تفسير الإمام عليه السلام, {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} قال الإمام (ع) كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا سحر مبين تقوله فقال عز وجل {الم ذلك الكتاب} أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك وهو بالحروف المقطعة التي منها ألف ولام وميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين فاستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} قال الله تعالى {الم} هو القرآن الذي افتتح بالم هو {ذلك الكتاب} الذي أخبر به موسى ومن بعده من الأنبياء وأخبروا بني إسرائيل أني سأنزله عليك يا محمد كتابا عربيا عزيزا{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لا ريب فيه} لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ص ينزل عليه الكتاب يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم
----------------
بحار الانوار ج9 ص173, تفسير الامام العسكري (ع) ص24, معاني الاخبار ص24
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {إن الذين كفروا سواء عليهم} الآية قال الإمام (ع) لما ذكر الله هؤلاء المؤمنين ومدحهم ذكر المنافقين المخالفين لهم في كفرهم فقال {إن الذين كفروا} بالله وبما آمن به هؤلاء المؤمنون من توحيد الله ونبوة محمد رسول الله ص وبوصية علي (ع) ولي الله ووصي رسوله وبالأئمة الطيبين الطاهرين خيار عباده الميامين القوامين بمصالح خلق الله {سواء عليهم أ أنذرتهم} خوفتهم{أم لم تنذرهم} لم تخوفهم {لا يؤمنون} أخبر عن علمه فيهم وهم الذين قد علم الله عز وجل أنهم لا يؤمنون
قال محمد بن علي الباقر (ع) إن رسول الله ص لما قدم المدينة وظهرت آثار صدقه وآيات حقيته وبينات نبوته كادت اليهود أشد كيد وقصدوه أقبح قصد يقصدون أنواره ليطمسوها وحجته ليبطلوها فكان ممن قصده للرد عليه وتكذيبه مالك بن الصيف وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وحدي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب وأبو لبابة بن عبد المنذر فقال مالك لرسول الله ص يا محمد تزعم أنك رسول الله قال رسول الله ص كذلك قال الله خالق الخلق أجمعين قال يا محمد لن نؤمن لك أنك رسوله حتى يؤمن لك هذا البساط الذي تحتي إلى آخر ما سيأتي في أبواب معجزاته ص {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} الآية قال (ع) أي وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته إذا نظر إليها بأنهم الذين لا يؤمنون {و على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} وذلك أنهم لما أعرضوا عن النظر فيما كلفوه وقصروا فيما أريد منهم جهلوا ما لزمهم الإيمان به فصاروا كمن على عينيه غطاء لا يبصر ما أمامه فإن الله عز وجل يتعالى عن العبث والفساد وعن مطالبة العباد بما قد منعهم بالقهر منه فلا يأمرهم بمغالبته ولا بالمسير إلى ما قد صدهم بالعجز عنه {و لهم عذاب عظيم} يعني في الآخرة العذاب المعد للكافرين وفي الدنيا أيضا لمن يريد أن يستصلحه بما ينزل به من عذاب الاستصلاح لينبهه لطاعته أو من عذاب الاصطلام ليصيره إلى عدله وحكمته
---------------
بحار الانوار ج9 ص173, تفسير الامام العسكري (ع) ص91
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و من الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} فإنها نزلت في قوم منافقين أظهروا لرسول الله ص الإسلام وكانوا إذا رأوا الكفار قالوا إنا معكم وإذا لقوا المؤمنين قالوا نحن مؤمنون وكانوا يقولون للكفار{إنا معكم إنما نحن مستهزؤن} فرد الله عليهم {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} والاستهزاء من الله هو العذاب {و يمدهم في طغيانهم} أي يدعهم{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} الضلالة هاهنا الحيرة والهدى البيان واختاروا الحيرة والضلالة على البيان {و ادعوا شهداءكم يعني الذين عبدوهم وأطاعوهم من دون الله
--------------
بحار الانوار ج9 ص174, تفسير القمي ج1 ص34
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} الآية قال العالم (ع) فلما ضرب الله الأمثال للكافرين المجاهدين الدافعين لنبوة محمد ص والمناصبين المنافقين لرسول الله ص الدافعين ما قاله محمد ص في أخيه علي (ع) والدافعين أن يكون ما قاله عن الله عز وجل وهي آيات محمد ص ومعجزاته لمحمد ص مضافة إلى آياته التي بينها لعلي (ع) بمكة والمدينة ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا قال الله تعالى لمردة أهل مكة وعتاة أهل المدينة {إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول الله وأن يكون هذا المنزل عليه كلامي مع إظهاري عليه بمكة الباهرات من الآيات كالغمامة التي كان يظله بها في أسفاره والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال والصخور والأحجار والأشجار وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه وقتله إياهم وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجته ثم تراجعتا إلى أمكنتهما كما كانتا وكدعائه للشجرة فجاءته مجيبة خاضعة ذليلة ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة قال يا معاشر قريش واليهود ويا معاشر النواصب المنتحلين للإسلام الذين هم منه برآء ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الألسن{فأتوا بسورة من مثله} من مثل محمد ص من مثل رجل منكم لا يقرأ ولا يكتب ولم يدرس كتابا ولا اختلف إلى عالم ولا تعلم من أحد وأنتم تعرفونه في أسفاره وفي حضره بقي كذلك أربعين سنة ثم أوتي جوامع العلم حتى علم علم الأولين والآخرين فإن كنتم في ريب من هذه الآيات فأتوا من مثل هذا الرجل بمثل هذا الكلام ليبين أنه كاذب لأن كل ما كان من عند غير الله فسيوجد له نظير في سائر خلق الله {و إن كنتم} معاشر قراء الكتب من اليهود والنصارى في شك مما جاءكم به محمد ص من شرائعه ومن نصبه أخاه سيد الوصيين وصيا بعد أن أظهر لكم معجزاته التي منها أن كلمته ذراع مسمومة وناطقه ذئب وحن إليه العود وهو على المنبر ودفع الله عنه السم الذي دسته اليهود في طعامهم وقلب عليهم البلاء وأهلكهم به وكثر القليل من الطعام {فأتوا بسورة من مثله} يعني مثل القرآن من التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم والكتب الأربعة عشر فإنكم لا تجدون في سائر كتب الله سورة كسورة من هذا القرآن وكيف يكون كلام محمد ص المتقول أفضل من سائر كلام الله وكتبه يا معشر اليهود والنصارى ثم قال لجماعتهم {و ادعوا شهداءكم من دون الله} ادعوا أصنامكم التي تعبدونها أيها المشركون وادعوا شياطينكم يا أيها النصارى واليهود وادعوا قرناءكم من الملحدين يا منافقي المسلمين من النصاب لآل محمد الطيبين (ع) وسائر أعوانكم على إراداتكم{إن كنتم صادقين} بأن محمدا تقول هذا القرآن من تلقاء نفسه لم ينزله الله عليه وأن ما ذكره من فضل علي على جميع أمته وقلده سياستهم ليس بأمر أحكم الحاكمين ثم قال عز وجل{فإن لم تفعلوا} أي لم تأتوا يا أيها المقرعون بحجة رب العالمين {و لن تفعلوا} أي ولا يكون هذا منكم أبدا {فاتقوا النار التي وقودها الناس} أي حطبها {و الحجارة} توقد تكون عذابا على أهلها {أعدت للكافرين} المكذبين بكلامه وبنبيه ص الناصبين العداوة لوليه ووصيه قال فاعلموا بعجزكم عن ذلك أنه من قبل الله ولو كان من قبل المخلوقين لقدرتم على معارضته فلما عجزوا بعد التقريع والتحدي قال الله {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}
---------------
بحار الانوار ج9 ص175, تفسير الامام العسكري (ع) ص151
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} الآية قال الباقر (ع) فلما قال الله {يا أيها الناس ضرب مثل} وذكر الذباب في قوله {إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا} الآية ولما قال {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت} الآية وضرب مثلا في هذه السورة بالذي استوقد نارا وبالصيب من السماء قالت الكفار والنواصب وما هذا من الأمثال فيضرب يريدون به الطعن على رسول الله ص فقال الله يا محمد {إن الله لا يستحيي} لا يترك حياء{أن يضرب مثلا} للحق يوضحه به عند عباده المؤمنين {ما بعوضة} ما هو بعوضة المثل {فما فوقها} فوق البعوضة وهو الذباب يضرب به المثل إذا علم أن فيه صلاح عباده ونفعهم {فأما الذين آمنوا} بالله وبولاية محمد وعلي وآلهما الطيبين وسلم لرسول الله ص وللأئمة أحكامهم وأخبارهم وأحوالهم ولم يقابلهم في أمورهم ولم يتعاط الدخول في أسرارهم ولم يفش شيئا مما يقف عليه منها إلا {بإذنهم فيعلمون} يعلم هؤلاء المؤمنون الذين هذه صفتهم {أنه} المثل المضروب{الحق من ربهم} أراد به الحق وإبانته والكشف عنه وإيضاحه {و أما الذين كفروا} بمحمد بمعارضتهم له في علي بلم وكيف وتركهم الانقياد له في سائر ما أمر به {فيقولون ما ذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا} يقول الذين كفروا إن الله يضل بهذا المثل كثيرا ويهدي به كثيرا أي فلا معنى للمثل لأنه وإن نفع به من يهديه فهو يضر به من يضله فرد الله تعالى عليهم قيلهم فقال {و ما يضل به} أي وما يضل الله بالمثل {إلا الفاسقين} الجانين على أنفسهم بترك تأمله وبوضعه على خلاف ما أمر الله بوضعه عليه
-----------------
بحار الانوار ج9 ص177, تفسير الامام العسكري (ع) ص205
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {يا بني إسرائيل اذكروا} الآية قال الإمام (ع) قال الله عز وجل {يا بني إسرائيل} ولد يعقوب إسرائيل {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} لما بعثت محمدا وأقررته بمدينتكم ولم أجشمكم الحط والترحال إليه وأوضحت علاماته ودلائل صدقه لئلا يشتبه عليكم حاله {و أوفوا بعهدي} الذي أخذته على أسلافكم أنبياؤكم وأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنن بمحمد العربي القرشي الهاشمي المتأتي بالآيات المؤيد بالمعجزات التي منها أن كلمته ذراع مسمومة وناطقه ذئب وحن إليه عود المنبر وكثر الله القليل من الطعام وألان له الصلب من الأحجار وصبت له المياه السيالة ولم يؤيد نبيا من أنبيائه بدلالة إلا جعل له مثلها أو أفضل منها والذي جعل من آياته علي بن أبي طالب (ع) شقيقه ورفيقه عقله من عقله وعلمه من علمه وحلمه من حلمه مؤيد دينه بسيفه الباتر بعد أن قطع معاذير المعاندين بدليله القاهر وعلمه الفاضل وفضله الكامل{أوف بعهدكم} الذي أوجبت به لكم نعيم الأبد في دار الكرامة ومستقر الرحمة {و إياي فارهبون} في مخالفة محمد ص فإني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي وهم لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي {و آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به} الآية قال الإمام (ع) قال الله عز وجل لليهود {و آمنوا} أيها اليهود {بما أنزلت} على محمد ص من ذكر نبوته وأنباء إمامة أخيه علي وعترته الطاهرين {مصدقا لما معكم} فإن مثل هذا في كتابكم أن محمدا النبي سيد الأولين والآخرين المؤيد بسيد الوصيين وخليفة رسول رب العالمين فاروق الأمة وباب مدينة الحكمة ووصي رسول الرحمة {و لا تشتروا بآياتي} المنزلة بنبوة محمد ص وإمامة علي (ع) والطيبين من عترته {ثمنا قليلا} بأن تجحدوا نبوة النبي ص وإمامة الإمام (ع) تعتاضوا منها عرض الدنيا فإن ذلك وإن كثر فإلى نفاد أو خسار وبوار وقال عز وجل {و إياي فاتقون} في كتمان أمر محمد ص وأمر وصيه فإنكم إن تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي ولا في وصية الوصي بل حجج الله عليكم قائمة وبراهينه لذلك واضحة وقد قطعت معاذيركم وأبطلت تمويهكم وهؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد وخانوه وقالوا نحن نعلم أن محمدا نبي وأن عليا وصيه ولكن لست أنت ذاك ولا هذا يشيرون إلى علي فأنطق الله ثيابهم التي عليهم وخفافهم التي في أرجلهم يقول كل واحد منها للابسه كذبت يا عدو الله بل النبي محمد ص هذا والوصي علي هذا ولو أذن لنا ضغطناكم وعقرناكم وقتلناكم وقال رسول الله ص إن الله يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات لو تزيلوا لعذب هؤلاء عذابا أليما إنما يعجل من يخاف الفوت
----------------
بحار الانوار ج9 ص178, تاويل الايات ص54, تفسير الامام العسكري (ع) ص227
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {أ فتطمعون أن يؤمنوا لكم} الآية فإنها نزلت في اليهود قد كانوا أظهروا الإسلام وكانوا منافقين وكانوا إذا رأوا رسول الله ص قالوا إنا معكم وإذا لقوا اليهود قالوا نحن معكم وكانوا يخبرون المسلمين بما في التوراة من صفة محمد رسول الله ص وأصحابه فقال لهم كبراؤهم وعلماؤهم {أ تحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أ فلا تعقلون} فرد الله عليهم فقال {أ ولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ومنهم} أي من اليهود {أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون} وكان قوم منهم يحرفون التوراة وأحكامه ثم يدعون أنه من عند الله فأنزل الله تعالى فيهم {فويل للذين يكتبون الكتاب} الآية {و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} قال بنو إسرائيل لن نعذب إلا الأيام المعدودات التي عبدنا فيها العجل فرد الله عليهم فقال الله تعالى {قل} يا محمد {أتخذتم عند الله عهدا} الآية{و قولوا للناس حسنا} نزلت في اليهود ثم نسخت بقوله {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}
----------------
بحار الانوار ج9 ص179, تفسير القمي ج1 ص50
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و إذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم} الآية قال الإمام (ع) أي واذكروا يا بني إسرائيل حين أخذ ميثاقكم أي أخذ الميثاق على أسلافكم وعلى كل من يصل إليه الخبر بذلك من أخلافهم الذين أنتم منهم {لا تسفكون دماءكم} لا يسفك بعضكم دماء بعض {و لا تخرجون أنفسكم من دياركم} أي لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم {ثم أقررتم} بذلك الميثاق كما أقر به أسلافكم والتزمتموه كما التزموه{و أنتم تشهدون} بذلك الميثاق على أسلافكم وأنفسكم {ثم أنتم} معاشر اليهود {تقتلون أنفسكم} يقتل بعضكم بعضا {و تخرجون فريقا منكم من ديارهم} غضبا وقهرا {تظاهرون عليهم} يظاهر بعضكم بعضا على إخراج من تخرجونه من ديارهم وقتل من تقتلونهم بغير حق {بالإثم والعدوان} بالتعدي تتعاونون وتتظاهرون {و إن يأتوكم} يعني هؤلاء الذين تخرجونهم أي ترومون إخراجهم وقتلهم ظلما أن يأتوكم {أسارى} قد أسرهم أعداؤكم وأعداؤهم {تفادوهم} من الأعداء بأموالكم {و هو محرم عليكم إخراجهم} أعاد قوله {إخراجهم} ولم يقتصر على أن يقول {و هو محرم عليكم} لأنه لو قال ذلك لرئي أن المحرم إنما هو مفاداتهم ثم قال الله {أ فتؤمنون ببعض الكتاب} وهو الذي أوجب عليهم المفادات {و تكفرون ببعض} وهو الذي حرم قتلهم وإخراجهم فقال فإذا كان قد حرم الكتاب قتل النفوس والإخراج من الديار كما فرض فداء الأسراء فما بالكم تطيعون في بعض وتعصون في بعض كأنكم ببعض كافرون وببعض مؤمنون ثم قال {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} يا معشر اليهود {إلا خزي} ذل {في الحياة الدنيا} جزية تضرب عليه يذل بها {و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب} إلى جنس أشد العذاب يتفاوت ذلك على قدر تفاوت معاصيهم وما الله بغافل عما يعملون يعمل هؤلاء اليهود ثم وصفهم فقال تعالى {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} رضوا بالدنيا وحطامها بدلا من نعيم الجنان المستحق بطاعات الله {فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون} لا ينصرهم أحد يدفع عنهم العذاب
---------------
بحار الانوار ج9 ص180, تفسير الامام العسكري (ع) ص367
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و لما جاءهم كتاب من عند الله} الآية قال الإمام (ع) ذم الله تعالى اليهود فقال {و لما جاءهم} يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود جاءهم {كتاب من عند الله} القرآن {مصدق} ذلك الكتاب{لما معهم} التوراة التي بين فيها أن محمدا الأمين من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله {و كانوا} يعني هؤلاء اليهود {من قبل} ظهور محمد ص بالرسالة {يستفتحون} يسألون الفتح والظفر {على الذين كفروا} من أعدائهم والمناوين لهم وكان الله يفتح لهم وينصرهم قال الله تعالى {فلما جاءهم} أي هؤلاء اليهود {ما عرفوا} من نعت محمد ص وصفته {كفروا به} جحدوا نبوته حسدا له وبغيا عليه
------------------
بحار الانوار ج9 ص181, تفسير الامام العسكري (ع) ص393
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {بئسما اشتروا به أنفسهم} الآية قال الإمام (ع) ذم الله تعالى اليهود وعاب فعلهم في كفرهم بمحمد ص فقال {بئسما اشتروا به أنفسهم} أي اشتروها بالهدايا والفضول التي كانت تصل إليهم وكان الله أمرهم بشرائها من الله بطاعتهم له ليجعل لهم أنفسهم والانتفاع بها دائما في نعيم الآخرة فلم يشتروها بل اشتروها بما أنفقوه في عداوة رسول الله ص ليبقى لهم عزهم في الدنيا ورئاستهم على الجهال وينالوا المحرمات وأصابوا الفضولات من السفلة وصرفوهم عن سبيل الرشاد ووقفوهم على طرق الضلالات ثم قال عز وجل {أن يكفروا بما أنزل الله بغيا} أي بما أنزل على موسى من تصديق محمد ص بغيا {أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} قال وإنما كان كفرهم لبغيهم وحسدهم له لما أنزل الله من فضله عليه وهو القرآن الذي أبان فيه نبوته وأظهر به آيته ومعجزته ثم قال {فباؤ بغضب على غضب} يعني رجعوا وعليهم الغضب من الله على غضب في أثر غضب والغضب الأول حين كذبوا بعيسى ابن مريم والغضب الثاني حين كذبوا بمحمد ص قال والغضب الأول أن جعلهم قردة خاسئين ولعنهم على لسان عيسى (ع) والغضب الثاني حين سلط عليهم سيوف محمد وآله وأصحابه وأمته حتى ذللهم بها فإما دخلوا في الإسلام طائعين وإما أدوا الجزية صاغرين داخرين
---------------
بحار الانوار ج9 ص182, تفسير الامام العسكري (ع) 401
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله} الآية قال الإمام (ع) وإذا قيل لهؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم {آمنوا بما أنزل الله} على محمد من القرآن المشتمل على الحلال والحرام والفرائض والأحكام {قالوا نؤمن بما أنزل علينا} من التوراة {و يكفرون بما وراءه} يعني ما سواه لا يؤمنون به{و هو الحق} والذي يقول هؤلاء اليهود إنه وراءه هو الحق لأنه هو الناسخ للمنسوخ الذي تقدمه قال الله تعالى {قل فلم تقتلون} ولم كان يقتل أسلافكم {أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين} بالتوراة أي ليس في التوراة الأمر بقتل الأنبياء فإذا كنتم تقتلون الأنبياء فما آمنتم بما أنزل عليكم من التوراة لأن فيها تحريم قتل الأنبياء وكذلك إذا لم تؤمنوا بمحمد وبما أنزل عليه وهو القرآن وفيه الأمر بالإيمان به فأنتم ما آمنتم بعد بالتوراة قال رسول الله ص أخبر الله تعالى أن من لا يؤمن بالقرآن فما آمن بالتوراة فإن الله تعالى أخذ عليهم الإيمان بهما لا يقبل الإيمان بأحدهما إلا مع الإيمان بالآخر
-----------------
بحار الانوار ج9 ص182, تفسير الامام العسكري (ع) ص403
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام,{أم تريدون أن تسئلوا رسولكم} الآية قال الإمام (ع) قال علي بن محمد بن علي بن موسى ع{أم تريدون} بل تريدون يا كفار قريش واليهود {أن تسئلوا رسولكم} ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيها صلاحكم أو فسادكم {كما سئل موسى من قبل} واقترح عليه لما قيل له{لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة ومن يتبدل الكفر بالإيمان} بعد جواب الرسول له أن ما سأله لا يصلح اقتراحه على الأنبياء وبعد ما يظهر الله له ما اقترح إن كان صوابا {و من يتبدل الكفر بالإيمان} بأن لا يؤمن عن مشاهدة ما اقترح من الآيات أو لا يؤمن إذا عرف أن ليس له أن يقترح وأنه يجب أن يكتفي بما قد أقامه الله من الدلالات وأوضح من البينات فيتبدل الكفر بالإيمان بأن يعاند ويلتزم الحجة القائمة عليه {فقد ضل سواء السبيل} أخطأ قصد الطرق المؤدية إلى الجنان وأخذ في الطرق المؤدية إلى النيران
-----------------
بحار الانوار ج9 ص183, تفسير الامام العسكري (ع) ص496
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {ود كثير من أهل الكتاب} الآية قال الإمام (ع) {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} بما يوردونه عليكم من الشبه {حسدا من عند أنفسهم} لكم بأن أكرمكم بمحمد وعلي وآلهما الطيبين {من بعد ما تبين لهم الحق} المعجزات الدالات على صدق محمد ص وفضل علي وآلهما {فاعفوا واصفحوا} عن جهلهم وقابلوهم بحجج الله وادفعوا بها أباطيلهم {حتى يأتي الله بأمره} فيهم بالقتل يوم مكة فحينئذ تجلونهم من بلد مكة ومن جزيرة العرب ولا تقرون بها كافرا {إن الله على كل شيء قدير} ولقدرته على الأشياء قدر على ما هو أصلح لكم في تعبده إياكم من مداراتهم ومقابلتهم بالجدال {بالتي هي أحسن}
----------------
مستدرك الوسائل ج11 ص102, بحار الانوار ج9 ص184, تفسير الامام العسكري (ع) ص515
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, قوله عز وجل {و قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} قال الإمام (ع) قال الله تعالى {و قالت اليهود ليست النصارى على شيء} من الدين بل دينهم باطل وكفر {و هم يتلون الكتاب} التوراة {و قالت النصارى ليست اليهود على شيء} من الدين بل دينهم باطل وكفر {و هم يتلون الكتاب} الإنجيل فقال هؤلاء وهؤلاء مقلدون بلا حجة وهم يتلون الكتاب فلا يتأملونه ليعملوا بما يوجبه فيتخلصوا من الضلالة ثم قال {كذلك قال الذين لا يعلمون} الحق ولم ينظروا فيه من حيث أمرهم الله فقال بعضهم لبعض وهم مختلفون كقول اليهود والنصارى بعضهم لبعض هؤلاء يكفر هؤلاء وهؤلاء يكفر هؤلاء ثم قال الله تعالى {فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} في الدنيا يبين ضلالهم وفسقهم ويجازي كل واحد منهم بقدر استحقاقه
وقال الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) إنما أنزلت الآية لأن قوما من اليهود وقوما من النصارى جاءوا إلى رسول الله ص فقالوا يا محمد اقض بيننا فقال قصوا علي قصتكم فقالت اليهود نحن المؤمنون بالإله الواحد الحكيم وأوليائه وليست النصارى على شيء من الدين والحق وقالت النصارى بل نحن المؤمنون بالإله الواحد الحكيم وليست اليهود على شيء من الدين والحق فقال رسول الله ص كلكم مخطئون مبطلون فاسقون عن دين الله وأمره فقالت اليهود فكيف نكون كافرين وفينا كتاب الله التوراة نقرؤه فقالت النصارى كيف نكون كافرين ولنا كتاب الله الإنجيل نقرؤه فقال رسول الله ص إنكم خالفتم أيها اليهود والنصارى كتاب الله فلم تعملوا به فلو كنتم عاملين بالكتابين لما كفر بعضكم بعضا بغير حجة لأن كتب الله أنزلها شفاء من العمى وبيانا من الضلالة يهدي العاملين بها إلى صراط مستقيم وكتاب الله إذا لم تعملوا بما كان فيه كان وبالا عليكم وحجة الله إذا لم تنقادوا لها كنتم لله عاصين ولسخطه متعرضين ثم أقبل رسول الله ص على اليهود وقال احذروا أن ينالكم بخلاف أمر الله وخلاف كتاب الله ما أصاب أوائلكم الذين قال الله فيهم {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم} وأمروا بأن يقولوه قال الله تعالى {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء} عذابا من السماء طاعونا نزل بهم فمات منهم مائة وعشرون ألفا ثم أخذهم بعد ذلك فمات منهم مائة وعشرون ألفا أيضا وكان خلافهم أنهم لما أن بلغوا الباب رأوا بابا مرتفعا فقالوا ما بالنا نحتاج أن نركع عند الدخول هاهنا ظننا أنه باب متطأمن لا بد من الركوع فيه وهذا باب مرتفع إلى متى يسخر بنا هؤلاء يعنون موسى ويوشع بن نون ويسجدونا في الأباطيل وجعلوا أستاههم نحو الباب وقالوا بدل قولهم حطة الذي أمروا به همطا سمقانا يعنون حنطة حمراء فذلك تبديلهم
---------------
بحار الانوار ج9 ص184, تفسير الامام العسكري (ع) ص544
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و أشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} أي أحبوا العجل حتى عبدوه ثم قالوا نحن أولياء الله فقال الله عز وجل إن كنتم أولياء الله كما تقولون {فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} لأن في التوراة مكتوب أن أولياء الله يتمنون الموت قوله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل} الآية فإنها نزلت في اليهود الذين قالوا لرسول الله ص إن لنا من الملائكة أصدقاء وأعداء فقال رسول الله ص من صديقكم ومن عدوكم قالوا جبرئيل عدونا لأنه يأتي بالعذاب ولو كان الذي نزل عليك ميكائيل لآمنا بك فإن ميكائيل صديقنا وجبرئيل ملك الفظاظة والعذاب وميكائيل ملك الرحمة فأنزل الله تعالى{قل من كان عدوا لجبريل} إلى قوله{فإن الله عدو للكافرين}
---------------
بحار الانوار ج9 ص186, تفسير القمي ج1 ص54
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا} الآية قال الإمام (ع) قال الله تعالى لما آمن المؤمنون وقبل ولاية محمد وعلي (ع) العاقلون وصد عنهما المعاندون {و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا} أعداء يجعلونهم لله أمثالا {يحبونهم كحب الله} يحبون تلك الأنداد من الأصنام كحبهم لله {و الذين آمنوا أشد حبا لله} من هؤلاء المتخذين الأنداد مع الله لأن المؤمنين يرون الربوبية لله لا يشركون ثم قال يا محمد{و لو يرى الذين ظلموا} باتخاذ الأصنام أندادا واتخاذ الكفار والفجار أمثالا لمحمد وعلي صلوات الله عليهما {إذ يرون العذاب} الواقع بهم لكفرهم وعنادهم {أن القوة لله} لعلموا أن القوة لله يعذب من يشاء ويكرم من يشاء لا قوة للكفار يمتنعون بها عن عذابه{و أن الله شديد العذاب} ولعلموا أن الله شديد العقاب لمن اتخذ الأنداد مع الله ثم قال {إذ تبرأ الذين اتبعوا} الرؤساء {من الذين اتبعوا} الرعايا والأتباع {و تقطعت بهم الأسباب} فنيت حيلهم ولا يقدرون على النجاة من عذاب الله بشيء {و قال الذين اتبعوا الأتباع لو أن لنا كرة} يتمنون لو كان لهم رجعة إلى الدنيا {فنتبرأ منهم} هناك {كما تبرؤا منا} هنا قال الله عز وجل {كذلك} كما تبرأ بعضهم من بعض {يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} وذلك أنهم عملوا في الدنيا لغير الله فيرون أعمال غيرهم التي كانت لله قد عظم الله ثواب أهلها ورأوا أعمال أنفسهم لا ثواب لها إذ كانت لغير الله وكانت على غير الوجه الذي أمر الله قال الله عز وجل {و ما هم بخارجين من النار} عذابهم سرمد دائم إذ كانت ذنوبهم كفرا لا يلحقهم شفاعة نبي ولا وصي ولا خير من خيار شيعتهم
------------------
بحار الانوار ج9 ص186, تفسير الامام العسكري (ع) 578
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق} الآية فإن البهائم إذا زجرها صاحبها فإنها تسمع الصوت ولا تدري ما يريد وكذلك الكفار إذا قرأت عليهم القرآن وعرضت عليهم الإيمان لا يعلمون مثل البهائم
-----------------
بحار الانوار ج9 ص187, تفسير القمي ج1 ص62
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و مثل الذين كفروا} الآية قال الإمام (ع) قال الله عز وجل {و مثل الذين كفروا} في عبادتهم الأصنام واتخاذهم الأنداد من دون محمد وعلي صلوات الله عليهما {كمثل الذي ينعق} بما لا يسمع} يصوت بما لا يسمع {إلا دعاء ونداء} لا يفهم ما يراد منه فيتعب المستغيث به ويعين من استغاثه {صم بكم عمي} من الهدى في اتباعهم الأنداد من دون الله والأضداد لأولياء الله الذين سموهم بأسماء خيار خلفاء الله ولقبوهم بألقاب أفاضل الأئمة الذين نصبهم الله لإقامة دين الله {فهم لا يعقلون} أمر الله عز وجل
قال علي بن الحسين (ع) هذا في عباد الأصنام وفي النصاب لأهل بيت محمد ص نبي الله هم أتباع إبليس وعتاة مردته سوف يصيرونهم إلى الهاوية
-------------------
بحار الانوار ج9 ص187, تفسير الامام العسكري (ع) ص583
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {ليس البر أن تولوا وجوهكم} الآية قال الإمام قال علي بن الحسين (ع) إن رسول الله ص لما أن فضل عليا وأخبر عن جلالته عند ربه عز وجل وأبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم وكتمانهم محمدا وعليا عليهما الصلاة والسلام في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم فخرت اليهود والنصارى عليهم فقال اليهود قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلوات الكثيرة وفينا من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة موسى التي أمرنا بها وقالت النصارى قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلوات الكثيرة وفينا من يحيي الليل صلاة إليها وهي قبلة عيسى التي أمرنا بها وقال كل واحد من الفريقين أ ترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة وصلاتنا إلى قبلتنا لأنا لا نتبع محمدا على هواه في نفسه وأخيه فأنزل الله تعالى يا محمد ص قل {ليس البر} الطاعة التي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان {أن تولوا وجوهكم قبل المشرق} بصلاتكم أيها النصارى وقبل المغرب أيها اليهود وأنتم لأمر الله مخالفون وعلى ولي الله مغتاظون {و لكن البر من آمن بالله} بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد يعظم من يشاء ويكرم من يشاء ويهين من يشاء ويذله لا راد لأمر الله و{لا معقب لحكمه} وآمن باليوم الآخر يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمد سيد النبيين وبعده علي أخوه وصفيه سيد الوصيين والتي لا يحضرها من شيعة محمد أحد إلا أضاءت فيها أنواره فصار فيها إلى جنات النعيم هو وإخوانه وأزواجه وذرياته والمحسنون إليه والدافعون في الدنيا عنه ولا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيته ظلماتها فيسير فيها إلى العذاب الأليم هو وشركاؤه في عقده ودينه ومذهبه والمتقربون كانوا في الدنيا إليه من غير تقية لحقتهم منه الخبر
-----------------
بحار الانوار ج9 ص187, تفسير الامام العسكري (ع) ص589
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير الإمام عليه السلام, {و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} الآية قال الإمام (ع) لما أمر الله عز وجل في الآية المتقدمة بالتقوى سرا وعلانية أخبر محمدا ص أن في الناس من يظهرها ويسر خلافها وينطوي على معاصي الله فقال يا محمد {و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} وبإظهاره تلك الدين والإسلام وتزينه في حضرتك بالورع والإحسان {و يشهد الله على ما في قلبه} بأن يحلف لك بأنه مؤمن مخلص مصدق لقوله بعمله {و إذا تولى} عنك أدبر {سعى في الأرض ليفسد فيها} ويعصي بالكفر المخالف لما أظهر لك والظلم المباين لما وعد من نفسه بحضرتك {و يهلك الحرث} بأن يحرقه أو يفسده {و النسل} بأن يقتل الحيوانات فيقطع نسلها {و الله لا يحب الفساد} لا يرضى به ولا يترك أن يعاقب عليه{و إذا قيل له} لهذا الذي يعجبك قوله {اتق الله} ودع سوء صنيعك {أخذته العزة بالإثم} الذي هو محتقبه فيزداد إلى شره شرا ويضيف إلى ظلمه ظلما {فحسبه جهنم} جزاء له على سوء فعله وعذابا {و لبئس المهاد} تمهيدها ويكون دائما فيها
--------------
بحار الانوار ج9 ص188, تفسير الامام العسكري (ع) ص617
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و يهلك الحرث والنسل} قال الحرث في هذا الموضع الدين والنسل الناس ونزلت في الثاني ويقال في معاوية
--------------
بحار الانوار ج9 ص189, تفسير القمي ج1 ص70
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن (ع) عن قول الله {و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} قال فلان وفلان {و يهلك الحرث والنسل} هم الذرية والحرث الزرع
-----------------
بحار الانوار ج9 ص189, تفسير العياشي ج1 ص100
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن زرارة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال سألتهما عن قوله {و إذا تولى سعى في الأرض} إلى آخر الآية فقال النسل الولد والحرث الأرض وقال أبو عبد الله (ع) الحرث الذرية
--------------
بحار الانوار ج9 ص189, تفسير العياشي ج1 ص100
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبي إسحاق السبيعي عن علي (ع) في قوله {و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل} بظلمه وسوء سيرته {و الله لا يحب الفساد}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص189, تفسير العياشي ج1 ص101
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {و هو ألد الخصام} قال اللد الخصومة
---------------
بحار الانوار ج9 ص190, تفسير العياشي ج1 ص101
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقر ومنهم من أنكر
---------------
بحار الانوار ج9 ص190, تفسير العياشي ج1 ص103, الكافي ج8 ص290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي {ها أنتم هؤلاء} أي أنتم يا هؤلاء {حاججتم فيما لكم به علم} يعني بما في التوراة والإنجيل {فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم} يعني بما في صحف إبراهيم (ع) قوله تعالى {و تكتمون الحق وأنتم تعلمون} أي تعلمون ما في التوراة من صفة رسول الله ص وتكتمونه قوله تعالى {و قالت طائفة من أهل الكتاب} الآية قال نزلت في قوم من اليهود قالوا آمنا بالذي جاء به محمد ص بالغداة وكفروا به بالعشي
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {و قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون} فإن رسول الله ص لما قدم المدينة وهو يصلي نحو بيت المقدس أعجب ذلك اليهود فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى البيت الحرام وجدت اليهود من ذلك وكان صرف القبلة في صلاة الظهر فقالوا صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي أنزل على محمد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله ص المسجد الحرام لعلهم يرجعون إلى قبلتنا
-----------------
بحار الانوار ج9 ص190, تفسير القمي ج1 ص105
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} فإن اليهود قالوا يحل لنا أن نأخذ مال الأميين والأميون الذين ليس معهم كتاب فرد الله عليهم فقال {و يقولون على الله الكذب وهم يعلمون} قوله {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} قال يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون فيأخذون منهم ويخونونهم وما هم بمسلمين على الحقيقة قوله تعالى {و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} الآية قال كان اليهود يقرءون شيئا ليس في التوراة ويقولون هو في التوراة فكذبهم الله قوله ما كان لبشر الآية أي إن عيسى لم يقل للناس إني خلقتكم فكونوا عبادا لي من دون الله ولكن قال لهم كونوا ربانيين أي علماء قوله {و لا يأمركم} الآية قال كان قوم يعبدون الملائكة وقوم من النصارى زعموا أن عيسى رب واليهود قالوا عزير ابن الله فقال الله {لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص190, تفسير القمي ج1 ص106
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {أ فغير دين الله يبغون}قال أ غير هذا الذي قلت لكم أن تقروا بمحمد ووصيه {و له أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} أي فرقا من السيف
---------------
بحار الانوار ج9 ص191, تفسير القمي ج1 ص106
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} الآية قال إن يعقوب كان يصيبه عرق النسا فحرم على نفسه لحم الجمل فقالت اليهود إن لحم الجمل محرم في التوراة فقال عز وجل لهم {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} إنما حرم هذا إسرائيل على نفسه ولم يحرمه على الناس
-----------------
بحار الانوار ج9 ص191, تفسير القمي ج1 ص106
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} قال إن إسرائيل كان إذا أكل لحوم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم الإبل وذلك{من قبل أن تنزل التوراة}فلما أنزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله
----------------
بحار الانوار ج9 ص191, تفسير العياشي ج1 ص184
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول في قول الله {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين} وقد علم أن هؤلاء لم تقتلوا ولكن لقد كان هواهم مع الذين قتلوا فسماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل
----------------
وسائل الشيعة ج16 ص268, مستدرك الوسائل ج12 ص107, بحار الانوار ج9 ص192, تفسير العياشي ج1 ص208
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله (ع) قال لما نزلت هذه الآيات {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين} وقد علم أن قالوا والله ما قتلنا ولا شهدنا قال وإنما قيل لهم ابرءوا ممن قتلهم فأبوا
---------------
تفسير العياشي ج1 ص208, بحار الانوار ج9 ص192, وسائل الشيعة ج16 ص141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} قال والله ما رأوا الله فيعلمون أنه فقير ولكنهم رأوا أولياء الله فقراء فقالوا لو كان الله غنيا لأغنى أولياءه فافتخروا على الله بالغنى وأما قوله{الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار} فكان عند بني إسرائيل طست كانوا يقربون فيه القربان فيضعونه في الطست فتجيء نار فتقع فيه فتحرقه فقالوا لرسول الله ص لن نؤمن لك حتى تأتينا بقربان تأكله النار كما كان لبني إسرائيل فقال الله تعالى {قل} لهم يا محمد} قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين}
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤ بالبينات الآيات والزبر} هو كتب الأنبياء {و الكتاب المنير} الحلال والحرام
---------------
بحار الانوار ج9 ص192, تفسير القمي ج1 ص127
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} ذلك أن الله أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد ص لتبيننه للناس إذا خرج ولا تكتمونه {فنبذوه وراء ظهورهم} يقول نبذوا عهد الله وراء ظهورهم {و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}
---------------
بحار الانوار ج9 ص192, تفسير القمي ج1 ص128
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو جعفر (ع) نزلت هذه الآية على محمد ص هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أعقابها الآية فأما قوله {مصدقا لما معكم} يعني مصدقا برسول الله ص
----------------
بحار الانوار ج9 ص193, تفسير العياشي ج1 ص245
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{أ لم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء} قال هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذي النورين قوله {و لا يظلمون فتيلا} قال القشرة التي تكون على النواة ثم كنى عنهم فقال{انظر كيف يفترون على الله الكذب} وهم هؤلاء الثلاثة وقوله {أ لم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} قال نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب فقالوا أ ديننا أفضل أم دين محمد قالوا بلى دينكم أفضل وقد روي فيه أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد حقهم وحسدوا منزلتهم فقال الله {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} يعني النقطة التي في ظهر النواة ثم قال {أم يحسدون الناس يعني بالناس هنا أمير المؤمنين والأئمة (ع) {على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} وهي الخلافة بعد النبوة وهم الأئمة (ع)
حدثني علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله (ع) عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر الأحول عن حنان عن أبي عبد الله (ع) قال قلت قوله {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب} قال النبوة قلت {و الحكمة} قال الفهم والقضاء {و آتيناهم ملكا عظيما} قال الطاعة المفروضة
---------------
بحار الانوار ج9 ص193, تفسير القمي ج1 ص140
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} نزلت في الزبير بن العوام فإنه نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير ترضى بابن شيبة اليهودي وقال اليهودي نرضى بمحمد ص فأنزل الله تعالى{أ لم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك} إلى قوله {رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} هم أعداء آل محمد ص كلهم جرت فيهم هذه الآية
--------------
بحار الانوار ج9 ص194, تفسير القمي ج1 ص141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي عبد الله وأبي جعفر (ع) قالا المصيبة هي الخسف والله بالفاسقين عند الحوض قول الله {فكيف إذا أصابتهم مصيبة} الآية
---------------
بحار الانوار ج9 ص194, تفسير القمي ج1 ص142
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و لو لا فضل الله عليكم ورحمته} قال الفضل رسول الله ص والرحمة أمير المؤمنين صلوات الله عليه
----------------
بحار الانوار ج9 ص194, تفسير العياشي ج1 ص261, تفسير القمي ج1 ص145, المناقب ج4 ص180
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} يعني ليس ما تتمنون أنتم ولا أهل الكتاب أي أن لا تعذبوا بأفعالكم قوله {و لا يظلمون نقيرا} هي النقطة التي في النواة
--------------
بحار الانوار ج9 ص194, تفسير القمي ج1 ص152
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله (ع) في قول الله {و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} قال هو رسول الله ص
---------------
بحار الانوار ج9 ص194, تفسير العياشي ج1 ص283
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن المفضل قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {و إن من أهل الكتاب} الآية فقال هذه فينا نزلت خاصة إنه ليس رجل من ولد فاطمة (ع) يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للإمام بإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا {تالله لقد آثرك الله علينا}
-------------
بحار الانوار ج9 ص195, تفسير العياشي ج1 ص283
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن ابن سنان عن أبي عبد الله (ع) في قول الله في عيسى {و إن من أهل الكتاب} الآية فقال إنما إيمان أهل الكتاب لمحمد ص
--------------
بحار الانوار ج9 ص195, تفسير العياشي ج1 ص284
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت أيها الأمير أية آية هي فقال قوله {و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} والله إني لأمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأول قال كيف هو قلت إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي قال ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به فقلت حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فقال جئت والله بها من عين صافية
------------------
بحار الانوار ج9 ص195, تفسير القمي ج1 ص158
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى{فبظلم من الذين هادوا} الآية فإنه حدثني أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول من زرع حنطة في أرض فلم تزك في أرضه وزرعه وخرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعه وأكرته لأن الله يقول {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} يعني لحوم الإبل والبقر والغنم هكذا أنزلها الله فاقرءوها هكذا وما كان الله ليحل شيئا في كتابه ثم يحرمه بعد ما أحله ولا يحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه قلت وكذلك أيضا {و من البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما} قال نعم قلت فقوله {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} قال إن إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل يهيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم الإبل وذلك من قبل أن تنزل التوراة فلما نزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله
----------------
بحار الانوار ج9 ص195, تفسير القمي ج1 ص158
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن عبد الله بن سليمان قال قلت لأبي عبد الله (ع) قوله {قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا} قال البرهان محمد ص والنور علي (ع) قال قلت قوله {صراطا مستقيما} قال الصراط المستقيم علي ع
---------------
بحار الانوار ج9 ص197, تفسير العياشي ج1 ص285, شواهد التنزيل ج1 ص79
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و من الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم} قال عنى أن عيسى ابن مريم عبد مخلوق فجعلوه ربا {فنسوا حظا مما ذكروا به} قوله {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير} قال يبين النبي ص ما أخفيتموه مما في التوراة من أخباره ويدع كثيرا لا يبينه {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} يعني بالنور أمير المؤمنين والأئمة (ع) قوله {قد جاءكم رسولنا يبين لكم} مخاطبة لأهل الكتاب {يبين لكم على فترة من الرسل} قال على انقطاع من الرسل ثم احتج عليهم فقال {أن تقولوا} أي لئلا تقولوا قوله{اذكروا نعمت الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا} يعني في بني إسرائيل لم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد ثم جمع الله لنبيه ص
----------------
بحار الانوار ج9 ص197, تفسير القمي ج1 ص164
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {قالت اليهود يد الله مغلولة} قال فقال لي كذا وقال وأومأ بيده إلى عنقه ولكنه قال قد فرغ من الأشياء
وفي رواية أخرى يعني قولهم فرغ من الأمر
وعن حماد عنه (ع) قال يعنون أنه قد فرغ مما هو كائن{لعنوا بما قالوا} قال الله عز وجل {بل يداه مبسوطتان}
--------------
بحار الانوار ج9 ص198, تفسير العياشي ج1 ص330
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن جابر عن أبي جعفر (ع) في قوله {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد قصمه الله
----------------
بحار الانوار ج9 ص198, تفسير العياشي ج1 ص330, تفسير القمي ج1 ص170
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى ولو أن أهل الكتاب {أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم} قال الولاية
----------------
بحار الانوار ج9 ص198, تفسير العياشي ج1 ص330, الكافي ج1 ص413, بصائر الدرجات ص76, تاويل الايات ص160
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبي الصهباء البكري قال سمعت علي بن أبي طالب (ع) ودعا رأس الجالوت وأسقف النصارى فقال إني سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما فلا تكتماني ثم دعا أسقف النصارى فقال أنشدك بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى وجعل على رجله البركة وكان يبرئ الأكمه والأبرص وأبرأ أكمه العين وأحيا الميت وصنع لكم من الطين طيورا وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون فقال دون هذا صدق فقال علي (ع) بكم افترقت بنو إسرائيل بعد عيسى فقال لا والله إلا فرقة واحدة فقال علي كذبت والذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة إن الله يقول {منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون} فهذه التي تنجو
---------------
بحار الانوار ج9 ص198, تفسير العياشي ج1 ص330
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (ع) في قول الله تعالى {يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} قال هو ولاية أمير المؤمنين (ع)
----------------
بحار الانوار ج9 ص198, تفسير العياشي ج1 ص334
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و قالت اليهود يد الله مغلولة} الآية قال قالوا قد فرغ الله من الأمر لا يحدث الله غير ما قدره في التقدير الأول فرد الله عليهم فقال {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} أي يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البداء والمشية قوله {و لو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم} يعني اليهود والنصارى {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} قال من فوقهم المطر ومن تحت أرجلهم النبات قوله {منهم أمة مقتصدة} قال قوم من اليهود دخلوا في الإسلام فسماهم الله مقتصدة
----------------
بحار الانوار ج9 ص199, تفسير العياشي ج1 ص170
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن مروان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال ذكر النصارى وعداوتهم فقلت قول الله تعالى {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} قال أولئك كانوا قوما بين عيسى ومحمد ص ينتظرون مجيء محمد ص
----------------
بحار الانوار ج9 ص199, تفسير العياشي ج1 ص335
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) في قول الله {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} قال إن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن قالوا وصلت فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة فلا يستحلون ظهرها ولا أكلها والحام فحل الإبل لم يكونوا يستحلون فأنزل الله إن الله لم يحرم شيئا من هذا وعن أبي عبد الله (ع) قال البحيرة إذا ولدت ولد ولدها بحرت
---------------
بحار الانوار ج9 ص199, تفسير العياشي ج1 ص347, معاني الاخبار ص148
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ما جعل الله من بحيرة} الآية فإن البحيرة كانت إذا وضعت الشاة خمسة أبطن ففي السادسة قالت العرب قد بحرت فجعلوها للصنم ولا تمنع ماء ولا مرعى والوصيلة إذا وضعت الشاة خمسة أبطن ثم وضعت في السادسة جديا وعناقا في بطن واحد جعلوا الأنثى للصنم وقالوا وصلت أخاها وحرموا لحلمها على النساء والحام كان إذا كان الفحل من الإبل جد الجد قالوا حمى ظهره فسموه حاما فلا يركب ولا يمنع ماء ولا مرعى ولا يحمل عليه شيء فرد الله عليهم فقال {ما جعل الله من بحيرة} إلى قوله {و أكثرهم لا يعقلون}
---------------
مستدرك الوسائل ج16 ص351, بحار الانوار ج9 ص199, تفسير القمي ج1 ص188
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} فلفظ الآية ماض ومعناه مستقبل ولم يقله بعد وسيقوله وذلك أن النصارى زعموا أن عيسى قال لهم إني وأمي إلهان من دون الله فإذا كان يوم القيامة يجمع الله بين النصارى وبين عيسى فيقول له{أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين} فيقول عيسى {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب} إلى قوله {و أنت على كل شيء شهيد} والدليل على أن عيسى لم يقل لهم ذلك قوله {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص200, تفسير القمي ج1 ص190
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن ثعلبة عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر (ع) في قول الله تبارك وتعالى لعيسى{أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} قال لم يقله وسيقوله إن الله إذا علم أن شيئا كائن أخبر عنه خبر ما كان
وعن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (ع) أنه سئل عن هذه الآية فقال إن الله إذا أراد أمرا أن يكون قصه قبل أن يكون كان قد كان
----------------
بحار الانوار ج9 ص200, تفسير العياشي ج1 ص351
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) في قوله{تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب} قال إن الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون حرفا فاحتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف فمن ثم لا يعلم أحد ما في نفسه عز وجل أعطى آدم اثنين وسبعين حرفا من الاسم توارثتها الأنبياء حتى صارت إلى عيسى فذلك قول عيسى {تعلم ما في نفسي} يعني اثنين وسبعين حرفا من الاسم الأكبر يقول أنت علمتنيها فأنت تعلمها {و لا أعلم ما في نفسك} يقول لأنك احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلا يعلم أحد ما في نفسك
----------------
بحار الانوار ج9 ص200, تفسير العياشي ج1 ص351
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قال تعالى حكاية عن قريش {و قالوا لو لا أنزل عليه ملك} يعني على رسول الله ص {و لو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون} فأخبر عز وجل أن الآية إذا جاءت والملك إذا نزل ولم يؤمنوا هلكوا فاستعفى النبي ص من الآيات رأفة منه ورحمة على أمته وأعطاه الله الشفاعة ثم قال الله{و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن} أي نزل بهم العذاب ثم قال {قل لهم يا محمد سيروا في الأرض} أي انظروا في القرآن وأخبار الأنبياء {ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} ثم قال{قل لهم لمن ما في السماوات والأرض} ثم رد عليهم فقال {قل لهم لله كتب على نفسه الرحمة} يعني أوجب الرحمة على نفسه
----------------
بحار الانوار ج9 ص201, تفسير القمي ج1 ص194
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله (ع) لبسوا عليهم لبس الله عليهم فإن الله يقول {و للبسنا عليهم ما يلبسون}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص201, تفسير العياشي ج1 ص355
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم} وذلك أن مشركي أهل مكة قالوا يا محمد ما وجد الله رسولا يرسله غيرك ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول وذلك في أول ما دعاهم وهو يومئذ بمكة قالوا ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم فأتنا بمن يشهد أنك رسول الله ص قال رسول الله {الله شهيد بيني وبينكم} الآية قال {أ إنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى} يقول الله لمحمد ص {فإن شهدوا فلا تشهد معهم} قال{قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون}
----------------
بحار الانوار ج9 ص201, تفسير القمي ج1 ص195
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في قوله {و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} يعني الأئمة من بعده وهم ينذرون به الناس
وعن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (ع) قال من بلغ أن يكون إماما من ذريته الأوصياء فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله
----------------
بحار الانوار ج9 ص201, تفسير العياشي ج1 ص356
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن عمار بن ميثم عن أبي عبد الله (ع) قال قرأ رجل عند أمير المؤمنين {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فقال بلى والله لقد كذبوه أشد المكذبين ولكنها مخففة لا يكذبونك لا يأتون بباطل يكذبون به حقك
وعن الحسين بن المنذر عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى {فإنهم لا يكذبونك} قال لا يستطيعون إبطال قولك
---------------
الكافي ج8 ص200, بحار الانوار ج9 ص202, تفسير العياشي ج1 ص359
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون} الآية فإنها قرئت على أبي عبد الله (ع) فقال بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب وإنما نزلت لا يكذبونك أي لا يأتون بحق يبطلون حقك
حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد الله (ع) يا حفص إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا ثم قال عليك بالصبر في جميع أمورك فإن الله بعث محمد ص وأمره بالصبر والرفق فقال {و اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا} وقال {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فصبر رسول الله ص حتى قابلوه بالعظام ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله {و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} فألزم نفسه الصبر فقعدوا وذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال رسول الله ص لقد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكرهم إلهي فأنزل الله تعالى {و لقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون} فصبر ص في جميع أحواله ثم بشر في الأئمة من عترته ووصفوا بالصبر فقال {و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فعند ذلك قال ص الصبر من الإيمان كالرأس من البدن فشكر الله له ذلك فأنزل الله عليه {و تمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} فقال آية بشرى وانتقام فأباح الله قتل المشركين حيث وجدوا فقتلهم على يدي رسول الله ص وأحبائه وعجل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {و إن كان كبر عليك إعراضهم} قال كان رسول الله ص يحب إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف دعاه رسول الله ص وجهد به أن يسلم فغلب عليه الشقاء فشق ذلك على رسول الله فأنزل الله تعالى {و إن كان كبر عليك إعراضهم} إلى قوله {نفقا في الأرض} يقول سربا وقال علي بن إبراهيم في قوله {نفقا في الأرض أو سلما في السماء} قال إن قدرت أن تحفر الأرض أو تصعد السماء أي لا تقدر على ذلك ثم قال {و لو شاء الله لجمعهم على الهدى} أي جعلهم كلهم مؤمنين وقوله {فلا تكونن من الجاهلين} مخاطبة للنبي ص والمعنى للناس ثم قال {إنما يستجيب الذين يسمعون} يعني يعقلون ويصدقون{و الموتى يبعثهم الله} أي يصدقون بأن الموتى يبعثهم الله {و قالوا لو لا نزل عليه آية} أي هلا نزل عليه آية {قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون} قال لا يعلمون أن الآية إذا جاءت ولم يؤمنوا بها لهلكوا
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {إن الله قادر على أن ينزل آية} وسيريكم في آخر الزمان آيات منها دابة الأرض والدجال ونزول عيسى ابن مريم وطلوع الشمس من مغربها
---------------
الكافي ج2 ص88, وسائل الشيعة ج15 ص261, بحار الانوار ج9 ص202, تفسير القمي ج1 ص196
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {قل} لهم يا محمد {أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أ غير الله تدعون إن كنتم صادقين} ثم رد عليهم فقال {بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} قال تدعون الله إذا أصابكم ضر ثم إذا كشف عنكم ذلك تنسون ما تشركون أي تتركون الأصنام
---------------
بحار الانوار ج9 ص204, تفسير القمي ج1 ص199
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
,تفسير القمي, قوله{قل أ رأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون} قال الله تعالى قل لقريش {إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله} يردها عليكم إلا الله{ثم هم يصدفون} أي يكذبون
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {قل أ رأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم} يقول أخذ الله منكم الهدى {ثم هم يصدفون} يقول يعرضون قوله تعالى{قل أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} فإنها نزلت لما هاجر رسول الله ص إلى المدينة وأصاب أصحابه الجهد والعلل والمرض فشكوا ذلك إلى رسول الله ص فأنزل الله {قل} لهم يا محمد{أ رأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} أي إنه لا يصيبكم إلا الجهد والضر في الدنيا فأما العذاب الأليم الذي فيه الهلاك لا يصيب إلا القوم الظالمين
--------------
بحار الانوار ج9 ص204, تفسير القمي ج1 ص201
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال السلطان الجائر{أو من تحت أرجلكم} قال السفلة ومن لا خير فيه{أو يلبسكم شيعا} قال العصبية {و يذيق بعضكم بأس بعض} قال سوء الجوار
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال هو الدجال والصيحة {أو من تحت أرجلكم} وهو الخسف {أو يلبسكم شيعا} وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض {و يذيق بعضكم بأس بعض} وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة يقول الله {انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك} وهم قريش قوله{لكل نبإ مستقر} يقول لكل نبإ حقيقة {و سوف تعلمون} وقوله {لعلهم يفقهون} أي كي يفقهون قوله {و كذب به قومك وهو الحق} يعني القرآن كذبت به قريش قوله {لكل نبإ مستقر} لكل خبر وقت قوله {و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} يعني الذين يكذبون بالقرآن ويستهزءون به قوله {كالذي استهوته الشياطين} أي خدعته قوله {له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا} يعني ارجع إلينا وهو كناية عن إبليس
---------------
بحار الانوار ج9 ص205, تفسير القمي ج1 ص203
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن ربعي بن عبد الله عمن ذكره عن أبي جعفر (ع) في قول الله{و إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال الكلام في الله والجدال في القرآن {فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} قال منه القصاص
---------------
مستدرك الوسائل ج12 ص247, بحار الانوار ج9 ص205, تفسير العياشي ج1 ص362
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله سبحانه {و ما قدروا الله حق قدره} قال لم يبلغوا من عظمة الله أن يصفوه بصفته {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} وهم قريش واليهود فرد الله عليهم واحتج وقال {قل} لهم يا محمد {من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها} يعني تقرون ببعضها{و تخفون كثيرا} يعني من أخبار رسول الله ص {و علمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} يعني فيما خاضوا فيه من التكذيب ثم قال {و هذا كتاب} يعني القرآن{أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه} يعني التوراة والإنجيل والزبور {و لتنذر أم القرى ومن حولها} يعني مكة وإنما سميت أم القرى لأنها خلقت أول بقعة {و الذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به} أي بالنبي والقرآن
----------------
بحار الانوار ج9 ص205, تفسير القمي ج1 ص209
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها} قال كانوا يكتمون ما شاءوا ويبدون ما شاءوا
في رواية أخرى عنه (ع) قال كانوا يكتبونه في القراطيس ثم يبدون ما شاءوا ويخفون ما شاءوا وقال كل كتاب أنزل فهو عند أهل العلم
-----------------
بحار الانوار ج9 ص206, تفسير العياشي ج1 ص369
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى{و من عمي فعليها} يعني على النفس وذلك لاكتسابها المعاصي قوله {و ليقولوا درست} قال كانت قريش تقول لرسول الله ص إن الذي تخبرنا به من الأخبار تتعلمه من علماء اليهود وتدرسه قوله {و أعرض عن المشركين} منسوخة بقوله {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} قوله {و أقسموا بالله جهد أيمانهم} يعني قريشا قوله {و نقلب أفئدتهم وأبصارهم} يقول وننكس قلوبهم
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {و نقلب أفئدتهم وأبصارهم} يقول وننكس قلوبهم فيكون أسفل قلوبهم أعلاها ونعمي أبصارهم فلا يبصرون الهدى {كما لم يؤمنوا به أول مرة} يعني في الذر والميثاق {و نذرهم في طغيانهم يعمهون} أي يضلون ثم عرف الله نبيه ص ما في ضمائرهم وأنهم منافقون فقال {و لو أننا نزلنا إليهم الملائكة} إلى قوله {قبلا} أي عيانا الآية قوله {و هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا} يعني يفصل بين الحق والباطل قوله {قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله} قال قال الأكابر لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي والتنزيل قوله{بما كانوا يمكرون} أي يعصون الله في السر
---------------
بحار الانوار ج9 ص206, تفسير القمي ج1 ص211
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} إلى قوله تعالى {ساء ما يحكمون} فإن العرب كانت إذا زرعوا زرعا قالوا هذا لله وهذا لآلهتنا وكانوا إذا سقوها فخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدوه وقالوا الله أغنى وإذا خرق من الذي للأصنام في الذي لله سدوه وقالوا الله أغنى وإذا وقع شيء من الذي لله في الذي للأصنام لم يردوه وقالوا الله أغنى وإذا وقع شيء من الذي للأصنام في الذي لله ردوه وقالوا الله أغنى فأنزل الله في ذلك على نبيه ص وحكى فعلهم وقولهم فقال {و جعلوا لله الآية} قوله {و كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} قال يعني أسلافهم زينوا لهم قتل أولادهم{ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم} يعني يغروهم ويلبسوا عليهم دينهم قوله {و قالوا هذه أنعام وحرث حجر}قال الحجر المحرم {لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم} قال كانوا يحرمونها على قوم {و أنعام حرمت ظهورها} يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام {و قالوا ما في بطون هذه الأنعام} قال كانوا يحرمون الجنين الذي يخرجونه من بطون الأنعام على النساء فإذا كان ميتا تأكله الرجال والنساء ثم قال {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} أي بغير فهم {و حرموا ما رزقهم الله} وهم قوم يقتلون أولادهم من البنات للغيرة وقوم كانوا يقتلون أولادهم من الجوع
----------------
بحار الانوار ج9 ص207, تفسير القمي ج1 ص217
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و على الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} يعني اليهود حرم الله عليهم لحوم الطير وحرم عليهم الشحوم وكانوا يحبونها إلا ما كان على ظهور الغنم أو في جانبه خارجا من البطن وهو قوله {حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا} يعني في الجنبين {أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم} أي كان ملوك بني إسرائيل يمنعون فقراءهم من أكل لحوم الطير والشحوم فحرم الله ذلك عليهم ببغيهم على فقرائهم
----------------
بحار الانوار ج9 ص207, تفسير القمي ج1 ص219
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا} يعني اليهود والنصارى وإن كنا لم ندرس كتبهم {أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم} يعني قريشا قالوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى وأطوع منهم {فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة} يعني القرآن {سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا} أي يدفعون ويمنعون عنها
---------------
بحار الانوار ج9 ص208, تفسير القمي ج1 ص221
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال فارقوا أمير المؤمنين (ع) وصاروا أحزابا
حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا قال فارق القوم والله دينهم
--------------
بحار الانوار ج9 ص208, تفسير القمي ج1 ص222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن كليب الصيداوي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال كان علي (ع) يقرؤها فارقوا دينهم قال فارق والله القوم دينهم
----------------
بحار الانوار ج9 ص208, تفسير العياشي ج1 ص385
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{المص كتاب أنزل إليك} مخاطبة لرسول الله ص {فلا يكن في صدرك حرج منه} أي ضيق {لتنذر به وذكرى للمؤمنين}
حدثني أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال إن حيي بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله ص فقالوا له أ ليس فيما تذكر فيما أنزل إليك الم قال بلى قالوا أتاك بها جبرئيل (ع) من عند الله قال نعم قالوا لقد بعث أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم أخبرنا مدة ملكه وما أكل أمته غيرك قال فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه فقال لهم الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأكل أمته إحدى وسبعون سنة قال ثم أقبل على رسول الله ص فقال له يا محمد هل مع هذا غيره قال نعم قال هاته قال المص قال هذا أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه مائة وإحدى وستون سنة ثم قال لرسول الله ص هل مع هذه غيره قال نعم قال هات قال الر قال هذا أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان ثم قال فهل مع هذا غيره قال نعم قال هات قال المر قال هذا أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان ثم قال هل مع هذا غيره قال نعم قالوا لقد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه وما يدرك لعل محمدا قد جمع له فيهم هذا كله وأكثر منه فقال أبو جعفر (ع) إن هذه الآيات أنزلت فيهم {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} وهي تجري في وجوه أخر على غير ما تأول حيي بن أخطب وأخوه وأصحابه ثم خاطب الله الخلق فقال{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء} غير محمد {قليلا ما تذكرون}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص209, تفسير القمي ج1 ص222
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و إذا فعلوا فاحشة قالوا} أي عبدة الأصنام
وفي رواية أبي الجارود قوله {كما بدأكم تعودون} قال خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا وكذلك يعودون يوم القيامة مهتد وضال
----------------
بحار الانوار ج9 ص209, تفسير القمي ج1 ص226
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى{لما يحييكم} قال الحياة الجنة {و اعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} أي يحول بين ما يريد الله وبين ما يريده
حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} يقول ولاية علي بن أبي طالب (ع) فإن اتباعكم إياه وولايته أجمع لأمركم وأبقى للعدل فيكم وأما قوله{و اعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} يقول يحول بين المرء المؤمن ومعصيته أن تقوده إلى النار ويحول بين الكافر وبين طاعته أن يستكمل بها الإيمان
----------------
بحار الانوار ج9 ص210, تفسير القمي ج1 ص271
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و إذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية فإنها نزلت لما قال رسول الله لقريش إن الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجر الملك إليكم فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونوا ملوكا في الجنة فقال أبو جهل {اللهم إن كان هذا} الذي يقول محمد {هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} حسدا لرسول الله ص ثم قال كنا وبني هاشم كفرسي رهان نحمل إذا حملوا ونظعن إذا ظعنوا ونوقد إذا أوقدوا فلما استوى بنا وبهم الركب قال قائل منهم منا نبي لا نرضى بذلك أن يكون في من خ ل بني هاشم ولا يكون في بني مخزوم ثم قال غفرانك اللهم فأنزل الله في ذلك {و ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} حين قال غفرانك اللهم فلما هموا بقتل رسول الله ص وأخرجوه من مكة قال الله {و ما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه} يعني قريشا ما كانوا أولياء مكة {إن أولياؤه إلا المتقون} أنت وأصحابك يا محمد فعذبهم الله بالسيف يوم بدر فقتلوا
-----------------
بحار الانوار ج9 ص210, تفسير القمي ج1 ص276
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, لما اجتمعت قريش أن يدخلوا على النبي ليلا فيقتلوه وخرجوا إلى المسجد يصفرون ويصفقون ويطوفون بالبيت فأنزل الله {و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين
--------------
بحار الانوار ج9 ص211, تفسير القمي ج1 ص274
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم} أما المسيح فعصوه وعظموه في أنفسهم حين زعموا أنه إله وأنه ابن الله وطائفة منهم قالوا ثالث ثلاثة وطائفة منهم قالوا هو الله وأما أحبارهم ورهبانهم فإنهم أطاعوا وأخذوا بقولهم واتبعوا ما أمروهم به ودانوا بما دعوهم إليه فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم وتركهم أمر الله وكتبه ورسله {فنبذوه وراء ظهورهم} وما أمرهم به الأحبار والرهبان اتبعوهم وأطاعوهم وعصوا الله وإنما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم فعير الله بني إسرائيل بما صنعوا يقول الله{و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}
---------------
بحار الانوار ج9 ص211, تفسير القمي ج1 ص288
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{إنما النسيء زيادة في الكفر} الآية فإنه كان سبب نزولها أن رجلا من كنانة كان يقف في الموسم فيقول قد أحللت دماء المحلين طي وخثعم في شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله صفر فإذا كان العام المقبل يقول قد أحللت صفر وأنسأته وحرمت بدله شهر المحرم فأنزل الله{إنما النسيء زيادة في الكفر} إلى قوله {زين لهم سوء أعمالهم}
----------------
بحار الانوار ج9 ص211, تفسير القمي ج1 ص290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله (ع) قال إنه لن يغضب الله لشيء كغضب الطلع والسدر إن الطلع كانت كالأترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود {يد الله مغلولة} نقصتا حملهما فصغر فصار له عجم واشتد العجم فلما أن قالت النصارى{المسيح ابن الله} زعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما وصار السدر إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلع فلا يحمل حتى يقوم قائمنا وقال من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمإ
----------------
بحار الانوار ج9 ص212, تفسير العياشي ج2 ص86
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} قال ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكنهم أحلوا لهم حلالا وحرموا عليهم حراما فأخذوا به فكانوا أربابهم من دون الله
وفي رواية أخرى فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون
------------------
الكافي ج1 ص53, وسائل الشيعة ج27 ص124, بحار الانوار ج9 ص212, تفسير العياشي ج2 ص87, المحاسن ج1 ص246
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{أ ولا يرون أنهم يفتنون في كل عام} أي يمرضون قوله {نظر بعضهم إلى بعض} يعني المنافقين{ثم انصرفوا} أي تفرقوا {صرف الله قلوبهم} عن الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق
--------------
بحار الانوار ج9 ص212, تفسير القمي ج1 ص308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله (ع) في قوله {قدم صدق عند ربهم} قال هو رسول الله ص
-----------------
بحار الانوار ج9 ص212, تفسير العياشي ج2 ص120, تفسير القمي ج1 ص308
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا} فإن قريشا قالت لرسول الله ص ائتنا بقرآن غير هذا فإن هذا شيء تعلمته من اليهود والنصارى قوله {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله} أي قد لبثت فيكم أربعين سنة قبل أن يوحى إلي لم آتكم بشيء منه حتى أوحي إلي وأما قوله {أو بدله}
فإنه أخبرني الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى{ائت بقرآن غير هذا أو بدله} يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي}يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) قوله {و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} قال كانت قريش يعبدون الأصنام ويقولون إنما نعبدهم {ليقربونا إلى الله زلفى} فإنا لا نقدر على عبادة الله فرد الله عليهم وقال{قل} لهم يا محمد {أ تنبئون الله بما لا يعلم} أي ليس له شريك يعبد
---------------
بحار الانوار ج9 ص213, تفسير القمي ج1 ص309
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع} الآية فأما من يهدي إلى الحق فهو محمد وآل محمد من بعده وأما من لا يهدي إلا أن يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته من بعده
وفي رواية أبي الجارود عنه (ع) قوله{قل أ رأيتم إن أتاكم عذابه بياتا} يعني ليلا {أو نهارا ما ذا يستعجل منه المجرمون} فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم قوله {و ما أنا عليكم بوكيل} أي لست بوكيل عليكم أحفظ أعمالكم إنما علي أن أدعوكم
----------------
بحار الانوار ج9 ص213, تفسير القمي ج1 ص312
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع{الر كتاب أحكمت آياته} قال هو {القرآن من لدن حكيم خبير} قال من عند حكيم خبير {و أن استغفروا ربكم} يعني المؤمنين قوله {و يؤت كل ذي فضل فضله} فهو علي بن أبي طالب (ع) قوله {و إن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} يعني الدخان والصيحة قوله {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه} يقول يكتمون ما في صدورهم من بغض علي (ع) وقال رسول الله ص إن آية المنافق بغض علي (ع) فكان قوم يظهرون المودة لعلي (ع) عند النبي ص ويسرون بغضه فقال {ألا حين يستغشون ثيابهم} فإنه كان إذا حدث بشيء من فضل علي أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا يقول الله {يعلم ما يسرون وما يعلنون} حين قاموا {إنه عليم بذات الصدور} قوله {و لئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} قال إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم عجل الله فرجه فنردهم ونعذبهم{ليقولن ما يحبسه} أي يقولون أما لا يقوم القائم ولا يخرج على حد الاستهزاء فقال الله{ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن} قوله{أ فمن كان على بينة من ربه}
حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال إنما أنزلت{أ فمن كان على بينة من ربه} يعني رسول الله ص {و يتلوه شاهد منه} يعني أمير المؤمنين إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فقدموا وأخروا في التأليف
----------------
بحار الانوار ج9 ص213, تفسير القمي ج1 ص321
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و كأين من آية في السماوات والأرض} قال الكسوف والزلزلة والصواعق قوله {و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} فهذا شرك الطاعة
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفر (ع) في قول الله تعالى {و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال شرك طاعة ليس بشرك عبادة والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} يعني نفسه ومن اتبعه علي بن أبي طالب (ع) وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين
---------------
بحار الانوار ج9 ص214, تفسير القمي ج1 ص358
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا}يعني يخافه قوم ويطمع فيه قوم أن يمطروا {و ينشئ السحاب الثقال} يعني يرفعها من الأرض {و يسبح الرعد} أي الملك الذي يسوق السحاب {و هو شديد المحال} أي شديد الغضب
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء} فهذا مثل ضربه الله للذين يعبدون الأصنام والذين يعبدون الآلهة من دون الله لا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعهم {إلا كباسط كفيه إلى الماء} ليتناوله من بعيد ولا يناله
وحدثني أبي عن أحمد بن النظر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول الله رأيت أمرا عظيما فقال وما رأيت قال كان لي مريض ونعت له ماء من بئر الأحقاف يستشفي به في برهوت قال فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها وأصب في القربة إذا شيء قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول يا هذا اسقني الساعة الساعة أموت فرفعت رأسي ورفعت إليه القدح لأسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة فلما ذهبت أناوله القدح اجتذب مني حتى علق بالشمس ثم أقبلت على الماء أغترف إذا أقبل الثانية وهو يقول العطش العطش يا هذا اسقني الساعة أموت فرفعت القدح لأسقيه فاجتذب مني حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم أسقه فقال رسول الله ص ذاك قابيل بن آدم الذي قتل أخاه وهو قوله عز وجل {و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء} الآية قوله {و لله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال} قال بالعشية قال ظل المؤمن يسجد طوعا وظل الكافر يسجد كرها وهو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{و لله يسجد من في السماوات والأرض} الآية قال أما من يسجد من أهل السماوات طوعا فالملائكة يسجدون طوعا ومن يسجد من أهل الأرض فمن ولد في الإسلام فهو يسجد له طوعا وأما من يسجد له كرها فمن جبر على الإسلام وأما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة والعشي وقوله {هل يستوي الأعمى والبصير} يعني المؤمن والكافر {أم هل تستوي الظلمات والنور} أما الظلمات فالكفر وأما النور فهو الإيمان وقوله{أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} يقول الكبير على قدر كبره والصغير على قدر صغره قوله{الله أنزل من السماء ماء} يقول أنزل الحق من السماء فاحتملته القلوب بأهوائها ذو اليقين على قدر يقينه وذو الشك على قدر شكه فاحتمل الهوى باطلا كثيرا وجفاء فالماء هو الحق والأودية هي القلوب والسيل هو الهوى والزبد هو الباطل والحلية والمتاع هو الحق قال الله {كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} فالزبد وخبث الحلية هو الباطل والمتاع والحلية هو الحق من أصاب الزبد وخبث الحلية في الدنيا لم ينتفع به وكذلك صاحب الباطل يوم القيامة لا ينتفع به وأما الحلية والمتاع فهو الحق من أصاب الحلية والمتاع في الدنيا انتفع به وكذلك صاحب الحق يوم القيامة ينفعه {كذلك يضرب الله الأمثال} قوله {زبدا رابيا} أي مرتفعا {و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية} يعني ما يخرج من الماء من الجواهر وهو مثل أي يثبت الحق في قلوب المؤمنين وفي قلوب الكفار لا يثبت {فأما الزبد فيذهب جفاء} يعني يبطل {و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} وهذا مثل المؤمنين والمشركين فقال الله عز وجل{كذلك يضرب الله الأمثال للذين استجابوا لربهم الحسنى} إلى قوله {و بئس المهاد} فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه رجاء ربه وآمن به وهو مثل الماء الذي يبقى في الأرض فينبت النبات والذي لا ينتفع به يكون مثل الزبد الذي تضربه الرياح فيبطل قوله {و بئس المهاد} قال يتمهدون في النار قوله{أولوا الألباب} أي أولو العقول
------------------
بحار الانوار ج9 ص215, تفسير القمي ج1 ص360
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{و لو أن قرآنا} الآية قال لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا قوله {قارعة} أي عذاب
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} وهي النقمة{أو تحل قريبا من دارهم} فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ولا يتعظ بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك {حتى يأتي وعد الله} الذي وعد المؤمنين من النصر ويخزي الكافرين وقال علي بن إبراهيم في قوله {فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم} أي طولت لهم الأمل ثم أهلكتهم
---------------
بحار الانوار ج9 ص217, تفسير القمي ج1 ص365
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {الر كتاب أنزلناه إليك} يا محمد{لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم} يعني من الكفر إلى الإيمان {إلى صراط العزيز الحميد} والصراط الطريق الواضح وإمامة الأئمة (ع) قوله {مثل الذين كفروا} الآية قال من لم يقر بولاية أمير المؤمنين (ع) بطل عمله مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله
---------------
بحار الانوار ج9 ص217, تفسير القمي ج1 ص368
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن مستنير عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن قول الله تعالى{مثلا كلمة طيبة} الآية قال الشجرة رسول الله ص ونسبه ثابت في بني هاشم وفرع الشجرة علي بن أبي طالب (ع) وغصن الشجرة فاطمة (ع) وثمراتها الأئمة من ولد علي وفاطمة (ع) وشيعتهم ورقها وإن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة وإن المؤمن ليولد فتورق الشجرة ورقة قلت أ رأيت قوله{تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال يعني بذلك ما يفتي الأئمة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام ثم ضرب الله لأعداء آل محمد مثلا فقال {و مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}
في رواية أبي الجارود قال كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء وبنو أمية لا يذكرون الله في مجلس ولا في مسجد ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلا قليل منهم
----------------
بحار الانوار ج9 ص217, تفسير القمي ج1 ص369, تاويل الايات ص246
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله تعالى{أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا} قال نزلت في الأفجرين من قريش بني أمية وبني المغيرة فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ثم قال نحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز
----------------
بحار الانوار ج9 ص218, تاويل الايات ص249, تفسير فرات ص221, تفسير القمي ج1 ص371
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن عمرو بن سعيد قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {الذين بدلوا نعمت الله كفرا} قال فقال ما تقولون في ذلك فقال نقول هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فقال بلى هي قريش قاطبة إن الله خاطب نبيه فقال إني فضلت قريشا على العرب وأنعمت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي وكذبوا رسولي
-----------------
الكافي ج8 ص103, بحار الانوار ج9 ص218, تفسير العياشي ج2 ص229
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد الله (ع) قال إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من عند الله لا يدخل الجنة إلا مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قوله{و يلههم الأمل} أي يشغلهم قوله {كتاب معلوم} أي أجل مكتوب قوله{لو ما تأتينا} أي هلا تأتينا قوله{و ما كانوا إذا منظرين} قالوا لو أنزلنا الملائكة لم ينظروا وهلكوا قوله {و لقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} يعني فاتحة الكتاب قوله {الذين جعلوا القرآن عضين} قال قسموا القرآن ولم يؤلفوه على ما أنزله الله
----------------
بحار الانوار ج9 ص218, تفسير القمي ج1 ص372
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما (ع) في قول الله {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} قال إن رسول الله ص نزل به ضيفه فاستسلف من يهودي فقال اليهودي والله يا محمد لا ثاغية ولا راغية فعلى ما أسلفه فقال رسول الله ص إني لأمين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمنتني على شيء لأديته إليك قال فبعث بدرقة له فرهنها عنده فنزلت عليه{و لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا}
---------------
بحار الانوار ج9 ص219, تفسير العياشي ج2 ص251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في قوله {الذين جعلوا القرآن عضين} قال هم قريش
---------------
بحار الانوار ج9 ص219, تفسير العياشي ج2 ص251
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في قوله {و لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال نسختها{فاصدع بما تؤمر}
----------------
بحار الانوار ج9 ص219, تفسير العياشي ج2 ص252
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن أبان بن عثمان رفعه قال كان المستهزءون خمسة من قريش الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي والحارث بن حنظلة والأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري والأسود بن المطلب بن أسد فلما قال الله تعالى {إنا كفيناك المستهزئين} علم رسول الله ص أنه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتات
--------------
بحار الانوار ج9 ص219, تفسير العياشي ج2 ص252
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال نزلت لما سألت قريش رسول الله ص أن ينزل عليهم العذاب قوله{ينزل الملائكة بالروح من أمره} يعني بالقوة التي جعلها الله فيهم
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} يقول بالكتاب والنبوة
---------------
بحار الانوار ج9 ص220, تفسير القمي ج1 ص382
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قال علي بن إبراهيم في قوله{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الآية قال يعني يحملون آثامهم يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين (ع) وآثام كل من اقتدى بهم قوله {في تقلبهم} قال إذا جاءوا وذهبوا في التجارات وفي أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة {أو يأخذهم على تخوف} قال على تيقظ قوله {سجدا لله وهم داخرون} قال تحويل كل ظل خلقه الله هو سجوده لله لأنه ليس شيء إلا له ظل يتحرك بتحريكه وتحركه سجوده قوله{و له الدين واصبا} أي واجبا قوله {تجئرون} أي تفزعون وترجعون {و يجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم} هو الذي وصفناه مما كانت العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم وإبلهم وغنمهم {و يجعلون لله البنات} قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله فنسبوا ما لا يشتهون إلى الله فقال الله تعالى {سبحانه ولهم ما يشتهون} يعني من البنين قوله {أ يمسكه على هون} أي يستهين به قوله {و أنهم مفرطون} أي معذبون قوله{فما الذين فضلوا برادي رزقهم} قال لا يجوز للرجل أن يخص نفسه بشيء من المأكول دون عياله
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال التي نقضت غزلها امرأة من بني تميم بن مرة ويقال لها رابطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب كانت حمقاء تغزل الشعر فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته فقال الله {كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم} قال إن الله تعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا قوله {و إذا بدلنا آية مكان آية} قال كان إذا نسخت آية قالوا لرسول الله ص {أنت مفتر} فرد الله عليهم فقال {قل} لهم يا محمد {نزله روح القدس من ربك بالحق}يعني جبرئيل
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {روح القدس} قال هو جبرئيل (ع) والقدس الطاهر {ليثبت الله الذين آمنوا} هم آل محمد ص قوله{لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} قال هو لسان أبي فكيهة مولى ابن الخضرمي كان أعجمي اللسان وكان قد اتبع نبي الله وآمن به وكان من أهل الكتاب فقالت قريش إنه يعلم محمدا علمه بلسانه
---------------
بحار الانوار ج9 ص220, تفسير القمي ج1 ص385
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير العياشي, عن سماعة عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله {و له الدين واصبا} قال واجبا
----------------
بحار الانوار ج9 ص222, تفسير العياشي ج2 ص262
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {لا تجعل مع الله إلها آخر} مخاطبة للنبي ص والمعنى للناس وهو قول الصادق (ع) إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي يا جارة قوله {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} قال لو كانت الأصنام آلهة كما يزعمون لصعدوا إلى العرش قوله {و إذ هم نجوى} أي إذ هم في سر يقولون هو ساحر قوله{ظهيرا} أي معينا قوله{و قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} فإنها نزلت في عبد الله بن أبي أمية أخي أم سلمة رحمة الله عليها وذلك أنه قال هذا لرسول الله ص بمكة قبل الهجرة فلما خرج رسول الله إلى فتح مكة استقبل عبد الله بن أبي أمية فسلم على رسول الله ص فلم يرد السلام عليه فأعرض عنه ولم يجبه بشيء وكانت أخته أم سلمة مع رسول الله ص فدخل إليها وقال يا أختي إن رسول الله ص قد قبل إسلام الناس كلهم ورد إسلامي فليس يقبلني كما قبل غيري فلما دخل رسول الله ص على أم سلمة قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله سعد بك جميع الناس إلا أخي من بين قريش والعرب رددت إسلامه وقبلت إسلام الناس كلهم إلا أخي فقال رسول الله ص يا أم سلمة إن أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من الناس هو الذي قال لي{لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} إلى قوله {كتابا نقرؤه} قالت أم سلمة بأبي أنت وأمي يا رسول الله أ لم تقل إن الإسلام يجب ما كان قبله قال نعم فقبل رسول الله ص إسلامه
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} أي عينا {أو تكون لك جنة} أي بستان {من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا} من تلك العيون {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا} وذلك أن رسول الله ص قال إنه سيسقط من السماء كسفا لقوله {و إن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم} وقوله {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا} والقبيل الكثير {أو يكون لك بيت من زخرف} المزخرف بالذهب {أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} يقول من الله إلى عبد الله بن أبي أمية أن محمدا صادق وإني أنا بعثته ويجيء معه أربعة من الملائكة يشهدون أن الله هو كتبه فأنزل الله {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا} قوله {و ما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى} قال قال الكفار لم لم يبعث الله إلينا الملائكة فقال الله لو بعثنا إليهم ملكا لما آمنوا ولهلكوا ولو كانت الملائكة في الأرض {يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا} قوله {قل لو أنتم تملكون} الآية قال لو كانت الأموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة الفناء {و كان الإنسان قتورا} أي بخيلا قوله{على مكث} أي على مهل
---------------
بحار الانوار ج9 ص222, تفسير القمي ج2 ص26
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و لم يجعل له عوجا قيما} قال هذا مقدم ومؤخر لأن معناه الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا فقد قدم حرفا على حرف{لينذر بأسا شديدا من لدنه} يعني يخوف ويحذرهم من عذاب الله عز وجل
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{فلعلك باخع نفسك} يقول قاتل نفسك {على آثارهم} قوله {أسفا} أي حزنا
--------------
بحار الانوار ج9 ص223, تفسير القمي ج2 ص30
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{لقد جئتم شيئا إدا} أي عظيما قوله {قوما لدا} قال أصحاب الكلام والخصومة
---------------
بحار الانوار ج9 ص223, تفسير القمي ج2 ص56
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{أ فتأتون السحر وأنتم تبصرون} أي تأتون محمدا ص وهو ساحر ثم قال قل لهم يا محمد{ربي يعلم القول في السماء والأرض} يعني ما يقال في السماء والأرض ثم حكى الله قول قريش فقال {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه} أي هذا الذي يخبرنا محمد يراه في النوم وقال بعضهم{بل افتراه} أي يكذب وقال بعضهم {بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} فرد الله عليهم فقال {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أ فهم يؤمنون} قال كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتى هلكوا قوله {فسئلوا أهل الذكر} قال آل محمد قوله {و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد} فإنه لما أخبر الله نبيه بما يصيب أهل بيته بعده وادعاء من ادعى الخلافة دونهم اغتم رسول الله ص فأنزل الله عز وجل {و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أ فإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة} أي نختبرهم قوله {و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال الكتب كلها ذكر {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال القائم عجل الله فرجه وأصحابه قال والزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء قوله {قال رب احكم بالحق} قال معناه لا تدع الكفار والحق الانتقام من الظالمين
---------------
بحار الانوار ج9 ص223, تفسير القمي ج2 ص67
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و من الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} قال نزلت في أبي جهل {ثاني عطفه} قال تولى عن الحق{ليضل عن سبيل الله} قال عن طريق الله والإيمان قوله {و من الناس من يعبد الله على حرف} قال على شك {فإن أصابه خير اطمأن به} الآية
فإنه حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد عن ابن طيار عن أبي عبد الله (ع) قال نزلت هذه الآية في قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله وخرجوا من الشرك ولم يعرفوا أن محمدا رسول الله ص فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به فأتوا رسول الله ص فقالوا ننظر فإن كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق وأنه رسول الله ص وإن كان غير ذلك نظرنا فأنزل الله {فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه} انقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره فمنهم من يعرف ويدخل الإيمان قلبه فهو مؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الإيمان ومنهم من يلبث على شكه ومنهم من ينقلب إلى الشرك وأما قوله {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة} فإن الظن في كتاب الله على وجهين ظن يقين وظن شك فهذا ظن شك قال من شك أن الله لا يثيبه في الدنيا والآخرة {فليمدد بسبب إلى السماء أي يجعل بينه وبين الله دليلا والدليل على أن السبب هو الدليل قول الله في سورة الكهف {و آتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا} أي دليلا وقال{ثم ليقطع} أي يميز والدليل على أن القطع هو التمييز قوله{و قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما} أي ميزناهم فقوله {ثم ليقطع} أي يميز {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} أي حيلته والدليل على أن الكيد هو الحيلة قوله تعالى {كذلك كدنا ليوسف} أي احتلنا له حتى حبس أخاه وقوله يحكي قول فرعون {فأجمعوا كيدكم} أي حيلتكم قال فإذا وضع لنفسه سببا وميز دله على الحق وأما العامة فإنهم رووا في ذلك أنه من لم يصدق بما قال الله فليلق حبلا إلى سقف البيت ثم ليختنق
----------------
بحار الانوار ج9 ص224, تفسير القمي ج2 ص79
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} يقول هو علي بن أبي طالب لم يسبقه أحد وقوله {بل قلوبهم في غمرة من هذا} يعني من القرآن {و لهم أعمال من دون ذلك} يقول ما كتب عليهم في اللوح {ما هم لها عاملون} قبل أن يخلقوا هم لذلك الأعمال المكتوبة عاملون وقال علي بن إبراهيم في قوله{و لدينا كتاب ينطق بالحق} أي عليكم ثم قال {بل قلوبهم في غمرة من هذا} أي في شك مما يقولون {حتى إذا أخذنا مترفيهم} أي كبراءهم{بالعذاب إذا هم يجأرون} أي يضجون فرد الله عليهم {لا تجأروا اليوم}إلى قوله {سامرا تهجرون} أي جعلتموه سمرا وهجرتموه قوله {أم يقولون به جنة} يعني برسول الله ص قوله {و لو اتبع الحق أهواءهم} قال الحق رسول الله وأمير المؤمنين (ع) والدليل على ذلك قوله {قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم} يعني ولاية أمير المؤمنين (ع) ومثله كثير والدليل على أن الحق رسول الله ص وأمير المؤمنين (ع) قول الله عز وجل ولو اتبع رسول الله ص وأمير المؤمنين (ع) قريشا لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ففساد السماء إذا لم تمطر وفساد الأرض إذا لم تنبت وفساد الناس في ذلك قوله {و إنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم} قال إلى ولاية أمير المؤمنين (ع) قال {و إن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} قال عن الإمام لحادون ثم رد على الثنوية الذين قالوا بإلهين فقال {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله} قال لو كان إلهين من دون الله كما زعمتم لكانا يختلفان فيخلق هذا ولا يخلق هذا ويريد هذا ولا يريد هذا ولطلب كل واحد منهم الغلبة وإذا أراد أحدهما خلق إنسان وأراد الآخر خلق بهيمة فيكون إنسانا وبهيمة في حالة واحدة وهو محال فلما بطل هذا ثبت التدبير والصنع لواحد ودل أيضا التدبير وثباته وقوام بعضه ببعض على أن الصانع واحد جل جلاله ثم قال آنفا {سبحان الله عما يصفون} قوله {و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين} قال ما يقع في القلب من وسوسة الشيطان
----------------
بحار الانوار ج9 ص225, تفسير القمي ج2 ص92
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و يقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا} إلى قوله {و ما أولئك بالمؤمنين} فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعثمان وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ترضى برسول الله ص فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان لا تحاكمه إلى رسول الله ص فإنه يحكم له عليك ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي فقال عثمان لأمير المؤمنين (ع) لا أرضى إلا بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة لعثمان تأتمنون محمدا على وحي السماء وتتهمونه في الأحكام فأنزل الله على رسوله {و إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم} إلى قوله {بل أولئك هم الظالمون} ثم ذكر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا إلى قوله فأولئك هم الفائزون}
----------------
بحار الانوار ج9 ص227, تفسير ج2 ص107
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و أعانه عليه قوم آخرون} قالوا إن هذا الذي يقرؤه محمد ويخبرنا به إنما يتعلمه من اليهود ويستكتبه من علماء النصارى ويكتب عن رجل يقال له ابن قبطة ينقله عنه بالغداة والعشي
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {إفك افتراه} قال الإفك الكذب {و أعانه عليه قوم آخرون} يعني أبا فهيكة وحبرا وعداسا وعابسا مولى حويطب قوله {أساطير الأولين اكتتبها} فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة قال {أساطير الأولين اكتتبها} محمد{فهي تملى عليه بكرة وأصيلا}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص227, تفسير القمي ج2 ص110
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{لعلك باخع نفسك} أي خادع قوله {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}
فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله (ع) قال تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر عجل الله فرجه قوله{و إنه لتنزيل رب العالمين} أي القرآن
وحدثني أبي عن حسان عن أبي عبد الله (ع) في قوله {و إنه لتنزيل رب العالمين} إلى قوله {من المنذرين} قال الولاية التي نزلت لأمير المؤمنين (ع) يوم الغدير
قوله {و لو نزلناه على بعض الأعجمين} قال الصادق (ع) لو نزل القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم
وحدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر (ع) قال {الذي يراك حين تقوم} في النبوة {و تقلبك في الساجدين} قال في أصلاب النبيين
---------------
بحار الانوار ج9 ص228, تفسير القمي ج2 ص118
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{و قالوا إن نتبع الهدى معك} قال نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله (ع) إلى الإسلام والهجرة قالوا {إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا}
----------------
بحار الانوار ج9 ص229, تفسير القمي ج2 ص142
تفسير القمي, قوله {جعل فتنة الناس كعذاب الله} قال إذا آذاه إنسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلونه هو مثل عذاب الله الذي لا ينقطع قوله {و لئن جاء نصر من ربك} يعني القائم عجل الله فرجه قوله {و لنحمل خطاياكم} قال كان الكفار يقولون للمؤمنين كونوا معنا فإن الذي تخافون أنتم ليس بشيء فإن كان حقا فنحمل نحن ذنوبكم فيعذبهم الله مرتين مرة بذنوبهم ومرة بذنوب غيرهم ثم ضرب الله مثلا فيمن اتخذ من دون الله وليا فقال {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} وهو الذي نسجه العنكبوت على باب الغار الذي دخله رسول الله ص وهو أوهن البيوت فكذلك من اتخذ من دون الله وليا {و ما يعقلها إلا العالمون} يعني آل محمد (ع) قوله {و لا تجادلوا أهل الكتاب} قال اليهود والنصارى {إلا بالتي هي أحسن} قال بالقرآن قوله {فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} يعني آل محمد ع{و من هؤلاء من يؤمن به} يعني أهل الإيمان من أهل القبلة قوله {في صدور الذين أوتوا العلم} قال هم الأئمة ع
------------------
بحار الانوار ج9 ص229, تفسير القمي ج2 ص148
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{ضرب لكم مثلا من أنفسكم} فإنه كان سبب نزولها أن قريشا والعرب كانوا إذا حجوا يلبون وكانت تلبيتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وهي تلبية إبراهيم (ع) والأنبياء (ع) فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال ليست هذه تلبية أسلافكم قالوا وما كانت تلبيتهم قال كانوا يقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك فنفرت قريش من هذا القول فقال لهم إبليس على رسلكم حتى آتي على آخر كلامي فقالوا ما هو فقال إلا شريك هو لك تملكه وما ملك أ لا ترون أنه يملك الشريك وما ملك فرضوا بذلك وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة فلما بعث الله رسوله أنكر ذلك عليهم وقال هذا شرك فأنزل الله {ضرب لكم مثلا من أنفسكم} الآية أي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكونه شريك فكيف ترضون أن تجعلوا لي شريكا فيما أملك قوله{و لا يستخفنك الذين لا يوقنون} أي لا يغضبنك
---------------
بحار الانوار ج9 ص229, تفسير القمي ج2 ص153
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} فهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي وكان النضر راوية لأحاديث الناس وأشعارهم قوله {هذا خلق الله} أي مخلوقه لأن الخلق هو الفعل والفعل لا يرى قوله {و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله} فهو النضر بن الحارث قال له رسول الله ص اتبع ما أنزل إليك من ربك قال بل أتبع ما وجدت عليه آبائي قوله {فمنهم مقتصد} أي صالح الختار الخداع
---------------
بحار الانوار ج9 ص228, تفسير القمي ج2 ص161
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} وذلك أن رسول الله ص سأل قومه أن يودوا أقاربه ولا يؤذونهم وأما قوله {فهو لكم} يقول ثوابه لكم
-----------------
بحار الانوار ج9 ص231, تفسير القمي ج2 ص204
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, احتج الله على عبدة الأصنام فقال {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم} يعني يجحدون بشرككم لهم يوم القيامة قوله {و ما يستوي الأعمى والبصير} مثل ضربه الله للمؤمن والكافر {و ما أنت بمسمع من في القبور} قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور قوله {و إن من أمة إلا خلا فيها نذير} قال لكل زمان إمام ثم حكى عز وجل قول قريش فقال{و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم} يعني الذين هلكوا {فلما جاءهم نذير} يعني رسول الله ص
--------------
بحار الانوار ج9 ص231, تفسير القمي ج2 ص208
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قال الصادق (ع) يس اسم رسول الله ص {على صراط مستقيم} قال على الطريق الواضح {تنزيل العزيز الرحيم} قال القرآن{لقد حق القول على أكثرهم} يعني لمن نزل به العذاب قوله{و من نعمره ننكسه في الخلق أ فلا يعقلون} فإنه رد على الزنادقة الذين يبطلون التوحيد ويقولون إن الرجل إذا نكح المرأة وصارت النطفة في الرحم تلقته أشكال من الغذاء ودار عليه الفلك ومر عليه الليل والنهار فيولد الإنسان بالطبائع من الغذاء ومرور الليل والنهار فنقض الله عليهم قولهم في حرف واحد فقال {و من نعمره ننكسه في الخلق أ فلا يعقلون} قال لو كان هذا كما يقولون ينبغي أن يزيد الإنسان أبدا ما دامت الأشكال قائمة والليل والنهار قائمان والفلك يدور فكيف صار يرجع إلى النقصان كلما ازداد في الكبر إلى حد الطفولية ونقصان السمع والبصر والقوة والفقه والعلم والمنطق حتى ينقص وينتكس في الخلق ولكن ذلك من خلق العزيز العليم وتقديره قوله {و ما علمناه الشعر وما ينبغي له} قال كانت قريش تقول إن هذا الذي يقوله محمد ص شعر فرد الله عليهم فقال {و ما علمناه الشعر} ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله شعرا قط قوله {لينذر من كان حيا} يعني مؤمنا حي القلب {و يحق القول على الكافرين} يعني العذاب
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى{و اتخذوا من دون الله آلهة} إلى قوله {لا يستطيعون نصرهم} أي لا يستطيع الآلهة لهم نصرا {و هم لهم} للآلهة {جند محضرون}
----------------
بحار الانوار ج9 ص231, تفسير القمي ج2 ص211
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {من طين لازب} يعني يلزق باليد قوله {فاستفتهم أ لربك البنات} قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله فرد الله عليهم {فاستفتهم} الآية إلى قوله {سلطان مبين} أي حجة قوية على ما يزعمون قوله {و جعلوا بينه وبين الجنة نسبا} يعني أنهم قالوا إن الجن بنات الله فقال {و لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} يعني أنهم في النار
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {و إن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين} فهم كفار قريش كانوا يقولون {لو أن عندنا ذكرا من الأولين} قاتل الله اليهود والنصارى كيف كذبوا أنبياءهم أما والله لو كان عندنا ذكر من الأولين {لكنا عباد الله المخلصين} يقول الله {فكفروا به} حين جاءهم محمد ص قوله {فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين} يعني العذاب إذا نزل ببني أمية وأشياعهم في آخر الزمان قوله {و تول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون} فذلك إذا أتاهم العذاب أبصروا حين لا ينفعهم البصر فهذه في أهل الشبهات والضلالات من أهل القبلة
---------------
بحار الانوار ج9 ص220, تفسير القمي ج2 ص227
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى {في عزة وشقاق} يعني في كفر قوله {فنادوا ولات حين مناص} أي ليس هو وقت مفر قوله {إلا اختلاق} أي تخليط قوله {من الأحزاب} يعني الذين تحزبوا عليك يوم الخندق
حدثنا سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {قل} يا محمد {ما أسئلكم عليه} أي على ما أدعوكم إليه من مال تعطونيه {و ما أنا من المتكلفين} يريد ما أتكلف هذا من عندي {إن هو إلا ذكر} يريد موعظة{للعالمين} يريد الخلق أجمعين {و لتعلمن} يا معشر المشركين {نبأه بعد حين} يريد عند الموت وبعد الموت يوم القيامة
---------------
بحار الانوار ج9 ص233, تفسير القمي ج2 ص245
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} وذلك أن قريشا قالت إنما نعبد الأصنام ليقربونا إلى الله زلفى فإنا لا نقدر أن نعبد الله حق عبادته فحكى الله قولهم على لفظ الخبر ومعناه حكاية عنهم
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} يعني غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة
--------------
بحار الانوار ج9 ص233, تفسير القمي ج2 ص245
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ما يجادل في آيات الله} هم الأئمة (ع) قوله {و الأحزاب من بعدهم} هم أصحاب الأنبياء الذين تحزبوا {و همت كل أمة برسولهم ليأخذوه} يعني يقتلوه {و جادلوا بالباطل} أي خاصموا{ليدحضوا به الحق} أي يبطلوه ويدفعوه
----------------
بحار الانوار ج9 ص233, تفسير القمي ج2 ص254
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{فصلت آياته} أي بين حلالها وحرامها وأحكامها وسننها {بشيرا ونذيرا} أي يبشر المؤمنين وينذر الظالمين {فأعرض أكثرهم} يعني عن القرآن قوله{في أكنة مما تدعونا إليه} أي تدعونا إلى ما لا نفهمه ولا نعلقه قوله {فاستقيموا إليه} أي أجيبوه قوله {و ويل للمشركين} هم الذين أقروا بالإسلام وأشركوا بالأعمال
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب قال قال لي أبو عبد الله (ع) يا أبان أ ترى أن الله طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول{و ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون} قلت له كيف ذاك جعلت فداك فسره لي فقال ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول وهم بالأئمة الآخرين كافرون يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض قوله{إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم} يعني نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين {و من خلفهم} أنت قوله {و الغوا فيه} أي صيروه سخرية ولغوا وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم} يعني القرآن {لا يأتيه الباطل من بين يديه} قال لا يأتيه من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور وأما {من خلفه} لا يأتيه من بعده كتاب يبطله قوله{لو لا فصلت آياته ء أعجمي وعربي} قال لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا كيف نتعلمه ولساننا عربي وآتيتنا بقرآن أعجمي فأحب الله أن ينزل بلسانهم
--------------
بحار الانوار ج9 ص233, تفسير القمي ج2 ص261
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى{أن أقيموا الدين} أي تعلموا الدين يعني التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والأحكام التي في الكتب والإقرار بولاية أمير المؤمنين (ع) {و لا تتفرقوا فيه} أي لا تختلفوا فيه {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} من ذكر هذه الشرائع ثم قال {الله يجتبي إليه من يشاء} أي يختار {و يهدي إليه من ينيب} وهم الأئمة الذين اجتباهم الله واختارهم قال{و ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} قال لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والأهواء ثم قال عز وجل {و لو لا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم} قال لو لا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الأول لقضي بينهم إذا اختلفوا وأهلكهم ولم ينظرهم ولكن أخرهم إلى أجل مسمى المقدور{و إن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب} كناية عن الذين نقضوا أمر رسول الله ص ثم قال {فلذلك فادع واستقم}يعني لهذه الأمور والدين الذي تقدم ذكره وموالاة أمير المؤمنين (ع) فادع واستقم {كما أمرت} ثم قال عز وجل {و الذين يحاجون في الله} أي يحتجون على الله بعد ما شاء الله أن يبعث عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل والكتب فغيروا وبدلوا ثم يحتجون يوم القيامة ف {حجتهم} على الله{داحضة} أي باطلة {عند ربهم} ثم قال {قل} لهم يا محمد {لا أسئلكم عليه أجرا} يعني على النبوة {إلا المودة في القربى}
قال حدثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قول الله تعالى {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} يعني في أهل بيته قال جاءت الأنصار إلى رسول الله ص فقالوا إنا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك فأنزل الله تعالى {قل لا أسئلكم عليه أجرا} يعني على النبوة {إلا المودة في القربى} يعني في أهل بيته ثم قال أ لا ترى أن الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله أن لا يكون في نفس رسول الله شيء على أمته فعرض عليهم المودة في القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضا وإن تركوا تركوا مفروضا قال فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة ما قال هذا رسول الله ص وجحدوه وقالوا كما حكى الله{أم يقولون افترى على الله كذبا} فقال الله تعالى{فإن يشإ الله يختم على قلبك} قال لو افتريت {و يمح الله الباطل} يعني يبطله {و يحق الحق بكلماته}يعني بالأئمة والقائم من آل محمد صلى الله عليه وآله
-----------------
بحار الانوار ج9 ص234, تفسير القمي ج2 ص272
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {أ فنضرب عنكم الذكر صفحا} أي ندعكم مهملين لا نحتج عليكم برسول أو بإمام أو بحجج قوله{أشد منهم بطشا} يعني من قريش قوله {و جعلوا له من عباده جزءا} قال قالت قريش إن الملائكة هم بنات الله قوله{أ ومن ينشؤا في الحلية} أي في الذهب قوله {على أمة} أي على مذهب ثم حكى الله عز وجل قول قريش {و قالوا لو لا نزل} أي هلا نزل {هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} وهو عروة بن مسعود والقريتين مكة والطائف وكان يحتمل الديات وكان عم المغيرة بن شعبة فرد الله عليهم فقال {أ هم يقسمون رحمت ربك} يعني النبوة والقرآن حين قالوا لم لم ينزل على عروة بن مسعود
----------------
بحار الانوار ج9 ص235, تفسير القمي ج2 ص280
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و لما ضرب ابن مريم مثلا} الآية حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن أبي الأعز عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال بينما رسول الله ص جالس في أصحابه إذ قال إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى ابن مريم فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله ليكون هو الداخل فدخل علي بن أبي طالب (ع) فقال الرجل لبعض أصحابه أ ما رضي محمد أن فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى ابن مريم والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه فأنزل الله في ذلك المجلس ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها {يصدون وقالوا أ آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} إن علي إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل فمحا اسمه عن هذا الموضع ثم ذكر الله خطر أمير المؤمنين وعظم شأنه عنده تعالى فقال {و إنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم} يعني أمير المؤمنين (ع) قوله {فأنا أول العابدين} يعني أول الآنفين له أن يكون له ولد
-----------------
بحار الانوار ج9 ص236, تفسير القمي ج2 ص285
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {إنا أنزلناه} يعني القرآن {في ليلة مباركة} وهي ليلة القدر أنزل الله القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله ص في طول عشرين سنة قوله {فارتقب إنهم مرتقبون} أي انتظر إنهم منتظرون
--------------
بحار الانوار ج9 ص237, تفسير القمي ج2 ص290
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ويل لكل أفاك} أي كذاب قوله {و إذا علم من آياتنا شيئا} يعني إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية قوله {عذاب من رجز أليم} قال الشدة والسوء
حدثنا أبو القاسم عن محمد بن عباس عن عبيد الله بن موسى عن عبد العظيم الحسني عن عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} قال قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعلموا الذين لا يعلمون فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم قوله {أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال نزلت في قريش كلما هووا شيئا عبدوه{و أضله الله على علم} أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمر أمير المؤمنين (ع) وجرى ذلك بعد رسول الله ص فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم وأزالوا الخلافة والإمامة عن أمير المؤمنين (ع) بعد أخذه الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين وقوله تعالى {اتخذ إلهه هواه} نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله ص في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين (ع) واتخذوا إماما بأهوائهم ثم عطف على الدهرية الذين قالوا لا نحيا بعد الموت فقال {و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} وهذا مقدم ومؤخر لأن الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت وإنما قالوا نحيا ونموت وما يهلكنا إلا الدهر إلى قوله{يظنون} فهذا ظن شك
----------------
بحار الانوار ج9 ص237, تفسير القمي ج2 ص293
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و الذين كفروا عما أنذروا معرضون} يعني قريشا عما دعاهم إليه رسول الله ص ثم احتج عليهم فقال {قل} لهم يا محمد {أ رأيتم ما تدعون من دون الله} يعني الأصنام التي كانوا يعبدونها ثم قال{و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له} قال من عبد الشمس والقمر والكواكب والبهائم والشجر والحجر {إذا حشر الناس} كانت هذه الأشياء {لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} ثم قال{أم يقولون} يا محمد {افتراه} يعني القرآن أي وضعه من عنده ف {قل} لهم {إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا} إن أثابني أو عاقبني على ذلك {هو أعلم بما تفيضون فيه} أي تكذبون ثم قال{قل} لهم {ما كنت بدعا من الرسل} أي لم أكن واحدا من الرسل فقد كان قبلي أنبياء
---------------
بحار الانوار ج9 ص238, تفسير القمي ج2 ص296
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله ص ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ولم يعه فإذا خرج قال للمؤمنين ما ذا قال محمد آنفا
---------------
بحار الانوار ج9 ص238, تفسير القمي ج2 ص302
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و لكن قولوا أسلمنا} أي استسلمتم بالسيف {و لما يدخل الإيمان في قلوبكم} قوله {لا يلتكم} أي لا ينقصكم قوله {يمنون عليك أن أسلموا} نزلت في عثمان يوم الخندق وذلك أنه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفر فوضع عثمان كمه على أنفه ومر فقال عمار
لا يستوي من يبني المساجدا يظل فيها راكعا وساجدا
كمن يمر بالغبار حائدا يعرض عنه جاحدا معاندا
فالتفت إليه عثمان فقال يا ابن السوداء إياي تعني ثم أتى رسول الله ص فقال له لم ندخل معك في الإسلام لتسب أعراضنا فقال له رسول الله ص قد أقلتك إسلامك فاذهب فأنزل الله عز وجل {يمنون عليك أن أسلموا} إلى قوله{إن كنتم صادقين} أي ليس هم صادقين
------------------
بحار الانوار ج9 ص238, تفسير القمي ج2 ص322
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال هم الله جل ذكره بهلاك أهل الأرض فأنزل على رسوله {فتول عنهم} يا محمد {فما أنت بملوم} ثم بدا له في ذلك فأنزل عليه {و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
-----------------
بحار الانوار ج9 ص239, تفسير القمي ج2 ص330
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {أم تأمرهم أحلامهم بهذا} قال لم يكن في الدنيا أحلم من قريش ثم عطف على أصحاب رسول الله ص فقال{أم يقولون} يا محمد{تقوله} يعني أمير المؤمنين (ع) {بل لا يؤمنون} أنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه ثم قال {فليأتوا بحديث مثله} أي رجل مثله من عند الله {إن كانوا صادقين} ثم قال {أم تسئلهم} يا محمد {أجرا} فيما آتيتهم به {فهم من مغرم مثقلون} أي أم يقع عليهم الغرم الثقيل قوله {و إن للذين ظلموا} آل محمد ص حقهم {عذابا دون ذلك} قال عذاب الرجعة بالسيف قوله {فإنك بأعيننا} أي بحفظنا وحرزنا ونعمتنا {و سبح بحمد ربك حين تقوم} قال لصلاة الليل {فسبحه}قال صلاة الليل
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن الرضا (ع) قال {أدبار السجود} أربع ركعات بعد المغرب {و إدبار النجوم} ركعتين قبل صلاة الصبح
------------------
بحار الانوار ج9 ص239, تفسير القمي ج2 ص332
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{و النجم إذا هوى} قال النجم رسول الله ص{إذا هوى} لما أسري به إلى السماء وهو في الهواء وهو قسم برسول الله ص وهو فضل له على الأنبياء وجواب القسم {ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى} أي لا يتكلم بالهوى {إن هو} يعني القرآن {إلا وحي يوحى علمه شديد القوى} يعني الله عز وجل {ذو مرة فاستوى} يعني رسول الله ص قوله {و هو بالأفق الأعلى} يعني رسول الله ص{ثم دنا} يعني الرسول ص من ربه عز وجل {فتدلى} قال إنما نزلت ثم دنا فتدانى {فكان قاب قوسين} قال كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية {أو أدنى} قال بل أدنى من ذلك{فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال وحي مشافهة قوله {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله غشي نوره السدرة قوله {ما زاغ البصر وما طغى} أي لم ينكر{لقد رأى من آيات ربه الكبرى} قال رأى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل له ستمائة جناح قد ملأ ما بين السماء والأرض وأما قوله {أ فرأيتم اللات والعزى} قال اللات رجل والعزى امرأة قوله {و مناة الثالثة الأخرى} قال كان صنم بالمسك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة قوله {تلك إذا قسمة ضيزى} أي ناقصة ثم قال {إن هي} يعني اللات والعزى والمناة {إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان} أي من حجة قوله {فبأي آلاء ربك تتمارى} أي بأي سلطان تخاصم {هذا نذير} يعني رسول الله ص{من النذر الأولى أ فمن هذا الحديث تعجبون} يعني ما قد تقدم ذكره من الأخبار {و تضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون} أي لاهون
-----------------
بحار الانوار ج9 ص239, تفسير القمي ج2 ص333
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و اتبعوا أهواءهم} أي كانوا يعملون برأيهم ويكذبون أنبياءهم قوله {ما فيه مزدجر} أي متعظ قوله {و لقد أهلكنا أشياعكم} أي أتباعكم في عبادة الأصنام قوله {و كل شيء فعلوه في الزبر} أي مكتوب في الكتب {و كل صغير وكبير} يعني من ذنب {مستطر} أي مكتوب
----------------
بحار الانوار ج9 ص241, تفسير القمي ج2 ص341
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{أ فرأيتم ما تمنون} يعني النطفة قوله {من المزن} قال من السحاب قوله {أ فرأيتم النار التي تورون} أي توقدونها وتنتفعون بها قوله {للمقوين} أي للمحتاجين قوله {فلا أقسم بمواقع النجوم} أي فأقسم
حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح عن أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثعلبي ولا أراني إلا وقد سمعته من عبد الأعلى قال حدثني أبو عبد الرحمن السلمي أن عليا (ع) قرأ بهم الواقعة وتجعلون شكركم أنكم تكذبون فلما انصرف قال إني عرفت أنه سيقول قائل لم قرأها هكذا قرأتها إني سمعت رسول الله ص يقرؤها كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون شكركم أنكم تكذبون
وحدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله {و تجعلون رزقكم أنكم تكذبون} قال بل هي وتجعلون شكركم أنكم تكذبون
-----------------
بحار الانوار ج9 ص241, تفسير القمي ج2 ص348
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله{أ لم يأن} يعني أ لم يجب {أن تخشع قلوبهم} يعني الرهب قوله {يؤتكم كفلين من رحمته} قال نصيبين من رحمته أحدهما أن لا يدخله النار والثانية أن يدخله الجنة قوله {و يجعل لكم نورا تمشون به} يعني الإيمان
أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (ع) في قوله {يؤتكم كفلين من رحمته} قال الحسن والحسين صلوات الله عليهما {و يجعل لكم نورا تمشون به} قال إماما تأتمون به
---------------
بحار الانوار ج9 ص242, تفسير القمي ج2 ص352
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {أ لم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم} قال نزلت في الثاني لأنه مر به رسول الله ص وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله ص فأنزل الله جل ثناؤه {أ لم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم} فجاء الثاني إلى النبي ص فقال له رسول الله ص رأيتك تكتب عن اليهود وقد نهى الله عن ذلك فقال يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله ص وهو غضبان فقال له رجل من الأنصار ويلك أ ما ترى غضب النبي ص عليك فقال أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك فقال له رسول الله ص يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به
----------------
بحار الانوار ج9 ص242, تفسير القمي ج2 ص357
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} قال الأميون الذين ليس معهم كتاب
قال فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} قال كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله ولا بعث إليهم رسولا فنسبهم إلى الأميين قوله{فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} قال إن في التوراة مكتوبا أولياء الله يتمنون الموت
---------------
بحار الانوار ج9 ص242, تفسير القمي ج2 ص366
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر (ع) عن قوله {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} قال يا أبا خالد النور والله الأئمة من آل محمد ص إلى يوم القيامة هم والله نور الله الذي أنزل الخبر قوله {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} قال الذكر اسم رسول الله ص وقالوا نحن أهل الذكر قوله {ذلولا} أي فراشا {فامشوا في مناكبها} أي في أطرافها
---------------
الكافي ج1 ص194, بحار الانوار ج9 ص243, تفسير القمي ج2 ص371, المناقب ج3 ص81
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ن والقلم وما يسطرون} أي ما يكتبون هو قسم وجوابه {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} قوله {و إن لك لأجرا غير ممنون} أي لا يمن عليك فيما يعطيك من عظيم الثواب قوله {و لو تقول علينا بعض الأقاويل} يعني رسول الله ص {لأخذنا منه باليمين} قال انتقمنا منه بقوة{ثم لقطعنا منه الوتين} قال عرق في الظهر يكون منه الولد قال {فما منكم من أحد عنه حاجزين} يعني لا يحجز الله أحد ولا يمنعه عن رسول الله ص قوله {و قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا} قال كان قوم مؤمنون قبل نوح على نبينا وآله وعليه السلام فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فأنسوا بها فلما جاءهم الشتاء أدخلوهم البيوت فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم إن هؤلاء آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم بشر كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله قوله {و لا تذرن ودا ولا سواعا} قال كانت ود صنما لكلب وكانت سواع لهذيل ويغوث لمراد ويعوق لهمدان ونسر لحصين قوله {قل إني لن يجيرني من الله أحد} إن كتمت ما أمرت به {و لن أجد من دونه ملتحدا} يعني مأوى {إلا بلاغا من الله} أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي (ع) {و من يعص الله ورسوله} في ولاية علي (ع) {فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا}
---------------
بحار الانوار ج9 ص243, تفسير القمي ج2 ص384
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {يا أيها المدثر} قال تدثر الرسول ص فالمدثر يعني المتدثر بثوبه {قم فأنذر} قال هو قيامه في الرجعة ينذر فيها قوله {و ثيابك فطهر} قال تطهيرها تشميرها ويقال شيعتنا يطهرون {و الرجز فاهجر} الرجز الخبيث
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {و لا تمنن تستكثر} لا تعطي العطية تلتمس أكثر منها
-------------------
بحار الانوار ج9 ص244, تفسير القمي ج2 ص393
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {ذرني ومن خلقت وحيدا} فإنها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزءين برسول الله ص وكان رسول الله ص يقعد في الحجر ويقرأ القرآن فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقالوا يا أبا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمد شعر أم كهانة أم خطب فقال دعوني أسمع كلامه فدنا من رسول الله ص فقال يا محمد أنشدني من شعرك قال ما هو شعر ولكنه كلام الله الذي ارتضاه الملائكة وأنبياؤه ورسله فقال اتل علي منه شيئا فقرأ عليه رسول الله ص حم السجدة فلما بلغ قوله {فإن أعرضوا} يا محمد قريش {فقل} لهم {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} قال فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك فمشوا إلى أبي جهل فقالوا يا أبا الحكم إن أبا عبد شمس صبأ إلى دين محمد أ ما تراه لم يرجع إلينا فعدا أبو جهل إلى الوليد فقال له يا عم نكست رءوسنا وفضحتنا وأشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد قال ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود فقال له أبو جهل أ خطب هي قال لا إن الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا قال فشعر هو قال لا أما إني قد سمعت أشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر قالوا فما هو قال دعني أفكر فيه فلما كان من الغد قالوا له يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه قال قولوا هو سحر فإنه أخذ بقلوب الناس فأنزل الله على رسوله في ذلك {ذرني ومن خلقت وحيدا} وإنما سمي وحيدا لأنه قال لقريش أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة وكان له مال كثير وحدائق وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشر عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها وتلك القنطار في ذلك الزمان ويقال إن القنطار جلد ثور مملوء ذهبا فأنزل الله {ذرني ومن خلقت وحيدا} إلى قوله {صعودا} قال جبل يسمى صعودا {إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر} يعني قدره كيف سواه وعدله {ثم نظر ثم عبس وبسر}قال عبس وجهه وبسر قال لوى شدقه{ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر} إلى قوله {سقر} واد في النار قوله {فرت من قسورة} يعني من الأسد
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} وذلك أنهم قالوا يا محمد قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته فنزل جبرئيل على نبي الله ص وقال يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فإن شاءوا شئنا خ ل فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ به بني إسرائيل فزعموا أن رسول الله ص كره ذلك لقومه
-----------------
بحار الانوار ج9 ص244, تفسير القمي ج2 ص393
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {إن علينا جمعه وقرآنه} قال على آل محمد ص جمع القرآن وقراءته {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال يعني اتبعوا ما ذا قرءوه{ثم إن علينا بيانه}أي تفسيره قوله{و شددنا أسرهم} يعني خلقهم قال الشاعر
و ضامرة شد المليك أسرها أسفلها وظهرها وبطنها
قال الضامرة يعني فرسه شد المليك أسرها أي خلقها تكاد مادتها قال عنقها تكون شطرها أي نصفها
----------------
بحار الانوار ج9 ص246, تفسير القمي ج2 ص399
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامي
تفسير القمي,{أ لم نخلقكم من ماء مهين} قال منتن {فجعلناه في قرار مكين} قال في الرحم قوله {أ لم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا} قال الكفات المساكن وقال نظر أمير المؤمنين (ع) في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال هذه كفات الأموات أي مساكنهم ثم نظر إلى بيوت الكوفة فقال هذه كفات الأحياء ثم تلا قوله {أ لم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا} قوله}و جعلنا فيها رواسي شامخات} قال جبالا مرتفعة {و أسقيناكم ماء فراتا}أي عذبا وكل عذب من الماء هو الفرات
------------------
بحار الانوار ج9 ص246, تفسير القمي ج2 ص400
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله تعالى{أ لم نجعل الأرض مهادا} قال يمهد فيها الإنسان ويهدأ {و الجبال أوتادا} أي أوتاد الأرض {و جعلنا الليل لباسا}قال يلبس على النهار{و جعلنا سراجا وهاجا} قال الشمس المضيئة {و أنزلنا من المعصرات} قال من السحاب {ماء ثجاجا} قال صبا على صب قوله{و جنات ألفافا} قال بساطين ملتفة الشجر
-----------------
بحار الانوار ج9 ص247, تفسير القمي ج2 ص401
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {و أغطش ليلها} أي أظلم {و أخرج ضحاها} أي الشمس {و الأرض بعد ذلك دحاها} أي بسطها {و الجبال أرساها} أي أثبتها قوله {قضبا} قال القضب القت {و حدائق غلبا} أي بساطين ملتفة مجتمعة {و فاكهة وأبا} قال الأب الحشيش للبهائم
حدثنا سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {متاعا لكم ولأنعامكم} يريد منافع لكم ولأنعامكم
----------------
تفسير القمي ج2 ص403-406, بحار الانوار ج9 ص247
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {فلا أقسم} أي أقسم {بالخنس} وهو اسم النجوم {الجوار الكنس} قال النجوم تكنس بالنهار فلا تبين {و الليل إذا عسعس} قال إذا أظلم {و الصبح إذا تنفس} قال إذا ارتفع وهذا كله قسم وجوابه{إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين} يعني ذا منزلة عظيمة عند الله مكين{مطاع ثم أمين{فهذا ما فضل الله به نبيه ص ولم يعط أحدا من الأنبياء مثله
حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قوله {ذي قوة عند ذي العرش مكين} قال يعني جبرئيل قلت قوله {مطاع ثم أمين} قال يعني رسول الله ص هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة قلت قوله {و ما صاحبكم بمجنون} قال يعني النبي ص ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين (ع) علما للناس قلت قوله {و ما هو على الغيب بضنين} قال وما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه قلت {و ما هو بقول شيطان رجيم} قال يعني الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم فقال {و ما هو بقول شيطان رجيم} مثل أولئك قلت قوله {فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين} قال أين تذهبون في علي (ع) يعني ولايته أين تفرون منها {إن هو إلا ذكر للعالمين} لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته قلت قوله {لمن شاء منكم أن يستقيم} قال أن يستقيم في طاعة علي (ع) والأئمة من بعده قلت قوله{و ما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين} قال لأن المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس
------------------
بحار الانوار ج9 ص248, تفسير القمي ج2 ص408
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, قوله {فسواك فعدلك} أي ليس فيك اعوجاج {في أي صورة ما شاء ركبك} قال لو شاء ركبك على غير هذه الصورة {كلا بل تكذبون بالدين} قال رسول الله ص وأمير المؤمنين (ع) {و إن عليكم لحافظين} قال الملكان الموكلان بالإنسان {كراما كاتبين} يكتبون الحسنات والسيئات قوله{فلا أقسم بالشفق} أي الحمرة بعد غروب الشمس {و الليل وما وسق} يقول إذ ساق كل شيء من الخلق إلى حيث يهلكون بها {و القمر إذا اتسق} إذا اجتمع {لتركبن طبقا عن طبق} يقول حالا بعد حال يقول لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة لا تخطئون طريقهم ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا رسول الله قال فمن أعني لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة قال علي بن إبراهيم في قوله {إنه ظن أن لن يحور} بلى يرجع بعد الموت {فلا أقسم بالشفق} قسم وجوابه {لتركبن طبقا عن طبق} أي مذهبا بعد مذهب {و الله أعلم بما يوعون} أي بما يعي صدورهم {لهم أجر غير ممنون} أي لا يمن عليهم
------------------
بحار الانوار ج9 ص248, تفسير القمي ج2 ص409
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {و السماء ذات الرجع} قال ذات المطر {و الأرض ذات الصدع} أي ذات النبات وهو قسم وجوابه{إنه لقول فصل} يعني ما مضى أي قاطع {و ما هو بالهزل} أي ليس بالسخرية{إنهم يكيدون كيدا} أي يحتالون الحيل {و أكيد كيدا} فهو من الله العذاب {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} قال دعهم قليلا
-------------------
بحار الانوار ج9 ص249, تفسير القمي ج2 ص415
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {سبح اسم ربك الأعلى} قال قل سبحان ربي الأعلى {الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى} قال قدر الأشياء في التقدير الأول ثم هدى إليها من يشاء قوله {و الذي أخرج المرعى} قال أي النبات{فجعله} بعد إخراجه{غثاء أحوى} قال يصير هشيما بعد بلوغه ويسود قوله{سنقرئك فلا تنسى} أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال {إلا ما شاء الله} لأنه لا يؤمن النسيان لأن الذي لا ينسى هو الله {و نيسرك لليسرى فذكر} يا محمد {إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى} بذكرك إياه ثم قال {و يتجنبها} يعني ما يذكر به {الأشقى الذي يصلى النار الكبرى} قال نار يوم القيامة{ثم لا يموت فيها ولا يحيى} يعني في النار فيكون كما قال الله {و يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} قوله {قد أفلح من تزكى} قال زكاة الفطرة فإذا أخرجها قبلت صلاة العيد {و ذكر اسم ربه فصلى} قال صلاة الفطر والأضحى {إن هذا} يعني ما قد تلوته من القرآن{لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}
حدثنا سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {إنه يعلم الجهر وما يخفى} يريد ما يكون إلى يوم القيامة في قلبك ونفسك {و نيسرك} يا محمد في جميع أمورك {لليسرى}
وبهذا الإسناد عن ابن عباس في قوله{أ فلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} يريد الأنعام إلى قوله {و إلى الجبال كيف نصبت} يقول عز وجل يقدر أحد أن يخلق مثل الإبل ويرفع مثل السماء وينصب مثل الجبال ويسطح مثل الأرض غيري ويفعل مثل هذا الفعل أحد سواي قوله {فذكر إنما أنت مذكر} أي فعظ يا محمد إنما أنت واعظ قال علي بن إبراهيم في قوله{لست عليهم بمصيطر} قال لست بحافظ ولا كاتب عليهم
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله{إلا من تولى وكفر} يقول من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتي وكفر نعمتي {فيعذبه الله العذاب الأكبر} يريد العذاب الشديد الدائم {إن إلينا إيابهم} يريد مصيرهم{ثم إن علينا حسابهم} أي جزاءهم
----------------
بحار الانوار ج9 ص249, تفسير القمي ج2 ص416
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{لا أقسم بهذا البلد} أي مكة {و أنت حل بهذا البلد} قال كانت قريش لا يستحلون أن يظلموا أحدا في هذا البلد ويستحلون ظلمك فيه {و والد وما ولد} قال آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء {لقد خلقنا الإنسان في كبد} أي منتصبا ولم يخلق مثله شيء{يقول أهلكت مالا لبدا} أي مجتمعا
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله {يقول أهلكت مالا لبدا} قال هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه علي بن أبي طالب (ع) الإسلام يوم الخندق وقال فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا وكان قد أنفق مالا في الصد عن سبيل الله فقتله علي (ع)
وأخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى {أ يحسب أن لن يقدر عليه أحد} يعني نعثل في قتله ابنة النبي ص {يقول أهلكت مالا لبدا} يعني الذي جهز به النبي ص في جيش العسرة{أ يحسب أن لم يره أحد} قال في فساد كان في نفسه {أ لم نجعل له عينين} رسول الله ص {و لسانا}يعني أمير المؤمنين (ع) {و شفتين} يعني الحسن والحسين {و هديناه النجدين} إلى ولايتهما {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة} يقول ما أعلمك وكل شيء في القرآن ما أدراك فهو ما أعلمك {يتيما ذا مقربة} يعني رسول الله ص والمقربة قرباه {أو مسكينا ذا متربة} يعني أمير المؤمنين (ع) مترب بالعلم
---------------
بحار الانوار ج9 ص251, تفسير القمي ج2 ص422
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أحمد بن محمد الشيباني عن محمد بن أحمد عن إسحاق بن محمد عن محمد بن علي عن عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر (ع) قال نزل جبرئيل (ع) على محمد ص فقال يا محمد اقرأ فقال وما أقرأ قال {اقرأ باسم ربك الذي خلق} يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء{خلق الإنسان من علق} يعني خلقك من نطفة وشق منك عليا {اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} يعني علم علي بن أبي طالب (ع) {علم الإنسان ما لم يعلم} يعني علم عليا من الكتابة لك ما لم يعلم قبل ذلك قال علي بن إبراهيم في قوله {اقرأ باسم ربك} قال اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الذي {خلق الإنسان من علق} قال من دم {اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} قال علم الإنسان الكتابة التي بها يتم أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها ثم قال {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} قال إن الإنسان إذا استغنى يكفر ويطغى وينكر {إن إلى ربك الرجعى} قوله{أ رأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} قال كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وأن يطاع الله ورسوله فقال الله تعالى{أ رأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} قوله{لنسفعا بالناصية} أي لنأخذه بالناصية فنلقيه في النار قوله{فليدع ناديه} قال لما مات أبو طالب (ع) فنادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله هلم فاقتلوا محمدا فقد مات الذي كان ناصره فقال الله {فليدع ناديه سندع الزبانية} قال كما دعا إلى قتل رسول الله ص نحن أيضا ندع الزبانية ثم قال {كلا لا تطعه واسجد واقترب} أي لم يطيعوه لما دعاهم إليه لأن رسول الله ص أجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ولم يجسر عليه أحد
---------------
بحار الانوار ج9 ص252, تفسير القمي ج2 ص430
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} يعني قريشا {و المشركين منفكين} قال هم في كفرهم {حتى تأتيهم البينة}
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال البينة محمد ص وقال علي بن إبراهيم في قوله {و ما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} قال لما جاءهم رسول الله ص بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله {حنفاء} أي طاهرين قوله {و ذلك دين القيمة} أي دين قيم قوله {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم} قال أنزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين (ع) {أولئك هم شر البرية} قوله {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال نزلت في آل محمد ع
--------------
بحار الانوار ج9 ص253, تفسير القمي ج2 ص432
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي,{أ رأيت الذي يكذب بالدين} قال نزلت في أبي جهل وكفار قريش {فذلك الذي يدع اليتيم} أي يدفعه يعني عن حقه {و لا يحض على طعام المسكين} أي لا يرغب في إطعام المسكين
------------------
بحار الانوار ج9 ص253, تفسير القمي ج2 ص444
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تفسير القمي, أبي عن ابن أبي عمير قال سأل أبو شاكر أبا جعفر الأحول عن قول الله{قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد} فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول ويكرره مرة بعد مرة فلم يكن عند أبي جعفر الأحوال في ذلك جواب فدخل المدينة فسأل أبا عبد الله (ع) عن ذلك فقال كان سبب نزولها وتكرارها أن قريشا قالت لرسول الله ص تعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة فأجابهم الله بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا تعبد إلهنا سنة {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون}و فيما قالوا ونعبد إلهك سنة {و لا أنتم عابدون ما أعبد} وفيما قالوا تعبد إلهنا سنة {و لا أنا عابد ما عبدتم} وفيما قالوا ونعبد إلهك سنة {و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين} قال فرجع أبو جعفر الأحول إلى أبي شاكر فأخبره بذلك فقال أبو شاكر هذا حملته الإبل من الحجاز
-----------------
بحار الانوار ج9 ص253, تفسير القمي ج2 ص445
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية