* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد رفعه, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: جُعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عَرف هذا الامر فقد فُرِّج عنه لانتظاره.[1]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله × وأنا أسمع فقال: تراني أدرك القائم ×؟ فقال: يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟ فقال: إي والله وأنت هو! وتناول يده, فقال: والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبياً بسيفك في ظل رواق القائم صلوات الله عليه.[2]
* تفسير الإمام العسكري ×, قال×: قال علي بن محمد ×: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه الصلاة والسلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الافضلون عند الله عز وجل.[3]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن عبد الله بن موسى, عن عبد الله بن بكير, عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم, قال: قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه, ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر, وهو الذي يُشَك في ولادته, منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف ومنهم من يقول: حَمْلٌ[4], ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين, وهو المنتظر, غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة, فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة, قال: قلت: جُعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل؟ قال: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك, فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك, اللهم عرفني رسولك, فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك, اللهم عرفني حجتك, فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني, ثم قال: يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة, قلت: جُعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا, ولكن يقتله جيش آل بني فلان[5] يجيئ حتى يدخل المدينة, فيأخذ الغلام فيقتله, فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يمهلون, فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله.[6]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل, عن عاصم بن حميد الحناط, عن محمد بن قيس, عن ثابت الثمالي, عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الاية: {وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}[7] وفينا نزلت هذه الاية: {وجعلها كلمة باقية في عقبه}[8] والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب ‘ إلى يوم القيامة.
وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الاخرى, أما الاولى فستة أيام, أو ستة أشهر, أو ستة سنين[9]، وأما الاخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا, وسلم لنا أهل البيت.[10]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي, عن عبد الله بن موسى, عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه قال: حدثني صفوان ابن يحيى, عن إبراهيم بن أبي زياد, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي خالد الكابلي - في حديث طويل - قال: قال سيدي علي بن الحسين زين العابدين ×: تمتد الغيبة بولي الله عز وجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله | والائمة بعده, يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان, لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة, وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله | بالسيف, أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً, والدعاة إلى دين الله عز وجل سراً وجهراً.
وقال علي بن الحسين ×: إنتظار الفرج من أعظم الفرج, وحدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد الشيباني.[11]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني العمركي ابن علي البوفكي, عن الحسن بن علي بن فضال, عن ثعلبة بن ميمون, عن عمر بن أبان, عن عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر × قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا إنتظاراً لهذا الامر, فقال ×: يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله عز وجل لا يجعل الله له مخرجاً! بلى والله ليجعلن الله له مخرجاً, رحم الله عبداً حبس نفسه علينا, رحم الله عبداً أحيا أمرنا, قال قلت: فإن مت قبل أن أدرك القائم؟ قال: القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمد نصرته, كان كالمقارع بين يديه بسيفه, لا بل كالشهيد معه.[12]
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله × عن قوله: {فمنكم كافر ومنكم مؤمن}[13]؟ فقال: عرَّف الله عز وجل إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم, وسألته عن قوله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين}[14] فقال: أما والله ما هلك من كان قبلكم, وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا × إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا, وما خرج رسول الله | من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.[15]
* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات, أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن عيسى بن عبيد, عن علي بن الحكم, عن المثنى بن الوليد الحناط, عن أبي بصير عن أحدهما ‘ في قول الله عز وجل: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}[16] قال: في الرجعة.[17]
* تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: قال محمد بن علي ‘: إن من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم, المتحيرين في جهلهم, الأُسراء في أيدي شياطينهم, وفى أيدي النواصب من أعدائنا, فاستنقذهم منهم, وأخرجهم من حيرتهم, وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم, ودليل أئمتهم, لَيَفْضِلون عند الله تعالى على العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الارض, والعرش والكرسي والحجب على السماء, وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.[18]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, الفضل عن ابن أسباط, عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن × عن شيء من الفرج؟ فقال: أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ قلت: لا أدري إلا أن تعلمني, فقال: نعم, إنتظار الفرج من الفرج.[19]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن أحمد بن الحسين بن سعيد, عن محمد بن جمهور, عن فضالة بن أيوب, عن معاوية ابن وهب, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه, يعادي أعداءه, ذلك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي عليَّ يوم القيامة.[20]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه, عن المغيرة, عن المفضل بن صالح, عن جابر, عن أبي جعفر الباقر × أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم, فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان, إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله فيقول: عبادي وإمائي! آمنتم بسري وصدقتم بغيبي, فأبشروا بحسن الثواب مني, فأنتم عبادي وإمائي حقاً منكم أتقبل, وعنكم أعفو, ولكم أغفر, وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لانزلت عليهم عذابي[21]، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان ولزوم البيت.[22]
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى والحسن بن محمد جميعاً, عن جعفر بن محمد الكوفي, عن الحسن ابن محمد الصيرفي, عن صالح بن خالد, عن يمان التمار قال: كنا عند أبي عبد الله × جلوساً فقال لنا: إن لصاحب هذا الامر غيبة, المتمسك فيها بدينه كالخارط[23] للقتاد[24], ثم قال هكذا بيده, فأيكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ثم أطرق ملياً, ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.[25]
