التوحيد, أبي عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار عن الأشعري عن ابن هاشم عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم عن جاثليق من جثالقة النصارى يقال له بريهة قد مكث جاثليق في النصرانية سبعين سنة فكان يطلب الإسلام ويطلب من يحج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرق المسيح بصفاته ودلائله وآياته قال وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس حتى افتخرت به النصارى وقالت لو لم يكن في دين النصرانية إلا بريهة لأجزأنا وكان طالبا للحق والإسلام مع ذلك وكانت معه امرأة تخدمه طال مكثها معه وكان يسر إليها ضعف النصرانية وضعف حجتها قال فعرفت ذلك منه فضرب بريهة الأمر ظهرا لبطن وأقبل يسأل عن أئمة المسلمين وعن صلحائهم وعلمائهم وأهل الحجى منهم وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم شيئا وقال لو كانت أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق فوصف له الشيعة ووصف له هشام بن الحكم فقال يونس بن عبد الرحمن فقال لي هشام بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرءون علي القرآن فإذا أنا بفوج النصارى معه ما بين القسيسين إلى غيرهم نحو من مائة رجل عليهم السواد والبرانس والجاثليق الأكبر فيهم بريهة حتى نزلوا حول دكاني وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه فقامت الأساقفة والرهابنة على عصيهم وعلى رءوسهم برانسهم فقال بريهة ما بقي في المسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام إلا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم شيء فقد جئت أناظرك في الإسلام قال فضحك هشام فقال يا بريهة إن كنت تريد مني آيات كآيات المسيح فليس أنا بالمسيح ولا مثله ولا أدانيه ذاك روح طيبة خميصة مرتفعة آياته ظاهرة وعلاماته قائمة فقال بريهة فأعجبني الكلام والوصف قال هشام إن أردت الحجاج فهاهنا قال بريهة نعم فإني أسألك ما نسبة نبيكم هذا من المسيح نسبة الأبدان قال هشام ابن عم جده لأمه لأنه من ولد إسحاق ومحمد ص من ولد إسماعيل قال بريهة وكيف تنسبه إلى أبيه قال هشام إن أردت نسبته عندكم فأخبرتكم وإن أردت نسبته عندنا أخبرتك قال بريهة أريد نسبته عندنا وظننت أنه إذا نسبه نسبتنا أغلبه قلت فانسبه بالنسبة التي ننسبه بها قال هشام نعم يقولون إنه قديم من قديم فأيهما الأب وأيهما الابن قال بريهة الذي نزل إلى الأرض الابن قال بريهة الابن رسول الأب قال هشام إن الأب أحكم من الابن لأن الخلق خلق الأب قال بريهة إن الخلق خلق الأب وخلق الابن قال هشام ما منعهما أن ينزلا جميعا كما خلقا إذ اشتركا قال بريهة كيف يشتركان وهما شيء واحد إنما يفترقان بالاسم قال هشام إنما يجتمعان بالاسم قال بريهة جهل هذا الكلام قال هشام عرف هذا الكلام قال بريهة إن الابن متصل بالأب قال هشام إن الابن منفصل من الأب قال بريهة هذا خلاف ما يعقله الناس قال هشام إن كان ما يعقله الناس شاهدا لنا وعلينا فقد غلبتك لأن الأب كان ولم يكن الابن فتقول هكذا يا بريهة قال لا ما أقول هكذا قال فلم استشهدت قوما لا تقبل شهادتهم لنفسك قال بريهة إن الأب اسم والابن اسم بقدرة القديم قال هشام الاسمان قديمان كقدم الأب والابن قال بريهة لا ولكن الأسماء محدثة قال فقد جعلت الأب ابنا والابن أبا إن كان الابن أحدث هذه الأسماء دون الأب فهو الأب وإن كان الأب أحدث هذه الأسماء فهو الابن والابن أب وليس هاهنا ابن قال بريهة إن الابن اسم للروح حين نزلت إلى الأرض قال هشام فحين لم تنزل إلى الأرض فاسمها ما هو قال بريهة فاسمها ابن نزلت أو لم تنزل قال هشام فقبل النزول هذه الروح اسمها كلها واحدة أو اسمها اثنان قال بريهة هي كلها واحدة روح واحدة قال رضيت أن تجعل بعضها ابنا وبعضها أبا قال بريهة لا لأن اسم الأب واسم الابن واحد قال هشام فالابن أبو الأب والأب أبو الابن فالأب والابن واحد قال الأساقفة بلسانها لبريهة ما مر بك مثل ذا قط تقوم فتحير بريهة وذهب يقوم فتعلق به هشام قال ما يمنعك من الإسلام أ في قلبك حزازة فقلها وإلا سألتك عن النصرانية مسألة واحدة تبيت عليها ليلتك هذه فتصبح وليست لك همة غيري قالت الأساقفة لا ترد هذه المسألة لعلها تشكل قال بريهة قلها يا أبا الحكم قال هشام أ فرأيتك الابن يعلم ما عند الأب قال نعم قال أ فرأيتك الأب يعلم كل ما عند الابن قال نعم قال أ فرأيتك تخبر عن الابن أ يقدر على كل ما يقدر عليه الأب قال نعم قال أ فرأيتك عن الأب أ يقدر على كل ما يقدر عليه الابن قال نعم قال فكيف يكون واحد منهما ابن صاحبه وهما متساويان وكيف يظلم كل واحد منهما صاحبه قال بريهة ليس منهما ظلم قال هشام من الحق بينهما أن يكون الابن أب الأب والأب ابن الابن بت عليها يا بريهة وافترق النصارى وهم يتمنون أن لا يكونوا رأوا هشاما ولا أصحابه قال فرجع بريهة مغتما مهتما حتى صار إلى منزله فقالت امرأته التي تخدمه ما لي أراك مهتما مغتما فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبين هشام فقالت لبريهة ويحك أ تريد أن تكون على حق أو على باطل قال بريهة بل على الحق فقالت له أينما وجدت الحق فمل إليه وإياك واللجاجة فإن اللجاجة شك والشك شؤم وأهله في النار قال فصوب قولها وعزم على الغدو على هشام قال فغدا إليه وليس معه أحد من أصحابه فقال يا هشام أ لك من تصدر عن رأيه فترجع إلى قوله وتدين بطاعته قال هشام نعم يا بريهة قال وما صفته قال هشام في نسبه أو دينه قال فيهما جميعا صفة نسبه وصفة دينه قال هشام أما النسب خير الأنساب رأس العرب وصفوة قريش وفاضل بني هاشم كل من نازعه في نسبه وجده أفضل منه لأن قريشا أفضل العرب وبنو هاشم أفضل قريش وأفضل بني هاشم خاصهم ودينهم وسيدهم وكذلك ولد السيد أفضل من ولد غيره وهذا من ولد السيد قال فصف دينه قال هشام شرائعه أو صفة بدنه وطهارته قال صفة بدنه وطهارته قال هشام معصوم فلا يعصى وسخي فلا يبخل وشجاع فلا يجبن وما استودع من العلم فلا يجهل حافظ للدين قائم بما فرض عليه من عترة الأنبياء وجامع علم الأنبياء يحلم عند الغضب وينصف عند الظلم ويعين عند الرضا وينصف من العدو والولي ولا يسألك شططا في عدوه ولا يمنع إفادة وليه يعمل بالكتاب ويحدث بالأعجوبات من أهل الطهارات يحكي قول الأئمة الأصفياء لم ينقض له حجة ولم يجعل مسألة يفتي في كل سنة ويجلو كل مدلهمة قال بريهة وصفت المسيح في صفاته وأثبته بحججه وآياته إلا أن الشخص بائن عن شخصه والوصف قائم بوصفه فإن يصدق الوصف نؤمن بالشخص قال هشام إن تؤمن ترشد وإن تتبع الحق لا تؤنب ثم قال هشام يا بريهة ما من حجة أقامها الله على أول خلقه إلا أقامها في وسط خلقه وآخر خلقه فلا تبطل الحجج ولا تذهب الملل ولا تذهب السنن قال بريهة ما أشبه هذا بالحق وأقربه بالصدق هذه صفة الحكماء يقيمون من الحجة ما ينفون به الشبهة قال هشام نعم فارتحلا حتى أتيا المدينة والمرأة معهما وهما يريدان أبا عبد الله (ع) فلقيا موسى بن جعفر (ع) فحكى له هشام الحكاية فلما فرغ قال موسى بن جعفر (ع) يا بريهة كيف علمك بكتابك قال أنا به عالم قال كيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلمي به قال فابتدأ موسى (ع) يقرأ الإنجيل قال بريهة والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح قال بريهة
إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك قال فآمن وحسن إيمانه وآمنت المرأة وحسن إيمانها قال فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد الله (ع) فحكى هشام الحكاية والكلام الذي جرى بين موسى (ع) وبريهة فقال أبو عبد الله (ع) {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} قال بريهة جعلت فداك أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها ونقولها كما قالوها إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري فلزم بريهة أبا عبد الله (ع) حتى مات أبو عبد الله (ع) ثم لزم موسى بن جعفر (ع) حتى مات في زمانه فغسله وكفنه بيده وقال هذا حواري من حواري المسيح يعرف حق الله عليه فتمنى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله
-----------------
بحار الانوار ج10 ص234, التوحيد ص270
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
من كلام الامام موسى الكاظم (ع) مع الرشيد
تحف العقول, من كلام موسى بن جعفر (ع) مع الرشيد في خبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة إليه دخل إليه وقد عمد على القبض عليه لأشياء كذبت عليه عنده فأخرج طومارا طويلا فيه مذاهب وشنعة نسبها إلى شيعته فقرأه ثم قال له يا أمير المؤمنين نحن أهل بيت منينا بالتقول علينا وربنا غفور ستور أبى أن يكشف أسرار عباده إلا في وقت محاسبته {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} ثم قال حدثني أبي عن أبيه عن علي عن النبي صلوات الله عليهم الرحم إذا مست الرحم اضطربت ثم سكنت فإن رأى أمير المؤمنين أن تمس رحمي رحمه ويصافحني فعل فتحول عند ذلك عن سريره ومد يمينه إلى موسى فأخذه بيمينه ثم ضمه إلى صدره فاعتنقه وأقعده عن يمينه وقال أشهد أنك صادق وأبوك صادق وجدك صادق ورسول الله ص صادق ولقد دخلت وأنا أشد الناس عليك حنقا وغضبا لما رقي إلي فيك فلما تكلمت بما تكلمت وصافحتني سرى عني وتحول غضبي عليك رضا وسكت ساعة ثم قال له أريد أن أسألك عن العباس وعلي بما صار علي أولى بميراث رسول الله ص من العباس والعباس عم رسول الله ص وصنو أبيه فقال له موسى اعفني قال لا والله لا أعفيتك فأجبني قال فإن لم تعفني فأمني قال أمنتك قال إن النبي ص لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر إن أباك العباس آمن ولم يهاجر وإن عليا آمن وهاجر وقال الله {الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} فالتمع لون هارون وتغير وقال ما لكم لا تنسبون إلى علي وهو أبوكم وتنسبون إلى رسول الله ص وهو جدكم فقال موسى (ع) إن الله نسب المسيح عيسى ابن مريم إلى خليله إبراهيم بأمه مريم البكر البتول التي لم يمسها بشر في قوله تعالى {و من ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} فنسبه بأمه وحدها إلى خليله إبراهيم كما نسب داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون بآبائهم وأمهاتهم فضيلة لعيسى ومنزلة رفيعة بأمه وحدها وذلك قوله تعالى في قصة مريم{ إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} بالمسيح من غير بشر وكذلك اصطفى ربنا فاطمة (ع) وطهرها وفضلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فقال له هارون وقد اضطرب وساءه ما سمع من أين قلتم الإنسان يدخله الفساد من قبل النساء ومن قبل الآباء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله فقال موسى (ع) هذه مسألة ما سأل عنها أحد من السلاطين غيرك أمير المؤمنين ولا تيم ولا عدي ولا بنو أمية ولا سئل عنها أحد من آبائي فلا تكشفني عنها قال فإن الزندقة قد كثرت في الإسلام وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الأخبار هم المنسوبون إليكم فما الزنديق عندكم أهل البيت فقال (ع) الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله وهم الذين يحادون الله ورسوله قال الله {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} إلى آخر الآية وهم الملحدون عدلوا عن التوحيد إلى الإلحاد فقال هارون أخبرني عن أول من ألحد وتزندق فقال موسى (ع) أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيبه آدم فقال اللعين {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} فعتا عن أمر ربه وألحد فتوارث الإلحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة فقال ولإبليس ذرية فقال نعم أ لم تسمع إلى قول الله {إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أ فتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} لأنهم يضلون ذرية آدم بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن لا إله إلا الله كما وصفهم الله في قوله تعالى {و لئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} أي أنهم لا يقولون ذلك إلا تلقينا وتأديبا وتسمية ومن لم يعلم وإن شهد كان شاكا حاسدا معاندا ولذلك قالت العرب من جهل أمرا عاداه ومن قصر عنه عابه وألحد فيه لأنه جاهل غير عالم وكان له مع أبي يوسف القاضي كلام طويل ليس هذا موضعه ثم قال الرشيد بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لما تجاريناه فقال نعم وأتي بدواة وقرطاس فكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} جميع أمور الأديان أربعة أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها الأخبار المجمع عليها وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة وأمر يحتمل الشك والإنكار فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب الله مجمع على تأويلها وسنة مجمع عليها لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ويسع خاصة الأمة وعامتها الشك فيه والإنكار له وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه وأرش الخدش فما فوقه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عليك صوابه نفيته فمن أورد واحدة من هذه الثلاث فهي الحجة البالغة التي بينها الله في قوله لنبيه {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمه العالم بعلمه لأن الله عدل لا يجور يحتج على خلقه بما يعلمون ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون فأجازه الرشيد ورده والخبر طويل
----------------
تحف العقول ص404, بحار الانوار ج10 ص241
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
احتجاج الامام الكاظم (ع) بصغر سنه على قوم من اليهود
الخرائج والجرائح, روي أن قوما من اليهود قالوا للصادق (ع) أي معجز يدل على نبوة محمد ص قال كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين مع ما أعطي من الحلال والحرام وغيرهما مما لو ذكرناه لطال شرحه فقال اليهود كيف لنا أن نعلم أن هذا كما وصفت فقال لهم موسى بن جعفر (ع) وهو صبي وكان حاضرا وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات موسى أنها على ما تصفون قالوا علمنا ذلك بنقل الصادقين قال لهم موسى بن جعفر (ع) فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقنه الله تعالى من غير تعليم ولا معرفة عن الناقلين فقالوا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنكم الأئمة الهادية والحجج من عند الله على خلقه فوثب أبو عبد الله (ع) فقبل بين عيني موسى بن جعفر (ع) ثم قال أنت القائم من بعدي فلهذا قالت الواقفة إن موسى بن جعفر (ع) حي وإنه القائم ثم كساهم أبو عبد الله ووهب لهم وانصرفوا مسلمين ولا شبهة في ذلك لأن كل إمام يكون قائما بعد أبيه فأما القائم الذي يملأ الأرض عدلا فهو المهدي بن الحسن العسكري
----------------
بحار الانوار ج10 ص244, الخرائج والجرائح ج1 ص111
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
جواب الامام الكاظم (ع) على مسألة دار في المسجد الحرام
تفسير العياشي, عن الحسن بن علي بن النعمان قال لما بنى المهدي في المسجد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له إنه لا ينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له علي بن يقطين يا أمير المؤمنين لو كتبت إلى موسى بن جعفر (ع) لأخبرك بوجه الأمر في ذلك فكتب إلى والي المدينة أن سل موسى بن جعفر (ع) عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك فقال ذلك لأبي الحسن (ع) فقال أبو الحسن (ع) ولا بد من الجواب في هذا فقال له الأمر لا بد منه فقال اكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولى ببنيانها وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها فلما أتى الكتاب المهدي أخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فأتى أهل الدار أبا الحسن (ع) فسألوه أن يكتب لهم إلى المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب إليه أن ارضخ لهم شيئا فأرضاهم
------------------
وسائل الشيعة ج13 ص217, بحار الانوار ج10 ص245, تفسير العياشي ج1 ص185
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
تحف العقول, قال عبد الله بن يحيى كتبت إليه في دعاء الحمد لله منتهى علمه فكتب لا تقولن منتهى علمه فإنه ليس لعلمه منتهى ولكن قل الحمد لله منتهى رضاه
--------------
بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص408
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و سأله رجل عن الجواد فقال إن لكلامك وجهين فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل بما افترض الله عليه وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لأنه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك
----------------
الكافي ج4 ص38, وسائل الشيعة ج9 ص16, بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص408, التوحيد ص373, الخصال ج1 ص43, عيون اخبار الرضا ج1 ص141, معاني الاخبار ص256
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال له وكيله والله ما خنتك فقال له خيانتك وتضييعك علي مالي سواء والخيانة شرهما عليك
--------------
بحار الانوار ج10 ص246
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال (ع) من تكلم في الله هلك ومن طلب الرئاسة هلك ومن دخله العجب هلك
---------------
بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص409
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال اشتدت مئونة الدنيا والدين فأما مئونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه وأما مئونة الآخرة فإنك لا تجد عوانا يعينونك عليه
-----------------
بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص409
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال أربعة من الوسواس أكل الطين وفت الطين وتقليم الأظفار بالأسنان وأكل اللحية وثلاث يجلين البصر النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري والنظر إلى الوجه الحسن
--------------
بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص409
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال (ع) إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه
---------------
الكافي ج5 ص298, وسائل الشيعة ج19 ص87, بحار الانوار ج10 ص246, تحف العقول ص409
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال (ع) ليس القبلة على الفم إلا للزوجة والولد الصغير
--------------
بحار الانوار ج75 ص321, تحف العقول ص409, عوالي اللالي ج1 ص436, مشكاة الانوار ص202
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال (ع) تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا
-----------------
بحار الانوار ج10 ص247, تحف العقول ص410, فقه الرضا ص337
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
وقال (ع) لعلي بن يقطين كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان
----------------
بحار الانوار ج10 ص247, تحف العقول ص410, كشف الغمة ج2 ص205
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال (ع) إذا كان الإمام عادلا كان له الأجر وعليك الشكر وإذا كان جائرا كان عليه الوزر وعليك الصبر
----------------
بحار الانوار ج10 ص247, تحف العقول ص411
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
و قال أبو حنيفة حججت في أيام أبي عبد الله الصادق (ع) فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذ خرج صبي يدرج فقلت يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال أنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فقلت له يا غلام ممن المعصية فقال إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث إما أن تكون من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب وإما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عفا فبكرمه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته قال أبو حنيفة فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله (ع) واستغنيت بما سمعت
----------------
بحار الانوار ج10 ص247, تحف العقول ص411
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
كنز الكراجكي، روى محمد بن سنان عن داود الرقي أن أبا حنيفة قال لابن أبي ليلى مر بنا إلى موسى بن جعفر (ع) لنسأله عن أفاعيل العباد وذلك في حياة الصادق (ع) وموسى (ع) يومئذ غلام فلما صارا إليه سلما عليه ثم قالا له أخبرنا عن أفاعيل العباد ممن هي فقال لهما إن كانت أفاعيل العباد من الله دون خلقه فالله أعلى وأعز وأعدل من يعذب عبيده على فعل نفسه وإن كانت من الله ومن خلقه فإنه أعلى وأعز من أن يعذب عبيده على فعل قد شاركهم فيه وإن كانت أفاعيل العباد من العباد فإن عذب فبعدله وإن غفر ف {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} ثم أنشأ يقول شعر
لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها إحدى ثلاث معان حين نأتيها
إما تفرد بارينا بصنعتها فيسقط الذم عنا حين ننشيها
أو كان يشركنا فيها فيلحقه ما سوف يلحقنا من لائم فيها
أو لم يكن لإلهي في جنايتها ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها
----------------
بحار الانوار ج10 ص248, كنز الفوائد ج1 ص366
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية