* الشيخ الطوسي في الغيبة, عن علي بن الحكم، عن سفيان الجريري، عن أبي صادق، عن أبي جعفر × قال: دولتنا آخر الدول، ولن يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: {والعاقبة للمتقين}[1].[2]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عبد الله, عن محمد بن أبي عمير, عن هشام بن سالم, عن أبي عبد الله × أنه قال: ما يكون هذا الامر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس, حتى لا يقول قائل: إنا لو ولينا لعدلنا, ثم يقوم القائم بالحق والعدل.[3]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم, عن محمد بن علي الكوفي, عن محمد بن أبي عمير, عن عمر بن أذينة قال: قال أبو عبد الله ×: قال أبي ×: قال: أمير المؤمنين ×: يخرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة[4], وحش[5] الوجه, ضخم الهامة, بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور, إسمه عثمان وأبوه عنبسة, وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها.[6]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثني علي بن الصباح ابن الضحاك قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال: حدثنا جعفر بن محمد, عن إبراهيم بن عبد الحميد, عن أبي أيوب الخزاز, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر الباقر × قال: السفياني أحمر أشقر أزرق, لم يعبد الله قط, ولم ير مكة ولا المدينة قط, يقول: يا رب ثاري والنار, يا رب ثاري والنار.[7]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه إبراهيم بن هاشم, عن محمد بن أبي عمير, عن حماد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادق ×: إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس, أشقر أحمر أزرق, يقول: يا رب ثاري! ثاري! ثم النار, وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه.[8]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, قرقارة، عن أبي النصر إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال العجلي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: حدثنا جعفر بن سعد الكاهلي، عن الاعمش, عن بشر بن غالب قال: يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب وهو صاحب القوم.[9]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي قال: حدثني محمد بن الربيع الاقرع, عن هشام بن سالم, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × أنه قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر, وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق, وفلسطين, والاردن, وحمص وحلب.[10]
* الشيخ الطوسي في الغيبة, أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لابي عبد الله ×: إن أبا جعفر × كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم, فقال أبو عبد الله ×: واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته, ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الارض: ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون.[11]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا عمرو بن عثمان, عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله × فسمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الامر, وكان متكئاً فغضب وجلس! ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي × يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبيِّن حيث يقول: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}[12] فلا يبقى في الارض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الارض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب × وشيعته، قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الارض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه, قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الاول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الاول سحر من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله × قول الله عز وجل: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}[13].[14]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم, عن أبيه إبراهيم بن هاشم, عن عبد الله بن حماد الانصاري, ومحمد بن سنان جميعاً, عن أبي الجارود زياد بن المنذر, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ‘ قال: قال لي: يا أبا الجارود إذا دارت الفلك, وقال الناس: مات القائم أو هلك, بأي واد سلك, وقال الطالب: أنى يكون ذلك وقد بُليت عظامه! فعند ذلك فارجوه, فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج.[15]
* العلامة المجلسي في البحار, علي بن الحسين, عن محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسن, عن محمد بن علي الكوفي, عن محمد بن سنان, عن عبيد بن زرارة قال: ذُكر عند أبي عبد الله × السفياني فقال: أنى يخرج ذلك, ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء.[16]
* الخزاز القمي في كفاية الأثر, أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة ابن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، جميعاً عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق × قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن جده, عن علي × قال: قال رسول الله |: يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدد رجال بدر، فإذا كان وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله.[17]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, حدثنا عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثني محمد بن سنان, عن حذيفة بن المنصور, عن أبي عبد الله × أنه قال: إن لله مائدة[18] بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الارض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين.[19]
* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, روي بالاسناد عن ثوبان أنه قال: قال رسول الله |: إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي.[20]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, ووهيب بن حفص, عن أبي بصير, عن أبي جعفر محمد بن علي × أنه قال: إذا رأيتم ناراً من قبل المشرق شبه الهردى[21] العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل, إن الله عزيز حكيم, ثم قال: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان, لأن شهر رمضان شهر الله, والصيحة فيه هي صيحة جبرئيل × إلى هذا الخلق, ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم × فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب, لا يبقى راقد إلا أستيقظ, ولا قائم إلا قعد, ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت, فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب, فإن الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين ×, ثم قال ×: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين, فلا تشكوا في ذلك, واسمعوا وأطيعوا, وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً, ليشكك الناس ويفتنهم, فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار, فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل, وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج, وقال: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم ×, صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الامر واسم أبيه, والصوت الثاني من الارض وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة, فاتَّبعوا الصوت الاول, وإياكم والاخير أن تفتنوا به.
وقال: ×: لا يقوم القائم × إلا على خوف سديد من الناس, وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس, وطاعون قبل ذلك, وسيف قاطع بين العرب, واختلاف شديد في الناس, وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً, فخروجه إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً, فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره, والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه, وخالف أمره, وكان من أعدائه.