* السيد هاشم البحراني في غاية المرام, ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال: جاء في الأسانيد الصحيحة أن رسول الله | قال: لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل, والقذة بالقذة, حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه, فقيل: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذاً[26].[27]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, روى حماد بن عمرو, وانس بن محمد, عن أبيه جميعاً, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن علي بن أبي طالب عليهم السلام - في حديث طويل - في وصية النبي | يذكر فيها أن رسول الله | قال له: يا علي واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي, وحجب عنهم الحجة, فآمنوا بسواد على بياض.[28]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن يعقوب بن يزيد, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن رجل, عن أبي جعفر × أنه قال: والله لتمحصن[29] يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض[30] الكحل في العين, لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب, فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها, ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها.[31]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي, عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد، عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي × يقول: والله لتميزن, والله لتمحصن, والله لتغربلن كما يغربل الزؤان[32] من القمح.[33]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى, عن رجل، عن العباس بن عامر, عن الربيع بن محمد المسلي - من بني مسلية - عن مهزم بن أبي بردة الأسدي وغيره, عن أبي عبد الله × أنه قال: والله لتكسرن تكسر الزجاج, وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان, والله لتكسرن تكسر الفخار, فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان, ووالله لتغربلن, ووالله لتميزن, ووالله لتمحصن, حتى لا يبقى منكم إلا الأقل, وصعَّر كفه[34].[35]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي, عن علي بن إسماعيل الأشعري, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن رجل, عن أبي جعفر × أنه قال: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها, وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا, ويمسي وقد خرج منها, ويمسي على شريعة من أمرنا, ويصبح وقد خرج منها.[36]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, روي عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر × متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا, يقولها ثلاثاً, حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفو.[37]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, أحمد بن إدريس, عن علي بن محمد بن قتيبة, عن الفضل بن شاذان, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن ×: أما والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا أو تمحصوا، حتى لا يبقى منكم إلا الأندر, ثم تلا {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم}[38] ويعلم الصابرين.[39]
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسن وعلي بن محمد, عن سهل بن زياد, عن محمد بن سنان, عن محمد بن منصور الصيقل, عن أبيه قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً وأبو عبد الله × يسمع كلامنا, فقال لنا في أي شيء أنتم؟ هيهات, هيهات!! لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا, لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا, لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا, لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس, ولا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.[40]
* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن × يقول: {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}[41] ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين, فقال: يفتنون كما يفتن الذهب, ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب.[42]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الحسن بن محبوب, عن يعقوب السراج وعلي بن رئاب, عن أبي عبد الله × أن أمير المؤمنين × لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها: ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه | والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة, حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سباقون كانوا قصروا, وليقصرن سباقون كانوا سبقوا, والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة, ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم.[43]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا إسحاق بن سنان قال: حدثنا عبيد بن خارجة, عن علي بن عثمان, عن فرات بن أحنف, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد, عن آبائه عليهم السلام, قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين × فركب هو وابناه الحسن والحسين عليهم السلام فمر بثقيف, فقالوا قد جاء علي يرد الماء, فقال علي ×: أما والله لأُقتَلَنَّ أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلاً من ولدي في آخر الزمان يُطالب بدمائنا, وليغيبن عنهم تمييزاً لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة!.[44]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن علي بن معبد, عن الحسين بن خالد, عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام: إنه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق, المظهر للدين, والباسط للعدل, قال الحسين: فقلت له: يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن؟ فقال ×: إي والذي بعث محمداً | بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين, الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه.[45]
* الشيخ الطوسي في الأمالي, حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه & قال: حدثني أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد ابن عيسى, عن الحسن بن محبوب الزراد, عن أبي محمد الانصاري, عن معاوية بن وهب, قال: كنت جالساً عند جعفر بن محمد × إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر, فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته, فقال له أبو عبد الله: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته, يا شيخ أدن مني, فدنا منه فقبل يده فبكى, فقال له أبو عبد الله ×: وما يبكيك يا شيخ؟ قال له: يابن رسول الله, أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة, أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم, ولا أراه فيكم, فتلومني أن أبكي! قال: فبكى أبو عبد الله × ثم قال: يا شيخ, إن أخرت منيتك كنت معنا, وإن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله |, فقال الشيخ: ما أبالي ما فاتني بعد هذا يابن رسول الله! فقال له أبو عبد الله ×: يا شيخ, إن رسول الله | قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا, كتاب الله المنزل, وعترتي أهل بيتي, تجيء وأنت معنا يوم القيامة, قال: يا شيخ, ما أحسبك من أهل الكوفة؟ قال: لا, قال: فمن أين أنت؟ قال: من سوادها جُعلت فداك, قال: أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين ×؟ قال: إني لقريب منه، قال: كيف إتيانك له؟ قال: إني لآتيه وأُكثر, قال: يا شيخ, ذاك دم يطلب الله تعالى به, ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ×, ولقد قُتل × في سبعة عشر من أهل بيته, نصحوا لله وصبروا في جنب الله, فجزاهم أحسن جزاء الصابرين, إنه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله | ومعه الحسين × ويده على رأسه يقطر دماً فيقول: يا رب سل أمتي فيم قتلوا ولدي.[46]
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, عن صاحب كتاب البشارات مرفوعاً إلى الحسين بن أبي حمزة, عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله ×: جُعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي, واقترب أجلي, وقد خفت أن يدركني قبل هذا الامر الموت، قال: فقال لي: يا أبا حمزة أو ما ترى الشهيد إلا من قُتل؟ قلت: نعم جُعلت فداك, فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا, وانتظر أمرنا كان كمن قتل تحت راية القائم, بل والله تحت راية رسول الله |.[47]
* كتاب سليم بن قيس, أبان عن سليم بن قيس قال: صعد أمير المؤمنين × المنبر, فحمد الله وأثنى عليه
- وذكر خطبة طويلة له إلى أن يقول - فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين, حدثنا عن الفتن؟
فقال ×: إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت, وإن الفتن لها موج كموج البحر وإعصار كإعصار الريح, تصيب بلداً وتخطئ الآخر, فانظروا أقواماً كانوا أصحاب الرايات يوم بدر فانصروهم تنصروا وتؤجروا وتعذروا, ألا إن أخوف الفتن عليكم من بعدي فتنة بني أمية, إنها فتنة عمياء صماء مطبقة مظلمة, عمت فتنتها وخصت بليتها, أصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها, أهل باطلها ظاهرون على أهل حقها, يملؤون الأرض بدعاً وظلماً وجوراً, وأول من يضع جبروتها ويكسر عمودها وينزع أوتادها الله رب العالمين وقاصم الجبارين, ألا إنكم ستجدون بني أمية أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها, وأيم الله, لا تزال فتنتهم حتى لا تكون نصرة أحدكم لنفسه إلا كنصرة العبد السوء لسيده, إذا غاب سبه وإذا حضر أطاعه, وأيم الله لو شردوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشر يوم لهم, [...] الخبر.[48]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر, عن أبيه عن جده, عن علي بن جعفر, عن أخيه موسى بن جعفر × قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد, يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به, إنما هو محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه[49], لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه قال فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا, وأحلامكم تضيق عن حمله, ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.[50]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين}[51] قال: هو أمير المؤمنين ×, {ولتعلمن نبأه بعد حين}[52] قال: عند خروج القائم ×, وفي قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختُلف فيه}[53] قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم, وأما قوله عز وجل: {ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم}[54] قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز وجل ما أبقى القائم × منهم واحداً, وفي قوله عز وجل: {والذين يصدقون بيوم الدين}[55] قال: بخروج القائم ×, وقوله عز وجل: {والله ربنا ما كنا مشركين}[56] قال: يعنون بولاية علي ×، وفي قوله عز وجل: {وقل جاء الحق وزهق الباطل}[57] قال: إذا قام القائم × ذهبت دولة الباطل.[58]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا أحمد بن هارون القاضي، وجعفر بن محمد بن مسرور, وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدثنا أبي, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الدقاق, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد ‘ عن قول الله عز وجل: {والعصر * إن الانسان لفي خسر}[59] قال ×: العصر عصر خروج القائم #, {إن الانسان لفي خسر} يعني أعداءنا {إلا الذين آمنوا}[60] يعني بآياتنا {وعملوا الصالحات} يعني بمواساة الاخوان {وتواصوا بالحق} يعني بالامامة {وتواصوا بالصبر} يعني في الفترة.[61]
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}[62] فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال: {إن الانسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا}[63] بولاية علي أمير المؤمنين × {وتواصوا بالحق} ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية {وتواصوا بها} وصبروا عليها.[64]
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرني أبي, عن سليمان الديلمي, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قول الله عز وجل {والشمس وضحاها}[65] قال: الشمس رسول الله | أوضح الله به للناس دينهم قلت: {والقمر إذا تلاها}[66] قال ذلك أمير المؤمنين × قلت: {والليل إذا يغشاها}[67] قال: ذلك أئمة الجور الذين استبدوا للأمر دون آل رسول الله | وجلسوا مجلساً كان آل رسول الله | أولى به منهم, فغشوا دين رسول الله | بالظلم والجور وهو قوله: {والليل إذا يغشاها} قال: يغشى ظلمهم ضوء النهار, قلت: {والنهار إذا جلاها}[68] قال: ذلك الامام من ذرية فاطمة ÷[69] يسئل عن دين رسول الله فيجلي لمن يسأله, فحكى الله قوله: {والنهار إذا جلاها} وقوله: {ونفس وما سواها}[70] قال: خلقها وصورها وقوله: {فألهمها فجورها وتقواها}[71] أي عرفها وألهمها ثم خيرها فاختارت {قد أفلح من زكاها}[72] يعنى نفسه طهرها {وقد خاب من دساها}[73] أي أغواها.[74]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن ابن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, ووهيب بن حفص, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × أنه قال ذات يوم: ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به؟ فقلت: بلى, فقال: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده ورسوله, والإقرار بما أمر الله, والولاية لنا, والبراءة من أعدائنا, يعني الائمة خاصة, والتسليم لهم, والورع والاجتهاد والطمأنينة, والانتظار للقائم ×, ثم قال: إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء, ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق, وهو منتظر, فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه, فجدوا وانتظروا, هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة.[75]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري, عن صباح المزني, عن الحارث بن حصيرة, عن الأصبغ بن نباتة, عن أمير المؤمنين × أنه قال: كونوا كالنحل في الطير, ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها, ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك, خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم, وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض, وحتى يمسي بعضكم بعضاً كذابين, وحتى لا يبقى منكم - أو قال من شيعتي - إلا كالكحل في العين, والملح في الطعام وسأضرب لكم مثلاً: وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه, ثم أدخله بيتاً وتركه فيه ما شاء الله, ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس، فأخرجه ونقاه وطيبه, ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله, ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده, ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئاً, وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً.[76]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, الفضل بن شاذان, عن عمر بن مسلم البجلي, عن محمد بن سنان, عن أبي الجارود, عن محمد بن بشر الهمداني, عن محمد بن الحنفية, - في حديث طويل - أنه قال: إن لبني فلان ملكاً مؤجلاً, حتى إذا أمنوا واطمأنوا وظنوا أن ملكهم لا يزول صيح فيهم صيحة، فلم يبق لهم راع يجمعهم ولا واع يسمعهم, وذلك قول الله عز وجل: {حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}[77] قلت: جُعلت فداك هل لذلك وقت؟ قال: لا, لأن علم الله غلب علم الموقتين, إن الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر لم يعلمها موسى, ولم يعلمها بنو إسرائيل, فلما جاوز الوقت قالوا: غرَّنا موسى, فعبدوا العجل, ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس, وأنكر بعضهم بعضاً, فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحاً ومساء.[78]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي قال: حدثنا علي بن الحسن، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه}[79] قال: هو أمرنا، أمر الله عز وجل أن لا تستعجل به حتى يؤيده الله بثلاثة أجناد: الملائكة، والمؤمنين، والرعب، وخروجه × كخروج رسول الله |، وذلك قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق}[80].[81]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن علي حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: أخبرنا علي بن الحارث, عن سعيد ابن منصور الجواشني قال: أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال: أخبرنا أبي, عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر, وأبو بصير, وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق × فرأيناه جالساً على التراب وعليه مِسح[82] خيبري مطوق بلا جيب, مقصر الكمين, وهو يبكي بكاء الواله الثكلى, ذات الكبد الحرى, قد نال الحزن من وجنتيه, وشاع التغيير في عارضيه, وأبلى الدموع محجريه[83] وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي! وضيقت علي مهادي! وابتزت مني راحة فؤادي! سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد! وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد! فما أحس بدمعة ترقى من عيني, وأنين يفتر من صدري, عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر[84] أعظمها وأفظعها, وبواقي أشدها وأنكرها, ونوائب مخلوطة بغضبك, ونوازل معجونة بسخطك!
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً, وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل!! والحادث الغائل[85]! وظننا أنه سمت[86] لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة, فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟! قال: فزفر الصادق × زفرة انتفخ منها جوفه, واشتد عنها خوفه, وقال: ويلكم! نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمداً والائمة من بعده عليهم السلام, وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان, وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم, وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}[87] يعني الولاية, فأخذتني الرقة, واستولت علي الأحزان.
فقلنا: يا ابن رسول الله كرِّمنا وفضِّلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك, قال: إن الله تبارك وتعالى أدار للقائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل عليهم السلام, قدَّر مولده تقدير مولد موسى ×, وقدَّر غيبته تقدير غيبة عيسى ×, وقدَّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ×, وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر × دليلاً على عمره, فقلنا له: اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني؟ قال ×: أما مولد موسى × فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل, ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرين ألف مولود, وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى × بحفظ الله تبارك وتعالى إياه, وكذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الامراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة, ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول | وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم, ويأبى الله عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
وأما غيبة عيسى ×: فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قُتل فكذَّبهم الله جل ذكره بقوله: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم}[88] كذلك غيبة القائم فإن الامة ستنكرها لطولها, فمن قائل يهذي بأنه لم يلد, وقائل يقول: إنه يعتدى إلى ثلاثة عشر وصاعداً, وقائل يعصي الله عز وجل بقوله: إن روح القائم ينطق في هيكل غيره.
وأما إبطاء نوح ×: فانه لما استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز وجل الروح الامين × بسبع نويات, فقال: يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه وأغرس هذه النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص, فَبَّشر بذلك من تبعك من المؤمنين, فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة, فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد, ويؤكد الحجة على قومه, فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقاً لما وقع في وعد ربه خلف, ثم إن الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين, ترتد منه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلاً فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه, وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفى الأمر والايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة, فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد أرتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك, واعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الارض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم, وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالامن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق, وسنوح الضلالة[89] فلو أنهم تسنموا مني الملك[90] الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم, لنشقوا[91] روائح صفاته, ولاستحكمت سرائر نفاقهم, [و]تأبدت حبال ضلالة قلوبهم, ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة, وحاربوهم على طلب الرئاسة, والتفرد بالامر والنهي, وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلا! {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا}[92], قال الصادق ×: وكذلك القائم فإنه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه, ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائم ×.
قال المفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فإن هذه النواصب تزعم أن هذه الآية[93] نزلت في أبي بكر وعمر, وعثمان, وعلي × فقال: لا يهدي الله قلوب الناصبة! متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكناً بانتشار الامن في الامة, وذهاب الخوف من قلوبها, وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء! وفي عهد علي × مع ارتداد المسلمين والفتن التي تثور في أيامهم, والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم, ثم تلا الصادق ×: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا}[94] وأما العبد الصالح أعني الخضر ×, فإن الله تبارك وتعالى ما طوَّل عمره لنبوة قدرها له, ولا لكتاب ينزله عليه, ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الانبياء, ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها, ولا لطاعة يفرضها له, بلى إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم × في أيام غيبته ما يقدر, وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول, طوَّل عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم × وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.[95]
* كتاب سليم بن قيس, أبان عن سليم بن قيس قال: صعد أمير المؤمنين × المنبر, فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس, أنا الذي فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها غيري، وأيم الله لو لم أكن فيكم لما قوتل أهل الجمل ولا أهل صفين ولا أهل النهروان، وأيم الله لولا أن تتكلموا وتَدَعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه | لمن قاتلهم مستبصراً في ضلالتهم عارفاً بالهدى الذي نحن عليه.
ثم قال ×: سلوني عما شيئتم قبل أن تفقدوني, فوالله إني بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض، أنا يعسوب المؤمنين وأول السابقين وإمام المتقين وخاتم الوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين، أنا ديان الناس يوم القيامة وقسيم الله بين أهل الجنة والنار, وأنا الصديق الأكبر والفاروق الذي أفرق بين الحق والباطل, وإن عندي علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب, وما من آية نزلت إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت.
أيها الناس, إنه وشيك أن تفقدوني, إني مفارقكم وإني ميت أو مقتول، ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها؟ يعني لحيته من دم رأسه، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, لا تسألوني من فئة تبلغ ثلاثمائة فما فوقها فيما بينكم وبين قيام الساعة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها, وبخراب العرصات متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين, أخبرنا عن البلايا؟
فقال ×: إذا سأل سائل فليعقل وإذا سئل مسئول فليلبث، إن من ورائكم أموراً ملتجة مجلجلة[96] وبلاء مكلحاً مبلحاً[97]، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, لو قد فقدتموني ونزلت عزائم الأمور وحقائق البلاء لقد أطرق كثير من السائلين واشتغل كثير من المسؤولين، وذلك إذا ظهرت حربكم ونصلت عن ناب وقامت عن ساق وصارت الدنيا بلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين, حدثنا عن الفتن؟
فقال ×: إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت، وإن الفتن لها موج كموج البحر وإعصار كإعصار الريح, تصيب بلداً وتخطئ الآخر، فانظروا أقواماً كانوا أصحاب الرايات يوم بدر فانصروهم تنصروا وتؤجروا وتعذروا, ألا إن أخوف الفتن عليكم من بعدي فتنة بني أمية، إنها فتنة عمياء صماء مطبقة مظلمة, عمت فتنتها وخصت بليتها، أصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها.
