احتجاجات أصحابه الإمام الصادق (ع) على المخالفين

الإختصاص, يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير قال قال أبو حنيفة لأبي جعفر مؤمن الطاق ما تقول في الطلاق الثلاث قال أ على خلاف الكتاب والسنة قال نعم قال أبو جعفر لا يجوز ذلك قال أبو حنيفة ولم لا يجوز ذلك قال لأن التزويج عقد عقد بالطاعة فلا يحل بالمعصية وإذا لم يجز التزويج بجهة المعصية لم يجز الطلاق بجهة المعصية وفي إجازة ذلك طعن على الله عز وجل فيما أمر به وعلى رسوله فيما سن لأنه إذا كان العمل بخلافهما فلا معنى لهما وفي قولنا من شذ عنهما رد إليهما وهو صاغر قال أبو حنيفة قد جوز العلماء ذلك قال أبو جعفر ليس العلماء الذين جوزوا للعبد العمل بالمعصية واستعمال سنة الشيطان في دين الله ولا عالم أكبر من الكتاب والسنة فلم تجوزون للعبد الجمع بين ما فرق الله من الطلاق الثلاث في وقت واحد ولا تجوزون له الجمع بين ما فرق الله من الصلوات الخمس وفي تجويز ذلك تعطيل الكتاب وهدم السنة وقد قال الله جل وعز {و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه} ما تقول يا أبا حنيفة في رجل قال إنه طالق امرأته على سنة الشيطان أ يجوز له ذلك الطلاق قال أبو حنيفة فقد خالف السنة وبانت منه امرأته وعصى ربه قال أبو جعفر فهو كما قلنا إذا خالف سنة الله عمل بسنة الشيطان ومن أمضى بسنته فهو على ملته ليس له في دين الله نصيب قال أبو حنيفة هذا عمر بن الخطاب وهو من أفضل أئمة المسلمين قال إن الله جل ثناؤه جعل لكم في الطلاق أناة فاستعجلتموه وأجزنا لكم ما استعجلتموه قال أبو جعفر إن عمر كان لا يعرف أحكام الدين قال أبو حنيفة وكيف ذلك قال أبو جعفر ما أقول فيه ما تنكره أما أول ذلك فإنه قال لا يصلي الجنب حتى يجد الماء ولو سنة والأمة على خلاف ذلك وأتاه أبو كيف العائذي فقال يا أمير المؤمنين إني غبت فقدمت وقد تزوجت امرأتي فقال إن كان قد دخل بها فهو أحق بها وإن لم يكن دخل بها فأنت أولى بها وهذا حكم لا يعرف والأمة على خلافه وقضى في رجل غاب عن أهله أربع سنين أنها تتزوج إن شاءت والأمة على خلاف ذلك أنها لا تتزوج أبدا حتى تقوم البينة أنه مات أو طلقها وأنه قتل سبعة نفر من أهل اليمن برجل واحد وقال لو لا ما عليه أهل صنعاء لقتلتهم به والأمة على خلافه وأتي بامرأة حبلى شهدوا عليها بالفاحشة فأمر برجمها فقال له علي (ع) إن كان لك السبيل عليها فما سبيلك على ما في بطنها فقال لو لا علي لهلك عمر وأتي بمجنونة قد زنت فأمر برجمها فقال له علي (ع) أ ما علمت أن القلم قد رفع عنها حتى تصح فقال لو لا علي لهلك عمر وإنه لم يدر الكلالة فسأل النبي ص عنها فأخبره بها فلم يفهم عنه فسأل ابنته حفصة أن تسأل النبي عن الكلالة فسألته فقال لها أبوك أمرك بهذا قالت نعم فقال لها إن أباك لا يفهمها حتى يموت فمن لم يعرف الكلالة كيف يعرف أحكام الدين 

--------------------

بحار الانوار ج10 ص230, الاختصاص ص109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية 

 

احتجاج الفضال بن الحسن على ابي حنيفة بافضلية امير المؤمنين (ع) 