وقال ×: إذا خرج يقوم بأمر جديد, وكتاب جديد, وسنة جديدة, وقضاء جديد, على العرب شديد, وليس شأنه إلا القتل, لا يستبقي أحداً, ولا تأخذه في الله لومة لائم, ثم قال ×: إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم, فعند ذلك فانتظروا الفرج, وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان, فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ×, إن الله يفعل ما يشاء, ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم, فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة, وخرج السفياني, وقال: لابد لبني فلان من أن يملكوا, فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني, والسفياني هذا من المشرق, وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان, هذا من هنا, وهذا من هنا, حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما, أما إنهم لا يبقون منهم أحداً, ثم قال ×: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة, في شهر واحد, في يوم واحد, نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه, ويل لمن ناواهم, وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني, هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم, فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم, وإذا خرج اليماني فانهض إليه, فإن رايته راية هدى, ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه, فمن فعل ذلك فهو من أهل النار, لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ثم قال لي: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار, وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت, فقال حين سقطت: هاه! شبه الفزع, فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
وقال أمير المؤمنين × على منبر الكوفة: إن الله عز وجل ذكره قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لا بد منه أنه يأخذ بني أمية بالسيف جهرة, وأنه يأخذ بني فلان بغتة. وقال ×: لا بد من رحى تطحن, فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله, يكون النصر معه, أصحابه الطويلة شعورهم, أصحاب السبال[22], سود ثيابهم, أصحاب رايات سود, ويل لمن ناواهم, يقتلونهم هرجاً, والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة, فيقتلونهم هرجاً على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية, جزاء بما عملوا, وما ربك بظلام للعبيد.[23]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار, عن العباس بن معروف, عن علي بن مهزيار, عن عبد الله بن محمد الحجال, عن ثعلبة بن ميمون, عن شعيب الحذاء, عن صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبد الله الصادق × يقول: ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة.[24]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب, عن جعفر بن بشير, عن هشام بن سالم, عن زرارة, عن أبي عبد الله × قال: ينادي مناد باسم القائم ×, قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم, قلت: فمن يخالف القائم × وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل ويشكك الناس.[25]
* العلامة المجلسي في البحار, ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن الاهوازي، عن البطائني، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر ×: يخرج القائم × يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين ×.[26]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه, عن عمه محمد بن أبي القاسم, عن محمد بن علي الكوفي, عن أبيه, عن أبي المغراء, عن المعلى بن خنيس, عن أبي عبد الله × قال: صوت جبرئيل من السماء, وصوت إبليس من الارض, فاتبعوا الصوت الاول, وإياكم والاخير أن تفتتنوا به.[27]
* الشيخ المفيد في الإرشاد, سيف بن عميرة, عن بكر بن محمد, عن أبي عبد الله × قال: خروج الثلاثة: السفياني والخراساني واليماني, في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد, وليس فيها راية أهدى من راية اليماني, لأنه يدعو إلى الحق.[28]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى, عن داود الدجاجي, عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: سُئل أمير المؤمنين × عن قوله تعالى: {فاختلف الاحزاب من بينهم}[29] فقال: أنتظروا الفرج من ثلاث, فقيل: يا أمير المؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم, والرايات السود من خراسان, والفزعة في شهر رمضان, فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}[30] هي آية تخرج الفتاة من خدرها, وتوقظ النائم, وتفزع اليقظان.[31]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل, عن عاصم بن حميد الحناط, عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ‘ يقول: القائم منا منصور بالرعب, مؤيد بالنصر تطوي له الارض وتظهر له الكنوز, يبلغ سلطانه المشرق والمغرب, ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون, فلا يبقى في الارض خراب إلا قد عمر, وينزل روح الله عيسى بن مريم × فيصلي خلفه.
قال قلت: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبه الرجال بالنساء, والنساء بالرجال, واكتفى الرجال بالرجال, والنساء بالنساء, وركب ذوات الفروج السروج, وقبلت شهادات الزور, وردت شهادات العدول, واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا, واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم, وخروج السفياني من الشام, واليماني من اليمن, وخسف بالبيداء, وقتل غلام من آل محمد | بين الركن والمقام, اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية, وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته, فعند ذلك خروج قائمنا, فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة, واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً, وأول ما ينطق به هذه الاية: {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين}[32] ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه, فإذا اجتمع إليه العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج, فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق, وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.[33]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عبد الله ابن جبلة, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال قلت له: جُعلت فداك متى خروج القائم ×؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت, وقد قال محمد |: كذب الوقاتون, يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات: أولاهن النداء في شهر رمضان, وخروج السفياني, وخروج الخراساني, وقتل النفس الزكية, وخسف بالبيداء, ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الابيض والطاعون الاحمر, قلت: جُعلت فداك وأي شيء هما؟ فقال: أما الطاعون الابيض فالموت الجارف, وأما الطاعون الاحمر فالسيف, ولا يخرج القائم حتى يُنادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة, قلت: بم يُنادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه, فلا يبقى شيء خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة, فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره, وتخرج العذراء من خدرها, ويخرج القائم مما يسمع, وهي صيحة جبرئيل ×.[34]
* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم, عن أبيه, عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى × قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا × بكاء شديداً, ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين, فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً, فقال: يا دعبل الامام بعدي محمد ابني, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته, المطاع في ظهوره, لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوَّل الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً, وأمَّا متى, فإخبار عن الوقت, فقد حدثني أبي, عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي | قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال |: مَثَله مثل الساعة التي {لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة}[35].[36]
* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن محمد الكوفي, عن جعفر بن عبد الله المحمدي, عن أبي روح فرج بن قرة, عن جعفر بن عبد الله, عن مسعدة بن صدقة, عن أبي عبد الله × قال: خطب أمير المؤمنين × بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء ولم يجبر كسر عظم من الامم إلا بعد أزل[37] وبلاء, أيها الناس في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر, وما كل ذي قلب بلبيب, ولا كل ذي سمع بسميع, ولا كل ذي ناظر عين ببصير, عباد الله! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه, ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده[38] الله بعلمه, كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزرع ومقام كريم, ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والامر والنهي, ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الامور.
فيا عجباً! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها, لا يقتصون أثر نبي, ولا يقتدون بعمل وصي, ولا يؤمنون بغيب, ولا يعفون عن عيب, المعروف فيهم ما عرفوا, والمنكر عندهم ما أنكروا, وكل امرئ منهم إمام نفسه, آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات, وأسباب محكمات, فلا يزالون بجور, ولن يزدادوا إلا خطأ, لا ينالون تقرباً ولن يزدادوا إلا بعداً من الله عز وجل, آنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض, كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي |, ونفوراً مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والارض, أهل حسرات, وكهوف شبهات, وأهل عشوات, وضلالة وريبة, من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله, غير المتهم عند من لا يعرفه, فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها, ووا أسفاً! من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً, وكيف يقتل بعضها بعضاً, المتشتة غداً عن الاصل, النازلة بالفرع, المؤملة الفتح من غير جهته, كل حزب منهم آخذ منه بغصن, أينما مال الغصن مال معه, مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف[39] يؤلف الله بينهم, ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب, ثم يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم[40] كسيل الجنتين سيل العَرِم حيث بعث عليه فارة[41] فلم يثبت عليه أكمة[42] ولم يرد سننه رض طود, يذعذعهم[43] الله في بطون أودية ثم يسلكهم ينابيع في الارض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ويُمكِّن بهم قوماً في ديار قوم تشريداً لبني أمية ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا, يضعضع[44] الله بهم ركناً وينقض بهم طي الجنادل[45] من إرم[46] ويملأ منهم بطنان الزيتون.
فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليكونن ذلك, وكأني أسمع صهيل خيلهم[47] وطمطمة[48] رجالهم, وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الأَليَة[49] على النار, من مات منهم مات ضالاً وإلى الله عز وجل يفضي منهم من درج, ويتوب الله عز وجل على من تاب, ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة بل لله الخيرة والامر جميعاً[50].
أيها الناس إن المنتحلين للامامة من غير أهلها كثير, ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق, ولم تَهِنوا عن توهين الباطل, لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم, ولم يقو من قوي عليكم, وعلى هضم الطاعة وإزوائها[51] عن أهلها, لكن تُهْتُم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى بن عمران ×, ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو اسرائيل! ولعمري أن لو قد استكملتم من بعدي مدة سلطان بني أمية لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة, وأحييتم الباطل, وخلفتم الحق وراء ظهوركم, وقطعتم الادنى من أهل بدر, ووصلتم الابعد من أبناء الحرب لرسول الله |, ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء, وقرب الوعد, وانقضت المدة, وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق, ولاح لكم القمر المنير, فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة, واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول |, فتداويتم من العمى والصم والبكم, وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف, ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق, ولا يُبَعِّد الله إلا من أَبَى وظَلَمَ واعتسف[52] وأخذ ما ليس له {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}[53].[54]
* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل, وسعدان بن إسحاق بن سعيد, وأحمد بن الحسين بن عبد الملك, ومحمد بن أحمد بن الحسن جميعاً, عن ابن محبوب, وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه قال: وحدثني محمد بن عمران قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى, قال: وحدثني علي بن محمد وغيره, عن سهل بن زياد جميعاً, عن الحسن بن محبوب قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي, عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر, عن أحمد بن هلال, عن الحسن بن محبوب, عن عمرو بن أبي المقدام, عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ×: يا جابر الزم الارض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها, أولها اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ولكن حدِّث به من بعدي عني, ومناد ينادي من السماء, ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح, وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية, وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن, ومارقة[55] تمرق من ناحية الترك, ويعقبها هرج الروم, وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة, وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة, فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب, فأول أرض تخرب أرض الشام, ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الاصهب, وراية الابقع, وراية السفياني, فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون, فيقتله السفياني ومن تبعه, ثم يقتل الاصهب ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق, ويمر جيشه بقرقيسياء, فيقتتلون بها, فيقتل بها من الجبارين مائة ألف, ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة, وعدتهم سبعون ألفاً, فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً, فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طياً حثيثاً, ومعهم نفر من أصحاب القائم, ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة, ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة, فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة, فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران ×, قال فينزل أمير جيش السفياني البيداء, فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي القوم, فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب, وفيهم نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمراً مفعولاً}[56] قال: والقائم يومئذ بمكة, قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به, فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله, فمن أجابنا من الناس؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمد, ونحن أولى الناس بالله وبمحمد |, فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم, ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح, ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم, ومن حاجني في محمد | فأنا أولى الناس بمحمد |, ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين, أليس الله يقول في محكم كتابه: {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[57] فأنا بقية من آدم, وذخيرة من نوح, ومصطفى من إبراهيم, وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين, ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله, ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله |, فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب, وأسألكم بحق الله, وحق رسوله | وبحقي, فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا, فقد أُخفنا وظُلمنا, وطُردنا من ديارنا وأبنائنا, وبغي علينا, ودفعنا عن حقنا, وافترى أهل الباطل علينا, فالله الله فينا, لا تخذلونا, وانصرونا ينصركم الله تعالى.
قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً, ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف[58], وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله على كل شيء قدير}[59] فيبايعونه بين الركن والمقام, ومعه عهد من رسول الله | قد توارثته الابناء عن الآباء, والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة, فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله |, ووراثته العلماء عالماً بعد عالم, فإن أشكل هذا كله عليهم, فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه.[60]
* العلامة المجلسي في البحار, عن كتاب منتخب البصائر, وقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين × وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ما صورته: هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق × فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنه × انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لأمير المؤمنين × تسمى المخزون - وذكرها إلى أن يقول × - : إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب, أو نبي مرسل, أو عبد امتحن الله قلبه للايمان, لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة, أو صدور أمينة, أو أحلام رزينة, يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب!! فقال رجل من شرطة الخميس[61]: ما هذا العجب يا أمير المؤمنين؟! قال: وما لي لا أعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث, ألا صوتات بينهن موتات, حصد نبات ونشر أموات, واعجباً كل العجب بين جمادي ورجب! قال أيضاً رجل يا أمير المؤمنين: ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟! قال ثكلت الآخر أمه وأي عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام[62] الأحياء! قال: أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟! قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم, يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}[63] ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني إني بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض, أنا يعسوب الدين, وغاية السابقين, ولسان المتقين, وخاتم الوصيين ووارث النبيين, وخليفة رب العالمين, أنا قسيم النار, وخازن الجنان, وصاحب الحوض, وصاحب الأعراف, وليس منا أهل البيت إمام إلا عارف بجميع أهل ولايته, وذلك قول الله تبارك وتعالى {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}[64] ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض, رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها, فإذا استدار الفلك قلت: مات أو هلك بأي واد سلك, فيومئذ تأويل هذه الآية: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً}[65] ولذلك آيات وعلامات, أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق, وتخريق الزوايا في سكك الكوفة, وتعطيل المساجد أربعين ليلة, وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر, يشبهن بالهدى, القاتل والمقتول في النار, وقتل كثير وموت ذريع, وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين, والمذبوح بين الركن والمقام, وقتل الأسبغ المظفر صبراً في بيعة الأصنام, مع كثير من شياطين الانس, وخروج السفياني براية خضراء, وصليب من ذهب, أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجهاً إلى مكة والمدينة, أميرها أحد من بني أمية يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال على عينه طرفة[66] يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد | فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الاموي, ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد | قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان, حتى إذا توسطوا الصفائح الأبيض بالبيداء, يخسف بهم, فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم, وليكون آية لمن خلفه, فيومئذ تأويل هذه الآية: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}[67] ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق, وموضع مريم وعيسى ‘ بالقادسية ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود × بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة, وأمير الناس جبار عنيد يقال له: الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال له: الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة, ويقتل على جسرها سبعين ألفاً حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء, ونتن الأجساد, ويسبي من الكوفة أبكاراً لا يكشف عنها كف ولا قناع, حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغريين, ثم يخرج من الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق, حتى يضربون دمشق لا يصدهم عنها صاد, وهي إرم ذات العماد, وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير, مختمة في رؤس القنا بخاتم السيد الأكبر, يسوقها رجل من آل محمد |, يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب, كالمسك الأذفر, يسير الرعب أمامها شهراً, ويخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم, وهم أبناء الفسقة حتى يهجم عليهم خيل الحسين × يستبقان كأنهما فرسا رهان, شعث غبر أصحاب بواكي[68] وقوارح[69] إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول: لا خير في مجلس بعد يومنا هذا, اللهم فإنا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون, فهم الأبدال الذين وصفهم الله عز وجل: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}[70] والمطهرون نظراؤهم من آل محمد |, ويخرج رجل من أهل نجران راهب يستجيب الامام, فيكون أول النصارى إجابة, ويهدم صومعته ويدق صليبها, ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى, فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين وهي ما بين البرس والفرات, فيقتل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى, فيقتل بعضهم بعضاً فيومئذ تأويل هذه الآية: {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين}[71] بالسيف وتحت ظل السيف, ويخلف من بني أشهب الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هراباً حتى يأتون سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية: {فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون}[72] ومساكنهم الكنوز التي غنموا من أموال المسلمين ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ, فيومئذ تأويل هذه الآية: {وما هي من الظالمين ببعيد}[73] وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق, عند طلوع الشمس: يا أهل الهدى اجتمعوا, وينادي من ناحية المغرب بعدما تغيب الشمس: يا أهل الهدى اجتمعوا, ومن الغد عند الظهر بعد تكور الشمس, فتكون سوداء مظلمة, واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل, بخروج دابة الأرض وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر, عند كهف الفتية, ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم, منهم رجل يقال له: مليخا والآخر كمسلمينا وهما الشاهدان المسلمان للقائم, فيبعث أحد الفتية إلى الروم, فيرجع بغير حاجة, ويبعث بالآخر, فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً}[74], ثم يبعث الله من كل أمة فوجاً ليريهم ما كانوا يوعدون فيومئذ تأويل هذه الآية: {ويوم نبعث من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون}[75] والورع خفقان أفئدتهم, ويسير الصديق الأكبر براية الهدى, والسيف ذي الفقار, والمخصرة[76] حتى ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة, فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الأول, ويهدم ما دونه من دور الجبابرة, ويسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها, ومعه التابوت, وعصى موسى, فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحراً لجياً لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤجوء السفينة على ظهر الماء, ثم يسير إلى حروراء حتى يحرقها ويسير من باب بني أسد حتى يزفر زفرة في ثقيف, وهم زرع فرعون, ثم يسير إلى مصر فيصعد منبره, فيخطب الناس فتستبشر الأرض بالعدل, وتعطي السماء قطرها, والشجر ثمرها, والأرض نباتها وتتزين لأهلها, وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كأنعامهم, ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم, فيومئذ تأويل هذه الآية: {يغني الله كلاً من سعته}[77], وتخرج لهم الأرض كنوزها, ويقول القائم: كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية, فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين, أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً}[78] فلا يقبل الله يومئذ إلا دينه الحق ألا لله الدين الخالص, فيومئذ تأويل هذه الآية: {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون * ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينصرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون}[79], فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاثمائة سنة ونيف, وعدة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومائتان وأربعة وثلاثون منهم سبعون الذين غضبوا للنبي | إذ هجمته مشركوا قريش فطلبوا إلى نبي الله أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}[80] وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الأسود ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن, فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين, ومن أفناء الناس ألفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملائكة أربعون ألفاً, من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف, ومن المردفين خمسة آلاف, فجميع أصحابه × سبعة وأربعون ألفاً ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤوس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن والانس, عدة يوم بدر, فبهم يقاتل وإياهم ينصر الله, وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الأرض.[81]
* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال حججت مع رسول الله حجة الوداع فلما قضى النبي | ما افترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ونادى برفيع صوته أيها الناس فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق فقال |: اسمعوا أني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم بكى رسول الله | حتى بكى لبكائه الناس أجمعون فلما سكت من بكائه, قال: اعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر, أو غني بخيل, أو عالم راغب في المال, أو فقير كذاب, أو شيخ فاجر, أو صبي وقح, أو امرأة رعناء[82], ثم بكى رسول الله |.
فقام إليه سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال |: يا سلمان إذا قلَّت علماؤكم, وذهبت قراؤكم, وقطعتم زكاتكم, وأظهرتم منكراتكم, وعلت أصواتكم في مساجدكم, وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم, والعلم تحت أقدامكم, والكذب حديثكم, والغيبة فاكهتكم, والحرام غنيمتكم, ولا يرحم كبيركم صغيركم, ولا يوقر صغيركم كبيركم, فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ويجعل بأسكم بينكم وبقي الدين بينكم لفظاً بألسنتكم فإذا أتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخاً أو قذفاً بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يُلبسكم شِيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}[83].
فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال |: عند تأخير الصلوات, واتباع الشهوات, وشرب القهوات[84], وشتم الآباء والأمهات, حتى ترون الحرام مغنماً, والزكاة مغرماً, وأطاع الرجل زوجته, وجفا جاره, وقطع رحمه, وذهبت رحمة الأكابر, وقل حياء الأصاغر, وشيدوا البنيان, وظلموا العبيد والإماء, وشهدوا بالهوى, وحكموا بالجور, ويسب الرجل أباه, ويحسد الرجل أخاه, ويعامل الشركاء بالخيانة, وقلَّ الوفاء, وشاع الزناء, وتزين الرجال بثياب النساء, وذهب عنهم قناع الحياء, ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الأبدان, وقل المعروف, وظهرت الجرائم, وهونت العظائم, وطلبوا المدح بالمال, وأنفقوا المال للغناء, وشغلوا في الدنيا عن الآخرة, وقل الورع, وكثر الطمع والهرج والمرج, وأصبح المؤمن ذليلاً, والمنافق عزيزاً, مساجدهم معمورة بالأذان, وقلوبهم خالية عن الإيمان, بما استخفوا بالقرآن, وبلغ المؤمن عنهم كل هوان, فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين, وقلوبهم قلوب الشياطين, كلامهم أحلى من العسل, وقلوبهم أمر من الحنظل, فهم ذئاب فعليهم ثياب, ما من يوم إلا يقول الله تبارك وتعالى أنى تفترون أم علي تجرؤون {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}[85] فوعزتي وجلالي لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت ورقة خضراء فواعجباً لقوم آلهتهم أموالهم وطالت آمالهم وقصرت آجالهم وهم يطمعون في مجاورة مولاهم في الجنة ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ولا يتم العمل إلا بالعقل.[86]
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن بعض أصحابه, وعلي بن إبراهيم, عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعاً, عن محمد بن أبي حمزة, عن حمران قال: قال أبو عبد الله × - في حديث طويل - أتاني بعض موالينا فقال: - إلى أن يقول - ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟ فقلت: أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟ قال: بلى, فقلت: هل ينفعك علمك أن هذا الامر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين؟ إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي كنت لهم أشد بغضاً, ولو جهدت أو جهد أهل الارض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الاثم لم يقدروا فلا يستفزنك الشيطان, فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون, ألا تعلم أن من أنتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غداً في زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله, ورأيت الجور قد شمل البلاد, ورأيت القرآن قد خَلُقَ وأُحدث فيه ما ليس فيه, وَوُجِّه على الأهواء, ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الماء, ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق, ورأيت الشر ظاهراً لا يُنهى عنه ويعذر أصحابه, ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء, ورأيت المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله, ورأيت الفاسق يَكذُب ولا يُرد عليه كذبه وفريته, ورأيت الصغير يستحقر بالكبير, ورأيت الارحام قد تقطعت, ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله, ورأيت الغلام يُعطى ما تعطى المرأة, ورأيت النساء يتزوجن النساء, ورأيت الثناء قد كثر, ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه, ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد, ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع, ورأيت الكافر فرحاً لما يرى في المؤمن, مرحاً لما يرى في الارض من الفساد, ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل, ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً, ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قوياً محموداً, ورأيت أصحاب الآيات يُحتقرون ويُحتقر من يحبهم, ورأيت سبيل الخير منقطعاً وسبيل الشر مسلوكاً, ورأيت بيت الله قد عُطل ويؤمر بتركه, ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله, ورأيت الرجال يتسمنون[87] للرجال, والنساء للنساء, ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها, ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال, ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب, وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها, واعطوا الرجال الأموال على فروجهم وتنوفس في الرجل, وتغاير عليه الرجال, وكان صاحب المال أعز من المؤمن, وكان الربا ظاهراً لا يُعيَّر, وكان الزنى تمتدح به النساء, ورأيت المرأة تصانع[88] زوجها على نكاح الرجال, ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن, ورأيت المؤمن محزوناً محتقراً ذليلاً, ورأيت البدع والزنى قد ظهر, ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور, ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم, ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه, ورأيت الليل لا يُستخفى به من الجرأة على الله, ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه, ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل, ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير, ورأيت الولاة يرتشون في الحكم, ورأيت الولاية قبالة لمن زاد, ورأيت ذوات الارحام يُنكحن ويكتفى بهن, ورأيت الرجل يُقتل على التهمة وعلى الظنة, ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله, ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء, ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور, يعلم ذلك ويقيم عليه, ورأيت المرأة تقهر زوجها, وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها, ورأيت الرجل يُكري[89] امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب, ورأيت الايمان بالله عز وجل كثيرة على الزور, ورأيت القمار قد ظهر, ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع, ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لاهل الكفر, ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها, لا يمنعها أحد أحداً, ولا يجترئ أحد على منعها, ورأيت الشريف يستذله الذي يُخاف سلطانه, ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت, ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته, ورأيت الزور من القول يتنافس فيه, ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل, ورأيت الجار يكرم الجار خوفاً من لسانه, ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالاهواء, ورأيت المساجد قد زخرفت, ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة, ورأيت البغي قد فشا, ورأيت الغيبة تُستملح, ويبشر بها الناس بعضهم بعضاً, ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله, ورأيت السلطان يُذل للكافر المؤمن, ورأيت الخراب قد أديل[90] من العمران, ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان, ورأيت سفك الدماء يستخف بها, ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا, ويشهر نفسه بخبث اللسان ليُتقى وتسند إليه الامور, ورأيت الصلاة قد استخف بها, ورأيت الرجل عنده المال الكثير ثم لم يزكه منذ ملكه, ورأيت الميت يُنبش من قبره ويؤذى وتباع أكفانه, ورأيت الهرج قد كثر, ورأيت الرجل يمشي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه, ورأيت البهائم تُنكح, ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضاً, ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه, ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم, ورأيت السحت[91] قد ظهر يتنافس فيه, ورأيت المصلي إنما يصلى ليراه الناس, ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين, يطلب الدنيا والرئاسة, ورأيت الناس مع من غلب, ورأيت طالب الحلال يُذم ويُعير, وطالب الحرام يمدح ويعظم, ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله, لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد, ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين, ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع, ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور, ورأيت مسلك الخير وطريقه خالياً لا يسلكه أحد, ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد, ورأيت كل عام يُحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان, ورأيت الخلق والمجالس لا يُتابعون إلا الاغنياء, ورأيت المحتاج يُعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله, ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد, ورأيت الناس يتسافدون[92] كما يتسافد البهائم لا ينكر أحد منكراً تخوفاً من الناس, ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله, ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوء الناس حالاً عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما, ورأيت النساء وقد غلبن على المُلك وغلبن على كل أمر لا يؤتى إلا ما لهن فيه هوى, ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما, ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيباً حزيناً يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة[93] من عمره, ورأيت السلطان يحتكر الطعام, ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور, ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفى بها, ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به, ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك, ورأيت الآذان بالأجر والصلاة بالأجر, ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله, مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر, ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يُشان[94] بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك, لا يعاقب ويعذر بسكره, ورأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه, ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله, ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع, ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسوق والجرأة على الله, يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون, ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر, ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها, ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناس, ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم, لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا, ورأيت الدنيا مقبلة عليهم, ورأيت أعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب إلى الله عز وجل النجاة وأعلم أن الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقباً واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله, وإن أُخِّرت ابتُلُوا وكنت قد خَرَجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين.[95]
[1] سورة الأعراف, الآية 128.
[2] الغيبة للطوسي ص472, عنه البحار ج52 ص332, روضة الواعظين ص265, الإرشاد ج2 ص385, إعلام الورى ج2 ص290, كشف الغمة ج3 ص265, إلزام الناصب ج2 ص246.
[3] الغيبة للنعماني ص274, عنه البحار ج52 ص244.
[4] ربعة: أي مربوع لا طويل أو قصير.
[5] أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به.
[6] كمال الدين ص651, عنه البحار ج52 ص205, الخرائج والجرائح ج3 ص1150, إعلام الورى ج2 ص282, منتخب الأنوار المضيئة ص54.
[7] الغيبة للنعماني ص306, عنه البحار ج52 ص253.
[8] كمال الدين ص651, عنه البحار ج52 ص205.
[9] الغيبة للطوسي ص462, عنه البحار ج52 ص216.
[10] الغيبة للنعماني ص304, عنه البحار ج52 ص252, نفس الرحمان ص303.
[11] الغيبة للطوسي ص435, عنه البحار ج52 ص288, كمال الدين ص652, عنه البحار ج52 ص206, الإرشاد ج2 ص371, إعلام الورى ج2 ص279, الخرائج والجرائح ج3 ص1161, كشف الغمة ج3 ص257, المستجاد من الإرشاد ص258, الأنوار البهية ص379, الصراط المستقيم ج2 ص248 باختصار.
[12] سورة الشعراء, الآية 4.
[13] سورة القمر, الآية 2.
[14] الغيبة للنعماني ص260, عنه البحار ج52 ص292, وورد في حلية الأبرار وتفسير البرهان.
[15] كمال الدين ص326, الغيبة للنعماني ص154, عنهما البحار ج51 ص136, إعلام الورى ج2 ص232.
[16] البحار ج52 ص245, عن الغيبة للنعماني ص277.
[17] كفاية الأثر ص266, عنه البحار ج36 ص410/ ج52 ص303.
[18] وفي نسخ: مأدبة.
[19] الغيبة للنعماني ص278, عنه البحار ج52 ص246.
[20] كشف الغمة ج3 ص272, عنه البحار ج51 ص82, غاية المرام ج7 ص103.
[21] الهردى: وهي عروق يصبغ بها وتكون إما أصفر أو أحمر.
[22] السبال جمع السبلة: وهي ما على الشارب من شعر.
[23] الغيبة للنعماني ص253, عنه البحار ج52 ص230.
[24] كمال الدين ص649, عنه البحار ج52 ص203, الإرشاد ج2 ص374, الغيبة للطوسي ص445, الخرائج والجرائح ج3 ص1162, إعلام الورى ج2 ص281, كشف الغمة ج3 ص259, الصراط المستقيم ج2 ص249.
[25] كمال الدين ص650, عنه البحار ج52 ص205, الإمامة والتبصرة ص129.
[26] بحار الأنوار ج52 ص285, عن كمال الدين ص653, تهذيب الأحكام ج4 ص333, العدد القوية ص65.
[27] كمال الدين ص652, عنه البحار ج52 ص206.
[28] الإرشاد ج2 ص375, الغيبة للطوسي ص446, عنه البحار ج52 ص210, الخرائج والجرائح ج3 ص1163, إعلام الورى ج2 ص284, كشف الغمة ج3 ص259, الصراط المستقيم ج2 ص250.
[29] سورة مريم, الآية 37.
[30] سورة الشعراء, الآية 4.
[31] الغيبة للنعماني ص251, عنه البحار ج52 ص229, تأويل الآيات ج1 ص387, نفس الرحمان ص286.
[32] سورة هود, الآية 88.
[33] كمال الدين ص330, عنه البحار ج52 ص191, كشف الغمة ج3 ص342, إعلام الورى ج2 ص291, الأنوار البهية ص374, مستدرك الوسائل ج12 ص235 بعضه, التفسير الصافي ج2 ص339 بعضه, تفسير الثقلين ج2 ص212 بعضه.
[34] الغيبة للنعماني ص289, عنه البحار ج52 ص118, الأنوار البهية ص367.
[35] سورة الأعراف, الآية 187.
[36] كمال الدين ص372, عيون أخبار الرضا × ج1 ص296, عنهما البحار ج51 ص154, كفاية الأثر ص275, مدينة المعاجز ج7 ص189, إعلام الورى ج2 ص68, كشف الغمة ج3 ص118, غاية المرام ج2 ص259, منتخب الأنوار المضيئة ص71, تفسير الثقلين ج2 ص107 مختصراً, ينابيع المودة ج3 ص309.
[37] الأزل: الشدة والضيق.
[38] من القود فإنهم قد أصابوا دماءاً بغير حق.
[39] القزع: قطع السحاب المتفرقة, وإنما خص الخريف لأن السحاب يكون فيه متفرقاً غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.
[40] أي من محل إنبعاثهم وتحريضهم.
[41] وفي بعض النسخ: قارة.
[42] الأكمة: التل.
[43] الذعذعة: التفريق والتشريد.
[44] التضعضع: الهدم.
[45] الجندل: الصخر العظيم.
[46] بلاد إرم: وهي الشام.
[47] والمقصود هنا بني أمية لعنهم الله.
[48] الطمطمة في الكلام: أن يكون في عجمة.
[49] الأَلْيَة: الشحمة.
[50] إلى هنا ورد في الإرشاد.
[51] الإزواء: الصرف.
[52] عسف: السير على غير هدى, وركوب الأمر من غير تدبير.
[53] سورة الشعراء, الآية 227.
[54] الكافي ج8 ص63, عنه البحار ج31 ص554/ ج51 ص122/ ج74 ص343, الإرشاد ج1 ص291 باختلاف عنه البحار ج32 ص43.
[55] أي جماعة يخرجون من الدين ببدعة أو ضلالة.
[56] سورة النساء, الآية 47.
[57] سورة آل عمران, الآية 33. 34.
[58] القزع: قطع السحاب المتفرقة, وإنما خص الخريف لأن السحاب يكون فيه متفرقاً غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.
[59] سورة البقرة, الآية 148.
[60] الغيبة للنعماني ص279, عنه البحار ج52 ص237, الاختصاص ص255, تفسير العياشي ج1 ص64 باختلاف, وسائل الشيعة ج11 ص41 مختصراً, غاية المرام ج3 ص271 مختصراً, منتخب الأنوار المضيئة ص61 بعضه.
[61]الشرطة بالضم: هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة، سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يُعرفون بها, الخميس: الجيش سُمي به لانه مقسوم بخمسة أقسام: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب، وسُئل الاصبغ ابن نباتة: كيف سُميتم شرطة الخميس؟ فقال: انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح، يعني أمير المؤمنين ×.
[62] هامة: رأس كل شيء.
[63] سورة الممتحنة, الآية 13.
[64] سورة الرعد, الآية 8.
[65] سورة الإسراء, الآية 6.
[66] الطَرفة: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.
[67] سورة سبأ, الآية 51.
[68] البواكي: جمع باكية.
[69]القوارح: جمع قارحة من به قرح في قلبه من الحزن.
[70] سورة البقرة, الآية 222.
[71] سورة الأنبياء, الآية 15.
[72] سورة الأنبياء, الآية 12.
[73] سورة هود, الآية 82.
[74] سورة آل عمران, الآية 83.
[75] سورة النمل, الآية 83.
[76]المخصرة: شيء كالسوط, وما يتوكأ عليه كالعصا, وما يأخذه الملك بيده يشير به إذا خاطب والخطيب إذا خطب.
[77] سورة النساء, الآية 129.
[78] سورة الفجر, الآية 22.
[79] سورة السجدة, الآية 27, 28, 29, 30.
[80] سورة الشعراء, الآية 227.
[81]البحار ج53 ص77, عن مختصر البصائر ص195.
[82] الرعناء: الحمقاء.
[83] سورة الأنعام, الآية 65.
[84] القهوة: الخمر.
[85] سورة المؤمنون, الآية 115.
[86]جامع الأخبار ص140، عنه البحار ج52 ص262، إلزام الناصب ج2 ص119.
[87] أي يستعملون الأغذية والأدوية للسمن ليعمل معهم القبيح.
[88] المصانعة: الرشوة والمداهنة.
[89] يُكري: بمعنى يُؤجِّر.
[90] الإدالة: الغلبة.
[91] السحت: هو ما خبث من المكاسب وحَرُم كثمن الكلب والخمر والخنزير.
[92] السفاد: نزو الذكر على الأنثى, أي جهرة في الطرق والشوارع.
[93] وضيعة: أي خسران ونقص.
[94] من الشين: أي العيب.
[95] الكافي ج8 ص36, عنه البحار ج52 ص254, وسائل الشيعة ج11 ص514, تفسير الميزان ج5 ص396.