أهل باطلها ظاهرون على أهل حقها, يملؤون الأرض بدعاً وظلماً وجوراً، وأول من يضع جبروتها ويكسر عمودها وينزع أوتادها الله رب العالمين وقاصم الجبارين، ألا إنكم ستجدون بني أمية أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها، وأيم الله, لا تزال فتنتهم حتى لا تكون نصرة أحدكم لنفسه إلا كنصرة العبد السوء لسيده, إذا غاب سبه وإذا حضر أطاعه، وأيم الله لو شردوكم تحت كل كوكب لجمعكم الله لشر يوم لهم.
فقال الرجل: فهل من جماعة يا أمير المؤمنين بعد ذلك؟
قال ×: إنها ستكونون جماعة شتى, عطاؤكم وحجكم وأسفاركم واحد والقلوب مختلفة، قال: قال واحد: كيف تختلف القلوب؟ قال ×: هكذا وشبك بين أصابعه ثم قال: يقتل هذا هذا وهذا هذا, هرجاً هرجاً ويبقى طغام[98] جاهلية ليس فيها منار هدى ولا علم يرى، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة، قال: فما أصنع في ذلك الزمان يا أمير المؤمنين؟
قال ×: انظروا أهل بيت نبيكم, فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم تنصروا وتعذروا, فإنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدعوكم إلى ردى, ولا تسبقوهم بالتقدم فيصرعكم البلاء وتشمت بكم الأعداء.
قال: فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال ×: يفرج الله البلاء برجل من بيتي كانفراج الأديم من بيته، ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفاً ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف, هرجاً هرجاً, يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر حتى تود قريش بالدنيا وما فيها أن يروني مقاماً واحداً فأعطيهم وآخذ منهم بعض ما قد منعوني وأقبل منهم بعض ما يرد عليهم حتى يقولوا: ما هذا من قريش, لو كان هذا من قريش ومن ولد فاطمة لرحمنا, يغريه الله ببني أمية فيجعلهم تحت قدميه ويطحنهم طحن الرحى، {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً}[99][100]، أهل البيت عليهم السلام هم الملجأ في الفتن أما بعد, فإنه لا بد من رحى تطحن ضلالة, فإذا طحنت قامت على قطبها، ألا وإن لطحنها روقاً وإن روقها حدها وعلى الله فلها، ألا وإني وأبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً، معنا راية الحق والهدى, من سبقها مرق ومن خذلها محق ومن لزمها لحق، إنا أهل بيت من علم الله علمنا, ومن حكم الله الصادق قيلنا, ومن قول الصادق سمعنا، فإن تتبعونا تهتدوا ببصائرنا وإن تتولوا عنا يعذبكم الله بأيدينا أو بما شاء، نحن أفق الأسلام, بنا يلحق المبطئ وإلينا يرجع التائب، والله لولا أن تستعجلوا ويتأخر الحق لنبأتكم بما يكون في شباب العرب والموالي, فلا تسألوا أهل بيت محمد العلم قبل إبانه, ولا تسألوهم المال على العسر فتبخلوهم, فإنه ليس منهم البخل، وكونوا أحلاس البيوت, ولا تكونوا عجلاً بذراً، كونوا من أهل الحق تُعرفوا به وتتعارفوا عليه, فإن الله خلق الخلق بقدرته وجعل بينهم الفضائل بعلمه وجعل منهم عباداً اختارهم لنفسه ليحتج بهم على خلقه، فجعل علامة من أكرم منهم طاعته, وعلامة من أهان منهم معصيته، وجعل ثواب أهل طاعته النضرة في وجهه في دار الأمن والخلد الذي لا يورع أهله, وجعل عقوبة أهل معصيته ناراً تأجج لغضبه, {وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}[101].
يا أيها الناس, إنا أهل بيت بنا ميَّز الله الكذب, وبنا يفرج الله الزمان الكلب, وبنا ينزع الله ربق الذل من أعناقكم, وبنا يفتح الله, وبنا يختم الله، فاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا وبهداهم وبسيرتنا وسيرتهم وميتتنا وميتتهم, يموتون بالدال والقرح والدبيلة, ونموت بالبطن والقتل والشهادة، بلاء آل محمد عليهم السلام في الفتن ثم التفت × إلى بنيه فقال: يا بني, ليبر صغاركم كباركم, وليرحم كباركم صغاركم, ولا تكونوا أمثال السفهاء الجفاة الجهال الذين لا يعطون في الله اليقين, كبيض بيض في داح[102]، ألا ويح للفراخ فراخ آل محمد من خليفة يستخلف, جبار عتريف[103] مترف يقتل خلفي وخلف الخلف بعدي، أما والله, لقد علمت تبليغ الرسالات وتنجيز العدات وتمام الكلمات وفتحت لي الأسباب وعلمت الأنساب وأجري لي السحاب, ونظرت في الملكوت فلم يعزب عني شيء فات ولم يفتني ما سبقني ولم يشركني أحد فيما أشهدني ربي يوم يقوم الأشهاد، وبي يتم الله موعده ويكمل كلماته, وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه, وأنا الاسلام الذي ارتضاه لنفسه, كل ذلك مَنٌّ مِن الله به عليّ وأذل به منكبي، وليس إمام إلا وهو عارف بأهل ولايته, وذلك قول الله عز وجل: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}[104]، ثم نزل صلوات الله عليه وآله الطاهرين الأخيار وسلم تسليماً كثيراً.[105]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين}[106] قال: هو أمير المؤمنين ×, {ولتعلمن نبأه بعد حين}[107] قال: عند خروج القائم ×, وفي قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه}[108] قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم, وأما قوله عز وجل: {ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم}[109] قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز وجل ما أبقى القائم × منهم واحداً, وفي قوله عز وجل: {والذين يصدقون بيوم الدين}[110] قال: بخروج القائم ×, وقوله عز وجل: {والله ربنا ما كنا مشركين}[111] قال: يعنون بولاية علي ×, وفي قوله عز وجل: {وقل جاء الحق وزهق الباطل}[112] قال: إذا قام القائم × ذهبت دولة الباطل.[113]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري, عن أحمد بن هلال, عن الحسن بن محبوب, عن أبي أيوب الخزاز, والعلاء بن رزين, عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين, قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال: ذلك قول الله عز وجل: {ولنبلونكم}[114] يعني المؤمنين قبل خروج القائم × {بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين} قال: يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم, {والجوع} بغلاء أسعارهم, {ونقص من الاموال} قال: كساد التجارات وقلة الفضل, ونقص من {الانفس} قال: موت ذريع[115], ونقص من {الثمرات} قال: قلة ريع ما يزرع, {وبشر الصابرين} عند ذلك بتعجيل خروج القائم ×, ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله إن الله تعالى يقول: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}[116].[117]
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أخبرني علي بن حاتم & قال: حدثنا اسماعيل بن علي بن قدامة أبو السري قال: حدثنا أحمد بن علي بن ناصح قال: حدثنا جعفر بن محمد الارمني قال: حدثنا الحسن بن عبد الوهاب قال: حدثنا علي بن حديد المدائني عمن حدثه عن المفضل بن عمر, قال: سألت جعفر بن محمد × عن الطفل يضحك من غير عجب ويبكي من غير ألم, فقال: يا مفضل ما من طفل إلا وهو يرى الامام ويناجيه فبكائه لغيبة الامام عنه, وضحكه إذا أقبل عليه حتى إذا أُطلق لسانه أُغلق ذلك الباب عنه وضُرب على قلبه بالنسيان.[118]
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن النوفلي, عن السكوني, عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: قال رسول الله |: سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الاسلام إلا اسمه, يسمعون به وهم أبعد الناس منه, مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى, فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.[119]
[1] الكافي ج1 ص371, الغيبة للنعماني ص330، عنه البحار ج52 ص143.
[2] الكافي ج1 ص371, الغيبة للنعماني ص330, عنه البحار ج52 ص142.
[3] تفسير الإمام العسكري × ص344, الإحتجاج ج2 ص260, عنهما البحار ج2 ص6, الفصول المهمة ج1 ص604, منية المريد ص118, عوالي اللئالي ج1 ص19, أمل الآمل ج1 ص9, الصراط المستقيم ج3 ص56.
[4] أي مات أبوه وهو حمل.
[5] وفي بعض النسخ: آل أبي فلان.
[6] الكافي ج1 ص337, كمال الدين ص346, عنه البحار ج52 ص146, الغيبة للنعماني ص166, الغيبة للطوسي ص333, إعلام الورى ج2 ص237, جمال الأسبوع ص314.
[7] سورة الأحزاب, الآية 6.
[8] سورة الزخرف, الآية 28.
[9] بيان: قال العلامة المجلسي &: قوله ×: فستة أيام لعله إشارة إلى اختلاف أحواله × في غيبته, فستة أيام لم يطلع على ولادته الا خاص الخاص من أهاليه ×, ثم بعد ستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص, ثم بعد ست سنين عند وفاة والده × ظهر أمره لكثير من الخلق. أو اشارة إلى أنه بعد امامته لم يطلع على خبره إلى ستة أيام أحد, ثم بعد ستة أشهر انتشر أمره, وبعد ست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء, والأظهر أنه اشارة إلى بعض الأزمان المختلفة التي قُدرت لغيبته.
[10]إكمال الدين ص323، عنه البحار ج51 ص134، الإمامة والتبصرة ص13، تفسير نور الثقلين ج1 ص511، تفسير كنز الدقائق ج2 ص515 عن الإكمال، تفسير أبي حمزة الثمالي ص298، إلزام الناصب ج1 ص85، ينابيع المودة ج3 ص248 باختصار.
[11] كمال الدين ص320, الإحتجاج ج2 ص50, عنه البحار ج36 ص386/ ج52 ص122, مدينة المعاجز ج4 ص319, إعلام الورى ج2 ص195, قصص الأنبياء للراوندي ص363, أمل الآمل ج1 ص9, غاية المرام ج2 ص281.
[12] كمال الدين ص644, المحاسن ج1 ص173, عنه البحار ج52 ص126, الصراط المستقيم ج2 ص262, تفسير الثقلين ج5 ص356, الكافي ج8 ص80 ضمن حديث طويل.
[13] سورة التغابن, الآية 2.
[14] سورة التغابن, الآية 12.
[15] الكافي ج1 ص426, عنه البحار ج23 ص380, تأويل الآيات ج1 ص161, التفسير الصافي ج2 ص84, تفسير الثقلين ج1 ص670.
[16] سورة الإسراء, الآية 73.
[17] مختصر البصائر ص20, تفسير العياشي ج2 ص306, عنهما البحار ج53 ص67, إلزام الناصب ج2 ص304.
[18] تفسير الإمام العسكري × ص344, الإحتجاج ج1 ص9, عنهما البحار ج2 ص6, الفصول المهمة ج1 ص603, اليقين ص8, الصراط المستقيم ج3 ص56, منية المريد ص118.
[19] الغيبة للطوسي ص459, عنه البحار ج2 ص130.
[20] كمال الدين ص286, عنه البحار ج51 ص72, الغيبة للطوسي ص456, عنه البحار ج52 ص129, غاية المرام ج7 ص132, الخرائج والجرائح ج3 ص1148, تفسير الثقلين ج2 ص505, ينابيع المودة ج3 ص396.
[21] إلى هنا ورد في الجواهر السنية.
[22] كمال الدين ص330, عنه البحار ج52 ص145, الجواهر السنية ص249, منتخب الأنوار المضيئة ص149, الأنوار البهية ص370.
[23] الخارط: من يضرب بيده على أعلى الغصن ثم يمدها إلى الأسفل ليسقط ورقه.
[24] القتاد: شجر له شوك.
[25] الكافي ج1 ص335, الغيبة للنعماني ص169, عنه البحار ج52 ص135, تقريب المعارف ص432, الغيبة للطوسي ص455, الإمامة والتبصرة ص126, نفس الرحمان ص264, الأنوار البهية ص366.
[26]وفي رواية القمي: قال رسول |: لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل, والقذة بالقذة, ولا تخطؤن طريقتهم شبر بشبر, وذراع بذراع, وباع بباع, حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه.
[27] غاية المرام ج6 ص38, عن شرح النهج ج9 ص286, تفسير الإمام × ص481, تفسير القمي ج2 ص413, البحار ج51 ص128, تأويل الآيات ج1 ص409, خاتمة المستدرك ج1 ص158, الأمالي للطوسي ص266 نحوه, عنه البحار ج28 ص6, عوالي اللئالي ج1 ص314.
[28] كمال الدين ص288, عنه البحار ج52 ص125, من لا يحضره الفقيه ج4 ص366, غاية المرام ج7 ص134, أمل الآمل ج1 ص8, وسائل الشيعة ج18 ص65, جامع الأخبار ص180, مكارم الأخلاق ص440, ينابيع المودة ج3 ص398.
[29]وفي البحار: لتمخضن.
[30] مخض اللبن: أخذ زبده.
[31] الغيبة للطوسي ص339, عنه البحار ج52 ص101, الغيبة للنعماني ص206, الأنوار البهية ص366.
[32] الزؤان: هو ما ينبت غالباً بين الحنطة, وحبته صغيرة وإذا أُكلت تسبب النوم.
[33] الغيبة للنعماني ص205, عنه البحار ج52 ص114.
[34]صعَّر كفه: أي أمالها تهاوناً بالناس.
[35]الغيبة للنعماني ص207، غيبة الطوسي ص340، عنه البحار ج52 ص101، إلزام الناصب ج1 ص237.
[36]الغيبة للنعماني ص206، الغيبة للطوسي ص339، الأنوار البهية ص366، بحار الأنوار ج52 ص101.
[37]الغيبة للطوسي ص339، عنه البحار ج52 ص113.
[38] سورة التوبة, الآية 16.
[39]الغيبة للطوسي ص337، الغيبة للنعماني ص208، عنه البحار ج52 ص114، الخرائج والجرائح ج3 ص1170, إلزام الناصب ج1 ص239.
[40]الكافي ج1 ص370، عنه البحار ج5 ص219، الغيبة للنعماني ص109 نحوه، الأنوار البهية ص366 نحوه، الغيبة للطوسي ص335، كمال الدين ص346 نحوه، إلزام الناصب ج1 ص237.
[41] سورة العنكبوت, الآية 1, 2.
[42]الكافي ج1 ص370، عنه البحار ج5 ص219، الغيبة للنعماني ص202، عنه البحار ج52 ص115، إلزام الناصب ج1 ص236، تفسير الثقلين ج4 ص148، تفسير الميزان ج16 ص110، التفسير الصافي ج4 ص11 نحوه.
[43]الكافي ج1 ص369، عنه البحار ج5 ص218، الغيبة للنعماني ص201، عنه البحار ج32 ص46، نهج البلاغة ج1 ص46 من خطبة أطول، إلزام الناصب ج1 ص236، شرح الأخبار ج1 ص371 نحوه.
[44] الغيبة للنعماني ص140, عنه البحار ج51 ص112, دلائل الإمامة ص534 وكمال الدين ص302 والغيبة للطوسي ص340 ذكروا آخر الحديث فقط.
[45] كمال الدين ص304, عنه البحار ج51 ص110, إعلام الورى ج2 ص229, كشف الغمة ج3 ص328, تفسير الثقلين ج5 ص271.
[46] الأمالي للطوسي ص161, عنه البحار ج45 ص313, العوالم ص604, بشارة المصطفى ص425, غاية المرام ج2 ص337, إرشاد القلوب ج1 ص406, الصراط المستقيم ج2 ص132 مختصراً.
[47]تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص665 عن كتاب البشارات، تفسير أبي حمزة الثمالي ص93، غاية المرام ج4 ص265، بحار الأنوار ج27 ص138/ ج65 ص141 عن تأويل الآيات.
[48]كتاب سليم بن قيس ص256، عنه البحار ج34 ص259, الغارات ج1 ص5، عنه البحار ج33 ص365، شرح الأخبار ج2 ص39, نهج البلاغة ج1 ص182 باختصار.
[49] إلى هنا ورد في الأمالي للطوسي.
[50] الكافي ج1 ص336, كمال الدين ص359, علل الشرائع ج1 ص244, عنه البحار ج51 ص150, دلائل الإمامة ص534, إعلام الورى ج2 ص239, الإمامة والتبصرة ص113, الغيبة للنعماني ص154, كفاية الأثر ص268, الغيبة للطوسي ص337, عنه البحار ج52 ص113, الصراط المستقيم ج2 ص229 مختصراً, الهداية الكبرى ص361 باختلاف, الأنوار البهية ص373.
[51] سورة ص, الآية 86, 87.
[52] سورة ص, الآية 88.
[53] سورة هود, الآية 110.
[54] سورة الشورى, الآية21.
[55] سورة المعارج, الآية 26.
[56] سورة الأنعام, الآية 23.
[57] سورة الإسراء, الآية 81.
[58]الكافي ج8 ص278، عنه البحار ج24 ص313/ ج51 ص62، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص510/ ص540، تفسير نور الثقلين ج2 ص400/ ج3 ص212/ ج4 ص474/ ج4 ص570، التفسير الصافي ج3 ص212/ ج3 ص474/ ج4 ص371.
[59] سورة العصر, الآية 1, 2.
[60] سورة العصر, الآية 3 وكذلك الآيات التي تليها.
[61]كمال الدين ص656، عنه البحار ج24 ص214/ ج64 ص59، العدد القوية ص67، غاية المرام ج4 ص147، منتخب الأنوار المضيئة ص314، تفسير نور الثقلين ج5 ص666، التفسير الصافي ج5 ص372 كلاهما عن كمال الدين.
[62]سورة العصر, الآية 3.
[63]سورة العصر, الآية 3,2.
[64]تفسير القمي ج2 ص441, عنه البحار ج24 ص214, تفسير فرات ص607 , عنه البحار ج36 ص183, تأويل الآيات ج2 ص853, تفسير الثقلين ج5 ص666, غاية المرام ج4 ص148, التقسير الصافي ج5 ص372.
[65] سورة الشمس, الآية 1.
[66] سورة الشمس, الآية 2.
[67] سورة الشمس, الآية 4.
[68] سورة الشمس, الآية 3.
[69]إلى هنا أورده فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره.
[70] سورة الشمس, الآية 7.
[71] سورة الشمس, الآية 8.
[72] سورة الشمس, الآية 9.
[73] سورة الشمس, الآية 10.
[74]تفسير القمي ج2 ص424، عنه البحار ج24 ص70، مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص243، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص805، تفسير فرات ص563، تفسير نور الثقلين ج5 ص585 نحوه.
[75] الغيبة للنعماني ص200, عنه البحار ج52 ص140.
[76]الغيبة للنعماني ص26/ ص209، عنه البحار ج52 ص115، إلزام الناصب ج1 ص240، الأنوار البهية ص366.
[77] سورة يونس, الآية 24.
[78] الغيبة للطوسي ص427, عنه البحار ج52 ص104, الغيبة للنعماني ص291.
[79] سورة النحل, الآية 1.
[80] سورة الأنفال, الآية 5.
[81] الغيبة للنعماني ص198, عنه البحار ج52 ص139, تأويل الآيات ج1 ص252, تفسير الميزان ج12 ص223, إلزام الناصب ج1 ص66.
[82] المِسح: الكساء.
[83] المحجر: من العين ما دار بها.
[84] الغوابر جمع غابر: نقيض الماضي, والغوابر والبواقي في قبال الدوارج والسوالف, وقال العلامة المجلسي & أن حاصل المعنى هو: ما يسكن بي شيء من البلايا الماضية إلا وعوض عنه من الأمور الآتية بأعظم منها.
[85] الغائل: المهلك, والغوائل: الدواهي.
[86] سمت لهم: أي هيأ لهم
[87] سورة الإسراء, الآية 13.
[88] سورة النساء, الآية 157.
[89] سنوح الضلالة: أي ظهورها.
[90] تسنموا الملك: أي ركبوا الملك.
[91] نشقه: شمه.
[92] سورة هود, الآية 37.
[93] أي قوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}, سورة النور, الآية 55.
[94] سورة يوسف, الآية 110.
[95] كمال الدين ص352, عنه البحار ج51 ص219, الغيبة للطوسي ص167, منتخب الأنوار المضيئة ص315, غاية المرام ج4 ص120, نفس الرحمان ص111 بعضه, ينابيع المودة ج3 ص310 بعضه.
[96] ملتجة مجلجلة: أي مضطربة مرددة.
[97] مكلحاً مبلحاً: أي مفزعة معجزة.
[98] طغام: أي أوغاد الناس.
[99] سورة الأحزاب, الآية 61, 62.
[100] إلى هنا ورد في الغارات, وشرح الأخبار.
[101] سورة النحل, الآية 33.
[102] داح: نقش يُلوَّح به للصبيان يُعَلَّلون به.
[103] عتريف: أي الخبيث الفاجر.
[104] سورة الرعد, الآية 7.
[105]كتاب سليم بن قيس ص256، عنه البحار ج34 ص259, الغارات ج1 ص5، عنه البحار ج33 ص365، شرح الأخبار ج2 ص39 نحوه, نهج البلاغة ج1 ص182 باختصار, وسائل الشيعة ج11 ص41 بعضه باختصار شديد.
[106] سورة ص, الآية 86, 87.
[107] سورة ص, الآية 88.
[108] سورة هود, الآية 110.
[109] سورة الشورى, الآية 21.
[110] سورة المعارج, الآية 26.
[111] سورة الأنعام, الآية 23.
[112] سورة الإسراء, الآية 81.
[113] الكافي ج8 ص287, عنه البحار ج24 ص313/ ج51 ص62, تفسير الثقلين ج2 ص400 بعضه.
[114] سورة البقرة, الآية 155.
[115] الذريع: السريع.
[116] سورة آل عمران, الآية 7.
[117] كمال الدين ص649, عنه البحار ج52 ص202, الإمامة والتبصرة ص129, دلائل الإمامة ص483, الخرائج والجرائح ج3 ص1153, الغيبة للنعماني ص250, الإرشاد ج2 ص377, التفسير الصافي ج1 ص204, كشف الغمة ج3 ص260, إعلام الورى ج2 ص280, تفسير كنز الدقائق ج1 ص379, تفسير الثقلين ج1 ص142.
[118]علل الشرائع ج2 ص584، عنه البحار ج25 ص382/ ج57 ص381.
[119]الكافي ج8 ص308، نهج البلاغة ج4 ص87 نحوه، ثواب الأعمال ص253، عنه البحار ج2 ص109/ ج18 ص146/ ج52 ص190، مستدرك الوسائل ج11 ص376 نحوه.