أقول قال السيد رضي الله عنه في كتاب الفصول، أخبرني الشيخ أدام الله عزه مرسلا قال مر الفضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه فقال لصاحب كان معه والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة قال صاحبه إن أبا حنيفة ممن قد علت حاله وظهرت حجته قال مه هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن ثم دنا منه فسلم عليه فرد ورد القوم السلام بأجمعهم فقال يا أبا حنيفة رحمك الله إن لي أخا يقول إن خير الناس بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب (ع) وأنا أقول إن أبا بكر خير الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال كفى بمكانهما من رسول الله ص كرما وفخرا أ ما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة أوضح لك من هذه فقال له فضال إني قد قلت ذلك لأخي فقال والله لئن كان الموضع لرسول الله ص دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق وإن كان الموضع لهم فوهباه لرسول الله ص فقد أساءا وما أحسنا إذ رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له لم يكن له ولا لهما خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال قد قلت له ذلك فقال أنت تعلم أن النبي ص مات عن تسع حشايا ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك وبعد فما بال حفصة وعائشة ترثان رسول الله ص وفاطمة بنته تمنع الميراث فقال أبو حنيفة يا قوم نحوه عني فإنه والله رافضي خبيث

----------------

مستدرك الوسائل ج17 ص201, بحار الانوار ج10 ص231, الفصول المختارة ص74, كنز الفوائد ج1 ص294, الصوارم المهرقة ص159 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية 

 

و مما حكى الشيخ رحمه الله قال قال الحارث بن عبد الله الربعي كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر الأكبر وسوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده

إن الإله الذي لا شي‏ء يشبهه   آتاكم الملك للدنيا وللدين‏

آتاكم الله ملكا لا زوال له     حتى يقاد إليكم صاحب الصين

‏و صاحب الهند مأخوذ برمته   وصاحب الترك محبوس على هون

 حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور فقال سوار إن هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه والله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم وإنه لينطوي على عداوتكم فقال السيد والله إنه لكاذب وإنني في مدحتك لصادق وإنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال وإن انقطاعي إليكم ومودتي لكم أهل البيت لمعرق فيها من أبوي وإن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام في أهل بيت هذا {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما فقال السيد أما قوله إني أقول بالرجعة فإني أقول بذلك على ما قال الله تعالى {و يوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} وقد قال في موضع آخر {و حشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} فعلمنا أن هاهنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص وقال سبحانه {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل} وقال تعالى{ فأماته الله مائة عام ثم بعثه} وقال تعالى{أ لم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} فهذا كتاب الله تعالى وقد قال رسول الله ص يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة وقال ص لم يجر في بني إسرائيل شي‏ء إلا ويكون في أمتي مثله حتى الخسف والمسخ والقذف وقال حذيفة والله ما أبعد أن يمسخ الله عز وجل كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير فالرجعة التي أذهب إليها ما نطق به القرآن وجاءت به السنة وإني لأعتقد أن الله عز وجل يرد هذا يعني سوارا إلى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فإنه والله متجبر متكبر كافر قال فضحك المنصور وأنشأ السيد يقول

جاثيت سوارا أبا شملة         عند الإمام الحاكم العادل

‏فقال قولا خطلا كله          عند الورى الحافي والناعل

ما ذب عما قلت من وصمة      في أهله بل لج في الباطل‏

و بان للمنصور صدقي كما      قد بان كذب الأنوك الجاهل ‏

يبغض ذا العرش ومن يصطفي    من رسله بالنير الفاضل‏

و يشنأ الحبر الجواد الذي       فضل بالفضل على الفاضل‏

و يعتدي بالحكم في معشر      أدوا حقوق الرسل للراسل

‏فبين الله تزاويقه             فصار مثل الهائم الهامل

 فقال المنصور كف عنه فقال السيد يا أمير المؤمنين البادئ أظلم يكف عني حتى أكف عنه فقال المنصور لسوار قد تكلم بكلام فيه نصفة كف عنه حتى لا يهجوك

----------------

بحار الانوار ج10 ص232, الفصول المختارة ص94 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية 

 

