الخصال, علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي الصيدناني وعبد الله بن الصلت واللفظ له عن الحسن بن نصر الخزاز عن عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال قدم يهوديان أخوان من رؤساء اليهود إلى المدينة فقالا يا قوم إن نبيا حدثنا عنه أنه قد ظهر بتهامة نبي يسفه أحلام اليهود ويطعن في دينهم ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا فأيكم هذا النبي فإن يكن الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه وإن لم يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر ويقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا فأيكم هذا النبي فقال المهاجرون والأنصار إن نبينا محمدا ص قد قبض فقالا الحمد لله فأيكم وصيه فما بعث الله عز وجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه من بعده ويحكي عنه ما أمره ربه فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر فقالوا هذا وصيه فقالا لأبي بكر إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء ونسألك عما تسأل الأوصياء عنه فقال لهما أبو بكر ألقيا ما شئتما أخبركما بجوابه إن شاء الله تعالى فقال أحدهما ما أنا وأنت عند الله عز وجل وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة وما قبر سار بصاحبه ومن أين تطلع الشمس وفي أين تغرب وأين طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك وأين تكون الجنة وأين تكون النار وربك يحمل أو يحمل وأين يكون وجه ربك وما اثنان شاهدان واثنان غائبان واثنان متباغضان وما الواحد وما الاثنان وما الثلاثة وما الأربعة وما الخمسة وما الستة وما السبعة وما الثمانية وما التسعة وما العشرة وما الأحد عشر وما الاثنا عشر وما العشرون وما الثلاثون وما الأربعون وما الخمسون وما الستون وما السبعون وما الثمانون وما التسعون وما المائة قال فبقي أبو بكر لا يرد جوابا وتخوفنا أن يرتد القوم عن الإسلام فأتيت منزل علي بن أبي طالب (ع) فقلت له يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة وألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبو بكر لا يرد جوابا فتبسم علي (ع) ضاحكا ثم قال هو اليوم الذي وعدني رسول الله ص به فأقبل يمشي أمامي وما أخطأت مشيته من مشيته رسول الله ص شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله ص ثم التفت إلى اليهوديين فقال (ع) يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما ألقيتماه على الشيخ فقال اليهوديان ومن أنت فقال لهما أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أخو النبي ص وزوج ابنته فاطمة وأبو الحسن والحسين ووصيه في حالاته كلها وصاحب كل منقبة وعز وموضع سر النبي ص فقال له أحد اليهوديين ما أنا وأنت عند الله قال (ع) أنا مؤمن منذ عرفت نفسي وأنت كافر منذ عرفت نفسك فما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك فقال اليهودي فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة قال (ع) ذاك يونس (ع) في بطن الحوت قال له فما قبر سار بصاحبه قال يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر قال له فالشمس من أين تطلع قال من قرني الشيطان قال فأين تغرب قال في عين حامئة قال لي حبيبي رسول الله ص لا تصلي في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أو رمحين قال فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع في ذلك الموضع قال في البحر حين فلقه الله لقوم موسى (ع) قال له فربك يحمل أو يحمل قال إن ربي عز وجل يحمل كل شيء بقدرته ولا يحمله شيء قال فكيف قوله عز وجل {و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال يا يهودي أ لم تعلم أن {لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} فكل شيء على الثرى والثرى على القدرة والقدرة به تحمل كل شيء قال فأين تكون الجنة وأين تكون النار قال أما الجنة ففي السماء وأما النار ففي الأرض قال فأين يكون وجه ربك فقال علي بن أبي طالب (ع) لي يا ابن عباس ائتني بنار وحطب فأتيته بنار وحطب فأضرمها ثم قال يا يهودي أين يكون وجه هذه النار قال لا أقف لها على وجه قال فإن ربي عز وجل عن هذا المثل وله المشرق والمغرب {فأينما تولوا فثم وجه الله} فقال له ما اثنان شاهدان قال السماوات والأرض لا يغيبان ساعة قال فما اثنان غائبان قال الموت والحياة لا يوقف عليهما قال فما اثنان متباغضان قال الليل والنهار قال فما الواحد قال الله عز وجل قال فما الاثنان قال آدم وحواء قال فما الثلاثة قال كذبت النصارى على الله عز وجل قالوا ثالث ثلاثة والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا قال فما الأربعة قال القرآن والزبور والتوراة والإنجيل قال فما الخمسة قال خمس صلوات مفترضات قال فما الستة قال {خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام} قال فما السبعة قال سبعة أبواب النار متطابقات قال فما الثمانية قال ثمانية أبواب الجنة قال فما التسعة قال {تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} قال فما العشرة قال عشرة أيام العشر قال فما الأحد عشر قال قول يوسف لأبيه {يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} قال فما الاثنا عشر قال شهور السنة قال فما العشرون قال بيع يوسف بعشرين درهما قال فما الثلاثون قال ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا أو على سفر قال فما الأربعون قال كان ميقات موسى (ع) ثلاثون ليلة فأتمها الله عز وجل بعشر {فتم ميقات ربه أربعين ليلة} قال فما الخمسون قال لبث نوح (ع) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما قال فما الستون قال قول الله عز وجل في كفارة الظهار {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين قال فما السبعون قال اختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربه عز وجل قال فما الثمانون قال قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون منها قعد نوح (ع) في السفينة واستوت على الجودي وأغرق الله القوم قال فما التسعون قال الفلك المشحون اتخذ نوح (ع) فيه تسعين بيتا للبهائم قال فما المائة قال كان أجل داود (ع) ستين سنة فوهب له آدم (ع) أربعين سنة من عمره فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته فقال له يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة فبكى أمير المؤمنين (ع) ثم قال يا يهودي هيجت أحزاني كان حبيبي رسول الله ص صلت الجبين مقرون الحاجبين أدعج العينين سهل الخدين أقنى الأنف دقيق المسربة كث اللحية براق الثنايا كأن عنقه إبريق فضة كان له شعيرات من لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها لم يكن بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره وكان إذا مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب كان مدور الكعبين لطيف القدمين دقيق الخصر عمامته السحاب وسيفه ذو الفقار وبغلته دلدل وحماره اليعفور وناقته العضباء وفرسه لزاز وقضيبه الممشوق كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس على الناس وأرأف الناس بالناس كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران أما أول سطر فلا إله إلا الله وأما الثاني فمحمد رسول الله ص هذه صفته يا يهودي فقال اليهوديان نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ص وأنك وصي محمد حقا فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أمير المؤمنين (ع) فكانا معه حتى كان من أمر الجمل ما كان فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين
--------------------
بحار الانوار ج10 ص1, ارشاد القلوب ج2 ص316, الخصال ج2 ص595 .
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
احتجاج امير المؤمنين (ع) على رجلين يهود من خيبر
الخصال, أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبيه عن جعفر بن يحيى عن أبيه رفعه إلى بعض الصادقين من آل محمد ص قال جاء رجلان من يهود خيبر ومعهما التوراة منشورة يريدان النبي ص فوجداه قد قبض فأتيا أبا بكر فقالا إنا قد جئنا نريد النبي لنسأله عن مسألة فوجدناه قد قبض فقال وما مسألتكما قالا أخبرنا عن الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة والعشرين والثلاثين والأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمائة فقال لهما أبو بكر ما عندي في هذا شيء ائتيا علي بن أبي طالب (ع) قال فأتياه فقصا عليه القصة من أولها ومعهما التوراة منشورة فقال لهما أمير المؤمنين (ع) إن أنا أخبرتكما بما تجدانه عندكما تسلمان قالا نعم قال أما الواحد فهو الله وحده لا شريك له وأما الاثنان فهو قول الله عز وجل {لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد} وأما الثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية فهن قول الله عز وجل في كتابه في أصحاب الكهف {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} وأما التسعة فهو قول الله عز وجل في كتابه {و كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} وأما العشرة فقول الله عز وجل {تلك عشرة كاملة} وأما العشرون فقول الله عز وجل في كتابه {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} وأما الثلاثون والأربعون فقول الله عز وجل في كتابه {و واعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة} وأما الخمسون فقول الله عز وجل {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} وأما الستون فقول الله عز وجل في كتابه {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} وأما السبعون فقول الله عز وجل في كتابه {و اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} وأما الثمانون فقول الله عز وجل في كتابه {و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة} وأما التسعون فقول الله عز وجل في كتابه {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} وأما المائة فقول الله عز وجل في كتابه {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} قال فأسلم اليهوديان على يدي أمير المؤمنين ع
-------------------
بحار الانوار ج10 ص6, الخصال ج2 ص599
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
احتجاج امير المؤمنين (ع) على قوم من اليهود في زمن عمر
الخصال, أبي عن سعد عن محمد العطار عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن أبي الحسن عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الله المحمدي من ولد محمد بن الحنفية عن محمد بن جابر عن عطاء عن طاوس قال أتى قوم من اليهود عمر بن الخطاب وهو يومئذ وال على الناس فقالوا له أنت والي هذا الأمر بعد نبيكم وقد أتيناك نسألك عن أشياء إن أنت أخبرتنا بها آمنا وصدقنا واتبعناك فقال عمر سلوا عما بدا لكم قالوا أخبرنا عن أقفال السماوات السبع ومفاتيحها وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه وأخبرنا عمن أنذر قومه ليس من الجن ولا من الإنس وأخبرنا عن موضع طلعت فيه الشمس ولم تعد إليه وأخبرنا عن خمسة لم يخلقوا في الأرحام وعن واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وعن ثمانية وتسعة وعشرة وحادي عشر وثاني عشر قال فأطرق عمر ساعة ثم فتح عينيه ثم قال سألتم عمر بن الخطاب عما ليس له به علم ولكن ابن عم رسول الله يخبركم بما سألتموني عنه فأرسل إليه فدعاه فلما أتاه قال له يا أبا الحسن إن معشر اليهود سألوني عن أشياء لم أجبهم فيها بشيء وقد ضمنوا لي إن أخبرتهم أن يؤمنوا بالنبي ص فقال لهم علي (ع) يا معشر اليهود اعرضوا علي مسائلكم فقالوا له مثل ما قالوا لعمر فقال لهم علي (ع) أ تريدون أن تسألوا عن شيء سوى هذا قالوا لا يا أبا شبر وشبير فقال لهم علي (ع) أما أقفال السماوات فالشرك بالله ومفاتيحها قول لا إله إلا الله وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت سار بيونس في بطنه البحار السبعة وأما الذي أنذر قومه ليس من الجن ولا من الإنس فتلك نملة سليمان بن داود عليهما السلام وأما الموضع الذي طلعت فيه الشمس فلم تعد إليه فذاك البحر الذي أنجى الله عز وجل فيه موسى (ع) وغرق فيه فرعون وأصحابه وأما الخمسة الذين لم يخلقوا في الأرحام فآدم وحواء وعصا موسى وناقة صالح وكبش إبراهيم (ع) وأما الواحد فالله الواحد لا شريك له وأما الاثنان فآدم وحواء وأما الثلاثة فجبرئيل وميكائيل وإسرافيل وأما الأربعة فالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان وأما الخمس فخمس صلوات مفروضات على النبي ص وأما الستة فقول الله عز وجل {و لقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام} وأما السبعة فقول الله عز وجل {و بنينا فوقكم سبعا شدادا} وأما الثمانية فقول الله عز وجل {و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} وأما التسعة فالآيات المنزلات على موسى بن عمران (ع) وأما العشرة فقول الله عز وجل {و واعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} وأما الحادي عشر فقول يوسف لأبيه عليهما السلام {إني رأيت أحد عشر كوكبا} وأما الاثنا عشر فقول الله عز وجل لموسى (ع) {اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} قال فأقبل اليهود يقولون نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ابن عم رسول الله ص ثم أقبلوا على عمر فقالوا نشهد أن هذا أخو رسول الله وأنه أحق بهذا المقام منك وأسلم من كان معهم وحسن إسلامهم .
-----------------
بحار الانوار ج10 ص7, الخصال ج2 ص456
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
الخصال, أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن صالح بن عقبة عن جعفر بن محمد (ع) قال لما هلك أبو بكر واستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني فيها أسلمت قال ما هي قال ثلاث وثلاث وواحدة فإن شئت سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم منك أرشدني إليه قال عليك بذلك الشاب يعني علي بن أبي طالب (ع) فأتى عليا (ع) فسأله فقال له لم قلت ثلاثا وثلاثا وواحدة ألا قلت سبعا قال إني إذا لجاهل إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت قال فإن أجبتك تسلم قال نعم قال سل قال أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأول عين نبعت وأول شجرة نبتت قال يا يهودي أنتم تقولون إن أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في البيت المقدس وكذبتم هو الحجر الذي نزل به آدم (ع) من الجنة قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى قال وأنتم تقولون إن أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة وهي العين التي شرب منها الخضر وليس يشرب منها أحد إلا حي حيي خ ل قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى قال وأنتم تقولون إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون وكذبتم هي العجوة التي نزل بها آدم (ع) من الجنة معه قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى (ع) قال والثلاث الأخرى كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم قال اثنا عشر إماما قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى قال فأين يسكن نبيكم من الجنة قال في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في جنات عدن قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى ثم قال فمن ينزل معه في منزله قال اثنا عشر إماما قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى (ع) ثم قال السابعة فأسلم كم يعيش وصيه بعده قال ثلاثين سنة قال ثم مه يموت أو يقتل قال يقتل يضرب على قرنه وتخضب لحيته قال صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى (ع) .
-----------------
بحار الانوار ج10 ص9, الاحتجاج ج1 ص226, الخصال ج2 ص476, عيون اخبار الرضا ج1 ص52, كمال الدين ج1 ص300
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
عيون أخبار الرضا عليه السلام, الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال حدثنا داود بن سليمان الفراء قال ل حدثنا علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (ع) قال إن يهوديا سأل علي بن أبي طالب (ع) فقال أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله فقال علي (ع) أما ما لا يعلمه الله فهو قولكم يا معشر اليهود إن عزيرا ابن الله والله تعالى لا يعلم له ولدا أما قولك ما ليس لله فليس لله شريك وأما قولك ما ليس عند الله تعالى فليس عند الله ظلم للعباد فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ص.
-----------------
بحار الانوار ج10 ص11, ارشاد القلوب ج2 ص315, عيون اخبار الرضا ج1 ص141
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
الأمالي للشيخ الطوسي شيخ الطائفة, عن أبي محمد الفحام السرمرائي عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري عن علي بن محمد العسكري عن آبائه (ع) أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله فقال أما ما لا يعلمه الله فلا يعلم أن له ولدا تكذيبا لكم حيث قلتم عزير ابن الله وأما قولك ما ليس لله فليس له شريك وأما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم العباد فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أنك الحق ومن أهل الحق وقلت الحق وأسلم على يده.
------------------
بحار الانوار ج10 ص11, الامالي للطوسي ص275
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
علل الشرائع, حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بإسناده رفعه قال أتى علي بن أبي طالب (ع) يهودي فقال يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بها أسلمت قال علي (ع) سلني يا يهودي عما بدا لك فإنك لا تصيب أحدا أعلم منا أهل البيت فقال له اليهودي أخبرني عن قرار هذه الأرض على ما هو وعن شبه الولد أعمامه وأخواله ومن أي النطفتين يكون الشعر واللحم والعظم والعصب ولم سميت السماء سماء ولم سميت الدنيا دنيا ولم سميت الآخرة آخرة ولم سميت آدم آدم ولم سميت حواء حواء ولم سميت الدرهم درهما ولم سميت الدينار دينارا ولم قيل للفرس أجد ولم قيل للبغل عد ولم قيل للحمار حر فقال (ع) أما قرار هذه الأرض لا يكون إلا على عاتق ملك وقدما ذلك الملك على صخرة والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت في اليم الأسفل واليم على الظلمة والظلمة على العقيم والعقيم على الثرى وما يعلم تحت الثرى إلا الله عز وجل وأما شبه الولد أعمامه وأخواله فإذا سبق نطفة الرجل نطفة المرأة إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أعمامه ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب وإذا سبق نطفة المرأة نطفة الرجل إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أخواله ومن نطفتها يكون الشعر و الجلد واللحم لأنها صفراء رقيقة وسميت السماء سماء لأنها وسم الماء يعني معدن الماء وإنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شيء وسميت الآخرة آخرة لأن فيها الجزاء والثواب وسمي آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل (ع) وأمره أن يأتيه من أديم الأرض بأربع طينات طينة بيضاء وطينة حمراء وطينة غبراء وطينة سوداء وذلك من سهلها وحزنها ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه ماء عذب وماء ملح وماء مر وماء منتن ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين وأدمه الله بيده فلم يفضل شيء من الطين يحتاج إلى الماء ولا من الماء شيء يحتاج إلى الطين فجعل الماء العذب في حلقه وجعل الماء المالح في عينيه وجعل الماء المر في أذنيه وجعل الماء المنتن في أنفه وإنما سميت حواء حواء لأنها خلقت من الحيوان وإنما قيل للفرس أجد لأن أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل وأنشأ يقول أجد اليوم وما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك وإنما قيل للبغل عد لأن أول من ركب البغل آدم (ع) وذلك لأنه كان له ابن يقال له معد وكان عشوقا للدواب وكان يسوق بآدم (ع) فإذا تقاعس البغل نادى يا معد سقها فألفت البغلة اسم معد فترك الناس معد وقالوا عد وإنما قيل للحمار حر لأن أول من ركب الحمار حواء وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل وكانت تقول في مسيرها وا حراه فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة وإذا أمسكت تقاعست فترك الناس ذلك وقالوا حر وإنما سمي الدرهم درهما لأنه دار هم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار وإنما سمي الدينار دينارا لأنه دار النار من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله تعالى أورثه النار فقال اليهودي صدقت يا أمير المؤمنين إنا لنجد جميع ما وصفت في التوراة فأسلم على يده ولازمه حتى قتل يوم صفين .
-------------
بحار الانوار ج94 ص54, علل الشرائع ج1 ص1
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
معاني الأخبار, محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا سحر مبين تقوله فقال الله {الم ذلك الكتاب} أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك هو بالحروف المقطعة التي منها ألف لام ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} ثم قال الله{الم} هو القرآن الذي افتتح بالم هو {ذلك الكتاب} الذي أخبرت موسى فمن بعده من الأنبياء فأخبروا بني إسرائيل أني سأنزله عليك يا محمد كتابا عزيزا {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لا ريب فيه} لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل يقرؤه هو وأمتهم على سائر أحوالهم {هدى} بيان من الضلالة {للمتقين} الذين يتقون الموبقات ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يحب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم
قال وقال الصادق (ع) ثم الألف حرف من حروف قولك الله دل بالألف على قولك الله ودل بلام على قولك الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله وجعل هذا القول حجة على اليهود وذلك أن الله لما بعث موسى بن عمران (ع) ثم من بعده من الأنبياء عليهم السلام إلى بني إسرائيل لم يكن فيهم قوم إلا أخذوا عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الأمي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة يأتي بكتاب بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره يحفظه أمته فيقرءونه قياما وقعودا ومشاة وعلى كل الأحوال يسهل الله عز وجل حفظه عليهم ويقرنون بمحمد ص أخاه ووصيه علي بن أبي طالب (ع) الآخذ عنه علومه التي علمها والمتقلد عنه لأمانته التي قلدها ومذلل كل من عاند محمدا ص بسيفه الباتر ومفحم كل من حاوله وخاصمه بدليله القاهر يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين ثم إذا صار محمد ص إلى رضوان الله عز وجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الإيمان وحرفوا تأويلاته وغيروا معانيه ووضعوها على خلاف وجوهها قاتلهم بعد على تأويله حتى يكون إبليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل المطرود المغلول قال فلما بعث الله محمدا وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها ثم أنزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى بالم يعني{الم ذلك الكتاب} وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت أنبيائي السالفين أني سأنزله عليك يا محمد {لا ريب فيه} فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم ثم اليهود يحرفونه عن جهته ويتأولونه على غير وجهه ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال أجل هذه الأمة وكم مدة ملكه فجاء إلى رسول الله منهم جماعة فولى رسول الله ص عليا (ع) مخاطبتهم فقال قائلهم إن كان ما يقول محمد ص حقا لقد علمناكم قدر ملك أمته هو إحدى وسبعون سنة الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فقال علي (ع) فما تصنعون ب {المص} وقد أنزلت عليه قالوا هذه إحدى وستون ومائة سنة قال فما ذا تصنعون ب {الر} وقد أنزلت عليه فقالوا هذه أكثر هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة فقال علي (ع) فما تصنعون بما أنزل إليه {المر} قالوا هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة فقال علي (ع) فواحدة من هذه له أو جميعها له فاختلط كلامهم فبعضهم قال له واحدة منها وبعضهم قال بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة ثم يرجع الملك إلينا يعني إلى اليهود فقال علي (ع) أ كتاب من كتب الله نطق بهذا أم آراؤكم دلتكم عليه فقال
بعضهم كتاب الله نطق به وقال آخرون منهم بل آراؤنا دلت عليه فقال علي (ع) فأتوا بالكتاب من عند الله ينطق بما تقولون فعجزوا عن إيراد ذلك وقال للآخرين فدلونا على صواب هذا الرأي فقالوا صواب رأينا دليله أن هذا حساب الجمل فقال علي (ع) كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف ما اقترحتم بلا بيان أ رأيتم إن قيل لكم إن هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك أمة محمد ص ولكنها دالة على أن كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب أو أن عند كل واحد منكم دينا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير أو أن لعلى كل واحد منكم دينا عدد ماله مثل عدد هذا الحساب قالوا يا أبا الحسن ليس شيء مما ذكرته منصوصا عليه في {الم} و{المص} و{الر} و{المر} فقال علي (ع) ولا شيء مما ذكرتموه منصوص عليه في {الم} و{المص} و{الر} و{المر} فإن بطل قولنا لما قلتم بطل قولكم لما قلنا فقال خطيبهم ومنطيقهم لا تفرح يا علي بأن عجزنا عن إقامة حجة فيما نقوله على دعوانا فأي حجة لك في دعواك إلا أن تعجل عجزنا حجتك فإذا ما لنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون قال علي (ع) لا سواء إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة ثم نادى جمال اليهود يا أيتها الجمال اشهدي لمحمد ولوصيه فتبادر الجمال صدقت صدقت يا وصي محمد وكذب هؤلاء اليهود فقال علي (ع) هؤلاء جنس من الشهود يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي لمحمد ولوصيه فنطقت ثيابهم كلها صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول الله حقا وأنك يا علي وصيه حقا لم يثبت محمدا قدم في مكرمة إلا وطئت على موضع قدمه بمثل مكرمته فأنتما شقيقان من أشرف أنوار الله فميزتما اثنين وأنتما في الفضائل شريكان إلا أنه لا نبي بعد محمد ص فعند ذلك خرست اليهود وآمن بعض النظارة منهم برسول الله ص وغلب الشقاء على اليهود وسائر النظارة الآخرين فذلك ما قال الله تعالى{لا ريب فيه} أنه كما قال محمد ووصي محمد عن قول محمد ص عن قول رب العالمين ثم قال {هدى} بيان وشفاء {للمتقين} من شيعة محمد ص وعلي (ع) أنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها واتقوا إظهار أسرار الله وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمد ص فكتموها واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها ومنهم نشروها .
------------------
بحار الانوار ج10 ص14, معاني الاخبار ص24
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
التوحيد, القطان والدقاق معا عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن محمد بن عبيد الله عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن أسود عن جعفر بن محمد عن أبيه (ع) قال كان لرسول الله ص صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله (ع) وأتيا محمدا رسول الله ص وسمعا منه وقد كانا قرءا التوراة وصحف إبراهيم (ع) وعلما علم الكتب الأولى فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسألان عن صاحب الأمر بعده وقالا إنه لم يمت نبي قط إلا وله خليفة يقوم بالأمر في أمته من بعده قريب القرابة إليه من أهل بيته عظيم الخطر جليل الشأن فقال أحدهما لصاحبه هل تعرف صاحب الأمر من بعد هذا النبي قال الآخر لا أعلمه إلا بالصفة التي أجدها في التوراة هو الأصلع المصفر فإنه كان أقرب القوم من رسول الله ص فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر فلما نظرا إليه قالا ليس هذا صاحبنا ثم قالا له ما قرابتك من رسول الله قال إني رجل من عشيرته وهو زوج ابنتي عائشة قالا هل غير هذا قال لا قالا ليست هذه بقرابة فأخبرنا أين ربك قال فوق سبع سماوات قال هل غير هذا قال لا قالا دلنا على من هو أعلم منك فإنك أنت لست بالرجل الذي نجد في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته قال فتغيظ من قولهما وهم بهما ثم أرشدهما إلى عمر وذلك أنه عرف من عمر أنهما إن استقبلاه بشيء بطش بهما فلما أتياه قالا ما قرابتك من هذا النبي قال أنا من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة قالا هل غير هذا قالا ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة ثم قالا له فأين ربك قال فوق سبع سماوات قالا هل غير هذا قال لا قالا دلنا على من هو أعلم منك فأرشدهما إلى علي (ع) فلما جاءه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه إنه الرجل الذي صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته وزوج ابنته وأبو السبطين والقائم بالحق من بعده ثم قالا لعلي (ع) أيها الرجل ما قرابتك من رسول الله قال هو أخي وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به وأنا زوج ابنته قالا هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التوراة فأين ربك عز وجل قال لهما علي (ع) إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى (ع) وإن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد ص قالا أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى (ع) قال علي (ع) أقبل أربعة أملاك ملك من المشرق وملك من المغرب وملك من السماء وملك من الأرض فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي وقال النازل من السماء للخارج من الأرض من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي وقال الخارج من الأرض للنازل من السماء من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى (ع) وأما ما كان عهد نبينا ص فذلك قوله في محكم كتابه {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} الآية قال اليهوديان فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله فو الذي أنزل التوراة على موسى (ع) إنك لأنت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا ونقرؤه في كنائسنا وإنك لأنت أحق بهذا الأمر وأولى به ممن قد غلبك عليه فقال علي (ع) قدما وأخرا وحسابهما على الله عز وجل يوقفان ويسألان .
-------------------
بحار الانوار ج3 ص324, التوحيد ص180
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
إكمال الدين, محمد بن الفضيل عن زكريا بن يحيى عن عبد الله بن مسلم عن إبراهيم بن يحيى الأسلمي عن عمار بن جوين عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى سموه أمير المؤمنين فبينا نحن جلوس عنده يوما إذ جاء يهودي من يهود المدينة وهو يزعم أنه من ولد هارون أخي موسى (ع) حتى وقف على عمر فقال له اليهودي يا أمير المؤمنين أيكم أعلم بعلم نبيكم وكتاب ربكم حتى أسأله عما أريد فأشار عمر إلى علي بن أبي طالب (ع) فقال له اليهودي أ كذلك أنت يا علي (ع) قال (ع) نعم سل عما تريد قال إني أسألك عن ثلاث وعن ثلاث وواحدة فقال له علي (ع) لم لا تقول إني أسألك عن سبع قال له اليهودي أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الأخرى فإن أصبت سألتك عن الواحدة وإن أخطأت في الثلاث الأولى لم أسألك عن شيء فقال له علي (ع) وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أصبت أم أخطأت فضرب بيده إلى كمه فاستخرج كتابا عتيقا فقال هذا ورثته عن آبائي وأجدادي إملاء موسى بن عمران وخط هارون وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسألك عنها فقال علي (ع) إن عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم فقال اليهودي والله إن أجبتني فيهن بالصواب لأسلمن الساعة على يديك قال له علي (ع) سل قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الأرض فقال علي (ع) يا يهودي أما أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها صخر بيت المقدس وكذبوا ولكنه الحجر الأسود نزل به آدم (ع) من الجنة فوضعه في ركن البيت والناس يتمسحون به ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله عز وجل قال اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي (ع) وأما أول شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها الزيتون وكذبوا ولكنها النخلة من العجوة نزل بها آدم (ع) معه من الجنة فأصل النخل كله من العجوة قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي (ع) وأما أول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وسربت فاتبعها موسى وصاحبه فلقيا الخضر قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي (ع) سل قال أخبرني عن هذه الأمة كم لها بعد نبيها من إمام عادل وأخبرني عن منزل محمد أين هو من الجنة ومن يسكن معه في منزله قال له علي (ع) يا يهودي يكون لهذه الأمة بعد نبيها اثنا عشر إماما عدلا لا يضرهم خلاف من خالف عليهم قال له اليهودي أشهد لقد صدقت قال له علي (ع) وأما منزل محمد ص من الجنة في جنة عدن وهي وسط الجنان وأقربها إلى عرش الرحمن جل جلاله قال له أشهد بالله لقد صدقت قال له علي (ع) والذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الاثنا عشر إماما قال له اليهودي أشهد بالله لقد صدقت قال له علي (ع) سل قال أخبرني عن وصي محمد ص من أهله كم يعيش من بعده وهل يموت موتا أو يقتل قتلا فقال له علي (ع) يا يهودي يعيش بعده ثلاثين سنة ويخضب منه هذه من هذا وأشار إلى رأسه قال فوثب إليه اليهودي فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ص وأنك وصي رسول الله .
---------------
بحار الانوار ج10 ص20, ارشاد القلوب2 ص319, كمال الدين ج1 ص294
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية.
الغيبة للنعماني, ابن عقدة عن محمد الفضل عن إبراهيم بن مهزم عن خاقان بن سليمان عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن أبي هارون العبدي عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله ص وعن أبي الطفيل قالا شهدنا الصلاة على أبي بكر وساقا الحديث إلى آخره
ك، ]إكمال الدين[ ماجيلويه عن محمد بن الهيثم عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن حيان السراج عن داود بن سليمان عن أبي الطفيل مثله
إكمال الدين, أبي وابن الوليد معا عن سعد ومحمد العطار وأحمد بن إدريس جميعا عن البرقي وابن يزيد وابن هاشم جميعا عن ابن فضال عن أيمن بن محرز عن محمد بن سماعة عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن أبي عبد الله (ع) مثله
الغيبة للنعماني, ابن عقدة عن حميد بن زياد عن جعفر بن إسماعيل عن ابن أبي نجران عن إسماعيل بن علي البصري عن أبي أيوب المؤدب عن أبيه وكان مؤدبا لبعض ولد جعفر بن محمد (ع) قال لما توفي رسول الله ص دخل المدينة رجل من ولد داود على دين اليهودية فرأى السكك خالية فقال لبعض أهل المدينة ما حالكم فقيل له توفي رسول الله ص فقال الداودي أما إنه توفي اليوم الذي هو في كتابنا ثم قال فأين الناس فقيل له في المسجد فأتى المسجد فإذا أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح والناس قد غص المسجد بهم فقال أوسعوا حتى أدخل وأرشدوني إلى الذي خلفه نبيكم فأرشدوه إلى أبي بكر فقال له إنني من ولد داود على دين اليهودية وقد جئت لأسأل عن أربعة أحرف فإن خبرت بها أسلمت فقالوا له انتظر قليلا وأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من بعض أبواب المسجد فقالوا له عليك بالفتى فقام إليه فلما دنا منه قال له أنت علي بن أبي طالب فقال له علي (ع) أنت فلان بن داود قال نعم فأخذ على يده وجاء به إلى أبي بكر فقال له اليهودي إني سألت هؤلاء عن أربعة أحرف فأرشدوني إليك لأسألك قال اسأل قال ما أول حرف كلم الله تعالى به نبيكم لما أسري به ورجع من عند ربه وخبرني عن الملك الذي زحم نبيكم ولم يسلم عليه وخبرني عن الأربعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النار وكلموا نبيكم عن منبر نبيكم أي موضع هي من الجنة قال علي (ع) أول ما كلم الله به نبينا ص قول الله تعالى{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} قال ليس هذا أردت قال فقول رسول الله ص{والمؤمنون كل آمن بالله} قال ليس هذا أردت قال اترك الأمر مستورا قال لتخبرني أو لست أنت هو قال أما إذ أبيت فإن رسول الله ص لما رجع من عند ربه والحجب ترفع له قبل أن يصير إلى موضع جبرئيل (ع) ناداه ملك يا أحمد قال لبيك قال إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك اقرأ على السيد الولي فقال الملك علي بن أبي طالب (ع) قال اليهودي صدقت والله إني لأجد ذلك في كتاب أبي فقال علي (ع) وأما الملك الذي زحم رسول الله ص فملك الموت جاء من عند جبار من أهل الدنيا قد تكلم بكلام عظيم فغضب الله فزحم رسول الله ص ولم يعرفه فقال جبرئيل (ع) يا ملك الموت هذا رسول الله أحمد حبيب الله ص فرجع إليه فلصق به واعتذر وقال يا رسول الله إني أتيت ملكا جبارا قد تكلم بكلام عظيم فغضبت لله ولم أعرفك فعذره وأما الأربعة الذين كشف عنهم مالك طبقا من النار فإن رسول الله ص مر بمالك ولم يضحك قط فقال جبرئيل (ع) يا مالك هذا نبي الرحمة فتبسم في وجهه فقال رسول الله ص مرة يكشف طبقا من النار فكشف طبقا فإذا قابيل ونمرود وفرعون وهامان فقالوا يا محمد اسأل ربك أن يردنا إلى دار الدنيا حتى نعمل صالحا فغضب جبرئيل وقال بريشة من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار وأما منبر رسول الله فإن مسكن رسول الله ص جنة عدن هي جنة خلقها الله تعالى بيده ومعه فيها اثنا عشر وصيا وفوقه قبة يقال لها الرضوان وفوق الرضوان منزل يقال لها الوسيلة وليس في الجنة منزل يشبهه هو منبر رسول الله ص قال اليهودي صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد حتى صار إلي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه الذي بشر به موسى (ع) وأشهد أنك عالم هذه الأمة ووصي رسول الله ص قال فعلمه أمير المؤمنين شرائع الدين .
------------------
بحار الانوار ج10 ص23, غيبة النعماني ص99
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بالإسناد يرفعه إلى أنس بن مالك قال دخل يهودي في خلافة أبي بكر وقال أريد خليفة رسول الله ص فجاءوا به إلى أبي بكر فقال له اليهودي أنت خليفة رسول الله ص فقال نعم أ ما تنظرني في مقامه ومحرابه فقال له إن كنت كما تقول يا أبا بكر أريد أن أسألك عن أشياء قال اسأل عما بدا لك وما تريد فقال اليهودي أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله فقال عند ذلك أبو بكر هذه مسائل الزنادقة يا يهودي فعند ذلك هم المسلمون بقتله وكان فيمن حضر ابن عباس رضي الله عنه فزعق بالناس وقال يا أبا بكر أمهل في قتله قال له أ ما سمعت ما قد تكلم به فقال ابن عباس فإن كان جوابه عندكم وإلا فأخرجوه حيث شاء من الأرض قال فأخرجوه وهو يقول لعن الله قوما جلسوا في غير مراتبهم يريدون قتل النفس التي قد حرم الله بغير علم قال فخرج وهو يقول أيها الناس ذهب الإسلام حتى لا يجيبون أين رسول الله ص وأين خليفة رسول الله قال فتبعه ابن عباس وقال له اذهب إلى عيبة علم النبوة إلى منزل علي بن أبي طالب (ع) قال فعند ذلك أقبل أبو بكر والمسلمون في طلب اليهودي فلحقوه في بعض الطريق فأخذوه وجاءوا به إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فاستأذنوا عليه ثم دخلوا عليه وقد ازدحم الناس قوم يبكون وقوم يضحكون قال فقال أبو بكر يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني عن مسألة من مسائل الزنادقة فقال الإمام (ع) ما تقول يا يهودي فقال اليهودي أسأل وتفعل بي مثل ما فعل بي هؤلاء قال وأي شيء أرادوا يفعلون بك قال أرادوا أن يذهبوا بدمي فقال الإمام (ع) دع هذا واسأل عما شئت فقال سؤالي لا يعلمه إلا نبي أو وصي نبي قال اسأل عما بدا لك فقال اليهودي أجبني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله فقال له علي (ع) على شرط يا أخا اليهود قال وما الشرط قال تقول معي قولا عدلا مخلصا لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال نعم يا مولاي فقال (ع) يا أخا اليهودي أما قولك ما ليس لله فليس لله صاحبة ولا ولد قال صدقت يا مولاي وأما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله الظلم قال صدقت يا مولاي وأما قولك ما ليس يعلمه الله فإن الله لا يعلم أن له شريكا ولا وزيرا {و هو على كل شيء قدير} فعند ذلك قال مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا ص رسول الله وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه فجزاك الله عن الإسلام خيرا قال فضج الناس عند ذلك فقال أبو بكر يا كاشف الكربات يا علي أنت فارج الهم قال فعند ذلك خرج أبو بكر ورقي المنبر وقال أقيلوني أقيلوني أقيلوني لست بخيركم وعلي فيكم قال فخرج إليه عمر وقال أمسك يا أبا بكر عن هذا الكلام فقد ارتضيناك لأنفسنا ثم أنزله عن المنبر فأخبر بذلك أمير المؤمنين ع.
-----------------
بحار الانوار ج10 ص26, ارشاد القلوب ج2 ص315, الفضائل ص132
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
الإحتجاج, روي عن موسى بن جعفر (ع) عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (ع) أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء (ع) وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله ص وفيهم علي بن أبي طالب (ع) وابن عباس وأبو معبد الجهني فقال يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم فهل تجيبوني عما أسألكم عنه فكاع القوم عنه فقال علي بن أبي طالب (ع) نعم ما أعطى الله عز وجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد ص وزاد محمدا ص على الأنبياء أضعافا مضاعفة فقال له اليهودي فهل أنت مجيبني قال له نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله ص ما يقر الله به أعين المؤمنين ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله إنه عليه الصلاة والسلام كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال ولا فخر وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء ولا منتقص لهم ولكن شكر الله عز وجل على ما أعطى محمدا ص مثل ما أعطاهم وما زاده الله وما فضله عليهم فقال له اليهودي إني أسألك فأعد له جوابا فقال له علي (ع) هات قال له اليهودي هذا آدم (ع) أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا فقال له علي (ع) لقد كان ذلك ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن سجود طاعة أنهم عبدوا آدم من دون الله عز وجل ولكن اعترفوا لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله تعالى صلى عليه في جبروته والملائكة بأجمعها وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه فهذه زيادة له يا يهودي قال له اليهودي فإن آدم تاب الله عليه من بعد خطيئته قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى قال الله عز وجل{ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} إن محمدا غير مواف في القيامة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب قال له اليهودي فإن هذا إدريس (ع) رفعه الله عز وجل مكانا عليا وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه{ورفعنا لك ذكرك} فكفى بهذا من الله رفعة ولئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا ص أطعم في الدنيا في حياته بينما يتضور جوعا فأتاه جبرئيل بجام من الجنة فيه تحفة فهلل الجام وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل ذلك فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل (ع) فقال له كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها وإنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي فأكل ص وأكلنا معه وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه فقال له اليهودي فهذا نوح (ع) صبر في ذات الله عز وجل وأعذر قومه إذ كذب قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى وعلاه أبو لهب بسلا شاة فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد ص فأتاه فقال له إني قد أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال فأهلكتهم بها قال عليه الصلاة والسلام إنما بعثت رحمة رب اهد أمتي فإنهم لا يعلمون ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة وأظهر عليهم شفقة فقال{رب إن ابني من أهلي} فقال الله تبارك وتعالى اسمه{إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} أراد جل ذكره أن يسليه بذلك ومحمد ص لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ولم تدركه فيهم رقة القرابة ولم ينظر إليهم بعين مقت قال له اليهودي فإن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر قال له (ع) لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد ص هطلت له السماء بماء منهمر رحمة إنه (ع) لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له يا رسول الله ص احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطيه وما ترى في السماء سحابة فما برح حتى سقاهم الله حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر فضحك عليه الصلاة والسلام وقال هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم في أصول الشيح ومراتع البقع فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عز وجل قال له اليهودي فإن هذا هود (ع) قد انتصر الله له من أعدائه بالريح فهل فعل بمحمد ص شيئا من هذا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز وجل ذكره قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصى وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا ص على هود بثمانية آلاف ملك وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط وريح محمد ص ريح رحمة قال الله تبارك وتعالى{يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها} قال له اليهودي فإن هذا صالح أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة قال علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد عليه وآله السلام أعطي ما هو أفضل من ذلك إن ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة ومحمد ص بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثم رغا فأنطقه الله عز وجل فقال يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري فأنا أستعيذ بك منه فأرسل رسول الله ص إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود فنطقت له الناقة فقالت يا رسول الله إن فلانا مني بريء وإن الشهود يشهدون عليه بالزور وإن سارقي فلان اليهودي قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الإيمان به قال له علي (ع) لقد كان كذلك وأعطي محمد ص أفضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الإيمان به وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمس عشرة سنة ومحمد ص كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته ص فقالوا له يا غلام ما اسمك قال محمد قالوا ما اسم أبيك قال عبد الله قالوا ما اسم هذه وأشاروا بأيديهم إلى الأرض قال الأرض قالوا فما اسم هذه وأشاروا بأيديهم إلى السماء قال السماء قالوا فمن ربهما قال الله ثم انتهرهم وقال أ تشككونني في الله عز وجل ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عز وجل مع كفر قومه إذ هو بينهم يستقسمون بالأزلام ويعبدون الأوثان وهو يقول لا إله إلا الله قال اليهودي فإن إبراهيم (ع) حجب عن نمرود بحجب ثلاثة فقال علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص حجب عمن أراد قتله بحجب خمس فثلاثة بثلاثة واثنان فضل قال الله عز وجل وهو يصف أمر محمد ص فقال{وجعلنا من بين أيديهم سدا}فهذا الحجاب الأول{ومن خلفهم سدا}فهذا الحجاب الثاني{فأغشيناهم فهم لا يبصرون} فهذا الحجاب الثالث ثم قال{وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}فهذا الحجاب الرابع ثم قال{فهي إلى الأذقان فهم مقمحون}فهذه حجب خمسة قال له اليهودي فإن إبراهيم (ع) قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو أبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال يا محمد {من يحي العظام وهي رميم} فأنطق الله محمدا ص بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته فقال {يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} فانصرف مبهوتا قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا لله عز وجل قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما ونفاها من جزيرة العرب وأذل من عبدها بالسيف قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم (ع) قد أضجع ولده{وتله للجبين}فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ولقد أعطي إبراهيم (ع) بعد الإضجاع الفداء ومحمد ص أصيب بأفجع منه فجيعة إنه وقف عليه وآله الصلاة والسلام على عمه حمزة أسد الله وأسد رسوله وناصر دينه وقد فرق بين روحه وجسده فلم يبين عليه حرقة ولم يفض عليه عبرة ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عز وجل بصبره ويستسلم لأمره في جميع الفعال وقال ص لو لا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير ولو لا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك قال له اليهودي فإن إبراهيم (ع) قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عز وجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فستر الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق فهذا من قدرته لا تنكره قال له اليهودي فإن هذا يعقوب (ع) أعظم في الخير نصيبه إذ جعل الأسباط من سلالة صلبه ومريم ابنة عمران من بناته قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعظم في الخير نصيبا منه إذ جعل فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين من بناته والحسن والحسين من حفدته قال له اليهودي فإن يعقوب (ع) قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن قال له علي (ع) لقد كان كذلك وكان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ومحمد ص قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه وخصه بالاختبار ليعظم له الادخار فقال ص تحزن النفس ويجزع القلب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز ذكره والاستسلام له في جميع الفعال فقال اليهودي فإن هذا يوسف (ع) قاسى مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية فألقي في الجب وحيدا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص قاسى مرارة الغربة وفارق الأهل والأولاد والمال مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه فلما رأى الله عز وجل كآبته واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف (ع) في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحقيقها فقال{لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون}و لئن كان يوسف (ع) حبس في السجن فلقد حبس رسول الله ص نفسه في الشعب ثلاثة سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجئوه إلى أضيق المضيق فلقد كادهم الله عز وجل له كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه ولئن كان يوسف (ع) ألقي في الجب فلقد حبس محمد ص نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه{لا تحزن إن الله معنا}و مدحه الله بذلك في كتابه فقال له اليهودي فهذا موسى بن عمران (ع) آتاه الله التوراة التي فيها حكم قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل منه أعطى محمدا ص سورة البقرة والمائدة بالإنجيل وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة وأعطى نصف المفصل والتسابيح بالزبور وأعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم (ع) وصحف موسى (ع) وزاد الله عز ذكره محمدا ص السبع الطوال وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وأعطى الكتاب والحكمة قال له اليهودي فإن موسى (ع) ناجاه الله عز وجل على طور سيناء قال له علي (ع) لقد كان كذلك ولقد أوحى الله عز وجل إلى محمد ص{عند سدرة المنتهى}فمقامه في السماء محمود وعند منتهى العرش مذكور قال له اليهودي فلقد ألقى الله على موسى (ع) محبة منه قال له علي (ع) لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ص ما هو أفضل منه لقد ألقى الله عز وجل عليه محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله عز وجل به الشهادة فلا تتم الشهادة إلا أن يقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر الله عز وجل إلا رفع بذكر محمد ص معه قال له اليهودي لقد أوحى الله إلى أم موسى لفضل منزلة موسى (ع) عند الله عز وجل قال علي (ع) لقد كان كذلك ولقد لطف الله جل ثناؤه لأم محمد ص بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت أشهد والعالمون أن محمدا ص منتظر وشهد الملائكة على الأنبياء أنهم أثبتوه في الأسفار وبلطف من الله عز وجل ساقه إليها ووصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده حتى رأت في المنام أنه قيل لها إنما في بطنك سيد فإذا ولدته فسميه محمدا ص فاشتق الله له اسما من أسمائه فالله محمود وهذا محمد ص قال له اليهودي فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه{الآية الكبرى}قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أرسله إلى فراعنة شتى مثل أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة وأبي البختري والنضر بن الحارث وأبي بن خلف ومنبه ونبيه ابني الحجاج وإلى الخمسة المستهزءين الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب والحارث بن الطلاطلة فأراهم {الآيات في الآفاق وفي أنفسهم} حتى تبين لهم أنه الحق قال له اليهودي لقد انتقم الله لموسى (ع) من فرعون قال له علي (ع) لقد كان كذلك ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد ص من الفراعنة فأما المستهزءون فقد قال الله تعالى {إنا كفيناك المستهزئين} فقتل الله كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول قتلني رب محمد ص وأما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول قتلني رب محمد ص وأما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل (ع) فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه امنع عني هذا فقال ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله وهو يقول قتلني رب محمد وأما الأسود بن المطلب فإن النبي ص دعا عليه أن يعمي الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله عز وجل ولده وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول قتلني رب محمد ص وروي أن الأسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات وهو يقول قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله ص فقالوا له يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل النبي ص في منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل (ع) عن الله ساعته فقال له يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} يعني أظهر أمرك لأهل مكة وادعهم إلى الإيمان قال يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزءين وما أوعدوني قال له {إنا كفيناك المستهزئين} قال يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم فأظهر أمره عند ذلك وأما بقيتهم من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف وهزم الله الجمع وولوا الدبر قال له اليهودي فإن هذا موسى بن عمران قد أعطي العصا فكانت تتحول ثعبانا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه فاشتغل عنه وجلس يشرب فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزءين من تطلب قال عمرو بن هشام يعني أبا جهل لي عليه دين قال فأدلك على من يستخرج الحقوق قال نعم فدله على النبي ص وكان أبو جهل يقول ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده فأتى الرجل النبي ص فقال له يا محمد بلغني أن بينك وبين عمرو بن هشام حسن وأنا أستشفع بك إليه فقام معه رسول الله ص فأتى بابه فقال له قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه وإنما كناه أبا جهل ذلك اليوم فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه فعلت ذلك فرقا من محمد قال ويحكم أعذروني إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان هذا أكبر مما أعطي ثعبان بثعبان موسى (ع) وزاد الله محمدا ص ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب ولقد كان النبي ص يؤذي قريشا بالدعاء فقام يوما فسفه أحلامهم وعاب دينهم وشتم أصنامهم وضلل آباءهم فاغتموا من ذلك غما شديدا فقال أبو جهل والله للموت خير لنا من الحياة فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به فقالوا له لا قال فأنا أقتله فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به وإلا تركوني قالوا إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به قال إنه كثير السجود حول الكعبة فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به فجاء رسول الله ص فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى وأطال السجود فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله فاغرا فاه نحوه فلما أن رآه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده وطرح الحجر فشدخ رجله فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا فقال له أصحابه ما رأينا كاليوم قال ويحكم أعذروني فإنه أقبل من عنده فحل فكاد يبتلعني فرميت بالحجر فشدخت رجلي قال له اليهودي فإن موسى (ع) قد أعطي اليد البيضاء فهل فعل بمحمد شيء من هذا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن نورا كان يضيء عن يمينه حيثما جلس وعن يساره أينما جلس وكان يراه الناس كلهم قال له اليهودي فإن موسى (ع) قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل بمحمد شيء من هذا فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كما {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فنزل رسول الله ص ثم قال اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك وركب ص فعبرت الخيل لا تندى حوافرها والإبل لا تندى أخفافها فرجعنا فكان فتحنا فتحا قال له اليهودي فإن موسى (ع) قد أعطي الحجر {فانبجست منه اثنتا عشرة عينا} قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد أعطي ما هو أفضل من ذلك وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ وأصابهم ذلك حتى التفت خواصر الخيل فذكروا له ص ذلك فدعا بركوة يمانية ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت الخيل رواء وملأنا كل مزادة وسقاء ولقد كنا معه بالحديبية وإذا ثم قليب جافة فأخرج (ع) سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه فيها ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم ولقد كان يوم الميضاة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضاة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل وشربوا حاجتهم وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا قال له اليهودي فإن موسى (ع) قد أعطي المن والسلوى فهل أعطي محمد ص نظير هذا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز وجل أحل له الغنائم ولأمته ولم تحل لأحد قبله فهذا أفضل من المن والسلوى ثم زاده أن جعل النية له ولأمته عملا صالحا ولم يجعل لأحد من الأمم ذلك قبله فإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرة قال له اليهودي فإن موسى (ع) قد ظلل عليه الغمام قال له علي (ع) لقد كان كذلك وقد فعل ذلك لموسى (ع) في التيه وأعطي محمد ص أفضل من هذا إن الغمامة كانت تظلله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره وأسفاره فهذا أفضل مما أعطي موسى (ع) قال له اليهودي فهذا داود قد ألان الله عز وجل له الحديد فعمل منه الدروع قال له (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل منه إنه لين الله عز وجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته قال له اليهودي فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء وقد أمنه الله عز وجل من عقابه فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به ولقد قام عليه وآله السلام عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} بل لتسعد به ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه فقيل له يا رسول الله أ ليس الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال بلى أ فلا أكون عبدا شكورا ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل محمد ص ما هو أفضل من هذا إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له قر فليس عليك إلا نبي وصديق شهيد فقر الجبل مجيبا لأمره ومنتهيا إلى طاعته ولقد مررنا معه بجبل وإذا الدموع تخرج من بعضه فقال له النبي ص ما يبكيك يا جبل فقال يا رسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس بنار {وقودها الناس والحجارة} فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له لا تخف تلك حجارة الكبريت فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب لقوله ص قال له اليهودي فإن هذا سليمان أعطي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله وهو ميكائيل فقال له يا محمد عش ملكا منعما وهذه مفاتيح خزائن الأرض معك وتسير معك جبالها ذهبا وفضة لا ينقص لك فيما ادخر لك في الآخرة شيء فأومأ إلى جبرئيل عليه السلام وكان خليله من الملائكة فأشار إليه أن تواضع فقال بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين وألحق بإخواني من الأنبياء من قبلي فزاده الله تعالى الكوثر وأعطاه الشفاعة وذلك أعظم من ملك من أولها إلى آخرها سبعين مرة ووعده المقام المحمود فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش فهذا أفضل مما أعطي سليمان بن داود (ع) قال له اليهودي فإن هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده {غدوها شهر ورواحها شهر} فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى فدلي له من الجنة رفرف أخضر وغشي النور بصره فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها وبينه {أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم (ع) إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا ص وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله ص وعرضها على أمته فقبلوها فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} فأجاب ص مجيبا عنه وعن أمته فقال{والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله} فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على أن فعلوا ذلك فقال النبي ص أما إذا فعلت بنا ذلك ف {غفرانك ربنا وإليك المصير} يعني المرجع في الآخرة قال فأجاب الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبأمتك ثم قال عز وجل أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمتك فحق علي أن أرفعها عن أمتك فقال {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر} فقال النبي ص لما سمع ذلك أما إذ فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني قال سل قال {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله عز وجل لست أؤاخذ أمتك بالنسيان والخطإ لكرامتك علي وكانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب وقد رفعت ذلك عن أمتك وكانت الأمم السالفة إذا أخطئوا أخذوا بالخطإ وعوقبوا عليه وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك علي فقال النبي ص اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني فقال الله تعالى له سل قال {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} يعني بالإصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا فأجابه الله إلى ذلك فقال تبارك اسمه قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم وقد جعلت الماء لأمتك طهورا فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على من كان قبلك وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار وهي من الشدائد التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وفرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار وفي أوقات نشاطهم وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات وهي إحدى وخمسون ركعة و جعلت لهم أجر خمسين صلاة وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له وإن عملها كتبت له حسنة وإن أمتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وكانت الأمم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت عليه سيئة وإن أمتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن أمتك وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم وقد رفعت ذلك عن أمتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم وجعلت عليهم ستورا كثيفة وقبلت توبتهم بلا عقوبة ولا أعاقبهم بأن أحرم عليهم أحب الطعام إليهم وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وإن الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة العين فأغفر له ذلك كله فقال النبي ص اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدني قال سل قال ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به فقال تبارك اسمه قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم فقال النبي ص {و اعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا} قال الله عز وجل قد فعلت ذلك بتائبي أمتك ثم قال {فانصرنا على القوم الكافرين} قال الله عز اسمه إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود هم القادرون وهم القاهرون يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي وحق علي أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلا دينك أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية قال له اليهودي فإن هذا سليمان (ع) سخرت له الشياطين {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} قال له علي (ع) لقد كان كذلك ولقد أعطي محمد ص أفضل من هذا إن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها وقد سخرت لنبوة محمد ص الشياطين بالإيمان فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر من الأحجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم {و إذ صرفنا إليك نفرا من الجن وهم التسعة يستمعون القرآن} فأقبل إليه الجن والنبي ص ببطن النخل فاعتذروا بأنهم {ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا} ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين فاعتذروا بأنهم قالوا{على الله شططا} وهذا أفضل مما أعطي سليمان سبحان من سخرها لنبوة محمد ص بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والإنس ما لا يحصى قال له اليهودي فهذا يحيى بن زكريا يقال أنه أوتي الحكم صبيا والحلم والفهم وأنه كان يبكي من غير ذنب وكان يواصل الصوم قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية ومحمد ص أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان ولم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لأعيادهم ولم ير منه كذب قط ص وكان أمينا صدوقا حليما وكان يواصل صوم الأسبوع والأقل والأكثر فيقال له في ذلك فيقول إني لست كأحدكم إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني وكان يبكي ص حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم قال له اليهودي فإن هذا عيسى ابن مريم يزعمون أنه تكلم {في المهد صبيا} قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد ويدامن فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام وما يليها والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها والقصور البيض من إصطخر وما يليها ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي ص حتى فزعت الجن والإنس والشياطين وقالوا حدث في الأرض حدث ولقد رئيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع فلما رأوا الأعاجيب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هموا قد حجبوا من السماوات كلها ورموا بالشهب دلالة لنبوته ص قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أعطي ما هو أفضل من ذلك أبرأ ذا العاهة من عاهته فبينما هو جالس ص إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه فأتاه (ع) فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء فقال قد كنت تدعو في صحتك دعاء قال نعم كنت أقول يا رب أيما عقوبة معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا فقال النبي ص أ لا قلت{اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} فقالها فكأنما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه ص فأخذ قدحا من ماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لم يوجد فيه شيء ولقد أتى أعرابي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا ولئن زعمت أن عيسى (ع) أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا ص بينا هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب فقام النبي ص وقمنا معه فلما أتيناه قال له جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول الله فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا ولئن زعمت أن عيسى (ع) أبرأ العميان فإن محمدا ص قد فعل ما هو أكثر من ذلك إن قتادة بن ربعي كان رجلا صبيحا فلما أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم أتى بها النبي ص فقال يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني فأخذها رسول الله ص من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى ولقد جرح عبد الله بن عتيك وبانت يده يوم ابن أبي الحقيق فجاء إلى النبي ص ليلا فمسح عليه يده فلم تكن تعرف من اليد الأخرى ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه ويده فمسحه رسول الله فلم تستبينا ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الأخرى فهذه كلها دلالة لنبوته ص قال له اليهودي فإن عيسى ابن مريم يزعمون أنه قد أحيا الموتى بإذن الله تعالى قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص سبحت في يده تسع حصيات تسمع نغماتها في جمودها ولا روح فيها لتمام حجة نبوته ولقد كلمته الموتى من بعد موتهم واستغاثوه مما خافوا من تبعته ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال ما هاهنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي وكان شهيدا ولئن زعمت أن عيسى (ع) كلم الموتى فلقد كان لمحمد ص ما هو أعجب من هذا إن النبي ص لما نزل بالطائف وحاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم فنطق الذراع منها فقالت يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز وجل على المنكرين لنبوته فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ولقد كان ص يدعو بالشجرة فتجيبه وتكلمه البهيمة وتكلمه السباع وتشهد له بالنبوة وتحذرهم عصيانه فهذا أكثر مما أعطي عيسى (ع) قال له اليهودي إن عيسى يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص فعل ما هو أكثر من هذا إن عيسى (ع) أنبأ قومه بما كان من وراء حائط ومحمد ص أنبأ عن مؤتة وهو عنها غائب ووصف حربهم ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة شهر وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء فيقول ص تقول أو أقول فيقول بل قل يا رسول الله فيقول جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته ولقد كان ص يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئا منها ما كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب إذا أتاه عمير فقال جئت في فكاك ابني فقال له كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر والله للموت خير لنا من البقاء مع ما صنع محمد ص بنا وهل حياة بعد أهل القليب فقلت أنت لو لا عيالي ودين علي لأرحتك من محمد فقال صفوان علي أن أقضي دينك وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر فقلت أنت فاكتمها علي وجهزني حتى أذهب فأقتله فجئت لتقتلني فقال صدقت يا رسول الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأشباه هذا مما لا يحصى قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه خلق {من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله} عز وجل فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص قد فعل ما هو شبيه بهذا أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ثم قال ص للحجر انفلق فانفلق ثلاث فلق نسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس ثم قال لها انشقي فانشقت نصفين ثم قال لها التزقي فالتزقت ثم قال لها اشهدي لي بالنبوة فشهدت ثم قال لها ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه كان سياحا فقال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص كانت سياحته في الجهاد واستنفر في عشر سنين ما لا يحصى من حاضر وباد وأفنى فئاما عن العرب من منعوت بالسيف لا يداري بالكلام ولا ينام إلا عن دم ولا يسافر إلا وهو متجهز لقتال عدوه قال له اليهودي فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا قال له علي (ع) لقد كان كذلك ومحمد ص أزهد الأنبياء (ع) كان له ثلاث عشرة زوجة سوى من يطيف به من الإماء ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام وما أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ له من البلاد ومكن له من غنائم العباد ولقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف ويأتيه السائل بالعشي فيقول والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولا صاع من بر ولا درهم ولا دينار قال له اليهودي فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا ص رسول الله وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد ص وزاد محمدا ص على الأنبياء صلوات الله عليهم أضعاف درجة فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب (ع) أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم فقال ويحك وما لي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله تعالى في عظمته جلت فقال{و إنك لعلى خلق عظيم}
إيضاح المقة بكسر الميم المحبة والتهافت التساقط والشيح بالكسر نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه ومراتع البقع البقع بالضم جمع الأبقع وهو ما خالط بياضه لون آخر ولعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس ويرتع في البوادي ويحتمل أن يكون في الأصل البقيع أو لفظ آخر والظاهر أن فيه تصحيفا. قوله بحجب ثلاثة لعل المراد البطن والرحم والمشيمة حيث أخفى حمله عن نمرود أو في الغار بثلاثة حجب أو أحدها عند الحمل والثاني في الغار والثالث في النار والمقمح الغاض بصره بعد رفع رأسه واختلف في تفسير الآية فقيل إنه مثل ضربه الله تعالى للمشركين في إعراضهم عن الحق فمثلهم كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير ورجل طامح برأسه لا يبصر موطئ قدميه وقيل إن المعنى بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي ص فصاروا هكذا وهذا الخبر يدل على الأخير والسبع الطوال على المشهور من البقرة إلى الأعراف والسابعة سورة يونس أو الأنفال وبراءة جميعا لأنهما سورة واحدة عند بعض والمراد هنا ما يبقى بعد إسقاط البقرة والمائدة وبراءة. وقوله والقرآن العظيم أريد به بقية القرآن أو المراد به الفاتحة أيضا وقوله وأعطي الكتاب إشارة إلى البقية. قوله (ع) في هذا الاسم يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه ص يدل على أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء والأرض أو يكون المراد بالاسم الذكر فكثيرا ما يطلق عليه مجازا أو أن قوله إذ تم في قوة البدل من الاسم والحاصل أنه من الذي يشركه في أن لا يتم الشهادة لله بالوحدانية إلا بذكر اسمه والشهادة له بالنبوة كل هذا إذا قرئ من بالفتح ويمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين والنبل السهام العربية ويقال رشت السهم إذا ألزقت عليه الريش والشظية الفلقة من العصا ونحوها والأكحل عرق في اليد يفصد. قوله وروي الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر قوله أن يبعجوا بفتح العين أي أن يشقوا والشدخ كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به ويقال فغر فاه أي فتحه. قوله وحتى التفت خواصر الخيل أي جنبتاها من شدة العطش قوله (ع) وجعلها غارا يدل على أنه ص ليلة الغار أحدث الغار ودخل فيه ولم يكن ثمة غار وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج. وأما قوله قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس ويلوح لي أن فيه تصحيفا وكان في الأصل وجعلها هارا فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته ص أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول فصب ص عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله قد رأينا ذلك إشارة إلى هذا. وقال الجزري فيه أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء وقيل هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء انتهى والمرجل كمنبر القدر والأثافي الأحجار يوضع عليها القدر والرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس وتبسط وكسر الخباء وجوانب الدرع وما تدلى منها وما تدلى من أغصان الأيكة وفضول المحابس والفرش وكل ما
فضل فثني والفراش ذكرها الفيروزآبادي. قوله (ع) فكان فيما أوحى إليه لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها أمته وقبولهم لها فيكون ذكرها لبيان سبب ما أوحى إليه ص في هذا الوقت ويحتمل أن يكون التبليغ إلى أمير المؤمنين (ع) من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش ويحتمل أن يكون التبليغ بعد النزول ويكون قوله فلما رأى الله تعالى منهم القبول أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها والأول أظهر والثبور الهلاك والخسران. قوله (ع) من الأحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفي بعض النسخ من الأجنحة أي الرؤساء أو اسم قبيلة منهم قوله (ع) وشي أي بعد ما كان مشويا مطبوخا ومؤتة بضم الميم وسكون الهمزة وفتح التاء اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبي طالب وسيأتي قصته وكيف أخبر النبي ص عن شهادته وغيرها والفئام بالكسر مهموزا الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون وقد فسر في بعض أخبارنا بمائة ألف. قوله (ع) مع ما وطئ له من البلاد على بناء المجهول من باب التفعيل أي مهد وذلل ويسر له فتحها والاستيلاء عليها من قولهم فراش وطيء أي لا يؤذي جنب النائم. قوله (ع) جلت معترضة ثنائية أي جلت عظمته عن البيان والأظهر أنه كان في الأصل حيث قال فصحف وكذا الأظهر أن قوله نفس تصحيف نعت أو وصف .
------------------
بحار الانوار ج10 ص28, الاحتجاج ج1 ص210
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية