفي بنذرها فتشرب في قحف رأسه خمرا، وقد كانت البشارة بقتله أتاها بها عبد لها فأعتقته، وأعطته جارية لها، ثم سألت أبا سفيان فبعث إلى ذلك المقتول مائتين من أصحاب الجلد في جوف الليل ليحتزوا رأسه فيأتونها به، فذهبوا، فجاءت ريح، فدحرجت الرجل إلى حدور فتبعوه ليقطعوا رأسه، فجاء من المطر وابل عظيم فأغرق المائتين، ولم يوقف لذلك المقتول ولا لواحد من المائتين على عين ولا أثر، ومنع الله الكافرة مما أرادت، فهذا أعظم من الطوفان آية له. وأما الجراد المرسل على بني إسرائيل، فقد فعل الله أعظم وأعجب منه بأعداء محمد |، فإنه أرسل عليهم جرادا أكلهم، ولم يأكل جراد موسى رجال القبط، ولكنه أكل زروعهم، وذلك أن رسول الله | كان في بعض أسفاره إلى الشام، وقد تبعه مائتان من يهودها في خروجه عنها وإقباله نحو مكة، يريدون قتله مخافة أن يزيل الله دولة اليهود على يده، فراموا قتله، وكان في القافلة فلم يجسروا عليه، وكان رسول الله | إذا أراد حاجة أبعد واستتر بأشجار ملتفة، أو بخربة بعيدة، أو برية بعيدة، فخرج ذات يوم لحاجة وأبعد فاتبعوه، وأحاطوا به وسلوا سيوفهم عليه، فأثار الله جل وعلا من تحت رجل محمد | من ذلك الرمل جرادا كثيرا، فاحتوشهم وجعل يأكلهم، فاشتغلوا بأنفسهم عنه. فلما فرغ رسول الله | من حاجته وهم يأكلهم الجراد رجع | إلى أهل القافلة، فقالوا له: يا محمد، ما بال الجماعة خرجوا خلفك ولم يرجع منهم أحد؟ فقال رسول الله |: جاءوا يقتلونني فسلط الله عليهم الجراد. فجاءوا ونظروا إليهم فبعضهم قد مات، وبعضهم قد كاد يموت، والجراد يأكلهم، فما زالوا ينظرون إليهم حتى أتى الجراد على أعيانهم، فلم يبق منهم شيئا. وأما القمل، أظهر الله قدرته على أعداء محمد | بالقمل، وقصة ذلك أن رسول الله | لما ظهر بالمدينة أمره، وعلا بها شأنه، حدث يوما أصحابه عن امتحان الله عز وجل للأنبياء، وعن صبرهم على الأذى في طاعة الله، فقال في حديثه: إن بين الركن والمقام قبور سبعين نبيا ما ماتوا إلا بضر الجوع والقمل. فسمع ذلك بعض المنافقين من اليهود، وبعض مردة كفار قريش، فتآمروا بينهم وتوافقوا ليلحقن محمدا بهم، فيقتلونه بسيوفهم حتى لا يكذب، فتآمروا بينهم، وهم مائتان، على الإحاطة به يوم يجدونه من المدينة خارجا. فخرج رسول الله | يوما خاليا فتبعه القوم، فنظر بعضهم إلى ثياب نفسه وفيها قمل، ثم جعل بدنه وظهره يحكه من القمل، فأنف منه أصحابه، واستحيا فانسل عنهم، فأبصر آخر ذلك في نفسه، وفيها قمل مثل ذلك، فانسل، فما زال كذلك حتى وجد ذلك كل واحد في نفسه، فرجعوا، ثم زاد ذلك عليهم حتى استولى عليهم القمل، وانطبقت حلوقهم، فلم يدخل فيها طعام ولا شراب فماتوا كلهم في شهرين، منهم من مات في خمسة أيام، ومنهم من مات في عشرة أيام وأقل وأكثر، ولم يزد على شهرين حتى ماتوا بأجمعهم بذلك القمل والجوع والعطش، فهذا القمل الذي أرسله الله على أعداء محمد | آية له. وأما الضفادع، فقد أرسل الله مثلها على أعداء محمد | لما قصدوا قتله، فأهلكهم الله بالجرذ، وذلك أن مائتين، بعضهم كفار العرب، وبعضهم يهود، وبعضهم أخلاط من الناس، اجتمعوا بمكة في أيام الموسم، وهموا في أنفسهم: لنقتلن محمدا. فخرجوا نحو المدينة، فبلغوا بعض تلك المنازل وإذا هناك ماء في بركة- أو حوض- أطيب من مائهم الذي كان معهم، فصبوا ما كان معهم منه، وملأوا رواياهم ومزاودهم من ذلك الماء وارتحلوا، فبلغوا أرضا ذات جرذ كثير وضفادع فحطوا رواحلهم عندها، فسلطت على مزاودهم ورواياهم وسطائحهم الضفادع والجرذ، فخرقتها وثقبتها وسال ماؤها في تلك الحرة، فلم يشعروا إلا وقد عطشوا ولا ماء معهم، فرجعوا القهقرى إلى تلك الحياض التي كانوا تزودوا منها تلك المياه، وإذا الجرذ والضفادع قد سبقتهم إليها فثقبت أصولها وسالت في الحرة مياهها، فوقعوا آيسين من الماء، وتماوتوا ولم يفلت منهم أحد إلا واحد كان لا يزال يكتب على لسانه محمدا، وعلى بطنه محمدا، ويقول: يا رب محمد وآل محمد، قد تبت من أذى محمد، ففرج عني بجاه محمد وآل محمد. فسلم وكف الله عنه العطش، فوردت عليه قافلة فسقوه وحملوه وأمتعة القوم وجمالهم، وكانت الجمال أصبر على العطش من رجالها، فآمن برسول الله | وجعل رسول الله | تلك الجمال والأموال له. وأما الدم، فإن رسول الله | احتجم مرة، فدفع الدم الخارج منه إلى أبي سعيد الخدري، وقال له: غيبه. فذهب وشربه، فقال له رسول الله |: ما صنعت به؟ قال: شربته يا رسول الله. قال: أو لم أقل لك غيبه؟ فقال: غيبته في وعاء حريز. فقال رسول الله |: إياك وأن تعود لمثل هذا، ثم اعلم أن الله قد حرم على النار لحمك ودمك لما اختلط بلحمي ودمي. فجعل أربعون من المنافقين يهزءون برسول الله |، ويقولون: زعم أنه قد أعتق الخدري من النار، لما اختلط دمه بدمه، وما هو إلا كذاب مفتر، وأما نحن فنستقذر دمه. فقال رسول الله |: أما إن الله يعذبهم بالدم، ويميتهم به، وإن كان لم يمت القبط. فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى لحقهم الرعاف الدائم، وسيلان دماء من أضراسهم، فكان طعامهم وشرابهم يختلط بالدم، فيأكلونه، فبقوا كذلك أربعين صباحا معذبين، ثم هلكوا. وأما السنين ونقص من الثمرات، فإن رسول الله | دعا على مضر، فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف. فابتلاهم الله بالقحط والجوع، فكان الطعام يجلب إليهم من كل ناحية، فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس وينتن ويفسد، فيذهب أموالهم ولا يجعل لهم في الطعام نفع، حتى أضر بهم الأزم والجوع الشديد العظيم حتى أكلوا الكلاب الميتة، وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها، وحتى نبشوا عن قبور الموتى فأكلوهم، وحتى ربما أكلت المرأة طفلها، إلى أن جاءت جماعات من رؤساء قريش إلى رسول الله |، فقالت: يا محمد، هبك عاديت الرجال، فما بال النساء والصبيان والبهائم؟ فقال رسول الله |: أنتم بهذا معاقبون، وأطفالكم وحيواناتكم بهذا غير معاقبة، بل هي معوضة بجميع المنافع حين يشاء ربنا في الدنيا والآخرة، فسوف يعوضها الله تعالى عما أصابها، ثم عفا عن مضر، وقال: اللهم أفرج عنهم. فعاد إليهم الخصب والدعة والرفاهية، فذلك قول الله عز وجل فيهم يعدد عليهم نعمه: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}. وأما الطمس على الأموال فيأتي مثلها للنبي | في قوله تعالى: {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم}.
{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} (142)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة معروفة بخطبة الوسيلة: جعلني زلفة للمؤمنين, وحياض موت على الجبارين, وسيفه على المجرمين, وشد بي أزر رسوله, وأكرمني بنصره, وشرفني بعلمه, وحباني بأحكامه, واختصني بوصيته, واصطفاني بخلافته في أمته, فقال | وقد حشده المهاجرون والأنصار, وانغصت بهم المحافل: أيها الناس إن عليا مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وأمه كما كان هارون أخا موسى ‘ لأبيه وأمه, ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة, ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون ‘ حيث يقول {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, قال أمير المؤمنين × في حديث طويل: إن الله علم من نبينا | ومن الحجج في الأرض الصبر على ما لم يطق من تقدمهم من الأنبياء الصبر على مثله, فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح, وأثبت حجة الله تعريضا لا تصريحا بقوله في وصيه: من كنت مولاه فهذا مولاه, وهو مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وليس من خليقة النبي ولا من النبوة أن يقول قولا لا معنى له, فلزم الأمة أن تعلم أنه لما كانت النبوة والأخوة موجودتين في خلقة هارون ومعدومتين فيمن جعله النبي | بمنزلته أنه قد استخلفه على أمته كما استخلف موسى هارون ‘ حيث قال له {اخلفني في قومي} ولو قال لهم: لا تقلدوا الإمامة إلا فلانا بعينه وإلا نزل بكم العذاب, لأتاهم العذاب وزال باب الإنظار والإمهال.
* ابن شهر آشوب في المناقب, سأل صدقة بن مسلم عمرو بن قيس الماصر عن جلوس علي × في الدار, فقال: إن عليا × في هذه الأمة كان فريضة من فرائض الله, أداها نبي الله إلى قومه مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج, وليس على الفرائض أن تدعوهم إلى شيء إنما عليهم أن يجيبوا الفرائض, وكان علي × أعذر من هارون لما ذهب موسى ‘ إلى الميقات, فقال لهارون {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} فجعله رقيبا عليهم, وأن نبي الله نصب عليا × لهذه الأمة علما ودعاهم عليه, فعلي في غدرهما جلس في بيته, وهم في حرج حتى يخرجوه فيضعوه في الموضع الذي وضعه فيه رسول الله |, فاستحسن منه جعفر الصادق ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسن بن العباس معنعنا, عن محمد بن أبي بكر الأرحبي قال: سمعت عمي يقول: كنت جالسا عند زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وكثير النواء عنده, فتكلم كثير, فدخل رجلين, فأطراهما, فقال زيد بن علي ×: يا كثير {قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} فخلف والله أبونا رسول الله | وأصلح, ولا والله ما سلم ولا رضي ولا اتبع سبيل المفسدين.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي, عن إسحاق بن حماد بن زيد في إحتجاج المأمون على علماء العامة وإثباته خلافة أمير المؤمنين ×, وفيهم أربعون رجلا جمعهم إسحاق بن حماد بن زيد بأمر من المأمون, قال المأمون: أتروي قول النبي | لعلي ×: أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ قلت: نعم, قال: أما تعلم أن هارون أخو موسى ‘ لأبيه وأمه؟ قلت: بلى, قال: فعلي × كذلك, قلت: لا, قال: وهارون نبي وليس علي × كذلك, فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة؟ وهذا كما قال المنافقون إنه استخلفه استثقالا له, فأراد أن يطيب بنفسه, وهذا كما حكى الله تعالى عن موسى × حيث يقول لهارون {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} فقلت: إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه تعالى, وإن النبي | خلف عليا × حين خرج إلى غزاته, فقال: أخبرني عن موسى حين خلف هارون, أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عز وجل أحد من أصحابه؟ فقلت: نعم, قال: أوليس قد استخلفه على جميعهم؟ قلت: بلى, قال: فكذلك علي ×, خلفه النبي | حين خرج إلى غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذا كان أكثر قومه معه, وإن كان قد جعله خليفة على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله |: علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, وهو وزير النبي | أيضا بهذا القول, لأن موسى × قد دعا الله تعالى, وقال فيما دعا {واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري} فإذا كان علي × منه | بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى, وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى ‘.
{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} (143)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, روى بعض أصحابنا, عن أحمد بن محمد السياري قال: وقد سمعت أنا من أحمد بن محمد قال: حدثني أبو محمد عبيد بن أبي عبد الله الفارسي وغيره رفعوه إلى أبي عبد الله × قال: إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش, لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم, ثم قال: إن موسى × لما سأل ربه ما سأل. أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا.
{وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين} (145)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن إسماعيل, عن محمد بن عمرو الزيات, عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله × أي شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين ×؟ قلت: يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين ×, قال: فقال: أيزعمون أن أمير المؤمنين × قد علم ما علم رسول الله |؟ قلت: نعم, ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا, قال أبو عبد الله ×: فخاصمهم بكتاب الله, قال: قلت: وفي أي موضع منه أخاصمهم؟ قال: قال الله تعالى لموسى × {كتبنا له في الألواح من كل شيء} علمنا أنه لم يكتب لموسى × كل شيء, وقال الله تبارك وتعالى لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقال الله تعالى لمحمد | {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن البرقي, عن رجل من الكوفيين, عن محمد بن عمر, عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ×: ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين × وعيسى وموسى أنهم أعلم؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولي العزم أحدا, قال: أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم, قال: قلت: وأين هذا في كتاب الله؟ قال: إن الله قال في موسى × {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة} ولم يقل كل شيء, وقال في عيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} ولم يقل كل شيء, وقال في صاحبكم × {كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}.
حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, قال سعد: وأخبرنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن معمر بن عمرو، عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال الباقر ×: يا عبد الله ما تقول في علي وموسى وعيسى صلوات الله عليهم؟ قلت: وما عسى أن أقول فيهم؟ قال ×: والله علي × أعلم منهما, ثم قال: ألستم تقولون إن لعلي × ما لرسول الله | من العلم؟ قلنا: نعم، والناس ينكرون، قال: فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى × {وكتبنا له في الألواح من كل شيء} فأعلمنا أنه لم يكتب له الشيء كله، وقال لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} فأعلمنا أنه لم يبين الأمر كله، وقال لمحمد | {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} قال: فسئل عن قوله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: والله إيانا عنى، وعلي × أولنا، وأفضلنا، وأخيرنا بعد رسول الله |. وقال: إن العلم الذي نزل مع آدم × على حاله عندنا، وليس يمضي منا عالم إلا خلف من يعلم علمه، والعلم نتوارث به.
* ابن شهر آشوب في المناقب, ابن جرير بن رستم الطبري, عن إسماعيل الطوسي, عن أحمد البصري, عن أبيه, عن أبي حبيش الكوفي قال: حضرت مجلس الصادق × وعنده جماعة من النصارى, فقالوا: فضل موسى وعيسى ومحمد | سواء لأنهم أصحاب الشرائع والكتب, فقال الصادق ×: إن محمدا | أفضل منهما وأعلم, ولقد أعطاه الله تعالى من العلم ما لم يعط غيره, فقالوا: آية من كتاب الله نزلت في هذا؟ قال: نعم, قوله تعالى {وكتبنا له في الألواح من كل شيء} وقوله لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقوله للسيد المصطفى | {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} وقوله {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} فهو والله أعلم منهما, ولو حضر موسى وعيسى ‘ بحضرتي وسألاني لأجبتهما, وسألتهما ما أجابا.
* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, أسند ابن أبي عمير إلى الصادق ×: أن الله قال لموسى × {وكتبنا له في الألواح من كل شيء} ولم يقل كل شيء, وفي عيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقال في علي بن أبي طالب × {ومن عنده علم الكتاب} وقال: {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} فعند علي × علم كل رطب ويابس.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني علي بن أحمد بن عتاب معنعنا, عن أبي جعفر, عن أبيه ‘ قال: ما بعث الله نبيا إلا أعطاه من العلم بعضه ما خلا النبي | فإنه أعطاه من العلم كله, فقال: {تبيانا لكل شيء} وقال: {كتبنا له في الألواح من كل شيء} وقال: {الذي عنده علم من الكتاب} ولم يخبر أن عنده علم الكتاب, ومن لا يقع من الله على الجميع, وقال لمحمد | {أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فهذا الكل ونحن المصطفون. وقال النبي | فيما سأل ربه {رب زدني علما} فهي الزيادة التي عندنا من العلم الذي لم يكن عند أحد من أوصياء الأنبياء ولا ذرية الأنبياء غيرنا, فبهذا العلم علمنا البلايا والمنايا وفصل الخطاب.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن خالد, عن يعقوب بن يزيد, عن عباس الوراق, عن عثمان بن عيسى, عن ابن مسكان, عن ليث المرادي: أنه حدثه عن سدير بحديث, فأتيته فقلت: فإن ليث المرادي حدثني عنك بحديث, فقال: وما هو؟ قلت: جعلت فداك حديث اليماني, قال: نعم, كنت عند أبي جعفر × فمر بنا رجل من أهل اليمن, فسأله أبو جعفر × عن اليمن, فأقبل يحدث, فقال له أبو جعفر ×: هل تعرف صخرة في موضع كذا وكذا؟ قال: نعم ورأيتها, فقال الرجل: ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك, فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر ×: يا أبا الفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسى × فألقى الألواح فما ذهب من التوراة, التقمته الصخرة, فلما بعث الله رسوله | أدته إليه وهي عندنا.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن صباح المزني, عن الحرث بن حصيرة, عن حبة بن جوين العرني قال: سمعت أمير المؤمنين عليا × يقول: إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران, وكانت ألواح موسى من زمرد أخضر, فلما غضب موسى × القى الألواح من يده, فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع, فلما ذهب عن موسى × الغضب قال يوشع بن نون ×: أعندك تبيان ما في الألواح؟ قال: نعم, فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن, وبعث الله محمدا | بتهامة, وبلغهم الخبر, فقالوا: ما يقول هذا النبي |؟ قيل: ينهى عن الخمر والزناء ويأمر بمحاسن الأخلاق وكرم الجوار, فقالو:ا هذا أولى بما في أيدينا منا, فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا وكذا, فأوحى الله إلى جبرئيل × أن ائت النبي | فأخبره, فأتاه فقال: إن فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ألواح موسى × وهم يأتوك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا, فسهر لهم تلك الليلة, فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون: يا محمد, قال: نعم يا فلان بن فلان, ويا فلان بن فلان, ويا فلان بن فلان, ويا فلان بن فلان, أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأنك محمدا رسول الله, والله ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك, قال: فأخذه النبي |, فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق, فدفعه إلي ووضعته عند رأسي, فأصبحت بالكتاب وهو كتاب بالعربية جليل, فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة, فعلمت ذلك.
{والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} (147)
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا, عن أبي عبد الله ×, سألته عن قوله {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} ما هي الحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة؟ قال ×: الحسنة ولايتنا وحبنا {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} ولم يقبل لهم عملا ولا صرفا ولا عدلا فهو بغضنا أهل البيت {هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}.
{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين} (148)
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة معروفة بخطبة الوسيلة: حتى إذا دعا الله عز وجل نبيه | ورفعه إليه, لم يك ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة أو وميض من برقة, إلى أن رجعوا على الأعقاب, وانتكصوا على الأدبار, وطلبوا بالأوتار, وأظهروا الكتائب, وردموا الباب, وفلوا الديار, وغيروا آثار رسول الله |, ورغبوا عن أحكامه, وبعدوا من أنواره, واستبدلوا بمستخلفه بديلا {اتخذوه وكانوا ظالمين}, وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله | ممن اختار رسول الله | لمقامه, وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف, ألا وإن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله |.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, روى سليم بن قيس, عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ×, عن ابن عباس في حديث طويل: فما اتباع هذه الأمة رجالا سودوهم وأطاعوهم لهم سوابق مع رسول الله |, ومنازل قريبة منها وأصهاره مقرين, بدين محمد | وبالقرآن, حملهم الكبر والحسد أن خالفوا إمامهم ووليهم بأعجب من قوم صاغوا {من حليهم عجلا} ثم عكفوا عليه يعبدونه ويسجدون له ويزعمون أنه رب العالمين.
{ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} (150)
* كتاب سليم بن قيس, عن سلمان في حديث طويل: ثم نظر رسول الله | إلى فاطمة وإلى بعلها وإلى ابنيها, فقال: يا سلمان أشهد الله أني حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم, أما إنهم معي في الجنة, ثم أقبل النبي | على علي × فقال: يا علي إنك ستلقى بعدي من قريش شدة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك, فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك, فإن لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بيدك إلى التهلكة, فإنك مني بمنزلة هارون من موسى, ولك بهارون أسوة حسنة, إنه قال لأخيه موسى × {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
* كتاب سليم بن قيس, عن سلمان في حديث طويل عن أخراج أمير المؤمنين × من داره وبيعة أبو بكر, ثم قال عمر: قم يا ابن أبي طالب فبايع, فقال ×: فإن لم أفعل؟ قال: إذا والله نضرب عنقك, فاحتج عليهم ثلاث مرات ثم مد يده من غير أن يفتح كفه, فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه, فنادى علي × قبل أن يبايع والحبل في عنقه: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
* محمد بن جرير الطبري في المسترشد, أخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي قال: حدثنا مطر بن أرقم قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين × في حديث طويل عن إخراج أمير المؤمنين × من داره: فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه, فقال أبو بكر: بايع، قال: فإن لم أفعل؟ قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك، قال علي ×: فأنا عبد الله وأخو رسوله, قال: بايع، قال ×: فإن لم أفعل؟ قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك، فالتفت علي × إلى القبر – قبر رسول الله | - وقال: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} ثم بايع وقام.
* السيد ابن طاووس في طرف من الأنباء والمناقب, روى عدي بن حاتم، قال: والله ما رحمت أحدا من خلق الله مثل رحمتي لعلي بن أبي طالب ×، حين أتوا به ملببا بثوبه حتى أو قفوه بين يدي الأول، فقالوا له: بايع، قال: وإن لم أفعل؟ قالوا: نضرب الذي فيه عيناك، فرفع طرفه إلى السماء، وقال: اللهم إني أشهدك أنهم يقتلونني وأنا عبدك وأخو رسولك، فقالوا له: مد يدك وبايع، فجروا يده فقبض عليها، وراموا فتحها فلم يقدروا، فمسح عليها الأول وهي مضمومة، وهو × ينظر إلى قبر رسول الله | ويقول: يا بن العم {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمرو بن أبي المقدام, عن أبيه, عن جده في حديث طويل عن إخراج أمير المؤمنين × من داره: فأخرجوه من منزله ملببا ومروا به على قبر النبي | قال: فسمعته يقول ×: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني} إلى آخر الآية.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن ربيع بن محمد المسلي, عن عبد الله بن سليمان, عن أبي عبد الله × قال: لما أخرج بعلي × ملببا, وقف عند قبر النبي | قال يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} قال: فخرجت يد من قبر رسول الله | يعرفون أنها يده وصوت يعرفون أنها صوته نحو أبي بكر: {أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا}.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن سلمان الفارسي, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل لما اخرجوه من داره, قال × للقوم: أسمعتم رسول الله | يقول ذلك لي وعد فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة, قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعناه يقول ذلك لك, فقلت له: بأبي أنت وأمي يا نبي الله, فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم وإن لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك, فقال علي ×: أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لجاهدتكم في الله ولله, أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة, ثم نادى قبل أن يبايع: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
* حسن بن محمد الديلمي في غرر الأخبار, قال رسول الله |: يا أبا الحسن، إن الأمة ستغدر بك بعدي، فإن وجدت ناصرا وإلا فأنت بمنزلة هارون من موسى ‘، حيث استضعفه قومه بعد أخيه موسى وقال: {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
* كتاب سليم بن قيس, أبان, عن سليم في حديث طويل أن الأشعث بن قيس قال لأمير المؤمنين ×: فما يمنعك يا ابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك والله إني لأولى الناس بالناس, وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا |, فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي ×: يا ابن قيس قلت فاسمع الجواب, لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي, وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها, ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله | وعهده إلي, أخبرني رسول الله | بما الأمة صانعة بي بعده فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك, بل أنا بقول رسول الله | أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت, فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال |: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم, وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا, وأخبرني | أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري وتتبع غيري, وأخبرني | أني منه بمنزلة هارون من موسى, وأن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه, إذ قال له موسى {يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وقال {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وإنما يعني أن موسى أمر هارون ‘ حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم, وإني خشيت أن يقول لي ذلك أخي رسول الله |: لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي؟ وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك, فلما قبض رسول الله | مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه, وأنا مشغول برسول الله | بغسله ودفنه, ثم شغلت بالقرآن فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب, ففعلت ثم حملت فاطمة ÷ وأخذت بيد ابني الحسن والحسين ‘ فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي, فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير, ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به, – الى أن قال - فقلت: كما قال هارون لأخيه ‘ {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} فلي بهارون أسوة حسنة ولي بعهد رسول الله | حجة قوية.
* ابن عقدة الكوفي في فضائل أمير المؤمنين ×, حدثني الفضل بن خباب الجمحي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحمصي قال: حدثني محمد بن أحمد بن موسى الطائي، عن أبيه, عن ابن مسعود، قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين × لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، فبلغ ذلك عليا × فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة, فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس، إنه بلغني عنكم كذا وكذا. قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك. قال: فإن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله عز وجل في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟ - الى أن قال أمير المؤمنين × - ولي بأخي هارون × أسوة إذ قال لأخيه: {قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} فإن قلتم: لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم, وإن قلتم: استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.
* العلامة المجلسي في البحار, أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني, عن أبي شعيب ومحمد بن نصير, عن عمرو بن الفرات, عن محمد بن المفضل, عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن الرجعة, وفيه شكوة أمير المؤمنين × لرسول الله |: فأقام عمر أربعين شاهدا قسامة شهدوا على رسول الله | زورا وبهتانا أن رسول الله | قال: الأئمة من قريش, فأطيعوهم ما أطاعوا الله فإن عصوا فالحوهم لحي هذا القضيب, - ورمي القضيب من يده - فكانت أول قسامة زور شهدت في الإسلام على رسول الله |, وإن رقبوا الأمر إلى أبي بكر وجاءوا يدعوني إلى بيعته فامتنعت إذ لا ناصر لي, وقد علم الله ورسوله أن لو نصرني سبعة من سائر المسلمين لما وسعني القعود, فوثبوا علي وفعلوا بابنتك يا رسول الله ما شكيته إليك وأنت أعلم به, ثم جاؤوا بي فأخرجوني من داري مكرها وثلبوني, وكان من قصتي فيهم مثل قصة هارون مع بني إسرائيل, وقولي كقوله لموسى: {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} وقوله {يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} فصبرت محتسبا راضيا وكانت الحجة عليهم في خلافي ونقض عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله, واحتملت ما لم يحتمل وصي من نبي من سائر الأنبياء والأوصياء في الأمم, حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم, وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي.
* الشيخ المفيد في الفصول المختارة, سئل أبو الحسن علي بن إسماعيل بن ميثم, فقيل له: لم قعد – أمير المؤمنين × - عن قتالهم؟ قال: كما قعد هارون بن عمران × عن السامري وأصحابه وقد عبدوا العجل. قال: أفكان ضعيفا؟ قال: كان كهارون × حيث يقول: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وكان كنوح × إذ قال {أني مغلوب فانتصر} وكان كلوط × إذ قال {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} وكان كموسى وهارون ‘ إذ قال موسى {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي}.
* عبد علي بن جمعة الحويزي في تفسير نور الثقلين, الإمام الباقر × قال: حج رسول الله | من المدينة، وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والاعراب سبعين الف إنسان أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى × السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون × فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى × فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري, سنة بسنة ومثلا بمثل.
بمصادر العامة:
عن أنس بن مالك قال: دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم, وهي عجوز كبيرة, فلما رآها قال: مرحبا بك يا عمة, قالت: كيف أنت يا ابن أخي؟ لقد كفرت بعدي بالنعمة, وأسأت لابن عمك الصحبة, وتسميت بغير اسمك, وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام, ولقد كفرتم بما جاء به محمد |, فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود, حتى رد الله الحق إلى أهله وكانت {كلمة الله هي العليا}, ونبينا محمد | هو المنصور على من ناوأه ولو كره المشركون, فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا, حتى قبض الله نبيه | مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا, فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون, يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم, وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول: {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}. ولم يجمع بعد رسول الله | لنا شمل ولم يسهل لنا وعر. وغايتنا الجنة وغايتكم النار.
وأخرجوا عليا ×، فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له: بايع، فقال: وإن أنا لم أبايع؟ فقالوا إذا والله الذي لا إله إلا هو لنضربن عنقك، - إلى أن قالة - فلحق علي × بقبر رسول الله | فقال: يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}.
{قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين} (151)
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, علي بن محمد بن مهرويه, عن داود بن سليمان قال: حدثني أبو الحسن الرضا علي بن موسى, عن أبيه موسى, عن أبيه جعفر, عن أبيه محمد, عن أبيه علي, عن أبيه الحسين, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله |: إن موسى سأل ربه: أن هارون مات فاغفر له, فأوحى الله إليه: يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين × فإني أنتقم من قاتله.
{إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين} (152)
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن القاسم بن محمد, عن المنقري, عن سفيان بن عيينة, عن السندي, عن أبي جعفر ×, تلا {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}: فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا, ومفتريا على الله عز وجل وعلى رسوله | وعلى أهل بيته | إلا ذليلا.
{واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين} (155)
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, أخبرني أبو القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة سبعين وثلاثمائة قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي قال في حديث طويل مع القائم #: قلت: فأخبرني يا مولاي، عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم. قال: مصلح، أو مفسد؟ قلت: مصلح. قال: هل يجوز أن تقع خيرتهم على الفساد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلى. قال: فهي العلة أوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك, أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله، وأنزل عليهم علمه، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام الأمم، وأهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى ‘، هل يجوز مع وفور عقلهما، وكمال علمهما، إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق، وهما يظنان أنه مؤمن؟ قلت: لا. قال ×: فهذا موسى كليم الله، مع وفور عقله، وكمال علمه، اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا، ممن لم يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} وقوله {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة}. فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله لنبوته واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد، علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور، وتكن الضمائر، وتنصرف عليه السرائر، وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد، لما أرادوا أهل الصلاح.
{واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون (156) الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون (157) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (158)}
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, بن أبي نصر, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر × عن الاستطاعة وقول الناس, فقال وتلا هذه الآية {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}: يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك, قال: قلت: قوله: {إلا من رحم ربك} قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم, وهو قوله {ولذلك خلقهم} يقول: لطاعة الإمام الرحمة التي يقول {رحمتي وسعت كل شيء} يقول: علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شيء, هم شيعتنا, ثم قال {فسأكتبها للذين يتقون} يعني ولاية غير الإمام وطاعته, ثم قال {يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} يعني النبي | والوصي والقائم × {يأمرهم بالمعروف} إذا قام {وينهاهم عن المنكر} والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده {ويحل لهم الطيبات} أخذ العلم من أهله {ويحرم عليهم الخبائث} والخبائث قول من خالف {ويضع عنهم إصرهم} وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام {والأغلال التي كانت عليهم} والأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام, فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم والإصر الذنب وهي الآصار, ثم نسبهم فقال {فالذين آمنوا به} يعني بالإمام {وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} يعني الذين اجتنبوا الجبت {والطاغوت أن يعبدوها} والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان, والعبادة طاعة الناس لهم, ثم قال {أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} ثم جزاهم فقال {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} والإمام يبشرهم بقيام القائم # وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلى الله على محمد وآله الصادقين على الحوض.
* العلامة المجلسي في البحار, أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني, عن أبي شعيب ومحمد بن نصير, عن عمرو بن الفرات, عن محمد بن المفضل, عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن القائم #, يقول القائم #: رحمة الله {وسعت كل شيء} وأنا تلك الرحمة.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: قوله تعالى {يجدونه} يعني اليهود والنصارى {مكتوبا} يعني صفة محمد | {عندهم} يعني {في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر}.
* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن محمد بن الفضل الهاشمي في مناضرة طويلة بين الإمام الرضا × والجاثليق: قال الرضا ×: فخذ على السفر الثالث الذي فيه ذكر محمد | وبشارة عيسى بمحمد ‘, قال الجاثليق: هات, فأقبل الرضا × يتلو ذلك السفر الثالث من الإنجيل حتى بلغ ذكر محمد | فقال: يا جاثليق من هذا النبي الموصوف؟ قال الجاثليق: صفه, قال: لا أصفه إلا بما وصفه الله: هو صاحب الناقة والعصا والكساء, النبي الأمي {الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} يهدي إلى الطريق الأقصد والمنهاج الأعدل والصراط الأقوم.
* حسن بن محمد الديلمي في إرشاد القلوب, عن سلمان الفارسي, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وفرض طاعته – طاعة رسول الله | - على أهل السماء وأهل الأرض, وجعله إماما لمن قبله من الرسل وخاتما لمن بعده من الخلق, وورثه مواريث الأنبياء, وأعطاه مقاليد الدنيا والآخرة, واتخذه نبيا ورسولا وحبيبا وإماما, ورفعه إليه وقربه عن يمين عرشه بحيث لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, فأوحى الله إليه في وحيه {ما كذب الفؤاد ما رأى} وأنزل علامته على الأنبياء وأخذ ميثاقهم {لتؤمنن به ولتنصرنه} ثم قال للأنبياء {أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} وقال تجدونه {مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه}.
* ابن مشهدي في المزار الكبير, في زيارة يوم عاشوراء: خرج من الناحية إلى أحد الأبواب: اللهم إني أشهدك على تصديقي رسولك، وإيماني به، وعلمي بمنزلته، وإني أشهد أنه النبي الذي نطقت الحكمة بفضله، وبشرت الأنبياء به، ودعت إلى الإقرار بما جاء به، وحثت على تصديقه بقوله تعالى: {الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, بإسناده عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} إلى قوله {واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} قال: النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير في قول الله: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه} قال أبو جعفر ×: النور علي ×.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه, عن عمه محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي, عن عبد الله بن جبلة, عن معاوية بن عمار, عن الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل: أول ما في التوراة مكتوب محمد رسول الله, وهي بالعبرانية: طاب, ثم تلا رسول الله | هذه الآية {يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}, وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب ×, والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين ‘, وفي الخامس أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ÷, وفي التوراة اسم وصيي: إليا, واسم سبطي: شبر وشبير, وهما نورا فاطمة ÷, قال اليهودي: صدقت يا محمد.
* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر × في قوله {والذين كفروا} بولاية علي بن أبي طالب × {أولياؤهم الطاغوت} نزلت في أعدائه ومن تبعهم, أخرجوا الناس من النور, والنور ولاية علي ×, فصاروا إلى الظلمة: ولاية أعدائه, وقد نزل فيهم {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه} وقوله تعالى {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.
* السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس {آمنوا بالله ورسوله} {والنور الذي أنزل} أنزل الله النور في, ثم في علي ×, ثم النسل منه إلى المهدي # الذي يأخذ بحق الله.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه, عن عمه محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي, عن عبد الله بن جبلة, عن معاوية بن عمار, عن الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب × قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله | فقالوا: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟ وأنك الذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران ×؟ فسكت النبي | ساعة ثم قال: نعم, أنا سيد ولد آدم ولا فخر, وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين, قالوا: إلى من؟ إلى العرب أم إلى العجم أم إلينا؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية {قل} يا محمد {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, روى ابن بابويه في كتاب النبوة, عن زين العابدين ×: أنه اجتمعت قريش إلى أبي طالب × ورسول الله | عنده, فقالوا – وساق الحديث الى أن قالوا - قل له: أرسله الله إلينا خاصة أم إلى الناس كافة؟ قال |: بل إلى الناس أرسلت كافة, إلى الأبيض والأسود, ومن على رءوس الجبال, ومن في لجج البحار, ولأدعون السنة فارس والروم {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنا حفص الكناني قال: سمعت عبد الله بن بكير الدجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد ×: أخبرني عن رسول الله |, كان عاما للناس بشيرا, أليس قد قال الله في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}، لأهل الشرق والغرب, وأهل السماء والأرض, من الجن والإنس, هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري، قال: يا ابن بكير إن رسول الله | لم يخرج من المدينة, فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري، قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل × فاقتلع الأرض بريشة من جناحه, ونصبها لمحمد |, فكانت بين يديه مثل راحته في كفه, ينظر إلى أهل الشرق والغرب, ويخاطب كل قوم بألسنتهم, ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه, فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي | بنفسه.
* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى الحسن ابن معاذ الرضوي قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد الواقدي, عن الإمام الصادق × في حديث طويل بين هشام بن عبد المك والإمام الباقر ×, قال هشام: أ ليس الله تعالى بعث محمدا | من شجرة بني عبد مناف الى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها؟ من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله | مبعوث الى الناس كافة، وذلك قول الله عز وجل {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض} الى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد | نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال أبي ×: من قوله تبارك وتعالى لنبيه {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه لغيرنا, أمره الله أن يخصنا به دون غيرنا، فلذلك كان يناجي به أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله: {وتعيها أذن واعية} فقال له رسول الله | بين أصحابه: سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي, فلذلك قال علي × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم، يفتح من كل باب ألف باب.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن أبي عبد الله البرقي, عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر × محمد بن علي الرضا × وقلت له: يا ابن رسول الله لم سمي النبي |: الأمي؟ قال: ما يقول الناس؟ قال: قلت له: جعلت فداك يزعمون إنما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب, فقال: كذبوا عليهم لعنة الله, أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}, فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله | يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو بثلاثة وسبعين - لسانا, وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى, وذلك قول الله تعالى في كتابه {لتنذر أم القرى ومن حولها}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن أسباط أو غيره قال: قلت لأبي جعفر ×: إن الناس يزعمون أن رسول الله | لم يكن يكتب ولا يقرأ, فقال: كذبوا لعنهم الله, أنى ذلك وقد قال الله {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} فيكون أن يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب؟ قال قلت: فلم سمي النبي أميا؟ قال: نسب إلى مكة, وذلك قول الله عز وجل {لتنذر أم القرى ومن حولها} فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك.
{ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} (159)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن إسماعيل, عن محمد بن عمرو الزيات, عن أبيه, عن ابن مسكان, عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} لمشاجرة كانت فيما بينهم وأصلح بينهم ورجع ولم يقعد, فمر بنطفكم فشرب منها - يعني الفرات - ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك, ومر برجل عليه مسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل في الصيف عين الشمس ويوقد حوله النيران ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت, كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا, الناس يموتون والعشرة لا ينقصون, فمر به رجل فقال: ما قصتك؟ قال له الرجل: إن كنت عالما فما أعرفك بأمري, ويقال إنه ابن آدم القاتل. وقال محمد بن مسلم: وكان الرجل محمد بن علي ×.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحجال, عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي, عن ابن سنان, عن العلاء, عن محمد بن مسلم قال: سمعته × يقول: إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة الذين قال الله في كتابه {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} لمشاجرة كانت بينهم فأصلح بينهم ورجع.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحجال, عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي, عن ابن سنان, عن ابن مسكان, عن سدير قال: قال أبو جعفر ×: يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى الفئة التي قال الله {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} لمشاجرة كانت فيما بينهم, فأصلح بينهم.
* الشيخ المفيد في الإرشاد, روى المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × قال: يخرج القائم # من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى × الذين كانوا {يهدون بالحق وبه يعدلون}, وسبعة من أهل الكهف, ويوشع بن نون ×, وسلمان, وأبا دجانة الأنصاري, والمقداد, ومالكا الأشتر, فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما.
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا إسحاق بن محمد الصيرفي، عن محمد بن إبراهيم الغزالي قال: حدثني عمران الزعفراني، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله ×: إذا ظهر القائم # من ظهر هذا البيت، بعث الله معه سبعة وعشرين رجلا، منهم أربعة عشر رجلا من قوم موسى ×، وهم الذين قال الله: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}، وأصحاب الكهف ثمانية، والمقداد وجابر الأنصاري، ومؤمن آل فرعون، ويوشع بن نون وصي موسى ‘.
* السيد ابن طاووس في التحصين, أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي قالا: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا نوح بن مبشر قال: حدثنا الوليد بن صالح, عن ابن امرأة زيد بن أرقم وعن زيد بن أرقم, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله أن تسلكوا الهدى إليه, ثم علي × من بعدي, ثم ولدي من صلبه أئمة الهدى {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
{وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (160)
* الشيخ الكليني في الكافي, بعض أصحابنا, عن محمد بن عبد الله, عن عبد الوهاب بن بشر, عن موسى بن قادم, عن سليمان, عن زرارة, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال ×: إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم, ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه, وولايتنا ولايته حيث يقول {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} يعني الأئمة منا, ثم قال: في موضع آخر {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} ثم ذكر مثله.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن بعض أصحابنا, عن ابن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي × في حديث طويل: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم, ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته, ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه | فقال: {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأما قوله {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} فهو تبارك اسمه أجل وأعظم من أن يظلم, ولكن قرن أمناءه على خلقه بنفسه, وعرف الخليقة جلالة قدرهم عنده وأن ظلمهم ظلمه, بقوله {وما ظلمونا} ببغضهم أولياءنا ومعونة أعدائهم عليهم {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} إذ حرموها الجنة وأوجبوا عليها خلود النار.
* فتال النيشابوري في روضة الواعظين, قال أمير المؤمنين ×: أن موسى × قد أعطاه الله اثنتي عشرة عينا {أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم} ومحمد | لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة فجاء أصحابه وشكوا إليه الظمأ حتى التفت خواصر الخيل فذكروا له ذلك, فدعا بركوة ماء فجعل يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء, فصدرنا وصدرت الخيل, وملأنا كل مزود وسقاء, ولقد كنا معه بالحديبية وإذا بقليب جافة, فأخرج | سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب وقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه, ففعل ذلك, فتفجرت اثنتا عشرة عينا من تحت السهم, ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمكذبين لنبوته كحجر موسى حين دعا بالميضاة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل وشربوا كلهم وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسين, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن أبي سعيد الخراساني, عن أبي عبد الله × قال: قال أبو جعفر ×: إن القائم # إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا, ويحمل حجر موسى بن عمران × وهو وقر بعير, فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه, فمن كان جائعا شبع ومن كان ظامئا روي, فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس, عن عمران بن موسى, عن موسى بن جعفر البغدادي, عن علي بن أسباط, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول: ألواح موسى × عندنا, وعصا موسى عندنا, ونحن ورثة النبيين.
بمصادر العامة:
عن أبي جعفر الباقر × قال في تفسير هذين الآيتين أحديهما: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} وثانيتهما: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}: فالله أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له أسف أو ظلم، لكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت فجعل أسفنا أسفه فقال: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} وجعل ظلمنا ظلمه فقال: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.
{وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} (163)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن هارون بن عبيد رفعه إلى أحدهم ‘ قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين × بالكوفة وقالوا له: يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في أسواقنا، قال: فتبسم أمير المؤمنين × ضاحكا, ثم قال: قوموا لأريكم عجبا, ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة، وتكلم بكلمات، فإذا بجرية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال له أمير المؤمنين ×: من أنت الويل لك ولقومك؟ فقالت: نحن من أهل {القرية التي كانت حاضرة البحر} إذ يقول الله في كتابه: {إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا} الآية, فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فأما الذين في البحر فنحن الجراري، وأما الذين في البر فالضب واليربوع, قال: ثم التفت أمير المؤمنين × إلينا, فقال: أسمعتم مقالتها؟ قلنا: اللهم نعم، قال: والذي بعث محمدا | بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم.
{والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين} (170)
* تفسير القمي, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله {الذين يمسكون بالكتاب} قال: نزلت في آل محمد | وأشياعهم.
{وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (173)}
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ×: أول من سبق من الرسل إلى بلى محمد |, وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل × لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل, ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من الله عز وجل كما قال الله {قاب قوسين أو أدنى} أي بل أدنى, فلما خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه،.فقال الصادق ×: كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية, ولرسوله بالنبوة, ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة، فقال {ألست بربكم} ومحمد نبيكم, وعلي إمامكم, والأئمة الهادون أئمتكم, ف{قالوا بلى شهدنا} فقال الله تعالى {أن تقولوا يوم القيامة} أي لئلا تقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا غافلين}. فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء له بالربوبية وهو قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} - فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي – فقال: ومنك يا محمد، فقدم رسول الله | لأنه أفضلهم, ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله | أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله | على الأنبياء: بالإيمان به, وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين × فقال {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم} يعني رسول الله | {لتؤمنن به ولتنصرنه} يعني أمير المؤمنين ×, وأخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, الحسن بن محبوب, عن صالح بن سهل, عن أبي عبد الله ×: إن بعض قريش قال لرسول الله |: بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب, حيث أخذ الله ميثاق النبيين {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} وكنت أنا أول نبي قال: بلى. فسبقتهم بالإقرار بالله.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن إسماعيل, عن محمد بن إسماعيل, عن سعدان بن مسلم, عن صالح بن سهل, عن أبي عبد الله × قال: سئل رسول الله |: بأي شيء سبقت ولد آدم؟ قال: أنا أول من أقر ببلى, إن الله أخذ ميثاق النبيين {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فكنت أول من أجاب.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم} إلى {قالوا بلى} قال: كان محمد عليه وآله السلام أول من قال: بلى، قلت: كانت رؤية معاينة؟ قال: نعم, فأثبت المعرفة في قلوبهم ونسوا ذلك الميثاق، وسيذكرونه بعد، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه.
حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي: حدثنا علي بن أحمد بن محمد العقيقي العلوي، عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الجعفي، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} قال: حيث أخذ الله ميثاق بني آدم، فقال {ألست بربكم} كان رسول الله | أول من قال: بلى. فقال أبو عبد الله ×: {أول العابدين} أول المطيعين.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسن, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الرحمن بن كثير, عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وكان عرشه على الماء} فقال: ما يقولون؟ قلت: يقولون إن العرش كان على الماء والرب فوقه, فقال: كذبوا من زعم هذا, فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوق ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه, قلت: بين لي جعلت فداك؟ فقال: إن الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر, فلما أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله | وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم, فقالوا: أنت ربنا, فحملهم العلم والدين, ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسئولون, ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة, فقالوا: نعم ربنا أقررنا, فقال الله للملائكة: اشهدوا, فقالت الملائكة: شهدنا على أن لا يقولوا غدا {إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون} يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن عيسى بن عبيد بإسنادهما، عن جابر بن يزيد, عن الإمام الباقر × في حديث طويل: فأوقفنا – أهل البيت - صفوفا بين يديه نسبحه في أرضه كما سبحناه في سمائه، ونقدسه في أرضه كما قدسناه في سمائه، ونعبده في أرضه كما عبدناه في سمائه، فلما أراد الله إخراج ذرية آدم × سلك النور فيه ثم أخرج ذريته من صلبه يلبون، فسبحنا فسبحوا بتسبيحنا، ولو لا ذلك لما دروا كيف يسبحون الله عز وجل، ثم تراءى لهم لأخذ الميثاق لهم بالربوبية، فكنا أول من قال: بلى عند قوله: {ألست بربكم}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, محمد بن يحي, حدثني أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن داود العجلي, عن زرارة, عن حمران, عن أبي جعفر × قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا, فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا, فقال لأصحاب اليمين وهم فيهم كالذر: يدبون إلى الجنة بسلام, وقال لأصحاب الشمال: يدبون إلى النار ولا أبالي, ثم قال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} قال: ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: {ألست بربكم} ثم قال: وإن هذا محمد رسول الله, وإن هذا علي أمير المؤمنين, قالوا: بلى, فثبتت لهم النبوة, وأخذ الميثاق على أولي العزم: ألا إني ربكم. ومحمد رسولي. وعلي أمير المؤمنين. وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي. وإن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها, قالوا" أقررنا وشهدنا يا رب. ولم يجحد آدم ولم يقر. فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به, وهو قوله عز وجل {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} قال: إنما يعني فترك, ثم أمر نارا فأججت, فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها, فهابوها وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها, فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما, فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا, فقال: قد أقلتكم, اذهبوا فادخلوها, فهابوها, فثم ثبتت الطاعة والمعصية والولاية.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن موسى, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} إلى آخر الآية, قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة, فخرجوا كالذر, فعرفهم نفسه, ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربه, ثم قال: {ألست بربكم قالوا بلى} وإن هذا محمد رسولي, وعلي أمير المؤمنين خليفتي وأميني.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا إبراهيم بن هاشم, عن أبي عبد الله البرقي, عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبد الله × قال: إن حديثنا صعب مستصعب, لا يحتمله إلا صدور منيرة, أو قلوب سليمة, وأخلاق حسنة, إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عز وجل {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة, ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالد مخلد.
* السيد ابن طاووس في اليقين, حدثنا العرني الحسن بن الحسين قال: حدثني ابن أبي العلاء, عن معروف بن خربوذ المكي, عن أبي جعفر × قال: لو يعلم الناس متى سمي علي × أمير المؤمنين لم ينكروا حقه, فقيل له: متى سمي أمير المؤمنين؟ فقرأ {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} قال: محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين.
* السيد ابن طاووس في اليقين, حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري, عن عمرو بن شمر, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: لو علم الناس متى سمي أمير المؤمنينى ما أنكروا ولايته, قلت: ومتى سمي أمير المؤمنين؟ قال: يوم أخذ الله ميثاق بني آدم من ظهورهم ذرياتهم {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} قال: وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين, قالوا: بلى. ثم قال أبو جعفر ×: ولقد سماه الله باسم ما سمى به أحدا قبله.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني عثمان بن محمد معنعنا, عن أبي خديجة قال: قال محمد بن علي ×: لو علم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما اختلف فيه اثنان, قال: قلت: متى؟ قال: فقال لي: في الأظلة حين أخذ الله الميثاق {من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} محمد نبيكم, علي أمير المؤمنين وليكم.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني المظفر بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الهاشمي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزراري، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي زكريا الموصلي، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، أن رسول الله | قال لعلي ×: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق, حيث أقامهم أشباحا، فقال لهم: {ألست بربكم قالوا بلى} قال: ومحمد رسولي, قالوا: بلى, قال: وعلي بن أبي طالب وصيي, فأبى الخلق جميعا إلا استكبارا وعتوا من ولايتك, إلا نفر قليل، هم أقل القليل، وهم أصحاب اليمين.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا, عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: قال رسول الله |: يا علي, قال: لبيك, قال له: أتى الشيطان الوادي, فأت الوادي فانظر من فيه فأتى الوادي, فدار فيه فلم ير أحدا حتى إذا صار على بابه لقي شيخا فقال: ما تصنع هنا؟ قال: أرسلني رسول الله |, قال: تعرفني؟ قال ×: ينبغي أن تكون أنت هو يا ملعون, قال: نعم, قال: فلا بد من أن أصارعك, قال: لا بد منه, فصارعه, فصرعه علي ×, قال: قم عني يا علي حتى أبشرك, فقام عنه, فقال: بم تبشرني يا ملعون, قال: إذا كان يوم القيامة صار الحسن × عن يمين العرش, والحسين × عن يسار العرش, يعطون شيعتهم الجوائز من النار, قال: فقام إليه فقال: ألا أصارعك؟ قال: مرة أخرى؟ قال: نعم, فصرعه أمير المؤمنين ×, قال: قم عني حتى أبشرك, فقام عنه فقال: لما خلق الله آدم × أخرج ذريته من ظهره مثل الذر, قال: فأخذ ميثاقهم, فقال: {ألست بربكم قالوا بلى} قال ف{أشهدهم على أنفسهم} فأخذ ميثاق محمد وميثاقك, فعرف وجهك الوجوه وروحك الأرواح, فلا يقول لك أحد أحبك إلا عرفته, ولا يقول لك أحد أبغضك إلا عرفته, قال: قم صارعني, قال: ثالثة؟ قال: نعم, فصارعه فأعرقه, ثم صرعه أمير المؤمنين ×, فقال: يا علي لا تبغضني, قم عني حتى أبشرك, قال: بلى وأبرأ منك وألعنك, قال: والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا أشركت في رحم أمه وفي ولده, فقال له: أما قرأت كتاب الله {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن مسكان, عن بعض أصحابه, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |: إن أمتي عرضت علي في الميثاق، فكان أول من آمن بي علي ×، وهو أول من صدقني حين بعثت، وهو الصديق الأكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل.
* السيد ابن طاووس في اليقين, حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي العدل وعلي بن العباس البجلي وعلي بن أحمد بن الحكم التميمي العدل وجعفر بن محمد بن مالك وعلي بن أحمد بن الحسين العجلي والحسين بن السكن الأسدي الكوفيون قالوا: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا السري بن عبد الله السلمي, عن علي بن حزور قال: دخلت أنا والعلاء بن هلال على أبي إسحاق السبيعي حيث قدم من خراسان فقال: حدثني أخوك أبو داود السبيعي, عن بريدة بن خصيب الأسلمي قال: كنت عند رسول الله |، فدخل أبو بكر، فقال رسول الله |: يا أبا بكر سلم على علي × بإمرة المؤمنين، فقال أبو بكر: من الله أم من رسوله؟ فقال |: من الله ومن رسوله. ثم جاء عمر، فقال | له سلم على علي × بإمرة المؤمنين, فقال عمر: من الله أم من رسوله؟ فقال النبي | من الله ومن رسوله, ثم جاء سلمان، فقال له رسول الله |: سلم على علي × بإمرة المؤمنين، فسلم، ثم جاء عمار، فقال له: سلم على علي × بإمرة المؤمنين, فسلم ثم جلس، فأقبل علينا رسول الله | بوجهه فقال: إنني قد أخذت ميثاقكم على ذلك كما أخذ الله ميثاق بني إسرائيل حيث قال لهم: {ألست بربكم قالوا بلى} سألتموني أنتم: أمن الله أم من رسوله؟ فقلت: من الله ومن رسوله, أما والله لئن أبغضتموه لتكفرن، أما والله لئن أبغضتموه لتكفرن مرتين. فخرجوا من عند رسول الله |، ورجل من القوم يضرب بإحدى يديه على الأخرى ويقول: كلا ورب الكعبة، فقلت: يا أبا داود من ذلك الرجل؟ فقال: إنك لا تحتمله، وجابر من خلفي يغمزني، أي سله، فألححت عليه، فقال: هو الأعرابي.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا إبراهيم بن هاشم, عن عمرو بن عثمان, عن أبي محمد المشهدي من آل رجاء البجلي, عن أبي عبد الله × قال: قال رجل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: يا أمير المؤمنين أنا والله أحبك, فقال له: كذبت, قال: بلى والله إني أحبك وأتولاك, فقال له أمير المؤمنين ×: كذبت, قال: سبحان الله يا أمير المؤمنين, أحلف بالله أني أحبك فتقول: كذبت, قال: وما علمت إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام, فأمسكها الهواء ثم عرضها علينا أهل البيت, فو الله ما منها روح إلا وقد عرفنا بدنه, فو الله ما رأيتك فيها, فأين كنت؟ قال أبو عبد الله ×: كان في النار.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن محبوب, عن ابن رئاب, عن بكير بن أعين قال: كان أبو جعفر × يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار له بالربوبية ولمحمد | بالنبوة, وعرض الله جل وعز على محمد | أمته في الطين وهم أظلة, وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ×, وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام, وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله |, وعرفهم عليا ×, ونحن نعرفهم {في لحن القول}.
* العلامة الحلي في كشف اليقين, قوله تعالى {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} قرأ الأصبغ بن نباتة على علي × هذه الآية, فبكى علي × وقال: إني لأذكر الوقت الذي أخذ الله تعالى علينا فيه الميثاق.
حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, علي بن إبراهيم بن هاشم: وأما قوله {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فإنه قال الصادق ×: إن الله أخذ الميثاق على الناس لله بالربوبية، ولرسوله | بالنبوة، ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة. ثم قال: {ألست بربكم} ومحمد نبيكم, وعلي إمامكم, والأئمة الهادون أولياءكم, فقالوا: {بلى} منهم إقرار باللسان، ومنهم تصديق بالقلب فقال الله جل وعز لهم {أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} فأصابهم في الذر من الحسد ما أصابهم في الدنيا، ومن لم يصدق في الذر وبرسوله وبالأئمة في قلبه، وإنما أقر بلسانه أنه لم يؤمن في الدنيا بالله وبرسوله وبالأئمة في قلبه.
* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال: حدثني أبي يزيد بن الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر × قال: قال الصادق جعفر بن محمد ×: من صلى على النبي | فمعناه: أني أنا على الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله {ألست بربكم قالوا بلى}.
* العلامة المجلسي في البحار, كتاب سليم بن قيس راويا عن سلمان: أن أمير المؤمنين × لما رأى غدر الصحابة وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه, فلم يخرج من بيته حتى جمعه, وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع, فلما جمعه كله وكتبه بيده تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ بعث إليه أبو بكر: أن اخرج فبايع, فبعث إليه: أني مشغول فقد آليت على نفسي يمينا ألا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه, فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه, ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله |, فنادى علي × بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله | مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد, فلم ينزل الله على نبيه | آية من القرآن إلا وقد جمعتها, وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله | وعلمني تأويلها, ثم قال علي ×: لا تقولوا غدا {إنا كنا عن هذا غافلين}, ثم قال لهم علي ×: لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته, فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه, ثم دخل علي × بيته.
* الشيخ الطوسي في التهذيب, الحسين بن الحسن الحسيني قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي, عن أبي عبد الله الصادق × في الدعاء بعد صلوة الغدير: ومننت علينا بشهادة الإخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر والسراج المنير, وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك, وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدإ خلقك إيانا, وجعلتنا من أهل الإجابة وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك, فإنك قلت {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} اللهم بلى شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا, ومحمد | عبدك ورسولك نبينا, وعلي × أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم {الذي هم فيه مختلفون}.
بمصادر العامة:
عن علي × أنه قرأ عليه أصبغ بن نباتة: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} فبكى علي × وقال: إني لأذكر الوقت الذي أخذ الله تعالى علينا فيه الميثاق.
عن حذيفة قال :قال رسول الله |: لو يعلم الناس متى سمي علي × أمير المؤمنين لما أنكروا فضائله، سمي بذلك وآدم × بين الروح والجسد، وحين قال: {ألست بربكم قالوا بلى} فقال الله: أنا ربكم، ومحمد | نبيكم، وعلي × أميركم.
{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} (180)
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا, عن أحمد بن إسحاق, عن سعدان بن مسلم, عن معاوية بن عمار, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن أبي زيد الرازي, عمن ذكره, عن الرضا × قال: إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله, وهو قول الله: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين، عن أمير المؤمنين (ع) في كتاب الواحدة, أنه قال: يا عمار باسمي تكونت الكائنات والأشياء, وباسمي دعا سائر الأنبياء, وأنا اللوح, وأنا القلم, وأنا العرش، وأنا الكرسي, وأنا السماوات السبع, وأنا الأسماء الحسنى, والكلمات العليا.
{وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} (181)
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن صفوان, عن ابن مسكان, عن الحجر, عن حمران, عن أبي جعفر × في قول الله تبارك وتعالى{وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: هم الأئمة.
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الوشاء, عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: هم الأئمة.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن إسحاق بن غالب, عن أبي عبد الله × في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم السلام وصفاتهم: فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين ×, من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم, ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا, وهاديا نيرا, وإماما قيما, وحجة عالما, أئمة من الله {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, محمد بن عجلان, عنه × في قوله {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}: نحن هم.
* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا, عن قيس بن سمعان, عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, إن الله قد أمرني ونهاني وقد أمرت عليا ونهيته, وعليه الأمر والنهي من ربه عز وجل, فاسمعوا لأمره وانتهوا لنهيه وصيروا إلى مراده, ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله, أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه, ثم علي من بعدي, ثم ولدي من صلبه أئمة {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, قوله تعالى {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} عن زاذان, عن علي ×: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة, اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة, وهم الذين قال الله تعالى {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} وهم أنا وشيعتي.
* حسن بن محمد الديلمي في غرر الأخبار, عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: هو علي بن أبي طالب ×, سماه الله تعالى أمة كما سمى إبراهيم × في قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله}.
* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو معاوية الضرير, عن الأعمش, عن مجاهد, عن ابن عباس في قوله {وممن خلقنا أمة} يعني من أمة محمد, يعني علي بن أبي طالب × {يهدون بالحق} يعني يدعو بعدك يا محمد إلى الحق {وبه يعدلون} في الخلافة بعدك.
* الكشي في رجاله, جعفر بن معروف قال حدثني الحسن بن علي بن النعمان قال حدثني أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × في حديث طويل أن أبي ذر قال: قد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب × وعترته الهادين المهديين, الراضين المرضيين, الذين {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني, عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن سفيان, عن أبيه قال: حدثنا لوط بن يحيى قال: حدثني عبد الرحمن بن جندب, عن أبيه قال: لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندي رحمه الله يقول لعبد الرحمن بن عوف: والله يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم |, فقال له عبد الرحمن: وما أنت وذاك يا مقداد؟ قال: إني والله أحبهم لحب رسول الله | لهم, ويعتريني والله وجد لا أبثه بثة لتشرف قريش على الناس بشرفهم واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله | من أيديهم, فقال له عبد الرحمن: ويحك, والله لقد اجتهدت نفسي لكم, فقال له المقداد: أما والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون {بالحق وبه يعدلون}.
* الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد, من دعاء الموقف لعلي بن الحسين ×: اللهم صل على محمد وآل محمد, وفرج عن آل محمد, واجعلهم أئمة {يهدون بالحق وبه يعدلون}, وانصرهم وانتصر بهم, وأنجز لهم ما وعدتهم.
* السيد ابن طاووس في جمال الأسبوع, من الصلاة على الإمام زين العابدين × عن الإمام العسكري ×: اللهم صل على علي بن الحسين سيد العابدين, الذي استخلصته لنفسك, وجعلت منه أئمة الهدى الذين {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
بمصادر العامة:
عن زاذان، عن علي ×: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله عز وجل: {وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}، وهم أنا وشيعتي.
قال الإمام جعفر الصادق × في خطبة يذكر فيها حال الأئمة عليهم السلام وصفاتهم, فقال: فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين × من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك، وكل ما مضى منهم إمام نصب الله لخلقه بن عقبه إماما، علما بينا، ومنارا نيرا، أئمة من الله عدون بالحق وبه يعدلون.
عن مجاهد, عن ابن عباس في قوله عز وجل: {وممن خلقنا أمة} قال: يعني من أمة محمد أمة، يعني علي بن أبي طالب × {يهدون بالحق} يعني يدعون بعدك يا محمد إلى الحق {وبه يعدلون} في الخلافة بعدك، ومعنى الأمة: العلم في الخير، نظيرها: {إن إبراهيم كان أمة} يعني علما في الخير، معلما للخير.
عن الإمام جعفر الصادق × في معنى قوله: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: هذه الآية لآل محمد |.
عبد الرحمن بن جندب, عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال: كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان, فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو , وفسمعته يقول: والله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت, وكان عبد الرحمن بن عوف جالسا فقال: وما أنت وذاك يا مقداد؟ قال المقداد: إني والله أحبهم لحب رسول الله |, وإني لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله, ثم انتزاعهم سلطانه من أهله, قال عبد الرحمن: أما والله لقد أجهدت نفسي لكم, قال المقداد: أما والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون {بالحق وبه يعدلون}.
قال رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, إن الله أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، وعلم الأمر والنهي لديه، فاسمعوا لأمره وانتهوا لنهيه, ولا تفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس, أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم أن تسلكوا الهدى إليه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة الهدى {يهدون بالحق وبه يعدلون}.
{يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
(187)
* حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, الحسين بن حمدان، عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين، عن أبي شعيب محمد بن نصر، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر قال: سألت سيدي الصادق ×: هل للمأمول المنتظر المهدي # من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا, قلت: يا سيدي ولم ذاك؟ قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى {يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض} الآية، وهي الساعة التي قال الله {يسئلونك عن الساعة أيان مرساها}.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن عبد السلام بن صالح الهروي, عن دعبل بن علي الخزاعي, عن علي بن موسى, عن آبائه, عن علي عليهم السلام أن النبي | قيل له: يا رسول الله, متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة{ لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة}.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي قال: حدثنا سليمان بن عمر الراسبي الكاتب بحمص قال: حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثني أبو روح بن فروة بن الفرج قال: حدثني أحمد بن محمد بن المنذر بن حيفر قال: قال الحسن بن علي ع× سألت جدي رسول الله | عن الأئمة بعده, فقال |: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر, أعطاهم الله علمي وفهمي, وأنت منهم يا حسن, قلت: يا رسول الله, فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال: يا حسن إنما مثله كمثل الساعة {ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة}.
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا أبو المفضل قال: حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيل قال: حدثني محمد بن أبي عمير عن الحسين بن عطية, عن عمر بن يزيد, عن الورد بن الكميت, عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر × فقلت: يا ابن رسول الله, إني قد قلت فيكم أبياتا, أفتأذن لي في إنشادها؟ فقال: إنها أيام البيض, قلت: فهو فيكم خاصة, قال: هات - الى ان قال –
متى يقوم الحق فيكم متى ... يقوم مهديكم الثاني
قال: سريعا إن شاء الله سريعا, ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ×, لأن الأئمة بعد رسول الله | اثنا عشر وهو القائم, قلت: يا سيدي, فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب, وبعده الحسن والحسين, وبعد الحسين علي بن الحسين, وأنا, ثم بعدي هذا - ووضع يده على كتف جعفر – قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى, وبعد موسى ابنه علي, وبعد علي ابنه محمد, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا, ويشفي صدور شيعتنا, قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله | عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة {لا تأتيكم إلا بغتة}.
بمصادر العامة:
عن المفضل، عن الصادق × قال: ساعة قيام القائم #.
{وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} (198)
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن علي بن حماد, عن عمرو بن شمر, عن جابر, عن أبي جعفر × في حديث طويل: قوله عز وجل {ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون} يعني قبض محمد | وظهرت الظلمة, فلم يبصروا فضل أهل بيته وهو قوله عز وجل {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون}.
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} (199)
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الأعلى, عن أبي عبد الله × في قول الله: {خذ العفو وأمر بالعرف} قال: بالولاية {وأعرض عن الجاهلين} قال: عنها يعني الولاية.