احتجاج هشام بن الحكم على ضرار بن عمرو الضبي بالولاية 

قال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب الفصول، أخبرني الشيخ أيده الله قال دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى بن خالد البرمكي فقال له يا أبا عمرو هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشيعة فقال ضرار هلم من شئت فبعث إلى هشام بن الحكم فأحضره فقال يا أبا محمد هذا ضرار وهو من قد علمت في الكلام والخلاف لك فكلمه في الإمامة فقال نعم ثم أقبل على ضرار فقال يا أبا عمرو خبرني على ما تجب الولاية والبراءة على الظاهر أم على الباطن فقال ضرار بل على الظاهر فإن الباطن لا يدرك إلا بالوحي فقال هشام صدقت فخبرني الآن أي الرجلين كان أذب عن وجه رسول الله ص بالسيف وأقتل لأعداء الله عز وجل بين يديه وأكثر آثارا في الجهاد علي بن أبي طالب أو أبو بكر فقال علي بن أبي طالب ولكن أبا بكر كان أشد يقينا فقال هشام هذا هو الباطن الذي قد تركنا الكلام فيه وقد اعترفت لعلي (ع) بظاهر عمله من الولاية ما لم يجب لأبي بكر فقال ضرار هذا الظاهر نعم ثم قال هشام أ فليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الذي لا يدفع فقال ضرار بلى فقال هشام أ لست تعلم أن النبي ص قال لعلي (ع) إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فقال ضرار نعم فقال له هشام أ يجوز أن يقول له هذا القول إلا وهو عنده في الباطن مؤمن قال لا فقال هشام فقد صح لعلي (ع) ظاهره وباطنه ولم يصح لصاحبك ظاهر ولا باطن والحمد لله

----------------

بحار الانوار ج10 ص292, الفصول المختارة ص28, الصراط المستقيم ج3 ص78 باختلاف بسيط

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

هشام بن الحكم يبين اختلاف الامام علي (ع) والعباس على الميراث 

قال وأخبرني الشيخ أدام الله تأييده قال سأل يحيى بن خالد البرمكي هشام بن الحكم رحمة الله عليه بحضرة الرشيد فقال له أخبرني يا هشام عن الحق هل يكون في جهتين مختلفتين فقال هشام لا قال فخبرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا هل يخلوان من أن يكونا محقين أو مبطلين أو يكون أحدهما مبطلا والآخر محقا فقال هشام لا يخلوان من ذلك وليس يجوز أن يكونا محقين على ما قدمت من الجواب فقال له يحيى بن خالد فخبرني عن علي والعباس لما اختصما إلى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل إذ كنت لا تقول إنهما كانا محقين ولا مبطلين فقال هشام فنظرت إذا أنني إن قلت إن عليا (ع) كان مبطلا كفرت وخرجت عن مذهبي وإن قلت إن العباس كان مبطلا ضرب عنقي ووردت علي مسألة لم أكن سئلت عنها قبل ذلك الوقت ولا أعددت لها جوابا فذكرت قول أبي عبد الله (ع) وهو يقول لي يا هشام لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك فعلمت أني لا أخذل وعن لي الجواب في الحال فقلت له لم يكن من أحدهما خطأ وكانا جميعا محقين ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود (ع) حيث يقول الله جل اسمه {و هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب} إلى قوله تعالى{خصمان بغى بعضنا على بعض} فأي الملكين كان مخطئا وأيهما كان مصيبا أم تقول إنهما كانا مخطئين فجوابك في ذلك جوابي بعينه فقال يحيى لست أقول إن الملكين أخطئا بل أقول إنهما أصابا وذلك أنهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وإنما أظهرا ذلك لينبها داود (ع) على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه قال فقلت له كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولم يختصما في الحقيقة وإنما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلاه على ظلمه لهما في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما وإنما كان ذلك منهما على حد ما كان من الملكين فلم يحر جوابا واستحسن ذلك الرشيد

---------------

بحار الانوار ج10 ص292, الفصول المختارة ص49 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

احتجاج هشام بن الحكم على شخص من الخوارج 

و أخبرني الشيخ أيضا قال أحب الرشيد أن يسمع كلام هشام بن الحكم مع الخوارج فأمر بإحضار هشام بن الحكم وإحضار عبد الله بن يزيد الإباضي وجلس بحيث يسمع كلامهما ولا يرى القوم شخصه وكان بالحضرة يحيى بن خالد فقال يحيى لعبد الله بن يزيد سل أبا محمد يعني هشاما عن شي‏ء فقال هشام لا مسألة للخوارج علينا فقال عبد الله بن يزيد وكيف ذلك فقال هشام لأنكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله والإقرار بإمامته وفضله ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه فنحن على إجماعنا وشهادتكم لنا وخلافكم علينا غير قادح في مذهبنا ودعواكم غير مقبولة علينا إذ الاختلاف لا يقابل الاتفاق وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة قال يحيى بن خالد لقد قربت قطعه يا أبا محمد ولكن جاره شيئا فإن أمير المؤمنين أطال الله بقاه يحب ذلك قال فقال هشام أنا أفعل ذلك غير أن الكلام ربما انتهى إلى حد يغمض ويدق على الأفهام فيعاند أحد الخصمين أو يشتبه عليه فإن أحب الإنصاف فليجعل بيني وبينه واسطة عدلا إن خرجت عن الطريق ردني إليه وإن جار في حكمه شهد عليه فقال عبد الله بن يزيد لقد دعا أبو محمد إلى الإنصاف فقال هشام فمن يكون هذه الواسطة وما يكون مذهبه أ يكون من أصحابي أو من أصحابك أو مخالفا للملة لنا جميعا قال عبد الله بن يزيد اختر من شئت فقد رضيت به قال هشام أما أنا فأرى أنه إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي وإن كان من أصحابك لم آمنه في الحكم علي وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي ولا عليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا ويحكمان علينا بموجب الحق ومحض الحكم بالعدل فقال عبد الله بن يزيد فقد أنصفت يا أبا محمد وكنت أنتظر هذا منك فأقبل هشام على يحيى بن خالد فقال له قد قطعته أيها الوزير ودمرت على مذاهبه كلها بأهون سعي ولم يبق معه شي‏ء واستغنيت عن مناظرته قال فحرك الستر الرشيد وأصغى يحيى بن خالد فقال هذا متكلم الشيعة واقف الرجل مواقفة لم يتضمن مناظرة ثم ادعى عليه أنه قد قطعه وأفسد مذهبه فمره أن يبين عن صحة ما ادعاه على الرجل فقال يحيى بن خالد لهشام إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكشف عن صحة ما ادعيت على هذا الرجل قال فقال هشام رحمه الله إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حتى كان من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك وهم الذين اضطروه إليه والآن فقد حكم هذا الشيخ وهو عماد أصحابه مختارا غير مضطر رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى بالصواب وإن كان مخطئا كافرا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا (ع) قال فاستحسن ذلك الرشيد وأمر بصلته وجائزته

----------------

بحار الانوار ج10 ص294, الفصول المختارة ص50 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

تعريف هشام بن الحكم رحمه الله 

و قال الشيخ أدام الله عزه وهشام بن الحكم من أكبر أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) وكان فقيها وروى حديثا كثيرا وصحب أبا عبد الله (ع) وبعده أبا الحسن موسى (ع) وكان يكنى أبا محمد وأبا الحكم وكان مولى بني شيبان وكان مقيما بالكوفة وبلغ من مرتبته وعلوه عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) أنه دخل عليه بمنى وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم فرفعه على جماعتهم وليس فيهم إلا من هو أكبر سنا منه فلما رأى أبو عبد الله (ع) أن ذلك الفعل كبر على أصحابه قال هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده وقال له أبو عبد الله (ع) وقد سأله عن أسماء الله عز وجل واشتقاقها فأجابه ثم قال له أ فهمت يا هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدين مع الله عز وجل قال الشيخ نعم قال أبو عبد الله (ع) نفعك الله عز وجل به وثبتك قال هشام فو الله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا

 قال الشيخ أدام الله عزه وقد روي عن أبي عبد الله (ع) ثمانية رجال كل واحد منهم يقال له هشام فمنهم أبو محمد هشام بن الحكم مولى بني شيبان هذا ومنهم هشام بن سالم مولى بشر بن مروان وكان من سبي الجوزجان ومنهم هشام الكفري الذي يروي عنه علي بن الحكم ومنهم هشام المعروف بأبي عبد الله البزاز ومنهم هشام الصيدناني رحمه الله ومنهم هشام الخياط رحمة الله عليه ومنهم هشام بن يزيد رحمة الله عليه ومنهم هشام بن المثنى الكوفي رحمة الله عليه 

-----------------

بحار الانوار ج10 ص295, الفصول المختارة ص52 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

هشام بن الحكم يفسر قول امير المؤمنين (ع) 

قال ومن حكايات الشيخ أدام الله عزه قال سئل هشام بن الحكم رحمة الله عليه عما يرويه العامة من قول أمير المؤمنين (ع) لما قبض عمر وقد دخل عليه وهو مسجى لوددت أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى وفي حديث آخر إني لأرجو أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى فقال هشام هذا حديث غير ثابت ولا معروف الإسناد وإنما حصل من جهة القصاص وأصحاب الطرقات ولو ثبت لكان المعنى فيه معروفا وذلك أن عمر واطأ أبا بكر والمغيرة وسالما مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتب صحيفة بينهم يتعاقدون فيها على أنه إذا مات رسول الله ص لم يورثوا أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه من بعده وكانت الصحيفة لعمر إذ كان عماد القوم فالصحيفة التي ود أمير المؤمنين (ع) ورجا أن يلقى الله عز وجل بها هي هذه الصحيفة ليخاصمه بها ويحتج عليه بمضمونها والدليل على ذلك ما روته العامة عن أبي بن كعب أنه كان يقول في مسجد رسول الله ص بعد أن أفضى الأمر إلى أبي بكر بصوت يسمعه أهل المسجد ألا هلك أهل العقدة والله ما آسى عليهم إنما آسى على من يضلون من الناس فقيل له يا صاحب رسول الله من هؤلاء أهل العقدة وما عقدتهم فقال قوم تعاقدوا بينهم إن مات رسول الله ص لم يورثوا أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه أما والله لئن عشت إلى يوم الجمعة لأقومن فيهم مقاما أبين للناس أمرهم قال فما أتت عليه الجمعة

--------------

بحار الانوار ج10 ص296, الفصول المختارة ص90

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

احتجاج هشام بن الحكم بافضلية امير المؤمنين (ع) على ابو بكر 

الإختصاص, أحمد بن الحسن عن عبد العظيم بن عبد الله قال قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض ما يريدون فأمر جعفر المتكلمين فأحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبين المتكلمين سترا فاجتمع المتكلمون وغص المجلس بأهله ينتظرون هشام بن الحكم فدخل عليهم هشام وعليه قميص إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشي‏ء فقال له رجل من القوم لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فقال هشام فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أ كان لله رضا أم غير رضا فسكت فقال هشام إن زعمت أنه كان لله رضا فلم نهاه رسول الله ص فقال {لا تحزن} أ نهاه عن طاعة الله ورضاه وإن زعمت أنه كان لله غير رضا فلم تفتخر بشي‏ء كان لله غير رضا وقد علمت ما قال الله تبارك وتعالى حين قال {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} ولأنكم قلتم وقلنا وقالت العامة الجنة اشتاقت إلى أربعة نفر إلى علي بن أبي طالب (ع) والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر علي بن أبي طالب (ع) والزبير بن العوام وأبو دجانة الأنصاري وسلمان الفارسي فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن القراء أربعة نفر علي بن أبي طالب (ع) وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن المطهرين من السماء أربعة نفر علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (ع) فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الأبرار أربعة علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (ع) فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة وقلتم وقلنا وقالت العامة إن الشهداء أربعة نفر علي بن أبي طالب وجعفر وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة قال فحرك هارون الستر وأمر جعفر الناس بالخروج فخرجوا مرعوبين وخرج هارون إلى المجلس فقال من هذا ابن الفاعلة فو الله لقد هممت بقتله وإحراقه بالنار

----------------

بحار الانوار ج10 ص297, الاختصاص ص96 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية